إبراهيم عبد القادر المازني (10 أغسطس 1889 - 10 أغسطس 1949م) شاعر وناقد وصحفي وكاتب روائي مصري من شعراء العصر الحديث، عرف كواحد من كبار الكتاب في عصره كما عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكاناً بجوارهم، على الرغم من اتجاهه المختلف ومفهومه الجديد للأدب، فقد جمعت ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من شعراء مدرسة الديوان. يستطيع الكاتب عن الشخصيات أن يختار المهنة التي تناسب الشخصيات التي يقدمها ولكن من الصعب أن يتخيل أحدا للمازني مهنة غير الأدب، «فخيل إليه أنه قادر على ان يعطى الأدب حقه، وأن يعطى مطالب العيش حقها، فلم يلبث غير قليل حتى تبين لهُ أنه خلق للأدب وحده، وأن الأدب يلاحقه أينما ذهب فلا يتركه حتى يعيده إلى جواره». حاول المازني الإفلات من استخدام القوافي والأوزان في بعض أشعاره فانتقل إلى الكتابة النثرية، وخلف وراءه تراثا غزيرا من المقالات والقصص والروايات بالإضافة للعديد من الدواوين الشعرية، كما عرف كناقد متميز. نشأته. ولد المازني في عام 1889م في القاهرة في الخديوية المصرية، ويرجع نسبه إلى قرية "كوم مازن" التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية. ولقد تطلع المازني إلى دراسة الطب وذلك بعد تخرجه من المدرسة الثانوية اقتداءً بأحد أقاربه، ولكنه ما إن دخل صالة التشريح حتى أغمى عليه، فترك هذة المدرسة وذهب إلى مدرسة الحقوق ولكن مصروفاتها زيدت في ذلك العام من خمسة عشر جنيها إلى ثلاثين جنيها، فعدل عن مدرسة الحقوق إلى مدرسة المعلمين. وعمل بعد تخرجه عام 1909 مدرساً، ولكنه ضاق بقيود الوظيفة، وحدثت ضده بعض الوشايات فاعتزل التدريس وعمل بالصحافة حتى يكتب بحرية، كما عمل في البداية بجريدة الأخبار مع أمين الرافعي، ثم محرراً بجريدة السياسة الأسبوعية، كما عمل بجريدة البلاغ مع عبد القادر حمزة وغيرها في الكثير من الصحف الأخرى، كما أنتشرت كتاباته ومقالاته في العديد من المجلات والصحف الأسبوعية والشهرية، وعرف عن المازني براعته في اللغة الإنجليزية والترجمة منها إلى العربية فقام بترجمة العديد من الأشعار إلى اللغة العربية، وتم انتخابه عضواً في كل من مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والمجمع العلمي العربي بمصر. أسلوبه الأدبي. عمل المازني كثيراً من أجل بناء ثقافة أدبية واسعة لنفسه فقام بالإطلاع على العديد من الكتب الخاصة بالأدب العربي القديم ولم يكتف بهذا بل قام بالإطلاع على الأدب الإنجليزي أيضاً، وعمل على قراءة الكتب الفلسفية والاجتماعية، وقام بترجمة الكثير من الشعر والنثر إلى اللغة العربية حتى قال العقاد عنه: . يعد المازني من رواد مدرسة الديوان وأحد مؤسسيها مع كل من عبد الرحمن شكري، وعباس محمود العقاد، ولقد عشق الشعر والكتابة الأدبية وعمل في شعره على التحرر من الأوزان والقوافي ودعا كغيره من مؤسسي مدرسة الديوان إلى الشعر المرسل، هذا على الرغم من أننا نجد أنه غلب على شعرهم وحدة القافية، اتجه المازني للنثر وأدخل في أشعاره وكتاباته بعض المعاني المقتبسة من الأدب الغربي، وتميز أسلوبه بالسخرية والفكاهة، فأخذت كتاباته الطابع الساخر وعرض من خلال أعماله الواقع الذي كان يعيش فيه من أشخاص أو تجارب شخصية أو من خلال حياة المجتمع المصري في هذه الفترة، فعرض كل هذا بسلبياته وإيجابياته من خلال رؤيته الخاصة وبأسلوب مبسط بعيداً عن التكلفات الشعرية والأدبية. وتوقف المازني عن كتابة الشعر بعد صدور ديوانه الثاني في عام 1917م، واتجه إلى كتابة القصة والمقال الأخباري. التعبير بالصورة. حين يستخدم المازني الصورة في شعره «لا يستخدمها لذاتها، ولكن لأنها وسيلته الوحيدة إلى ما يؤمه، وقد تضيق الصورة وقد تتسع، فتكون صورة جزئية تتأزر مع أخوات لها ومع غيرها من وسائل الأداء لإتمام العمل الفنى، يمتاح من نظرة العين وسماع الأذن، وتصور النفس مايجلو المراد». و«حين يرسم صورة كلية، فإنه أحيانا يتخذ الرمز وسيلته إلى ما يقصده، وتكون الوحدة العضوية بارزة إلى حد ما بين أجزاء صورته». من أعماله. قدم المازني العديد من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة نذكر من أعماله: وغيرها الكثير من القصائد الشعرية، هذا بالإضافة لمجموعات كبيرة من المقالات، كما قام بترجمة مختارات من القصص الإنجليزي. مؤلفاته. له مجموعة من الكتب من بينها: ومن قصائد المازني: يعد المازني من كبار كتاب عصره وبرز من بين كبار الكتاب في ذلك العصر أمثال عباس محمود العقاد ومصطفى الرافعي وطه حسين. وفاته. توفي المازني في مدينة القاهرة سنة 1949. مرض الفلاريا أو داء الفيل هو مجموعة مرضية تسببها ديدان أسطوانية تصيب الإنسان والحيوان. والفلاريا ديدان خيطية تهاجم الأنسجة تحت الجلد والأوعية الليمفاوية للثدييات وتتسبّب في التهابات في الحالة الحادة والتقرّح في الحالات المزمنة. مرض الفلاريا هو مرض نادر يصيب الجهاز الليمفاوي مُسبّبا التهابا في الأوعية الليمفاوية يؤدّي إلى تضخم وكبر حجم المنطقة المصابة وخاصة الأطراف أو أجزاء من الرأس أو الجذع. وسُمّي بهذا الاسم تشبيها للرجل المصابة برجل الفيل. وهو داء يصيب الأطراف السفلية للرجال والنساء. دودة الفلاريا وتنقسم طفيليات الفلاريا إلى مجموعات رئيسية من 3 أنواع مميزة معروفة، حسب موطن الديدان البالغة في العائل من الفقاريات وحسب الجزء الذي تصيبه من الجسم. فمرض الفلاريا الليمفاوية تصيب خلايا المناعة بالجهاز الليمفاوي ومرض فلاريا ما تحت الجلد تصيب مساحات تحت الجلد وبياض العين ومرض الفلاريا التجويفية تصيب التجاويف بالجسم . تضم كل مجموعة أنواعا species عددها 8 . فالمجموعة الجلدية تشمل أنواع والمجموعة الليمفاوية وتضم ديدان ومجموعة تجويف الجسم وتشمل ديدان فمن بين مئات الطفيليات الفيلارية لا تسبب العدوى الطبيعية للإنسان سوى ثمانية أنواع منها. وطفيليات المجموعتين الجلدية والليمفاوية لهما دلالة سريرية تستدعي الانتباه، لأن الأنواع الأخرى من طفيليات الفلاريا لا تتسبب في عدوى كاملة لأنها لا تستطيع الوصول لمرحلة البلوغ في الإنسان العائل لتنتج يرقات الميكروفلاريا ودورة حياة الفلاريا تشبه دورة حياة كل أنواع الممسودات التي تتكون من 5 مراحل يرقية تطورية في العائل من الفقاريات والمفصليات والناقل. فالديدان الإناث البالغة تضع آلاف اليرقات لمرض الفلاريا مجموعة مرضية تسببها طفيليات الممسودات تصيب الإنسان والحيوان وتنقسم طفيليات الفلاريا إلى مجموعات رئيسية ثلاثة معروفة، حسب موطن الديدان البالغة في العائل من الفقاريات وتضم 8 أنواع. يتناولها البعوض مع طعامه ليُعدي ضحية جديدة عندما يتناول دمها، هكذا تدور دائرة عدوى الفلاريا. ومرض الفلاريا سببه أنه نتيجة تأثّر العائل باليرقات أو نتيجة لتحولها إلى ديدان بالغة في أماكن مختلفة من الجسم. وكلا الجنسين من الذكور والإناث مُعرّض للإصابة بهذا المرض وكذلك كافة الأعمار ويمكن أن تصل اليرقة لمرحلة البلوغ بشكل دودة في مدة تتراوح ما بين 6 أشهر إلى سنة وتعيش لمدة من 4 - 6 سنوات. تنتج الأنثى في كل دورة ملايين اليرقات تظهر في مجرى الدم ليلاً. الفلاريا الليمفاوية. تُصيب الفلاريا الليمفاوية ما يصل إلى مليون شخص بالعالم وتنتشر في المناطق الحارة والمعتدلة ومن بينها أفريقيا الوسطى ووسط وجنوب أمريكا. وفي عام 1955 بادرت منظمة الصحة العالمية بوضع برنامج عالمي للقضاء على هذا المرض. واعتبرته مشكلة صحية عامة. إن مرض الفلاريا ليس مرضا مميتا لكن العدوى به تسبب مصاعب شخصية واجتماعية واقتصادية للمصابين به. فلقد صنّفت منظمة الصحة العالمية الفلاريا الليمفاوية كثاني مرض معوق عالميا بعد الجذام. ومرض الفلاريا الليمفاوية مرض معد يصيب الأشخاص عن طريق ديدان الفلاريا الطفيلية التي تعيش في أوعية الجهاز الليمفاوي بجسم الإنسان. وتدور مع الدم في المناطق الطرفية. وتنقلها البعوض من شخص لآخر وتسبّب الدودة ارتخاء الأوعية الليمفاوية وتورّمها في مناطق الساق والقضيب والساعد والثدي. وتظهر على المصاب أعراض الحمّى والعطس والكحة نتيجة لرد فعل وجود هذه الدودة الصغيرة في الشعيرات الدموية بالرئة. يؤثر المرض على الأجهزة الليمفاوية ويؤدي إلى قفل الأوعية اللمفاوية. مما ينشأ عن ذلك تورم وتشوهات بالمناطق المصابة خاصة على الساقين ومنطقة كيس الخصية. وقد يصل وزن كيس الخصية إلى عدة كيلو غرامات. ويتخذ الجلد أشكالاً متعرجة، ولا يلبث وأن يتسلخ بعد ذلك. وقد يصاب الجلد بالغرغرينا خاصة على فروة الرأس والمنطقة التناسلية. ويتبع مرض الفيل حساسية حادة مع حكة شديدة. الأعراض. من أبرز أعراض المرض الملحوظة هي: ارتفاع درجة الحرارة والإصابة بالحُمى - سمك الجلد وخشونته مع تقرحه وتزايد غمق لونه مع تطور الحالة - انتفاخ العضو المصاب وغالباً ما يكون القدم والساقين - تراكم غير طبيعي للماء في الأنسجة (وذمة) - تورّم أحد الأطراف أو مناطق في الجذع أو الرأس - عند انتفاخ العضو المصاب يكبر في الحجم - الإصابة بالرعشة والشعور بالتعب- التأثير على الأعضاء التناسلية للذكر بجعل جلد القضيب سميكا والشعور بالسخونة والألم فيه- التأثير على الأعضاء التناسلية الخارجية للإناث فتتكون طبقة سرطانية على الفرج (Vulva) مغطّاة بطبقة جلد سميكة متقرحة بين الفخذين مع تضخّم الغدد الليمفاوية في الأرجل- وبصفة عامة تعتمد أعراض المرض على نوع الطُفيل الذي تسبب في العدوى، لكن تبدأ كلها بالرعشة والصداع والحمى التي تستمر ما بين 3 أشهر إلى سنة من بداية لدغ البعوض، مع احتمالية وجود ورم واحمرار وألم في الساعدين أو كيس الخصية (الصفن) ويمكن تكوّن خراريج مليئة بالقيح نتيجة لموت الديدان. التشخيص. - تتبع تاريخ المريض: في كثير من الحالات يمكن أن يكون التشخيص المبكر صعبا لأن المرض في مراحله الأولى وأعراضه يشبه أمراضا بكتيرية أخرى تُصيب الجلد. وللتشخيص الدقيق على الطبيب أن يبحث عن شكل الالتهاب وعلامات الانسداد الليمفاوي مع الوضع في الاعتبار احتمالية التعرّض للبعوض أو الإصابة بالمرض. وللكشف عن الفلاريا تتبع الطريقة التقليدية للتشخيص وذلك بالكشف عن يرقات الفلاريا في الدم والجلد وعن طريق أخذ عيّنات من الدم لفحصها تحت المجهر ويمكن فحص عيّنة من البول للبحث عن اليرقات والكشف عن بعض أنواع الفلاريا بالنظر بالعين والتعرّف على انتيجينات الفلاريا filarial antigen في دم الأطراف للتشخيص ومعرفة العدوى بالفلاريا وتأثير العلاج. كما يمكن تحديد انسداد الأوعية الليمفاوية بالموجات فوق الصوتية. العلاج. لا يوجد إلى الآن علاج لداء الفيل، ولكن الجراحة والعقاقير تساعد في التخفيف من وطأة المرض. كما يمكن للأشخاص الذين يعانون من مرض الفلاريا المزمن استعمال رباط ضاغط لتليين الساق المصابة. ويمكن استعمال مضاد الديدان بتناول جرعة واحدة من أقراص ايفرمكتين ivermectin ودواء DEC Diethylcarbamazine (Hetrazan) والبندازول albendazole ودواء sodium caparsolate وكذلك إجراء الجراحة لاستئصال الجلد المتزايد. وتعالج هذه الأدوية الفلاريا باستبعادها لليرقات وإحداثها لخلل في تكاثر الديدان البالغة وقتلها. ويبدأ العلاج بجرعات قليلة حتى لا تتسبّب الأعداد الميتة الكثيرة في إحداث رد فعل بالدم لكثرة الديدان الميتة من الدواء. وتسبّب الأدوية حساسية يمكن السيطرة عليها بمضادات الهيستامين والكورتيزونات. ومن أعراض موت الطفيليات الحمى والصداع وآلام في العضلات والبطن والغثيان والقيء والشعور بالضعف وزغللة بالعين والربو، وتظهر هذه الأعراض بعد يومين من بداية العلاج وقد تستمر لأربعة أيام. وفي حالة إصابة الأعضاء التناسلية كالقضيب أو كيس الخصية يتم إجراء جراحة تقويمية ويكون للعلاج نتائج إيجابية. لكن كثيرين من المصابين بالتورّم الليمفاوي لا يصابون مرة ثانية بطفيل الفلاريا ولا يستفيدون بالعلاج من الفلاريا مستقبلا. وقد يلجئون للعمليات للجراحية. ويمكن شفط جزء من السائل في الأنسجة المتورّمة والضغط على الورم بجوارب ضاغطة كالتي تُستعمل في الدوالي بالساقين فتفيد. ويمكن استعمال مدرّات للبول للإقلال من الأديما ويعالج الجروح بسرعة وأي عدوى تعالج بالمضادات الحيوية. الوقاية. لا يوجد لقاح ضد المرض ولكن الوقاية خير من العلاج فمن الأفضل تحاشي لدغات الناموس الناقل للعدوى بالطرق الاتية: و من المعروف أن البعوض ينجذب إلى جلد الإنسان بالرطوبة والدفء والاستروجينات التي لدى النساء. مصدر. مقال بمجلة العلم لأحمد محمد عوف الإهمال هو نوع من الضرر أو الجرم، جنائياً كان أم مدنياً، يستحق عقوبة جزائية. والإهمال يستشري في الدول المتخلفة لغياب الوازع أو الرادع. في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1934 أُختيرت إيطاليا لاستضافة البطولة، بعدما رشحها الإتحاد الدولي لكرة القدم إثر انعقاد مؤتمر برلين في أكتوبر 1932. بعدما اجتمعت اللجنة التنفيذية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم ثمان مرات. ومن ثم تم اختيار إيطاليا لاستضافة البطولة في الاجتماع الذي أقيم في ستوكهولم عاصمة السويد في 9 أكتوبر 1932. تم تفضيل الطلب الإيطالي على حساب الطلب السويدي حيث أن الحكومة الإيطالية قررت تخصيص 3.5 مليون ليرة إيطالية ميزانية مخصصة للبطولة. وتُعتبر أول دورة تُلعب بها تصفيات مؤهلة، بعدما قررت 32 دولة المشاركة في البطولة وبالتالي كان لزاماً إقامة تصفيات لتتأهل بعدها 16 دولة. على الرغم من ذلك، فقد غاب عن البطولة العديد من المنتخبات المهمة مثل الأوروغواي حامل اللقب الذي قرر مقاطعة البطولة بسبب مقاطعة الدول الأوروبية للمشاركة في البطولة الأولى التي استضافها قبل 4 سنوات. ولهذا فإن هذه البطولة هي البطولة الوحيدة التي لا يشارك فيها حامل اللقب. منتخبات إنجلترا، اسكتلندا، أيرلندا الشمالية و ويلز قررت مقاطعة البطولة لأنها أصلاً مقاطعة نشاطات الاتحاد الدولي لكرة القدم حيث قال عضو الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم تشارلز سوتكليف أن البطولة التي تجمع المنتخبات الأربعة أفضل من هذه البطولة العالمية. تم منح قارة أوروبا 12 مقعد من أصل 16 مقعد والباقي منح لقارة الأمريكتين الشمالية والجنوبية (3 بطاقات) وبطاقة واحدة لقارتي آسيا و أفريقيا (بما فيهم تركيا). وفي هذه البطولة، تمت إعادة أول مباراة في تاريخ البطولة في الدور الربع النهائي في المباراة التي أقيمت بين إيطاليا و إسبانيا بعدما انتهت المباراة الأولى بالتعادل 1-1 بعد تمديد الوقت. المباراة أقيمت في ظل جو عدائي حيث أدى العنف إلى إصابة الحارس الإسباني ريكاردو زامورا في المباراة الأولى مما جعله لا يشارك في المباراة الثانية المعادة. استطاع منتخب إيطاليا لكرة القدم الفوز بهدف نظيف، بعدما تسبب اللعب البدني العنيف من الطليان في إصابة 3 لاعبين أسبان وخروجهم من الملعب. وفي نفس الوقت تغلب تشيكوسلوفاكيا على ألمانيا بنتيجة 3-1 لتتأهل للمباراة النهائية. وفي نهائي كأس العالم لكرة القدم 1934 والذي أقيم على ملعب الحزب الوطني الفاشي تقدمت تشيكوسلوفاكيا بالنتيجة، لكن منتخب إيطاليا استطاع تسجيل هدف التعادل في الدقائق الأخيرة ثم أضاف الهدف الثاني في الوقت الإضافي ليتوج باللقب. تحديد المستضيف. بعدما اجتمعت اللجنة التنفيذية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم ثمان مرات تقرر اختيار إيطاليا لاستضافة البطولة في الاجتماع الذي أقيم في ستوكهولم عاصمة السويد في 9 أكتوبر 1932. تم اتخاذ القرار من قبل اللجنة التنفيذية بدون تدخل من أعضاء الجمعية العمومية. تم تفضيل الطلب الإيطالي على حساب الطلب السويدي حيث أن الحكومة الإيطالية قررت تخصيص 3.5 مليون ليرة ميزانية مخصصة للبطولة. التصفيات والمشاركين. قررت 32 دولة المشاركة في البطولة وبالتالي كان لزاما إقامة تصفيات لتتأهل بعدها 16 دولة. على الرغم من ذلك فإن البطولة غاب عنها العديد من المنتخبات المهمة مثل الأوروغواي حامل اللقب الذي قرر مقاطعة البطولة بسبب مقاطعة الدول الأوروبية للمشاركة في البطولة الأولى التي استضافها قبل 4 سنوات. نتيجة لذلك فإن هذه البطولة الوحيدة التي لا يشارك فيها حامل اللقب ويدافع عن لقبه. منتخبات إنجلترا، اسكتلندا، ويلز، وأيرلندا الشمالية قررت مقاطعة البطولة لأنها أصلا مقاطعة نشاطات الاتحاد الدولي لكرة القدم حيث قال عضو الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم تشارلز سوتكليف أن البطولة التي تجمع المنتخبات الأربعة أفضل من هذه البطولة العالمية. على الرغم من استضافته للبطولة إلا أن إيطاليا خاضت تصفيات التأهل وهي المرة الوحيدة الذي يشارك فيها المستضيف في تصفيات التأهل. تم إقامة التصفيات على أساس التوزيع الجغرافي. بانسحاب تشيلي وبيرو فقد تأهلت الأرجنتين والبرازيل من دون خوض مباريات في التصفيات. تم منح قارة أوروبا 12 مقعد من أصل 16 مقعد والباقي منح لقارة الأمريكتين الشمالية والجنوبية (3 بطاقات) وبطاقة واحدة لقارتي آسيا وأفريقيا (بما فيهم تركيا). فقط 10 من أصل 32 مشارك في التصفيات و4 من أصل 16 مشارك في النهائيات (البرازيل، الأرجنتين، الولايات المتحدة، ومصر التي أصبحت أول دولة أفريقية تشارك في البطولة) ينتمون إلى خارج قارة أوروبا. آخر مباراة في التصفيات أقيمت بين الولايات المتحدة والمكسيك قبل 3 أيام من بداية البطولة في العاصمة الإيطالية روما حيث حقق المنتخب الأول الانتصار وتأهل للمشاركة في البطولة. أغلبية المنتخبات الستة عشر المشاركة في البطولة الثانية يشاركون للمرة الأولى منها 9 من أصل 12 منتخب من أوروبا (إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا، هولندا، المجر، تشيكوسلوفاكيا، السويد، النمسا، وسويسرا) بالإضافة إلى مصر. مصر لم تتأهل للمشاركة في البطولة مجددا حتى بطولة كأس العالم لكرة القدم 1990 التي أقيمت أيضا في إيطاليا. المستضيف إيطاليا. كما حدث بعدها بسنتين في دورة الألعاب الأولمبية 1936 في برلين تم استغلال البطولة لأغراض سياسية. استغل بينيتو موسوليني إقامة البطولة من أجل الدعاية للفاشية التي يتبعها. عدد المشجعين المسافرين إلى إيطاليا لحضور المباريات كان الأعلى في ذلك الوقت حيث سافر 7 آلاف مشجع هولندي بينما ساند 10 آلاف مشجع من كل من سويسرا والنمسا لتشجيع منتخبهما. الطريقة. نظام المجموعات الذي تم تطبيقه في البطولة الأولى تغير إلى نظام إخراج المغلوب مباشرة من الدور الأول. لو انتهى الوقت الأصلي بالتعادل فيتم اللجوء إلى وقت إضافي مكون من 30 دقيقة. إذا ظلت نتيجة التعادل هي السائدة فيتم إعادة المباراة في اليوم التالي. تم فصل منتخبات الأرجنتين، البرازيل، ألمانيا، إيطاليا، هولندا، النمسا، تشيكوسلوفاكيا، والمجر عن عدم مواجهة بعضهم البعض في الدور الأول. الملخص. جميع المباريات الثمانية في الدور الأول أقيمت في نفس الوقت. استطاعت إيطاليا المستضيفة والمفضلة لتحقيق اللقب سحق الولايات المتحدة 7-1 حيث علقت جريدة نيو يورك تايمز أن هدف جوليوس هيوليان قلص من فارق النتيجة الكبيرة. تشكيلة منتخب الأرجنتين لم تضم أي لاعب سبق له المشاركة في البطولة السابقة. في مواجهة السويد في بولونيا تقدمت الأرجنتين مرتين ولكن هدفين من سفين يوناسون وهدف من كنوت كرون منحا الفوز للسويد 3-2. المنتخب الأمريكي الجنوبي الآخر البرازيل تعرض للخروج المبكر من الدور الأول حيث خسر من إسبانيا 1-3. هذه البطولة الوحيدة الذي تحتكر فيها المنتخبات الأوروبية مقاعد الدور الثمن النهائي بتواجد النمسا، تشيكوسلوفاكيا، ألمانيا، المجر، إيطاليا، إسبانيا، السويد، وسويسرا. جميع المنتخبات غير الأوروبية الأربعة غادرت من الدور الأول. تمت إعادة أول مباراة في تاريخ البطولة في الدور الربع النهائي في المباراة التي أقيمت بين إيطاليا وإسبانيا بعدما انتهت المباراة الأولى بالتعادل 1-1 بعد تمديد الوقت. المباراة أقيمت في ظل جو عدائي حيث أدى العنف إلى إصابة الحارس الإسباني ريكاردو زامورا في المباراة الأولى مما جعله لا يشارك في المباراة الثانية المعادة. إيطاليا فازت بهدف نظيف حيث أن اللعب البدني العنيف من الطليان تسبب في إصابة 3 لاعبين أسبان وخروجهم من الملعب. إيطاليا تغلبت على النمسا بنفس النتيجة وفي نفس الوقت تغلبت تشيكوسلوفاكيا على ألمانيا 3-1 وحجزت لها المقعد الثاني في المباراة النهائية. احتضن ملعب الحزب الوطني الفاشي المباراة النهائية. بحلول الدقيقة 80 فإن تشيكوسلوفاكيا كانت متقدمة 1-0 ولكن استطاعت إيطاليا تسجيل هدف التعادل في الدقائق الأخيرة ثم أضافت الهدف الثاني في الوقت الإضافي وتوج باللقب. دخول مرمى البطل إيطاليا 3 أهداف في 5 مباريات يعتبر رقم قياسي في تاريخ البطولة. تم معادلة الرقم القياسي في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1966 التي حققت لقبها إنجلترا الذي لعب 6 مباريات وبطولة كأس العالم لكرة القدم 1994 التي حققت لقبها البرازيل التي لعبت 7 مباريات بينما تم كسر الرقم القياسي في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1998 التي حققت لقبها فرنسا بدخول هدفين فقط في مبارياتها السبع. البطولة. هذه المصادر هي لكل البطولة النتائج. ربع النهائي. الإعادة: الترتيب العام. في عام 1986، نشرت الفيفا تقريرأ بمراتب الفرق في كل بطولات كأس العالم، حتى عام 1986، وكانت تصنيفات للبطولة 1934 على النحو التالي: هضبة التبت أو "هضبة الهيمالايا" هضبة تشينغهاي- التبت أو "القطب الثالث للكرة الارضية" هي هضبة تقع في آسيا الوسطى في جنوب غرب الصين بالتبت معدل الارتفاع الذي يفوق 4000 فوق مستوى سطح البحر هي الأعلى من نوعها في العالم. يصفها الإنسان، عادة، بأنها اقرب بقعة على الأرض من الشمس. فالطريق المبني في مكانها اطلق عليه اسم "الطريق السماوي". وعليه اعتبرت سكة الحديد التي يجري بناؤها على قدم وساق، حاليا، طريقا من الحديد يفضي إلى "السماء". تغطي معظم منطقة التبت ذاتية الحكم، شمال غرب يوننان، النصف الغربي من سيتشوان، جنوب قانسو وتشينغهاى المحافظات في غرب الصين، المناطق الهندية من لاداخ وLahaul وسبيتي ( هيماشال براديش )، وكذلك بوتان . يمتد لمسافة 1000 كيلومتر (620 ميل) من الشمال إلى الجنوب و2500 كيلومتر (1600 ميل) من الشرق إلى الغرب. وتصنف إنها أعلى وأكبر هضبة في العالم، وتبلغ مساحتها 2.500.000 كيلومتر مربع (970.000 ميل مربع) (حوالي خمسة أضعاف مساحة متروبوليتان فرنسا ). [4]مع متوسط ارتفاع يتجاوز 4500 متر (14800 قدم) ومحاط بسلاسل جبلية مهيبة تؤوي أعلى قمتين في العالم، جبل إفرست وK2 ، غالبًا ما يشار إلى هضبة التبت باسم " سقف العالم ". وصف. هضبة التبت تحتوي على منابع أحواض الصرف لمعظم التيارات في المناطق المحيطة بها. تعمل عشرات الآلاف من الأنهار الجليدية وغيرها من السمات الجغرافية والبيئية بمثابة "برج مياه" يخزن المياه ويحافظ على التدفق . يطلق عليه أحيانًا القطب الثالث نظرًا لاحتواء حقول الجليد فيه على أكبر احتياطي من المياه العذبة خارج المناطق القطبية. إن تأثير الاحتباس الحراري على هضبة التبت له أهمية علمية مكثفة. هضبة التبت محاطة بسلاسل جبلية ضخمة من أعالي جبال آسيا . يحدها الهضبة إلى الجنوب من قبل مجموعة الهيمالايا الداخلي، وإلى الشمال من جبال كونلون، التي تفصلها عن حوض تاريم، وإلى الشمال الشرقي من جبال كيليان، التي تفصل بين هضبة ممر خشى وصحراء غوبي . إلى الشرق والجنوب الشرقي من هضبة، يؤدي الطريق إلى غابات الخانق والتلال الجغرافيا من منابع جبلية في سالوين، الميكونغ، واليانغتسى الأنهار في شمال غرب يوننانوغرب سيتشوان ( جبال هنغدوان ). في الغرب، يحتضن منحنى سلسلة جبال كاراكورام الوعرة في شمال كشمير الهضبة. ونهر السند ينشأ في غرب هضبة التبت في محيط بحيرة Manasarovar . الهضبة عبارة عن سهول قاحلة عالية الارتفاع تتخللها سلاسل جبلية وبحيرات كبيرة معتدلة الملوحة . يتراوح هطول الأمطار السنوي من 100 إلى 300 ملم (3.9 إلى 11.8 بوصة)، ويسقط بشكل رئيسي على شكل بَرَد (صقيع) . تحتوي الحواف الجنوبية والشرقية من السهول على أراضي عشبية يمكنها دعم مجموعات الرعاة الرحل بشكل مستدام . بالانتقال إلى الشمال والشمال الغربي، تصبح الهضبة أعلى تدريجياً وأكثر برودة وجفافًا، حتى تصل إلى منطقة تشانغتانغ النائية المنطقة في الجزء الشمالي الغربي من الهضبة. هنا يتجاوز متوسط الارتفاع 5000 متر (16000 قدم) ويمكن أن تنخفض درجات الحرارة في الشتاء إلى -40 درجة مئوية (-40 درجة فهرنهايت). نتيجة لهذه البيئة القاسية للغاية، تعد منطقة Changthang (مع منطقة Kekexili المجاورة) أقل المناطق اكتظاظًا بالسكان في آسيا وثالث أقل المناطق اكتظاظًا بالسكان في العالم بعد القارة القطبية الجنوبية وشمال جرينلاند. تدعم هضبة التبت مجموعة متنوعة من النظم البيئية، يصنف معظمها على أنها أراضٍ عشبية جبلية . بينما تتميز أجزاء من الهضبة ببيئة شبيهة بالتندرا الألبية، تتميز المناطق الأخرى بالشجيرات والغابات المتأثرة بالرياح الموسمية. ينخفض تنوع الأنواع بشكل عام على الهضبة بسبب الارتفاع وانخفاض هطول الأمطار. هضبة التبت تستضيف الذئب التبت، [10] وأنواع من : سنو ليوبارد، الياك البرية، حمار وحشي، والرافعات، والنسور والصقور والأوز، والثعابين، وجاموس الماء . أحد الحيوانات البارزة هو عنكبوت القفز على ارتفاعات عالية يمكن أن يعيش على ارتفاعات تزيد عن 6500 متر (21300 قدم). الجغرافيا والمناخ. بسبب ارتفاع الهضبة ؛فإن مناخها يتميز بالبرودة وقلة الأكسجين، لذلك نرى الجبال مغطاة بالثلوج. تحتوى الهضبة على مناظر طبيعية ومراعي شاسعة وجبال عالية، لذلك كانت البيئة تسمح بانتشار أنواع من الحيوانات البرية والطيور. كما تعتبر انهار هضبة التبت هي المصدر الذي يعتمد عليه حوالى 46٪ من سكان العالم. السكان. البيئة الطبيعية وسطح الأرض عوامل تؤثر على الاستيطان البشرى، لذلك مناخ هضبة التبت له علاقة بكثافة السكان ؛لأن بالرغم من إنها تعتبر ثانى أكبر المقاطعات من حيث المساحة، إلا إنها تعتبر أقل المقاطعات سكانا وهذا بسبب مناخ المنطقة. الطيران. الطائرات لا يمكنها أن تحلق فوق هضبة التبت، ولقد عرفنا أن هضبة التبت شاهقة الارتفاع، لذلك سميت بسقف العالم، حيث بلغ ارتفاعها حوالى 13 ألف قدم تقريبا، ويرجع هذا إلى عدة أسباب منها : محافظة سوهاج هي إحدى المحافظات الأربع المكونات لإقليم جنوب صعيد مصر بجانب كل من محافظات أسوان و البحر الأحمر وقنا، ومحافظة الأقصر. وتقع عاصمة المحافظة (سوهاج) في منتصف المسافة تقريباً بين القاهرة وأسوان ( 467 كم عن القاهرة و 412 كم عن أسوان). تتكون المحافظة من 12 مركزًا، تضم 12 مدينة، 3 أحياء، و 51 قرية رئيسية، 270 قرية تابعة، بالإضافة إلى 1445 من العزب والنجوع ولا يوجد بها كفور لأن الكفور توجد بمحافظات الوجه البحري أمّا في الوجه القبلي فتسمى نجوعاً. مدينة سوهاج هي العاصمة الإدارية والثقافية والاقتصادية للمحافظة كما توجد بها جامعة سوهاج. . ومدينة جرجا مركزها التجاري وثاني تجمع سكاني. وعرفت مدينة جهينة محطة تاريخية في التاريخ المصري حيث تصدى أهلها للحملة الفرنسية، وساند عمدتها عبد الله بهادر أحمد عرابي وثورته ومقاومته للإنجليز. ومن المدن الحديثة بالمحافظة مدينة العسيرات والتي تم إصدار قرار من وزارة الحكم المحلي بتحويلها إلى مدينة ومن أعلامها الشيخ عبد الحميد الرملي والشاعر الدكتور عصمت رضوان . و مدينة طهطا بلد رفاعة الطهطاوي رائد التعليم. وبمدينة البلينا يوجد معبد أبيدوس. ومدينة أخميم يوجد بها تمثال الملكة ميرت آمون ابنة رمسيس الثاني. ومدينة طما ينتمي إليها شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي. ومدينة المنشاة ولد بها الشيخ صديق المنشاوي وإبناه محمد صديق المنشاوي و محمود صديق المنشاوي. وقرية شطورة ولد بها الإمام علي عبد المنعم عبد الحميد. ونجله الناقد والفنان التشكيلي والخبير التربوي أ. د أحمد رأفت الذي قام بتصميم شعار المحافظة. مساحتها الكلية 11022 كم2 وتمتد بطول 125 كم وبعرض من 25-16 كيلو متر، وتبلغ المساحة المأهولة نحو 1593.92 كيلو مترًا مربعاً، بنسبة تبلغ حوالي 14.5% من إجمالي مساحة المحافظة. تتميز محافظة سوهاج، كباقي محافظات الصعيد، بالمناخ الصحراوي الجاف حيث ترتفع درجة الحرارة في الصيف (نهارًا) وتعتدل شتاءً (ليلا). من أهم المحاصيل الزراعية التي تزرع فيها قصب السكر حيث تحتل المركز الثاني بعد محافظة قنا. شعار المحافظة. يحمل شكل الملك مينا موحد القطرين مرتدياً تاج الوجه البحري باللون الأحمر، وتاج الوجه القبلي باللون الأبيض، بالإضافة إلى قلادة ملكية بها 11 قطعة زخرفية تمثل عدد مراكز المحافظة. يوم الإثنين 09 نوفمبر 2020 تم تطوير الهوية البصرية لمحافظة سوهاج يهدف إلى إظهار سوهاج بشكل جديد، يجمع بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر امتداداً للجذور العريقة من الحضارة الفرعونية وهوية سوهاج العربية والمصرية. وقام بتصميمه الناقد والفنان التشكيلي والخبير التربوي أ.د أحمد رأفت علي عبد المنعم. المساحة. تبلغ المساحة الكلية للمحافظة 11022 كم2 بما يعادل 2.07 % من مساحة الجمهورية، كما تبلغ المساحة المأهولة 1732.05 كم2. وتمتد المحافظة بطول 125 كم على مجرى النيل وبعرض يتراوح بين 16 و 25 كم، بالإضافة إلى ظهير صحراوي يمتد حوالي 90 كم شرقا، وتبلغ المساحة المأهولة بالسكان 1540 كم2 (أى 15% من مساحة المحافظة) وطبقا للمخطط المقترح لإعادة ترسيم الحدود بين المحافظات فسيتم إضافة حوالي 100 كم إلى الغرب ناحية الوادي الجديد وحوالي 120 كم ناحية البحر الأحمر، لتصبح مساحة المحافظة 28872 كم2 بزيادة 162 % عن المساحة الحالية. كما يتيح المقترح توافر منفذ بحري للمحافظة على ساحل البحر الاحمر يمتد بطول حوالي 70 كم (من شمال الجونة حتى جبل الزيت). تاريخ المحافظة. يمتد تاريخ المحافظة إلى العصور القديمة حيث كانت أبيدوس والواقعة الآن في مركز البلينا عاصمة لمصر في عصور الأسر الأربعة الأولى الملك مينا أو نارمر والذي يجمع معظم المؤرخين على أنه أول موحد لمصر خلال العصور القديمة أثناء حكم العثمانيين لمصر تحولت المنطقة التي تقع عليها المحافظة الآن إلى ولاية خاصة كانت تسمى ولاية الصعيد أو ولاية جرجا وكانت عاصمتها مدينة جرجا حاضرة المحافظة في العصور الوسطي مع حكم محمد علي وعند تقسيم مصر إلى مديريات تسمت بمديرية جرجا وظلت على ذلك الاسم رغم نقل مقر المديرية إلى سوهاج والتي تحولت إلى مدينة سوهاج بعد نقل مقر المديرية إليها وفي قانون الإدارة المحلية الصادر عام 1960 تحولت المديرية إلى محافظة وسمّيت باسمها الحالي. نزلت جهينة مصر أيام الفتوحات الإسلامية مع جيش الراية بقيادة عمرو بن العاص سنة 43 هـ وانتشرا بعدها في منطقة الأشمونين جنوب المنيا ثم اتجهوا جنوبا نحو سوهاج والنوبة. حاليا تنتشر جهينة بمصر في سوهاج وهناك عائلات من جهينة في محافظة الشرقية وقنا والقليوبية. ما زال قسم كبير يحتفظ باسم قبيلة جهينة. في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة 44 هـ تولّى الصحابي عقبة بن عامر الجهني رضى الله عنه على مصر. احتفالية الانتصار على الحملة الفرنسية. وتحتفل سوهاج بعيدها القومي والذي يوافق العاشر من أبريل  تخليداً لذكرى تصدى أبناء سوهاج لقوات الغزو الفرنسي حينما جاءت فرنسا بحملتها الشهيرة علي مصر وزحفت بجيوشها إلي الجنوب ولاقت الحملة مقاومة شديدة بمدن وقرى المحافظة وحدثت معارك عديدة أظهرت كفاح ومعدن الشعب المصري عامة وعدم رضوخهم للذل والاستعباد والهوان ومن أهم تلك المعارك التي خاضها أبناء سوهاج هي معركة سوهاج 3 يناير 1799 م ومعركة طهطا 8 يناير 1799 م ومعركة الصوامعة مارس 1799 م ومعركة برديس 6 أبريل 1799 ومعركة جرجا 7 أبريل 1799 م. التقسيمات الادارية. تتكون سوهاج من 11 مركزاً ومدينة وثلاثة أحياء و 51 قرية رئيسية، 270 قرية تابعة، بالإضافة إلي 1574 نجع. مراكز محافظة سوهاج هي: السياحة بالمحافظة. تتمتع محافظة سوهاج بسياحة الآثار بمدينة أخميم وقرية عرابة أبيدوس والسياحة النيلية بجزيرة الزهور معالم أثرية. كما تضم العديد من الأديرة القبطية الغنية بالتاريخ القبطي مثل: دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بالجبل الغربي بقرية أولاد عزاز الشهير بالدير الأبيض نسبه لبنائه بالطوب الأبيض وهو الذي بناه الأنبا شنودة ومن معه من رهبان ويقع بعده بمسافة ثلاثة كيلومترات - تقريبا - دير الأنبا بيشاي والأنبا بيجول الشهير بالدير الأحمر نسبة لبنائه بالطوب الأحمر وهو التي بنته الملكة هيلانه والدة الملك قسطنطين أمّا عن الجبل الشرقي فيضم عدد كبير من الأديرة - على سبيل المثال لا الحصر - أديره اخميم: دير الملاك - دير العذراء - دير الشهداء. الصناعة. عتبر التنمية الصناعية هي المحرك الرئيسي للنمو وجوهر التنمية الاقتصادية ومقياس التقدم الاقتصادي في العصر الحديث، وتتوفر بمحافظة سوهاج العديد من الخامات الاقتصادية  والثروات المعدنية ومواد البناء والمواد المحجرية في المناطق الجبلية المحيطة بها وبكميات كبيرة جدا، ويمكن استغلالها واستثمارها لزيادة التنمية بالمحافظة. وتعد المناطق الصناعية أحد السبل الرئيسية للتنمية وخلق فرص عمالة، ولذلك قامت المحافظة بإنشاء المناطق الصناعية بالكوثر- والاحايوة شرق - وغرب طهطا - وغرب جرجا - مجمع الصناعات الصغيرة) تمشيا مع طبيعة المشروعات والتوزيع الجغرافي للسكان، وتم تقسيمها إلى مراحل حسب الاحتياج ونوعيا إلى قطاعات ( كيماوية - هندسية - غذائية - خشبية ومواد بناء - أعلاف - نسيج وملابس جاهزة ) مع تخصيص نسبة 10% للصناعات الصغيرة. الزراعة. تعتبر محافظة سوهاج من إحدى المحافظات الزراعية في مصر حيث تغطي الأراضي الخضراء أغلب المحافظة والحواويش النقل. مطار سوهاج الدولي. تمتلك المحافظة مطار سوهاج وهو ثاني أكبر المطارات على مستوى مصر حيث أُنشئ المطار في عهد الرئيس السابق حسني مبارك وكان يحمل اسمه ولكن بعد ثورة 25 يناير تم إصدار قرار قضائي بتغير أسماء المنشآت العامة والحكومية التي تحمل اسم عائلة مبارك وافتتح المطار في 25 مايو 2010 . وصلات خارجية. الموقع الرسمي لمحافظة سوهاج لاهاي أو (رسميا، إسخرافن هاخ s-Gravenhage)، هي مدينة تقع في غرب مملكة هولندا، في مقاطعة جنوب هولندا، وهي عاصمتها. ويبلغ عدد سكانها 508.592 نسمة سنة 2014، ويصل العدد إلى 1.051.889 نسمة إذا اضيف إلى ذلك عدد سكان ضواحيها الشمالية والجنوبية لتشكل لاهاي الكبرى، فيما تبلغ مساحتها حوالي 100 كيلو متر مربع. وتعد بذلك ثاني أكبر مدينة هولندية بعد أمستردام على التوالي والتي تشكل جميعها مع مدينة اوترخت القريبة من كل منها، ما يعرف في هولندا بمنطقة راندستاد الحضرية. وبالرغم من أن لاهاي هي ليست العاصمة الرسمية لهولندا، إلا أنها تضطلع بجزء مهم من الدور الذي تؤديه العاصمة أمستردام، ففي لاهاي يقيم الملك وولية العهد، وتوجد مقار رئاسة الحكومة والوزارات والبرلمان والمحكمة العليا ومجلس الدولة والبعثات الدبلوماسية الأجنبية. كما تعتبر لاهاي مركزاً دولياً لمؤسسات صنع سياسة العدل والسلام في العالم، حيث توجد فيها مقار عدد كبير من المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال، تماماً مثل مدن كجنيف وفيينا ونيويورك. أصل التسمية. تعود التسمية العربية الحالية لاهاي إلى التسمية الفرنسية La Haye، بينما يطلق عليها باللغة الإنجليزية اسم The Hague. وقد قررت بلدية لاهاي استخدام التسمية الهولندية القديمة للمدينة وهي دن هاخ Den Haag لأنها ظلت متداولة وسط سكان المدينة منذ قرون، ورغبة من البلدية في مسايرة تسمية المدينة باللغات الأجنبية الأخرى مثل The Hague باللغة الإنجليزية و La Haye باللغة الفرنسية و Den Haag باللغة الألمانية و Haag باللغة السويدية والدنماركية والنرويجية و La Haya باللغة الأسبانية و L'Aia باللغة الإيطالية و A Haia باللغة البرتغالية وГаага هاجا باللغة الروسية و Haga باللغة الرومانية ولاهاي لغة عربية. والمعني الحرفي للكلمة الهولندية هو: غابة الكونت. ووصفها العرب قديما «الَهَايَهْ»، كما جاء في كتاب "رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب" للرحالة أحمد بن قاسم الحجري: التاريخ. ما قبل التاريخ. يعود تاريخ أقدم الاستكشافات الأركيولوجية التي تم العثور عليها في محيط مبنى البرلمان الحالي بوسط المدينة إلى حوالي 3000 سنة قبل الميلاد ومن بينها فأساً حجرية يمكن تصنيفها ضمن حضارة الفلمنك القديمة. القرون الوسطى. ظهرت لاهاي الحالية في الوجود سنة 1230 م عندما قام الكونت فلوريس الرابع، حاكم مقاطعة هولندا بتشييد قلعة متواضعة مطلة على المستنقع المعروف الآن بـ هوف فايفر (باللغة الهولندية Hofvijver)، والموجود في وسط المدينة، كمقر لرحلات الصيد البري التي كان يقوم بها في المنطقة، وفي سنة 1248 م، قرر الكونت وليام الثاني توسيع القلعة ولكنه توفي قبل إسكتمال أعمال التوسعة، ومن ثم تولى إبنه فلوريس الخامس إنجازها، وشملت الأعمال ترميم قاعة الفرسان (باللغة الهولندية Ridderszaal) التي لا تزال قائمة حتى اليوم ويوجد فيها عرش الملك وتقام فيها المناسبات الرسمية المهمة، ومن بينها خطاب العرش الذي تلقيه الملكة سنوياً والمتضمن سياسة حكومتها. ومنذ القرن الثالث عشر الميلادي اتخذ نبلاء هولندا وحكامها من لاهاي مقراً لإقامتهم وإدارة حكمهم، بالرغم من أنها بقيت خلال تلك العهود قرية ولم تحظ بصفة المدينة ولم يقم حولها سوراً يحميها كغيرها من المدن. محافظ المدينة. وعندما بسط حكام دوقية بورغونيا الفرنسية سيطرتهم على مقاطعات الأراضي المنخفضة في مطلع القرن الخامس عشر قاموا بتعيين حاكم هولندي عرف باسم (محافظ مدينة Stadhouder) لتمثيلهم في هولندا ومنح تفويضاً لحكمها باسمهم يساعده في ذلك مجلس استشاري عرف بمجلس طبقات هولندا. وتم اختيار لاهاي مقراً للحاكم ولمجلسه الاستشاري. حرب الثمانين عاما. إبان حرب الثمانين عاماً التي نشبت بين هولندا وإسبانيا، تعرضت لاهاي إلى العديد من عمليات النهب والتدمير وتشريد السكان من قبل الجيوش الإسبانية التي كانت تشن حملات متتابعة على هولندا. وتمكن الأسبان من احتلال لاهاي مستفيدين من عدم وجود اسوار حولها، واتخذوها قاعدة للانطلاق إلى المدن الهولندية الأخرى مثل مدينة لايدن، الأمر الذي حدا بالمجلس الاستشاري حينذاك أن يقترح إزالتها، إلا أنه لم يؤخذ بالاقتراح بتدخل من وليام فان أورانج الملقب بوليام الكتوم (مؤسس إسرة الأورانج الحاكمة). كذلك ظلت لاهاي عاصمة لهولندا عندما تم إعلان جمهورية المقاطعات الهولندية السبعة المتحدة في سنة 1588 م، على اثر الثورة التي اعلنها وليام الكتوم على حكم الأسبان وكانت سبباً في اندلاع حرب الثمانين عاماً بين هولندا وإسبانيا. في سنة 1622 م، بلغ عدد سكان لاهاي حوالي 16 الف نسمة، ونظراً لانعدام السور الذي يحمي المدينة من غزوات الغزاة قام الأمير ماوريتس ببناء شبكة من القنوات والمجاري الدفاعية حول القلاع والأجزاء المهمة فيها. الاحتلال الفرنسي. خضعت لاهاي في سنة 1806 م، للاحتلال الفرنسي وتميزت تلك الفترة - إبان عهد الملك لويس نابليون في سنة 1860 م، - بحصولها على صفة المدينة رسمياً وما يتبع ذلك من حقوق وامتيازات المدن، لكن بناء السور حولها لم يعد مهماً في تلك الفترة، فأقيم حولها حزاماً مائياً وكان عدد سكانها قد بلغ حيئذاك 100 نسمة. المملكة المتحدة للأراضي المنخفضة. وبعد انتهاء حروب نابليون في أوروبا اتحدت بلجيكا مع هولندا وتأسست المملكة المتحدة للأراضي المنخفضة لتكون منطقة عازلة في وجه اي توسع فرنسي نحو الشمال، وأُختِيرَت كل من مدينتي بروكسل ولاهاي، عاصمة لهذا الاتحاد بالتناوب كل عامين. وفي سنة 1830 م، انفصلت بلجيكا وتقرر العودة إلى امستردام لتكون عاصمة لهولندا. الحرب العالمية الثانية. نجت لاهاي من دمار الحرب العالمية الثانية، خلافاً لمدن هولندية أخرى مثل مدينة روتردام، إلا أنها تعرضت لقصف جوي من نيران صديقة، عندما القت طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني قنابلها على اهداف مدنية بدلا من موقع صاروخي للعدو في حي بزاندهاوت جنوب المدينة، عن طريق الخطأ محدثة خسائر في الأرواح بلغت 510 قتيلاً. وبانتهاء الحرب العالمية الثانية توسعت المدينة بشكل كبير خاصة في النواحي الجنوبية الغربية، وتم اعادة بناء المناطق المدمرة بسرعة. وبحلول عام 1965 م، بلغ عدد السكان حوالي 600 الف نسمة. وبحكم دورها كعاصمة إدارية شهدت لاهاي بمرور السنوات نهضة عمرانية، فشيدت فيها الكنائس والطرق والقنوات ومن بينها الكنيسة الكبرى الذي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، وكنيسة البرتستانت التي شيدت في القرن السابع عشر والعديد من مباني الطبقة الارستقراطية والتي تحمل الطابع المعماري للقرن الثامن عشر. وفي عامي 1903 م، و1923 م، شهدت المدينة إقامة امتدادات سكنية جديدة، وضمت إليها بلدات ريفية مجاورة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الموظفين والإداريين خاصة العائدين من جزر الهند الشرقية الهولندية (اندونيسيا حالياً) بعد استقلالها عن هولندا. مؤتمر لاهاي للسلام. وفي سنة 1899 م، دخلت مدينة المدينة في عالم السياسة الدولية وأصبحت مركزًا دوليًا، عندما انعقد فيها مؤتمر لاهاي الأول للسلام الذي أدى إلى إنشاء محكمة التحكيم الدائمة واختيار لاهاي مقراً لها. وفي الفترة ما بين عامي 1907 م، و1913 م، تم بناء قصر السلام لإستضافة هذه المحكمة الدولية ومن ثم أصبح القصر أيضاً مقراً لـمحكمة العدل الدولية التي تعتبر الجهاز القضائي لهيئة الأمم المتحدة. التوسع الحضري. وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي هاجرت أعداد كبيرة من السكان الأصليين من المدينة إلى البلدات القريبة مثل فوربورخ ولايدسيندام ورايسفايك و زوترمير ، في النواحي الجنوبية منها، مما أدى إلى ظهور النمط التقليدي بالمدن المتمثل في بيئة فقيرة في داخل المدينة وهامش غني ومزدهر في خارجها بالضواحي، فتقرر في يناير / كانون الثاني 2002 م وبموافقة البرلمان ضم مساحات من البلدات المذكورة إلى المدينة لإقامة أحياء سكنية جديدة متاحة لسكنى الجميع. ونتيجة للنمو الديمغرافي في المدينة في القرن الماضي وانعدام المساحات الخالية حولها، تمّ ضمّ عدد من بلدية المجاورة. المظاهرات المناوئة لنشر السلاح النووي. ونظراً لتواجد أجهزة الحكم في لاهاي فقد ظلت المدينة مسرحاً للمظاهرات والاحتجاجات التي يصاحب بعضها أحياناً أعمال شغب، حيث تظاهر (سلمياً) في 29 أكتوبر / تشرين الثاني 1983 حوالي 550 الف شخص ضد قرار الحكومة بالموافقة على نصب صواريخ كروز البالستية الأمريكية حاملة الرؤوس النووية في الأراضي الهولندية وضد السلاح النووي بشكل عام، وذلك في أكبر مظاهرة سياسية شهدتها البلاد في تاريخها. لاهاي عاصمة المحاكم والمنظمات الدولية. وأصبحت لاهاي في العقود الأخيرة مقراُ للعديد من المنظمات الدولية، مثل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتستضيف الكثير من المؤتمرات والفعاليات السياسية الدولية، فضلاً عن تحولها إلى عاصمة للعدالة العالمية والقضاء الدولي، فأصبحت مقراُ لمحاكم دولية مؤقتة أو دائمة مثل محكمة مجرمي الحرب في يوغسلافيا السابقة، ومحكمة جرائم الحرب في سيراليون، والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمحكمة الجنائية الدولية و محكمة لوكربي وأختير سجن إسخيفينن (باللغة الهولندية Scheveningen) بلاهاي مكاناً لاحتجاز المتهمين الماثلين امام تلك المحاكم أو لقضاء فترة عقوبتهم فيه حال إدانتهم. التركيبة السكانية. يبلغ عدد سكان لاهاي حتى ابريل / نيسان 2011 م، 496.745 نسمة، وبذلك تصبح ثاني أكبر مدينة في هولندا من حيث عدد السكان. ويشكل المواطنين من ذوي الأصول الأجنبية (سواء كانوا من دول غربية أو غير غربية) حوالي نصف السكان. ففي الأحياء الشعبية مثل حي الرسامين Schilderswijk وحي ترانسفال كوارتير Tranavaalkwartier تكاد تكون نسبة المواطنين من ذوي الأصول الأجنبية 100 بالمائة، ومعظمهم من ذوي الدخل المحدود أو من متلقي الإعانات الحكومية. وتضم التركيبة السكانية عددا من الموظفين الدوليين والدبلوماسيين وفراد اسرهم. وفيما يلي نسبة مئوية تقريبية للتركيبة السكانية في لاهاي طوبوغرافيا. "خريطة طوبوغرافية هولندية لبلدية لاهاي، سبتمبر 2014، (تقرأ بعد ثلاث نقرات على الخريطة)." أقسام المدينة واحياءها السكنية. يوجد في مدينة لاهاي حوالي ثمان اقسام حضرية stadsdelen (وهي عبارة عن تجمعات أحياء سكنية يدير كلاً منها مجلس بلدي أو فرع لمجلس بلدي) ويعود التقسيم الحالي للمدينة إلى عام 1988 م وهي كما يلي: و لا يعكس هذا التقسيم توزيع الثروة في المدينة فالأحياء الفقيرة والأحياء الأكثر رخاء تتوزع في كافة الاقسام. وفي كل الأحوال تقع الأحياء الغنية في الشمال الغربي للمدينة، مثل احياء بلخيس بارك Belgisch Park، مارلوت Marlot حيث القصر الملكي، بي نوردهاوت Benoordenhout حيث بعض دواوين الحكومة كوزارة الخارجية، وارخبيل بورت Archipelbuurt. أما الأحياء الفقيرة فهي تقع الجنوب الشرقي من المدينة مثل حي ترانسفال Transvaal وحي مورفايك Moerwijk وحي الفنانين Schilderswijk الي تقطنه أغلبية من ذوي الأصول الأجنبية. ويسكن الموظفون الدوليون والدبلوماسيون ورؤساء الشركات لكبرى في ضاحية فاسنار Wassenarالقريبة من لاهاي أو في إسخيفينينغن Scheveningen، جزءالمدينة المطل على بحر الشمال. ويعتبر قسم وسط المدينة المركز التجاري الرئيسي حيث تقع فيه رئاسة المصارف والشرطة ومباني الوزارات والمصالح الحكومية والسفارات الأجنبية ومعظم المنظمات الدولية، كما يقع فيه مبنى البرلمان. وهو أيضاً الجزء القديم من المدينة وتوجد فيه معظم المعالم الأثرية القديمة مثل الكنيسة القديمة وتستخدم لحفلات عقد القران لسكان المدينة والكنيسة الحديثة والتي تحولت إلى مقهى عام، وسجن لاهاي التاريخي وأصبح متحفاً الآن. كما تتوسطه بركة هوف فايفر Hofvijver وبعض منازل الطبقة الارستقراطية القديمة والتي تحولت الآن إلى فنادق أو أندية أو محلات تجارية، ويقع في وسط المدينة قصر نورأيندي Nooreinde الملكي، الذي تتخذه الملكة مقراً لإستقبال كبار ضيوف الدولة وتنظيم مراسم تلقي أوراق اعتماد السفراء الأجانب. كذلك توجد في وسط المدينة الأسطبلات الملكية. وأما قصر هاوس تن بوش Huis ten Bosch الملكي - مقر إقامتها- فهو يقع في حي " Maria Hoeve ماريا هوف" بقسم غابة لاهاي Haagse Hout القريب من وسط المدينة. ويشهد وسط المدينة في موسم الصيف مهرجانات وفعاليات عديدة، ومن أهم المناسبات التي تقام فيه احتفال يوم الأمير Prinsjesdag الذي يقام في الثلاثاء الثالثة من شهر سبتمبر / ايلول من كل عام، حيث تتجه الملكة من القصر الملكي إلى دار البرلمان بعربة ذهبية تجرها الخيول ،في موكب ملكي مهيب يحفه جنود بملابس عسكرية تاريخية، وتلقي من على العرش في قاعة الفرسان خطاب العرش أمام حشد من كبار الشخصيات في الدولة والمجتمع وعدد من الدبلوماسيين الاجانب المعتمدين لدى بلاطها. معالم المدينة. لعب تاريخ لاهاي باعتبارها مقر اقامة للملوك والنبلاء في القرون الوسطى ومركزا للفنون والثقافة في عصر النهضة الأوروبية ومن ثم مقرا للدبلوماسية الدولية وقطبًا سياحيًا مهمًا في العصر الحديث دورًا بارزًا في رسم معالم المدينة خاصة من ناحية العمران والتخطيط العمراني. ويعتبر العمران في المدينة بشكل عام "خليطًا متناسقًا" من عمارة القرون الوسطى والقرن التاسع عشر والأنماط المعمارية الحديثة، ففي وسط المدينة توجد مباني البرلمان والمعروفة بالحرم البرلماني الداخلي Binnenhof والتي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثالث عشر وتطل على بركة مياه يطلق عليها اسم Hofvijver أي بركة الحرم البرلماني. وعلى مسافة ليست ببعيدة عن مباني البرلمان تقع مباني المنازل التي كان يقيم فيها النبلاء وقادة الجيوش في القرون القديمة، خاصة في المنطقة القريبة من ساحة ماليفيلد Maleiveld والتي تبلغ مساحتها حوالي 10 هكتار وتقام فيها الفعاليات الاجتماعية والأسواق الموسمية مثل سوق " باسار مالام " الإندونيسي ومهرجانات السيرك كما تنظم فيها المظاهرات والاعتصامات، وتستخدم أحيانا كمهبط لللطائرات العمودية لنقل كبار الضيوف من رؤساء الدول لنقلهم من مطار سخيبول أمستردام إلى الساحة لقربها من القصر الملكي. ويمثل مبنى بلدية لاهاي الجديد نموذجاً للعمارة الحديثة وقد تم تشييده في الفترة 1990 - 1995 على تصميم للمهندس الأمريكي الشهير ريتشارد ماير، ويضم المبنى المعروف باسم ""قصر الثلوج " لبياض لون جدرانه، ارشيف البلدية ومكتبة عامة وقاعات اجتماعات وردهة واسعة في وسطه. وبلغت تكلفة بنائه 125 مليون يورو فيما تبلغ مساحته الإجمالية 131 الف متر مربع. ومن المعالم الأخرى بالمدينة قصر السلام الذي يضم مقرات محكمة العدل الدولية ومحكمة التحكيم الدائمة ومنظمة مؤتمر لاهاي للقانون الدولي الخاص. ويتميز الجزء القديم من المدينة بالشوارع الطويلة والواسعة والمنازل غير العالية في اختلاف واضح عن غيرها من الأجزاء القديمة بالمدن الأخرى الهولندية وربما يعود ذلك إلى حقيقة أن المدينة كانت تقطنها عند نشأتها طبقة برجوازية كانت في حاجة إلى طرق واسعة لاستخدام عرباتها التي تجرها الخيول. ولعل أهم معلم من معالم لاهاي هو منتزه مادورودام وهو عبارة عن منتزه يضم الكثير من النماذج المصغرة للعديد من المعالم العمرانية والطبيعية بهولندا، من مبان وقصور ومنتزهات ومنشآت كالسدود والقنوات والمطارات وغيرها، وذلك بمقياس 1:25. ويعتبر المنتزه أهم معلم سياحي في هولندا، تم بناءه في عام 1952 م، وزاره منذ ذلك الحين عشرات الملايين من الزوار. وقد أُطلق عليه هذا الاسم تيّمناً بجورج مادورو، وهو طالب حقوق يهودي قاوم الاحتلال النازي لهولندا ومات في معسكرات الاعتقال النازية في داشاو عام 1945 م. تعتبر لاهاي مدينة خضراء بكل المقاييس حيث تكثر فيها المنتزهات والحدائق العامة والغابات المفتوحة للجمهور وملاعب الجولف الخضراء، فهناك غابة اسخيفينن القريبة من قصر السلام وغابة لاهاي جوار" قصر هاوس تن بوس " الملكي. كما تجري في اجزاء عديدة من المدينة، بما فيها وسط المدينة، قنوات مائية. ومن الأحياء المميزة، حي الرسامين وهو أحد الأحياء الشعبية الذي تقطنه أغلبية من المواطنين من ذوي الأصول غير الهولندية من مغاربة واتراك والصومال. وغيرهم، وسميّ الحي بهذا الاسم لأن شوارعه وساحاته العامة تحمل أسماء أشهر الرسامين الهولنديين مثل يوهانس فيرمير ورامبرانت فان راين وفينسنت فان غوخ ومايندرت هوبما وبيت موندريان وغيرهم. وتطل المدينة على بحر الشمال، حيث يوجد شاطيء طويل في شمالها في منطقة اسخيفيننغن يزوره السياح وتقام فيه شتى أنواع الرياضة المائية مثل ركوب الأمواج والإبحار بالسفن الشراعية، وتوجد عى طوله الشاليهات والفنادق ومن بينها فندق كورهاوس الذي تم بناءه على طراز معمار النهضة الإيطالية. المنظمات الدولية. تعتبر مدينة لاهاي واحد من أهم إن لم تكن أهم مركز دولي للمنظمات الدولية الكبيرة، فهي تستضيف أكثر من 150 منظمة دولية آثرت في اتخاذ مدينة لاهاي مقراً رئيسياً لها، ومن ابرز هذه المنظمات: وهو منظمة تهدف للتنسيق بين الدول الأعضاء فيما يتعلق بقوانين الاسرة وغيرها من قوانين الأحوال الشخصية وهي مركز تعليمي رفيع المستوى متخصص في القانون الدولي الخاص التعليم. لا تعتبر لاهاي مدينة جامعات، فلا توجد فيها أية جامعة معترف بها، وربما يعزا ذلك إلى توافر الجامعات العريقة في مدن وبلدات قريبة منها مثل لايدن التي توجد فيها جامعة لايدن الشهيرة (تاسست في سنة 1575 م)، ومدينة روتردام حيث توجد جامعة ارازموس ،أو بلدة دلفت وبها جامعة دلفت للعلوم التكنولوجية. ومع ذلك، توجد في لاهاي معاهد متخصصة ذات صيت دولي أو إقليمي مثل أكاديمية لاهاي للقانون الدولي الخاص، التي تنظم دورات مكثفة في القانون الدولي الخاص لطلاب الدراسات العليا من مختلف دول العالم وتتدرب فيها كوادر الامم المتحدة ويعتبر مستوى التعليم والتدريب فيها الأعلى عالمياً فيما يتعلق بالفقه الدولي والقانون الدولي. كما يوجد في لاهاي معهد الدراسات الاجتماعية Institute of Social Studies (ISS) وهو معهد دولي يقدم منحاُ دراسية وتدريبية عليا لكوادر الدول النامية في تخصصات مثل الزراعة والتنمية وغيرها، وقد تخرج فيه العديد من خبراء تلك الدول في آسيا وأفريقيا واميركا اللاتينية. ويوجد في لاهاي معهد لاهاي العالي Haagse Hogeschool، ومدرسة لاهاي للفندقة، والأكاديمية الملكية للفنون الجميلة، وأكاديمية الباليه التابعة للمعهد الملكي للموسيقى، والأكاديمية الحرّة للفنون الجميلة. وإلى جانب هذه المعاهد العليا تتوفر بالمدينة العديد من المدارس الأكاديمية والمهنية على اختلاف أنواعها ومراحلها، والمدارس الدينية المسيحية وإسلام ومدارس التعليم الخاص مثل المدارس البريطانية والأمريكية والإيطالية وغيرها من المدارس والمعاهد التي تتبع مناهج تعليمية اجنبية. وتدرس المدارس الإسلامية اللغة العربية والتربية الإسلامية. الاقتصاد. لاهاي ليست فقط عاصمة إدارية ومدينة سياسية بل هي أيضاً مدينة تجارية حيث تستضيف مقرات كبريات الشركات الهولندية والمؤسسات العالمية المتعدة الجنسيات، وتعقد فيها الفعاليات التجارية الدولية العيدة من مؤتمرات ومعارض ومهرجانات. وتنتعش قطاع الخدمات بأقسامه المختلفة من بنوك وصيرفة إلى تأمينات ولوجستيات إلى جانب القطاع االزراعي المستند على مزارع البيوت الزجاجية التي تنتج الخضروات والزهور. وأما القطاع الصناعي فيها ما زال صغيراً بعتمد على صناعات خفيفة ومستودعات ومخازن لوجستية. وفيما يلي أهم الشركات الهولندية والدولية التي تتخذ من مقراً رئيسياً لها لاهاي : النقل العام والمواصلات. يمكن الوصول إلى لاهاي بالسيارات عبر أربع طرق سيارات سريعة هي A4 و A12 و A13 و A44/N44 والطريق الدائري حولها. كما يمكن الوصول إليها عن طريق قطارات السكك الحديدية المختلفة ولها محطة قطارات مركزية للقطارات المحلية هي Den Haag Centraalوأخرى للقطارات الدولية القادمة من ألمانيا وبلجيكا وهي Den Haag HS وهناك أربع محطات أخرى صغيرة منتشرة في أحياء المدينة المختلفة. أما في داخل المدينة فتوجد شبكة من خطوط الحافلات العامة والترمواي وقطار الضواحي RandstadRail الذي يربطها بالبلدات والمدن القريبة منها. ومنذ فبراير / شباط 2010 م، تم تغيير اسم مطار روتردام الدولي ليصبح مطار روتردام – لاهاي. الأسواق والتسويق. هناك عدة مراكز للتسوق في لاهاي أهمها ينتشر في شارع اسباو استرات ( باللغة الهولندية Spuistraat و خروت ماركت استرات Groe marktstraat حيث يوجد بازار هاخس باساج Haagse Passage المغطى وشارع فلمنج Vlamingstraat ، ونوردأيندي Noordeinde، وشارع وكورت بوتين Korte Poten و سوق ماركتهوف Markthof والسوق الصيني China town وتقع كل هذه الأسواق في وسط المدينة ومركزها التجاري . وأكبر مركز تجاري ميجا استور MegaStore وهو عبارة عن مول مبسط ويقع في المنطقة الواقعة خلف محطة قطارات هولاند-اسبور أما أحدث فيقع بالقرب من المحطة المركزية في مجمع برج بابل. وتوجد في لاهاي أكبر سوق أوروبية دائمة في الهواء الطلق وهي سوق هاخس ماركت Haagse markt وتفتح في أيام الإثنين والأربعاء والجمعة والسبت، وهي سوق زاخرة بمختلف أنواع السلع المجلوبة من خارج هولندا خاصة من بلدان مثل المغرب وتركيا والصين وبلدان أمريكا اللاتينية وتقع السوق في حي الرسامين Schilderswijk المشهور الذي اطلق عليه هذذا لاسم بسبب شوارعه التي تحمل أسماء كبار الرسامين الهولنديين في مختلف العصور أمثال رامبرانت وفان جوخ وفيرمير وموندريان. وتفتح أسواق لاهاي ابوابها من الساعة 9 صباحاً تقريباً حتى الخامسة والنصف مساء كل يوم ماعدا يوم الأحد وأيام العطلات وتظل مفتوحة في يوم الخميس وهو يوم التسويق الإسبوعي حتى وقت متأخر من الليل تماماُ كما هو الحال في غيرها من المدن الهولندية الكبيرة مثل أمستردام وروتردام. و على خلاف المدن الأخرى الكبيرة في هولندا، فإن المحلات التجارية في ضواحي مدينة لاهاي واحيائها الشعبية تعمل من الساعة العاشرة صباحا وحتى السادسة مساء في يوم الأحد من كل اسيوع. والغرض من ذلك هو تحسين القدرة التنافسية للمحلات الصغيرة التي غالبا ما يديرها أقراد الإقليات العرقية، وذلك للمساهمة في رفع مستوى المعيشة وتحسين البيئة الإجتماعية في تلك المناطق. وفي عام 2009 م، تم ترشيح مدينة لاهاي كأفضل «مدينة في هولندا تحوز على وسط حضاري جيد». مدن توأمة. كما ترتبط لاهاي بإتفاقيات تعاون مع كل من : اَلْقَمَرُ اَلْاِصْطِنَاعِيُّ أَوْ اَلْقَمَرُ اَلْصِنَاعِيُّ أَوْ اَلسَّاتِلُ اَلْفَضَائِيُّ أَوْ اَلسَّاتِلُ هُوَ جِهَازٌ مِنْ صُنْعٍ بَشَرِيٍ يَدُورُ فِي فَلَكٍ فِي اَلْفَضَاءِ اَلْخَارِجِيِّ حَوْلَ اَلْأَرْضِ أَوْ حَوْلَ كَوْكَبٍ آخَرٍ، وَيَقُومُ بِأَعْمَالٍ عَدِيدَةٍ مِثْلِ اَلْاِتِصَالَاتِ وَاَلْفَحْصِ وَاَلْكَشْفِ. أولُ ساتلٍ هو سبوتنك-1 الذي أرسله الاتحاد السوفياتي سنة 1957. ومنذ ذلك الوقت حتى سنة 2007 وضع أكثر من 6062 ساتل على مدارات فضائية حول الأرض، حسب جاك فيلان (المهندس الدارس لتاريخ الأقمار الاصطناعية) وبقي 700 ساتل منها في حالة نشاط. إن للأقمار الصناعية دور هام في مجالات مختلفة كالاقتصاد (الاتصالات وتنبؤات الجوية وتحديد الأماكن..) والأمن (الاستخبارات العسكرية) والبحث العلمي (دراسة الفضاء ومراقبة الأرض وتحولاتها...). يتكون الساتل من جزئين الجزء الوظيفي والجزء الحاضن. الجزء الوظيفي هو الجزء القائم بالأعمال المنتظرة من الساتل حسب تخصصه والمهمة التي أرسل من أجلها. والجزء الحاضن هو جزء الذي يوفر المحيط المناسب لعمل الجزء الوظيفي، من حيث توفير الطاقة والحماية والدفع والتوجيه. ويتم التحكم في الساتل من محطة أرضية في الغالب من أجل تأدية المهام أو إجراء تغييرات للموقع. أصل تسمية ساتل. كان العرب أول من استخدم كلمة الساتل في علم الفلك دلالة على الأجسام الفضائية التي تتبع أخرى وتدور في فلكها، فالقمر ساتل للأرض، وجمعها سواتل وأصلها سَتَلَ القومُ سَتْلاً، أي خرجوا متتابعين واحداً إثر واحد. وستل الدمع أي تقاطر وتعني تتابع . وكلمة ساتل العربية دخلت اللغة الإنجليزية من خلال اللغتين اللاتينية والفرنسية لتصبح . الإطلاق. يتم إطلاق الساتل عن طريق الإتفاق والتعاقد مع إحدى الشركات الفضائية المتخصصة في ذلك، ولأغراض التأمين يصنع ساتلين متطابقين تمامًا، حتى إذا تاه الساتل في الفضاء لأخطاء فنية ولم يبقى في مداره، يقوموا بإطلاق النسخة الثانية منه، ويستخدم لهذا الغرض مركبات فضائية خاصة تحمل هذه السواتل معها وتطلقها في مدارها الخاص، ثم باستخدام وسائل التحكم عن بعد يقوم فريق من الخبراء في الأرض بضبط هذا الساتل للقيام بمهامهِ. المبادئ الفيزيائية. وضع على المدار. يرسم الجسم المقذوف من سطح الأرض مساراً إهليجيا ينتهي بعودة الجسم إلى الأرض بفعل جاذبيتها، تزايد السرعة الابتدائية يبعد نقطة السقوط، ابتداءً من سرعة معينة ونظراً لكروية الأرض، يتمكن الجسم من الانفصال التام عن الأرض على الرغم من بقائه في حالة سقوط، وحتى يستمر هذا الانفصال يتوجب وصول الجسم إلى الفضاء خارج الغلاف الجوي ليتفادى تأثير هذا الأخير (كالاحتكاك بالغلاف). في هذه الحالة لا يتطلب تواجد الجسم في هذا المدار جهداً للبقاء. ولكي يتمكن جسم من البقاء على مدار معين حول الأرض، يجب أن تكون سرعته الأفقية بالنسبة لمركز الأرض حوالي 7700 متر/ثانية في مدار دائري على بعد 200 كلم من الأرض، وأقل من هذا الارتفاع يكون تأثير الغلاف الجوي قويا. وأكثر من هذه السرعة يصبح المدار اهليجيا. وبسرعة أكثر من 11 كلم/ثانية يتحرر الجسم من جاذبية الأرض. وسرعة التحرر هذه تفيد في إطلاق المركبات الفضائية التي هدفها كواكب وأجرام أخرى. إن السرعة الدنيا لوضع ساتل يجب أن تتناسب مع ثقل الجسم الموضوع (أي كتلته وجاذبية الأرض). التجهيزات. تجهز السواتل قبل إطلاقها بخلايا ضوئية لتوليد الطاقة اللازمة من أشعة الشمس لتشغيلها، وأحيانا تجهز ببطاريات نووية في حالة الاستخدام الكثيف للطاقة (لا تكفي الطاقة المولدة من خلايا ضوئية). كما تجهز باللواقط والمرسلات والكاميرات والرادارات الخاصة تبعا لتخصص هذه السواتل. ويمكن التحكم فيها عن بعد. وحسب نوع الساتل يتحدد ارتفاع مداره وطريقة واتجاه تحركه ومنطقة تغطيته. الأنواع. تتنوع السواتل بتنوع الأغراض المتطلبة منها. فيتم إنشاء أنواع معينة لكل غرض. من بين هذه الأنواع: في لبعض الدول (كـ مصر أو السعودية) يعد المركز هو المدينة أو القرية الرئيسية تتبعها مجموعة من القرى في المناطق الزراعية (وليس الحضرية) ، وتكون غالبا أهم مدينة هي مركزاً لمجموعه من القرى. ويحتوي المركز على أسواق تجاريه غالبا أكثر من القرى كما قد توجد به فروع لمؤسسات وهيئات خدمية حكومية لخدمة القرى. في مصر. تقسم جمهورية مصر العربية وحدات إدارية تتمتع بالشخصية الاعتبارية وهي المحافظات، محافظة تضم كل منها عدداً من المراكز والمدن والقرى. تتولى وحدات الإدارة المحلية (المحافظات) في ضوء الخطة العامة للدولة إنشاء وإدارة جميع المرافق العامة الواقعة في دائرتها بما فيها المراكز. أمثله: للقائمة الكاملة: مراكز مصر في السعودية. في السعودية، المراكز هي آخر التقسيم الإداري فالمنطقة الإدارية تُقسم إلى محافظات وتُقسم المحافظات إلى مراكز. ترتبط المراكز إدارياً بالمحافظة، وتشتمل المحافظة أو المركز على عدد من المسميات السكانية (مدن وقرى ومزارع وموارد مياه وتجمع بادية) ترتبط بها إدارياً. أمثله: عرب سات ، تعرف أيضًا باسم منظمة الاتصالات الفضائية العربية (بالإنجليزية:Arab Satellite Communications Organization)، هي سلسلة من الأقمار الصناعية للاتصالات والبث التي تمتلكها جامعة الدول العربية تأسست المنظمة في عام 1976، ويستفيد من خدماتها ملايين المنازل في أكثر من 100 بلدًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط و أفريقيا وأوروبا، كما تلعب دور كبير في تقديم مجموعة كاملة من خدمات البث الفضائي والإذاعي، والاتصالات السلكية واللاسلكية وخدمات النطاق العريض وحلول شبكات نقل البيانات المتقدمة والاتصالات متعددة القنوات والوصول للإنترنت للكيانات الحكومية والجهات التجارية. تاريخ. يعود تاريخ تأسيس المنظمة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) إلى أواخر الستينيات. في عام 1967، وضع وزراء الإعلام في الدول العربية سلسلة من المبادئ المتعلقة بشبكة الأقمار الصناعية، لإيجاد تكامل للأنشطة الاجتماعية والثقافية بين دول جامعة الدول العربية. من ناحية أخرى، تأسس اتحاد إذاعات الدول العربية (ASBU) في عام 1969. لم تنضم المملكة العربية السعودية إلى هذا الاتحاد الذي تقوده مصر والقاهرة حتى عام 1974، ويرجع ذلك على الأرجح إلى العلاقة المتوترة بين المملكة العربية السعودية ومصر في ذلك الوقت. في 14 أبريل 1976، تم تشكيل عربسات تحت رعاية جامعة الدول العربية بهدف خدمة المعلومات والاحتياجات الثقافية والتعليمية للدول الأعضاء. كانت المملكة العربية السعودية هي الممول الرئيسي للمنظمة الجديدة بسبب مواردها المالية الموسعة نتيجة صناعة تصدير النفط المزدهرة. الرياض مقر عربسات. تم تنفيذ أول عملية إطلاق للعرب سات -1 بصاروخ آريان الفرنسي. أطلق مكوك الفضاء الأمريكي ديسكفري القمر الصناعي الثاني لعرب سات، عربسات -1 بي، في عام 1985. تم إيقاف عربسات -1 إيه و -1 بي في عامي 1992 و 1993 على التوالي. الأقمار. عربسات -1. عربسات -1 هو الاسم النموذجي لسلسلة من الأقمار الصناعية من الجيل الأول بناها فريق دولي بقيادة إيروسباسيال الفرنسية. هو قمر صناعي بثلاثة محاور مثبتة في مركبة الفضاء سبيس بس 100 مع جناحي طاقة شمسية قابلين للنشر، مما يجعله بطول 20.7 مترًا وبعرض أكثر من 5.5 مترًا. يزن حوالي 1،270 كجم، لكن حوالي 675 كجم يعتبر وقود. يحتوي على محرك منخفض الدفع على متن الطائرة يستخدم الهيدرازين ورباعي أكسيد النيتروجين، وينتقل من مدار بيضاوي أولي إلى مدار متزامن مع الأرض عن طريق إطلاق هذا المحرك. ثم يتم استخدام المادة الدافعة المتبقية للحفاظ على المحطة أو تحريكها طوال عمر القمر الصناعي. عربسات -1 إيه. تم إطلاق أول قمر صناعي من عربسات أطلق بواسطة أريان في 8 فبراير 1985. بعد وقت قصير من إطلاقه، تعرض لخلل في تشغيل وتمديد الألواح الشمسية. إلى جانب مشاكل أخرى، سرعان ما انتقل القمر الصناعي إلى وضع النسخ الاحتياطي حتى تم التخلي عنه تمامًا في أواخر عام 1991. عربسات -1 بي. تم إطلاق القمر الثاني في يونيو 1985، من مكوك الفضاء ديسكفري في مهمة (STS-51-G)، ووضع في الخدمة بالقرب من 26.0 درجة شرقًا، وظل يعمل حتى منتصف عام 1992. عربسات -1 سي. تم إطلاق القمر الصناعي الثالث من السلسلة بواسطة أريان مجددًا في 26 فبراير 1992، كإجراء مؤقت للحفاظ على خدمات الشبكة حتى أصبحت مركبة الفضاء من الجيل الثاني من عربسات متاحة. عربسات -1 دي. تمت إعادة تسميته من القمر الصناعي أنك دي 2. عربسات -2. بحلول نهاية عام 1994، تم تقليص نظام عربسات إلى قمر صناعي واحد فقط. تم توقيع عقد لقمرين صناعيين من الجيل الثاني من عربسات مع أيروسباسيال في أبريل 1993، لبناء عدة كومسات إضافية على أساس منصة سبيس بس 300 إيه. عربسات -2 إيه. تم إطلاقه في 9 يوليو 1996. عربسات -2 بي. تم إطلاقه في 13 نوفمبر 1996. عربسات -2 سي. تم تأجيره من باس-5 في مايو 2002 وانتقل من نصف الكرة الغربي خلال نوفمبر 2002 إلى موقع عند 26.0 درجة شرقًا. عربسات -2 دي. تم تأجيره من هوت بيرد 5 وتم نقلها من الموقع 13.0 شرقًا خلال نوفمبر 2002 إلى موقع عند 26.0 شرقًا. عربسات -3. في 7 نوفمبر 1996، تم توقيع عقد مع شركة أل كاتيل لتوفير أول أقمار صناعية من الجيل الثالث، على أساس منصة سبيس بس 300 بي 2. بدر -3 (تقنيًا:عربسات -3 إيه)، وزنه 2،708 كجم عند الإطلاق و1646 كجم في المدار، تم إطلاقه بواسطة الصاروخ الحامل أريان 4 من منصة الإقلاع رقم (إي أل إيه -3) في مركز جويانا للفضاء عند 26.0 درجة شرقًا مع عمر افتراضي 15 عامًا، كأول قمر صناعي من الجيل الثالث، في 26 فبراير 1999 الساعة 22:44:00 بالتوقيت العالمي المنسق. تم إيقاف تشغيل نصف أجهزة الإرسال والاستقبال العشرين الخاصة بها Ku في 7 ديسمبر 2001 بعد عطل في الألواح الشمسية. عربسات -4. أبرمت عربسات عقدًا في 22 أكتوبر 2003 لتصنيع وإطلاق الجيل الرابع من أقمار عربسات، على أساس منصة "أستاريوم يورو ستار 2000 إي بلس" وحمولة أل كاتيل سبيس. أولها، عربسات 4 إيه، فقد في الفضاء بسبب فشل الصاروخ. أدى ذلك إلى طلب بدر -6 (تقنيًا: عربسات 4-إيه آر) في 31 مايو 2006. تم إطلاق القمر الصناعي من الجيل الرابع، المسمى بدر -4 (تقنيًا: عربسات -4 بي)، في 8 نوفمبر 2006. تم إطلاق بدر -6 في 7 يوليو 2008 على آريان 5 لتحل محل عربسات -4 إيه المفقودة. عربسات -5. أبرمت عربسات عقدًا في 16 يونيو 2007 لتصنيع وإطلاق الجيل الخامس من أقمار عربسات، استنادًا إلى أساس منصة أستاريوم يورو ستار 3000 إي وحمولة تاليس إلينيا سبيس: الخلافات المرتبطة بعربسات. في يوليو 2019، دعت بعض أكبر سلطات كرة القدم التي تسيطر على الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس العالم ودوري أبطال أوروبا، المملكة العربية السعودية إلى وقف قرصنتها المحلية للتلفزيون وخدمة البث، والبث غير المشروع للمباريات على مستوى العالم عبر عربسات. تعرضت السعودية لانتقادات شديدة في رسالة صادرة عن هيئات رياضية منها، الاتحاد الدولي لكرة القدم، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الدوري الإسباني، الدوري الألماني، الدوري الإيطالي إلى جانب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. صدرت الرسالة بعد 18 شهرًا من الجهود الفاشلة في تحدي المملكة العربية السعودية قانونًا لحجب قناة بي آوت كيو للقرصنة التي تبث كأس العالم 2018 بأكمله. وقالت السلطات في بيان مشترك "ندين بشكل جماعي وبأشد العبارات الممكنة السرقة المستمرة لملكيتنا الفكرية من قبل قناة المقرصنة المعروفة باسم بي اوت كيو، وندعو السلطات في المملكة العربية السعودية إلى دعمنا في إنهاء الانتهاكات الواسعة النطاق والصارخة لقضية حقوق الملكية الفكرية الخاصة بنا". كما اتهمت الهيئات الرياضية تسع شركات قانونية سعودية بعدم تولي قضية انتهاك حقوق النشر الخاصة بها، وبعد ذلك تسعى السلطات إلى تبني وسائل أخرى لإغلاق القناة الذي تديرها الدولة. الملكية. تتوزع ملكية عرب سات على الدول العربية على النحو التالي: الفونس دي لامارتين. ؛ (21 أكتوبر 1790 - 28 فبراير 1869) شاعر وسياسي فرنسي. يُعدّ أحد أكبر شعراء المدرسة الرومانسية الفرنسية. خاض غمار السياسة، فتولى رئاسة الحكومة المؤقتة، بعد ثورة 1848. من أشهر أعماله "تأملات شعرية" (1820)، و "جوسلين" (1836)، و "سقوط ملاك" (1838). و من أشهر قصائده قصيدة البحيرة التي ترجمها للعربية نقولا فياض. حياته. كان كثير السفر وأقام مدة في إزمير في تركيا. وقد كان لامارتين ينتمي إلى طبقة النبلاء الفرنسيين، وهي أعلى طبقة في ذلك الزمان. ولذلك نشأ وترعرع في قصر «ميلي» تحت إشراف أمه الحنون التي لم تكن تطلب منه أكثر من أن يكون إنساناً حقيقياً وطيباً، لما يقول هو حرفياً. وبعد أن أكمل دراساته في أحد المعاهد اليسوعية، أي التابعة للمسيحيين، راح يسافر في البلدان لكي يروّح عن نفسه كما يفعل معظم أولاد الأغنياء.وهكذا سافر إلى إيطاليا عام (1811) وبقي فيها حتى عام 1814: أي حتى سقوط النظام الإمبراطوري بقيادة نابليون بونابرت وعودة الملك لويس الثامن عشر إلى الحكم ثم راح يهتم بالأدب والشعر وينشر أولى مجموعاته الشعرية عام 1820 تحت عنوان: «تأملات شعرية». وكان عمره آنذاك واحداً وثلاثين عاماً. والشيء العجيب الغريب هو أن هذا الديوان الأول جعل منه بين عشية وضحاها شاعراً مشهوراً يشار إليه بالبنان. وبعد ثلاث سنوات من ذلك التاريخ اصدر لامارتين مجموعة شعرية ثانية تحت عنوان: تأملات شعرية جديدة. ثم نشر بعدئذ عدة كتب من بينها: موت سقراط، واخر انشودة جحيم للطفل هارولد. وبعد أن سافر إلى الشرق وتعرف على القدس في فلسطين حيث يوجد مهد المسيح ومقدسات المسيحية عاد إلى أوروبا وأصبح موظفاً في السفارة الفرنسية بمدينة فلورنسا الإيطالية. ثم تزوج من فتاة إنجليزية بعد عدة قصص حب فاشلة من بينها تلك القصة التي ألهمته قصيدة «البحيرةَ» الشهيرة. وهي من أشهر القصائد الرومانطيقية في الشعر الفرنسي. وقد ترجمت إلى العربية شعراً عن طريق أحد الأدباء المصريين الكبار. ثم يردف المؤلف قائلاً: وبعدئذ انخرط لامارتين في الحياة السياسية وأصبح نائباً في البرلمان. وقد سحر زملاءه بخطاباته الشاعرية الفياضة المليئة بالعواطف النبيلة تجاه الشعب الفقير. وكان لامارتين خطيباً في الدرجة الأولى. ثم نشر لامارتين بعد ذلك عدة كتب مهمة نذكر من بينها: رحلة إلى الشرق (1835)، جوسلين (1836)، سقوط ملاك (1838)، خشوع شعري (1839)، الخ. كما نشر كتاباً جميلاً عن تاريخ الثورة الفرنسية التي كانت لا تزال حديثة العهد. والغريب في الأمر أن لامارتين ذا الأصل النبيل والارستقراطي أصبح من كبار مؤيدي الثورة الفرنسية التي اطاحت بطبقة النبلاء الارستقراطيين وامتيازاتهم الضخمة! وقد عارض بشدة الحكم الرجعي للملك لويس فيليب وكان أحد قادة الثورة الشعبية الشهيرة عام 1848. ثم أصبح عضواً في الحكومة المؤقتة لفرنسا بل وزيراً لخارجيتها، ولكن لفترة قصيرة. وكان من أكبر الداعين إلى إلغاء قانون الرقّ أو العبودية الذي يصيب السود. ولكن صعود نابليون الثالث على سدة الحكم عام 1852 عن طريق انقلاب عسكري وضع حداً لحياته السياسية. فبعد أن أصبح اليمين الكاثوليكي في السلطة لم يعد له محل. وهكذا انطوى على نفسه وراح يكرِّس جل وقته للأدب والكتابة، ولكنه لم يواجه السلطة الديكتاتورية مباشرة كما فعل فيكتور هيغو لأن ذلك كان سيؤدي به إلى القتل أو إلى السجن أو إلى النفي، ولذلك فضّل الصمت والمعارضة السرية غير الناشطة. وقد عاش السنوات الأخيرة من حياته بشكل تعيس وحزين، فقد كان مضطراً للعمل ليلاً نهاراً لكي يستطيع أن يعيش ويأكل الخبز. وذلك لأنه لم يستغل مواقعه السلطوية لكي يغتني كما فعل الكثيرون، وقد اشتكى في إحدى الرسائل إلى فيكتور هيغو بأنه يخشى أن يصادروا بيته ومكتبه والأثاث لأنه لا يستطيع أن يدفع الفواتير. ثم اضطر تحت ضغط الحاجة الماسة إلى قبول هبة من الدولة عام 1867، وقد عاب عليه المثقفون «اليساريون» ذلك واتهموه بالتواطؤ مع الديكتاتور المستبد نابليون الثالث، ولكن هل كان أمامه خيار آخر؟ وهل يريدون له أن يموت في الشارع وهو أحد أشهر شخصيات فرنسا في ذلك الوقت؟ مهما يكن من أمر، فإنه مات مغموماً ومهموماً بعد ذلك بسنتين فقط، ورفضت عائلته تنظيم جنازة وطنية له خوفاً من أن تستغلها السلطة لمصلحتها. هذا هو باختصار شديد ملخص حياة لامارتين. والآن ماذا عن أعماله ومنجزاته الشعرية والفكرية؟ يمكن القول إن مجموعته الشعرية الأولى «تأملات شعرية» دشّنت الشعر الرومانطيقي في فرنسا وأغلقت المرحلة الكلاسيكية، فقد بدت وكأنها صادرة عن الأعماق، أعماق القلب الحساس بنجامين فرانكلين (17 يناير 1706 – 17 أبريل 1790) هو أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة. كان موسوعيًا وكاتبًا وطابعًا وفيلسوفًا سياسيًا ومدير مكتب بريد وعالمًا ومخترعًا ورجل فكاهة وناشطًا مدنيًا ورجل دولة ودبلوماسيًا. وكعالم، كان شخصية بارزة في التنوير الأمريكي وفي تاريخ الفيزياء بسبب اكتشافاته ونظرياته في الكهرباء. وكمخترع، فهو معروف بمانع الصواعق والنظارات ثنائية البؤرة وموقد فرانكلين، وغيرها من الاختراعات. أسس العديد من المنظمات المدنية، بما في ذلك شركة المكتبة وأول قسم إطفاء بفيلادلفيا وجامعة بنسلفانيا. حصل فرانكلين على لقب «الأمريكي الأول» بسبب حملته المبكرة التي لم تعرف الكلل من أجل الوحدة الاستعمارية، والتي بدأت حين كان مؤلفًا ومتحدثًا في لندن عن عدة مستعمرات. وكأول سفير للولايات المتحدة في فرنسا، كان يمثل الأمة الأمريكية الصاعدة. كان فرانكلين أساسيًا في إصدار تعريف للروح الأمريكية بوصفها تزاوجًا بين القيم العملية للتوفير والعم الجاد والتعليم والروح المجتمعية والمؤسسات ذاتية الحكم، ومعارضة السلطوية السياسية والدينية، وبين القيم العلمية والمتسامحة للتنوير. وبحسب تعبير المؤرخ هنري ستيل كوماجر فإنه «في فرانكلين، يمكن دمج فضائل التطهيرية دون عيوبها، واستنارة التنوير دون حرارتها». وبالنسبة لوالتر أيزاكسون، فإن ذلك يجعل فرانكلين «أكثر الأمريكيين إنجازًا في عصره والأكثر تأثيرًا في اختراع نوع المجتمع الذي أصبح أمريكا فيما بعد». أصبح فرانكلين محررًا وطابعًا ناجحًا في فيلادلفيا، المدينة الرائدة وسط المستعمرات، فنشر جريدة بنسلفانيا جازيت في سن 23 عامًا. وأصبح ثريًا بنشر صحيفة بور ريشتردز ألماناك، التي كان يكتب فيها تحت اسم مستعار هو «ريتشارد سوندرز». وبعد عام 1767، ارتبط بصحيفة بنسلفانيا كرونيكل، وهي صحيفة عرفت بمشاعرها الثورية وانتقاداتها لسياسات البرلمان البريطاني والتاج البريطاني. كان فرانكلين رائدًا وأصبح أول رئيس لأكاديمية وكلية فيلادلفيا التي افتتحت عام 1751، وأصبحت فيما بعد جامعة بنسلفانيا. وقد نظم أول جمعية فلسفية أمريكية وكان أمينها الأول، وانتخب رئيسًا في عام 1769. أصبح فرانكلين أول بطل قومي في أمريكا كعميل لعدة مستعمرات حين قاد مجهودًا في لندن من أجل أن يلغي برلمان بريطاني العظمى قانون الطابع الذي لم يحظ بشعبية. ولأنه كان دبلوماسيًا بارعًا، فقد نال إعجاب الفرنسيين كوزير أمريكي مفوض في باريس، وكان شخصية رئيسية في تطوير العلاقات الإيجابية بين فرنسا وبلاده. أثبتت جهوده حيويتها بالنسبة للثورة الأمريكية بتأمينها شحنات الذخائر الهامة للغاية من فرنسا. ترقى فرانكلين ليصبح نائب مدير مكتب بريد المستعمرات البريطانية في 10 أغسطس 1753، بعد أن كان مدير مكتب بريد فيلادلفيا لسنوات عديدة، وقد مكنه ذلك من إنشاء أول شبكة اتصالات وطنية. وخلال الثورة، أصبح أول مدير عام للبريد في الولايات المتحدة. وقد كان نشطًا في شؤون المجتمع والسياسة الاستعمارية والدولة. إضافة إلى الشؤون الوطنية والدولية. ومنذ عام 1785 حتى عام 1788، شغل منصب حاكم بنسلفانيا. في البداية كان فرانكلين يملك عبيدًا ويتعامل معهم، لكن بنهاية خمسينات القرن الثامن عشر، بدأ يجادل ضد العبودية، وأصبح من دعاة إبطالها، وشجع على تعليم السود وإدماجهم في المجتمع الأمريكي. تسببت حياته وإرثه العلمي، ومنجزاته السياسية، ومكانته كأحد أكثر الآباء المؤسسين تأثيرًا، في تكريمه لأكثر من قرنين من الزمان بعد وفاته بوضعه على عملة الخمسين سنتًا، وورقة المائة دولار، وأسماء السفن الحربية، وأسماء العديد من المدن والمقاطعات والمؤسسات التعليمية والشركات، إضافة إلى العديد من المراجع الثقافية ووضع صورته في المكتب البيضاوي. أسلافه. كان والد بنجامين فرانكلين، يوشيا فرانكلين، بائع شحم وصانع صابون وشموع. ولد يوشيا فرانكلين في إكتون، نورثامبتونشاير، إنجلترا، في 23 ديسمبر 1657، وهو ابن الحداد والمزارع توماس فرانكلين وجين وايت. ولد والد فرانكلين وأجداده الأربعة في إنجلترا. كان لويشيا فرانكلين ما مجموعه 17 طفلًا من زوجتيه. تزوج من زوجته الأولى، آن تشايلد، في نحو عام 1677 في إكتون وهاجر معها إلى بوسطن عام 1683، وكان لديهم 3 أطفال قبل الهجرة و4 بعدها. بعد وفاتها، تزوج يوشيا من أبياه فولجر في 9 يوليو 1689، في  كنيسة أولد ساوث ميتنج هاوس القس صموئيل ويلارد، وأصبح لديهما في النهاية 10 أطفال. كان بنجامين، طفلهما الثامن، الطفل الخامس عشر ليوشيا فرانكلين في العموم، وابنه العاشر والأخير. ولدت والدة بنجامين فرانكلين، أبياه، في ناتوكيت بمستعمرة خليج ماساتشوستس، في 15 أغسطس 1667، لبيتر فولجر، الطحان والمعلم، وزوجته ماري موريل فولجر، التي عملت خادمة فيما مضى. أتت ماري فولجر من عائلة تطهيرية (بيوريتانية) كانت من أول الحجاج الفارين إلى ماساتشوستس من أجل الحرية الدينية، فأبحروا إلى بوسطن عام 1635 بعدما بدأ تشارلز الأول ملك بريطانيا اضطهاد البيوريتانيين. كان والدها بيتر من النوع المتمرد المقدر له أن يغير من مستعمرة أمريكا. وككاتب في المحكمة، فقد سجن بتهمة عصيان القاضي المحلي حين دافع عن أصحاب المتاجر والحرفيين من الطبقة الوسطى الذين كانوا في صراع مع ملاك الأراضي الأثرياء. اتبع بنجامين فرانكلين خطى جده في معاركه ضد عائلة بن الثرية التي امتلكت مستعمرة بنسلفانيا. حياته المبكرة في بوسطن. ولد بنجامين فرانكلين في شارع ميلك في بوسطن، ماساتشوستس، في 17 يناير 1706، وعُمِّد في كنيسة أولد ساوث ميتنج هاوس. وكطفل نشأ على ضفاف نهر تشارلز، فقد تذكر فرانكلين أنه كان دائمًا قائدًا وسط الأولاد. أراد يوشيا لبنجامين أن يلتحق بالمدرسة مع رجال الدين، لكنه لم يملك ما يكفي من المال لإلحاقه عامين بالمدرسة. فالتحق بمدرسة بوسطن اللاتينية، لكنه لم يتخرج، وواصل تعليمه بنهمه في القراءة. ورغم أن والديه أرادا لفرانكلين مهنة في الكنيسة، إلا أن تعليمه انتهى حين كان في العاشرة. وقد عمل عند أبيه لفترة، وفي سن الثانية عشرة، أصبح متدربًا عند أخيه جيمس الذي كان يعمل في الطباعة، فتعلم منه هذه المهنة. وحين كان في الخامسة عشرة، أسس جيمس صحيفة ذا نيو إنغلاند كورانت، والتي كانت الصحيفة المستقلة الأولى بحق في المستعمرات. حياته. قضى كل أعوامه الأولى في بوسطن عمل مع والده في متجر لصناعة الشموع، وما أتيحت له الفرصة للدراسة بانتظام. ثم، حين بلغ سن الثانية عشر، عمل في مطبعة أخيه الذي أصدر جريدة مهمة في نيو انجلند. آنذاك ابتدا بتعليم نفسه، وهو يذكر تفاصيل تلك الأيام في المذكرات التي كتبها بعد أعوام لابنه وليام. في عام 1722، حين حبس أخوه بسبب نشره لمقال أغضب السلطات قام بنيامين، وهو لا يزال في السادسة عشر من العمر، برئاسة تحرير الجريدة وكتب عدة مقالات باسم مستعار وهو "فاعل خير صامت." وقد تنوعت مواضيع المقالات وشملت التعليم وحرية الصحافة. بعد خلاف مع أخيه عام 1723، ذهب بنيامين إلى فيلادلفيا واستطاع العثور على عمل هناك. بسبب اهتمامه بالعمل وخبرته نجح بسرعة في امتلاك شركته الخاصة للطباعة بل ووفر ما يكفي من المال حتى يتقاعد في سن الثانية والأربعين. ثم عمل بعد ذلك في سلك الصحافة والمجال الدبلوماسي. سمح العمل بالطباعة لبنيامين بالتعرف على الكثير من قُوَّاد البريطانيين في بنسلفينيا، وان كان قد فضل ان يكون جل أصدقائه من العلماء. وقد ابتكر ونفذ الكثير من الأفكار الشائعة حتى يومنا هذا. مثلا، كان أول من اقترح فكرة تكوين مجمعات خاصة بالعلماء، وافتتح "مجمع الفلاسفة الأمريكيين." وقد افتتح كذلك أول مكتبة للاستعارة، وكانت "أوراق اليانصيب" من بنات أفكاره. سعى فرانكلين أثناء قيامه بالعمل الدبلوماسي لسد الهوة المتسعة بين بريطانيا والمستعمرات الأمريكية، ولكن بلا جدوى. بعد عودته من العمل الدبلوماسي في أوروبا، انتُخب عضوا في مجلس الشعب الأمريكي وكتب، مع عدد من السياسيين المعروفين، الوثيقة التي أعلنت استقلال الولايات المتحدة من الاستعمار البريطاني. بعد ذلك عاد لأوربا وساهم في عقد الصلح، الذي شمل الاعتراف بالاستقلال، مع بريطانيا. في سن الخامسة والستين، عام 1771، كتب فرانكلين لابنه وليام مذكراته التي شملت السنوات الأربع وعشرين الأولى من عمره. بعد بضع سنوات، قام بإضافة القليل عن المراحل الأخيرة من حياته، ولكنه أبقى عمله بالسياسة سرا، وما كتب عنه البتة. بل إنه رفض نشر المذكرات الأولى أثناء حياته. الخط الكوفي هو أقدم نوع من الخط العربي، ويتكون من صيغة معدلة من الحروف النبطية القديمة. نشأ في أواخر القرن السابع الميلادي في بدايات ظهور الإسلام في مدينة الكوفة في العراق ، ويعتقد أن استعماله انتشر نحو 100 عام قبل إنشاء الكوفة. أي نشأ في الحيرة التي كانت قرب الكوفة (والكوفة أنشئت عام 18هـ بأمر من عمر بن الخطاب). وقد استخدم في الكتابة، وفي كتابة المصحف بشكل خاص. وجميع المصاحف التي نُسخت قبل القرن الرابع الهجري كتبت بالكوفي، الذي أجاد فيه خطاطو الكوفة، ثم انتشر في العراق كله. كما استُخدم في النقش على جدران المساجد والقصور وغيرها من خوالد فن العمارة الإسلامية. يقوم هذا الخط المصحفي على إمالة في الألِفات واللامات نحو اليمين قليلا، وهو خط غير منقط. وفي النصف الأوّل من القرن الأوّل الهجري ظهر منه «خط المَشْق». وفيه امتداد واضح لحروف الدال والصاد والطاء والكاف والياء الراجعة. وفي هذا الخط صنعة وإبداع وتجويد، واستمرّ حتّى القرن الثاني، وبه نُسخت أكثر المصاحف التي تعود إلى ذلك العهد. وتلا ذلك «الخط المحقَّق»، وهو كوفي مُصْحَفي تكامل فيه التجويد والتنسيق، وأصبحت الحروف فيه متشابهة والمدّات متنامية، وزُيّن بالتنقيط والتشكيل، وتساوت فيه المسافات بين السطور، واستقلّ كلّ سطر بحروفه. ويُكتب الكوفي بقصبة ذات قَطّة موحدة، وأنواعه: مائل، مُزهَّر، مُعقَّد، مُورَّق، منحصر، مُعشَّق، مُضفّر، مُوشّح. وقد ابتدأ عفوياً ثمّ دخلت عليه الصنعة والتنميق، ثمّ تطوّر فأصبح ليّناً مُقوَّراً، أو يابساً مبسوطاً، أو وسطاً بينهما كالمصحفي. هذه الأنواع من الخط الكوفي الحديث ليست لها قاعدة ثابتة كالكوفي الذي كتبت به المصاحف. وهمُّ الخطاط فيه أن يحقق التنسيق والتماثل ومَلء الفراغات. وفيه تدخل زخاف هندسية ونباتية، ويختلط الرَّقش بالخط. والجدير بالذكر أن أجمل ما كُتب بهذا الخطّ في صدر الإسلام هو كتابة الإمام علي بن أبي طالب. ومن الباحثين من يذهب إلى أن الإمام هو الذي أبدع الخط الكوفي وأوجده . وحتّى إذا لم يكن مبدعه وموجده فمن المؤكّد أن له فضلاً كبيراً في ترتيب وتركيب الأحرف وفي الفصل والوصل بينها؛ عمله أضفى على الخط الكوفي لطافة ومتانة. وإنّ نموذج الخط الكوفي الذي يعود لسيّدنا عليّ في مكتبة متحف قصر طوب قابي في تركيا، والمسجّل برقم 1411 Nr قد أُبدع بمتانةٍ لمن يراه.. ومن أهل الخط الكوفي الخطاط محمد عبد القادر. ويشمل الخط الكوفي أكثر من 30 نوعا، منها: الخط العثماني ريو دي جانيرو (بالبرتغالية: Rio de Janeiro «نهر يناير») أو ريو اقتضابًا، ثاني مدن البرازيل سكانًا بعد ساو باولو، وثالث حواضر أمريكا الجنوبية بعد ساو باولو وبيونس آيرس. تأسست في 01-01-1565. تعتبر من أجمل مدن العالم من قبل الكثيرين. تبلغ مساحة المدينة نحو 1,260 كيلومترًا مربعًا. بلغ عدد سكان منطقة ريو دي جانيرو الكبرى في 2007 نحو 13,782,000 نسمة. تقع في ولاية ريو دي جانيرو وهي عاصمة الولاية، وكانت المدينة العاصمة السابقة للبرازيل قبل بناء برازيليا العاصمة الحالية. تحتوي الولاية على أهم المعالم السياحية عديدية من شواطئها الخلابة ويشتهر شاطئ كوباكبانا لكثرة السواح به ولكن تظل هناك شواطئ أكثر جمال من مثل شواطئ ليبلون وشاطئ ايبانيما ومن أشهر المناطق السياحية بريو دي جانيرو هو تمثال المسيح الفادي أو ما يطلق عليه من قبل البرازيلين (كوركوفادو) ويتم الوصول له بالقطار في أعلى الجبل ويطل بمنظر رائع على المدينة، ويوجد بحي بوتافوغو أسواق تجارية من أفضل المواقع للتسوق كما تشتهر بالكارنفالات المتواصلة والمناسبات المختلفة ويأتي تسمية ريو دي جانيروا بهذا الاسم حيث وصلت الأساطيل الإسبانية إليها في شهر جانيوري. شهدت بلدة ريو دي جانيرو اتساعًا كبيرًا في السياحة في السنوات الماضية حيث شهد الأقتصاد السياحي في البرازيل نهضة كبيرة جدًا بسبب معالم ريو دي جانيرو الرائعة، وقد اختارتها اللجنة الأولمبية لاستضافة أولمبياد 2016. وريو دي جانيرو مدينة مزدحمة بالسكان ولكن على الرغم من الازدحام، فإن العديد من سكان المدينة يعتبرون ريو أفضل مكان للعيش في البرازيل. ويستمتع السكان على وجه الخصوص بشواطئ ريو المشمسة وملاهيها الليلية ومهرجاناتها النابضة بالحيوية. تأسست ريو عندما بنى الجنود البرتغاليون قلعة وقرية بالقرب مما يُعرف الآن بخليج غوانابارا في عام 1565م. واستقر البرتغاليون هناك من أجل السيطرة على الميناء وأطلقوا على مدينتهم اسم الخليج الذي كان يُسمى في ذلك الوقت ريو دي جانيرو (نهر يناير). ويعتقد المؤرخون أن المكتشف البرتغالي جونكالو كولهو سُمى الخليج باسم الشهر الذي وصل فيه عام 1503م. وكان كيلهو يعتقد بأن الخليج مصب لنهر عظيم. التاريخ. كان هنود التوبي يعيشون بالقرب مما يعرف الآن بخليج غوانابارا، عندما وصل المكتشفون البرتغاليون هناك لأول مرة في عام 1503م. وكانت البرتغال قد أعلنت ملكيتها لمنطقة البرازيل باعتبارها مستعمرة في عام 1494م وأَنشأت فرنسا مستوطنة في الخليج عام 1555م. وبعد مضي عشر سنوات، أسس جنود برتغاليون بقيادة النقيب إيستاسيو دي سا، ريو دي جانيرو وطردوا الفرنسيين منها عام 1567م. عثر المنقِّبون البرتغاليون على الذهب في جنوبي البرازيل خلال التسعينيات من القرن السابع عشر وبدأت السفن في نقل المعدن الثمين من ريو إلى البرتغال. واجتذبت تجارة الذهب العديد من المستوطنين إلى ريو في أوائل القرن الثامن عشر وأصبحت المدينة عاصمة للبرازيل في عام 1763م. قَدِم حاكم البرتغال الأمير جون (الملك جون السادس فيما بعد) إلى ريو في عام 1808م هربا من الغزو الفرنسي للشبونة، عاصمة البرتغال، واتخذ من ريو عاصمة للإمبراطورية البرتغالية. وهرب الآلاف من البرتغاليين الأثرياء أيضًا إلى ريو حيث أنشأوا مدارس طبية وعسكرية ومكتبة ضخمة بالمدينة. ثم أصبحت لشبونة عاصمة للإمبراطورية مرة آخرى، عندما عاد جون إليها في عام 1821م. وفي عام 1822م، أصبحت البرازيل دولة مستقلة عاصمتها ريو، وتوسعت التجارة بعد أن ربطت السفن البخارية ريو بأوروبا وأمريكا الشمالية في أواسط القرن التاسع عشر. وكان عدد سكان ريو يزيد على نصف مليون نسمة عام 1890م. وفي أوائل القرن العشرين، أصبحت ريو مدينة عصرية ذات شوارع فسيحة ومبان حديثة. وانتقل الملايين من الريف إلى المدينة خلال أوائل وأواسط القرن العشرين. وتم إنشاء الآلاف من المباني التي تضم شققاً سكنية لتوفير السكن للعدد المتزايد من السكان. غير أن العديد من الوافدين الجدد لم يستطيعوا تحمل نفقات تأجير الشقق واضطروا للعيش في أكواخ خشبية. وخلال الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، شيدت الحكومة الفيدرالية عددًا من المشروعات الإسكانية في ريو لصالح السكان من ذوي الدخول المنخفضة. حلّت برازيليا محل ريو عاصمة فيدرالية في عام 1960م، وانتقلت الحكومة الفيدرالية إلى هناك في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين. ولم ينتقل العديد من سكان ريو الذين كانوا يعملون في وظائف حكومية إلى برازيليا وبذلك فقدوا وظائفهم. ضمت مدينة ريو بعض الضواحي التي حولها فازدادت مساحتها من 155كم² إلى 1,171كم²، كما ازداد عدد سكانها بنسبة 20%. ظلت حكومة ريو تعاني من مشكلتين كبيرتين: إيجاد المساكن للفقراء والتلوث البيئي الكبير. أحياء المدينة. وتنقسم ريو إلى ثلاثة أقسام رئيسية. وتقع منطقة الشمال الكبرى شمالي خط الجبال التي ترتفع بمحاذاة ساحل المحيط. وتوجد في هذا القسم الذي يضم ساحل الخليج العديد من الأرصفة والمصانع ومناطق سكنية شاسعة. ويربط جسر ريو ـ نيتيروي الذي يمتد بطول 14كم منطقة شمال ريو بمدينة نيتيروي الواقعة شرقي الخليج. والمياه في أجزاء من خليج غوانابارا ملوثة بمياه الصرف الصحي. وتحتل المنطقة الجنوبية الطويلة الضيقة، الأراضي الواقعة بين الجبال الساحلية والمحيط. وتضم هذه المنطقة بحيرة رودريجو دي فريتاس. وتحتوي الحديقة النباتية المجاورة على نباتات استوائية. وتطل مئات من عمائر الشقق السكنية على العديد من الشواطئ في المنطقة. ويشتهر شاطئ كوباكابانا بفنادقه الضخمة وأرصفته المزخرفة المرصوفة بالحجارة الملونة. وتختلف أحياء فقيرة تُسمى الفافيلاس اختلافًا كبيرًا عن منطقة كوباكابانا الراقية. ويعيش الآلاف من الناس في أكواخ فقيرة على سفوح الجبال شديدة الانحدار والأراضي الساحلية التي تكثر بها المستنقعات. وتقع الضواحي السكنية في وديان بالقرب من ريو. ويعيش العديد من العمال من ذوي الدخول المنخفضة في هذه المدن الصغيرة. شركة مصر للألومنيوم هي شركة مصرية لصناعة الألومنيوم، ويعرف مصنعها الرئيسي باسم مجمع الألومنيوم. وتقع في مدينة نجع حمادي، محافظة قنا بمصر. ولها أكبر مصنع ألومنيوم في العالم العربي. الإنتاج السنوى أكثر من 320 ,000 طن سنويا يقع المصنع بصحراء نجع حمادي وبجانبه المدينة السكنية والميناء الذي يطل على نهر النيل. إنشاؤه. بعد بناء السد العالي توفرت الطاقة. لذلك اتجه التفكير لبناء مصنع للألومنيوم، حيث يحتاج استخلاص الالومنيوم إلي (خام الألومنيوم-الالومنا-البوكسيت ) و طاقة كهربيه عاليه لعمليه التحليل الكهربي . بني المصنع بجانب قرية هو مركز نجع حمادي محافظة قنا يعمل بالمصنع ما يزيد علي عشرة آلاف عامل وتعتبر شركة مصر للالومنيوم احدي شركات الشركة القابضة للصناعات المعدنية تتبعه مدينة سكنية يقيم بها العاملين تحتوي علي كل الخدمات الأساسية كالمدارس والمستشفي والنادي الرياضي الذي لعب عدة مواسم في الدوري المصري الممتاز لكرة القدم والمنتخبات الأفريقية في عام 1986 يوجد جانب المصنع محطه تحويل للكهرباء لتزويده بالطاقة الازمه القرى المجاورة للمصنع هي هو الكفلتيية الحلفاية بحرى والحلفاية قبلى الشاورية إنتاج المصنع وصل إلى 320 ألف طن بعد انتهاء تطوير الخلايا عام 2010. العراق بلد كبير وفيه عدة لغات العربية والكردية واللغة التركمانية والسريانية واللغات الرسمية في العراق هي اللغة العربية واللغة الكردية حسب مانص علية الدستور العراقي أما اللغات التركمانية والسريانية فهي لغات معترف بها على حسب المناطق. وهناك طبقًا لتعدد اللغات تتعدد اللهجات فهناك اللهجات العربية، واللهجات الكردية. لهجات عربية. تتميز لهجة العراقيين على تنوعها بقربها من الفصحى غالبا ومقدرة العراقيين على نطق الفصحى سليمة المخارج الصوتية. الموصلية. تتنوع لهجات عرب العراق حسب موقع سكناهم ففي الموصل شمال العراق هناك اللهجة الموصلية، أو التي يطلق عليها العراقيون (المصلاوية). وهذه اللهجة قريبة للغة الفصحى الحديثة من ناحية لفظ حرف القاف، لأن بقية العراقيين بحكم لهجاتهم ينطقون حرف القاف مجهورًا /g/ (كالجيم المصرية)، فمثلاً تجد العراقيين في جنوب العراق يلفظون كلمة (قال) بالقاف المجهورة ، أما المصلاويين فيلفظوها بالقاف المهموسة كالفصحى /q/. وكلما اتجهت من الموصل إلى الجنوب، تتغير اللهجة وتتحول إلى لهجة قريبة للبداوة، نظراً للمد البدوي في المحافظات الشمالية من العراق، من أمثال بيجي والشرقاط والعلم والضلوعية وغيرها من محافظة صلاح الدين أما بتكريت والدور فلهجتهما أقرب إلى اللهجة الموصلية. البغدادية. أما لهجة وسط العراق مثل أهل محافظة ديالى وسامراء، و بلد و الدجيل، فإن هذه المدن لهجتها قريبة للبغدادية ولكن التأثير البدوي يلقي بمسحة عليها. أما بغداد، فتمتاز لهجتها، بالبساطة، وبطئ الكلام ووضوحه، وهي أقرب اللهجات العراقية للفصيح. اللهجة الحلاوية المحكية في محافظة بابل تكون قريبة من البغدادية. اللهجة الأنبارية وغرب العراق كمدينة الرمادي والفلوجة هي مزيج بين اللهجة البغدادية والبدوية تمتاز بالكثير من المفردات البدوية القديمة وهي واضحة وخفيفة. واللهجة الكربلائية هي قريبة للهجة البغدادية، ولكن هناك فوارق في بعض الكلمات، فمثلاً البغداديون إن أرادوا أن يقولوا "هذا هو هنا"، فيقولون: "هياته هوه هنانه". أما الكربلائية فيقولون حسب لهجتهم، "هذا هوه هنانه". الجنوبية. أما اللهجة النجفية، فهي تقترب للريف أكثر، فإنهم يكسرون أول الأفعال في معظم الأحيان، فمثلاً عندما يريد أن يقول "أقول لك"، فإن النجفي يقول: "أگِلَّك"، أو عندما يريد أن يقول: "أضربك"، فإنه يقول: "أضِربك". وعند النجفيين لفظه (چه) أو بصورة أصح (تشه)، وهي تعني، إذن، وأصل هذا المصطلح هو الكلمة الآرامية "كا" والتي تعطي نفس المعنى وتستخدم بنفس الطريقة خاصة قبل الأفعال وهي كلمة مستخدمة إلى حد الآن في القصائد الآرامية. وكلما اتجهت جنوباً تجد اللهجة الريفية العراقية المحببة، وإن معظم شعراء اللهجة العامية العراقية؛ هم من الريف الجنوبي العراقي، واللهجة الريفية الجنوبية واضحة لكل العراقيين. وهي قريبة للهجة النجفية، ولكنها، في الوقت نفسه، تحتوي على كثير من المفردات التي لو راجعتها تجد أصلها فصيح وبليغ، لهذا نبغ الشعراء الريفيين أكثر من أهل المدينة العراقية، وكان صوتهم أروع وأشجى عند قولهم لأشعارهم. ولهجة الريفي، تمتاز ببساطتها، وبسرعتها رغم أن بعض أهل المدينة تصعب عليهم فهم بعض مفرداتها. أما بالنسبة للهجة البصراوية فهي أقرب اللهجات العراقية للهجة الخليجية وتختلف بشكل واضح عن لهجة الريف الجنوبي حيث أنها خليط من اللهجة الخليجية الحضرية والبدوية وبعض المفردات الفارسية والإنكليزية والتركية إضافة إلى تأثّرها بلهجة الريف الجنوبي. اللهجة البصراوية دارجة الاستخدام في البصرة وخصوصاً أهالي البصرة القديمة ولدى العوائل البصرية العريقة وكذلك في الزبير وأبو الخصيب وسفوان وأم قصر وبعض مناطق الناصرية. هذه اللهجة بدأت بالانحسار نسبياً وذلك للهجرة الكثيفة من الريف للمدينة في منتصف القرن الماضي وامتزاجها مع لهجات ريف الجنوب. لهجات كردية. يتكلم كرد العراق لهجتين رئيسيتين من لهجات اللغة الكردية: الأولى هي اللهجة الکرمانجیة الشمالیة العراقية التي تتضمن الكثير من الكلمات المقتبسة من اللغة العربية العراقية. كثير من كرد العراق ينطقون باللهجة الکرمانجیة الشمالیة ويتكلمها غالباً الكرد القاطنين مدينة دهوك العراقية التي تقع أقصى الشمال العراقي، أما اللهجة الثانية وهي سورانية كردية فيتكلمها أهل مدينة اربيل وكذلك سكان محافظة السليمانية المحاذية للحدود الإيرانية. الفلوت هي آلة نفخية مصنوعة من المعدن وغالباً تكون من الفضة وأحياناً من الذهب أو البلاتين ونادراً من الخشب طولها 66 سم ومجالها الصوتي ثلاثة أوكتافات. يصدر الصوت في الفلوت عن ارتطام الهواء الداخل إلى أنبوب الفلوت بالجدار الداخلي لأنبوب الفلوت، وتحتوي على ثمانية ثقوب رئيسية لأصابع اليدين واثني عشر مفتاحاً يتصل كل واحد منها بثقب وعند الضغط على هذه المفاتيح تنتج تغييرات في التدرج الصوتي الموسيقي الصادر من هذه الآلة. طول العمود الهوائي يحدد العلامة الموسيقية لذلك فإنه عند فتح وإغلاق الفتحات الموجودة على سطح الأنبوب يتم تغيير طول العمود الهوائي وبالتالي تغيير العلامة الموسيقية. يعود استخدام الفلوت إلى أواسط القرن التاسع عشر ويعود الفضل في تطوير صناعة هذه الآلة إلى العازف الألماني ثيوبالد بيم، وقد استخدمت في أوروبا ضمن الآلات الموسيقية للفرق العسكرية، وحالياً تستخدم ضمن فرق الآلات النفخية أو فرق الأوركسترا. ويعود تطوير تصميم صماماتها إلى المؤلف الموسيقي ثيوبالدبوهم الألماني تنبيغ الإشارة أو تحويل الإشارة أو نقل الإشارة هي العملية التي يتم من خلالها نقل إشارة كيميائية أو فيزيائية عبر الخلية على شكل سلسلة من الأحداث الجزيئية، أشهرها فسفرة البروتين المحفَّزَة بواسطة كيناز البروتين، والتي تُحدِث في النهاية استجابةً خلويةً. تسمى البروتينات المسؤولة عن كشف المنبهات في العادة مستقبلات، لكن قد يستخدم مصطلح مستشعر في بعض الحالات. تؤدي التغييرات التي يُحدثها ترابط الربيطة (أو استشعار الإشارة) بالمستقبل إلى تسلسل كيميائي حيوي، وهو سلسلة من الأحداث الكيميائية الحيوية التي تعرف بمسار التأشير. تشكل مسارات التأشير حين تتآثر مع بعضها البعض شبكاتٍ تسمح بتنسيق الاستجابات الخلوية، في الغالب بواسطة أحداث تأشير مشتركة. على المستوى الجزيئي، تُحدث هذه الاستجابات تغيرات في نسخ وترجمة الجينات، تغيرات في تعديل ما بعد الترجمة والبنى الخاصة بالبروتينات، وكذلك تغيرات في أماكن تواجدها. هذه الأحداث الجزيئية هي الآلية الأساسية التي تتحكم في نمو الخلية، التكاثر، الأيض والعديد من العمليات الأخرى. لدى الكائنات متعددة الخلايا، تطورت مسارات تنبيغ الإشارة لتنظيم اتصالات الخلية بطرق متعددة ومتنوعة. يُصنَّف كل مكون (أو عقدة) من مسار التأشير تبعا للدور الذي يلعبه بخصوص المحفز الأول. تسمى الربائط بالرسل الأولى في حين أن المستقبلات هي محولات الإشارات التي تُنشِّط المستجيبات بعد استقبال الإشارة. المستجيبات في العادة ذات صلة بالرسل الثانوية والتي يمكنها تنشيط مستجيبات ثانوية وهكذا. اعتمادا على كفاءة العُقَد، يمكن تضخيم الإشارة (مصطلح يعرف بكسب الإشارة) لكي يتمكن جزيء تأشير واحدٍ من توليد استجابة يساهم فيها من مئات إلى ملايين الجزيئات. كما هو الحال بالنسبة لأنواع الإشارة الأخرى، يتميز تنبيغ الإشارات البيولوجية بالتأخير، التشويش، إشارة التغذية الراجعة والتغذية المتقدمة والتداخل ويمكن أن تتراوح هذه الميزات بين مستوى يمكن إهماله إلى مستوى الإصابة بالأمراض. بتطور علم الأحياء الحاسوبي أصبحت دراسة وتحليل مسارات وشبكات التأشير أساسية لفهم الوظائف الخلوية والأمراض، بما في ذلك آليات تعديل أو تغيير مسارات التأشير الكامنة وراء الاستجابات المسببة لمقاومة الدواء. المنبهات. إن أساس توصيل الإشارة هو تحويل منبه معين إلى إشارة كيميائية حيوية. يمكن أن تختلف طبيعة هذه المنبهات بشكل كبير، مثل الإشارات خارج الخلية والأحداث داخل الخلايا. تصنف التنبيهات التي تصل إلى الجهاز العصبي المركزي على أنها حواس، تنتقل هذه التنبيهات من خلية عصبية إلى خلية عصبية أخرى في عملية تسمى الانتقال المتشابك. توجد العديد من آليات نقل الإشارات بين الخلايا الأخرى في الكائنات متعددة الخلايا، مثل تلك التي تحكم عملية التطور الجنيني. الروابط الكيميائية. تشتمل غالبية مسارات توصيل الإشارة على روابط جزيئية والتي تسمح بالارتباط بالمستقبلات التي تؤدي إلى تفعيل الأحداث داخل الخلية. يؤدي ارتباط الجزيء الناقل للإشارة بالمستقبلات إلى حدوث تغيير في شكل المستقبل، تُعرف هذه العملية باسم تنشيط المستقبل. تكون معظم الروابط عبارة عن جزيئات قابلة للذوبان من الوسط خارج الخلوي والتي ترتبط بمستقبلات على سطح الخلية، وتشمل عوامل النمو والسيتوكينات والنواقل العصبية. يمكن أيضًا أن ترتبط المكونات خارج الخلوية مثل الفبرونيكتين والهيالورونان بمثل هذه المستقبلات، بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الجزيئات مثل الستيروئيدات قابلة للذوبان في الدهون، وبالتالي بإمكانها أن تعبر الغشاء البلازمي للوصول إلى المستقبلات النووية. لا تأخذ جميع تصنيفات جزيئات نقل الإشارة في الاعتبار الطبيعة الجزيئية لكل عضو، فمثلًا تنتمي الروائح إلى مجموعة واسعة من الفئات الجزيئية مثلها مثل النواقل العصبية، والتي تتراوح أحجامها من جزيئات صغيرة مثل الدوبامين إلى الببتيدات العصبية مثل الإندورفين، وقد تتناسب بعض الجزيئات مع أكثر مثل الإبينفرين، فهو ناقل عصبي عندما يفرزه الجهاز العصبي المركزي وهرمون عندما يفرزه لب الكظر. القوى الميكانيكية. يشير إلى أن انتشار الأغشية القاعدية في الأنسجة الحيوية إلى أن معظم أنواع الخلايا تتطلب النقل عبر هذه الأغشية للبقاء على قيد الحياة. أدى ذلك لتطوير مسارات النقل الميكانيكي المعقدة، تُنظم مثل هذه الإشارات بشكل أساسي من خلال التصاقات بؤرية في الهيكل الخلوي بجزيئات الأكتين المرتبطة بالإنتغرين، ويمكن لهذه الجزيئات أن تسمح بالتصاق الخلايا المعتمدة على الكالسيوم لتتوسط في عملية النقل الميكانيكي، وتعتبر هذه الأشكال المتخصصة من النقل الميكانيكي داخل الجهاز العصبي هي المسؤولة عن الحواس الميكانيكية: السمع واللمس وحس اللمس العميق والتوازن. الأسمولية. يعد التحكم الخلوي بالضغط الأسمولي أمرًا مهمًا لتحقيق التوازن على جانبي الغشاء الخلوي، وهناك ثلاث طرق يمكن للخلايا من خلالها اكتشاف التغيرات التناضحية: مثل التغيرات في الكثافة الجزيئية، والقوة الشاردية، والتغيرات في خصائص الغشاء البلازمي أو الهيكل الخلوي. يكشف عن هذه التغييرات عن طريق البروتينات التي تُعرف باسم مستقبلات التناضح. الضوء. يتحكم الضوء عند الثدييات في حاسة البصر والساعة البيولوجية اليومية عن طريق تنشيط البروتينات الحساسة للضوء في الخلايا المستقبلة للضوء في شبكية العين. يُكتشف الضوء بواسطة الرودوبسين الموجود في الخلايا العصوية والمخروطية في شبكية العين. أما في حالة الساعة البيولوجية اليومية فيعتبر الميلانوبسين هو المسؤول عن الكشف عن الضوء في الخلايا الشبكية الحساسة للضوء. المستقبلات داخل الخلايا. للمستقبلات داخل الخلايا أنواع مختلفة مثل المستقبلات النووية والمستقبلات السيتوبلازمية. تتكون الروابط النموذجية للمستقبلات النووية من هرمونات غير شاردية مثل هرمونات الستيروئيدات (التستوستيرون والبروجسترون ومشتقات الفيتامينات دي وإيه)، ولنقل الإشارة يجب أن تمر هذه الروابط عبر الغشاء البلازمي عن طريق الانتشار السلبي، وعند الارتباط بالمستقبل تمر الروابط عبر الغشاء النووي إلى النواة، ما يؤدي إلى تغيير في التعبير الجيني. تتميز جميع الهرمونات التي تعمل عن طريق تنظيم التعبير الجيني بأن لها نتيجتان في آلية عملها، إذ تنتج آثارها بعد فترة زمنية طويلة وتستمر آثارها لفترة طويلة من الزمن، وفي النهاية ينخفض تركيزها إلى الصفر، بسبب الدوران البطيء نسبيًا لمعظم الأنزيمات والبروتينات التي من شأنها إما تعطيل أو إنهاء الروابط. تحتوي المستقبلات النووية على مجالات لربط الحمض النووي، تعمل شوارد الزنك على تثبيت ارتباط الحمض النووي عن طريق الاتحاد مع جزيئات الفوسفات. تعتبر مستقبلات الستيروئيدات فئة فرعية من المستقبلات النووية الموجودة داخل سيتوبلازما الخلية. ترتبط هذه المستقبلات بمركبات تحتوي على البروتينات الضرورية لتنشيط المستقبلات من خلال مساعدة البروتين على الانثناء بطريقة يستطيع من خلالها الوصول إلى النواة. مستقبلات حمض الريتينويك هي مجموعة فرعية أخرى من المستقبلات النووية، يمكن تنشيطها بواسطة مركبات خاصة ترتبط بالهرمونات التي تنتجها الغدد الصماء، توجد هذه المستقبلات في النواة وتمارس تأثيرها من خلال الارتباط بتسلسل الحمض النووي. الاستجابة الخلوية. يمكن أن تؤدي الاستجابة الخلوية لتوصيل الإشارة إلى عدة أنواع من العمليات مثل التنشيط الجيني والتغيرات الاستقلابية. يؤدي تنشيط الجينات إلى مزيد من التأثيرات الخلوية، لأن منتجات الجينات المستجيبة تشمل محرضات التنشيط، ويمكن لعوامل النسخ الناتجة عن تسلسل نقل الإشارة تنشيط المزيد من الجينات، ولذلك يمكن أن يؤدي المنبه الأولي إلى التأثير على عدد كبير من الجينات، ما يؤدي إلى أحداث فيزيولوجية مثل زيادة امتصاص الغلوكوز من الدم وانتقال الكريات البيضاء (العدلات) إلى مواقع الإصابة في الجسم. يشار إلى مجموعة الجينات وترتيب تنشيطها لمحفزات معينة باسم البرنامج الجيني. تاريخ. يمكن إرجاع الأفكار الأولى عن توصيل الإشارة إلى عام 1855، عندما اقترح كلود برنارد أن الغدد التي لا تمتلك قنوات مثل الطحال والغدة الدرقية والغدة الكظرية مسؤولة عن إطلاق (إفرازات داخلية) ذات تأثيرات الفيزيولوجية هامة على الجسم. أطلق إرنست ستارلينغ على هذه الإفرازات اسم (هرمونات) في عام 1905، وكان ستارلينغ قد اكتشف بالتعاون مع ويليام بايليس السيكرتين في عام 1902، وعلى الرغم من اكتشاف العديد من الهرمونات الأخرى في السنوات اللاحقة وأهمها الأنسولين، لكن آليات تأثيرها ظلت مجهولة إلى حد كبير. أدى اكتشاف عامل النمو العصبي من قبل ريتا ليفي مونتالسيني في عام 1954، وعامل نمو البشرة بواسطة ستانلي كوهين في عام 1962، إلى رؤى أكثر وضوحًا حول الأساس الجزيئي لإشارات الخلية، وخاصة عوامل النمو. أدت الأبحاث اللاحقة ولا سيما اكتشاف إيرل ويلبر ساذرلاند لأحادي فوسفات الأدينوزين الحلقي في عام 1956 إلى إعادة تعريف تأثيرات الغدد الصماء وآلية هذه التأثيرات. حصل ساذرلاند على جائزة نوبل في الطب وعلم وظائف الأعضاء عام 1971، بينما تقاسم ليفي مونتالسيني وكوهين نفس الجائزة في عام 1986. درس مارتن رودبل في عام 1970 تأثيرات الغلوكاغون على مستقبلات غشاء خلايا الكبد عند الفئران، وأشار إلى أن الغوانوزين ثلاثي الفوسفات يفصل الغلوكاغون عن هذا المستقبل ويحفز البروتين جي الذي يؤثر بشدة على عملية الاستقلاب الغذائي للخلية، وهكذا استنتج رودبل أن البروتين جي يلعب دورًا أساسيًا في طريقة تأثير جزيئات الغلوكاغون على الخلية. حصل رودبل بفضل أبحاثه هذه على جائزة نوبل في الطب وعلم وظائف الأعضاء في عام 1994 بالمشاركة مع ألفريد جي غيلمان. ساهمت كل الأبحاث السابقة في صياغة مفهوم توصيل الإشارة، واستخدم المصطلح لأول مرة في عام 1972. استخدمت بعض المقالات المبكرة مصطلحات نقل الإشارات والنقل الحسي، وبحلول عام 2007 كان قد نشر ما مجموعه 48377 ورقة علمية حول هذا الموضوع. ظهر المصطلح بشكل واضح لأول مرة في عنوان لورقة بحثية عام 1979. كانت أبولو 14 المهمة الثامنة المأهولة في برنامج أبولو الخاصة بالولايات المتحدة، والمهمة الثالثة التي تهبط على سطح القمر والأولى التي تهبط في منطقة المرتفعات القمرية. كانت هذه آخر مهمة من «مهمات إتش»، التي شملت عمليات الهبوط في مواقع محددة ذات أهمية علمية على القمر وقضاء يومين على السطح والقيام بنشاطين قمريين خارج المركبة (إي في إيه أو عمليات السير على القمر). كانت من المقرر في الأصل إطلاق المهمة عام 1970، لكنها أُجِلت نتيجة التحقيق في فشل مهمة أبولو 13 في الوصول إلى سطح القمر، والحاجة إلى إجلاء تعديلات على المركبة الفضائية بسبب لذلك. انطلقت المهمة وعلى متنها القائد آلان شيبرد، وطيار وحدة القيادة والخدمة ستيوارت روزا، وطيار الوحدة القمرية إدغار ميتشل في مهمتهم التي استمرت تسعة أيام يوم الأحد 31 يناير 1971، الساعة 4:03:02 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة. أثناء الرحلة إلى القمر، تغلب الطاقم على أعطال كانت ستؤدي ربما إلى إحباط المهمة مرةً أخرى كما حدث مع أبولو 13، ولربما أدى ذلك إلى نهاية مبكرة لبرنامج أبولو. هبط كل من شيبارد وميتشل على سطح القمر في 5 فبراير في تشكيل فرا ماورو - وهو هدف أبولو 13 في الأصل. خلال مهمتي السير على السطح، جمعا 94.35 باوند (42.80 كيلوجرام) من صخور القمر ونشروا العديد من التجارب العلمية. لم يتمكن شيبرد وميتشل من الوصول إلى حافة الفوهة المخروطية كما كان مخططًا له، ما أثار استياء بعض الجيولوجيين، على الرغم من أنهما اقتربا منها. في أشهر حدثٍ لأبولو 14، ضرب شيبرد كرتين من كرات الجولف كان قد أحضرهما معه. بينما كان شيبرد وميتشل على السطح، بقي روزا في مدار حول القمر على متن وحدة القيادة والخدمة، حيث قام بإجراء تجارب علمية وتصوير القمر، بما في ذلك موقع هبوط مهمة أبولو 16 المستقبلية. جلب معه عدة مئات من البذور، التي نما الكثير منها أثناء العودة، سُميت هذه النباتات بأشجار القمر، والتي جرى توزيعها وزراعتها على نطاق واسع في السنوات التالية. بعد الإقلاع من سطح القمر والنجاح في الالتحام، عادت المركبة الفضائية إلى الأرض حيث هبط رواد الفضاء الثلاثة بأمان على سطح المحيط الهادئ في 9 فبراير. انطلاق المهمة والدخول في مدار حول القمر. انطلقت أبولو 14 من مجمع الإطلاق 39 إيه في مركز كينيدي للفضاء (كيه إس سي) الساعة 4:03:02 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، في 31 يناير 1971. جاء ذلك بعد تأخير الإطلاق بسبب الطقس لمدة 40 دقيقة وثانيتين؛ والذي كان أول تأخير من هذا القبيل في برنامج أبولو. كان موعد الإطلاق الأصلي المخطط له، هو 3:23 مساءً، والذي كان بداية نافذة إطلاق استمرت لأربع ساعات؛ لو لم تُطلق مهمة أبولو 14 أثناء تلك النافذة، لما كان من الممكن أن تنطلق حتى شهر مارس. انطلقت أبولو 12 أثناء طقس السيئ وضرب البرق المركبة مرتين، ونتيجة لذلك وُضعت قواعد صارمة بشأن موعد عملية الإطلاق. كان من بين الحاضرين لمشاهدة الإطلاق نائب الرئيس الأمريكي سبيرو تي أغنيو وأمير إسبانيا، الملك المستقبلي خوان كارلوس الأول. اتبعت المهمة مسارًا أسرع إلى القمر مما كان مُخطط له، وبالتالي اختصرت وقت الرحلة. نظرًا لذلك، بعد أكثر من يومين بقليل من الإطلاق، جرى تقديم مؤقتات المهمة بمقدار 40 دقيقة و3 ثوانٍ لتجري الأحداث اللاحقة في الأوقات المحددة في خطة الرحلة. بعد وصول المركبة إلى مدار حول الأرض، أُطفِئت محركات مرحلة إس 4 بي الثالثة، وأجرى رواد الفضاء فحصًا للمركبة الفضائية قبل إعادة تشغيل محركات المرحلة لبدء عملية الدخول في مدار انتقالي نحو القمر (تي إل آي). بعد تي إل آي، انفصلت وحدة القيادة والخدمة (سي إس إم) عن إس 4 بي، وأجرى روزا مناورة التحويل، إذ أدار سي إس إم لكي تلتحم مع الوحدة القمرية (إل إم) قبل انفصال المركبة الفضائية بأكملها عن مرحلة إس 4 بي. كان روزا، الذي أجرى المناورة عدة مرات، يأمل في تحطيم الرقم القياسي لأقل كمية وقود مُستخدمة في الالتحام. ولكن عندما قرّب الوحدتين من بعضهما برفق، لم تُفعل آلية الإرساء. قام بعدة محاولات خلال الساعتين التاليتين، إذ تجمع مراقبو المهمة وأبدو بنصائحهم. لو تعذر انفصال إل إم عن إس 4 بي، لما تمكن رواد الفضاء من الهبوط على سطح القمر، ومع هذا الفشل المتتالي، كان لينتهي برنامج أبولو. اقترح مركز التحكم بالمهمة أن يحاولوا مرة أخرى مع سحب مسبار الإرساء، على أمل أن يؤدي الاتصال إلى تشغيل وحدة الإرساء. نجح هذا، وفي غضون ساعة انفصلت المركبة الفضائية المُجمعة عن إس 4 بي. وُضعت المركبة على مسار يقودها للهبوط على القمر، وهو ما حدث بعد ثلاثة أيام فقط، ما تسبب في تسجيل اهتزازات في مقياس الزلازل الخاصة بأبولو 12 لأكثر من ثلاث ساعات. كان الطاقم في طريقه للهبوط في منطقة فرا ماورو. في الساعة 60:30 من الوقت المنقضي على الأرض، دخل شيبرد وميتشل الوحدة القمرية لفحص أنظمتها؛ أثناء وجودهم داخلها قاموا بتصوير عملية طرح ماءٍ ملوث خارج سي إس إم، وهو جزء من دراسة عن تلوث الجسيمات استعدادًا لإطلاق محطة سكايلاب. أُجري تصحيحان لمسار المركبة أثناء اقترابها من القمر، إذ أطلِقت المحركات لمدة 10.19 ثواني في التصحيح الأول و0.65 ثانية في التصحيح الثاني. المدار القمري وعملية النزول. بعد 81:56:40.70 من انطلاق المهمة (4 فبراير في 1:59:43 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة؛ 06:59:43 بالتوقيت العالمي المنسق)، جرى إطلاق محرك نظام الدفع الخاص بوحدة الخدمة (إس إم) لمدة 370.84 ثانية لإدخال المركبة في مدار قمري ارتفاع نقطتي أوجه وحضيضه 169 ميل بحري (313 كيلومتر؛ 194 ميل) و58.1 ميل بحري (107.6 كيلومتر؛ 66.9 ميل) تقريبًا على التوالي. أرسل إطلاق ثانٍ للمحركات، بعد 86:10:52 من انطلاق المهمة، المركبة الفضائية إلى مدار ارتفاع نقطتي أوجه وحضيضه 58.8 ميل بحري (108.9 كيلومتر؛ 67.7 ميل) و9.1 ميل بحري (16.9 كيلومتر؛ 10.5 ميل) على التوالي. تم ذلك استعدادًا لإطلاق الوحدة القمرية المُسمى «أنتاريس». كانت أبولو 14 أول مهمة دفع فيها صواريخ سي إس إم وحدة إل إم إلى مدار سفلي - على الرغم من أن أبولو 13 كانت ستفعل ذلك لو لم تُحبط المهمة. جرى القيام بذلك لزيادة مقدار وقت التحليق المتاح لرواد الفضاء، وهو عامل أمان لأن أبولو 14 كانت ستهبط على تضاريس وعرة. بعد الانفصال عن وحدة القيادة والخدمة في المدار القمري، واجهت أنتاريس مشكلتين خطيرتين. أولًا، بدأ حاسوب إل إم باستقبال إشارة إحباط نتيجة تعطل أحد المفاتيح. اعتقدت ناسا أن الحاسوب حصل على قراءات خاطئة مثل هذه نتيجة انفصال قطعة صغيرة من اللحام وطفوها بين المفتاح ونقطة الاتصال، ما أدى لانغلاق الدارة الكهربائية. نجح الحل الفوري – الذي تضمن النقر على اللوحة بجوار المفتاح - لفترة وجيزة، ولكن سرعان ما انغلقت الدارة مرة أخرى. إذا تكررت المشكلة بعد إطلاق محرك النزول، فسيعتقد الحاسوب أن الإشارة حقيقية وسيبدأ تلقائيًا بإحباط العملية، ما سيتسبب في انفصال مرحلة الصعود عن مرحلة الهبوط وعدوتها إلى المدار. سارعت ناسا وفرق البرامج في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لإيجاد حل. كان البرنامج غير قابل للتغير، ما منع إرسال تحديثات إليه من الأرض. تضمن الإصلاح جعل النظام يعتقد أن الإحباط حدث بالفعل، ليتجاهل إشارات الإحباط الآلية الواردة. لن يمنع هذا رواد الفضاء من قيادة المركبة، لكن إذ أصبح هناك حاجة لإحباط المهمة، فقد يضطرون إلى فعل ذلك يدويًا. أدخل ميتشل التغييرات قبل دقائق من إطلاق المحرك كما هو مخطط له. وقعت مشكلة ثانية أثناء عملية النزول باستخدام المحركات، عندما فشل رادار الهبوط الخاص بإل إم في التركيز تلقائيًا على سطح القمر، ما منع حاسوب الملاحة من الحصول على معلومات ضرورية حول ارتفاع المركبة وسرعة الهبوط العمودي. بعد أن قام رائدا الفضاء بتدوير قاطع رادار الهبوط، نجحت الوحدة في الحصول على إشارة على ارتفاع 22000 قدم (6700 متر) من سطح القمر. تطلبت قواعد المهمة إحباط عملية الهبوط إذا فشل رادار الهبوط على ارتفاع 10000 قدم (3000 متر)، على الرغم من أن شيبرد ربما كان سيحاول الهبوط بدونه. بواسطة رادار الهبوط، وجه شيبرد وحدة إل إم للهبوط الذي كان الأقرب إلى الهدف المقصود في المهمات الست التي هبطت على القمر. عمليات سطح القمر. قال شيبارد، بعد أن نزل على سطح القمر، «لقد مرّ وقت طويل، لكننا وصلنا». بدأ أول نشاط خارج المركبة الفضائية في الساعة 9:42 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (14:42 بالتوقيت العالمي المنسق) في 5 فبراير 1971، بعد أن تأخر بسبب مشكلة في نظام الاتصالات ما أدى لتأخير العملية خمس ساعات بعد الهبوط. خلال أول نشاط خارج المركبة، أمضى رائدا الفضاء معظم الوقت في تفريغ المعدات، ونشر حزمة تجارب أبولو القمرية (إيه إل إس إي بّي) والعلم الأمريكي، بالإضافة إلى إعداد وتحميل ناقل المعدات المعياري (إم إي تي). تم بث هذه الأنشطة عبر شاشات التلفاز، على الرغم من أن جودة البث كانت سيئةً خلال الجزء الأخير من النشاط خارج المركبة. قام ميتشل بنشر خطوط تجربة الزلازل النشطة (إيه إس إي)، إذ قام بنشر خطين بطول 310 قدم (94 مترًا) من محطة إيه إل إس إي بّي المركزية. ثم أطلق متفجرات أنتجت اهتزازات ساعدت العلماء على فهم عمق وتكوين الحطام الصخري القمري. من أصل 21 متفجرًا، فشل خمسة في الانفجار. أثناء عودتهم إلى الوحدة القمرية (إل إم)، جمع رائدا الفضاء ووثقا عينات قمرية، والتقطا صورًا للمنطقة. استمر أول نشاط خارج المركبة 4 ساعات و47 دقيقة و50 ثانية. فوجئ رائدا الفضاء بوعورة سطح القمر حيث هبطا، إذ توقعا أن تكون التضاريس أكثر استواءً، ما مثّل مشكلةً خلال النشاط الثاني خارج المركبة، حين انطلقا نحو فوهة كون حاملين ناقل المعدات المعياري. بدت الفوهات التي خطط شيبارد وميتشل لاستخدامها للملاحة مختلفةً تمامًا عن الخرائط التي التُقطت من المدار القمري. بالإضافة إلى ذلك، فقد بالغا باستمرار في تقدير المسافة التي قطعاها. لم يستطع مركز التحكم ومسؤول الاتصال مع الكبسولة (كابكوم)، فريد هايس، رؤية أي شيء من هذا، لأن الكاميرا التلفزيونية بقيت بالقرب من الوحدة القمرية، لكنهم كانوا قلقين مع مرور الوقت. صعد رائدا الفضاء على أحد التلال التي توقعا أن تكون حافة الفوهة، لكن تبين أنه هناك المزيد من التضاريس وراءها. على الرغم من أن ميتشل كان يتوقع بشدة أن الحافة قريبة، أصبح رائدا الفضاء منهكان جسديًا. أمرهم هايس بأخذ عينات من موقعهما ثم البدء في العودة نحو الوحدة القمرية. أظهر تحليل لاحق باستخدام الصور المُلتقطة أن رائدا الفضاء وصلا إلى نقطة تبعد 65 قدمًا (20 مترًا) فقط عن حافة الفوهة. أظهرت صور التُقطت باستخدام مستكشف القمر المداري (إل آر أوه) مسارات رائدا الفضاء وناقل المعدات المعياري على بعد 30 مترًا من الحافة. أكدت الصعوبات التي واجهها شيبارد وميتشل الحاجة إلى وسيلة نقل على سطح القمر مع نظام ملاحة، وقد خُطط بالفعل لاستخدام مركبة قمرية متجولة في مهمة أبولو 15. بمجرد عودة رائدا الفضاء إلى المنطقة المجاورة للوحدة القمرية وظهورهما مرةً أخرى عبر الكاميرا التلفزيونية، قام شيبارد بأمر خطط له لسنوات قبل وصوله إلى القمر. أحضر شيبارد معه كرتي جولف ورأس مضرب جولف قام بإرفاقه بمقبض أداة جمع عينات. قام شيبارد بعدة ضربات بيد واحدة (بسبب المرونة المحدودة لبدلته الفضائية) وصرخ قائلًا أن الكرة الثانية قطعت «أميالًا وأميالًا وأميالًا» في الجاذبية القمرية المنخفضة. ثم رمى ميتشل أداة جمع العينات كما لو كانت رمحًا. انتهى المطاف بـ «الرمح» وإحدى كرات الجولف معًا في إحدى الفوهات. في مقابلة مع نادي أوتاوا جولف، ذكر شيبارد أن الكرة الأخرى سقطت بالقرب من إيه إل إس إي بّي. استغرق النشاط الثاني خارج المركبة 4 ساعات و34 دقيقة و41 ثانية. أعاد شيبارد المضرب، ومنحه لمتحف يو إس جي إيه في نيوجيرسي، وطلب صنع نسخة طبق الأصل قدمها للمتحف الوطني للطيران والفضاء. في فبراير 2021، احتفالًا بالذكرى الخمسين لمهمة أبولو 14، أنتج خبير التصوير آندي سوندرز، الذي عمل سابقًا لإنتاج أوضح صورة لنيل أرمسترونج على القمر، صورًا جديدة محسّنة رقميًا استُخدمت لتقدير أماكن سقوط الكرتين. سقطت الأولى على بعد نحو 24 ياردة من «نقطة الانطلاق»، بينما سقطت الثانية على بعد 40 ياردة. العينات القمرية. جمع رائدا الفضاء 94 باوند (43 كيلوجرام) من الصخور القمرية، أو العينات القمرية، خلال مهمة أبولو 14. معظمها من صخور المدملكات، التي هي صخور مكونة من شظايا صخور أخرى أقدم. تتشكل المدملكات عندما تؤدي الحرارة وضغط التصادمات النيزكية إلى اندماج شظايا الصخور الصغيرة معًا. جُمع عدد قليل من صخور المدملكات البازلتية. تحتوي صخور أبولو 14 البازلتية على كمية أكبر بشكل عام من الألومنيوم والبوتاسيوم مقارنةً بالصخور البازلتية الأخرى. تشكلت معظم صخور البحار القمرية البازلتية التي جُمعت خلال مهمات أبولو قبل 3 إلى 3.8 مليار سنة. تشكلت صخور أبولو 14 البازلتية قبل 4 إلى 4.3 مليار سنة، وهي أقدم من الأنشطة البركانية التي حدثت في مواقع بحار القمر التي استكشفها رواد الفضاء خلال برنامج أبولو. في يناير 2019، أظهرت الأبحاث أن صخرة بيج بيرثا، التي تزن 19.837 باوند (8.998 كيلوجرام)، تتمتع بخصائص تشير إلى أنها نيزك أرضي على الأرجح. تم تأكيد وجود الجرانيت والكوارتز، اللذان يوجدان بوفرة على الأرض على عكس القمر، في صخرة بيج بيرثا. لتحديد عمر الصخرة، فحص فريق بحثي من جامعة كيرتن الزركون المعدني الموجود في هيكل الصخرة. قال الباحث ألكسندر نيمشين: «من خلال تحديد عمر الزركون الموجود في العينة، تمكنا من تحديد أن عمر الصخرة هو أربع مليارات سنة تقريبًا، ما يجعلها مشابهةً لأقدم الصخور الموجودة على الأرض»، وقال أن «التركيب الكيميائي للزركون في هذه العينة مختلف تمامًا عن تركيب الزركون في العينات القمرية الأخرى التي تم تحليلها، ويشبه كثيرًا تركيب الزركون الموجود على الأرض». هذا قد يعني أن صخرة بيج بيرثا هي أول نيزك أرضي مُكتشف وأقدم صخرة أرضية معروفة. الثورة البلشفية أو ثورة أكتوبر (في 25 أكتوبر، أو 7 نوفمبر بالتقويم الجديد) كانت المرحلة الثانية من الثورة الروسية عام 1917 قادها البلاشفة تحت إمرة فلاديمير لينين وقائد الجيش الأحمر ليون تروتسكي وكامل الحزب البلشفي والجماهير العمالية بناءً على أفكار كارل ماركس وتطوير فلاديمير لينين؛ لإقامة دولة اشتراكية وإسقاط الحكومة المؤقتة. وتعد الثورة البلشفية أول ثورة شيوعية في القرن العشرين الميلادي، أسفرت الثورة عن قيام الاتحاد السوفيتي الذي أصبح لاحقاً إحدى القوى العظمى في العالم بجانب الولايات المتحدة. الأسباب. كانت سياسات الحكومة الروسية المؤقتة قد دفعت البلاد إلى حافة الكارثة. اضطرابات في الصناعة والنقل، وازدادت الصعوبات في الحصول على أحكام، وانخفض إجمالي الإنتاج الصناعي في عام 1917 بنسبة تزيد على 36 في المئة عما كان عليه في العام 1916. في الخريف، ما يصل إلى 50 في المئة من جميع الشركات تم إغلاقها في جبال الأورال، ودونباس، والمراكز الصناعية الأخرى، مما أدي إلى ارتفاع معدلات البطالة. وفي الوقت نفسه، ارتفعت تكاليف المعيشة بشكل حاد. وتراجعت الأجور الحقيقية للعمال نحو 50 في المئة عما كانت عليه في عام 1913. وكانت ديون روسيا في أكتوبر 1917 ارتفعت إلى 50 مليار روبل. هذا وتشكل الديون المستحقة للحكومات الأجنبية أكثر من 11 مليار روبل. كان البلد يواجه خطرالإفلاس، تسلسل الأحداث. يوم 8 فبراير عام 1917, أضرب عمال مصانع بوتيلوف للتعدين في بيتروجراد عن العمل، وفي الخامس والعشرين من الشهر نفسه تحول الأمر إلى إضراب عام. في السادس والعشرين. أمر القيصر بإطلاق النار على المتظاهرين؛ وفي اليوم التالى رفضت القوات الرادعة للمتظاهرين - حتى طلبة المدرسة الحربية - إطلاق النار وانضمت إلى الشعب. في هذا الوقت كونْ البرلمان - أى المجلس الذي يمثل الامبراطورية - حكومة مؤقتة لإعادة النظام إلى البلاد، ولحاولة إنقاذ الملكية بمطالبة القيصر بالتنازل عن العرش لصالح أخيه ميشيل. إلا أن رفض هذا الأخير تولى العرش أوقع روسيا في مأزق ازدواج السلطة بين الحكومة المؤقتة النابعة من المجلس المثل للإمبراطورية ومجالس العمال والجنود (السوفيت) التي تكونت أثناء الإضرابات ومحاولات القمع التي أجهضت. في 10 مارس عام 1917، وعقب حدوث إضرابات جديدة في بيتروجراد، أطلق الحاكم العسكرى النار على الجماهير، لكن فرق الحرس العسكرى في المدينة أخذت تتمرد الواحدة تلو الأخرى. أما القوات التي تم استدعاؤها من الجبهة للقضاء على حركة التمرد هذه فقد منعها عمال السكة الحديد من الوصول إلى العاصمة. أخذ سوفييت المدينة يُنظمون الدفاع عن حركتهم على الرغم من استمرار الحصار على المدينة من قبل الحكومة المؤقتة التي رأسها الأمير لفوف ومن بعده كيرنسكى الاشتراكى. تم القبض على القيصر وعائلته عند استدعائه للسفر إلى إنجلترا يوم 16 مارس. في الثالث من إبريل عام 1917 وصل لينين إلى بيتروجراد بعد قضاء وقت طويل في منفاه بسويسرا؛ في هذا اليوم أطلق أول أوامره قائلا بإعطاء «كل السلطة للسوفييت». ورغم أن حزب لينين البلشفي كان يمثل أقلية شديدة وسط السوفييت، إلا أن مظاهرة من 500 ألف شخص خرجت على أثر هذه الكلمة في الرابع من يوليو. رد كيرنسكي على ذلك بإطلاق النار من جديد على الجماهير، حيث أصاب 400 فرداً بين قتيل وجريح؛ وانصب القمع على البلاشفة حتى أمرت الحكومة بالقبض على لينين ليعود مرة أخرى إلى حيز الظلام. في مذكرة دبلوماسية في 1 مايو، قام وزير الشؤون الخارجية باقل ماليكوف وأعرب عن رغبة الحكومة المؤقتة في استمرار تعهداتها بالنسبة الي الحلفاء واستمرار الحرب ضد قوات المحور لحين خروج روسيا منتصرة " مما اثار سخط واسع النطاق. في الفترة ما بين 1 إلى 4 مايو حوالي 100,000 من العمال والجنود في بطرسبرغ، وبعدهم العمال والجنود من المدن الأخرى، بقيادة البلاشفة، قاموا بمظاهرات تحت لافتات كتب عليها "تسقط الحرب" و"كل السلطة للسوفيات" وأوقعت المظاهرات الحاشدة الحكومة الانتقالية في أزمة. يوم 1 يوليو حوالي 500,000 من العمال والجنود في سانت بطرسبرغ تجمهروا رافعين شعارات "كل السلطة للسوفيات"، "فلتسقط الحرب" و"فليسقط عشرة وزراء للرأسمالية." الحكومة المؤقتة تفتح هجوما ضد الألمان في 1 يوليو تموز ولكنه سرعان ما انهار. وعززت الأنباء عن الهجوم وانهياره نضال العمال والجنود. وبدأت أزمة جديدة في الحكومة المؤقتة في 15 يوليو. بدأ العمال والجنود في مظاهرة عفوية يوم 16 يوليو مطالبين بسلطة أكبر للسوفيات، قامت اللجنة المركزية بالحزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي وفرت القيادة للحركات العفوية. في 17 تموز / يوليو، وشارك أكثر من 500,000 شخص في تظاهرة سلمية في سانت بطرسبرغ. الحكومة المؤقتة، وذلك بدعم من المناشفة قامت بهجوم مسلح ضد المتظاهرين. 56 اشخاص لقوا مصرعهم واصابة 650. بدأت مؤامرة ضد الحكومة، بقيادة الجنرال كورنيلوف الذي كان القائد العام للقوات المسلحة منذ 18 يوليو الذي اعترض علي سياسة كيرينسكي الرامية إلى ما وصفه بحل الجيش والهزيمة في الحرب وقاد الوحدات المخلصة له إلى سانت بطرسبرغ ليطيح بالحكومة المؤقتة. واستجابة لنداء البلشفية، بدأت الطبقة العاملة موسكو إضراب بحوالي 400000 عامل. واجتاحت موسكو موجة من الإضرابات والمظاهرات احتجاج من قبل العاملين فيكييف،خاركوف ،نيجني نوفغورود ،ايكاترينبرج وغيرها من المدن. في 25 أغسطس اليميني كورنيلوف بدأ تمردا عسكريا وبدأ يتحرك في اتجاه سانت بطرسبرغ . وناشدت اللجنة المركزية ب الحزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي في 27 أغسطس العمال والجنود والبحارة الاتجاه لبطرسبرغ للدفاع عن الثورة. الحزب البلشفي قام بتعبئة وتنظيم الشعب لهزيمة التمرد وأتجه الحرس الأحمرالي العاصمة، والتي بلغ عدد قواته حوالي25000 مقاتل بالإضافة الي حامية للمدينة، وقام كل من بحارة اسطول بحر البلطيق، وعمال السكك الحديدية، والعمال في موسكو ، و دونباس ، جبال الأورال ، والجنود في الجبهة وفي العمق الذين تمكنوا من هزيمة الجنرال كورنيلوف قائد التمرد وهزيمته التي تمت على أيدي عمال غير منظمة ولكن ذلك دل علي ضعف الحكومة المؤقتة التي اضطرت للاستعانة بالبلاشفة، في حين يدل على قوة البلاشفة وادي الي زيادة سلطتهم. في 30 أغسطس. انتحر الجنرال كريموف وفي اليوم نفسه تم عزل كورنيلوف وتقديمه للمحاكمة. في 31 أغسطس، وللمرة الأولى، صوّت سوفييت بيتروجراد من أجل حل البلشفية.؛ ومنذ هذه اللحظة أصبحت الحركة.الثورية غير قابلة للإخماد. واكتسح البلاشفة انتخابات اتحاد العمال (السوفيات)من بريانسك، سمارة، ساراتوف ، مينسك وكييف و طشقند ، وغيرها من المدن. في يوم، 1 أيلول / سبتمبر، تلقت اللجنة التنفيذية المركزية للسوفييت طلبات من 126 من مجالس السوفيات المحلية حثها على الاستيلاء على السلطة في يديها الخاصة. سبتمبر وأكتوبر 1917، كانت هناك اضربات من قبل العمال في موسكو وسانت بطرسبرغ وعمال المناجم من دونباس ، و الحدادين من جبال الأورال ، وعمال النفط في باكو ، وعمال الغزل و النسيج، وعمال السكك الحديدية في 44 من خطوط السكك الحديدية. في هذه الأشهر وحدها أكثر من مليون عامل شاركوا في الإضراب. قام العمال بالسيطرة على الإنتاج والتوزيع في العديد من المصانع. في 10 أكتوبر 1917 اللجنة المركزية للبلاشفة صوتت 10 ضد 2 لقرار قائلا ان"انتفاضة مسلحة أمر لا مفر منه، وبأن الوقت قد حان لذلك تماما". أصدر كيرينسكى أمراً علّيا بحل لجان مقاومة العمال ونزع أسلحتهم. وفي 18 أكتوبر، لم يعد الحرس العسكرى في بيتروجراد يعترف بالحكومة المؤقتة: «لن نطيع بعد ذلك إلا الأوامر الصادرة من سوفييت بيتروجراد بواسطة المجلس العسكرى الثورى». في يوم 23 أكتوبر 1917، قام الثوار اليساريين تحت قيادة جيان بانتفاضة في تالين ، عاصمة استونيا. في 25 أكتوير، ووفقا للخطة التي وضعها لينين في السر، استولى «الحراس الحُمر» على عاصمة روسيا، وفي مقاومة غير فعالة من قبل كيرينسكي والحكومة المؤقتة.، تمكن البلاشفة من الاستيلاء على المرافق الحكومية الرئيسية، وعلى محطات السكة الحديد ومكاتب البريد والتلغراف، وعلى السنترال الكهربائى والمطابع الكبرى وبنك الدولة، وذلك دون إطلاق رصاصة واحدة. في ليلة 26/25 أكتوبر تم إطلاق الهجوم على القصر الشتوي للقيصر الذي كان يحرسه القوزاق وكتيبة من النساء الذي تمت السيطرة عليه بدون مقاومة تذكر. اعلنت الحكومة الجديدة التي شكلها البلاشفة خروج روسيا من الحرب العالمية ورغبتها في توقيع اتفاقية انفصالية مع ألمانيا. كما اصدر البلاشفة الذين اغتصبوا السلطة في البلاد مراسيم تقضي بمصادرة أراضي كبار الاقطاعيين ومعامل الرأسماليين بالإضافة إلى إعلان حق شعوب الإمبراطورية الروسية بالانفصال عنها. في وقت لاحق للثورة تم من قبل حكومة الاتحاد السوفياتي تصوير الأحداث في أكتوبر باعتبار وقوع أضرارا أكبر بكثير مما كانت في الواقع كان. غادر كيريتسكى المدينة تحت حماية السفارة الأمريكية لكى يحاول أن يأتى بقوات الجيش من الجبهة ختى تقضى على ثورة بيتروجراد. أما لينين فقد خرج من الظلام في الساعة الثالثة بعد الظهر، ليظهر في سمولنى حيث اتخذ السوفييت مقرا لهم برئاسة تروتسكى وبدا بتحية الانقلاب السلمى والمنتصر الذي حققه العمال وحرس بيتروجراد؛ ثم ألقى ثلاث كلمات تأسست عليها الثورة الاشتراكية: في الساعة التاسعة مساء ألغى الجنرال تشيريمينوف أوامر تحريك قوات الجيش نحو بيتروجراد منفذا بذلك أولى مقتضيات استيلاء المجلس الثورى على السلطة. في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، تم الهجوم على قصر الشتاء حيث تجمع وزراء الحكومة المؤقتة. وتم الاستيلاء عليه والقبض على الوزراء. في هذه اللحظة تجمْع بعض النهاب لسرقة محتويات القصر، لكن قادة الهجوم هددوا بإطلاق الرصاص فوراً على أى شخص تسول له نفسه أن يسرق ما أصبح من تلك اللحظة فصاعدا «ملكا للشعب». في 12 نوفمبر عام 1917 أجريت في روسيا الانتخابات في الجمعية التأسيسية (البرلمان). لكن الحزب البلشفي لم يحصل فيها على أغلبية الأصوات، كما عول على ذلك. وبعد رفض نواب البرلمان اقرار المراسيم الصادرة عن الحكومة البلشفية تم حل الجمعية التأسيسية بالقوة في يناير عام 1918، الأمر الذي اثار احتجاج القوى الديموقراطية في البلاد. لكن البلاشفة أمروا بإطلاق النيران على المظاهرة السلمية مما أدى إلى مقتل 21 شخصا على الأقل. اهدافها. تحقيق المساواة بين فئات الشعب كافة من جميع النواحي والقضاء على الرأسمالية الإقطاعية وتحقيق الاشتراكية والعمل الاشتراكي الموحد القائم على برنامج بلشفى صاغة لينين في نقاط ثلاثة ألا وهي: إقامة السلام وإعطاء الأراضى إلى القلاحين والسلطة إلى العمال، مما يرد على الآمال العميقة لشعب باكمله. 1 - السلام «العادل والديمقراطى» الذي طالب به لينين يعد سلاما حاسما أي أنه لا يستتبع أية قوة من قبل القوميات الأجنبية، كما أنه يجب أن يكون فورياً. ومن سوء النية القول بأن لينين «خان» المعاهدة مع فرنسا بتقويضه الجيش الروسى، فهذا الجيش الهائل الذي كان يضم عشرة ملايين رجل، كان قد خسر أصلا 2 مليون من رجاله بالموت و 4 مليون بالإصابة؛ بل إن 2 مليون آخرين من الجنود كانوا قد فروا من هذا الجيش بعد فشل «هجوم 14 يونيو سنة 1917» على الدنيبر ضد المجريين - النمساويين، ء وبعد زحف الألمان على بحر البلطيق وصولا إلى خليج ريجا. ومن قادة الجيش القيصري الرئيسيين الجنرال دراجوميروف الذي كتب في مايو 1917 في تقرير له قائلا: لم يقوض لينين إذن بالمرة قدرة الجيش على الوثب والوصول إلى ألمانيا، بل سجل الأمنية العميقة لهذه الملايين من الجنود - وأغلبيتهم من الفلاحين - الذين كف جيشهم عن وجوده العملى. كما أوضح لهم ما يمكن أن تكون عليه أهداف السلام الحاسم دون أية أغراض استعمارية. بما أنه لم تستجب أية قوة غربية لهذه الدعوة إلى سلام حقيقى، وبما أن الجيش الروسى كان قد انتهى من معاركه، فقد وقّع لينين في 3 مارس 1918 معاهدة السلام مع ألمانيا في برست - ليتوفسك. ومع أن شروط هذه المعاهدة كانت قاسية إلا أن لينين قبل كل التنازلات المطلوية عن الأراضى لأنه كان مقتنعا أن شعوب أوروبا سوف تثور ضد الحرب وتتبع النموذج الروسي. وفي الحقيقة، إن العدوى الثورية قد اجتاحت الإمبراطورية الألمانية عام 1918 وفرضت السلام؛ وفي 4 نوفمبر تجمع بحارة كييل وكونوا سوفييتاً من العمال والجنود. حتى اشتعلت الثورة في ميونخ في السابع من الشهر نفسه. وفي صباح اليوم التالى استولى مجلس نواب الشعب على السلطة في برلين. ثم انعقد مؤتمر لمجالس العمال والجنود الألمان يوم 10 نوفمبر في ريجا قبل أن تضطر ألمانيا كلها إلى الاستسلام يوم 11 نوفمبر. وفي 13 نوفمبر طالب المجلس التنفيذى الروسى بإلغاء معاهدة برست - ليتوفسك. 2 - إعطاء الأراضى للفلاحين  ٠ ٍ أثناء صيف عام 1917، عمت أحداث التمرد الريفية البلاد وتغير طابعها، بعد أن استمرت عدة سنوات داخل الإمبراطورية. انتشرت هذه الأحداث لأنه لم يخرج عن نطاق حركة التمرد العامة سوى 8% من الأراضى الروسية؛ أما طابعها فقد تغير لأنها لم تعد أحداثاً وليدة اللحظة وقاصرة على قطع الطرق والتدمير (مثل حرق القصور والمحاصيل واغتيال كبار ملاك الأراضى ... إلخ) بل تحولت شيئاً فشيئاً. ومع تكوين مجالس الفلاحين، إلى فعل منظم وبنّاء تجسد في احتلال واستغلال أراضى الدولة التي تمت السيطرة عليها إلى جانب زراعة الأراضى المعفاة من ذلك للراحة السنوية وزراعة الأراضى غير المستغلة بالقدر الكافى. هكذا لم يقدم الأمر الصادر بتمليك الأراضى للفلاحين شيئا سوى أنه أعطى شكلاً رسمياً لما كان قد حدث بالفعل، ووجه الممارسة الريفية الموجودة من الأصل. رغم الانتقادات العنيفة التي وجهها شركاء لينين أنفسهم إليه، إلا أنه لم يسع إلى فرض البرنامج الزراعى البلشفئ بل على العكس، قبل مطالب الفلاحين الفقراء ووافق على البرنامج الذي اعترض عليه، سابقا، خصومه الاشتراكيون (الاشتراكيون الثوريون) بهدف حماية الفلاحين من الوصول إلى الاعتراف بالبرنامج الشيوعى للجمعيات التعاونية الزراعية إلا إذا كان ذلك تأسيساً على تجربتهم الخاصة وبعد فترة طويلة من المحاولة والخطأ. 3 - التحكم العمالى منذ مذابح لونا عام 1912 التي كان لها أثر عظيم على روسيا كلها، وهذه الفكرة الأساسية آخذة في الرسوخ في المراكز الصبناعية كلها. في 4 أبريل عام 1912, وعقب إضراب متاجم الذهب في لونا بسبب طول فترة العمل اليومى (التي حددها القانون عام 1897 بإحدى عشرة ساعة ونصف) ومجموع الظروف المعيشية لعمال المناجم، تلقت قوات الجيش الأمر بإطلاق التار على المتظاهرين. وكان لهذه المذبحة دلالة شديدة العمق بسبب انتماء تلك المناجم إلى إحدى كبرى الشركات الاحتكارية؛ ألا وهي «جمعية صناعة الذهب بلونا» والتي كانت الشركة الإنجليزية Lena Goldfields أو حقول ذهب لونا، تمتلك أكثر من 70% من أسهمها. ويما أن شخصيات رفيعة الشأن - ومنهم الإمبراطورة مارى فيدوروفنا أرملة الكسندر الثالث - كانت تمتلك أسهما في هذا المشروع فقد انطلقت النيران فورا لتردى 270 قتيلا و 75 جريحا. وقامت مظاهرات ثورية من بيتروجراد إلى موسكو حتى تمرد عمال روسيا كلهم على هذا الوضع بالإضراب العام في اليوم الأول من شهر مايو. منذ هذا الوقت، أخذ الكفاح العمالى مكانة وصورة نضالية متزايدتين. كذلك أخذت ضرورة تحكم العمال في الصناعة تفرض وجودها حتى حدوث الإضراب الحاسم الذي قام به عمال التعدين التابعون لمصانع بويتلوف في بيتروجراد في ١8 فبراير 1917؛ ذلك الإضراب الذي نتج عنه إضراب عام في الخامس والعشرين من الشهر نفسه. الأمر إذن لا يتعلق بالمرة بمؤامرة ما أو بانقلاب جريء للاستيلاء على الحكم، فما حدث هو ثورة شعب بكامله ليفتح المنظور من أجل نظام إنسانى جديد. وقد أشار أناتول فرانس وبول لانجفان ورومان رولان في فرنسا إلى الدلالة التاريخية العالمية لهذه الثورة. وفي إنجلترا، كتب برتراند راسل في كتيب مناهض للبلشفية يقول: . وفي الحقيقة. وعلى الرغم من التغيرات التي طرأت فيما بعد لإعادة فحص الدلالة الأصلية لهذه الثورة. فإنها تعد في حد ذاتها ثورة جذرية وجديدة بالمقارنة بكل الثورات الأخرى. فإعلان الاستقلال الأمريكى طالب بمساواة عالمية بين البشر في حين اُحتفظ بعبودية السود لمدة قرن بعد ذلك. وكذلك طالب إعلان حقوق الفرد والمواطن الصادر عن الثورة الفرنسية بالمساواة نفسها في الوقت نفسه الذي كان هذا الإعلان فيه بمثابة مقدمة لدستور يسن حق التصويت وفقاً لثروة الفرد، قاصراً بذلك هذا الحق على ريع الفرنسيين فقط. هكذا كفل الإعلان الأول امتيازات البيض وكفل الثاتى امتيازات الملاك. أما ثوزة أكتوير فقد ألغت لأول مرة الامتيازات كلها سواء كانت خاصة بملكية الأرض أو بأرباب العمل أو بالحكام الذين يقومون بغارت للنهب والسلب. من هنا ندرك سبب الغضب والكراهية التي أخذ أصحاب الامتيازات يكنونها لهذه الثورة. فقد كانت أسطورة الرعب الثورى تطاردهم منذ الأيام الأولى لحركات التمرد العمالية. وبالتالى أصبح أي تغيير في النظام القائم - أو أي ثورة عليه - يمثل بالنسبة لهم شكلاً من أشكال «قطع الطريق» للاستيلاء على ثرواتهم وتقسيمها. لذلك كانت الشعارات المناهضة للثورة الجديدة جاهزة قبل قيامها بحوالى قرن كامل؛ فعلى سبيل المثال قال الوزير الفرنسى مارى عن الحواجز التي أقامها العمال في باريس عام 1848 عقب تمردهم ضد إغلاق «الورش الوطنية» التي كانت توفر العمل والطعام، إنها لقد تحدث البابا بيا التاسع عن الثورة على أنها «طاعون أحمر». كما صرخ دوق مورنى وهو الاخ غير الشقيق لنابليون الثالث قائلا : . وبعد كومونة باريس، صاغ تان تعريفا آليا لأية ثورة قائلاً : . في الحقيقة إن هذا «الخوف الكبير» لم يدم إلا خمسة أيام في عام 1848، وثلاثة شهور مع الكومونة عام 1871 أما في روسيا فقد دام سبعين عاما. في عام 1917 لخص سيرج دى شاسان المراسل الخاص "لصدى باريس" و«توضيح» الهجوم على الثورة في مقالته «نهاية العالم الروسى»: هكذا اجتمعت المخاوف والكراهية كلهاء سواء تلك الموجهة ضد الاشتراكية أو ضد «الهمجية الشرقية»، كما لو كانت تشير إلى تنبؤات قديمة، مثل نبوءة إرنست رينان الشهيرة التي أعلن فيها عن الساعة التي «سوف يقود فيها العبد وراءه قطيع آسيا الوسطى من خلفاء جنكيز خان وتيمورلنك؛ مثل تنين نهاية العالم الذي يكتسح ذيله الجزء الثالث من النجوم». كما كتب ماركيز كوستين رائد هذا النوع من الإسقاطات النمطية للتعبير عن الخوف، عام 1839 في كتابه «روسيا عام 1839». صيغة اتهام ثورة أكتوير عام 1917 قائلاً: ويصلح هذا السيناريو المجهز مسبقا؛ والذي لم يمكن تجاوزة لمدة أكثر من قرن من الزمن، ليكون بمثابة نموذج يقود «المعلومات» المتعلقة بالثورة الروسية، تماما كما صلح لهذه المهمة مع ثورات عام 1848 في فرنسا ومع كومونة باريس. ومن ملصقات الدعاية التي تلخص أساليب التأثير على الرأى كلها، الملصق الخاص ب «الرجل ذو السكين بين أسنانه» والذي أصبح بورتريهاً آلياً للشخص الثورى في كل الأزمنة إلا أنه لعب دورا تاريخيا في حملات عام 1919 ضد روسيا. وبفضل العزف على هذه التيمة في صحافة هذا العصر تمت «فبركة» - في نوفمير 1919 - انتخابات الغرفة التي لا يمكن العثور عليها، غرفة «الافق الأزرق»، تلك الغرفة التي جلبت لفرنسا ردة اجتماعية أعادتها إلى مرحلة ما قبل المكاسب الإنسانية التي حدثت في بداية القرن. السوفيت وذكرى هذا اليوم. يستخدم التعبير الأكتوبر الأحمر Красный Октябрь, Krasnyry Oktyabr أيضاً للإشارة إلى حدث في الشهر. أعطي هذا الاسم بالترتيب لمصنع صلب أدى خدمات ملحوظة في معركة ليننغراد، ومصنع حلويات موسكو مشهور جداً في روسيا وغواصة سوفيتية خياليه في رواية صيد أكتوبر الأحمر أو اصطياد أكتوبر الأحمر. 7 نوفمبر هو العيد السنوي لثورة أكتوبر وهو إجازة رسمية في الإتحاد السوفيتي وما زال الاحتفال به في روسيا البيضاء قائماً. تحدد ثورة أكتوبر لسنة 1917 البداية لأول حكومة شيوعية في روسيا. وبعد ذلك أصبحت روسيا الاتحاد السوفيتي والذي ظل موجوداً حتى تفككه في عام 1991. جمعية موناكو الرياضية لكرة القدم ، وغالباً ما يعرف اختصاراً باسم نادي موناكو ، هو نادي كرة قدم فرنسي محترف تأسس بتاريخ 23 أغسطس 1924 بمدينة موناكو في فرنسا. يلعب في الدوري الفرنسي الدرجة الأولى منذ عام 2013 بعدما صعد من دوري الدرجة الثانية. وصل الفريق للدوري الدرجة الأولى في موسم 1953–54، أي بعد 20 سنة من تأسيسه. وفاز النادي من ذلك الوقت بـ 26 بطولة محلية وقارية. محلياً، فاز موناكو ببطولة الدوري الفرنسي الدرجة الأولى 8 مرات، وبالدوري الدرجة الثانية مرة واحدة، وبكأس فرنسا 5 مرات، وبكأس الأبطال الفرنسي 4 مرات، وبكأس الرابطة الفرنسية مرة واحدة، وبكأس فرنسا للهواة 3 مرات، وأخيراً بكأس تشارلز دراغو مرة واحدة. بينما على الصعيد القاري، لم يفوز موناكو بأي بطولة أوروبية، لكنه حل وصيفاً مرة واحدة بكل من المسابقات التالية؛ دوري أبطال أوروبا (في 2004) و كأس الكؤوس الأوروبية (في 1992). وبهذا يعد أحد أنجح الأندية الفرنسية، حيث أنه أكثرها تتويجاً بالألقاب بـ26 لقباً. يلعب الفريق مبارياته الرسمية على ملعب ملعب لويس الثاني ، الذي أنشأ في عام 1939م وأعيد بنائه في بداية الثمانينيات من القرن الماضي وتم فتحه بالكامل في عام 1985، والذي تبلغ سعتة الأجمالية حوالي 18,523 متفرج. ويطلق على نادي لقب والذي يعني "مواطنو موناكو" و لقب والذي يعني "الأحمر والأبيض"، ولهذا فإن اللونين الأحمر والأبيض هما اللونان الأساسيين لقمصان الفريق. يتشارك كل من موناكو ونادي نيس في الشعور العدائي بينهم في مجال كرة القدم، فتعتبر مباريات الفريقين من ديربيات كرة القدم في فرنسا، وتعرف باسم ديربي كوت دازور . يعد موناكو عضو برابطة الأندية الأوروبية. في ديسمبر من عام 2011، استحوذ الملياردري الروسي دميتري ربولوفليف على 66.67٪ من النادي في الوقت الذي كان يشارك يلعب موناكو في الدوري الدرجة الثانية. ويتم بعدها تعيين الأيطالي كلاوديو رانييري في الموسم الذي يليه، ويفوز موناكو ببطولة الدوري الدرجة الثانية، ويصعد أثرها لدوري الدرجة الأولى. ويفوز بلقب لدوري الفرنسي في موسم 2016–17 لأول مره منذ 17 عاماً. تاريخ النادي. التأسيس والبدايات. تأسست جمعية موناكو الرياضية لكرة القدم على 1 أغسطس 1919 بعد اندماج خمس مؤسسات من امارة موناكو و قد تشكل أول نادي للكرة القدم في 23 أغسطس 1924 و في موسم 1924\1925 لعب نادي موناكو أول بطولة في تاريخه ولكن لم يكن كما يتمنى محبي موناكو حيث هبط الفريق للدرجة الثانية منذ أول موسم ولكنه استطاع العودة في السنوات القادمة. على الرغم من تحقيق موناكو أول فوز له في تاريخ النادي في مبارة رسمية على نادي نيس، في 3 سبتمبر 1933 ضمن منافسات دوري الدرجة الثانية. وعلى الرغم من ذلك لم يتم احتساب هذا الفوز، وليصبح بذلك أول فوز في مباراة رسمية بتاريخ النادي هو الفوز الذي حققه موناكو على نادي ليون بنتيجة 5-1 بعد بضعة أسابيع من ذلك الفوز. و على الرغم من البداية الجيدة في ذلك الموسم الا أن الفريق كان على وشك الصعود للدرجة الاولى ولكن أنتهى الحلم بعد الخسارة من سانت ايتيان بنتيجة 4-2. في موسم 1936\1937 تم افتتاح أول استاد رسمي للنادي والذي يدعى استاد لويس الثاني والذي يعد إلى الان ملعب الفريق حالياً. في موسم 1947\1948 ما بعد الحرب العالمية الثانية فاز النادي بدوري جنوب الشرق بالدرجة الثانية، وجاء أول فوز في الموسم التالي على نادي ليون بنتيجة 5-1 إلا أن نهاية الموسم كانت بهبوط الفريق من جديد، بعد ذلك بخمس سنوات أستطاع النادي الوصول وللمرة الاولى إلى الدرجة الاولى الفرنسي لكرة القدم. و في 23 أغسطس 1953 لعب موناكو أول مبارة رسمية في الدرجة الاولى ضد تولوز وقد خسر تلك المبارة وانهى موناكو موسمه الأول في الدرجة الاولى بالمركز العاشر، وفي موسم 1959\1960 أستطاع النادي أن يحقق أول بطولة في تاريخه بعد أن فاز بكأس فرنسا، بعد نهائي مثير للغاية ضد سانت ايتيان انتهى بفوز موناكو بالوقت الإضافي 4-2. النادي في الستينات. في موسم 1960\1961 شهد تتويج نادي موناكو ولاول مرة في تاريخه بلقب الدوري الفرنسي، بعد عناء كبير وتتويج بفارق نقطة واحدة فقط عن راسينغ باريس وبذلك يتأهل موناكو للعب المنافسات الاوربية لاول مرة في تاريخه الموسم المقبل. في موسم 1961\1962 شارك موناكو لاول مرة في بطولة كأس أوروبا (دوري أبطال أوروبا) و خرج موناكو من المرحلة الاولى بعد خسارته من نادي رينجرزالاسكتلندي بنتيجة 3-2 ذهاباً واياباً. في موسم 1962\1963 حقق نادي موناكو الثنائية التاريخية للمرة الاولى والوحيدة في تاريخه، بعد فوزه بلقب الدوري الفرنسي بتفوقه على نادي ستاد ريمس بثلاث نقاط فقط. و فاز موناكو في نهائي كأس فرنسا بعد تفوقه في النهائي على أولمبيك ليون بنتيجة 2-0، بعد نهاية ذلك الموسم وعلى الرغم من الإنجاز التاريخي غادر المدرب الفرنسي لوسيان لوديك و كثير من الاعبين المميزين الفريق متجهين إلى فرق أكبر. في موسم 1963\1964 على الرغم من كون الفريق وصيفاً للدوري ووصول الفريق إلى المرحلة الثانية بكأس أوروبا قبل خروجه من نادي انتر ميلان الإيطالي الا ان الموسم لم يكن مرضياً للجماهير مقارنة لما تم تقديمه في الموسم السابق، الا أن ذلك الموسم كان بداية العودة إلى الإخفاق من جديد حيث مرت الخمس سنوات المتبقية في فترة الستينات بمستوى متذبب للفريق لم ينتج عنه الفوز بأي لقب. فترة السبعينات. في خلال فترة السبعينات كان هناك تأرجح بين الدرجة الاولى والدرجة الثانية لموناكو حيث بدأ موسم 1971\1972 بدوري الدرجة الاولى ولكن بسبب انخفاض المستوى العالي هبط في الموسم التالي إلى دوري الدرجة الثانية الفرنسي بموسم 1972\1973. ولكن استطاع العودة إلى دوري الاضواء وبقي هناك لمدة ثلاث مواسم متتالية لم تسفر عن أي انجازات سوى الوصول إلى نهائي كأس فرنسا في عام 1974 و الذي خسره موناكو ضد سانت إتيان. في موسم 1974\1975 هبط موناكو من جديد إلى دوري الدرجة الثانية ولكنه ظل موسم واحد فقط في الدرجة الثانية وعاد مباشرة الدوري الدرجة الاولى، ولكنه عاد وبقوة هذه المرة حيث استطاع تحقيق المفاجآة وتحقيق لقب الدوري الفرنسي للمرة الثالثة في تاريخه موسم 1977\1978 بعد تفوقه على ناتس بفارق نقطة واحدة فقط. و يعد هذا بفضل الرئيس الشاب جان لوي والمدرب لوسيان لوديك و الكابتن جان بيتي. في الموسم التالي لم يكن على حسن الامنيات فقد خرج الفريق من كأس أوروبا من الدور الأول من فريق مانامو السويدي وحصل الفريق على المركز الرابع بالدوري الفرنسي، متخلفاً عن صاحب المركز الأول بـ 12 نقطة. و في الموسم الموالي 1979\1980 لم أفضل من السابق في بطولة الدوري حيث احتل موناكو المركز الرابع كذلك ولكنه حفظ ماء وجهه في ذلك الموسم بفوزه بلقب كأس فرنسا للمرة الثالثة في تاريخه بعد فوزه على نادي أورليانز في المبارة النهائية بنتيجة 1-3. فترة الثمانينات. بدأ موسم 1980\1981 بشكل لا بأس به للفريق حيث حصل على المركز الرابع في الدوري الفرنسي واستطاع بذلك التأهل إلى بطولة كأس الاتحاد الاوربي. في الموسم التالي 1981\1982 خرج الفريق مبكراً من بطولة كأس الاتحاد الاوربي بعد خسارته من أحد الفرق الاسكتلندية، ولكن في بطولة الدوري الفرنسي كان الامر مختلفاً حيث توج الفريق بالدوري للمرة الرابعة في تاريخه بعد تفوقه بفارق نقطة واحدة عن غريمه سانت إتيان. في الموسم التالي كان مخيباً للامال حيث خرج الفريق من الدور الأول من كأس أوربا على يد فريق سيسكا سيبتمبر فلاج البلغاري، وفوق ذلك حصل النادي على المركز السادس في الدوري. في موسم 1983\1984 كان جيد للغاية لموناكو ومع ذلك كان خيبة آمل كبيرة لكل أعضاء وجماهير النادي، حيث حصل موناكو على المركز الثاني بالدوري الفرنسي رغم تعادل النقاط بينه وبين صاحب المركز الأول نادي بوردو برصيد 54 نقطة ولكن بوردو يتفوق بفارق الاهداف مما اعطاه لقب الدوري، وفي بطولة الكأس خسر نهائي الكأس ضد نادي ميتز و في خلال الوقت الإضافي بنتيجة 2-0. في موسم 1984\1985 اعاد افتتاح ملعب لويس الثاني الذي يعد جوهرة معماري والذي يتسع 20000 متفرج، وقد عاد موناكو لبطولة الكأس وحقق البطولة هذه المرة بعد فوزه بهدف نظيف على نادي باريس سان جرمان، وفي بطولة الدوري نال موناكو المركز الثالث ليتأهل النادي لكأس الاتحاد الاوربي مرة اخرى، بينما في كأس الاتحاد الاوربي خرج موناكو كالعادة من الدور الأول بعد خسارته من نادي سيسكا صوفيا البلغاري. بعد موسمين بدون ألقاب تعاقد النادي مع المدرب المغمور أرسن فينجر في موسم 1987\1988 ليشكل حقبة جديدة لنادي موناكو حيث أستطاع ومن أول موسم له تحقيق لقب الدوري الفرنسي وللمرة الخامسة في تاريخ النادي وبفارق 6 نقاط عن صاحب المركز الثاني بوردو. و في الموسم التالي شارك موناكو بـ كأس أوربا و قد كانت هذه المشاركة مختلفة تماماً عن المشاركات السابقة حيث تجاوز الدور الأول وبعد فوزه على نادي فالور الايسلندي ثم أقصى نادي كلوب بروج البلجيكي قبل أن تتوقف مغامرة موناكو عند الدور الربع النهائي بعد أن اقصاه نادي غالطة سراي التركي في ذلك الدور. بينما في بطولة الدوري فقد حصل على المركز الثالث وفي بطولة الكأس حصل المركز الثاني بعد خسارته في النهائي أمام اولمبيك مارسيليا بنتيجة 4-3. في موسم 1989\1990 شارك موناكو في بطولة كأس الاتحاد الاوربي واستطاع أن يتألق في هذه البطولة حيث ازاح فرق من البرتغال وألمانيا وإسبانيا ليصل إلى الدور النصف النهائي قبل أن يصطدم بنادي سامبيدوريا ويخرجه من الدور النصف النهائي. و في بطولة الدوري كما كان حال الموسم السابق نال الفريق المركز الثالث. فترة التسعينات. في الموسم التالي 1990\1991 بات موناكو من أحد الفرق الاقوى في فرنسا فأصبح منافس في كل موسم على بطولة الدوري واصبح اسمه معروفاً في أوروبا لمشاركاته الدائمة في كأس الاتحاد الاوربي، وفي ذلك الموسم استطاع الفريق تحقيق كأس فرنسا للمرة الخامسة والاخيرة في تاريخه بعد فوزه على مارسيليا بهدف نظيف قاتل بالدقيقة 90'. كان ذلك آخر لقب في حقبة آرسين فينجر فقد مرت المواسم التالي لموناكو دون تحقيق أي لقب. موسم 1991\1992 حقق موناكو كالعادة المركز الثاني ليتذوق مرارة الوصافة مرة اخرى ولكن في بطولة كأس الاتحاد الاوبي كان الابداع بطريقة اخرى هذه المبارة حيث استطاع الفريق إلى الوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الاوبي حيث أزاح في طريقه اندية كبيرة مثل روما الإيطالي وفينورد الهولندي قبل خسارته في الناهئي من نادي بيرمن الألماني 2-0. بعد وصافة أوروبا وفرنسا جاء الدور على بطولة الكأس ليكون وصيفاً لبطولة الكأس ايضاً. موسم 1992\1993 نال موناكو المركز الثالث وفي موسم 1993\1994 تراجع اداء الفريق بشكل كبير جداً ليحصل على المركز التاسع في مفاجآة كبيرة. و في الموسم التالي 1994\1995 لم يكن موسما جيدا لموناكو حيث تمت اقالة المدرب ارسين فينجر بالمدربين الثنائي جان بيتيت وجان لوك الذان قادا الفريق إلى المركز السادس والوصول إلى كأس الاتحاد الاوربي. في يونيو 1995 تم تعيين جان تيجانا والذي قاد موناكو إلى المركز الثالث في الدوري الفرنسي موسم 1995\1996 ليقوده إلى كأس الاتحاد الاوربي الذي غادره من دوره الأول في ذلك الموسم. ولكن في موسم 1996\1997 كان من أحد أفضل المواسم لموناكو على الإطلاق فقد حقق الدوري الفرنسي للمرة السادسة في تاريخه بفارق كبير من النقاط عن منافسيه. و لم يكتفي بذلك فقط رجال جان تيجانا حيث أستطاع الوصول إلى الدور النصف نهائي في بطولة كأس الاتحاد الاوربي قبل يوقف مغامرته نادي انتر ميلان الإيطالي بعد فوزه على موناكو بنتيجة 3-2 بمجموع المبارتين. بعد التألق في بطولة كأس الاتحاد الاوربي والوصول إلى دور النصف النهائي شارك موناكو في الموسم التالي بـ دوري أبطال أوروبا 1997-98 بعد غياب طويل وعلى عكس كل التوقعات كان موناكو هو الحصان الأسود في هذه البطولة حيث تصدر موناكو مجموعته ليتأهل للدور الربع النهائي الذي أستطاع فيه اقصاء بطل انجترا مانشستر يونايتد بفارق الاهداف خارج الارض ليصل للدور النصف النهائي قبل أن يوقفه فريقٌ إيطالي مرة اخرى وهذه المرة كان يوفينتوس هو من هزمه وبنتيجة 6-4 بمجموع المبارتين. في الموسم الموالي 1998\1999 أصبح موناكو قوة اوربية بالفعل حيث شارك بكأس الاتحاد الاوربي ذلك الموسم ولم يستطع أحد ايقافه الا مواطنه مارسيليا بالدور الـ 16 بعد أن هزمه بمجموع المبارتين 3-2 بعد منافسة شرسة بين الطرفين، ومع ذلك لم يكن مُرضياً لادارة موناكو حيث احتل الفريق المركز الرابع في الدوري ليتم الإطاحة بالمدرب جان تيجانا. فترة الألفية. موسم 1999\2000 غادر موناكو كأس الاتحاد الاوربي مبكراً من الدور الـ16 على يد ميوركا الإسباني ليصب كل اهتماماته ببطولة الدوري الفرنسي والتي استطاع اخيراً موناكو معانقة البطولة للمرة السابعة في تاريخه بعد غياب عامين. ليعود الفريق مرة اخرى إلى بطولة دوري أبطال أوروبا 2000-01. ولكن هذه المرة كانت مخيبة للامآل عكس المرة السابقة حيث غادر موناكو المسابقة ومن الدور الأول بعد أن تذيل المجموعة الرابعة رغم المنافسة الشديدة بينه وبين الفرق الثلاث الاخرى حيث كان الفارق بينه وبين صاحب المركز الأول 3 نقاطة ليس إلا. موسم 2001\2002 كان فظيعاً بكل ما تحمله الكلمة حيث احتل الفريق المركز 15 ليتفادى فاجعة الهبوط بعد سنوات طويلة من البقاء. ولكن موسم 2002\2003 استعاد النادي عافيته وكاد يتوج بلقب الدوري الفرنسي ولكن نقطة واحدة فقط هي من كانت تبعده عن نادي ليون صاحب المركز الأول ليتحل نادي الامارة المركز الثاني ليتأهل إلى دوري أبطال أوروبا 2003-04. موسم 2003\2004 و بقيادة المدرب ديديه ديشان و مع مجموعة مميزة من الاعبين كأمثال المهاجم القناص الإسباني فيرناندو مورينتاس و الكرواتي برشو والتوجي إيمانويل أديبايور و الفرنسيان جيروم روثين و باتريك إيفرا و الكثير من الاعبين أستطاع موناكو التألق وبشكل لافت في دوري أبطال أوربا ذلك الموسم. بدأ موناكو البطولة بشكل قوي حيث تصدر مجموعته القوية التي تضم PSV الهولندي وديبورتيفو الإسباني لينتقل بعدها إلى الدور الثمن النهائي ليهزم لوكوموتيف موسكو الروسي. و في الدور الربع النهائي حقق موناكو مفاجآة كبيرة بعد أن أقصى نادي ريال مدريد الإسباني والذي يمتلك لاعبين كبار امثال رونالدو وزيدان وبيكهام وفيجو على الرغم من خسارته في مبارة الذهاب 4-2 الا ان الفرنسيون عادوا وانتصروا بنتيجة 1-3 ليتفوق موناكو بفارق الاهداف خارج الارض. واصل موناكو مغامرته وواجه نادي تشيلسي الإنجليزي في الدور النصف النهائي وتغلب عليه في الذهاب وتعادل في الإياب ليتأهل لاول مرة في تاريخه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. لكن للاسف لم يتحقق الحلم وخسر موناكو نهائي دوري الابطال بعد خسارته من نادي بورتو البرتغالي وبنتيجة 3-0 بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، و على الرغم من الخسارة الا ان موناكو كسب احترام الجميع في أوروبا. بعد اداء جيد في الموسم السابق رغم عدم تحقيق الالقاب، دخل موناكو الموسم الجديد 2004\2005 مع خروج معظم أهم لاعبيه ومنهم موريانتوس وجوليه وبرشو وروثين وانهى موناكو ذلك الموسم بالمركز الثالث بالدوري الفرنسي ليضمن بذلك الوصول لتصفيات دوري الابطال وفي نفس الموسم بدأ موناكو بداية جيدة في دوري الابطال حيث تصدر مجموعته القوية والتي تضم ليفربول بطل تلك النسخة ولكنه غادر مبكراً هذه المرة من الدور الثاني بعد خسارته من نادي PSV ايندهوفن الهولندي ذهاباً واياباً. في موسم 2005\2006 كان سيء للغاية حيث خرج موناكو مبكراً من دوري الابطال عندما خسر مواجهته ضد ريال بيتيس الإسباني في التصفيات المؤهلة لدور المجموعات، وفي الدوري حصل على المركز العاشر لتبدأ مرحلة المعاناة من جديد للنادي بعد فترة ذهبية. في الموسم التالي ظل موناكو أحد فرق الوسط في الدوري واحتل المركز التاسع، ففي تلك الفترة كان يعاني الفريق من مشاكل تغير المدربين وكذلك في الرئاسة، حيث كان هناك ثلاث رؤساء في غضون خمسة مواسم. موسم 2007\2008 لم يتغير شيء وظل موناكو يعاني باحثاً عن مركز اوربي أو البقاء في دوري الاضواء، حيث احتل المركز الثاني عشر وفي الموسم التالي احتل المركز الحادي عشر. موسم 2009\2010 تحسن الفريق بعض الشيء واحتل المركز الثامن في الدوري وكاد الفريق على وشك تحقيق بطولة بعد وقت طويل للغاية حيث وصل إلى نهائي كأس فرنسا قبل أن يخسر النهائي وفي الوقت الإضافي ضد باريس سان جرمان و بنتيجة 1-0. العقد الثاني من الألفية. موسم 2010\2011 واصل موناكو نتائجه السيئة ولكن في هذه المرة قادته نتائجه إلى اسوء مما كان يتوقع فقد هبط الفريق إلى دوري الدرجة الثانية بعد سنوات طويلة من البقاء مع الكبار وقد احتل موناكو المرتبة الـ 18 متخلفاً بنقطتين عن نيس صاحب المرتبة الـ 17 لتبدأ حينها فترة سيئة جديدة في النادي. بدأ موناكو أول موسم في الدرجة الثانية بشكل سيء حيث احتل المركز الثامن. بعد موسم أول في الدرجة الثانية كان سيء للغاية، تمت اقالة المدرب الإيطالي ماركو سيموني واستبداله بمواطنه المدرب المخضرم كلاوديو رانييري، وقتها أعلن رجال الاعمال الروسي ديمتري ريبولوفليف عن استحواذه على 66.67 بالمئة من اسهم النادي في بداية عام 2012 وتعهد رجل الاعمال البالغ من العمر 45 عاما باستثمار 100 مليون يورو على الأقل في النادي خلال السنوات الاربع القادمة. و في نهاية الموسم قاد المدرب الإيطالي رانييري موناكو للفوز بلقب الدرجة الثانية والعودة من جديد إلى دوري الدرجة الاولى. ولكن هذه المرة بعزيمة اقوى وأكبر مع الملياردير الروسي دميتري ريبولوفليف. بعد شراء النادي، قام موناكو بصفقات قوية جداً في صيف 2013 ليس على للبقاء فقط في دوري الاضواء بل من أجل منافسة باريس سان جرمان و الفوز بلقب الدوري الفرنسي والمنافسة على دوري أبطال أوروبا في المستقبل. حيث قام النادي بالتوقيع مع الكولمبي راداميل فالكاو مقابل 60 مليون يورو وكذلك التوقيع مع جيمس رودريغيز مقابل 45 مليون يورو والكثير من الصفقات ذلك الموسم والذي بلغ عددها 24 صفقة مقابل 166 مليون يورو. لكن في نهاية المطاف، تم إعارة راداميل فالكاو لنادي مانشستر يونايتد وتم اعارته ايضا لنادي تشيلسي و تم بيع جيمس رودريغيز إلى ريال مدريد مقابل 80 مليون يورو. وفي موسم 2016/17 حقق موناكو هدفه وهو الفوز بلقب الدوري الفرنسي وايضا في ذلك الموسم وصلوا لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا وخرجوا من البطولة على يد يوفنتوس الإيطالي، وفي ذلك الموسم عاد راداميل من اعارته وقدم مستوى ممتاز في ذلك الموسم حيث سجل فالكاو 30 هدف في 43 مباراة وايضا في هذا الموسم تالق الشاب كليان مبابي حيث سجل 26 هدف في 44 مباراة ولكنه تم بيعه في صيف 2017 إلى باريس سان جيرمان غلى سبيل الإعارة وثم الصيف الذي بعده تم بيعه بشكل كامل لباريس مقابل 180 مليون يورو موسم 2018/19 كان موسما سيئا جدا لموناكو حيث كان ينافس على الهبوط وفي ذلك الموسم تمت اقالة مدربه ليوناردو جارديم وتعيين تييري هنري بداله ولكن سرعان ماعاد جارديم لتدريب موناكو بسبب فترة تييري هنري الفاشلة مع موناكو، وانهى موناكو ذلك الموسم بالمركز ال17 بفارق نقطتين فقط عن صاحب المركز ال18 ديجون الملعب. ملعب لويس الثاني هو ملعب كرة قدم يقع في إمارة موناكو في فرنسا، وهو الملعب الرسمي لنادي موناكو ومنتخب موناكو الوطني كذلك، ويستع لحضور 18,523 ألف متفرج. بدأت أعمال البناء في منتصف ثلاثينات القرن الماضي وتم افتتاح الملعب في عام 1939م. وفي بداية الثمانينيات من القرن الماضي، تم إعادة تجديد الملعب بالكامل وافتتح بعد تجديده في 25 يناير من عام 1985م. في السابق كان الملعب يحتضن سنويا مبارة كأس السوبر الأوروبي في الفتزة ما بين 1998 ولغاية 2012. لكن قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في 2011 من تغيير النظام وترشيح ملعب في كل سنة، لتكون نسخة كأس السوبر الأوروبي 2012 هي آخر نسخة من بطولات كأس السوبر الأوروبية التي استضافها الملعب. كذلك يحتضن الملعب عدة بطولات منها بطولات ألعاب القوى. سمي الملعب بهذا الاسم نسبة لأمير موناكو لويس الثاني. تشكيلة الفريق الحالية. التشكلية الأساسية. "آخر تحديث في 6 أكتوبر 2020". المساجد المشهورة في كوريا الجنوبية وصلات خارجية. صور للمساجد وموقعها أبا أو نانابيزا (Nanapesa) أو هوشتاهلي (Hushtahli، من "هاشي" بمعنى الشمس، و"تاهلي" بمعنى تأدية مهمَّة) في أساطير قوم تشوكتاو بقارة أمريكا الشمالية هي الروح العظيمة التي خلقت السموات والأرض. ترتبط الروح أبا بأساطير عديدة، منها أسطورة ، حيث أنقذت أبا النمل من الانقراض فوق جبل البداية الشاهق بأن سدَّت كل منافذ الجبل التي يأتي منها أعداء النمل. الوَندال (أو الفَندال) هم إحدى القبائل الجرمانية الشرقية وهم كانوا يدينون بالمسيحية على مذهب الآريوسية، وقد كانوا مضطهدين من قبل الكنيسة المؤمنة بعقيدة الثالوث، فاجتمعوا تحت راية الملك الموحد غايسرك ضد حكم الروم، فشهدت عدة حروب مع الروم في القرن الخامس الميلادي استطاعوا تأسيس دولة في جنوب أوروبا منها فرنسا وإيطاليا وفرنسا و شمال أفريقيا مركزها مدينة قرطاج وضموا إليها جزيرة صقلية والعديد من جزر البحر المتوسط. يعتقد أن اسم الأندلس مشتق من اسم هذه القبيلة (في الأصل سميت المنطقة «واندالوسيا» ثم حولها العرب لـ«الأندلس») حيث سكنوا جنوب إيبيريا لمدة من الزمن ثم انتقلوا بعدها لأفريقيا في سنة 455 . تحالف القوطي ثيودوريك العظيم الذي وحّد القوط الشرقيين والغربيين تحت حكمه تحالف مع الوندال بعد أن تزوج إحدى بناتهم، كما تحالف الوندال مع الإفرنج إبان فترة حكم كلوفيس الأول. الأصل. من المؤكد أن الوندال شعب جرماني إسكندنافي، ولكن معرفة أصلهم تحديدا مختلف فيه، فالبعض ينسبهم لمدينة فاندل السويدية وآخرون ينسبونهم لمدينة هالندال النرويجية أو لمدينة فندسيسل الدنماركية. يُعتقد أن الوندال عبروا بحر البلطيق باتجاه ما يعرف اليوم باسم بولندا في القرن الـ(؟) قبل الميلاد حيث استوطنوا منطقة سيليزيا سنة 120 ق.م. وقد سجل المؤرخ الروماني تاكيتوس وجودهم في المنطقة الواقعة بين نهر أودر ونهر فيستول في كتابه «جيرمانيا» (كتبه سنة 98م). ووفقا للمؤرخ يوردانس فإن الوندال بالإضافة لحلفائهم الروجيين أجبرهم القوط على الرحيل نحو الجنوب المتاخم لحدود الإمبراطورية الرومانية. التاريخ. ينقسم الوندال إلى قبيلتين أساسيتين هما، السلينجيون وعاشوا في «ماجنا جيرمانيا» وهي المنطقة التي سميت فيما بعد بسيليزيا الهاسدنجيين وقد هاجروا جنوبا تجاه الإمبراطورية الرومانية وقاموا بالعديد من الإغارات عليها حتى اضطر الرومان لإقامة صلح معهم ينص على ترك الوندال للحرب على أن يُمنحوا الحرية في المعيشة في أراضي مقاطعتا داقية والمجر الرومانيتان. في أوائل القرن الخامس الميلادي هاجر الوندال الهاسدنجيون برفقة حلفائهم (الألانيون السرماتيون والسوفيون الجرمانيون) نحو غرب أوروبا كما فعل القوط من قبلهم فقد اعتنق الوندال الأريانية، وهو مذهب مسيحي يختلف عن باقي الطوائف من حيث طبيعة أقانيم الثالوث الأقدس وعلاقتها ببعضها. رحل الوندال إلى الغرب على امتداد الدانوب ولم يواجهوا في طريقهم صعوبة تذكر سوى عند وصولهم لنهر الراين حيث اصطدموا بالإفرنج الذين كانوا يسيطرون على الأجزاء الشمالية من بلاد الغال والتي كانت تابعة للإمبراطورية الرومانية وقامت معركة بين الطرفين. قتل من الوندال 20 ألفا من بينهم ملكهم جوديجيزل. بعد محاولات عدة وبعد معاونة الألانيون للوندال استطاعوا هزيمة الإفرنج في 31 ديسمبر من سنة 406 م وعبروا الراين بقيادة جندريك ابن جوديجيزل واتجهوا جنوبا نحوا أكوتين. في أكتوبر 409 م عبر الوندال جبال البرانس نحو شبه الجزيرة الأيبيرية حيث منحوا تلك الأراضي كفويديراتي (وفق معاهدة) من الإمبراطورية الرومانية في جالاسيا (في الشمال الغربي) وهسبانيا بايتكا (الجنوب)، بينما أعطي الألانيون لوسيتانيا (الغرب) والمنطقة الواقعة حول قرطاج الجديدة. كان للسوفي بعض النفوذ في بعض هذه المناطق. في سنة 426 م قام القوط الغربيون بغزو أيبيريا وطرد الألانيين منها وقتل ملكهم أتاسس ودخل من تبقى من الألانيين تحت ملك الملك الواندلي جندريك الذي سمي فيما بعد «ملك الوندال والألانيين». كان أخو جندريك غير الشقيق المدعو بجايسريك أعظم ملوك الواندل على الإطلاق. من أهم ما قام به هو بناء أسطول بحري. في سنة 429 م عين ملكا على الوندال. قام بعبور مضيق جبل طارق واتجه شرقا نحو قرطاج. في سنة 435 م منح الرومان جايسريك مناطق في شمال أفريقيا. في سنة 439 م سقطت قرطاج في يد الوندال وبعدها قام جايسريك بغزو صقلية وسردانية وقرشقة وجزر البليار وأدخلهم في ملكه. كان اختلاف عقائد الواندل مع روما الكاثوليكية أو دوناتيي قرطاج مصدرا لتوتر وصراع دائم بينهم. أغلب ملوك الواندل باستثناء هلدريك قاموا باضطهاد الكاثوليك إبان حكمهم في شمال أفريقيا إذ قاموا بنفي كهنتهم وتدمير كنائسهم وحتى تحريم اعتناقهم للأريانية دين الواندل. في سنة 455 م استولى الوندال على روما وقاموا بنهبها وتخريبها خرابا هائلا، وكان من جملة ما نهبوه غنائم معبد القدس التي جلبت إلى روما عن طريق الإمبراطور الروماني تيتوس. نهاية الوندال. ما كاد جيليمير يتولى الحكم حتى قتل هيلديرك وأتباعه ونشبت بسبب ذلك حرب برية بحرية بينه وبين الإمبراطور جستينيان الأول وبلغ أسطول البيزنطيين 500 قطعة وأسطول الوندال 150 قطعة. وكان القائد البيزنطي بيليزاريوس قد عسكر عند قرطاجة لمدة أسبوعين واقتحموها بعد ذلك دون مقاومة وحاول جيليمير أن يجمع فلوله ويستدعي جيشه بسردانية غير أنه انهزم انهزاما ساحقا وفر بنفسه قبل أن يستسلم لأعدائه الذين نقلوه إلى غالايسيا هو وأسرته حيث عاش بقية حياته. وبانهزامه انتهت دولة الوندال التي استغرق حكمها قرابة قرن. أين يتواجد الوندال حاليا. الحملة الوندالية على شمال إفريقيا كانت كبيرة جدا فوفقا لاحصائيات تاريخية كان عددهم أكثر من 800,000 فرد من شيوخ ونساء وأطفال لأن نيتهم كانت الإستيطان في شمال إفريقيا وبعد هزيمتهم أمام الرومان اندمجوا مع سكان شمال إفريقيا وأصبحوا تحت سيطرة الرومان وهم حاليّاً متواجدون في سواحل إفريقيا الشمالية ولا يعرف من هم بالضبط . نادي هيرتا برلين الرياضي هو نادي كرة قدم من العاصمة الألمانية برلين. تأسس في 25 يوليو 1892. يلعب في الدوري الألماني الدرجة الأولى بعد تصدره دوري الدرجة الثانية في 2013. أُسس نادي هيرتا برلين في 25 يوليو 1892، وكان أحد الأعضاء المؤسسين لاتحاد الكرة الألماني عام 1900 في مدينة لايبزيغ. حصل الفريق على لقب دوري الدرجة الأولى الألماني مرتين على التوالي في 1930 و1931 قبل مسماه الحالي "بوندسليغا". منذ 1963 أصبح أولمبيا شتاديون الملعب الأساسي للنادي. الفريق معروف أيضا باسم "Die Alte Dame" باللغة الألمانية والتي تترجم بمعنى "السيدة العجوز". هيرتا برلين كان النادي الوحيد الممثل لبرلين الغربية الخاضعة لسيطرة ألمانيا الغربية السابقة، لذا لم يلعب أبداً في دوري ألمانيا الشرقية على عكس أندية برلين الشرقية الأخرى. لقب السيدة العجوز. يُعرف نادي هيرتا برلين بلقب "السيدة العجوز" وذلك يعود إلى القارب "هيرتا" الخاص بالنادي أيام التأسيس، حيث أن هيرتا في الأصل هو اسم لامرأة، لذلك اُعتبر لقباً للنادي. يُذكر أن نادي يوفنتوس الإيطالي يحمل أيضاً لقب "السيدة العجوز". تشكيلة الفريق. تشكيلة الحالية. "آخر تحديث في 3 أكتوبر 2016". اللاعبون المعارون. "تنتهي الإعارة في 30 يونيو 2018" تشكيلة القرن. بمناسبة عيد ميلاد النادي ال111 ، انتخب مشجعي النادي "لاعبي القرن". كرة القدم النسائية. افتقدت هيرتا تشجيع كرة القدم النسائية، وأصبح هيرتا واحدا من عدد متناقص لنوادي كرة القدم الألمانية الرئيسية التي تركت خارج كرة القدم النسائية. وقد تم اتخاذ عدة خطوات لتطوير كرة القدم النسائية، لكن معظمها انتهى به المطاف بشكل غير حاسم. وجاء التغيير في عام 2009 ، عندما أعلن النادي أنه سيتم إطلاق تعاون في كرة القدم النسائية مع نادي لوبارس، وهو ناد لكرة القدم من برلين حي رينيكيندورف مع عقود من التاريخ في كرة القدم النسائية. من جانب، كانت الشراكة تعني أن هيرتا برلين كان سيزود لوبارس بأشكال مختلفة من الدعم، بما في ذلك الدعم المالي، الخبرة في مجال التراخيص وحيازة الرعاة، وتعليمات المعدات والتدريب - استثمار ما يقرب من مليون يورو في المشروع. ومن الناحية الأخرى، كانت الشراكة تعني أن لوبارس ستنافس بألوان نادي هيرتا. على المدى الطويل، يخطط النادي للاندماج مع نادي لوبارس. يتنافس الفريق حاليا في دوري الدرجة الثانية لكرة القدم للسيدات. كلاشنكوف أو AK-47 (أفتومات كالاشنيكوفا 1947، بالروسية: Автомат Калашникова образца 1947 года) هو سلاح هجومي رشاش صممه السوفييتي ميخائيل كلاشنكوف أثناء إقامته في المستشفى خلال الحرب العالمية الثانية سنة 1941 حيث قام بدراسة عدة تصاميم أسلحة وانتهى إلى وضع تصميم لبندقية آلية مشتقة من بندقية استعملها الألمان في الحرب (وهي بندقية سترمجيفير 44)، وجربت بندقية كلاشنكوف لأول مرة من قبل الجيش الاحمر السوفييتي في عام 1947، وفي عام 1950 أنتج بكميات كبيرة في مصنع IZH ليدخل السلاح في عام 1955 للخدمة في الجيش الاحمر السوفييتي كسلاح فردي رئيسي، وقد قامت عدد من الدول خاصة ما كان يسمى بدول المعسكر الشرقي بصناعة بندقية كلاشنكوف، ومن هذه الدول:السودان، :كينيا، الصين، كوريا الشمالية، بلغاريا، ألمانيا الشرقية، رومانيا، بولندا،يوغسلافيا،الجزائر،العراق، مصر، سوريا. وتستخدم بندقية كلاشنكوف في أكثر من 40 جيشاً حول العالم، وتعتبر هذه البندقية المفضلة لدى الحركات الثورية والتحررية لسهولة استخدامها وفاعليتها الكبيرة أثناء القتال وقلة أعطالها. وفي العام 1959 تم تطوير (AK-47) إلى (AKM)، لتكون الأخيرة ذات وزن أخف ومدى أبعد وأكثر كفاءة وأبسط وأرخص من الأولى. وتوجد عدة نماذج لهذا السلاح بعيارات وأحجام مختلفة لكنها تعمل بنفس الميكانيكية. وتوجد ، مثل: أي كيه أم (AKM) وأي كيه-12(ِِAK-12)، وأي كيه 74 (AK-74)، و أي كيه 103(AK-103)، وأي كيه-9 (AK-9) تاريخ الكلاشنكوف. صممت البندقية كلاشنكوف على يد مصمم السلاح الروسي ميخائيل كلاشنكوف حيث كانت تنظم مسابقات في عهد الاتحاد السوفيتي السابق لمصممين البنادق الجديدة. استغرق تصميم بندقية AK-47 سنوات من التطوير في الفترة بين نهاية الحرب العالمية الثانية حتى قبول التصميم النهائي عام 1949 وبدأ استخدام البندقية فعلياً في القوات المسلحة السوفيتية. الكنيسة المارونية أو الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية (سريانية: ) هي كنيسة أنطاكيّة، وسريانية، وشرقية، وكاثوليكية، وشبه وطنية؛ اجتمعت نواتها الأولى حول القديس مارون بهيئة حركة رهبانيّة ما لبثت أن ضمّت علمانيين، لذلك دعيت باسمه. وقد أكد المجمع البطريركي الماروني الذي ختم أعماله عام 2006 هوية الكنيسة بأنها: ”كنيسة أنطاكية سريانية ذات تراث ليتورجي خاص“. يعتبر الموارنة أيضًا من دوحة الكنيسة السريانية تاريخيًا وطقسيًا وثقافيًا، أما إيمانيًا، فهم جزء من الكنيسة الكاثوليكية التي تقرّ بسيادة البابا، رغم ذلك، فللكنيسة المارونيّة بطريركها الخاص وأساقفتها. ويقيم البطريرك في بكركي الواقعة ضمن قضاء كسروان اللبناني، ويعاونه في الإدارة المجمع المقدس، أما الأبرشيات فهي سبع وعشرون أبرشية حول العالم. وللكنيسة المارونيّة رهبناتها الخاصة، وتعتبر الرهبنة اللبنانية المارونية أكبر رهبنة في الشرق الأوسط. برز الموارنة كجماعة رهبانية ثم طائفة دينية اتفقت مع الملكيين الإنطاكيين على مجمع خلقيدونية مع المحافظة على التراث السرياني خلافًا لسائر الملكيين الذين اندمجوا في التراث البيزنطي كليًا، وفي الوقت نفسه اتفق الموارنة مع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بالحفاظ على التراث السرياني لكنهم حافظوا على وحدة الكنيسة بقبول المجمع الخلقيدوني، و"لو لم يتوفر لهذه الكنيسة الالتقاء مع الكنيسة الكاثوليكية في روما لكان مصيرها كمصير بقية الكنائس التي تعرف اليوم باسم الكنائس الوطنية المستقلة، ولو لم تتمسك بلغتها وطقسها وخطها الحضاري لكان حظها كحظ الكنيسة الملكية التي اندمجت في تراث بيزنطة بشكل كلي". يعرف أتباع هذه الكنيسة "بالموارنة"، ويبلغ تعدادهم في العالم أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، يعيش ثلثهم تقريبا في لبنان، وإلى جانب تواجدهم في لبنان، يتواجد الموارنة في سوريا. أما عن الاغتراب المارونيّ، فهو يتركز أوروبيًا في فرنسا وأمريكيًا في الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك. كذلك يوجد عدد كبير من الموارنة في أستراليا ودول الخليج العربي وإفريقيا الغربية، وبناءً عليه تعتبر الكنيسة المارونيّة، أكبر كنيسة مشرقيّة داخل النطاق الأنطاكي، وتحل ثانيًا بعد الكنيسة القبطية على مستوى الشرق الأوسط. أيضًا تعتبر الكنيسة المارونيّة أكبر هذه الطوائف من حيث التواصل الجغرافي لأماكن الانتشار. التأسيس. مار مارون. في سوريا الرومانية انتشرت المسيحيّة بقوة في الأماكن الساحليّة وبعض المناطق الداخلية بجهود المبشرين الأوائل خلال القرون الأولى وتوسعت بعد مرسوم ميلانو، مع بقاء نفوذ قوي للوثنية لاسيّما في الريف، ومن بين هذه المناطق كانت القورشية حيث نشط مار مارون. إن المرجعين الأساسيين الباقيين عن حياته، رسالة وجهها يوحنا ذهبي الفم من منفاه في القوقاز حوالي العام 405؛ وشهادة ثيودوريطس أسقف قوروش، في كتاب أعده خصيصًا للحديث عن الرهبان في القورشيّة وضواحيها؛ ورغم عدم وجود رابط بين مارون يوحنا ذهبي الفم، ومارون ثيودوريطس، إلا أن المؤرخين استبعدوا احتمال وجود مارونيين، في القورشية عاشا خلال الفترة ذاتها، ولم ينل التأريخ سوى واحدًا منها، ما دفع إلى القول أن كلا المرجعين يشيران إلى مارون، أبي الطائفة المارونيّة. إن رسالة يوحنا ذهبي الفم ذات طابع شخصي، ولا تعطي معلومات وافية عن القديس الذي تسميه "كاهنًا وناسكًا"، في حين أن المرجع الثاني لا يأت على ذكر كونه كاهنًا، لكنه في الوقت نفسه يذكر مصطلحات، تستخدم في اللغة الإكليريكيّة للكهنة وحدهم، وينال المرجع الثاني أهمية خاصة، لأن ثيودوريطس وهو أسقف المكان الذي تنسك فيه "مارون الإلهي" كما يسميه، قد نقل شهادة مقبولة بمقاييس ذلك العصر، عن نشاط الراهب وحياته وتقشفه، وما يمكن قوله عن حياة القديس مارون، في ضوء هذه الشهادة، أنه كان رائدًا في مجال الترهب، إذ إنه ابتكر طريقة جديدة، وهي الترهب في العراء، دون أن يأوي إلى سقف عدا خيمة صغيرة ما كان يستظلها إلا نادرًا، وأنه مارس ضروبًا عديدة من التقشفات، ولم يكن منقطعًا عن المجتمع خلال جميع فترات حياته، إذ عندما انتشر صيت قداسته، وفد الناس إلى الجبل المنسك للقاءه، فكان يعظ الزوار ويرشدهم ويقدم التعزية للمصابين والحزانى، حتى أشيع أن الشياطين نفسها قد تحاشت حضرته، ونتيجة لهذا فقد قصده عدد كبير من الرهبان يودون التتلمذ له، فيجزم ثيودوريطس، أن أكثر نساك منطقة قوروش ساروا على طريق مارون، وأزهروا في مختلف أنحاء سوريا الشمالية. وإثر هذه الحياة الحافلة توفي مار مارون قرابة عام 410 وقامت منازعات على جثمانه بين سكان القرى المجاورة، وسرعان ما اعترفت جميع كنائس ذلك الزمان بقداسته، إذ تقيم الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية تذكارًا له في 14 فبراير كل عام. أما الموارنة ففي 9 فبراير كل عام. وقد تنوعت عبر التاريخ الأماكن المقترحة لتنسّك ومدفن مار مارون وتنوّعت، التنقيبات الأثريّة التي قامت بجهود أبرشية حلب المارونيّة وبالتعاون مع وزارة السياحة السوريّة أثبتت أن المكان هو براد شمال حلب، وذلك استنادًا إلى عدة معطيات توافقية مع رواية ثيودوريطس. أما ذخائر مار مارون، فقد نقل التقليد الماروني، أنها نقلت مع الهجرة المارونيّة إلى لبنان على يد مار يوحنا مارون، حيث وضعت في دير كفرحي، الذي بات اسمه منذ ذلك اليوم "ريش مورن" ، أي "هامة سيدنا"، لكن الهامة نُقلت عام 1137 إلى إيطاليا خلال التواجد الصليبي، وأعيدت أجزاء منها إلى لبنان عام 1999، إلى دير كفرحي، من جديد. دير مار مارون. التفّ حول مار مارون عدد كبير من الأتباع الرهبان، أولاً في الجبل المنسك ومن ثم في جميع أنحاء القورشيّة. منهم إبراهيم القورشي، الذي أرّخ حياته ثيودوريطس أيضًا، وذكر خبر انتقال إبراهيم إلى لبنان مبشرًا حيث أقام في أعالي منابع نهر أدونيس، ما أدى أن يطلق على النهر تسمية نهر إبراهيم، ولم يكن تلاميذ مار مارون حكرًا على الرجال بل تواجد عدد من النساء الراهبات، وكان لهؤلاء الرهبان بدورهم تلاميذ أيضًا. ومن الثابت أنه خلال الفترة القريبة من مجمع خلقيدونية، تجمع رهبان مارون المشتتين في مختلف البقاع ضمن دير واحد وصفه بعض المؤرخين بكونه "عظيم البنيان" ومنهم المؤرخ أبي الفداء الذي أضاف في شهادته أنّ من بنى الدير هو الإمبراطور مرقيان، ما زاد في أهميته لكونه قد بني بأمر إمبراطوري. ويضيف أبو الفداء أن هذا الدير كان من المنافحين عن صيغة خليقدونية في الإيمان والتي كان البابا ليون الأول أبرز من شرحها في رسائله المعروفة في التاريخ باسم «طومس لاوون»؛ وتشير دراسات حديثة صادرة عن معهد الأبحاث المارونية في جامعة الروح القدس إلى دور لثيودوريطس نفسه في التشجيع على بناءه. ويقدم المؤرخ العباسي المسعودي وصفًا أكثر دقّة للبناء فيقول أن ما لا يقل عن ثلاثمائة صومعة كانت محيطة به، ولم يحسم بعد الجدل الحاصل في تحديد الموقع الدقيق لمكان بناء هذا الدير الذي دمّر أواخر القرن العاشر، لكن من المتفق عليه أنه بني في مكان ما في أفاميا قرب نهر العاصي. إن الدير لا يكتسب أهميته فقط لكونه نواة الكنيسة المارونيّة، بل لأنه يوصف أيضًا في مراسلات الأقدمين، بأنه عظيم الأديرة في سوريا الجنوبية، وبالتالي، من خلال هذا الدور الريادي المنسوب له على سائر الأديرة، يمكن فهم الطريقة التي تكونت بها المارونيّة في القرنين اللاحقين بوضوح أكثر. صيغة إيمان الدير. العلاقة بمجمع خلقيدونية. يعتقد البعض من المؤرخين أمثال متي موسى أن الرأي القائل بخليقدونية دير مارون قد ظهر خلال القرن السادس عشر على يد تلامذة الجامعة المارونيّة في روما، تحديدًا على يد الأسقف جبرائيل القلاعي. وسعى كثيرون من البحاثة، إثبات ذلك الرأي، من خلال تفنيد المراسلات التي تثبت خليقدونيته المبكرة، لكن قسمًا آخر من البحاثة، أبدوا تأييدًا للرأي الكنسي التقليدي وبدورهم قدّموا عددًا من الوثائق التي تثبت هذه الخليقدونية، أبرزها رسالة رهبان الدير أنفسهم إلى البابا هرمزدا في خريف سنة 517 إثر تعرضهم لكمين على يد ساويريوس بطريرك أنطاكية المناوئ للخليقدونية حينذاك، وردّ البابا على هؤلاء الرهبان برسالة مؤرخة في فبراير 518. وقع من رهبان الدير 350 راهبًا في هذا الكمين، ولم يشكك غالبية المؤرخين بوقوع هذه المجزرة، لكونها قد وقعت في فترة مضطربة من تاريخ الكنيسة، اعتادت خلالها السلطة سواءً أكانت للخليقدونيين أم مناوئيهم استخدام مثل هذه الأساليب؛ وتقيم الكنيسة الكاثوليكية تذكارًا لهؤلاء في 31 يوليو كل عام. أما عن الأدلة الأخرى التي تثبت خليقدونية دير مارون، هي رسالة رهبان دير مارون إلى مناوئيهم رهبان بيت أرباز حوالي عام 592، وكذلك مراسلات مجمعي سنتيّ 518 و536 في القسطنطينية وهي تشمل عدة رسائل موجهة لبطريرك القسطنطينية مينا والبابا أغابيتس والإمبراطور يوسطيان الأول، وهناك أيضًا المجمع المحلي الذي عقد في سوريا الجنوبية إثر إدانة ساويرس الإنطاكي وعزله عام 518، فالراجح والمتفق عليه، أن الدير أقله حتى القرن السابع، قد ظل خليقدوني المعتقد. ويذكر أن البطريرك ساوريرس لم يدن لارتكابه المجزرة بل أدين لآرائه اللاهوتية المنافية لصيغة خليقدونية، ويذكر أيضًا أنه لدى حرمه العام 518 هرب إلى مصر وأقام هناك، وأدار من منفاه عددًا من الكنائس والأديرة في سوريا وبعض مناطق العراق، البعيدة عن سطوة الإمبراطورية البيزنطية منشأً بذلك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. إن هذا الانقسام، ساهم في تعزيز موقع دير مارون، كقائد للقسم السرياني من الكنيسة الخليقدونيّة، التي كانت قد اصطبغت أكثر فأكثر بالصبغة اليونانية حتى طغت عليها، وساهم أيضًا في تسريع نشوء الطائفة المارونيّة خلال القرن التالي، وهذه الأحداث تلقي الضوء أيضًا على طبيعة ريادة دير مارون لسائر أديرة سوريا الجنوبية، ففي المراسلات السابق ذكرها، يوقع ممثلو الدير بكونهم اكسرخسًا، أي الرقيب أو الدير المتقدم على سائر الأديار في منطقته، ومن المعروف على ما نقله المؤرخ وبطريرك الإسكندرية الملكي سعيد بن البطريق، أن الامبراطور هرقل شخصيًا زار الدير عام 628 وأقام فيه قبيل إعلانه المونوثيلية، أما عن علاقة ثيودرويطس والدير، فيمكن استقائها من رسالة دير أرباز نفسها، فيصف الرهبان المناوئون خصومهم، بفرع المرارة التي أنبتها ثيودوريطس. الصيغة المونوثيلية. شهدت بداية القرن السابع قد شهدت الحروب البيزنطية الفارسية والتي تمكن من خلالها الفرس من احتلال سوريا الرومانية بين 611 - 615، ناشرين الدمار والنهب حيثما حلّوا، بكل الأحوال فقد تمكن خلال العقد التالي الإمبراطور الجديد هرقل استعادة ما فقدته الإمبراطورية خلال الحرب وإبرام اتفاق سلام عام 628. أراد الإمبراطور إنهاء الخلاف حول مجمع خلقيدونية بإن اجترح صيغة جديدة قائمة على القول بمشيئة واحدة في المسيح، وفي سبيل ترويجها زار دير مارون عام 628 فاستقبله الرهبان بحفاوة بالغة وقبلوا صيغته الجديدة أسوة بسائر الملكيين في أنطاكية وكذلك القسطنطينية وروما، وأقطع هرقل رهبان الدير مساحات واسعة من الأراضي، وخوّلهم إدارة كنائس عديدة في حمص ومنبج ومعرة النعمان وشيزر وغيرها من المناطق الداخلية في سوريا لاسيّما بعد أن رفض أثناسيوس الجمّال وسائر المناوئين لمجمع خلقيدونية صيغة الإمبراطور عام 631؛ ويذكر ميخائيل الكبير نقلاً عن التلمحري أن رهبان بيت مارون لم يقبلوا المجمع الخلقيدوني سوى بعد زيارة الإمبراطور المذكورة، وهي رواية ضعفها العديد من المؤرخين المعاصرين ومنهم أسد رستم: "إن ما نقله ميخائيل الكبير، يشير إلى أنّ قبول الرهبان الحل الذي حمله هرقل أي المجمع الخليقدوني مزيدًا عليه المشيئة الواحدة، وإلا غدا استقبالهم الإمبراطور بحفاوة، ضربًا من المجاملة لا يستحق". وبينما يشير التلمحري إلى وقوع اضطهاد على السريان الأرثوذكس بعد الزيارة الهراقلية المذكورة، فإن سواه من المؤرخين لا يشير إلى وقوع اضطهاد "بجدع أنف ومصادرة أملاك كل من رفض القول بمجمع خلقيدونية والمشيئة الواحدة"، وهو ما دفع أيضًا لاعتبارها رواية ضعيفة، بكل الأحوال فإنّ القرن السابع وما حمله من إدارة رهبان بيت مارون لرعايا واسعة في مناطق مختلفة من سوريا الداخلية، شكّل انعطافًا مهمًا في تشكيل الكنيسة المارونية قبل نشوء بطريركية مارونية مستقلة لاحقًا؛ ويشير بعض المؤرخين أنّ مصطلح موارنة، قد ظهر خلال هذه الفترة متوازيًا مع ظهور مصطلح "ملكيين"، تمييزًا لمتبعي الطقوس البيزنطية عن متبعي الطقوس السريانية ممن والوا مجمع خلقيدونية. كذلك فقد شهد النصف الأول من القرن السابع الفتح الإسلامي للشام وسقوط سوريا الرومانية بشكل نهائي؛ وتشير مصادر تاريخية متعددة أنّ مسيحيي سوريا سواءً من القبائل العربيّة أو السريان قد رحبّوا بالفتح، وبكل الأحوال فقد مكثت السريانية لغة التخاطب اليومية في غالب الهلال الخصيب حتى نهاية القرن الثاني عشر وعصر الغزوات المغولية، كما قدر باحثون أمثال هنري لامنس وفيليب حتي أعداد المسلمين بختام العصر الأموي بما لا يتجاوز 12% من مجموع سكان الهلال الخصيب. ولا يوجد الكثير من المصادر عن طريقة تجاوب الموارنة مع الفتح، باستثناء ما ذكره ميخائيل الكبير نقلاً عن التلمحري بخصوص مناظرة بين رهبان بيت مارون بوصفهم مؤيدين للمجمع الخلقيدوني ورهبان سريان معارضين للمجمع الخليقدوني بحضور معاوية بن أبي سفيان، استشهد خلاله رهبان بيت مارون بنشيد للقديس أفرام السرياني يذكر فيه "طبعين في المسيح" ما دفع الخليفة لاعتبارهم فائزين في المناظرة، آمرًا بأن يمنح رهبان بيت مارون إدارة مزيد من الكنائس التي كان يديرها معارضي المجمع الخلقيدوني وأن تجبى من الخاسرين ضريبة بعشرين ألف دينار. نشأة البطريركية والانتقال إلى لبنان. إثر الفتح الإسلامي، فقد الملكيون البيزنطيون حظوتهم لدى السلطة لأن الخلفاء الأمويين تخوفوا من الرابط بين الملكيين وبيزنطة، فمُنع الملكيون من إقامة بطاركة لهم، فأقام الأباطرة البيزنطيون بطاركة إسميين لأنطاكية في القسطنطينية، وظل الشغور ما يفوق الأربعين عامًا، وبعضًا من هؤلاء البطاركة عينوا تعينًا ولم ينتخبوا انتخابًا، وسوى ذلك فإن أغلب سكان الرعيّة الأنطاكية، سيّما في الأرياف إن كانوا خليقدونيين فهم من الموارنة لا من الملكيين؛ في هذه الظروف اجتمع أساقفة دير مارون وربما عدد آخر من الأساقفة وانتخبوا في دير مارون يوحنا مارون بطريركًا قرابة عام 685 إثر وفاة البطريرك ثيوفانس في القسطنطينية وشغور الكرسي الإنطاكي، فأصبح الموارنة بذلك طائفة وفق المفهوم المتوافق عليه للكلمة، وبحسب الاعتقاد السائد في الكنيسة فهم قد ورثوا رئاسة الكرسي الأنطاكي. بكل الأحوال، فإن الوثائق والمعلومات عن يوحنا مارون وبطريركيته لا تتوافر أدلة موثوقة عنها، فالوثائق القديمة وإن كانت تشير إلى بطاركة موارنة في القرن الثامن لكنها لم تشر إلى أعمالهم أو أسمائهم؛ هناك مرجع وحيد يسميه الدويهي "معتقد اليعاقبة"، يذكر شخصًا باسم يوحنا مارون كان أسقفًا على البترون التي تحوي دير ريش مورو، تلقى رسامته الأسقفية على يد مبعوث بابوي إلى المشرق، أما عن عقيدته فهي الديوثيلية، أي أنه لم يكن مونوثيليًا، لكن ما يزيد الأمر تعقيدًا تضارب رواية البطريرك الدويهي والسمعاني وهما من كبار المؤرخين الموارنة في سيرهما حول بطريركية يوحنا مارون ومؤلفاته، فلا يسع في ظل غياب المراجع والوثائق وتضارب الروايات إلا القول بأن الموارنة تولوا شؤون الكرسي الأنطاكي أواخر القرن السابع على الأرجح، وكان أول من تسلم زمام الكرسي الإنطاكي يوحنا مارون. عندما عادت حظوة الملكيين لدى الخلفاء الأمويين سمح مروان بن الحكم عام 745 برسامة بطريرك لهم هو ثيوفلاكت بن قنبرة، فقاد البطريرك الجديد حملة على دير مارون على العاصي لكن حملته هذه قد فشلت ولم تحقق أهدافها، وفي إثرها أخذ الموارنة والملكيون ببناء كنائس منفصلة، في المناطق المختلطة بينهم كمدينة حلب. ولم يذكر مؤرخ هذا الحادث، أثناسيوس التلمحري، أن في الدير بطريركًا لأن البطريرك كان قد انتقل إلى شمال لبنان؛ ويذكر التلمحري عدة أسباب لهذه الحملة منها أسباب طقسية كاستعمال الموارنة للتقديسات الثلاث، ومنها عقائدية تتعلق بالمونوثيلية، ومنها رغبة الملكيين بالاحتفاظ بالكرسي الأنطاكي الذي كان قد آل إلى سيطرة الموارنة، ويمكن القول أنه وإثر هذه الحملة ومثيلاتها التي تكررت من قبل البدو والسلاطين خلال فترة اضطهاد المسيحيين بدءًا من عهد المتوكل على الله، فقد دمر دير مارون، وأخذ الموارنة يتحولون تدريجيًا نحو جبال لبنان، فالمسعودي يذكر أن دير مارون والصوامع المحيطة به قد دمرت من جراء غزوات البدو وظلم الحكام، ولم يبق من الموارنة في وادي العاصي حوالي سنة 956 - سنة وفاة المسعودي - سوى جماعات صغيرة متفرقة أما القسم الأكبر فقد كان في جبال لبنان الشمالية، حيث يذكر المستشرق جورج تشالنكو أن النزوح هذا ساعد في الحفاظ على هوية الطائفة، فتنظم الموارنة في ظل الجبال، التي حوت لاحقًا أقليات الأخرى، ضمن مجتمع بيروقراطي منظم بقيادة الإكليروس وكبار العائلات تنظيمًا قويًا، ولم تكن طبيعة جبال لبنان تسمح بقيام المدن فقامت القرى الكبيرة عوضًا عنها. ويعود لتلك الفترة أيضًا انتشار الكنيسة المارونية في قبرص. القرون الوسطى. المردة وثورة المنيطرة. ليس هناك أية معلومات تتحدث عن البطاركة الموارنة في القرون الوسطى المبكرة إلا أنه من المعروف أنهم أقاموا في دير سيدة يانوح قرب جبيل؛ إن أقدم الوثائق الموجودة اليوم تعود إلى زمن البطريرك يوسف الجرجسي عام 1100، أما من سبقه من البطاركة فهناك لائحة بأسمائهم فقط دون أعمالهم عثر عليها البطريرك الدويهي في دمشق مكتوبة بالسريانية. ذهبت بعض المصادر المارونية المتأخرة إلى نسبة الموارنة إلى المردة، الأمر الذي أبطلته كافة البحوث الحديثة. وخلال هذه الفترة نشبت ثورة المنيطرة أوائل العهد العباسي والتي حفظت في الزجليات الشعبية وما يثبتها تاريخيًا فتوى الإمام الأوزاعي بمنع المساس بمسيحي جبل لبنان، ورغم هذه الثورة فلم تكن العلاقة بين الموارنة والعباسيين سيئة للغاية فقد ذكر التاريخ ثيوفيل بن توما الماروني الذي عمل ككبير علماء الفلك لدى الخليفة العباسي المهدي، وقيس الماروني الذي صاغ كتابًا عن العالم مبتدئًا بالخليقة ومنتهيًا بخلافة المكتفي، بيد أن القرنين العاشر والحادي عشر كانا شديدي الظلمة بالنسبة للتاريخ الماروني قبل أن تتحسن الأمور مجددًا مع العصر الصليبي؛ على الصعيد الطقسي فإن مرحلة ما بعد الاستقرار في لبنان شهدت بداية تشكل ملامح الطقس الماروني، وإن كان لا يمكن تتبع تطور الطقس بالتفصيل، فكل ما يمكن الاستدلال عليه من الوثائق العائدة لتلك الفترة بأنّ الطقس كان جزءًا من الطقس السرياني الغربي الإنطاكي مع تأثره بالطقس السرياني الشرقي الرهاوّي المنتشر في كنيسة المشرق. الصليبيون والمماليك. انطلقت الحملة الصليبية الأولى بمباركة البابا أوربان الثاني عام 1096، من أوروبا عبر أراضي الإمبرطوريّة البيزنطية، ووصلت إلى سهول كليكية عام 1097 ومنها اجتازت جبال طوروس تجاه أنطاكية التي سقطت بأيديهم في حزيران سنة 1098، وسار الصليبيون على الطريق الساحلي جنوبًا وبلغوا طرابلس في ربيع عام 1099 حينئذ حصل الاتصال الأول بين الموارنة والصليبيين في بلدة عرقا شمال لبنان، ولم يكن الموارنة هم السباقون، كما هو شائع لاستقبال الصليبيين، إذ سبقهم إلى ذلك ابن عمار صاحب طرابلس الفاطمي، وقدم لهم الهدايا وزودهم بالمؤن.، ذلك إن الاضطهادات العباسية لمختلف الأقليات لم تترك لهم مواليًا في الداخل. واستمر الصليبيون بالزحف ووصلوا القدس في حزيران واقتحموها في تموز سنة 1099، أما عن الموارنة خلال هذه الفترة فيقدم المؤرخ والأسقف ويليام الصوري شهادة هامة عنهم: يخبر ويليام الصوري أن أربعين ألفًا من الموارنة ساعدوا الجيش الصليبي، في مختلف الأصعدة، ويبدو الصوري سعيدًا بهذه العلاقة، وقد تمتع الموارنة بالحقوق الكاملة في ظل الدولة الصليبية، ويذكر أيضًا، في شهادته أن الموارنة قد كانوا مونوثيليين - صيغة هرقل في المشيئة الواحدة- لكن شهادته في هذا المضمار مشكوك بصحتها، إذ إنها استندت إلى شهادة سعيد بن بطريق بطريرك الإسكندرية الملكي، الذي أجمع الباحثون من مختلف الفئات على اعتبار تاريخه بشكل عام مغلوط وغير صادق، وسوى هذه الشهادة هناك كتاب الهدى الماروني لتوما أسقف كفرطاب قرب معرة النعمان والذي يربط بين الموارنة والمونوثيلية، إلا أن المشيئة الواحدة كما تظهر في هذا الكتاب مختلفة عن عقيدة هرقل التي نشأت في القرن السابع والتي أدانها المجمع المسكوني السادس عام 685، بمعنى آخر أنه كما يمكن قبول نشيد التقديسات الثلاث (قديشات آلوهو)، الشهير في الكنيسة، ملحقًا بعبارة "يا من صلبت لأجلنا" بمعنين هرطوقي وآخر سليم، وهو ما قائم حتى اليوم، فإن المشيئة والمشيئتين تفهم بالطريقة ذاتها. سوى ذلك فإن المجمع السادس سمى بشكل مفصل وموسع من أدانهم ولم يذكر شيءًا عن الموارنة أو ديرهم، ولو أنهم تمسكوا بالمونوثيلية لكان المجمع السادس أشار إلى ذلك صراحة، فلا يمكن إثبات المونوثيلية على الموارنة وفي الوقت نفسه لا يمكن نفيها عنهم بأدلة قاطعة. وإلى جانب شهادة الصوري في إيمان الموارنة، ساعدت الحملات الصليبية في توسع رقعة الانتشار الماروني، إذ يُلاحظ أن أقدم ذكر للموارنة في جزيرة قبرص يعود للعام 1121. ولم تكن العلاقة مستقرة دومًا بين الموارنة والصليبيين إذ ساهم الموارنة في العام 1137 بمقتل كونت طرابلس، وسير الصليبيون حملة عسكرية لقمعهم في العام نفسه، ووقف موارنة الساحل ومعهم الأساقفة والبطريرك إلى جانب الصليبيين، لكن موارنة الداخل ظلوا على حذر اتجاههم؛ وما يثبت ذلك انتقال البطاركة من يانوح إلى ميفوق ومنها إلى كفيفان. وخلال تلك الفترة أرسل البابا كالسيت رسالة إلى البطريرك خصّه فيها باسم بطريرك أنطاكية، تلاها سفر البطريرك إرميا العمشيتي عام 1215 إلى روما لحضور مجمع لاتران الثاني بناءً على دعوة البابا الذي قدم له درع التثبيت، طالبًا منه التنازل عن بعض العادات السريانية واستبدالها بعادات لاتينية. شكلت هذه التعديلات وما تبعها لاحقًا من تعديلات في القرن السادس عشر مصدر أسى دائم للموارنة، رغم أنهم قد استعادوا عددًا كبيرًا من هذه العادات اليوم. ويرجع للعهد الصليبي أيضًا قيام الراهب نيقيطا الماروني بتصنيف كتاب لاهوتي عن انبثاق الروح القدس من الآب والابن، وفي نهاية العهد الصليبي حوالي عام 1282 ظهر انقسام خطير في رئاسة الكنيسة إذ انتخب الموارنة بطريركين في الوقت نفسه، لكن الانقسام لم يستمر طويلاً إذ سيّر المماليك حملة عسكرية هاجمت نواحي إهدن وهدمت قلعتها، ما أدى إلى قتل أحد البطريركين وإعادة الوحدة إلى الكنيسة، ومع عودة الصليبين إلى أوروبا ونهاية وجودهم في المشرق هاجر الكثير من الموارنة إلى قبرص ورودوس هربًا من الاضطهاد المملوكي الذي صبغ القرن الرابع عشر بصبغته ما أدى أن يطلق عليها اسم " قرن البلايا على الموارنة". هاجم المماليك جبة بشري أول مرة عام 1268، وأعادوا الكرة عام 1283 وتابعوا نحو إهدن، ثم طالت حملاتهم كسروان عام 1305 وشملت تهجير قاطنيها من الشيعة، وفي العام 1365 قام المماليك بالقبض على البطريرك جبرائيل الحجولي وأحرقوه حيًا في طرابلس، ويذكر التاريخ أن الظاهر بيبرس قد قتل 16 ألف شخصًا لدى استرجاعه أنطاكية وأنه هدم حصن طرابلس بمن فيه، فضلاً عن مذبحتي عاصي الحدث وقلعة الحوقا، لذلك يصفه المؤرخون بأنه قد أفرط في استعمال القوة بحق شعبه، وإن كانت فترة حكم المماليك البحرية مأساوية فإن الحال قد تبدلت بعد وصول السلطان برقوق إلى السلطة وقيام دولة المماليك البرجية، إذ أكرم هذا السلطان ومن تلاه، الموارنة وجعل دير قنوبين متقدمًا على سائر الأديار ودعم المقدمين، وهم حكام محليين موارنة في القرى، وجعل أيوب مقدم بشري رئيسًا عليهم، واستمر هؤلاء يتولون شؤون الحكم حتى مطلع القرن السابع عشر وقد كانت علاقتهم بالكنيسة والبطريركيّة قوية للغاية حتى أنهم قبلوا رتبة الشدياق الكنسية كعلامة خضوعهم لها، وقد شارك البطريرك خلال تلك الفترة عن طريق ممثليه في مجمع فلورنسا الرابع عام 1439، وإثر عودة المبعوثين حصلت قلاقل والسلنطة المملوكية ما حدا بالبطريرك يوحنا الجاجي مغادرة الكرسي البطريركي في ميفوق وانتقاله إلى وادي قاديشا في قنوبين. الإرساليات اللاتينية إلى الموارنة. بدءًا من النصف الثاني للقرن الخامس عشر، أخذ الفاتيكان بإرسال موفدين إلى الشرق الأوسط بشكل عام والموارنة بشكل خاص، وكان أولهم الراهب الفرنسيسكاني غريفون الذي وصل بيروت عام 1450، وكان له دور في تثبيت البطريرك بطرس الحدثي عام 1458 خلفًا لأخاه يعقوب الحدثي، وقد شهدت بطريركيته صراعًا طائفيًا كبيرًا وصل ذروته عام 1488 بين الموارنة والسريان الأرثوذكس، إثر التحاق عدد من الموانة بهذه الكنيسة، وعلى رأسهم عبد المنعم بن أيوب مقدم بشري؛ وبعد أن يئس موارنة إهدن، من عودة المتحولين طلبوا المساعدة من مقدم بسكنتا وساروا اتجاه قرية بقوفا مركز الفريق الآخر مصطحبين معهم رجالاً من الضنية، حيث دارت اشتباكات فيما سمي "معركة مرج تولا" والتي كان النصر خلالها حليف الموارنة. أما المنهزمون فقد نزحوا تدريجيًا نحو سوريا الداخلية وقبرص، ويشير عدد من البحاثة بأن قسمًا من هؤلاء كان المماليك قد أجبروهم على الاستقرار في جبل لبنان، وأن بعضًا منهم كانوا أقباطًا وأحباشًا ما يدفع الدويهي لنعتهم "بالمتطفلين". البطريرك سمعان الحدثي الذي انتخب عام 1492، استقبل المبعوث البابوي الثاني إلى الموارنة، وهو الراهب الفرنسيسكاني سوريانو، وذلك عام 1515، ولم يكن لهذا الراهب نشاطات أو فاعليات عديدة سوى رسالة البابا ليون العاشر والتي يثني فيها على الموارنة واصفًا إياهم «بالورود بين الأشوك». توفي البطريرك الحدثي عام 1524، وخلفه موسى سعادة العكاري حتى عام 1567 حين آل الكرسي البطريركي إلى آل الرزي من باقوفا، بدءًا من عهد البطريرك ميخائيل الرزي والذي استقبل ثالث البعثات البابوية برئاسة الراهب اليسوعي إليانو عام 1577، والذي عُقد في ختام مهمته إلى جبل لبنان مجمع قنوبين الأول برئاسة البطريرك ميخائيل الرزي عام 1580، وأقر فيه رسميًا عددًا كبيرًا من العادات اللاتينية كعدم منح الأطفال القربان ومنع الكاهن من مسح المُعمد بالميرون، وكذلك أقر جملة من الأمور العقائدية كالاعتراف بوجود المطهر واستعمال الخبز الفطير، وأمر باستعمال بعض العبارات اللاهوتية التي لم تكن قد وصلت بعد إلى الموارنة، وسوى ذلك تنقيح بعض الكتب الطقسية في الشمال الماروني والتي كانت قد اختلطت بالكتب سريانية أرثوذكسية بسبب التشابه في شعائر الكنيستين وسلسلة طقوس لاتينية، وبعيد هذا المجمع توفي البطريرك ميخائيل وانتخب أخاه سركيس الرزي بطريركًا عام 1581 والذي شهدت بطريركيته افتتاح المدرسة المارونية في روما، ولتكون أول جامعة شرقية في أوروبا خلال العصور الوسطى والحديثة، وفي عام 1610 أدخلت مطبعة إلى دير مار أنطونيوس قزحيا، وبهذا تكون أول مطبعة قد دخلت الشرق الأوسط. توفي البطريرك سركيس الرزي عام 1597 وانتخب أخاه يوسف الرزي، وكان البطريركان سالفا الذكر من دعاة الليتنة وأدخلا عددًا وافرًا من العادات اللاتينية على الطقوس المارونية بمباركة الموفدين البابويين، علمًا أن الوتيرة قد تراجعت مع وصول يوحنا المخلوف إلى السدة البطريركية عام 1608. في عام 1584، وصل دنديني آخر الموفدين إلى الموارنة من قبل كرسي روما والأكثر موضوعية برأي المؤرخين، إذ إن من سبقه نسب للموارنة ضروبًا من المعتقدات كإنكار يوم القيامة أو الخطيئة الأصلية لكن دنديني أوضح أنه لم يجد شيءًا من هذه الاتهامات التي نسبها بعض من سبقوه للموارنة سوى التطليق في حال الزنا ومناولة الأطفال، أما سائر الاتهامات ومن ضمنها المونوثيلية فقال أنها محض تلفيق. البطريرك يوسف الرزي استمر بسياسة الليتنة، ودعا إلى مجمع ضيعة موسى عام 1598 حيث أقر عددًا كبيرًا من هذه العادات، وأبرز ما تم اعتماده استعمال التقويم الغريغوري في الكنيسة. ويشير مؤرخو الموارنة إلى أنه لا ينبغي الخلط جرّاء هذه الادخالات في مجمعي 1580 و1598 والفهم بأن الموارنة لم يكونوا كاثوليكًا ثم تحولوا، فالأمور العقائدية كالاعتراف بالمطهر واستعمال التقويم الغربي واستعمال الخبز الفطير في القداس قد أقرت بالتزامن مع كنيسة روما تقريبًا؛ وإنما الموارنة في صلب عقائدهم التي قسمت ظهر الكنيسة ووحدتها كانوا كاثوليكيًا. أما بالنسبة للطقوس التي تعتبر من المميزات الثقافية لكل شعب من الشعوب فقد استعاد الموارنة جزءًا مما تليتن منها، ونجحوا في ذلك نسبيًا سيّما في أعقاب المجمع الفاتيكاني الثاني والمجمع البطريركي الماروني حديثًا. الوضع السياسي والاجتماعي. يعود استقرار الدروز في لبنان لأواخر العهد المملوكي قادمين كقبائل رحالة من منطقة الجليل إلى البقاع ومنها إلى الشوف مالئين بذلك فراغ نزوح الصليبيين، ويعود للفترة نفسها حكم آل عسّاف بمباركة المماليك لجبل لبنان، فبسطوا نفوذهم من المتن في الجنوب إلى طرابلس في الشمال واتخذوا من مدينة غزير في كسروان قاعدة لحكمهم، وعندما احتل السلطان سليم الأول سوريا ولبنان عام 1516 استبقى آل عساف في حكم الجبل، وأقام هؤلاء لأنفسهم نواب معاونين لهم من الموارنة وتحديدًا من آل حبيش، وذلك سنة 1523، لكن التنافس بين آل عساف وآل سيفا أطاح بإمارة آل عساف عام 1591 وأوكلت شؤون الموارنة بدلاً من آل حبيش الموارنة إلى آل حمادة الدروز الذين مارسوا القسوة تجاه مواطنيهم، ومما ساعد على ذلك أيضًا الحروب العثمانية المتواصلة وتدهور قيمة العملة العثمانية والضرائب الباهظة فضلاً عن التعصب الديني للسكان وقسوة عوامل الطبيعة، فأخذ الموارنة ينتشرون من مناطقهم التقليدية في شمال جبل لبنان إلى جنوبه أي نحو الشوف مقر حكم الأمراء المعنيين؛ وكان الأمير فخر الدين المعني الثاني قد خلف والده في حكم الشوف ووسع نفوذه فسيطر على كل الجبل الجنوبي عام 1591 خلا بيروت وكسروان، وتبنى فخر الدين سياسة آل عساف في الانفتاح، فأقام له معاونين من آل الخازن الموارنة، واستطاع ضم بيروت عام 1598 وأزال خطر آل سيفا عام 1605 ببسط نفوذه على كسروان، ونتيجة لوقوف الموارنة إلى جانب فخر الدين إثر تكالب الولايات المجاورة عليه، رفع فخر الدين من شأن الموارنة ومن قيمتهم وشجعهم على الإنتاج الزراعي سيّما إنتاج الحرير الذي أمّن سيولة نقديّة وانتعاشًا اقتصاديًا، فتحسنت أحوال الموارنة وانخرطوا في الجيش وشيدوا أعدادًا كبيرة من الكنائس وارتدوا أفخر أنواع الثياب، واستوعبت الشوف النمو السكاني للموارنة حتى إن البطريرك يوحنا مخلوف انتقل إليها مؤقتًا عام 1608 ونزل في قرية مجدل المعوش هربًا من مضايقات يوسف باشا والي طرابلس، وتحولت جبال الشوف خلال عهد الدولة المعنية إلى مقاطعة يحكمها آل الخازن ونشأت القرى الكبيرة بل شبه المدن في مقاييس ذلك الزمان مثل دير القمر، وعندما فقد فخر الدين حظوته لدى العثمانيين نفوه عام 1613 لكنه عاد إلى لبنان عام 1618 موسعًا ملكه ليشمل بشري والبترون وجبيل، وأوكل حكم هذه المناطق أيضًا لآل الخازن، لكن العثمانيين قضوا عليه نهائيًا عام 1633، وألحقوا المناطق المارونية الشمالية بولاية طرابلس أما المناطق المارونية الجنوبية بولاية صيدا، وأعادوا حكم آل حماده من جديد إلى الجبل، ورغم المضايقات لم يكن وضع الموارنة بشكل عام سيئًا خلال العهد العثماني، إذ إن العثمانيين طبقوا الشريعة الإسلامية على الأقليات غير المسلمة وتركوا لهم حرية العبادة والتصرّف بشؤونهم لقاء ضرائب معينة؛ يقول الباحث قيس العزّاوي إن الدولة العثمانية كانت خير مطبق لاتفاق نجران، الذي أبرم في صدر الإسلام بين المسيحيين والنبي محمد. على الرغم من ذلك، فقد أصدر لويس الرابع عشر، بموافقة السلطان العثماني في شهر نيسان من سنة 1649 مرسومًا يقضي بوضع الطائفة المارونية تحت حماية فرنسا، ضمنت هذه الحماية للموارنة حق التقاضي أمام محاكم خاصة هي أسرع من نظيرتها العثمانية والاستفادة من التعليم في المدارس والبعثات القنصلية الأوروبية والإعفاء من الضرائب وسهولة السفر إلى أوروبا، ولم تكن هذه الحماية مقتصرة فقط على الموارنة إذ سرعان ما منح السلاطين امتيازات لمختلف دول أوروبا لحماية الأقليات ما ساهم في تفكك عري الدولة العثمانية، وعندما افتتحت نيابة قنصلية فرنسية في بيروت كان أول موظفيها الماروني أبو نوفل الخازن، ما ساهم في التقارب بين الموارنة والشهابيين الذين خلفوا المعنيين في حكم الجبل إثر انقراض ذريتهم عام 1697 حين اختير بشير الشهابي الأول أميرًا على الجبل. وعندما أراد أمراء الشويفات القضاء على الإمارة الشهابية وقف الموارنة إلى جانب الأمير حيدر الشهابي وقاتلوا إلى جانبه في معركة عين داره عام 1711، حتى ظفروا بالنصر، وكان من نتائج هذه المعركة منح لقب "شيخ" لعدد من العائلات المارونية، كآل حبيش وآل الخازن وآل الظاهر وآل الخوري، فضلاً عن انتشار الموارنة في جنوب الشوف نحو البقاع الغربي وجزين بناءً على طلب الأمير لمنع الاقتتال الطائفي بين الدروز في الشوف والشيعة في الجنوب، وبلغ التقارب بين الموارنة والشهابيين ذروته عام 1770 حين اعتنق الشهابيون المسيحية وانضموا إلى الكنيسة المارونية، ليرتقي بذلك الموارنة لحكم الجبل برمته، إلا أن ذلك لم يحيدهم عن مضايقات أحمد باشا الجزار والي دمشق الذي فرض ضريبة باهظة على الإمارة عام 1785، ثم أدت الظروف الدولية أن يصبح لبنان جزءًا من السياسة العالمية وما عرف عمومًا بالمسألة الشرقية والتي انتهت بنفي الأمير بشير الشهابي الثاني وسقوط الإمارة الشهابية عام 1840 ليحل محلها نظام القائممقاميتان ثم متصرفية جبل لبنان. أوضاع البطريركيّة والكنيسة. تعاقب بعد يوحنا مخلوف عام 1633 عدد من البطاركة حتى 1670 حين انتخب للبطريركية أحد أهم وجوه الموارنة في العصور الحديثة وهو البطريرك المؤرخ اسطفان الدويهي، الغزير الإنتاج والداعم للثقافة والعلوم بمجالات شتى، وخلال عهده تحولت الرهبنة المارونية من أديار متفرقة وغير ممأسسة، إلى مؤسسة لها قوانينها وأنظمتها، وذلك عام 1694 على يد أربع شباب موارنة من مدينة حلب، انطلقوا من الدير الأم وهو دير مرت مورا قرب إهدن إلى مختلف مناطق لبنان والعالم. أحد مؤسسي الرهبنة هو جرمانوس فرحات، الذي إلى جانب كونه أسقفًا، كان عالمًا باللغة العربية وألف ستة مجلدات ونظم أكثر من 375 قصيدة، وغدا فيما بعد أسقفًا لحلب، وتكريمًا لجهوده أقامت الحكومة السورية نصبًا له مقابل الكاتدرائية المارونية في المدينة المذكورة عام 1934. خلف الدويهي عام 1704 البطريرك جبرائيل الثاني ثم يعقوب العواد قبل أن يصل يوسف ضرغام الخازن عام 1733 والذي عقد في عهده "المجمع اللبناني" سنة 1736 في دير سيدة اللويزة. يُعتبر هذا المجمع أهم مجمع ماروني في العصور السالفة، إذ أنه أقر نظامًا داخليًا مدنيًا للكنيسة وحدد صلاحيات البطريرك واستحدث أبرشيات جديدة وألزم الأساقفة السكن بها، كما نظم الرهبانيات والأوقاف لإدارة ممتلكات الكنائس وكبرى أعماله إلزام التعليم المجاني للفتيان والفتيات. ونظم العلاقة بين البطريرك والبابا ملزمًا البطريرك باستشارة كرسي روما في الأمور الكنسية الخطيرة. وصدرت في أعقاب هذا المجمع النسخة الثالثة من كتاب القداس الماروني سنة 1763. في عام 1770، أي خلال عهد البطريرك يوسف اسطفان، حدثت القسمة بين الرهبانية المارونية اللبنانية والرهبانية المارونية الحلبية التي غدا اسمها فيما بعد "الرهبنة المارونية المريمية" وأمورًا تنظيمية أخرى داخل الكنيسة، أما البطريرك الدويهي فتسعى الكنيسة المارونية اليوم لإعلانه قديسًا. القرن التاسع عشر. انتقال الكرسي البطريركي إلى بكركي. يعود توسع انتشار الموارنة لأوائل القرن التاسع عشر، حيث انتشروا شمالاً حتى وصلوا مدينة اللاذقية السوريّة عام 1834، رغم أن استقرار الموارنة فيها يسبق ذلك التاريخ حتى أن هناك حي يدعى باسم الموارنة في المدينة، لكن تلك السنة شهدت بناء الكنيسة، وكذلك انتشر الموارنة جنوبًا حتى وصلوا مدينة حيفا وبنوا فيها أول كنيسة عام 1842، رغم أن أقدم ذكر للموارنة في المدينة يعود لعام 1677. وفي عام 1823 وخلال بطريركية يوسف حبيش انتقل الكرسي البطريركي إلى منطقة بكركي في لبنان، المقر الرسمي للبطريركية المارونية حتى الآن، وتعني كلمة بكركي بالعربية "مكان حفظ الوثائق والكتب". ويرجع للقرن التاسع عشر أيضًا انقراض اللغة السريانية نهائيًا كلغة تخاطب بين الموارنة لتحل محلها اللغة العربية، رغم أن الموارنة كانوا قد ألفوا اللغة العربية باكرًا إذ إن كتاب الهدى صدر بالعربية عام 1051، لكن هذه اللغة ظلت لغة جانبية قبل أن تتحول إلى لغة تخاطب في جنوبي جبل لبنان، أما في بشري والقرى المجاورة فقد ظلت اللغة السريانية لغة التخاطب حتى القرن التاسع عشر؛ ورغم تراجع سطوتها إلا أن اللغة السريانية ظلت تعتبر اللغة الرسمية للكنيسة ولغة طقوسها وكتبها الليتورجية، وظهرت في تلك الأثناء الكتابة الكرشونية وهي اللغة العربية المكتوبة بحروف سريانية، إذ إن أغلب الموارنة وإن كانوا قد أجادوا اللغة العربية إلا أنهم لم يكونوا قد أجادوا بعد قراءة الحرف العربي. واستمرت كتب الليتورجيا والكتاب المقدس المسموح باستعماله طقسيًا تصدر فقط باللغة السريانية حتى مطلع القرن العشرين. خلف يوسف حبيش البطريرك يوسف الخازن عام 1845 والذي عقد خلال بطريركيته مجمع بكركي الأول، مناقشًا الهجرة المارونية، إذ إن الامتيازات الأجنبية الفرنسية التي حصل عليها الموارنة كان لها كبير الأثر السلبي في تنامي ظاهرة الهجرة بين أبناء الطائفة نحو أوروبا والعالم الجديد، متأثرين بالوضع الاقتصادي السيء والضرائب العثمانية الباهظة فضلاً عن الفتن الطائفية التي شهدها جبل لبنان خلال عهد القائمقاميتين، وكثير من هؤلاء المهاجرين فقدوا الرابط مع الوطن الأم والكنيسة، ولكن قسمًا آخر منهم كان أوفر حظًا فاستطاع الحفاظ على هذه اللحمة. إلا أن ظاهرة الهجرة وإن كان لها تأثيرات سلبية عديدة على الوطن والكنيسة الأم، كان لها أيضًا دورًا هامًا في تحويل الكنيسة المارونية من كنيسة ذات انتشار محدود إلى كنيسة ذات انتشار عالمي. عهد الحملة المصرية ومتصرفية جبل لبنان. على أثر خلاف نشب بين عبد الله باشا والي عكا ودرويش باشا والي دمشق، ناصر أمير لبنان بشير الشهابي الثاني عبد الله باشا سنة 1821، وسار على رأس جيشه وحارب والي دمشق وهزمه. وما كادت الدولة العثمانية تطلع على هزيمة والي دمشق حتى جرّد الباب العالي حملة عسكرية قوية اضطرت الأمير بشير إلى ترك البلاد، والسفر إلى مصر، حيث رحب به واليها محمد علي باشا، واتفقا على التعاون معًا. ولما كان محمد علي في ذلك الوقت ما زال على وفاق مع السلطان، فقد استطاع أن يسترضيه ويُلطف موقفه من الأمير بشير وأن يعيده إلى إمارته. وكان يجمع بين بشير الثاني ومحمد علي طموح كل منهما إلى توسيع رقعة بلاده، ورغبة كل منهما في الاستقلال عن الدولة العثمانية. وكان كل منهما يضمر النقمة على العثمانيين، فالتقت أهدافهما وتعاهدا على السير معا في سياسة مشتركة ضد الدولة العثمانية. وسرعان ما وجد محمد علي ذريعة لتدخله العسكري في بلاد الشام ممثلاً بمضايقات والي صيدا، فأرسل ابنه البكر إبراهيم باشا إلى سوريا، ولم يلق الأخير مقاومة عثمانية تذكر أثناء تقدمه باستثناء معركة بحيرة حمص (قادش). أما على الصعيد الشعبي، فقد نال إبراهيم باشا ترحيبًا شعبيًا حارًا، واستطاع ضمان حكم سوريا ولبنان من خلال اتفاقية كوتاهية التي عقدها والسلطان العثماني في أيار من سنة 1833، وخلال حكمه لسوريا أجرى إبراهيم باشا عددًا كبيرًا من الإصلاحات في مختلف المجالات، وإثر محاولة السلطان العثماني محمود الثاني الفاشلة استعادة بلاد الشام عام 1839 تخوفت الدول العظمى من نفوذ محمد علي المتزايد، فأرسلت أساطيلها إلى سواحل لبنان وسوريا وقصفت المدن الساحلية وشجعت الثوّار على مهاجمة المصريين وقتالهم، وفي نهاية المطاف قامت الأساطيل النمساوية والإنكليزية والعثمانية بعملية إنزال بري في بيروت وجونية عام 1840 لإخراج المصريين من الشام، واضطر إبراهيم باشا أن يعود إلى مصر تاركًا سوريا ولبنان في حالة فراغ أمني، فثارت النعرات الطائفية بين الموارنة والدروز بتحريض من إنكلترا وفرنسا، فأقدمت إنكلترا على دعم الدروز سعيًا لبتر حماية فرنسا على الموارنة، فاجتاح الدروز مناطق الشوف المارونية ودخلوا دير القمر حاضرتها، وارتكبوا فيها مجازر عديدة، فتدخل إثر ذلك الباب العالي مبطلاً الإمارة الشهابية ومعلنًا إقامة قائممقاميتين على جبل لبنان أحدهما مارونية وأخرى درزية، لكن الوضع ساء مجددًا عام 1845 حين هاجم الدروز الموارنة مرة أخرى واقتحموا ديرًا فرنسيًا وأحرقوه، فأعلن الباب العالي حينذاك إلغاء امتيازات جبل لبنان الخاصة وجعله ولاية عثمانية كسائر الولايات، الأمر الذي رفضته الدول الكبرى، وفي نهاية الأمر تم التوصل إلى أن يتولى الحكم في القرى المختلطة وكيلان أحدهما ماروني والآخر درزي، أما في جبل لبنان فيستمر القائممقامان في شؤون الحكم يعاونهما مجلس مكون من اثني عشر عضوًا يمثلان الطوائف اللبنانية الستة الكبرى. و رغم هذه التدابير إلا أنّ الهدوء لم يستمر طويلاً بل انفجر بشكل مخيف عام 1860، حيث لم تقتصر الفتنة على جبل لبنان بل امتدت لتشمل طرابلس وصيدا واللاذقية وزحلة ودمشق، وارتكبت مذابح طائفية رهيبة ووقعت أعمال سرقة ونهب شارك فيها الجنود العثمانيون أيضًا، واتهم قائممقام حاصبيا عثمان بك وأحمد باشا والي دمشق بتسهيل المذبحة وقتل كل من التجأ إلى مبنى الحكومة طالبًا الحماية، ويرجع لأحداث فتنة العام 1860 في دمشق سقوط الشهداء المسابكيين الموارنة الذين أعلنتهم الكنيسة طوباويين عام 1915. من نتائج هذه الأحداث، انتداب فؤاد باشا كقائد للجيش العثماني لقمع الفتنة، فتولى التحقيق في المجازر، وأعدم الكثيرين ممن ظهرت لهم يد بالضلوع بها بما فيهم والي دمشق نفسه، لكن ذلك لم يكن كافيًا في نظر الدول الكبرى إذ إن المجازر تكررت كل عقد من الزمان تقريبًا، فأرسلت فرنسا جيوشها إلى بيروت في آب من سنة 1860 واستعمرت جبل لبنان ولم تنسحب منه حتى حزيران من سنة 1861، وفي هذا الوقت وُقّع بروتوكول القسطنطينية الذي نصّ على دفع تعويضات مالية للمسيحيين المتضررين من الحوادث واستحداث متصرفية جبل لبنان وهي ولاية ممتازة تخضع للباب العالي مباشرة، يكون الوالي فيها مسيحيًّا عثمانيًّا غير تركي وغير لبناني، كذلك نص البروتوكول على أن يقيم الباب العالي حامية عسكرية عثمانية سريعة التدخل مؤلفة من ثلاثمائة جندي على الطريق بين بيروت ودمشق، وعين بالإجماع داوود أفندي الأرمني الجنسية واليًا على الجبل ما حقق استقرارًا نسبيًا في الأوضاع. قامت متصرفية جبل لبنان على عهد البطريرك بولس مسعد مؤسس المدرسة البطريركيّة المارونية التي كانت من أكبر الجامعات الشرقية خلال القرن التاسع عشر. تشكل النظام الحاكم والاجتماعي في متصرفية جبل لبنان من الثنائية المارونية - الدرزية، وسمح الاستقرار الأمني والتعايش الدرزي-الماروني في المتصرفية بتطور الاقتصاد ونظام الحكم. النهضة الثقافيّة. لعب الموارنة دورًا رائدًا في النهضة الثقافية العربية التي انطلقت من جبل لبنان وتعدته لتشمل الشرق الأوسط برمته. بدأت النهضة أساسًا بمدارس وكليّات البعثات الأجبنية الإمريكية البروتستانتية والفرنسية الكاثوليكية مثل جامعة القديس يوسف عام 1875؛ وهو ما أدى إلى انتعاش الحركة الفكرية، بما فيه على الصعيد الكنسي من خلال افتتاح كليات ومدارس لاهوتية مثل مدرسة الآباء اللعازريين في عينطورة، والمدرسة البطريركية المارونية في غزير، وما إن وافت سنة 1860 حتى كان عدد المدارس في جبل لبنان ثلاثًا وثلاثين مدرسة على رأسها مدرسة "عين ورقة" في البترون والتي دعيت "أم المدارس في المشرق". أنشأت شخصيات كنسيّة أو علمانية مارونية خلال النهضة مرافق عديدة، رئيس أساقفة بيروت المارونية يوسف الدبس على سبيل المثال له الفضل في تأسيس "جامعة الحكمة"، وعددًا كبيرًا من المدارس والمكتبات العامة في بعبدا وعاليه؛ وقد تخرج من مدرسة الحكمة، عدد كبير من وجوه الموارنة الذين وصلوا إلى العالمية مثل جبران خليل جبران. وسوى المدارس، فقد شيّد كاتدرائية مار جرجس وسط بيروت أهم كاتدرائية مارونية في العاصمة، وقد استوحي بنائها من كنيسة سانتا ماريا ماجيوري. أحد أوجه النهضة كان الاهتمام بالصحافة، سواءً في جبل لبنان أو في مصر التي كانت تحت حكم الخديوي إسماعيل تنعم بجو من الحرية الليبرالية فتحولت إلى المكان المثالي لهجرة المثقفين؛ يمكن عدّ الكثير من الصحف والدوريات الاجتماعية والثقافية التي أطلقها موارنة خلال تلك الفترة، مثل «نفير سوريا» التي أطلقها بطرس البستاني و«حديقة الأخبار» لخليل الخوري؛ أما بخصوص صحف خارج الجبل، يذكر على سبيل المثال «المحروسة» لأديب إسحق وسليم النقاش. الحركة الثقافية ساهمت على وجه الخصوص بمقارعة سياسة التتريك التي تبنتها الحكومة العثمانية آنذاك. تذكر المكتبات، والمسارح، والجمعيات السياسية والأدبية أيضًا، وغزارة الأدباء والشعراء الموارنة، بوصفها إحدى ثمار عصر النهضة، فعلى سبيل المثال الرابطة القلمية أحد أركانها الأساسيين مارونيان هما جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة. وكان لتلامذة المدرسة المارونية في روما دور هام في ترجمة المخطوطات السريانية والعربية وضبطها وتعليم اللغة العربية في الجامعات الأوروبية؛ بنتيجة النهضة فقد وصل موارنة إلى مناصب عالية في الدولة العثمانية، وتمت أول زيارة لبطريرك ماروني للسلطان حين التقى البطريرك بولس بطرس مسعد عام 1869 السلطان عبد العزيز الأول؛ ومن أعيان الطائفة الذين شغلوا مناصب هامة يذكر شفيق باشا وأخوه وهيب باشا وهما من المتن الشمالي عينا رؤساء المدارس الحربية والعسكرية، والدكتور يوسف رامي من قرية فالوغا أمير اللواء السلطاني والدكتور الياس مطر من بيروت استاذًا للتشريح في الكلية الطبية، وسليم الباز من دير القمر عميدًا لكلية الحقوق السلطانية. يذكر أخيرًا، أن بداية الهجرة المارونية إلى العالم الجديد لاسيّما الولايات المتحدة والبرازيل بدأ خلال أواخر القرن التاسع عشر. الموارنة ولبنان. دولة لبنان الكبير. توسعت حدود متصرفية جبل لبنان مع بداية القرن العشرين فانضمت إليها جونيه عام 1912 وبعدها ميناء النبي يونس في الشوف، إلا أن جمال باشا الملقب بالسفاح وإثر اندلاع الحرب العالمية الأولى ألغى نظام المتصرفية عام 1915، وكانت السلطنة قد ألغت عام 1914 الامتيازات الأجنبية ومن ضمنها الامتيازات المقدمة من قبل فرنسا للموارنة؛ خلال سنوات الحرب حاصر العثمانيون جبل لبنان، ثم غزاه الجراد فمات ما يقارب ثلث الجبل جوعًا، وتسارعت وتيرة الهجرة فلم يبق من سكان الجبل سوى ثلثه بعد نهاية الحرب. انسحب العثمانيون من بلاد الشام عام 1918، وقد رفع في بعبدا وبيروت علم الثورة العربية الكبرى وعيّن حبيب السعد حاكمًا باسم الثورة على الجبل، إلا أن القوّات الفرنسية أنزلته ورفعت العلم الفرنسي بدلاً منه، وأعلنت عن حكمها المباشر "مؤقتًا" للمنطقة؛ في مارس 1919 شكل الحلفاء لجنة كينغ - كراين لاستطلاع آراء المواطنين حول نظام الحكم، أغلب اللبنانيين فضلوا الاستقلال عن سوريا، وقد أبحر البطريرك إلياس بطرس الحويك إلى باريس ليعرض القضية أمام مؤتمر الصلح ويطالب باستقلال لبنان الكبير، ودعي "بطريرك لبنان" للقول بأن جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين يؤيدون مسعاه. أما في دمشق فقد أعلن المؤتمر السوري العام وهو البرلمان الذي حوى ممثلين عن جبل لبنان وعن الموارنة كالدكتور سعيد طليع، استقلال بلاد الشام باسم المملكة السورية العربية، إلا أن الحلفاء أجهضوا الدولة التليدة بعد مؤتمر سان ريمو حيث أقرّ فصل لبنان وإخضاعه للانتداب الفرنسي وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا. في سبتمبر 1920 أعلن الجنرال هنري غورو ميلاد لبنان الكبير وهو يشمل أراضي المتصرفية مضافًا إليها عكار والأقضية الأربعة التي سلخت عن ولاية دمشق وهي بعلبك والبقاع الغربي وحاصبيا وراشيا. شهد عام 1926 إقرار الدستور اللبناني وانتخب شارل دباس رئيسًا، إلا أن البطريركية المارونية اعترضت لكونه أرثوذكسيًا، وتلاه حبيب السعد عام 1934 قبل أن تظهر الثنائية التقليدية في السياسة المارونية بين بشارة الخوري وإميل إده، في انتخابات عام 1936 والتي أدت لفوز إده تلاه الخوري الذي قامت في عهده الأحداث المعروفة باسم أحداث بشامون، والتي أدت لنيل لبنان استقلاله عام 1943 خلال عهد البطريرك أنطون بطرس عريضة الذي خلف الحويك على كرسي بكركي عام 1932، وقد شهد الاستقلال ميلاد ما يعرف باسم "الميثاق الوطني اللبناني " الذي ضمن أن يكون رئيس الجمهورية مارونيًا، كذلك حصل الموارنة على عدد من المناصب المهمة في إدارة الدولة، كقائد الجيش ومدير مخابرات الجيش وحاكم مصرف لبنان، وعدد من الوزارات بالمداورة وكذلك المقاعد النيابية والمحافظين. حرب 1975. شهد لبنان في منتصف القرن العشرين انتعاشًا اقتصاديًا كبيرًا ووصل متوسط دخل الفرد إلى 2100 دولار أمريكي واستطاع لبنان أن يتبوأ مركزًا عالميًا مهمًا، لكن الظروف الإقليمية إثر هزيمة العرب أمام إسرائيل عام 1967 وطرد المقاومة الفلسطينية من الأردن عام 1970 فيما عرف بأيلول الأسود ونزوح المقاومة نحو لبنان، وتصاعد المعارضة الشعبية لسياسة الحكومة اللبنانية، كانت عوامل أدت إلى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 والتي سرعان ما أخذت بعدًا طائفيًا بين المسلمين والمسيحيين. تدخلت سوريا عام 1976 بناءً على تفويض من جامعة الدول العربية لوقف الاقتتال، غير أنها فشلت في تحقيق ذلك. كما تدخلت إسرائيل تحت شعار "سلامة الجليل" فحصل الاجتياح الأول عام 1978 والاجتياح الثاني عام 1982 واستطاع شارون أن يجعل قوات جيشه تصل إلى بيروت وتدخل مقر الرئاسة اللبنانية في بعبدا. انسحبت منظمة التحرير الفلسطينية في آب من سنة 1982 متجهة إلى تونس. ثم انسحبت إسرائيل عام 1985 بعد أن فرضت اتفاق 17 أيارر، تاركةً الجبل في فراغ أمني، فاندلع الاقتتال من جديد بين الموارنة والدروز، وتمت عملية تهجير موارنة الشوف من قراهم عدا دير القمر، فيما يصفه المجمع البطريركي الماروني بأنه كارثة القرن العشرين، والتي استقال على إثرها البطريرك أنطون بطرس خريش عام 1986. وضع اتفاق الطائف الذي أقره البرلمانيون اللبنانيون برعاية سعوديّة عام 1989 حدًا للحرب الأهلية وانتخب إلياس الهراوي رئيسًا للجمهورية خلفًا لرينيه معوض الذي اغتيل بعد أيام من بداية ولايته الرئاسية، وقدمت الكنيسة على لسان البطريرك صفيرعام 1992 اعتذارًا عن مآسي الحرب الأهلية والتي كان الموارنة كسائر اللبنانيين جزءًا منها، فقيل: الكنيسة بعد الحرب وحتى الآن. على صعيد الكنيسة، انتخب مار نصر الله بطرس صفير بطريركًا في 19 أبريل من سنة 1986، والذي لعب دور أساسي في ولادة اتفاق الطائف عام 1989 وتغطيته مسيحيًا، وصدر عن البطريركية المارونية عام 1992 كتاب القداس الماروني بعد أربعمائة عام على صدور النسخة الأولى منه، تلاه السينودس من أجل لبنان الذي دعا إليه البابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارته إلى لبنان في العام 1997، وأعلنت قداسة الراهبة المارونية رفقا الريّس عام 2000 ثم الراهب نعمة الله كسّاب الحرديني عام 2001، وكان الموارنة قد احتفوا بشربل قديسًا العام 1965، وغدت عنايا مركز حج لموارنة العالم كافّة، ثم رعى البطريرك مصالحة الجبل عام 2000، وافتتح سلسلة زيارات لبلاد الانتشار الماروني، وعقدت خلال عام 2004 الدورة الأولى للمجمع البطريركي الماروني الذي استمرت أعماله ثلاث سنوات، ناقش خلالها إحدى وعشرين قضية تهم الكنيسة في ثلاث ملفات. وأعلن عام 2010 عامًا يوبيليًا لمار مارون لمناسبة مرور 1600 سنة على وفاته وانطلاق المارونية. لعب البطريرك نصر الله بطرس صفير دوراً بارزاً في المصالحة المارونية / الدرزية في الجبل والتي كرسها بزيارته التاريخية بعام 2001، حيث قام بطريرك الموارنة نصر الله بطرس صفير بجولة في منطقة الشوف ذات الأغلبية الدرزية في جبل لبنان وقام بزيارة قرية مُختارة، معقل أجداد زعيم الدروز وليد جنبلاط. وكان الإستقبال الذي تلقاه البطريرك صفير لا يعني فقط مصالحة تاريخية بين الموارنة والموحدون الدروز، الذين خاضوا حرباً دموية في عام 1983 وعام 1984، لكنه أكد على حقيقة أن لواء السيادة اللبنانية كان له جاذبية واسعة متعددة الطوائف بالنسبة لثورة الأرز في عام 2005. استقال البطريرك صفير بداعي التقدم بالسن، بعد حبرية طويلة دامت خمس وعشرين عامًا، وانتخب مجلس المطارنة الموارنة، بشارة الراعي خلفًا له في 15 مارس 2011. طقوس الكنيسة المارونيّة. السنة الطقسية والأعياد. تتألف السنة الطقسية المارونية من سبعة أزمنة مركزة على حياة يسوع المسيح وتعاليمه، تبدأ السنة في الأحد الأول من تشرين الثاني المعروف باسم أحد تجديد البيعة وتقديسها وتنتهي في الأحد الأخير من تشرين الأول والمعروف باسم أحد يسوع الملك، أما عن أول الأزمنة فهو زمن الميلاد ومدته سبعة أسابيع يليه زمن الغطاس أو الدنح وفيه تقام ثلاث أسابيع من التذكارات للكهنة والمؤمنين والموتى، قبل أن يبدأ زمن الصوم الكبير لمدة أربعين يومًا أو ستة آحاد يذكر خلالها الموارنة الأعاجيب التي اجترحها يسوع في حياته الأرضية ويختم الصوم بأسبوع الآلام، وهو زمن مستقل ومنفصل طقسيًا، لتذكار آلام يسوع وصلبه، وفق المعتقد المسيحي، يليه سبعة أسابيع تعرف باسم زمن القيامة تفتتح بعيد الفصح المجيد لاستذكار قيامة يسوع من الموت وفق المعتقد المسيحي والتعاليم والظهورات التي لحقت به، وبعد خمسين يومًا من القيامة يبدأ زمن العنصرة، أو حلول الروح القدس على التلاميذ والكنيسة وفق المعتقد المسيحي، ويمتد زمن العنصرة ست عشر أسبوعًا يستذكر الموارنة خلاله جميع التعاليم والأمثال الخلاصية التي وضعها يسوع خلال حياته الأرضية، ويعتبر زمن الصليب آخر تلك الأزمنة حيث تقرأ وعلى مدى سبعة أسابيع تعاليم يسوع عن اليوم الأخير والدينونة وماذا ينبغي على المرء أن يعمل حتى يرث الحياة الأبدية. وتحوي السنة الطقسية ذاتها عدد كبير من الأعياد، التي ترتبط بعضها بحياة يسوع وأحداثها في حين يرتبط البعض الآخر بالعذراء مريم أو أحد آباء الكنيسة على اختلافهم، ويعتبر عدد من هذه الأعياد بطالة كنسية، أي يجب الامتناع عن الصوم خلال هذا اليوم، وتحبذ فيه العطلة الرسمية وحضور الصلوات المقامة في الكنائس، وحتى الأعياد التي لا تعتبر في قانون الكنيسة بطالة فهي تعتبر بطالة في الرعايا والكنائس المشيدة على اسم العيد الخاص بها، أما عن أهم الأعياد المارونية فهي: الشعائر والليتورجيا. نشأت الطقوس المسيحيّة الأولى في أورشليم والتي دعيت أم الكنائس وسرعان ما نشأت عواصم أخرى للطقوس المسيحية، مثل أنطاكية حيث دعي المسيحيين بهذا الاسم للمرة الأولى والرها وهي أول بلاد اعتنقت المسيحية ومركز سرياني وثقافي كبير، ظلت محافظة على جذورها السريانية على عكس أنطاكية التي تأثرت بالطقوس الأورشليمية، ولذلك يعمد اللاهوتيون والمؤرخون إلى تقسيم الطقوس المسيحية الشرقية إلى عائلتين كبيرتين، الطقس الأول وهو الطقس الأورشليمي - الأنطاكي والثاني هو الطقس الرهاوّي، وفي وقت لاحق اعتبر نهر الفرات أصلاً لتلك القسمة فدعي الطقس الأنطاكي - الأورشليمي بالطقس الغربي في حين دعي الطقس الرهاوّي بالطقس الشرقي. وداخل هاتين العائلتين الكبيرتين للشعائر الشرقية هناك أيضًا عدد من العائلات المتوسطة والصغرى ففي داخل الطقس الأنطاكي - الأورشليمي تمايز واضح بين طقسين: الأول سرياني خالص والثاني تأثر حتى غاص كليًا بالتراث الهليني اليوناني وهو اليوم المعتمد في الكنيسة الملكيّة بشقيها الكاثوليكي والأرثوذكسي، بيد أنه قد نشأت بمرور الأيام علاقات وثقى بين مختلف الطقوس فيُلاحظ أن الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية وهي تتبع الطقس الأنطاكي اليوناني تعتمد نظرة الطقس الرهاوّي إلى التقديسات الثلاث موجهة إياها إلى الثالوث الأقدس، في حين أن الطقس الأنطاكي السرياني ينسبها إلى يسوع وحده، ولا يوجد طقس ماروني صرف، إنما الطقس الماروني هو جزء من الطقس الأورشليمي - الأنطاكي السرياني وهذا هو سبب تسمية الكنيسة بهذا الاسم، أي "الكنيسة الأنطاكيّة السريانية المارونية". بيد أنّ الموارنة في الوقت نفسه ارتبطوا أيضًا بمحور هام هو المحور الرهاوّي السرياني، كما تأثر الملكيون فيما يخص التقديسات الثلاث كذلك تأثر الموارنة، إنما على صعد أخرى، فيُلاحظ استعمال الموارنة لنافور مار بطرس الثالث المسمى نافور شرر المنسق حسب المحور الرهاوّي، كذلك تُعد رتبة العماد والميرون المارونيّة رتبة رهاوية أيضًا. إن السبب الرئيسي لهذه الاقتباسات هو الاختلاط الطائفي في القرون الأولى للمسيحية في سوريا، فكان قرب دير مارون على سبيل المثال ديرًا آخر بنفس الاسم وإنما ينسب للراهب مارون النسطوري الذي عاش في زمن الإمبرطور موريق، ولما كان النساطرة يتبعون الطقس الرهاوي، أدى هذا التجاور إلى دخول الطقوس الرهاوية السابقة إلى الكنيسة المارونية، تمامًا كما دخل عدد من الكتب الطقسية والعادات اليعقوبية نتيجة للتجاور في مرحلة من مراحل القرون الوسطى في شمال لبنان، ومن هذه العادات الصلاة التي يتلوها المحتفل قبل الشروع بالقدّاس والتي أسقطتها الكنيسة عام 1992 لعدم أصالتها في التقليد الماروني. إن ماهو معروف عن الطقوس المارونية حتى القرن العاشر، وهي بعض الوريقات من كتاب "الشحيمة" أي كتاب الصلوات البسيطة للرهبان، يثبت أن الموارنة في العموم كانوا أقرب إلى الأصول الأنطاكية الأورشليميّة، وأن ما أخذه الموارنة من الرهاويين، قد سقط عدا ما نجا منه وهي رتب المعمودية والميرون ونافور شرر ورتبة الغسل يوم خميس الأسرار بدلاً من تعليق المصلوب كما هو الحال في سائر الكنائس الأنطاكية. إن أول طبعة للقداس الماروني في العصور الحديثة ظهرت عام 1592 على يد تلامذة المدرسة المارونية في روما لكنها أثارت اعتراضات واسعة، حتى أن البطريرك ميخائيل الرزي وضع الحُرم الكنسي عليها ثم عاد فسمح بها، إذ إن الكتاب كما صدر حينها ابتعد عن التقليد الماروني بشقيه الغربي والشرقي وأخذ يقترب من الطقس اللاتيني، حيث أن الكلام الجوهري في هذه النسخة إنما هو من الطقوس اللاتينية مترجمًا إلى السريانية، وظهرت بعد قرن آخر النسخة الثانية عام 1716 والتي اعترض عليها العلماء الموارنة في كتابتهم القاسية، وكان المجمع اللبناني عام 1736 قد أمر بإنشاء لجنة لإصلاح الطقوس والقداس على رأسها، لكن اللجنة هذه لم تر النور، فكات الطبعة الثالثة عام 1763 في روما أيضًا، تلتها بدءًا من عام 1816 وحتى عام 1872 أربع طبعات صدرت عن مطبعة قزحيا قبل أن يصدر المطران الدبس رئيس أساقفة بيروت طبعتا بيروت الرسميتان عاميّ 1888 و1908، وجميع هذه النسخ إنما هي نسخة لطبعة عام 1716 وجميعها أيضًا مكتوبة باللغة السريانية ولم تظهر الطبعة الأولى بالحرف العربي حتى عام 1959 على يد جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة في جونيه، لتبدأ إثرها حملة إصلاح الطقوس المارونية حتى وصل عدد هذه الحملات إلى عشرين، وصدرت عام 1973 رتبة بسيطة للقداس مؤلفة من خدمة واحدة مع نافور واحد على عهد البطريرك المعوشي على سبيل الاختبار، وأقر المجمع البطريركي عام 1982 الرتبة المفصلة، ثم أعيد دراستها ورفعت إلى دوائر المجمع الشرقي في الفاتيكان وصدرت بشكلها النهائي بموجب المرسوم البطريركي عدد 1992/479 معيدةً إلى الطقس الماروني بهاءه الأول. وكانت الرتب الأخرى قد صدرت عن جامعة الروح القدس في الكسليك عام 1984 وينتظر أن تصدر نسخة جديدة نهائية من بكركي. يتألف القدّاس المسيحي من قسمين هما قسم الكلمة وقسم القربان، يطلق على القسم الأول اسم "ما قبل النافور" أو "الخدمة" في حين يطلق على القسم الثاني اسم "النافور وما بعد النافور"، وللكنيسة السريانية بشكل عام تنوّع واضح في قداديسها، فبينما توجد في الكنيسة الملكية أو الكنيسة اللاتينية خدمة واحدة فقط، تحوي الكنيسة السريانية 73 خدمة متبدلة بحسب العام، والأمر نفسه يصدق بالنسبة للقسم الثاني من القدّاس فبينما تحوي الكنيسة الملكية الكاثوليكية على ثلاث نوافير فقط تحوي الكنائس السريانية عامة على ما يفوق الثمانين نافورًا، اعتمدت الكنيسة المارونية منهم ثمانية يرقون لما قبل القرن العاشر، وهكذا لا تعتبر هذه الطقوس مجرد ترديد الكلام نفسه، طيلة العام بل تؤدي إلى خلق حركة تجديد في الإيمان. أما سائر كتب الصلوات المارونية فهي كثيرة: صلوات الصباح والمساء ونصف النهار على مدار العام، رتبة تبريك الشموع، رتبة تبريك الزيتون، رتبة تبريك الرماد، رتبة تبريك المياه، رتبة تبرك الزيت يوم أربعاء القنديل - أربعاء أسبوع الآلام - رتبة سجدة الصليب يوم الجمعة العظيمة، رتبة الغفران يوم سبت النور، رتبة السلام يوم أحد الفصح، رتبة السجدة يوم أحد العنصرة، رتبة افتتاح كنيسة جديدة، رتبة الخطبة والزواج ورتبة الجنازات؛ وجميعها تخضع لتنسيق القسم الأول ذاته من القداس المعروف باسم الخدمة، بمعنى أنها تتألف من صلوات البدء الثلاثة لتمجيد الله، يليها صلوات الغفران مصحوبة بالترانيم والبخور قبل أن تلحق بالتقديسات الثلاث والإنجيل وصلوات الختام، وهذه الرتب منسقة وفق الطقس الأنطاكي السرياني المعروف بالغربي وما نتج عنه من تطورات مارونية لاحقًا، وهناك أيضًا رتبة المعمودية والميرون ورتبة الغسل يوم خميس الأسرار وهي تتبع التقليد الرهاوي السرياني؛ ومن الأمور الخاصة بالموارنة في الطقوس، نتيجة للتطورات الحاصلة منذ القرن الحادي عشر، الصلاة التي تلي التقديسات الثلاث وكذلك مزمور القراءات الموزون على اللحن السرياني التقليدي رمرمين وكذلك الصلاة التي تلي تقديم القرابين والتي تختتم بدعاء "بدل عطاياهم الزائلة هب لهم الحياة والملكوت". الواقع. الإدارة. يعتبر بطريرك أنطاكية رأس الكنيسة المارونية هو سلطة مكانية ورعائية ومقوننة وفق الشرائع الكنسيّة على الإكليروس ومؤمني الكنيسة ويعتبر "أب الآباء" و"رئيس الرؤساء" و"الراعي" و"المدبر"، بل أطلق عليه لقب غريب خلال القلاقل التي حصلت منتصف القرن التاسع عشر وهو "حامي حريمنا"، وقد لعب البطاركة الموارنة دورًا هامًا في سياسة لبنان الداخلية منذ عام 1770، وبلغ ذلك ذروته عام 1920، عندما وُلد لبنان الكبير، بإلحاح البطريرك الحويّك، ولا يزال للبطاركة دور هام في مسرح السياسة اللبنانيّة إذ يعبرون عن آرائهم في كل قضية تقريبًا. يعاون البطريرك المجمع المقدس للكنيسة المارونية الذي يتألف من مطارنة الأبرشيات والوكالات والمطارنة المتقاعدين، ويبلغ عدد الأبرشيات سبعًا وعشرين أبرشية وعدد أعضاء المجمع ستة وأربعين عضوًا. وقد كان للبطريرك في السابق صلاحيات مطلقة على الكنيسة والشعب غير أن المجمع اللبناني عام 1736 حد من الصلاحيات ونقل قسمًا كبيرًا منها إلى المجمع المقدس جاعلاً من المطران أعلى سلطة في أبرشيته ومنيطًا السلطة التشريعية في الكنيسة بالمجمع المقدس. ينبثق عن المجمع سلسلة أمانات ولجان فرعية أمثال "اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية" و"اللجنة البطريركية للاحتفالات الطقسية"، ويلتأم المجمع سنويًا في شهر يونيو للتباحث في الشؤون الكنسيّة والعامة، كما يعقد مجلس المطارنة الموارنة اجتماعًا شهريًا، ويمكن تشبيه المجلس المذكور بالمجمع المصغر. يتبع للبطريركيّة أيضًا مركز إحصاء ومركز آخر للدراسات والبحوث يصدر في كل عام عددًا كبيرًا من التقارير والدوريات التي تلقي الضوء على مشاكل الرعايا ليسعى إلى حلها قبل تفاقمهما، إلى جانب عدد من المؤسسات التعليمية الأخرى، كما تشرف الكنيسة عن طريق البطريركية أو الرهبنات، على عدد من المزارات وأماكن الحج والعبادة الهامة على رأسها مزار سيدة لبنان في حريصا، الذي شيّد بجهود البطريرك إلياس الحويك عام 1904. أما الشرع المطبق والناظم لأعمال المجمع وسائر الشؤون الإدارية في الكنيسة هو قانون الكنائس الكاثوليكية الشرقية الذي صدر في أعقاب المجمع الفاتيكاني الثاني، ورغم استقلال الكنيسة المارونية فإن للكرسي الرسولي صلاحيات بارزة في الإدارة، فإقالة المطارنة حق حصري للبابا بناءً على اقتراح البطريرك، وكذلك تعيين المطارنة بناءً على انتخاب المجمع، وجملة من قضايا إدارية عاليّة أخرى. يشارك العلمانيون، وهي التسمية الكنيسة للمؤمنين العاديين من غير الكهنة والرهبان، في الإدارة عن طريق المجالس الرعويّة والوقفيّة في الأبرشيات، إلى جانب بعض المجالس الأعلى كالرابطة المارونية في لبنان والتي تشابه المجلس الملي العام في مصر، ويعود تاريخ تأسيسها عام 1952. وتجمع البطريركيّة علاقة طيبة مع مختلف دول الجوار والوسط والمحيط، سيّما الأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة والكويت، ووتحافظ الكنيسة على تراثها وهويتها السريانية، وتعمل لإزالة آثار الليتنة، ومن القرارت التي يمكن النظر إليها بهذا الخصوص استخدام الأيقونات السريانية حصرً في جميع الكنائس المارونية، بدلاً عن التماثيل أو الأيقونات المأخوذة من الفن اللاتيني. الرتب الكنسيّة. تعتبر الكنيسة المارونية من الكنائس التقليديّة، أي التي تقر بتسلسل السلطات في الكنيسة وفق نظام كهنوتي محدد؛ وتتمسك كغيرها من الكنائس التقليدية "بكون القديس بطرس مؤسس الكرسي الأنطاكي وأول بطريرك له، ولهذا السبب يضيف البطاركة الموارنة اسم بطرس لأسمائهم"؛ ويحوي سلك الكهنوت الماروني عددًا كبيرًا من الرتب: هناك أولاً القندلفت أي الذي يحضّر الأمور المادية في الكنيسة، يليه الشماس من الدرجة الصغرى، ثم رئيس الشمامسة والشماس الإنجيلي، وهو الشمّاس الذي يستعد ليصبح كاهنًا، وهؤلاء لا يحق لهم إقامة شعائر العبادة داخل الكنيسة، إلا بصفتهم معاونين فقط، أما أصغر رتبة يحق لها إقامة شعائر العبادة فهي الكاهن، يليه الخوري أو كبير الكهنة ثم الخورأسقف، أي المفوّض من قبل أسقف الأبرشية القيام بمهام الأسقف داخل مقاطعته أو رعيته ثم هناك الأسقف أو رئيس الكهنة يليه المطران أي رئيس الأساقفة، ويتربع على قمة الهرم البطريرك؛ الرهبنة. تعتبر الكنيسة المارونية كما عرفها المجمع البطريركي، كنيسة رهبانية بالنظر إلى نشأتها المنبثقة من دير مار ارون والتي طبعت جملة من التقاليد الثابتة في مسيرتها؛ خلال القرون الوسطى كانت الحركة الرهبانية مجموعة أديار مستقلة عن بعضها البعض مع عدد وافر من النساك والحبساء سيّما في وادي قنوبين شمال لبنان، أما القوانين المرعيّة فهي سلسلة تقاليد شفهية ومتوارثة إلى جانب قوانين أنطونيوس الكبير، وغالبًا ما كان يرأس الدير أسقف. وفي عام 1695 تم على يد ثلاثة شبان موارنة من حلب هم عبد الله القرآلي وجبرائيل حوّا ويوسف التبن، إصلاح الرهبنة ووضع قوانين ثابتة لها وإدخال بعض التعديلات الغربيّة، على أنظمتها كفترة الابتداء لمدة سنتين قبل إبراز النذور الرهبانية. وفي 10 نوفمبر 1695 وافق البطريرك أسطفان الدويهي على هذه القوانين وتأسست بذلك الرهبنة اللبنانية المارونية؛ وثبت الكرسي الرسولي قوانين الرهبنة عام 1732 وبذلك أصبحت الرهبنة اللبنانية حبريّة أي تتبع البابا لا البطريرك. وقد ساهم تعليم الرهبان والأنظمة الديرية الحديثة كانتخاب رئيس الدير في تزايد عدد المقبلين نحو الرهبنة المنظمة لا الأديار المستقلة، كما أخذت الأديار تدريجيًا تنضم إلى الرهبنة حتى اختفت الأديار المستقلة منتصف القرن التاسع عشر. عام 1700 تأسست الرهبنة الأنطونية ثاني الرهبنات المارونية المحلية، وفي عام 1770 انقسمت الرهبنة اللبنانية إلى قسمين هما الرهبنة اللبنانية المريمية والرهبنة البلدية، وتوسعت الأديار والرهبنات وظهرت الرهبنات النسائيّة سيّما راهبات العائلة المقدسة المارونيات اللواتي أسسهنّ البطريرك الحويك عام 1898، وراهبات القلبين الأقدسين وسواهم؛ كما اتجه عدد من الشبّان الموارنة نحو الرهبنات الكاثوليكية العامة كاليسوعية والكبوشيّة، وانخرطوا بالتالي في الطقس اللاتيني، ما أثار جدالات متواصلة في الطائفة حول هذه القضية لم تتوقف مطلقًا. أغلب الرهبات والرهبان الموارنة اليوم، يقدمون خدمات تتعلق بالتعليم والتمريض وإدارة المدارس والمياتم ومساعدة الفقراء وغيرها من الخدمات الاجتماعية الشعبية المتنوعة، أما النط التقليدي من النسك والتوحد فهو انقرض أو كاد. علمًا أن الرهبنة المارونية قدمت ثلاث قديسين للكنيسة الجامعة هم شربل مخلوف ونعمة الله الحرديني ورفقا الريس والطوباوي يوسف اسطفان. في عام 1986 كان عدد الأديار في لبنان وحده نحو ثمانين ديرًا يقطنها سحابة خمسة آلاف راهب وراهبة مارونية. التعليم. حسب الموفد البابوي جيروم دنديني الذي زار الموارنة أواخر القرن السادس عشر، وكما كان الحال في أغلب بلاد الشام خلال الحكم العثماني، فإن الأميّة كانت متفشية، "وحتى الكهنة، هم أيضًا كانوا جهلة لا يعرفون إلا القراءة والكتابة". أخذ الوضع بالتبدّل منذ أواخر القرن السابع عشر، ففي عام 1696 تأسست مدرسة مار يوسف في زغرتا لتعليم الأولاد وفي عام 1721 بات من واجب الرهبان تعليم أولاد القرى القراءة والكتابة، ومن ثم أجبر المجمع اللبناني عام 1736 الأهل إلى إرسال أولادهم للدراسة في المدارس التي كانت غالبًا ما تتبع الكنيسة ورهبانياتها بنظًا لغياب الدولة، وقد جاء في قرارات المجمع تعليم البلاغة العربية والفلسفة والرياضيات والمساحة الوفلك واللاهوت والحقوق وغيرها من العلوم العالية. كما ساهم خريجو المعهد الماروني في روما في نشر العلم والثقافة. هذا التثقيف في القرن الثامن عشر هو من ولد النهضة الثقافية في القرن التاسع عشر، والتي توجت بتأسيس أولى جامعات المشرق، منها ذات الطابع الماروني مثل جامعة القديس يوسف وجامعة الروح القدس ومعهد الحكومة وسواها. تشمل المؤسسات التعليمية أيضًا المدارس الابتدائية والثانوية والجامعات في لبنان وهي منظمة عن طريق الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان، كذلك فإن المجمع البطريركي الماروني قد أفرد نصًا خاصًا عن المؤسسات التعليمية التابعة للكنيسة. الاغتراب. باستثناء المناطق القريبة مثل سوريا وفلسطين وقبرص فإن الاغتراب في الكنيسة المارونية قد بدأ في القرن التاسع عشر وتفاقهم خلال الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية اللبنانية، حتى بات موارنة المغترب ضعفي موارنة لبنان. حاولت الكنيسة الحفاظ على الصلات مع المغتربين عن طريق إنشاء رعايا لها في المغترب ثم ما عرف باسم "أبرشيات المهجر" رغم تقييد الكرسي الرسولي على إنشائها، ورغم نجاح أبرشيات المهجر إلا أنها في الوقت ذاته فشلت في الوصول إلى المغتربين أينما حلوا، وهو ما دفع لانخراط أعداد كبيرة منهم خصوصًا في الأجيال الأولى من الهجرة في الكنائس المحلية سيّما الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. تسعى الكنيسة للاهتمام بالمغتربين عن طريق طباعة كتب الصلوات والطقوس باللغات المحلية، وتكثيف زيارات البطريرك إليهم وإنشاء اليوم العالمي للشباب الماروني للتعرف إلى لبنان، ومحاولة إعادة من انخرط في الكنيسة اللاتينية مجددًا إلى الكنيسة الأم، إلى جانب إنشاء أمانة خاصة للمغتربين في البطريركية وغيرها من المقترحات التي ناقشها واقرّها المجمع البطريركي في نصّه الثالث. الإعلام الديني. يتبع للكنيسة المارونية عن طريق الرهبنات أو الأبرشيات مجموعة من الأدوات الإعلامية الخاصة، مثل فضائية نور سات وإذاعة صوت المحبة، وعدد من المجلات والدوريات على رأسها "المجلة البطريركيّة"، وتتوحد إدارة مختلف أجهزة الإعلام الكنسية تحت إدارة "المركز الكاثوليكي للإعلام" والذي أنشأ بناءً على توصيات المجمع الفاتيكاني الثاني.