يعقوب هو يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم أحد الأنبياء المذكورين في التوراة والقرآن، وبحسب بعض الروايات الآيات القرآنية فإن يعقوب كان على دين جده إبراهيم وكذلك كان أبناءه من بعده، ذكرت الروايات التاريخية أنه ولد وعاش فترة من الزمن في أرض كنعان، ومن ثم ارتحل إلى أرض حرّان وتزوّج هناك من ابنتي خاله، كان له كذلك جاريتان، وبعد مّدة من الزمن عاد هو وأولاده ومن بقي من زوجاته إلى أرض كنعان، ارتحل في آخر حياته إلى مصر، عاش هناك حتى وفاته، وكانت وصيّته أن يُدفن عند والده إسحاق وجدّه إبراهيم في أرض كنعان. يعقوب في المسيحية واليهودية. يعقوب أو ياكوف (بالعبرية: עֲקֹב) معناه «ماسك كعب القدم» ويُعرف أيضاً بإسرائيل أي أو «مصارع الله» حسب القصة الواردة في سفر التكوين 32 عندما صارع يعقوب الإله دون أن يدري. كان ليعقوب دور رئيسي في الأحداث الأخيرة من سفر التكوين في العهد القديم. ميلاده. وَلَدَ لإسحاق ورفقة: عيسو ويعقوب بعد 20 سنة زواج، حيث كان إسحاق 60 من العمر (سفر التكوين 25:26)، وكان إبراهيم 160 من العمر. يختلف يعقوب عن أخيه عيسو بالمظهر والتصرفات. عيسو كان صياد، بينما كان يعقوب رجل يسكن الخيام. عندما كانت رفقة حاملاً كان الطفلان يتصارعان مع بعضهما في داخل رحمها (سفر التكوين 25:22). خوفاً من هذه الحركة، سألت رفقة الله عن سببها، بعدها عَرَفَت أنها حامل بطفلين، وأنهم سيؤسسان أُمتين مختلفتين. ويكونان دائماً في تنافس وفي الحقيقة الأكبر سيخدم الأصغر. لَم تُخبر رفقة زوجها إسحاق بذلك بل احتفظت بذلك في قلبها. كان عيسو أول من ولد، وولد أخوه يعقوب (إسرائيل) بعده مُباشرةً وكان يمسك بكعب قدم عيسو. ولذلك سمي ياكوف أي (الكعب) المُشتق من الكلمة العبرية "עקב”. فضل إسحاق عيسو ولكن الأم فضلت يعقوب. وبالتالي يكون أبناء إسحاق هم: شراءه للبكورية من أخيه عيسو. خلال فترة شباب الأخوان، تم تَنشئتهما في نفس البيئة وتعرضوا لنفس الأشياء التي تعرض لها أبيهما إسحاق وجدهم إبراهيم. وفي يوم من الأيام، عاد عيسو من الحقل وكان جائعا جداً. فانتهز يعقوب هذا الموقف وعرض على عيسو صحن من الحساء مُقابل أن يبيعه عيسو بكوريته كونه الأخ الأكبر. وافق عيسو وقال «إني سأموت، فما نفع البكورية لي؟». وفي الحقيقة فإن تنازل عيسو عن بكوريته يدل على ازدراءه للتقاليد التي كانت لدى أبيه إسحاق. في كلمات الكتاب المقدس «وهكذا أحتقر عيسو امتيازات بكوريته» سفر التكوين 25:29-34. من مميزات البكورية هي: مرتبة عليا في العائلة «سفر التكوين 49:3»، وقيمة مضاعفة من الورث «سفر تثنية 21:15-18 الأشتراع 12:17» ومنصب في العائلة «سفر العدد 19-8:17» وأيضاً البركة الإبراهيمية «سفر التكوين». استيلاء يعقوب على نبوة أخيه عيسو. كان اليهود يخصون الابن الأكبر سنا بالميراث كله سواء كان الميراث ماديا أو غير ذلك بما في ذلك النبوة والمُلك، وعلى هذا النحو كان «عيسو» الابن الأكبر لإسحاق هو الذي سيرث النبوة وكل شيء، ولكن «رفقة» أم يعقوب خططت لتجعل ولدها يعقوب يستولي على هذا اللقب، وانتهزت فرصة أن «عيسو» خرج ليحضر الطعام إلى أبيه المكفوف ثم نفذت خطتها. كان إسحاق والد يعقوب كبيرا في السن وقد أصيب بالعمى، فلما قرَرَ أن يبارك ابنه الأكبر عيسو قَبلَ أن يموت، أمره أن يذهب إلى البرية ليصطاد له صيدا ويحضره له طعاما قبل أن يأخذ البركة، فسمعت رفقة أم يعقوب حديثهما، ولما خرج عيسو إلى البرية ليصطاد، أرشدت «رفقة» ابنها يعقوب بأن يصطاد لها نعجتين لتقوم بتحضير وجبة شهية لأبيه، فيستلم بذلك البركة من أبيه بدلاً من أخيه عيسو. ولكن يعقوب تردد وأصابه القلق من أن يلمس أبوه جلده فيتعرف عليه لأن عيسو كان شخص مُشعر ويعقوب كان أملس فيجلب بذلك على نفسه لعنة بدلا من بركة، فطمأنت رفقة ولدها يعقوب وأمرته بأن يضع جلد نعجة حول رقبته ويديه. ثم ذهب يعقوب إلى خيمة أبيه مُتَنَكراً، فتفاجأ إسحاق من سُرعة «عيسو» في الصيد، فارتاب في الأمر ثم سأله بشك «من أنت يا ابني» ؟ فأجاب يعقوب «أنا عيسو ابنك البكر» وكان إسحاق لايزال شاكاً في الأمر فطلب منه أن يحسَهُ لكي يتأكد أنه عيسو لأن عيسو كان مُشعرا، وقد بدا أن جلد النعاج قد خدع إسحاق ولكنه قال «إن الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو»، ومع ذلك بارك إسحاق يعقوب. ما إن غادر يعقوب الخيمة، وصل عيسو واكتشف الخدعة. كان إسحاق متفاجئ وأكد بأنه قد بارك يعقوب. وقد أشفق إسحاق على عيسو فأعطاه بركة أقل. فقال عيسو بأنه سيقتل أخوه. وهذه هي التفاصيل كما حكاها سفر التكوين: وكانت «رفقة» أم يعقوب سامعة إذ تكلم إسحاق مع عيسو إبنه، فذهب عيسو إلى البرية كى يصطاد صيداً ليأتى به، وأما «رفقة» فكلمت يعقوب ابنها قائلة إنى قد سمعت أباك يكلم عيسو أخاك قائلاً: ائتنى بصيد واصنع لى أطعمة لآكل وأباركك أمام الرب قبل وفاتى، فالآن يا ابنى اسمع لقولى فيما أنا آمرك به: اذهب إلى الغنم وخذ لى من هناك جديين جيدين من المعزى فاصنعهما أطعمة لأبيك كما يحب، فتحضرها إلى أبيك ليأكل حتى يباركك قبل وفاته، فقال يعقوب لرفقة أمه: هو ذا عيسو أخى رجل أشعر وأنا رجل أملس، ربما يجسنى أبى فأكون في عينيه كمتهاون وأجلب على نفسى لعنة لا بركة فقالت له أمه: .. اسمع لقولي فقط.. وأخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت، وألبست يعقوب ابنها الأصغر، وألبست يديه وملاسة عنقه جلود جديى المعزى.. فدخل إلى أبيه وقال: يا أبى فقال: ها أنذا، من أنت يا بنى ؟ فقال يعقوب لأبيه: أنا عيسو بكرك، قد فعلت كما كلمتنى، قم اجلس وكل من صيدى لكى تباركني نفسك.. فقال إسحق ليعقوب: تقدم لأجسك يا بنى.. أأنت هو ابنى عيسو أم لا.. فجسه وقال: الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو.. فباركه.. وقال: .. فليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الأرض.. لتستعبد لك شعوب وتسجد لك قبائل. كن سيداً لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك، ليكن لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين (تكوين: 27) لجوءه إلى بيت لابان. علمت رفقة بنوايا عيسو للأنتقام من يعقوب، فأمرت يعقوب بالهرب إلى بيت أخيها لابان إلى أن يهدأ غضب عيسو. كان هناك غرضين لرحلة يعقوب وهما الهرب من عيسو وإيجاد زوجة له لأن لخاله لابان ابنتين ليئة وراحيل. في الطريق إلى حاران، أختبر يعقوب رؤية حيث رأى سلم يصل إلى السماء وملائكة يصعدون، وسميت الرؤية بسلم يعقوب. من أعلى السُلم سمع صوت الله الذي كرر العديد من البركات عليه. استيقظ يعقوب في الصباح وأكمل طريقه إلى حاران. توقف يعقوب عند بئر حيث الرعاة يسقون ماشيتهم، وهناك قابل الابنة الصغرى للابان وهي راحيل. لقد أحبها على الفور، وبعد أن مكث شهراً عندهم طلب يدها للزواج مقابل أن يعمل 7 سنين لدى خاله. بدت السبع سنين كأنها ايام معدودة لشدة حبه لها، لكن عندما انقضت هذه السنين، خدع لابان يعقوب وأبدل راحيل بليئة، ولم يعرف يعقوب لأنها لبست خماراً على وجهها. في الصباح، عندما عرف يعقوب، ذهب إلى خاله لابان ولكن لابان برر فعلتة بأنه في بلادهم يجب أن تُعطى البنت الكُبرى أولاً. مع ذلك وافق يعقوب أن يعمل سبع سنين أخرى ليأخذ راحيل، فتزوج يعقوب براحيل بعد أسبوع من زواجه من ليئة وأكمل السبع سنين. أحب يعقوب راحيل أكثر من أي شيء في العالم وبذلك شَعَرَت ليئة بالكراهية. فتح الله رَحم ليئة فولدت 6 أولاد: روبين، شمعون، لاوي، يهودا، زبولون، وياساكر وبنتاً واحدة اسمها دينا. كانت راحيل عاقراً، فأعطت جاريتها بيلها كزوجة ليعقوب، فدخل عليها وولدت له دان ونفتالي. رأت ليئة بأنها توقفت عن الولادة، فأعطت يعقوب جاريتها زيلفا فولدت له ابناً اسمه جاد وآخر اسمه آشير. وأكرم الله راحيل فولدت يوسف وبنيامين. عندما وُلد يوسف، أراد يعقوب أن يزور بيت ابيه، ولكن لابان كان مُتردد من أن يدعه لأن الله بارك ماشيته بسبب يعقوب. الآن لابان عرض ان يدفع ليعقوب ولكن يعقوب قام بأتفاق غريب مع لابان حيث اقترح على لابان أن يَزيل كل النعاج المنقطة البنية وما يولد منهم يكون ليعقوب. فجعل يعقوب النعاج الحوامل أن ينظروا على النعاج المنقطة فيتوحموا ويلدوا نعاج مُنقطة، بذلك أصبح يعقوب غنياً «أنظر سفر التكوين». رأى بنو لابان بأن يعقوب أصبح يملك أحسن الماشية، فتغيرت نظرة لابان له. ذكر أن يعقوب أراد أن يرحل ويأخذ زوجاته وأطفاله من دون أن يَعلم لابان. قبل أن يرحلوا قامت راحيل بسرقة تماثيل البيت من بيت لابان. في حالة غضب للابان، قام بملاحقة يعقوب لسبعة أيام. في الليلة التي سبقت امساك لابان ليعقوب، ظهر الله للابان في حلم وحذره من أن يقول اي شيء جيد أو سيء ليعقوب. عندما تقابل يعقوب ولابان، لَعَبَ لابان دور الحمى المجروح وطالب بأرجاع التماثيل. بدون أن يَعلم يعقوب بأن راحيل أخذت التماثيل، قال للابان بأن من أخذها يجب أن يموت وعرض عليه أن يفتش أغراضهم. عندما دخل لابان خيمة راحيل، قامت راحيل بتخبئة التماثيل فلم يراها لابان فمضى كل واحد في طريقه. استعداده لملاقاة أخيه عيسو. في طريقه إلى كنعان سمع يعقوب من رسله أن أخاه عيسو قادم إليه ومعه 400 رجل، فخاف يعقوب كثيرا من انتقام أخيه منه، فقسّم يعقوب جيشه إلى نصفين لكي ينجو نصف الجيش على الأقل في حالة هجوم عيسو على نصفه الآخر، ثم دعا يعقوب رب آبائه إبراهيم وإسحاق أن ينجيه من بطش أخيه عيسو، وقد جهز هدايا كثيرة لكي يستعطفه بها مكونة من 200 عنزة و20 تيسا و200 نعجة و20 كبشا و30 ناقة مرضعة وأولادها و40 بقرة و10 ثيران و20 اتانا و10 حمير، وأمر يعقوب أتباعه أن يقسموا هداياه قطيعا قطيعا كل قطيع يقوده نفر من أتباعه وأن يجعلوا فسحة بين قطيع وقطيع وأمر كل نفر من أتباعه إذا صادفهم عيسو وسألهم أن يجيبوه بأنها هدايا من عبدك يعقوب إلى سيده عيسو وأن يقولوا له بأن عبدك يعقوب هو وراءنا يستعطف وجهك بهذه الهدية السائرة أمامه، وينظروا إلى وجهه عسى أن يرفع وجهه، فاجتازت الهدية قدامه وأما هو فبات تلك الليلة في المحلة. وبعد أن أخذ يعقوب لقب «إسرائيل» بعد صراعه مع الرب، عبر الأرض التي سمّاها فَنُوئِيلَ وهو يعرج على فخده المصاب أثناء المعركة، فرفع عينيه ونظر فرأى عيسو أخوه مقبل إليه ومعه 400 رجل، فأمر زوجتيه ليئة وراحيل وجارتيه وأبناءه من كل واحدة منهن أن يصطفوا ورائه، فسجد يعقوب إلى الأرض سبع مرات حتى اقترب إلى أخيه، فرَكَضَ إليه «عِيسُو» وَعَانَقَهُ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ، وَبَكَيَا، ثم تقدمت كل زوجة وجارية هي وأبنائها وسجدت كل واحدة منهن لعيسو، فسأل عيسو يعقوب عن جنوده الذين يحملون الهدايا فقال له يعقوب: «لأَجِدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ سَيِّدِي»، رأى عيسو أن الهدايا كثيرة فرفض أن يأخذها فألح عليه يعقوب حتى أخذها وأخبره أنه رأى وجهه مثل وجه الرب الذي صارعه وأراده أن يكون راضيا عنه، وبعدها افترقا ورجع عيسو في طريقه إلى سعير أما يعقوب فارتحل إلى سكوت. صراع يعقوب مع الرب ولقب إسرائيل. جاء في سفر التكوين الأصحاح 24ـ32 أن يعقوب نال لقب «إسرائيل» وتعني باللغة العبرية «مصارع الرب» بعد صراع مع الرب دام حتى طلوع الفجر، فقد جاء في سفر التكوين أن الرب جاء يعقوب على صورة إنسان (وفي سفر هوشع جاءه على صورة ملاك) فصارعه، وعندما أدركهم الفجر رفض يعقوب أن يطلقه قبل أن يباركه، فدعا اسمه «إسرائيل» الذي مَعناه «مصارع الرب». ثم طلب يعقوب اسم الكائن الذي كان يصارعه، ولكنه لم يخبره، فسمى يعقوب المكان «بني ايل» أي معناه «وجه الله»، قال «أنا رأيت الله وجهاً لوجه ولم أمُت». ونص السفر هو كما يلي : 24 فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25 وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26 وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27 فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28 فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ». 29 وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي». 31 وَأَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِذْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ عَلَى فَخْذِهِ. 32 لِذلِكَ لاَ يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِرْقَ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخِذِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، َنَّ اليوم الذي ترع ف اليوم الذي تصارع فيه يعقوب مع الرب ونال لقب إسرائيليه مع الربةُ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا. الرجوع إلى كنعان. بعدما ودع يعقوب أخيه «عيسو» وذهب كل واحد منهما إلى سبيله، ارْتَحَلَ يعقوب إِلَى مكان دعا اسمه «سُكُّوتَ»، أقام فيه وَبَنَى لِنَفْسِهِ بَيْتًا، وَصَنَعَ لِمَوَاشِيهِ مِظَلاَّتٍ وبعدها شد رحاله إلى مدينة شكيم قرب كنعان . وعندما وصل حدود كنعان، كانت راحيل زوجته على وشك الولادة، فولدت الابن الأصغر ليعقوب الذي هو بنيامين وماتت . بعدها قام يعقوب بدفنها وشيد صرحا لقبرها الذي يقع خارج بيت لحم. ولايزال قبرها مزارا ليومنا هذا. وأخيرا وصل يعقوب إلى بيت أبيه إسحاق، فمات إسحاق وعمره 180 عاماً. قام يعقوب وعيسو بدفنه فِي مَغَارَةِ فِي حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ الْمُوَاجِهَةِ لِمَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ التي كان إبراهيم قد اشتراها. يعقوب ويوسف: كان يوسف قد فارق أباه يعقوب عندما كان عمره 17 عاماً، حيث أُخذ كعبد إلى مَصر بسبب أخوته الذين كانوا يغارون منه لأنه حلم حلماً وبه كان مَلكاً عليهم. حزن يعقوب جداً على فقدانه ليوسف. وبعد 13 عاماً من أخذ يوسف كَعَبد، حَلَمَ فرعون بحلمين وكان يريد من يفسرهما له. وسمع فرعون أن يوسف الذي كان في السجن يستطيع أن يفَسر هذه الأحلام. فسّر يوسف هاذين الحلمين على أنه ستأتي 7 سنوات يزداد فيها خير الأرض ويتبعها 7 سنوات عجاف، لا تؤتي الأرض خلالها محاصيل كافية. تعجّب الفرعون من هذا التفسير، وجعل يوسف نائبا له، ووكل له مسؤولية جمع وتخزين جزءا من القمح والغلال خلال سنوات زيادة المحاصيل لاستهلاكها خلال سنوات المجاعة. عندما جاءت سنوات المجاعة، فَذَهَبَ عَشَرَةٌ مِنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ لِيَشْتَرُوا قَمْحاً مِنْ مِصْرَ. فَلَمَّا رَآهُمْ يُوسُفَ عَرَفَهُمْ، أما هم فلم يعرفوه. وطلب منهم أن يرى أخوهم الصغير أي أخاه بنيامين . وأخذ يوسف شِمْعُونَ كرهينة إلى ان يجلبوا بنيامين معهم. صُدمَ يعقوب عندما عَلم بذلك، حيث كان خائفا على بنيامين؛ لأنه اخر ما بقي له من زوجته راحيل ، ورفض أن يُرسله. ولكن عندما ازدادت المجاعة، وافق يعقوب أن يُرسل بنيامين مع أبنائه إلى مصر، وقد وَعَدَه يَهُوذَا بأن يحمي بنيامين. بعد ذلك وصل الأخوان إلى يوسف، فعندما رأى يوسف أخاه بنيامين تأثر كثيراً وكشف نفسه لأخوته ، بأنه هو يوسف أخوهم. دعى يوسف أخوته وعوائلهم وأباه إلى المجيء لمصر. عاش يعقوب آخر 17 سنة من عمره في مصر مع أولاده الإثنا عَشَر ومات عن عُمر 147. وقبل موته جَعَل يوسف بأن يعده بأن يدفنه في مَغَارَةِ حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ . فأقام يوسف جنازة كبيرة لأبيه. قصة اغتصاب ابنته دينا. يروي سفر التكوين الإصحاح 34 قصة فتاة اسمها «دينة» ابنة يعقوب من إحدى زوجاته، أعجب بها ابن رئيس المدينة المجاورة فاتصل بها واضطجع معها وأذلها، ثم عزم أن يجعل هذه العلاقة مشروعة وقرر الزواج بها، فلاطفها وذهب إلى أبيها يعقوب لكي يكلمه في الأمر ويطلب مصاهرته ويمضى في إجراءات العقد، فلما كلم يعقوب في الأمر تظاهر هو أسرته بقبول المصاهرة، ولكنه اشترط عليه أن يختتن هو وجميع أفراد قبيلته حتى يتم هذا الزواج، وكذلك لتتسع دائرة العلاقات بين أبناء يعقوب وأهل المدينة جميعاً، وفي اليوم الثالث لإجراء الختان، وبينما ذكور المدينة متوجعين من الختان أغار أولاد يعقوب على المدينة وهي آمنة، فقتلوا الذكور كلهم وسبوا كل الأطفال والنساء ونهبوا ما وجدوه من ثروات، وهذه تفاصيل القصة كما يرويها سفر التكوين: وخرجت دينة ابنة ليئة التي ولدتها ليعقوب .. فرآها شكيم ابن حمور الحوى رئيس الأرض وأخذها واضطجع معها وأذلها، وتعلقت نفسه بدينة ابنة يعقوب، وأحب الفتاة، ولاطف الفتاة، فكلم شكيم حمور أباه قائلاً خذ لى هذه الصبية زوجة، وسمع يعقوب أنه نجس دينة ابنته .. فسكت حتى جاءوا (أي أبناؤه) [ ثم بعد أن عرض عليهم حمور مصاهرتهم ] .. فأجاب بنو يعقوب شكيم وحمور أباه بمكر .. فقالوا لهما: لا نستطيع أن نفعل هذا الأمر: أن نعطى أختنا لرجل أغلف .. إن صرتم مثلنا بختنكم كل ذكر نعطيكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم .. واختتن كل ذكر .. فحدث في اليوم الثالث إذ كانوا متوجعين أن ابني يعقوب: شمعون ولادي أخوي دينة أخذا كل واحد سيفه وأتيا على المدينة بأمن وقتلا كل ذكر وقتلا حمور وشكيم بحد السيف .. ونهبوا المدينة، وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل أطفالهم ونساءهم وكل ما في البيوت. (تكوين: 34) قصة ابنه يوسف مع إخوته. جاء في سفر التكوين أن يعقوب كان له اثنى عشر ابنا وكان يوسف هو الأحب إلى قلبه لأنه كان ابن شيخوخته فصنع له قميصا ملونا، ويوسف هو الابن الأول من زوجته راحيل التي توفيت سابقا بعد ولادة ابنها الثاني بنيامين عند وصولهم إلى أرض كنعان، وكان أبناء يعقوب يبغضون أخوهم يوسف لأنه كان يحبه ويهتم به أكثر منهم، وكان يوسف ابن 17 عاما عندما رأى أحلاما بأن حزمته التي حزمها في الحقل انتصبت فسجدت حزم إخوته لحزمته ثم رآى حلما آخر بأن الشمس والقمر واحدى عشر كوكبا سجدت له، فقرر إخوته التخلص منه فأرادوا قتله ولكن تدخل أخوه رَأُوبَيْنُ فمنعهم من قتله واقترح عليهم أن يرموه في بئر وهو ينوي في نفسه أن يرجع لإخراجه وإعادته إلى أبيهم ولكنهم قاموا ببيعه للإسماعليين بعشرين قطعة فضية، وأخذوا قميصه إلى أبيهم يعقوب وهو ملوث بدم تيس من الماعز ليوهموه بأن وحشا افترسه، فسار به الإسماعليين إلى أرض مصر حيث باعوه لفوطيفار خصي فرعون ورَئِيس الشُّرَطِ، لكنه صار بعد ذلك أكثر الرجال نفوذًا في مصر إلى جانب فرعون. وعندما حلَّت المجاعة على البلاد، جلب يوسف بني إسرائيل إلى مصر حيث استقروا في أرض جوشين. يعقوب في الإسلام. يؤمن المسلمون أن يعقوب من أنبياء الله ولا يجوز أن ينسب لهم الكذب أو الخداع أو الغدر والخيانة أو التدليس ولا يجوز انتقاصهم أو نسبة أي فعل شائن لهم. وقد عصمهم الله من كبائر الذنوب، والصغائر التي تدل على خساسة الطبع، صيانة لعلو مكانتهم. وقد ورد اسم «يعقوب» في القرآن 16 مرة: أبناء يعقوب وزوجاته. للنبي يعقوب اثنا عشر ولداً ذكراً وبنتُا واحدة: نسبه هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وأمه رفقة بنت بتوئيل ويقال بأن يعقوب هو أحد توأمي نبي الله اسحاق وهما عيسو ويعقوب الذي يسمى إسرائيل أيضا. عاش يعقوب عند خاله لابان في العراق، فزوجه بنتيه ليا وراحيل، ولابان عندما زوجهما من يعقوب اهدى كلا منهما جارية. وهما بدورهما أهدتا الجاريتين إلى يعقوب الزوج، وبذلك صار يعقوب لأربع زوجات هن: ليا وراحيل وزلفا وبيلها. اما ليا فقد أنجبت له روبين وشمعون ولاوي ويهودا وياساكر وزبولون وبنتاً واحدة اسمها دينا. وأما راحيل فأنجبت له يوسف وبنيامين، كما أنجبت له بيلها دان ونفتالي، وأنجبت زيلفا جاد وعشير، وبذلك صار يعقوب في غمضة عين زوجا لأربع زوجات وأبا لاثني عشر ولدا عرفوا بالاسباط فيما بعد، وتوفي عنهم بعد أن بلغ 180 سنة ودفن في الخليل بفلسطين. يوسف بن يعقوب بن إسحاق هو أحد الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن، وهو الابن الحادي عشر للنبي يعقوب، وصدِّيق ونبي من أنبياء بني إسرائيل وشخصية دينية مقدسة في الأديان الإبراهيمية الثلاث (اليهودية، المسيحية، والإسلام)، وسميت السورة الثانية عشر في القرآن باسمه (سورة يوسف). يُعتبر يوسف بن يعقوب من أكثر الشخصيات المشهورة في القرآن والتوراة، اشتهر بالمقدرة على تأويل الأحلام وكان شديد الجمال فورد في صحيح مسلم أن يوسف أوتي شطر الحُسن. وهو من عائلة شرفها الله بالنبوة لذا وصفه النبي محمد بأنه الكريم ابن الكريم ابن الكريم فقال: . وصف الله في القرآن قصة يوسف بأنها «أحسن القصص»، فيقول في الآية 3 من السورة مخاطبًا النبي محمد . واختلف العلماء لم سميت هذه السورة بأحسن القصص من بين سائر سور القرآن فقيل : لأنه ليست قصة في القرآن تتضمن من العبر والحكم ما تتضمن هذه القصة وقيل : سماها الله أحسن القصص لحسن مجاوزة يوسف عن إخوته وصبره على أذاهم وعفوه عنهم وكرمه في العفو عنهم، وقيل : لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين والملائكة والشياطين، والجن والإنس والأنعام والطير وسير الملوك والممالك والتجار والعلماء والجهال والرجال والنساء وحيلهن ومكرهن، وفيها ذكر التوحيد والفقه والسير وتعبير الرؤيا، والسياسة والمعاشرة وتدبير المعاش، وجمل الفوائد التي تصلح للدين والدنيا . وقيل لأن فيها ذكر الحبيب والمحبوب وسيرهما. القصة. رؤيا المنام والبشارة بالنبوة (الآيات 1 - 6). في إحدى الليالي؛ رأى يوسف في منامه أحد عشر كوكبًا ورأى الشمس والقمر ساجدين له، فلمّا أفاق ذهب إلى أبيه يعقوب وقصَّ عليه الرؤيا '، أدرك يعقوب بحدسه وبصيرته أنَّ ابنه سيكون له شأن عظيم، وحذَّره من أن يقصَّ رؤياه على إخوته، فيحسدونه على ما آتاه الله من فضله، وخاف يعقوب أن يفسد الشيطان قلوبهم، فأطاع يوسف والده وأضمر الرؤيا في نفسه '، كما ذكَّره يعقوب بأنه من نسل الأنبياء وبأن أبويه إبراهيم وإسحاق من الذين اصطفاهم الله وشرفهم بالنبوة، والرؤيا التي رآها تدل على أن الله اصطفاه، وسيؤتيه النبوة والحكمة وسيتم نعمته عليه كما أتمَّها على إبراهيم وإسحاق من قبل ، ثم خُصَّ يعقوب ابنه بعطفه، وأولاه رعايته وعنايته، وغدا يحبه أكثر عن إخوته وقرَّبه إليه. المؤامرة عليه وإلقاءه في البئر (الآيات 7-18). لم تكن محبة يعقوب ليوسف تخفى على إخوته، فكيف وهم يعيشون في بيت واحد، وظل هذا الأمر حبيسًا في صدورهم، إلى أن جلسوا يومًا يبثون الشكوى ويتشاورون فيما بينهم وقد امتلئت صدورهم بالحقد والحسد على يوسف وأخيه الأصغر، فأدركوا بلا شك بأنهما أحب إلى أبيهم منهم، ووصفوا أباهم بالضلال (أي بالخطأ مما فعله)، وبدأوا يفكرون في طريقة يتخلصوا فيها من يوسف اقترح أحدهم أن يقوموا إما بقتل يوسف أو بنفيه في مكان بعيد عن المنزل في أرض خلاء كي تأكله السباع، ثم ينفردوا بمحبة أبيهم لهم، ويتوبوا بعد ذلك إلى الله من هذا العمل ويكونوا من الصالحين '، إلَّا أن أحدهم لم تعجبه الفكرة، فاقترح أنْ يلقوا بيوسف في بئرٍ عميق، فربما يعثر عليه بعض المارة من المسافرين ويأخذوه معهم، لقيت هذه الفكرة استحسانًا وقبولاً فيما بينهم واستقر رأيهم على نفيه وإبعاده '، لاحقًا شعر الأخوة بصعوبة تنفيذ هذه الخطط، لأنه يعقوب كان حريصًا جدًا على يوسف ويرفض حتى اختلاط يوسف الزائد بهم وخروجه معهم. لكن أخوة يوسف أصروا على تنفيذ خطتهم، فعادوا إلى أبيهم وسألوه عن سبب رفضه لخروج يوسف معهم ولماذا لا يأتمنهم عليه '. طلب الأبناء بلطف من يعقوب أن يسمح ليوسف بالخروج معهم في اليوم التالي لكي يرتع ويلعب، ووعدوه بأنهم سيحفظوه ويحموه حتى يعود إليه '، إلا أنَّ يعقوب أبدى عدم ارتياحه لطلبهم، وخاف أن يغفلوا عن يوسف وينشغلوا عنه فيأتيه ذئب فيأكله '، طمأن الأبناء أبيهم أنَّ يوسف سيكون في أيدٍ أمينة، وأنهم سيحفظونه كما وعدوه، متباهيين بقوتهم وكثرتهم '، فرضخ يعقوب لطلبهم ووافق على ذهاب يوسف معهم، ولكنه ظل يتوجَّس خيفة في نفسه من أن يصيب يوسف مكروه. أدرك أخوة يوسف أخيرًا أنهم حصلوا على مرادهم، وبعد أن خرجوا من منزلهم وذهبوا بيوسف بعيدًا عن أبيه راودتهم من جديد فكرة قتله والتخلص منه، لكن هذه الفكرة لم تلقَ قبولًا بين الأخوة كلهم، فأجمعوا هذه المرة على إلقاءه في البئر ولم يعترض منهم أحد، وأوحى الله إلى يوسف بدون أن يشعر إخوته أن لا يحزن مما هو فيه، فإن الله سيجعل له من بعد ذلك فرجًا ومخرجًا حسًنا، وسينصره عليهم ويعليه ويرفع درجته، وسيخبرهم يوسف بما فعلوا معه من هذا الصنيع لاحقًا . ثم ألقى الأخوة بيوسف في البئر المظلم، وظلوا عنده حتى غربت الشمس وغاب الشفق ودخل الليل، وكانوا قد اختاروا هذا الوقت لأنه وقت لا يمكن فيه البحث عن يوسف. عاد الأبناء إلى أبيهم ليلًا '، متظاهرين بالبكاء والحسرة والندم على فقدان أخيهم، مظهرين لوالدهم الأسف والجزع على يوسف، وأخبروا أباهم بأنهم ذهبوا ليتسابقوا فيما بينهم وتركوا يوسف عند أمتعتهم لأنه لا يقوى مثلهم على الإستباق ومن أجل أن يحفظ المتاع، فحدث ما حدث وأكله الذئب. كان الأخوة شبه متيقنين بأن والدهم لن يصدق روايتهم '، ولكي تكتمل المؤامرة ويقنعوا آباهم بروايتهم جاءوا بقميص يوسف وعليه دم كذب (أي ليس دم يوسف ربما من شاه أو نحوها) في محاولة لإقناع يعقوب بأن هذا قميص يوسف الذي أكله فيه الذئب وقد أصابه من دمه، لم يقتنع يعقوب بالرواية وحزن حزنًا شديدًا، وأعلن لهم أن ما حدث ليس كما قالوا، بل إنهم يخفون شيءًا في صدورهم، طالبًا من الله أن يلهمه الصبر على فراق يوسف وأن يفرِّج الله بعونه ولطفه هذا الهم عن قلبه . إنقاذ يوسف وارتحاله إلى مصر (الآيات 19-20). وبينما كان يوسف يقبع وحيدًا في البئر في ليل مظلم بعيدًا عن أبيه وبيته، لا أنيس له ولا رفيق، إذ اقترب من البئر مجموعة من السيَّارة (قافلة من المسافرين) وكان قد أصابهم من سفرهم التعب والمشقة، فأرادوا أن يستريحوا من سفرهم ويشربوا ويسقوا دوابهم، فأرسلوا واحدًا منهم ليأتي لهم بالماء، فألقى بدلو في البئر ليرفع الماء فكان الدلو ثقيلًا، لأن يوسف كان قد تشبَّت به ليخرج، إلا أنَّ صاحب الدلو تمكَّن من رفعه، فذُهل وأصابته الدهشة عندما رأى يوسف، فلم يتوقع أنْ يكون في البئر غلام في ذلك الليل المظلم، وصاح بين أصحابه منبهًا لهم على عثوره على غلام في البئر، فخرج يوسف من البئر ونجى، ثم قرر السَّيارة أن يأخذوه معهم ويضمُّوه إلى بضاعتهم . علم أخوة يوسف بأنّ هناك أناسًا أخرجوه من البئر وأنقذوه وحملوه معهم، فلحقوا بالقافلة إلى أن ادركوها وطلبوا منهم التوقف، ثم أخبروهم بأنّ هذا الغلام هو عبد لهم قد هرب منهم، ولم يخبروهم بأنه أخوهم، فتوقفت القافلة وعرض السيارة على إخوة يوسف أنْ يشتروه منهم، فوافق إخوه يوسف وباعوه للسيارة بثمنٍ زهيدٍ قليل لا يتجاوز عدة دراهم، ثم تابعت القافلة مسيرها . إقامة يوسف في بيت عزيز مصر (الآيات 21-22). ارتحلت القافلة إلى مصر حاملين يوسف معهم، وهم لا يعملون أنهم يحملون غلامًا سيكون ملكًا على مصر فيما بعد، وعندما وصلت القافلة إلى وجهتها قررت أن تبيعه، إذ كانت تنتشر في مصر آنذاك أسواق الرقيق بكثرة، فشاءت إرادة الله أن يشتريه عزيز مصر (أي الوزير الذي يملك خزائن البلاد). ذهب العزيز به إلى بيته واعتنى به وأوصى زوجته أن تكرمه، وتوسَّم فيه الخير والصلاح، فانتقل يوسف من حياة الشدة والحقد والبداوة إلى حياة السعة والقصور والتقدير والاحترام وعوَّضه الله عن حنان أبيه بحنان عزيز مصر الذي قرَّبه إليه وكأنه أحد أبناءه، وأعلى الله شأنه ورفعه قدره وعلَّمه تفسير الرؤى '، أقام يوسف في منزل عزيز مصر عبدًا خادمًا، ومرت السنين وكبر يوسف، وأصبح شابًا قويًّا يافعًا جميل الخلقة، فآتاه الله العلم والحكمة والنبوة، فكان هذا جزاء صبره على الأذى '، عمل يوسف في بيت عزيز مصر الذي ولَّاه التصرف في شؤون بيته وأعماله. امرأة العزيز تراود يوسف عن نفسه (الآيات 23-24). عاش يوسف في قصر العزيز مكرمًا وبلغ أشده، وأصبح شاباً ذا جمال لافت في خلْقه وخُلُقه وآتاه الله العلم والحكمة التي بشره بها والده يعقوب، وامتلأ قلبه بمحبة الله ومخافته واحترامه لسيده الذي رباه وحماه، وبلغ الأمر به أن افتتنت به امرأة العزيز وهي سيدته وزوجة سيده، فكانت ابتلاءًا آخر ليوسف، ذلك أنها أحبته حبًا شديدًا لجماله وحسنه وبهائه، فراودته عن نفسه ودعته إليها لفعل الفاحشة، فحملها ذلك في يوم من الأيام أن تجمَّلت له ودعته إلى إحدى غرف القصر، فأجاب يوسف دعوتها بحسن نية، ولم يكن يدور بخلده أن امرأة العزيز تدبر له أمرًا وأن هناك فتنة عظيمة على وشك أن تقع له، ثم غلَّقت امرأة العزيز أبواب الغرفة بإحكام واختلت بيوسف بعد أن كانت قد استعدت مسبقًا لهذا اللقاء، وبعد أنْ تيقَّنت من أنَّ المكان أصبح خاليًا وآمنًا من دخول أحد عليهما قالت له : «هَيْتَ لك» أي هلمَّ إلي وتعال وأسرع. كان هذا الموقف صعبًا جدًا على يوسف، فهو شاب في ريعان شبابه تدعوه سيدته إلى نفسها، في قصر سيده الذي أكرمه وأحسن مثواه وائتمنه على أهله وماله، وبالرغم من كل محاولات امرأة العزيز لإغواءه ودفعه إلى ارتكاب الفاحشة إلَّا أنه استعصم وامتنع، واستعمل معها أسلوب التذكير والوعظ والتخويف، لعلها ترجع وتزدجر، ونبهها ثلاث مرات: فقد استعاذ بالله أولًا من هذه المعصية ومن قباحة هذا الفعل، وثانيًا ذكَّر زوجة العزيز بأنَّ زوجها قد أكرمه وأعلى شأنه ورباه في بيته لذا فهو لن يسيئ إليه بالخيانة، وثالثًا حذَّر امرأة العزيز من أنَّ هذا الفعل هو من أفعال الظالمين الذين لن يفلحوا إذا فعلوه وستكون له عواقب وخيمة . لكن إجابات يوسف الثلاث لم تردع امرأة العزيز ولم يكن لهذه الإجابات ذاك الأثر لكي تكف عنه، وأوشكت على ارتكاب الفاحشة مع يوسف، فعصمه الله وصرف عنه السوء بأن أظهر له آية من آيته في غرفة القصر المغلقة، فتذكر يوسف (عندما قصَّ رؤياه على أبيه) كيف بشَّره يعقوب بأنه سيكون نبيًا له شأن عظيم، وأن الله سيؤتيه الحكمة والنبوة كما آتاها لإسحاق وإبراهيم، فكانت هذه الآية الإلهية دافعًا قويًا له لكي يخلَّص نفسه من هذا الموقف . أفلت يوسف من يدي امرأة العزيز، وركض مبتعدًا عنها مسرعًا باتجاه باب الغرفة ليهرب. لقد كان السباق بين يوسف وامرأة العزيز عنيفًا، والسبب أنها كانت تخشى من وقوع المصيبة الأكبر وهي أن يخرج يوسف من الغرفة ويخبر الآخرين بما حدث، وهذا أمر خطير لا يمكن لإمرأة في منصبها أن تتحمله، فهو يجعلها مهانة وذليلة في عيون الناس الذين سيرمونها بالطيش والضلال، فلما علمت أن يوسف اختار الطريق الصحيح لخلاصه منها حرصت بكل قوتها لكي تلحق به وتمنعه من الخروج حتى لا يعلم أحد بما وقع، فكانت أسرع منه ولحقت به وأمسكت بقميصه من الخلف وجذبته إليها بقوة حتى لا يخرج، فانشق قميص يوسف وتقطَّع. وفي تلك اللحظة بالضبط؛ فتح العزيز باب الغرفة ليدخل، فرأى ذلك المشهد الصادم، مشهد يوسف الغلام الذي رباه في بيته وأكرمه، هاهو اليوم بعد أن كبر واشتد عوده يختلي مع امرأته في كامل زينتها في غرفة واحدة وقميصه ممزق، لقد كان وصول العزيز في هذا التوقيت مفاجئًا جدًا لإمرته، التي أصيبت بخيبة أمل كبيرة بعد أن ذهبت خطتها سدى، وشعرت بالحرج الشديد وهي تواجه زوجها وجهًا لوجه، وأيقنت أنها وقعت في مأزق، فأسرعت (وقبل أن يتفوَّه العزيز بكلمة) لكي تدفع التهمة عن نفسها بالمكر والخديعة، وتُظهر البراءة أمام زوجها فقالت غاضبة: ، وكأنها قصدت أن تقول أن يوسف قد اعتدى عليها أولًا ويجب أن ينال عقابه ظهور براءة يوسف (الآيات 26-29). بعد أن سمع يوسف ما قالته امرأة العزيز من قلب للحقائق، أصبح في موقف لا ينفع معه السكوت، لأنه لو سكت لكان هذا إقرارًا منه بأنه هو المعتدي، فلم يجد سوى الدفاع عن نفسه قائلًا: . وبعد أن سمع العزيز رواية كل منها أصبح في موقف لا يحسد عليه هو الآخر، إذ كان وقع هذه الحادثة شديدًا عليه، فسكت ولم يتكلم واحتار فيما يفعل، لكنه اهتدى أخيرًا إلى قرار حكيم، وهو أنه لن يستأثر بالحكم في هذه القضية بنفسه، بل سيطلب مشورة من شخص آخر. روى العزيز لرجل من أهل زوجته ما حدث بين يوسف وامرأته، وكيف رآهما على الحال الذي رآهما عليه، على أمل أن يجد عنده الجواب، ويبدو أن هذا الرجل كان حكيمًا يستشيره العزيز في أمور الدولة ويأخذ برأيه، ولأنه كان من أهل زوجته أو من أقاربها ففي هذا دفع لأي اتهام بتحيزه ليوسف في حال صدر الحكم لصالحه. وبعد أن سمع الرجل الحكيم الرواية من العزيز نصحه قائلًا: . أعجب العزيز جدًا بهذه الفكرة وعاد مسرعًا ليرى قميص يوسف، فوجده وقد تمزق من الخلف وتيقن من ذلك، وتذكر كلام الرجل الحكيم، وبان له صدق يوسف وكذب امرأته، فوصفها بأنَّ كيدها عظيم لأنها اعتمدت على الحيلة والخداع لتبرأ نفسها واتهمت شخصًا بريئًا '، لقد كان أكثر ما يخشاه العزيز هو أن يطلع الناس على ما حدث بين يوسف وامرأته، فبعد أن واجه العزيز امرأته وأعلمها بأن ما دبرته هو من كيد النساء، التفت إلى يوسف طالبًا منه أن ينسى ما حدث ويعرض عنه، ولا يتحدث به أمام أحد، ثم وجَّه كلامه إلى زوجته كي تستغفر من ذنبها وخطيئتها '. شيوع الخبر في المدينة وخطة امرأة العزيز (الآيات 30-34). حاول العزيز كتمان الخبر بكل ما أوتي من سلطة ونفوذ إلا أنه شاع وانتشر، ربما عن طريق خدم القصر والعبيد ، فعرفت به بعض نساء المدينة، والظاهر أن هؤلاء النسوة كانوا من نساء الأمراء أو الوزراء ومن نظيرات امرأة العزيز والمماثلات لها في القدر والمكانة، فاجتمعن في جلسة خاصة متعجبين من فعله امرأة العزيز وحبها الشديد لفتاها الذي تحت يدها وفي خدمتها وتعلقها به وطلبها منه أن تمارس معه الفاحشة، وشنَّعوا عليها فعلتها واصفينها بأنها موغلة في الضلال وغارقة في الخطيئة ، ولما بلغ امرأة العزيز ما قالته النسوة عنها، سارعت بإعداد خطة مدروسة ومكيدة محكمة للإيقاع بهن، وكان غرضها من ذلك أن يتمكنَّ من مشاهدة يوسف عن قرب، ليلمسن بأنفسهم مدى تأثير مشاهدتهن له في نفوسهن، وأنهن لو كن مكانها لفعلن نفس ما فعلته أو أشد، فأرسلت إليهن ودعتهن لزيارتها على سبيل الضيافة، وأعدت لهم مكانًا يجلسن فيه، وأعطت لكل واحدة منهن سكينًا لتستعملها في تقطيع الطعام. أخذ النسوة راحتهن على المتكأ التي أعدته المضيفة، ووُضع الطعام بين أيديهن، فأخذن يأكلن ويشربن ويمرحن ويضحكن كعادة النساء في مثل هذه الجلسات، فرأت امرأة العزيز أنَّ اللحظة المناسبة التي أرادتها وخططت لها قد حانت، فطلبت من يوسف أن يدخل عليهن فدخل، وكان قد لبس أجمل الثياب، فأصيبت النسوة بالدهشة عندما رأينه، وأعظمن شأنه ووقع في قلوبهن هيبة له، ورأين ما لم يكن لهن في الحسبان، فقد كان شابا على قدر عظيم من الجمال، فتشاغلن عما في أيديهن من الطعام وجرحنها بالسكاكين من فرط الدهشة، ولم يشعرن بألم جراحة الأصابع، فقد كان العقل غارقًا والبصر شاردًا متأملًا في جمال هذا الفتى ومحاسنه، وقلن متعجبات: إنَّ هذا ليس ببشر بل هو ملاك كريم لأن البشر لا يكونون على هذا القدر من الجمال والحُسن رأت امرأة العزيز بعد هذه الحادثة أنها انتصرت على النساء بهذه الخطة وأوقعت بهن، وأنهن جميعًا يتمنون ما تمنته من يوسف فلا لوم عليها بعد الآن، ثم واجهتن امرأة العزيز بما قالوه عنها وقالت لهن بلهجة المنتصر: . لم يعرف النسوة بماذا يجيبون امرأة العزيز، فقد شعروا بالحرج الشديد، وآثروا التزام الصمت، فكانت علامة واضحة على اقتناعهن بعذر امرأة العزيز وبضعفها أمام جمال يوسف، وأنها محقة في حبها ليوسف وبشغفها به. ثم تابعت امرأة العزيز كلامها واعترفت أمام النساء بلا حياء بأنها هي من راودت يوسف عن نفسه ولكنه امتنع ورفض وعصى أوامرها، فكان هذا الأعتراف منها أول دليل صريح على براءة يوسف، ثم توعدت يوسف أمامهن بالسجن إن لم يفعل ما تأمره به، وسيصبح ذليلًا مهانًا في السجن بعد أن كان معززًا مكرمًا في القصر . استمع يوسف للحوار بين امرأة العزيز والنساء، ولقسم امرأة العزيز بسجنه وإذلاله، وحاولت النسوة اقناع يوسف بطاعة سيدته لعله ينجو من وعيدها، فما كان منه إلا أن أصر على موقفه، وفضل دخول السجن على الاستجابة لمطالبهن، ودعا الله أن يصرف عنه كيدهن، فاستجاب الله دعاءه ويسر له مخرجًا من هذه الأزمة وحال بينه وبين المعصية . دخول يوسف السجن ( الآيات 35-42). انتشر خبر مراودة امرأة العزيز ليوسف في المدينة، وصار مكشوفًا ومشاعًا بين الناس، فلم يجد العزيز بدًا لستر الفضيحة عن بيته وزوجته إلا بإدخال يوسف السجن، بالرغم من الدلائل الواضحة وضوح الشمس على براءته، من تقطيع قميصه من الخلف وشهادة الحكيم وجرح النسوة لأصابعهن، فسُجن يوسف كتمانًا للقصة ولكي لا تشيع في عامة الناس، فصار كبش فداء ودخل السجن بغير ذنب، إنما للتغطية على نزوات أصحاب القصور وفضائحهم، وقرروا أن يسجنوه فترة من الزمن حتى ينسى الناس الحادثة . دخل يوسف السجن مظلومًا فكان هذا ابتلاءًا آخر له، وأُدخل معه في السجن في نفس الوقت تقريبًا فتيان لم يذكر القرآن سبب سجنهما، فربما يكونا سُجنا ظلمًا أيضًا، كان أحدهما هو ساقي الملك والثاني خبازه، ويبدو أن العلاقة توطدت بين يوسف والفتيان فعرفا شيءًا من علومه ومن صفاته الطيبة، وأدركا أن له حصافة رأي ورجاحة فكر. في يوم من الأيام رأى كل منها رؤيا في منامه فقرر كل منهما أن يقص رؤياه على يوسف، لعلهما يجدان تأويلها عنده. ذكر الفتى الأول أنه رأى في منامه أنه يعصر العنب في كأس الملك ليسقيه، أما الثاني فرأى أنه يحمل طبقًا فوق رأسه فيه خبز، والطيور تأكل الخبز، وطلبا من يوسف أن يفسر لهما منامهما بعد أن بدا لهما أن يوسف رجل صالح على درجة عالية من العلم والدين والخلق . ولكن يوسف أراد أولًا أن يذكرهما برسالة التوحيد ويرشدهما إلى الدين القويم قبل أن يفسر لهما منامهما فقال: مهما رأيتما من حلم فإني أعبره لكما قبل وقوعه فيكون كما أقول، وهذا ليس بكهانة ولا تنجيم بل هو مما علمني إياه الله، وقد خصني الله به لأنني من بيت نبوة، فاتبعت دين أسلافي الأنبياء، وقد تركت دين قوم مشركين لا يؤمنون بالله، فنحن معشر الأنبياء لا ينبغي لنا أن نشرك بالله، فهذا الإيمان والنبوة من فضل الله علينا وعلى الناس حين بعث الرسل لهدايتهم ولكن أكثر الناس لا يشكرون الله على هذه النعمة فيشركون غيره في العبادة . وبعد هذه المقدمة اللطيفة وانتهاءه من دعوتهما إلى التوحيد، شرع في تفسير منامهما فقال: ' ثم طلب يوسف من الذي سنجو منهما أن يذكر أمره عند الملك، ويخبره أنه قد سُجن ظلمًا وهو بريئ وقد طال حبسه، لعله يعفو عنه ويخرج من السجن. خرج الفتى الناجي من السجن لاحقًا ونسي أمر يوسف، فبقي في السجن بضع سنين ليس أقل من ثلاث سنوات '. الملك يرى رؤيا عجيبة (الآيات 42-49). مكث يوسف في السجن بضع سنوات، عانى فيها من قسوة السجن ووحشته، وظلم السجَّان وسطوته، وقد صادف أن رأى ملك مصر في تلك الفترة منامًا عجيبًا، استفاق على إثره مذعورًا يشعر بقلق شديد، فقد رأى سبع بقرات سمان وبصحة جيدة يأكلهن سبع بقراتٍ نحيلاتٍ هزيلات ورأى سبع سنبلات خضر يانعات وسبع سنبلات يابسات (لم يبق من خضرتها شيء) أكلن السنبلات الخضر، فاستدعى الملك كبار الكهنة والسحرة والمنجمين والأمراء وقص عليهم الرؤيا طالبًا منهم أن يفسروها له . أنصت الملأ لمنام الملك، وراحوا يمعنون التفكير فيه مرة بعد مرة، واحتاروا وعجزوا عن تفسيره، واصفين هذه الرؤيا بأنها رؤيا كاذبةٌ لا حقيقة لها وليس لها تأويل ولا يستطيعون تفسيرها ، ويبدو أنَّ الملك لم يكن مقتنعًا بما قاله أفراد حاشيته، فالرؤيا بالنسبة له كانت واضحة المعالم، وفي خضم هذا الحوار الدائر بينهم قال أحدهم : أنا أعلم من يفسره لكم، إنَّ في السجن رجلًا فاضلًا كثير العلم يفسر الرؤى فتأتي مطابقة للواقع. كان هذا الشخص هو نفسه الذي سُجن مع يوسف وفسر له رؤياه بأنه يعصر خمرًا وخرج لاحقًا من السجن، وهنا تذكر الرجل يوسف وبماذا أوصاه وطلب من الملك أن يسمح له بالذهاب إليه ويسأله وعندما سمع الملك ما قاله الرجل، سمح له فورًا بالذهاب إلى السجن للقاء يوسف، فوصل إلى هناك والتقى بيوسف وقص عليه منام الملك دون أن يقول له أن الملك هو صاحب الرؤيا، طالبًا منه أن يفسره حتى يعود مرة أخرى ويخبر القوم بتأويله، ووصف يوسف بأنه صديق لأنه كان قد جرب صدقه في تعبير الرؤيا التي رآها عندما كان معه في السجن . لم يوبِّخ يوسف الرجل لأنه نسي أن يذكره عند الملك فتسبب في بقاءه كل هذه السنين الطوال، بل شرع في تفسير منام الملك قائلًا: سيأتي على مصر سبع سنين تجود المياه فيها ويكثر المطر وتخصب الأرض وتكثر الغلات والخير. فسر يوسف البقر بالسنين لأنها تثير الأرض التي تستغل منها الثمرات والزروع، ثم أرشدهم إلى ما يفعلونه في تلك السنين وهو أن يتركوا ما زرعوه في مكانه ولا يحصدوه من أجل أن يبقى صالحًا للأكل، إلا كمية قليلة منه يأكلون منها بقدر الحاجة '، ثم تابع يوسف كلامه قائلًا: ثم يأتي بعد سنوات الرخاء السبع، سبعُ سنواتٍ فيها شدة وقحط شديدين تأكل كل ما ادخرتموه في سنين الخصب ويعاني فيها الناس من الجوع والفقر ويقل فيها المطر وتجف الأرض '، ثم بشَّرهم بأنه في العام الثامن سيعود المطر غزيرًا كما كان، وسيغيث الله الناس وينقذهم مما حل بهم خروج يوسف من السجن واعتراف امرأة العزيز (الآيات 50-53). وما إن سمع الرجل بتفسير منام الملك حتى عاد مسرعًا إليه، وأخبره بتفسير رؤياه، فاستحسن الملك ما قاله يوسف وأعجب بتمام عقله ورأيه السديد وفهمه، وألقى الله في قلبه اليقين بصحة التأويل وصدقه، فأمر فورًا بإخراجه من السجن وعفا عنه وطلب إحضاره إليه ليقابله، فعاد الرجل إلى يوسف يحمل له البشارة التي طال انتظارها، وهي أن الملك قد عفا عنه ويريد لقاءه، ولكن يوسف وعلى غير المتوقع رفض هذه المكافئة حتى يبرأ عرضه من تهمة مراودة امرأة العزيز وتظهر الحقيقة أمام الناس جميعًا فقال للرجل: إرجع إلى سيدي الملك واسأله عن قصة النسوة اللاتي جرحن أيديهن بالسكين، هل يعلم خبرهن؟ وهل يعلم قصتي ولماذا أنا مسجون ظلمًا بسببهن؟ . عاد الرجل إلى الملك وأخبره بما قاله يوسف، فتعجَّب الملك من كلامه واستغرب من موقفه واشتد فضوله ليعرف قصته، فأخذ يسأل عن قضيته ويحقق فيها بنفسه، فجمع النسوة بما فيهم امرأة العزيز وسألهن: ما حقيقة قصة المراودة وما الذي حدث بالضبط؟ لم تستطع النسوة أمام عظمة الملك وجديته في معرفة الحقيقة إلا الاعتراف بما حدث فقلن: . وهنا انهارت أمرأة العزيز ووقعت في مأزق بعد أن برَّأَت صديقاتها يوسف من التهمة، وهو اعتراف غير مباشر بأنها هي من دعته إلى الفاحشة، فاعترفت قائلة: . فعاقبها الله بأن فضحها على الملأ أمام الناس جميعًا: الملك ورجال الدولة ونسوة المدينة. ثم أكملت كلامها قائلة: . تمكين يوسف في الأرض (الآيات 54-57). بعد أن ظهرت براءه يوسف أمام الجميع، لم يسع الملك إلا أن يزداد إعجابًا بيوسف، فطلب الملك أن يأتوا به، لكن هذا الطلب كان مختلفًا عن المرة السابقة، فقد أراد الملك هذه المرة أن يستخلصه لنفسه أي يجعله من خاصته ومن كبار وجهاء الدولة وأعيانها، فقبل يوسف هذه المرة دعوة الملك، وذهب لمقابلته وهو مرفوع الرأس، نظيف السمعة، منشرح الصدر، وعندما كلَّم يوسف الملك أعجب به وعرف المزيد عن كرمه وفضله وإحسانه، وأكد له أنه من اليوم سيكون ذو مكانة وليس بمتهم، وأمين وليس بخائن، ثم عرض عليه العمل عنده وترك له حرية اختيار الوظيفة التي يريدها '، فاختار يوسف وظيفة القائم على ممتلكات الدولة وعلى خزائن جبايات الأرض وغلالها، ووعد الملك بأنه سيكون حافظًا وأمينًا لها '، فوافق الملك على طلب يوسف، فكان هذا جزاءه على أمانته وصدقه، فقد مكَّنه الله من أرض مصر وكان له كامل الحرية في التصرف في هذه الوظيفة وفي هذا المنصب كيفما يشاء وتحقق وعد الله له . لقاء يوسف بإخوته (الآيات 58-62). جاءت سنوات الخصب السبع بخيرها وبكثرة ماءها، فعمل يوسف باجتهاد كبير، ووصل النهار بالليل ليوفر الزائد من الغلات لسنوات القحط القادمات، ومرت هذا السنوات سريعًا، وجات سنوات القحط والشدة وقلة المطر وجفاف الأرض، والتي لم تكن في مصر وحدها بل امتد أثرها إلى جميع البلدان من حولها، وعندما اشتد القحط بالناس واحسوا بألم الجوع والحرمان، لجأوا إلى مصر سائلين، فصارت مصر قبلة المحتاجين والمعوزين، وكان إخوة يوسف من بين من رحل إلى مصر لطلب الطعام. وصل إخوة يوسف إلى مصر، حاملين معهم بضاعة لكي يشتروا بها بعض الطعام وجاءوا عند يوسف الذي عرفهم، ولكنهم لم يعرفوه فقد فارقوه وهو صغير وباعوه للسيارة . أكرم يوسف إخوته، وحمَّلهم بالمؤونة من الأطعمة وغيرها التي يحتاجونها لإهلهم، وزوَّدهم بما يحتاجونه من طعام لسفرهم، فقد كان من عادة يوسف إعطاء كل شخص حمل بعير واحد فقط لا يزيد ولا ينقص، وذلك ليكفي المخزون لباقي سنوات القحط، فلما رأى إخوة يوسف هذا الكرم منه، تشجعوا وطلبوا حملين إضافيين لأبيهم وأخيهم الأصغر، فانتهز يوسف هذه الفرصة واشترط عليهم أن أرادوا أن يعودوا ثانية لشراء الطعام فعليهم أن يحضروا ذلك الأخ الصغير معهم، وطمأنهم بأنه يوفي الكيل بغير تخسير ويكمل الوزن بلا تطفيف وسيعطيهم حق أخيهم ' لكنه حذَّرهم في الوقت نفسه من أنهم إذا أخلوا بهذا الشرط أن لا يقربوا مصر فلا كيل لهم عنده ولا طعام ' فلم يكن في وسع إخوة يوسف إلا إبداء الموافقة على طلبه، وهم يدركون أنه ليس من اليسير أن يستجيب لهم أبوهم '، ثم طلب يوسف من غلمانه الذين كانوا في خدمته أن يجعلوا في رحال إخوته وبدون علمهم بضاعتهم التي جاؤوا ليشتروا بها مؤونتهم، ليكون ذلك أدعى لرجوعهم ومجيئهم مرة أخرى وإحضار أخاهم معهم، فقد تخوَّف يوسف ألا يكون معهم ثمن غيره فلا يستطيعون الرجوع مرة ثانية ' عودة إخوة يوسف إلى أبيهم (الآيات 63-67). بعد أن أكمل إخوة يوسف شراء الطعام، انطلقوا عائدين إلى بلادهم، وتوجهوا إلى أبيهم يعقوب، فأخبروه بما حدث في رحلتهم، وما لقوه من كرم ومعاملة حسنة من عزيز مصر، ثم أخبروا أباهم بالشرط الذي اشترطه عليهم عزيز مصر (يوسف) وهو أنه لن يعطيهم شيءًا من الطعام إذا جاؤوا إلى مصر في المرة القادمة إلا أذا كان أخوهم الأصغر معهم، فطلبوا من أباهم أن يرسله معهم وأخذوا يتلطفون له ويقنعونه بالموافقة على شرط العزيز، ووعدوه هذه المرة بحمايته وحفظه من أي مكروه . وما أن سمع يعقوب هذا الإلتماس من أبناءه، حتى مرت الذكريات في نفسه لوعة وألمًا، وحرَّك حزنًا دفينًا لم تفنيه توالي الأيام والسنين، فتذكر ابنه يوسف وما فعله به أبناءه، وكيف أنهم وعدوه بأن يحفظوه ويحموه، وكيف استأمنهم عليه ولكنهم أضاعوا الأمانة، وهاهم مرة أخرى يريدون أخذ إبنه الاصغر منه، ويعدونه بأن يحفظوه ويحموه وهو نفس الوعد الذي قطعوه عليه من قبل في يوسف، لكن يعقوب أبدى تخوُّفه مرة أخرى من طلبهم، ظنًا منه أنها مؤامرة جديدة من أبناءه، مذكرهم بما فعلوه مع يوسف وبأن الله هو خير الحافظين له من شرورهم وما يكيدون له . ترك الأبناء مناقشة أبيهم في شرط العزيز بعد أن تيقنوا من صعوبة إقناعه بمطلبهم، وأخذوا يتفقدون رحالهم، وإذ بهم يتفاجؤون بأن البضاعة التي دفعوها كثمن لطعامهم عادت إليهم (وهي البضاعة التي كان يوسف قد أمر عماله بوضعها في رحالهم)، ولم يعرفوا كيف ردت إليهم، فعادوا مسرعين إلى أباهم يعقوب، لأنهم أيقنوا هذه المرة أنَّ لديهم مُبرر قوي لأخذ أخيهم الأصغر من أبيهم، فبسبب وجود البضاعة فسيتمكنون من الذهاب إلى مصر وشراء الطعام مرة أخرى بثمن هذه البضاعة، وإذا أحضروا أخاهم الأصغر معهم فهذا يعني أنهم سيحصلون على كمية طعام إضافية كما وعدهم العزيز في البداية رفض يعقوب طلبهم بشدة، لكنه وافق لاحقًا ربما بسبب حاجته الشديدة للطعام، ثم أخبر أبناءه أنه سيسمح لهم بأخذ أخيهم الأصغر منه بشرط أن يعاهدوه ويوثقوا أقوالهم والله شهيد عليهم بأن يعودوا بإبنه إليه، إلا إذا حدث أمر خارج عن إرادتهم منعهم من العودة بأخيهم فهذا قضاء الله وقدره الذي لا جدال فيه، فوافق الإخوة على الشرط، وعاهدوا يعقوب بأن يحفظوا أخاهم الأصغر من كل سوء، وأنهم لن يعودوا بدونه مهما كلفهم الأمر، عندها اطمئن يعقوب وذكرهم بأن الله شاهد على ما قالوه واتفقوا عليه . وقبل أن يرتحل الأخوة مرة أخرى إلى مصر، أوصاهم يعقوب بأن يدخلوا إلى مصر من طرق متفرقة وليس كلهم من طريق واحد، ربما لأن يعقوب خاف عليهم من حسد الناس عندما يرونهم أخوة أقوياء أشداء يحملون كمية كبيرة من الطعام على رحالهم، أو ربما أراد أن لا ينتبه لهم أحد خشية السرقة وغيره، ثم ذكَّرهم بأن هذا الإحتراز لا يرد قضاء الله وقدره، لكن عليهم أن يتوكلوا على الله ويأخذوا بالأسباب ارتحال إخوة يوسف إلى مصر وخطة يوسف (الآيات 68-79). قدم إخوة يوسف إلى مصر مرة أخرى وكان معهم في هذه المرة أخاهم الأصغر، وساروا من عدة طرق متفرقة كما أوصاهم أبوهم '، وعندما دخلوا على يوسف لم يتفاجئ بهم، فقد كان متيقنًا من عودتهم وبأن خطته سوف تنجح وسيعودون مع أخيه الأصغر، ثم أكرمهم وأحسن ضيافتهم. اختلى يوسف بأخيه الأصغر وأطلعه على شأنه وأخبره بقصته وما جرى له وكيف وصل إلى هذا المنصب وعرَّفه أنه أخوه وقال : لا تأسف على ما صنعوه بي ولا تحزن. وأمره بكتمان ذلك عنهم وألا يطلعهم على ما أطلعه عليه من قصته ومن أنه هو أخوه '. ولما قضى يوسف حاجة أخوته وحملهم بالطعام وانتهى من تجهيز القافلة بالمؤن والأطعمة، خطط بفطنة وذكاء لإبقاء أخيه الأصغر عنده، فطلب من أحد العاملين عنده أن يضع السقاية (إناء من فضة يكيل للناس به الطعام) في متاع أخيه الأصغر بطريقة خفية بدون أن ينتبه أحد، وبعد أن همَّ أخوة يوسف بالرحيل وساروا مع القافلة لمسافة ليست ببعيدة، فإذا برجل من العاملين عند يوسف يلحق بهم مسرعًا وينادي قائلًا : أيها المسافرون، أيتها القافلة، توقفوا، توقفوا أيها المسافرون، أنتم سارقون ولصوص . تفاجأ إخوة يوسف بهذا النداء والتفتوا إلى بعضهم البعض مندهشين متعجبين وتوقفت القافلة، وسرعان ما التفتوا إلى المنادي سائلين: ماهو الشيء الذي فقدتموه؟ '، فأجابهم المنادي: لقد فقدنا صواع الملك (أي صاعه الذي يكيل به). ثم وعدهم بأنه سيعطيهم حمل بعير إضافي كمكافئة لمن يأتي به وسيتكفل هو شخصيًا بهذا الحمل ' تعجَّب الإخوة من هذا الإتهام ونظر كل واحد منهم إلى الآخر، وصمتوا لبرهة وكأن على رؤوسهم الطير، ثم أجاب أحدهم المنادي قائلًا: نحن لسنا بسارقين، وهذه ليست من شيمنا ولا أخلاقنا، لم نأتِ إلى أرضكم وبلادكم للإفساد ولا نفعل مثل هذا الفعل القبيح '، لكن المنادي لم يقتنع بما قالوه فسأل مستنكرًا: إذن؛ فما جزاء من نجد صواع الملك في متاعه لو ثبت لنا أنكم تكذبون؟ '، فأجابوا وهم واثقون من برائتهم: إنَّ جزاءه هو أنَّ من سرق سيصبح عبدًا مملوكًا لمن سَرق منه وسيكون هذا عقابه لأنه تعدى على حدود الله بالسرقة .لقد كان المتبع في دين يعقوب أن يؤخذ السارق رهينة أو أسيرًا أو رقيقًا في مقابل ما يسرق، ولما كان إخوة يوسف موقنين بالبراءة فقد ارتضوا أن تُحكَّم شريعتهم فيمن يظهر أنه سارق. عادت القافلة مرة أخرى إلى قصر العزيز، وحضر يوسف بنفسه إليهم وقام بتفتيش أمتعتهم بحثًا عن صواع الملك المفقود، فبدأ أولًا بتفتيش أمتعة إخوته الواحد تلو الآخر، فلم يعثر على الصواع، وعندما وصل إلى متاع أخيه الأصغر تظاهر بأنه عثر على الصواع المفقود واستخرجه، وبهذا التدبير والكيد استطاع يوسف نزع أخيهم الأصغر من بين يديهم بالحكم الذي أصدروه مسبقًا على من سرق في شريعتهم، واستطاع يوسف أن يبقي أخاه الأصغر عنده بخطة محكمة لم تكن لتنجح لولا أنها بتوفيق الله وتدبيره . عندما رأى إخوة يوسف السقاية وهي تخرج من رحل أخيهم، شعروا بخيبة أمل كبيرة مما فعله، فقالوا بهتانًا وكذبًا: أن هذا الفعل الذي قام به هذا الصغير من سرقته لصواع الملك ليس بغريب عنه، فقد سرق له أخ من قبل (يقصدون يوسف). كان الإخوة يحاولون دفع التهمة عن أنفسهم، وأن يظهروا بأن هذا السارق الصغير ليس بأخيهم الحقيقي. سمع يوسف هذا الاتهام الكاذب وشعر بغضاضة شديدة، وحزن في نفسه حزنًا عميقًا بسبب هذا القول المفترى الذي صدر من إخوته وأقرب الناس إليه، فهم لم يكتفوا بأن ألقوه بالبئر وجعلوا قلب والده يتفطر حزنًا وألما على فراقه، بل اتهموه زورًا وعلى مسمع من الملأ بأنه سارق مثل أخيهم الأصغر وهم لا يعرفون أنه هو عزيز مصر، كان يوسف قادرًا على معاقبتهم، لكنه فضل البقاء صامتًا وقال بينه وبين نفسه: بل أنتم أشرار وسارقون، فقد سرقتم أخًا لكم من قبل من أبيكم ثم طفقتم تفترون على أخيكم الآخر البريئ وفي خضم هذا الموقف العصيب الذي حل بالأخوة، تذكروا وعدهم لأبيهم بأن لا يعودوا إلا وأخاهم معهم، فوجدوا أنفسهم في موقف معضل وتنبهوا لضخامة الورطة التي وقعوا بها، وشرعوا يستعطفون العزيز ويتوددون له في ذل وانكسار، طالبين منه أن يطلق سراح أخيهم الأصغر ويأخذ واحدًا من الأخوة بدلًا منه، وعللوا سبب ذلك بأن لهذا الأخ الصغير أبًا كبيرًا طاعنًا في السن قد لا يقوى على فراقه ويحزن حزنًا شديدًا عليه، طالبين من العزيز أن يحسن إليهم وإلى أبيهم بقبوله لطلبهم '، لكن يوسف أجابهم مستنكرا بشدة من هذا الطلب مستعيذًا بالله من قبوله لأنه منكر عظيم في نظره، فكيف سيقوم وهو عزيز مصر المستأمن على خزائنها بأخذ شخص بريئ مكان المذنب؟ أجابهم يوسف بأنه لن يأخذ إلا من وجد صواع الملك في رحله وأنه أن لم يفعل ذلك فسيكون ظالمًا وخائنًا للأمانة والشريعة ' عودة إخوة يوسف إلى أبيهم (الآيات 80-87). بذل إخوة يوسف جهدا كبيرًا لإقناع العزيز بطلبهم وألحوا عليه إلحاحًا شديدًا لكي يطلق سراح أخيهم، إلا أن يوسف ظل مصرًا على موقفه، فأيقن الإخوة بأنه لا جدوى من الرجاء ولا أمل في الاستعطاف، وذهب الإخوة واجتمعوا بعيدًا عن أعين الناس وأخذوا يتشاورون فيما بينهم بما يجب أن يفعلوه، لقد كان الأخ الأكبر أكثر الإخوة تأثرًا بما حدث، فوقف أمام إخوته تتملكه مشاعر الحزن والغضب قائلًا : ألم تعلموا أننا وعدنا أبانا بأن لا نعود إليه إلا وأخينا الأصغر معنا؟ ماذا سنقول له الآن؟ ألم نشهد الله على كلامنا وقطعنا العهد والميثاق مع الله؟ ذكَّر الأخ الأكبر إخوته بما فعلوه من قبل مع يوسف فبدأ الندم يظهر في قلوبهم، فقد فرطوا فيه من قبل وخانوا الإمانة، وهاهم اليوم مرة أخرى يفرطون بأخيهم الأصغر عاجزين عن الإتيان به. لقد شعر الأخ الأكبر بالحرج الشديد من يعقوب وبالخزي مما فعله هو وإخوته فلم يبق له وجه ليقابل به أباه، لذا قرر أن يبقى في مصر وأنه لن يعود مع إخوته، حتى يأذن له أبوه بالعودة أو يعود مع أخيه، أو يقدر الله عودته بمفرده '، ثم أمر إخوته بالرجوع إلى أبيهم وإخباره بحقيقة ما حدث، وبأن إبنه قد سرق صواع الملك، وأن عزيز مصر قد استرقه وفق حكم السرقة في شريعتنا التي أخبرناه بها، وقد شهدنا عليه بالسرقة وشاهدنا العزيز بأعيننا وهو يستخرج الصواع من أمتعته، ولم نكن نعلم عندما قطعنا عليك العهد بأنه سيسرق ونحن لا نعلم الغيب ولم نعتقد بأن الأمر سيبلغ ما بلغ '، ثم قال لهم: إذا شعرتم بأن أبيكم لم يصدق الرواية، أطلبوا منه أن يسأل أهل القرية التي حدثت فيها الواقعة والأشخاص الذين رافقوا القافلة التي أقبلنا بها فقد كانوا شاهدين أيضا على ما حدث، وسيخبروك بالحقيقة وسيتبين لك أننا صادقين ارتحل الإخوة عائدين إلى أبيهم، وأخبروه بما حدث، لقد كان وقع هذا الخبر صاعقًا على يعقوب، فحزن حزنًا شديدًا فاق حزنه أول مرة على يوسف، واليوم يفقد إبنين آخرين لا يعلم مصيرهما. لم يقتنع يعقوب برواية أبناءه بالرغم من محاولتهم إقامة الأدلة والبراهين على صدقهم، وظن أنه كذب وافتراء كالذي قالوا من قبل في يوسف، متهمًا أبناءه مرة أخرى بأن خططوا لفعل أمر سيئ، وبأن حقيقة الأمر ليس كما قالوا، طالبًا من الله أن يعينه على مصيبته بفقدان أبناءه ويزيده صبرًا عليهم، ثم دعا الله أن يجمعه بهم فهو العليم بما حل بهم والحكيم في ما قدره على عباده أعرض يعقوب عن أبناءه كراهية لما قالوه وترك الجدال معهم، كان يعقوب مثقلًا بالهموم والأحزان وعادت به الذاكرة إلى نفس الموقف الذي حدث من قبل مع يوسف، فاعتصر قلبه ألمًا على فراقه وبكى بكاءًا شديدًا، ومن شده بكاءه على يوسف ضعف بصره حتى أصيب بالعمى، فكانت هذه مصيبة أخرى حلت عليه، يصف القرآن حزن يعقوب بأنه (كظيم) أي كان ممتلئ القلب من الحزن الشديد رق قلب الأبناء على أبيهم، وتألموا لحاله وندموا على ما حل به وأدركوا أنهم السبب فيما حدث، وخافوا عليه من الهلاك أن بقي حزينًا فقالوا له على سبيل الرأفة والخوف عليه: والله لا تزال تذكر يوسف حتى ينحل جسدك وتضعف قوتك وتمرض أو ربما تهلك وتموت '، ولكن يعقوب أجابهم بأنه لا يشكو حزنه وألمه إليهم أو إلى الناس، بل يشكو إلى الله ويعلم من الله أمورًا لا يعلموها '، كان يعقوب متيقنًا بأن يوسف وأخيه على لا يزالان على قيد الحياة بسبب الرؤيا التي رآها يوسف وما يترتب عليها من بقاءه حيًا، لذا طلب من أبناءه الذهاب مرة أخرى العودة إلى الموضع الذي جاؤوا منه (اي أرض مصر) للبحث عن يوسف وأخيه واستقصاء أخبارهما، أما الأخ الأكبر فلم يذكره يعقوب، لأنه هو الذي قرر بمحض إرادته أن يبقى في مصر حتى يأذن له أبوه بالعودة أو يحكم الله له. كان هذا دليلًا واضحًا على أن يعقوب شعر بمكان وجود يوسف وأخيه لذا طلب من أبناءه أن لا يقطعوا رجاءهم وأملهم من الله، طالبًا منهم أن لا يكونوا كالقوم الكافرين المنكرين للنعم القانطين من رحمة الله يوسف يكشف شخصيته لإخوته (الآيات 88-92). امتثل أبناء يعقوب لأمر أبيهم وعادوا إلى مصر للمرة الثالثة للبحث عن يوسف وأخيه، وواصلوا سيرهم حتى وصلوا إلى قصر العزيز ودخلوا عليه ، كانوا في حالة ضعف وانكسار وظهرت عليهم علامات العوز والحاجة والتعب، فقد تركوا أباهم ضريرًا ضعُف جسده من الحزن وهزُل، وقالوا ليوسف على سبيل الإستعطاف: أيها العزيز، لقد أصابنا وأهلنا كربة شديدة وعسرة عظيمة بسبب القحط الشديد، وبسبب حال أبانا الحزين المتعب، لقد جئنا ببضاعة مزجاة ( أي رديئة يرفضها التجار) فهل تقبلها منا هذه المرة وتتم لنا بها الكيل؟ وسيجزيك الله عن ذلك خير الجزاء لأنك من المحسنين الذي يتصدقون على المحتاجين ولما بلغ الأمر بإخوة يوسف إلى هذا الحد من الذل والإنكسار، أشفق يوسف عليهم ورق قلبه لحالهم ولحال أبيه، وعلم أن الله سيمكنه منهم وأنهم يملك اليوم زمام الأمور في تقرير ما يريد فعله، فقرر أن يكشف لهم عن حقيقته ويعرفهم بنفسه، لكنه فضل أن يسألهم أولًا سؤالًا يرن في أسماعهم ويذكرهم بالشر الذي صنعوه فقال لهم: ما الذي فعلتموه بيوسف وأخيه؟ كان الغرض من السؤال تعظيم الواقعة وكأنه قصد أن يقول: ما أعظم ما ارتكبتم في يوسف وما أقبح ما أقدمتم عليه استغرب الأخوة كيف أتى ذكر يوسف وأخيه على لسان العزيز، الذي كشف في نفس الوقت عن وجهه وأعلن عن شخصيته الحقيقية، فنظر الأخوة كلهم إلى بعض مندهشين، لقد كان وقع المفاجأة هائلًا عليهم، فلم يخطر ببالهم بأن العزيز الذي يملك اليوم خزائن مصر والذي أكرمهم من قبل عندما أتوا ليشتروا الطعام هو أخوهم الذي تآمروا عليه وهو صغير وباعوه بثمن قليل للسيارة، فانقلب الحال الآن، وأصبح الضعيف قويًا وغدا القوي مكسورا ذليلًا، فقالوا على سبيل الاستفهام والاستعظام: هل أنت حقًا يوسف؟ فأجابهم يوسف قائلًا: نعم أنا يوسف وهذا أخي الأصغر. أيقن الأخوة بعد جواب يوسف لهم بأنه أخوهم، ثم أراد يوسف أن يعطيهم درسًا في الصبر على الأذى ومخافة الله وتقواه فقال لهم: لقد من الله علينا من فضله وكرمه، وشملنا برعايته من كل ما دبرتموه من سوء، وجمعنا بعد الإفتراق، ووهبنا الملك والسلطان والحكمة، أن هذا هو جزاء صبرنا على الأذى فإنه من يخاف الله ويتقيه فإن الله يجزيه بما فعل وبعد أن سمع الإخوة هذه الموعظة من يوسف، اعترفوا له بالفضل والإثرة عليهم بالخلق والسعة والملك، وأقروا له بأنهم أساؤوا إليه وأخطؤوا في حقه، وعلموا أن أباهم كان محقًا في إيثاره عليهم، وسخطوا على أنفسهم وندموا على ما فعلوه '، أظهر يوسف لهم كرمه وسعة صدره، وقابل إساءتهم بالإحسان، فلم يعاقبهم ولم يعاتبهم بعد ذلك بل عفا عنهم ودعا الله أن يغفر لهم '. شفاء يعقوب وقدوم بنيه إلى مصر (الآيات 93-98). بعد أن عفا يوسف عن إخوته طلب منهم أن يأخذوا قميصه ويضعوه على وجه أبيه، فسيرتد له بصره في الحال بإذن الله وقدرته، ويبدو أن يوسف قد شعر وبوحي من الله أن أباه لم يكن على ما يرام وقد أصابته الضراء، ثم طلب من أخوته أن يحضروا أهلهم جميعًا (أي جميع بني يعقوب) إلى مصر ويعودوا إليه مرة أخرى '، أجاب إخوه يوسف طلبه فورًا وخرجوا من عنده يحملون قميصه، وتحركت القافلة عائدة من مصر إلى أرض كنعان، وقبل وصولها إلى وجهتها فإذا بيعقوب يحس إحساس الأب بقرب مجيئها وبقرب لقاءه بإبنه، وأخبر أهله والذين كانوا من حوله بأنه يشم رائحة يوسف، لقد قال هذا العبارة وكان متأكدًا من كلامه وطلب منهم أن لا يتهموه بالخرف وكبر السن فقد كان واثقًا مما يشعر به '. لكن الذين كانوا حول يعقوب أشفقوا عليه مما قاله، ولاموه مرة أخرى على تذكر يوسف وإفراطه في محبته فقد استغربوا كيف يمكن لرجل ضرير كبير في السن أن يشم رائحة إبنه المفقود منذ زمن ومن مسافة بعيدة، فوصفوه بالضلال مرة أخرى'، ولكن سرعان ما تحقق ما شعر به يعقوب، ووقع ما استبعدوه وظنوه ضلالًا قديما في حب يوسف، فأثناء هذا الحوار بين يعقوب وأهله إذ وصل أحد إخوة يوسف وهو يحمل قميصه، وما إن أُلقي القميص على وجه يعقوب حتى عاد إليه بصره فورًا بإذن الله وسط ذهول الحاضرين ودهشتهم، وعادت ليعقوب قوته وحيويته، وازداد يقينًا بأن ساعة لقاءه بيوسف قد اقتربت، ثم أخبر يعقوب أهله وبنيه أن يعلم من الله أمورًا لا يعلموها وقد اختصه الله بها من فضله وكرمه، لقد جاء الأخوة سابقًا بقميص يوسف وعليه دم كذب وأخبروا يعقوب بأن الذئب أكله واليوم يأتون بالقميص ليفرحوا أباهم كما أحزنوه ' بعد أن شاهد الأبناء هذه المعجزة تقع أمامهم، طأطأوا رؤوسهم ندمًا واعترفوا مرة أخرى بذنبهم وبخطأئهم وبظلمهم لأبيهم ووصفهم له سابقًا بالضلال، طالبين منه أن يسأل الله أن يغفر لهم ذنبهم الذي ارتكبوه من عقوقهم له وإيذائهم لأخويهم، فأجاب يعقوب طلبهم وتقبله بسعة صدر الوالد لإبناءه، مذكرًا لهم بأن الله وحده هو الغفور الرحيم الذي يغفر الذنوب تحقق رؤيا يوسف (الآيات 99-101 ). ثم أخبر الأبناء أباهم بما رأوه وسمعوه، وكيف أن يوسف أصبح عزيز مصر المؤتمن على خزائنها، وقد دانت له البلاد والعباد ومكَّنه الله في الأرض. وأخبر الأبناء والدهم أيضًا أنَّ يوسف طلب منهم أن يعودوا بأهله جميعًا إليه، وما إن سمع يعقوب هذا الكلام حتى أجاب الطلب فورًا بدون تردد، كانت فرحته عارمة لا توصف، وأبدل الله حزنه وهمه فرحًا وسعادة، فيوسف إبنه عزيز مصر هو الذي يدعوه للقدوم، وقد اقترب اللقاء ولم الشمل. استعد يعقوب للرحيل إلى أرض مصر بهمة عالية ونشاط شديد، وجمع أهله وأمتعته وبنيه وتحرك الركب من أرض كنعان حتى وصلوا إلى أرض مصر. شعر يوسف بعودته أهله جميعًا وكأنما الله أوحى إليه، فخرج لاستقبالهم في مكان ما خارج القصر إحترامًا لأبيه وأهله وكان معه عدد من الملأ، ثم بدأ الركب يقترب شيئا فشيئًا من أرض مصر ويوسف واقف ينظر إليهم من بعيد وينظرون إليه، ثم التقى الجمعان أخيرًا وكانت الفرحة عارمة، وبدت على وجوه الجميع السعادة، واستقبلهم يوسف بترحاب كبير، فقد التم الشمل أخيرًا بعد سنوات من الفراق الطويل، التم شمل يعقوب بيوسف وأخيه وبإبنه الذي بقي في مصر ولم يعد من إخوته، ضم يوسف أبويه إليه واحتضنهما بحرارة وعاطفة جياشة، وأظهر لهما من البر والإحسان الشيء العظيم، ثم جلسوا جميعًا مع بعضهم البعض لفترة من الزمن يتجاذبون أطراف الحديث، وبعد أن استراح يعقوب وأهله من عناء السفر أمر يوسف الركب بأن يتحرك باتجاه القصر وأبويه في صحبته، فلما وصلوا قال يوسف لهم: اليوم ستدخلون أرض مصر بإذن الله آمنين مطمئنين من كل خوف أو مكروه مرتاحين البال . وصل يوسف إلى القصر ودخله مع أهله، وسار باتجاه عرشه ومجلسه، وسار معه أبواه فأجلسهما على العرش عن يمينه وشماله إجلالًا لهما وتعريفًا بعزة مكانتهما، وكان إخوة يوسف واقفين ينظرون إليهم وعلامات الدهشة على محياهم. لم يتمالك يعقوب وامرأته وأبناءه أنفسهم من هول الموقف، فلم يكن يخطر ببالهم يومًا أنهم سيدخلون قصر العزيز في مصر مكرمين وسيجلس الأب والأم على عرشه، فانحنوا كلهم تحية ليوسف الأب والأم والإخوة الأحد عشر إكبارًا لوفائه ومنزلته، وتقديرًا لعفوه وفضله، وهنا تذكر يوسف الرؤيا التي رآها وهو صغير وقصها على أبيه، من أنه رأى أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر ساجدين له فقال لأبيه: هذا هو تفسير الرؤيا يا أبي، فالكواكب الأحد عشر هم إخوتي، والشمس والقمر هم أنت وأمي، لقد تحققت الرؤيا بإذن الله تعالى. ثم أخبر يوسف والده بما من الله عليه من فضله وبما حدث له في هذا الغياب الطويل وكيف وصل إلى مصر وعمل في قصر العزيز ثم دخل السجن مظلومًا وخرج منه مكرمًا، وكيف أن الله بفضله وكرمه أخرجهم من البادية حيث كانوا في ضيق من العيش، ونقلهم إلى حياة الترف والنعم. ثم أخبر يوسف أباه بأن الشيطان هو من أفسد بينه وبين إخوته وقطع صلة الرحم بينهم وهاهم اليوم يجتمعون من جديد بقلوب طاهرة نقية وكل هذا ما كان ليكون لولا فضل الله وحكمته وكرمه ' ثم توجه يوسف إلى الله يشكره على نعمه، ودعا الله أن يتوفاه مسلمًا ويلحقه بالصالحين من عباده ' ويندوز موبايل هو نظام تشغيل للهاتف المحمول، ويحتوي على عدد من التطبيقات التي تخدم التلفون المحمول، ويخدم ويندوز موبايل مجموعة من الأجهزة مثل: الحاسوب الكفي والهاتف الذكي ومركز الوسائط المحمول وبعض أجهزة الكومبيوتر المدمجة في السيارات، وهو مصمم كي يكون مشابه لنسخة وندوز للحاسبات المكتبية، وهو يدعم العديد من الماركات. كما نعلم أن مايكروسوفت واحدة من أشهر شركات البرمجيات والنظم - صاحبة أشهر نظم تشغيل- فهي كما تنتج نظم للكمبيوتر فهي تنتج أيضاً نظم للأجهزة المحمولة وأجهزة التخاطب. تاريخ ويندوز موبايل. بدأ مايكروسوفت مشوارها في هذا المجال باصدار Pocket PC 2000 في April 19, 2000 ومن ثم اصدرت Pocket PC 2002 وبعده تلاه windows mobile 2003 وأتى بعده windows mobile 2003 SE ثم Windows Mobile 2005 وبعد ذلك أصدرت مايكروسوفت windows mobile 6.0 وأتى بعده windows mobile 6.1 ثم windows mobile 6.5 وأخيراً windows mobile 6.5.3 وهو آخر اصدار بمسمى ويندوز موبايل. الأوقية هي الوحدة الأساسية لعملة موريتانيا، وتتكون الأوقية من خمس عملات معدنية وخمس أوراق نقدية صادرة عن البنك المركزي الموريتاني. العملة الموريتانية مقيدة حيث لا يسمح بإدخال أو إخراجها من البلد ويتم تبديل العملة في المصارف ويجب أبراز إيصالات التصريف الرسمية لدى مغادرة موريتانيا. تاريخ الإصدار. قامت الدولة في عام 1973 بإصدار عملتها الوطنية الخاصة بعد أن كان الفرنك الغرب إفريقي هو المستخدم فيها. الفئات المتداولة. عملات معدنية متداولة. خُمْس - 1 أوقية - 5 أواق - 10 أواق- 20 أوقية. أوراق نقدية متداولة. 50 أوقية - 100 أوقية - 200 أوقية - 500 أوقية - 1000 أوقية. الأسرة العشرون هي الأسرة الثالثة والأخيرة في فترة المملكة المصرية الحديثة ، أسسها الملك ست نخت وحكمت لمدة 117 سنة (حوالي عام 1186 قبل الميلاد وحتى عام 1069 أو 1077 قبل الميلاد). كان أغلب ملوك هذه الأسرة يحملون اسم رمسيس ابتداءاً من الثالث وحتى الحادي عشر، مما جعلها تسمى بأسرة الرعامسة. بعد سقوط الأسرة التاسعة عشر بوفاة الملكة تاوسرت دخلت مصر في دوامة الحرب الأهلية حتى استطاع الملك ست نخت السيطرة على زمام الامور مرة أخرى وحكم من بعده مجموعة من الملوك الذين حاربوا قبائل الليبيين وشعوب البحر مثل الملك رمسيس الثالث الذي تعرض لحادثة اغتيال شهيرة عرفت باسم مؤامرة الحريم، والملك رمسيس السادس الذي بنى واحدة من اروع مقابر في وادي الملوك ، والملك رمسيس التاسع الذي وقع في عهده حادث سرقات المقابر. محافظة السادس من أكتوبر هي محافظة مصرية سابقة صدر قرار رئاسي بإنشائها يوم 18 أبريل 2008، كمحافظة مستقلة عن محافظة الجيزة، وتم إلغاؤها في 2011 لتعود تابعة لمحافظة الجيزة. ورأسها الدكتور فتحى السيد إبراهيم سعد، عاصمة المحافظة هي مدينة السادس من أكتوبر، وكان عدد سكان المحافظة يبلغ 2.5 مليون نسمة. تحتوي علي مناطق صناعية وعدد من الجامعات ومنها جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ومستشفاه التعليمي ومستشفى دار الفؤاد بالإضافة إلى جامعة 6 أكتوبر ومستشفاها التعليمي ومدينة الثقافة والعلوم وجامعة الآداب العلوم الحديثة MSA. بالإضافة الي مدينة الشيخ زايد ويوجد بها فرع كلية الهندسة جامعة القاهرة. الحدود. تم الغائها كمحافظة وادراجها ضمن محافظة الجيزة بعد ثورة 25 يناير التقسيم الهندسي للمدينة. تم تقسيم المدينة إلى 12 حيا بالأضافة للحي الممتميز بدأ العمل للمرة الأولى بالحي الثاني عشر وهو في جنوب المدينة قرب المنطقة الصناعية وبعدها ابتدأو بالحي السادس وهو أكبر وأكثر الحياء كثافة سكاني، يعتبر الحي السابع مركز المدينة وذلك لتواجد الجامعات والمعاهد والشركات وأكبر جامع في المدينة هو جامع الحصري. الأحياء السكنية. تنقسم المنطقة السكنية في مدينة السادس من أكتوبر إلى الأحياء من الأول إلى الثاني عشر بالإضافة إلى الحي المتميز وحي غرب سوميد ومنطقة جنوب الأحياء السكنية والمناطق الشمالية السياحية. والتوسعات الشمالية التي تشمل كل من حى البشاير واسكان التعاونيات وبعض الأحياء السياحية تحت التنفيذ(طيبة لاند وفاملى لاند الخ) وتحوى منطقة جنوب الأحياء السكنية العديد من التجمعات السكنية من أشهرها : البستان وحى الزمالك وحى السكرية ومشروع الإسكان الحر ومشروع اسكان المستقبل وحى الزهور ومشروع 103 واسكان الشباب والإسكان المطور ومناطق ابنى بيتك التي تتكون من 6 مناطق والإسكان العائلى والإسكان القومى ومجتمع هرم سيتى. قامت الحكومة المصرية من خلال جهاز مدينة السادس من أكتوبر ببناء معظم هذه الأحياء السكنية، وقامت بتوزيع باقي الأراضي أو بيعها التي بني عليها فيما بعد عدد كبير من المجمعات الخاصة. تجمعات سياحية. أقيمت على أرض محافظة 6 أكتوبر العديد من المشاريع السياحية والترفيهية إضافة إلى تجمعات سكنية وسياحية فاخرة متعددة أهمها: المستشفيات. تحتوي المدينة على عدد كبير من المستشفيات المتميزة تتنوع ما بين مستشفيات خاصة ومستشفيات تعليمية خاصة ومستشفيات حكومية. فهي بذلك تخدم تقريباّ كافة شرائح المجتمع المصري. مراكز التسوق. يوجد في المدينة مراكز تسوق كثيرة منها: و يوجد المراكز التجارية منها : مدن الملاهي. تحتوي المدينة على مدن ملاهي تعتبر الأكبر والا شهر في مصر مثل: سليم قبعين (1870 - 1951) هو مُدرس وصحفي وكاتب ومؤرخ ومترجم فلسطيني، يُعد واحدًا من أهم الشخصيات الأدبية الفلسطينية والعربية خاصةً في مجال الترجمة، ومن أوائل المترجمين العرب الذين عرفوا القارئ العربي بالأدب الروسي، حيث كان يُلقب «عميدُ المترجِمينَ عن الروسيةِ». حياته. وُلد سليم قبعين عام 1870 في مدينة الناصرة في فلسطين، وأكمل دراسته في المدرسة الروسية بالناصرة. بعد تخرجه عمل في مهنة التعليم، وكان معروفًا بولعه في الكتابة والأدب، حيث كان ينشر تعليقه على ما يقرأ في مجلة الجامعة التي أسسها فرح أنطون في الإسكندرية. انضم إلى حركة المعارضة العربية ضد العثمانيين واضطر للهرب والجوء إلى مصر عام 1897 نتيجةً للتهديد. درّس اللغة العربية في عدد من المعاهد والمدارس في مصر، واستمر في النشر حيث نشرت أبحاثه في جريدة المقطم والمؤيد والمحروسة. أصدر في القاهرة عددًا من الصحف منها الأسبوع 1900، عروس النيل 1903، الإخاء 1924. أصدر أيضًا سلسلةً من الروايات التي صدر العدد الأول منها عام 1909. كان سليم يقوم برحلةٍ كل عام وينشر خواطره ومشاهداته في هذه الرحلة عند عودته. يُعد سليم من الشخصيات التي عرفت القارئ العربي بكبار الكتاب الروس أمثال مكسيم غوركي وتولستوي وبوشكين وغيرهم خلال ترجمته للعديد من كتبهم وتحليله لهذا الأدب وربط القارئ العربي به. وهو من الأدباء العرب الذين عاصروا نشأت الديانة البهائية وكتب عنها ملخصًا ما عرفه من مبادئها وما عاصره من تاريخ بعض أعلامها في كتابه «عبد البهاء والبهائية» الذي صدر عام 1922 عن مطبعة العمران في مصر. وتضمن كتابه بالإضافة إلى التعريف بالبهائية ومبادئها وموجز عن تاريخ رسولها وبعض أعلامها، وخاصة شرحًا عن سيرة حياة ابن بهاء الله الارشد والقائد الروحي للبهائيين من بعده عبد البهاء عباس ملخصًا حياته في فلسطين وعلاقته بأهلها. ويتضمن الكتاب أيضًا وصف لجنازة عبد البهاء وذكرى الأربعين لوفاته وما أُلقيّ في هاتين المناسبتين من قصائد وخطب على لسان العديد من الأدباء والأعيان الفلسطينيين وغيرهم. اعتنى سليم أيضًا بشؤون الأرثوذكس من العرب الذين عانوا من ظلم وتعسف اليونان وكانوا يريدون الاستقلال عنهم وإدارة شؤونهم بأنفسهم وأنشئ جمعياتٍ خيرية لطائفته قامت بأدوار نبيلة وبسبب عصبيته العربية حمله اليونان على الاستقالة من التدريس والأعمال الخيرية وأسس مطبعة الأخاء ودعا إلى تآلف العرب والمسيحيين ضد الأجنبي الغريب. تُوفي سليم عام 1951 في القاهرة متأثرًا بمضاعفات مرض السكري. مؤلفاته. أصدر عددًا من المؤلفات، ومنها: منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة أو ما يعرف اختصاراً بالـيونسكو (موقع تراث عالمي)، هي وكالة متخصصة تتبع منظمة الأمم المتحدة تأسست عام 1945. ترأسها حالياً الفرنسية أودري أزولاي بعد فوزها في الانتخابات التي أجريت عام 2017 م، حيث حصلت على 30 صوتاً متقدمة بذلك على المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري بفارق صوتين. هدف المنظمة الرئيسي هو المساهمة بإحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة لإحلال الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية. تتبع اليونسكو 195 دولة. يقع مقرها الرئيسي في باريس. ولليونسكو أيضاً أكثر من 50 مكتباً وعدة معاهد تدريسية حول العالم. للمنظمة خمسة برامج أساسية هي التربية والتعليم، والعلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والثقافة، والاتصالات والإعلام. تدعم اليونسكو العديد من المشاريع كمحو الأمية والتدريب التقني وبرامج تأهيل وتدريب المعلمين، وبرامج العلوم العالمية، والمشاريع الثقافية والتاريخية، واتفاقيات التعاون العالمي للحفاظ على الحضارة العالمية والتراث الطبيعي وحماية حقوق الإنسان. كانت المنظمة مثاراً للجدل بشكل كبير على مر الزمن. خلال السبعينيات والثمانينيات اعتقدت الدول الغربية وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أن المنظمة مستغلة من قبل الشيوعيين، ودول العالم الثالث لمهاجمة الغرب الأمر الذي حدى بالمنظمة لتطوير خطة سميت بالنظام العالمي الجديد لإيقاف الأكاذيب المزعومة والمعلومات المضللة التي انتشرت عن مسألة تطوير دول العالم. رفض الغرب هذه الخطة بحجة أنها محاولة من دول العالم الثالث والدول الشيوعية لتدمير حرية الإعلام فانسحبت أمريكا من المنظمة عام 1984 م وتلتها بريطانيا عام 1985 م. اتهمت اليونسكو أيضاً من البعض بالبيروقراطية. إحدى مهام اليونسكو هي أن تعلن قائمة مواقع التراث الثقافي العالمي. هذه المواقع هي مواقع تاريخية أو طبيعية وحمايتها وإبقاءها سليمة هو أمر يطالب به المجتمع الدولي وليس من مهام المنظمة حماية هذه الأماكن. في كل سنة تحاول المنظمة النهوض بحرية التعبير وحرية الإعلام باعتبار أنهما من مبادئ حقوق الإنسان الأساسية عن طريق اليوم العالمي لحرية الإعلام في الثالث من مايو من كل سنة. يقام هذا الحدث للاحتفال والتركيز على أهمية حرية الإعلام كمبدأ أساسي لأي مجتمع سليم حر ديمقراطي. عادت للمنظمة كل من بريطانيا عام 1997 والولايات المتحدة عام 2003. انسحبت الولايات المتحدة في أكتوبر 2017 مجدداً من اليونسكو متهمةً المنظمة بالعداوة والتحيز ضد إسرائيل، فيما أعلنت الأخيرة انسحابها رسمياً في 1 يناير 2019. تاريخها. أصولها. يمكن إرجاع أصول اليونسكو وأهدافها المتمثلة في تحقيق للتعاون الدولي إلى قرار عصبة الأمم في 21 سبتمبر 1921 بانتخاب لجنة لدراسة جدوى مشاركة الأمم لثقافاتها وإنجازاتها العلمية والتعليمية. نشأ هذا الكيان الجديد، اللجنة الدولية للتعاون الفكري (آي سي آي سي) في عام 1922، وانضم إلى عضويته شخصيات من أمثال هنري بيرغسون، وألبرت آينشتاين، وماري كوري، وروبرت إيه. ميليكان، وغونزاغ دي رينولد (لتكون بذلك لجنة صغيرة من عصبة الأمم تتمركز بالأساس في غرب أوروبا). أنشئت بعدها المؤسسة الدولية للتعاون الفكري (آي آي آي سي) في باريس في التاسع من أغسطس 1925، لتأخذ دور الذراع التنفيذية للجنة الدولية للتعاون الفكري. ولكن اندلاع الحرب العالمية الثانية أثر بشكل كبير على عمل هاتين المنظمتين اللتين تشكلان سلفًا لليونسكو. أما فيما يخص المبادرات خاصة، فقد بدأ المكتب الدولي للتعليم (آي بي إي) العمل كمنظمة غير حكومية في خدمة التنمية التعليمية الدولية منذ ديسمبر 1925 وانضم إلى اليونسكو في عام 1969، بعد أن أسسا لجنة مشتركة في عام 1952. النشأة. بعد توقيع ميثاق الأطلسي وإعلان الأمم المتحدة، بدأ مؤتمر تحالف وزراء التعليم (سي إيه إم إي) بعقد الاجتماعات في لندن، واستمر كذلك من 16 نوفمبر 1942 حتى 5 ديسمبر 1945. في 30 أكتوبر 1943، عبر عن ضرورة إيجاد منظمة دولية في إعلان موسكو، الذي وافقت عليه الصين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. تبعت ذلك اقتراحات مؤتمر دمبارتون أوكز في 9 أكتوبر 1944. بعد اقتراح مؤتمر تحالف وزراء التعليم وبالاتفاق مع توصيات مؤتمر الأمم المتحدة للتنظيم الدولي (يو إن سي آي أو)، المعقود في سان فرانسيسكو خلال الفترة بين أبريل ويونيو 1945، عقد مؤتمر للأمم المتحدة لتأسيس منظمة تعليمية وثقافية (إي سي أو/سي أو إن إف) في لندن 1-16 نوفمبر 1945 بحضور ممثلين عن 44 حكومة. كان لراب بتلر، وزير التعليم في المملكة المتحدة آنذاك، دور كبير في تطوير فكرة اليونسكو. قدم دستور اليونسكو في مؤتمر الأمم المتحدة لتأسيس منظمة تعليمية وثقافية ووقعت عليه 37 دولة، وأسست حينها لجنة تحضيرية. عملت اللجنة التحضيرية بين 16 نوفمبر 1945 و4 نوفمبر 1946 -تاريخ إنفاذ دستور اليونسكو مع إقرار التعديل العشرين من قبل دولة عضو. عقد المؤتمر العام الأول في 19 نوفمبر حتى 10 ديسمبر 1946، وانتخب د. جوليان هكسلي أمينًا عامًّا. عدل الدستور في نوفمبر 1954 عندما قرر المؤتمر العام أن أعضاء المجلس التنفيذي سيكونون ممثلين عن حكومات الدول التي يأتون منها ولن يعود قرارهم -كما كان سابقًا- قرارًا شخصيًّا. هذا التغيير في طريقة الإدارة ميز اليونسكو عن سابقتها -اللجنة الدولية للتعاون الفكري- في كيفية عمل الدول الأعضاء في مجالات اختصاص المنظمة. مع عمل الدول الأعضاء معًا على مر الزمن لتحقيق مهمة اليونسكو، فقد شكلت عوامل سياسية وتاريخية عمليات المنظمة وعلى الأخص خلال الحرب الباردة، وعملية إنهاء الاستعمار، وحل الاتحاد السوفييتي. تطورها من بين إنجازات المنظمة عملها ضد التمييز العرقي، مثلًا عن طريق بيانات مؤثرة عن العرق بدءًا بإعلان بيان علماء علم الإنسان (الأنثروبولوجيا)، ومن بينهم كلود ليفي ستروس وعلماء آخرون، في عام 1950 وانتهاءً بإعلان عام 1978 عن العرق والظلم العرقي. في 1956، انسحبت جمهورية جنوب أفريقيا من اليونسكو قائلةً إن بعض منشورات المنظمة تعد «تدخلًا» في «المشاكل العرقية» للبلاد. عادت جنوب أفريقيا لتنضم إلى المنظمة في عام 1994 تحت قيادة نلسون مانديلا. ضمت الأعمال الأولى لليونسكو في مجال التعليم المشروع الرائد في التعليم الأساسي في وادي ماربيال، هايتي، الذي انطلق عام 1947. تبع هذا المشروع بعثات لخبراء في بلدان أخرى، من بينها على سبيل المثال بعثة لأفغانستان 1949. في عام 1948، أوصت اليونسكو الدول الأعضاء بجعل التعليم الابتدائي المجاني إجباريًّا وشاملًا. في عام 1990، أطلق مؤتمر العالم للتعليم للجميع في جومتين، تايلندا، حركةً عالمية لتوفير التعليم الأساسي لجميع الأطفال واليافعين والبالغين. بعد عشر سنوات، قاد منتدى التعليم العالمي المعقود في داكار، السنغال، الدول الأعضاء إلى الالتزام بتحقيق التعليم الأساسي للجميع بحلول عام 2015. من بين أولى نشاطات اليونسكو في المجال الثقافي حملة النوبة التي انطلقت في عام 1960. كان هدف الحملة نقل معبد أبو سنبل لمنع غرقه في نهر النيل عقب إنشاء سد أسوان. خلال الحملة التي دامت 20 عامًا، نقل 22 صرح ومجمع معماري. كانت هذه الحملة الأولى والأكبر في سلسلة من الحملات التي من بينها موهينجو-دارو (باكستان)، فاس (المغرب)، كاثموندو (نيبال)، بوروبودور (إندونيسيا)، وأكروبوليس (اليونان). أدى عمل المنظمة على التراث الحضاري إلى تبنيها، في عام 1972، للمؤتمر المعني بحماية الإرث الثقافي والطبيعي للعالم. أسست لجنة التراث العالمي في عام 1976 وبدأ تدوين أولى المواقع في لائحة التراث العالمي في عام 1978. منذ ذلك الحين استخدمت الدول الأعضاء في اليونسكو أدوات قانونية مهمة في ما يخص التراث الحضاري والتنوع في عام 2004 (مؤتمر حماية التراث الثقافي غير المادي) وفي عام 2005 (مؤتمر حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي). أدى لقاء حكومي لليونسكو عقد في باريس في ديسمبر 1951 لإنشاء اللجنة الأوروبية للأبحاث النووية، التي كانت وراء تأسيس المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) بعد ذلك في عام 1954. برامج المناطق القاحلة، 1948-1966، مثال آخر على أوائل المشاريع الكبرى لليونسكو في مجال العلوم الطبيعية. في عام 1968، نظمت اليونسكو أول مؤتمر حكومي بهدف التنمية والتصالح مع البيئة، وهي مشكلة لا تزال مطروحة في مجال التنمية المستدامة. النتيجة الرئيسية لمؤتمر عام 1968 كانت إنشاء برنامج اليونسكو للإنسان والغلاف الحيوي. في مجال الاتصالات، كان «التدفق الحر للأفكار عن طريق الكلمات والصور» في دستور اليونسكو منذ بدايتها، عقب تجربة في الحرب العالمية الثانية حين كانت السيطرة على المعلومات عاملًا أساسيًّا في تحفيز الشعوب على العنف. في السنوات التي عقبت الحرب العالمية الثانية مباشرةً، كانت الجهود تتركز على إعادة البناء وتحديد الاحتياجات لوسائل اتصال واسعة الانتشار حول العالم. بدأت اليونسكو تنظم تدريبات وبرامج تعليمية للصحفيين في خمسينيات القرن العشرين. استجابةً لنداءات تدعو لإقامة «نظام معلومات وتواصل عالمي جديد» في أواخر سبعينيات القرن العشرين، أسست اليونسكو لجنة دولية لدراسة مشاكل الاتصال، وقد أنتجت تقرير ماكبرايد عام 1980 (سمي تيمنًا برئيس اللجنة، الحائز على جائزة نوبل للسلام، شون ماكبرايد). في نفس السنة، أنشأت اليونسكو البرنامج الدولي لتنمية الاتصال (آي بّي دي سي)، وهو منتدى تعددي مصمم لترويج التنمية الإعلامية في الدول النامية. في عام 1991، تبنى مؤتمر اليونسكو العام إعلان ويندهوك بشأن استقلال الإعلام والتعددية، ما أدى بالهيئة العامة للأمم المتحدة لإعلان تاريخ تبني الإعلان، 3 مايو، يوماً عالميًّا لحرية الصحافة. منذ 1997، بدأت اليونسكو بمنح جائزة اليونسكو / غييرمو كانو لحرية الصحافة العالمية في الثالث من مايو في كل عام. في الفترة المؤدية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات في 2003 (جنيف) و2005 (تونس)، أعلنت اليونسكو برنامج المعلومات للجميع. الأمين العام. ترأس المنظمة الفرنسية أودري أزولاي التي تم انتخابها سنة 2017 م. وسر-معت-رع-مري-إمن (المعروف باسم رمسيس الثالث أو رعمسيس الثالث) كان ثاني ملوك الأسرة العشرين في مصر القديمة. يعتقد أنه حكم من 1186 إلى 1155 قبل الميلاد، وينظر إليه باعتباره آخر ملك عظيم في المملكة الحديثة يمارس سلطة كبيرة على كامل مصر. شهد عهده الطويل تراجع القوة السياسية والاقتصادية المصرية، ويرجع ذلك لسلسلة من الغزوات والمشكلات الاقتصادية الداخلية التي ابتلي بها أيضًا سابقوه. كما وصف بأنه "الفرعون المحارب" بسبب استراتيجياته العسكرية القوية. تمكن رمسيس من هزم الغزاة المعروفين باسم "شعوب البحر"، الذين تسببوا في تدمير الحضارات والإمبراطوريات الأخرى المجاورة. كان قادرا على إنقاذ مصر من الانهيار في الوقت الذي سقطت فيه العديد من الإمبراطوريات خلال انهيار العصر البرونزي. ومع ذلك، فإن الأضرار التي سببتها الغزوات أدت إلى إضعاف مصر. كان رمسيس الثالث ابن ست ناختي والملكة تي مرن إسي. اغتيل رمسيس في مؤامرة بقيادة واحدة من زوجاته الثانوية (تيي)، وابنهما بينتاور، ومجموعة من كبار المسؤولين. أسماؤه. رمسيس الثالث له اسمان رئيسيان، يظهران إلى اليسار، ويكتبان بالعربية كالتالي: وسر-معت-رع-مري-إمن، رع-مس-س-هيكاع-إوُنو. ويعني "القوي بماعت ورع، محبوب آمون، حمله رع، حاكم أون". فترة الحكم. السياسية الداخلية. ابن الملك ست ناختي وزوج الملكة إيزيس، خلال ثلاثين عاماً من حكمه واصل ما بدأه والده في السنوات السابقة لحكمه، وذلك بهدف وضع حد للفوضى بعد وفاة (ست ناختي). اهتم رمسيس الثالث بإعادة تنظيم الإدارة وتوقيع اتفاقيات للسلام، وإعادة العبادة على الطريق الصحيح، والفساد الذي كان يفكك البلاد. هذا الإصلاح تم عن طريق التقسيم الإداري إلى طبقات: مسئولون البلاط ومسئولون المحافظات والعسكريون والعمال. تعافي اقتصاد البلاد بسرعة بفضل الضرائب الضخمة التي وصلت من المدن النوبية والأسيوية ودخلت التجارة الخارجية مرحلة حيوية كاملة، وصولاً إلى الأراضي المصرية (وخاصة بلاد بونت) منتجات أنيقة وباهظة الثمن وكان عليها إقبال شديد من قبل المجتمع. هذا التطور والتنمية الاقتصادية بفرض التعافي من حُمى البناء وارتفاع المعابد الجديدة واثراء الموجودة والقائمة. السياسية الخارجية. في عهد رمسيس الثالث اختفت الإمبراطورية الحيثية والكيانات السياسية الأخرى الأقل أهمية، وقد تأثرت كل الشرق الأدني، ولكن دون التدخل الحازم من رمسيس الثالث ومصر فقدت سيادتها كما في عهد الهكسوس. وركز رمسيس الثالث على استعادة الهيمنة المصرية في السياسية الخارجية كما كان في السابق. الموقف المعقد الذي كانت تعيشه آسيا، كان يتطلب رد قوى من الجانب المصري: شعوب البحر انتهوا مع المملكة الحثية وأيضاً احتلت قبرص وبلاد نارينا. وتلقت المقاطعة المصرية لدى كنعان غارات مستمرة من هؤلاء الغزاة، والتي يمكن أن تصل إلى مصر نفسها. وفي خلال السنوات الأولي من حكمه، تلقت منطقة دلتا النيل زيادة في عدد المهاجرين إليها بسبب البحث عن حياة أفضل. وكان رمسيس الثالث يواجه مجموعتين من الشعوب الهندوأوروبية الذين توجهوا إلى الدلتا. وفي العام الثامن من حكمه، توجه إلى آسيا من أجل مواجهة شعوب البحر. وحدثت معركة بحرية عند مصب نهر النيل حيث تم تدمير أسطول العدو، وبجانب تعزيز الحدود الفلسطينية كان كافياً لتجنب الغزو من شعوب البحر. وبالكاد قد تعافت مصر واتجهت بنفس المصير إلى الإمبراطورية الحيثية. حيث انسحاب شعوب البحر شجع رمسيس الثالث لاستعادة السيطرة على الاستعمار الآسيوي التي اضطلع بها أسلافه. وتم استرداد سوريا جزيئاً وأربع مدن محصنة وشملت مناطق بالفرات، ولكن فرحة النصر استمرت قليلاً حيث أنه وبعد عدة سنوات فَقدت أرض كنعان إلى الأبد. أيضاً كانت الحدود الليبية خطرة في أعقاب تنظيم السكان الليبيين الرُحل الذين يعيشون في تلك المنطقة. في السنة الحادية عشر من حكمه، حرص الجيش الليبي على الاستقرار في الاراضي المصرية الخصبة، حيث اتجهوا إلى ممفيس، وبالقرب من المدينة وقعت المعركة، وانتصر الفرعون، وكانت أعداد الأسرى كبيرة، وقُدموا كالعبيد إلى المعابد. وبمجرد قمع هذا الخطر الشرقي، ذهب رمسيس تجاه ليبيا حيث كان يوجد تمرد هناك، ربما بدافع فرض الأمير الذي تلقي تعليمه في المحكمة المصرية. وهُزمت القوات الليبية، وحصل الفرعون على الكثير من الأسرى. معاركه. معركة زاهى: في عهده تجددت أخطار شعوب البحر المتوسط الذين هاجموا مصر ولكن رمسيس الثالث استطاع هزيمة قواتهم البرية عند مدينة رفح وانتصر على سفنهم الكبيرة عند مصب النيل الغربي وبهذا استطاع أن يبعد خطرا لا يقل أهمية عن الهكسوس. معركة دلتا: طمع الليبيون في عهده في الاستيلاء على مصر لكن رمسيس الثالث هزمهم بالقرب من وادى النطرون. تصف إحدى البرديات ما فعله رمسيس الثالث بالأعداء: جلالته قد انقض عليهم كلهيب النار المنتشر في هشيم كثيف فأُلقُوا على الأرض غارقين في دمائهم واقْتِيدَ كل من بقي منهم حيا أسيرا إلى مصر. الإضراب في دير المدينة. المجتمع العامل في المقابر الملكية (تقع في ما يعرف بدير المدينة) تطورت ثلاث إضرابات في عهد رمسيس الثالث، وكانت هذه الإضرابات الأولي الموثقة في تاريخ البشرية، والبعض منها في بردية محفوظة حالياً في المتحف المصري بتورينو. وقد ظهرت الإضرابات بسبب تأخير الحصص الغذائية (في مصر لم يصك العملة حتي الأسرة الثلاثين، في القرن الرابع قبل الميلاد) التي كانت جزءاً من رواتب العمال. تحملوا العمال أكثر من عشرين يوماً بدون تلقي القوت لأن حاكم مدينة طيبة الشرقية وأتباعه اعترضوا الشحنة قبل أن تصل إليهم، وبعد أربعة أشهر، تجدد الصراع، وكان تسليم الأغذية تم تأجيله مرة أخرى ثمانية عشر يوماً، والعمال اضطروا إلى المطالبة بما كان لهم. لكن تلقوا اغذية غير كافية. ولذلك توقفوا عن العمل، وذهبوا إلى معبد تحتمس الثالث في مدينة هابو، حيث قدموا شكواهم، والتي تطالب بإبلاغ الملك نفسه وأعلامه بهذا "نحن جائعون وقد امضى ثمانية عشر يوماً من هذا الشهر... جئنا هنا ويقودنا الجوع والعطش، ليس لدينا الملابس أو الزيت أو الخضراوات. اكتبوا هذا إلى الفرعون (سيدنا الأعلى) والوزير (رئيسنا) واطلبوا منه أن يعطينا معيشتنا" كان الكهنة تًحمل المفاوضات الجادة والشاقة والإضرابات المتقطعة، وعلي الرغم من أنه ليس معروفاً علي وجه اليقين ما نتيجة الوضع، لا يعرفون أن من تلك اللحظة زادت السرقات في المقبرة. المؤامرات. السكينة والهدوء كانوا إحباط المؤامرات التي واجهت الفرعون في الفترة الأخيرة من حياته، حاول وزير بلدة أتريب أن ينهى حياته، لكن تمكن رمسيس الثالث من النجاة بأمان وسلامة. الزوجة الثانية (تيا) حاولت مرة أخرى لإعادة ابنها إلي خط العرش، وعلي الرغم من وجود دعم من كبار المسؤولين البلاط الملكي، يبدو أن المؤامرة قد فشلت لأنه اكتشف في أخر لحظة وتم القاء القبض علي المتآمرين وتقديمهم إلي العدالة وبعد فترة وجيزة مات رمسيس الثالث، وترك عرش مصر في حالة من الضعف الكبير وتردد أن وفاته كانت بسبب المتآمرين عليه، وفقاً لأبحاث أُجريت مؤخراً، حيث أن يظهر أدلة عنف علي المومياء الخاصة به: وجود لجرح ذبحى. رمسيس الرابع (ابن الملك رمسيس الثالث من الملكة إيزيس) تولي الحكم خلف رمسيس الثالث بعد مقتله وقرر إغلاق هذا الموضوع بسبب التتويج واعلن العفو العام ولكنه فشل في وقف التدهور السلطة الملكية. دراسة جينية. في ديسمبر 2012 ، وجدت دراسة وراثية أجراها نفس الباحثين الذين فكو شيفرة الملك رمسيس الثالث، انه ينتمي إلى الهابلوغروب E-M2 و التي تعرف أيضا بالهابلوغروب E1b1a. رمسيس الرابع أو هقا ماعت رع هو ثالث حكام الأسرة العشرين، كان خامس أبناء رمسيس الثالث وأصغرهم سنًا، وصار ولي العهد بحلول العام الثاني والعشرين من حكم والده، وقد حكم مصر إما من 1151 ق.م حتى 1145 ق.م أو من 1155 ق.م حتى 1149 ق.م، ويعتقد أنه كان في الأربعينات من عمره حينما اعتلى عرش مصر. مشاريعه. بدأ في بداية عهده بإطلاق حملة إنشاءات عملاقة تضاهي إنشاءات رمسيس الثاني؛ فضاعف عدد الفنانين في دير المدينة إلى 120 رجلاً . وأوفد عدة بعثات استكشافية إلى محاجر وادي الحمامات ومناجم الفيروز في سيناء، إلا أنه لم يعش طويلاً ليحقق أهدافه. وسجلت لوحته الصخرية العملاقة - الموجودة بوادي الحمامات - أن أضخم بعثة استكشافية أرسلت في العام الثالث من حكمه، وتألفت من 8,368 رجل. جزء من برنامجه كان توسعة ضخمة لمعبد خونسو الذي أنشأه أبوه في الكرنك، وبناء معبد جنائزي كبير بالقرب من معبد حتشپسوت. أهم وثيقتان وصلتانا من عهده كانتا: بعد ستة أعوام من حكمه توفي رمسيس الرابع ودفن في المقبرة KV2 في وادي الملوك. زوجته الرئيسية كانت تنتوپت، والتي دفنت في المقبرة WV74. الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد هي رسوم قامت صحيفة يولاندس بوستن الدنماركية بنشرها في 30 سبتمبر 2005. حيث نشرت 12 صورة كاريكاتيرية للرسول محمد بن عبد الله، وبعد أقل من أسبوعين وفي 10 يناير 2006 قامت الصحيفة النرويجية Magazinet والصحيفة الألمانية دي فيلت والصحيفة الفرنسية France Soir وصحف أخرى في أوروبا بإعادة نشر تلك الصور الكاريكاتيرية. نشر هذه الصور جرح مشاعر الغالبية العظمى من المسلمين وقوبل نشر هذه الصور الكاريكاتيرية بموجة عارمة على الصعيدين الشعبي والسياسي في العالم الإسلامي وتم على إثر هذه الاحتجاجات إقالة كبير محرري جريدة France Soir الفرنسية من قبل رئيس التحرير ومالك الجريدة رامي لكح الفرنسي من أصل مصري. تعرضت عدة سفارات غربية للهجوم؛ وأخذت الاحتجاجات طابعاً عنيفا في دمشق حيث أضرمت النيران في المبنى الذي يضم سفارتي الدنمارك والنرويج في 4 فبراير 2006 وتم إحراق القنصلية الدنماركية في بيروت في 5 فبراير 2006. وكان المسيحيون والكنائس المسيحية أيضاً هدفاً للانتقام العنيف في بعض الأماكن. وصدرت عدة تهديدات بالقتل ضد رسامي الكاريكاتير والصحيفة، مما أدى إلى اختفاء رسامي الكاريكاتير. ووصف رئيس الوزراء الدانماركي السابق أندرس فوغ راسموسن بأنه أسوأ حادث للعلاقات الدولية في الدنمارك منذ الحرب العالمية الثانية. قامت صحيفة يولاندس بوستن في 30 سبتمبر 2005 بنشر مقالة في الصفحة الثالثة بعنوان "وجه محمد"، ونشر مع المقال 12 رسمة من الرسوم في بعضها استهزاء وسخرية من النبي محمد فإحداها تظهر عمامته على أنها قنبلة بفتيل، وقد حاولت الجالية الإسلامية وقف الصور لكن الصحيفة رفضت وكذلك الحكومة أيدت الصحيفة بحجة حرية الرأي والتعبير، فقامت الجالية الإسلامية بتنظيم حملة وجولة في العالم الإسلامي للدفاع عن النبي محمد. وكانت الرسوم مصاحبة لمقال عن المراقبة الذاتية وحرية التعبير بقلم كاره بلوتجين. وكان المقصود منه (أي المقال) إبراز الإدعاء القائل أنه لا يوجد فنان مستعد لرسم كتاب للأطفال عن محمد بدون إبقاء اسمه سريا، خوفا من عمليات انتقامية يقوم بها متطرفون إسلاميون بسبب الاعتقاد بأن رسم محمد محرّم في الإسلام. وكانت الصحيفة قد دعت أعضاء من اتحاد رسامي الكارتون الدنماركية لرسم الرسول محمد كما يروه. البدايات. في 17 سبتمبر 2005 نشرت صحيفة Politiken الدنماركية مقالة بعنوان "الرهبة الشديدة من انتقاد الإسلام" وتحدثت المقالة عن الصعوبة التي لاقاها كاري بلوتكن Kåre Bluitgen الصحفي الدنماركي الذي كتب كتابا عن سيرة الرسول محمد موجهة للأطفال باسم "القرآن وحياة النبي محمد" Koranen og profeten Muhammeds ولكنه وجد صعوبة في إقناع الرسامين بإضافة صور عن الرسول محمد إلى كتابه ووصل هذا الخبر صحيفة يولاندس بوستن التي قامت بإجراء مسابقة بين 40 رساما كاريكاتيريا لرسم صور تعبر عن معاناة بلوتكن في إيجاد رسامين لكتابه وإبراز الإدعاء القائل أنه لا يوجد فنان مستعد لرسم كتاب للأطفال عن محمد بدون إبقاء اسمه سريا. وأثناء المسابقة انسحب 3 من الرسامين وعلل أحدهم انسحابه بخوفه أن يحدث له ما حدث للمخرج ثيو فان غوخ الذي قتل في 2 نوفمبر 2004 على يد محمد بويري الهولندي من أصل مغربي لإخراجه فيلما قصيرا (10 دقائق) باسم فلم الخضوع Submission والذي يمكن ترجمته بالاستسلام أو الخضوع وكان الفيلم عن ما حاول المخرج أن يصوره كسوء معاملة المرأة في الإسلام وربطه بنصوص من القرآن وعلل رسام آخر انسحابه من خوفه أن يهاجم مثل المحاضر في معهد Carsten Niebuhr Institute في كوبنهاغن الذي تعرض للضرب من قبل 5 طلاب في أكتوبر 2004 لأنه حسب بعض المصادر "قرأ نصوصا من القرآن على حشد من غير المسلمين" وأثار انسحاب هؤلاء نوعا من روح التحدي في رئيس التحرير الذي اعتبر ذلك منافيا لحق حرية التعبير حسب وصفه. تحذير العلماء. حذر كثير من علماء المسلمين من نشر مثل هذه الصور بين أبناء المسلمين "لأن هذا يعتبر معاونة لأهل الكفر على الاستهزاء بالرسول الكريم". نشر الصور الكاريكاتيرية. في 30 سبتمبر 2005 قامت الصحيفة بنشر مقال بعنوان "وجه محمد" Muhammeds ansigt وفيه 12 صورة كاريكاتيرية وجاء في المقالة نص ترجمته تقول وصف الصور. فيما يلي وصف للصور التي نشرت والتي رسمت على يد اثنى عشر رساما مختلفا، ولا تمثل كل الرسوم شخص الرسول محمد: وهناك رسوم أو صور أخرى انتشرت في إطار الحملة لمنع الرسوم للنبي محمد ولكن لم تكن من الرسوم التي نشرتها الجريدة، وإحداها صورة لرجل يصلي في وضع مهين، وأخرى تتهم الرسول بانحراف جنسي وأخرى لوجه على هيئة خنزير، واعتبر البعض خطأ أنها جزء من الصور التي نشرت على صفحات الجريدة، الأمر الذي أدى جزئيا إلى حديث الطرفين عن صور مختلفة. صور الرسول محمد في كتاب "القرآن وحياة الرسول محمد. من المفارقات في أزمة نشر صحيفة يولاندس بوستن للصور الكاريكاتيرية عن رسول الإسلام أن هناك تسليط إعلامي يكاد يكون معدوما عن كتاب الأطفال "القرآن وحياة الرسول محمد" للصحفي كاري بلوتكن حيث يحتوي هذا الكتاب على أكثر من 15 صورة وثلاث خرائط أستعملت كوسائل إيضاح أثناء سرد القصة ورسمت من قبل رسام لم يقبل بإعلان اسمه وهذا الكتاب موجه للاطفال لإعطاءهم فكرة مبسطة عن حياة الرسول محمد. ولايوجد في هذا الكتاب أي من الصور الكاريكاتيرية التي أحدثت الضجة الأعلامية وردود الفعل والصور مرسومة في الكتاب بصورة غير مستهزأة وإنما بالطريقة التقليدية المستعملة في تصوير الخلفاء العباسيين أو الأمويين أو علماء المسلمين في كتب موجهة للاطفال. العقيدة الإسلامية. حسب العقيدة الإسلامية فإنه ليس من المقبول على الإطلاق تمثيل الرسول محمد في صورة أو تمثال أو أي شكل آخر لسبب رئيسي أن هذا قد يؤدي إلى تقديس رموز أو صور أو تماثيل للرسول وبصورة غير مباشرة إلى تقديس الرسول نفسه بدلا من الله. وفي القرون الوسطى ومع اختلاط المسلمين بالأقوام الأخرى تأثر بعضهم بعادات الديانات الأخرى وتم رسم بعض الصور للرسول إلا أن وجهه لم يرسم أبدا وكان هناك دائما نوع من الحجاب على وجه الصور وهذا النوع من الصور كان شائعا في إيران القديمة أو ما كان يسمى ببلاد فارس. وحسب سيرة ابن هشام فإن صفات الرسول محمد كانت بشكل يخالف الصورة التي حاول الرسامون استعمالها كوسيلة إيضاح في كتاب موجه للأطفال فاستنادا إلى ابن هشام فإن الرسول محمد "لم يكن بالطويل الممغط ولا القصير المتردد. وكان ربعة من القوم، ولم يكن بالجعد القطط ولا السبط كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم وكان أبيض مشرئباً بحمرةِ، أدعج العينين أهدب الأشفار". رسم صورة الرسول محمد عبر التاريخ. هناك العديد من الصور الأخرى التي رسمت للرسول محمد في العديد من الكتب التاريخية القديمة وفيما يلي معلومات عن تلك الكتب. وفي السنوات الأخيرة تم رسم العديد من الصور بعضها على شكل كاريكاتير للرسول محمد بن عبد الله ولكنها لم تثر ضجة إعلامية كالتي أثيرت حول حادثة نشر الصور الكاريكاتيرية في صحيفة يولاندس بوستن وفيما يلي بعض الأمثلة: ردود الفعل. 12 فبراير 2008. قامت سبعة عشر جريدة دنماركية في 12 فبراير 2008 بإعادة نشر أحد الرسوم الكاريكاتورية الذي يظهر النبي محمد مرتديا عمامة على شكل قنبلة مشتعلة الفتيل، مما أسفر قيام العديد من التظاهرات في الدول الإسلامية عن تجديد حملات مقاطعة للمنتجات الدنماركية في العالم الإسلامي مطالبين بالاعتذار ، وحدوث بعض أعمال الشغب وحرق مئات السيارات في المدن الدنماركية. الموقف في الدنمارك. الرأي السائد في الدنمارك يقول بأن الرسومات لم تخرق أي قانون من قوانين السب والتجريح. وأن اعتذار الصحيفة عن جرحها لمشاعر المسلمين كاف. كما أرادت الجالية الإسلامية في الدنمارك رفع قضية إلى المحكمة لتحديد كون الرسوم المنشورة تخرق قوانين الدولة أم لا، ولكن قام المدعى العام بإسقاط القضية قبل وصولها إلى المحكمة لأنه وجد أنه لا أساس للقضية. ويرى البعض أن الجالية المسلمة في الدنمارك قد اختارت التكتيك الخاطئ بنشرها القضية في العالم العربي، صابّة الزيت على النار، علما بأن هذا التحرك لم يجد الكثير من التعاطف في الدنمارك. في استفتاء أجرته إذاعة الدنمارك على عينة عشوائية من الدنماركيين مكونة من 579 شخص في 28 يناير 2006 أظهرت النتائج التالية: وكانت عدد من الجمعيات الإسلامية في الدنمارك قد قدمت شكوى لشرطة الدنماركية في 27 أكتوبر 2005 بزعم أن صحيفة يولاندس بوستن قد خرقت البندين 140 و266 من قانون العقوبات الدنماركي. حيث ينص البند 140أي شخص من الاستهزاء العلني لأي مواطن دنماركي من المعتقدات الدينية لأي مواطن دنماركي آخر وينص البند 266 بإجرام أي شخص قام بنشر معلومات أو دعايات أو تصريحات كان الغرض منها إلحاق الإهانة بشخص معين بسبب انتمائه الديني. في 6 يناير 2006 قرر المدعى العام الأولي في مدينة فيبورغ بإسقاط القضية قبل وصولها إلى المحكمة لأنه وجد أنه لا أساس للقضية وصرح المدعي العام أن "لإطلاق مصطلح اعتداء على اية حادثة يجب أن ياخذ في نظر الاعتبار حق حرية التعبير عن الرأي الذي يجب أن يمارس في إطار حقوق الإنسان". المقاطعة. بدأت في كثير من بلدان العالم الإسلامي الدعوة لمقاطعة المنتجات الدانمركية، وتتركز المقاطعة على منتجات الألبان وغيرها والدعوة بدأت شعبية وعبر الصحف والقنوات غير الرسمية وعبر رسائل الجوال، وقامت مراكز تجارية كبيرة في السعودية بالأمتناع عن بيع منتجات دانمركية وكذلك في الإمارات والكويت والبحرين، وقد حاولت شركات دنماركية كبرى بمحاولات لمنع المقاطعة عن طريق إعلانات تجارية بصفحة كاملة في صحيفة الشرق الأوسط. في بداية يناير 2006 هددت الحكومة المصرية بمقاطعة المنتجات الدنماركية ولكن المقاطعة كانت مقتصرة على بعض الأسواق المصرية الكبرى وقرارات فردية من قبل مصريين بمقاطعة المنتجات الدنماركية. وفي 20 يناير صدرت مطالب جماهيرية في السعودية بالمقاطعة التي بدأت بصورة عملية في 26 يناير واستهدفت بصورة رئيسية منتجات الألبان لشركة Arla وانتشرت المقاطعة إلى الكويت وقامت سلسلة أسواق Coop في الكويت بازالة المنتجات الدنماركية من على رفوفها وهناك مخاوف دانمركية بفقدان حوالي 11,000 عامل لوظائفهم نتيجة هذه المقاطعة. رأي العلماء. لقد صدر بيان من المرجع الشيعي بشير النجفي يستنكر به الإساء للنبي محمد . وكذلك محمد تقي المدرسي. حملات الدعم لصحيفة يولاندس بوستن. ساندت بعض المجموعات الليبرالية والمحافظة موقف الجريدة حيث صرح روبرت مينارد رئيس جمعية مراسلون بلا حدود بأن جريدة يولاندس بوستن قد "علمت العالم درسا في حرية التعبير عن الرأي" وفي 1 فبراير 2006 نشرت صحيفة France Soir الفرنسية الصور وأضافت في صفحتها الأولى صورة كاريكاتيرية جديدة يصور فيها بوذا وموسى ومحمد وعيسى جالسين على سحابة مع تعليق يقول "نعم، من حقنا رسم صورة كاريكاتيرية" ولكن وفي نفس اليوم تم فصل محرر تلك الصورة. وقام البرلماني الهولندي عن حزب من أجل الحرية خيرت فيلدرز بنشر الصور في موقع حزبه مع تعليق يقول "لدعم حرية التعبير عن الرأي" ومن الجدير بالذكر أن هذا السياسي مشهور بمحاولاته لتقليص الهجرة إلى هولندا ومعارضته انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي . وقامت جهات مساندة لصحيفة يولاندس بوستن بتخصيص بعض الصفحات على الإنترنت بلغات متعددة لدعم موقف الصحيفة وهذا أحد الأمثلة على المواقع المؤيدة لصحيفة يولاندس بوستن نماذج من القوانين الجنائية ضد الإساءة إلى الرموز الدينية. بدأت مؤخرا حركات في أوروبا تطالب بتعديلات في القوانين القديمة المتعلقة بالإساءة إلى الرموز الدينية التي وإن وجدت في القوانين الأوروبية ولكنها نادرا ماتطبق في الوقت الحالي ولكن مع انتشار الهجرة إلى أوروبا من الدول غير الأوروبية وجدت الكثير من الدول في أوروبا نفسها في مواقف قانونية حرجة لوجود بنود في قوانينها الجنائية تجرم المسيئين إلى الرموز الدينية ووجود بنود أخرى تسمح بحرية التعبير عن الرأي وهذه القوانين التي تعتبر الأساءة للدين عملا مخالفا للقانون لا تزال موجودة على سبيل المثال في البندين 188 و189 من القانون الجنائي في النمسا ووالبند 10 من القانون الجنائي في فنلندا والبند 166 من القانون الجنائي في ألمانيا والبند 147 في القانون الجنائي في هولندا والبند 525 في القانون الجنائي في إسبانيا وبنود مشابهة في قوانين إيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. في الدول ذات الأغلبية الإسلامية هناك عقوبات أشد على الأساءة للرموز الدينية فالبند 295 من قانون العقوبات في باكستان تعاقب بالسجن المؤبد كل شخص قام "بتدنيس القرآن" والإعدام لكل من يشتم رسول الإسلام محمد. آراء وتعليقات لسياسيين ومفكرين. في مقابلة مع مجلة إسبانية عبّر غونتر غراس عميد الأدباء الألمان عن رأيه صراحة في الرسوم المسيئة للنبي محمد، واصفا إياها بأنها مهينة ومؤذية لمشاعر المسلمين حول العالم، وأكد غونتر غراس أن نية الصحيفة الدنماركية في استفزاز مشاعر المسلمين كانت واضحة، وشبه الرسوم برسوم معادية لليهود نشرتها صحيفة ألمانية قبيل الحرب العالمية الثانية، وتابع غراس: " أن ردات الفعل الإسلامية الغاضبة ضد نشر الرسوم متوقعة وغير مفاجئة وتأتي في إطار دوامة من العنف العالمي فجرها الغرب بدعمه للرئيس الأميركي جورج بوش في غزوه المخالف للقانون الدولي للعراق." ثم أضاف: "إن تذرع الغربيين بالدفاع عن حرية الصحافة كمبرر لنشر الرسوم الكاريكاتيرية يظهر تجاهلهم عمدا لحقيقة تعبير الصحافة الغربية عن مصالح الشركات الاستثمارية العملاقة الممولة لها والمتحكمة في توجيه وقيادة الرأي العام بصورة أفقدته القدرة على التعبير عن رأيه الحر". وأضاف أن على الغرب "المغرور والمفتون بذاته عدم الحديث عن حرية الصحافة قبل تحليل وضع هذه الحرية لديه هو وإدراك أن مناطق أخرى في العالم ليس بها فصل بين الدين والدولة". كما أكد البرتغالي جوزيه ساراماغو الفائز بجائزة نوبل للآداب عام 1998، (أن نشر هذه الرسوم ليس مسألة رقابة ذاتية بل إنها نابعة من الشعور العام). الروبل هو الوحدة الأساسية لعملة روسيا، والروبل هو العملة الرسمية المتداولة اليوم في كل من روسيا الاتحادية وروسيا البيضاء وترانسنيستريا (بريدنيستروفيه)، بالإضافة إلى اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. يتكون الروبل من 100 كوبيك ، كما كان الروبل العملة المستخدمة في روسيا القيصرية والاتحاد السوفييتي السابق ولا يزال العملة الرئيسية لعدة من دول رابطة الدول المستقلة. الفئات المتداولة. عملات معدنية متداولة: 1 كوبيك (نادر)، 5 كوبيك (نادر)، 10 كوبيك، 50 كوبيك، 1 روبل، 2 روبل، 5 روبل، 10 روبل. أوراق نقدية متداولة: 5 روبل (نادر)، 10 روبل (نادر)، 50 روبل، 100 روبل، 500 روبل، 1000 روبل، 5000 روبل. التاريخ. كان الروبل عملة متداولة رسميا في الإمارات الروسية المتعددة، وإمارة موسكو الكبرى من القرن الثالث عشر حتى القرن الخامس عشر، ثم في موسكوبيا (القرن السادس عشر إلى القرن السابع عشر)، والامبراطورية الروسية في القرنان الثامن عشر والتاسع عشر ومطلع القرن العشرين، والاتحاد السوفيتي ٬القرن العشرين، وأخيرا في روسيا الإتحادية. تعود تسمية الروبل إلى القرن الثالث عشر ومدينة نوفغورود في شمال غرب روسيا. وتقول بعض المصادر أن أهالي نوفغورود أطلقوا عليه هذه التسمية اشتقاقا عن الفعل الروسي "روبيت" أي "قطع". فكانت الروبلات قطعا من الفضة نتجت عن قطع سبيكة نقدية فضية آنذاك اسمها "غريفنا". ويقال إن السبيكة الفضية كات تقطع إلى 4 أقسام أو قسمين أُطلق عليها تسمية "روبل" أي "مقطوع". يذكر الروبل لأول مرة في أواخر القرن الثالث عشر في مدوّنات الأسفار التاريخية التي تم العثور عليها في مدينة نوفغورود. كان الروبل حينذاك عبارة عن سبيكة فضية طولها 20 سنتيمترا وتزن 200 غرام. وكان الرحالة العربي ابن بطوطة يصف الروبل بأنه يعادل 5 أواق عربية أو 60 درهما. وبدأ سك الروبلات الفضية في القرن الخامس عشر إلى جانب عملة الـ"دينغا". وكان الروبل الواحد يضم 100 دينغا. وفي القرن السادس عشر ضم الروبل 100 كوبيكا أو 200 دينغا. وبدأ السك المنتظم 100 روبل في عهد الأباطرة للروبل الفضي منذ عام 1704 حين كان يزن 28 غراما. في الفترة ما بين عام 1769 وعام 1849 كانت تتداول إلى جانب القطع النقدية "الروبل" أوراق مالية أطلق عليها روبل أيضا. صدر عام 1897 الروبل الذهبي الذي كان يعادل 0.774235 غرام من الذهب. وجرت العادة أن تُرسم صور الأباطرة الروس على الأوراق المالية الروسية. وكانت الورقة المالية بقيمة 25 روبلا تحمل صورة الإمبراطور ألكسندر الثالث، والورقة بقيمة 50 روبلا رسمت عليها صورة الإمبراطور نيكولاي الأول، وبقيمة 100 روبل رُسمت عليها صورة الإمبراطورة كاثرين العظيمة، وبقيمة 500 روبل - صورة الإمبراطور بطرس الأكبر. في عام 1919 صدر أول روبل سوفييتي. في 22 يناير عام 1991 بدأ الإصلاح النقدي السوفيتي الأخير، وقد سبقه الإصلاح النقدي لعام 1922 حيث تم ادخال العملة الصعبة المدعومة بالذهب إلى التداول النقدي في البلاد، وإصلاح عام 1947 حين تمت مصادرة ثلثي مدخرات الشعب في الإيداعات المصرفية التي تفوق مبلغ 10 آلاف روبل و 90% من المدخرات خارج المصرف، والإصلاح النقدي لعام 1961 حين تمت مبادلة الاوراق النقدية بمثيلاتها بقيمة تعادل عشرها. وقد أصدر الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف يوم 22 يناير عام 1991 مرسوما يقضي بوقف تداول الأوراق النقدية من فئة 50 روبلا و 100 روبل التي يعود إصدارها إلى عام 1961 . وبذلك تم شطب كل المدخرات للمتقاعدين الذين كانوا يحتفظون بها في منازلهم. لكن الشعب لم يربط الإصلاح باسم غورباتشوف بل باسم رئيس الوزراء السوفييتي فالنتين بافلوف الذي تولّى هذا المنصب قبل الإصلاح ببضعة أيام. وقبل ذلك كان يشغل منصب وزير المالية. وبالفعل هو الذي طرح فكرة الإصلاح النقدي وقام بتطبيقها. وخصصت الحكومة 72 ساعة فقط لمبادلة الأوراق المالية . وبموازاة ذلك قامت بتجميد الإيداعات في فروع مصرف المدخرات كلها. وسمحت السلطات بمبادلة 500 روبل فقط ما يعادل راتب شهريين في المتوسط. أما بقية الأموال فلم تقبل للمبادلة. وما يجدر الذكر أن بافلوف كان قد تقدم قبل ذلك بإسبوعين ببيان أفاد فيه بعدم عزم الحكومة على إجراء أي إصلاح نقدي. وكان من المفترض أن تساعد المفاجأة السلطات في مكافحة المضاربة والأرباح غير الشرعية وتزوير الاوراق النقدية والتهريب والفساد. في عام 1998 جرى إصلاح مالي آخر من شأنه تضخيم قيمة الروبل بحيث أصبح كل روبل جديد يعادل 1000 روبل سابق. وحملت أوراق الروبل الجديد صور المدن الروسية بدلا من صور الحكام. تحمل الورقة المالية الروسية الحالية بقيمة 5 روبلات صورة آثار مدينة فيليكي نوفغورود، وورقة الـ 10 روبلات - آثار مدينة كراسنويارسك، وورقة الـ 50 روبلا - آثار مدينة بطرسبورغ، وورقة الـ 100 روبل - آثار مدينة موسكو، وورقة الـ 500 روبل - آثار مدينة أرخانغلسك، وورقة الـ 1000 روبل - آثار مدينة ياروسلافل ومدينة فلاديفوستوك، وورقة الـ5000 روبل - آثار مدينة خاباروفسك. يضم الروبل الروسي الحالي 100 كوبيكا التي تشتق تسميتها عن لفظ "كوبو" أي الرمح الذي يقتل به القديس جورجيوس التنين. وكانت صورة القديس جورجيوس وهو يحمل الرمح تنقش سابقا على العملة المعدنية الصغرى- كوبيكا. وتصدر حاليا قطع كوبيكا المعدنية بقيمة كوبيكا واحدة، و 5 كوبيكات، و 10 كوبيكات، و 50 كوبيكا. كما تصدر القطع النقدية المعدنية الروسية بقيمة روبل واحد، وخمسة روبلات و 10 روبلات. الروبل عام 2010. مع بدأ الأزمة المالية بداية عام 2010 تعيشُ روسيا هذه الأيام وضعاً اقتصادياً صعباً وانخفاضِ أسعارِ النفط، والانحدارَ الذي حل بالعُملةِ المحلية الروبل.الحكومة الروسية التي كانت قد اعلنت أن الاقتصاد َالروسي دخل في مرحلة ِالركود، تُحاول حل َهذه المعضلة الاقتصادية وعلى رأسِها انخفاضُ قيمةِ الروبل.الروبل الروسي الذي بات تذروه رياح الأزمة المالية العالمية، انخفضت قيمته لمستويات قياسية. انخفاضاً أثر على الاقتصاد الروسي أو تأثر به مما دعا الحكومة إعلان دخول اقتصادها مرحلة الركود، كما تكهن مختصون بتراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي الروسي إلى أقل من اثنين بالمائة هذا العام نزولا من ستة بالمائة مقارنة بالعام المنصرم، ولم تتوقف مظاهر الأزمة الاقتصادية في روسيا على تراجع النمو الاقتصادي وإنما بدأت تنعكس سلبا على ميزانية الدولة، حيث ستعاني من عجز سيصل إلى أكثر من خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وسيحدث هذا لأول مرة منذ عام الفين حيث كانت ميزانية الدولة تحقق فائضا كبيرا. وفي ظل الأزمة لجأت الحكومة الروسية إلى تعويم العملة الوطنية بأكثر من ثلاثين في المائة منذ سبتمبر/ أيلول عام 2010، وتدافع الحكومة الروسية عن هذا الإجراء بحجة أنها لا ترغب في إنفاق ما لديها من احتياطي دولي للعملات الأجنبية على دعم سعر صرف الروبل وبحجة أن هذا التعويم سيؤدي إلى زيادة الطلب الخارجي على السلع الروسية.لذلك الآن الحكومة الروسية ستقوم بخلال عام 2010 بتقشف ووقف بسيط لعملات الازدهار التي حدثت في الأعوام السابقة لتفادي الازمة المالية العالمية. محمد محمد الأمير عوض السيد عطا (1 سبتمبر 1968 – 11 سبتمبر 2001) هو أحد الخاطفين للطائرات وهو مصري الجنسية وأحد قادة هجمات 11 سبتمبر، والتي تم فيها الاستيلاء على أربع طائرات تجارية أمريكية بهدف تدمير أهداف مدنية محددة. وقد شارك في الهجمات بقيادته لطائرة الخطوط الجوية الأمريكية الرحلة 11 وقام بالاصطدام بالطائرة في البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي كجزء من هجمات منسقة. كان سنه في ذلك الوقت 33 عامًا وبذلك كان عطا أكبر الخاطفين التسعة عشر الذين شاركوا في الهجمات. ولد عطا عام 1968 في بلدة صغيرة في دلتا النيل في مصر. كان في العاشرة من عمره عندما انتقل مع عائلته إلى حي عابدين في القاهرة. درس عطا الهندسة المعمارية في جامعة القاهرة، وتخرج في عام 1990، وواصل دراسته في ألمانيا في جامعة هامبورغ للتكنولوجيا. في هامبورغ، أصبح عطا مرتبطاً بمسجد القدس، حيث التقى مروان الشحي ورمزي بن الشيبة وزياد جراح، وقاموا معا بتشكيل خلية هامبورغ. اختفى عطا من ألمانيا لفترات من الوقت، وأمضى بعضها في أفغانستان، بما في ذلك عدة أشهر في أواخر عام 1999 وأوائل عام 2000 حيث التقى بأسامة بن لادن وغيره من قادة تنظيم القاعدة. تم تجنيد عطا وأعضاء خلية هامبورغ الآخرين من قبل بن لادن وخالد شيخ محمد للقيام بـ "عملية الطائرات" في الولايات المتحدة. عاد عطا إلى هامبورغ في فبراير 2000، وبدأ بالبحث عن التدريب على الطيران في الولايات المتحدة. وصل عطا ومروان الشحي إلى الولايات المتحدة في يونيو عام 2000. وانتهى بهما المطاف في مدينة فينيس بولاية فلوريدا في مدرسة هوفمان للطيران، حيث اشتركا في برنامج معجَّل للتدريب على قيادة الطائرات. حصل عطا والشحي على مؤهل "كفاءة الطيران بواسطة العدادات" في نوفمبر 2000، واستمر التدريب على المحاكاة والطيران. في بداية مايو 2001، ساعد عطا في وصول الخاطفين العضليين. في يوليو 2001، سافر عطا إلى إسبانيا حيث التقى بن الشيبة لتبادل المعلومات ووضع اللمسات الأخيرة على العملية. في أغسطس 2001، سافر عطا في هيئة راكب على متن العديد من الرحلات الجوية "الاستكشافية"، لرسم خطة تنفيذ الهجمات. في أوائل سبتمبر 2001، سافر عطا إلى مقاطعة الأمير جورج في ولاية ماريلاند، حيث كان زميله الخاطف هاني حنجور موجودا في ذلك الوقت. ثم سافر عطا إلى بوسطن. في 10 سبتمبر (قبل يوم من الهجمات)، سافر عطا مع عبد العزيز العمري إلى مدينة بورتلاند بولاية مين. قاموا بقضاء ليلتهم في فندق Comfort Inn في جنوب بورتلاند. وفي صباح 11 سبتمبر، سافر عطا والعمري على طائرة "كولجان إير" عائدين إلى بوسطن، ومن هناك استقلوا طائرة الخطوط الجوية الأمريكية الرحلة 11. بعد مرور 15 دقيقة على الإقلاع، اقتحم فريق الخاطفين قمرة القيادة، وتولى عطا مهمة السيطرة على الطائرة. وفي الساعة 8:46 صباحا، قاد عطا الطائرة من طراز بوينغ 767 لتصطدم بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي. أدى الحادث إلى انهيار البرج بعد 102 دقيقة في الساعة 10:28 صباحاً، مما أدى في النهاية إلى مقتل أكثر من 1600 من المدنيين والمستجيبين الأوائل. الأسماء المستعارة. تعددت أسماء محمد عطا في الوثائق الرسمية، ما بين "مِهَان عطا" و"محمد الأمير" و"محمد عطا" و"محمد السيد" و"عوض السيد عطا" و"عوض السيد". في ألمانيا، قام بالتسجيل باسم محمد الأمير عوض السيد عطا، أما في جامعة هامبورغ للتكنولوجيا فقد استخدم الاسم محمد الأمير. في وصيته المكتوبة في عام 1996، قدم عطا نفسه باسم "محمد بن محمد الأمير عوض السيد". كما ادعى عطا لنفسه جنسيات مختلفة، فأحيانًا يقول بأنه مصري الجنسية وأحيانًا أخرى يخبر الناس أنه من دولة الإمارات العربية المتحدة. الحياة المبكرة. ولد عطا في 1 سبتمبر 1968، في مدينة كفر الشيخ، وتقع في منطقة دلتا النيل في مصر. كان والده، محمد الأمير عوض السيد عطا، محامياً، تلقى تعليمه في تخصص الشريعة والقانون المدني. والدته، بثينة محمد مصطفى شِراقي، تنحدر من عائلة ثرية تعمل في مجال الزراعة والتجارة وكانت متعلمة أيضا. تزوجت بثينة ومحمد (الأب) عندما كان عمرها 14 سنة، من خلال زواج مدبّر. لم يكن لعائلة محمد سوى عدد قليل من الأقارب من جهة الأب وأبقت على مسافة من عائلة بثينة. كان والد عطا يوصف من قبل أصهاره بأنه "متزمت ومتشدد ومنعزل"، واعتقد الجيران أن هذه الأسرة منعزلة. كان عطا الابن الوحيد؛ حيث كانت لديه شقيقتان أكبر منه سناً، كلاهما على درجة عالية من التعليم والنجاح في مهنتيهما، إحداهما تعمل طبيبة والأخرى أستاذة جامعية. عندما كان عطا في العاشرة من عمره، انتقلت عائلته إلى حي عابدين بالقاهرة بالقرب من وسط المدينة. استمر والد عطا في الحفاظ على انطوائية العائلة، ولم يسمح لعطا بالتواصل الاجتماعي مع أطفال الحي الآخرين. قضى عطا معظم وقته يدرس في المنزل، وكان متفوقاً في المدرسة. في عام 1985، دخل عطا جامعة القاهرة، حيث بدأ في دراسة الهندسة. كان عطا واحداً من الطلاب الذين حصلوا على أعلى الدرجات، وقد تم قبوله خلال السنة الأخيرة في الكلية في برنامج الهندسة المعمارية الانتقائي للغاية. في عام 1990، تخرج عطا مع شهادة في الهندسة المعمارية وانضم إلى نقابة المهندسين التابعة لجماعة الإخوان المسلمين. ثم عمل لعدة أشهر في مركز التطوير الحضري في القاهرة، حيث تولى أعمالاً في التصميم والتخطيط والبناء المعماري. في عام 1990، انتقلت عائلة عطا للعيش في شقة في الطابق الحادي عشر في مدينة الجيزة. ألمانيا. تخرج عطا من جامعة القاهرة بتقدير متوسط والذي لم يكن كافياً للقبول في برنامج الدراسات العليا بالجامعة. أصر والده على ضرورة قيامه بالسفر إلى الخارج من أجل استكمال الدراسات العليا، وعندها التحق عطا ببرنامج تعلم اللغة الألمانية في معهد جوته في القاهرة. في عام 1992، قدم والد عطا دعوة لزوجين ألمانيين لتناول العشاء أثناء زيارتهما إلى القاهرة. أدار الزوجان الألمانيان برنامجاً للتبادل الطلابي بين ألمانيا ومصر، واقترحا أن يتابع عطا دراسته في ألمانيا. عرضوا عليه مكانا مؤقتا للعيش في منزلهم في المدينة. وانتهى الأمر بمحمد عطا في ألمانيا بعدها بأسبوعين، وذلك في يوليو 1992. في ألمانيا، التحق عطا ببرنامج الدراسات العليا للتخطيط الحضري في جامعة هامبورغ للتكنولوجيا. في بداية الأمر مكث عطا مع الزوجين والذين كانا معلمين في المدرسة الثانوية، لكنهم وجدوا عطا مخيبا للآمال بسبب عقله المغلق الذي لا يتقبل أفكارا جديدة وشخصيته شديدة الانطوائية. كما بدأ عطا في الالتزام بنظام غذائي إسلامي صارم، وكان يتردد على المسجد ونادرا ما كان يخالط الناس، ولم يكن ودودًا تجاه ابنة الزوجين والتي كانت غير متزوجة ولديها طفل صغير. وبعد ستة أشهر، طلب الزوجان منه المغادرة. بحلول أوائل عام 1993، انتقل عطا إلى السكن الجامعي. كان يشترك في شقة في منطقة زنترومسهاوس مع اثنين من الرفقاء في الغرفة. بقي في منطقة زنترومسهاوس حتى عام 1998. وخلال ذلك الوقت، أصيب رفقاء الغرفة بالإحباط من سلوك عطا، الذي نادرا ما كان مرتباً، وانغلق على نفسه لدرجة أنه كان يدخل ويخرج من الغرفة ولا يهتم لوجود الآخرين. وبعيدا عن أي شيء، لم يكن باستطاعتهم التعامل مع شخصية عطا، التي وصفت بأنها "شخصية منعزلة وعدوانية بشكل كامل تقريبا". الدراسات الأكاديمية. في جامعة هامبورغ للتكنولوجيا، درس عطا تحت إشراف رئيس القسم ديتمار ماخوله المتخصص في الدراسات في منطقة الشرق الأوسط. كان عطا معنيّاً بشأن التنمية الحديثة وتشييد المباني الشاهقة في القاهرة وغيرها من المدن القديمة في الشرق الأوسط. كان يعتقد أن المجمعات السكنية الكبيرة، غير الشخصية، والقبيحة في كثير من الأحيان التي بنيت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي قد تسببت في اختفاء الأحياء القديمة، وجردت الناس من الخصوصية والاعتبار. انتقلت عائلة عطا إلى مجمع سكني من هذا النوع في عام 1990، والذي كان بالنسبة إليه "رمزاً مهترئا لمحاولات مصر العشوائية للتحضر وتبنيها الصارخ للثقافة الغربية". في أطروحته، ركز عطا دراسته على مدينة حلب القديمة في سوريا. وقام باستكشاف تاريخ المناظر الطبيعية الحضرية في حلب والمحاور العامة للصراع بين الحضارة العربية والحداثة. وانتقد عطا كيف أن ناطحات السحاب الحديثة ومشاريع التنمية في حلب كانت تمزق نسيج تلك المدينة عن طريق حجب الشوارع العامة وتشويه الأفق. في عام 1994 قام الأستاذ ديتمار ماخوله، أستاذ عطا، بدعوته إلى زيارة مدينة حلب في زيارة علمية أثرية مدتها ثلاثة أيام. انتهت هذه الزيارة بقضاء عطا لعدة أسابيع في حلب خلال شهر أغسطس 1994، وزارها مرة أخرى في شهر ديسمبر. وأثناء وجوده في سوريا، قابل أمل، وهي شابة فلسطينية، عملت هناك في دائرة التخطيط التابعة للحكومة. وصف فولكر هاوت، الذي كان مسافراً مع عطا، أمل بأنها فتاة "جذابة وواثقة من نفسها". راعت أمل الضوابط الإسلامية، حيث أخذت سيارات الأجرة من وإلى المكتب حتى لا تدخل في اتصال جسدي مباشر مع الرجال في الحافلات. لكنها كانت "متحررة" و"صعبة". لقد بدا وكأنهم ينجذبون إلى بعضهم البعض، لكن عطا سرعان ما يفسر له أنه ولسوء الحظ "لديها توجه مختلف تماما وأن تحرر السيدة الشابة لا يناسبه." كان هذا أقرب شيء يتعلق بالرومانسية بالنسبة لعطا. في منتصف عام 1995، أمضى عطا ثلاثة أشهر في القاهرة مع زملائه الطلاب فولكر هاوت ورالف بودنشتاين، ضمن منحة من جمعية كارل ديسبيرغ. لقد قاموا بالبحث في آثار إعادة التطوير في الحي القديم للقاهرة الإسلامية الذي أرادت الحكومة تطويره من أجل السياحة. ولكن بقي عطا في القاهرة مع عائلته بعد أن عاد هاوت وبودنشتاين إلى ألمانيا. أثناء وجوده في هامبورغ، شغل عطا العديد من الوظائف، والتي شملت وظيفة بدوام جزئي في شركة Plankontor وشركة تخطيط حضري من عام 1992 حتى منتصف عام 1997، وذلك عندما تم تسريحه. تراجعت أعمال الشركة، وعندما قامت الشركة بشراء نظام CAD (التصميم بمساعدة الكمبيوتر)، "لم تعد هناك حاجة إلى رسومات التصاميم التي يقوم بها عطا." عمل عطا أيضًا في شركة نظافة، وقام بشراء السيارات وبيعها لكسب المزيد من المال. وبعد الدراسة في هامبورغ، أراد عطا العودة إلى القاهرة من أجل العمل، ولكن كانت هناك فرص عمل قليلة، حيث لم يكن لدى أسرته "الروابط العائلية المناسبة". كان عطا قلقًا أيضًا بشأن نشاط الحكومة المصرية في اعتقال النشطاء السياسيين، وكان لديه مخاوف من أن يكون هو أيضًا مستهدفًا بسبب معتقداته الاجتماعية والسياسية. التعصب الديني. بعد قدومه إلى هامبورغ عام 1992، أصبح عطا أكثر تديناً وكثيراً ما كان يرتاد المسجد. وصفه أصدقاؤه في ألمانيا بأنه رجل ذكي لديه معتقدات دينية، إلى جانب دوافع سياسية، بما في ذلك الغضب من سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، لا سيما اتفاقيات أوسلو وحرب الخليج. كان عطا أيضا غاضبا من النخبة الحاكمة في مصر ومن حملة الحكومة المصرية على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين. في 1 أغسطس 1995، عاد عطا إلى مصر لمدة ثلاثة أشهر من أجل الدراسة. وكان قد قام بإطلاق لحيته قبل العودة إلى مصر. وهذه كانت علامة من علامات التدين، ولكن كان ينظر إليها أيضًا على أنها إشارة سياسية. عاد عطا إلى هامبورغ في 31 أكتوبر 1995، وانضم إلى رحلة الحج إلى مكة المكرمة في خريف تلك السنة. في هامبورغ، تم جذب عطا إلى مسجد القدس، حيث انضم فيه إلى نسخة "قاسية، لا تقبل المساومة، أصولية ومتشددة على نحو لا لبس فيه" وهي تابعة للإسلام السني. اكتسب عطا بعض المعارف في مسجد القدس، وقام بعض منهم بزيارته في زنترومسهاوس. كما بدأ تدريس الدروس في في مسجد القدس، وكذلك في مسجد تركي بالقرب من منطقة هاربورغ. كما شكل عطا مجموعة للصلاة انضم فيها أحمد مقلد ومنير المتصدق. كان رمزي بن الشيبة هناك أيضًا يقوم بتدريس دروس عرضية، وأصبح صديقًا لعطا. في 11 أبريل 1996، وقع عطا وصيته الأخيرة في المسجد، معلنا رسميا عن معتقداته الإسلامية وقدم 18 توجيه بشأن مراسم دفنه. كان هذا هو اليوم الذي هاجمت فيه إسرائيل لبنان في عملية عناقيد الغضب، والتي أثارت غضب عطا. وبتوقيع الوصية، كان رد فعل عطا هو أن عرض "التضحية بحياته". وتعكس التعليمات الواردة في وصيته الأخيرة ممارسات الجنازات السنية، إلى جانب بعض المطالب الأكثر تقييدا حسب المنهج السلفي، بما في ذلك مطالبة الناس بعدم "البكاء والصراخ" أو إظهار الانفعال. تم توقيع الوصية من قبل المتصدق وشخص آخر في المسجد. بعد مغادرته لشركة Plankontor في صيف عام 1997، اختفى عطا مرة أخرى من الوسط ولم يظهر حتى عام 1998. لم يحرز عطا أي تقدم فيما يتعلق برسالته الأكاديمية. وكان عطا قد أجرى اتصالا هاتفيا مع موظف شؤون الخريجين وإسمه ماخوله، وأخبره بأن لديه مشاكل عائلية في المنزل، قائلاً: "أرجوكم تفهموا، لا أريد أن أتحدث عن هذا". في العطلة الشتوية في عام 1997، غادر عطا ولم يعد إلى هامبورغ لمدة ثلاثة أشهر. وقال إنه قد ذهب إلى مكة لمرة أخرى وكان ذلك بعد 18 شهراً من أول مرة ذهب فيها إلى مكة. يزعم تيري ماكديرموت أنه من غير المعتاد لشخص ما أن يذهب إلى الحج بعد فترة وجيزة من ذهابه في مرة سابقة وأن يقوم بقضاء ثلاثة أشهر هناك (أكثر مما يقتضيه الحج)، ولكن يوجد اختلاف في الآراء حول وجاهة هذا الادعاء. عندما عاد عطا، ادعى أن جواز سفره ضاع وتقدّم بطلب للحصول على جواز سفر جديد، وهو تكتيك شائع لمحو أدلة السفر إلى أماكن مثل أفغانستان. عندما عاد عطا في ربيع عام 1998، بعد أن اختفى لعدة أشهر، كان قد نمًى لحية طويلة وسميكة، و"بدا أكثر جدية وانعزالية" بالنسبة لأولئك الذين عرفوه. بحلول منتصف 1998، لم يعد عطا مستحقا للحصول على سكن جامعي في زنترومسهاوس. وانتقل إلى شقة قريبة في حي فيلهلمسبورغ، حيث عاش مع سعيد بحجي ورمزي بن الشيبة. بحلول أوائل عام 1999، أنهى عطا رسالته، وأُجريت مناقشتها رسميا في أغسطس 1999. في منتصف عام 1998، عمل عطا إلى جانب الشحي، وبن الشيبة، وبلفاس، في مستودع لأجهزة الكمبيوتر، حيث كانوا يقومون بتعبئة أجهزة الكمبيوتر في صناديق للشحن. لم تبق مجموعة هامبورغ في فيلهلمسبورغ لفترة طويلة. انتقلوا في الشتاء التالي إلى شقة في شارع مارينشتراسه 54 في إقليم هاربورغ، بالقرب من جامعة هامبورغ للتكنولوجيا والتي التحقوا بها. من هنا نشأت خلية هامبورغ وبدأ أعضاؤها يتصرفون كمجموعة. كانوا يلتقون ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع لمناقشة مشاعرهم المناهضة لأمريكا ولتدبير ما يمكن من هجمات. وقد عاش العديد من أعضاء القاعدة في هذه الشقة في أوقات مختلفة، بما في ذلك الخاطف مروان الشحي وزكريا الصبار وغيرهم. في أواخر عام 1999، قرر عطا، والشحي، وجراح، وبحجي، وبن الشيبة السفر إلى الشيشان للقتال ضد الروس، ولكن أقنعهم خالد المصري ومحمدو ولد صلاحي بتغيير خططهم في اللحظة الأخيرة. وبدلا من ذلك، سافروا إلى أفغانستان لمدة أسبوعين في أواخر نوفمبر. في 29 نوفمبر 1999، استقل محمد عطا رحلة الخطوط الجوية التركية TK1662 من هامبورغ إلى إسطنبول، ومن هناك حول وجهته واستقل رحلة TK1056 إلى كراتشي، باكستان. وبعد وصولهم إلى أفغانستان، تم اختيارهم من قبل القيادي بالقاعدة محمد عاطف كمرشحين مناسبين للاشتراك في الخطة الموضوعة من أجل "عملية الطائرات". لقد كانوا جميعاً متعلمين بشكل جيد، ولديهم خبرة في العيش في المجتمع الغربي، إلى جانب بعض مهارات اللغة الإنجليزية، وكانوا قادرين على الحصول على تأشيرات. حتى قبل وصول بن الشيبة، تم إرسال عطا والشحي وجراح إلى منزل غامدي بالقرب من منزل بن لادن في قندهار، حيث كان ينتظر مقابلتهم. طلب منهم بن لادن التعهد بالولاء والالتزام بالمهمات الانتحارية حيث قبلها كل من عطا والثلاثة رجال الآخرين القادمين من هامبورغ. أرسلهم بن لادن لرؤية عاطف للحصول على لمحة عامة عن المهمة ، ثم أُرسِلوا إلى كراتشي لرؤية خالد شيخ محمد للاطلاع على التفاصيل. وقال المحققون الألمان إن لديهم أدلة على أن محمد عطا تدرب في معسكرات القاعدة في أفغانستان من أواخر عام 1999 إلى أوائل عام 2000. تم التوصل إلى توقيت التدريب في أفغانستان في 23 أغسطس 2002 من قبل محقق كبير. ذلك المحقق هو كلاوس أولريش كيرستن وهو مدير الوكالة الفيدرالية الألمانية لمكافحة الجريمة Bundeskriminalamt (BKA). قدم المحقق أول تأكيد رسمي على أن عطا واثنين آخرين من الطيارين كانا في أفغانستان، وقدم أيضا التواريخ الأولى للتدريب في أفغانستان. وقال كيرستن في حديث صحفي في مقر الوكالة في فيسبادن إن عطا كان في أفغانستان من أواخر عام 1999 وحتى أوائل عام 2000، وأن هناك أدلة على أن عطا التقى بأسامة بن لادن هناك. ظهر شريط فيديو في أكتوبر من عام 2006. أظهر القسم الأول من شريط الفيديو بن لادن في مزارع ترنك في 8 يناير 2000. وأظهر القسم الثاني عطا وزياد جراح يقومان بقراءة وصيتهما معا بعد عشرة أيام في 18 يناير. في رحلة العودة، غادر عطا كراتشي في 24 فبراير 2000، عن طريق رحلة TK1057 إلى إسطنبول حيث غير الوجهة واستقل رحلة TK1661 إلى هامبورغ. وفور عودته إلى ألمانيا، أبلغ عطا والشحي وجراح عن سرقة جوازات سفرهما، ربما لإخفاء تأشيرات السفر إلى أفغانستان. الولايات المتحدة. في 22 مارس 2000، كان عطا لا يزال في ألمانيا عندما أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى أكاديمية ليكلاند في فلوريدا. وتساءل عن التدريب على الطيران قائلاً، "سيدي العزيز، نحن مجموعة صغيرة من الشباب من مختلف البلدان العربية. الآن، نحن نعيش في ألمانيا منذ فترة من الوقت لأغراض الدراسة. نود أن نبدأ في التدريب الخاص بمهنة طياري الخطوط الجوية المحترفين. في هذا المجال، ليس لدينا أية معرفة بعد ولكننا على استعداد للخضوع لبرنامج تدريبي مكثف (للحصول على شهادة طيار نقل جوي (ATP) وأعلى من ذلك في نهاية الأمر)." أرسل عطا 50–60 رسالة إلكترونية مماثلة إلى مدارس تدريب الطيران الأخرى في الولايات المتحدة. في 17 مايو، تقدم عطا بطلب للحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة. في اليوم التالي، حصل على تأشيرة لمدة خمس سنوات من فئة B-1/B-2 (سياحية/تجارية) من سفارة الولايات المتحدة في برلين. كان عطا قد عاش في ألمانيا لمدة تقرب من خمس سنوات، كما كان له "سجل قوي كطالب". ولذلك تم التعامل معه بشكل إيجابي ولم يتم التدقيق فيه. بعد حصوله على التأشيرة، استقل عطا حافلة في 2 يونيو من هامبورغ إلى براغ حيث أقام هناك طوال الليل قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة في اليوم التالي. وأوضح بن الشيبة في وقت لاحق أنهم اعتقدوا أن الأمر سيكون أفضل في توفير الأمن العملياتي لعطا إذا سافر من براغ بدلا من هامبورغ، حيث اعتاد عطا السفر من قبل. وبالمثل، سافر الشحي من مكان مختلف، من بروكسل. في 6 يونيو 2002، بثت قناة ABC عبر برنامج World News Tonight مقابلة مع جونيل براينت، وهي موظفة قروض سابقة في وزارة الزراعة الأمريكية في جنوب فلوريدا، والتي تحدثت عن لقائها مع محمد عطا. حدث هذا اللقاء "في حوالي الأسبوع الثالث من شهر أبريل إلى الأسبوع الثالث من شهر مايو من عام 2000"، قبل تاريخ دخول عطا الرسمي إلى الولايات المتحدة (انظر أدناه). ووفقا لبراينت، أراد عطا تمويل شراء طائرة زراعية. وقالت براينت لبرنامج World News Tonight على قناة ABC "أراد عطا تمويلا لشراء طائرة مزدوجة المحرك وتسع ستة ركاب وتتم إزالة المقاعد." أصر عطا على أن تكتب اسمه على أنه ATTA، وأنه في الأصل من مصر لكنه انتقل إلى أفغانستان، وأنه مهندس، وأن حلمه كان الذهاب إلى مدرسة طيران. سأل عطا عن البنتاغون والبيت الأبيض. وقال إنه يريد زيارة مركز التجارة العالمي وسأل براينت عن الأمن هناك. وذكر تنظيم القاعدة وقال إن المنظمة "يمكن أن توظف أعضاءً من الأمريكيين". وذكر أسامة بن لادن وقال "هذا الرجل سيصبح يوما ما أعظم قائد في العالم". وقالت براينت "إن الوصف الذي جاء في الصحيفة، كان بالضبط ما بدا عليه هذا الرجل." اتصلت براينت بالسلطات بعد التعرف على عطا في التقارير الإخبارية. وقالت السلطات إن براينت اجتازت امتحان كشف الكذب. وفقا للتقارير الرسمية، سافر عطا عبر الطيران من براغ إلى مطار نيوآرك الدولي، ووصل في 3 يونيو 2000. في ذلك الشهر، أقام عطا والشحي في الفنادق والغرف المستأجرة في مدينة نيويورك لفترات قصيرة الأجل. استمروا في الاستفسار عن مدارس الطيران وزاروا بعضا منها بأنفسهم، بما في ذلك مدرسة ايرمان للطيران في مدينة نورمان، ولاية أوكلاهوما، والتي زاروها في 3 يوليو 2000. بعد أيام، انتهى الأمر بعطا والشحي إلى الذهاب لمدينة فينيس بولاية فلوريدا. فتح عطا والشحي حسابات في بنك صن ترست وحصلا على حوالات مصرفية من علي عبد العزيز علي، ابن شقيق خالد شيخ محمد في دولة الإمارات العربية المتحدة. في 6 يوليو 2000، التحق كل من عطا والشحي بمدرسة هوفمان للطيران في مدينة فينيس، حيث قاما بالانضمام إلى البرنامج المعجل للتدريب على الطيران، بينما تلقى زياد جراح تدريبات على الطيران في مدرسة مختلفة يقع مقرها في مدينة فينيس أيضا. عندما وصل عطا والشحي إلى فلوريدا، أقاما في البداية مع مسؤول الحسابات في مدرسة هوفمان وزوجته في غرفة احتياطية في منزلهما. بعد أسبوع، طُلب منهما المغادرة لأنهما لم يكونا مهذبين. ثم انتقل عطا والشحي إلى منزل صغير قريب في بلدة نوكوميس حيث مكثا هناك لمدة ستة أشهر. بدأ عطا التدريب على الطيران في 6 يوليو 2000، واستمر في التدريب كل يوم تقريبًا. بحلول نهاية شهر يوليو، كان عطا والشحي قادرين على القيام برحلات طيران منفردة. حصل عطا على رخصة طيار خاص في سبتمبر، ثم قرر هو والشحي تغيير مدرسة الطيران الحالية. كلاهما التحق بمدرسة جونز للطيران في مدينة ساراسوتا وتلقيا تدريباً هناك لفترة وجيزة. كانت لديهم مشاكل في اتباع التعليمات وكانوا مستائين للغاية عندما فشلوا في امتحان المرحلة الأولى في مدرسة جونز للطيران. قام عطا والشحي بالاستفسار عن الطائرات ذات المحركات المتعددة وأخبرا المدرب أنهما "يريدان المضي قدما في التدريب بسرعة، لأنهما كانا ينتظران وظيفة في بلادهما عند الانتهاء من التدريب في الولايات المتحدة". في منتصف أكتوبر، عاد عطا والشحي إلى مدرسة هوفمان للطيران لمواصلة التدريب. في نوفمبر 2000، حصل عطا على مؤهل كفاءة الطيران بواسطة العدادات، ثم حصل على رخصة طيار تجاري في ديسمبر من إدارة الطيران الفيدرالية. واستمر عطا في تدريبات الطيران التي شملت التدريب على رحلات الطيران المنفردة وعبر المحاكيات. في 22 ديسمبر، تقدم عطا والشحي بطلب إلى شركة إيجل إنترناشيونال للتدريب على الطائرات العملاقة ومحاكيات الطيران لطرازات ماكدونيل دوغلاس دي سي-9 وبوينغ 737-300. في 26 ديسمبر، احتاج عطا والشحي إلى سحب الطائرة بايبر شيروكي التي استأجراها بعد توقف المحرك على مدرج الطائرات في مطار ميامي الدولي. في 29 و30 ديسمبر، ذهب عطا ومروان إلى مطار أوبا لوكا حيث كانا يتدربان على جهاز محاكاة بوينغ 727، وحصلا على تدريب محاكاة للطائرات من طراز بوينغ 767 من أكاديمية بان آم الدولية للتدريب على الطيران في 31 ديسمبر. واشترى عطا مقاطع فيديو مصورة من مقصورة القيادة لطائرات بوينغ 747–200، وبوينغ 757–200، وطرازات إيرباص A320 وبوينغ 767-300ER عن طريق عمل طلبات عبر البريد من متجر Sporty's Pilot في مدينة باتافيا، ولاية أوهايو، في نوفمبر وديسمبر 2000. وتشير سجلات المكالمات على هاتف عطا المحمول إلى أنه اتصل هاتفيا بالسفارة المغربية في واشنطن في الثاني من يناير، قبل أن يصل الشحي إلى البلاد (المغرب) عبر الطيران. سافر عطا عبر الطيران إلى إسبانيا في 4 يناير 2001 للتنسيق مع بن الشيبة وعاد إلى الولايات المتحدة في 10 يناير. أثناء وجوده في الولايات المتحدة، سافر إلى مدينة لورنسفيل، ولاية جورجيا، حيث قام هو والشحي بزيارة نادي اللياقة البدنية والصحية. خلال ذلك الوقت، أقلع عطا من حقل بريسكو في لورنسفيل ومعه قائد الطائرة، وقام عطا ومعه إما قائد الطائرة أو الشحي بالطيران حول منطقة أتلانتا. أقاموا في هذه المنطقة لعدة أشهر. وفي 3 أبريل، استأجر عطا والشحي صندوق بريد في مدينة فيرجينيا بيتش بولاية فيرجينيا. في 11 أبريل، استأجر عطا والشحي شقة رقم 122 في شارع أتلانتيك 1001، مدينة كورال سبرينجز، فلوريدا، مقابل 840 دولار في الشهر، وساعد في وصول الخاطفين العضليين. في 16 أبريل، استلم عطا تنويها يفيد بعدم امتلاكه رخصة قيادة صالحة، وبدأ خطوات الحصول على الرخصة. في 2 مايو، تسلم عطا رخصة قيادته من مدينة لاودرديل ليكس بولاية فلوريدا. أثناء وجوده في الولايات المتحدة، امتلك عطا سيارة بونتياك جراند بريكس حمراء إصدار عام 1989. في 27 يونيو، سافر عطا عبر الطيران من مدينة فورت لاودرديل إلى مدينة بوسطن، ولاية ماساتشوستس، حيث أمضى يوما هناك، ثم استمر وصولا إلى مدينة سان فرانسيسكو ومكث هناك لفترة قصيرة، ومن هناك سافر إلى مدينة لاس فيغاس. في 28 يونيو، وصل عطا إلى مطار ماكاران الدولي في لاس فيغاس للقاء الطيارين الثلاثة الآخرين. استأجر عطا سيارة شيفروليه ماليبو من وكالة ألامو لتأجير السيارات. لا يُعرف المكان الذي أقام فيه عطا في تلك الليلة، ولكن في التاسع والعشرين من ذلك الشهر، قام بالتسجيل في فندق Econo Lodge في شارع جنوب لاس فيغاس 1150. في هذا الفندق قام بإبراز عضوية جمعية السيارات الأمريكية للحصول على خصم، ودفع نقدا 49.50 دولار لليلة في غرفة واحدة. خلال رحلته إلى لاس فيغاس، يُعتقد أنه قام باستخدام كاميرا فيديو استأجرها في وقت سابق من منفذ Select Photo في مدينة دلراي بيتش بولاية فلوريدا. لقاء يوليو 2001 في إسبانيا. في يوليو 2001، غادر عطا مرة أخرى إلى إسبانيا للقاء بن الشيبة للمرة الأخيرة. في 7 يوليو 2001، سافر عطا على متن طائرة الخطوط الجوية السويسرية الرحلة 117 من مدينة ميامي إلى مدينة زيوريخ، حيث توقف هناك بشكل مؤقت. في 8 يوليو، تم رصد عطا في شريط فيديو للمراقبة عندما سحب 1700 فرنك سويسري من ماكينة الصرف الآلي. قام عطا باستخدام بطاقة الائتمان الخاصة به لشراء سكينين سويسريين وبعض الشوكولاته من متجر في مطار زيوريخ. بعد توقفه المؤقت في زيوريخ، وصل عطا إلى مدينة مدريد في الساعة 4:45 مساءً على متن الرحلة 656 التابعة للخطوط الجوية السويسرية، وقضى عدة ساعات في المطار. ثم في الساعة 8:50 مساءً، قام بتسجيل دخول في فندق Diana Cazadora في بلدة باراخاس، وهي بلدة تقع بالقرب من المطار. قام عطا بإجراء مكالمة واحدة في تلك الليلة ومكالمتين في صباح اليوم التالي مع بشار أحمد علي مصلح، وهو طالب أردني يدرس في هامبورغ، وعمل كحلقة اتصال مع بن الشيبة. في صباح يوم 9 يوليو، استأجر محمد عطا سيارة هيونداي أكسنت لونها فضي، والتي حجزها من شركة SIXT لتأجير السيارات في الفترة من 9 إلى 16 يوليو، ثم امتدت لاحقًا إلى 19 يوليو. قاد عطا السيارة من مدريد متجها شرقا نحو منطقة شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى مدينة طراغونة. على الطريق، توقف عطا في مدينة ريوس لاصطحاب رمزي بن الشيبة من المطار. ثم اتجها إلى مدينة كمبريلز، حيث أمضيا ليلة في فندق مونيكا. غادر الرجلان الفندق صباح اليوم التالي، وأمضيا الأيام القليلة القادمة في مكان مجهول في مدينة طراغونة. وبسبب عدم وجود ما يشير إلى قيامهم بالإقامة في الفنادق الأخرى أو وجود إيصالات موقعة أو أثر لاستخدامهم بطاقات الائتمان فقد أدى ذلك إلى اعتقاد المحققين بأن الرجال ربما التقوا في منزل آمن تولى تجهيزه عملاء آخرون في تنظيم القاعدة في إسبانيا. هناك، عقد عطا وبن الشيبة اجتماعاً لاستكمال التخطيط للهجمات. تم العثور على العديد من الشواهد التي تربط إقامتهم في إسبانيا بعماد الدين بركات جركس (أبو الدحداح) وهو سوري الجنسية، وعامر العزيزي، وهو مغربي مقيم في إسبانيا. هؤلاء يعتقد بأنهم ساعدوا في ترتيب واستضافة الاجتماع في طراغونة. ويعتقد يسري فودة، الذي أجرى مقابلة مع بن الشيبة وخالد شيخ محمد قبل الاعتقال، أن سعيد بحجي وخالد شيخ محمد ربما كانا حاضرين في الاجتماع. وقال المحققون الإسبان إن مروان الشحي واثنين آخرين انضموا لاحقا إلى الاجتماع. لم يتحدث بن الشيبة عن هذه المقابلة مع فودة. خلال اجتماعات اسبانيا، قام عطا وبن الشيبة بتنسيق تفاصيل الهجمات. حصلت لجنة التحقيق في هجمات الحادي عشر من سبتمبر على تفاصيل حول الاجتماع، استناداً إلى استجوابات بن الشيبة في الأسابيع التي أعقبت اعتقاله في سبتمبر 2002. أوضح بن الشيبة أنه قام بإيصال تعليمات أسامة بن لادن، بما في ذلك رغبته في تنفيذ الهجمات في أقرب وقت ممكن. كان بن لادن قلقاً بشأن وجود العديد من عملاء القاعدة في الولايات المتحدة. أكد عطا أن جميع الخاطفين العضليين قد وصلوا إلى الولايات المتحدة، دون أي مشاكل، لكنه قال إنه يحتاج من خمسة إلى ستة أسابيع أخرى لوضع التفاصيل. كما طلب بن لادن عدم إبلاغ أي عملاء آخرين بالمعلومات المحددة حتى اللحظة الأخيرة. خلال الاجتماع، قام عطا وبن الشيبة أيضا بتحديد الأهداف، وقاما باستبعاد استهداف المحطات النووية. أوصل بن الشيبة قائمة أهداف بن لادن؛ حيث أراد بن لادن الهجوم على مبنى الكونغرس، والبنتاغون، ومركز التجارة العالمي، والتي تعتبر "رموزًا لأمريكا". وإذا لم يتمكن أي من الخاطفين من الوصول إلى أهدافهم المقصودة، يقول عطا بأن عليهم تحطيم الطائرة. كما ناقشوا أيضا الصعوبات الشخصية التي واجهها عطا مع زميله الخاطف زياد جراح. وكان بن الشيبة قلقاً من أن جراح قد يتخلى عن الخطة. وقد اعتقد تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر أن المتآمر الإرهابي الذي أدين في الوقت الحالي زكريا الموسوي كان يتم تدريبه كبديل محتمل لجراح. في الفترة من 13 إلى 16 يوليو، أقام عطا في فندق Sant Jordi في طراغونة. بعد عودة بن الشيبة إلى ألمانيا في 16 يوليو 2001، قضى عطا ثلاثة أيام أخرى في إسبانيا. أمضى ليلتين في مدينة سالو في فندق Casablanca Playa Hotel القريب من الشاطئ، ثم أمضى آخر ليلتين في فندق Residencia Montsant. وفي 19 يوليو، عاد عطا إلى الولايات المتحدة، حيث استقل طائرة خطوط دلتا الجوية من مدريد إلى مدينة فورت لاودرديل، عبر أتلانتا. التخطيط النهائي في الولايات المتحدة. في 22 يوليو 2001، استأجر عطا سيارة ميتسوبيشي غالانت من شركة ألامو لتأجير السيارات، وقاد السيارة لـ3836 ميل قبل إعادتها في 26 يوليو. وفي 25 يوليو، قام عطا بتوصيل زياد جراح إلى مطار ميامي الدولي ليلتحق برحلة طيران عائدا إلى ألمانيا. في 26 يوليو، سافر عطا عبر خطوط كونتيننتال الجوية إلى مدينة نيوآرك، ولاية نيو جيرسي، وقام بتسجيل دخوله إلى فندق Kings Inn في مدينة واين، ولاية نيو جيرسي، وبقي هناك حتى 30 يوليو عندما استقل طائرة من نيوآرك عائدا إلى فورت لاودرديل. في 4 أغسطس، يعتقد أن عطا كان موجودا في مطار أورلاندو الدولي في انتظار إحضار "الخاطف رقم 20" المشتبه به وهو محمد القحطاني القادم من دبي، والذي انتهى به الأمر إلى توقيفه من قبل سلطات مراقبة الهجرة باعتباره "مثيرا للشبهة". ويعتقد أن عطا استخدم هاتف عمومي في المطار للاتصال برقم "مرتبط بالقاعدة" بعد منع القحطاني من الدخول. في 6 أغسطس، استأجر عطا والشحي سيارة بيضاء من طراز فورد إسكورت بأربعة أبواب عام 1995، والتي أعيدت في 13 أغسطس. في 6 أغسطس، حجز عطا رحلة على خطوط سبيريت الجوية من فورت لاودرديل إلى نيوآرك، حيث قام بالمغادرة يوم 7 أغسطس وعاد مرة أخرى في 9 أغسطس. لم يتم استخدام الحجز وتم إلغاؤه في 9 أغسطس بسبب "حالة طبية عائلية". بدلاً من ذلك، ذهب عطا إلى المكتب المركزي والسفر في مدينة بومبانو بيتش لشراء تذكرة رحلة طيران إلى نيوآرك، مغادراً مساء 7 أغسطس وليقوم بحجز مقعد العودة في المساء في 9 أغسطس. لم يستقل عطا رحلة طيران العودة. في 7 أغسطس، قام عطا بتسجيل دخول في فندق واين في مدينة واين، نيو جيرسي وقام بتسجيل خروج في 9 أغسطس. في نفس اليوم، قام بحجز تذكرة ذهاب فقط من الدرجة الأولى عبر الإنترنت على متن طائرة الرحلة 244 التابعة لخطوط غرب أمريكا الجوية من مطار رونالد ريغان الوطني في واشنطن إلى لاس فيغاس. سافر عطا مرتين إلى لاس فيغاس في "رحلات مراقبة" ليتدرب على كيفية تنفيذ هجمات 11 سبتمبر. كما سافر خاطفون آخرون إلى لاس فيغاس في أوقات مختلفة في صيف عام 2001. خلال الصيف، التقى عطا مع نواف الحازمي لمناقشة الوضع الخاص بالعملية شهريا. في 23 أغسطس، تم إلغاء رخصة قيادة عطا غيابيا بعد أن فشل في حضور محكمة المرور للإجابة على الاقتباس الذي جاءه في وقت مبكر ويفيد بقيامه بالقيادة بدون ترخيص. وفي نفس اليوم، تواردت أنباء عن أن الموساد الإسرائيلي قد أعطى إسمه لوكالة المخابرات المركزية كجزء من قائمة تضم 19 إسما قالوا إنهم كانوا يخططون لهجوم في المستقبل القريب. هناك أربعة أسماء فقط معروفة على وجه التحديد، والآخرين هم مروان الشحي، خالد المحظار ونواف الحازمي. في 30 أغسطس تم رصده يقوم بشراء سكين متعدد الأغراض من متجر Wal-Mart بالقرب من الفندق الذي أقام فيه قبل 11 سبتمبر. هجمات 11 سبتمبر والوفاة. في 10 سبتمبر 2001، قام عطا بإحضار العمري من فندق Milner في بوسطن، ماساتشوستس، واتجه الاثنان بسيارتهما المؤجرة من نوع نيسان ألتيما إلى فندق Comfort Inn في مدينة جنوب بورتلاند، بولاية مين. وعلى الطريق، تمت مشاهدتهما وهما يحصلان على البنزين من محطة غاز إكسون. لقد وصلوا الساعة 5:43 مساء وقضوا الليلة في الغرفة 233. أثناء وجودهما في مدينة جنوب بورتلاند، تمت مشاهدتهما وهما يقومان بعمليتي سحب نقدي من أجهزة الصراف الآلي وقد توقفا في وول مارت. وأفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي أيضا أنه قد تمت رؤية "رجلين من الشرق الأوسط" في موقف للسيارات في بيتزا هت، حيث كان من المعروف أن عطا قد أكل في ذلك اليوم. وصل عطا والعمري في وقت مبكر من صباح اليوم التالي، وذلك في تمام الساعة 5:40 صباحاً، في مطار بورتلاند الدولي للطائرات التجارية، حيث تركا سيارتهما المؤجرة في موقف السيارات، وصعدا في الساعة 6 صباحًا على متن طائرة كولغان اير (خطوط الولايات المتحدة إكسبريس) من طراز BE-1900C المتجهة إلى مطار لوجان الدولي في بوسطن. وفي بورتلاند، تم اختيار محمد عطا من قبل النظام السابق للتمحيص بالنسبة للركاب بمساعدة الكمبيوتر ليخضع لفحص إضافي للبحث عن متفجرات ولكن لم يكن هناك أي فحص إضافي في نقطة تفتيش أمن المسافرين. كان الاتصال بين الرحلتين في مطار لوجان الدولي في صالة B، لكن البوابات لم تكن متصلة ضمن النطاق الأمني. كان على المسافرين مغادرة المنطقة المؤمنة، والخروج خارج المبنى، وعبور الطريق المغطى، ودخول مبنى آخر قبل المرور بنقطة الأمن مرة أخرى. هناك قسمان منفصلان في المبنى B؛ حيث تستخدم خطوط الولايات المتحدة الردهة الجنوبية بشكل رئيسي بينما تستخدم شركة الخطوط الجوية الأمريكية في المقام الأول الردهة الشمالية. غفل عطا عن أنه لا يزال هناك فحص أمني للعبور في بوسطن بسبب هذا الاهتمام الدقيق بنظام الصالة. في الساعة 6:45 صباحا، بينما كان في مطار بوسطن، وصلت عطا مكالمة من الخاطف لطائرة 175 مروان الشحي. وكان من الواضح أن هذه المكالمة للتأكيد أن الهجمات كانت جاهزة للبدء. صعد عطا إلى طائرة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 11، وقد مر عبر نقطة الأمن مرة أخرى، وصعد على متن الطائرة. جلس عطا على مقعد في درجة رجال الأعمال، وهو مقعد 8D. وفي الساعة 7:59، أقلعت الطائرة من بوسطن، تحمل على متنها 81 راكبا. بدأ الاختطاف في الساعة 8:14 صباحًا - بعد 15 دقيقة من إقلاع الطائرة – عندما كانت خدمة تقديم المشروبات على وشك البدء. في هذا الوقت، توقف الطيارون عن الاستجابة للمراقبة الجوية، وبدأت الطائرة في الانحراف عن المسار المخطط له. في الساعة 8:18 صباحاً، بدأت مضيفات الرحلة بيتي أونغ ومادلين آمي سويني بإجراء مكالمات هاتفية مع الخطوط الجوية الأمريكية للإبلاغ عما كان يحدث. قدمت أونغ معلومات عن عدم وجود تواصل مع قمرة القيادة، وعدم القدرة على الوصول إلى القمرة، وعن وجود إصابات بين الركاب. في الساعة 8:24:38 صباحا، سُمع صوت من قبل مراقبي الحركة الجوية، يُعتقد أنه لعطا، يقول: "لدينا بعض الطائرات. فقط ابقوا هادئين وستكونون بخير. سنعود إلى المطار". "لا أحد يتحرك، كل شيء سيكون على ما يرام. إذا حاول أحد القيام بأي تحركات سيعرض نفسه للخطر وكذلك الطائرة. ابقوا هادئين." "لا أحد يتحرك، من فضلكم. سنعود إلى المطار. لا يحاول أحد القيام بأي تحركات حمقاء". تم إيقاف تشغيل جهاز المستجيب الخاص بالطائرة في الساعة 8:21 صباحًا. وفي الساعة 8:46:35 صباحا، اتجه عطا بالطائرة إلى البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي. ولأن الرحلة من بورتلاند إلى بوسطن قد تم تأجيلها، فإن حقائب عطا لم تصل إلى الرحلة 11. وتم انتشال حقائب عطا في وقت لاحق في مطار لوغان الدولي، وقد احتوت على الزي الرسمي للخطوط الجوية، وكتيبات ارشادات للرحلات الجوية، وغيرها من الأشياء. وشملت الأمتعة نسخة من وصية عطا مكتوبة باللغة العربية، بالإضافة إلى قائمة من التعليمات تسمى "الليلة الأخيرة". هذه الوثيقة مقسمة إلى ثلاثة أقسام. الأول هو عبارة عن قائمة من خمسة عشر نقطة تقدم تعليمات مفصلة عن الليلة الأخيرة من حياة الشهيد، والقسم الثاني يعطي تعليمات للسفر إلى الطائرة والقسم الثالث يتناول الوقت ما بين الصعود على متن الطائرة ونيل الشهادة. تقريبا كل هذه النقاط تناقش الاستعداد الروحي، مثل الصلاة وذكر القرآن. فيديو الشهادة. في 1 أكتوبر 2006، نشرت صحيفة الصنداي تايمز تسجيلا مصورا حصلت عليه "من خلال مصدر سبق اختباره"، تدعي أنه لمحمد عطا وزياد جراح وهما يسجلان رسالة الاستشهاد قبل ست سنوات في معسكر تدريب في أفغانستان. الفيديو، الذي يحمل تاريخ 18 يناير 2000، ذو دقة جيدة لكنه لا يحتوي على صوت. فشل قراء الشفاه في إجلاء ما يقولون. يظهر عطا وجراح في حالة معنوية عالية ويضحكان ويبتسمان أمام الكاميرا. لم يسبق لهما أن تم تصويرهما معا من قبل. وهناك مصادر مجهولة من كل من القاعدة والولايات المتحدة أكدت لصحيفة التايمز صحة الفيديو. ويُظهر مقطع منفصل من شريط الفيديو أسامة بن لادن يخاطب أتباعه في مجمع بالقرب من قندهار. تم التعرف على رمزي بن الشيبة أيضًا في الفيديو. ووفقا لصحيفة صنداي تايمز، فقد "عانى المحققون الأمريكيون والألمان من أجل العثور على أدلة عن مكان وجود عطا في يناير 2000 بعد أن اختفى من هامبورغ. الشريط الذي يصل طوله لمدة ساعة يحدد وجود عطا في أفغانستان في لحظة حاسمة من إعداد الهجمات عندما تم منحه قيادة العملية. وبعد ذلك بشهور، التحق هو وجراح بمدارس الطيران في أمريكا". هويات متشابهة. في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، تم نشر أسماء الخاطفين. كان هناك بعض التخبط فيما يتعلق بهوية محمد عطا ووجود أكثر من مشتبه به يحملون نفس الاسم. في البداية، اختلطت هوية محمد عطا مع هوية المواطن الأردني محمود محمود عطا الذي فجر حافلة إسرائيلية في الضفة الغربية عام 1986، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة بجروح خطيرة. كان محمود عطا أكبر من محمد عطا ب 14 سنة. تم ترحيل محمود عطا، وهو مواطن أمريكي متجنس، من فنزويلا إلى الولايات المتحدة، وتم تسليمه إلى إسرائيل، وتمت محاكمته ونال حكما بالسجن المؤبد. بعد ذلك أسقطت المحكمة العليا الإسرائيلية الحكم وأطلقت سراحه. بعد 11/9، كانت هناك تقارير تفيد بأن شخصا يدعى محمد عطا قد حضر إلى مدرسة الضباط الدولية في قاعدة ماكسويل الجوية في مدينة مونتغمري، ولاية ألاباما. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول في سلاح الجو الأمريكي الذي أوضح أن "وجود تناقضات في بياناتهم الشخصية، مثل وجود فارق في تاريخ الميلاد بحوالي 20 سنة، مما يشير إلى أننا ربما لا نتحدث عن نفس الأشخاص". الجدل حول براغ. في الأشهر التي تلت هجمات 11 سبتمبر، أكد مسؤولون في وزارة الداخلية التشيكية أن عطا ذهب في رحلة إلى براغ في 8 أبريل 2001، للقاء عميل استخبارات عراقي يدعى أحمد خليل إبراهيم سمير العاني. تم إيصال هذه المعلومات إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي باعتبارها "استخبارات أولية غير مقيمة". استنتج مسؤولو الاستخبارات أن مثل هذا الاجتماع لم يحدث. وقد جاء رجل أعمال باكستاني يدعى محمد عطا إلى براغ قادمًا من المملكة العربية السعودية في 31 مايو 2000، وربما ساهم هذا التشابه الثاني في حدوث التباس. وصل المصري محمد عطا إلى محطة حافلات فلورنس في براغ، قادما من ألمانيا، في 2 يونيو 2000. غادر عطا براغ في اليوم التالي، وحلّق على متن الخطوط الجوية التشيكية إلى نيوآرك، نيو جيرسي، الولايات المتحدة. في جمهورية التشيك، يقول بعض مسؤولي الاستخبارات إن مصدر الاجتماع المزعوم كان مخبرا عربيا اتصل بالمخابرات التشيكية فقط عندما شاهد عطا بعد ظهور صوره في الصحف في جميع أنحاء العالم. وخلصت الولايات المتحدة ومسؤولي المخابرات التشيكية منذ ذلك الحين إلى أن الشخص الذي شوهد مع العاني قد تم تحديده بطريق الخطأ على أنه عطا، وقد أجمع المحققون على استنتاج أن عطا لم يحضر أبدا اجتماعا في براغ. مشروع إيبل دينجر. في عام 2005، زعم المقدم أنتوني شافر وعضو الكونغرس كيرت ويلدون أن مشروع التنقيب في بيانات وزارة الدفاع، إيبل دينجر، أنتج مخططًا حدد عطا، جنبًا إلى جنب مع نواف الحازمي، خالد المحضار، ومروان الشحي كأعضاء في خلية تنظيم القاعدة التي تتخذ من بروكلين مقراً لها في أوائل عام 2000. استند شافر إلى حد كبير في مزاعمه على ذاكرة القبطان البحري، سكوت فيلبوت، الذي تراجع عن ذلك فيما بعد، وأخبر المحققين أنه "مقتنع بأن عطا لم يكن على الرسم البياني الذي كان لدينا". وقال فيلبوت إن شافر كان "يعتمد على ذاكرتي بنسبة 100 في المائة"، وأشار تقرير المفتش العام لوزارة الدفاع إلى أن فيلبوت قد "بالغ في تقديره لمعرفته بهوية عطا لأنه كان من المؤيدين لاستخدام أساليب إيبل دينجر لمكافحة الإرهاب". وقد قام خمسة من الشهود، الذين عملوا على مشروع إيبل دينجر وتم استجوابهم من قبل المفتش العام في وزارة الدفاع، قاموا بإبلاغ الصحفيين الاستقصائيين بأن إفاداتهم إلى المفتش العام قد تم تحريفها من قبل المحققين في تقرير المفتش العام النهائي، أو أن التقرير أغفل المعلومات الأساسية التي قدموها. تركزت التحريفات المزعومة في تقرير المفتش العام حول استبعاد أي دليل على أن مشروع إيبل دينجر قد قام بالتعرّف على عطا وتتبعه قبل 11/9. كما يشير كتاب المقدم شافر بوضوح إلى التعرف المباشر على خلية بروكلين، وكذلك محمد عطا. رد فعل الأسرة وإنكارها. رفض والد عطا، محمد الأمير عوض السيد عطا، وهو محام متقاعد في مصر، رفض بشدة المزاعم حول تورط ابنه في هجمات 11 سبتمبر، واتهم بدلا من ذلك الموساد وحكومة الولايات المتحدة بأن لهم يدا في تلفيق ذلك لإبنه. ورفض عطا الأب تقارير إعلامية ذكرت أن ابنه كان يشرب الخمر بشراهة، ووصف بدلاً من ذلك ابنه بأنه فتى هادئ غير متورط في السياسة، وخجول وكرس نفسه لدراسة الهندسة المعمارية. وقال الشيخ عطا إنه تحدث مع محمد عبر الهاتف في اليوم التالي في 12 سبتمبر 2001. وأجرى عطا الأب مقابلات مع مجلة الأخبار الألمانية Bild am Sonntag في أواخر عام 2002، قائلاً إن ابنه على قيد الحياة ويختبئ خوفا على حياته، وأن المسيحيين الأمريكيين كانوا مسؤولين عن الهجمات. وفي مقابلة لاحقة في عام 2005، قال عطا الأب: "ابني قد رحل. إنه الآن مع الله. لقد قتله الموساد". الدوافع. هناك تفسيرات متعددة ومتضاربة لسلوك عطا ودوافعه. وقد اعتقد عالم النفس السياسي جيرولد بوست أن عطا ورفاقه من الخاطفين كانوا يتبعون أوامر من قيادة القاعدة، "ومهما قال زعيمهم الكاريزمي، المولع بالدمار، أسامة بن لادن، فهو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله من أجل مصلحة القضية وهو ما كانوا سيفعلونه." بدوره، قال عالم السياسة، روبرت بيب، إن عطا كان مدفوعًا بالتزامه بالقضية السياسية، وأنه كان طبيعيا من الناحية النفسية، وأنه "لا يجب التسرع في وصفه بأنه مكتئب، فهو لم يكن ممن لا يقدرون على التمتع الحياة، ولم يكن منفصلا عن الأصدقاء والمجتمع". على النقيض من ذلك، وجد بروفيسور العدالة الجنائية آدم لانكفورد أدلة تشير إلى أن عطا كان انتحاريًا، وأن صراعه مع العزلة الاجتماعية، والاكتئاب، والشعور بالذنب، والخزي، واليأس، والغضب كان شبيها بصورة ملحوظة لصراع أولئك الذين يقومون بالانتحار بطريقة تقليدية أو يقومون بأعمال قتل تسبق الانتحار. من وجهة النظر هذه، أثرت معتقدات عطا السياسية والدينية على طريقة انتحاره واختيار هدفه، لكنها لم تكن الأسباب الكامنة وراء سلوكه. إسماعيل عبد السلام أحمد هنية ، (1963-) رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ورئيس وزراء الحكومة الفلسطينية العاشرة، وكنيته أبو العبد. ولد عام 1963 في مخيم الشاطئ، ثم شغل منصب رئيس وزراء فلسطين، بعد فوز حركة حماس بأغلبية مطلقة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006م، ثم أقاله رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في 14 يونيو 2007 في خطوة مثار الجدل حولها، بعد أحداث الحسم العسكري في يونيو 2007، فصار يلقب من قبل أغلب أجهزة الإعلام والسلطة الوطنية الفلسطينية برئيس الحكومة المقالة القائمة بتصريف الأعمال حسب الدستور الفلسطيني، إلى أن يتم منح الحكومة التي كُلف بتشكيلها سلام فياض الثقة من المجلس التشريعي الفلسطيني. نشأته وتعليمه. ولد إسماعيل هنية في مخيم الشاطئ للاجئين في الثالث والعشرين من مايو عام 1963 التي لجأ إليها والداه من مدينة عسقلان عقب النكبة. ثم تعلم في الجامعة الإسلامية في غزة. وفي عام 1987 تخرج من الجامعة الإسلامية بعد حصوله على إجازة في الأدب العربي، ثم حصل على شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية عام 2009. نشاطه الطلابي. بدأ هنية نشاطه داخل «الكتلة الإسلامية» التي كانت تمثل الذراع الطلابي للإخوان المسلمين، ومنها انبثقت حركة المقاومة الإسلامية حماس، وعمل عضوا في مجلس طلبة الجامعة الإسلامية في غزة بين عامي 1983 و1984، ثم تولى في السنة الموالية منصب رئيس مجلس الطلبة، حيث عرفت الجامعة في هذه الفترة خلافات حادة بين الكتلة الإسلامية، والشبيبة الفتحاوية التي مثلت الذراع الطلابية لحركة فتح التي كان يترأسها دحلان في الجامعة. وبعد تخرجه عمل معيداً في الجامعة، ثم تولى الشؤون الإدارية بعد ذلك. سجنه وإبعاده. سجنته السلطات الإسرائيلية عام 1989 لمدة ثلاث سنوات، ثم نفي بعدها إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية الفلسطينية مع ثلة من قادة حماس، حيث قضى عاماً كاملاً في الإبعاد. عام 1992. في القيادة. وبعد قضاء عام في المنفى عاد إلى غزة، وتم تعيينه عميداً في الجامعة الإسلامية بغزة. وعام 1997 تم تعيينه رئيساً لمكتب الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحركة حماس، بعد إطلاق سراحه. تعزز موقعه في حركة حماس خلال انتفاضة الأقصى بسبب علاقته بالشيخ أحمد ياسين وبسبب الاغتيالات الإسرائيلية لقيادة الحركة. في ديسمبر 2005 ترأس قائمة التغيير والإصلاح التي فازت بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية عام 2006م. في 16 فبراير 2006 رشحته حماس لتولي منصب رئيس وزراء فلسطين وتم تعيينه في العشرين من ذلك الشهر. في 30 حزيران 2006 هددت الحكومة الإسرائيلية باغتياله ما لم يفرج عن الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط. في 14 حزيران 2007 تمت إقالة هنية من منصبه كرئيس وزراء من قبل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس وذلك بعد سيطرة كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس على مراكز الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، رفض هنية القرار لأنه اعتبره "غير دستوري" ووصفه بالمتسرع مؤكداً "أن حكومته ستواصل مهامها ولن تتخلى عن مسؤولياتها الوطنية تجاه الشعب الفلسطيني"، واعتبر المجلس التشريعي الفلسطيني الإقالة تصرفا غير قانونيا واستمر في منصبه في قطاع غزة كرئيس للحكومة المقالة القائمة بتصريف الأعمال لحين منح الثقة لحكومة أخرى من المجلس التشريعي. في 25 يوليو 2009م وفي أثناء حفل تخرج الفوج الثامن والعشرين في الجامعة الإسلامية بغزة منحت إدارة الجامعة دولة الرئيس إسماعيل هنية شهادة الدكتوراه الفخرية ووسام الشرف من الدرجة الأولى تقديراً لجهوده في خدمة القضية الفلسطينية. نادى هنية بالمصالحة الفلسطينية مع حركة فتح وأعلن قبوله مرات عدة التنازل عن رئاسة الحكومة في إطار المصالحة الشاملة، وتنازل عنها فعليا في 2يونيو/ حزيران 2014 لرامي الحمدالله، وقال هنية عند تسليمه الحكومة: " إنني أسلم اليوم الحكومة طواعية وحرصا على نجاح الوحدة الوطنية والمقاومة بكل أشكالها في المرحلة القادمة". محاولات اغتياله. استهدف بثلاث محاولات اغتيال -فاشلة- اثنتان من حركة فتح وواحدة من الاحتلال الإسرائيلي. حسابات مزيفة على تويتر. بعد ظهور عدد من الحسابات المنسوبة إليه على موقع تويتر، قام مكتبه في أغسطس 2015 بالتأكيد على عدم وجود أي حساب رسمي له على موقع التدوين المصغر "تويتر". ودعا مكتب هنية وسائل الإعلام إلى عدم التعامل مع هذه الحسابات الزائفة، مشيراً إلى سعي إدارة المكتب للتواصل مع إدارة موقع تويتر بهدف إغلاق تلك الحسابات المزورة. وأشار إلى وجود صفحة رسمية للمكتب على موقع فيسبوك يمكن من خلالها استقاء الأخبار المتعلقة بهنية. الأرستقراطية وتعني (حكم الأفضل)، وهي شكل من أشكال الحكومة يتميز بأن الحكم يكون بواسطة خير المواطنين (الطبقة الذهبية) لصالح الدولة أي سُلطة خواص الناس، وسياسياً تعني طبقة اجتماعية ذات منزلة عليا تتميز بكونها موضع اعتبار المجتمع، وتتكون من الأعيان الذين وصلوا إلى مراتبهم ودورهم في المجتمع عن طريق الوراثة، واستقرت هذه المراتب على أدوار الطبقات الاجتماعية الأخرى، وكانت طبقة الأرستقراطية تتمثل في الأشراف الذين كانوا ضد الملكية في القرون الوسطى، وعندما ثبتت سلطة الملوك بإقامة الدولة الحديثة تقلصت صلاحية هذه الطبقة السياسية واحتفظت بالامتيازات المنفعية، وتتعارض الأرستقراطية مع الديمقراطية. أصل الكلمة يوناني كن ريستو = الأفضل أو الأحسن وقد يكون أي مختار من مجتمع ما دون تعيين طبقي ويعادلها باللاتيني مجلس الأعيان Optimated صارت لفظة الأرستقراطية تشير إلى جميع العوائل الإقطاعية في إنجلترا، فرنسا وروسيا وتشير إلى القوة والسلطة وصارت نمطاً من أنماط الحياة في العالم، وهذه الصفة متوارثة حتى هاجمتها الثورة الفرنسية. الاستعارة. الأرستوقراطية تعني باللغة اليونانية سُلطة خواص الناس، وسياسياً تعني طبقة اجتماعية ذات منـزلة عليا تتميز بكونها موضع اعتبار المجتمع، وتتكون من الأعيان الذين وصلوا إلى مراتبهم ودورهم في المجتمع عن طريق الوراثة، واستقرت هذه المراتب على أدوار الطبقات الاجتماعية الأخرى، وكانت طبقة الأرستقراطية تتمثل في الأشراف الذين كانوا ضد الملكية في القرون الوسطى، وعندما ثبتت سلطة الملوك بإقامة الدولة الحديثة تقلصت صلاحية هذه الطبقة السياسية واحتفظت بالامتيازات المنفعية، وتتعارض الأرستقراطية مع الديموقراطية. إعادة توحيد ألمانيا هو الحدث الذي تم في 3 أكتوبر من عام 1990 م حيث ضمت فيه جمهورية ألمانيا الديمقراطية، أو ما كان يعرف بألمانيا الشرقية، إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، أو ما يعرف عادة بألمانيا الغربية. فبعد أول انتخابات حرة في ألمانيا الشرقية، والتي جرت في 18 مارس 1990 م، بدأت مفاوضات بين كلتا الدولتين تمخض عنها معاهدة التوحيد، وفي نفس الوقت عقدت معاهدة بين الألمانيتين من جهة وبين ما يسمى بالقوى الأربعة المحتلة (وهي فرنسا المملكة المتحدة وأمريكا والاتحاد السوفياتي) سميت بمعاهدة الإثنين والأربعة وقعت في 12 سبتمبر من عام 1990 في موسكو منحت من خلالها الدولة الجديدة الاستقلال التام. استمرت ألمانيا بعد التوحيد كعضو في المجموعة الأوروبية، وهو ما أصبح يعرف فيما بعد بالاتحاد الأوروبي، وكذلك في حلف شمال الأطلسي، الناتو. يستخدم مصطلح "إعادة التوحيد" لتمييزه عن حدث توحيد ألمانيا في عام 1871 م. في حين يعتبر البعض أن مصطلح "لم الشمل" (Vereinigung) أكثر ملائمة من مصطلح "إعادة التوحيد" عندما يتعلق الأمر باعتبار ألمانيا الشرقية دولة مستقلة أو على أنها جزء من الرايخ الألماني. ومن الذين كانوا يدعون بحماسة إلى التوحد بدلا من إنشاء ولايتين اتحاديتين كان رئيس الحكومة الألمانية السابق فيلي برانت وصاحب العبارة المشهورة عن إعادة الاتحاد والذي بين أنه الدولة المتحدة يجب أن تستبدل ما كان عليه الوضع قبل الحرب. خلفية. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا، كانت ألمانيا قد قسمت إلى أربع مناطق محتلة. وكذلك، فقد قسمت العاصمة السابقة برلين، والتي كانت مقر مجلس تحكم الحلفاء، إلى أربعة أقسام هي الأخرى. كانت الخطة في البداية أن تحكم ألمانيا من قبل قوى الاحتلال من عام 1947 م، إلا أن التوتر الذي نتج عن الحرب الباردة جعل المناطق الخاضعة للسيطرة الفرنسية والبريطانية والأمريكية أن تتحد لتكون الجمهورية الألمانية الفيدرالية والتي احتوت أيضا على غرب برلين، وذلك في عام 1949 م. وبالمقابل، فقد تحولت في نفس العام منطقة الاتحاد السوفياتي إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية بما في ذلك شرق برلين. وبالإضافة، وحسب الشروط المتفق عليها في مؤتمر يالطا في فبراير 1945 م، فقد ضمت مقاطعتا بوميرانيا وسيلسيا الشرقيتان وضم النصف الجنوبي من مقاطعة شرق بروسيا، ما يعرف اليوم باسم أوبلاست كاليننغراد، إلى الاتحاد السوفياتي. أخذت كل من الألمانيتين تزعم بأحقيتها في أن تكون الخليفة الشرعي لدولة ألمانيا السابقة في 1945 م. لكن ألمانيا الشرقية غيرت موقفها فيما بعد وأصبحت تقول بأن تلك الدولة لم يعد لها وجود بعد عام 1945 م، وأن كلا من ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية هما دولتان حديثا التأسيس. جاءت أول أطروحة لإعادة توحيد ألمانيا في عام 1952 م من قبل جوزيف ستالين بشروط شبيهة بتلك التي طبقت فيما بعد على النمسا في معاهدة الدولة النمساوية. دعت هذه الأطروحة إلى خلق ألمانيا محايدة يحدها شرقا خط أودر-نيس وإلى خروج جميع قوات الحلفاء خلال سنة واحدة. أما في ألمانيا الغربية فقد فضل رئيس الحكومة كونراد أديناور أن اندماجا أكبر مع أوروبا الغربية وطلب أن تجري تدابير عملية إعادة التوحيد تحت إشراف دولي والذي يشرف أيضا على اقتراع يشمل كافة ألمانيا. ولكن السوفيات رفضوا هذا الطلب، وقدم ستالين أطروحة أخرى تدعو إلى إعادة توحيد ألمانيا حسب ما كانت عليه الحدود في عام 1937 م وتحت شرط انضمام ألمانيا إلى حلف وارسو أو الكتلة الشرقية. بدءا من عام 1949 م أخذت جمهورية ألمانيا الفيدرالية بالتطور لتصبح دولة غربية رأسمالية ذات سوق اقتصاد شعبي وبرلمان ديمقراطي. أدى هذا التحول الذي بدأ من العقد 1950 م إلى نمو اقتصادي كبير استمر لثلاثين عاما، وهو ما أطلق عليه بالمعجزة الاقتصادية (Wirtschaftswunder). وبالمقابل، فقد شكلت ألمانيا الشرقية حكومة سلطوية بنظام اقتصادي مشابه لذلك في الاتحاد السوفياتي. وبالرغم من أن ألمانيا الشرقية أصبحت أكثر الدول غنى وتطورا في الكتلة الشرقية، إلا أن العديد من مواطنيها كان يتطلعون إلى حرية سياسية أكبر وإلى نموهم الاقتصادي. ازداد عدد الراحلين عن ألمانيا الشرقية باتجاه جارتها غير الشيوعية من خلال شرق برلين، الأمر الذي أدى بالحكومة في ألمانيا الشرقية إلى عمل نظام حدودي، كان جدار برلين جزء منه، وذلك في عام 1961 م للحد من الهجرة. لم تعترف الحكومة في ألمانيا الغربية في بادئ الأمر ولا حلفائها في الناتو بألمانيا الشرقية ولا بجمهورية بولندا الشعبية حسب مبدأ هالشتين السياسي. وبقيت العلاقات بين البلدين جامدة حتى قام الرئيس ويلي براندت في العقد 1970 م ببدأ محاولة إقامة علاقات ودية مع ألمانيا الشرقية، الأوستبوليتك، وهو أمر دار حوله جدل كبير. نهاية الانقسام. بحلول منتصف العقد 1980 م كان الشعور السائد بين الألمانيين الشرقيين والغربيين حول إعادة التوحيد بأنه أمل بعيد صعب التحقيق طالما بقيت الحكومات الشيوعية مسيطرة على أوروبا الشرقية. ولكن هذا الأمل بدا فجأة وكأنه بمتناول الأيدي نتيجة للتغييرات السياسية التي حدتث في الاتحاد السوفيتي. كان ذلك نتيجة قدوم ميخائيل غورباتشوف إلى الحكم والذي أدت سياساته إلى موجة من التغييرات في شتى أرجاء الكتلة الشرقية مما أحيا أمل الاتحاد مرة أخرى في ألمانيا الشرقية. في شهر أغسطس من عام 1989 م قامت المجر بإزالة القيود على حدودها مع النمسا الأمر الذي نتج عنه هرب ما يزيد عن 13,000 ألماني شرقي إلى ألمانيا الغربية عبر المجر في شهر سبتمبر. وفي أواخر العام نفسه بدأت مظاهرات ضخمة ضد المنطقة الألمانية الشرقية كان أكبرها ما عرف بمظاهرات الإثنين في لايبزغ. أجبرت الاضطرابات الشعبية رئيس ألمانيا الشرقية إيرك هونكر على تقديم استقالته في 18 أكتوبر 1989 م. تبع ذلك عدة استقالات أخرى عندما أعلن كافة أعضاء الحكومة الشرقية استقالتهم في 7 نوفمبر. قامت الحكومة الجديدة برفع قيود السفر عن الألمان الشرقيين في 9 نوفمبر 1989 م مما دفع بالكثير من الناس للذهاب إلى الجدار الفاصل حيث كان حرس الحدود قد فتح عدة معابر وسمحوا للناس بالعبور. جرئ هذا الأمر العديد من الألمان من كلتا الجهتين فبدؤوا بهدم أقسام من ذلك الجدار، وهو ما يعتبر من أهم الأحداث في القرن العشرين. في 18 مارس 1990 م جرت أول وآخر انتخابات حرة في تاريخ ألمانيا الشرقية نتج عنها حكومة كان هدفها الأساسي هو التفاوض لإنهاء نفسها ودولتها. وقد قال أحد المفكرين من ألمانيا الشرقية في عام 1989 م عن وجود ألمانيا الشرقية . تفاوضت ألمانيا الشرقية أثناء فترة رئيس وزرائها لوثر دي مايزير مع ألمانيا الغربية والمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي بشأن الشروط السابقة لإعادة التوحيد. وبالرغم من تراجعه عن موقفه الأول في معارضة الاتحاد، فقد بقي الاتحاد السوفياتي معارضا لانضمام ألمانيا الشرقية إلى حلف الناتو. غير أنه تم التوصل إلى اتفاقية تجيز لألمانيا الموحدة أن تكون جزءا من الناتو بشرط أن لا يكون لقوات الناتو أية قاعدة في منطقة ألمانيا الشرقية. كان يجري بمحاذاة تلك المفاوضات المتعددة الجهات مفاوضات ثنائية بين حكومتي الألمانيتين نتج عنها توقيع اتفاقية في 18 مايو كخطوة تمهيدية وحدت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وكذلك العملة وأخذ بتطبيقها اعتبارا من 1 يوليو. وفي 23 أغسطس أقر برلمان ألمانيا الشرقية، فولكسكامر، على تاريخ الثالث من أكتوبر للانضمام إلى ألمانيا الغربية. وفي 31 أغسطس 1990 م تم توقيع اتفاقية التوحيد بين مندوبين من كلا الحكومتين. بعد ذلك، وفي 12 سبتمبر من نفس العام، وقع على اتفاقية الحل النهائي فيما يخص ألمانيا، والتي تسمى أيضا معاهدة الإثنين والأربعة، والتي أعطي رسميا بموجبها الاستقلال لكتا الدولتين. يعد تاريخ 3 أكتوبر 1990 م التاريخ الرسمي الذي توحدت فيه ألمانيا مرة أخرى، وهو يوم الوحدة الألمانية، وذلك عندما قامت خمس من الولايات الفيدرالية التي أعيد إنشائها في ألمانيا الشرقية، وهي براندنبورغ ومكلنبورغ فوربومرن وساكسن وساكسن-أنهالت وتورينغن، بالانضمام رسميا إلى ألمانيا الغربية. كان هنالك خيارين قائمين في دستور ألمانيا الغربية فيما يتعلق بالدستور الجديد الذي سوف يطبق في الولايات المنضمة. كان الخيار الأول والأسهل، وهو ما تم تطبيقه، يقضي بأن تخضع الولايات المنضمة الجديدة تبعا للمادة 23، التي كانت قائمة آنذاك، للدستور الألماني. كان البديل من ذلك أن تنضم ألمانيا الشرقية بأكملها ضمن خطوة التوحيد بين البلدين مما كان سينتج عنه، فيما سينتج، تشكيل دستور جديد يضم الدولة الحديثة كلها. ومع سهولة القرار الذي وقع الاختيار عليه إلا أنه تولد عنه مشاعر في الشرق بأنه محتل أو ملحق بالجمهورية الفيدرالية السابقة. ولتسهيل عملية الانضمام وإراحة الدول الأخرى، قامت ألمانيا الغربية ببعض التغييرات على دستورها الأساسي. فقد عدلت المادة 146 من الدستور بحيث يمكن استخدام المادة 23 في عملية إعادة التوحيد. وبعد أن أتمت الولايات الخمسة المذكورة أنضمامها إلى ألمانيا الغربية تم تعديل الدستور مرة أخرى ليدلل على أنه لا يوجد أي جزء من ألمانيا خارج الحدود التي أعيد توحيدها غير مضمنة. ومع ذلك، فإنه ما زال بالإمكان تعديل الدستور في المستقبل ليسمح خلاله بتبني دستور آخر من قبل الشعب الألماني. وفي 14 نوفمبر 1990 م، وقعت الحكومة الألمانية معاهدة مع بولندا منهية بذلك مسألة الحدود بينهما وجاعلة خط أودر-نيس هو الحد الدائم ومسقطة حقها في سيلسيا وبوميرانيا الشرقية وغدانسك (Gdańsk) وشرق بروسيا. وفي الشهر التالي قامت أول انتخابات حرة ونزيهة شملت كافة الألمان منذ عام 1933 م زادت فيها غلبة حكومة الائتلاف التي رأسها هلموت كول. آثار إعادة التوحيد. شكل إعادة التوحيد عبئا ثقيلا على الاقتصاد الألماني وأبطأ من نموها الاقتصادي في السنوات التالية. وتقدر كلفة إعادة التوحيد بما يزيد عن 1.5 ترليون يورو وهو ما يزيد عن مجمل الديون الوطنية على ألمانيا. يرجع السبب الأساسي في هذا إلى الضعف الشديد الذي كان يعانيه اقتصاد ألمانيا الشرقية خصوصا إذا ما قورن باقتصاد ألمانيا الغربية بالإضافة إلى معدلات التحويل -لأسباب سياسية- من المارك الألماني الشرقي إلى المارك الألماني والذي لم يتأقلم مع هذا الواقع الجديد مما أدى إلى خسارة مفاجأة -غالبا ما تكون مدمرة أيضا- لأية فرصة للصناعات الشرقية في المنافسة مما أدى إلى انهيارها في وقت قصير جدا. وفي الوقت الحاضر فما زال هنالك تمويلات خاصة تزيد عن 100 مليار يورو لإعادة إعمار الجزء الشرقي من ألمانيا. وقد أدى تزويد البضائع والخدمات إلى ألمانيا الشرقية باستنزاف مصادر ألمانيا الغربية. وكذلك فقد توجب خصخصة الصناعات الخاسرة التي كانت تدعمها الحكومة الشرقية في السابق. ومن نتائج إعادة التوحيد تحول معظم الصناعات عن ألمانيا الشرقية مما أدى بنسب البطالة أن ترتفع إلى 20%. ومنذ ذلك الحين فقد استمر مئات الآلاف من الألمان الشرقيين بالهجرة إلى ألمانيا الغربية للبحث عن فرص عمل مما أفقد الجزء الشرقي نسبة ليست بالقليلة من سكانها وخصوصا أولئك ذوي المهارات العالية. ما زال حتى اليوم هناك فروقات اجتماعية بين الألمان الشرقيين والألمان الغربيين. فبينما يتمنى بعض الألمان الغربيين عدم حدوثها من الأساس لأنهم يربطون كثيرًا من الضعف الناجم اليوم في اقتصاد ألمانيا كأحد تبعات الوحدة. في الجهة المقابلة، ينتاب كثير من الألمان الشرقيين نفس الشعور، بأن حياتهم تغيرت رأسا على عقب جراء الوحدة، ويتمنون عودة النظام الاشتراكي، حيث كان العمل على الأقل متوفرًا أكثر مما هو عليه في النظام الرأسمالي الحالي. كسبت العاصمة برلين كثيرا من الوحدة. نقلت معظم الدوائر الحكومية الفيدرالية الألمانية مقارها الرئيسية لها. كما نقلت الدول الأجنبية سفاراتها من بون إلى برلين. اليوم تستثمر الحكومة الفيدرالية مئات الملايين من اليورو في تنمية البنية التحتية في المدينة. تماما كما حصل مع معظم مدن ألمانيا الشرقية. فعلى سبيل المثال تملك المدن الكبيرة فيها مثل درسدن ولايبزغ أحدث أنواع وسائل النقل، كما أن بنيتها التحتية أصبحت تضاهي مثيلاتها في مدن القسم الغربي من ألمانيا. يمكن تثليث الزاوية أحد حالات رسم الخطوط في الزوايا لتتوالى متناسبة - أي قسمة الزاوية إلى أقسام متساوية. قد ثبت استحالة إيجاد حل عام لتلك المسائل باستعمال المسطرة والفرجار فحسب، إلا أنه توجد طرق عدة لحالات معينة منها مثلا أن رسم زاوية ما كالقائمة ثم اخذ البركار وتحديد قياس الزاوية ثم قسمته على 3 ثم تطبيقه على الزاوية. برهان الاستحالة. برهن بيير فانتزل على استحالة تثليث زاوية ما. كان ذلك في عام 1837. من أجل ذلك، استعمل امتداد الحقول، جزءا من الجبر المجرد. هذه المسألة عادة ما تسير مع نظرية غالوا. رغم أن هذه الأعمال نُشرت بعد وفاة غالوا، إلا أنها نُشرت قبل أعمال غالوا لأن هذه الأخيرة لم تُنشر إلا بعد وفاة غالوا. كان ذلك في عام 1846. لم يستعمل فانتزل في أعمال الصلة الموجودة بين امتداد الحقول والزمر بينما نظرية غالوا ترتكز عليها. معضلة انشاء زاوية قياسها هو تكافئ معضلة انشاء قطعتين تكون النسبة بين طولهما تساوي الجيب التمام لهذه الزاوية . بحلحلة واحدة من هاتين المعضلتين، يمكن المرور إلى حلحلة المعضلة الأخرى بواسطة انشاءات المسطرة والبركار. صيغ ثلاثة أضعاف زاوية تعطي القيمة التي تربط الجيب التمام لزاوية بالجيب التمام لثلث هذه الزاوية :  = . من خلال ذلك، يتبين أنه إذا أُخذت قطعة طولها هو واحدٌ، فإن معضلة تثليث زاوية تكافيء انشاء قطعة طولها جذر لدالة تكعيبية. هذا التكافئ يختزل معضلة تثليث زاوية في معضلة جبرية بحتة. كل عدد جذري هو عدد قابل للانشاء. كل عدد غير جذري قابل للإنشاء في خطوة واحدة انطلاقا من مجموعة معينة من الأعداد هو جذر لمعادلة حدودية من الدرجة الثانية، معاملاتها ينتمين إلى الحقل الذي ولّدته هذه المجموعة من الأعداد. انظر إلى متعددة حدود دنيا (نظرية الحقول) وإلى قوة العدد اثنين وإلى متعددة حدود غير قابلة للاختزال. أوسر خاو رع - ست اپن رع أو ست ناختي (بالإنجليزية: Setnakhte أو Setnakht) مؤسس الأسرة العشرون من الدولة الحديثة بمصر الفرعونية. حكم مصر للفترة 1186 ق.م. - 1183 ق.م.. وهو والد رمسيس الثالث. كان يعتقد أنه حكم لمدة سنتين بناء على معلومات مسلة إلِفنتاين، إلا أن سنة حكمه الثالثة توثقت بمخطوط جبل سيناء رقم 271 (انظر ص. 201-202 من كتاب فون بكراث، تقويم زمني لمصر الفرعونية (بالألمانية)، عام 1997). الكاريكاتير هو فن ساخر من فنون الرسم، وهو صورة تبالغ في إظهار تحريف الملامح الطبيعية أو خصائص ومميزات شخص أو جسم ما، بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي أو السياسي أو الفني أو غيره، وفن الكاريكاتير له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحياناً. التسمية. في التأثيل الكاريكاتير اسم مشتق من الكلمة الإيطالية "كاريكير" ، التي تعني " يبالغ، أو يحمَّل مالا يطيق "، والتي كان موسيني (Mousini) أول من استخدمها، سنة 1646. وفي القرن السابع عشر، كان جيان لورينزو برنيني Gian Lorenzo Bernini))، وهو مثّال ورسام كاركاتيري ماهر، أول من قدمها إلى المجتمع الفرنسي، حين ذهب إلى فرنسا، عام 1665. الكاريكاتير (بالفرنسية: Caricature) هو فن ساخر من فنون الرسم، وهو صورة تبالغ في إظهار تحريف الملامح الطبيعية أو خصائص ومميزات شخص أو جسم ما، بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي والسياسي، فن الكاريكاتير له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحياناً. والكاريكاتير اسم مشتق من الكلمة الإيطالية "كاريكير" (بالإيطالية: Caricare)، التي تعني " يبالغ، أو يحمَّل مالا يطيق "، والتي كان موسيني (M0sini) أول من استخدمها، سنة 1646. وفي القرن السابع عشر، كان جيان لورينزو برنيني Gian Lorenzo Bernini))، وهو مثّال ورسام كاركاتيري ماهر، أول من قدمها إلى المجتمع الفرنسي، حين ذهب إلى فرنسا، عام 1665. وقد ازدهر فن الكاريكاتير في إيطاليا، فأبدع الفنانون الإيطاليون كثيراً من الأعمال الفنية. ومن أشهرهم تيتيانوس (1477-1576)، الذي عمد إلى مسخ بعض الصور القديمة المشهورة، بإعادة تصويرها بأشكال مضحكة. لمحة تاريخية. ظهرت أول رسوم كاريكاتيرية مهمة في أوروبا خلال القرن السادس عشر الميلادي. وكان معظمها يهاجم إما البروتستانتيين وإما الرومان الكاثوليك خلال الثورة الدينية التي عرفت بحركة الإصلاح الديني. وأنجبت بريطانيا عددا من رسامي الكاريكاتير البارزين خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين. وقد اشتهر وليام هوجارث برسوماته الكاريكاتيرية التي انتقدت مختلف طبقات المجتمع الإنجليزي. وأبدع جورج كروك شانك، وجيمس جيلاري، وتوماس رولاندسون المئات من الرسوم الكاريكاتيرية اللاذعة حول السياسة والحكومة في إنجلترا. رسامو الكاريكاتير. هناك العديد من رسامو الكاريكاتير العرب وغير العرب، ومن العرب يشتهر ناجي العلي، وأمية جحا ، وغيرهم الكثير. حَوْسَبَة الكاريكاتير. وكانت هناك بعض الجهود لإنتاج الرسوم تلقائيا أو شبه تلقائيا باستخدام تقنيات رسومات الحاسوب. على سبيل المثال، النظام الذي اقترحه آكلمان Akleman وآخرون. وهو نظام يوفر أدوات مصممة خصيصا لإنتاج رسوما كاريكاتورية في وقت أسرع. هناك عدد قليل جدا من البرمجيات المصممة خصيصا لإنشاء الرسوم تلقائيا. يتطلب نظام الرسم بالحاسوب مهارة تختلف قليلا بالمقارنة مع الصور الكاريكاتورية المرسومة علي الورق . وبالتالي فإن استخدام جهاز كمبيوتر في الإنتاج الرقمي للرسومات يتطلب معرفة متطورة بوظائف البرنامج. بدلا من أن تكون طريقة أبسط لرسم صورة كاريكاتورية، يمكن أن يكون أكثر تعقيدا من رسم الصور التي تظهر بشكل ملون وأكثر جودة مما يمكن إنشاؤها باستخدام الأساليب التقليدية. وكان حجر الزاوية في التعريف الرسمي للكاريكاتير في أطروحة الماجستير لسوزان برينان في عام 1982. في نظامها تم إضفاء الطابع الرسمي للكاريكاتير تحت مسمي عملية المبالغة في الاختلافات أكثر من شكلها العادي. على سبيل المثال، إذا كان الأمير تشارلز له أذنان أكثر وضوحا من الشخص العادي فسيكون في صورة كاريكاتورية له أذنان أكبر بكثير من المعتاد. طبق نظام برينان هذه الفكرة بطريقة آلية جزئيا على النحو التالي: في المشغِّل يتطلب إدخال الرسم الجبهي للشخص المطلوب وجود طوبولوجيا موحدة أو مخطَّط موحد (عدد وترتيب خطوط لكل وجه) وثم حصلت على رسم مطابق للأصل لوجه ذكر عادي. ثم ببساطة رسمت الوجه المحدد عن طريق طرْح النقطة المطابقة له على وجهه الوسطي يعني (وضع الأصل في منتصف الوجه)، وتوسيع نطاق هذا الاختلاف باستخدام عامل أكبر من آخر وإضافة الفرق الذي تم إزالته على الوجه الوسطي. علامة التشكيل هي شكلة توضع أعلى الحرف العربي، أو تحته لتوضيح طريقة نطق الحرف. يشار إلى وضع هذه العلامات على الحروف والشكل والضبط. إطلاقًا، تكتب علامات التشكيل باعتماد تطويل "ـ" أو دائرة منقوطة "◌" كهذه . عددها كبير نسبيًا، ولكن الأساسية والضرورية منها هي التالية: أنواع الشكلات. التنوين. التنوين ـٌ ـً ـٍ: وهو على ثلاث أشكال تنوين ضم، تنوين فتح، تنوين كسر والتنوين يوضع فوق الحرف الأخير للكلمة ليصبغ نهاية الكلمة بلفظ ينتهي بالنون وإذا كان الحرف الأخير لا يقبل تنوين الفتح فإن التنوين يوضع على الحرف الأخير من الكلمة بعد زيادة ألف على آخر الكلمة ويمكن الذكر هنا بأنه يوجد مجموعة من الأسماء التي لا تقبل التنوين وتسمى مجموعة الأسماء هذه الأسماء الممنوعة من الصرف. الشكلات الدالة على التنوين: الضوابط. وهي كالتالي: استعمالات علامات الضبط. تستعمل علامات الضبط في جميع المصاحف وفي كثير من النصوص القرآنية المقتبسة من المصحف. كما تستعمل في كثيرٍ من النصوص المعدة للأطفال وفي النصوص الخاصة بالمراحل الأولى لتعليم دارسي اللغة العربية كلغة ثانية. وتستعمل أحياناً في النصوص العامة لمنع التباس المعنى على القارئ عندما يكون هناك أكثر من طريقة لنطق الكلمة والتي قد تفضي إلى معانٍ تختلف عن المعنى المراد من النص. وعن قيمة الحركات في الشعر يقول د. صالح عبد العظيم الشاعر في كتاب "حركة النحو والدلالة في النص الشعري": “وإذا كانت الكلمات والحروف ذات معنى وقيمة في البناء الشعري فإن الحركات لا تقلُّ قيمتها عن قيمة الكلمة، وأعتقد أن حركة القافية لها دور في نجاح القصيدة إذا ما كانت متصلة بموضوعها ولو على سبيل العموم، فلا أحد ينكر أن القوافي المطلقة بالألف توحي بالبهجة والسعادة والسرور، وقد نرى من خلالها صورة شخص مستغرق في الضحك، فاتحًا فمه كمنشد القافية المطلقة"، "فالكسر اللفظي دليل على الكسر النفسي، والانفتاح الذي توحي به الفتحة لايتناسب مع الحزن مطلقا، والسكون كبت وكتمان يختلفان عن الحركة المقترنة بالبوح والتحرر". تاريخ الحركات. لم يكن في العصر الجاهلي وفي صدر الإسلام حركات فقد كان يعتمد على معرفة العرب بلغتهم للتعرف على الحركة المناسبة لكل حرف. مع اتساع الفتوحات الإسلامية اختلط العرب بالعجم وخيف أن يلحن الناس في قراءة القرآن الكريم. حادثة زياد بن أبيه وأبي الأسود. يروى أن معاوية بن أبي سفيان كتب إلى زياد بن أبيه عندما كان واليًا على البصرة (45-53هـ‍) أن يرسل إليه ابنه عبيدالله، فلما وصل عبيد الله عند معاوية وجد معاوية بأنه يلحن في الكلام، فكتب معاوية إلى زياد لائماً له على وقوع ابنه في اللحن. وبناءً على ماسبق ذكره فقد كلف زياد والي البصرة في عهد معاوية بن أبي سفيان أبا الأسود الدؤلي أن يضع طريقة لإصلاح القراءة ودار بين زياد وأبي الأسود نقاش حيث أن أبو الأسود خشي أن يزيد على القرآن ما ليس فيه فحاججه زياد بأن عثمان قد كتب المصاحف قبل أن لم تكن مكتوبة. ومع ذلك فقد غلب الخوف على أبي الأسود فرفض طلب زياد وسأله أن يولي بذلك غيره. فأراد زياد أن يحفز أبا الأسود فوضع له في طريقه من يرفع صوته بالقرآن ويلحن فيه فقرأ رجل زياد (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)بكسر لام رسوله. فحزن لذلك أبو الأسود وقال: "عزّ وجه الله أن يتبرأ من رسوله" وعاد فورًا إلى زياد موافقًا. واختار كاتبًا. ووضع الحركات وكان رسم الحركات يختلف عما هو عليه اليوم. حركات أبي الأسود. كانت حركات أبي الأسود تختلف في رسمها عن الحركات اليوم فقد رسمها بحبر أحمر وكانت على هيئة نقاط. وقد وصلنا ما أخبر أبو الأسود كاتبه أن يفعل إذ قال له: "خذ صبغاً أحمر فإذا رأيتني فتحت شفتي بالحرف فانقط واحدة فوقه وإذا كسرت فانقط واحدة أسفله وإذا ضممت فاجعل النقط بين يدي الحرف (أي أمامه) فإذا اتبعت شيئاً من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين" وأخذ يملي القرآن بتأنٍ والكاتب يكتب حتى وصل إلى آخر المصحف. وكان أبو الأسود يدقق في كل صحيفة حال انتهاء الكاتب منها. و لم يضع أبو الأسود علامة للسكون إذ رأى أن إهمال الحركة يغني عن علامة السكون. وانتشرت طريقة أبي الأسود ولكنها لم تتداول إلا في المصاحف. ما بعد أبي الأسود. زاد الناس على طريقة أبي الأسود علامة للتنوين فوضعوا له نقطتين فوق بعضهما. وزاد أهل المدينة علامة التشديد فجعلوها قوسين فوضعوها فوق المشدد المفتوح وتحت المشدد المكسور وعلى يسار المشدد المضموم ووضعوا نقطة الفتحة داخل القوس والكسرة تحت حدبته والضمة على يساره ثم استغنوا عن النقطة وقلبوا القوس مع الضمة والكسرة وأبقوه على أصله مع الفتحة. وزاد أهل البصرة السكون فجعلوه شرطة أفقية فوق الحرف منفصلة عنه على الشكل التالي ــ الفراهيدي والحركات الحديثة. قام الخليل بن أحمد الفراهيدي في العهد العباسي بتغيير رسم الحركات حتى يتمكن الناس من الكتابة بنفس لون الحبر إذ أن تنقيط الإعجام (التنقيط الخاص بالتمييز بين الحروف المختلفة كالجيم والحاء والخاء) كان قد شاع في عصره بعد أن أضافه إلى الكتابة العربية تلميذا أبي الأسود نصر بن عاصم ويحيى بن يَعْمَر فكان من الضروري تغيير رسم الحركات ليتمكن القارئ من التمييز بين تنقيط الحركات وتنقيط الإعجام. فجعل الفتحة ألفًا صغيرة مائلة فوق الحرف، والكسرة ياءً صغيرة تحت الحرف، والضمة واواً صغيرة فوقه. أما إذا كان الحرف منوناً كـرر الحركة. كما وضع حركات أخرى. وبهذا يكون النظام الذي اتخذه قريباً إلى حد كبير من الرسم الذي تتخذه الحركات اليوم. لوحة المفاتيح. تتضمن معظم لوحات المفاتيح علامات التشكيل العربية، ويمكن كتابتها عبر الاختصارات التالية: النِّقُّود في اللغة العبرية. تهمل المدود القصيرة في الكتابة العبرية فلا تكتب شأنها في ذلك شأن الكتابة العربية. طور اللغويون العبرانيون نظاما سموه نِقُّود (נִקּוּד)، أي التنقيط، يجمع وظيفتي الحركات والنقاط في الكتابة العربية لتلافي اللبس في قراءة الأحرف. وترسم معظم النِقّود على هيئة نقاط مع وجود أشكال أخرى. تستعمل عادة في النصوص التوراتية ويندر أن تستعمل في النصوص الأخرى. زغلول راغب محمد النجار (17 نوفمبر 1933) هو داعية إسلامي يركز على الإعجاز العلمي في النصوص المقدسة الإسلامية. أكاديميا، فهو باحث جيولوجيا مصري درس في كلية العلوم جامعة القاهرة وتخرج منها سنة 1955م بمرتبة الشرف، وكُرِّم بالحصول على جائزة الدكتور مصطفى بركة في علوم الأرض. زميل الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية وعضو مجلس إدارتها، وأحد مؤسسي الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة. نبذة عن حياته. ولد زغلول في عائلة مسلمة؛ فكان جده إمام القرية وكان والده من حفظة القرآن. ويحكي زغلول أنه إذا قرأ القرآن وأخطأ كان والده يرده في خطئه وهو نائم. وبعد إتمامه لحفظ القرآن، انتقل زغلول بصحبة والده إلى القاهرة والتحق بإحدى المدارس الابتدائية وهو في سن التاسعة. أتم زغلول دراسته الابتدائية والتحق بمدرسة شبرا الثانوية في عام 1946 وكان من أوائل الخريجين، وأمره ناظر المدرسة بالدخول في مسابقة اللغة العربية لتفوقه فيها. وكان يدخل المسابقة أيضاً أستاذه في المدرسة في اللغة العربية، فاستحى أن يكمل حرجاً من أستاذه ولكن ناظر المدرسة رفض ذلك وقال له أن أستاذه لا يمثل المدرسة؛ فوافق زغلول على ذلك وحصل على المركز الأول وأستاذه في المركز 42. التحق زغلول بكلية العلوم جامعة القاهرة وتم افتتاح قسم جديد فيها هو قسم الجيولوجيا. أحب زغلول القسم بفضل رئيس القسم وهو دكتور ألماني، فدخله وتفوق فيه وحصل في النهاية على درجة بكالوريوس العلوم بمرتبة الشرف. ولكن أثر تدخل زغلول في إحدى المظاهرات السياسية حيث تم اعتقاله بعد تخرجه من الجامعة وتمت محاكمته وظهرت براءته ولكن القرار السياسي رفض تعيينه مُعيدا في الجامعة بسبب انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين. عمل في شركة صحارى للبترول وعند محاولة استخراج تصريح بالعمل في أحد المواقع، تم رفض استخراجه للقرار السياسي فتم فصله عن العمل. فالتحق بالعمل بمناجم الفوسفات في وادي النيل وعمل بها لمدة عامين. وكان له تأثير إيجابي على العمال والشركة. وأقام دعوة قضائية على الجامعة لرفضها تعيينه في الجامعة وربح الدعوى وعمل داخل جامعة عين شمس لمدة عام ثم فصل منها أيضاً بقرار سياسي. واستمر في عمله في مناجم الفحم بشبه جزيرة سيناء (مشروع السنوات الخمس للصناعة) حتى تم اختياره للعمل في جامعة الملك سعود بالرياض، ومن ثم تقدمه للماجستير في جامعة ويلز في إنجلترا. وعند استعداده للسفر وذهابه للميناء فوجئ بمنعه من السفر، وكان الوقت ليلاً، فذهب للضابط المسؤول عن منعه فعلم أن زوجة الضابط تضع مولودا بالمستشفى؛ فانطلق إلى هناك فوجد المسؤول فأخبره بأمره فقال له الضابط أن زوجته ولدت بسلام ولذلك سيسمح له بالسفر وليكن ما يكون. فاصطحبه إلى الميناء فوجد السفينة قد ارتحلت، فقام الضابط المسؤول بالاتصال بالسفينة فوجدها في المياه الإقليمية المصرية فأمرها بالتوقف واستأجر زغلول مركبا صغيراً ليلحق بالسفينة. الوظائف والنشاطات العلمية والأكاديمية. أ – (Islamic Sciences) التي تصدر في الهند. ب – مجلة المسلم المعاصر – التي تصدر في واشنطن. جـ – الريان – التي تصدر في قطر. برامج تلفزيونية. برنامج الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة بث خلال شهر رمضان 1429 على قناة اقرأ، كما كانت له لقاءاته على قناة الجزيرة مع برنامج بلا حدود . البدائع والطرائف كتاب فيه مجموعة من مقالات وروايات من تأليف الأديب والشاعر اللبناني جبران خليل جبران تتحدث عن مواضيع عديدة. نشر في مصر عام 1923. المحتوى. يحتوي الكتاب على بعض المقالات الاجتماعية مثل ((العهد الجديد)) و((الاستقلال والطرابيش))و((لكم لبنانكم ولي لبناني)) ومقالات في أعلام الفكر العربي مثل ((ابن سينا وقصيدته)) ((جرجي زيدان))((ابن الفارض)). وفي((مستقبل اللغة العربية))آراء جبران في اللغة. ولكن معظم محتويات الكتاب ذات مضمون صوفي ،كمقالاته وقصائده النثرية ((نفسي مثقلة بثمارها))((وعظتني نفسي)) ((الأرض))((البحر الأعظم)) ،ولا سيما مسرحيته ((إرم ذات العماد)). كذلك يغلب المنهج الصوفي على القصائد الأربع عشر التي في آخر الكتاب. في هذه المقالات والقصائد يكرر جبران إيمانه بوحدة الوجود وبسمو الروح وتوقها أو تعطشها الدائم للتحرر من قيود الجسد التي تكبلها، لتعود إلى مصدر وجودها . إلا أن ذلك لا يتم في مرحلة الحياة المحدودة مقالات الكتاب. مقالات الكتاب اجتماعية نقدية . ففي مقالة ((لكم لبنانكم ولي لبناني)) ينقم جبران على أصحاب النفوذ والمطامع السياسية والمادية، ويهاجم ظلمهم ووعودهم الكاذبة، وخضوعهم للأجنبي. ويؤكد حبه لوطنه. وتظهر وطنيته وشعوره القومي في ((مستقبل اللغة العربية)) حيث يتمسك باللغة التي تجسد روح الأمة. وفي((العهد الجديد)) ينقم نقمة عارمة على التمسك بالقديم وتقليده ويعتبره سبب جمود وتخلف وفي هذه المقالة يطالب الشرقيين باختيار ما يناسبهم من حضارة الغرب من مقالاته المهمة: "الأرض"، "القشور واللباب" الذي يتحدث به جبران عن رأيه في الفن، "وعظتني نفسي" كما يتضمن الرواية المهمة "ارم ذات العماد". مصادر. موقع الشعر العربي هذه قائمة بتكاملات لمختلف الدوال في الرياضيات. أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي المعروف باسم ابن الراوندي ( 827–911 ميلادي ) هو مشكك بالإسلام وناقد للدين بشكل عام، نسبة إلى قرية راوند الواقعة بين إصفهان وكاشان ولد عام 210هـ، وتوفي في الرابعة والثمانين من عمره. شهدت حياته تحولات مذهبية وفكرية كبيرة فقد كان في بداياته العلمية واحدا من علماء المعتزلة في القرن الثالث الهجري ولكنه تحول عن المعتزلة وانتقدها بشدّة في كتابه "فضيحة المعتزلة" ردا على كتاب الجاحظ "فضيلة المعتزلة" ثم اعتنق لبرهة وجيزة الإسلام الشيعي وله كتاب "الإمامة" الذي يعد من آثار تشيعه القصير ولكن لقاءه بأبي عيسى الوراق الذي كان ملحداً وجعله يرفض قبول الإسلام والدين المُنزل وتحول بعدها ابن الراوندي ليصبح واحد من أهم اللاأدريين والزنادقة في التاريخ الإسلامي. لم يُنتجْ أيَّاً من أعماله إلا أن آرائه قد حُفظت عن طريق ما نقله عنه خصومه ومنتقدوه أو ما نسبه إليه المعجبون به أو المدافعون عن الإسلام والكتب التي بقيت ترد عليه. فكتاب الانتصار للخيّاط المعتزلي هو ردّ ودحض لمقولات ابن الراوندي التي أودعها في كتابه الزمرّد. فبفضل الخياط يمكننا الاطّلاع على مقاطع كبيرة من كتاب الزمرّد. كتب ابن الراوندي. ألف كتابه الأول(الابتداء والإعادة) وكتابه الثاني (الأسماء والأحكام) كدليل على صدق انتمائه إلى الإسلام وعلى إيمانه، وذلك حين كان في مدينة الري. انتقل إلى بغداد - عاصمة الدولة -، وكان ذلك في زمن الخليفة المتوكل. وعاش في بغداد، وصار من أتباع المتكلمين المعتزلة. وصار يسترزق من نسخ الكتب، إلا أنه فشل في هذا العمل، وكان سبب فشله هو عدم الدقة، ووضع إضافات من عنده على أصل الكتاب الذي ينسخه ثم ألحد وارتد... وانفصل عن المعتزلة.. لغضبه على رفاقه... الذين اعتبروه فاسقاً ومنحرفاً.. وطردوه من حلقتهم، فبقي طريداً وحيداً فأخذ يؤلف كتباً لأبي عيسى الأهوازي (اليهودي) وظل طوعَ أمرِ هذا اليهودي وملتصقا به لأنه لم يكن يجد عملاً يقتات منه، بعد محاولته الفاشلة كي يسترزق من النسخ. وقام بوضع كتبه (الإلحادية)،ووضع فيها أفكاره، التي تجعل من يطلع عليه يتهمه بالزندقة والإلحاد. ومن الكتب التي وضعها : (كتاب الإمامة) أظهر فيه ميله إلى علي بن أبي طالب وتفضيله إياه على غيره، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم خصه بالخلافة أو الولاية (فضيحة المعتزلة) وأثار به غضب المعتزلة فتصدوا له و وضع أبو الحسين بن عثمان الخياط المعتزلي كتاب (الانتصار) في الرد على ابن الراوندي وقام العلماء بالرد عليه وتسفيه آرائه في كتب كثيرة ومنهم أبو القاسم الخياط وهو أحد المعتزلة الذين تصدوا لآرائه ووضعوا رداً عليها. ومنهم الشيخ أبو علي (الجبائي) والخياط والزبيري وأبو هاشم الذي رد على كتابه (الفرند). وهذه قائمة ببعض مؤلفات ابن الراوندي، كما ذكرها من رد عليه وبعض المؤرخين (كابن البلخي والخياط وابن خلكان وابن النديم وابن المرتضى): أ) حين كان معتزليا : وبعد انفصاله عن المعتزلة واختلافه معهم ألف الكتب الآتية: ولا يوجد من كتبه إلا كتابان هما (الابتداء والإعادة) و(الفرند) ظهر مصطلح "موجة الأفلام الكوميدية" في مصر في أواخر التسعينات، حيث ظهر عدد من الأفلام الكوميديا التي كان يقوم ببطولتها العديد من النجوم الشباب وقتها، وقد بدأت هذه السلسلة بعد فيلم إسماعيلية رايح جاى، والذي حقق نجاحاً سنيمائياً كبيراً حيث كان قد أعاد الربح إلى سوق الأفلام المصرية بعدما وصل معدل الإنتاج إلى مستويات متدنية في منتصف التسعينات. استحوذت تلك الموجة من الكوميديا على مجمل الإنتاج السينمائي في البداية، ثم واكبتها موجة أخرى من أفلام الحركة والرومانسية، لكن في المجمل لا تزال تلك الموجة من الأفلام الكوميديا هي المسيطرة على سوق السينما المصرية، ولا يزال نجوم الكوميدايا هم الأعلى سعراً والأكثر شهرة. أبرز نجوم الصف الثاني. حسن حسنى طلعت زكريا سامى العدل أهم وأبرز المخرجين. وائل إحسان سعيد حامد شريف عرفة أبرز كتاب السيناريو. أحمد عبد الله أحمد البيه بلال فضل محمد فضل أبرز الأفلام المصرية. إسماعيلية رايح جاى صعيدى في الجامعة الأمريكية همام في امستردام عبود على الحدود حراميه في كى.جى.2 الناظر صلاح الدين اللمبي بوحة عوكل جائنا البيان التالى عسكر في المعسكر ميدو مشاكل السينما النظيفة، مصطلح روجت له الصحافة الفنية والإعلام الفني والنقدي في المجلات والبرامج الفنية، وبدأ استخدامه في وسط السينما المصرية في أواخر التسعينات من القرن العشرين، حين حدثت الانتعاشة الكبرى لسوق السينما بعودة الأسر لدخولها بأعداد كبيرة مع أفلام إسماعيلية رايح جاي وصعيدي في الجامعة الأمريكية. ويقصد به السينما الخالية من القبل ومشاهد التعري، بحيث تناسب الأفلام جميع أفراد الأسرة. وقاد تيار الترويج التجاري للسينما النظيفة المنتجان. و قد اشتهر نجمات هذه الفترة برفضهن أداء مشاهد يرتدين فيها المايوهات أو لها إيحاءات جنسية، ويمكن اعتبار أن ذلك النوع من السينما ظهر استجابة لتوجهات الطبقة الوسطى البرجوازية المصرية التي اتجهت في تلك الفترة لما عرف بالإسلام المودرن. نتيجة لنمو التيار الديني والذي تجسد في اعتزال العديد من الفنانات المصريات وارتدائهن الحجاب ثم عودة البعض منهن مع الإعلان عن رغبتهن في الاستمرار في التمثيل مع الألتزام بما يمليه هذا الشكل والاتجاه الجديد. ردود فعل. انقسم السينمائيون ما بين مدافع عن ومهاجم للسينما النظيفة. وكان المنتجون وائل عبد الله ومحمد حسن رمزي وعائلة السبكي من المروجون لهذا التيار ومن المستيفيدين منه اقتصادياً. برغم أن بعضهم قام بإنتاج أفلام بها مشاهد ساخنة من قبل. من ضمن رافضي تيار السينما النظيفة نجد مخرجين مثل ايناس الدغيدي، وخالد يوسف، والأخير يصر دوماً على مهاجمة السينما النظيفة من خلال حواراته وأفلامه. ويرفض نظام الرقابة وكذلك يرفض حتى تطبيق نظام التصنيف الأسري الأمريكي الشهير. كما نجد كتاب ونقاد مثل وحيد حامد وطارق الشناوي وخالد منتصر. الأمونيا الثلاثية الهيدروجين أو الأمونياك أو غاز النُشَادُر أو روح النشادر (تعريب الفارسية نوشادر أو نوشاذر) هو غاز قلوي لا لون له. يتشكل من جزء نتروجين واحد وثلاثة أجزاء هيدروجين . والأمونياك أخف من الهواء ولها رائحة نفاذة مميزة. الرمز الكيميائي له هو NH3 ويحضر بتقطير الفحم أو بعض المواد النيتروجينية. لا يشتعل غاز الأمونياك في الهواء، ولكنه يشتعل في الأكسجين ويحدث لهبا أصفرا ضعيفا. التاريخ. أطلق الرومان على ودائع كلوريد الأمونيوم التي جمعوها بالقرب من معبد آمون في ليبيا القديمة ملح آمون. أملاح الأمونياك كانت معروفة منذ العصور المبكرة جدا؛ حيث ظهر المصطلح "Hammoniacus sal" في كتابات بليني، على الرغم من ذلك ليس معروفا حتى الآن ما إذا كان هذا المصطلح متطابقا مع ملح النشادر الأكثر حداثة (كلوريد الأمونيوم). الخواص. الأمونياك شديد الذوبان في الماء. ويُشكِّل محلولا يعرف باسم هيدروكسيد الأمونيوم NH4OH ، و الأمونياك ليس فعّالا بدرجة كبيرة عندما يكون جافا ولكن عندما يذوب يتفاعل مع الكثير من المواد الكيميائية. يعادل هيدروكسيد الأمونيوم العديد من الأحماض ويُشكِّل أملاح الأمونيوم المقابلة. مثلا إذا أُضيف حمض الهيدروكلوريك (HCL) إلى هيدرو كسيد الأمونيوم (NH4OH) ينتج محلول كلوريد الأمونيوم NH4CL حسب المعادلة: NH4OH + HCl → NH4Cl + H2O يتحوّل الأمونياك إلى سائل عند 33.35 -°م. ويغلي سائل الأمونياك في نفس درجة الحرارة، ويتجمّد ويتحول إلى مادة صلبة صافية عند 77.7-°م وفي تحوله من سائل إلى غاز مرة أخرى يمتص الأمونياك قدرا كبيرا من الحرارة من المحيط الخارجي، بحيث يمتص الغرام الواحد من الأمونياك 327 سعرا حراريا. ولهذا السبب الأمونياك يستعمل بشكل واسع في أجهزة التبريد. يمكن اكتشاف تنفيس هذه المادة بحاسة الشم ويحد مكان التنفيس بإشعال أصابع مادة الكبريت بالقرب من المكان المشكوك وجود تنفيس به فيظهر دخان أبيض في حالة وجود تنفيس. تختلط الأمونياك تماماً مع زيوت التزييت. التحضير. تحضيره في المخابر. يتم تحضير الأمونياك في المختبر بتسخين أحد أملاح الأمونيوم مع هيدروكسيد الصوديوم. ويمكن أن يعرف غاز الأمونياك من رائحته وبقدرته على تحويل ورق دوار الشمس الرطب من الأحمر إلى الأزرق. مثلا يمكن تحضيره بتسخين كلوريد الأمونيوم مع الجير المطفي الجاف أو NaOH 2NH4Cl + Ca(OH)2 → CaCl2 + 2NH3 +2H2O تحضيره في الصناعة. يتم تحضير الأمونياك في الصناعة بطريقتين : طريقة السياناميد. يحضر الأمونياك بهذه الطريقة بمفاعلة كربيد الكالسيوم CaC2 المسحوق والمسخن إلى 1100 درجة مئوية مع غاز النيتروجين، فيتكون سياناميد الكالسيوم CaCN2 الممزوج بالجرافيت. CaC2 +N2 → CaCN2 + C وبتسخين سياناميد الكالسيوم مع الماء تحت ضغط مرتفع، يتكون غاز النشادر وكربونات الكالسيوم. CaCN2 + 3H2O → CaCO3 + 2NH3 تفاعل هابر-بوش. وهي الأهم صناعيا وتجري عن طريق التفاعل المباشر بين النتروجين والهيدروجين عند ضغوط مرتفعة بوجود حفاز. إن كلا من الغازين يمكن الحصول عليهما بسهولة ورخص. يتم مزج حجم واحد من النتروجين مع ثلاثة حجوم من الهيدروجين تحت ضغط مرتفع ودرجة حرارة عالية (300 ضغط جوي، 475°م) وبوجود حفاز من أكسيد الحديد المنشط ببعض أكسيد المعادن مثل: أكسيد الألومنيوم هذا وتزداد نسبة الأمونياك بازدياد الضغط وانخفاض درجة الحرارة. formula_1 كما يمكن الحصول على الأمونياك كمنتج ثانوي أثناء إنتاج الفحم الحجري وغاز الكوك. تأثيره على الصحة والبيئة. يتسبب الأمونياك اللامائي في حدوث الالتهابات والتهيّجات بالجلد والأعين والأنف والحلق والجزء العلوي من الجهاز التنفسي وحيث أن الأمونياك هو المصدر الرئيسي لعنصر النتروجين اللازم لنمو النباتات المائية فمن الممكن أن يُسهم الأمونياك في أجون (eutrophication) المسطحات المائية الراكدة أو بطيئة السريان وخاصة تلك المسطحات ذات المحتوى المحدود من النتروجين. بالإضافة إلی ذلك يُعدّ الأمونياك متوسطة السمية بالنسبة للكائنات المائية. وحتى الآن لم يثبت علمياً أن الأمونياك من المواد المسببة للسرطان. وتعدّ الأمونياك مركباً رئيسياً في دورة النتروجين في الطبيعة ويتحول الأمونياك في البحيرات والأنهار والمجاري المائية الطبيعية إلى نترات. كما يستخدم في ضبط الأس الهيدروجيني في مياه غلايات محطات توليد القوي. سامية جمال (27 مايو 1924 - 1 ديسمبر 1994)، ممثلة وراقصة شرقية مصرية. عن حياتها. اسمها الحقيقي «زينب خليل إبراهيم محفوظ»، وهي من مواليد بني سويف جنوب القاهرة، ظهرت في أواخر الأربعينات من القرن العشرين وعرفت باسم سامية جمال. حيث بدأت حياتها الفنية مع فرقة بديعة مصابني حيث كانت تشارك في التابلوهات الراقصة الجماعية، وفي عام 1943 بدأت بالعمل في مجال السينما حيث شكّلت ثنائياً ناجحاً مع الفنّان فريد الأطرش في عدة أفلام وقدّمت على أغنياته أحلى رقصاتها وأشهرها من خلال سته أفلام شهيرة. ذكرت بعض الصحف في ذلك الوقت إشاعات كثيرة عن وجود قصة حب كبيرة جمعت بين النجمين الكبيرين في تلك الفترة ولكن إصرار فريد الأطرش على عدم الزواج وضع حداً لهذه العلاقة، وتزوّجت سامية جمال بعدها من النجم رشدي أباظة في أواخر الخمسينيات بينما ظلّ فريد الأطرش بلا زواج حتى وفاته. كما كان هناك لسامية جمال زواج آخر في بداية حياتها الفنية من شاب أمريكي يدعى عبد الله كينج. في أوائل السبعينيات اعتزلت الفنانة سامية جمال الأضواء والفنّ ثم عادت مرة أخرى للرقص في منتصف الثمانينات ولكنها سرعان ما عاودت الاعتزال مرة أخرى حتى وفاتها في 1 ديسمبر عام 1994. عملت ساميه جمال من خلال ممارستها للرقص الشرقي لسنوات طويلة على تطوير أسلوب خاص بها، حيث تميّز رقصها بالمزج بين الرقص الشرقي والرقصات الغربية، كما ركّزت سامية جمال في رقصها، على تقديم حالة من الانبهار للمتفرج من خلال الملابس والموسيقى والإضاءة والتابلوهات الراقصة التي تشكّلها صغار الراقصات في الخلفية، ومن الجدير بالذكر أن سامية جمال قد كوّنت في الرقص الشرقي اتجاهاً فنياً مضاداً لاتجاه الراقصة الشهيرة تحية كاريوكا. ففي حين اعتمدت سامية على المزج بين الرقص الشرقي والغربي اتخذت تحية اتجاه الرقصات الشرقية والمصرية القديمة والتنويع على الحركات القديمة وتقديمها بشكل أكثر حداثة. وفاتها. في 1 ديسمبر 1994، توفيت، لينتهي مشوار عطاء فني قارب النصف قرن من الزمن، بعد غيبوبة دامت من ستة أيام في مستشفى مصر الدولي في القاهرة. الشيخ زويد هي أحد المراكز الإدارية الستة في محافظة شمال سيناء في مصر، وتقع على الطريق الدولي الساحلي بين رفح والعريش على بعد 334 كم من القاهرة و 12 كم من قطاع غزة. التاريخ. وجدت عدد من بلاطات الفسيفساء المسيحي سنة 1913م، ويحفظون في متحف آثار الإسماعيلية. وتظهر خريطة مادبا العائدة إلى القرن السادس للميلاد كلمة «بطليون» في هذا الموقع . سميت باسمها الحالي لمقتل «الشيخ زويد» هناك سنة 640م أثناء الفتح الإسلامي لمصر في عهد عمرو بن العاص وكان من القادمين مع جيش الخلفاء الراشدين. الثورة. أثناء ثورة 25 يناير خرجت مظاهرات لإسقاط نظام مبارك، وقتلت الشرطة المصرية متظاهرا في جمعة الغضب أثناء فض تلك المظاهرات. وقد قام مجهولون بتفجير ضريح بالمدينة. الضواحي والقرى. = السكان = الرياشات السواركه الترابين الارميلات الملالحة عائلات الشيخ زويد ( ابورشود - أبو لهلوب - الشعايرة - الخدايجة - القيم - البطين - العكور - الصقور - ال بخيت- المشوخي - الحساسنه - المشاوخ - الحمايده - النصايرة - السكادرة - ) الآثار. يوجد بالمدينة عدة آثار منها «الصخرة» وهي صخرة من فترة الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة حيث قطعت من في جنوب سيناء ووضعت في الشيخ زويد في الشمال لكتابة أسماء الطيارين الإسرائيلين الذين سقطوا في مياه الشيخ زويد وهي نحتت على شكل خريطة فلسطين وكتبت عليها أسماء الطيارين. مدينة الديوانية إحدى مدن جنوب العراق ومنطقة الفرات الأوسط وهي المركز الإداري والاقتصادي والسياسي لمحافظة الديوانية حيث توجد فيها جميع المؤسسات الإدارية والحكومية يمر بها فرع من نهر الفرات يعرف بشط الديوانية تبعد عن بغداد حوالي 180 كيلومتراً التاريخ. إن تاريخ مدينة الديوانية هو ذاته تاريخ محافظة الديوانية إذ ظهر اسم الديوانية وبزغ نجمها وشاع ذكرها في العقد السابع من القرن الثاني عشر الهجري، وقد تعرض لذكرها الكتاب والسياح الغربيون والشرقيون وأول من وصفها في رحلته التي ابتدأت عام 1754م وانتهت عام 1758م هو الدكتور آدم آيفز وجاء فيها ما ملخصه: وورد ذكر الديوانية في كتاب السائح "إبراهام بارسنز" في رحلة قام بها في نهر الفرات من الحلة إلى البصرة وصف فيها اللملموم وأنها واقعة جنوب الديوانية وذلك عام 1774م. وفي كتاب «مطالع السعود المختصر» ذكر الديوانية بعد أن ساق صاحب الكتاب حديثه في خروج الوالي سليمان باشا لتأديب خزاعة لأنها أظهرت العصيان، فقال: وفي نفس الكتاب قال عن الديوانية: وفيه أيضاً: أما صاحب كتاب قرة «العين في تأريخ الجزيرة والعراق والنهرين» فيوصفها كالآتي: ولعله أراد بها الحسكة، لأن الديوانية غير موجودة في القرن الحادي عشر الهجري وإنما عرف إسمها بعد هذا القرن. من الأسماء التي أطلقت على الديوانية أيضاً الرماحية والحسكة حتى عام 1834 الذي يمثل نقطة انطلاقا التنظيم الإداري في العراق الذي أرست دعائمه الحكومة العثمانية بسلسلة مستمرة من التغيرات والتعديلات الإدارية، ففي عام 1858 كانت تمثل قضاءً إدارياً يعرف بقضاء الديوانية وهو أحد التشكيلات الإدارية التي كانت تابعة للواء الحلة الذي يتبع بدورة ولاية بغداد. فيما يخص تسمية (الديوانية) بهذا الاسم، لا بد من الإشارة إلى أن أوضاع وأحوال العراق بشكل عام ومنطقة الفرات الأوسط ومنها منطقة الفرات الأوسط بشكل خاص وصفت بعدم الاستقرار في خلال فترة السيطرة العثمانية (1534 -1917م) حيث شهدت سلسلة مستمرة من النزاعات والاضطرابات التي قامت بها القبائل ضد السلطة تارة، وفي ما بينها تارة أخرى، وقد كان من بين نتائج هذه النزاعات والصدامات العشائرية الداخلية لا سيما بين عشائر الخزاعل (خزاعة) وقبيلة الأقرع، وقبيلتي عفك وجليحة، أن بلغ الخصام في ما بينها أشده، حيث كانت تشن الغارات والصولات العنيفة بين الحين والآخر، مما حدى بقبيلة الأقرع اضطرارا لأن تنشئ لها قلعة على الجانب الأيسر من نهر الفرات (شط الحلة)، وللدافع ذاته، فقد أمر حمد آل حمود شيخ عشائر الخزاعل ببناء قلعة (موقعها حاليا الثكنة العسكرية في مركز مدينة الديوانية على الجانب الأيمن لنهر الديوانية، لتكون بمثابة المكان المحصن لهم، وأمر بأن يسكن حولها جماعة من أتباعه، وبنى لهم مضيفا أو دار ضيافة (ديوانية) يجتمع ويحل فيه رؤوساء عشائر الخزاعل وليقيم فيه وكيل جباية الضرائب، وهكذا أطلق على دار الضيافة الخزاعية هذه اسم (ديوانية) وذلك أيام مشيخة حمد آل حمد (1610م-1847م ) فعرفت بديوانية خزاعة، وبعد أن تجمع السكان وأنشأت المساكن (الصرائف فالأكواخ فالبيوت) حول القلعة، فقد نمت واتسعت دائرتها وكثر ارتياد الناس إليها. موقع المدينة. تقع الديوانية في مفترق طرق بين محافظات الجنوب ومحافظات الوسط حيث تكون نقطة وصل بين محافظة النجف الأشرف وبقية المحافظات الجنوبية وكذلك يمر بها الطريق الواصل بين الجنوب وبغداد. الوضع الإداري. كان قضاء الديوانية يضم ثلاث نواحي هي: ناحية الحمزة الشرقي وناحية عفك وناحية الدغارة بعدها تم رفع المستوى الإداري لناحيتي الحمزة وعفك إلى مستوى قضاء فتم إستحداث نواحي الشافعية والسنية وألحقت بمركز القضاء الذي يضم عدداً كبيراً من الأحياء كما في الخارطة المقابلة، وعليه فإن الواقع الإداري للمدينة يتلخص في ثلاث نواحي حالية هي: وصلات خارجية. مديرية بلدية الديوانية أحمس الأول، (تعنى ولد من "ياه" ) كان ملكًا من ملوك من مصر القديمة ومؤسس الأسرة الثامنة عشرة، وكان عضوًا في العائلة المالكة لطيبة، ابن الملك سقنن رع وشقيق الملك الأخير من الأسرة السابعة عشر، الملك كامس. في عهد والده أو جده، تمردت طيبة ضد الهكسوس، حكام مصر السفلى. عندما كان في السابعة من عمره قتل والده، وفي حوالي عشرة عندما توفي شقيقه لأسباب غير معروفة، ولم يحكم سوى لثلاث سنوات فقط. تولى أحمس الأول العرش بعد وفاة أخيه، وبعد توليه أصبح يعرف باسم نب-بتي-رع (سيد القوة رع). أحمس اسم ثيوفوري مزيج من مقطع لفظي 'آه' وشكل الجمع بين '-موسى'. مقطع 'آه' يشير إلى ياه. انهي خلال فترة حكمه على غزو الهكسوس وطردهم من منطقة الدلتا، واستعادت طيبة سيادتها على جميع أنحاء مصر وأراضيها خاضعة لها سابقًا من النوبة وكنعان. اعاد تنظيم إدارة البلاد وفتحت المحاجر والمناجم وطرق جديدة للتجارة، وبدأت مشاريع البناء الضخمة من النوع الذي لم يجر منذ ذلك الوقت من عصر الدولة الوسطى. وضع عهد أحمس الأسس لعصر الدولة الحديثة، والتي بموجبها وصلت الدولة المصرية ذروتها. العائلة. ينحدر أحمس من الأسرة السابعة عشر بطيبة. جده سقنن رع تاعا، وجدته تتي شري، كان لديهم من الأبناء ما يتجاوز الأثنى عشر، بمن فيهم سقنن رع و إياح حتب. تزوج الأخ والأخت وفقًا لتقاليد الملكات في مصر القديمة، أنجبا أحمس الأول وكامس والكثير من الإناث. تبع أحمس تقاليد والده وتزوج العديد من أخواته، وجعل أخته أحمس-نفرتاري زوجته الرئيسية. أنجبا العديد من الأبناء بمن فيهم من الإناث أحمس ميرت آمون وأحمس سيت آمونومن الذكور سي آمون وأمنحتب الأول وأحمس عنخ ورع موس وقد يكونوا أيضًا أبًا لموتون فرت التي تزوجت من تحتمس الأول. على ما يبدو أن أحمس عنخ كان ولي عهد أحمس الأول، لكنه توفي ما بين العام 17 و22 من حكم أحمس. تبع أحمس الأول في الحكم ابنه الأكبر المتبقي على قيد الحياة أمنحتب الأول. لم يكن هناك خط فاصل واضح بين الأسرة السابعة عشر والأسرة الثامنة عشر. كتب المؤرج مانيتون لاحقًا خلال عهد البطالمة، معتبرًا طرد الهكسوس النهائي بعد ما يقرب من القرن لتواجدهم واستعادة الحكم المصري على كامل أنحاء البلاد كان حدثًا كبيرًا بما يكفي لتبرير بداية أسرة جديدة. الحملات العسكرية. طرد الهكسوس. كان الملك سقنن رع أول من بدأ بمهاجمة الهكسوس لمحاربتهم وخروجهم من مصر وقتل في إحدى معاركه مع الهكسوس، ثم استكمل ولده كامس الحرب حتى طهر الصعيد من الهكسوس ثم أحمس طرد الهكسوس خارج البلاد. جرى احمس بجيوشه عندما كان عمره حوالي 19 سنة واستخدم بعض الأسلحة الحديثة مثل العجلات الحربية وانضم إلى الجيش كثير من شعب طيبة وذهب هو وجيوشه إلى أواريس (صان الحجرحاليا) عاصمة الهكسوس وهزمهم هناك ثم لاحقهم إلى فلسطين وحاصرهم في حصن شاروهين وفتت شملهم هناك حتى استسلموا ولم يظهر الهكسوس بعدها في التاريخ، كانت هذه المعركة حوالي عام 1580 ق.م. فترة حكمه. قام الملك احمس بتطوير الجيش المصري فكان أول من ادخل عليه العجلات الحربية «والتي كان يستخدمها الهكسوس وهي سبب تغلب الهكسوس على مصر» وكان يجرها الخيول وطور كذلك من الأسلحة الحربية باستخدام النبال المزودة بقطعة حديد على الأسهم ثم بدأ بمحاربة الهكسوس بدءا من صعيد مصر والتف حوله الشعب فقام بتدريبهم بكفاءة حتى أصبحوا محاربين اقوياء ومهرة وظل يحارب الهكسوس من صعيد مصر حتى وصل إلى عاصمة مصر آنذاك التي اقامها الهكسوس بجوار مدينة الزقازيق الحالية وظل يحاربهم حتى فروا إلى شمال الدلتا وهو خلفهم فسيناء ثم إلى فلسطين ولم يرجع احمس إلا أن اطمئن على حدود مصر الشرقية انها امنه منهم ومن هجماتهم بعد القضاء عليهم بعد طرد الهكسوس وصل أحمس بجيشه إلى بلاد فينيقيا، كما هاجم بلاد النوبة لاستردادها مرة أخرى إلى المملكة المصرية التي وصلت حدودها جنوبا إلى الشلال الثاني، وصورت حملات احمس في مقبرة اثنين من جنوده هما أحمس بن إبانا وأحمس بن نخبت وبعد انتهاء احمس من حروبه لطرد الأعداء وتأمينه لحدود مصر وجه اهتمامه إلى الشئون الداخلية التي كانت متهدمة خلال فترة احتلال الهكسوس، فأصلح نظام الضرائب وأعد فتح الطرق التجارية وأصلح القنوات المائية ونظام الرى. كما قام بإعادة بناء المعابد التي تحطمت واتخذ من طيبة عاصمة له، وكان آمون هو المعبود الرسمي في عصره. واستمر حكم أحمس مدة ربع قرن وتوفى وعمره تقريبا 35 عاما. بعد طرد أحمس للهكسوس من مصر عاد إلى البلاد عام 1571 واتجه للإصلاح الداخلي مما جعل المؤرخون يعدونه مؤسس الدولة الحديثة . مومياؤه. يعتقد أن لأحمس مقبرتان أحدهما في أبيدوس وتتكون من معبد منحدر ومقبرة جنائزية وبقايا هرم اكتشفت عام 1899، وعُرف أنه هرمه عام 1902 ومعبد للهرم والأخرى في طيبة وقد تعرضت للنهب بواسطة اللصوص. وقد اكتشفت مومياؤه عام 1881 في خبيئة الدير البحرى مع مومياوات بعض من ملوك الأسر الثامنة عشر والتاسعة عشر والواحد والعشرون، وتم التعرف على مومياؤه في 9 يونيه عام 1886 بواسطة جاستون ماسبيرو، وكان طول المومياء1.63 سم ولها وجه صغير نسبيا بالقياس مع حجم للصدر. التكميم بشكل عام، هو أن يكون كائن فيزيائي أو متغير رياضي محصورا لمجموعة من القيم المتفرقة، بدلا من مجال متصل، يمكن التمييز بين التكميم المستخدم في عدة مجالات: وقد تعني الكلمة أيضا بالمصادفة وضع كمامة. كتائب الشهيد عز الدين القسام تُختصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تعمل في فلسطين، تعتبر أحد أبرز فصائل المقاومة في فلسطين، وينسب اسمها إلى عز الدين القسام وهو عالم ومجاهد سوري استشهد على أيدي القوات الإنكليزية في أحراش يعبد قرب جنين عام 1935م. الهدف العام. تعلن كتائب القسام أنها تهدف إلى تحرير كل (فلسطين) من الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948م، وإلى نيل حقوق الشعب الفلسطيني التي سلبها الاحتلال، وتعتبر نفسها جزء من حركة ذات مشروع تحرر وطني، تعمل بكل قدراتها وطاقاتها من أجل تعبئة وقيادة الشعب الفلسطيني وحشد موارده وقواه وإمكانياته وتحريض وحشد واستنهاض الأمتين العربية والإسلامية في مسيرة الجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين. مكان عملها. تعمل كتائب القسام فقط في نطاق حدود فلسطين التاريخية التي تمتد من بلدة رأس الناقورة شمالاً إلى بلدة أم الرشراش جنوباً ومن نهر الأردن شرقاً إلى البحر الأبيض المتوسط غرباً، والتي تبلغ مساحتها 27 ألف كيلو متر مربع، وعاصمتها مدينة القدس. التأسيس. تأسست بذور كتائب القسام في عام 1984م، وذلك قبل الإعلان عن انطلاقة الحركة فعلياً باسم حركة حماس، واستمر العمل تحت عناوين مختلفة مثل "المجاهدون الفلسطينيون" عام 1987، واستمر التغيير حتى عام 1991م، حيث أعلن عن اسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام" في منتصف عام 1991م. من أبرز مؤسسيها الشيخ صلاح شحادة، وعماد عقل، ومحمود المبحوح في قطاع غزة، والمهندس يحيى عياش في الضفة الغربية، وفي شمال الضفة زاهر جبارين، وعدنان مرعي، وعلي عاصي. العلاقة بالقيادة السياسية. تعتبر كتائب القسام علاقتها بالقيادة السياسية لحركة حماس هي علاقة تكامل تنظيمي وانفصال ميداني، حيث أنها جزء من هيكل وجسد حركة حماس تشارك فيها في صنع القرار والتوجيه وفق أنظمتها الداخلية، وننفصل عن القيادة السياسية في الجوانب العملية المختصة بالعمل العسكري. القيادة والتنظيم. محمد الضيف هو القائد العام لكتائب القسام، ويزعم جيش الاحتلال الصهيوني أن مروان عيسى هو القائد الفعلي الحالي خلفاً لأحمد الجعبري نظرًا لإصابة محمد الضيف في آخر محاولة اغتيال له. تعرضت قيادة القسام دائما للاغتيال ومحاولة الاغتيال، ومن قادتها الذين تم اغتيالهم، صلاح شحادة، ويحيى عياش، ومحمود أبو هنود، ومحيي الدين الشريف، وآخرين كُثر، وكان آخرهم أحمد الجعبري الذي اغتيل في الاعتداءات الصهيونية على غزة عام 2012م ورائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم في معركة العصف المأكول الأخيرة على غزة. الهيكلية. وتتبع كتائب القسام نظام الأقاليم والألوية؛ فكل إقليم أو لواء له قائد مسؤول عنه ويتابع شؤونه. القوة والسلاح. بدأ جهاد كتائب القسام العسكري باستخدام الحجر، ثم السكين، ثم المسدس والبندقية، حتى أنها صنعت رشاشاً بأيدي أبنائها صناعة محلية، وتطور سلاحها إلى العبوات الناسفة مثل عبوة شواظ وصنعت عدة إصدارات منها (شواظ 1 و2 و3 و4) والعمليات الاستشهادية التي استخدم فيها الأحزمة الناسفة والقنابل والمتفجرات ذات التفجير عن بعد. واشتهرت كتائب القسام حديثاً بصاروخ القسام، وهو السلاح الأبرز المستخدم في نشاطها العسكري في فلسطين، ويتركز في غزة. وطورت صواريخها المحلية لتصبح أطول مدى، مثل صاروخ M75 وقد سمته بحرف الميم تيمناً بالقائد إبراهيم المقادمة ومداه 75كم، ثم تبعه في 2014 ظهور صاروخ J80 الذي سمي بحرف الجيم تيمنا بالقائد أحمد الجعبري ومداه 80كم، وصاروخ R160 الذي سمي بحرف الراء تيمناً بالقائد الرنتيسي ويبلغ من المدى 160كم، وصاروخ سجيل-55 الذي يبلغ من المدى 55كم. وتمتلك كتائب القسام مجموعة متنوعة من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع، مثل صاروخ كورنيت، وصاروخ كونكورس، وصاروخ فونيكس (النسخة الكورية الشمالية لصاروخ فاغوت)، وصاروخ ساغر، وكذلك تمتلك صواريخ مضادة للطائرات، مثل صاروخ سام-7. كتائب القسام أعلنت يوم الاثنين 14 يوليو 2014 بتصنيع ثلاثة نماذج من طائرات دون طيار، إحداها تقوم بمهام استطلاعية تحمل اسم A1A، والثانية هجومية وتحمل اسم A1B، والثالثة هجومية "انتحارية" وتحمل اسم A1C هذه الطائرات نفذت ثلاث طلعات، وشاركت في كل طلعة أكثر من طائرة، إحداها كانت فوق وزارة الدفاع الإسرائيلية في الكرياة التي يدار منها العدوان على غزة. العدد. ويقدر عدد عناصر كتائب القسام بعشرات الآلاف في قطاع غزة وبضعة مئات في الضفة الغربية، لكن الهجمات التي تعرضت لها حركة حماس في الضفة الغربية من قبل سلطة حركة فتح وجيش الاحتلال الإسرائيلي قلصت نشاطها وأعدادها كثيراً في الضفة، فقد قتلت سلطة حركة فتح العديد من كتائب القسام مثل القائد "محمد السمان" و "محمد ياسين"، وزجّت بالمئات في سجونها وعذبتهم مثل محيي الدين الشريف، والقائد أيوب القواسمي، وساهم جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضًَا بقتل وسجن الآلاف من كتائب القسام، كل هذا قلّل من قوتها بالضفة الغربية. الوحدات. تطور كتائب القسام من نفسها كأي جيش نظامي حتى أصبحت تتكون من ألوية وكتائب وسرايا وفصائل، وأصبح لديها وحدات متخصصة في كل كتيبة تقوم على تنفيذ مهام محدد ودقيقة منها السبق في المقاومة الفلسطينية. حازت كتائب القسام على براءات اختراع فلسطينية عربية إسلامية، والسبق مع فصائل المقاومة الفلسطينية، فجاء سجل الأوائل حافلا متنوعا، سواء على صعيد التكتيك العملياتي، أو في مجال التصنيع العسكري، أو الإعلام الحربي ومستلزماته، وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أن ما نذكره في سجل الأوائل كان على صعيد المقاومة الفلسطينية، وداخل الوطن المحتل. ومنها: الحروب والمعارك والعمليات. خاضت كتائب القسام العديد من الحروب كان أكبرها: حرب الفرقان 2008-2009، وحرب حجارة السجيل 2012، وحرب العصف المأكول 2014 . وكان أحد أهم أشهر عملياتها هي عملية الوهم المتبدد التي خطف فيها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وكان ممن شارك فيها تيسير أبوسنيمة. ومن أهم العمليات عند الرعيل الأول هي عملية مسجد مصعب بن عمير فهي أول عملية مصورة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، بقيادة عماد عقل. عمليات خطف وأسر الجنود الإسرائيليين. قامت الكتائب بأكثر من 20 عملية اختطاف للجنود الصهاينة، وكان أهمها: وما زالت تخوض معارك لفك حصار غزة كحرب الانفاق، وخاضت سابقا العديد من المعارك مع الاحتلال الصهيوني، مثل معركة الدفاع عن مخيم جنين، ومعركة أيام الغضب، وتصدت لعملية قوس قزح الصهيونية. ثم في 10 رمضان 1435 هـ قامت بعملية العاشر من رمضان، وهي عملية تاريخية حيث دكت كتائب القسام ولأول مرة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني أهم المدن الإسرائيلية وهي حيفا والخضيرة وتل أبيب، وضرب العمق الإسرائيلي حتى طالت ضرباتها تقريباً كل إسرائيل، وكانت هذه العملية جزءاً من معركة العصف المأكول في 2014. العمليات العسكرية القسامية تصفها حماس بالعمليات الجهادية، في حين يصفها الجيش الصهيوني الإسرائيلي بالإرهابية، العمليات التي قامت بها كتائب القسام كثير جدا ويصعب إحصائها والحديث عن كل واحدة على حدة صعب، مثل عملية صيد الأفاعي. مدينة عفك وتلفظ باللهجة المحلية عفچ هي مدينة عراقية ومركز قضاء تتبع إداريا إلى محافظة القادسية الواقعة في إقليم الفرات الأوسط من العراق أو جنوب وسط العراق. وتبعد عن مدينة الديوانية حوالي 25 شمال شرق، وعن بغداد العاصمة بحوالي 170 كم جنوب. تاريخ المدينة. يقدر عمر المدينة الحالية باسمها المعروف الآن بحوالي 300 سنة. وقد اخذت التسمية عن أول من بنى بيتا فيها واستوطنها وهو (محمد العفاك) الذي قدم هاربا من اقاربه في جنوب العراق (تحديدا الناصرية) حيث قتل احدهم بطريق الخطأ. وحادثة القتل مرتبطة بميزات هذا الشخص واسمه الذي اكتسبه وفقا لها كما اورد ذلك الحاج صلال الموح أحد رجال ثورة العشرين وعضو مجلس الأعيان العراقي في العهد الملكي واحد ابرز رجالات المنطقة وقتها. (راجع مذكرات الحاج صلال الموح، الذي صدر عن سلسلة رجالات ثورة العشرين العراقية في بغداد في ثمانينات القرن الماضي). وقد سمي العفاك لان لديه قابلية فائقة في المصارعة، حيث يقوم بحركة خاطفة يلوي فيها ذراع خصمه فيطرحه ارضا وبمهارة. ونتيجة لاحد هذه النزالات التي كانت تجرى ولو على سبيل المزاح طرح خصمه واحد أبناء عمومته ارضا فتوفي هذا في الحال، وقد هرب وكان وقتها شابا يافعا، لجا إلى اخواله في المنطقة قرب بلدة الديوانية ثم أمن له مكانا في منطقة الهور التي سميت باسمه أيضا (هور عفك)، حيث بنى اولا كوخا في الهور وأصبح بيتا ثم قرية صغيرة، سميت اولا العفاك أو (العفاج) وحرفت لاحقا إلى (عفج) أو عفك، التي استوطنتها قبائل عديدة لعل ابرزها سلالة واقرباء هذا الشخص وهم ينحدرون من قبيلة شمر العربية الكبيرة. ثم توسعت المنطقة لتصبح بلدة ومدينة ومركز ناحية حتى أصبحت لاحقاً قضاءاً. وقد كانت إلى وقت قريب محاطة من بعض جوانبها بالهور أو المسطحات المائية. وهو ما جعلها أيضا منفى وملاذا لبعض الشخصيات المعارضة في ازمنة العهود السابقة للدولة العثمانية والاحتلال البريطاني والعهد الملكي والعهود اللاحقة أو الهاربين بدواعي قبلية أو اجتماعية متعددة. ووفقا لهذا تضم المدينة في كنفها نسيجا اجتماعيا متنوعا من بيوتات متعددة الانتماءات العربية كما أن هناك بعض الاسر الكردية التي سكنت المنطقة منذ فترة طويلة واندمجت مع اهلها. التسمية. التسمية اتسعت لتشمل (جزيرة عفك) وهي المنطقة شبه الصحراوية التي تمتد من شرق المدينة بحوالي من 20-50 كم) باتجاه قضاء الحي وهور الدلمج وحدود محافظة ذي قار. وهي منطقة يصعب السفر فيها وتتطلب اياما عدة في السنين الماضية حتى تم شق طريق معبد في بداية ثمانينات القرن العشرين يصل الفرات الأوسط بجنوب شرق العراق. وقد كانت لهذا الطريق ضرورة استراتيجية خلال الحرب العراقية الإيرانية. وقد خدم هذا الطريق زوار العتبات الدينية الإسلامية الشيعية في النجف وكربلاء والكوفة الذي يقدمون من ضواحي الكوت الجنوبية والعمارة وتوبع الناصرية الشمالية والغربية. التاريخ المعاصر. كان لأبناء عفك دور كبير في قيادة التمرد على الحكومة المركزية في ولاية بغداد ايام العهد العثماني وكذا ايام الاستعمار البريطاني، وقد ورد ذكر كثيرا في كتاب (ستيفن همسلي لونغريك: اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، ترجمه جعفر خياط)، كما ذكر أيضا في أعمال (الدكتور علي الوردي: لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث). وقد واصل أبناء المدينة هذا النفس في محاربة نظام صدام حسين من خلال المظاهرة الجريئة التي سبقت الانتفاضة وذلك في ليلة 28 شباط فبراير، ويوم سقوط المدينة بيد المعارضة في 8 آذار - مارس 1991. السكان. يسكن القضاء أغلبية من الحظر وأقلية كبيرة من المزارعين الذين يمارسون الزراعة ويقدر عددهم بحوالي 75 ألف نسمة تقريبا والحضر بحوالي 105 ألف ويسكنون مدينة عفك (عفج) وناحية آل بدير. التقسيم. يتبع لعفك من الناحية الإدارية نواحي: آل بدير، سومر، نفر. والقرى : الفوارة، الخيط، الورش، جليحة، الدرعية، المعمل. اما أهم أحيائها ومحلاتها: السراي، الزوية، العقبة، العسكري، الحي الصناعي، حي دايان، العمران، العبود، العاصي، الشرطة، الشركة، المنصورية. التعليم. وأهم مدارسها الابتدائية: مدرسة عفك الابتدائية أسست عام 1921، مدرسة نفر للبنات أسست عام 1932، الزوراء (1968)، النبراس (1958)، سيف سعد، مدينة المدن، الشروق، زين القوس، الحسين، أكد، الجولان، 11 آذار، المتنبي وغيرها. أما الثانوية والمهنية فهي: ثانوية عفك (1952)، ثانوية خديجة للبنات (1962)، متوسطة بابل، متوسطة زينب للبنات، ثانوية صناعة الفارس. اعدادية عفك المهنية المختلطة المناطق الصناعية. وتوجد فيها بعض المعامل والمصانع وهي: معمل الطابوق الواقع على مسافة 2 كم شمال غرب المدينة، ويميزه برجه المرتفع لحوالي 50 مترا، ومعمل للحياكة اليدوية يختص بحياكة السجاد والبسط الصوفية التي تشتهر بها المنطقة، كما يوجد في المدينة معمل للإسفلت، ومعمل للثلج، ومخابز للمعجنات والصمون والخبز. أهم معالمها الطبيعية. نهر عفك الذي يوصل نهر الدغارة المتفرع من نهر الفرات إلى ناحية البدير. بساتين شط حسين التي تقع إلى الجنوب من المدينة على امتداد نهر عفك وهي بساتين كثيفة وغناء بأشجار النخيل والرمان والعنب وغيرها من الفاكهة والخضار. بستان سيد حسن ويقع إلى الجنوب من المدينة وعلى امتداد نهرها الرئيسي. ويشكل مع النهر والطريق المرصوف والمعبد كورنيش جميل وقد كان ولا زال متنزها ومتنفسا لأبناء المدينة. ومن المعالم الأخرى الغابات التي تقع إلى الشمال الشرقي من المدينة بالقرب من آثار نفر، وهي مشروع لحزام أخضر كانت قد نفذتها مديرية الزراعة والغابات في المنطقة في منتصف السبعينات وتتضمن غابات من أشجار الزيتون وأشجار دائمة الخضرة وهذه المنطقة إذا ما تم الاعتناء بها فإنها تصلح أن تكون محمية طبيعية حيث تتواجد فيها بعض الحيوانات الضارية مثل الضباع والخنازير البرية والذئاب وغيرها وتقع هذه الغابات بمحاذاة المنطقة البرية الواصلة إلى النهر الثالث وهي غير مأهولة. يقارب عدد سكان المدينة ال 75 ألف نسمة. دِيرة عفچ. تُذكر ديرة (مدينة) عفچ كثيراً في مثل عراقي مشهور، يقول "لا، قَيَّم الرگاع مِنْ دِيرة عفچ"، الكلمة "قَيَّم" تعني: رَبِحَ، والرگاع هو الإسكافي، ومعنى المثل هو التهكم بالإسكافي الذي توجّه إلى مدينة عفج طامعاً في الربح لأنها لم يكن فيها إسكافي، لكنه تفاجأ بشدة فقر تلك الديرة، وصار مضرباً للمثل في كل من يشرع في عمل ويتوهم أنه سيربح وتكون العاقبة خسارة. وصلات خارجية. موقع عفك على النت تأسست جماعة العصور في بدايات القرن العشرين في مصر وتعتبر أول جماعة فكرية معاصرة في العالم العربي انتهجت نقد الفكر الديني. مؤسس هذه الجماعة والناطق باسمها إسماعيل مظهر. صدرت المجلة في عام 1927 وما أن صدرت حتى أصبحت منبر لكثير من الكتاب المتحررين في مصر والعالم العربي مثل حسين محمود وعمر عناية والشاعر العراقي المعروف جميل صدقي الزهاوي وأنور شاؤول الشاعر العراقي اليهودي من بغداد. توقفت المجلة عن الصدور عام 1931 إثر الأزمة الاقتصادية العالمية أو ما يعرف بالكساد الكبير عام 1930 والذ أثر على الاقتصاد المصري مما اضطر إسماعيل مظهر لإغلاق المجلة التي لم يدم صدورها إلا أربع سنوات. ابتدأ نقد محمد منذ بداية ظهور دين الإسلام في مكة. واستنادا إلى القرآن والسيرة النبوية فإن أول الإساءات الشخصية إلى محمد قد وجهت له من قبل أقاربه وأهل مدينته مكة الذين كانوا يتخذون الأوثان وسيلة للتقرب من خالق الكون الذي كان معروفا في الجزيرة العربية باسم الله. يرى المسلمون أن الطعن في شخصية محمد كالطعن في الدين الإسلامي، لإيمانهم بوجوب محبة محمد أكثر من النفس، ويعتقدون أن الإساءة إلى محمد هي إساءة إلى جميع المسلمين. بعد انتشار الدعوة الإسلامية إلى المدينة اتهم بعض اليهود محمد بأنه اقتبس وبصورة محرفة من التوراة، وأن له أطماع شخصية في بسط هيمنته على المدينة وأنه ولغرض زيادة معرفته بالديانة اليهودية قام بمصادقتهم والتقرب إليهم وقام بتقليد طقوسهم ولكنه ارتد عليهم بعد ذلك. أما الانتقاد المسيحي لشخصية محمد فقد بدأ في فترة قبل القرون الوسطى من قبل يوحنا الدمشقي (676 - 749) الذي يعتبره البعض تاريخياً من أوائل من كتبوا كتابا كاملا ضد شخصية محمد والإسلام حيث ذكر في كتابه المسمى De Haeresbius بأن الراهب النسطوري الراهب بحيرى قام بمساعدة محمد في كتابة القرآن، واتهمه أيضا باقتباسه بعض من كتابات ورقة بن نوفل الذي كان وحسب زعم الدمشقي قساً نسطورياً كان يترجم بعض الأناجيل المحرفة إلى العربية. أثناء فترة النفوذ الإسلامي في إسبانيا بدأت الكنيسة هناك بكتابات تصور شخص محمد بأنه مسكون بالشيطان، وأنه ضد المسيح وانتشرت هذه الأفكار في عموم أوروبا؛ وكان لها دور كبير في اتحاد صفوف القوات الأوروبية أثناء الحملات صليبية. ومن أبرز من كتب كتابات مسيئة إلى شخص محمد في هذه الفترة هو مارتن لوثر (1483-1564) حيث كتب في أحد مقالاته نصا "إن محمد هو الشيطان وهو أول أبناء إبليس" وزعم أنه كان مصابا بمرض الصرع وكانت الأصوات التي يسمعها كأنها وحي جزءا من مرضه. بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بدأت موجة جديدة وصفها البعض بموجة منظمة للإساءة إلى شخصية محمد، حتى وصل الأمر إلى سكرتير الأمم المتحدة العام كوفي عنان في 7 ديسمبر 2004 بالإشارة إلى تفشي هذه الظاهرة بحدة. شكك المتدينون العصريون، والعلمانيون، ومنتقدو الإسلام، بصدق محمد في الإدعاء بكونه نبياً، وبأخلاقه، وقاموا بنقد امتلاكه للعبيد، وفي معاملته للأعداء، وزيجاته. وفي معالجته للأمور العقائدية، وحالته النفسية. اتُهم محمد بالسادية وعدم الرحمة - بما في ذلك غزو قبيلة بني قريظة في المدينة المنورة. وتم انتقاد علاقاته الجنسية مع العبيد، وزواجه من عائشة عندما كانت تبلغ من العمر ست سنوات، والتي وفقاُ لمعظم التقديرات دخل عليها عندما كانت في التاسعة. فترة بدء الدعوة الإسلامية. استخدم أهل مكة المعارضون لأفكار محمد العديد من الأساليب لمحاربته والطعن في شخصيته. ومن هذه الأساليب السخرية والتحقير، والاستهزاء والتكذيب والتضحيك، إثارة الشبهات وتكثيف الدعايات حيث وصفه البعض بأنه مصاب بنوع من الجنون، وأحيانا قالوا: إن له جنًا أو شيطانًا يتنزل عليه كما ينزل الجن والشياطين على الكهان، وكانوا يعملون للحيلولة بين الناس وبين سماعهم القرآن ولكنهم لما رؤوا أن هذه الأساليب لم تجد نفعًا في إحباط الدعوة الإسلامية استشاروا فيما بينهم، فقرروا القيام بتعذيب المسلمين وفتنتهم عن دينهم، فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته بالإسلام وقام البعض بالتطاول على محمد وضربه عدة مرات وكانت هناك عدة محاولات لاغتياله. وفي بداية الدعوة لما نزلت الآية: بعث محمد إلى بني عبد المطلب فحضروا وكان فيهم أبو لهب، فلما أخبرهم بما أنزل الله عليه قال: تباً لك، ألهذا جمعتنا وأخذ حجراً ليرميه به، وقال له: ما رأيت أحداً قط جاء بني أبيه وقومه بأشرّ ما جئتهم به، فسكت محمد ولم يتكلم في ذلك المجلس، ويعتبر أبي لهب من المجاهرين بالظلم والإساءة لمحمد ولكل من آمن به، وزوجته أروى بنت حرب (حمالة الحطب) وقد نزلت فيهما سورة المسَد. ومنها ما حدّث به عبد الله بن مسعود قال: كنا مع محمد في المسجد وهو يصلي، وقد نحر جزور وبقي فرثه: أي روثه في كرشه. فقال أبو جهل: ألا رجل يقوم إلى هذا القذر يلقيه على محمد، فقام عقبة بن أبي معيط. وجاء بذلك الفرث، فألقاه على النبي محمد وهو ساجد فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض من شدة الضحك. حتى جاءت فاطمة الزهراء وألقته عنه. ومنهم أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، كان إذا رأى محمداً همزه ولمزه، فأنزل الله فيه : {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1}. وقد مشى أبي بن خلف إلى محمد بعظم بال قد ارْفتَّ، فقال: يا محمد، أنت تزعم أن الله يبعث هذا بعد ما أرمّ، ثم فتَّه في يده، ثم نفخه في الريح نحو محمد؛ فقال محمد: نعم، أنا أقول ذلك، يبعثه الله وإياك بعدما تكونان هكذا، ثم يدخلك الله النار. فأنزل الله فيه : {77} وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {78} قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ {79}. ومنهم ابن الزبعري الذي كان شديد العداوة لمحمد وكان من أشعر الناس، والعاص بن وائل والوليد بن المغيرة. قبل القرون الوسطى. أثناء فترة انتشار الإسلام في بلاد الشام وخاصة في عهد الأمويين ظهر أحد الشخصيات الدينية واسمه يوحنا الدمشقي الذي كان والده مسيحيا ذا نفوذ عند الأمويين حيث كان والده يعمل في منصب رفيع في مالية الخلافة الأموية في عهد عبد الملك بن مروان وقام والد يوحنا الدمشقي بالبحث عن معلم لابنه ليعلمه أصول الدين المسيحي فاختار عن طريق الصدفة أحد الأسرى الذين تم القبض عليهم في سواحل إيطاليا أثناء معارك المد الإسلامي في سواحل أوروبا وكان اختيار والد الدمشقي لهذا الشخص من باب الشفقة واستطاع أن يستعمل نفوذه لإطلاق سراح هذا السجين الذي كان اسمه كوسماس الذي ظهر فيما بعد أنه قس مشهور من صقلية وقام هذا القس بتعليم يوحنا الدمشقي أصول الديانة المسيحية. بعد وفاة والده تولى يوحنا الدمشقي منصب والده في خزانة الدولة وأثناء فترة توليه المنصب قام أحد البطاركة في كنيسة القسطنطينية بإصدار تعليمات تمنع المسيحيين من تقديس صور للمسيح أو مريم العذراء وهذه الأفكار لم تعجب يوحنا الدمشقي الذي بدأ بكتابة رسائل ومخطوطات ضد هذا المرسوم فقام الإمبراطور البيزنطي ليو الثالث بتقديم شكوى للخليفة الأموي بدعوى أن الدمشقي يحرض على ثورة ضد الإمبراطورية فقام الخليفة بعزله. بعدها بدأ بكتابة سلسلة من الكتب ومنها كتاب مشهور باسم De Haeresbius ومعناه الهرطقة يهاجم فيها الرسول محمد شخصيا ويقدم الدمشقي في هذا الكتاب نسخته حول منشأ الإسلام وسيرة محمد ويصفه فيها باستغلاله للدين لمصالحه الشخصية وأيضا ذكر فيه أن الراهب النسطوري الراهب بحيرى قام بمساعدة محمد في كتابة القرآن. في القرون الوسطى. أثناء فترة هيمنة المسلمين على إسبانيا كانت سياسة المسلمين في القضاء على مخاوف المسيحيين تتمركز حول التركيز على إبراز الجوانب المشتركة بين الإسلام والمسيحية ولكن هذه المحاولات لاقت مقاومة من بعض الأسماء الكبيرة في الكنيسة الأسبانية الذين ابدوا مخاوفهم من تأثير المد الإسلامي على إسبانيا فبدأ بعضهم بإبراز نقاط الاختلاف ومن أشهرهم ايلوجيس الذي ركز على رفض الإسلام فكرة الثالوث واعتبار الإسلام للسيد المسيح مجرد نبي أو رسول، وقام ايلوجيس بكتابة العديد من الرسائل مشدداً فيها أن الرسول محمد بن عبد الله هو رسول كاذب وأنه مدع للنبوة وأنه أغلق الباب لأي نبي يأتي بعده، ووصف الرسول في كتاباته "بالذئب المختبئ بين الخرفان". ركز ايلوجيس في كتاباته على حادثة زواج الرسول محمد من زينب بنت جحش، واستند ايلوجيس في كتاباته على مخطوطات وجدها في دير في بامبلونا وكانت لكاتب مجهول وتزامنت هذه الكتابات مع محاولات من نفس النوع من قبل قس اسمه الفاروس وكان لهذين الشخصين دور كبير في نشوء ما سمي بالاستشهاديين المسيحيين الذين قاموا ببعض العمليات الانتحارية ضد المسلمين في العصر الحديث. آيات شيطانية. في العصر الحديث صدرت الكثير من المطبوعات التي انتقدت شخصية الرسول ومن أبرزها رواية آيات شيطانية للروائي البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي والذي صدر في لندن في 26 سبتمبر 1988، بعد 9 أيام من إصدار هذا الكتاب منعت الهند سلمان رشدي من دخول بلادها وتلقت دار النشر التي طبعت الكتاب الآلاف من رسائل التهديد والاتصالات التلفونية المطالبة بسحب الكتاب من دور بيع الكتب. قامت إيران وبنغلاديش والسودان وجنوب أفريقيا وكينيا وسريلانكا وتايلاند وجمهورية تنزانيا المتحدة وإندونيسيا وفنزويلا وسنغافورة بمنع الكتاب وخرجت مظاهرات تنديد بالكتاب في إسلام آباد ولندن وطهران وبومبي ودكا وإسطنبول والخرطوم ونيويورك. حصلت خلال عمليات الاحتجاج هذه حادثتين لفتتا أنظار العالم وهي حادثة حرق أعداد كبيرة من الكتاب في برادفورد في المملكة المتحدة في 14 يناير 1989 والحادثة الثانية هي صدور فتوى من الخميني في 14 فبراير 1989 بتحليل دم سلمان رشدي وهاتان الحادثتان لقيتا تغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام الغربية وفيها تم اتهام المسلمين بالتطرف وعدم السماح بحرية التعبير. الشخصيتان الرئيسيتان في الرواية هما صلاح الدين جمجة الذي هو هندي عاش منذ صغره في المملكة المتحدة وانسجم مع المجتمع الغربي وتنكر لأصوله الهندية وجبرائيل فريشته الذي هو ممثل هندي متخصص بالأفلام الدينية وقد فقد إيمانه بالدين بعد إصابته بمرض خطير حيث لم تنفعه دعواته شيئا للشفاء حيث يجلس الاثنان علي مقعدين متجاورين في الطائرة المسافرة من بومبي إلى لندن ولكن الطائرة تتفجر وتسقط نتيجة عمل تخريبي من قبل جماعات متطرفة وأثناء سقوط هذين الشخصيتين يحصل تغييرات في هيئتهم فيتحول صلاح الدين جمجة إلى مخلوق شبيه بالشيطان وجبرائيل فريشته إلى مخلوق شبيه بالملاك. في أحد أحلام جبرائيل فرشته يرجع بنا سلمان رشدي إلى فترة صلح الحديبية ويبدأ فصل من الرواية بعنوان مهاوند وهذا الفصل من الرواية جرحت مشاعر المسلمين بصورة عميقة. قبل التعمق في هذا الفصل يجب معرفة أن مهاوند هو اسم استعمل في القرون الوسطى من قبل المسيحيين المتطرفين لوصف محمد الحبكة الرئيسية في هذا الفصل من الكتاب مستند على رواية ذكرت في سيرة الرسول حسب ابن إسحاق وفيها يذكر ابن إسحاق أن الرسول وأثناء نزول سورة النجم عليه همس له الشيطان بهذه الكلمات "تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى" والآيات المقصودة هنا هي الآيات 18 و19 من سورة النجم التي تنص على "أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى" وحسب الرواية فانه هنا همس الشيطان بهذه الكلمات "تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى" وهذا يعني أنه تم ذكر تلك الأصنام بخير في القرآن الكريم وفي هذا إشارة على أن الرسول حاول بطريقة أو بأخرى تقليل معاداة أهل مكة لدعوته وكف الأذى عن أتباعه بذكر آلهة مكة بخير حيث يزعم البعض أنه بعد هذه الحادثة ساد الوئام بين الرسول محمد ومعارضيه السابقين من أهل مكة حتى بلغ الأمر أن بعض المسلمين الذين كانوا مهاجرين إلى الحبشة هربا من قمع أهل مكة قد قرروا الرجوع. الصحة التاريخية لرواية ابن إسحاق ضعيفة للغاية وهناك إجماع مطلق بين علماء المسلمين على عدم صحتها حتى أن الطبري عندما كتب سيرة الرسول أضاف في حاشية هذه الحادثة بأنه كمؤرخ يقوم بتدوين كل ما سمعه حتى إذا كان ما سمعه من نسج الخيال. وهناك أمور أخرى كثيرة في فصل مهاوند من رواية آيات شيطانية والتي جرحت مشاعر المسلمين منها على سبيل المثال وجود دار للدعارة في مدينة الجاهلية والتي يقصد سلمان رشدي بها مدينة مكة وكان في دار الدعارة هذه 12 امرأة وكانت أسماءهن مطابقة لأسماء زوجات الرسول محمد وفيه أيضا وصف تفصيلي للعمليات الجنسية الذي قام بها ماهوند. إساءة صحيفة دانمركية لشخصية الرسول. في سبتمبر 2005 قامت صحيفة دانمركية مشهورة يلاندز بوستن بإقامة مسابقة لرسم كاريكاتير للنبي محمد وقامت الصحفية باختيار 12 رسمة من الرسوم المرسلة وفيها استهزاء وسخرية من النبي محمد فإحداها تظهر النبي وهو يلبس عمامة على شكل قنبلة بفتيل، وقد حاولت الجالية الإسلامية وقف الصور لكن الجريدة رفضت وكذلك الحكومة أيدت الجريدة بحجة حرية التعبير، فقامت الجالية الإسلامية بتنظيم حملة وجولة في العالم الإسلامي للدفاع عن النبي محمد. وقامت العديد من الدول الإسلامية باستنكار الحدث فصدر بيان لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى الوزراء لمناقشة الموضوع. وقامت المملكة العربية السعودية بسحب سفيرها في الدانمارك للتشاور وقامت ليبيا بإغلاق سفارتها في الدانمارك وصدرت إدانات من جهات مختلفة منها حزب الله اللبناني وهيئة علماء المسلمين في العراق وبرلمان دولة الكويت وبرلمان مصر. وبدأت في كثير من بلدان العالم الإسلامي الدعوة لمقاطعة المنتجات الدانمركية، وتتركز المقاطعة على منتجات الألبان وغيرها والدعوة بدأت شعبية وعبر الصحف والقنوات الغير رسمية وعبر رسائل الجوال، وقامت مراكز تجارية كبيرة في السعودية بمنع بيع منتجات دانمركية وكذلك في الإمارات والكويت والبحرين وباقي الدول، وقد حاولت شركات كبرى بمحاولات لمنع المقاطعة عن طريق إعلانات تجارية بصفحة كاملة في صحيفة الشرق الأوسط، كما أحرقت السفارة الدانمركية والنرويجية بسوريا والسفارة الدانمركية بلبنان، وسحب أيضا السفير الليبي من الدولة المسيئة إلى الرسول كما اقتحم المتظاهرون الأندونسيون مبنى السفارة الدانمركية وأحداث أضرار جسيمة بهاوطردت إيران البعثة السياسية الدانمركية والصحفيون الدانمركيون من أراضيها. فيلم الخضوع. في 2004 قامت أيان ماجان مع منتج الأفلام الهولندي ثيو فان غوخ بكتابة وتصوير فيلم الخضوع، والذي يدور حول الظلم الذي تتعرض له النساء في الثقافات الإسلامية حسب فهمها. الفلم انتقد بشدة من قبل المسلمين الهولنديين، تم قتل المخرج ثيو فان غوخ على خلفية هذا الفيلم في 2 نوفمبر 2004 على يد محمد بويري، وقالت الكاتبة بنيتها إنتاج فلم على شاكلة فلم حياة براين، يتناول حياة النبي محمد المليئة بالألوان على حد وصفها، حيث أكدت على أنه سيقوم شخص بتمثيل دور النبي محمد وستذكر فيه الجوانب التي تفترض أن باقي المسلمين لا يودون أن تظهر للعلن عن النبي محمد. واستشهدت بما قالت أنه حب النبي محمد لزوجة إبنه وكيف أنه غاب في غار وعاد ومعه الحل السحري لزواجه منها. نقاط خلافية. إمتلاك العبيد. وفقاً للمؤرخين المعاصرين، لم يكن لدى محمد نية لإلغاء العبودية، والتي كانت تمارس بالفعل في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، حيث كان ينظر إليها "كجزء من النظام الطبيعي للأشياء"، لكنه بالمقابل أراد إصلاح الوضع لتحسين حالة العبيد، وحض أتباعه على التعامل معهم بشكل أكثر إنسانية. سمح محمد شرعيًا رجاله الزواج من عبيدهم من النساء اللواتي تم أسرهن في الحرب، ومنحهم حقوق زواج كاملة. بالإضافة إلى ذلك، وفقا لعلماء الدين المسلمين، جعل من المحظور على السادة الذكور إقامة علاقات جنسية مع الأسيرات والعبيد. يجادل رودني ستارك بأن "المشكلة الأساسية التي يواجهها الفقهاء المسلمون تجاه أخلاقية العبودية هي أن محمد اشترى، وباع، وقبض، وامتلك العبيد"، رغم أنه يقول أن محمد نصح بأن يعامل العبيد معاملة حسنة حيث قال "أطعمهم ما تأكله لنفسك وتكسوه بما ترتديه". بالإضافة إلى ذلك، يشير ستارك على الإسلام يتناقض مع المسيحية، مما يعني ضمناً أن علماء اللاهوت المسيحيين لم يكونوا قادرين "على شق طريقهم حول قبول الكتاب المقدس للعبودية" في حالة إمتلك يسوع العبيد مثل محمد. ينتقد بعض المفكرين الغربيين والمسيحيين الإنجيليين محمد لأنه كان لديه طفل (إبراهيم، والذي مات في الطفولة) من قبل عبدة تدعى ماريا القبطية، إحدى سراريته التي كانت هدية من قبل الحاكم المسيحي البيزنطي لمصر. تدعي مصادر، بما في ذلك ابن القيم أنها كانت محظية وليست عبداً. كما أنها لم تذكر في ملاحظات ابن هشام على سيرة ابن إسحق حيث قام بسرد زوجات محمد. وفقاً لأحد الأحاديث، لم يترك محمد أي عبيد في وقت وفاته. أحد أركان الإسلام الخمسة (بحسب أهل السنة والجماعة)، أو "فروع الدين" (وفقاً للشيعة)، تهدف الزكاة لتشجيع المسلمين على التبرع بالمال لتحرير العبيد، والعمال المستعبدين في البلدان التي قد يكون فيها العبيد والعمال المستعبدين موجودين. مقدار الزكاة التي تدفع على الأصول الرأسمالية هو 2.5% (1/40) للأشخاص الذين ليسوا فقراء. كان محمد يرسل أصحابه مثل أبي بكر وعثمان بن عفان لشراء العبيد مجاناً. العديد من المتحولون إلى الإسلام في وقت مبكر كانوا من الفقراء والعبيد السابقين مثل بلال بن رباح الحبشي. أكد محمد على المعاملة الرقيقة للعبيد وأشار أن التعذيب أو إساءة معاملتهم ممنوع في الإسلام ومع ذلك، استمرت تجارة العبيد عند العرب حتى القرن العشرين، ووصل عدد ضحاياها إلى 12 إلى 15 مليون شخص؛ كان العبيد (وخاصةً الأفارقة)، يتعرضون لسوء المعاملة بشكل متكرر، وكان يتم إخصاء العديد منهم من قبل العرب في العالم الإسلامي.