أمير المسلمين أبو يعقوب يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتوني الصنهاجي (400 - 500 هـ / 1009 - 1106 م) قائد وأمير مسلم وَحَّد المغرب وضم الأندلس تحت مُلكه وسلطته. تولى إمارة دولة المرابطين بعد أن تنازل له ابن عمه الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني عن الملك، واستطاع إنشاء ولاية إسلامية تمتد بين مملكة بجاية شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، وما بين البحر المتوسط شمالًا حتى السودان جنوبًا. دخل ابن تاشفين الأندلس للمرة الأولى بعدما استنجد به ملوك الطوائف وخاصة أمير إشبيلية المعتمد بن عباد، وخاض معركة الزلاقة ضد جيوش قشتالة وليون التي كان يقودها الملك ألفونسو السادس ملك قشتالة يوم 12 رجب 479 هـ الموافق 23 أكتوبر 1086م، فاستدرك المسلمون بهذه الواقعة الأندلس من الضياع. تَسمى ابن تاشفين لأول مرة في التاريخ الإسلامي بلقب أمير المسلمين، ثم أرسل إلى الخليفة العباسي في بغداد أبو العباس أحمد المستظهر بالله سفيرين هما عبد الله بن محمد بن العربي المعافري الإشبيلي، وولده القاضي أبو بكر بن العربي يحملان هدايا وطلب تقليده الولاية، فبعث إليه الخليفة بمرسوم الولاية. في عام 481 هـ اجتاز ابن تاشفين البحر إلى الأندلس للمرة الثانية فحاصر حصن لييط واستولى عليه، وفي عبوره الثالث استولى على الأندلس الإسلامية كاملة عام 496 هـ 1103 م، وضمها لدولة المرابطين. ينتمي يوسف بن تاشفين لقبيلة لمتونة وهي إحدى قبائل صنهاجة الموجودة بجبل لمتونة، والتي كان لها الفضل الأكبر في انتشار المذهب المالكي في المغرب وأفريقيا والأندلس، قال ابن حزم الأندلسي: . قام ببناء مدينة مراكش عام 454 هـ / 1062 وجعلها عاصمة مملكته. توفي في شهر محرم 500 هـ / يوليو 1106 عن عمر يقارب مئة عام. نسبه ونشأته. هو يوسف بن تاشفين بن إبراهيم بن تورفيت بن وارتقطين بن منصور بن مصالة بن أمية بن واتلمي بن تامليت من قبيلة لمتونة الصنهاجية. أمه هي ابنة عم أبيه فاطمة بنت سير بن يحيى بن وجاج بن وارتقطين. كانت قبيلته تسكن المنطقة الممتدة من وادي نون إلى رأس موغادور، إلى مدينة ازكي شرقًا، وكانت المناطق الشمالية مقرًا لبني وارتقطين، وفيها ولد ابن تاشفين عام 400هـ الموافق 1009م. عُرفت قبيلته بالسيادة وبسطت سيطرتها على صنهاجة، واستطاعت الاحتفاظ بالرئاسة منذ أن جعلها فيها الإمام ابن ياسين. كان يوسف أسمر اللون معتدل القامة، نحيف الجسم، خفيف العارضين، رقيق الصوت، أكحل العينين أقنى الأنف، له وفرة تبلغ شحمة الأذن، مقرون الحاجبين أجعد الشعر. تربى ابن تاشفين في الصحراء وأخذ منها عادات أهلها وتقاليدهم. تلقى في طفولته العلم من أفواه المحدثين والوعاظ، إذ أن المدارس كانت نادرة في الصحراء، ولم يتعمق في العلوم الدينية، لأن المسائل المعقدة كانت من مهام الفقهاء، وفي الصحراء لم تكن البيئة مواتية لقدوم الفقهاء والتدريس فيها، وقد نال ابن تاشفين نصيبًا من تعاليم ثورة عبد الله بن ياسين. كانت أولى زوجاته زينب بنت إسحاق النفزاوية، وهي من أسرة كانت تعمل في التجارة، اقترن بها يوسف بن علي بن عبد الرحمن شيخ وريكة، وبعده تزوجها لقوط بن يوسف بن علي المغراوي أمير أغمات، وبعد مقتله تزوجها الأمير أبو بكر بن عمر وبقيت عنده ثلاثة أشهر، ولما عزم على السفر إلى الصحراء طلقها، قال لها: . وقد اقترن بها بعد تمام عدتها، وظلت زينب القائمة بملك زوجها حتى وفاتها عام 464هـ الموافق 1071م. بعد وفاتها تزوج ابن تاشفين من سيدة أندلسية تدعى قمر، ولا تذكر كتب التاريخ عنها شيئًا، والظاهر أن سيرة زينب طغت على نساء يوسف؛ فهي التي أنجبت الأمير علي ولي العهد وأمير الأندلس والمغرب بعد والده. ثم اقترن يوسف بسيدة تدعى عائشة أنجبت الأمير محمد الذي نسبب إليها فصار يدعى محمد بن عائشة. رُزق يوسف عددًا من الأولاد أولهم تميم الذي كان واليًا على سبتة، وعلي خليفته من بعده، وإبراهيم، ومحمد الذي كان أحد القادة البارزين في جيش والده، والفضيل، أما بناته فهما: كونة ورقية. التَّدرُج في الحُكم. مرحلة قيادة جيش المرابطين. في الفترة (448 هـ / 1056 - 452 هـ / 1060) لم يكن ابن تاشفين أميرًا في جيش المرابطين، بل كان مجرد قائد عسكري يعمل تحت إمرة ابن عمه الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني، ولم يكن يمتلك السلطة بل كان ينفذ تعليمات غيره من الأمراء. كانت هذه المرحلة غنية بالتجارب، أهلته للانتقال للمرحلة التالية، واستطاع خلالها ممارسة السلطة والاطلاع على خفاياها دون تحمل أدنى مسؤولية، واستطاع بعدها تسلم الإمارة والقيام بأعباء السلطة. ظهر نجم يوسف في معركة الواحات التي وقعت عام 448 هـ الموافق 1056، فقد كان قائدًا لمقدمة جيش المرابطين المهاجم، وبعد فتح مدينة سجلماسة عينه الأمير أبو بكر واليًا عليها، فأظهر مهارة إدارية في تنظيمها. بعد ذلك غزا بلاد جزولة، وفتح ماسة، ثم سار إلى تارودنت قاعدة بلاد السوس وفتحها، وكان بها طائفة من الشيعة البجليين نسبة إلى مؤسسها علي بن عبد الله البجلي، فقتل المرابطون أولئك الشيعة، وتحول من بقي منهم على قيد الحياة إلى مذهب أهل السنة والجماعة. كانت مدينة أغمات في ذلك الوقت مدينة مزدهرة حضاريًا، إذ كانت إحدى مراكز النصرانية القديمة، ومقرًا للبربر المتهودين، وكان يحكمها الأمير لقوط بن يوسف بن علي المغراوي. تلقى ابن تاشفين التعليمات من الأمير أبي بكر بمهاجمتها، ولما رأى أميرها أن لا جدوى من المقاومة، فر منها إلى تادلة والتجأ إلى بني يفرن، ودخل المرابطون المدينة في عام 449 هـ الموافق 1057، ثم هاجم يوسف تادلا وفتحها، وظفر بلقوط المغراوي وقتله، وقد تزوج الأمير أبو بكر بزوجته زينب بنت إسحاق. سار المرابطون نحو مدينة تامسنا لجهاد برغواطة، وكانت برغواطة إمارة تدين بدينها الخاص الذي أسسه رجل يهودي يدعى صالح بن طريف البرناطي، نسبة إلى حصن برناط من أعمال شذونة في الأندلس، وكان أمير برغواطة أبو حفص بن عبد الله بن أبي غفير بن محمد بن معاذ بن اليسع بن صالح بن طريف. نشبت معركة بين الفريقين أصيب فيها الإمام ابن ياسين بجراح بالغة توفي على أثرها في عام 451 هـ الموافق 1059، ودفن في مكان يقال له كريفلة على مقربة من تامسنا. اختار المرابطون بعد وفاة ابن ياسين الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني رئيسًا على المرابطين. كانت وفاة ابن ياسين البداية الأولى في دفع ابن تاشفين لرئاسة المرابطين، إذ أن ابن ياسين كان يمسك بالسلطة الدينية وسلطة الحكم، وبعد وفاته أخذت وضعية المرابطين تستلزم حلًا لمشكلة ازدواج السلطة. مرحلة النيابة على المغرب. بعد أن ابتعد المرابطون عن موطنهم الأصلي الصحراء، فَرضت عليهم الظروف الجديدة أن يكون للصحراء جندها وللحضر جنده، وكان أساس هذه الظروف الجديدة أخبار وصلت جيش المرابطين تشير إلى اختلال أمر الصحراء، وإلى اختلاف جدالة ولمتونة، وهما مجمع أجناد دولة المرابطين، وهو خلاف كان بإمكانه تشتيت شمل المرابطين والعودة بهم إلى ديارهم، ما سينعكس أثره على البلاد المفتوحة. اختار أبو بكر حلًا لهذه المشكلة وهو أن يخص نفسه بحكم وسلطة الصحراء، وترك الشمال لابن عمه يوسف بن تاشفين، فأنابه على المغرب، وأمره بمتابعة الجهاد بعد أن ترك له ثلث جيش المرابطين. سار ابن تاشفين لما كُلف به، ولما وصل وادي ملوية استعرض جيشه وقد بلغ أربعين ألفًا، فقسمه إلى أربعة أفسام، واختار لكل قسم قائدًا من أشهر القادة وهم: سير بن أبي بكر المتوني ومحمد بن تميم الجدالي وعمر بن سليمان السوفي ومدرك التلكاني، وعقد لكل منهم خمسة آلاف مقاتل، وبعث بهم إلى أنحاء المغرب، وتولى بنفسه قيادة بقية الجيش، واتجه نحو المغرب، وتغلب على أكثر مناطقه، وهزم مغراوة وزناتة وبني يفرن، واستسلمت بقية القبائل وأعلنت له الطاعة، وخلال مدة لا تتجاوز بضعة أشهر بسط ابن تاشفين سلطانه على المغرب الأوسط والجنوبي، وعاد إلى أغمات عام 454 هـ الموافق 1062، وفي هذه السنة اقترن بزينب النفزاوية، وبدأ بإنشاء مراكش. في هذه الأثناء، استقام أمر الصحراء للأمير أبو بكر بن عمر واستطاع القضاء على الفتنة التي ظهرت فيها، وأصلح شؤون السكان، وترامت إليه أخبار ابن عمه يوسف بن تاشفين، وما فتح الله على يده من البلاد، فقرر العودة ليعزله ويولي غيره، ونزل خارج أغمات. شعر ابن تاشفين بحرج الموقف، إذ لا يمكنه أن يتمرد على إمامه أبي بكر لأنه شديد التدين، وكذلك لا يمكنه أن يتخلى بسهولة عما بيده من الملك. هنا برز دور زوجته زينب بنت إسحاق، فشاورها في الأمر وكان رأيها أن يظهر له الغلظة وكأنه مساوٍ له ومقاوم، وأن يلاطفه بالهدايا والأموال والخلع والثياب، لأن ذلك مستظرف في الصحراء ومرغوب فيه. في هذه الأثناء تسارع أصحاب أبي بكر للسلام على يوسف الذي استغل المبادرة، فاستقبلهم بالترحاب وأغدق عليهم الأموال والهدايا، فكسب ودهم، وبذلك قوي مركزه من الجنود والأمراء والقادة، وأعلن تمرده عند أول مقابلة جرت بينهما، فتلقى يوسف ابن عمه أبي بكر بمظاهر السلطة، وسلم عليه راكبًا ولم يترجل كعادته، مما أدخل الرعب قلب الأمير أبي بكر، خاصة عندما جاءه جواب يوسف بأنه يستعين بهذه القوات على من يخالفه، وأدرك أبو بكر أن يوسف لن يتخلى عن الإمارة بسهولة، فجمع أبو بكر أشياخ المرابطين من قبيلة لمتونة وأعيان دولة المرابطين، والكتاب والشهود، وأشهدهم على نفسه بالتخلي ليوسف عن الإمارة، وكان ذلك في عام 457 هـ الموافق 1065. وقد علل الأمير أبو بكر التنازل لابن عمه يوسف لدينه وفضله وشجاعته وحزمه ونجدته وعدله وورعه وسداد رأيه ويمن نقيته. وأوصاه الوصية التالية: . وانصرف الأمير أبو بكر بعد ذلك إلى الصحراء، وبقي يجاهد حتى استشهد عام 480 هـ الموافق 1087. يذهب بعض الكتاب والمؤرخين إلى أن يفسروا هذا الإيثار والتنازل عن المُلك بأن أبا بكر بن عمر خشي من سطوة يوسف الذي أظهر عدم استعداده التنازل عن الملك، وسيرة الرجلين من الصلاح والتقوى تنافي ادعاء الباطل. تَولِّي الحُكُم. بعد أن حُسم أمر الحكم لابن تاشفين، قرر القضاء على زناتة واستخلاص الحكم منها، ولمَّا عزم على قتالهم وصله طلب استنجاد أمير مكناس مهدي الكزنائي على خصمه معنصر المغراوي أمير فاس. لبى يوسف الطلب وهاجم قلعة فازاز وكانت لمهدي بن تولي اليحفشي، وقضى عليه، ثم تابع سيره لمساعدة الكزنائي، فاعترضته قبائل زواغة ولماية وصدينة ولوامة ومغيلة ومديونة وبهلولة وغيرهم، وكانت له معهم حروب شديدة، انهزموا فيها وتحصنوا بمدينة صدينة، فحاصرها يوسف، ودخلها بالسيف وهدم أسوارها وقتل فيها ما يزيد على أربعة آلاف رجل ثم خربها، وارتحل عنها إلى فاس عاصمة المغرب. وهنا بدأ الصراع بين فرع زناتة الذي يحكم فاس وبين يوسف، وكان بصورة نجدة لأمير مكناسة، كان أمير فاس معنصر المغراوي يعتمد على الحاجب سكوت البرغواطي أمير طنجة وسبتة، كما كان يعتمد على فروع مغراوية في تازة ونكور. جرت حرب فاس بخطة الكر والفر التي اتبعها معنصر، هَزم يوسف جيش فاس الذي فر نحو الشرق، فاستولى على أحوازها وظفر بعاملها بكار بن إبراهيم وقتله، ثم توجه نحو مدينة صفرو، ودخلها عنوة، وقتل حكامها أولاد مسعود المغراوي، ورجع بعد ذلك إلى حصار مدينة فاس، وظل الحصار قائمًا حتى دخلها يوسف صلحًا عام 455 هـ الموافق 1063، بعد فرار معنصر منها الذي استبسل في المقاومة. يُعد فتح فاس الفتح الأول في عهد يوسف بن تاشفين الذي أقام في فاس عدة أيام وعين عليها واليًا من لمتونة، إذ أخذ يوسف يُعين في المراكز المهمة أقاربه، ثم ترك المدينة واتجه إلى بلاد غمارة واستولى على حصونها وقلاعها. اغتنم معنصر فرصة خروج يوسف، وكَرَّ على فاس، ودخلها وقتل عاملها المرابطي. على إثر سقوط فاس طلب يوسف من حليفه مهدي الكزنائي أن يتجهز لقتال مغراوة، خرج مهدي من مدينة عوسجة واتجه نحو فاس، خاف معنصر من أن يتقوى المرابطون عليه إذا وصل إليهم حليفهم الكزنائي، فاعترض سبيله ودار بينهما قتال شديد قُتل فيه الكزنائي وتفرق جيشه، عندئذ بعث أهل مكناس إلى يوسف يستغيثونه ضد معنصر، وأعطوه بلادهم وبذلوا له الطاعة. تدارك يوسف الأمر وأرسل جيشًا إلى فاس فحاصرها، وعندما رأى معنصر أن الحرب قد طالت والأقوات قد انعدمت، جمع جيشا من مغراوة وبني يفرن، وبرز للقتال، فكانت الدائرة عليه وقتل ابنه تميم، فالتفت زناتة حول بيت أبي العافية، وقام بالأمر محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن موسى بن أبي العافية، الذي جمع قبائل زناتة، وخرج لمقابلة جيش المرابطين، وهزمهم في معركة وادي صيفير، وقتل عددًا من فرسانهم واستسلم الكثيرون. لما انهزم جيش المرابطين كان يوسف يحاصر قلعة فازاز، فعمل على معالجة الأمور بسرعة، خاصة أنها الهزيمة الثانية التي تلحق بالمرابطين في المواجهات العسكرية مع زناتة. ترك يوسف قسمًا من جيشه يحاصر القلعة وبعث بالآخر إلى فاس، وسار هو نحو بني مراس، وقتل أميرهم يعلى بن يوسف، ثم سار إلى بلاد قندلاوة، وفتح جميع تلك الجهات، ثم سار إلى ورغة وفتحها عام 458 هـ الموافق 1065، وتابع الحرب حتى تم له فتح جميع البلاد من الريف إلى طنجة عام 460 هـ الموافق 1068. بعد أن أتم يوسف فتح البلاد المحيطة بفاس، نزل عليها عام 462 هـ الموافق 1069 بجيش بلغ مئة ألف مقاتل، وضرب عليها الحصار حتى دخلها عنوة بالسيف دون قيد أو شرط، وحصلت مقتلة كبيرة، فقد قتل من كان بها من مغراوة وبني يفرن وسائر زناتة حتى امتلأت الأسواق بالقتلى، وكان دخول يوسف لفاس نهار الخميس من شهر جمادى الآخرة 462 هـ الموافق 1069. نظم يوسف المدينة من جديد فأمر بهدم الأسوار، ثم أدار عليها سورا كبيرا، وأمر ببنيان المساجد في أنحائها، وأعاد تخطيط الحمامات وأصلح الأسواق، وأقام فيها حتى شهر صفر من عام 463 هـ الموافق 1070، ثم خرج إلى بلاد ملوية وفتحها، واستولى على حصون وطاط من بلاد طنجة. الإمارة. استدعى يوسف أمراء المغرب وشيوخ القبائل من زناتة ومصمودة وغمارة لمبايعته، فبايعوه بالإمارة، ثم قرر أن يتابع فتوحاته، فغزا الدمنة من بلاد طنجة عام 465 هـ الموافق 1072، وفتح بلاد علودان، ثم استولى على جبال غياثة وبني مكود وبني رعينة من أحواز تازة عام 467 هـ الموافق 1074، وجعلها فاصلًا بينه وبين زناتة الهاربة إلى الشرق، وأصبحت منطقة تازة ثغرًا منيعًا بينه وبين زناتة. يُعتبر عام 467 هـ عامًا فاصلًا في تاريخ دولة المرابطين، إذ بسط يوسف نفوذه على سائر المغرب الأقصى والشمالي باستثناء طنجة وسبتة. كانت سبتة وطنجة من أملاك الحموديين العلويين الذين بسطوا سيطرتهم على جنوب الأندلس أكثر من ربع قرن، وقد استنابوا عليهما من وثقوا بهم من الصقالبة، وظل الأمر كذلك إلى أن استقل بها الحاجب سكوت البرغواطي، وأطاعته قبائل غمارة، وظل يحكمها حتى قيام دولة المرابطين. بعد أن أخضع يوسف سائر المغرب، وأصبحت حدوده مجاورة لإمارة الحاجب، طلب منه الأمير يوسف المولاة والمظاهرة على أعداء المرابطين، كاد الحاجب أن يقبل بعرض يوسف لولا أن ثناه ابنه عن عزمه، عند ذلك بدأ يوسف بالتجهيز لقتال الحاجب، فجهز جيشًا من اثني عشر ألف فارس مرابطي وعشرين ألفًا من سائر القبائل، وأسند قيادته إلى صالح بن عمران وذلك عام 470 هـ الموافق 1077، وأمره بمهاجمة طنجة، وعندما اقترب المرابطون منها برز إليهم الحاجب بجيشه وكان الحاجب شيخًا كبيرًا ناهز التسعين، وقال: ، وكان معه ابنه ضياء الدولة يحيى، جرت المعركة في وادي منى من أحواز طنجة، وقتل فيها الحاجب وانهزم جيشه، والتجأ ابنه يحيى إلى سبتة واعتصم بها، ودخل المرابطون طنجة وكتب القائد ابن عمران بالفتح لابن تاشفين. بعد فتح طنجة استأنف ابن تاشفين توسعه نحو الشرق لمطاردة زناتة التي لجأت إلى تلمسان. بدأ يوسف قتاله في تلمسان التي كان يحكمها الأمير العباس بن بختي من ولد يعلى بن محمد بن الخير المغراوي، أرسل يوسف قائده مزدلي لغزوها في عشرين ألف، واستطاع جيش المرابطين هزيمة جيش تلمسان، وأسر قائده معلي بن يعلي المغراوي الذي قُتل على الفور، وضُرب تجمع زناتة، ثم عاد جيش المرابطين إلى مراكش. يظهر من معركة تلمسان السريعة أنها لم تكن تهدف إلى الفتح والتمركز في المدينة، بل كانت تهدف لضرب الزناتيين الفارين من فاس، مما يدل على عودة القائد مزدلي المبكرة دون أن يثبت أقدام المرابطين في تلك المنطقة. بعد عملية تلمسان، اتجه يوسف نحو الريف، الذي كان يحكمه بيت أبي العافية، وكان قد تركه ولم يأخذ منه إلا منطقة تازة وما جاورها. فغزاها عام 473 هـ الموافق 1079، وفتح أكرسيف ومليلة وسائر بلاد المغرب، وضرب مدينة تكرور ولم تُعمر بعد ذلك مدة طويلة، وكان الدافع إلى ذلك حتى لا تتخذها زناتة حصنًا لمقاومة المرابطين. بعد الاستيلاء على الريف عاد المرابطون للقضاء على زناتة تلمسان وإخضاعها، سار يوسف نحوها وفي طريقه فتح وجدة وبلاد بني يزناسن وذلك عام 474 هـ الموافق 1080، ثم وصل إلى عاصمة المغرب الأوسط وضرب عليها الحصار، حتى استسلمت فقتل أميرها العباس بن يعلى، وولى عليها محمد بن تنيغمر، وصارت ثغرًا للمرابطين بدلًا عن ثغر تازة، ثم تتبع يوسف زناتة شرقًا فاستولى على وهران وتنس وجبال وانشريش ووادي الشلف حتى دخل مدينة الجزائر، وتوقف عند حدود مملكة بجاية التي يحكمها بنو حماد وهم فرع من صنهاجة. بنى يوسف في مدينة الجزائر جامعًا لا يزال إلى اليوم ويعرف بالجامع الكبير. بعد أن أمن يوسف حدوده الشرقية عاد إلى مراكش عام 475 هـ الموافق 1081. في السنة التالية وجه يوسف ابنه المعز في جيش إلى سبتة لفتحها، حيث كانت المدينة الوحيدة التي لم تخضع له، فحاصرها المعز برًا وبحرًا، ودارت بين الجيشين معركة بحرية كانت سجالًا، إلى أن أرسل المعتمد بن عباد سفينة ضخمة رجحت كفة المعركة لصالح المرابطين، وانهزم والي سبتة ضياء الدولة يحيى ثم قتل، وكان فتح سبتة في ربيع الآخر 477 هـ الموافق 1084. حُكم الأندلس. كانت ميادين الجهاد أمام المرابطين متعددة، فهناك الجنوب وأفريقيا، ولكنهم أقلعوا عن هذا الاتجاه بسبب وجود الأمير أبي بكر بن عمر الذي اختار الصحراء ميدانًا لجهاده، وكان هناك مجال نحو الشرق حيث توقف الفتح عند حدود بجاية التي يحكمها بنو حماد الصنهاجيين، ولكن يوسف آثر ألا يتقدم شرقًا بسبب القرابة التي تربطه ببني حماد. بعد أن أطلت دولة المرابطين على شواطيء البحر المتوسط التي كانت عرضة لغارات الفرنجة، كان لا بدّ من اتخاذ إجراءات وقائية لصد هذه الغارات، يضاف إلى ذلك أوضاع الأندلس المضطربة بعد سقوط الخلافة الأموية وقيام دول الطوائف، وآلت أوضاع الأندلس إلى السوء، وأصبح لا حول لها ولا قوة مما شجع النصارى على توجيه الضربات المتتالية للمسلمين. استمرت حالة التردي في الأندلس حتى استطاع ألفونسو السادس الاستيلاء على طليطلة عام 478 هـ الموافق 1085، ثم واصل غاراته حتى استطاع الاستيلاء على المدن والقرى مابين وادي الحجارة إلى طلبيرة، ثم بدأ ألفونسو في الضغط على مملكتي بطليوس وإشبيلية، وأرسل إلى المتوكل بن الأفطس أمير بطليوس يطلب إليه تسليم بعض الحصون والقلاع المتاخمة لحدوده مع تأدية الجزية. استنجاد أهل الأندلس بالمرابطين. أرسل المتوكل بن الأفطس أمير بطليوس رسالة إلى يوسف بن تاشفين يرثي إليه حالهم وما آل إليه أمرهم وقال: ، فلما وصلت الرسالة لابن تاشفين أكرم حامليها وطمأنهم، ووعدهم بالإمداد والعبور للأندلس، وفتح باب الجهاد في سبيل الله عندما تسنح الفرصة، وتزول العوائق التي تقف في طريق المرابطين. ثم كان اجتماع قرطبة، حيث عقد مؤتمر شعبي شارك فيه مجموعة من أمراء وأعيان الأندلس، واجتمعوا بالقاضي عبيد الله بن محمد بن أدهم، وقالوا له: . وفي غرة جمادى الأولى من عام 479 هـ أرسل ابن عباد رسالة لابن تاشفين: ، ولما وصل الكتاب لابن تاشفين أكرم حامليها، ثم استشار قادته وأمراءه، وأشاروا عليه بعبور الأندلس، فأرسل للمعتمد رسالة: ، ووافق المعتمد بن عباد على تسليم المدينة للمرابطين، وبذلك وافق المرابطون على العبور للأندلس. عُبور الأندلس. ما إن أعطى المعتمد بن عباد موافقته على إعطاء المرابطين الجزيرة الخضراء، حتى أعطى يوسف بن تاشفين أمره لخمسمائة فارس بالتجهز للعبور إلى الأندلس كمقدمة لبقية الجيش، وبدأ الفرسان بالتوافد على الجزيرة الخضراء، ونزلوا بدار الصناعة، وضُرب معسكر للفرسان، وأخذ الفرسان بالتوافد حتى اكتمل عددهم وقد أحاطوا بالجزيرة من كل جهة، وأحدقوا عليها يحرسونها بقيادة داود بن عائشة، ثم انطلقت كتائب المرابطين تجوز البحر متوجهة إلى الأندلس، وركب ابن تاشفين البحر متوجهًا للأندلس العبور الأول دعا الله: ، وكان ابن تاشفين قد أمر بعبور الإبل من المغرب إلى الأندلس لأغراض عسكرية، فعبر منها ما أغص الصحراء، وارتفع رغائها إلى عنان السماء، ولم يكن أهل الجزيرة قد رأوا جمالًا قط، ولا كانت خيلهم قد رأت صورها ولا سمعت أصواتها، وكانت تذعر منها وتقلق، وكان هذا قصد يوسف بن تاشفين في عبورها، فلما كانت المعركة كانت خيل الإفرنج تحجم عنها، وبهذا تكون قوة المرابطين قد أكملت عبورها إلى الأندلس، وحلت في الجزيرة الخضراء، وأصبحت قريبة من أرض المعركة، ولم يعد يفصلها بين القتال فاصل، فالقوات القشتالية كانت تغير على أي مكان في الأندلس، وتعيث وتخرب ثم تعود إلى ألفونسو، ولهذا أمر ابن تاشفين بتقوية حصون الجزيرة الخضراء، وشحنها بالسلاح والذخيرة والطعام، وتشديد الحراسة عليها لتكون قاعدة حصينة، ونقطة اتصال أمينة بين دولتي الأندلس والمغرب. ما إن علم المعتمد بوصول ابن تاشفين الجزيرة الخضراء حتى أرسل ابنه للقائه، بينما انشغل هو في بتأمين مؤن الجيش، ثم أمر المعتمد جنده بالتجهز والاستعداد للحاق بجيش المجاهدين، وسار لاستقبال ابن تاشفين، والتقيا في معسكر ابن تاشفين، ولم يبقى أحد من ملوك الطوائف في الأندلس إلا بادر وأعان وخرج وأخرج، ولما اكتملت الاستعدادات وتهيأ الجند للتحرك يقودهم ابن تاشفين، أشار عليه ابن عباد بالسير لإشبيلية ليستريح من وعثاء السفر فأبى وقال: . كان يوسف بن تاشفين على رأس الجيوش الإسلامية المتجمعة في الجزيرة الخضراء، والتي وهبها المعتمد للأمير يوسف لتكون مقرًا لجنده، ومركز اتصال وإمداد للمجاهدين، وخطًا مأمونًا للعودة، وقد انضمت قوات المعتمد بن عباد أمير إشبيلية، وبعض قوات ابن صمادح أمير ألمرية، وعبد الله بن بلقين أمير غرناطة، وأخوه تميم أمير مالقة إلى معسكر المرابطين، وقدم القادر بن ذي النون والمتوكل بن الأفطس، فأمرهم أمير المسلمين ابن تاشفين أن يكونوا في معسكر ابن عباد، فأصبح المسلمون معسكرين: معسكر الأندلس ومعسكر المرابطين. أصبح القائد العام لقوات الأندلس المعتمد بن عباد، ثم وزع المسلمون جيشهم كالتالي: المقدمة ويقودها المعتمد بن عباد ويؤازره أبو سليمان داود بن عائشة في عشرة آلاف فارس من المرابطين، والميمنة يقودها المتوكل على الله عمر بن الأفطس أمير بطليوس، والميسرة فيها أهل شرق الأندلس، الساقة فيها سائر أهل الأندلس، القوة الاحتياطية يقودها أمير المسلمين وهي مؤلفة من نخبة من أنجاد المرابطين وأهل المغرب وحرسه الخاص، ثم انطلق جيش المسلمين باتجاه العدو، واستمر في سيره حتى وصل مدينة بطليوس، واستقبلهم المتوكل بن الأفطس على مقربة منها، وقدم لهم المؤن والضيافات اللازمة، وانتهى إلى سهل يقع شمال بطليوس، على مقربة من حدود البرتغال الحالية، تسمية المراجع الإسلامية "الزلاقة" ويسميه الأسبان "Sagrajas". جاءت أنباء عبور المرابطين إلى ألفونسو السادس وهو يشدد الحصار على مدينة سرقسطة، مما اضطره لرفع الحصار عنها، والتفرغ لإعداد الخطط وتجميع القوى، فأرسل إلى ابن ردمير الذي كان يحاصر مدينة طرطوشة، وإلى ألبار فانيث القائد القشتالي الذي كان يحاصر بلنسية، فأتياه بجيشهما، وبعث إلى قشتالة وجليقية وليون، فأتى من تلك البلاد حشود كبيرة، واستمر ألفونسو في الاستنفار والحشد من أرجاء أوروبا، وأخذت النجدات تتوافد إلى قشتالة، حتى استكمل ألفونسو استعداداته العسكرية كاملة، فسار في عدة وعتاد. خيّر ابن تاشفين ألفونسو بين الإسلام أو دفع الجزية أو الحرب عملًا بالسنة، وجاء في رسالة بعث بها يوسف إلى ألفونسو: ، ولما وصل كتاب يوسف إلى ألفونسو لم يستجب لدعوته، وقال للرسول الذي حمل الرسالة: . كان معتادًا في مثل هذه الحالات، واستنادًا لبعض الأعراف المتبعة في تلك العصور أن يحدد يوم المعركة بموافقة الطرفين، وكان وصول ألفونسو أرض المعركة في شهر رجب من عام 479 هـ الموافق لشهر أكتوبر من عام 1086، فلما أصبح يوم الخميس أرسل ألفونسو رسالةً يقترح فيها تحديد يوم الإثنين ميعادًا للمعركة بين الطرفين، وكان المسلمون ومع إحساسهم بأن ألفونسو إنما أراد من يوم الإثنين الغدر والخديعة، إلا أنهم وافقوا على اقتراحه بعد أن ضاعفوا الحراسة وأخذوا الاحتياطات الازمة، وبثوا عيونهم وطلائعهم يترصدون أي حركة للعدو، وهذا ما أثبته يوسف بن تاشفين في رسالته إلى المعز بن باديس صاحب أفريقية، وذلك بعدما انتصر في الزلاقة: . معركة الزلاقة. تم الاتفاق بين يوسف بن تاشفين وألفونسو السادس على أن تكون المعركة في يوم الإثنين، ولكن ألفونسو بحسب رأي المؤرخ الألماني يوسف أشباخ: ، ولكن المسلمين لم يدخروا وسعًا في التحوط ضد أي مفاجأة، وارتابوا في نيات ملك قشتالة، فأكثروا العيون حول معسكر ألفونسو، وبثوا طلائع تترصد حركة جيشه، واستمر الحالة على ما هي عليه حتى سحر يوم الجمعة 12 رجب 479 هـ الموافق 23 أكتوبر 1086، فارتدت الطلائع إلى المعتمد بن عباد، يخبرونه أنهم سمعوا ضوضاء الجيوش واضطراب الأسلحة متحققين من تحرك ألفونسو، وقالوا: . عندها بعث ابن عباد رسالة لأمير الجند ابن تاشفين يخبره بتحرك ألفونسو، فقال له ابن تاشفين: ، وكانت تكمن قوة خطة جيش المسلمين في القوة الاحتياطية التي خطط لها أمير المسلمين يوسف بن تاشفين، إذ تحتوي هذه القوة على أشجع مقاتلي المرابطين، وخطط لها أن تنقض على جيش ألفونسو في الوقت المناسب، بعد أن يكون الإعياء قد بلغ منهم مبلغه، على أن تضمن هذه القوة الاحتياطية التغلب على العدو بالمفاجأة، بجيش احتياطي يتبع نظام الكمين التي ساعدت عليه طبيعة أرض الأندلس، ووعورتها التي تتناسب مع هذا النوع من القتال. سير ألفونسو القسم الأول من جنده بقيادة الكونت غارسيا والكونت زودريك لقتال المعتمد بن عباد قائد معسكر الأندلسيين، وقصد ألفونسو من هذا الهجوم المفاجيء بث الاضطراب والفزع بين المسلمين، ولكن اصطدم جيش قشتالة قبل وصوله لمعسكر الأندلسيين بقوات المرابطين التي قوامها عشرة آلاف فارس بقيادة القائد المرابطي داود بن عائشة، ولم يستطع ابن عائشة أن يصمد أمام زحف جيش قشتالة، وكان اعتماد ابن عائشة على قوة كبيرة من رماة السهام والنبال، وأرغمهم على الارتداد إلى خط دفاعهم الثاني، وخسر المرابطون في صد القسم الأول من جيش ألفونسو خسائر بشرية كبيرة. في هذا الوقت، كانت مقدمة المعتمد بن عباد تخوض معركة غير متكافئة في العدة والعتاد، ونظرًا لكثافة الهجوم ارتدت المقدمة عن موقعها، وفرّ بعض الأمراء الأندلسيون بعد أن أيقنوا بالهزيمة إلى مدينة بطليوس، واستطاع المعتمد بن عباد ومعه فرسان إشبيلية الصمود في مواقعهم، بعد أن وجدوا مؤازرة من فرسان المرابطين بقيادة داود بن عائشة، الذين صمدوا في هجوم جيش قشتالة الأول. كان ألفونسو قد أحس بالنصر القادم، عندما شاهد مقاومة المعتمد تضعف أما هجمات جيشه المتواصلة، ورأى حركة الفرار والهرب تتسع بين مسلمي الأندلس شيءًا فشيئًا، ولكن جيش المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين كان يرابط خلف أكمة عالية، تحجبه عن أنظار عدوه، ولم يكن قد اشترك في المعركة بعد، ولم يشترك فيها مع جيش الأندلس إلا العشرة آلاف مقاتل، عندها قرر ألفونسو مهاجمة قوات المرابطين المؤازرة لابن عباد بقيادة داود بن عائشة، وكان ضغط النصارى يزداد على ابن عائشة وفرسانه، فما كان منه إلا أن أخبر يوسف بن تاشفين بحراجة الموقف وما حل بهم، فأمدهم ابن تاشفين بكتيبة يقودها أقوى قادته الأمير سير بن أبي بكر، على رأس قوة من المرابطين، استطاعت هذه الكتيبة أن تنفذ إلى قلب جيش النصارى، وأن تتصل بقوات المعتمد بن عباد، فخف الضغط على الأندلسيين الذين أخذوا يستعيدون ثباتهم، إلا أن ألفونسو السادس أخذ يواصل ضغطه على قوات داود بن عائشة، ويزيد من تقدمه حتى أصبح أمام خيام المرابطين، واقتحم الخندق الذي يحميها. كان ألفونسو يدفع بجنوده في غمرة المعركة إلى الأمام، حتى استطاع أن يوقع الهزيمة بالمعتمد وجيش الأندلس، واطمأن القشتاليون إلى نهاية مرضية لهم بهزيمة جيش الأندلس والمرابطين، وانشغلوا بمواصلة تقدمهم أمام تراجع المعتمد والأندلسيين، عندها قرر يوسف بن تاشفين الدخول للمعركة، فرتب خطة تمثلت في مفاجأة العدو من جهة لا يتوقعونها، فتقدم بقواته الاحتياطية وهاجم معسكر القشتاليين، مستفيدًا من هلع خيل القشتاليين من إبل ابن تاشفين التي جلبها معه من المغرب وأضرم فيه النار وأحرقه، وقتل حماته من الفرسان والرجال، وفر الباقون منهزمين نحو ألفونسو، فأقبلت عليه خيله من معسكره فارين، وابن تاشفين في أثرهم، فلما علم بما حل بمعسكره وحاميته، وتوقف ألفونسو عن مطاردة المعتمد بن عباد وجيش الأندلس وارتد من فوره لينقذ محلته من الهلاك. أدرك ابن عباد من انسحاب ألفونسو إلى معسكره أن بوادر الهزيمة قد بدت على القشتاليين، فأمر أصحابه بمهاجمتهم، وحمل القائد سير بن أبي بكر بمن معه على قوات ألفونسو فزاد الضغط واستمرت الهزيمة، وفي ذلك الحين تراجع الجند الذين فرّوا إلى بطليوس في بداية الهجوم، وشاركوا في القتال فاشتد الهجوم على ألفونسو وقواته حتى أيقنوا بالفناء. لما اشتد القتال على جيش ألفونسو ودام القتال لساعات، أصبح ألفونسو وجيشه بين مطرقة ابن عباد وسندان ابن تاشفين، وكانت الضربة القاضية التي أنهت المعركة، حين أمر ابن تاشفين حرسه الخاص المكون من أربعة آلاف فارس بالنزول إلى قلب المعركة، فاستطاع أحدهم الوصول لألفونسو، وطعنه في فخذه، طعنة نافذه بقي يعرج منها طوال حياته، وكانت حينها الشمس قد قاربت على المغيب، فبادر مع قليل من أصحابه واعتصموا بتل قريب من موقع المعركة، ومن ثم انسل تحت جنح الظلام منهزمًا إلى قورية، وبهذا النصر انتهت معركة الزلاقة التي لم تستمر إلا يومًا واحدًا، وذاع خبر انتصار المسلمين في الزلاقة في كل الأقطار، وأمر يوسف بن تاشفين فكتب عنها بلاغا أرسل إلى أفريقية، ليقرأ في المساجد وكل مدن المرابطين. حصار حصن لييط. بعد انتهاء المعركة، أقام ابن تاشفين مع قواته بظاهر إشبيلية ثلاثة أيام، ولكنه عاد بشكل سريع للمغرب بسبب وفاة ابنه وولي عهده أبو بكر المكلف بإدارة أمور المغرب، وقام بترك ثلاثة آلاف مقاتل من المرابطين، دعمًا للمعتمد بن عباد، برئاسة القائد سير بن أبي بكر اللمتوني. ما إن أَمن أهل الأندلس وأمراؤها، حتى عادوا إلى ما كانوا عليه من فرقة، وانصراف لمجالس اللهو واللعب، وعاد القشتاليون للإغارة على إماراتهم ثم العودة للتحصن في حصن لييط. أما ألفونسو، فقد اطمأن بعد أن علم أن ابن تاشفين قد عاد إلى المغرب، وأخذ يطلب العون والمدد من الممالك والإمارات المسيحية في أوروبا، لتعويض خسائره الكبيرة بعد الزلاقة، فوصلته من إمارتي بيزا وجنوة الإيطاليتين إمدادات في نحو أربعمائة سفينة، فحاصر بلنسية وهاجم السواحل الأندلسية، ووجه ألفونسو هجماته على أمير إشبيلية المعتمد بن عباد، وأصبح لموقع حصن لييط أهمية كبرى في هذه المرحلة للقشتاليين، فزادوا في بنيانه وتحصينه، ليكون قاعدة متقدمة لهم في أرض المسلمين، وشُحن بالذخائر والمقاتلين حتى أصبح عدد قوات الحصن ثلاثة عشر ألف مقاتل بين فارس وراجل، فشنوا غاراتهم على سرقسطة وجاراتها، وتمادوا إلى بلنسية ودانية وشاطبة ومرسية، وأخذوا عددًا من الحصون، فأخذت الوفود الأندلسية بالتوجه نحو مراكش لطلب العون مرة أخرى لصد العدوان وحصن لييط. قرر ابن تاشفين العبور إلى الأندلس العبور الثاني، وأخذ يعد العدة والعتاد من الجيوش وآلات الحصار، واجتاز البحر في عام 481 هـ الموافق 1088، فلما وصل الجزيرة الخضراء أعدها لتكون نقطة إمداد وإتصال، وبعث لملوك الطوائف يطلب منهم الاستعداد للجهاد، فوصلته كتائب ابن عباد من إشبيلية، ثم تحرك الجيش وبدأ حصار حصن لييط، واستخدمت المجانيق والعرادات، ولكن الحصن أظهر منعة ضد الهجمات، ولما طال الحصار تخاصم ملوك الطوائف فيما بينهم، ونتيجة لشح الإمدادات انسحب المرابطون نحو مدينة لورقة بعد حصار لحصن لييط دام أربعة أشهر، وما إن علم ألفونسو بانسحاب المرابطين حتى تسلل للحصن وأخلى حاميته التي كانت تغير على المدن الإسلامية، ثم أحرقه وعاد مسرعًا إلى طليطلة، فاستولى المعتمد بن عباد على الحصن، وبذلك تخلص أهل الأندلس من خطر وغارات حصن لييط، وقرر ابن تاشفين العودة إلى المغرب بعد أن أردف أربعة آلاف مقاتل من المرابطين إلى بلنسية. القضاء على ملوك الطوائف. في عام 483 هـ الموافق 1090 عبر ابن تاشفين البحر متجهًا نحو الأندلس العبور الثالث برسم الجهاد، وعبوره هذه المرة دون طلب استغاثة أو نجدة كما حدث في الجوازين السابقين، فسار نحو طليطلة مُجتاحًا أراضي قشتالة، وكان يرغب في استرجاع المدينة، فضرب الحصار حول المدينة وكان فيها ألفونسو السادس ملك قشتالة، ولكن يوسف تراجع أمام أسوارها المنيعة وارتد نحو الجنوب، كُل ذلك ولم يتقدم أحد من الأندلسيين لمساعدته ضد عدوهم ألفونسو. اتجه يوسف نحو غرناطة وبها الأمير عبد الله بن بلقين، الذي عمد بعد حصار لييط إلى تشييد الحصون والاستعداد لحصار طويل الأجل استعدادًا لمقاومة المرابطين، قسم ابن تاشفين جيشه إلى فرق، أرسل أحدها إلى غرناطة للاستيلاء عليها، وضربت بقية الفرق شبه حصار على كورتها لمراقبة الحصون من تغلغل النصارى لمساعدة حليفهم، وبعد حصار دام شهرين أرسل عبد الله يطلب الأمان من ابن تاشفين، فأمنه واستلم منه غرناطة فملكها، وبعث بعبد الله وأخيه تميم بن بلقين أمير ملقة إلى مراكش مع حريمهما وأولادهما، فأقاما بها وأجرى عليهما الإنفاق. ولما خلع ابن تاشفين بني باديس وملك غرناطة وملقة، خاف المعتمد بن عباد على ملكه، ولما رجع ابن تاشفين إلى مراكش، ولى على الأندلس القائد سير بن أبي بكر، فسار نحو إشبيلية، فراسل ابن عباد على أن يسلم إليه البلاد ويدخل في طاعة ابن تاشفين، فامتنع ابن عباد، ففرض سير الحصار على إشبيلية، وبعث بعض قواده إلى قرطبة، وكان أميرها المأمون بن المعتمد بن عباد، فوقع بين الطرفين معركة انتهت بمقتل المأمون وفتح قرطبة، وكان ذلك عام 484 هـ، ثم فتح المرابطون بياسة وأبدة وحصن البلاط والمدور، ولم ينقض شهر حتى لم يبق لابن عباد مايملكه من أرض سوى إشبيلية. لما اشتد الحصار على ابن عباد بعث إلى ألفونسو يطلب منه العون لقتال المرابطين، فبعث إليه قائده القومس في جيش من عشرين ألف فارس وأربعين ألف راجل، والتقى الجيشان قرب حصن المدور، وكان النصر للمرابطين، فرجع سير وشد الحصار على إشبيلية حتى دخلها عنوة عام 484 هـ، وقُبض على المعتمد وأهله، وحملوا إلى أن وصلوا لابن تاشفين في مراكش، الذي أمر بنفيه إلى أغمات، فسجن بها واستمر سجنه إلى أن مات عام 488 هـ. ثم ملك المرابطون بعد ذلك مابقي من بلاد الأندلس، ولم يبقى لملوك الطوائف ذكر بها، وأصبحت الأندلس تحت سلطة المرابطين، وانتهى عصر ملوك الطوائف. معارك شرق الأندلس. اضطربت الأحوال شرق الأندلس بعد أن تجددت رغبة النصارى في الاستيلاء عليها، فهاجموا غرسية وألمرية ومرسية وشاطبة. قرر ابن تاشفين مواجهة الأمر بتعيين ابنه محمد واليًا على شرق الأندلس، فسار محمد نحو مرسية والتقى بالنصارى في معركة انتهت بنصر المرابطين، وذلك عام 484 هـ الموافق 1092، ثم اتجه محمد إلى مدينة وبرة واستولى عليها، وواصل مسيره إلى دانية وكان يحكمها ابن مجاهد العامري، الذي فر منها والتجأ إلى مملكة بجاية، فدخلها محمد، ثم استولى على شاطبة، بعد أن فر منها أميرها ابن منقذ، وكان ذلك عام 485 هـ الموافق 1092. بعد حملة ابن تاشفين على لييط، احتدم الخلاف بين ألفونسو السادس والكمبيادور، لتخلف الأخير عن مساعدة الأول، فانعكس ذلك على مدينة بلنسية التي كانت مسرحًا لصراع الإثنين. استغل قاضي المدينة جعفر المعافري الوضع القائم، واتصل بالمرابطين واجتمع بمحمد بن عائشة وطلب منه المعونة إلى بلنسية. أوفد ابن عائشة كتيبة من الفرسان عدد أفرادها أربعين فارسًا، وفتح أهل بلنسية أبواب المدينة للمرابطين، واستطاعوا إخضاع المدينة بالتعاون مع أهلها. في عام 486 هـ الموافق 1093، هَجم الكمبيادور على مدينة بلنسية، وفرض عليها حصارا طويلا، طلب بعدها سكان المدينة الصلح، قَبل الكمبيادور الصلح بشروط أهمها خروج المرابطين من المدينة، وفي عام 487 هـ الموافق 1094 سقطت بلنسية بيد الكمبيادور، فأجلى المسلمين عنها وأحل محلهم النصارى. سير ابن تاشفين جيشًا بقيادة ابنه محمد بن عائشة لاسترجاع المدينة، وانضمت إليه قوات أندلسية، وحاصر جيش المرابطين المدينة عشرة أيام، قاوم فيها الكمبيادور الحصار واستطاع أن يهزم المرابطين ويبعدهم عن الأسوار. استمر الحصار قائمًا حتى وفاة الكمبيادور عام 492 هـ الموافق 1099، حاولت زوجته شيمين متابعة الصمود في المدينة، وطلبت النجدة من ألفونسو الذي جاء لنجدتهم، وأقام في المدينة شهرًا. في هذه الأثناء جهز ابن تاشفين جيشًا مرابطيًا بقيادة مزدلي بن تيلكان، ونزل بلنسية والتقى الجيشان ودارت بينهما معركة انسحب منها ألفونسو بعد أن قام بحرق المدينة، ودخل مزدلي بلنسية في رمضان 495 هـ الموافق 1102، استمر مزدلي في التقدم شرقًا نحو الحصون القريبة من بلنسية، واستولى على مربيطر والمنارة والسهلة، وسقطت البونت في يديه عام 496 هـ الموافق 1103، وتقدم شمالًا حتى دخلو شنتمرية، وخلع حاكمها ابن رزين. أدى توسع المرابطين شمالًا إلى مهاجمة برشلونة، فغزاها مزدلي ولكنه سرعان ماعاد إلى بلنسية. هاجم ألفونسو السادس ثغور المرابطين في الأندلس، واحتل قلعة أيوب، فأمر ابن تاشفيين بتجهيز جيش بقيادة ابن الحاج، والتقى المرابطون بجيش ألفونسو في كنشرة عام 492 هـ الموافق 1099، ودارت معركة انتهت بنصر المرابطين، ولجأ الفونسو إلى مدينة طليطلة، فحاصرها المرابطون سبعة أيام ثم انصرفوا. أرسل ابن تاشفين جيشًا إلى كنكة بقيادة محمد بن عائشة، فهزم البرهانس وحلفاءه الأراجونيين، ثم سار إلى جزيرة شقر وفتحها بمساعدة الأسطول المرابطي. ضم ابن تاشفين كل البلاد والنواحي التي كانت زمن الدولة الأموية في الأندلس، ولم يبق خارج سلطته إلا إمارة سرقسطة التي كان يحكمها المستعين أحمد بن هود. كانت علاقة ابن هود علاقة ودية مع أمير المسلمين ابن تاشفين، وعندما بسط المرابطون سيادتهم على شرق الأندلس، اقتربوا من حدود سرقسطة، فأرسل ابن هود رسالة إلى ابن تاشفين: . استقبل ابن تاشفين الرسالة بالترحاب وأجاب إلى ما طلب ابن هود، فتوطدت العلاقات بين الأميرين، وأهدى المستعين إلى الأمير يوسف سنة 496 هـ آنية من الفضة توثيقًا للعلاقة القائمة. علاقاته بدول الجوار. الخلافة الفاطمية. لما قامت الدولة المرابطية كان هناك خلافتان تسيطران على العالم الإسلامي: خلافَة سُنِّية عَبَّاسيَّة وخلافَة شيعيَّة فَاطميَّة. لم يفكر المرابطون بالاعتراف بالدولة الفاطمية بسبب العداء المستحكم بين الفرق الإسلامية، فهم مالكيون سُنيون اعتبروا محاربة الشيعة في مدينة تارودانت جهادًا في سبيل الله، فلم تقم بين الدولتين علاقات طيبة، بالإضافة للعامل المذهبي هناك العامل السياسي الذي كان يباعد بينهم، فقد كانت الخلافة الفاطمية وهي في مصر قريبة من المرابطين وقوية في المغرب، فقد كانت تتدخل في شؤون المرابطين الداخلية، مما زاد العلاقة سوءًا، حتى أنهم عدلوا عن طريق مصر في الذهاب إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، بالرغم من المحاولات التي بذلها الوزير الفاطمي بدر الجمالي لاستمالتهم، وسلكوا طريقًا آخر يمتد عبر الصحراء إلى أعالي السودان، حيث لا سيادة للفاطميين هناك. الخلافة العباسية. كان المرابطون ينظرون إلى الخلافة العباسية السنية نظرة أسمى من الخلافة الفاطمية، لأنها أقرب إلى مذهبهم، ولبعدها عنهم فكانوا لا يخشونها، خاصة بعد أن تطرق إليها الفساد، ودب فيها الضعف، فأصبحت لا تشكل أدنى خطر عليهم، لذلك اعترفوا بها واتخذوا السواد شعارًا لهم، ونقشوا اسم الخليفة العباسي على نقودهم في منتصف القرن الخامس الهجري. بعد أن بسط ابن تاشفين سيادته على الأندلس، طلب منه الفقهاء أن تكون ولايته من الخليفة لتجب طاعته على الكافة، فقرر ابن تاشفين الاتصال بالخليفة العباسي أبو العباس أحمد المستظهر بالله (487 هـ / 1074 - 512 هـ / 1118) وأرسل إليه بعثة ضمت عدد من أمرائه وفقهائه، وزودهم بهدية ثمينة وبكتاب يذكر فيه ما فتح الله على يده من البلاد في المغرب والأندلس، ويطلب تقليدًا بولاية البلاد التي بسط نفوذه عليها. أدت البعثة مهمتها بنجاح، فتلطفت في القول وأحسنت البلاغ، وعادت إلى المغرب بتقليد الخليفة وعهده للأمير يوسف بن تاشفين. بنو حماد. توقفت فتوحات ابن تاشفين في المغرب لجهة الشرق عند حدود بجاية حيث بنو حماد الصنهاجيين، ورغم القرابة التي تربطهم به فلم ترقهم فتوحاته، وأخذوا يتحينون الفرص للوثوب على أطراف مملكة المرابطين. وأتتهم الفرصة عندما عبر ابن تاشفين الأندلس عام 479 هـ الموافق 1086، فتحالفوا مع عرب بني هلال، وغزوا المغرب الأوسط وعادوا إلى بلادهم محملين بالغنائم، وسكت يوسف عن الانتقام منهم وصالحهم لأنهم أقاربه، ولأنهم يشكلون حدًا مانعًا بينه وبين عرب بني هلال، ولا يشكلون خطرًا عليه كالهلاليين. في عام 481 هـ الموافق 1088 توفي الناصر بن علناس الحمادي أمير بجاية، فبعث ابن تاشفين بكتاب تعزية إلى ولده وخليفته المنصور، وقد دلت هذه الرسالة على نيات يوسف السليمة تجاه بني حماد. استمرت حالة السلم بين الطرفين أكثر من عشر سنوات، حتى نشب الخلاف عندما هاجم أحد قادة جيش المرابطين وهو والي تلمسان تاشفين بن تنيغمر بدون إذن الأمير يوسف بني حماد، ولكنه فشل وتراجع أمام المنصور، الذي هاجم تلمسان ولم يتوقف إلا بعد أن طلب منه ابن تاشفين السلم، فعزل والي تلمسان تاشفين وعين مكانه الأمير مزدلي بن تيلكان. بعد أن ضم ابن تاشفين الأندلس أضحت مملكة بجاية ملاذًا للفارين من الأندلس، ومع ذلك لم يقم ابن تاشفين بأي تحرك تجاه بني حماد، وبقي الأمر كذلك حتى وفاته. ملوك الطوائف. مرّت علاقات ابن تاشفين مع ملوك الطوائف بمراحل مختلفة من الحذر المشوب بالخوف إلى التحالف ثم العداوة التي أدت لضم الأندلس إلى دولة المرابطين. بعد أن أطلت دولة المرابطين على البحر المتوسط خشي حكام الأندلس من عبوره إليهم وكرهوا أن يكونوا بين عدوين: الإسبان من الشمال والمرابطون من الجنوب، سارع أمراء الطوائف إلى عقد مؤتمر للتشاور في أمر الخطر القادم من الجنوب، واستقر الرأي على أن يكتبوا للأمير يوسف يسألونه عن الإعراض عنهم وأنهم تحت طاعته، وأرسلوا إليه كتابا: . بعد أن تشاور ابن تاشفين مع كاتبه رأى أن يسالم أهل الأندلس. ورد إليهم بكتاب: . بعد استيلاء ألفونسوا السادس على طليطلة وتهديده للأندلس، سارع حكامها بالاتصال بالأمير يوسف، وكان اتصالهم هذه المرة لطلب النجدة وليس للمسالمة، فقد فوض مؤتمر قرطبة الشعبي قاضي المدينة ابن أدهم باستدعاء ابن تاشفين لإنقاذهم. وعندما اشتد الضغط على المتوكل بن الأفطس أمير بطليوس اتصل بيوسف يطلب النجدة، وكذلك فعل المعتمد بن عباد، وانتهى الأمر باستجابة ابن تاشفين لداعي الأندلس. بعد معركة حصار لييط عام 481 هـ الموافق 1088، تغيرت الحالة بين يوسف وملوك الطوائف، وانتقلت من التحالف إلى العداوة، بعد أن رأى من تخاذلهم وخيانتهم واتصالهم بالعدو ضد المرابطين، وأدت المعارك بين الفريقين إلى إسقاط مملكة المعتمد بن عباد وأسره وسجنه في المغرب، وكذلك الحال مع حكام غرناطة وملقة، أما المتوكل بن الأفطس فقد أُعدم مع ابنيه. لقب أمير المسلمين. كان يوسف بن تاشفين يُلقب بالأمير، ويشترك معه في هذا اللقب عدة شخصيات من قبيلته لمتونة. بعد أن استولى ابن تاشفين على المغرب وكبرت مملكته، اجتمع إليه أشياخ قبيلته وعرضوا عليه أن يُلقب بأمير المؤمنين، لأن حقه أكبر من أن يلقب بالأمير، فرفض ذلك وقال: ، ولكنهم قالوا أنه لا بد من اسم يمتاز به على سائر الأمراء، واقترحوا عليه لقب أمير المسلمين. قال ابن خلدون: . وإنما تسمى بأمير المسلمين دون أمير المؤمنين أدبًا مع الخليفة، حتى لا يشاركه في لقبه، لأن لقب أمير المؤمنين خاص بالخليفة، والخليفة من قريش كما في الحديث. بعد أن تم اعتماد لقب أمير المسلمين، أصبح العمل جاريًا به في جميع بلاد دولة المرابطين، وصدرت الكتب تحمل هذا اللقب ابتداءً من منتصف محرم 466 هـ الموافق 1074، وهذا نصها: . ولاية العهد. في عام 496 هـ الموافق 1102 عبر أمير المسلمين ابن تاشفين البحر متوجهًا للأندلس العبور الرابع، فقصد يوسف قرطبة، وكانت مهمته تنظيم شؤون الأندلس والنظر في أمور الدولة هناك، وبعد أن اطمأن لحسن سير العمل، جمع القادة والولاة وفقهاء قرطبة، وأفضى إليهم بما ينوي وهو ولاية العهد لولده علي بن يوسف، فسارعوا لمبايعة عليًا بولاية العهد. عهد يوسف إلى كاتبه أبي محمد بن عبد الغفور أن يكتب نص ولاية العهد وهي: . ولم تسجل تولية علي أية معارضة من أي جانب على الرغم من أنه أصغر إخوته سنًا. وأصدر الأمير يوسف أوامره أن ينقش اسم ولي عهده إلى جانب اسمه على السكة. فصدرت النقود تحمل في إحدى وجيهيها: . وأُمر بالدعوة له في خطب يوم الجمعة. وفاته. في أواخر عام 498 هـ الموافق 1104 مرض يوسف بن تاشفين، وأصابه الضعف، واشتدت به العلة. وبعد مرض دام عامًا وشهرين توفي ابن تاشفين في نهار يوم الإثنين 3 محرم 500 هـ الموافق 4 يوليو 1106، بعد أن بلغ من العمر مئة عام (400 هـ / 1009 - 500 هـ / 1106)، وحضر الوفاة ولداه أبو الطاهر تميم بن يوسف، وولي عهده أبو الحسن علي بن يوسف، ودفن بحاضرة قصره في مراكش. لما أدرك بن تاشفين أن أجله قد اقترب، استدعى ولده عليًا، وأفضى إليه بوصيته الأخيرة وهي تحتوي على ثلاث خصال، الأولى: ألا يهيج أهل جبل درن ومن وراءه من المصامدة وأهل القبلة، الثانية: أن يهادن بني هود وأن يتركهم حائلًا بينه وبين الروم، الثالثة: أن يقبل من أحسن من أهل قرطبة ويتجاوز عن مسيئهم. شخصيته ووصفه. قال ابن خلكان: . وقال: يقول علي بن عبد الله بن أبي زرع الفاسي: . يقول أبي القاسم محمد بن سماك العاملي: . إدارة شؤون الدولة. الولاة والقضاة. سيطر الطابع القبلي على دولة المرابطين من الناحية الإدارية، فقد كان ابن تاشفين يعين الولاة على الأقاليم من قبيلته لمتونة بشكل خاص وصنهاجة بشكل عام، فبعد أن أتم فتح المغرب قسمه على بنيه وأمراء قومه، فولى سير بن أبي بكر على مكناس وبلاد مكلالة وبلاد فازاز، وولى عمر بن سليمان المسوفي على مدينة فاس، وولى داود بن عائشة على سجلماسة ودرعة، وولى تميم بن يوسف على مدينة أغمات ومراكش وبلاد السوس وسائر بلاد الصامدة وتادلة وتامسنا. عندما عزم ابن تاشفين على ضم الأندلس، أسند إلى القائد سير بن أبي بكر تلك المهمة، وعينه حاكمًا على الأندلس، وأوصاه بأن يعين على كل بلد يفتحه حاكمًا من لمتونة، ثم عينه بعد ذلك على بطليوس ونواحيها، وعين القائد مزدلي بن تيلكان -ابن عم يوسف- على مدينة بلنسية بعد استعادتها من النصارى، ثم نقله وعينه على تلمسان بعد عزل تاشفين بن تنيغمر، وعين على بلنسية ابن فاطمة، وعلى سبتة الأمير يحيى بن أبي بكر، وعين علي الحاج على غرناطة. كان الولاة يخضعون مباشرة لنائب الأمير. وقد منح ابن تاشفين سلطات واسعة لهم منها: حق التصرف في عزل وتعيين من دونهم من الولاة المحليين ومن يليهم من رجال السلطة، وكذلك القيام بتحركات عسكرية داخل مناطق نفوذهم. كان ابن تاشفين يراقب ولاته مراقبة شديدة، ويقوم بتبديلهم وعزلهم إذا أساؤوا، وكان يخطر أهل الولاية بتعيين الوالي الجديد، كما كان كثير الطواف في مملكته للإشراف على تنفيذ أوامره وتعليماته. كان لمنصب القاضي أهمية كبيرة في عهد يوسف وخلفائه، وكان يعينهم من كبار العلماء دون الاستناد على العصبية القبلية كما كان في تعيين الولاة، حتى إن أكثر القضاة كانوا من غير قبيلة صنهاجة. منح يوسف القضاة رتبة عالية في الدولة، حتى كثرت أموالهم واتسعت مكاسبهم، وكانوا يستمدون نفوذهم من سلطة الدولة نفسها، وكانوا يحكمون وفق المذهب المالكي، ويقوم بتنفيذ الأحكام الولاة والحكام المحليون. وقد شارك القضاة في معاركة ابن تاشفين في الأندلس، واستشهد بعضهم في معركة الزلاقة ومنهم القاضي عبد الملك المصمودي قاضي مراكش. الوزارة وديوان الإنشاء. لم يتخذ يوسف وزراء بالمعنى المتعارف عليه، ولم يمنح لقب وزير لأي شخص، لكنه اتخذ موظفين يرجع إلى مشورتهم، وكتابًا يشرفون على ديوان الرسائل أو الإنشاء. لم يتخذ ابن تاشفين مجلس وزراء، بل كان عنده هيئة استشارية تشترك فيها طائفة من الفقهاء والأعيان والكتاب، يلازمونه في قصره وتنقلاته، ويبدون آراءهم في المشاكل المطروحة للبحث، وتبقى الكلمة الفصل له. أما في الأمور المهمة فكان يجمع زعماء المرابطين وأبناء عمومته لمتونة للتداول واتخاذ الآراء، ولم يتخذ حجابًا، لأنه دولته اتسمت بالبساطة. أنشأ ابن تاشفين ديوان الإنشاء لتحرير الرسائل، تولاه رجال من أشهر الأدباء في الحقبة الأندلسية، وأكثرهم من الذين يرزوا في ظل ملوك الطوائف، إذ أن الحياة الأدبية بلغت أوجها في عهدهم، أما الأمر الذي دفع ابن تاشفين لاستقطاب الأندلسيين فهو أن المغرب لم ينجب أدباء في تلك المرحلة بحيث يمكن الاستغناء عن الأندلسيين. كان يرأس الأدباء موظف كبير يسمى الكاتب. كانت استعانة ابن تاشفين بهؤلاء الأدباء من أجل توثيق العلاقات بين الأندلس والمغرب. بعد وفاة الكاتب ابن أسبط عام 487 هـ الموافق 1093 حفل بلاط ابن تاشفين بطائفة من الكتاب، رفعت من شأن الدولة المرابطية، وقد شجعهم على ذلك أن سياسة ابن تاشفين الثقافية كانت بعيدة عن القبلية، فأراد أن يشعر شخصيات الأندلس الأدبية بأنهم أهل البلاد. من أشهر الكتاب الأندلسيين الكاتب أبو بكر محمد بن سليمان القلاعي الإشبيلي المعروف بابن القصير، وبعد وفاة ابن أسبط استدعاه يوسف للرد على رسالة وردته من مصر، ومن الكتاب العاملين في ديوان الإنشاء الفقيه أبو القاسم بن الجد، والكاتب أبو عبد الله اللوشي. الجيش. بدأ ابن تاشفين تنظيم الجيش المرابطي أيام نيابته على المغرب، وعندما تنازل له الأمير أبو بكر زاد اهتمامه به، وقد بلغ تعداد جيش المرابطين عند فتح فاس مئة ألف مقاتل. قسم ابن تاشفين الجيش إلى فرقتين كبيرتين من الفرسان والمشاة، ثم أنشأ فرقًا من الرماة والأغزاز والسهام والنشاب، ثم وسع دائرة التجنيد بإشراك القبائل المغربية المهزومة من زناتة ومصمودة وغمارة في الجيش، وأطلق عليهم اسم الحشم، وأصبح جيش المرابطين يتكون من قبائل وطوائف مختلفة. بعد فتح الأندلس أشرك يوسف في الجيش إلى جانب المغربة الأفارقة عرب بني هلال، بالإضافة إلى الأندلسيين الذين شكلوا فرقة خاصة بهم غداة معركة الزلاقة، وبعد ضم الأندلس جندهم يوسف وأمرهم بالإقامة في الثغور. شكل ابن تاشفين حرسه الخاص من عبيد غانا، فقد اشترى منهم حوالي ألفين، وأطلق عليهم اسم العلوج، هذا بالإضافة للصقالبة فقد كان عنده منهم حوالي مئتين وخمسين، وسماهم الداخليين، وهم من النصارى المعاهدين الذين اعتنقوا الإسلام. كانت قوى الحرس الخاص تُشكل من أشجع الجنود، وقد وضع ابن تاشفين شروطًا لقبولهم، كما درب فرقًا من الفدائيين الزنوج، يكلفون بالمهمات الصعبة، وخاصة في نهاية المعارك لانتزاع النصر. عمد يوسف لإصلاح نظام تسليح الجيش وطريقة إعداده وقتاله، ففي البدايات كانت تستخدم الأسلحة اليدوية والجمال، وهي تصلح لحروب الصحراء، أما حروب المدن والحصون فتتطلب وسائل أسلحة تتلاءم مع الوضع الجديد، وسلح الجيش بأنواع الأسلحة المغربية والأندلسية والنصرانية. كان ليوسف الفضل في تنظيم قيادة جيشه، فأثناء المعارك يرتب الجيش وفق نظام خماسي؛ المقدمة: وفيها جنود المشاة ووحدة الفرسان الخفيفة، والجناحان (الميمنة والميسرة): وفيها حملة العصي والنبال وأكثرهم من أهل الثغور، والقلب: ويتمركز فيه الفرسان المرابطون المزودون بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، والمؤخرة: ويقودها الأمير يوسف بنفسه وتتألف من صفوة الجنود والحرس. الأسطول البحري. كان المرابطون بدو صحراويون يجهلون ركوب البحر، ولكن الحاجة فرضت عليهم الاهتمام بشؤونه لدى بلوغهم سواحل البحر المتوسط لحمايتها من الغزو الإفرنجي. بدأ اهتمام ابن تاشفين بالإسطول منذ ذلك الوقت، وكان يتألف من سفن النقل أكثر من سفن الحرب، وخاض الأسطول أولى معاركه في سبتة عام 476 هـ الموافق 1083 ضد معز الدولة بن سكوت البرغواطي، وقد دفعت هذه المعركة ابن تاشفين إلى زيادة الاهتمام به، ثم استخدم الأسطول في عملية نقل الجند لعبور الأندلس غداة معركة الزلاقة. بعد أن ضم يوسف الأندلس لمملكته استعان بخبرة الأندلسيين في هذا المضمار، وكذلك بدور صناعتها، واستفاد من الطاقات البشرية والمادية في الشؤون البحرية، مما أدى إلى بناء قوة بحرية ساهمت مساهمة فاعلة في تحرير شرق الأندلس من النصارى، فاشترك الأسطول في معارك بلنسية وجزيرة شقر، وخاض معركة استرجاع جزيرة البليار. بناء مدينة مراكش. بعد أن أقام ابن تاشفين مملكته في المغرب وازداد نفوذه، أراد أن يبني لمملكته عاصمة جديدة، فاشترى مكانًا من عجوز مصمودية عام 454هـ الموافق 1062م، يقع على بعد ستة كيلومترات إلى الشمال من وادي تانسيفت، وإلى شرقه يجري فرع من وادي أسيل، ويحده من الشمال مملكة سلا وجنوبًا جبل درن، وغربًا المحيط الأطلسي، وشرقًا مناطق سجلماسة وفاس. كان المكان مكمنًا للصوص يغيرون فيه على القوافل العابرة، فكان المارة العابرون إذا انتبهوا إلى ذلك المكان قالوا لبعضهم: "مركش" أي امش مسرعًا بلهجة البربر، ومنه كان اسم مراكش. نزل ابن تاشفين المكان بخيام الشعر، وشرع ببناء المسجد، وهي الطريقة المتبعة عند تأسيس المدن الإسلامية، ثم بنى قصبة صغيرة لحفظ أمواله وسلاحه، المكان الذي بناه هو الموضع المعروف الآن بسور الحجر قرب جامع الكتبيين ويعرف باسم السجينة. أصبحت المدينة الناشئة مراكش شبيهة بالمعسكرات التي أنشأها العرب في البلاد المفتوحة، والتي تحولت فيما بعد إلى حواضر مدنية. لم يشيد ابن تشفين لعاصمته الجديدة سورًا، لأن قوة الدولة كانت تحمي المدينة، وبقيت كذلك بلا سور حتى أقامه الأمير علي بن يوسف عام 527 هـ الموافق 1133م. كانت مراكش خالية من المياه، إذ لا ينابيع فيها، فاضطر ابن تاشفين لجلب المياه من مدينة أغمات، وأمر بحفر الآبار. في أوائل القرن الثامن الهجري، القرن الرابع عشر الميلادي، زار الرحالة ابن بطوطة مدينة مراكش وقال: وقد اختلف المؤرخون حول المؤسس الحقيقي لمدينة مراكش، بين أبو بكر بن عمر اللمتوني ويوسف بن تاشفين. السياسة المالية. أنشأ ابن تاشفين دورًا لصك النقود في مراكش عام 464 هـ الموافق 1072، وضرب فيها دراهم زنة الواحد درهم وربع من عشرين درهمًا للأوقية، وهو المسمى الدرهم الجوهري. وضرب الدينار الذهبي باسمه عام 473 هـ الموافق 1081، كتب عليه في الوجه : لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، أمير المسلمين يوسف بن تاشفين. وكتب على الظهر: الإمام عبد الله أمير المؤمنين، ضرب هذا الدينار بمراكش سنة ثلاثة وسبعين وأربعمائة. كانت الدنانير المرابطية تأتي في المرتبة الرابعة بين مثيلاتها بالنسبة للدنانير الفاطمية، وكانت تنقص في الصب 15%، بالإضافة إلى رسم الصكة وأجرة الظرابين 5%، فيكون الباقي 80% من كل مئة مثقال، وقيمة كل مثقال 32 درهمًا. ألغى ابن تاشفين جميع الضرائب الغير مشروعة في مملكته، والتي كان قد فرضها الزناتيون في المغرب وملوك الطوائف في الأندلس، وكذلك المكوس والرسوم والضرائب في جبل طارق، ولم يفرض في دولته طيلة حياته رسم أو معونة خراج لا في حاضرة ولا بادية. اتبع يوسف نظامًا ماليًا يقوم على قواعد الإسلام، فلم يفرض إلا ما أوجبه حكم الكتاب والسنة من الزكاة والعشر والجزية وأخماس الغنائم. مدينة بريدة هي مقر الإمارة في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية وأكبر مدن القصيم، حيث يبلغ عدد سكانها 600 ألف نسمة،وتقع في الجزء الأوسط الشرقي من منطقة القصيم، على حافة وادي الرمة. تحيط ببريدة مجموعة من التلال والمرتفعات الرملية تحوي بينها بعض المنخفضات، والتي تعد أراض زراعية خصبة جداً بسبب سهولة استخراج المياه من باطنها المغطى بطبقة من الصخر الكلسي والجبسي. من جانب المناخ مناخها بوجه عام قاري صحراوي، نظراً لإحاطة المسطحات الرملية بها ولقلة أمطارها، فهي حارة صيفاً، باردة شتاءً قليلة الرطوبة النسبية، وتسودها الرياح الشمالية التي تعمل على خفض الحرارة في الصيف، والشمالية الشرقية التي تعمل على خفض الحرارة في الشتاء. وتقدر مساحة مدينة بريدة حالياً بحوالي 1300 كيلومتر مربع تقريبًا. وتشتهر مدينة بريدة بالزراعة وكثرة المزارع التي تنتج التمور ولديها سوق عالمي خاص بتجارة التمور يوجد فيه كل أنواع التمور وتُعد مكانًا مهمًا يأتي إليه العرب لشراء التمور خصيصًا، في 8 نوفمبر 2021 أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، مدينة بريدة ضمن شبكة اليونسكو للمدن المبدعة، في مجال فن الطهي. التسمية. اختلفت آراء الباحثين والدارسين على سبب تسمية بريدة، حيث لم يتفقوا على سبب معين وعللوا ذلك أن الاسم قديمٌ جدًا، ولم يجدوا وثائق تاريخية مكتوبة يستند إليها إلا أقوال رواه بعضهم عن بعض. فقد قيل عن سبب تسمية بريدة باسمها، أن أصلها بئر للإبل حفره الصحابي بريدة بن الحصيب الذي أرسله الرسول ليتفقد ابل الصدقة إلا أن الأديب محمد بن ناصر العبودي عارضها بشدة لأنها لا تستدل إلى مصدر تاريخي. وقيل أنها سميت بريدة لكثرة مائها وبروده وقيل أن تسميتها نسبةً لأول من عمرها واسمه "البريدي". وذكر في تسميتها أنها كانت روضة مياه ينبت فيها نبات البردي، وكانت هذه الروضة التي تقع في الأراضي الطينية في غربي المدينة القديمة تسمى "البردية" نسبة إلى البردي ثم بُسّط الاسم حتى أصبح بريدة. وكما قيل أنهُ كان أصلها بئراً حفرها الصحابي بريدة ابن الحصيب الأسلمي حين أرسله النبي {صلى} لتفقد إبل الصدقة. التاريخ. التأسيس. عندما خرج آل أبي عليان التميميون من بلدة ثرمداء أيام الحروب التي وقعت على العناقر، وسكنوا ضرية، وأميرهم آنذاك راشد الدريبي. وكانت بريدة ماءً لآل هذال من عنزة، فاشتراها راشد منهم وعَمَرها هو ومن كان معه، وذلك سنة 1577. السكان. وفقًا للتعداد العام الذي أجري في عام 2017 في السعودية فقد بلغ إجمالي عدد سكان مدينة بريدة 59,0312 نسمة وهي بهذا تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد السكان مقارنة بمحافظات المنطقة حيث يشكلون أكثر من 52% من إجمالي عدد سكان القصيم. الاقتصاد. الزراعة. تتوفر في مدينة بريدة الأراضي الرملية الطفيلية التي تتكون من تربة كلسية خشنة إلى متوسطة الخشونة في التركيب بالإضافة للعديد من العناصر والأملاح والمياه الجوفية والظروف المناخية الملائمة لزراعة معظم المحاصيل الزراعية الهامة مثل القمح والخضروات والفواكه والتمور والأعلاف الخضراء وقد بلغ إجمالي مساحة الأرض المزروعة في منطقة القصيم في عام 2005 حوالي 193 ألف هكتار تمثل حوالي 17,4% من إجمالي المساحة المحصولية لجميع المحاصيل في المملكة والتي بلغت 1,1 مليون هكتار في عام 2005. المعالم. يمكن للزائر زيارة : المواقع الترفيهية. المواقع من حدائق ومنتزهات ومنتجعات: تاريخ وحدث. سنة الغرقة في بريدة حدثت عام 1376 هـ، وقد هطلت أمطار عظيمة في بريدة في هذه السنة حيث اجتاحت السيول القصيم وهدمت البيوت فكان الناس يستغيثون الله أن يمسك السماء، فتعطلت الدراسة وسقطت البيوت وخرج الناس إلى البراري يفترشون الأرض ويلتحفون السماء حيث كانوا يخيمون بالقرب من مستشفى بريدة المركزي حالياً لأنه مكان مرتفع والغني في تلك الفترة من يملك بساطاً يرفعه بأعواد يتوقى المطر ولقد استمرت الأمطار أربعين يوم وفيها سقط الجامع الكبير ببريدة من المطر. ومن أخبار هذه السنة ذكر الشيخ إبراهيم العبيد مؤلف تاريخ أولي النهي والعرفان في الجزء الثاني ص 243 (سنة الرحمة يؤرخ أهل نجد بها وقع فيها الطاعون والعياذ بالله وهلك بسببه في قلب الجزيرة العربية ألوف من الأنفس البشرية وكان عظيماً وفشا المرض في الناس وقل من يسلم منه، وهذا المرض عبارة عن جراثيم قتالة لا تدركها العيون المجردة ولقد وقع هذا الوباء في بداية هذه السنة عام 1337 هـ وكان عاماً في نجد والأحساء والخليج والعراق واستمر ثلاثة أشهر والعياذ بالله وبسببه هجرت مساجد وخلت بيوت من السكان وهملت المواشي في البراري فلا تجد لها راعياً وساقياً فكان يصلى في اليوم على 100 جنازة بسبب هذا المرض ولقد تكسرت النعوش وجعلوا عنها عوضاً الأبواب لحمل الموتى فكان المحسن في ذلك الزمن من همه حفر القبور والنقل إليها ولقد توفي في هذا الوباء الأمير تركي بن عبد العزيز آل سعود) لقد نزلت بالمسلمين عام 1327 هـ مسغبة عظيمة وجوعاً شديداً وذلك في نجد فكان الناس يأكلون ولا يشبعون ولله في ذلك حكمة ولقد شوهد في تلك السنة من يأكل الأعشاب والعظام والقد والنوى وارتفعت الأسعار ووصل سعر البر الصاعين بريال وخمس وزنات تمر بريال . المساجد. آخر إحصائية من الأوقاف ببريدة، فإن المساجد التابعة للأوقاف هي 1770 مسجد. التعليم. كان لموقع مدينة بريدة الجغرافي دور في تلقي العلم، حيث كان أهلها يتلقون العلم بالسفر إلى علماء العراق والحجاز حتى عرف علمائها تباين المذاهب والمدارس استمرت حتى وقت قريب، كان ينتشر في المنطقة المذهب الحنبلي، في العصر الحديث تطور التعلم في مدينة بريدة إلى التعليم النظامي خاصة حين انتقال أسرة آل سليم من الدرعية إلى القصيم، وأخذ العديد من مشائخ آل سليم تدرس العلوم الشرعية والفلك والحساب في البدايات والكتاتيب إلى التعليم النظامي الرسمي حيث افتتحت أول مدرسة ابتدائية فيها عام 1356 هـ وكان مديرها الشيخ عبد الله إبراهيم السليم وقد أخرج التعليم في بريدة العديد من المشائخ والعلماء إلى أن تطورت المنظومة التعليمية حتى بلغت الآن أكثر من مائة وخمسون مدرسة ابتدائية وأكثر من خمسين مدرسة متوسطة وأكثر من ثلاثون مدرسة ثانوية بالإضافة إلى مدارس وكليات التعليم الفني حيث فيها كلية تقنية متوسطة وكلية تقنية زراعية وثانوية تجارية ومركز للتدريب المهني، أما التعليم الجامعي فيوجد فيها جامعة القصيم(حكومية) التي تضم عدة كليات منها كلية طب الأسنان وكلية الطب البشري وكلية العلوم الطبية وكلية الصيدلة وكلية الطب البيطري وكلية العلوم (كيمياء، فيزياء، رياضيات) وكلية الزراعة والاقتصاد وكلية الهندسة بأقسامها وكلية الحاسب الألي وكلية اللغة العربية وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بأقسامها(شريعة، دراسات إسلامية، قراءات، أنظمة) وكلية التربية (تربية خاصة، علم نفس، رياض أطفال)، وكلية الآداب . وجامعة القصيم الأهلية وتضم عدة كليات وأقسام، وكليات الغد الدولية للعلوم الصحية وكليات بريدة الأهلية وتضم عدداً من الأقسام أغلبها علمي والأكاديمية الدولية للعلوم الصحية.. أما تعليم البنات ففي مدينة بريدة حالياً قرابة مائة وخمسون مدرسة ابتدائية وحوالي خمسين مدرسة متوسطة وأكثر من ثلاثين مدرسة ثانوية ويوجد بها كليات للبنات بجامعة القصيم. الصحافة. كان لأبناء بريدة دور مبكر في نهضة الصحافة داخل المملكة وخارجها وكان أول صحفي سياسي من نجد ورائد العمل الصحفي في الشرق العربي هو الأستاذ / سليمان الدخيل، من أبناء بريدة وقد أسس في بغداد عام 1290 هـ جريدة اسمها "الرياض" واستمر صدورها حتى عام 1334 هـ 0 ثم صدرت في بريدة 1379 هـ "جريدة القصيم"وكان مؤسسها وأول رئيس تحرير لها قيل الأستاذ/ عبد الله بن علي الصانع وقيل الشيخ/ صالح بن سليمان العمري. ثم تعاقب على رئاسة تحريرها عدداً من أبناء بريدة حتى توقفت عام 1384 هـ. أما الأدب فإنه يوجد في بريدة حركة أدبية رائعة حيث برز أكثر من شاعر في الزمن القديم وكان أبرزهم الشاعر المعروف / محمد بن عبد الله العوني ومحمد بن علي العرفج ومحمد الصغير، وللعوني قصيدته المشهورة بالخلوج، ويوجد في مدينة بريدة الآن نادٍ أدبي. الخدمات الصحية. في مدينة بريدة عدة وحدات صحية حكومية وخاصة، ومنها: المواصلات. الطرق. وتعتبر مدينة بريدة من أهم المدن التجارية القديمة وذلك لكونها مرقدا ومأكلا ومشربا ومتداولة البضائع للمسافرون من الشمال (الشام) إلى الجنوب (اليمن). الطيران. أنشئ مطار الأمير نايف بن عبد العزيز الدولي (مطار القصيم الإقليمي سابقًا) جنوب غرب مدينة بريدة بأمر من الملك عبد العزيز عام 1946 وكان أول مدير للمطار الشيخ عبد العزيز بن منصور الجفن ثم تم إغلاق جميع مطارات مدن القصيم وإنشاء مطار إقليمي لمنطقة القصيم بأمر الملك فيصل في ضاحية المليدا غرب مدينة بريدة عام 1964 وتمت توسعته 1984 وحاليًا يقع على مساحة 55,000 كم2 بقدره استيعابيه 550 ألف مسافر. وفي عام 2009 تم فتح الرحلات إلى بعض مدن إقليم الشرق الأوسط مثل دبي والقاهرة. غُيّر اسم المطار من مطار القصيم إلى مطار الأمير نايف بن عبد العزيز بأمر من الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد وفاة نايف بن عبد العزيز آل سعود في 5 يوليو 2012. الأندية الرياضية. "الترتيب على حسب تاريخ انشاء النادي الساكي (日本酒 «نيهونشو» أي "مشروب ياباني") شراب كحولي ياباني يصنع من الأرز المخمر ومكوناته الأرز والماء ويقدم بارداً أو دافئاً حسب المواسم والأذواق، تتراوح نسبة الكحول فيه بين 18 إلى 20 بالمئة. الساكه (ومعنى الكلمة حرفيّاً: «شراب كحوليّ») وقد تُطلق الكلمة في أماكن أخرى من اليابان على مشروباتٍ كحوليَّة مختلفة. في جزيرة كيوشو تُطلَق كلمة ساكي على مشروب كحولي يستخرج من البطاطا ، أمّا في أوكيناوا فإنَّ الساكي يُصنع من قصب السُكَّر، ومع هذا يُطلِق أهالي أوكيناوا تسمية «ساكي» على مشروبات كحوليَّة أخرى وبشكلٍ خاصّ على مشروب كحولي يُصنع من الأرزّ الطويل.أمّا الشراب الكحولي المصنوع من الأرزّ المخمر ومكوناته الأرز والماء ويقدم بعض الأحيان وهو دافئ، فيعرف في اليابان باسم: «نيهونشو» (باليابانية: 日本酒) وهو قديم العهد حيث كان يتم استخراجه من الأرز منذ قديم العصور في اليابان. والسّاكي شبيه بمشروب البوظة في مصر. وهو مشروب شعبي منه أنواع رديئة وأخرى عالية الجودة. تتراوح نسبة الكحول في هذا المشروب بين 85 إلى 90 بالمئة. التاريخ. لم يُدوّن تاريخ ابتكار هذا المشروب، هناك عدد من النَّظريّات حول اكتشافه. إحدى النّظريّات تذهب إلى أنّ تخمير الأرز لاستخدامه في صنع المشروبات الكحوليَّة قد بدأ في الصِّين على ضفاف نهر يانغتسي عام 4800 ق.م. تقريباً ومن هناك وصل إلى اليابان. بينما تذهب نظريَّة أخرى إلى أنّ اكتشاف هذا المشروب كان في القرن الثالث للميلاد في اليابان مع تطوُّر زراعة الريّ هناك. كان السّاكي في بداية عهده يُدعى كوتشيكامي نو ساكي (ومعناه الحرفي باليابانيَّة: «شراب كحولي ممضوغ بالفم») لأنّ القرية التي كانت تصنع هذا الشّراب اعتاد أهلها على مضغ الأرزّ والحبوب والكستناء بأفواههم ثمّ لفظها في أجاجين من أجل تخمير الأرزّ. وبفضل إنزيم اللعاب كان النشا يتحوَّل إلى سُكَّر وبعد ذلك كانوا يقومون بمزج الخليط بالحبوب المطبوخة على النار وجعلوها تتخمَّر.كانت نسبة الكحول في هذا النّوع القديم من السّاكي ضئيلة واستخدم بالأساس كعصيدة. استخدم الصينيون أيضاً هذه الطَّريقة والهنود الحُمر في القارة الأمريكيَّة لتحضير مشروبات كحوليَّة أخرى.بعد مضيّ مئات السِّنين على استخدام هذه الطَّريقة أصبح مضغ الحبوب لتحضير السّاكي أسلوباً قديماً وذلك بعد اكتشاف فطر اسمه كوجي كين الذي يحتوي على إنزيمات تعمل على تحويل النشا إلى سُكَّر (ويستخدم هذا الفطر أيضاً لتخمير فول الصّويا وتحضير حساء ميسو التقليدي وصلصة الصّويا المشهورة في المطبخ الياباني) إنَّ إضافة الثّفل إلى الخليط تجعل السُكَّر يتحوَّل إلى إيثانول وتزيد من نسبة الكحول في شراب السّاكي إلى 18%-25%. على ما يبدو تمّ اكتشاف هذه الطَّريقة للتخمير بمحض الصّدفة عندما حملت الرِّيح أبواغ الفطر والثّفل وجعلت خليط الأرزّ والماء يتخمَّر. كان السّاكي حينها ما يزال بمثابة عصيدة وصار من السَّهل تحضيره. في القرن السّابع للميلاد استخدمت في تحضير مشروب السّاكي عالي الجودة طرق أخرى وصلت إلى اليابان من الصّين، وأصبح السّاكي مشروباً شعبيّاً بل وتأسَّست رابطة لمنتجي السّاكي في بلاط القيصر في كيوتو.لقد مهَّدت هذه الخطوة الطَّريق أمام تطوّرات كثيرة طرأت على مشروب السّاكي، وحصل أنّه بين الأعوام 794 و 1185 تمَّ تطوير عمليَّة تتألّف من ثلاث مراحل زادت من نسبة الكحول في السّاكي وتضاءلت نسبة تحميضه. خلال الخمسمئة عام التّالية طرأ تحسُّن تدريجيّ وملموس على جودة مشروب السّاكي وطرق تحضيره، فاستحدثت طريقة تحضيره من هريس الأرزّ المخمَّر سلفاً من أجل تسريع عمليَّة التّخمُّر الأوَّلي، كما ظهرت هناك محاولات أولى لبسترة مشروب السّاكي على الرّغم من أنَّ هذه المحاولات كانت بدائيَّة ولم يتمّ فهمها بعمق إلاّ بعدما كشف لويس باستور عن أسس البسترة في القرن التاسع عشر.في حقبة الإصلاحات في عهد ميجي (1866-1869) سُنَّت قوانين أتاحت لكلّ من لديه المعرفة الكافية والمال اللازم لإنشاء وتشغيل معمل لإعداد السّاكي أن يفعل ذلك، ولكن من بين 30000 معمل لإنتاج السّاكي بقي فقط 8000 نتيجة لنظام الضَّرائب الذي استعمل في ذلك العهد، أضف إلى ذلك أنّ معظم الأراضي التي أقيمت عليها معامل السّاكي كانت ملكاً للإقطاعيين الأغنياء الذين كانت معامل السّاكي بالنسبة لهم بمثابة حلّ لفائض محاصيل الأرز فحسب. في مطلع القرن العشرين طرأ تحسّن إضافي على تقنيّات وطرق صناعة وتحضير شراب السّاكي. افتتحت الحكومة اليابانيَّة معهداً لإجراء الأبحاث حول تخمير الأرُزّ وتحضير السّاكي واستبدلت الحاويات الخشبيَّة التي كانت تستخدم في الماضي بحاويات تخمير من الفولاذ مطليَّة بالمينا. وكانت الدّوافع الأساسيَّة لهذه الخطوة هي الحفاظ على النّظافة والوقاية من الأمراض ولكن كانت لها أيضاً دوافع اقتصاديَّة، إذ أنَّ حاويات الخشب كانت تمتصّ 3% من السّاكي ولم يكن في نيَّة الحكومة أن تتخلّى عن أموال الضرائب التي تجبى عن هذه الكميات من الشّراب إذا ما امتصّتها الحاويات الخشبيَّة. ولهذا السَّبب فرضت الحكومة اليابانيَّة عام 1904 حظراً على الإعداد البيتي لمشروب السّاكي. في تلك الفترة كانت 30% من الضَّرائب تجبى من تحضير السّاكي أمّا اليوم فعلى الرّغم من أنّ القانون ما يزال ساري المفعول إلاّ أنَّ 2% فقط من الضَّرائب تأتي من معامل السّاكي. ألحقت الحرب العالميَّة الثّانية ضرراً جسيماً بصناعة السّاكي في اليابان. استخدم الجزء الأعظم من محصول الأرز في تلك الفترة للجهود الحربيَّة فانهارت معظم معامل السّاكي في اليابان.وقبل ذلك اكتشف اليابانيون أنَّ إضافة الكحول الخالص إلى السّاكي من شأنه أن يحسِّن تركيبة ونكهة المشروب، ولكن بأمر حكوميّ تمَّت إضافة كميّات ضئيلة من الكحول النَّقي والجلوكوز إلى هريس الأرزّ من أجل زيادة نسبة الكحول في المشروب (وهكذا التوفير في الأرزّ المستخدم لتحضير مشروب السّاكي)، بل وكانت هناك معامل تصنع السّاكي بدون استتعمال الأرزّ مطلقاً، فانخفضت جودة السّاكي وعزف النّاس عن شربه. إنّ 95% من السّاكي يتمّ إنتاجه اليوم بهذه الطريقة ولكن جودته أفضل من السّاكي الذي أنتج خلال الحرب العالمية الثّانية. بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها انتعشت معامل السّاكي مرَّة ثانية ولكنّ كانت قد حلّت بدلاً منها مشروبات كحوليَّة أخرى اكتسبت شعبيَّة وشاعت بين اليابانيين وفي مُقدِّمتها الجعة (البيرة) التي تجاوزت مبيعاتها السّاكي في الستينات من القرن الماضي. وعلى الرّغم من أنَّ استهلاك السّاكي تراجع كثيراً إلاّ أنَّ جودته تحسَّنت بشكلٍ ملموس مقابل ذلك لا سيَّما وأنَّ شعبيّته ازدادت في أصقاع العالم الأخرى خارج اليابان.توجد اليوم معامل كثيرة لمشروب السّاكي في جنوب آسيا، وأمريكا اللاتينيَّة، وأمريكا الشَّماليَّة، الصين، وأستراليا، ولم يبق اليوم في اليابان بأسرها سوى 1500 معمل لإنتاج السّاكي. أنواع السّاكي. هناك نوعان رئيسيّان من مشروب السّاكي: يُقسم السّاكي المميَّز إلى أنواع فرعيَّة، حسب درجة تقشير الأرُزّ، ومعايير أخرى: يُمكِن إطلاق هذه المسمّيات على أيّ نوع آخر من السّاكي تتوافر فيه مواصّفات الجودة المذكورة. أنواع أخرى من السّاكي: الذكاء مصطلح يشمل القدرات العقلية المتعلقة بالقدرة على التحليل، والتخطيط، وحل المشاكل، وبناء الاستنتاجات، وسرعة التصرف، كما يشمل القدرة على التفكير المجرد، وجمع وتنسيق الأفكار، والتقاط اللغات، وسرعة التعلم، كما يتضمن أيضا حسب بعض العلماء القدرة على الإحساس وإبداء المشاعر وفهم مشاعر الآخرين. مع أن المفهوم العام السائد عند الناس للذكاء يشمل جميع هذه الأمور وربما جعلوها مرتبطة بقوة الذاكرة، إلا أن علم النفس يدرس الذكاء كميزة سلوكية مستقلة عن الإبداع، والشخصية، والحكمة وحتى قوة الحافظة المتعلقة بالذاكرة. تتوفر العديد من اختبارات قياس مستوى الذكاء (IQ) لكن ليس هناك تعريف موحد للذكاء، وينتقد ويتهم اختبار الذكاء بعدم القدرة على تحديد ذوي الذكاء العالي والمنخفض لأن النظريات المتواجدة الآن تؤكد وجود أنواع متعددة من الذكاء، وأن هذه الاختبارات ليس لديها القدرة على تحديد العبقرية في جميع المجالات. البشر عمومًا لا يستخدمون كل أجزاء الدماغ للوصول إلى حل مشكلة ما، وإنما يستخدمون الجزء المتخصص في حل المشكلة بذاتها، لذلك فالذكاء ليس نوعًا واحدًا وإنما أنواع متباينة، وربما يكون أداء الشخص في الأجزاء الأخرى ليس على نفس المستوى. تاريخ. لقد كان الشخص المثالي بالنسبة للإغريق هو الإنسان البارع فيما يفعله والعقلاني في تفكيره، أما بالنسبة للرومان فكان الشجاع، أما الصينيون فاعتبروا كل من كان موهوبًا في الشعر والموسيقى والرسم شخصا مثاليًا، وبالنسبة لمجتمعنا الحديث فالمقياس هو الذكاء قبل كل شيء. فيعرف الذكاء بأنهُ قدرة الإنسان على التعبير بواسطة التفكير أو النشاط الحركي أو أن يبدع في شيء آخر من شتى مجالات الحياة، أو بمفهوم أبسط القدرة العقلية والبدنية على التكيف مع مختلف جوانب الحياة والإبداع فيها. تعريفات أخرى للذكاء. لا يوجد حتى الآن تعريف محدد للذكاء، حتى الذكاء بمفهومهِ العام يختلف من موقع لآخر ومن بيئة إلى أخرى، ففي المدرسة الطالب الذكي هو المتفوق في دراسته والحاصل على أعلى الشهادات، أما في قطاع الأعمال فهو الشخص القادر على استغلال الفرص التجارية وتحقيق أفضل المكاسب، وفي الرياضة كان اللاعب مارادونا هو عبقري كرة القدم لأنه استطاع قراءة وتنبؤ حركات الفريق الخصم مسبقا وترجمها عن طريق استغلال الفرص على أفضل وجه ومن ثم الفوز. والذكاء يعرف بشكل عام فهو الأداة التي تمكن الأفراد "والمجموعات" من التأقلم بشكل أفضل مع الظروف المحيطة عن طريق استغلال ما هو موجود للوصول إلى حل مشكلة معينة، فقبل النار كانت عملية الأكل دون الطهي هي المشكلة، وباكتشاف النار وتطويعها حلت المشكلة. في القرن التاسع عشر اعتقد عالم النفس البريطاني فرانسيس جالتون Francis Galton أن الذكاء يتوارث من الأب لأبنه ولذلك كان يبحث عن الذكاء في أولاد أبناء القياديين العظماء، في الحرب العالمية الأولى كانت الولايات المتحدة الأمريكية تفرض على الراغبين في الالتحاق بالجيش اجتياز اختبار ذكاء (Intelligence Quiz) أعد لتقييم القدرات الذهنية للمتقدمين ومن هنا ظهرت أول معالم التصادم، وحصل أصحاب الجنس الأسود على علامات أقل ب 15 نقطة من الجنس الأبيض، ولقد فسر البعض هذا بأن الذكاء يأتي عن طريق البيئة، فالمدارس الأفضل والمنازل ذات المواصفات الأفضل ومقاييس الحياة الأعلى كانت سبباَ في الاختلاف. بينما فسر هذا الاختلاف من قبل آخرين أن الجنس الأبيض أتوا منحدرين من أجيال عديدة أكثر تقدما وازدهارا علميا من الجنس الأسود الذين انحدروا من سلالات كانت تعيش في الغابات والأحراش بأفريقيا حتى ماض ليس بعيد، هذا التفسير الذي لا يخلو من العنصرية وقد أثار غضب السود أكثر فأكثر، وخصوصا أنه تفسير غير منطقي. تمكن النيوزيلاندي جيمس فلين James Flynn من جامعة أوتاجو Otago من الوصول لتفسير منطقي وإلى أن "نتائج امتحان الذكاء لشخص ما تعتمد بشكل كامل على الأحوال الاقتصادية والثقافية والعلمية والحياتية التي كانت موجودة في أسلافهِ، مما سيعطي دفعة كبيرة للحصول على علامة عالية أو العكس. في العام 1999 قام العالم ويليام ديكنز William Dickens من معهد بروكينجز Brookings Institution في واشنطن بوضع نظرية يوجد عليها إجماع شبه كامل بين العلماء اليوم، وهذه النظرية تقول أن من كانت لديه صفة جينية متوارثة تعطيه أفضلية في مجال معين فإنه سيبدع إذا سمح له الاستمرار في ذلك المجال. على سبيل المثال ولد طويل القامة وأكثر سرعة على الركض من أقرانه في المدرسة، هذا الولد سيكون له مستقبل على الأغلب كمشارك في كرة القدم، بهذه المشاركة سيقوم بتطوير أدائه وقدراته في هذه اللعبة وسيحافظ على لياقة بدنية عالية مقارنة مع أولاد آخرين ليس لديهم نفس مواصفاته الجسمانية وبالتالي سيبدع ويتفوق هو جسديا وذهنيا في هذا المجال، الخلاصة أن من يمتلك صفة متوارثة تعطيه أفضلية في مجال ما على الآخرين، ويستعملها سيكون على الأغلب متفوقا عليهم، وبصيغة أخرى لكل من الصفات المتوارثة والبيئة المحيطة دور في الذكاء وتطوير القدرات العقلية الإنسانية. ذكاء الحيوانات والنباتات. يحاول العلماء جاهدين معرفة ودراسة سلوك الكائن الحي لأجل تحديد مقدار ذكائه، وكيف يتعامل مع ما حوله. الذكاء الصناعي. الذكاء الاصطناعي هو سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها. ومن أهم خواصها القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة. إلا أنَّ هذا مصطلح جدلي نظرًا لعدم توفر تعريف محدد للذكاء. الذكاء الاصطناعي فرع من علم الحاسوب، تُعرِّف الكثير من المؤلفات الذكاء الاصطناعي على أنه "دراسة وتصميم العملاء الأذكياء"، والعميل الذكي هو نظام يستوعب بيئته ويتخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته. أنواع الذكاء. فمثلا يصنف لاعبوا الشطرنج أنهم قد يكونون أذكياء في نوعين محددين من أنواع الذكاء، وهما الذكاء المنطقي الرياضي، والذكاء الفراغي، فهؤلاء قد يجدون صعوبة في العزف على آلة موسيقية مثلا، ولن تكون من صفاتهم الرئيسية القدرة على التواصل مع الآخرين ومن ثم التعاون معهم بشكل متميز. نسبة الذكاء. يملك أغلب الأفراد نسبة ذكاء متوسطة، بينما يقل تدريجيا عدد من يملك نسب ذكاء عالية أو متدنية، كان ألفريد بينيت Alfred Binet أول من وضع امتحانا لقياس القدرات الذهنية لدى الأطفال في سنوات الدراسة عام 1905. وفي العام 1917 تم تقديم أول امتحان ذكاء سمي IQ. يوجد اليوم العديد من امتحانات الذكاء وبأنواع عديدة. تتأثر نسبة الذكاء لدى أي شخص بالغذاء الذي يتناوله في فترات مبكرة من عمره. قياس الذكاء. في عام 1905، طور عالم النفس الفرنسي ألفريد بينيت أول اختبار شامل للذكاء صار شائع الاستخدام. وقد طور هذا الاختبار بغرض التنبؤ بمستوى أداء الأطفال في المدارس، وبشكل خاص من أجل تمييز أولئك الذين هم بحاجة إلى مساعدة خاصة. ومنذ ذلك الحين، جرى استخدام اختبارات لقدرات إدراكية محددة، مثل: مهارات الرياضيات والمهارات الشفهية ومهارات البراهين الفراغية، وذلك بغرض تشخيص حالات التدني في القدرات الذهنية، ومن أجل تحديد طيف الذكاء الطبيعي. الذكاء بين الجنسين. لا يوجد فارق يذكر بين الذكور والإناث في الذكاء، ولكن الفوارق الفردية بين الذكور أبعد مدى منها بين الإناث فعدد العباقرة أكثر بين الذكور وكذلك عدد ضعاف العقل. لفترة طويلة في التاريخ لم يتم إعطاء المرأة الفرصة في إثبات قدراتها الذهنية وذكائها في العديد من المجالات أما اليوم، فالبراهين العلمية تؤكد على أن الذكاء لا يعتمد على جنس الإنسان فالفرص متشابهة في الإبداع العقلي والفكري بين الجنسين، ومن أحدث الأخبار في هذا الحقل نذكر ما أعلنه رئيس جامعة هارفارد لورنس سمرز Lawrence Summers في عام 2005م عندما أعلن أن هناك مواصفات جسدية ودماغية تمنع المرأة من الإبداع في العلوم بعكس الرجال. مما أدى إلى ثورة كبيرة من قبل النساء العاملات في قطاع العلوم ومن قبل مختصين أمثال جو هاندلسمان من جامعة ويسكونسن، الذين أكدوا عدم وجود أية فروق على مستوى الجينات أو أية فروق أخرى تدعم أقوال سمرز، مما اضطر رئيس هارفارد للاعتذار عن أقواله. دراسة الذكاء. يمكن أن يكون موضوع الذكاء بالغ التعقيد، ويمكن أن يكون التقدم الذي أحرزه العلماء في فهم الذكاء قليلا بشكل مخيِّب للآمال، ولكن الكثير من الخبراء في مجال الذكاء ما زالوا يجدون بعض الميزات العلمية في متابعة المهمة. فمثلا، يأمل الباحثون بأن فهم الذكاء سيساعد المدرسين على تصميم استراتيجيات تعليمية للأطفال بطريقة أكثر فاعلية. بني خلاّد إحدى مدن الجمهورية التونسية، تقع في ولاية نابل. وتبعد عن العاصمة بحوالي 42 كلم، تعتبر بني خلاّد من أهم الأقطاب الفلاحية بالجهة لتميّزها بإنتاج القوارص إذ تساهم بقرابة 45٪ من جملة الصادرات الوطنية وتساهم بنسب مرتفعة في العديد من الزراعات الاستراتيجية كالكروم والبطاطا والتوابل إضافة إلى تربية الماشية وإنتاج الحليب وتربية النحل وتبلغ مساحة المنطقة البلدية حوالي 600 هكتار . تاريخ المدينة. يعود أصل مدينة بني خلاّد إلى العهد البربري إذ كانت تحمل آنذاك اسم "شول" ثم تأثرت بعد ذلك بالحضارة البونية إثر قيام قرطاج وقد وقع العثور على نقائش تدل على تاريخ النظام البلدي لهذه المدينة في العهد الفينيقي ثم في العهد الروماني تحصلت المدينة على النظام البلدي اللاتيني الذي شمل بخصوص مجلسا بلديا وخُططا تشريفية يشغلها الوجهاءُ وتعتني بشؤون المدينة. بلدية بني خلاّد. أُنشئت بقرار رقم 213 من سنة 1958 م يوم 12 سبتمبر/أيلول 1958 يحدها شمالا مدينة منزل بوزلفة, وقرية سيدي علية شرقا، مدينة زاوية الجديدي غربا، وجنوبا قرية سيدي التومي. سُميت أوّل نيابة خصوصيّة شهر فيفري سنة 1959 برئاسة السيد مبروك عبد الصمد (معتمد سليمان) و أربع أعضاء: أول مجلس بلدي في ماي 1960 مؤسسات المدينة. تنتظم بمدينة بني خلاّد عدة تظاهرات ثقافية من أهمها مهرجان الربيع. وتوجد بها 03 مدارس ابتدائية ومدرسة إعدادية ومعهد ثانوي ومعهد حر . ومن المؤسسات الأخرى الثقافية والشبابية: مكتبة عمومية ودار شباب وناد للأطفال وعدة رياض أطفال و 03 مساجد و دار قرآن عصرية و مركز للتربية المختصّة. بالنسبة للمُؤسسات الاقتصاديّة:تضم تعاضديّة خدمات فلاحيّة، عديد محطات لف البرتقال و التمور و زيت الزيتون المعدّة للتصدير. كما يوجود بمدينة بني خلاّد 06 فروع لأهم البنوك التجاريّة بتونس. صامويل فيليبس هنتنجتون (18 أبريل 1927 - 24 ديسمبر 2008) (بالإنجليزية:Samuel Phillips Huntington) هو عالم وسياسي أميركي، وبروفسور في جامعة هارفارد لـ 58 عاماً، ومفكر محافظ. عمل في عدة مجالات فرعية منبثقة من العلوم السياسية والأعمال، تصفه جامعة هارفارد بمعلم جيل من العلماء في مجالات متباينة على نطاق واسع، وأحد أكثر علماء السياسة تأثيراً في النصف الثاني من القرن العشرين. أكثر ما عُرف به على الصعيد العالمي كانت أطروحته بعنوان صراع الحضارات، والتي جادل فيها بأن صراعات ما بعد الحرب الباردة لن تكون متمحورة حول خلاف آيديولوجيات بين الدول القومية بل بسبب الاختلاف الثقافي والديني بين الحضارات الكبرى في العالم، وهو جدال تمسك به حتى وفاته. كتاب هنتنغتون الأول لا يزال مقياساً لدراسة كيفية تقاطع الشؤون العسكرية مع المجال السياسي. كما عُرف عنه تحليله للتنمية السياسية والاقتصادية في العالم الثالث. آخر كتبه صدر في العام 2004 وكان تحليلاً للهوية القومية الأميركية وحدد ما اعتبرها مخاطر تهدد الثقافة والقيم التي قامت عليها الولايات المتحدة. بالإضافة لعمله في جامعة هارفارد، كان هننجتون مخططاً أمنياً في إدارة الرئيس جيمي كارتر، وشارك في تأسيس مجلة فورين بوليسي، وترأس عدة مراكز دراسات بحثية. كان ديمقراطياً وعمل مستشاراً لنائب الرئيس ليندون جونسون، هوبرت همفري. توفي في 24 ديسمبر 2008 عن عمر ناهز الـ 81 عاماً. خلفية. ولد صاموئيل فيليبس هاننغتون في 18 أبريل 1927 في مدينة نيويورك لكل من دوروثي سانبورن وريتشارد توماس هاننغتون. تخرج بامتياز من جامعة ييل في سن الـ 18، وخدم في الجيش الأمريكي، حصل على درجة الماجستير من جامعة شيكاغو، وعلى الدكتوراه من جامعة هارفارد حيث بدأ التدريس فيها ولم يتجاوز عمره الـ 23. وكان عضواً في قسم هارفارد للحكومة من عام 1950 حتى حرم من امتياز الحيازة في عام 1959. عمل كأستاذ مشاركاً في الحكومة بجامعة كولومبيا حيث كان نائب مدير معهد دراسات الحرب والسلام. دعي هنتنغتون للعودة إلى هارفارد مع الحيازة في عام 1963 وبقي هناك حتى وفاته. انتخب زميلاً للأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم في عام 1965. شارك هنتنغتون في تأسيس مجلة فورين بوليسي واستمر بتحريرها حتى العام 1977. أول كتاب كبير له كان الجندي والدولة: نظرية وسياسة العلاقات المدنية العسكرية الصادر عام 1957، أثار الكتاب جدلاً عند نشره، ولكنه اليوم يعتبر أحد أكثر الكتب تأثيراً عن العلاقات المدنية العسكرية الأمريكية. برز أكثر عقب تأليف كتابه النظام السياسي في مجتمعات متغيرة الصادر عام 1968، وهو العمل الذي تحدى النظرة التقليدية لمنظري التحديث، بأن التقدم الاقتصادي والاجتماعي من شأنه أن ينتج الديمقراطيات المستقرة في البلدان التي تخلصت من الاستعمار في الآونة الأخيرة. عمل مستشاراً لوزارة الخارجية الأمريكية، وفي 1968 كتب مادة مؤثرة في مجلة فورين آفيرز، حيث دعا إلى تركيز سكان الريف في جنوب فيتنام كوسيلة لعزل الفيت كونغ. كان أيضاً مؤلف مشارك في ، وهو تقرير مقدم إلى اللجنة الثلاثية في عام 1976. وخلال أعوام 1977 و1978 في إدارة جيمي كارتر، كان منسق البيت الأبيض للتخطيط الأمني في مجلس الأمن القومي. توفي في 24 ديسمبر 2008 في مارثاز فينيارد بماساتشوستس عن عمر ناهز الـ 81 عاماً. من أعماله. الجندي والدولة. صدر كتاب "الجندي والدولة: نظرية وسياسة العلاقات المدنية - العسكرية" عام 1957، وتشكلت نظرة هنتغتون للعلاقات المدنية العسكرية بظروف تلك الفترة. حيث كانت تواجه الولايات المتحدة تهديدات داخلية وخارجية منها الحرب الكورية، والتوسع والتنافس السوفييتي والصيني وبشكل أكثر تحديداً، توتر العلاقات بين الرئيس هاري ترومان والجنرال دوغلاس ماكارثر. سياسة احتواء التوسع السوفييتي تطلب من الولايات المتحدة الاحتفاظ بقوات عسكرية كبيرة لأول مرة في تاريخها خلال أوقات السلم، وكل إعادة تنظيم للجيش بعد الحرب العالمية الثانية وضع شروطاً لعمليات إعادة التنظيم المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، تصاعد الشقاق السياسي المصاحب لمزاعم جوزيف مكارثي عن وجود خيانات وتآمر مع السوفييت في الداخل الأميركي أثار اهتمام هنتغتون بالاستقرار السياسي. حلل هنتغتون نقاط قوة وضعف المؤسسات الأميركية الليبرالية وجادل بأن التصدي الفعال لظاهرة المكارثية كان من الجيش ومجلس الشيوخ، وليس من الليبراليين. يقول هنتغتون بأن دراسة العلاقات المدنية - العسكرية أصبحت مجموعة مرتبكة من الافتراضات والمعتقدات المستمدة من المقدمات المنطقية لليبرالية الأميركية، هذه المجموعة غير منهجية وفقاً لهنتغتون لأنها تفشل في استيعاب الكثير من الحقائق المهمة، ولأنها تستند على منظومة قيم عفى عليها الزمن. المؤسسات العسكرية تتشكل من صيغتان: صيغة وظيفية أو عملية نابعة من تهديدات على أمن المجتمع، وصيغة مجتمعية ناشئة من القوى الاجتماعية، آيديولوجيات، والمؤسسات المهيمنة في المجتمع. المؤسسات العسكرية التي تعكس القيم المجتمعية فحسب، قد لا تكون قادرة على أداء مهامها العملية بشكل فعّال. في ذات الوقت، قد يكون من المستحيل على أي مجتمع احتواء مؤسسة عسكرية تشكلت بصيغة عملية أو وظيفية بحتة. موازنة هذه العلاقة لم تكتسب أهمية إلا في فترة متأخرة من التاريخ الأميركي، فقد كان الأمن في الولايات المتحدة نتيجة للطبيعة والظروف، شيء متوارث أكثر من كونه مصنوعاً. كانت السياسة العسكرية مقصورة على ميزانية الجيش وعدد السفن والبارجات التي تحتاجها البحرية ولم يكن هناك اهتمام بالعلاقات المدنية العسكرية إلا في إطار محدود وهو تأثير المؤسسة العسكرية على القيم والمؤسسات الاقتصادية والسياسية. بالنسبة لهنتغتون، كان السؤال في السابق يتمحور حول أي أنماط العلاقات المدنية - العسكرية متوافق مع القيم الديمقراطية الليبرالية الأميركية، تغير السؤال حالياً (حقبة الحرب الباردة) إلى أي أنماط العلاقات المدنية - العسكرية سيحافظ على أمن وإستقرار الأمة الأميركية. العلاقات المدنية العسكرية هي أحد جوانب سياسة الأمن القومي. تهدف سياسة الأمن القومي إلى تعزيز حماية مؤسسات الدولة الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية من التهديدات المتولدة من دول أخرى. للسياسة الأمنية القومية ثلاثة أشكال ومستويين، السياسة الأمنية العسكرية وهي برنامج من الأنشطة مصمم للتقليل أو القضاء على الجهود الرامية لاضعاف أو تدمير الأمة من قبل قوى مسلحة تعمل خارج حدودها المؤسسية والإقليمية. وسياسة أمنية داخلية معنية بالتعامل مع التهديدات التآمرية لاضعاف أو تدمير الأمة من قبل قوى مسلحة تعمل داخل حدودها المؤسسية والإقليمية. والشكل الثالث هي السياسة الأمنية المرحلية ومهمتها التعامل مع تهديد التآكل الناتج عن تغيرات طويلة المدى في بنية الأمة الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، والديموغرافية التي قد تميل إلى الحد من سلطة الدولة النسبية. جميع هذه الأنماط الثلاثة لديها مستويين، مؤسسي وعملي. تتألف السياسة العملية من الاجراءات المباشرة للتعامل مع التهديد الأمني، والسياسة المؤسسية معنية بالطريقة التي تتم بها صياغة وتنفيذ هذه الاجراءات. القضايا العملية المباشرة للسياسة العسكرية تتضمن عادة: يقول هنتغتون بأن النقاش العام يركز على هذه القضايا، ولكن القرارات المتخذة بشأنها تتحدد عبر الأنماط المؤسسية. هدف هذه السياسة على المستوى المؤسسي هو تطوير نظام من العلاقات المدنية العسكرية يعاظم قدرات الأمن العسكري بأقل الخسائر الممكنة على القيم الاجتماعية. تحقيق هذه الغاية يتطلب توازناً معقداً من السلطات والسلوكيات بين الجماعات العسكرية والمدنية. الأمم التي تستطيع تطوير نمط متوازن من العلاقات المدنية العسكرية تزيد من احتمالية حصولها على الإجابات المناسبة للقضايا العملية في السياسة العسكرية. الأمم التي تفشل في هذا الجانب، تبدد مواردها وتقع في مخاطر غير محسوبة. هذه هي الأطروحة الأساسية للكتاب، إضفاء طابع مهني على فيالق الضباط هو المكون الأساسي لحل آمن يضمن تحكماً مدنياً فعالاً على القوات المسلحة، دون الاخلال بكفاءة منظومة الدفاع القومي. إضفاء طابع مهني يعني أن ضباط الجيش يجب أن يعكسوا نفس الخصائص من الخبرة والمسؤولية التي يبديها موظفو الشركات. بالنسبة للخبرات، يلخصها هنتغتون بـ"قدرة الجندي على إدارة العنف" وليس مجرد تطبيقه. المسؤولية الخاصة لضابط الجيش هي استخدام هذه الخبرة لصالح الدولة. في نفس الوقت، شهادة الخبرة هذه تأتي من فيالق الضباط نفسها باعتبارها الجهة البيروقراطية الأوضح. حل هنتنغتون لربط السيطرة المدنية بالدفاع القومي يتضمن تمييز نوعين من الرقابة المدنية : حجة هنتنغتون تعتمد على السلطة التصحيحية لفلسفة اجتماعية سليمة بدلاً من التركيز على الترتيبات والعمليات المؤسسية الخاصة . تعريفه للسيطرة الموضوعية والذاتية هي انطباعاته حول الفلسفة الاجتماعية المحافظة والليبرالية. القيم الليبرالية تشدد على فردية الإنسان ومنطقه وكرامته الأخلاقية وترفض القيود السياسية والاقتصادية والاجتماعية على حريته. هذه القيم مترسخة في الوجدان الأميركي ولكن تطبيقها على كل الحالات قد يكون له تداعيات كارثية. فأصل مشكلة العسكرية الأميركية في الخمسينات هو أن هذه القيم الليبرالية ولدت الرقابة المدنية الذاتية للجيش. هنتغتون، مفكر محافظ، يتبنى محافظة إدموند بيرك التي "لا تحاول تطبيق نفس الأفكار على جميع المشاكل والمؤسسات البشرية وتسمح بمجموعة متنوعة من الأهداف والقيم، تعترف بدور السلطة في العلاقات الإنسانية وتتقبل المؤسسات القائمة وتفضل معالجة أهداف اجتماعية بشكل محدود". يقول بأن المحافظة عكس الماركسية، لا تمتلك نمطاً آيديولوجياً لتفرضه على المؤسسات العسكرية. ويقترح هنتغتون المحافظة الظرفية أو المرحلية لضمان الأمن القومي واحترافية الجيش. النظام السياسي في مجتمعات متغيرة. في عام 1968، وصلت حرب الولايات المتحدة على فيتنام ذروتها، نشر هنتنغتون كتاب النظام السياسي في مجتمعات متغيرة، انتقد فيه نظرية التحديث التي كانت وراء الكثير من السياسات الأميركية في العالم النامي خلال العقد السابق. يقول هنتنغتون أنه كلما تطورت المجتمعات كلما أصبحت أكثر تعقيداً، وإذا لم تترادف عملية التحديث الاجتماعي الذي ينتج هذا الاضطراب مع عملية تحديث سياسية ومؤسسي، وهي العملية التي تنتج مؤسسات سياسية قادرة على إدارة التحديث، فإن النتيجة تكون ازدهار العنف. يقول بأن التمييز السياسي الأكثر أهمية بين الدول لا يتعلق بشكل الحكومة ولكن بدرجتها، فالفروق بين الديمقراطية والدكتاتورية هي أقل من الاختلافات بين البلدان التي تجسد الآراء، المجتمع، والشرعية، والتنظيم، فعالية السياسة، والاستقرار، والبلدان التي تعاني من عجز السياسة وتفتقر الصفات المذكورة آنفاً. فكل الدول سواء الشمولية الشيوعية أو الديمقراطية الليبرالية تنتمي لهذه الفئة، فئة الدول الفعالة. حجم الانتظام والسلطة لا طبيعة النظام الآيديولوجية، هي أكثر ما يهم. يجادل هنتغتونون عام 1968 بأن هناك لا مبالاة أميركية بالتنمية السياسية عند تحليل مشاكل العالم الثالث، فالأميركيون لم يمروا بتجارب دفعتهم للبحث عن نظام سياسي، فهم وجدوا سواسية فلم يبحثوا عن المساواة، وقطفوا ثمار ثورة ديمقراطية دون أن يعاني أحد منهم. فالولايات المتحدة ولدت بحكومة ومؤسسات مستوردة من إنجلترا وبالتالي لم يكن هناك قلق أميركي حول إنشاء الحكومة. لذلك، عندما يفكر الأميركيون في مسألة بناء الدولة، لا يلقون بالا لإنشاء وتراكم السلطة بقدر الحد منها وتقسيمها، وعندما يُسألون عن تصميم الحكومة يجيبون تلقائياً بدستور مكتوب، وثيقة حقوق، والفصل بين السلطات، فيدرالية، انتخابات منتظمة، وأحزاب تنافسية، وهي جميعها أجهزة ممتازة للحد من الحكومة ويوافق المنطق الأميركي الكلاسيكي المعادي للحكومة الكبيرة. يضيف بأنه في كثير من المجتمعات المتغيرة، صيغة الحكم هذه غير مرتبطة. فالمشكلة ليست في إجراء الانتخابات ولكن في خلق المؤسسات. في كثير من الحالات، إن لم يكن معظمها، فإن الانتخابات في البلدان المتغيرة تؤدي إلى تعزيز قوة مدمرة ورجعية تهدم هياكل السلطة العامة. فأسباب الاضطراب والعنف في الدول النامية لا علاقة له بطبيعة النظام الحاكم، بقدر ماهو في جزء كبير منه منتج التغير الاجتماعي السريع وظهور مجموعات سياسية جديدة، يصاحب ذلك بطء تطور المؤسسات السياسية بالتزامن مع المتغيرات الاجتماعية. من نحن؟. ألف هنتغتون آخر كتبه من نحن؟ تحديات الهوية القومية الأميركية عام 2004، فند فيه فرضية أن الولايات المتحدة "بلد من المهاجرين" مجادلاً بأن مؤسسي الولايات المتحدة لم يكونوا "مهاجرين" بل مستوطنين، لإن الإنجليز قدموا إلى أميركا بهدف تأسيس مجتمع جديد لا محاولة الاندماج في مجتمع قائم. الآخرين الذين قدموا للعيش في المستوطنات التي أسسها هولاء الأوائل كانوا مهاجرين بالفعل ولكن الولايات المتحدة ليست "بلدا من المهاجرين". ويضيف متسائلاً، ما لو كان الفرنسيون أو الإسبان أو البرتغاليون الكاثوليك أول من أستوطن ما أصبح يعرف بالولايات المتحدة كانت ستكون دولة مثل البرازيل أو المكسيك أو كمقاطعة كيوبيك في كندا، ولكنها أستوطنت من قبل البروتستانت الإنجليز، وهو السبب الذي يجعل الولايات المتحدة ماهي عليه اليوم وليست البرازيل أو المكسيك. يشير هنتغتون إلى العقيدة الأميركية ويحددها بأنها جوهر الهوية الأميركية، وحدد مبادئها بأنها تجسيد لقيم الحرية، المساواة، الفردية، الحكومة التمثيلية، والملكية الخاصة. من بين كافة الدول الأوروبية والمستعمرات، كانت الولايات المتحدة الوحيدة التي طورت هذه العقيدة القائمة على أساس الإصلاح البروتستانتي وهو ما يعني أن الولايات المتحدة كانت مستعمرة إنجليزية، لإن المؤسسات السياسية والقانونية للمستوطنين والتي تم إنشاؤها في القرنين السابع والثامن عشر، اقتبست كثيراً من مؤسسات وممارسات أواخر القرن السادس والسابع عشر في إنجلترا. يشدد هنتغتون على الأثر البروتستانتي على الهوية الأميركية، ويضيف بأن تركيز البروتستانت على ضمير الفرد ومسؤولية الأفراد لمعرفة حقيقة الرب مباشرة من الإنجيل، هو ماعزز قيم الفردية والمساواة والحق في إختيار الدين وحرية الرأي في الولايات المتحدة، وولدت العداء الأميركي للتسلسلات الهرمية وعززت الاعتقاد أن هذه ممارسات ديمقراطية ينبغي أن تمارس على مستوى الحكومات. جادل هنتغتون بأن العقيدة الأميركية تتعرض للتهديد منذ ستينيات القرن العشرين بظهور حركات الحقوق المدنية وعولمة الاقتصاد، وقرب نهاية الحرب الباردة قلل من أهمية القومية الأميركية. كان هنتغتون معارضا لنظام الكوتا أو المحاصصة في الوظائف والقبول في الجامعات لمجرد أن أحدهم ينتمي لأقلية إثنية، لإن التشريعات الأميركية تنص على التوظيف بناءً على الكفاءة والقدرات وليس العرق أو الدين. كما ركز في جزء من كبير من كتابه على الهجرة اللاتينية والمكسيكية تحديداً وأثرها على الولايات المتحدة، يقول هنتغتون أن المهاجرين السابقين والقادمين من خلفيات غير أنجلو سكسونية كانوا يتعلمون اللغة الإنجليزية، تغير هذا مع تشريعات الحقوق المدنية في الستينات التي منعت التمييز بناءً على الأصل القومي، إذ تم تفسير هذا القانون بأنه يجيز لمن لا يجيد الحديث بالانجليزية أن يصوت في الانتخابات، وتم تعديل قوانين لمساعدة أبناء المهاجرين الذين لا يتحدثون الإنجليزية ليتقدموا في النظام التعليمي الأميركي، يجادل هنتغتون بأن هذه سياسات عرقلت اندماج المهاجرين في المجتمع الأميركي وزادتهم ارتباطا بثقافاتهم الأصلية وتحولت إلى أداة لابراز الفخر القومي لهم. كما تحدث هنتغتون عن "أسبنة" (من إسبانيا) مناطق في الولايات المتحدة وبالذات في المناطق الجنوبية الغربية، بسبب الهجرة من المكسيك، لإن معدلاتها أعلى بكثير من هجرة الألمان والآيرلنديين عبر التاريخ الأميركي. المكسيكيون يختلفون عن الألمان والآيرلنديين وغيرهم، لإنهم يشددون على أبنائهم المولودين في الولايات المتحدة الحديث بالإسبانية. ويشدد على الإرث الكاثوليكي لهم وخلافه مع الثقافة الأنجلو بروتستانتية، حيث الثقافة الهسبانية الكاثوليكية تتميز بـ"عدم الثقة بالناس خارج الأسرة؛ عدم المبادرة والاعتماد على الذات، يجعلون أولوية منخفضة للتعليم، ويقبلون بالفقر كفضيلة ضرورية لدخول الجنة"، وفقا لهنتغتون. خلاصة الكتاب هي أن الولايات المتحدة وجدت على أسس التنوير والإصلاح البروتستانتي وعلى الأميركيين إستيعاب هذه الحقيقة التي تميزها عن باقي دول العالم، وعلى المهاجرين الحديث بالانجليزية وتعريف أنفسهم وفق هذه الثقافة لأميركية عوضاً عن مواطنهم الأصلية. صراع الحضارات. في عام 1993، أثار هنتغتون جدلاً كبيراً في أوساط منظري السياسة الدولية بكتابته مقالة بعنوان صراع الحضارات في مجلة فورين آفيرز، وهي كانت رداً مباشراً على أطروحة تلميذه فرانسيس فوكوياما المعنونة نهاية التاريخ والإنسان الأخير. جادل فرانسيس فوكوياما في نهاية التاريخ والإنسان الأخير بأنه وبنهاية الحرب الباردة، ستكون الديمقراطية الليبرالية الشكل الغالب على الأنظمة حول العالم. هنتغتون من جانبه اعتبرها نظرة قاصرة، وجادل بأن صراعات مابعد الحرب الباردة لن تكون بين الدول القومية واختلافاتها السياسية والاقتصادية، بل ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيسي للنزاعات بين البشر في السنين القادمة. توسع هنتغتون في مقالته وألف كتاباً بعنوان صراع الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي جادل فيه بأنه وخلال الحرب الباردة، كان النزاع آيديولوجياً بين الرأسمالية والشيوعية ولكن النزاع القادم سيتخذ شكلاً مختلفاً ويكون بين حضارات محتملة وهي : هذه المنظمة الثقافية تناقض مفهوم الدولة القومية في العالم المعاصر. لفهم الصراع الحالي والمستقبلي، يجادل هنتغتون بأن الصدوع الثقافية وليس الآيديولوجية أو القومية يجب أن تُقبل نظرياً باعتبارها بؤرة الحروب القادمة. يجادل هنتغتون بأن الاختلافات أو الخصائص الثقافية لا يمكن تغييرها كالانتماءات الآيديولوجية، فبإمكان المرء أن يغير إتنمائه من شيوعي إلى ليبرالي ولكن لا يمكن للروسي مثلاً أن يصبح فارسياً. ففي الصراعات الآيديولوجية، يمكن للناس أن يختاروا الجانب الذي يؤيدونه، وهو ما لا يحدث في الصراع الثقافي أو الحضاري، ونفس المنطق ينطبق على الدين، فبامكان المرء أن يحمل جنسيتين فرنسية وجزائرية مثلاً، ولكنه لا يمكن أن يكون مسلماً وكاثوليكيا في آن واحد. كما يجادل بأن العوامل الثقافية تساعد في بناء تكتلات اقتصادية متماسكة مثل حالة النمور الآسيوية وتقاربها مع الصين وربما انضمام اليابان إليهم برغم انتمائها لحضارة مميزة بحد ذاتها، وهو ما سيؤدي لنمو الهويات الإثنية والثقافية للحضارات وتغلبها على الاختلافات الآيديولوجية. في كتابه، ركز هنتغتون على الإسلام وقال بأن "حدوده دموية وكذا مناطقه الداخلية"، مشيراً لصراعات المسلمين مع الأديان الأخرى مثل الصراع في السودان وجنوبه، بين الهند وباكستان والصراعات داخل الهند نفسها بين المسلمين والهندوس وتسائل هنتغتون ما إذا كانت الهند ستبقى دولة ديمقراطية علمانية أو تتحول إلى دولة هندوسية على صعيد سياسي، ومشاكل الهجرة في أوروبا وتنامي العنصرية في ألمانيا وإيطاليا ضد المهاجرين من شمال أفريقيا وتركيا، مشاكل المسلمين التركمان في الصين، صراعات المسلمين الآزيريين مع الأرمن، صراعات المسلمين في آسيا الوسطى مع الروس، صراعات المسلمين الأتراك في بلغاريا، ولكنه حدد الصراع بأنه بين "العالم المسيحي" بقيمه العلمانية من جهة، و"العالم الإسلامي" من جهة أخرى. أستشهد هنتغتون بالغزو العراقي للكويت عام 1990، فشعبية صدام حسين كانت مرتفعة في أوساط الشعوب العربية والإسلامية برغم أن معظم الأنظمة العربية لم تؤيد موقفه وانضمت لتحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة لتحرير الكويت. جماعات الإسلام السياسي عن بكرة أبيها كانت تعارض التحالف الدولي، واستعمل صدام حسين خطاباً شعبوياً صور فيه الحرب بأنها حرب بين حضارات، والجماعات الإسلامية نفت أنه "تحالف دولي ضد العراق" بل "تحالف غربي ضد الإسلام". حتى الملك الحسين بن طلال، والأردن دولة محسوبة على "محور الاعتدال" المتصالح مع الغرب، قال بأنها ليست حرباً على العراق بل "حرب ضد كل العرب والمسلمين". وضرب مثالاً آخر بالنزاع بين أرمينيا وأذربيجان، فتركيا وجدت نفسها مضطرة لدعم الآذريين بعد أن ألزمت نفسها رسميا بالحياد، الرئيس التركي حينها عام 1992، توركوت أوزال، قال بأن الصحف التركية كانت تمتلئ بصور المجازر وتزايد الضغط الشعبي على السياسيين لتذكير أرمينيا بأن تركيا لا تزال موجودة للدفاع عن الآذريين الذين يشتركون إثنيا مع الأتراك. في هذه الأزمة، الإتحاد السوفييتي الشيوعي "الملحد"، كان مؤيداً لأذربيجان سابقاً ولكن فور انهياره، وجد الروس أنفسهم مضطرين لمساعدة الأرمن الأرثوذكس مثلهم. المثال الثالث، متعلق بالنزاع في يوغوسلافيا السابقة، حيث أظهر الغرب دعمه للبوسنة لما تعرضوا له من مجازر تطهيرية على يد الصرب دون أي إجراءات عملية تمنع وقوع المجازر ولكن الدول الأوروبية لم تظهر نفس الموقف إتجاه مجازر الكروات بحق الأقلية المسلمة. وبذلت ألمانيا جهوداً إستثنائية لإقناع الدول الأوروبية بالاعتراف بكرواتيا وسلوفينيا، وهما دولتنان بأغلبية كاثوليكية ولكنها اتخذت موفقا وسطاً إتجاه الصرب الأرثوذكس، ووجدت روسيا نفسها أمام ضغط شعبي متصاعد لعدم تدخلها لدعم الصرب، وبحلول عام 1993، كان مئات من المقاتلين الروس يقاتلون في صربيا. على الصعيد المقابل، قامت إيران بتسليح وتدريب من ثلاثة إلى أربعة آلاف مقاتل لمساعدة البوسنة ووجدت السعودية نفسها تحت ضغط متصاعد من جماعات أصولية بداخلها لتحديد موقف واضح مما يجري في ذلك البلد. يحدد صامويل هنتغتون عدة سيناريوهات لعلاقة الغرب أو "الحضارة الغربية" ويقصد الولايات المتحدة وكندا والإتحاد الأوروبي، وإلى حد ما اليابان، مع "الآخرين". إذ يقول هنتغتون بأن الغرب لا يواجه تحديا اقتصاديا من أحد، وقرارات الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي تعكس بطريقة أو بأخرى مصالح الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وإن جائت متنكرة باسم "المجتمع الدولي" بغرض إضفاء الشرعية على قرارت تصب في مصلحة الولايات المتحدة بالدرجة الأولى. إذ تستعمل الدول الغربية مزيجا من القوة العسكرية والمؤسسات الدولية والترويج لقيم الديمقراطية والليبرالية لحماية مصالحها وضمان هيمنتها على إدارة العالم. يعقب هنتغتون بالقول أن هذه هي نظرة غير الغربيين على الأقل وفيها جانب كبير من الحقيقة. يقول هنتغتون بأن النضال والسعي العسكري والاقتصادي للقوة هو ما سيحدد شكل الصراع بين الغرب والحضارات الأخرى مهما حاول الغرب أن يقول أن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والعلمانية والدستور هي قيم عالمية تستفيد منها البشرية جمعاء، فوفقاً لهنتغتون، صحيح أن جوانب من الحضارة الغربية وجدت طريقها في حضارات أخرى ولكن قيم الديمقراطية وسيادة القانون والسوق الحر قد لا تبدو منطقية في عقلية المسلمين أو الأرثوذكس وسيؤدي لردود فعل سلبية. وفقا لهنتغتون، الديمقراطية والتعليم يؤدون لعملية "تأصيل" المجتمعات وعودتها لـ"جذورها"، تحضر المجتمعات يؤدي لتبنيها قيما غربية سطحية ولكن شرب كوكا كولا لا يجعل الروسي أميركيا، ولا أكل السوشي سيجعل من الأميركي يابانيا، فانتشار السلع الاستهلاكية الغربية ليس مؤشرا على انتشار الثقافة الغربية. حدد هنتغتون سيناريوهات للصراع بين الغرب ومن سماهم بالـ"آخرين": يختم هنتغتون بالقول أنه لا يقترح اختفاء الدول القومية، أو بروز هذه الحضارات ككتل سياسية واضحة وموحدة، ولا يقترح أن الاقتتال الداخلي سينتهي، ولكنه يقول أن "الضمير الحضاري" أمر واقعي وحقيقي ويتزايد منذ انهيار الإتحاد السوفييتي، نخب مثقفة في دول غير غربية ستعمل على تقارب بلدانها مع الغرب ولكنها ستواجه بعراقيل كثيرة، الصراع القادم سيكون بين "الغرب والآخرين" والمستقبل القريب يشير إلى صراع بين الغرب والدول ذات الأغلبية المسلمة، وعلى الغرب أن يقوي جبهته الداخلية بزيادة التحالف والتعاون بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي ومحاولة ضم أميركا اللاتينية القريبة جدا من الغرب، وكذلك اليابان. علم العقاقير أو معرفة العقاقير هو العلم الذي يهتم بدراسة الادوية الطبية (العقاقير) المشتقة من النباتات والمصادر الطبيعية ضمن العقاقير أي النباتات الطبية، وغالبا ما يتعامل مع هذه المنتجات بشكلها الأساسي غير المستخلص في الأجزاء النباتية (ضمن الأوراق أو الأغصان أو الجذور) المجتمع الأمريكي لعلم العقاقير يعرف علم العقاقير على انه "العلم الذي يهتم بدراسة الخصائص الفيزيائية والكيميائية والحيوية (البيولوجية ) للأدوية والمواد والمكونات التي تدخل في صناعه الأدوية ذات المنشأ الطبيعي بالإضافة إلى عمليات البحث والتفتيش عن ادوية جديده من المصادر الطبيعية والنباتات" كما أنه يعرف بالعلم الذي يهتم بدراسة الأدوية الخام. مقدمة. مصطلح علم العقاقير (pharmacognosy) مشتق من الاسم اللاتيني ذو المقطعين: (φάρμακον) بمعنى الدواء pharmakon وγνῶσις gnosis بمعنى علم أو معرفة (knowledge), الكلمة مترجمة حرفيا منφάρμακον γνῶσιςوالتي تعني " قاعدة المعرفة للأدوية الخام " الطبيب النمساوي شميت كان أول من استخدم مصطلح علم العقاقير في عام 1811م و1815م في عمل كان تحت عنوان AnalectaPharmacognostica. في الاصل__في أثناء القرن التاسع عشر وبدايه القرن العشرين__ علم العقاقير كان يستعمل لتعريف تفرع الدواء أو علم المواد الخام، والتي تتعامل مع الدواء بشكله الخام أو الشكل الغير محضر (الطبيعي) منه.(Warenkunde بالالماني) الادوية الخام هي المادة المجففة الغير محضره (الطبيعية) المستخلصة من النباتات أو الحيوانات أو المعادن (ماده غير عضويه) التي تستعمل للدواء. تطورت دراسه هذه المواد تحت مسمى "علم العقاقير" لاول مره في المناطق الناطقة باللغة الألمانية من أوروبا، بينما المناطق ذات اللغات الأخرى كانت تستعمل المصطلح القديم materiamedica "المواد الطبية" المأخوذ من أعمال جالينوسوديسقوريدس (باحثين طبين) ,بالإضافة إلى المصطلح الألماني "علم الادوية الخام" "drogenkunde" الذي كان يستعمل كمرادف اضافي نفس الوقت . مع مرور الوقت وفي مطلع القرن العشرين تطور موضوع علم العقاقير بشكل أساسي من الجانب النباتي العلمي. كونه متعلق بشكل خاص في وصف وتحديد العقار على حالتيه الطبيعية (على شكل الجذور أو الأورق أو الثمار) والمسحوق.مثل هذه الفروع من العقاقير لا تزال ذات أهمية أساسية، ولا سيما لتحديد دستور الدواء وأغراض مراقبة الجودة ولكن التطور السريع في المناطق والمجالات الأخرى عملت على توسيع الموضوع. على الرغم من أن معظم الدراسات العقارية تركز على النباتات الصيدلانية والأدوية المستمدة من النباتات. وأيضا أنواع أخرى من الكائنات الحية ولا سيما أنواع مختلفة من الميكروبات(بكتيريا , الفطريات .. الخ)ومؤخرا دخلت العديد من الكائنات البحرية من ضمن الاهتمام. بالإضافة إلى التعاريف السابقة المجتمع الأمريكي لعلم العقاقير عرف علم العقاقير أيضا "على أنه العلم الذي يهتم بدراسه جزيئات المنتجات الطبيعية بشكل خاص (المركبات الثانوية) التي هي مفيدة لاستعمالها في الطب، البيئية، التذوق، أو الخصائص العملية الأخرى. وهناك تعاريف أخرى أكثر شمولا، بالاعتماد على مجموعة واسعة من الموضوعات الحيوية بما في ذلك علم النبات، علم النبات الطبية وعلم الإنسان الطبية، وعلم الأحياء البحرية، وعلم الأحياء المجهرية طب الأعشاب، والكيمياء التكنولوجيا الحيوية وكيمياء العقاقير وعلم الأدوية، الصيدلانيات، الصيدلة السريرية والممارسات الصيدلية. في المؤتمر التاسع للجمعية الإيطالية للعقارات ذكر أن العودة الحالية للتداوي بالأعشاب كان ينعكس بشكل واضح في زيادة تسويق هذه المنتجات. في عام 1998 أحدث الأرقام المتاحة لأوروبا، بلغ إجمالي مبيعات الأدوية اللاوصفية من المنتجات الطبية العشبية 6 مليارات دولار، مع الاستهلاك بالنسبة لألمانيا من 2.5 مليار دولار وفرنسا 1.6 مليار دولار وإيطاليا 600 مليون دولار. في الولايات المتحدة، حيث استخدام المنتجات العشبية لم تكن منتشرة كما هو الحال في قارة أوروبا وصلت مبيعات السوق لجميع الأعشاب ذروتها في عام 1998 حوالي 700 مليار دولار. ورحب هذا التدقيق العلمي للطبيعة .ولا تزال المملكة النباتية تحمل الكثير من أنواع النباتات التي تحتوي على مواد ذات قيمة دوائية والتي لم يتم اكتشافها ويتم فحص كمية كبيرة من النباتات باستمرار لمعرفة قيمتها الدوائية. يدخل علم العقاقير حاليا بعد اعتماده على طرق كيميائية خاصة تحليلية متطورة ضمن نطاق الكيمياء لكن جذوره موجودة في الصيدلة، ومعظم العلماء الذين يعتبرون أنفسهم مختصين في علم العقاقير يتواجدون في كليات الصيدلة. الخلفية الحيوية. جميع النباتات تنتج مواد كميائيه طبيعه كجزء من نشاطها الحيوي الايضي الطبيعي. وتنقسم هذه الموادالكيميائية النباتية إلى : النباتات تقوم بتصنيع انواع مذهله من المواد الكيميائية النباتية ولكن معظمها هذه المواد مشتق من عدد قليل من العناصرالكيمياء الحيوية: مجموعة من باحثين الجزيئية النباتية في جامعة ولاية واشنطن، ومركز دونالد دانفورث علوم النبات، والمركز الوطني للموارد الجينوم، وجامعة إلينوي في شيكاغو. برعاية المعاهد الوطنية للصحة بدأ بدراسه إلى أكثر من ثلاثين نوعا من النباتات الطبية أواخر عام 2009. العمل الأولي، لوضع إشارة تسلسل لكلTranscriptome ، مما أدى إلى تطوير قاعدة البيانات الطبية النباتيه للTranscriptomics قضايا في العلاج بالنباتات. مشــاكل التداوي بالأعشاب. الجزء من علم العقاقير الذي يركز على استخدام العقاقير الخام أو العقار الشبه نقي ومنشؤها من الطبيعة يسمي العلاج بالنباتات أو التداوي بالأعشاب ويعتبر أشهرها وأكثرها جدلا في مجال العقاقير. على الرغم من أن التداوي بالأعشاب تعتبر في بعض الأحيان من الطب البديل، وعندما تجرى بطريقة مهمة، يمكن اعتبارها الدراسة العلمية عن آثار و مضاعفات والاستخدام السريري للأدوية العشبية. المكونات والتآزر الدوائي. واحدة من ميزات مواد العقار الخام هو أن المكونات قد يكون لها اثر عكسي أو معتدل أو تعزيزي. بالتالي، فإن الأثر النهائي لأية مواد عقار الخام تكون نتاج التفاعل بين المواد المكونة وتأثير كل مكون من تلقاء نفسه ولدراسة فعالية الوجود وتأثير هذه التداخلات والتفاعلات يجب على الدراسات العلمية أن تختبر تأثير هذه المكونات المتعددة في وقت واحد وعلى نفس طريقة وفي نفس الظروف. كما يؤكد العشابون أن تأثير النبات يعتمد على تضافر الجهود لأنشطتها والنباتات ذات المستويات العالية من المكونات الفعالة مثلginsenosides(الموجدودة في نباتالجنسنج)وhypericinقد لا تتطابق مع قوة الأعشاب في أشكالها الصيدلية أو الأدوية العشبية لا يمكن قياس الآثار العلاجية للنبات ما لم يتم تحديد العنصر الفعال أو المواد المساعدة أو استخدام النبات بشكل كامل. واحدة من طرق تحديد قوة النبات هي من خلال استخلاص مركب واحد أو عدة مركبات يعتقد أنها أساس الفعالية البيولوجية. ومع ذلك يعتقد كثير من العشابين أن العنصر الفعال في النبات هو النبات نفسه. الأعشاب والتداخلات الدوائية. أشارت دراسة التداخلات العشبية الدوائية أن أغلب التدخلات الدوائية العشبية تحدث في أربع مجموعات أساسية من الأدوية وهي موانع التجلط ومثبطات الأنزيم البروتيني وجليكوسيدات القلبية والسيكلوسبورين المثبط للمناعة. كيمياء المنتجات الطبيعيه. معظم المركبات النشطة بيولوجي امن أصل طبيعي هي المركبات الثانوية، أي أنواع محددة الموادالكيميائية التي يمكن تصنيفها في فئات مختلفة. البروتوكول النموذجي لعزل ماده كيميائية نقية من أصل طبيعي هي مقايسة بيولوجية موجهة مجزئة، وهذا يعني فصل المكونات المستخرجة خطوه بخطوه يقوم على أساس الاختلافات في خصائصها الفيزيائية والكيميائية، وتقييم النشاط البيولوجي، تليها الجولة القادمة من الفصل والمعايرة. عادة، يبدأهذا العمل بعدما تعتبر الصيغة المكونه للدواء المعين الخام (بواسطة مذيبات من الموادالطبيعية المحضرة عادة) "نشطة" في وجه الخصوص في فحص المختبر(in vitro assay). إذاكانت نهاية الهدف من العمل في متناولاليدهوتحديدأي واحدمن عشرات أومئات من المركبات المسؤولة عن النشاط الملاحظ في المختبر in vitro activity،فإنالطريق إلى هذا الهدف واضح وصريح إلى حدما: الوسيلة الأكثر شيوعا للتجزئة والتقسيم هي تقسيم المذيبات-المذيبات solvent-solvent partitioning وتقنيات الكروماتوغراف يمثل التفريق اللوني السائل عالي الأداء (HPLC)،الضغط المتوسط اللوني السائل(MPLC)، "فلاش" اللوني، وكروماتوتوغرافي العمود المفتوح، وكروماتوتوغرافي الفراغ السائل (VLC)،كروماتوغرافي الطبقة الرقيقه (TLC)،كلتقنية تكون مناسبه لكمية معينة للمواد البدائيه starting material. تقنية اللوني المعاكس (CCC) مناسبه بشكل خاص لتجزئة الموجهة الأحيائيbioassay-guided fractionation، لأنه بمثابة تقنية فصل لكل السائل، يتم التقليل من القلق حول الفقدان الغير راجع أوالتمسخ والتفكك لمكونات العينة النشطة. بعدعزل المادة النقية، فإن مهمة توضيح بنيتها الكيميائية يمكن معالجتها. لهذا الغرض، أقوى المنهجيات المتاحة هي التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي النووي (NMR) ومطياف الكتلة (MS). وفي حالة جهود اكتشاف الدواء، توضيح شكل الهيكل لكافة المكونات التي تنشط في المختبر هو عادة الهدف النهائي. في حالة بحوث العلاج بالنباتات، قد يستخدم المحقق في المختبر BAGF كأداة لتحديد الاهتمامات الدوائيه أو المكونات المهمة دواء للدواءالخام. لايتوقف العمل بعد تحديد الهيكل يفي نشاط المختبر in vitro actives،ولكن. مهمة "تشريح واعادة" العنصر النشط للدواء الخام في وقت واحد، من أجل حقيقة فهم آ لية عمله في العلاج بالنباتات، هذه المهمة شاقة جدا. هذا لأنه ببساطة من الصعب جدا، من حيث التكلفة والوقت والتنظيمية، وحتى وجهات النظر العلمية، دراسة الجزيئات التجريبية للدواء الخام في البشر. في المختبر ولذلك تستخدم فحوصات لتحديد المكونات الكيميائية للدواء الخام بعقلانيه التي من المتوقع أن يكون له اتأثير دوائي معين في البشر، وتوفير أساس منطقي لتوحيد صيغه الادويه الخام لفحصها [بيعها / تسويقه] للبشر. فقدان التنوع البيولوجي. فارنسورث على سبيل المثال، وجدت أن 25٪ من كل الوصفات الطبية المصروفة من صيدليات المجتمع في الولايات المتحدة 1959-1980 تتضمن مكونات نشطة مستخرجة من النباتات العليا. في بعض البلدان في آسيا وأفريقيا 80٪ من السكان تعتمد على الطب التقليدي (بما في ذلك الأدوية العشبية) للحصول على الرعاية الصحية الأولية.،ونادرا ما أدمجت مكونات المواد المستخدمة من قبل المعالجين التقليديين في الطب الحديث. ،وقد ثبت أن الكينين، فيزوستيغمين، مدتوبوكورارين، بيلوكاربين والايفيدرين يوجد لها آثار نشطة معرفة الممارسات الطبية التقليدية في طريقها إلى الزوال، ولاسيما في منطقة الأمازون، وبسبب موت المعالجين الأصلين، والاستعاضة عنهم بالمزيد من ممارسي الطب الحديث. علماء النبات والعقاقير تتسابق لتعلم هذه الممارسات القديمة،، ومثل نباتات الغابات التي يستخدمونها، معرضة للخطر أيضا تفسيرالفقدان بعض الأنواع هو خسران موطنها بسبب إدخال الأنواع الغازيه: الانواع التي تزرع في غير موطنها الاصلي. وقد اقترح المداوي بالأعشاب ديفيدونستون حصاد نسبة عالية من الأنواع غير الأصليه التي ينظر إليها على أنها الغازية ([كودزو]، knotweed منتج ياباني، الميموزا، lonicera، وسانت Johnswort وانحلال الأرجواني) لسوق الأدوية العشبية المحلي. الأنواع مهدده بالانقراض ليس فقط بسبب فقدان المواطن الطبيعيه.ولكن أيضا الإفراط في حصاد المواد الطبية من النباتات والحيوانات تساهم في فقدان الأنواع.ويكون هذا ملحوظ لاسيما في مسألة الطب الصيني التقليدي مع الطلب المتزايد على استخدام العقاقير الخام النباتية والحيوانية المنشأ. الأشخاص الذين لديهم حصة في TCM غالبا ما يعملون على البحث عن بدائل كيميائية وبيولوجية للأنواع المهددة بالانقراض لأنهم يدركون أن النباتات والحيوانات التي تفقد من البرية وتفقد أيضا من الطب إلى الأبد ولكن المواقف الثقافية المختلفة تفسد جهود الحفاظ على البيئة. فكره المحافظة ليست جديدة: المشورة الصينية ضد الاستغلال المفرط للنباتات الطبية الطبيعية تؤرخ من ما لا يقل عن منسيوس وهو فيلسوف قديم. بالاضافه إلى الفلسفاء الذين عاشوا في القرن الرابع قبل الميلاد وقد تعرض التعاون بين الحفاظ على البيئة الغربية والممارسين للهجوم من قبل الصعوبات الثقافية. الغربيون قاموا بالتأكيد على الحاجة الملحة لمسائل الحفظ، بينما كانت ترغب الصينية للمنتجات المستخدمة في الطب الصيني التقليدي أن تبقى متاحة للجمهور. واحده من الافكار الخاطئة المتكررة هو أن قرن وحيد القرن يستخدم كمنشط جنسي في الطب الصيني التقليدي. هو في الواقع، وصفه للحمى والتشنجات تستعمل من قبل ممارسي الطب الصيني التقليدي. لاتوجد دراسات تجري مراجعتها تبين أن هذا العلاج فعال. وفي 1995 ممثلي طوائف الطب الشرقي في آسيا التقوا مع محافظي البيئة في ندوة نظمتها حركة المرور في هونغكونغ. المجموعتين أنشأت استعداد واضح للتعاون من خلال الحوار والتفاهم المتبادل. وقد أدى ذلك إلى العديد من الاجتماعات، بما في ذلك الندوة الدولية الأولى عام 1997 بشأن الأنواع المهددة بالانقراض المستخدمة في شرق آسيا حيث الطب التقليدي بينما الصين كانت من بين 136 دولة توقيع على قرار رسمي ينصب الاعتراف على أن الاستخدام غير المقيد من الأنواع البرية في الطب التقليدي يهدد بقاء واستمرار هذه الممارسات الطبية. القرار وضعته اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض (CITES)،يهدف إلى الشروع في شراكات جديدة في المحافظة. مصادر مستدامة للأدوية النباتية و الحيوانية. بسبب تعرض الأنواع لفقدان البيئة أو الإفراط في الحصاد، كانت هنا كقضايا جديدة للتعامل مع مصادر العقاقير الخام. وتشمل هذه تغييرا تفي العشب من الممارسات الزراعية، والاستعاضة عن الأنواع أو النباتات الأخرى تماما، قضايا غش و تلاقح. على سبيل المثال، الجينسنغ الذي يزرع في الحقل قد يواجه مشاكل كبيرة مع الفطريات، مما يجعل التلوث بالمبيدات الفطرية قضية . وهذا ممكن معاجله وتداركه بواسطه برامج الغابات المزروعة، لكنها غير كافية لإنتاج نبات الجنسنغ الذي يكفي لتلبية الطلب. الصناعة البرية لل اشنسا، كوهوش السوداء والجنسنغ الأمريكي غالبا ما تعتمد على جذر النمو القديم، وغالبا ما يزيد على 50 عاما من العمر، وأنه ليس من الواضح أن النبات الأصغر سنا سيكون له نفس التأثير الصيدلانية. كوهوش السوداء قدتكون مغشوشة مع أنواع اسيتا actea الصينية المشابهة لها، والتي ليست هي نفسها. يمكن استبدال الجينسنغ من قبل ginseniodes من Jiaogulan التي قيل أن لها تأثير مختلف من الجذر باناكس الكامل. يمكن أن تتفاقم المشكلة عن طريق نمو استخدام وتصنيع الحبوب والكبسولات لتكون الأسلوب المفضل لتناول الدواء كما أنها ارخص وأكثر توفرا من التقليدية وصفاتها مصممة بشكل فردي من الوصفات الطبيه الخام ولكن محتوياتها أصعب لتتبع. فرس البحر هي مثال على ذلك: فرس البحر يجب أن تكون ذات جوده وحجم معين من اجل ان يتقبلها الممارسين والمستهلكين ولكن انخفاض توافرها من الفضليه كبير،شاحب، وقد تم تعويض فرس البحر على نحو سلس من خلال التحول نحو الأدوية المعبأة، التي جعلت من الممكن لتجار TCM بيع الفرس الغير مستخدمة سابقا، والحيوانات والشائكه والداكنة اللون. اليوم ما يقرب من ثلث فرس البحر التي تباع في الصين هي المعبأة. وقد تسبب زراعة الأنواع النباتية أو الحيوانية لأغراض طبية الصعوبات. روب باري جونز وأماندا فنسنت كتبوا : أبو عبد الله إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة التميمي (140 هـ / 757 م - 196 هـ / 812 م) مؤسس الدولة الأغلبية الإسلامية وأول ملوكها والتي قامت بين عامي ( 184 هـ - 296 هـ ) وحكمت تونس وليبيا والجزائر وأجزاء واسعة من إيطاليا و جزيرة صقلية وسردينيا وأمتدت لمدة قرن ونيف وتعاقب عليها عشرة ملوك من أولاده وأحفاده ، وجمع ابن الأغلب بين الفروسية والتدين فقد كان فارساً شاعراً شجاعاً وعالماً فقيهاً حافظ للقران الكريم وكان من تلاميذ الليث بن سعد ، يقول العلامة ابن عذاري المراكشي في وصفه : وأسس إبراهيم نواة دولة قوية وقمع أهل الثورات والشرور في أفريقيا بعد وصوله إليها وكان لدولته شأن عظيم وقد حكمها من عام 184 هـ وحتى وفاته عام 196 هـ ودام حكمه 12 سنة و 4 أشهر ، وخلفه في الحكم ابنه الأكبر عبد الله الأول بن إبراهيم الأغلبي التميمي حكم إفريقية. جاءته الفرصة المواتية لحكم إفريقية كلها عندما ثار بتونس تمام بن تميم التميمي على واليها بعد هرثمة محمد بن مقاتل بن حكيم العكي، وانتزع منه العاصمة القيروان في رمضان 183هـ/ تشرين الأول 799م فسار إبراهيم بن الأغلب من الزاب قاصداً القيروان، وأخرج الثائر منها، وأعاد واليها العكي. وعندما أعاد الثائر الكرة بجموعه التي حشدها في تونس وهاجم القيروان، تصدى له إبراهيم بن الأغلب على مقدمة جيش العكي وهزمه، ثم لاحقه إلى معقله تونس حيث استسلم له على الأمان في أوائل المحرم سنة 184هـ/ شباط 800م. وقد قتل إبراهيم الاغلب السيد جعفر بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب. وكتب يحيى بن زياد صاحب البريد إلى الخليفة الرشيد بما فعله إبراهيم فعينه أميراً على إفريقية بمشورة هرثمة بن أعين، لكفايته وإخلاصه في الطاعة وقبول الناس له، وتم ذلك في جمادى الثانية 184هـ/ تموز 800م. اعتمد إبراهيم لتوطيد حكمه واستقراره قاعدة التدرج في الأعمال التي تحقق الهدف، فكان أول ما فعله التخلص من القادة الذين أنفوا من الخضوع له، كالعكي وثلاثة من وجوه الجند، فنقلهم إلى حاضرة الخلافة حيث أودعوا السجن، وأعد العدة بالطريقة نفسها لمجابهة القوى الأخرى، ولاسيما قوة البلديين من مشارقة ومغاربة، وقوة الجند القادمين مع القادة والولاة لإخماد الثورات الخارجية، فبادر إلى تأليف جيش من العبيد، وراح يشتريهم جماعة بعد أخرى متعللاً بتوفير الوسائل لخدمته، واستكثر منهم حتى وصل عددهم لديه، بحسب قول البلاذري، إلى رقم مبالغ فيه على الأرجح وهو خمسة آلاف عبد. وفي عام 185هـ/801م بنى ابن الأغلب قاعدة له ولعبيده على ثلاثة أميال جنوبي القيروان وبنى فيها مسجداً وقصراً وانتقل إليها في السرليلاً مع أهله وعبيده والموثوقين من جنده وأقطع أتباعه أرباضها، فغدت مدينة ملكية دعاها العباسية، وعُرفت كذلك بالقصر الأبيض أو القصر القديم. وربما دعيت بهذا الاسم بعد أن بنى أحد خلفاء ابن الأغلب مدينة الرقادة. وفي غمرة انشعال إبراهيم بعمله هذا واجه ثورة البلديين (186هـ/802م) التي اجتمع فيها العرب والبربر بقيادة خُرَيْش بن عبد الرحمن الكندي (في رواية ابن الأبار) أو حمديس (في رواية ابن الأثير والنويري)، وقد خلع أتباعها السواد تعبيراً عن رفض طاعة بني العباس. وعد إبراهيم بن الأغلب هذه الثورة أخطر ثورة في إفريقية، فلم يكف يده عن أصحابها إلا بعد أن أبادهم، وربما بالغت الرواية في عددهم عندما وصلت به إلى عشرة آلاف رجل. ولم يكد إبراهيم يستقر في قاعدته الجديدة حتى ثار عليه في القيروان أعوانه السابقون وجندهم من خراسان والشام، وعلى رأسهم عمران بن مجالد وصاحب شرطته عامر بن المعمر، فبسطوا سلطانهم على القيروان، وسعوا إلى استمالة الفقهاء إلى صفوفهم، ولكن كبير هؤلاء أسد بن الفرات رفض ذلك، واستمرت حرب المتمردين مع إبراهيم بن الأغلب نحو سنة كانت الغارات متبادلة فيها بين القيروان والقصر القديم، إلى أن تمكن إبراهيم من استمالة الجند إليه بالمال الذي أمده به الخليفة الرشيد، فاضطر الثوار إلى الانسحاب إلى الزاب ودخل ابن الأغلب القيروان وخلع أبوابها وثلَّم أسوارها كي لا تصلح بؤرة مقاومة منيعة. وشملت خدمات إبراهيم بن الأغلب للدولة العباسية المغرب الأقصى كذلك حيث قامت دولة الأدارسة. ففي سنة 186هـ/802م سعى إبراهيم إلى اغتيال المولى راشد المدبر لشؤون تلك الدولة منذ نشأتها، وظل يكيد لإدريس الثاني محاولاً استمالة البهلول بن عبد الواحد المدغري من كبار زعماء البربر وكسبه إلى جانب الدعوة للعباسيين، إلا أنه خضع في أواخر أيامه لمشورة أتباعه بالكف عن إدريس الثاني، بعد أن توطدت إمارته ونال من الخليفة كل ما كان يريده. وراح يعمل على أن يكون الحكم في أولاده من بعده وقد هيأهم لذلك، وضمن لهم الاستقرار في ذلك البلد المضطرب ووفر على الخلافة أموالاً طائلة كانت ترسل إليها معونة من مصر. كانت وفاته في حاضرة إمارته وخلفه في الإمارة ابنه أبو العباس عبد الله بن إبراهيم. مدينة فرشوط هي إحدى المدن بمحافظة قنا وتضم المدينة 7 قرى و25 عزبة ومعظم محاصيلها الزراعية من قصب السكر، ويبلغ عدد سكانها حوالي 250 ألف نسمة تقريباً. يحيى محمد حميد الدين محمد المتوكل (يونيو 1869 - 17 فبراير 1948) هو إمام اليمن من عام 1904م وحتى عام 1948 وهو مؤسس المملكة المتوكلية اليمنية. أجبر الإمام يحيى الأتراك على الاعتراف به إماماً مستقلا على شمال اليمن في العام 1911 بعد حروب متواصلة ضد العثمانيين منذ 1872 بعد الحرب العالمية الأولى تخلصت المناطق الشمالية لليمن من التأثير التركي نهائياً وتعرض حكم الإمام لعدة تحديات أبرزها ثورة الدستور والتي قُتل على إثرها من بندقية الشيخ علي بن ناصر القردعي المرادي. حكم الإمام في فترة كانت المنطقة العربية تمر بـ"ثورات فكرية" وانتهج الإمام سياسية انعزالية خوفاً من امتدادها إلى اليمن. نسبه. هو الإمام يحيى ابن الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن الحسين بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين الأملحي بن علي بن يحيى بن محمد العالم بن الإمام يوسف الأصغر الملقب بالأشل بن القاسم بن الإمام الداعي إلى الله يوسف الأكبر بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين الحافظ بن الإمام ترجمان الدين نجم آل رسول الله القاسم بن إبراهيم طباطبا الغمر بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبه بن الحسن المثنى الرضي بن الحسن السبط أمير المؤمنين بن الوصي الأنزع البطين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت رسول الله محمد المصطفى المكين مختار رب العالمين. تعليمه. تلقى تعليماً بدائيا في كتّاب صنعاء (معلامة باللهجة اليمنية) وهو تعليم يقتصر على العلوم الدينية. عند وفاة والده الإمام المنصور بالله محمد (عام 1904 م) استدعى علماء عصره الزيديين المشهورين، إلى حصن نواش بقفلة عذر، وأخبرهم بالوفاة وسلم مفاتيح بيوت الأموال لهم طالباً منهم أن يقوموا باختيار الإمام الجديد فأبوا إلا أن يسلموها له لاكتمال شروط الإمامة فيه. لم تعترف الدولة العثمانية بإمامته على اليمن وهو جزء من الدولة العثمانية، مما أدى إلى نشوب الحرب بين الأتراك وقوات الإمام. انتهى القتال عام 1911 باعتراف العثمانيين به إماماً على اليمن. يقول امين الريحاني في كتابه ملوك العرب أنك لا تجد في ملوك العرب من هو أعلم من الأمام يحيى في الأصول الثلاثة، الدين والفقه واللغة، ولا من هو أكبر اجتهادا وأغزر مادة منه . وله ذوق في الشعر والأدب فيقضي بعض أوقاته في المطالعة بل هو الشاعر الوحيد في حكام العرب جميعا وما ذلك إلا بسبب إعداده إعداداً علمياً مميزاً لأكثر من ثلاثين عاماً قبل تبؤه منصب الإمامة فمنذ أن بلغ السادسة من عمره وهو يداوم على حضور حلقات الدرس للدراسة والقراءة على أكابر علماء عصره في صنعاء وفي جبل الأهنوم والمدان وشهارة بالطريقة التي كانت متبعة في العصور الإسلامية القديمة ولا يزال بعض علماء الدين الإسلامي يسير عليها سياسة الإمام. مع العثمانيين. اتفاقية دعان. وقع صلح دعان في 9 أكتوبر 1911 بين الإمام يحيى حميد الدين ممثل الزيدية وبين ممثل الحكومة العثماني، وأقر بفرمان عثماني في 1913، نصت مواد الاتفاقية بصورة صريحة وواضحة بأنّ اليمن ولاية تابعة للسلطنة العثمانية، وأنّ يعترف الإمام بالحق الشرعي للسلطنة على اليمن ، ويقول سيد مصطفى سالم : “ والغريب أنه لم يكن المقصود من وراء هذا الصلح سوى تهدئة الأوضاع في اليمن، وتوفير تلك الحملات الكبيرة التي أرسلت إليه حتى تتمكن السلطنة العثمانية من مواجهة باقي الأخطار التي تواجهها في البلقان وفي ليبيا ( طرابلس الغرب ) . فقد نصّ اعتراف الصلح في مقدمته على اعتراف الإمام بالسيادة العثمانية على ولاية اليمن مقابل اعتراف العثمانيين بزعامة الإمام للطائفة الزيدية . استقلال اليمن. أدت الاشتباكات المتزايدة بين البريطانيين في عدن، جنوب اليمن، والعثمانيين في شمال اليمن إلى تشكيل لجنة مشتركة لمسح الحدود وترسيمها، وهكذا تم إبرام معاهدة لإنشاء الحدود بين شمال اليمن العثماني وعدن ومناطق النفوذ البريطانية في جنوب اليمن في العام 1904م. بعد هزيمة الدول العثمانية في الحرب العالمية الأولى أصبح امام الزيدية يحيى حميد الدين حاكم شمال اليمن بحكم الامر الواقع، وقامت المملكة المتوكلية عام 1918. كان الائمة الزيدية امتداداً لـل"وجاهة" الزيدية على صنعاء وما حولها من القرن العاشر الميلادي، وكانت وظيفتهم الأساسية الوساطة بين قبائل حاشد وبكيل واللتان عُرفتا بلقب جناحي الأئمة الزيدية فالحكم الزيدي كان قائماً على ولاء هاتين القبيلتين تحديدا من بين سائر قبائل اليمن لم تكن العلاقات ودية بينهم دوماً وعندما تولى الإمام يحيى الحكم عمد على محاولة إخضاعهم بالقوة واستغلال الدين وأي بادرة تمرد كان يقمعها بمعاونة قبائل صعدة أقوى مراكز الزيدية قديما وإلى ما بعد سقوط الملكية في اليمن أقام مملكة إقطاعية تفتقر لأبسط البنى التحتية فلا كهرباء ولا مستشفيات وعزل اليمن عن العالم الخارجي تماماً باستثناء وجود بعض الأطباء الإيطاليين والفرنسيين لمعالجة أفراد الأسرة الحاكمة ماتطلب علاجهم وقد وصف محمد الفسيل حكم الإمام حميد الدين بالكهنوتية المستبدة، وأنه طمسَ القدرة على التفكير إلّا في إطار تقديس الإمام تقديساً عقائديّاً دينيّاً مع الأدارسة وآل سعود. كان الأدارسة يسيطرون على جيزان وعسير والسواحل الغربية حتى الحديدة وعقدوا معاهدة صداقة مع الإنجليز عام 1915 وبدأ بتلقي المساعدات المالية عام 1917 وأقاموا معاهدة مشابهة مع ابن سعود عرفت بمعاهدة دارين بحضور النقيب ويليام هنري شكسبير وتخلى البريطانيون عن سياسة عدم التدخل في شؤون وسط والجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية وسلموا الحديدة إلى الأدارسة عام 1926 خاض الإمام حروباً مع الإمارة الإدريسية دفعت الأدارسة للالتحاق ببن سعود فأدرك الإمام أن توقيع معاهدة مع الإنجليز أمر لا مفر منه خاصة أن قوات بن سعود كانت تهدد المناطق الشمالية للبلاد. في عام 1932، توجه الإمام إلى مناطق قبائل وائلة ومنها إلى نجران موطن قبيلة يام. مع جنوب اليمن. كانت علاقة الإمام يحيى حميد الدين سيئة مع الإنجليز وكان يحاول بسط نفوذ المملكة المتوكلية على باقي اليمن فخاض حروباً ضد سلاطين جنوب اليمن المرتبط بالإنجليز وكان جيشه على بعد خمسين كيلو متراً من عدن فتدخل البريطانيون أخيراً وقصفوا قعطبة وتعز بالطائرات لمدة خمسة أيام كان الإمام يحيى حميد الدين يحاول- ضمن بسط سيطرته على البلاد اليمنية- أن يبسط سيطرته على المحميات الجنوبية فدخلت قواته الضالع للضغط على بريطانيا؛ كي تسلمه الحديدة ، وليعلن عدم اعترافه بخط الحدود الذي رسمته اتفاقية بين قوتين غازيتين على أرض ليست لهما. وقد رأى الإمام أن يستعين بإيطاليا التي تحتفظ بمستعمرات في الساحل الأفريقي المقابل، فعقد اتفاقية صداقة معها عام 1926 م ولم يفت الإنجليز مغزى هذه الاتفاقية، التي شجعت الإمام على دخول سلطنة العواذل إلى جانب تدعيم قواته في الضالع والبيضاء، كما عقد معاهدة صداقة وتعاون مع الاتحاد السوفيتي في العام 1928م. فكان رد فعل الإنجليز على تحركات الإمام هذه هو الحرب التي اشتعلت بين الطرفين عام 1928 م، استخدم فيها الإنجليز الطائرات الحربية التي ألقت على الناس منشورات تهديد وقنابل دمار ألحقت الضرر في جيش الإمام وفي المدن الآمنة التي ألقيت عليها، وقد انتهت هذه الحرب بهزيمة الإمام وإجباره الدخول في مفاوضات انتهت هي الأخرى بمعاهدة عرفت بمعاهدة الصداقة والتعاون المتبادل بين اليمن وبريطانيا وقعت في 11 فبراير 1934 م بين المملكة المتوكلية اليمنية وبريطانيا (مستعمرة عدن).، وقد انسحب الإمام فيما بعد من مناطق المحميات التي دخلها، ومع أن الإمام رفض الاعتراف بخط الحدود الذي رسمته اتفاقية بريطانيا وتركيا، إلا أنه اضطر للتسليم بالوجود البريطاني في عدن لمدة أربعين عاماً قادمة، وهي مدة الاتفاقية، على أن يتم بحث موضوع الحدود قبل انتهاء مدة هذه الاتفاقية. من أقواله. أرادوها نهاية فكانت البداية، ونبقى هاشميون على نهج أسلافنا من أئمة آل البيت، لانتغير، نرفض الخنوع وطأطأة الرؤوس، ونرفض الظلم، ونعري الفساد، وندعوا للحرية والعدالة، رضي من رضي وأبى من أبى. إدارة البلاد. حينما هُزمت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى سنة 1918 سلمت ما كانت تحكمه في اليمن (ولاية اليمن) إلى الإمام يحيى حميد الدين، فعدّل وبدّل وغير في النظام، فاستبدل أمير اللواء ب"المتصرف" ، والعامل ب"القائم مقام" ، وفصل "قضاء إب" من "لواء تعز" سنة 1340هـ وجعله مرتبطاً بلواء ذمار ، ثم بصنعاء مباشرة، وزاد في عدد الألوية، فجعل بلاد صعدة لواء عرف ب"لواء الشام" ، وكان حاكمه يدعى ناظرة الشام . لما استحدث "لواء ذمار" وربط به "قضاء إب" كما ربط به "قضاء زبيد" وكذلك وصاب العالي ووصاب السافل وعتمة، ثم ربط به أيضاً "بلاد البيضاء" بعد امتداد نفوذ الإمام إليها سنة 1342هـ ولم يلبث هذا اللواء بهذا الإتساع الا فترة قصيرة، كان أمير هذا اللواء عبد الله الوزير فلما عينه الامام يحيى في أعمال أخرى، ففصل عنه "قضاء إب" وربطه بصنعاء، وفصل عنه عتمة، وأعيد "قضاء زبيد" إلى "لواء الحديدة" كما كان، وجعلت "قضاء البيضاء" قضاء مستقلاً مرتبطاً بالعاصمة، حتى لم يبق منه إلا قضاء ذمار فقط، فتولى ادارته شقيقه الأكبر محمد بن أحمد الوزير، كما ربطت "ذمار" نفسها ب"لواء صنعاء" ثم في 1921 - 1339هـ أستحدث الإمام يحيى حميد الدين "لواء حجة" بعد أن أضاف إليه "قضاء حجور" والشرفين وناحية كُحلان، وناحية الأهنوم، وحبور، والسودة، وقد أناطه بإبنة الأكبر أحمد يحيى حميد الدينبعد أن قضى على تمرد محسن بن ناصر شيبان ، ثم ضم إليه "قضاء ميدي" وناحية عبس، بعد امتداد نفوذ الإمام إليها عام 1241هـ . وفي سنة 1357هـ أرسل الإمام يحيى حميد الدين ابنه الحسن والياً على إبوجعلها مركز لواء، وضم إليها "قضاء العدين" و"قضاء ذي السفال" ، وكانا تابعين لـ "لواء تعز" ، كما ضم إليها "قضاءيريم" وقضاء النادرة وقعطبة . وسلخ من قضاء رداع "مخلاف الحبيشية وبعض مخلاف الرياشية" وجعلهما ناحية مركزها دمت ، وأضافها إلى "لواء إب" وأخذ بعض عزل من يريم ، وبعض عزل من مغرب عنس، وبعض عزل من حبيش، وجعلها ناحية عرفت ب"ناحية القفر" وكان مركزها ربابة، ثم نقل المركز إلى رحاب .احية، مركزها الرضائي، ومخلاف بعدان إلى ناحية مركزها العزلة، وجعلهما تابعين لـ "لواء إب" مباشرة . اغتيال الإمام. قامت الثورة الدستورية اليمنية في 17 فبراير 1948 حين قام عدد من ضباط الجيش ومشايخ القبائل أبرزهم شيخ مشايخ قبيلة مراد المذحجية الشيخ علي بن ناصر القردعي، والذي كانت علاقته سيئة بالإمام يحيى، والضابط عبد الله الوزير، ونجل الإمام يحيى،إبراهيم يحيى حميد الدين بمحاولة انقلاب وإنشاء دستور مدني للبلاد عام 1948 قتل خلالها الإمام برصاصة من بندقية الشيخ ناصر أصابت رأسه في منطقةحزيز جنوبي صنعاء. حيث أزيح آل حميد الدين من الحكم وتولى عبد الله الوزيرالسلطة كإمام دستوري ، لكن الانقلاب فشل بعد أن قام الإمام أحمد حميد الدين بثورة مضادة مؤيدة بأنصاره من القبائل استطاع خلالها إجهاض الثورة وإعدام الثوار وقدمت السعودية الدعم للإمام أحمد بسبب طبيعة الانقلاب الدستورية كذلك ابتعاد القيادات الإصلاحية عن عموم الشعب أدى إلى فشل الثورة، فعلاقة الإمام بالقبائل كانت أقوى كونه " أمير المؤمنين " فلم تكن هناك من مقارنة بين القوات الانقلابية والقبائل التي استجابت لدعوة الإمام أحمد. زلزال شانشي، ويسمى أيضا زلزال محافظة هاو، أكبر زلزال سجل من حيث عدد الضحايا والذي بلغ 830000 نسمة. حدث هذا الزلزال في صباح الثالث والعشرين من شهر يناير لعام 1556 في مقاطعة شانشي الصيني. ولقد بلغ تأثير مساحة الزلزال إلى أكثر من سبعة وتسعين مقاطعة في مقاطعات شانشي، شنشي وخينان وقانسو وخيبي وشاندونغ وهوبي وهونان وجيانغسو وآنهوي. كما أدى الزلزال إلى تدمير بقعة محيطها 840 كم في بعض المقاطعات وإلى مقتل ستين بالمائة من السكان. وقد كان أغلب السكان في ذلك الوقت يسكنون في كهوف اصطناعية وفي شقوق في الجبال والتي انهارت عليهم نتيجة الكارثة. تضع الإحصاءات الحديثة بناء على معلومات جيولوجية زلزال شانشي على الدرجة الثامنة تقريبا، في مقياس العزم. ومع أنه كان أكبر الزلازل المميتة ويعتبر خامس أكبر الكوارث الطبيعية في التاريخ، كان هنالك زلازل أخرى ذات شدة أعلى. استمرت الهزات الرادفة بالمعاودة عدة مرات في الشهر ولمدة نصف سنة. تمركزت بؤرة الزلزال في محافظة هاو في إقليم شانشي (خط عرض 34.5 وخط طول 109.7). الزلزال. ورد في سجلات الصين التاريخية وصف لهذا الزلزال كالتالي: دمر الزلزال العديد من معارض الأحافير الحجرية. فقد تكسرت 40 لوحة من لوحات كايتشنغ التقليدية البالغ عددها 114. كان العالم كين كيدا أحد الناجين في هذا الزلزال وقد سجل بعض تفاصيله. كانت استنتاجات كيدا بعد هذا الزلزال تشمل: . وقد تكون هذه دلالة على أن الكثير من الناس كانوا قد قتلوا وهم يحاولون الهرب بينما نجا بعض الباقين. نتج عن الارتجاجات أن تقلص ارتفاع هيكل الإوزرة البرية الصغيرة في مقاطعة شيآن من 45 متراً إلى 43.4 متراً. المنازل الكهفية. كان الملايين من الناس في ذلك الوقت يعيشون في كهوف صنعتها الرواسب الرملية في منحدرات الجبال الشاهقة في منطقة هضبة الأطياس التي تغطي أغلب مناطق إقليم شنشي وشانشي وغانسو وأجزاء من أقاليم أخرى. ويطلق على هذه الكهوف اسم طيس وهي عبارة عن ترسبات للرمال الغرينية التي تدفع بها العواصف إلى الهضبة على مر الزمن. يتشكل هذا الطمي المترسب على مدى ملايين السنين نتيجة للغرين الذي تدفع به الرياح من صحراء غوبي. لذلك، فإن هذه الأطياس تكون عرضة لعوامل التعرية الطبيعية كالريح والماء. عاش الكثير من سكان الأقاليم المتضررة في هذا النوع من المساكن والتي يطلق عليها ياؤدنغ في تلك المنحدرات. وقد كانت هذه المساكن أحد الأسباب الرئيسية في وقوع هذا العدد الضخم من الضحايا، فقد نتج عن الزلزال انزلاقات أرضية دمرت تلك الكهوف. الخسائر. من الصعب تحديد حجم الخسائر بالمقاييس الحديثة. ولكن عادة ما يقدر عدد الضحايا بحوالي 830.000 شخص، أما الخسائر المادية للممتلكات فهي كبيرة لدرجة يصعب إحصاؤها. وقد شمل الدمار مناطق بأكملها في داخل الصين وأبيد ما نسبته 60% من إجمالي سكان تلك المناطق. ويمكن مقارنة حجم الدمار الناتج من هذا الزلزال بما يخلفه تفجير قنبلة نووية إذا ما أهملنا الآثار الجانبية للقنبلة. مقارنة. لم تكن كارثة زلزال شانشي هي الأسوء من بين الكوارث التي حلت بالصين. فعلى سبيل المثال، قتل عشرات الملايين من الصينيين خلال سنوات الكوارث الطبيعية الثلاث التي حدثت ما بين عامي 1959 و1961 م. البيضاء قد تعني: بلدية سيدي العبدلي إحدى بلديات دائرة بن سكران بولاية تلمسان في الجزائر، تبعد عن مدينة تلمسان بحوالي 33 كم، وتقع شمال شرق الولاية. يحدها من الشمال بلدية أغلال ومن الجنوب بلدية عين فزة وبلدية أولاد ميمون ومن الشرق عين تالوت وعقب الليل ومن الغرب بلدية بن سكران وبلدية عمير. تقدر مساحتها بحوالي 22.7 التضاريس. إن المتأمل لتضاريس البلدية يجد أنها تتميز في القسم الشمالي الممتد على ضفاف وادي يسّر بالطابع السهلي، كما تعد الجبال والهضاب أهم التضاريس التي تميز المنطقة ومن أهم الارتفاعات بالمنطقة دية خيالات 684م ومن أهم الهضاب هضبة يسّر التي يخترقها مجموعة من الوديان والسيول الضيقة التي تقسم هذه الأراضي إلى ضيعات صغيرة، كما تعلو البلدية بـ 470م عن مستوى البحر. ونظرا لموقع سيدي العبدلي الجغرافي فإنها تعتبر من أهم المناطق الزاخرة بالثروات المائية فمجاري المياه بالبلدية كثيرة منها التي كانت تسيل وما زالت إلى يومنا هذا : عين الحمّام وتصب في وادي يسّر، عين فروج، عين قطارة، عين سيدي عبد الرحمن وعين الحاسي وهذا ما مكّن من بناء ثلاثة سدود: السكان. تضم البلدية تجمعات سكانية أهمها سيدي العبدلي (مقر البلدية)، سيدي سنوسي، سيدي بن شيحة، قيطنة الحمام، العلوية، تاسليت، تيلوة. والملاحظ أن سكان البلدية ارتفع عددهم في السنوات الأخيرة منذ سنة 1987 م حين العدد 14.724 نسمة بمعدل 3.83% هذا المعدل الذي يتجه نحو الانخفاض بفضل سياسة التخطيط العائلي والتوعية بمدى خطورة النمو الديمغرافي وبلغ عدد سكان البلدية سنة 2002 17578 نسمة ويتراوح حاليا حوالي 20.000 نسمة. الصحة. يوجد فكل قرية مستوصف بالإضافة إلى العيادة المتعددة الخدمات الرئيسية التي يفتقر للمعدات الضرورية ويأمل سكان البلدية في مستقبل إلى مستشفى يقضى على النقص الكائن خاصة في مصلحة الولاداة. تشكو بلدية سيدي العبدلي من المداومة الليلية بالمركز الصحي الوحيد على مستوى والذي الزراعة. تعتبر الفلاحة من أهم النشاطات التي يقوم بها السكان وتقدر مساحة الأراضي الفلاحية 16.660 هكتار منها 720 هكتار مسقية و 310 هكتار غابية. وتستوعب الزراعة نسبة هامة من اليد العاملة إلا أنه صعوبة المواصلات تجعل التبادل التجاري خاصة البضائع الفلاحية بطيء جدا بسبب عدم وجود طريق بري ملائم للمنطقة ككل مما يعرقل حتى برامج الاستثمار. من أهم المحاصيل الزراعية فيها:التين، الكروم والقمح ... أهم الأراضي الزراعية أرض الخنتير الطرق. والجدير بالذكر هنا أن معظم طرقات البلدية مهترئة جدا وبخاصة الطريق الولائي الرابط بين مقر البلدية وولاية تلمسان، نفس الأمر يقال على الطريق الرابط بين مقر البلدية ودائرة أولاد ميمون أما الطريق الذي يربط البلدية فحدث ولا حرج فالمهترء.هذا كله على مرءى ومسمع السلطات المحلية =السياحة بلدية سيدي العبدلي بموقعها الجغرافي تحتوي على - محطة معدنية(حمام سيدي العبدلي) التي تستقطب العديد من السياح ومرضى الجلد الذين يتوافدون حتى من خارج الوطن وتعد موردا هاماً للبلدية. - سد الازدهار بالإضافة إلى مياه الشرب التي يوفرها للولايات المجاورة (وهران، سدي بلعباس) يعد معلما سياحيا مهما للمنطقة. - غابة سيدي العبدلي لكن للاسف مهملة تعد فضاء مهما للعب للاطفال. - منطقة تاسليت الأثرية. - منطقة جرف وشلالات بالقرب من حمام سيدي العبدلي خاصة في فصل الصيف. الثقافة والرياضة وبالإضافة إلى المحطة هناك مؤسسة ثقافية المتمثلة في دار الشباب والتي فيها عدة نشاطات كنادي الاعلام الالي، فريق تنس الطاولة، نادي المكتبة، نادي الفيديو، نادي كرة القدم للاشبال والنادي الكشفي، نادي البيئي، نادي الشطرنج، نادي الاستدراك المدرسي. الجمعيا ت والنوادي الناشطة حاليا. من أهم الجمعيات الناشطة ببادية سيدي العبدلي: 1 - الفوج الكشفي الازدهار الكائن مقره بدار الشباب سيدي العبدلي. 2 - جمعية البصائر الثقافية التي لها عدة نشاطات. 3 - نادي الازدهار الرياضي للكارتي كيوشين كاي. 4 - نادي الفتح سيدي العبد لي لكرة القدم. 5 - الجمعية الثقافية الشروق الكائن مقرها بقرية القيطنة بالمدرسة القديمة. 6- فرع جمعية العلماء المسلمين الكائن مقرها بوسط مدينة سيدي العبدلي. ملاحظة : بلدية سيدي العبدلي تفتقر إلى مركز للكتوين المهني ومركز للشرطة والحماية المدنية. المعالم والاثار الولي الصالح «سيدي العبدلي». الولي الصالح الشـيخ الـعالم الصوفي الشريف أبا عبد الله سيدي محمد الملقب بسيدي العبدلي حجّ إلى بيت الله الحرام سنة 1565 ميلادية توفى سنة 1035 هجرية. كان سيدي محمد العبدلي يصوم ويقوم الليل ويغزو ويغيث الملهوف ويصلح بين المتباغظين. كان سيدي محمد العبدلي يدرس التفسير وصحيح البُخاري في الحديث وخليل في الفقه والحِكم العطائية في التصوّف في جامع الوزان بتلمسان.لقد لعب سيدي محمد العبدلي دوراً بارزا في الأحداث التي جرت بناحية الغرب الجزائري : وهران – تلمسان. تدخل سيدي محمد العبدلي ليصلح ذات البَيْنِ بين أهالي تلمسان والأتراك في ثورة 1035 هجرية بتلمسان. كان سيدي محمد العبدلي عضواً في مجمع العلماء وقاضيا مع العالم الجليل سيدي سيدي سعيد الَمَقِري. و من تلامذة سيدي محمد العبدلي العالم سيدي محمد بن الصائم الجزولي التلمساني صاحب كتاب *كعبة الطائفين* و* قوت القلوب*. شهداء البلدية. المقبرة: يوجد ببلدية سيدي العبدلي أكثر من 190شهيد و في سنة 2007 تم جمع رفاة 22 شهيد بمقبرة لشهداء لبدية سيدي العبدلي . حيث نختصر لكم بنبذة عن تاريخ بعض شهداء المنطقة ولد عصماني الطيب يوم 16 ديسمبر 1936 ببن سكران وتربى ونشأ في بلدية قرية البرج المجاورة لبلدية سيدي العبدلي التحق بصفوف جيش التحرير الوطني والمنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني تحت رقم 526 وكان عمره 20 سنة وذلك بعد استدعائه من طرف جيش الاحتلال للخدمة الوطنية. شهد الكثير من المعارك أهمها معركة الكرازبة بعين يوسف في أوائل سنة 1957 وهي المعركة التي أسر فيها ولكن هرب من السجن في أواخر سنة 1957 ثم اسر مرة أخرى ولم يسمع عنه اي خبر إلى ان جاء اعلان مقتله من طرف المحتل في ثكنة تلمسان ولد ديش بكاي يوم 31 مارس 1909 ببن سكران وعاش يتيم الوالدين تربى عند عمه ولم يدخل المدرسة وحرم من التعليم إلا أن أصبح شابا ورباه رجل وزوجه إبنته ولما اندلعت ثورة التحرير أصبح بيته مركز عبور وإطعام للجنود إلى أن تم الإبلاغ عنه وقبض عليه من طرف الاستعمار الغاشم وقتلوه بغار مع المجاهدين بمنطقة رجل المهاجة وأستشهدوا جميعا سنة 1957. ولد منصوري درويش يوم 01 أوت 1936 ببن سكران وتربى في أسرة فقيرة وحين اندلاع الثورة المظفرة التحق بصفوف جيش التحرير الوطني وفي شهر أوت من سنة 1957 أسر وقتل أمام مرأى الناس بمنطقة جبل المهاجة. ولد تاجوري سليمان يوم 01 نوفمبر 1925 عاش كبقية الجزائريين وظل يعاني بطش وجبروت الاستعمار إلى أن أطلقت أول رصاصة في أول نوفمبر من سنة 1954 فكان يترصد الفرصة التي تحين للالتحاق بصفوف جيش التحرير في يوم 1958.05.31 قام جيش الاستعمار بعملية واسعة النطاق وعند وصولهم بمنطقة تسمرات قرب الواد لاحظ المستعمر المجاهد ولاذ بالفرار فأطلقوا عليه النار وأستشهد. ولد قاسيمي العبدلي يوم 14 فيفري 1919 تربى في أسرة عانت ويلات الاستعمار الغاشم ولما اندلعت الثورة المباركة التحق بصفوف جيش التحرير وألقي عليه القبض وأخذه الاستعمار رفقة زملائه المجاهدين في شهر أوت سنة 1957 وأطلق عليه النار أمام أعين سكان القرية بمنطقة رجل المهاجة. ولد منصوري ميلود يوم 08 نوفمبر 1941 ببن سكران كبر في أسرة مثل باقي الأسر الجزائرية وعندما اندلعت الثورة التحريرية التحق بصفوف جيش التحرير إلى أن أستشهد في سنة 1957. ولد بلعباس عباس في سنة 1920 ببن سكران وكبر في جو مشحون بالضغينة للاستعمار كما كان يقترحه من جرائم وبعد اندلاع ثورة التحرير التحق بصفوف جيش التحرير إلى أن أستشهد في سنة 1958. ولد حيرش محمد في سنة 1886 كبر في كنف الاستعمار الغاشم الذي أهان واحتقر أهالي البادية إلى أن اندلعت ثورة الحرير المباركة فكان له ما يتمنى والتحق بصفوف جيش التحرير الوطني وألقي عليه القبض وأخذ رفقة زملائه المجاهدين مكبلين ومقيدي الأيدي وأطلق عليهم النار أمام مرأى الناس. ولد درعي بومدين في سنة 1936 عاش وكبر في وسط الاستعمار الغاشم الذي كان يحتقر ويذل من يقف في وجهه إل أنه كان يترصد فيها الفرصة التي تسمح له بالالتحاق بصفوف جيش التحرير فكان له ما يتمنى ونال الشهادة كبطل باسل وأستشهد يوم 1957.08.22. ولد حشماوي حبيب في سنة 1928 ببن سكران كبر يتم الأب كما أنه حم من التعليم كبقية أبناء الجزائر وبدأ يكبر شيئا فشيئا في ظل القهر والحرمان ولما أصبح شابا تزوج وله 4 أطفال بنتان وولدان وعندما اندلعت ثورة التحرير بذل كل ما وسعه من ماله وبدنه ووقته في خدمة وطنه من أجل استقلاله فجعل بيته مركز لجنود التحــرير إلى أن ألقـي عليه القبض وقتلـه للإستعمـار أمـام بيته وسقط شهيدا يوم 1958.01.29. ولد تابتي معمر يوم 1908 ببن سكران تربى في أسرة ميسورة الحال وعان كباقي المجتمع الجزائري من الأمية لما أصبح شابا تزوج إلا أنه لم يرزق بالأولاد ولما اندلعت ثورة التحرير كثر بطش المستعمر وقساوته وهذا ما دفعه إلى الالتحاق بصفوف جيش التحرير وذلك لدفاع عن حرية وعزة بلاده إلى أن سقط شهيدا سنة 1957. ولد درفوف جيلالي يوم 20 جويلية 1912 ببن سكران ابن خلادي وحمياني يمينة كبر وترعرع في ظل فقر وبطش الاستعمار ولما كبر تزوج وعند اندلاع ثورة التحرير التحق بصفوف جيش التحرير في سنة 1956 وابتلى البلاء الحسن إلى أن ألقي عليه القبض واستشهد يوم 1957.06.05. ولد منداز عبد القادر يوم 12 نوفمبر 1893 ببن سكران ابن محمد وفاطنة بنت المنقان تربى في أسرة ميسورة الحال ولما أصبح شابا تزوج وعند انطلاق رصاصة أول نوفمبر زاد حماسه للالتحاق بصفوف الثوار حتى جاءته الفرصة سنة 1956 فكان له ذلك إلى أن ألقي عليه القبض واستشهد يوم 1957.06.01. ولد خبزاوي حاج يوم 30 ماي 1899 ببن سكران ابن عبد القادر وبن قريد عزيزة عاش ميسور الحال وعند بلوغه سن الرشد تزوج إلا أن إرادته القوية لقتال المستعمر وحرية بلاده فكان شديد الكره له ولما اندلعت ثورة التحرير زاد حماسه لذلك وفي سنة 1956 التحق بإخوانه المجاهدين الأبطال إلى أن استشهد يوم 1958.08.22. ولد مقني محمد يوم 20 مارس 1932 ببن سكران ابن عبد السلام ودافي مامة عاش وعان ويلات الاستعمار من أمية وعدم دخوله المدرسة وعندما اندلعت ثورة التحرير فظل يبذل كل ما بوسعه للاتصال بالمجاهدين إلى أن كان له ذلك. التحق بصفوف جيش التحرير في سنة 1956 حتى ألقي عليه القبض وقتل أمام مرأى سكان القرية (رجل المهاجة) تيلوة في سنة 1957. ولد طيب خداوي سنة 1929 ببن سكران ابن ميلود ومنداز خيرة عاش في ظل الحرمان والفقر ولقد حرم من التعليم كباقي أبناء الشعب الجزائري وهي السياسة التي إنتهجها الاستعمار الغاشم وعند بلوغه سن الرشد تزوج، ولما اندلعت الثورة المظفرة التحق بصفوف جيش التحرير وجاهد جهادا باسلا مع إخوانه إلى أن ألقي عليه القبض واستشهد يوم ولد حيرش شيخ سنة 1924 ببن سكران ابن محمد وحيرش كلتومة عاش في ظل الحرمان والفقر وأستشهد سنة في 08 أفريل 1957. ولد الشهيد وزاني بوسيف سنة 1895 بأولاد ميمون ابن عبد السلام وفاطمة عزاز عاش في ظل الحرمان والفقر مما دفعه إلى أن يجعل من بيته مركزا يلتقي فيه الثوار المجاهدين وذلك لدراسة الخطط لمحاربة المستعمر الغاصب وضل على حاله إلى أن علم بأمره العدو فالقي عليه القبض واستشهد يوم 1958. ولد الشهيد منصوري جيلالي يوم 05 أفريل 1934 ببني وعزان كبر وترعرع في أسرة فقيرة ومتماسكة ببغضها البعض مثل باقي الأسر الجزائرية وعندما اندلعت الثورة التحريرية ألتحق بصفوف جيش التحرير الوطني حارب ببسالة وجدارة إلى أن أستشهد يوم 1957.07.22. دورة الألعاب الأولمبية الشتوية حدث رياضي دولي كبير يعقد مرة واحدة كل أربع سنوات، للرياضات التي تمارس على الثلج والجليد. عقدت أول دورة للألعاب الأولمبية الشتوية، دورة عام 1924، في شاموني في فرنسا. أُستلهمت الألعاب الأولمبية من الألعاب الأولمبية القديمة، التي عقدت في أولمبيا، اليونان، من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الرابع الميلادي. أسس البارون بيير دي كوبرتين اللجنة الأولمبية الدولية في عام 1894، مما أدى إلى أولى الألعاب الحديثة في أثينا في عام 1896. اللجنة الأولمبية الدولية هي الهيئة الحاكمة للحركة الأولمبية، مع الميثاق الأولمبي الذي يحدد هيكلها وسلطتها. وكانت الرياضات الخمسة الأصلية (مقسمة إلى تسعة تخصصات) وهي الزلاجة الجماعية والكيرلنغ وهوكي الجليد والتزلج الشمالي (تتكون من تخصصات الدوريات العسكرية والتزلج عبر البلاد والتزلج النوردي المزدوج وتزلج القفز) والتزلج على الجليد (تتكون من التزلج السريع والتزلج الفني على الجليد). تم إقامة الألعاب الأولمبية الشتوية كل أربع سنوات من 1924 إلى 1936، توقفت في 1940 و1944 بسبب الحرب العالمية الثانية، واستؤنفت في عام 1948. حتى عام 1992 عقدت دورات الألعاب الأولمبية الشتوية والألعاب الأولمبية الصيفية في نفس السنوات، ولكن وفقا للقرار الذي اتخذته اللجنة الأولمبية الدولية عام 1986 بوضع الألعاب الصيفية والشتوية في دورات منفصلة مدتها أربع سنوات بالتناوب مع سنوات متساوية، كانت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التالية بعد عام 1992 في عام 1994. تطورت الألعاب الأولمبية الشتوية منذ ابتكارها. أضيفت رياضات ومسابقات، ونال بعضها، مثل التزلج الألبي وسباق الزلاجات والتزلج السريع في المسافات القصيرة والتزلج الحر والسكيليتون (سباق الزلاجات بوضع الرأس أولًا) والتزلج على الجليد، اهتمامًا مميزًا في برنامج الألعاب الأولمبية. توقفت ألعاب أخرى مثل الكرلنغ وسباق الزلاجات الجماعي وأعيد تقديمها؛ وتوقف البعض الآخر بصورة دائمة مثل المواكب العسكرية، رغم أن مسابقة البياثلون تنحدر منها. البعض الآخر مثل الباندي والسكيجورنغ كانت رياضات ترويجية لكنها لم تُدمج أبدًا في الألعاب الأولمبية. عزز صعود التلفاز كوسيط عالمي للتواصل صورة الألعاب. ولد التلفاز دخلًا من خلال بيع حقوق البث والإعلانات، والتي أصبحت مربحةً للجنة الأولمبية الدولية. سمح ذلك بالمصالح الخارجية، مثل شركات التلفاز والداعمين المشاركين، لممارسة التأثير. كان على اللجنة الأولمبية معالجة انتقادات ضخمة على مر السنوات مثل الفضائح الداخلية، واستخدام المنشطات المعززة للأداء من قبل اللاعبين الأولمبيين والمقاطعة السياسية للألعاب الأولمبية. استخدمت الدول الألعاب الأولمبية الشتوية والألعاب الأولمبية الشتوية لنشر تفوق أنظمتها السياسية. استضيفت الألعاب الأولمبية الشتوية في ثلاث قارات من قبل اثني عشر دولة مختلفة. عُقدت الألعاب الأولمبية أربع مرات في الولايات المتحدة (1932 و1960 و1980 و2002) وثلاث مرات في فرنسا (1924 و1968 و1992) ومرتين في النمسا (1964 و1976) وكندا (1988 و2010) واليابان (1972 و1998) وإيطاليا (1956 و2006) والنرويج (1952 و1994) وسويسرا (1928 و1948). أيضًل، عُقدت الألعاب الأولمبية الشتوية مرة واحدة فقط في كل من ألمانيا (1936) ويوغوسلافيا (1984) وروسيا (2014) وكوريا الجنوبية (2018). اختارت اللجنة الأولمبية الدولية بكين في الصين، لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 والمدينتين الإيطاليتين ميلانو وكورتينا دامبيزو لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية 2026. اعتبارًا من عام 2018، لم تتقدم أي مدينة في نصف الكرة الجنوبي بطلب استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تعتمد على الطقس البارد، والتي تقام في فبراير في ذروة الصيف في نصف الكرة الجنوبي. حتى الآن، شاركت اثنتا عشرة دولة في كل دورة ألعاب أولمبية شتوية؛ النمسا وكندا وفنلندا وفرنسا وبريطانيا العظمى والمجر وإيطاليا والنرويج وبولندا والسويد وسويسرا والولايات المتحدة. فازت ستة من هذه البلدان بميداليات في كل دورة من الألعاب الأولمبية الشتوية؛ النمسا وكندا وفنلندا والنرويج والسويد والولايات المتحدة. تُعد الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي فازت بميدالية ذهبية في كل دورة ألعاب أولمبية شتوية. تتصدر النرويج جدول الميداليات للألعاب الأولمبية الشتوية. عند تضمين الدول المتفككة، تتقدم ألمانيا (بما في ذلك الدول السابقة ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية)، تليها النرويج وروسيا (بما في ذلك الاتحاد السوفياتي السابق). خلفية تاريخية. القرن العشرين. 1900 إلى 1912. نُظمت ألعاب الشمال، وهي سابقة للألعاب الأولمبية الشتوية، من قبل الجنرال فيكتور غوستاف بالك في ستوكهولم بالسويد، عام 1901 وأقيمت مرة أخرى في 1903 و1905 ثم كل أربع سنوات بعد ذلك حتى عام 1926. كان بالك عضوًا في ميثاق اللجنة الأولمبية وصديقًا مقربًا لمؤسس الألعاب الأولمبية بيير دي كوبرتان. حاول إضافة الرياضات الشتوية، على وجه التحديد التزلج على الجليد، إلى البرنامج الأولمبي لكنه فشل حتى الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1908 في لندن، المملكة المتحدة. جرى التنافس على أربع مسابقات للتزلج على الجليد، فاز فيها أولريش سالشو (بطل العالم 10 مرات) ومادج سيرز بالألقاب الفردية. بعد ثلاث سنوات، اقترح الكونت الإيطالي أوجينيو برونيتا داسو أن تبدأ اللجنة الأولمبية الدولية أسبوعًا من الرياضات الشتوية المدرجة كجزء من الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1912 في ستوكهولم، السويد. عارض المنظمون هذه الفكرة لأنهم كانوا يرغبون في حماية نزاهة ألعاب الشمال وكانوا قلقين من عدم وجود مرافق للرياضات الشتوية. الحرب العالمية الأولى. بُعثت الفكرة لألعاب 1916، التي كانت ستعقد في برلين، ألمانيا. خُطط لأسبوع رياضي شتوي بوجود التزلج السريع والتزلج على الجليد والهوكي على الجليد والتزلج الاسكندنافي، ولكن أولمبياد 1916 ألغيت بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى. عقدت الألعاب الأولمبية الصيفية الأولى بعد الحرب، دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1920، في أنتويرب، بلجيكا، وجرت فيها التزلج على الجليد وبطولة هوكي الجليد. مُنعت ألمانيا والنمسا والمجر وبلغاريا وتركيا من التنافس في الألعاب. في مؤتمر اللجنة الأولمبية الدولية الذي عقد في العام التالي، تقرر أن الدولة المضيفة للألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1924، فرنسا، ستستضيف أسبوع الرياضات الشتوية الدولي المنفصل تحت رعاية اللجنة الأولمبية الدولية. اختيرت شامونيكس لاستضافة أحداث هذا الأسبوع (لمدة 11 يومًا). أثبتت مباريات عام 1924 في شاموني نجاحها عندما تنافس أكثر من 250 رياضيًا من 16 دولة في 16 حدث. فاز رياضيون من فنلندا والنرويج بثمانية وعشرين ميدالية، أكثر من بقية الدول المشاركة مجتمعة. وفاز تشارلز غيوترو من الولايات المتحدة بالميدالية الذهبية الأولى في سباق السرعة 500 متر. تنافست سونيا هيني من النرويج، البالغة من العمر 11 عامًا فقط، في التزلج الفني للسيدات، ورغم من إنهائها السباق في المركز الأخير، أصبحت مشهورة بين المشجعين. دافع السويدي غيليس غرافستروم عن ميداليته الذهبية لعام 1920 في التزلج على الجليد للرجال، ليصبح أول لاعب أولمبي يفوز بميداليات ذهبية في كل من الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية. بقيت ألمانيا محظورة حتى عام 1925، وبدلًا من ذلك استضافت سلسلة من الألعاب تسمى ألعاب القتال الألمانية، بدءًا من الإصدار الشتوي لعام 1922 (الذي سبق الألعاب الأولمبية الشتوية الأولى). في عام 1925، قررت اللجنة الأولمبية الدولية إنشاء حدث شتوي منفصل واختيرت ألعاب 1924 في شاموني كأولمبياد شتوي أول. اختيرت سانت موريتز في سويسرا، من قبل اللجنة الأولمبية الدولية لاستضافة دورة الألعاب الشتوية الثانية عام 1928. تحدى الجو المتقلب الجوية المضيفين. أقيمت مراسم الافتتاح في عاصفة ثلجية في حين عانت الاحداث الرياضية من الظروف الجوية الدافئة طوال بقية الألعاب. بسبب الطقس، ألغي حدث التزلج السريع البالغ 10 ألاف متر رسميًا. لم يكن الطقس هو الجانب الوحيد الجدير بالملاحظة في ألعاب 1928؛ عادت سونيا هيني من النرويج إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لتصنع التاريخ عندما فازت في التزلج على الجليد للسيدات في سن الخامسة عشرة. أصبحت أصغر بطلة أولمبية في التاريخ، وهو تمييز بقي لمدة 70 عامًا، واستمرت في الدفاع عن لقبها في الأولمبياد الشتوية اللاحقة. فاز غيليس غرافستروم بذهبيته الثالثة في التزلج على الجليد، وفاز بالفضية عام 1932، ليصبح المتزلج الأكثر حملًا للألقاب حتى الآن. كانت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التالية، التي عقدت في ليك بلاسيد بنيويورك، الولايات المتحدة الأولى التي تُستضاف خارج أوروبا. شاركت سبع عشرة دولة و252 رياضيًا. كانت هذه المشاركة أقل مما كانت عليه عام 1928، لأن الرحلة إلى ليك بلاسيد كانت طويلة ومكلفة جدًا بالنسبة لبعض الدول الأوروبية التي واجهت مشاكل مالية في خضم الكساد العظيم. تنافس الرياضيون في أربعة عشر حدثًا في أربع رياضات. عمليًا لم يسقط ثلج لمدة شهرين قبل الألعاب، ولم يكن هناك ما يكفي من الثلج لعقد جميع الأحداث حتى منتصف يناير. دافعت سونيا هيني عن لقبها الأولمبي، وفاز إدي إيغان من الولايات المتحدة، الذي كان بطلًا أولمبيًا في الملاكمة عام 1920، بالميدالية الذهبية في حدث الزلاجة للرجال لينضم إلى غيليس غرافستروم باعتباره الرياضي الوحيد الذي فاز بميداليات ذهبية في كل من دورة الالعاب الاولمبية الصيفية والشتوية. يتميز إيغان بكونه الأولمبي الوحيد حتى عام 2020 يُحقق هذا الإنجاز في ألعاب رياضية مختلفة. الدول العشر الأكثر فوزاً. وفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن اللجنة الأولمبية الدولية. الألعاب الرياضية. عرفت مسيرة الألعاب الأولمبية الشتوية تغيراً مستمراً في عدد الألعاب بين دورة وأخرى. حيث أضيفت ألعاب جديدة أو حلت محل ألعاب أخرى وغالباً ما سبق ذلك إضافة هذه الألعاب كمسابقات تجربية في دورات سابقة لا يتنافس فيها على الميداليات. ينحدر الوطاسيون من إحدى فروع قبيلة زناتة الأمازيغية بالمملكة المغربية حيث كانت مواطنهم في الأجزاء الشمالية من الصحراء المغربية. في القرن الـ13 م. بدأ ظهورهم مع المرينيين واقتسموا السلطة في المغرب الأقصى، فكان أن نزحو إلى منطقة الريف بالمغرب ومن هناك بدأ توسعهم حتى أطاحوا بدولة بني مرين، تولوا سنوات (1358-1375م) ثم (1393-1458م) الوزارة والحجابة عندما كان يتولى الحكم سلاطين لم يكونوا قد بلغوا سن الرشد بعد (كانوا أطفالا). سنة 1458م قضى أكثرهم في مذبحة دبرها لهم المرينيون. لم ينج من المذبحة إلا أخوان اثنان، أحد الناجين محمد الشيخ المهدي (1472-1505م) والذي استقر منذ 1465م في أصيلا واستطاع أن يستولي على الحكم عندما دخل فاس سنة 1472م. بمجرد وصول الشيخ الوطاسي إلى فاس وقبل أن يستولي على المدينة ويقضي نهائيا على الحكم المريني تعرضت مدينة أصيلا للغزو البرتغالي، وكان على الوطاسيين أن يقودوا حملات عسكرية ضد البرتغاليين في الثغور الشمالية: سبتة وطنجة وأصيلا وأن يقوموا في نفس الوقت بالقضاء على الإمارات الصغيرة التي استغلت ضعف السلطة المركزية مثل أسرة المنظري وبني راشد وإمارة دبدو، بدون الحديث على المناطق الموجودة جنوب وادي أم الربيع والتي كانت موكولة إلى نفسها. وبعض المدن والمناطق التي أخذت تنزع إلى الاستقلال عن المملكة من جهة أخرى. أثناء فترة حكم محمد البرتقالي (1505-1524م) ثم أبو العباس أحمد (1524-1550م) واجه المغرب ضغوطا كبيرة أمام حملات البرتغاليين والأسبان، فقد المغرب نتيجتها العديد من المناطق الساحلية. إلا أن الخطر الحقيقي على الوطاسيين كان يمثله السعديون والذين بدؤوا في شن حملاتهم انطلاقا من الصحراء. سقط آخر السلاطين الوطاسيين سنة 1545م أثناء إحدى معاركه معهم. في الرياضيات وبالتحديد في التحليل العددي، الاستيفاء أو الاستقراء الداخلي (يستخدم أحيانا مصطلح استكمال أو استكمال داخلي) هي أحد الطرق الرياضية لإنشاء نقاط بيانية جديدة اعتمادا على مجموعة متقطعة من النقاط البيانية المحددة سلفا (مستوفين كافة النقاط). في الهندسة التطبيقية والعلوم، غالبا ما تكون نتائج التجارب مجموعة من النقاط البيانية data points، تؤخذ بالاستعيان الإحصائي أو من خلال إجراء تجربة في شروط محددة، يلي تحديد هذه النقاط تشكيل الدالة الرياضية التي تناسب بأقرب شكل نقاط البيانات الموجودة لدينا. هذه العملية تدعى ملائمة المنحنى curve fitting. ويعتبر الاستيفاء (الاستقراء الداخلي) حالة خاصة من ملائمة المنحنى، يجب أن يمر فيه المنحنى تماما من النقاط البيانية (استيفاء كامل النقاط في عملية الملائمة). نفترض حصولنا على قائمة بقيم دالة غير معروفة (f(x معتمدة على x، كالآتي: فعملية الاستيفاء هي وسيلة للحصول على قيم بين النقاط (التي تكون عادة معينة عمليا ) ، مثل قيمة الدالة عند النقطة "x" = 2.5. معضلات. مشكلة أخرى مختلفة شديدة الارتباط بالاستيفاء هي عملية تقريب دالة معقدة عن طريق دالة بسيطة. فإذا كنا نعرف دالة ما لكنها كانت غاية في التعقيد لنقوم بتقدير صيغتها بشكل دقيق، عندئذ نعمد لتقريبها مع أبسط دالة بسيطة قريبة منها. في هذه الحالة يمكننا أن نختار عدة نقاط بيانية من الدالة المعقدة، منشئين جدول مظهر lookup table، ونحاول أن نستوفي تلك النقاط لتشكيل دالة أبسط. بالطبع نتائج الدالة المبسطة لن تكون دقيقة كاستخدام الدالة المعقدة الأصلية ، لكن النتيجة تعتبر تقريبا جيدا في حدود الإمكانات المتاحة ، وذلك يعتمد على نطاق الاستخدام والمشكلة وطريقة الاستيفاء interpolation method المستخدمة لتحقيق التبسيط المنشود. من الجدير بالذكر أن هناك نوعا آخر مختلف تماما من الاستيفاء في الرياضيات، وهو ما يدعى "استيفاء المؤثرات" interpolation of operators. النتائج الأساسية لاستيفاء المؤثرات يمكن حصرها في مبرهنة ريزس-ثورن Riesz-Thorin theorem ومبرهنة ماركينكيويكس Marcinkiewicz theorem. هناك أيضا العديد من النتائج الأخرى. تعريف. بإعطاء متتالية من "n" عدد مختلف "x""k" تدعى "العقد". ومن أجل كل عدد "x""k" يوجد عدد آخر "y""k"، فتكون المهمة هي إيجاد الدالة الرياضية "f" حيث يتحقق : formula_1 يدعى زوج القيم "x""k","y""k" نقطة بيانية data point (حيث يعتبران إحداثيي نقطة يتم تمثيلها في جملة إحداثية) وتدعى الدالة "f" المستوفي interpolant لكل النقاط البيانية. عندما تعطى القيم "y""k" بواسطة دالة معروفة، نكتب أحيانا "f""k". أمثلة. يعطي الجدول التالي بعض القيم لدالة غير معروفة "f". ما هي القيمة التي تعطيها الدالة عندما يكون، لنقل, "x" = 2.5.. ؟ الاستيفاء يجيب عن مثل هذه الأسئلة.. هناك عدة أنواع من طرق الاستيفاء. ما يهم عند اعتماد طريقة ما هو : مدى دقة الطريقة ؟ كلفة الطريقة (زمنيا وحسابيا) ؟ مدى ملاسة الدالة المستوفية ؟ ما هو عدد النقاط البيانية التي نحتاجها في هذه الطريقة ؟. استيفاء خطي. في النقطة formula_3. استيفاء حدودي. الاستيفاء الحدودي هي تعميم للاستيفاء الخطي. متعددة الحدود التالية من الدرجة السادسة، تمر من النقط السبع جميعها. المعادلة الرياضية في الرياضيات، هي عبارة مؤلفة من رموز رياضية، تنص على مساواة تعبيرين رياضيين. ويعبر عن هذه المساواة عن طريق علامة التساوي (=) كما يلي: تسمى المعادلة التي تأخذ الشكل ax + b = 0 حيث: a و b عددان حقيقيان معلومان، معادلة من الدرجة الأولى بمجهول واحد. في هذه المعادلة x هو المجهول الذي ينبغي إيجاده أثناء حل المعادلة. المتغيرات المعروفة والمتغيرات غير المعروفة. انظر أيضا عبارة (رياضيات) تستعمل هذه التعابير عادة في التعبير عن مساواة تعبيرين يحويان متغيرات جبرية، مثلا يمكن كتابة المعادلة التالية : في هذه الحالة مهما كانت القيمة المعطاة للمتغير "x" فإن المساواة صحيحة والمعادلة محققة. يدعى هذا النوع من المعادلات مطابقة رياضية، أي معادلة صحيحة منطقيا بغض النظر عن قيمة المتغير. لكن بالمقابل العديد من المعادلات لا يشكل مطابقة مثل المعادلة التالية: فهي غير صحيحة لمعظم القيم التي يمكن أن تعطى ل "x"، لكنها تكون صحيحة فقط في حالة قيمة معينة : x = 1، تدعى هذه القيمة جذر المعادلة. بشكل عام، تسمى القيم التي تحقق معادلة ما "حلول المعادلة"، وتسمى عملية إيجاد الحلول حل المعادلة. أنواع المعادلات. ترتب المعادلات حسب العمليات وحسب الأعداد المستعملة فيها. أهم الأنواع يأتي فيما يلي: هي معادلة تحتوي على دالة متسامية (دالة مثلثية أو أسية أو معكوساتهما) متطابقات. تستعمل المعادلات في التعبير عن المتطابقات الرياضية وهي عبارات مستقلة عن القيم التي تأخذها المتغيرات الموجودة في المتطابقة. على سبيل المثال، بالنسبة لعدد ما x، المعادلة التالية صحيحة مهما كانت قيمة x: خصائص. تتحقق الخصائص التالية على أي معادلة محققة، وذلك من أجل الحصول على معادلة جديدة: مثال. أوجد العدد الحقيقي x بحيث: formula_4 قواعد أساسية. لكل الأعداد الحقيقية c و b و a والتي لا يساوي أي منها الصفر الواقعة الخيرية (بالتركية العثمانية:واقعه خيريه) أو مذبحة الانكشارية هي مذبحة جرت بعد ثورة الإنكشارية بإسطنبول في 14-15 يونيو عام 1826م. بعد أن تنبه الانكشارية لنية السلطان محمود الثاني إنشاء جيش نظامي حديث، ثاروا في 14-15 يونيو 1826م في مدينة إسطنبول، ولكن في تلك المرة وقف معظم الجيش والأهالي ضدهم، ولكن السباهية (وحدات الفرسان الثقيلة) الموالية للسلطان محمود الثاني أجبرت الإنكشارية على التراجع إلى ثكناتهم، ثم أطلقت المدفعية 15 طلقة على ثكناتهم، موقعة بهم خسائر فادحة، وتم إعدام أو عزل الناجين. بعد سنتين قام السلطان محمود الثاني بمصادرة آخر ممتلكات الإنكشارية. أصبحت الحادثة تسمى بالواقعة الخيرية، وبذلك تخلص السلطان من الانكشارية الذين كانوا سبباً في قوة الدولة العثمانية في بداية عهدها، ثم كانوا من أسباب انهيارها. بعدها تم إنشاء نظام عسكري جديد وجيش اسمه: "العساكر المنصورة المحمدية" . الإمبراطور جستينيان الأول (فلافبوس بتروس ساباتيوس يوستيانوس) (482، 483 - 14 نوفمبر 565) كان إمبراطوراً رومانياً شرقياً (بيزنطياً) حكم منذ أغسطس عام 527 حتى وفاته في نوفمبر 565. يشتهر بإصلاحه الرمز القانوني المسمى قانون جستنيان خلال لجنة تريبونيان، والتوسع العسكري للأرض الإمبراطورية أثناء عهده، وزواجه وشراكته مع الإمبراطورة ثيودورا. يعرف أيضاً باسم «الإمبراطور الروماني الأخير». يعتبر قديساً في الكنيسة الأرثذوكسية، ويحيى في الرابع عشر من نوفمبر. وقد تولى الحكم بعد وفاة عمه الإمبراطور جستين الأول. السنوات الأولى من حكم جستينان (يوستينيانوس) (527-532). عندما تولى جستينيان مقاليد الحكم لم تكن الامبراطورية قد تغلبت على الأزمات الكبرى التي تعرضت لها منذ آواخر القرن الخامس، ففي الأشهر الأخيرة من حكم جستن جدد الفرس الحرب ضد الامبراطورية، وهكذا أصبح الجزء الأكبر من الجيش البيزنطي منشغلًا في الشرق، وفي الداخل كانت الفوضى تعم القسطنطينية بسبب الاضطراب في الأداء الحكومي وعدم الرضا عن الحكومة، وزاد في الخطر وجود حزبي الزرق والخضر وكانا في الأصل فرقتين رياضيتين تطورتا إلى حزبين سياسيين في القسطنطينية. وقد بلغ خطر هذين الحزبين أشده في ثورة نيكا سنة 532م، وهكذا لم يكن جستينيان في مركز يمكنه من الالتفات لمشاريعه الكبرى قبل سنة 532 أي قبل القضاء على الخطر الداخلي وتلافي خطر الفرس. بالرغم من التنافس السابق بين الحزبين (الخضر والزرق) فقد وحدا صفوفهما ضد جستينيان وأخذ أنصارهما يعيثون في القسطنطينية فسادًا، بل وتمكنوا من التغلب على بعض القوات الحكومية، وقد تحرج مركز جستينيان لدرجة أنه فكر في الفرار من القسطنطينية لولا موقف زوجته ثيودورا وجرأتاها وتشجيعها لجستينيان ورجاله لكي يصمدوا ضد الثوار، وقد انتهى الأمر بتغلب الإمبراطور على خوفه، فأرسل قائده الشهير بليزاريوس ورجاله لمواجهة الجمهور الثائر، وتمكن هذا القائد من إخماد الثورة بعد مقتل 30 ألف نفس. وهكذا نجا جستينيان من هذا الخطر الداخلي الكبير، بل تمكن في نفس الوقت من القضاء على الكثير من القوى السياسية التي كانت الأحزاب تمارسها في القسطنطينية، واستتب الأمر لجستينيان في عاصمته. وفي نفس العام الذي قضي فيه على ثورة نيكا عقد جستينيان معاهدة مع ملك فارس تعهد الأول بمقتضاها بدفع جزية كبيرة مقابل إيقاف الحروب على الحدود، وهكذا تمكن جستينيان من أن يأمن جانب الفرس لفترة من الزمن وأصبحت له حرية كبيرة لكي يمارس مشاريعه لإعادة بناء الامبراطورية. جستينيان وأول عزل طبي في التاريخ. بعد تفشي الطاعون في أرجاء الإمبراطورية البيزنطية، حاول جستينيان حماية عاصمته القسطنطنية من خلال سن مجموعة من القوانين تهدف إلى عزل كل شخص قادم من أماكن تفشي الوباء ، كما يتم تنظيفهم في مراكز خاصة حتى يتم التقليل من احتمالية نقل المرض. سياسة جستينيان في الغرب. كان جل اهتمام جستينيان هو إعادة بناء الامبراطورية الرومانية في الغرب، فقد كانت كل الولايات الرومانية في الغرب تحت سيطرة حكام من الجرمان، فإن القوط الشرقيين كانوا يحكمون إيطاليا، والوندال في شمال أفريقيا، والقوط الغربيين في إسبانيا، والفرنج في غاله، والانجلوساكسونيين في إنجلترا. بلغت الإمبراطورية البيزنطية أقصى اتساعها في عهد جستينيان الذي حكم ما بين عامي 527م و565م. تم استرداد إيطاليا بما فيها روما على يد قائده بليزاريوس. كما اتسعت الإمبراطورية بضم آسيا الصغرى (تركيا الحالية) وسورية وشبه جزيرة البلقان وشمالي إفريقيا وفلسطين والساحل الجنوبي لأسبانيا. وقد ساعدت بطولة بليزاريوس وبسالته في ميدان القتال على رسم صورة لعهد جستينيان كعصر ذهبي في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية. غزو شمال أفريقيا. وقد بدأ جستينيان بالونداليين وممتلكاتهم في شمال أفريقيا، وكان الوندال وهم عنصر جرماني قد فقدوا الكثير من نشاطهم وقوتهم بسبب نزوعهم إلى حياة الترف والخمول وكره السكان المحليين لهم، وهكذا لم يجد بليزاريوس مقاومة كبيرة، ولم تستمر مقاومة الوندال سوى بضعة أشهر، وأختفت دولة الوندال سنة 532، واستعادت الامبراطورية إقليما من الأقاليم التي ضاعت على الدولة منذ أوئل القرن الخامس. غزو إيطاليا. استغل جستينيان قتل زعماء القوط للأميرة أمالاسونثا ابنه الملك ثيودريك العظيم والوصية على أبنها القاصر وكانت هذه الأميرة موالية للرومان بسبب إعجابها بالحضارة الرومانية، استغلها ذريعة لغزو ممتلكات القوط الشرقيين في إيطاليا، وسارت جيوش الامبراطورية البيزنطية وعلى رأسها بليزاريوس إلى إيطاليا، ولم يكن القوط الشرقيين قد اضمحلوا أو حل بهم ما حل بالوندال في الاراضي الأفريقية، ولذا وجدت الجيوش الامبراطورية من القوط مقاومة طويلة في إيطاليا، غير أن تلك المقاومة كان لابد وأن تنتهي وذلك لأنها لا تستند إلى قوة ومساعدة من ناحية السكان الذين كانوا يمقتون المذهب القوطي الأريوسي، وأخيرًا سقطت رافينا عاصمة القوط الشرقيين سنة 540. شبه جزيرة أيبيريا. وقد توجهت مجهودات الإمبراطور كذلك إلى إسبانيا حيث كان القوط الغربيون، وأحرز هناك نجاحات واستطاعت جيوش الامبراطورية أن تستعيد الجزء الجنوبي الشرقي لإسبانيا حتى قرطبة سنة 554م. ولم تتمكن الامبراطورية من كمال السيطرة على كامل شبه الجزيرة الآيبيرية بسبب أنها كانت تواجه صعوبات كبيرة في إرسال مزيد من القوات إلى تلك البلاد البعيدة. وبذلك استطاع جستينيان أن يعيد للدولة الرومانية عزها الأول باستعادته جزئًا كبيرًا من مساحتها الأولى، فإنه قد أعاد إخضاع دلماشيا وإيطاليا وكل شمال أفريقيا وجزر البحر الأبيض في الغرب وهي جزر صقلية وكورسيكا وسردينيا وجزر البليار. الجبهة الفارسية وغارت الهون والقبائل السلافية. استغل الفرس انشغال الامبراطورية بحروبها ضد الوندال والقوط، وقاموا بمهاجمة الدولة الرومانية بكل قواهم، واستولى على مدينة لزقا على سواحل البحر الأسود وتقدمت جيوشهم نحو الشام حتى أنطاكية، واستمرت الحرب سجالًا لمدة من الزمان وقد انتهت الحرب سنة 562. إلى جانب ذلك تعرضت حدود الامبراطورية عند جبهة نهر الدانوب لغارات قبائل الهون، وفي سنة 540 عاثوا فسادًا في تراقيا وأليريا واليونان حتى خليج كورنثه، وتمكنوا من شق طريقهم عنوة حتى القسطنطينية. كما تعرضت الإمبراطورية لغارات العناصر السلافية، وتمكن البيزنطيون من دفعهم بمشقة كبرى وبفضل شجاعة بليزاريوس، وإلى جانب ذلك كله ظهر الآفار على مسرح الحوادث مكونين خطرًا آخر يعمل حسابه. حقيقة أن غارات الهون والسلاف لم تسفر عن تأسيس هذه العناصر وإقامتها في أراضي الإمبراطورية، لكن نتيجة لغارتها وأعمالها التخريبية أصاب شبه جزيرة البلقان تخريب شامل، وهكذا دفعت الإمبراطورية في الشرق ثمنًا غاليًا لانتصارتها في الغرب. ويضاف إلى تلك الحروب الحروب السياسة لجستينيان الخارجية أنه في سبيل تحقيقه لمشروع إعادة مجد الامبراطورية القديمة، لجأ إلى نشاط آخر إلى جانب النشاط الحربي، فقد عمل كل ما في وسعه على أن يحقق ذلك بالطريقة الدبلوماسية ونشر سيادة الامبراطورية بتوزيع الهبات المالية وإثارة أعدائه بعضهم ضد بعض، وقد أدخل بذلك تحت سيادة الامبراطورية عددًا من القبائل المتبربرة التي أقامت على حدود الامبراطورية وأزال خطرها هناك، كما أنه استعمل الدعاية الدينية، فخلق بذلك مناطق نفوذ للامبراطورية، وأعد البعثات والإرساليات التي نشرت المسيحية في الحبشة وسواحل البحر الأسود. وبذلك كله تمكنت الامبراطورية من أن تكون لنفسها عدة دويلات تابعة من العرب في الشام واليمن، والبربر في شمال أفريقيا، واللمبارديين والهون. الأنشطة الدينية. وجد جستينيان أن أرثوذكسية إمبراطوريته مهددة بالتيارات الدينية المتباينة، وخاصة المونوفيزية، التي كان لها العديد من الأنصار في المحافظات الشرقية من سوريا ومصر. أُدينت عقيدة المونوفيزية، التي تؤكد أن يسوع المسيح امتلك طبيعة إلهية واحدة أو تركيبة من الطبيعة الإلهية والإنسانية، كهرطقة من قبل مجمع خلقيدونية في عام 451، وكانت السياسات المتسامحة تجاه المونوفيزية لزينون وأناستاسيوس الأول، مصدر التوتر في العلاقة مع أساقفة روما. عكس جاستن هذا الاتجاه وأكّد عقيدة خلقيدونية، وأدان المونوفيزية علانية. حاول جستنيان، الذي تابع هذه السياسة، فرض الوحدة الدينية على رعاياه من خلال إجبارهم على قبول التسويات العقائدية التي قد تروق لجميع الأطراف، وهي سياسة أثبتت فشلها لأنه لم يرضِ أيًا منهم. مال جستينيان أكثر إلى عقيدة المونوفيزية، وخاصة بشكل الأفثارتوديتسيزم، لكنه توفي قبل أن يتمكن من إصدار أي تشريع. تعاطفت الإمبراطورة ثيودورا مع المونوفيزية وقيل إنها كانت مصدرًا دائمًا للمكائد المؤيدة للمونوفيزية في البلاط في القسطنطينية في السنوات السابقة. ألّف جستينيان- خلال فترة حكمه- والذي كان لديه اهتمام حقيقي في مسائل اللاهوت، عددا صغيرا من الأطروحات اللاهوتية. السياسة الدينية. ظهر الاستبداد أيضًا في سياسة الإمبراطور الكنسية، كما في إدارته العلمانية. نظّم كل شيء، سواء في الدين أو في القانون. رأى في بداية حكمه أنه من المناسب أن ينشر إيمان الكنيسة بالثالوث والتجسد بالقانون، وتهديد جميع المهرطقين بالعقوبات المناسبة، في حين أعلن لاحقًا أنه يعتزم حرمان جميع مشاغبي الأرثوذكسية، الفرصة لمثل هذه الإساءة من خلال الإجراءات القانونية الواجبة. جعل من عقيدة نيقينو-القسطنطينية الرمز الوحيد للكنيسة، ومنح القوة القانونية لقانون المجالس المسكونية الأربعة الكنسي. اعترف الأساقفة الذين حضروا مجلس القسطنطينية الثاني في عام 553، بأنه لا يمكن القيام بأي شيء في الكنيسة بما يتعارض مع إرادة وقيادة الإمبراطور، بينما عزز الإمبراطور من ناحيته، في قضية البطريرك أنثيموس، حظر الكنيسة بتحريم مؤقت. حمى جستينيان طهارة الكنيسة من خلال قمع المهرطقين. لم يهمل أي فرصة لتأمين حقوق الكنيسة ورجال الدين، وحماية الرهبانية وتوسيعها. منح الرهبان الحق في وراثة الممتلكات من المواطنين العاديين والحق في الحصول على القداسة، أو الهدايا السنوية، من الخزينة الإمبراطورية، أو من الضرائب المفروضة على بعض المقاطعات، وحظر الاستيلاء على الممتلكات الرهبانية. كان بالفعل «الوالد الراعي» للكنيسة، على الرغم من أن الطابع الاستبدادي لتدابيره يتعارض مع المشاعر الحديثة. يحتوي كل من المخطوط والرواية، العديد من التشريعات المتعلقة بالتبرعات، والمؤسسات، وإدارة الممتلكات الكنسية، وانتخاب الأساقفة وحقوقهم، والكهنة، والأديرة، والحياة الرهبانية، والتزامات رجال الدين السكنية، وإدارة الخدمة الإلهية، والسلطة الأسقفية، إلخ. أعاد جستينيان أيضًا بناء كنيسة آيا صوفيا (التي كلفت 20 ألف رطل من الذهب)، وقد دُمّر الموقع الأصلي أثناء أعمال الشغب في نيكا. أصبحت آيا صوفيا الجديدة، بمعابدها وأضرحتها العديدة، وقبتها المثمنة المذهبة، وفسيفسائها، مركزًا وأبرز نصب للأرثوذكسية الشرقية في القسطنطينية. جستين الأول (بالإنجليزية: Justin I) كان إمبراطور الإمبراطورية الرومانية الشرقية منذ 518 حتى 527. تدرج جستين في المناصب العسكرية ليصير قائد الحرس الإمبراطوري، وعند وفاة الإمبراطور أناستاسيوس الأول، تخطى جستين الأول منافسيه وانتُخب خلفًا له، على الرغم من عمره المتقدم 70 عامًا. يتميز حكمه بإنشاء الإمبراطورية البيزنطية تحت حكم السلالة الجستينية، التي شملت ابن أخته جستينيان الأول وثلاثة من خلفائه. كانت عقيلته الملكة إيوفيميا. عُرف جستين الأول بعقيدته المسيحية الأرثوذوكسية القوية. يسّر من إنهاء الانشقاق الأكياني بين الكنائس في روما والقسطنطينية، وتحسين العلاقات بين جستين والبابا. شدد جستين الأول خلال فترة حكمه على الطبيعة الدينية للحكم، ومرر العديد من المراسيم ضد جماعات مسيحية «غير أرثوذكسية». استخدم جستين الأول الدين كأداة لسياسته الخارجية. وسعى إلى تعزيز العلاقات مع الدول الواقعة على حدود الإمبراطورية، وتجنب الحرب حتى نهاية حكمه. الحياة المهنية الأولى. كان جستين فلاحًا، وربما امتهن تربية الخنازير، نشأ في منطقة داردانيا، جزءًا من ولاية إليريكم الامبراطورية. ولد جستين الأول في نجع باديريانا بالقرب من سكوبي (إسكوبية الحديثة، في مقدونيا الشمالية). ينحدر جستين الأول من أصل روماني تراقي أو روماني إيليري، وتحدث اللاتينية والإغريقية البدائية، وحمل اسمًا تراقيًا مثل أعضاء عائلته. تزوجت أخته فيجيلانتيا (ولدت في عام 455) من ساباتيوس وأنجبت طفلين: الإمبراطور اللاحق فلافيوس بتروس ساباتيوس يوستيانوس (جستينيان الأول) في 483 وفيجيلانتيا في عام 490. تزوجت فيجيلانتيا الصغيرة من دولسيسيماس وأنجبت ثلاث أطفال على الأقل: الإمبراطور المستقبلي جستين الثاني (ولد في 520)، واللواء المستقبلي مارسيليوس وبراجيكتا (ولد في 520) التي تزوجت عضو مجلس الشيوخ آريوبيندوس. كان له رفيقان في سن المراهقة، هرب معهما على إثر زحف بربري. لم يمتلك جستين والرفيقان أي شيء بعد لجوئهم إلى القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية، باستثناء ثياب لتغطية أجسادهم، وكيسًا يحتوي على خبز. كان جستين أميًا عند وصوله هناك، والتحق بحرس القصر المكون حديثًا، الذي أطلق عليه اسم الإكسبيتورز. عمل جستين في العديد من المناصب، وأغار ضد الإيساوريين وضد الساسانية الفارسية، وعُرف بالشجاعة. وعين أطربونًا بسبب قدرته الاستثنائية، ثم عين بمنصب كوميس وعضوًا في مجلس الشيوخ، وعين في المنصب المؤثر، قائد الحرس الملكي تحت إدارة الإمبراطور أناستاسيوس الأول. لم يُسجل أي أطفال ناجين من زواجه مع لوبتشينا. طبقًا للمؤرخ المعاصر بروكوبيوس القيسراني، كانت لوبتشينا أمة بربرية، وكانت سكينة جستين دون زواج لفترة قبل زواجهما. جستين الأول إمبراطورًا. رسّخ جستين الأول أقدامه في المنصب باغتيال المعارضين المحتملين، خاصة مؤيدو أناستاسيوس المناهضين للخلقيدونية. أُعدم كل من أمانتيوس وثيوقراطيس بعد الانتخاب بتسعة أيام. أحاط جستين نفسه بمستشارين من الثقات، نظرًا لجهله بشئون إدارة الدولة. كان ابن أخته فلافيوس بتروس ساباتيوس أبرز هؤلاء المستشارين، إذ تبناه الإمبراطور ومنحه اسم جستينيان. السياسة الخارجية. سعى جستين إلى إقامة علاقات طيبة مع الدول المجاورة للإمبراطورية، وتجنب الحرب معهم حتى نهاية فترة حكمه. اتفق أناستاسيوس مع ثيودوريك العظيم ملك إيطاليا من القوط الشرقيين، على توليه حكم إيطاليا بصفته نائبًا عن أناستاسيوس. حافظ ذلك على وجود إيطاليا كجزء من الإمبراطورية، وحيَّد جارًا خطيرًا كإيطاليا. ناسب هذا الاتفاق ثيودوريك، فقد كان القوط الشرقيون أقلية أرستقراطية في إيطاليا، فساعد ترحيب القسطنطينية بهم على تصالح الأغلبية مع حكمهم. اختلطت مشاعر أغلبية الإيطاليين تجاه الإمبراطورية، فقد كان أناستاسيوس تابعًا للعقيدة المونوفيزية، بينما كانوا تابعين للعقيدة الخلقيدونية. كان القوط تابعين للعقيدة الآريوسية، ويرون كلا الفرقتين حفنة من المهرطقين. ومع الإمبراطور الخلقيدوني على العرش، والبابوية في إيطاليا، صار الوضع مزعزعًا. كانت العلاقات ودية مبدئيًا. اختير صهر ثيودوريك، أوتريك، قنصلًا في القسطنطينية في عام 519، وثبتت وراثته لعرش ثوردوريك. مات أوتريك في عام 522، وصارت سياسات جستين في ذلك الوقت معادية للآريوسية، بتأثير جستينيان. مات ثيودوريك في عام 526، وترك ابن أوتريك ذا العاشرة من عمره أتالاريك وريثًا للعرش. أسست عدد من المبادرات بخصوص الدول المجاورة على دوافع دينية، وطورها جستينيان بعد ما حظى بمزيد من النفوذ في نهاية حكم جستين. تشجع الملك كالب من مملكة أكسوم على التوسُّع بعنف، بتأثير جستين. يشير المؤرخ المعاصر جون مالالاس إلى أن التجار البيزنطيين سُرقوا وقُتلوا على يد الملك اليهودي في جنوب مملكة حمير العربية، ما دفع كالب إلى الادعاء «بأنه تصرف بحماقة وأسفرت تصرفاته عن قتل التجار من الإمبراطورية الرومانية المسيحية، وتلك الخسارة تخصه شخصيًا وتخص المملكة ككل». كانت مملكة حمير دولة عميلة للفرس الساسانيين، الأعداء الدائميين للبيزنطيين. شن كالب غزوة على مملكة حمير، وأقسم على تنصيرها إذا نجح، وذلك في عام 523. رأى جستين في اليمن الحالية دولة تدين بالولاء للمسيحية بدلًا من خضوعها للحكم الساساني. مثلت مناطق عديدة على الحدود بين الإمبراطورية البيزنطية ومنطقة فارس الساسانية مواقع نزاع بين القوتين. كانت مملكة إيبيريا الجورجية خاضعه للحكم الساساني، ولكنها كانت مسيحية. أُرسل الأساقفة الإيبيريين إلى أنطاكية في الإمبراطورية البيزنطية كي ينالوا القداسة. تشجع فاختانغ الأول ملك إيبيريا على الحرب مع الساسانيين. كان «مسيحيًا متحمسًا»، وكانت سياساته الدينية «جزءًا من أهدافه الاستراتيجية الأوسع». هُزم بعد صراع طويل وضُمت إيبيريا لتكون مقاطعة ساسانية في عام 522. كانت لازيكا من دول الجوار الأخرى، وكانت مسيحية، ولكنها وقعت في المحيط الساساني. كان ملكها، زاث، يطمح في تقليص النفوذ الساساني. ذهب في عام 521 أو 522 إلى القسطنطينية للحصول على شارات شرف وأحزمة ملكية من جستين وإعلان ولائه. عُمَّد مسيحيًا وتزوج من امرأة من شريفات البيزنطيين، فاليريا. عاد إلى لازيكا بعد تجديد ثقة الإمبراطور البيزنطي في ملكه. حاول الساسانيون استعادة السيطرة بعد وفاة جستين بفترة وجيزة، ولكنهم هُزموا بمساعدة من خليفة جستين. حاول الإمبراطور الساساني قباد بن فيروز التقرب من جستين ليطلب منه تبني ابنه الأصغر كسرى الأول رسميًا؛ لكي يؤمن له خلافته في العرش بدلًا من إخوته الذين يكبرونه سنًا. وافق جستين على الطلب، ولكنه كان على وعي بأنه بلا أولاد، وبالتالي فإن تبني طفلًا فارسيًا سيعرضه للمطالبة بحقه في العرش البيزنطي، فعرض جستين تبنيه وفقًا للتقاليد البربرية. شعر الفارسيون بالإهانة وكفوا عن المفاوضات. أغار البيزنطيون على آرمينيا الفارسية في عام 526 بدفع من جستينيان. حظي جستينيان بنفوذ بعد شيخوخة خاله. كانت المجموعات المغيرة بقيادة القادة العسكريين لجستينيان مثل سيتاس وبيليساريوس. لم تحقق الغارات العسكرية انتصارات ملموسة تزيد على التصريح بنوايا. الدين. عُرف حكم جستين الأول بالحلول التي قدمها للانشقاق الأكياني بين الفرعين الشرقي والغربي للكنيسة المسيحية. دعى جستين البابا هرمزيدا للقسطنطينية للتفاوض. أرسل جستينيان دعوة مماثلة، منفصلة، يُقال أنها أقرب من الاستدعاء. أرسل هرمزيدا وفدًا إلى القسطنطينية، مشددًا عليهم بأن يعرضوا الموقف الأرثوذكسي دون تفاوض. دعم جستين رؤى روما حول سؤال الطبيعة المزدوجة للمسيح، في سياسة أسس لها الإمبراطور المستقبلي جستينيان. وفي 28 مارس عام 519، وافق البطريرك جون الثاني على صياغة البابا هرمزيدا، وكان ذلك بمثابة نهاية للانشقاق الأكياني على مرأى ومسمع من جمع مهيب. أناستاسيوس الأول منذ 431 حتى 9 يوليو 518، كان إمبراطورًا بيزنطيًا منذ 491 حتى 518. عمل أناستاسيوس الأول في الإدارة الحكومية. اعتلى العرش في سن 61 عامًا، بعد اختياره من قبل زوجة سلفه زينون. تسببت ميوله الدينية في إثارة التوترات خلال فترة حكمه. يشير اسمه إلى نشأة مسيحية خالصة؛ إذ أن أناستاسيوس تعني في الإغريقية «البعث»، على عكس الأباطرة المسيحيين السابقين له، الذين كانوا منحرفين، خاصة قسطنطين الأول. اتسم حكمه بتحسنات في الحكومة، والاقتصاد، والبيروقراطية في الإمبراطورية الرومانية الشرقية. ترك أناستاسيوس الأول للحكومة الإمبراطورية فائض موازنة يُقدر بـ23 مليون صوليدوس؛ بسبب مكافحة الفساد الحكومي في عصره، وإصلاحات القانون الضريبي، وتقديم شكل جديد من العملات. النشأة. ولد أناستاسيوس الأول في دراس، بتاريخ غير معلوم، لكن يُعتقد أنه لا يبعد عن عام 431. ولد في عائلة من الإيليريون، ابنًا لأحد أشراف دراس يُسمى بومبيوس (ولد في عام 410)، وأمه أناستاسيا كونستانتينا (ولدت في 410). كانت أمه مؤمنة بالآريوسية، وكانت الحفيدة الكبرى للقيصر الروماني قنسطانطيوس غالوس، وزوجته كونستانتينا (ابنة وأخت الأباطرة). كان لأناستاسيوس عين سوداء وعين زرقاء (حالة تُعرف بتغاير لون القزحيتين)، ولهذا السبب سُمي بديكوريس (وتعني بالإغريقية مزدوج الحدقة). كان أناستاسيوس ناجحًا في الإدارة في قسم المالية قبل أن يصبح إمبراطورًا. تبوء العرش. تكاثرت الأدلة على رغبة المواطنين الرومانيين في إمبراطور روماني ومسيحي أرثوذكسي بعد وفاة زينون (491). تجمعت الحشود بعد وفاة زينون في القسطنطينية يهتفون «امنحوا الإمبراطورية إمبراطورًا أرثوذوكسيًا!» لجأت أرملة زينون أريادني إلى أناستاسيوس تحت هذا الضغط. كان أناستاسيوس في الستين من عمره عندما اعتلى العرش. من الجدير بالملاحظة أن أريادني اختارت أناستاسيوس مفضلة إياه على شقيق زينون لونغينوس، الذي كان اختيارًا منطقيًا عن أناستاسيوس، فأثار ذلك حفيظة السلالة الإيساورية. لم ترحب بعض الجماعات به أيضًا، ومنهم الجماعة الزرقاء والجماعة الخضراء. ألفت تلك الجماعات عصابات شوارع وأحزابًا سياسية تحت قيادة وتوجيه لونغينوس. أثارت الجماعات الزرقاء والحضراء شغبًا بصورة متكررة، ما سبب خسائر في الأرواح وتلفيات أخرى. كان أناستاسيوس معتنقًا للمونوفيزية. وعقب ذلك أن طلب منه بطريرك القسطنطينية القسم بعدم التنصل من مجمع خلقيدونية. تزوجت أريادني من أناستاسيوس في العشرين من مايو 491، بعد اعتلائه العرش بفترة وجيزة. حظي الإمبراطور بشعبية هائلة بسبب الإعفاء من الضرائب، خاصة إلغاء الضرائب الكريهة على المحاصيل التي كان يدفعها الفقراء. وأظهر حماسة وطاقة في إدارة شؤون الإمبراطورية. السياسة الخارجية والحروب. خاضت الإمبراطورية الرومانية الشرقية تحت حكم أناستاسيوس الحرب الإيساورية ضد لونغينوس وحرب أناستازيا ضد الإمبراطورية الساسانية الفارسية. أشعل الحرب الإيساورية (492-497) أشياع لونغينوس، شقيق زينون، الذي أُهمل عرشه لصالح أناستاسيوس. اندلعت معركة كوتاهيا في عام 492، ومثلت بداية هذا التمرد، ولكن استمرت حرب العصابات في الجبال الإيساورية لعدة سنوات. دارت المقاومة في الجبال حول احتفاظ الإيساوريين بقلعة بابيروس. استمرت الحرب لمدة خمس سنوات، ولكن أناستاسيوس مرر تشريعًا متعلقًا بالاقتصاد في منتصف تسعينيات القرن الخامس، مقترحًا أن الحرب الإيساورية لم تستنفذ موارد الحكومة وطاقاتها. هُزمت المقاومة الإيساورية بعد خمس سنوات، وأُجبر عدد كبير من الإيساوريين على الانتقال إلى تراقيا، لضمان عدم التمرد مجددًا. أثناء حرب أناستازيا بين عامي 502-504 ضد الإمبراطورية الساسانية الفارسية، احتلت الإمبراطورية الساسانية مدن ثيودوسيوبوليس وآمد، ولكن الرومان استعادوا آمد في ما بعد، مقابل الذهب. عانت المقاطعات الفارسية أيضًا، وانتهى الأمر بالسلام في عام 506. شيّد أناستاسيوس حصنًا منيعًا في دراس، أطلق عليه اسم أناستاسيبوليس، لمراقبة الفارسيين في نصيبين. ولكن المقاطعات البلقانية كُشفت وخلت من الجنود، ودُمرت بفعل هجمات السلاف والبلغار، وشيّد الإمبراطور سور أناستازيا لحماية القسطنطينية وجوارها، وامتد من بروبونتيس حتى البحر الأسود. حول الإمبراطور أناستاسيوس الأول مدينته دراس إلى واحدة من أقوى المدن المحصنة على البحر الأدرياتيكي، من خلال تشييد قلعة دوريس. السياسات المدنية والمسيحية. كان الإمبراطور مسيحيًا مؤمنًا بالعقيدة الميافيزية، يتبع تعاليم البابا السكندري كيرلس الأول وساويرس الأنطاكي الذي تنص تعاليمه على أن «للمسيح طبيعة متجسدة واحدة» في وحدة غير قابلة للانقسام بين الإلهي والبشري. وعلى الرغم من ذلك، كانت سياسة الإمبراطور الدينية معتدلة. سعى الإمبراطور إلى الحفاظ على مبادئ هينتوكيون زينون والسلام مع الكنيسة. اتبع الإمبراطور أناستاسيوس الأول انتصاره العسكري ضد الفارسيين بإقالة بطريرك خلقيدونية، واستبدله بآخر ميافيزي. انتهك هذا الفعل الاتفاق مع بطريرك القسطنطينية وأثار التوتر في خليقدونية. بدأ اللواء فيتاليان في السنة التالية بالتمرد، وهزم الجيش الإمبراطوري سريعًا وزحف نحو القسطنطينية. منح أناستاسيوس الأول اللواء فيتالين لقب قائد جيش تراقيا وبدأ بالتواصل مع البابا للوصول لتسوية لإنهاء الانشقاق الأكياني، مدفوعًا بحصار الجيش للقسطنطينية. هاجم اللواء مارينوس قوات فيتالين وأجبره وقواته على التحرك إلى شمال تراقيا، بعد سنتين من الحادثة. حظي أناستاسيوس بسيطرة لا نزاع عليها للإمبراطورية حتى وفاته في 518 بعد اختتام الصراع. الإصلاحات الإدارية والعملة الجديدة. يشتهر أناستاسيوس الأول باهتمامه غير المسبوق بالكفاءة الإدارية وقضايا الاقتصاد. من أمارات ذلك أنه بدّل طريقة الدفع في المعاملات الحكومية من المقايضة بالبضائع إلى العملة الصعبة. قللت هذه الممارسة من احتمالية الاختلاس والحاجة لنقل وحفظ المؤن. كما ساعدت على سهولة الحسابات. طُبقت هذه الممارسة على الضرائب أيضًا، وأجبرت المتعاملين على الدفع نقدًا بدلًا من الدفع بالبضائع. كما أنهى إمداد الجنود بالأسلحة والأزياء، ومنح كل جندي كمية سخية من المال ليشتري حاجته. أثمرت تلك التغيرات المطبقة على السياسة الإمبراطورية جيدًا، ودفع المطالَبون بالضرائب قليلًا منها عمّا قبل، وارتفعت عائدات الحكومة. سمح الارتفاع في العائد الحكومي برفع رواتب الجنود، ما دفع الجنود الرومان الأهليين للالتحاق بالعمل العسكري، على نقيض البرابرة والإيساوريين الذين اعتمد عليهم الأباطرة السابقون. يُنسب للإمبراطور أناستاسيوس الأول أيضًا «الإدارة الرشيدة» لموارد الإمبراطورية المالية. استمر أناستاسيوس الأول، في خضم هذه الإصلاحات، في بيع المناصب الرسمية. وباع منها الكثير لدرجة اتهامه بالتسهيل لإنشاء أرستقراطية مدنية. دعم هذا الادعاء النمو الملحوظ لتأثير العائلات التي تقلدت المناصب الرفيعة في الحكومة، مثل بطالمة مصر. كان ذلك مصدر إلغاز للمؤرخين، فقد ظهر أن الإمبراطور قلص من الفساد الحكومي في مناطق أخرى. منح أناستاسيوس الأول مناصب رسمية لأصدقائه المقربين مثل اللواء سيلير، وصهره وشقيقه وأبناء أخوته وأحفادهم. عانى النظام المالي المعقد للإمبراطورية البيزنطية الأولى من انهيار في منتصف القرن الخامس، وأعاد أناستاسيوس الأول إحياءه في عام 498. شمل النظام الجديد ثلاث فئات عملة ذهبية، الصوليدوس ونصفها وثلثها، وخمس فئات من النحاس، الفوليس وقيمتها 40 نومس، وكسورها حتى النومس الواحد. أصبحت العملة الجديدة جزءًا مهمًا من التجارة مع المناطق الأخرى. وجدت عملة الفوليس في صحراء جهارجوي، وفي شمال نهر جيحون. وجدت أربع وحدات من عملة صوليدوس بعيدًا من الإمبراطورية الرومانية في الصين. لا يقترح هذا الاكتشاف أن الصين كانت شريكًا تجاريًا مع الإمبراطورية، لكن يبدو أن الصين والإمبراطورية الرومانية تواصلا تجاريًا من خلال تجار وسط آسيا المسافرين عبر طريق الحرير. حاول بعض شركاء الرومان تقليد عملات أناستاسيوس. ظلت العملة التي اعتمدها أناستاسيوس مستخدمة وقابلة للتداول لمدة كبيرة. الإمبراطور القيصر فلافيوس زينون أغسطس ، اسمه الأصلي تاراسيكوديسّا أو تراسكاليسايوس (425 - 491) كان إمبراطوراً رومانياً شرقياً من 9 فبراير 474 حتى 9 أبريل 491، ويعد من أبرز الأباطرة البيزنطيين الأوائل. أصابت الثورات المحلية والخلاف الديني عهده الذي نجح على الرغم من هذا إلى الحد من القضايا الأجنبية. ترأس النهاية الرسمية للإمبراطورية الرومانية في الغرب بينما في نفس الوقت ساهم في استقرار الإمبراطورية في الشرق. تعرض حكمه لانقلاب وتمرد لمدة قصيرة تولى فيها باسيليسكيوس الحكم لمدة عشرين شهراً ابتداءً من عام 475 ميلادية قبل أن ينجح زينون في استعادة حكمه مرة أخرى. كان في شبابه مقاتلًا إساوريا، من المنطقة المسماة الآن أرمينيا. والإساوريون هم أجداد الأكراد الحاليين، وكان الرومان ينظرون إليهم على أنهم برابرة على الرغم من كونهم مواطنين رومان لأكثر من قرنين. مجموعة أحداث مواتية سنحت لتاراسيكوديسا بالارتقاء إلى سدة الحكم في القسطنطينية. السيرة. الوصول إلى السلطة. نشأته. كان الاسم الأصلي لزينون هو تاراسيس، وبشكل أكثر دقة في لغته الأم الإيساوريية "تاراسيكوديسا" (باللاتينية: "Trascalissaeus"). وُلد تاراسيس في إيساوريا، في روسومبلادا، التي أُعيد تسميتها لاحقًا باسم زينوننوبوليس على شرف زينون. كان والده يدعى كوديسا (كما هو مذكور في اسمه المنسوب لاسم أبيه «تاراسيكوديسا»)، والدته لاليس، وشقيقه لونجينوس. كان لتاراسيس زوجة، أركاديا، التي ارتبط اسمها بالطبقة الأرستقراطية القسطنطينية، والتي شُيد لها تمثال بالقرب من حمامات أركاديوس، بمحاذاة الدرجات التي قادت إلى طرق تسلق الجبال. تؤكد الروايات التراثية من الشرق الأدنى وغيرها من الروايات المسيحية أن زينون كانت لديه ابنتان، هيلاريا وثيوبيست، اللتان اتبعتا حياة دينية، ولكن المصادر التاريخية تشهد على وجود ابن واحد فقط من أركاديا، ويدعى زينونن. وفقًا لمصادر قديمة، كانت مسيرة زينون المرموقة، بقتاله ضد أتيلا في عام 447 للدفاع عن القسطنطينية وتعينه قنصلًا في العام التالي، هي السبب وراء اختيار تاراسيس، الذي كان ضابط إيساوري آخر، الاسم اليوناني زينون عندما تزوج فرد من أفراد العائلة الإمبراطورية، وبالتالي أصبح يُعرف باسم زينون عندما اعتلى العرش. يشير بعض المؤرخين الحديثين إلى أن الجنرال الإيساوري زينون كان والد الإمبراطور، ولكن لا يوجد إجماع حول هذا الرأي، وتشير مصادر أخرى إلى أن تاراسيس كان من حاشية زينون. كان الإيساوريون شعبًا يعيش في المناطق الداخلية من ساحل البحر المتوسط في الأناضول، في قلب جبال طوروس (عمومًا ما يعرف الآن بمنطقة قونية / بوزكير في تركيا). مثل معظم القبائل التي كانت تعيش على الحدود، كان يُنظر إليهم على أنهم برابرة من قبل الرومان على الرغم من أنهم كانوا رعايا رومانيين لأكثر من خمسة قرون. ولكن، بما أنهم كانوا مسيحيين أرثوذكس بدلاً من أريوسيين، مثلما كان القوط والقبائل الجرمانية الأخرى، لذلك لم يُمنعوا رسميًا من العرش. وفقًا لبعض الباحثين، في منتصف عقد 460، أراد الإمبراطور الروماني الشرقي، ليو الأول، تحقيق التوازن في الجيش بين المكون الجرماني والمكونات الأخرى، وكان يقود الجيش الألاني أسبار برتبة قائد الجنود (باللاتينية: "magister militum"). لقد ظن أن تارسيس والإيساوريين يمكن أن يكونوا ثقل موازن للجرمانيين، ودعاه مع العديد من الإيساوريين، إلى القسطنطينية. ولكن هذا التفسير، شُكك بصحته. بحلول منتصف عقد 460، كانت أركاديا وزينون يعيشون في القسطنطينية منذ مدة، حيث عاشت والدته لاليس وشقيقه لونجينوس أيضًا، تزوج لونجينوس من فاليريا، التي كانت من المحتمل امرأة من الطبقة الأرستقراطية. وفقًا لمصادر قديمة، تعود الإشارة الأولى إلى تاراسيس إلى عام 464، عندما حصل على بعض الرسائل التي كتبها أردابور ابن أسبار، والتي أثبتت أن نجل قائد الجنود (باللاتينية: "magister militum") حرض الملك الساساني على غزو الأراضي الرومانية، ووعده بدعم الغزو. من خلال هذه الرسائل، التي أعطاها تاراسيس لليو، كان بإمكان الإمبراطور إقالة أردابور، الذي كان في ذلك الوقت قائد الجنود في الشرق (باللاتينية: "magister militum per Orientem") ومن البطارقة الروم (باللاتينية: "patricius")، ما قلل من نفوذ وطموح أسبار. كمكافأة على ولائه، الذي أشاد به ليو أمام دانييل العمودي، عُيين تاراسيس كوميس دوميستيكيس (باللاتينية: "comes domesticorum")، منصب ذو نفوذ كبير وأهمية. قد يعني هذا التعيين أن تاراسيس كان بروتيكتور دوميستيكيس (باللاتينية: "protector domesticus")، إما في بلاط ليو في القسطنطينية، أو مُلحق بطاقم أردابور في أنطاكية. في 465، تشاجر كل من ليو وأسبار حول تعيين القناصل للسنة التالية، وبعد هذه الواقعة تعزز وضع تاراسيس، إذ أصبح صديقًا للإمبراطور وحليفًا له. صهر ليو الأول. من أجل أن يصبح أكثر قبولًا أمام الطبقة العليا الرومانية وسكان القسطنطينية، اعتمد تاراسيس الاسم اليوناني زينون واستخدمه لبقية حياته. في منتصف عام 466، تزوج زينون من أريادني، الابنة الكبرى لليو الأول وفرينا، ولا يوجد مرجع يشير إلى طلاقه من أركاديا التي من الواضح أنها توفت قبل هذا. في العام التالي، وُلد ابنهم، وأصبح زينون والد الوريث الواضح للعرش، باعتبار الابن الوحيد لليو الأول توفي في طفولته، سُمي الطفل ليو للتأكيد على حقه بالمطالبة بالعرش. لكن زينون لم يكن حاضرا عند ولادة ابنه، لأنه كان يشارك في حملة عسكرية ضد القوط منذ عام 467. لم يشارك زينون، بصفته عضوًا في "البروتيكتور دوميستيكيس"، في الحملة الكارثية ضد الواندال، التي قادها في عام 468 صهر ليو باسيليسكيوس. في العام التالي، الذي كان يشرف فيه على القنصلية، عُيين قائدًا للجنود في تراقيا وقاد بعثة استكشافية فيها. لا توضح المصادر بوضوح أي عدو قاتل هناك، وقد اقترح المؤرخون إما القوط أو الهون أو متمردي أناغاستيس. في كلتا الحالتين، قبل مغادرته، طلب ليو وزينون رأي دانييل العمودي حول الحملة، وأجاب دانييل أن زينون سيكون هدفًا لمؤامرة لكنه سيهرب دون أن يصاب بأذى. وبالفعل، أرسل ليو بعض جنوده الشخصيين مع زينون لحمايته، لكن رشاهم أسبار للقبض عليه بدلاً من ذلك. عرف زينون بنواياهم وهرب إلى سيرديكا، وبسبب هذه الحادثة، أصبح ليو أكثر شكًا بأسبار. بعد الهجوم، لم يرجع زينون إلى القسطنطينية، حيث كان يتواجد أسبار وأردابور، وكانا يتمتعان بنفوذ كبير هناك. وبدلاً من ذلك، انتقل إلى «الجدار الطويل» (الجدار الطويل لشبه حزيرة تراقيا أو باحتمال أقل جدار أناستاسيان)، ثم إلى بيلاي ومن هناك إلى خلقدون. أثناء انتظاره هناك للحصول على فرصة للعودة إلى العاصمة، عُيين كقائد للجنود في الشرق. غادر إلى أنطاكية وأخذ معه الراهب بيتر القصار، التي كانت مقر أبرشيته، وفي طريقه زار إيساوريا، حيث أخمد تمرد إنداكوس. بقي زينون في أنطاكية لمدة عامين. بينما كان يعيش في أنطاكية مع أسرته، تعاطف زينون مع آراء بيتر القصار المونوفيزية، ودعمه ضد خصمه، الأسقف الخلقدوني مارتيريوس. سمح زينون بوصول الرهبان إلى أنطاكية من الأديرة القريبة ما زاد من عدد أتباع بيتر، ولم يقمع عنفهم بصورة فعالة. ذهب مارتيريوس إلى القسطنطينية لطلب المساعدة من ليو، ولكن عند عودته إلى أنطاكية، أُبلغ أن بيتر قد انتخب أسقفًا، واستقال (470). كان رد فعل ليو هو أن أمر بنفي بيتر وأرسل إلى زينون قانون يحظر على الرهبان مغادرة الأديرة أو إثارة التمرد (1 يونيو 471). في 470/471، كان على زينون أيضًا التعامل مع غزو قبائل التزاني، الذي هاجموا أرمينيا الرومانية. مع زينون بعيدًا عن القسطنطينية، زاد أسبار من نفوذه من خلال تعيين ابنه باتريشيوس قيصر وتزوج من الابنة الصغرى لليو الأول، ليونتيا (470). المصادر متناقضة حول الأسباب، ولكن تذكر بوضوح أنه في عام 471، أمر ليو بقتل أسبار وأردابور غدرًا. حدث هذا بالتأكيد بموافقة زينون وباسيليسكوس، إذ أنه في ليلة مقتلهما، اقترب الجنرالان من القسطنطينية (كان زينون في تشالسيدون). بعد ذلك، عاد زينون إلى القسطنطينية وعُين ماجستير ميلتيوم براسينتاليس (باللاتينية: "magister militum praesentalis"). الحكم. فترة الحكم الأولى وثورة بازيليكوس (475-476). في 25 أكتوبر 473، عين ليو الأول حفيده ليو الثاني "كقيصر"، ابن زينون وأريادني. في 18 يناير 474، توفي ليو، لو لم يكن ليو الثاني قد أعلن بالفعل كإمبراطور مشارك من قبل جده، لكان قد أصبح "أغسطس" في تلك المناسبة. بما أن ليو الثاني كان في السابعة من عمره (أصغر من أن يحكم نفسه)، أقنعته أريادني ووالدتها فيرينا بأن يتوج والده زينون كإمبراطور مشارك في الحكم، وهو ما فعله في 9 فبراير 474. عندما أصبح ليو الثاني مريضًا ومات، أصبح زينون الإمبراطور الوحيد. ألعاب أولمبية شتوية 2006 هي الدورة العشرون لمسابقات الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في مدينة تورينو الإيطالية. أنطلقت الدورة في 10 فبراير 2006 وأستمرت إلى يوم 26 فبراير 2006 وتسابق في 15 لعبة رياضية من الألعاب الشتوية 2633 رياضيا من 85 دولة من بينهم دولتان عربيتان هما لبنان والجزائر للحصول على 84 ميدالية ذهبية. واعتبرت تورينو ثاني مدينة إيطالية تستضيف الألعاب الأولمبية الشتوية بعد مدينة كورتينا دامبيزو Cortina d'Ampezzo الإيطالية التي قامت بأستضافتها في شتاء عام 1956. بدأت مراسيم الاحتفال في الساعة 8 مساءً بتوقيت وسط أوروبا في المدرَّج الأولمبيّ (Stadio Olimpico) في تورينو في 10 فبراير 2006 وحضر مراسيم الاحتفال 35,000 شخص وقامت 32 محطة تلفزيونية بنقله مباشرة إلى أكثر من مليارَي متفرج في العالم وأعلن الرئيس الإيطالي كارلو شامبي افتتاح الدورة وكانت الممثلة الإيطالية صوفيا لورين والأمريكية سوزان سارندون من الثماني نساء الشهيرات اللاتي رفعن العلم الأوليمبي وانتهى الحفل بوصلة من الغناء الأوبرالي قدمها مغنى الأوبرا الشهير بافاروتي ثم بعرض للألعاب النارية. تم اختيار مدينة تورينو لأستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية لسنة 2006 بعد منافسة شديدة مع مدينة سيون Sion السويسرية وشارك أكثر من 20,000 متطوع في المساهمة لأعداد وتجهيز المستلزمات الضرورية لأنجاح الألعاب الأولمبية في دورتها العشرين في تورينو. تم صرف 1.7 مليار يورو لأعداد الملاعب والقرية الأولمبية والبنى الأساسيّة الضرورية لإنشاء خط مترو جديد وتوفير الحماية الأمنية أثناء المسابقات. الألعاب الشتوية المتنافَس عليها. الدول المشاركة. Despite the overall increase of NOCs and number of athletes, the following NOCs which competed at the previous Winter Games did not participate in Turin: الوثنيّة معتقدات وممارسات تتفق على عبادة الطبيعة. قد تتخذ الوثنية عدة أشكال، منها وحدة الوجود (الإيمان بأن الطبيعة المادية هي الإله)، تعدد الآلهة (الإيمان بأكثر من إله)، مذهب حيوية المادة (الاعتقاد بأن الأشكال المادية في العالم هي الطاقة الإلهية وعبادة الأصنام وتقديسها. أطلق المصطلح على الديانات المحلية التي صادفوها خلال انتشارهم. من وثنيي القرن العشرين إريك لودندورف، حركة العصر الجديد. العقائد والتقاليد الوثنية هي تعدد الآلهة، حيوية المادة، التنبؤ، الكهنوتية. وتعتبر الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام أن الوثنية قبحا وكل من يسجد للأصنام فهو مخالف لشريعة دينه عبادة الأصنام. عبادة الأصنام تجسيد مادي لصورة إله، أو مجموعة ممارسات وطقوس عبادة كتمجيد بعض الكينونات المصنوعة المخلوقة بعيداً عن الله الخالق. تنهى جميع الديانات الإبراهيمية بحزم عن عبادة الأصنام، وإن كان المنظور الحالي للديانات الإبراهيمية يختلف فيما بينها في تصنيفه اللأفعال المنسوبة لعبادة الأصنام. يعتبر استخدام صور الآلهة جائزاً في الديانات الوثنية. وتعتبر ماهية هذه الصور والأفكار والتجسيدات المنطوية تحت طقوس عبادة الأصنام مسألة تخضع للخلاف وحتى في الديانات الإبراهيمية يستخدم هذا المصطلح في نطاق واسع. زينون ( 334 ق. م. – 262 ق.م ) فيلسوف سوري فينيقي من مواليد مستوطنة كيتيوم الفينيقية في قبرص. هاجر إلى أثينا في شبابه ومع أنه رفض أن يصبح من رعاياها إلا أنه بقي مقيمًا فيها حتى وفاته، وبعد دراسته على يد كريتيس الساخر وستيلبو الميجاري وفي الأكاديمية القديمة، اخذ يعلم في الرواق المعمد "من هنا كانت تسمية مذهبه الفلسفي بالرواقيه"، وقد أنشأها سنة 300 ق.م وقال فيها بأن الرجل الحكيم يجب أن يتحرر من الانفعال، ولا يتأثر بالفرح أو الترح، وأن يخضع من غير تذمر لحكم الضرورة القاهرة. وتشتمل سيرته التي وضعها ديوجنيس اللايرسي على خلاصة تعاليمه التي كانت دوغماتية "أي مؤكدة من غير بيان ودليل" وتنبؤية ومتناقضة ظاهريًا، بدلًا من أن تكون فلسفية على غرار الفلاسفة الإغريق الذين سبقوه، وقد قسم الفلسفة إلى منطق وفيزياء وأخلاق، واتخذ مقياسًا للحقيقة الانطباع الثابت الذي لا سبيل للشك فيه، فجعل الأخلاق رئيسية، وقال بأن السعادة تكمن في ملائمة الإرادة مع العقل الإلهي الذي يحكم الكون، غير أنه لم يبقى من رسائله في المنطق، والفيزياء، والأخلاق، والبلاغة (الموضوعة بلغة يونانية جافة ولكن فعالة) إلا استشهادات متناثرة. تدليلًا على مكانة زينون الرواقي ومعلم الأخلاق الفينيقي السامية في مجال الفكر، أن الملك المقدوني أنتيغون دعاه في رسالة وجهها إليه للإقامة عنده ليكون تلميذًا له، فيصبح كل شعبه من تلاميذه نظرًا لتفوقه العقلي والعلمي، فكان جواب زينون له، وكان قد بلغ آنذاك الرابعة والثمانين من عمره: "إني سعيد بكونك تريد تعلم ما هو حقيقي ومفيد، وليس فقط فن قيادة الشعب والعبث بالأخلاق الطيبة، وأن أي إنسان تجذبه الفلسفة ويحتقر الرغبات الدنيوية، لا يكون وحسب ذو نبل طبيعي، بل ذا نبل خُلُقي عظيم، ولو لم أكن كهلًا ويعيقني هِرَم جسدي لجئت إليك، ولكنني سأرسل إليك بعض تلامذتي الذين يماثلونني بروحهم وهم أكثر فائدة مني". وعندما شاهد انتيباتروس الصيدوني قبر زينون رثاه بقوله: "هنا يرقد زينون الكيتومي الحكيم الذي اتجه إلى السماء، إنه لم يضع جبل فوق جبل، كما لم ينجز أعمال هرقل ليصل إلى النجوم، فإن طريق الفضيلة كانت تكفيه". سيرته. زينون الرواقي (334 ق.م. – 262 ق.م)، فينيقي من قبرص، ابن منسى التاجر الكنعاني مؤسس المدرسة الرواقية في الفلسفة، التي درّسها في أثينا منذ 300 ق.م مرتكزة على الأفكار الأخلاقية للفضيلة، قامت الرواقية على تأكيد الخير والسلام الفكري الناتج عن حياة الفضيلة بانسجام مع الطبيعة. أثبتت نجاحها وازدهرت كفلسفة مسيطرة في العصر الهيليني عبر الحقبة الرومانية. حياته. ولد زينون في 334 قبل الميلاد في قبرص. كل ما يُعرف عن حياته يأتي من حكايات منقولة عن ديوجنيس لارتيوس. في عمله حياة وأفكار فلاسفة بارزون. زينون هو ابن تاجر فينيقي، عندما أتى إلى أثينا ليعلم الفلسفة في سن 22. القصة تعود إلى أحد رحلاته إلى أثينا حيث جذبته كتابات سقراط فسأل صاحب المكتبة عن شخص مماثل، فأخبره صاحب المكتبة عن أحد الفلاسفة في اليونان. وصف زينون بأنه شخص جامح وصبور، ويعيش حياة زاهدة ووافرة، هذه الأمور أثرت في تعاليمه وفي فلسفته الرواقية. رفض زينون المواطنة الأثينية عندما عرضت عليه، حيث تخوف من أن يظهر كشخص غير مخلص لأرضه الأم فينيقيا. وكذلك فضل زينون صداقة البعض على الكثير، أنه كان مولعًا في دفن نفسه في الاكتشافات، أنه لم يحب يسهب أو يفصل في خطاباته. توفي زينون في 262 قبل الميلاد، ذكر لارتيوس عن وفاته: عندما كان مغادراً للمدرسة تعثر ووقع فكسر أصبع قدمه، ضاربًا للأرض بقبضته، اقتبس سطرًا من نيوبيه: "أتيت، أتيت، لماذا تنادينني؟" ومات فورًا بعد أن توقفت أنفاسه. فلسفته. قسم زينون الفلسفة إلى ثلاثة أجزاء: أعماله. الجمهورية. في هذا العمل يقدم زينون صورة مجتمع مثالي يكون فيه الإنسان الحكيم هو المواطن بغض النظر عن وطنه، هذا المجتمع تحكمه قوانين مشتركة تتماشى مع قانون الطبيعة. مجتمع شرطه هو التوافق مع الطبيعة، يمتثل فيه المواطنون لرغباتهم الطبيعية. وما جمع من عمل زينون هو قليل وغير مكتمل، ولكن ماعرف عن هذا العمل هو مايلي، فانتقد زينون نظام التعليم في عصره ووصفه بالعقم لأنه قام على ثلاث فقط الكتابة، الموسيقى، والرياضة، ثم ينتقل إلى مفهوم الصداقة ويرى أن الأصدقاء فقط هم من يملكون الحكمة أما غيرهم فهم في حالة عداء وصراع سواء بين الأخوة أو بين الأهل والأبناء، ولا يمكنهم التحول إلى أصدقاء إلا في حال أصبحوا حكماء. ويرى أن جمهوريته لابد أن تقوم على الصداقة، والحكمة في وجهة نظره ليس لها شروط بل يمكن لكل إنسان أن يحظى بها. ويرفض زينون فكرة العبودية ويرى أن العبودية هي مابين السيد والعبد، ويرفض حتى تلك العبودية القائمة على عقود العمل، وتلك العبودية التي تعني تملك إنسان لآخر. ينتقل زينون لاحقا إلى موضوع النساء، ويؤكد على ضرورة زواج الحكيم والإنجاب ولا يضع شروطا للزواج حيث أن جميع مواطني الجمهورية هم الحكماء والممتازين، ويرى إن الزواج والإنجاب ضرورة لحفظ الجنس البشري. كما رفض زينون في جمهوريته بناء المعابد مايعتبر إساءة للديانة اليونانية الرسمية، ورأى أن العبادة هي حاجة العابد وليست حاجة الآلهة، حيث يحتاج العابد إلى تذكير نفسه بوجود الآلهة، ويرى أن العبادات لا تؤثر بالآلهة ولكنها تلفت نظر العابد إلى وجود العنصر الإلهي داخله. ورفض زينون أيضا تعبد الأوثان، فالآلهة ليست على صورة بشرية، وأن من يفعل هذا هو جعل بالحقيقة الإلهية، لذا فإنه يدعو إلى إزالة الأوثان من الجمهورية، كما دعا إلى إلغاء دور القضاء، حيث قال إن المواطنين نفسهم من يحققون العدالة دون الحاجة للقوانين، وهذه العدالة تعني تطبيق القانون الطبيعي على أساس الفهم الصحيح له، حيث لا يوجد مذنب يستحق العقاب، كما لا حاجة للعملات المالية فجميع الأشياء ملك للجميع ويكون التبادل للأشياء مباشرة بين المواطنين، فهو يرى أن المال سبب كل الشرور، ويرى زينون أيضا أن النساء لا يختلفن بشيء عن الرجال، وقال بتوحيد الزي بين الرجال والنساء، لأن الزي كان تعبيرا عن التمايز بين الغني والفقير، أما في جمهوريته لابد أن يكون الجميع سواء يعيشون وفقا للطبيعة. زينون واللاسلطوية. يعتبر زينون الرواقي أول لا سلطوي في العالم وممهدا هاما لأفكارها، فقد رأى زينون أن البشر حكماء لا حاجة للسيطرة عليهم، وبالتالي لا حاجة لهم لا للدولة ولا النقود ولا المحاكم والمؤسسات المنظمة. في رؤيته نرى المساواة الكاملة بين الرجال والنساء إضافة إلى الطبيعة الاشتراكية. كسروان هي إحدى أقضية محافظة جبل لبنان الستة. تقع في غرب وسط لبنان وتمتد من مجرى نهر إبراهيم في الشمال وحتى مجرى نهر الكلب في الجنوب، ومن شاطئ البحر الأبيض المتوسط في الغرب حتى قمم جبل صنين على ارتفاع 2600 متر و 2800 في كفردبيان. تبلغ مساحتها 342 كيلومترا مربعا. يحده من الشمال قضاء جبيل ومن الشرق قضاء بعلبك ومن الجنوب قضاء المتن. ومركز كسروان مدينة جونيه. ووفقًا لبيانات سجلات الناخبين المسجلين، فإن نسبة السكان المسيحيين هي أعلى نسبة مئوية في البلاد، مع 97.9% من الناخبين هم من المسيحيين ومعظمهم من الموارنة.