جون كوينسي آدامز (11 يوليو 1767 - 23 فبراير 1848)، الرئيس السادس للولايات المتحدة الأمريكية بالفترة بين عامي 1825 إلى 1829، (ملاحظة: يكتب الاسم بالإنجليزية Quincy (كوينسي) لكنه يلفظ كوينزي)، تمت تسميته نسبة لجده (جون كوينزي ) هو ابن ثاني رؤساء الولايات المتحدة جون آدامز آب والدته أبغيل آدامز. ولد في براينتري-ماستشوتس تسمى الآن بكوينزي. عندما كان والده جون ادامز في أوروبا كان هو سكرتيره مما ساعده على التحدث بلغات أخرى غير لغته الام. ارتاد جامعة هارفرد وتخرج منها وعمل كمحامي.في عام 1802 انتخب كعضو في مجلس الشيوخ الأمريكي. عمل جون كوينسي آدامز في الحقل الدبلوماسي، حيث عُيّن موفداً لبلاده في عدد من دول أوروبا هولندا وبريطانيا كما عيّن وزيرا ً مفوضا ًلبلاده في روسيا بعد ست اعوام من انتخابه في مجلس الشيوخ الأمريكي. من المعروف عن جون كوينسي آدامز عدائه للعبودية التي كانت مستشريةً في الولايات المتحدة. خسر آدامز الانخابات الرئاسية امام جاكسون عام 1828.وقد لوحظ في هذه الانتخابات كثرة الهجمات الشخصية بين المرشحين ضد بعضهم البعض. كتب مذكراته والتي تقع في 12 مجلدا ً. نشأته وتعليمه. ولد جون كوينسي، في الحادي عشر من يوليو عام 1767، وواكب مولده بداية الثورة الأمريكية. وكان هو الابن الوحيد لجون آدامز، الرئيس الثاني للولايات المتحدة الأمريكية، وأحد مؤسسيها البارزين. أما والدته، فكانت تعده، لأن يصبح رئيساً بعد أبيه، وكانت تحمسه قائلة "غدا سوف تلقى مسؤولية هذه الدولة على كاهلك". لم يذهب جون كوينسي إلى المدارس الابتدائية، ولكنه تعلم على يد أبيه وأمه، وصفوة من المدرسين الخصوصيين، من ذوي الجنسيات المختلفة، الذين أحضرهم أبوه، لإعداد جون كوينسي، للمهام الجسيمة التي تنتظره. وقد اصطحبه والده، ولم يكن عمره قد تعدى عشر سنوات، في مهمات دبلوماسية إلى أوروبا. ثم التحق بمدرسة خاصة، داخلية، في باريس، لتعلم اللغة الفرنسية. وبعد أن اشتد عوده، التحق جون كوينسي، بجامعة هاج في مدينة لايدن بجنوب هولندا. وأظهر جون كوينسي، شغفاً غير طبيعي، لتعلم اللغات، والتاريخ، ونبغ فيهما. فكان يحفظ التاريخ الأوروبي، والعالمي عن ظهر قلب. وفي عام 1785 عاد جون كوينسي إلى الولايات المتحدة، حيث التحق بجامعة هارفارد . وبعد تخرجه، قرر دراسة القانون، فالتحق بكلية الحقوق في نيوبريبورت ، بولاية ماساشوسيتس. وبدأ كوينسي ممارسة مهنة المحاماة، في مدينة بوسطن، في الوقت الذي كان يكتب مقالات سياسية، للصحف اليومية، يتعرض فيها، للأحداث السياسية الجارية، في الدولة الوليدة بالنقد والتحليل. وقد أعجب الرئيس جورج واشنطن بآراء جون كوينسي السياسية، وتحليلاته للأحداث، وبُعد نظره في العلاقات بين الدول فقرر تعيينه في السلك الدبلوماسي. آدامز والسلك الدبلوماسي. كانت أولى مهام جون كوينسي، هي تمثيل الولايات المتحدة في هولندا، إذ كان يجيد اللغة الهولندية. وفي الفترة التي قضاها في هولندا (1794-1797)، كانت الدول الأوروبية، تمر بأحداث عاصفة، انقلابات وثورات وحروب. فعكف جون كوينسي، على دراساتها، وتحليلها، واستنتاج دروس منها. ثم وضع كل هذه الدراسات، في تقرير مفصل، أرسل به إلى الحكومة الأمريكية. وبعد هولندا، مثَّل جون كوينسي، بلاده، في ألمانيا (1797-1801). وفي إحدى زياراته إلى العاصمة الإنجليزية، لندن، التقى جون كوينسي، بالقنصل العام للولايات المتحدة، في إنجلترا، جاشوا جونسون Johnson، ونشأت بين الرجلين صداقة، توجت بزواج جون كوينسي من لويزا (Louisa)، ابنة جونسون عام 1797. ورزق الزوجين بثلاثة أبناء، عاش واحدٌ منهم فقط، إلى ما بعد وفاة أبيه، وعينه الرئيس أبراهام لنكولن، سفيراً للولايات المتحدة في بريطانيا. وفي عام 1801، أصدر الرئيس جون آدامز قراراً بعودة ابنه من مهمته الدبلوماسية. فاستقر جون كوينسي في بوسطن، وعاد لممارسة المحاماة مرة أخرى. سيناتور في مجلس الشيوخ الأمريكي (1803-1809) اُنتخب جون كوينسي، الذي كان ينتمي إلى الحزب الفيدرالي المعارض، عضواً في مجلس الشيوخ عام 1803، إلا أن آراءه لم تكن لتتفق مع آراء قادة الحزب. فقد كان دائم التصويت لصالح الرئيس توماس جيفرسون، ولهذا السبب قرر الحزب الفيدرالي استبداله بآخر. استدعاء آدامز ليمثل الولايات المتحدة في روسيا (1809-1814) عند تولي، الرئيس جيمس ماديسون، الحكم، أرسل جون كوينسي، في مهمة دبلوماسية صعبة، وهي تمثيل الولايات المتحدة في روسيا، بدرجة وزير. وخلال عمله، نشأت علاقات صداقة قوية، بينه وبين اسكندر الأول، قيصر روسيا، الذي انبرى للدفاع عن الولايات المتحدة، في حربها، مع بريطانيا، عام 1812. آدامز رئيساً للمفاوضين الأمريكان في بريطانيا، لوقف الأعمال العدوانية فور اندلاع الحرب، ومهاجمة الأسطول البريطاني، للولايات المتحدة، استدعي آدامز، لتمثيل بلاده في المفاوضات. وقد ساعد ببراعته، في التوصل إلى اتفاقيات مرضية ومشرفة لجميع الأطراف، بما أدى إلى وقف الحروب بين الدولتين نهائياً. آدامز سفيراً للولايات المتحدة في بريطانيا (1815-1817) لم تجد الولايات المتحدة من يمثلها، عند عدوها اللدود، خيراً من آدامز، فكان وجهاً مشرفاً للولايات المتحدة، لدى التاج البريطاني. وقد استطاع آدامز، ببراعته الدبلوماسية، تحويل بريطانيا من عدو إلى صديق، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، فقد استطاع أن ينتزع اعترافاً بريطانياً، بالاستقلال الكامل للولايات المتحدة، عن سلطة التاج البريطاني. كذلك، بدأ في إقامة علاقات تجارية، ذات مصلحة اقتصادية، للطرفين. آدامز وزيراً للخارجية (1817-1825) عند تولي جيمس مونرو (James Monroe)، رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، استدعى آدامز من بريطانيا، ليعينه وزيراً للخارجية. وكان اختياراً صائباً من مونرو. إذ استطاع آدامز، أن يوظف جميع خبراته، التي اكتسبها خلال عمله الدبلوماسي، لخدمة هذا المنصب الرفيع. وتعد أهم إنجازاته في هذا المضمار، تفاوضه مع الحكومة الأسبانية، لإقناعها أنّ فلوريدا جزء من الولايات المتحدة الأمريكية. ولم يكن هناك اتفاق، بين آدامز والرئيس مونرو، على ما سيتم التفاوض عليه مع الأسبان، إلا أن آدامز تفاوض على هذا الأمر، بدافع ذاتي. وعلى الرغم من ذلك، استطاع آدامز الحصول على اعتراف أسبانيا، بشرعية ضم فلوريدا إلى الولايات المتحدة. ويعد هذا، أكبر مكسب في تاريخ الولايات المتحدة، يأتي إليها نتيجة جهود شخص واحد. ولم يقف طموح آدامز عند هذا الحد، وإنما بدأ التفاوض، على الحدود الشمالية للبلاد، مع أسبانيا تارة، وروسيا تارة أخرى، حتى تحقق له ما أراد، وضمن استقرار حدود بلاده. ولعل المفاوضات، بين الولايات المتحدة، وحكومة روسيا القيصرية، في ذلك الوقت، هي أكبر دليل، على دهاء جون كوينسي آدامز، السياسي. فقد استطاع، من خلالها، دفع روسيا إلى ضمان عدم أحقية أي من الدول الأوروبية، في أراضي القارتين الأمريكتين. وقد ضمن، بذلك، عدم وجود أي قوى عسكرية في الأمريكتين، خلاف قوة الولايات المتحدة الأمريكية. وقد لُخصت هذه الاتفاقية، فيما يعرف "بمبدأ مونرو" (Monroe Doctrine)، والذي حدد فيه آدامز، حدود الولايات المتحدة الأمريكية، الشمالية والغربية. ولم يكن آدامز لينجح في هذا العمل، لولا معرفته بقادة وساسة الدول الأوروبية، التي اكتسب معرفته بها، خلال نشأته وعمله في القارة الأوروبية. سيناتور في مجلس الشيوخ الأمريكي (1803-1809) اُنتخب جون كوينسي، الذي كان ينتمي إلى الحزب الفيدرالي المعارض، عضواً في مجلس الشيوخ عام 1803، إلا أن آراءه لم تكن لتتفق مع آراء قادة الحزب. فقد كان دائم التصويت لصالح الرئيس توماس جيفرسون، ولهذا السبب قرر الحزب الفيدرالي استبداله بآخر. استدعاء آدامز ليمثل الولايات المتحدة في روسيا (1809-1814) عند تولي، الرئيس جيمس ماديسون، الحكم، أرسل جون كوينسي، في مهمة دبلوماسية صعبة، وهي تمثيل الولايات المتحدة في روسيا، بدرجة وزير. وخلال عمله، نشأت علاقات صداقة قوية، بينه وبين اسكندر الأول، قيصر روسيا، الذي انبرى للدفاع عن الولايات المتحدة، في حربها، مع بريطانيا، عام 1812. آدامز رئيساً للمفاوضين الأمريكان في بريطانيا، لوقف الأعمال العدوانية فور اندلاع الحرب، ومهاجمة الأسطول البريطاني، للولايات المتحدة، استدعي آدامز، لتمثيل بلاده في المفاوضات. وقد ساعد ببراعته، في التوصل إلى اتفاقيات مرضية ومشرفة لجميع الأطراف، بما أدى إلى وقف الحروب بين الدولتين نهائياً. آدامز سفيراً للولايات المتحدة في بريطانيا (1815-1817) لم تجد الولايات المتحدة من يمثلها، عند عدوها اللدود، خيراً من آدامز، فكان وجهاً مشرفاً للولايات المتحدة، لدى التاج البريطاني. وقد استطاع آدامز، ببراعته الدبلوماسية، تحويل بريطانيا من عدو إلى صديق، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، فقد استطاع أن ينتزع اعترافاً بريطانياً، بالاستقلال الكامل للولايات المتحدة، عن سلطة التاج البريطاني. كذلك، بدأ في إقامة علاقات تجارية، ذات مصلحة اقتصادية، للطرفين. آدامز وزيراً للخارجية (1817-1825) عند تولي جيمس مونرو (James Monroe)، رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، استدعى آدامز من بريطانيا، ليعينه وزيراً للخارجية. وكان اختياراً صائباً من مونرو. إذ استطاع آدامز، أن يوظف جميع خبراته، التي اكتسبها خلال عمله الدبلوماسي، لخدمة هذا المنصب الرفيع. وتعد أهم إنجازاته في هذا المضمار، تفاوضه مع الحكومة الأسبانية، لإقناعها أنّ فلوريدا جزء من الولايات المتحدة الأمريكية. ولم يكن هناك اتفاق، بين آدامز والرئيس مونرو، على ما سيتم التفاوض عليه مع الأسبان، إلا أن آدامز تفاوض على هذا الأمر، بدافع ذاتي. وعلى الرغم من ذلك، استطاع آدامز الحصول على اعتراف أسبانيا، بشرعية ضم فلوريدا إلى الولايات المتحدة. ويعد هذا، أكبر مكسب في تاريخ الولايات المتحدة، يأتي إليها نتيجة جهود شخص واحد. ولم يقف طموح آدامز عند هذا الحد، وإنما بدأ التفاوض، على الحدود الشمالية للبلاد، مع أسبانيا تارة، وروسيا تارة أخرى، حتى تحقق له ما أراد، وضمن استقرار حدود بلاده. ولعل المفاوضات، بين الولايات المتحدة، وحكومة روسيا القيصرية، في ذلك الوقت، هي أكبر دليل، على دهاء جون كوينسي آدامز، السياسي. فقد استطاع، من خلالها، دفع روسيا إلى ضمان عدم أحقية أي من الدول الأوروبية، في أراضي القارتين الأمريكتين. وقد ضمن، بذلك، عدم وجود أي قوى عسكرية في الأمريكتين، خلاف قوة الولايات المتحدة الأمريكية. وقد لُخصت هذه الاتفاقية، فيما يعرف "بمبدأ مونرو" (Monroe Doctrine)، والذي حدد فيه آدامز، حدود الولايات المتحدة الأمريكية، الشمالية والغربية. ولم يكن آدامز لينجح في هذا العمل، لولا معرفته بقادة وساسة الدول الأوروبية، التي اكتسب معرفته بها، خلال نشأته وعمله في القارة الأوروبية. وزير الخارجية (1817-1825). شغل آدامز منصب وزير الخارجية طوال فترة رئاسة مونرو التي دامت ثماني سنوات، من 1817 حتى 1825. اعتقد آدامز، الذي تولى منصبه في أعقاب حرب 1812، أن البلاد كانت موفَقّةً في تفاديها لخسارة الأراضي، وأعطى الأولوية لتجنب حرب أخرى مع الدول الأوروبية، بالأخص بريطانيا. سعى أيضًا إلى تجنب تفاقم التوترات بين المقاطعات، التي كانت مشكلة رئيسة واجهتها البلاد خلال حرب 1812. أحد التحديات الرئيسة التي واجهت آدامز هو كيفية الاستجابة للفراغ في السلطة في أمريكا اللاتينية الذي نشأ عن ضعف إسبانيا إثر حرب شبه الجزيرة. بالإضافة إلى دور آدامز في السياسة الخارجية، أُسنِدت إليه عدة مهام داخلية، بما في ذلك الإشراف على الإحصاء الرسمي للسكان عام 1820. اتفق مونرو وآدامز على معظم قضايا السياسة الخارجية الرئيسة: فَضَّل كلاهما الحياد في حروب الاستقلال في أمريكا اللاتينية، والسلام مع بريطانيا العظمى، والامتناع عن إبرام اتفاق تجاري مع الفرنسيين، والتوسع، سلميًا إن أمكن، إلى أراضي الإمبراطورية الإسبانية في أمريكا الشمالية. نشأت بين الرئيس ووزير خارجيته علاقة عمل قوية، فبينما أثَّر آدامز غالبًا على سياسات مونرو، احترم أن يتخذ مونرو القرارات النهائية بشأن القضايا الرئيسية. كان مونرو يجتمع بانتظام مع مجلس وزرائه المؤلف من خمسة أشخاص، والذي تألف في البداية من آدامز، ووزير الخزانة ويليام هـ. كراوفورد، ووزير الحرب جون سي كالهون، ووزير البحرية بنيامين كراونينشيلد، والنائب العام ويليام ويرت. كنَّ آدامز احترامًا شديدًا لكالهون، لكنه اعتقد أن كراوفورد كان يبالغ بشكل غير ملائم في التركيز على خلافة مونرو عام 1824. خلال فترة انتدابه سفيرًا في بريطانيا، بدأ آدامز مفاوضاتٍ بشأن العديد من القضايا الخلافية التي لم تُحَل بحرب 1812 أو معاهدة غنت. في 1817، وافقت البلدان على معاهدة روش باجوت، التي قصرت التسلح البحري على منطقة البحيرات الكبرى. استمرت المفاوضات بين الدولتين، ما أفضى إلى معاهدة 1818، التي عينت الحدود بين كندا والولايات المتحدة غرب البحيرات العظمى. عُيِّنت الحدود عند خط العرض التاسع والأربعين بموازاة جبال روكي، بينما شُغلت الأراضي الواقعة إلى الغرب من الجبال، المعروفة باسم ولاية أوريغون، بشكل مشترك. مثلت الاتفاقية نقطة تحول في العلاقات بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، إذ وجهت الولايات المتحدة اهتمامها إلى حدودها الجنوبية والغربية وتضاءلت المخاوف البريطانية من التوسع الأمريكي. معاهدة آدامز أونِس. في أثناء تولي آدامز منصبه، كانت الممتلكات الإسبانية تحد الولايات المتحدة من الجنوب والغرب. في الجنوب، احتفظت إسبانيا بالسيطرة على فلوريدا، التي حاولت الولايات المتحدة طويلًا شراءها. كافحت إسبانيا للسيطرة على القبائل الأمريكية الأصلية الناشطة في فلوريدا، التي داهمت بعضها الأراضي الأمريكية. في الغرب، حدَّت إسبانيا الجديدة الأراضي التي حصلت عليها الولايات المتحدة بشراء لويزيانا، غير أنه لم تُرسم حدود واضحة بين الولايات المتحدة والأراضي الإسبانية. بعد توليه لمنصبه، بدأ آدامز مفاوضات مع لويس دي أونِس، الوزير الإسباني لدى الولايات المتحدة، لشراء فلوريدا والاتفاق على الحدود بين الولايات المتحدة وإسبانيا الجديدة. توقفت المفاوضات بسبب تصعيد حرب السيمينول، وفي ديسمبر 1818، أمر مونرو الجنرال أندرو جاكسون بدخول فلوريدا والانتقام من السيمينول التي داهمت جورجيا. استولى جاكسون، متجاوزًا الأوامر المعطاة له، على المراكز العسكرية الإسبانية في سانت ماركس وبينساكولا وأعدم اثنين من الإنجليز. وبينما استشاط باقي أعضاء مجلس الوزراء غضبًا بسبب أفعال جاكسون، دافع آدامز عن أفعاله باعتبارها ضروريةً لدفاع البلد عن نفسها، وأقنع مونرو ومعظم أعضاء المجلس في النهاية بدعم جاكسون. أخبر آدامز إسبانيا أن جاكسون اضطر إلى التصرف بسبب فشلها في مراقبة أراضيها، ونصحها إما بتأمين المنطقة أو بيعها للولايات المتحدة. أبى البريطانيون، خلال ذلك، المجازفة بتقاربهم الأخير مع الولايات المتحدة، فلم يخلقوا أزمة دبلوماسية كبيرة بسبب إعدام جاكسون للمواطنين البريطانيين. آدامز الرئيس السادس الولايات المتحدة الأمريكية (1825-1828). أصبح جون كوينسي رئيساً، في ظروف غريبة على الجو السائد في الانتخابات الأمريكية، إلاّ أن انتخابه، كان صحيحاً ودستورياً. ففي ذلك الوقت، لم يكن هناك سوى مرشح واحد، يمثل حزباً سياسياً، حيث عزفت الأحزاب الأخرى عن ترشيح أحد. وحصل أندرو جونسون (Andrew Johnson)، المرشح الحزبي الوحيد، على أصوات أكثر من جميع المرشحين الآخرين، بما فيهم جون آدامز، إلا أن جونسون لم يحصل على الأغلبية المطلقة. وطبقاً للدستور، فإنه ينبغي أن ينتخب أعضاء الكونغرس أحد المرشحين ليصبح رئيساً، دون التقيد بعدد الأصوات، التي حصل عليها. وقد انتخب الأعضاء جون كوينسي آدامز، ليصبح بذلك الرئيس السادس، للولايات المتحدة الأمريكية. وخلال رئاسته، ركز آدامز في إتمام البنية الأساسية للدولة الناشئة. فأنشأ بنك الولايات المتحدة، لتنظيم المعاملات المالية، كما أقر تحصيل جمارك، على البضائع المستوردة، حماية للصناعة الوطنية، كذلك، أنشأ هيئة حكومية، للإسكان، وتمليك الأراضي، كما أصدر قراراً، يُحَرّم فيه، على الولايات المتحدة، التعدي على أراضي الهنود الحمر، أو ممتلكاتهم. وفي عهده شقت الطرق، وامتدت خطوط السكك الحديدية، وافتتحت المدارس والجامعات؛ إذ كان يشجع العلم والبحث العلمي. على الرغم من آرائه المتحررة في شأن العبيد، التي كان يري فيها أنه لا ينبغي أن يكون عبداً من يولد على أرض الولايات المتحدة، جعلته هدفاً لانتقاد المتشددين، خصوصاً من أهل الولايات الجنوبية. لذلك، لم يفز في الانتخابات الرئاسية، بعد انتهاء مدته. آدامز عضو في مجلس النواب الأمريكي (1830-1848) وفي عام 1830، وخلال مظاهرة شعبية كبيرة، ألح أهالي الدائرة الرقم 12 الانتخابية، بولاية ماساشوسيتس، على أن يمثلهم جون آدامز، في مجلس النواب، بالكونغرس الأمريكي. وإزاء هذا الإلحاح الجماهيري، قبل آدامز، استمرار حياته السياسية. ودخل قاعة مجلس النواب، ليس بوصفه ممثلاً عن دائرته، ولكن بوصفه رئيساً سابقاً لكل الأمريكيين، يمثلهم جميعاً، ولا يمثل حزباً سياسياً معنياً، أو سكانَ ولاية واحدة، دون باقي الولايات. وتعد هذه الفترة، أروع الفترات في حياة آدامز، وأكثرهن إنجازاً. فقد صال جون كوينسي وجال، في المجلس التشريعي على مدى 18 عاماً، إذ وضع المسودات لمئات القوانين، ووقف وراء جميع تعديلات الدستور، التي صدرت خلال تلك الفترة. كما كانت خبرته السياسية، مرجعاً لكل عضو في الكونغرس، وكان هو المرجع الوحيد، لكل ظرف جديد، يستجد في حياة تلك الأمة النامية. وكانت كلمته دائماً الكلمة الأخيرة، ورأيه، دائماً، هو الصائب. وفي 23 فبراير عام 1848، اصيب جون كوينسي آدمز بضيق في التنفس، وأن الموت يقترب منه، فما كان منه إلا أن نظر إلى قاعة مجلس النواب، قائلاً: "هذه هي نهايتي في أحب مكان إلى نفسي، إني راضٍ ومقتنع"، وكانت تلك هي آخر كلماته، فقد فارق بعدها الحياة. المصادر. 1- Samuel Flagg Bemis, John Quincy Adams and the Foundations of American Foreign Ploicy, Knopf, New York, 1949. 2- Adriene Koch and William Peden, eds., Selected Writings of Jon and John Quincy Adams, Knopf, New York, 1946. 3- Samuel Flagg Bemis, John Quincy Adams and the Union, Knopf, New York, 1956. 4- Marie B. Hecht, John Quincy Adams: A Personal History of An Independent Man, Macmillan, New York, 1972. 5- Graham Stuart, The Department of State, Macmillan, New York, 1949. 6- Henry Steele Commager, ed., Documents of American History, Doc. No. 130, Crofts, New York, 1945. 7- Freeman Cleaves, Old Tippecanoe, William Henry Harrison and His Time, Port Washington, Kennikat Press, New York, 1969. أبو القَاسِم خَلَف بن عَبَّاس الزَّهْرَاوِيّ (المتوفي بعد سنة 400 هـ/1013 م) المعروف في باسم Abulcasis، هو طبيب عربي مسلم عاش في الأندلس. يعد أعظم الجراحين الذين ظهروا في العالم الإسلامي، ووصفه الكثيرون بأبي الجراحة الحديثة. أعظم مساهماته في الطب هو كتاب «التصريف لمن عجز عن التأليف»، الذي يعد موسوعة طبية من ثلاثين مجلدًا. كان لمساهماته الطبية سواء في التقنيات الطبية المستخدمة أو الأجهزة التي صنعها تأثيرها الكبير في الشرق والغرب، حتى أن بعض اختراعاته لا تزال مستخدمة إلى اليوم. ويعد الزهراوي أول طبيب يصف ، كما أنه أول من اكتشف الطبيعة الوراثية لمرض الناعور (الهيموفيليا). سيرته. ولد الزهراوي في مدينة الزهراء، وترجع أصوله إلى الأنصار. عاش الزهراوي في قرطبة، حيث درس وعلّم ومارس الطب والجراحة. ولم يتم الإشارة لاسم الزهراوي إلا من خلال كتابات ابن حزم الذي عدّه من ضمن أعظم أطباء الأندلس. أما أول من كتب سيرته الذاتية فهو الحميدي في كتابه «جذوة المقتبس في ذكر علماء الأندلس»، الذي كتبه بعد 60 عامًا من وفاة الزهراوي حيث قال عنه أنه: . وقال عنه ابن أبي أصيبعة: ووصفه غوستاف لوبون بأنه: . أعماله. تخصص الزهراوي في علاج الأمراض بالكي، كما اخترع العديد من أدوات الجراحة كالتي يفحص بها الإحليل الداخلي، والذي يدخل أو يخرج الأجسام الغريبة من وإلى الحلق والتي تفحص الأذن وغيرها، وهو أول من وصف عام 963 م. كما أنه أول من وضّح الأنواع المختلفة لأنابيب البذل، وأول من عالج الثؤلول باستخدام أنبوب حديدي ومادة كاوية، وهو أول من استخدم خطافات مزدوجة في العمليات الجراحية، وأول من توصل إلى طريقة ناجحة لوقف النزيف بربط الشرايين الكبيرة قبل باري بستمائة عام. وقد وصف الزهراوي الحقنة العادية والحقنة الشرجية وملاعق خاصة لخفض اللسان وفحص الفم، ومقصلة اللوزتين، والجفت وكلاليب خلع الأسنان، ومناشير العظام والمكاوي والمشارط على اختلاف أنواعها. الزهراوي أيضًا أول من وصف عملية القسطرة، وصاحب فكرتها والمبتكر لأدواتها، وهو الذي أجرى عمليات صعبة في شق القصبة الهوائية، وكان الأطباء قبله مثل ابن سينا والرازي، قد أحجموا عن إجرائها لخطورتها. وابتكر الزهراوي أيضًا آلة دقيقة جدًّا لمعالجة انسداد فتحة البول الخارجية عند الأطفال حديثي الولادة؛ لتسهيل مرور البول، كما نجح في إزالة الدم من تجويف الصدر، ومن الجروح الغائرة كلها بشكل عام. والزهراوي هو أول من صنع خيطانًا لخياطة الجراح، واستخدمها في جراحة الأمعاء خاصة، وصنعها من أمعاء الماشية والقطط، وأول من مارس التخييط الداخلي بإبرتين وبخيط واحد مُثبَّت فيهما، وهو أول من استعمل الفحم في ترويق شراب العسل البسيط، وأول من استعمل قوالب خاصة لصنع الأقراص الدوائية. وللزهراوي إضافات مهمة جدًّا في علم طب الأسنان وجراحة الفكَّيْنِ، وكتب في تشوهات الفم وسقف الحلق، وقد أفرد لهذا الاختصاص فصلاً خاصًّا به، شرح فيه كيفية قلع الأسنان بلطف، وأسباب كسور الفك أثناء القلع، وطرق استخراج جذور الأضراس، وطرق تنظيف الأسنان، وعلاج كسور الفكين، والأضراس النابتة في غير مكانها، وبرع في تقويم الأسنان. وفي التوليد والجراحة النسائية، وصف وضعية فالشر للولادة، إضافةً إلى وصف طرق التوليد وطرق تدبير الولادات العسيرة، وكيفية إخراج المشيمة الملتصقة، والحمل خارج الرحم، وطرق علاج الإجهاض، وابتكر آلة خاصة لاستخراج الجنين الميت، وهو أول من استعمل آلات خاصة لتوسيع عنق الرحم، وآلات لاستئصال أورام الأنف وهي كالسنارة، وآلات لاستخراج حصاة المثانة بالشق والتفتيت عن طريق المهبل، وأول من بحث في التهاب المفاصل والسل في فقرات الظهر، قبل برسيفال بوت بسبعمائة عام، وأشار إلى استخدام النساء في التمريض، وهو أول من استعمل القطن لإيقاف النزيف. كما صنع الزهراوي أول أشكال اللاصق الطبي الذي لا زال يستخدم في المستشفيات إلى الآن. كتاب التصريف. أتم الزهراوي كتابه «التصريف لمن عجز عن التأليف» عام 1000 م، وهو من ثلاثين مجلد من الممارسات الطبية والذي جمع فيه العلوم الطبية والصيدلانية في زمانه، والذي غطى نطاق واسع من الموضوعات الطبية منها طب الأسنان والولادة التي جمع معلوماته على مدى 50 عامًا من ممارسته للطب، واحتوي على وصف تشريحي وتصنيف لأعراض حوالي 325 مرض وعلاجاتها، والجوانب الطبية المتعلقة بالجراحة والجراحات التجبيرية والصيدلة وغيرها، إلا أن محتواه الأبرز كان في الجراحة. الذي قال عنه ابن حزم: ، والذي ترجمه جيراردو الكريموني إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر، والذي ظل يستخدم لخمسة قرون في أوروبا ، وكان المصدر الأساسي للمعرفة الطبية بأوروبا، واستخدمه الأطباء والجراحون كمرجع لهم، وظل الكتاب متداولاً ويعاد طبعه حتى النصف الثاني من القرن الثامن عشر. حلَ كتاب الزهراوي في الجراحة محلَ كتابات القدماء، وظل المرجع في الجراحة حتى القرن السادس عشر، وقد اشتمل هذا الكتاب على صور توضيحية لآلات الجراحة؛ وقد ساعدت آلاته هذه على وضع حجر الأساس للجراحة في أوروبا. وصف الزهراوي في كتابه أدوات الجراحة التي صنعها ورسمها، وحدد طريقة استعمالها، وشرح ما يفسد الجراحات وما يتوقف عليه نجاحها. وقد وصف كتاب التصريف ما عُرف بعدئذ بطريقة كوخر لمعالجة خلع الكتف، ووضعية والشر للولادة. ووصف كذلك كيفية ربط الأوعية الدموية بخيوط من الحرير لإيقاف النزف منها قبل أمبرواز باريه، وهو أول كتاب يوثّق أدوات طب الأسنان، ويشرح الطبيعة الوراثية للناعور. ووصف الزهراوي كيفية استعمال الملاقط في الولادات الطبيعية، وصنع ملقط لاستخراج الجنين الميت من الرحم. كما وصف تقنية للاستئصال الجراحي للتثدي. في كتاب التصريف، وصف الزهراوي أيضًا كيفية ربط الأوعية الدموية قبل حوالي 600 عام من وصف أمبرواز باريه لها عبر الكي، وهو أول كتاب يصف عدد من أجهزة طب الأسنان، وشرح الطبيعة الوراثية لمرض الناعور. كما وصف طريقة جراحية لكيّ الشريان الصدغي لعلاج الصداع النصفي أيضًا قبل باريه بستمائة عام. كما اخترح أكثر من 200 أداة جراحة. استخدم الزهراوي خيوط من أمعاء القطط في الجراحات الداخلية، حيث أنها المادة الطبيعية الوحيدة التي تتحلل ويتقبّلها الجسد البشري. اخترع الزهراوي أيضًا ملقطًا جراحيًا لاستخراج الأجنة الميتة، ووصفه في كتابه. في علم الصيدلة، كان الزهراوي رائدًا في تحضير الأدوية باستخدام تقنيات التسامي والتقطير. كان كتابه الذي ترجم إلى اللاتينية تحت اسم «Liber Servitoris» له أهمية خاصة، لأنه يمد القاريء بالوصفات والشرح لكيفية تحضير عينات من العقاقير المركبة. وقد قال عنه ابن أبي أصيبعة أنه كان خبيرًا بالأدوية المفردة والمركبة. عارض الزهراوي في كتابه رأي القدماء في قولهم بأن الكي لا يصلح إلا في فصل الربيع، وقال بأنه صالح طوال العام. وعارض أيضًا رأيهم بأن الذهب الأفضل للكي، حيث قال بأنه يفضل استخدام الحديد كونه أنجح من الذهب في تلك الممارسة. وفي حديثه عن كي ذات الجنب، ذكر الزهراوي خطأ القدماء في الكي بالحديد المُحمّى حتى الاحمرار للوصول إلى الخراج وانتزاعه، قائلاً بأن ذلك خطير وقد يؤدي للوفاة أو أن الخراج قد يعود للظهور في نفس المكان. وللزهراوي غير هذا الكتاب مؤلفات أخرى، مثل «مقالة في عمل اليد» و«مختصر المفردات وخواصها»، وقد قال الزركلي أنه اقتنى للزهراوي مخطوطة مغربية بخط أندلسي مرتبة على الحروف من الألف إلى الياء، بعنوان «كتاب فيه أسماء العقاقير باليونانية والسريانية والفارسية والعجمية، وتفسير الأكيال والأوزان، وبدل العقاقير وأعمارها، وتفسير الأسماء الجارية في كتب الطب». أثره. يعد الزهراوي أكبر المرجعيات الجراحية في العصور الوسطى. وصف دونالد كامبل مؤرخ الطب العربي تأثير الزهراوي على أوروبا: وفي القرن الرابع عشر، استشهد الجراح الفرنسي (غي دي شولياك) بكتاب «التصريف لمن عجز عن التأليف» أكثر من 200 مرة. ووصف بيترو أرغالاتا (المتوفي عام 1453 م) الزهراوي بقوله . وقد ظل تأثير الزهراوي حتى عصر النهضة، حيث استشهد الجراح الفرنسي جاك ديلشامب بكتابه التصريف. وقد كرمته إسبانيا بإطلاق اسمه على أحد شوارع قرطبة القريبة من جامع قرطبة. اتفاقات كامب ديفيد وقعها الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في 17 سبتمبر 1978 إثر 12 يوما من المفاوضات السرية في كامب ديفيد. تم التوقيع على الاتفاقيتين الإطارية في البيت الأبيض وشهدهما الرئيس جيمي كارتر وثاني هذه الأطر ("إطار لإبرام معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل") أدى مباشرة إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل 1979. بسبب الاتفاق تلقى السادات وبيغن جائزة نوبل للسلام لعام 1978 بالتقاسم. الإطار الأول ("إطار للسلام في الشرق الأوسط") الذي يتناول الأراضي الفلسطينية، وكتب دون مشاركة الفلسطينيين وأدانته الامم المتحدة. يقول المؤرخ يورغن ينسيهاوغن أنه بحلول الوقت الذي ترك فيه كارتر منصبه في يناير 1981: الدبلوماسية السابقة. مبادرة كارتر. أعطت اجتماعات كارتر ووزير الخارجية سايروس فانس الاستكشافية خطة أساسية لإعادة تنشيط عملية السلام على أساس مؤتمر جنيف للسلام وقدمت ثلاثة أهداف رئيسية للسلام العربي الإسرائيلي: الاعتراف العربي بحق إسرائيل في العيش في سلام، وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة المكتسبة في حرب الأيام الستة من خلال جهود التفاوض مع الدول العربية المجاورة لضمان عدم تعرض أمن إسرائيل للخطر وضمان القدس غير المقسمة. كانت اتفاقات كامب ديفيد هي نتيجة 14 شهر من الجهود الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة بدأت بعد أن تولى الرئيس جيمي كارتر. وركزت الجهود في البداية على حل شامل للنزاعات بين إسرائيل والدول العربية، وتطورت تدريجيا إلى البحث عن اتفاق ثنائي بين إسرائيل ومصر. لدى توليه مهام منصبه في 20 يناير 1977 تحرك الرئيس كارتر إلى انعاش عملية السلام في الشرق الأوسط التي توقفت خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 1976 في الولايات المتحدة. بعد مشورة تقرير مؤسسة بروكينغز، اختار كارتر استبدال محادثات السلام الثنائية المتزايدة التي ميزت الدبلوماسية المكوكية لهنري كيسنجر في أعقاب حرب يوم الغفران عام 1973 بنهج شامل متعدد الأطراف. زادت حرب يوم الغفران تعقيد الجهود الرامية إلى تحقيق اهداف الأمم المتحدة في قرار مجلس الامن 242. كان رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين وخليفته مناحيم بيغن متشككين في مؤتمر دولي. في حين أن بيغن، الذي تولى منصبه في مايو 1977، فضل رسمياً إعادة عقد المؤتمر، وربما بشكل أكثر صراحة من رابين، بل وقبل الوجود الفلسطيني، في الواقع كان الإسرائيليون والمصريون يصيغون سراً إطاراً للمحادثات الثنائية. حتى في وقت سابق، لم يكن بيغن يعارض إعادة سيناء، لكن عقبة رئيسية في المستقبل كانت رفضه المطلق النظر في التخلي عن السيطرة على الضفة الغربية. الأطراف المشاركة. زار كارتر رؤساء الدول الذين سيضطر إلى الاعتماد عليهم لجعل أي اتفاق سلام ممكنا. وبحلول نهاية سنته الأولى في منصبه، التقى بالفعل مع محمد أنور السادات من مصر، والملك حسين من الأردن، وحافظ الأسد من سوريا، وإسحاق رابين من إسرائيل. على الرغم من أنه أيد مبادرة السادات للسلام، رفض الملك حسين المشاركة في محادثات السلام. عرض بيغن على الأردن القليل ليكسبه، كما خشي حسين من عزل الأردن عن العالم العربي واستفزاز سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية إذا شارك في محادثات السلام كذلك. كما رفض حافظ الأسد، الذي لم يكن لديه اهتمام خاص بالتفاوض مع إسرائيل، القدوم إلى الولايات المتحدة ووافق فقط على الاجتماع مع كارتر في جنيف. مبادرة السادات. شعر الرئيس أنور السادات بأن مسار عملية السلام في جنيف كان مسرحية أكثر من كونه ذو مغزى، ولم يكن يتقدم؛ ويرجع ذلك جزئياً إلى الخلافات مع العرب (أساسا سوريا وليبيا والعراق) وحلفائه الشيوعيين. كما افتقر إلى الثقة في القوى الغربية للضغط على إسرائيل بعد اجتماع مع القادة الغربيين. تفاقم إحباطه، وبعد الاجتماعات التحضيرية السرية بين المسؤولين المصريين والإسرائيليين، غير المعروفة حتى لدول حلف الناتو، في نوفمبر 1977، أصبح السادات أول زعيم عربي يزور إسرائيل. في 9 نوفمبر 1977، أذهل الرئيس السادات العالم بالإعلان أمام البرلمان عن عزمه على الذهاب إلى القدس والتحدث أمام الكنيست. بعد ذلك بوقت قصير، دعته الحكومة الإسرائيلية بحرارة إلى مخاطبة الكنيست في رسالة تم تمريرها إلى السادات عبر السفير الأمريكي في مصر. بعد عشرة أيام من خطابه، وصل السادات لزيارة رائدة استمرت ثلاثة أيام، والتي أطلقت أول عملية سلام بين إسرائيل ودولة عربية. وكما هو الحال في مبادرات السلام الإسرائيلية العربية اللاحقة، فقد فوجئت واشنطن. كان البيت الأبيض ووزارة الخارجية قلقين بشكل خاص من أن السادات كان يمد يده فقط لاستعادة سيناء في أسرع وقت ممكن، وتنحية المشكلة الفلسطينية. اعتبر السادات رجلاً ذو قناعات سياسية قوية أبقى عينه على الهدف الرئيسي، ولم يكن لديه قاعدة إيديولوجية، مما جعله غير متسق سياسياً. وجاءت زيارة السادات بعد أن ألقى خطابا في مصر يفيد بأنه سيسافر إلى أي مكان، "حتى القدس"، لمناقشة السلام. قاد هذا الخطاب حكومة بيغن إلى إعلان أنه إذا اعتقدت إسرائيل أن السادات سيقبل دعوة، فإن إسرائيل ستدعوه. تحدث السادات في خطاب الكنيست عن آرائه حول السلام، ووضع الأراضي المحتلة الفلسطينية، ومشكلة الفلسطينيين. هذا التكتيك يتعارض مع نوايا كل من الغرب والشرق، اللذان كانا لإحياء مؤتمر جنيف. ونشأت هذه اللفتة عن الرغبة في الحصول على مساعدة دول الناتو في تحسين الاقتصاد المصري، والاعتقاد بأن مصر يجب أن تبدأ في التركيز أكثر على مصالحها الخاصة أكثر من اهتمامها بمصالح العالم العربي، وأمل أن يحفز الاتفاق مع إسرائيل اتفاقات مماثلة بين إسرائيل وجيرانها العرب الآخرين ويساعد في حل المشكلة الفلسطينية. رد رئيس الوزراء بيغن على مبادرة السادات، وإن لم يكن ما كان يأمله السادات أو كارتر، أظهر استعدادًا لإشراك الزعيم المصري. ومثله مثل السادات، رأى بيغن أيضًا العديد من الأسباب التي تجعل المحادثات الثنائية تخدم مصالح بلاده الفضلى. وهي ستتيح لإسرائيل الفرصة للتفاوض مع مصر فقط بدلاً من وفد عربي أكبر قد يحاول استخدام حجمه لتقديم مطالب غير مرحب بها أو غير مقبولة. شعرت إسرائيل أن مصر يمكن أن تساعد في حمايتها من العرب الآخرين والشيوعيين الشرقيين. بالإضافة إلى ذلك، فإن بدء المفاوضات المباشرة بين القادة - دبلوماسية القمة - من شأنه أن يميز مصر عن جيرانها العرب. يبدو أن شعب كارتر لم يكن لديه أي معرفة بالمحادثات السرية في المغرب بين ديان وممثل السادات، حسن تهامي، التي مهدت الطريق لمبادرة السادات. في الواقع، بمعنى أن مصر وإسرائيل كانا يتجمعان لدفع كارتر من مساره في جنيف. كانت الرسالة الأساسية لخطاب السادات في الكنيست هي طلب تنفيذ القرارين 242 و 338. كانت زيارة السادات هي الخطوة الأولى للمفاوضات مثل مؤتمر القاهرة الأولي في ديسمبر 1977. المحادثات الإسرائيلية المصرية. لم تنشأ بعد آلية لإسرائيل ومصر لمتابعة المحادثات التي بدأها السادات وبيغن في القدس. اقترح الرئيس المصري أن تبدأ إسرائيل بوضع ممثل سري في السفارة الأمريكية في القاهرة. مع "غطاء" أمريكي، فإن الهوية الحقيقية للإسرائيليين، الذين سيتواصلون بين القادة المصريين والإسرائيليين، لن تعرف إلا للسفير الأمريكي في القاهرة. الوضع قبل الاتفاقية. أدت حرب أكتوبر وعدم التطبيق الكامل لبنود القرار رقم 338 والنتائج الغير مثمرة لسياسة المحادثات المكوكية التي انتهجتها الخارجية الأمريكية والتي كانت عبارة عن استعمال جهة ثالثة وهي الولايات المتحدة كوسيط بين جهتين غير راغبتين بالحديث المباشر والتي كانت ممثلة بالعرب وإسرائيل، أدت هذه العوامل إلى تعثر وتوقف شبه كامل في محادثات السلام ومهدت الطريق إلى نشوء قناعة لدى الإدارة الأمريكية المتمثلة في الرئيس الأمريكي آنذاك جيمي كارتر بإن الحوار الثنائي عن طريق وسيط لن يغير من الواقع السياسي لمنطقة الشرق الأوسط. في إسرائيل طرأت تغييرات سياسية داخلية متمثلة بفوز حزب الليكود في الانتخابات الإسرائيلية عام 1977 وحزب الليكود كان يمثل تيارا أقرب إلى الوسط من منافسه الرئيسي حزب العمل الإسرائيلي الذي هيمن على السياسة الإسرائيلية منذ المراحل الأولى لنشوء "دولة إسرائيل"، وكان الليكود لايعارض فكرة انسحاب إسرائيل من سيناء ولكنه كان رافضا لفكرة الانسحاب من الضفة الغربية . تزامنت هذه الأحداث مع صدور تقرير معهد بروكنغس التي تعتبر من أقدم مراكز الأبحاث السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة ونص التقرير على ضرورة اتباع "منهج حوار متعدد الأطراف" للخروج من مستنقع التوقف الكامل في حوار السلام في الشرق الأوسط من الجانب الآخر بدأ الرئيس المصري محمد أنور السادات تدريجيا يقتنع بعدم جدوى القرار رقم 338 بسبب عدم وجود اتفاق كامل لوجهات النظر بينه وبين الموقف الذي تبناه حافظ الأسد والذي كان أكثر تشددا من ناحية القبول بالجلوس على طاولة المفاوضات مع إسرائيل بصورة مباشرة. هذه العوامل بالإضافة إلى تدهور الاقتصاد المصري وعدم ثقة السادات بنوايا الولايات المتحدة بممارسة اي ضغط ملموس على إسرائيل، وكان السادات يأمل إلى أن أي اتفاق بين مصر وإسرائيل سوف يؤدي إلى اتفاقات مشابهة للدول العربية الأخرى مع إسرائيل وبالتالي سوف يؤدي إلى حل للقضية الفلسطينية. استنادا إلى الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في حواره مع الإعلامي عماد أديب في عام 2005 إن الراحل محمد أنور السادات إتخذ قرار زيارة إسرائيل بعد تفكير طويل حيث قام السادات بزيارة رومانيا وإيران والسعودية قبل الزيارة وصرح في خطاب له أمام مجلس الشعب المصري انه "مستعد أن يذهب اليهم في إسرائيل" وقام أيضا بزيارة سوريا قبيل زيارة إسرائيل وعاد في نهاية اليوم بعد أن حدثت مشادة كبيرة بينه وبين السوريين لأنهم كانوا معترضين علي الزيارة واستنادا إلى إبراهيم نافع فإن الرئيس الروماني نيكولاي شاوشيسكو قد قال "بأن مناحيم بيغن بلا شك صهيوني وصهيوني جدا، ولكنه رجل سلام، لأنه يعرف ماهي الحرب. ولكنه أيضا يريد أن يترك اسمه علامة في تاريخ الشعب اليهودي . سبقت زيارة السادات للقدس مجموعة من الاتصالات السرية، حيث تم إعداد لقاء سري بين مصر وإسرائيل في المغرب تحت رعاية الملك الحسن الثاني، إلتقى فيه موشى ديان وزير الخارجية الإسرائيلي، وحسن التهامي نائب رئيس الوزراء برئاسة الجمهورية. وفي أعقاب تلك الخطوة التمهيدية قام السادات بزيارة لعدد من الدول ومن بينها رومانيا، وتحدث مع رئيسها تشاوشيسكو بشأن مدى جدية بيجن ورغبته في السلام، فأكد له تشاوشيسكو أن بيجن رجل قوي وراغب في تحقيق السلام. في افتتاح دورة مجلس الشعب في 1977، وفي هذه الجلسة الشهيرة أعلن السادات استعداده للذهاب للقدس بل والكنيست الإسرائيلي، وقال: "ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم". وانهالت عاصفة من التصفيق من أعضاء المجلس، ولم يكن هذا الهتاف والتصفيف يعني أنهم يعتقدون أنه يريد الذهاب فعلا إلى القدس. ألقى السادات خطابا أمام الكنيست الإسرائيلي في 20 نوفمبر 1977. وشدد في هذا الخطاب على أن فكرة السلام بينه وبين إسرائيل ليست جديدة، وأنه يستهدف السلام الشامل، دعا السادات بيجن لزيارة مصر، وعقد مؤتمر قمة في الإسماعيلية وبدأ بيجين يتكلم عن حق إسرائيل في الاحتفاظ بالأراضي المحتلة، وعدوان مصر على إسرائيل. بعد اجتماع الإسماعيلية بشهر واحد اجتمعت اللجنة السياسية من وزراء خارجية مصر وإسرائيل والولايات المتحدة في القدس. وفي أثناء انعقاد تلك اللجنة شرعت إسرائيل في بناء مستوطنات جديدة في سيناء، لاستخدامها كورقة مساومة على مصر. لم يكن بيجن مستعدًا لقبول تنازلات، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي "موشى ديان": "إنه من الأفضل لإسرائيل أن تفشل مبادرة السلام على أن تفقد إسرائيل مقومات أمنها". وعرض الإسرائيليون على مصر ترك قطاع غزة للإدارة المصرية مقابل تعهد بعدم اتخاذها منطلقًا للأعمال الفدائية، وكان هدفهم من ذلك عدم إثارة موضوع الضفة الغربية، شعر السادات أن الإسرائيليين يماطلونه؛ فألقى خطابًا في يوليو 1978 قال فيه: إن بيجن يرفض إعادة الأراضي التي سرقها إلا إذا استولى على جزء منها كما يفعل لصوص الماشية في مصر. أنشأ السادات الحزب الوطني الديمقراطي وتولى رئاسته، وزادت قبضته العنيفة على القوى المعارضة لتوجهاته، ثم لجأ إلى الاستفتاء الشعبي على شخصه، ترددت مصر بين المضي في المبادرة أو رفضها، ولكن تدخل كارتر بثقله، ودعا السادات وبيجن إلى اجتماعات في كامب ديفيد. محادثات ما قبل الاتفاقية. وصل الوفدان المصري والإسرائيلي إلى كامب ديفيد يوم 5 سبتمبر 1978. ذهب السادات إلى كامب ديفيد وهو لا يريد أن يساوم، وإنما ردد مشروع قرار مجلس الأمن رقم 242 كأساس للحل. أما كارتر والإسرائيليون فكانوا مقتنعين أن السادات لن يوافق قط على أي وجود إسرائيلي في سيناء. في اليوم الأول من المحادثات قدم السادات أفكاره عن حل القضية الفلسطينية بجميع مشاكلها متضمنة الانسحاب الإسرائيلي من الضفة وغزة وحلول لقضية المستوطنات الإسرائيلية واستنادا إلى مبارك فإن السادات لم يركز في محادثاته كما يعتقد البعض على حل الجانب المصري فقط من القضية حاولت الإدارة الأمريكية إقناع الجانبين أن يتجنبوا التركيز على القضايا الشائكة مثل الانسحاب الكامل من الضفة الغربية وغزة ويبدؤا المناقشات على قضايا أقل حساسية مثل الانسحاب الإسرائيلي من سيناء كان الهيكل العام للمحادثات التي استمرت 12 يوما تتمحور على ثلاثة مواضيع رئيسية حسب الاقتراحات في هذا المحور كان على إسرائيل بعد الانتخابات المقترحة ان تحدد في فترة 5 سنوات مصير قطاع غزة والضفة الغربية من ناحية علاقة هذين الكيانين مع إسرائيل والدول المجاورة الأخرى كان الموقف الإسرائيلي متصلبًا متشددًا يرفض التنازل، وهو ما جعل السادات يعلن لمرافقيه أنه قرر الانسحاب من كامب ديفيد، فنصحه وزير الخارجية الأمريكي "سايروس فانس" أن يلتقي بكارتر على انفراد، واجتمع الرئيسان نصف ساعة. المعاهدة. في 26 مارس 1979 وعقب محادثات كامب ديفيد وقع الجانبان على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وكانت المحاور الرئيسية للمعاهدة هي إنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بين مصر وإسرائيل، وانسحاب إسرائيل من سيناء التي احتلتها عام 1967 بعد حرب الأيام الستة وتضمنت الاتفاقية أيضا ضمان عبور السفن الإسرائيلية قناة السويس واعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات مائية دولية تضمنت الاتفاقية أيضا البدء بمفاوضات لإنشاء منطقة حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242. الخطوط الرئيسة والعامة. وتنص الاتفاقية على إقامة علاقات طبيعية بين مصر وإسرائيل بعد المرحلة الأولى من الانسحاب من سيناء. يرى بعض المحللين السياسيين إن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لم تؤدي على الإطلاق إلى تطبيع كامل في العلاقات بين مصر وإسرائيل حتى على المدى البعيد فكانت الاتفاقية تعبيرا غير مباشر عن استحالة فرض الإرادة علي الطرف الآخر وكانت علاقات البلدين وحتي الآن تتسم بالبرودة والفتور . كانت الاتفاقية عبارة عن 9 مواد رئيسية منها اتفاقات حول جيوش الدولتين والوضع العسكري وعلاقات البلدين وجدولة الانسحاب الإسرائيلي وتبادل السفراء. يمكن قراءة المواد التسعة للاتفاقية على هذا الرابط . يرى البعض إنه وحتى هذا اليوم لم ينجح السفراء الإسرائيليين في القاهرة ومنذ عام 1979 في اختراق الحاجز النفسي والاجتماعي والسياسي والثقافي الهائل بين مصر وإسرائيل ولا تزال العديد من القضايا عالقة بين الدولتين ومنها: استغل بيجن الأيام التي تلت كامب ديفيد مباشرة للإعلان عن عزمه على إقامة مستوطنات في الأراضي المحتلة، ثم بلغت ذروة تصريحاته عام 1981م عندما أقسم أنه لن يترك أي جزء من الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان والقدس. ردود الفعل. أثارت اتفاقيات "كامب ديفيد" ردود فعل معارضة في مصر ومعظم الدول العربية، ففي مصر. استقال وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل لمعارضته الاتفاقية وسماها مذبحة التنازلات، وكتب مقال كامل في كتابه "السلام الضائع في اتفاقات كامب ديفيد" المنشور في بداية الثمانينيات أن "ما قبل به السادات بعيد جداً عن السلام العادل"، وانتقد كل اتفاقات كامب ديفد لكونها لم تشر بصراحة إلى انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة والضفة الغربية ولعدم تضمينها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وعقدت هذه الدول العربية مؤتمر قمة رفضت فيه كل ما صدر. ولاحقاً اتخذت جامعة الدول العربية قراراً بنقل مقرها من القاهرة إلى تونس احتجاجاً على الخطوة المصرية. على الصعيد العربي كان هناك جو من الإحباط والغضب لأن الشارع العربي كان آنذاك لايزال تحت تأثير افكار الوحدة العربية وافكار جمال عبد الناصر وخاصة في مصر والعراق وسوريا وليبيا والجزائر واليمن. يرى البعض أن الاتفاقية أدت إلى نشوء نوازع الزعامة الإقليمية والشخصية في العالم العربي لسد الفراغ الذي خلفته مصر وكانت هذه البوادر واضحة لدى القيادات في العراق وسوريا فحاولت الدولتان تشكيل وحدة في عام 1979 ولكنها انهارت بعد أسابيع قليلة وقام العراق على وجه السرعة بعقد قمة لجامعة الدول العربية في بغداد في 2 نوفمبر 1978 ورفضت اتفاقية كامب ديفيد وقررت نقل مقر الجامعة العربية من مصر وتعليق عضوية مصر ومقاطعتها وشاركت بهذه القمة 10 دول عربية ومنظمة التحرير الفلسطينية وعرفت هذه القمة باسم " جبهة الرفض ". وفي 20 نوفمبر 1979 عقدت قمة تونس العادية وأكدت على تطبيق المقاطعة على مصر. وازداد التشتت في الموقف بعد حرب الخليج الأولى إذ انضمت سوريا وليبيا إلى صف إيران وحدث أثناء هذا التشتت غزو إسرائيل للبنان في عام 1982 بحجة إزالة منظمة التحرير الفلسطينية من جنوب لبنان وتمت محاصرة للعاصمة اللبنانية لعدة شهور ونشات فكرة "الاتحاد المغاربي" الذي كان مستنداً على أساس الانتماء لأفريقيا وليس الانتماء للقومية العربية. حذيفة بن اليمان العبسي الغطفاني القيسي، صحابي جليل ولد في مكة وعاش في المدينة المنورة ومات سنة 36 هجرية في المدائن. سيرته رضي الله عنه. واجه والده اليمان مشكلة الطلب بثأر عليه أجبره على الهرب وترك مكة واللجوء للعيش مع عائلته في يثرب، وعندما أعلن الرسول محمد دعوته للإسلام في مكة جاءه اليمان مع بقية من أهل يثرب من الأوس والخزرج وبايعوه ولم يكن حذيفة معهم ولكنه أسلم قبل مشاهدة الرسول . عندما وصل رسول الله سأله حذيفة هل هو يحسب من المهاجرين أم من الأنصار, فقال له رسول الإسلام: أنت يا حذيفة من المهاجرين والأنصار. حذيفة بن اليمان هذا كان يعرف كذلك ويكنى بحافظ سر الرسول، حيث أن الرسول كان قد أسر له بأسماء كافة المنافقين المحيطين بهم ولم يفش بهذا السر لأي كان وهذا هو شأن كل حافظ لسر. وكان خليفة المسلمين عمر بن الخطاب عندما يريد أن يصلي على أحد أموات المسلمين يسأل عن حذيفة وهل هو من ضمن الحاضرين للصلاة وذلك خوفا منه بالصلاة على أحد المنافقين وكان عمر يسأل حذيفة : أفي عمالي منافق؟ قال: نعم قال: من؟ قال : لا أخبرك فحصل ذات يوم جدال بين عمر وأحد العمال فطرده وبعد مرور الأيام عرف أنه هو المنافق. يوم أحد. لقد كان حذيفة في إيمانه وولائه قوياً، فها هو يرى والده يقتل خطأ يوم أحد بأيدي مسلمة، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه: (أبي، أبي، إنه أبي!!) ولكن أمر الله قد نفذ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن والوجوم، لكنه نظر إليهم إشفاقاً وقال: يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين. ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة وبعد انتهاء المعركة علم الرسول بذلك، فأمر بالدية عن والد حذيفة حسيل بن جابر لكن حذيفة تصدق بها على المسلمين، فازداد الرسول له حباً وتقديراً. قصته بغزوة الخندق. قال حذيفة: صلى بنا الرسول ثم التفت إلينا فقال: " من رجل يقوم فينظر ما فعل القوم؟، ثم يرجع، أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة " فما قام رجل من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد، فلما لم يقم أحد، دعاني، فلم يكن لي بد من القيام، فقال: " ياحذيفة! اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يفعلون، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا ". فذهبت فدخلت فيهم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء. فقال أبو سفيان: «لينظر امرؤ من جليسه»، فأخذت بيد الرجل الذي كان جنبي، فقلت: من أنت؟ فقال: فلان بن فلان. ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش! إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فإني مرتحل ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فما أطلق عقاله إلا وهو قائم. ولولا عهد رسول الله إلي أن لا تحدث شيئا حتى تأتيني لقتلته بسهم. قال حذيفة: فرجعت إلى رسول الله وهو قائم يصلي في مرط لبعض نسائه مرحل، فلما رآني أدخلني إلى رجليه وطرح علي طرف المرط ثم ركع وسجد وإني لفيه ولما أخبرته الخبر وسمعت غطفان بما فعلت قريش فانشمروا راجعين إلى بلادهم. غزواته. شارك حذيفة بكل المعارك والغزوات التي قادها النبي محمد عدا معركة بدر, حيث كان قد سافر خارج المدينة آنذاك فوقع أسيرا في يد كفار قريش، وعند استجوابه أعلمه بأنه في طريقه إلى المدينة ولا علاقة له بمحمد وجماعته وعاهدهم بعدم مقاتلتهم، وحصل أن تركه الكفار فشد الرحيل مسرعا إلى رسول الإسلام له مخبرا إياه عن ما حصل وبأن الكفار يتأهبون للغزو، ولم يسمح له رسول الله بالمشاركة في المعركة إيفاء بعهده، لذا لم يشارك المسلمين تلك المعركة. شهد حذيفة أحدا وما بعدها من المشاهد مع الرسول. وشهد فتح العراق والشام، وشهد اليرموك 13 هـ، وبلاد الجزيرة 17هـ ونصيبين. وشهد فتوحات فارس. وفي معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفاً، اختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة (النعمان بن مقرن) ثم كتب إلى حذيفة أن يسير اليه على رأس جيش من الكوفة، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه يقول: (إذا اجتمع المسلمون، فليكن كل أمير على جيشه، وليكن أمير الجيوش جميعا (النعمان بن مقرن)، فاذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة، فاذا استشهد فجرير بن عبد الله) وهكذا استمر يختار قواد المعركة حتى سمى منهم سبعة.. والتقى الجيشان ونشب قتال قوي، وسقط القائد النعمان شهيداً، وقبل أن تسقط الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عالياً وأوصى بألا يذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة، ودعا (نعيم بن مقرن) فجعله مكان أخيه (النعمان) تكريماً له، ثم هجم على الفرس صائحاً: (الله أكبر: صدق وعده، الله أكبر: نصر جنده) ثم نادى المسلمين قائلاً: (يا أتباع محمد، ها هي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم، فلا تطيلوا عليها الانتظار) وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس. وكان فتح همدان والري والدينور على يده وشهد فتح الجزيرة. أخرج البخاري: حدثنا محمد بن المثنى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن جابر حدثني بسر بن عبيدالله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: (كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟! قال: «نعم»، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟! قال: «نعم، وفيه دخن!»، قلت: وما دخنه؟! قال: «قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر!»، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟! قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها»، قلت: يا رسول الله! صفهم لنا قال: «هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا»، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين، وإمامهم» قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟! قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها! ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»). هذا حديث في غاية الصحة، مسلسل بالثقات، الأثبات، المصرحين بالتحديث، وهو أقوى أحاديث الباب إسناداً، وأنظفها متناً، بل من أصح الأحاديث في الدنيا، وقد أخرجه كذلك مسلم بحروفه ونفس إسناده، وأخرجه البخاري عن شيخه يحيى بن موسى، حدثنا الوليد قال:... إلخ ! كما أخرجه آبو عوانة، والطبراني في «مسند الشاميين»، والداني في «الفتن»، وصدر الحديث قريب في اللفظ والمعنى من صدر الحديث المنقطع الذي أخرجه مسلم، ولكن عجز الحديث مناقض لعجز حديث مسلم المنقطع! اختياره للكوفة. أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغاً، فكتب عمر لسعد بن أبي وقاص كي يغادرها فوراً بعد أن يجد مكاناً ملائماً للمسلمين، فوكل أمر اختيار المكان لحذيفة بن اليمان ومعه سلمان بن زياد، فلما بلغا أرض الكوفة وكانت حصباء جرداء مرملة، قال حذيفة لصاحبه: (هنا المنزل ان شاء الله) وهكذا خططت الكوفة وتحولت إلى مدينة عامرة، وشفي سقيم المسلمين وقوي ضعيفهم.. توليه على المدائن. خرج أهل المدائن لاستقبال الوالي الذي اختاره عمر—لهم، فأبصروا أمامهم رجلاً يركب حماره على ظهره اكاف قديم، وأمسك بيديه رغيفاً وملحاً, وهو يأكل ويمضغ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي -حذيفة بن اليمان- المنتظر، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك، وحين رآهم حذيفة يحدقون به قال لهم: (اياكم ومواقف الفتن). قالوا: (وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله ؟) قال: (أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي، فيصدقه بالكذب، ويمتدحه بما ليس فيه) فكانت هذه البداية أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد، ومنهجه في الولاية.. وفاته. لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً، فقيل: (ما يبكيك ؟) فقال: (ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ). ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم: (أجئتم معكم بأكفان ؟) قالوا: (نعم) قال: (أرونيها) فوجدها جديدة فارهة، فابتسم وقال لهم: (ما هذا لي بكفن، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فاني لن أترك في القبر الا قليلاً، حتى أبدل خيراً منهما، أو شراً منهما) ثم تمتم بكلمات: (مرحباً بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم) وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن، وذلك بعد مَقْتلِ عثمان بن عفان بأربعين ليلة روي أنه في سنة 1933 م ونتيجة وصول مياه نهر دجلة إلى القبر، رأى الملك غازي ومفتي الديار العراقية ومهندس الأوقاف بضرورة النقل، وقد حضر الملك غازي مراسم فتح القبر والتشييع والدفن، ونقل الجثمان بجوار سلمان الفارسي ضمن موكب عسكري وجماهيري.؛ غير أن هذه القصة باطلة. إلهام المدفعي (1942-) مغن وعازف عراقي،استخدم الدمج بين عزف الغيتار الغربي والأغنية الفولكلورية العراقية لقب بأزنافور العرب. حياته. ولد في بغداد في أربعينيات من القرن العشرين كان يدرس في مدرسة نجيب باشا الابتدائية في الأعظمية وكان هاويآ للموسيقى ومتميزآ على بقية الصبية في تلك المدرسة في درس الموسيقى والنشيد، وقد سكنت عائلته في شارع طه في منطقة الأعظمية في بغداد. حياته الأسرية. تزوج من السيدة هالة العمري وابنه الإعلامي محمد المدفعي حصوله على الجنسية الأردنية. في العام 1999 منحه الملك عبد الله الثاني بن الحسين الجنسية الأردنية. مسيرته الفنية. بدأ نشاطة على آلة الغيتار منذ الثانية عشرة من عمره، وهو من الأوائل الذين قاموا بعمل فرقة موسيقية في العراق عرفت باسم الأعاصير. انتقل بعدها إلى انكلترا لدراسة الهندسة. عزف مع فرقة موسيقية في البيت البغدادي في لندن ورجع إلى بغداد عام 1967 وقام بتشكل فرقته الموسيقية حيث كان يدمج بين عزف الغيتار الغربي والأغنية الفلكلورية العراقية وكانت هذه بدايته الحقيقية حيث عزف في مطعم صحارى، في 1979 جال العالم مع أسلوب الموسيقى الذي ابتكره. عاد مرة أخرى إلى العراق في 1991 وقام بتأسيس فرقته الموسيقية التي عرفت باسمه إلهام غادر العراق عام 1994 بعد محاربته في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين قائلا اشتهرت أغانية بين العراقيين في المهجر فضلا عن العرب خصوصا في لبنان وفي الأردن .، قرر العودة من الولايات المتحدة والإستقرار في الأردن عام 2000 تم طرح ألبوم "خطار" حصل على جائزة الألبوم البلاتيني كأكثر البوم مبيعا من شركة "اي ام اي" العالمية الرموز الصينية (بالصينية المبسطة: 汉字، وبالصينية التقليدية: 漢字 وبنظام البينيين: "hànzì"، وتُنطق هانزي، وتعني: حروف الهان) رسوم لفظية وُضعت لكتابة اللغة الصينية، واتُّخذت لكتابة عدة لغات آسيوية أخرى. وما زالت عنصرًا أساسيًّا في نظام الكتابة الياباني المدعو "كانجي". وهي أقدم نظام كتابة مستمر استعماله في العالم كله. بسبب انتشار نظامها الحالي في شرق آسيا، واستعماله التاريخي في المجال الثقافي هناك، يُعد من أكثر أنظمة الكتابة انتشارًا في العالم من حيث عدد المستعمِلين. يبلغ عددها عشرات الآلاف، وإن كان أغلبها رموزًا مرادِفة ثانوية لم تَظهر إلا في النصوص التاريخية. نظامها قائم على الرموز خلافًا للألِفْبائية القائمة على الحروف، أي يُربط فيه كل رسم لفظي بصوت تام، ومن ثَم يمكن مقارنته بـ«المقطعية» من بعض الوجوه. القدرة العملية على القراءة والكتابة بالنظام الصيني تتطلب علم 3-4 آلاف رمز. يُعلَّم منها 2,136 في المدارس الثانوية اليابانية (وتُدعى: "جويو كانجي")، ومئات غيرها في الاستعمال اليومي. بعد تبسيط الرموز عقب الحرب العالمية الثانية في اليابان والصين، صارت الرموز الصينية المستعمَلة في اليابان مختلفة من وجوه عديدة عما تُستعمل في الصين. توجد قوائم نموذجية وطنية عديدة للرموز والأشكال والنُّطوق. تُستعمل أشكال مبسَّطة لرموز معيّنة في بر الصين الرئيس وسنغافورة وماليزيا، في حين تُستعمل الرموز التقليدية المرادِفة في تايوان وهونغ كونغ وماكاو، وحتى في كوريا الجنوبية في نطاق محدود. في اليابان تُكتب الرموز الشائعة بالأشكال المبسطة الخاصة بيابان ما بعد الحرب، في حين تُكتب الرموز غير المألوفة بأشكالها اليابانية التقليدية التي تطابق الأشكال التقليدية الصينية. أغلب الكلمات الصينية في اللغة الصينية الحديثة مركَّبة من رمزين أو أكثر. وغالبًا ما يقابل الرمز مقطعًا لفظيًّا مفردًا هو في الوقت ذاته مقطع صرفي (مورفيم)، ولهذه القاعدة العامة استثناءات قليلة، منها المورفيمات ثنائية المقاطع اللفظية (تُكتب برمزين)، والمقاطع اللفظية ثنائية المورفيمات (تكتب برمزين)، والحالات التي يقابِل فيها الرمز الواحد كلمةَ -أو عبارة- متعددة المقاطع اللفظية. في الصينية الحديثة عديد من المتشابهات اللفظية (الهوموفونات)، فيكون للمقطع اللفظي نفسه عدة رموز تختلف باختلاف المعنى. وربما كان للرمز الواحد أيضًا عدة معان قد تكون متمايزة جدًّا، وأحيانًا ما يكون لها نطوق مختلفة. وأما الألفاظ القريبة (Cognates) في اللهجات الصينية فتُكتب عمومًا بالرمز نفسه. وفي اللغات الأخرى –ولا سيما اليابانية والكورية حاليًّا– تُستعمل الرموز في تمثيل الكلمات الصينية الدخيلة، لتمييز الكلمات الأصيلة من النطق الصيني (كونيومي في اليابانية مثلًا)، وبوصفها عناصر لفظية بحتة بناء على نطقها في اللهجة الصينية التاريخية التي أُخذت منها الكلمة. وتلك التعديلات الأجنبية للنطق الصيني تُدعى «النطوق الأجنبية الصينية» (Sino-Xenic pronunciations)، وكانت نافعة في إحياء الصينية الوسطى. الاستعمال. عندما بدأ نظام الكتابة الصيني في الألفية الثانية قبل الميلاد، كانت كلمات الصينية القديمة في عمومها أحادية المقطع اللفظي، وكان لكل كلمة رمز. ومن عهد مملكة تشو الغربية إلى الآن أخذ يتزايد في اللغة عدد الكلمات المتعددة المقاطع اللفظية. النادي المكناسي أو النادي الرياضي المكناسي هو نادٍ رياضي مغربي من مدينة مكناس، يمارس بالقسم الثالث مع إطلالة سنة 1962 يأتي التفكير في إنشاء فريق النادي الرياضي المكناسي، ناد يضم مختلف الفروع الرياضية، ويعطي انطلاقة رياضية أخرى تعتمد بالدرجة الأولى على أُطر ومسيّرين أكفاء يعملون للحفاظ على تلك الصفحات المشرقة التي طبعت مسيرة الرياضة بمدينة مكناس، زمرة من المسيرين وحشد كبير من اللاعبين كانوا وراء هذا التأسيس، فالبداية الصعبة للفريق المكناسي لم تستطع أن تعطي ما كان ينتظر منها بالقياس إلى عدد اللاعبين وحرص المسؤولين عن الرياضة بالمدينة الذي بدأ يقل لظهور عوامل أخرى كانت آثارها واضحة على القطاع الرياضي، في حين الجيل الذي صنع الأمجاد، وحقق الحضور المشرق بدأ يدخل خانة التهميش تارة والنسيان تارة أخرى. ولم يبق أمام الفريق سوى اللعب من أجل الصعود إلى قسم الكبار. والرهان على فتح صفحات أخرى، وفعلا يستطيع الفريق المكناسي في مسيرته أن يوفق بين هذا الحلم ويحقق الصعود، وتبدأ مسيرته التي اتسمت بمعادلة غريبة ذلك أن الفريق المكناسي يصعد لينزل، وينزل ليصعد، وبين هذا وذاك تفتقت بعض المواهب، ويحقق بعض البريق، ويسجل بعض الحضور، وفي هذا الجدول نوضح بعض التعثرات التي رافقت الفريق منذ التأسيس. ملعب النادي. الملعب الشرفي بمكناس، وهو ملعب جميل يشبه الملاعب الإسبانية، حيث يتميز بوجود أربع مدرجات قريبة من الملعب، مخصص فقط لكرة القدم وبدون مضمار أولمبي بتصميمه المماثل لأشهر الملاعب الأوروبية كون أن المدرجات مجانبة لأرضية الملعب. تبلغ طاقته الاستيعابية 20.000 متفرج بعد أن تم توسيع مدرجاته وإصلاحها مع بداية القرن الحالي كما انطلقت فيه أشغال تعشيب جديدة بعد نهاية الموسم الرياضي 2006 - 2007. جنوب إيطاليا ( ؛ ) أو Mezzogiorno ( ، حرفيًا "منتصف النهار" أو "الظهر"؛ ، هي منطقة كبرى من إيطاليا تتكون من النصف الجنوبي للدولة الإيطالية. يغطي جنوب إيطاليا المنطقة التاريخية والثقافية التي كانت ذات يوم تحت إدارة مملكتي نابولي وصقلية "السابقتين (المعروفة" رسميًا "باسم Regnum Siciliae citra Pharum" و "ultra Pharum" ، أي "مملكة صقلية على الجانب الآخر من المضيق " و " عبر المضيق ") ، والتي اشتركت فيما بعد في تنظيم مشترك في أكبر دولة في إيطاليا قبل التوحيد، وهي مملكة الصقليتين. كان لجزيرة سردينيا تاريخ مختلف عن المنطقة المذكورة أعلاه، ولكنها مع ذلك غالبًا ما تندرج في "Mezzogiorno". يستخدم مصطلح " جنوب إيطاليا " "(Italia meridionale" أو أيضا "Sud" فقط) في المعهد الوطني الإيطالي للإحصاء (ISTAT) لتحديد واحدة من المناطق الإحصائية خمسة في التقارير من دون صقلية وسردينيا، والتي تشكل المنطقة إحصائية متميزة المقومة " الجزر إيطاليا "( "Italia insulare" أو ببساطة "Isole" ). توجد نفس التقسيمات الفرعية في أسفل المستوى الأول الإيطالي التابع للاتحاد الأوروبي (NUTS) والدوائر الانتخابية الإيطالية للبرلمان الأوروبي. التسمية. بطريقة مماثلة "لميدي في" فرنسا ("منتصف النهار" أو "الظهر" بالفرنسية)، يشير المصطلح الإيطالي "Mezzogiorno" إلى شدة وموقع سطوع الشمس في منتصف النهار في جنوب شبه الجزيرة الإيطالية. ظهر المصطلح في وقت لاحق بعد ضم مملكة بوربون للصقليتين، مع الدول الإيطالية الأخرى، والتوحيد الإيطالي اللاحق عام . المناطق. يُعتقد عمومًا أن جنوب إيطاليا يضم المناطق الإدارية التي تتوافق مع المدى الجيوسياسي للمملكة التاريخية للصقليتين، بدءًا من أبروتسو، وبوليا، وبازيليكاتا، وكامبانيا، وكالابريا، وموليزي، وصقلية ؛ بسبب هذا السبب التاريخي، وحقيقة أن لهجات جنوب ايطاليا يُتحدث بها هناك أيضًا، يشمل بعضها أيضًا الأجزاء الجنوبية والشرقية من لاتسيو، ضمن "ميزوجيورنو". جزيرة سردينيا، على الرغم من كونها أقل ارتباطًا ثقافيًا ولغويًا وتاريخيًا بالمناطق المذكورة أعلاه من ارتباط أي منها ببعضها البعض، إلا أنها كثيرًا ما تُضمن كجزء من "ميزوجيورنو"، غالبًا لأغراض إحصائية واقتصادية. و يشمل كلا من الأقاليم التالية : و يشمل جزيرتي اللتان تقعان ضمن اقاليم الحكم الذاتي ذات الحالة الخاصة: جغرافية. يشكل جنوب إيطاليا الجزء السفلي من "الجزمة" الإيطالية، الذي يحتوي على الكاحل (كامبانيا)، وأصبع القدم ( كالابريا )، والقوس (باسيليكاتا)، والكعب (بوليا)، وموليزي (شمال بوليا) وأبروتسو (شمال موليزي) مع صقلية، أُزيلت من كالابريا بواسطة مضيق ميسينا الضيق. يفصل بين "الكعب" و "الحذاء" خليج تارانتو، الذي سمي على اسم مدينة تارانتو، وهو يقع بزاوية بين الكعب والحذاء نفسه. إنه ذراع البحر الأيوني. غالبًا ما تُضمن جزيرة سردينيا، الواقعة إلى الغرب من شبه الجزيرة الإيطالية وأسفل جزيرة كورسيكا الفرنسية مباشرةً. على الساحل الشرقي يوجد البحر الأدرياتيكي، ويؤدي إلى بقية البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق أوترانتو. على البحر الأدرياتيكي، جنوب "مهماز" الجزمة، سميت شبه جزيرة مونتي جارجانو؛ على البحر التيراني وخليج ساليرنو وخليج نابولي وخليج بوليكاسترو وخليج جايتا على اسم مدينة ساحلية كبيرة. يمتد ساحل أمالفي على طول الساحل الشمالي لخليج ساليرنتين وإلى الجنوب من شبه جزيرة سورينتين. قبالة طرف شبه الجزيرة هي جزيرة كابري. المناخ هو مناخ متوسطي بشكل أساسي ( تصنيف مناخ كوبن Csa)، باستثناء أعلى المرتفعات (Dsa، Dsb) والامتدادات الشرقية شبه القاحلة في بوليا وموليزي، على طول البحر الأيوني في كالابريا والامتدادات الجنوبية من صقلية (BSw). أكبر مدينة في جنوب إيطاليا هي نابولي، وهو اسم يوناني أصلاً احتفظ به تاريخياً لآلاف السنين. تعد باري وتارانتو وريجيو كالابريا وفوجيا وساليرنو أكبر المدن التالية في المنطقة. المنطقة نشطة جيولوجيًا للغاية، باستثناء سالينتو في بوليا، وهي شديدة الزلازل: تسبب زلزال إيربينيا عام في مقتل 2914 شخصًا وإصابة أكثر من 10 آلاف وتشريد 300 ألف شخص. التاريخ. عصور ما قبل التاريخ والعصور القديمة. في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، بدأ اليونانيون في الاستقرار في جنوب إيطاليا لأسباب مختلفة، منها الأزمة الديموغرافية (المجاعة، الاكتظاظ، إلخ)، والبحث عن منافذ وموانئ تجارية جديدة، وطردهم من وطنهم. خلال هذه الفترة أيضًا، أُنشأت المستعمرات اليونانية في أماكن متفرقة مثل الساحل الشرقي للبحر الأسود وشرق ليبيا ومساليا (مرسيليا). وشملت المستوطنات في صقلية والجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الإيطالية. وجد المستوطنون اليونانية أولا أن إيطاليا يقطنها ثلاثة مجموعات رئيسية هي: شعب أوسيني، إينوتريون وأيبايجيس. كانت العلاقات في البداية متوترة بين المستوطنين اليونانيين والشعوب الأصلية (خاصة مع قبائل الأيبايجي)، ولكن في النهاية شكل التأثير الهيليني ثقافتهم وطريقة حياتهم. اعتاد الرومان على تسمية منطقة صقلية "وساحل" جنوب إيطاليا ماجنا غراسيا ("اليونان العظمى")، حيث كانت مأهولة بالسكان اليونانيين. اختلف الجغرافيون القدماء حول ما إذا كان المصطلح يشمل صقلية أو مجرد بوليا وكالابريا - كان سترابو هو أبرز المدافعين عن التعريفات الأوسع. مع هذا الاستعمار، صُدرت الثقافة اليونانية إلى إيطاليا، بلهجاتها من اللغة اليونانية القديمة، وطقوسها الدينية وتقاليدها في "بوليس" المستقلة. سرعان ما تطورت الحضارة الهيلينية الأصلية، وتفاعلت لاحقًا مع الحضارات الإيطالية واللاتينية الأصلية. كانت أهم عملية زرع ثقافية هي المجموعة الخالكيذية / الكومية للأبجدية اليونانية، التي تبناها الأتروسكان. تطورت الأبجدية المائلة القديمة لاحقًا إلى الأبجدية اللاتينية، والتي أصبحت الأبجدية الأكثر استخدامًا في العالم. أصبح العديد من المدن اليونانية الجديدة غنية جدا وقوية، مثل "نيابوليس" (Νεάπολις، نابولي، "المدينة الجديدة")، سيراكوزاي (Συράκουσαι، سيراكيوز )، "اكراغاس" (Ἀκράγας، أغريجنتو )، و "سيباريس" (Σύβαρις، سيباري ). شملت مدن أخرى في اليونان العظمى "تارانتو" (Τάρας)، "Epizephyrian وكري" (Λοκροὶ Ἐπιζεφύριοι)، "ريجيوم" (Ῥήγιον)، "كروتوني" (Κρότων)، "ثيراي" (Θούριοι)، "إيليا" (Ἐλέα)، "نولا" (Νῶλα)، سيسا (Σύεσσα)، "باري" ( Βάριον) وغيرها. بعد فشل بيروس من إبيروس في محاولته لوقف انتشار الهيمنة الرومانية في 282 قبل الميلاد، سقط الجنوب تحت السيطرة الرومانية وظل في هذا الحال طوال الغزوات البربرية. استعادت الإمبراطورية الرومانية الشرقية السيطرة عليها في ثلاثينات القرن الخامس (530) بعد سقوط روما في الغرب عام ، وبقي شكل من أشكال السلطة الإمبراطورية حتى سبعينيات القرن العاشر (1070 م). انهى اللومبارديين بغزو زوتو الحكم الروماني الشرقي الكلي في الربع الأخير من القرن السادس. العصور الوسطى. بعد الحرب القوطية (535-554)، وحتى وصول النورمان، ارتبط قدر كبير من مصير جنوب إيطاليا بثروات الإمبراطورية الشرقية، على الرغم من أن الهيمنة البيزنطية تعرضت لتحدي في القرن التاسع من قبل اللومبارديين، الذين ضموا من منطقة كوزنسا إلى دوقية بينيفينتو. ونتيجة لذلك، تأثرت المناطق اللومباردية والبيزنطية بالرهبنة الشرقية، وشهد جزء كبير من جنوب إيطاليا عملية بطيئة من الاستشراق في الحياة الدينية، والتي رافقت انتشار الكنائس والأديرة الشرقية التي حافظت على اليونانية ونقلتها. والتقاليد الهلنستية. من ذلك الحين إلى الغزو النورماندي في القرن الحادي عشر، كان جنوب شبه الجزيرة ينغمس باستمرار في الحروب بين البيزنطيين ولومباردي والخلافة الإسلامية. أسست هذه الأخيرة عدة دول إسلامية في جنوب إيطاليا، مثل إمارة صقلية وإمارة باري. وكانت أمالفي جمهورية مستقلة من القرن السابع حتى عام ، وبدرجة أقل جيتا ومولفتا وتراني، تنافست الجمهوريات البحرية الإيطالية الأخرى في ازدهارها المحلي وأهميتها البحرية. في القرن الحادي عشر، احتل النورمان جميع الممتلكات اللومباردية والبيزنطية في جنوب إيطاليا، منهينًا ألفية من الحكم الروماني الإمبراطوري في إيطاليا، وفي النهاية طردوا المسلمين من صقلية. تميزت مملكة صقلية النورماندية في عهد روجر الثاني بحكمها الكفؤ وطبيعتها المتعددة الأعراق والتسامح الديني. عاش النورمان واليهود والعرب المسلمون واليونانيون البيزنطيون واللومبارديون والصقليون "الأصليون" في وئام نسبي. ومع ذلك، استمرت الهيمنة النورماندية عدة عقود فقط قبل أن تنتهي رسميًا في عام مع حكم كونستانس من صقلية، واستعيض عنها بسلالة هوهنشتاوفن من شوابيا . في صقلية، أيد الإمبراطور فريدريك الثاني إصلاحًا عميقًا للقوانين التي بلغت ذروتها بإصدار دساتير ملفي، وهي مجموعة من القوانين لمملكته كانت رائعة في ذلك الوقت وكانت مصدرًا الإلهام لفترة طويلة بعد. جعلت مملكة صقلية دولة مركزية وأقامت أسبقية القانون المكتوب. مع تعديلات صغيرة نسبيًا، ظل دستور "الامبراطوري الحر" أساس القانون الصقلي حتى عام . شهد بلاطه الملكي في باليرمو، من حوالي عام حتى وفاته، أول استخدام للشكل الأدبي للغة الإيطالية الرومانسية المتمثل في اللغة الصقلية، والتي كان لها تأثير كبير على ما صارت عليه اللغة الإيطالية الحديثة. خلال هذه الفترة، قام أيضًا ببناء كاستل دل مونتي، وفي عام ، أسس جامعة نابولي، التي تسمى الآن، باسمه، جامعة فيدريكو الثاني. في عام ، أدى الصراع بين سلالة هوهنشتاوفن والبابوية إلى غزو تشارلز دوق أنجو للصقلية. أدت معارضة المسؤولين الفرنسيين والضرائب إلى جانب تحريض عملاء من الإمبراطورية البيزنطية وتاج أراغون على التمرد إلى تمرد صلاة الغروب الصقلية والغزو الناجح للملك بيدرو الثالث من أراجون عام . استمرت حرب صلاة الغروب الصقلية الناتجة حتى صلح كالتابيلوتا في عام ،. وقسمت مملكة صقلية القديمة إلى قسمين. جزيرة صقلية، المسماة "مملكة صقلية وراء المنارة" أو مملكة تريناكريا، رجعت إلى فريدريك الثالث من آل أراغون الذي كان يحكمها. أراضي شبه الجزيرة، التي كانت تسمى في ذلك الوقت مملكة صقلية، ولكن تسمى مملكة نابولي من خلال المعرفة الدراسية الحديثة، رجعت إلى تشارلز الثاني من آل أنجو، الذي كان يحكمها أيضًا. وهكذا، كان الصلح اعترافًا رسميًا "بالوضع الراهن" غير المستقر. على الرغم من تمكن ملك إسبانيا من الاستيلاء على التاجين بدءًا من القرن السادس عشر، إلا أن إدارتي نصفي مملكة صقلية ظلت منفصلة حتى عام ، عندما لُم شملهما في مملكة الصقليتين. التاريخ الحديث المبكر. في عام ، غزا ألفونسو الخامس ملك أراغون مملكة نابولي ووحد صقلية ونابولي مرة أخرى عناصرًا تابعة لتاج أراغون. عند وفاته عام ، انفصلت المملكة مرة أخرى وورث فرديناندو الأول نابولي، الابن غير الشرعي لألفونسو. عندما توفي فرديناندو الأول في عام ، غزا تشارلز الثامن ملك فرنسا إيطاليا، مستخدمًا مطالبة أنجفين بعرش نابولي، والتي ورثها والده عند وفاة ابن أخت الملك رينيه عام ، كذريعة، وبالتالي بدأت الحروب الإيطالية. طرد تشارلز الثامن ألفونسو الثاني ملك نابولي من نابولي عام ، لكنه سرعان ما أُجبر على الانسحاب بسبب دعم فرناندو الثاني ملك أراغون لابن عمه، فرديناندو الثاني ابن ألفونسو الثاني. أعيد فرديناندو إلى العرش، لكنه توفي عام ، وخلفه عمه فريدريكو الرابع. ومع ذلك، لم يتنازل الفرنسيون عن مطالبهم، وفي عام وافقوا على تقسيم المملكة مع فرناندو ملك أراغون، الذي تخلى عن ابن عمه الملك فريدريكو. سرعان ما سقطت الصفقة، واستأنف تاج أراغون وفرنسا حربهما على المملكة، مما أدى في النهاية إلى انتصار أراغون وجعل فرناندو يسيطر على المملكة بحلول عام . استمرت المملكة في أن تكون محط نزاع بين فرنسا وإسبانيا على مدى العقود العديدة التالية، لكن الجهود الفرنسية للسيطرة عليها أصبحت أضعف مع مرور العقود، ولم تكن السيطرة الإسبانية معرضة للخطر على الإطلاق. تخلى الفرنسيون أخيرًا عن مطالباتهم بالمملكة بموجب معاهدة كاتو - كامبريس عام . أُنشأت دولة عميلة جديدة تحت اسم "بريسيدى" ("دولة الحاميات") بموجب معاهدة لندن (1557)، وحكمتها إسبانيا مباشرة، جزءً من مملكة نابولي. كان مجلس إيطاليا يدير مملكة نابولي وصقلية، وكذلك دوقية ميلانو. كانت جزيرة سردينيا، التي أصبحت بالكامل تحت السيادة الأيبيرية في عام عند سقوط آخر دولة أصلية، جزءًا لا يتجزأ من مجلس أراغون بدلاً من ذلك وظلت كذلك حتى السنوات الأولى من القرن الثامن عشر، عندما تنازل المجلس عن سردينيا إلى النمسا وسُلمت في النهاية إلى آل سافوي في جبال الألب في عام . بعد حرب الخلافة الإسبانية في أوائل القرن الثامن عشر، تغيرت ملكية المملكة مرة أخرى. بموجب شروط معاهدة أوترخت في عام ، أعطيت نابولي لكارل السادس، الإمبراطور الروماني المقدس. كما سيطر على صقلية عام ، لكن الحكم النمساوي لم يدم طويلاً. تم غزو نابولي وصقلية من قبل الجيش الإسباني خلال حرب الخلافة البولندية في عام ، ونُصب كارلوس دوق بارما، الابن الأصغر للملك فيليب الخامس ملك إسبانيا ملكًا لنابولي وصقلية من عام . عندما ورث كارلوس العرش الإسباني من أخيه الأكبر غير الشقيق عام ، ترك نابولي وصقلية لابنه الأصغر فرديناندو الأول. على الرغم من كون المملكتين في اتحاد شخصي تحت حكم آل بوربون من عام فصاعدًا، إلا أنهما بقيا منفصلتين دستوريًا. أوائل القرن التاسع عشر.  كان الملك فرديناندو الرابع معارضًا طبيعيًا للثورة الفرنسية ونابليون كونه عضوا في عائلة بوربون. في يناير 1799، استولى نابليون بونابرت، باسم الجمهورية الفرنسية، على نابولي وأعلن جمهورية البارثينوبا، وهي دولة فرنسية عميلة، خلفًا للمملكة. فر الملك فرديناندو من نابولي إلى صقلية ولجأ فيها حتى يونيو من ذلك العام. في عام ، خلع بونابرت، الإمبراطور الفرنسي آنذاك، الملك فردينانود مرة أخرى وعين شقيقه جوزيف بونابرت ملكًا لنابولي (). في مرسوم بايون لعام ، عزل نابليون جوزيف من المملكة وعينه ملكًا إسبانيا () وعين صهره، يواكيم مورات، ملكًا للصقليتين، على الرغم من أن هذا يعني السيطرة فقط على جزء من المملكة. خلال هذا الانقطاع النابليوني، بقي فرديناندو ملكًا في صقلية، وعاصمته باليرمو. بعد هزيمة نابليون، اعاد مؤتمر فيينا عام الملك فرديناندو الرابع باسم فرديناندو الأول ملك الصقليتين. أقام اتفاقًا مع الولايات البابوية، التي كانت تطالب بالأرض سابقًا. كانت هناك عدة تمردات في جزيرة صقلية ضد الملك فرديناندو الثاني، لكن نهاية المملكة لم تتحقق إلا من خلال حملة الألف عام ، بقيادة غاريبالدي، رمز التوحيد الإيطالي، بدعم من آل سافوي ومملكتهم سردينيا بما تتمتع به من اقتصاد وسياسة وقوة ثقافية في شمال إيطاليا. أسفرت الحملة الاستكشافية عن سلسلة مذهلة من الهزائم للجيوش الصقلية ضد القوات المتزايدة لغاريبالدي. بعد الاستيلاء على باليرمو وصقلية، نزل في كالابريا واتجه نحو نابولي، بينما غزت بيدمونت في هذه الأثناء المملكة من ماركي. كانت آخر المعارك التي خاضت هي معركة فولتورنوس في عام وحصار غايتا ، حيث كان الملك فرانشيسكو الثاني قد التمست ملجأً على أمل الحصول على مساعدة فرنسية لم تأت أبدًا. كانت آخر المدن التي قاومت حملة غاريبالدي هي ميسينا (التي استسلمت في ) وسيفيتيلا ديل ترونتو (التي استسلمت في ). حلت مملكة الصقليتين وضمت إلى مملكة إيطاليا الجديدة، التي تأسست في نفس العام. جنوب وشمال إيطاليا عام 1860. في وقت التوحيد الإيطالي، كانت الفجوة بين الولايات الشمالية السابقة لإيطاليا وصقلية الجنوبية كبيرة: كان لدى شمال إيطاليا حوالي كيلومتر من الطرق و كيلومترًا من السكك الحديدية، جنبًا إلى جنب مع مجموعة واسعة من القنوات المتصلة بالأنهار للشحن وسائل النقل؛ بلغ إنتاج الحديد والصلب طن سنويًا. على النقيض من ذلك، في ولاية بوربون الجنوبية السابقة، كان هناك كيلومترًا من الطرق، و184 كيلومترًا من السكك الحديدية (فقط حول نابولي)، ولم تكن هناك قنوات متصلة بالأنهار، وكان إنتاج الحديد والصلب طن سنويًا. في عام ، بلغ متوسط معدلات الأمية في شبه الجزيرة الإيطالية 75 ٪، وكان أدنى مستوى 54 ٪ في شمال غرب مملكة سردينيا (المعروفة أيضًا باسم " بيدمونت ")، والأعلى في الجنوب، حيث بلغت الأمية في مملكة الصقليتين 87٪. في عام ، بلغ حجم الأسطول التجاري الجنوبي 260 ألف طن، بينما وصل حجم البحرية التجارية الشمالية إلى 347 ألف طن، بخلاف بحرية البندقية التي ضمتها في عام وقُدرت بنحو 46 ألف طن. في عام ، كانت البحرية التجارية الإيطالية بأكملها رابع أكبر بحرية في أوروبا بحوالي طن. كانت البحرية التجارية الجنوبية مكونة من سفن شراعية لصيد الأسماك والشحن الساحلي في البحر الأبيض المتوسط، وكان بها عدد قليل جدًا من البواخر، حتى لو أنه قد بنيت وجُهزت إحدى السفن البخارية الأولى في نابولي عام . لم يكن كل من البحرية التجارية والبحرية العسكرية كافيتين مقارنة بالامتداد الساحلي الكبير لجنوب إيطاليا الذي وصفه المؤرخ الإيطالي رافاييل دي سيزار: . بالإضافة إلى البحرية التجارية، يجب علينا أيضًا التفكير في شبكة الممرات المائية المكونة من الأنهار والقنوات، والتي كانت تستخدم لنقل البضائع في مساحة كبيرة. طورت شبكة المجاري المائية بشكل كبير في الشمال لكنها غير موجودة في الجنوب. من الواضح في مقال نظرة النخب الشمالية للجنوب. شعرت منطقة بييدمونت الشمالية بالحاجة إلى غزو مملكة الصقليتين وإقامة شكل جديد من الحكم قائم على النظام الشمالي، حيث كانوا ينظرون إلى الجنوب باعتباره متخلفًا ويفتقر إلى رأس المال الاجتماعي. يمكن أن تُعزى وجهات النظر هذه حول الجنوب إلى حد كبير إلى رسائل المراسلين في جنوب إيطاليا الذين أرسلوا رسائل متحيزة إلى قادة الشمال، وتحديداً كاميلو بنسو، يحثون فيها على غزو الجنوب وإصلاحه. على الرغم من أن هذه الآراء حول الجنوب كانت متعالية، إلا أنها جاءت أيضًا مع اعتقاد حقيقي أنه من أجل إنشاء إيطاليا موحدة، كان من الضروري الحصول على مساعدة من الشمال. كان النظر إلى جنوب إيطاليا على أنه بربري بمثابة نوع من التبرير للسماح "لشمال بيدمونت المتحضر" بالتدخل. وجهة نظر أخرى تميزت بازدراء جنوب إيطاليا. وبحسب المقال، فـ". تشير وجهات النظر هذه بوضوح إلى الانقسام بين شمال وجنوب إيطاليا في ستينيات القرن التاسع عشر. في محاولة لشرح الاختلاف اللافت للنظر بين الأراضي التي ضُمت إلى الصقليتين السابقتين والقوة الاقتصادية والسياسية المتمركزة في الشمال، افترضت النظريات العنصرية، مما يشير إلى أن مثل هذا الانقسام له جذوره في التعايش بين سلالة غير متوافقة في الغالب. وصف المؤرخ البريطاني دينيس ماك سميث الاختلاف الجذري بين شمال إيطاليا وجنوبها الذي ضُم حديثًا في عام وبأن هذين النصفين كانا على مستويات مختلفة تمامًا من الحضارة، مشيرًا إلى أن بوربون في مملكة الصقليتين كانا من أشد المؤيدين للنظام الإقطاعي وأنهم كانوا يخشون تداول الأفكار وحاولوا إبقاء رعاياهم بمعزل عن الثورات الزراعية والصناعية في شمال أوروبا. أكد المؤرخ الإيطالي والسياسي اليساري أنطونيو غرامشي الدراسة المذكورة أعلاه التي أجراها دينيس ماك سميث في كتابه "المسألة الجنوبية"، حيث أكد المؤلف على "الظروف المتناقضة تمامًا" لشمال وجنوب إيطاليا في وقت التوحيد الإيطالي في عام ، عندما توحد الجنوب والشمال مرة أخرى بعد أكثر من ألف عام. يشير غرامشي إلى أن الفترة التاريخية للكومونز في شمال إيطاليا أعطت دفعة خاصة للتاريخ وأن في شمال إيطاليا كانت توجد منظمة اقتصادية مماثلة لتلك الموجودة في دول أوروبا الأخرى، مؤاتية لمزيد من تطوير الرأسمالية والصناعة، بينما كان التاريخ في جنوب إيطاليا مختلفًا ولم تنتج إدارات بوربون الأبوية شيئًا ذا قيمة. لم تكن الطبقة البرجوازية موجودة، وكانت الزراعة بدائية وغير كافية لإرضاء السوق المحلية، ولم تكن هناك طرق، ولا موانئ، والممرات المائية القليلة التي لم تستغل في المنطقة، بسبب خصائصها الجغرافية الخاصة. كما أوضح رافائيل دي سيزار الظروف المعيشية لشعب مملكة الصقليتين، الذي ذكر أن ملك نابولي فرديناندو الثاني لم يكن مهتمًا بالقيام بأعمال مفيدة لتحسين الحالة المهملة للنظافة العامة، ولا سيما في المحافظات التي كانت ندرة شبكات الصرف الصحي ونقص المياه في الغالب من القضايا المعروفة. شرحت مشكلة قطع الطرق في كتاب "أبطال وسرايا" ("Heroes and Brigands") للمؤرخ والسياسي الإيطالي الجنوبي فرانشيسكو سافيريو نيتي، موضحًا أن أعمال قطع الطرق كانت مستشرية في جنوب إيطاليا، حيث اعتمد البوربون أنفسهم عليها كوكيل عسكري لهم. على عكس جنوب إيطاليا، كان هناك القليل من أعمال اللصوصية في الولايات الأخرى الملحقة بشمال ووسط إيطاليا، مثل مملكة لومباردي-فينيتيا، ودوقية بارما، ودوقية مودينا، ودوقية توسكانا الكبرى، والولايات البابوية، بسبب الوضع. كان جنوب إيطاليا مختلفًا، بسبب القرون السابقة من التاريخ. وفقًا للمؤرخ الإيطالي الجنوبي جيوستينو فورتوناتو، ومصادر مؤسسية إيطالية كانت مشاكل جنوب إيطاليا موجودة قبل الوحدة الإيطالية، ويؤكد جوستينو فورتوناتو أن البوربون لم يكونوا وحدهم المسؤولين عن مشاكل الجنوب، التي لها أصول قديمة وعميقة أيضًا في القرون السابقة من الفقر والعزلة الناجم عن الهيمنة الأجنبية والحكومات الأجنبية. في الأدب، رسم الكاتب الصقلي جوزيبي توماسي دي لامبيدوزا فترة 1860 في روايته الشهيرة إل غاتوباردو ("Il Gattopardo") التي تدور أحداثها في صقلية في وقت توحيد إيطاليا. في مشهد أخير شهير، قال الأمير سالينا، عند دعوته للانضمام إلى مجلس الشيوخ لإيطاليا الموحدة، لضابط رفيع المستوى من بييدمونت يؤكد المؤلف المشكلة التي يواجهها الصقليون في تغيير نمط حياتهم القديم أثناء بقائهم في جزيرتهم. اقتبست الرواية في الفيلم بنفس العنوان إل غاتوباردو (فيلم 1963) للمخرج لوتشينو فيسكونتي، حيث لعب الممثل برت لانكستر دور الأمير سالينا. بعد عام 1861. عانى الاقتصاد الجنوبي بشكل كبير بعد الوحدة الإيطالية وتوقفت عملية التصنيع. كان الفقر والجريمة المنظمة من القضايا التي طال أمدها في جنوب إيطاليا أيضًا، وتفاقمت بعد التوحيد. ذكر كافور أن المشكلة الأساسية هي ضعف الحكومة، واعتقد أن الحل يكمن في التطبيق الصارم للنظام القانوني في بيدمون. وكانت النتيجة الرئيسية تصاعد أعمال اللصوصية. وبسبب هذا، واجه الجنوب صعوبات اقتصادية كبيرة أدت إلى هجرة جماعية أدت إلى الشتات الإيطالي في جميع أنحاء العالم، وخاصة إلى أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأستراليا وأجزاء أخرى من أوروبا. كما انتقل العديد من السكان الأصليين إلى المدن الصناعية في شمال إيطاليا، مثل جنوة وميلانو وتورينو. تطورت عملية التصنيع النسبية في بعض مناطق "ميزوجيورنو" بعد الحرب العالمية الثانية. في استفتاء عام 1946 بعد الحرب، صوتت المنطقة للحفاظ على النظام الملكي، مع أكبر دعم يأتي في كامبانيا. من الناحية السياسية، كانت على خلاف مع شمال إيطاليا، الذي فاز في الاستفتاء لتأسيس جمهورية. واليوم، لا يزال الجنوب أقل تطوراً اقتصادياً من المناطق الشمالية والوسطى، التي تمتعت بـ " معجزة اقتصادية " في الخمسينيات والستينيات وأصبحت صناعية للغاية. الاقتصاد. ابتداء من توحيد إيطاليا في 1861-1870، أصبح الانقسام الاقتصادي المتزايد بين المقاطعات الشمالية والنصف الجنوبي لإيطاليا واضحًا. في العقود الأولى للمملكة الجديدة، أدى الافتقار إلى الإصلاح الفعال للأراضي، والضرائب الباهظة، وغيرها من الإجراءات الاقتصادية المفروضة على الجنوب، إلى جانب إلغاء التعريفات الحمائية المفروضة على السلع الزراعية لتعزيز الصناعة الشمالية، إلى جعل الوضع شبه مستحيل بالنسبة لهم. العديد من المزارعين المستأجرين والشركات الصغيرة وأصحاب الأراضي. اختارت الجموع الهجرة بدلاً من محاولة كسب لقمة العيش، خاصة من 1892 إلى 1921. بالإضافة إلى ذلك، أدى تصاعد أعمال قطع الطرق والمافيا إلى انتشار العنف والفساد وعدم الشرعية. وقد أقر رئيس الوزراء جيوفاني جيوليتي ذات مرة أن هناك أماكن. بعد صعود بينيتو موسوليني، "الحاكم الحديدي"، حاول "تشيزار موري"(محافظ بجنوب إيطاليا (prefetto) قبل وأثناء الفترة الفاشية)، هزيمة المنظمات الإجرامية القوية بالفعل والمزدهرة في الجنوب، وكُللت بدرجة من النجاح. ومع ذلك، عندما ظهرت الصلات بين المافيا والفاشيين، عُزل "موري" وأعلنت الدعاية الفاشية هزيمة المافيا. من الناحية الاقتصادية، كانت السياسة الفاشية الهادفة إلى إنشاء إمبراطورية إيطالية وموانئ جنوب إيطاليا استراتيجية لجميع التجارة تجاه المستعمرات. تمتعت نابولي بنهضة ديموغرافية واقتصادية، ويرجع ذلك أساسًا إلى اهتمام الملك فيكتور إيمانويل الثالث بها، حيث أنه ولد فيها. بدءًا من الخمسينيات من القرن الماضي، أُنشأت كاسا بيرلي ميزوجيورنو خطةً رئيسةً عامة ضخمة للمساعدة في تصنيع الجنوب، والتي تهدف إلى القيام بذلك بطريقتين: من خلال إصلاحات الأراضي التي خلقت 120 ألف مزرعة صغيرة جديدة، ومن خلال حيث تذهب 60٪ من إجمالي الاستثمارات الحكومية إلى الجنوب، وبالتالي تعزيز الاقتصاد الجنوبي من خلال جذب رؤوس أموال جديدة، وتحفيز الشركات المحلية، وتوفير فرص العمل. ومع ذلك، لم تتحقق الأهداف إلى حد كبير، ونتيجة لذلك أصبح الجنوب مدعومًا بشكل متزايد ومعتمدًا على الدولة، وغير قادر على توليد النمو الخاص نفسه. في الوقت الحاضر، لا تزال الفوارق الإقليمية الهائلة قائمة. لا تزال المشاكل تشمل تفشي الجريمة المنظمة ومعدلات البطالة المرتفعة للغاية. نظرًا لعدم إحراز جنوب إيطاليا تقدمًا في تحسين المنطقة، فقد سجلت أعدادًا قياسية من الهجرة. القضية الأكثر انتشارًا في جنوب إيطاليا هي عدم قدرتها على جذب الأعمال، وبالتالي خلق فرص عمل. بين عامي 2007 و 2014، كان هناك إيطالي عاطل عن العمل. 70٪ منهم كانوا إيطاليين من الجنوب. صُنفت العمالة في الجنوب في المرتبة الأدنى بالمقارنة مع دول الاتحاد الأوروبي. صُنف الإيطاليون من الجنوب أيضًا في المرتبة الأدنى من حيث المساهمات المالية في اقتصاد إيطاليا من المهاجرين. تكمن الوظائف الأكثر شيوعًا في جنوب إيطاليا في السياحة والتوزيع والصناعات الغذائية والأثاث الخشبي والبيع الكامل ومبيعات المركبات والمبيعات في المجالات المعدنية والحرفية. كما هو واضح في قائمة الوظائف الأكثر شيوعًا في جنوب إيطاليا، يعتمد اقتصاد الجنوب بشكل كبير على السياحة. يجذب الجنوب السياح من خلال خلفيته التاريخية الغنية. أظهر تقرير نشرته المنظمة الإيطالية "SVIMEZ" في يوليو 2015 أن جنوب إيطاليا شهد نموًا سلبيًا للناتج المحلي الإجمالي في السنوات السبع الماضية، وأنه منذ عام كان ينمو بمقدار نصف ما تنمو به اليونان. في عام ، كان الاقتصاد والناتج المحلي الإجمالي لجنوب إيطاليا ينموان مرتين مقارنة بشمال إيطاليا. وفقًا لأرقام يوروستات المنشورة في عام ، فإن جنوب إيطاليا هي المنطقة الأوروبية التي تتمتع بأقل نسب توظيف: في بوليا وصقلية وكامبانيا وكالابريا، كان أقل من 50٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 64 عامًا يعملون في عام . ويرجع هذا إلى حد كبير إلى انخفاض مشاركة المرأة في القوى العاملة، حيث تعمل أقل من 50٪ من النساء، مقارنة بالمعدل الوطني والأوروبي البالغ 53.1٪ و 67.4٪ على التوالي. الثقافة. تعرضت مناطق جنوب إيطاليا لبعض التأثيرات التاريخية المختلفة عن بقية شبه الجزيرة، بدءًا من الاستعمار اليوناني على وجه الخصوص. كان التأثير اليوناني في الجنوب المهيمن حتى تم الانتهاء Latinisation في الوقت الروم عهد الزعامة. عادت التأثيرات اليونانية من قبل الإمبراطورية الرومانية المتأخرة، خاصة بعد إعادة احتلال جستنيان والإمبراطورية البيزنطية. استولى المسلمون على صقلية، وهي ثقافة نورمان وعربية وبيزنطية مميزة عبر العصور الوسطى، وتحولت إلى إمارة لفترة، وعبر صقلية، تم إدخال عناصر من الثقافة العربية إلى إيطاليا وأوروبا. تعرضت بقية البر الرئيسي لصراع على السلطة بين البيزنطيين واللومبارد والفرنجة. بالإضافة إلى ذلك، أنشأ الفينيسيون بؤر استيطانية مع زيادة التجارة مع بيزنطة والشرق الأدنى. حتى الفتوحات النورماندية في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، اتبعت معظم مناطق الجنوب المسيحية الشرقية (اليونانية). أثر النورمان الذين استقروا في صقلية وجنوب إيطاليا في العصور الوسطى بشكل كبير على العمارة والدين والثقافة العالية في المنطقة. في وقت لاحق، خضع جنوب إيطاليا لحكم الدول الأوروبية الجديدة، أولاً تاج أراغون، ثم إسبانيا، ثم النمسا. كان للإسبان تأثير كبير على ثقافة الجنوب، بعد أن حكموها لأكثر من ثلاثة قرون. عاشت المجتمعات اليهودية في صقلية وجنوب إيطاليا لأكثر من 15 قرنًا، ولكن في عام ، أعلن الملك فرديناندو الثاني ملك أراغون مرسوم الطرد. في أوج ازدهارهم، ربما كان اليهود الصقليون يشكلون حوالي عُشر سكان الجزيرة. بعد المرسوم، تحولوا جزئيًا إلى المسيحية وانتقل بعضهم إلى الإمبراطورية العثمانية وأماكن أخرى في جنوب إيطاليا وروما وأوروبا. في القرن التاسع عشر، بدأ موسيقيو الشوارع من بازيليكاتا بالتجول في جميع أنحاء العالم بحثًا عن ثروة، وأصبح معظمهم عازفين محترفين في الأوركسترا السمفونية، خاصة في الولايات المتحدة. يوجد في جنوب إيطاليا العديد من مناطق الجذب السياحي الرئيسية، مثل قصر كاسيرتا وساحل أمالفي وبومبي وغيرها من المواقع الأثرية (العديد منها محمية من قبل اليونسكو). هناك أيضًا العديد من المدن اليونانية القديمة في جنوب إيطاليا، مثل سيباريس وبيستوم التي تأسست قبل عدة قرون من بداية الجمهورية الرومانية. يحافظ على بعض شواطئها وغاباتها وجبالها في العديد من المتنزهات الوطنية. ومن الأمثلة الرئيسية على ذلك لا سيلا، وهي هضبة جبلية تحتل مقاطعتي كوزنسا وكاتانزارو في منطقة كالابريا. في السنوات الأخيرة، شهد جنوب إيطاليا إحياء تقاليدها وموسيقاها، مثل أغنية نابولي وأغنية تارانتيلا. ساساري ، ثاني أكبر مدينة في جزيرة سردينيا الإيطالية وعاصمة مقاطعة ساساري تقع في الجزء الشمالي الشرقي من الجزيرة عدد سكانها 128.674 نسمة، وساساري واحدة من اعرق المدن في سردينيا ولعلها تضم أفضل مجموعة من الفن سرديني. جامعة ساساري الأقدم في سردينيا التي اسسها اليسوعيون في 1562م ولديها سمعة عالية، ولا سيما في الدراسات القانونية ؛ مكتباتها تحتوي على عدد من الوثائق القديمة منها "Carta de Logu" الشهير (الدستور الذي اصدرته القاضية جوديكيسا من arborea)، الذي يعد أول القوانين في سردينيا وأول الوثائق المكتوبة باللغة السردينية (القرن الحادي عشر). لهجة ساساري ليست مماثلة تماما لهجات أخرى في سردينيا وإنما هو أقرب إلى اللغة الإيطالية، نظرا إلى العصور اتصالات طويلة مع الجمهوريات البحرية بيزا وجنوة. السكان. في سنة 1861 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ نسمة. التاريخ. ربما تكون ساساري قد أسست في أوائل العصور الوسطى من قبل السكان الرومان القدماء لميناء "Turris Lybisonis" (حاليا بورتو توريس والتي حتى ذلك الحين كانت المدينة الرئيسية في الجزيرة). أقدم ذكر لها كقرية تسمى تاثاري "Tathari" في وثيقة تعود لعام 1113 في أرشيف دير قديس بطرس في سيلكي. احتل الجنويون ساساري في عام 1166. واستمرت الهجرة حتى أصبحت في أوائل القرن الثالث عشر الأكثر اكتظاظا بالسكان في مدينة قضاء توريس. بعد اغتيال القاضي الأخير (1274) تبعت ساساري لجمهورية بيزا بوضع شبه مستقل. و في عام 1294 أُهلك البيزيون من قبل الأسطول الجنوي في معركة ميلوريا وأمكن للمدينة أن تحرر نفسها : فأصبحت أول بلدية حرة في سردينيا وبقوانين خاصة بها، متحالفه مع جنوى التي سعدت بأن تراها بعيدة عن سيطرة البيزيين، قوانينها لسنة 1316 كانت ملفتة للانتباه من حيث تساهل عقوبات المفروضة بالمقارنة مع قوانين العقوبات في العصور الوسطى. سلمت إلى الاراغونيون في عام 1323 وظلوا مهيمنين في القرون التالية، ولكنهم ثاروا ثلاث مرات على الأقل. فشلت محاولات لغزوها من جنوة. وفي عام 1391 استولى عليها برانكاليوني دوريا وماريانوس الخامس حاكم أربوريا والتي أصبحت العاصمة، ولكن في عام 1420 كان سقط في ايدي الأراغونيين الذين حل محلهم الإسبان في عام 1479. وفي عام 1527 احتلت من قبل الفرنسيين. خلال السيطرة الكاتالونية ومن ثم الإسبانية عرفت المدينة باسم "Sàsser". عانت المدينة من مشاكل اقتصادية وفساد سياسي لحكامها ولوبائي طاعون في عامي 1528 و1652. خلف الحكم النمساوي (1708-1717) مملكة سردينيا (1720-1861)، ومن ثم أصبحت جزءا من مملكة إيطاليا التي أنشئت حديثا. أولبيا (بالإيطالية:Olbia)، مدينة في شمال شرق جزيرة سردينيا، عاصمة مقاطعة أولبيا تيمبيو (بالاشتراك مع تيمبيو باوزانيا)، سكانها حوالي 50.365 نسمة. سميت "Olbia" في العصر الروماني، و"Civita" في العصور الوسطى (فترة القضاءات)، و"Terranova Pausania " قبل أربعينات القرن الماضي، وأخيرا أعيد لها اسمها الأصلي بعد نهاية العهد الفاشي. و هي مركز اقتصادي في هذا الجزء من الجزيرة (المراكز التجارية، والصناعات الغذائية) وهي أيضا قريبة جداً من منطقة كوستا زميرالدا سياحية الشهيرة. المناخ. يظهر الجدول التالي التغييرات المناخية على مدار السنة لأولبيا: السكان. في سنة 1861 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ نسمة. التاريخ. أولبيا (اسم إغريقي الأصل) قديمة جداً، ولعل الإغريق قد أسسوها استنادا إلى أسطورة محلية. يوجد بها أطلال لمستوطنات فينيقية وقرطاجية وآثار رومانية، عندما كانت ميناءً هاماً، آثار العصور الوسطى لمّا كانت عاصمة جوديكاتو غالورا، وهي وإحدى أربع دول مستقلة في سردينيا. مضيق مسينة (Stretto di Messina بالاللغة الإيطالية) و هو عبارة عن ذراع بحري يصل بين البحر التيراني بالبحر الأيوني في البحر الأبيض المتوسط يفصل بين جزيرة صقلية وشبه الجزيرة الإيطالية عند إقليم كالابريا، أي أنه يفصلها عن القارة الأوروبية. يبلغ طول مضيق مسينة 32 كيلومتر، أقل عرض لهذا المضيق في الشمال حيث يبلغ 3,2 كم، ويتسع ليصل إلى 8 كم، ويطل على المضيق ثلاثة موانئ وهي ميناء مدينة مسينة وميناء مدينة ريدجو كالابريا وميناء فيلا سان جوفاني، ولأجل الربط بين جزيرة صقلية وشبه الجزيرة الإيطالية هناك مشروع لإنشاء جسر مخصص للسيارات وللسكة الحديدية يتوقع أن يكون عمليا سنة 2016. مَسِّينَةُ مدينة إيطالية في جزيرة صقلية، على شاطئ المضيق المعروف باسمها مضيق مسينة، وهي ثالث أكبرها مدن صقلية، وعاصمة مقاطعة مسينة، وهي ثالث أكبرها مدنها، تعرف ب باب صقلية وقد ضربها زلزالين مدمرين الأول عام 1783 م والثاني عام 1908 م فضلا عن تعرضعا لقصف الحلفاء عام 1943 م وفي كل مرة يعاد بناءها ،ميناءها أحد أكبر الموانئ في البحر المتوسط، كما أنها مركز سياحي وزراعي تجاري وصناعي وبها جامعة عريقة تأسست عام 1548 م، سكانها 247.592 نسمة. السكان. في سنة 1861 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ نسمة. الجغرافيا. تقع مسينة على الزاوية الشمالية الشرقية لجزيرة صقلية، على الضفة الغربية لمضيق مسينة ،ترتفع على مستوى سطح البحر بثلاثة أمتار، مساحتها حوالي 212 كيلومتر مربع، وموقعها تحديدا عند دائرة 38 شمالا وخط طول 15 شرقا، تبعد عن كاتانيا 90 كم، و 230 كم عن باليرمو، محصورة بين جبال بيلوريتانيا وساحل البحر الأيوني مطلة عليه بميناءها الكبير الطبيعي التجاري والعسكري المغطى بشبه جزيرة صغيرة عند أقصى شمال شرق صقلية، وتميل مسينة نحو الشمال أكثر بقليل من ردجو كالابريا المقابلة. مسينة مركز لمنطقة زراعية، تنتج الحمضيات والفواكه والخضروات والنبيذ. التاريخ. تأسست على يد المستوطنين اليونانيين في القرن الثامن قبل الميلاد، وكانت تسمى زانكلي "Zancle" (منجل) لأنه الشكل الطبيعي للميناء. (الدرج المؤدي إلى الميناء إلى يومنا هذا يسمى سكاليتا زانكليا). في أوائل القرن الخامس قبل الميلاد، أعاد اناكيلاس تسميتها إلى "Messene" ميسيني تكريما لمدينة ميسيني اليونانية. احتلت المدينة في 396 قبل الميلاد من القرطاجيين، ثم من قبل ديونيسيوس الأول من سيراقوسة. في عام 240 قبل الميلاد استولى الماميرتينيون عن طريق الغدر وقتلوا جميع الرجال وأخذوا النساء كزوجات لهم. أصبحت المدينة القاعدة التي اجتاحوا بها الأرياف، مما أدى إلى نزاع إقليمي مع إمبراطورية سيراقوسة الأخذة في التوسع. ألحق طاغية سيراقوسة هيرو الثاني الهزيمة بماميرتينيين قرب ميلاتسو وحاصر مسينا. ساعدت قرطاج الماميرتينيين بسبب نزاع الذي طال امده مع سيراقوسة من أجل الهيمنة على صقلية. عندما هاجم هيرو مرة ثانية في 264 قبل الميلاد، التماس ماميرتينيون التحالف مع روما امل في الحصول على الحماية. ورغم أنها كان مترددة في مساعدة الآخرين خشية تشجيع جماعات المرتزقه على التمرد، فإن روما لا تريد ان ترى القرطاجيين ينشرون سلطانهم على مزيد من الأرض في صقلية وإيطاليا. فدخلت روما في تحالف مع ماميرتينيين. في 264 قبل الميلاد، انتشرت القوات الرومانية في صقلية، أول مرة ينشط الجيش الروماني خارج شبه الجزيرة الإيطالية. في نهاية الحرب البونيقية الأولى كانت المدينة الحرة المتحالفة مع روما. في زمن الرومان في مسينا، والمعروفة آنذاك ميسانا كان يوجد المنارة هامة. ميسانا تعتبر قاعدة لسكستوس بومبيوس، خلال حربه ضد اوكتافيان. بعد سقوط الامبراطورية الرومانية، ظفرت بها تباعا القوط، ثم الامبراطورية البيزنطية في عام 535 والعرب عام 842، والنورمان عام 1061 من قبلالاخوين روبرتو غويسكاردو وروجر غويسكاردو (بعد ذلك الأول روجر كونت صقلية). في عام 1189توقفت مسيرة الملك الإنكليزي ريتشارد الأول من إنكلترا في مسينا في نحو الأرض المقدسة وسرعان ما احتلت المدينة بعد خلاف على مهر اخته التي تزوجت وليم الثاني من صقلية. كانت مسينا على الأرجح المرفأ الذي تسلل منه وباء الطاعون الأسود إلى أوروبا في العصور الوسطى (1347) : عن طريق سفن جنوة القادمة من يافا في فلسطين. عام 1548 أسس سانت إنغناتيوس هنا أول كلية يسوعية في العالم والتي نشأ عنها لاحقا "Studium Generale" (جامعة مسينا الحالية). السفن التي كسبت معركة ليبانتو (1571) غادرت من مسينا : المؤلف الأسباني سيرفانتيس الذي شارك في معركة عولج لبعض الوقت في المستشفى الكبير. بلغت المدينة ذروتها في أوائل القرن السابع عشر، تحت السيطرة الأسبانية : في الوقت الذي كانت واحدة من أكبر عشر مدن في أوروبا. عام 1674 تمردت المدينة ضد الحامية الأجنبية. واستطاعت ان تبقى مستقلة لبعض الوقت، بفضل مساعدة من الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، ولكن في عام 1678 مع سلام نيجميجن استعادها الأسبان : الجامعة ومجلس الشيوخ وكافة الامتيازات الحكم الذاتي التي كانت يتمتعون بها منذ عصر الرومان قد الغيت. بنى المحتلون قلعة ضخمة، ومنذ ذلك الوقت بدأت مكانة مسينا في التراجع. في عام 1847 وكانت واحدة من أولى المدن في إيطاليا التي اندلعت فيها الاعمال المطالبة بالوحدة. في عام 1848 أصبح التمردت صريحا ضد عائلة بورون الحاكمة، ولكنها قمعت بشدة مرة أخرى. فقط في عام 1860، بعد معركة ميلاتسو، استطاعت قوات غاريبالدي تحرير المدينة. ومن أهم أبطال توحيد إيطاليا جوزيبي ماتسيني، انتخب نائبا في مسينا في الانتخابات العامة لعام 1866. صباح يوم 28 كانون الأول / ديسمبر 1908 دمرت المدينة بالكامل تقريبا من زلزال وأمواج تسونامي وادى إلى مقتل نحو 60،000 شخصا وتدمير معظم البنية القديمة. تم إعادة بناء المدينة إلى حد كبير في السنة التالية، وفقا لخطة رشيدة وأكثر عصرية. اضاف القصف الجوى الأمريكي عام 1943 مزيدا من الاضرار الضخمة، مما تسبب في مقتل الآلاف. ثم اكتسبت المدينة القلادة الذهبية العسكرية والمدنيه لشجاعتهه في ذكرى هذا الحدث وما تلاه من جهود اعادة الاعمار. و عقد في مسينة في حزيران / يونية 1955 ممؤتمر وزراء خارجية دول أوروبا الغربية والذي أدى إلى إنشاء المجلس الاقتصادي الأوروبي. سَرَقُوسَة أو سيراقوسة أو سيراكوز مدينة في جزيرة صقلية تقع في الساحل الجنوبي الشرقي لها سكانها 124.000 نسمة. وهي عاصمة مقاطعة سرقوسة التي يبلغ سكانها 396.000 نسمة. تعتبر مدينة سياحية جميلة، وقد وصفها شيشرون بأنها "أعظم وأجمل المدن اليونانية قاطبة"، وسط سرقوسة التاريخي أعتبرته اليونسكو عام 2005 ضمن مواقع التراث العالمي. السكان. في سنة 1861 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2017 لـ نسمة. الجغرافيا. المدينة تقع جزئيا على الرأس - جزيرة أورتيجيا، وجزئيا في البر الرئيسي. ان شكل الساحل يحدد نطاق خليج بورتو غراندي "Porto Grande" الواسع، على جدران المدينة من الشمال والجنوب من جزيرة كيب لبليمميريو. يخترقها نهري تشاني وأنابو ويصبان في بورتو غراندي مشكلين مناطق أهوار تعرف تاريخيا "Pantanelli" بانتانيلي. في أراضي التابعة لبلدية سيراكوزا يوجد محميتان طبيعيتان، محمية نهر تشاني وساليني الطبيعية والمنطقة بليميريو المحمية البحرية. الأولى أنشئت في عام 1984 رغبة في حماية نبات البردي وبيئة ساليني. اما الثانية فأسست في عام 2005، لحماية البيئة البحرية والأثار الموجودة في مياه البحر. التاريخ. العصر الإغريقي. سيراقوسة والمنطقة المحيطة بها كانت مأهولة بالسكان منذ العصور القديمة، كما يتبين من خلال الاكتشفات في قرى ستينتينيلو، أونيينا، بليميريو، ماترينسا، كوتسو بانتانو، وثابسوس، والتي سبق لها علاقة مع ميسينيا اليونانية. أسست من قبل مستوطنين إغريق في 734 أو 733 قبل الميلاد جاءوا من كورنت وتينيا بقيادة ارشياس، الذي دعاها "Sirako" سيراكو وتشير إلى مستنقع قريب. نواة المدينة القديمة هي الجزيرة الصغيرة أورتيجيا "Ortygia". وجد المستوطنون ان الأرض خصبة وأن القبائل الاصلية لم تحارب وجودهم. المدينة نمت وازدهرت، وأحيانا كانت تعتبر أقوى المدن اليونانية في البحر الأبيض المتوسط. تأسست مستعمرات في اكراي (664 قبل الميلاد)، كاسميناي (643 قبل الميلاد) وكامارينا (598 قبل الميلاد). نسل أول مستعمرين، دعوا "Gamoroi" غاموروي، أمسكوا بالسلطة حتى طردوا من "Killichiroi" كيليشيروي، وهي الطبقة أدنى في المدينة. ولكن عادت اليهم السلطة في العام 485 قبل الميلاد وبفضل مساعدة من جيلو حاكم جيلا. وأصبح جيلو شخصيا حاكم المدينة، ونقل العديد من سكان جيلا وكامارينا وميجيرا إلى سيراقوسة، لبناء الحياء الجديدة تيشي ونيابوليس خارج الجدران. برنامجه الجديد للإنشاءات جديدة شمل أيضا مسرح صممه داموكوبوس، وقد اعطى المدينة ازدهارا في الحياة الثقافية : وهذا بدوره جذب إليها شخصيات مثل الكاتب المسرحي آشیلوس aeschylus، أريو من ميتيما، يوميلوس من كورنت، وسافو الذي نفي إلى هنا من ميتيلين. توسع سيراقوسة في القوة حتم الاصتدام مع قرطاجيين الذين كانوا يحكمون الجزء الغربي من جزيرة صقلية في معركة هيميرا تمكن جيلو المتحالف مع ثيرون حاكم أغريجنتو من تحقيق انتصار حاسم على القوات الإفريقية وقائدها هاميلكار، وقد أنشأ معبد في المدينة باسم أثينا (في مكان الكاتدرائية اليوم) تخليدا لهذا الحدث. ورث جيلو أخوه هيرو الأول الذي حارب الأتروسكان في كوماي في عام 474 قبل الميلاد. وقد مدح حكمه من شعراء مثل سيمونيدس من سيوس، باتشيليديس وبيندار، الذي زار محكمتها. قدم ثراسيبولوس (467 قبل الميلاد) نظام ديمقراطيا للمدينة. استمرت سيراقوسة في التوسع في صقلية، ومكافحة تمرد السيكوليين، وفي البحر التيراني أرسلوا حملات إلى جزر كورسيكا وإلبا. في القرن الخامس قبل الميلاد وجدت سيراقوسة نفسها في حرب مع أثينا التي سعت للحصول على المزيد من الموارد للقتال في حرب بيلوبونس. طلب السيراقوسيون المساعدة من اسبرطة أعداء أثينا في الحرب في إلحاق الهزيمة بهم، وتدمير سفنهم وتركهم فريسة الجوع على الجزيرة. في عام 401 قبل الميلاد، ساهمت سيراكوزا بقوة قدرها 300 مقاتل "Hoplite" وجنرال في جيش العشرة آلاف تحت قيادة سيروس الأصغر وهو مجموعة مرتزقة قاتلوا إلى جانب الإغريق ضد الفرس. و بعد ذلك بوقت قصير، في أوائل القرن الرابع قبل الميلاد، دخل الطاغية ديونيسيوس الأول مرة أخرى في الحرب ضد قرطاج، ورغم فقدان جيلا وكامارينا حافظ على سيطرته على صقلية. بعد انتهاء النزاع بنى ديونيسيوس قلعة ضخمة على جزيرة أوتريجيا في المدينة، فضلا عن خط جدران بطول 22 كيلو مترا طوق كامل سيراقوسة. وبعد فترة أخرى من التوسع التي شهدت تدمير ناكوس، كاتانيا، ولينتيني دخلت المدينة مرة أخرى في الحرب ضد قرطاج (397 قبل الميلاد)، وقد نجح الافارقة في محاصره سيراكوزا ذاتها ولكنهم دحروا في النهاية بالوباء. سمحت معاهدة في عام 392 قبل الميلاد لسيراكوزا توسيع ممتلكاتها، وكذلك تأسيس مدن أدرانو، وأنكونا، وأدريا، وتينداري، وتاورومينوس، وسيطرة على ريدجو كالابريا في القارة. بعيدا عن حروبه اشتهر ديونيسيوس بوصفها راعيا للفنون حتى أن أفلاطون نفسه زار سيراقوسة عدة مرات. وقد خلفه ديونيسيوس الثاني، الذي طرد من قبل ديون صهر ديونيسيوس الأول في عام 356 قبل الميلاد. بيد ان حكمه الاستبدادي أدى بدوره إلى طرده، واستعاد ديونيسيوس الثاني العرش في 347 قبل الميلاد. نصب تيموليون حكومة ديمقراطية عام 345 قبل الميلاد. سلسلة طويلة من الصراعات الداخلية أضعفت سلطة سيراقوسة على الجزيرة، و حاول تيموليون معالجة هذا الوضع فهزم القرطاجيبن 339 قبل الميلاد قرب نهر كريميسوس. وتجدد الصراع بين اطراف المدينة من جديد بعد وفاته وانتهى مع صعود طاغيه آخر هو اغاثوكليس، الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 317 قبل الميلاد. واستأنف الحرب ضد قرطاج ونجح في تحقيق نصر معنوي، ناقلا الحرب إلى أرض القرطاجيين الأصلية إفريقيا ومكبدا إياهم خسائر فادحة. بيد ان الحرب انتهت مع معاهدة السلام التي لم تمنع القرطاجيين التدخل في السياسة سيراقوسة بعد موت الطاغية اغاثوكليس (289 قبل الميلاد). ثم دعا المواطنون بيروس الإبيري من اجل المساعدة. بعد فترة وجيزة في ظل سيادة إبيروس استولى هيرو الثاني على السلطة في 275 قبل الميلاد. افتتح هيرو الثاني مرحلة استغرقت خمسين سنة من السلام والرخاء الاقتصادي، خلالها أصبحت سيراقوسة أحد أشهر العواصم في العصر القديم، وقد اصدر ما يسمى "Lex Hieronica" والتي اعتمدت بعد ذلك من قبل الرومان في إدارتهم لصقلية، كما قام بتوسيع المسرح وبناء مذبح ضخم، وخلال فترة حكمه كان أشهر مواطنين سيراقوسيين الفيلسوف والعالم أرخميدس. الذي له العديد من الاختراعات المختلفة منها العسكرية مثل مخلب ارخميدس وسفينة سيراكوزيا، واستخدمت لاحقا لمقاومه الحصار الروماني. وعدد من الأدباء مثل ثيوكريتوس وغيره. خليفة هيرو الثاني كان هيرونيموس الأصغر (حكم من 215 قبل الميلاد)، كسر السلام مع الرومان، الذين حاصروا المدينة بقيادة القنصل ماركوس كلوديوس مارسيلوس في عام 214 قبل الميلاد. صمدت المدينة لمدة ثلاثة سنوات، ولكنها سقطت عام 212 قبل الميلاد. ومن المعتقد انها سقطت بسبب أن حزب سلام فتح باب صغير في جدار التفاوض من أجل السلام، ولكن الرومان مروا من خلال الباب واستولوا على المدينة وقتلوا ارخميدس في العملية. من الهيمنة الرومانية إلى العصور الوسطى. رغم سنين الانحطاط البطيئة ظلت سيراقوسة كعاصمة الحكومة الرومانية في صقلية ومقر برياتور. وظلت ميناء هاما للتجارة بين شرق وغرب الامبراطورية. انتشرت المسيحية في المدينة من خلال جهود بولس الطرسوسي، وسانت مارزيانو أول اساقفت المدينة، الذي جعل منها أحد المراكز الرئيسية للتبشير في الغرب. في عصر الاضطهاد نحتت سراديب للموتى ضخمة كانت وهي الثانية من حيث الحجم بعدالموجودة في روما. و بعد فترة من الحكم الوندال سيراكيوز والجزيرة استردتها الامبراطورية البيزنطية (31 كانون الأول 535) بقيادة باليساريوس. وبين عامي 663 إلى 668 كانت سيراكوزا مقر الإمبراطور كونستانس الثاني، وكذلك كعاصمة لكنيسة صقلية. سقطت في يد المسلمون بعد حصارها فافتتح قرنين من حكم المسلمين. خسرت سيراقوسة مكانتها كعاصمة لصالح باليرمو. الكاتدرائية تم تحولها إلى مسجد وتم إعادة بناء أحياء جزيرة أوتيجيا تدريجيا وفق الاساليب الإسلامية، وحافظت المدينة على علاقاتها التجارية المهمة، وكان بها ازدهار نسبي في الحياة الثقافية وفنية بها : كان عاش بها شعراء عرب عديدون من أمثال الشاعر ابن حمديس أهم شعراء الصقليين في القرن الثاني عشر. في عام 1038 استعاد الجنرال البيزنطي جورج مانياسيس المدينة مرسالا رفات سانت لوسي إلى القسطنطينية. وسميت باسمه قلعة على رأس أوتيجيا، رغم أنها بنيت تحت حكم هوهنشتاوفن. ودخل النورمان سيراقوسة إحدى آخر معاقل العرب حصينة، في عام 1085 وبعد حصار صيفي طويل منقبل روجر الأول وابنه جوردان هاوتيفيلي، الذي نصب كونت للمدينة. بنيت احياء جديدة، وجرى ترميم الكاتدرائية وغيرها من الكنائس. سيطر عليها الملك هنري السادس عام 1194. وبعد فترة قصيرة من حكم جنوة (1205-1220)، الذي يحبذون تعزيز التجارة، وسيطر على سيراكوزا الإمبراطور فريديريك الثاني، الذي بدأ تشييد قلعة مانياتشي وقصر الاساقفة وقصر بيلومو. أعقب وفاة فريدريك فترة من الاضطراب والفوضى الإقطاعية. في الصراع الدائر بين الممالك أنجو وأراغون، وقفت سيراكوزا إلى جانب أراغون وهزمت انجوو في 1298، وتلقت من الملوك الإسبان الامتيازات كبيرة كمكافاة.و برزت ألوية العائلات البارونية من خلال عن بناء قصور ابيلا وكيارامونتي ونافا ومونتالتو. سيراقوسة الحديثة. تعرضت المدينة في القرون التالية لزلازلين المدمرين في عامي 1542 و1693، وفي عام 1729 لوباء الطاعون. غير التدمير في القرن السابع عشر ملامح سيراقوسة إلى الابد، كما حدث في كل وادي نوتو فقد أعيدت بناء المدن وفق النمط الباروكي الصقلي وهو يعتبر الشكل الفني السائد في جنوب إيطاليا. أدى انتشار الكوليرا في 1837 إلى التمرد ضد حكومة بوربون. وكانت العقوبة نقل عاصمة مقاطعة إلى نوتو، لكن الاضطرابات لم تخمد كليا، فشارك سيراقوسيون في ثورة عام 1848. بعد توحيد إيطاليا عام 1865، استعادت سيراكوزا مكانتها كعاصمة للمقاطعة. وفي عام 1870 تم هدم الجدران وبناء جسرا يربط البر الرئيسى إلى جزيرة أورتيجيا. وفي السنة التالية أشئت خط السكة الحديدية. و في الحرب العالمية الثانية لحق بها دمار كبير ناجم عن قصف الحلفاء والالمان في عام 1943. بعد نهاية الحرب شهدت الأحياء الشمالية لسيراكوزا توسع كبير وغالبا فوضوي بفصل سرعة تحول المدينة إلى التصنيع. يتجاوز عدد سكان سيراكوزا اليوم 125,000 نسمة، وبها العديد من مناطق الجذب للزائرين المهتمين بالموقع التاريخية (مثل الاذن لديونيسيوس). عملية استرجاع واستعادة المركز التاريخي ما زال مستمرا منذ التسعينات. فيرونا (بالإيطالية:Verona) هي مدينة تقع في الجزء الشمالي من إيطاليا. تقع مقاطعة فيرونا ضمن إقليم فينيتو، يبلغ عدد سكانها 264,296 نسمة. يزور فيرونا سنويا مئات الآلاف من السياح، كثير منهم أجانب، لغناها الفني ومناسباتها السنوية المتنوعة، مثل موسم الأوبرا الأرينية. وضعتها منظمة اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي لكثرة معالمها التاريخية الهامة بها و تعود أهمية المدينة التاريخية والاقتصادية لموقعها الجغرافي وغناها المائي؛ ومن بين أشهر المعالم في المدينة أرينا فيرونا ومنزل جولييت. السكان. في سنة 1871 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ نسمة. الجغرافيا. تقع فيرونا على أرتفاع 59 متر فوق مستوى سطح البحر، على هضبة سان بييترو، إضافة إلى جبال ليسينيا الجنوبية، كما تقع المدينة على طول ضفاف نهر أديجي عند النقطة التي يدخل فيها وادي بو ويشكل تعرجاً مزدوجاً، حيث تقع البلدة القديمة ومركز المدينة الحديثة في وسط حلقة من نهر أديجي. بسبب هذا الوضع شهدت فيضانات اعتيادية حتى عام 1956، عندما شيد نفق موري توربولي الذي يصرف 500 متر مكعب من فائض نهر أديجي في حالة خطر الفيضان إلى بحيرة غاردا على بعد 30 كم شرقًا. قلـَّل النفق من خطر الفيضانات من مرة كل سبع سنوات إلى مرة كل قرنين. منذ القِدم كانت المدينة محطة أساسية في أي نظام نقل بري أو مائي شمال شرق إيطاليا، وكانت في العصر الروماني نقطة التقاء لأربعة طرق رومانية : طريق غاليكا وطريق كلاوديا أوغوستا وفيكوم فيرونينسيوم وطريق بوستوميا. ولا تزال فيرونا محطة جغرافية هامة - بالنسبة للمرور والسكك الحديدية والطرق السريعة - لوقوعها في مفترق الطرق بين المسارات من وسط وشمال غرب إيطاليا مع معبر برينر. و فيما يتعلق بمخاطر الزلازل، تصنف فيرونا محليا في المنطقة 3 (نشاط منخفض). الديموغرافيا. تاريخيًا سكان فيرونا كان أغلبهم إيطالين؛ إلا أن التركيبة السكانية في السنوات الماضية قد تغيرت بسبب موجات الهجرة والمهاجرين الأخيرة من جميع أنحاء العالم الذين اختاروها ديارًا لهم. وفي إحصاء عام 2005 تم تحديد 7.9% من السكان (حوالي 20.000 نسمة) من غير الإيطاليين، أغلبهم مهاجرون من مناطق مثل أوروبا الشرقية وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. التاريخ. المنطقة التي شُيدت عليها مدينة فيرونا كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري الحديث؛ وهناك من يقول أنَّه كان يوجد قرية جنوب منطقة تل سان بيترو على طول مجرى نهر أديجي على واحد من المواقع القليلة التي يمكن عبور النهر من خلالها. في الواقع منطقة تل سان بيترو غنية بالأكتشافات الأثرية، وبها تم العثور على آثار المنازل التي شكلت القرية القديمة. في عصر ما قبل التاريخ وصل إلى فيرونا شعب تشينومانو الغالي الذي استقر في المنطقة الغربية ووصل إلى مجرى نهر أديجي؛ ومن الأرجح أن قرية التلال كان يسكنها التشينومانيين و البنادقة معًا. التاريخ القديم. تم توثيق التعاملات الأولى بين مدينتي روما وفيرونا في القرن الثالث قبل الميلاد حيث كانت تربطهما علاقات صداقة وتحالف. قد تعود العلاقات الأولى بينهما إلى 390 قبل الميلاد حينما غزا أتباع زعيم الغالية برنو روما نفسها ربما بسبب إحدى الأعمال التضليلية التي قام بها البنادقة والغاليون، وتم إجبار الغاليين على التصالح مع الرومانيين. قدم البنادقة وسكان غاليا كيسالبينا أكثر من مرة المساعدات إلى الرومانيين وأيضًا أثناء غزو بلاد الغال. وفي عام 174 ق.م نتيجة استسلام غاليا كيسالبينا و بداية فترة جديدة باستعمار سهل نهر البو، وبدأت تتضح الأهمية الإستراتيجية العُظمى لمدينة فيرونا، وطالب مجلس الشيوخ الروماني البنادقة والغاليين بتوسيع القلعة المحصنة التي منحوها إياهم على هضبة سان بيتروا، بينما وضع الأهالي والمستعمرين أساس مدينة جديدة وذلك في معاهدة أديجي. في عام 49 ق.م بفضل يوليوس قيصر حصلت فيرونا على الجنسية الرومانية من خلال قانون روفيشيا وأُضيف لها رتبة بلدية كما أنضم إلى مساحتها ريف بمساحة 3,700كيلو متر مربع؛ حينئذ استطاعت البلدية أن تتباهي باسم جمهورية فيرونا. تطورت فيرونا وقَوِي اقتصادها أثناء الحكم الجمهوري فبدأت المدينة- التي تقع حاليًا في أنسا أديجي- في التوسع والتجديد. ظلت المدينة كما هي خلال الحكم الإمبراطوري مركزًا استراتيجيًا هامًا جدًا، حيث تم استخدامها كقاعدة مؤقتة للفيلق الروماني. ووصلت المدينة تحت حكم الإمبراطور فسبازيان إلى قمة الغنى والأزدهار فكان أخر أكبر عمل فني في القرن الأول الميلادي هو تأسيس مدينة أرينا التي تم تشيدها لأن مدينة فيرونا التي تجاوز عدد سكانها 25,000 نسمة كانت في حاجة إلى صرح عظيم لكي يتثنى لجميع السكان المُشاركة في الاحتفالات. كما تم استغلال الغزو البربري أيضًا للمدينة لأنها كانت الحصن الأول لإيطاليا بداية من المنحدرات و حتى شمال أوروبا ولهذا السبب في عام 265م قام الإمبراطور غاليانو في ستة أشهر فقط بتوسيع أسوار المدينة وتحصينها لتشمل مدينة أرينا. تاريخ العصر الوسيط. أصبحت فيرونا تحت حكم يثودريك العظيم، المعروف في ألمانيا باسم بيتدريك فون بيرن أى يثودريك حاكم فيرونا مركز عسكري ذو أهمية عُظمى، كما كانت المقر المحبب للملك الذي أعاد إلى المدينة مجدها السابق، كما رفع أسوارها شبه المهدمة أثر الغزو البربري. بعد ذلك قطع اللومبارديون فترة الحكم البيزنطي القصيرة التي تجددت أثر هزيمة القوط الشرقيين في الحرب القوطية على المدينة التي ظلت عاصمة لإيطاليا حتى عام 571م عندما انتقل مقر البلاط اللومباردى إلى مدينة بافيا. على كل ظلت فيرونا عاصمة لأهم مقاطعة دوقية لللمباردية، وإحدى المدن الرئيسية للانغوبارديا الكبرى، إلى جانب ميلانو وتشيفيدالي وبافيدا. في عام 774م جاء شارلمان إلى فيرونا على رأس آخر مقاومة للمبارديين والتي ترأسها ولد ديسيديريوس الأمير اديكس الذي بحث عن ملاذ داخل المدينة قبل أن يتم إجباره على الهرب واضعًا بذلك النهاية لمملكة اللومبارد. يتبع سقوط مملكة اللومبارد نشأة مملكة الفرنجة وتتويج شارلمان عام 800م الذي عين ابنه بيبين حاكمًا على لمباردية. كانت المدينة مقصد لأباطرة الفرنجة الذين رابطوا فيها أيضًا لفترات طويلة واستضافوا بها العديد من اللقاءات. في السنوات التي تلت عام 1000م دمرت الحروب العديدة إيطاليا الشمالية، غير أن فيرونا كانت تظل دائما وفيْة لإباطرة الإمبراطورية الرومانية المقدسة أثناء النضال الطويل ضد البابوية من أجل تقليد المناصب. تم انشاء البلدية في عام 1136م بانتخاب أول قناصلة، بينما تم تأسيس حزبين عرفا فيما بعد بأسم الغولفيين والغويلفيين. عانت فيرونا تحديدًا مُنذ البداية من الصراع بين هذين الفصيلين لأنه يوجد بها القوى السياسية لحزب الغويلف بالإضافة إلى مُمثليهم العظام كونتات سان بوني فيتشو في حين أنه كان مُنتشر بالمدينة الغويلفيون ومن بينهم عائلة مونتيجو - ممثليهم الرئيسيين- الذين أشتهروا بمسرحية روميو وجوليت لشكسبير. ظلت فيرونا مقر للحكم البابوى لمدة خمس سنوات، وفي عام 1181م أسس البابا لوتشو الثالث الكوريا الرومانية في المدينة ذاتها، وعندما توفى عام 1185م دُفِنَ داخل كنيسة الدومو. وفي المَجمع المُغلق الذي عُقد في العام نفسه تم انتخاب البابا أوربان الثالث الذي ألغى تحريم الاقتبال على الإمبراطور فريدريك بربروسا، غير أن سكان فيرونا الذين خشوا من رد فعل فريدريك تظاهروا ضد هذا الإجراء الذي أتُخذ على أراضيهم لدرجة أن أوربان في عام 1186م قرر أن ينتقل مع الكوريا إلى مدينة فيرونا حيث توفي بعد عدة أشهر قليلة. توقف الجدل الدائر بين الفصيلين المُتضادين في عام 1223م عندما تولى اتسالينو الثالث حكم مدينة فيرونا. في البداية كان حكم اتسالينو حكما سلميًا غير أنه بعد أن تعالت الأصوات التي تُصر على مُهاجمة الغولف سجن العديد من مُمثلي هذا الحزب في المدينة ونجح في الحصول على لقب الفيقار الأمبراطورى في إيطاليا، ومنذ هذه اللحظة بدأت فترة طويلة من الحروب والسرقات في المدينة وقلاع الغولف الذين حاولوا أن يستولوا عليها، لذلك بدأ الإمبراطور فريديريك الثاني نفسه الذي منحه لقب فيقار أن يستشعر الخوف من هيمنته، غير أن اتسالينو الثالث واصل نشاطه التوسعي لدرجة أن البابا السندروا الرابع سمح بخروج حملة صليبية ضد اتسالينو الذي تم أسره في النهاية وتوفي بعد ذلك بقليل، وعندها كانت فيرونا هي المدينة الوحيدة التي تحت سيطرته ولم تقع في يد الغولف. بالفعل في فيرونا، استولى حزب الغويلف على السلطة وأنتقلت المدينة بقيادة الزعيم ماسينو الأول ديلاسكال من نظام البلدية إلى السنيورية. شهدت المدينة وبخاصة في عهد السيد المستنير المحترم كانغراندى الأول ديلاسكال فترة جديدة من الازدهار والرفعة لدرجة أن دانتي خصص له أنشودة كاملة في الكوميديا الإلهية عندما تحدث عن الجنة. توسع نطاق حكمه ليشمل جزء لا بأس به في إيطاليا الشمالية فأصبح حاكمًا على فيرونا فيتشنزا، بادوفا، باللونو، فالترا، بسانو، ترافيزوا، بالإضافة إلى أنه حصل على لقب "فيقار الإمبراطور" أى كاهن الإمبراطور لمدينة متوفا وزعيم حزب الغولف في إيطاليا بيد أنه توفي عن عمر يناهز 38 عامًا. موت كانغراندي جعله يترك السنيورية بدون ولى عهد لذلك آل الحكم إلى أحد أحفاده ماستينو الثاني ديلا سكالا الذي باستيلائه على لوكا، قام بتوسيع السنيورية لتشمل البحر التيراني. الأمر الذي أزعج الدول المجاورة له، وتسبب في تكوين رابطة تشرف عليها جمهورية فينيسيا، وأنضم إليها الدول المجاورة، وتصدى لهم جيش مدينة فيرونا في معركتين كبيرتين قبل استسلامه النهائي. حينئذ شهدت سنيورية ماستينو الثاني ديلا سكالا تقلص لأراضيها؛ كما عانت من الضعف بسبب الخلافات التي نشبت بين الأسر العريقة بها، وأنتهى بها الحال إلى احتلالها من قبل الفيسكونتي الذين امتاز حكمهم بالصرامة، ولكنه لم يدوم طويلًا. وبوفاة جالتسو فيسكونتي الأعظم وقعت المدينة تحت حكم الكرازة. واستغلت مدينة فينيسيااستياء سكان فيرونا والنزاعات المُستمرة بالمدينة فنجح جيشها الذي يدعمهُ أيضًا الشعب في دخول المدينة و هزيمة الكرازة. التاريخ الحديث. وُقِّعَ اتفاقًا بين فيرونا و فينيسيا في 24 يونيو 1405م الذي بمقتضاه عاشت المدينة في سلام فترة طويلة من الزمن دامت حتى عام 1501 حينما هددت سلطات رابطة كامبرية جمهورية فيناتا. سانتا ماريا مارتيكولاري ذات الطراز الروماني نشأت من رماد كنيستين يعود تاريخهما إلى العهود الأولى للمسيحية. كلتا الكنيستين انهارتا خلال زلزال عام 1117م وبانتهاء حرب التحالف المقدس بدأ في فيرونا عهد جديد يمتاز بالسلام وسينتهي بحرب جديدة، ولكن بانتشار مرض الطاعون الفتاك الذي حمله الجنود الألمان إلى إيطاليا عام 1630. امتلأت المدينة بالجثث المحترقة بسبب ضيق المساحة، وكان ذلك بمثابة كارثة حقيقية بالنسبة للمدينة و يكفي أنَّه في عام 1626 بلغ عدد السكان 53,333 نسمة و تقلص ليصبح 20,738 نسمة بانتهاء العدوى؛ أي توفى حينئذ أكثر من نصف سكان القطر. ولكن في نهاية القرن السادس فقط عاد عدد السكان إلى معدله شبه الطبيعي (في عام 1793] وصل إلى 49.000نسمة). شهد القرن الثامن ازدهار في الاقتصاد وتشييد الكنائس والقصور ذات الأهمية، وكان المعماري مايكل ساميكالي صاحب احدى أهم الأبنية؛ ونشاْ أيضا في هذا العصر الذي شهد ميلاد جديد للفن والثقافة الحفلات الموسيقية في فيرونا. بالإضافة إلى عشرات الأكاديميات التي تشير إلى ازدهار النشاط الثقافى على نطاق أوروبي. في مايو 1796م أثناء احتلال إيطاليا انهزم النمساويين في البيامونتا على يد الجنرال نابليون والأفكار الثورية الفرنسية على سكينة سكان فيرونا. بالفعل استولى الأستراليون أثناء انسحابهم على باسكياره وقضوا على حيادية فيناتا، وأستغل نابليون هذه الأحداث و استولى على باسيكاره ودخل بعد ذلك مدينة فيرونا. التاريخ المعاصر. في عام 1797م سلم نابليون بونابرت المدينة إلى النمساويين بمقتضى معاهدة كامبوفورميو وذلك بعد أن ثارت المدينة -الفصيحيون الفيرونيون- ضد حكم الفرنسيين، فأثبت سكان فيرونا قدراتهم على تحمل ضربات وقصف المدافع الفرنسية على المدينة، غير أنهم لم يتحملوا مقاومة حصار 15,000 جندي لهم. وفي النهاية وصل عدد الوفيات إلى 500 جندي فرنسي، وألف جريح تقريبًا فضلا عن 2,400 أسير (من بينهم 500 جندي و1.900 من زويهم)، وتماثل للشفاء نحو 3,000 جندي فرنسي في أثناء الثورة ولم يشارك في القتال قرابة ألف مابين موتى وأسرى. تم تقسيم مدينة فيرونا بمقتضى معاهدة لونا فيللى إلى قسمين على طول نهر أديجي: الجزء الأيمن للفرنسيين والجزء الأيسر (الذي أحتقره الفرنسيون وأطلقوا عليه فيرونيتا - أي فيرونا الصغيرة- ومن هنا جاء أسم فيونيتا للنمساويين، وظل على هذا الحال حتى عام 1805 إلى أن سلم النمساويين فيرونا بأكملها في يد النمساويين، وظلت كذلك حتى عام 1866، وأصبح هذا المؤتمر بمثابة القمة الإستراتيجية الأهم في الكوادريلاترو (منطقة ذات أهمية عسكرية في هاسبورغ التي مثلت درع ضد هجمات سكان البومونتي الذين سعوا إلى الاستيلاء على مملكة لومبارديا فينيسيا النمساوية). في16 أكتوبر 1866، بدأ تاريخ فيرونا الإيطالية باستيلاء آل سافوري على إقليم فينيتو في أعقاب حرب الاستقلال الإيطالية الثالثة. مُنذ ذلك الحين مرت المدينة بفترة من الهدوء النسبي التي تُعكر صفوها أثر أزمة اقتصادية استمرت حتى بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت سبب أساسي في هجرة مئات الاْلاف من سكان فيرونا. في عام 1882 تعرضت فيرونا إلى فيضان تريمندا اللوفينو، وغمرت مياه نهر أديجي جزء كبير من المدينة لذلك لحماية المدينة من الفياضانات الاْخرى تم بناء جدران تسمى ب موراليونى وبذلك تخلت المدينة عن إحدى معالمها المميزة"كمدينة كانت تعيش على المياة". كانت فترة الحرب العالمية الثانية فترة قاسية جدًا؛ كانت خلالها مدينة فيرونا واحدة من أكثر المدن المُتضررة من التفجيرات (11,627 دمار شامل و 8,347 أضرار بالغة). بعد سقوط الحركة الفاشية الإيطالية أصبحت فيرونا بالفعل مقر لخمسة وزارات و زعماء ألمان مُهمين؛ كما أصبحت مركز للجمهورية الإيطالية المشتركة. قضت دعوة فيرونا المرفوعة ضد غالياتسو تشانو وقادة فاشيين آخرين متهمين بالتآمر مع بادوليو لاعتقال موسوليني. أصل التسمية. أصل تسمية فيرونا غير معروف ولكن مع مرور الوقت وُضِعَتْ فرضيات عدة حول أصل الاسم: الرموز. نشأ شعار النبّالة حوالي مُنتصف القرن الثالث عشر الميلادي عندما أصبحت فيرونا أيضًا مدينة حرة. يتكون علم المدينة السابق من صليب أبيض على أرضية حمراء وحل محل علم فيرونا الفنون المكون من صليب ذهبي على خلفية زرقاء اللون وهي نفسها الألوان الحالية لشعار النبّالة لفيرونا. رمز آخر لمدينة فيرونا - الذي استمد أيضًا من شعار مقاطعة - وهو شعار سكالياروا، وهو المتعارف عليه. يتكون من سلم أبيض بأربع أو خمس أوتاد على أرضية حمراء. هُناك أيضًا نسختين من هذا الشعار على الرغم من أنها اليوم تبدو غير معروفة:إحداهما تتكون من كلبين منتصبين على جانبى السلم، والأخرى تتكون من النسر الإمبراطوري على رأس السلم، وتم الموافقة عليه رسميًا من قبل البونينو ديلا سكال و غراندى ديلا سكال. الأوسمة. يرجع عمر المدينة إلى آلآف الأعوام المليئة بالتقاليد البعثية على الرغم من أضطهاد جيوش العدو لها و تمزيقها بفعل عملياتهم العسكرية أثناء الحروب الدامية و أثناء فترات العبودية خلال عشرين شهرًا من النضال. شهدت فيرونا - بدماء خيره أبائها في السجون و على المشانق روح الحرية شارك فيها مواطنون من كل الطبقات الاجتماعية وأنضم إليهم في سبتمبر 1943 قوات أخرى كانوا يقيمون بفرنسا واليونان ويوغوسلافيا. عزز نشاط لجنة التحرير الوطني عمليات حرب العصابات، فزادت الرقابة و نشاط التجسس لصالح قوات الشرطة المختلفة فأصبحت مظهرًا أساسيًا لمقاومة التحرير في إيطاليا، وفي الفترة ما بين شهري يوليو وأكتوبر عام 1944 تم أعتقال واحد تلو الآخر من أعضاء التنظيم و تم تعذيبهم والزج بهم إلى مُعسكرات التعذيب المختلفة مدى الحياة. في 17 يوليو 1944 تخلل مجموعة من المناضلين إلى سجن كالتسي بهدف تحرير أنصار حركة المناهضة الفاشيّة الوطنية. فإراقة الدماء وقذف القنابل، والاعتداءات، وتدمير مدن بأكملها سواء في السهول أو مناطق جبال الألب لم يهدئ من المقاومة بل أشعلها في فيرونا التي تستحق بجدارة أن تكون بطلة حركة البعث الإيطالية الثانية. فيرونا- سبتمبر 1943- ابريل 1945. آثار و أماكن ذات أهمية. تعد فيرونا واحدة من أعظم المدن الفنية بإيطاليا وذلك لأنها غنية بالأعمال الفنية و الأثرية . أما التطور الفنى للمدينة فهو معقد ولكنه يبُرز الفن الرومانى و الفن الحديث جداريين فنيين ( حتى النصف الثانى من القرن الثامن): تحيط الجدران الرومانية قلب المدينة بين باب بورساى، و باب ليونى، وحوائط جالليانو من جانب. ومن جانب آخر نجد ما يسمى بالطريق الدائرى الكامل مع حصن صغير يعود لعصر الانبعاث ( تم إنجازه في عهد النمساويين). إصطاجانكو أو إسطاجانكو ، مدينة وميناء في شمال شرق إيطاليا قرب الحدود مع سلوفينيا، سكانها 207.000 نسمة وهي عاصمة لإقليم فريولي فينيتسيا جوليا ذاتي الحكم ولمقاطعة إصطاجانكو. إصطاجانكو تقع على خليج إصطاجانكو على بحر البنادقة، ازدهرت كجزء من الإمبراطورية النمساوية المجرية خلال الفترة ما بين 1867 - 1918 وكانت ميناء وسط أوروبا المزدهر في البحر المتوسط وكعاصمة للأدب والموسيقى. بيد إنها انضمت لإيطاليا بانهيار الامبراطورية النمساوية المجرية في أعقاب الحرب العالمية الأولى وأدى ذلك لانخفاض أهميتها الاقتصادية والثقافية. إصطاجانكو اليوم مدينة حدودية سكانها خليط عرقي من المناطق المجاورة ؛ اللهجة المحلية الغالبة هي لهجة إصطاجانكو البندقية تسمى "Triestine"، هذه اللهجة واللغة الإيطالية الفصحى يتحدث بها في وسط المدينة بينما تتحدث السلوفينية في عدة ضواحي. البندقية والسلوفينية تعتبر اللغات الاصلية في المنطقة. وهناك أيضا عدد محدود من المتحدثين بالألمانية. يعتمد الاقتصاد على الميناء والتجارة مع المناطق المجاورة. كانت إصطاجانكو مهمشة خلال الحرب الباردة، ولكنها استعادة بعض التأثير السابق. الأماكن السياحية في إصطاجانكو عديدة من الامثلة : الأثار الفنية، العمارة النيوكلاسيكية من الماضي النمساوي، المركز الدولي للفيزياء النظرية، المدرسة الدولية للدراسات المتقدمة، جامعة إصطاجانكو. السكان. في سنة 1617 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 1845 لـ نسمة. التاريخ. العصور القديمة. استوطن الكارني المنطقة الموجودة عليها إصطاجانكو اليوم، وهي قبيلة هندو أوروبية (ومن هنا جاء اسم كراس) منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد. ثم سكنها الهستريون الشعب الإيليري، الذين بقوا الحضارة الرئيسية حتى عام 2000 قبل الميلاد عندما وصل الفينيتيون. حوالي عام 177 قبل الميلاد، كانت المدينة تحت حكم الجمهورية الرومانية. منحت إسطاجانكو صفة مستعمرة أيام يوليوس قيصر، الذي ذكر اسمها "Tergeste" في "Commentarii de bello Gallico". بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية (476) بقيت إسطاجانكو مركزا عسكريا بيزنطيا. في عام 788 أصبحت جزءا من إمبراطورية الفرنجة تحت سلطة أمراءهم الأساقفة. ومن عام 1081 وبشكل غير مستقر في ظل النظام البطرياركي أكويلي، حتى أصبحت بلدية حرة في نهاية القرن الثاني عشر. الحقبة النمساوية. بعد قرنين من الحرب ضد جمهورية البندقية القوة الكبرى المجاورة (احتلها لفترة قصيرة بين 1369 إلى 1372) طلب سكانها بأن تصبح جزءا من أراضي دوق النمسا ليوبولد الثالث من آل هابسبورغ. (وقع اتفاق التسليم في أكتوبر 1382، في كنيسة سانت بارثولومو في قرية سيسكا، وهي اليوم هو أحد أحياء مدينة لوبلانا)، ومع ذلك حافظ المواطنون على درجة معينة من الحكم الذاتي حتى القرن السابع عشر. نمت إسطاجانكو كميناء ومحور تجاري هام. وقد منحها الإمبراطور شارل السادس صفة ميناء حر داخل مناطق النمسا وبقيت ميناء حرا من عام 1719 حتى 1 يوليو 1891. في عهد خلفه ماريا تيريزا دخلت إسطاجانكو في بداية حقبة مزدهرة. احتلت القوات الفرنسية المدينة ثلاث مرات أثناء الحروب النابليونية في أعوام 1797 و1805 و1809. في المرة الاخيرة ألحقها نابليون إلى المقاطعات الإليرية. فقدت إسطاجانكو في هذه الفترة استقلالها الذاتي (حتى بعدما عادت إلى الإمبراطورية النمساوية عام 1813)، وتوقفت حالة الميناء الحر. عقب الحروب النابليونية، تابعت إسطاجانكو ازدهارها كمدينة إمبراطورية حرة ("reichsunmittelbare stadt triest") وأصبحت عاصمة منطقة ليتورال النمساوية والمسماة لدى النمسا "küstenland". لعبت المدينة دور الميناء التجاري وبناء السفن الرئيسي للنمسا وتأكد هذا مركز في وقت لاحق بتأسيس شركة لويد النمساوية ("Österreichischer Lloyd") للنقل البحري التجاري عام 1836 وكان مقرها عند ناصية ساحة غراندي وسانيتا. بحلول عام 1913 كان أسطول اللويد النمساوية يضم 62 سفينة بطاقة كلية تبلغ 236000 طن. استخدمت البحرية النمساوية المجرية ("Kaiserliche und Königliche Kriegsmarine") الحديثة أيضا مرافق الميناء كقاعدة. كان أول خط رئيسي للسكك الحديدية في الأمبراطورية هو ويانة- إسطاجانكو، وقد أنجزت عام 1857، وكانت له أهمية كبيرة في تجارة وتوريد الفحم. مع بداية القرن العشرين كانت إسطاجانكو مدينة بارزة على المستوى العالمي يرتادها الفنانون من أمثال جيمس جويس وإتالو زفيفو وأومبيرتو سابا. كانت المدينة جزءا مما كان يعرف بالريفييرا النمساوية. اللهجة الفريولانية الخاصة بها وتسمى tergestino كان يتحدث بها حتى بداية القرن التاسع عشر، تم تدريجيا محل محلها الإسطاجانكوية وغيرها من الالسنة مثل الإيطالية والألمانية والسلوفينية. بينما كانت الإسطاجانكوية لغة أغلب السكان كانت الألمانية لغة البيروقراطية النمساوية والسلوفينية لغة القرى المحيطة بها. المقاهي والهندسة المعمارية لفيينا لا تزال تهيمن على شوارع إسطاجانكو اليوم. الانضمام لإيطاليا. كانت إسطاجانكو إلى جانب ترينتو مقرا رئيسيا لحركة الوحدويين، والهادفة إلى انضمام جميع اللأراضي التي يقطنها تاريخيا وثقافيا شعب الإيطالي إلى الدولة الإيطالية. تفككت وانتهت الإمبراطورية النمساوية المجرية بعد الحرب العالمية الأولى، وانتقلت إسطاجانكو إلى إيطاليا (1920) إلى جانب فينيتسيا جوليا. ولكن بالضم خسرت المدينة أهميتها، ومع الحدود الجديدة حرمت من جوارها الحقيقي. تعرض السلوفينيين (في ذلك الوقت 25 ٪ من السكان) للقمع من قبل النظام الفاشي. وأدى ذلك إلى فترة من من التوتر والذي توج في 13 أبريل 1920 بقيام مجموعة من القوميين الإيطاليين بإحراق "Narodni dom" (الدار الوطنية) المركز الثقافي التابع لسلوفينيي إسطاجانكو. الحرب العالمية الثانية. بعد دستور الجمهورية الإيطالية الاشتراكية في 23 سبتمبر 1943، كانت إسطاجانكو إسميا تتبع هذا الكيان. ومع ذلك ضمها الألمان إلى منطقة عمليات ساحل الأدرياتي والتي ضمت أيضا غوريتسيا ولوبلانا تحت إدارة النمساوي فريدرش راينر. تحت الاحتلال النازي، شيد معسكر اعتقال الوحيد على التراب الإيطالي في إحدى ضواحي مدينة إسطاجانكو في ريزييرا دي سان سابا في 4 أبريل من عام 1944. عانت المدينة أيضا من نشاط المقاومة الحزبية ومن قصف الحلفاء. المشاركة اليوغوسلافية النيوزيلندية. وفي 30 أبريل 1945، حرض مجلس التحرير الوطني ("Comitato di Liberazione Nazionale") المناهض للفاشية بقيادة دون مارزاري وفوندا سافيو مع 3500 متطوعا على تمرد ضد النازيين. وفي 1 مايو وصل محاربي جيش اليوغوسلافي تيتو إلى إسطاجانكو وحرروا أغلب مناطقها من النازيين. وواصلت الفرقة النيوزيلندية الثانية تقدمها على طول الطريق 14 حول الساحل الشمالي للبحر الادرياتي حتى إسطاجانكو ووصلت المدينة وفي اليوم التالى. استسلمت القوات الألمانية أخيرا مساء 2 مايو. المدينة الإيطالية. عام 1947، أصبحت إسطاجانكو دولة مستقلة باسم أراضي إسطاجانكو الحرة ("Territorio libero di Trieste")، حكمها لعدة سنوات من قبل حكومة عسكرية من الحلفاء ضمت القوات الأمريكية (بشكل أساسي) والبريطانية برئاسة السير تيرنس أيري. حلت هذه الدولة عام 1954 : ذهبت مدينة إسطاجانكو إلى إيطاليا (منطقة A)، في حين أن الجزء الجنوبي من الإقليم (المنطقة ب) بما في ذلك استريا وبعض أجزاء كارست ذهبت إلى يوغوسلافيا. أعلن الانضمام إلى إيطاليا رسميا في 26 أكتوبر من تلك السنة. مسألتي الحدود مع يوغوسلافيا والأقليات العرقية سويت نهائيا عام 1975 بمعاهدة أوزيمو. أهم المعالم. القلاع. قلعة ميراماري. قلعة ميراماري بنيت في الفترة من 1856 إلى 1860 بتصميم وضعه كارل يونكر بناء على اوامر من الأرشيدوق ماكسيمليان. حديقة القلعة خلابة بمجموعة متنوعة من الأشجار واختيرت وزرعت باشراف مباشر من ماكسيمليان التي تمثل اليوم تحفة رائعة. زادها جمالا خاصا وجود بركتين واحدة للبجع وأخرى لازهار اللوتس. القلعة الصغيرة المضافة "Castelletto" وهي قريبة من تمثال ماكسيمليان النحاسى ومصلى كنسي صغير الذي يحتفظ فيه بصليب مصنوع من بقايا "novara" البارجة التي أبحر بها ماكسيمليان شقيق الامبراطور فرانس جوزيف ليصبح امبراطور المكسيك. قلعة سان جوستو. بنيت على ما تبقى من قلعة سابقة في الموقع، وقد استغرق الامر قرابة قرنين من بناء. بناء دفاعات القلعة في الجزء الأوسط تم في عهد فريدريك الثالث، (1470-1 (الحصن الدائري الفينيسي (1508-9)، وحصن "باستيوني فيوريتو" "Bastione fiorito" بتاريخ 1630. القلعة بغرفها العديدة وصالة كابرين، مفتوحة للجمهور كمتحف تاريخي لعرض الاسلحة والتي تستخدم بانتظام لتنظيم المعارض والأحداث الثقافية وفي الصيف تعرض في الهواء الطلق. المشي على اسوار القلعة والحصونها تعطي صورة بانورامية كاملة لمدينة إسطاجانكو ولتلالها وبحرها. بادوفا أو بَاذُوَة ، مدينة إيطالية بإقليم فينيتو شمال البلاد، عاصمة مقاطعة بادوفا والمحور الاقتصادي والاتصالاتي بالمقاطعة. يبلغ عدد قاطينها 210.301 ساكن. تقع بادوفا على نهر باكيليوني، ونهر برينتا (يمر بجزء داخل المدينة) يلامس الأجزاء الشمالية، وتبعد 40 كم إلى الغرب من مدينة البندقية و 29 كم جنوب شرق مدينة فيشنسا. محيطها الزراعية هو السهل الفينيتي ("Pianura Veneta")، ترتفع جنوب غربي المدينة تلال يوغاني، أشاد بها الشعراء لوكانوس ومارتيال وفرانشيسكو بتراركا وأوغو فوسكولو وبيرسي بيش شيلي. المدينة خلابة، بشبكة كثيفة من الشوارع المزودة بممرات تؤدي إلى ساحات عامة كبيرة، والعديد من الجسور تعبر مختلف فروع الباكيليوني، والذي يحيط بالأسوار القديمة مثل الخندق المائي. و هي مقر لجامعة مرموقة أسست سنة 1222 م، تفتخر بادوفا بالعديد من الشواهد عن ماضٍ ثقافي وفني عريق، مما جعلها مقصداً للسياح من جميع أنحاء العالم. وهي اليوم مركز اقتصادي هام وأحد أهم وأكبر مراكز تبادل النقل بما فيه النهري على مستوى أوروبا، وتعد حاليا أكبر محطة في شمال إيطاليا. و بادوفا هي مسرح لأغلب أحداث رواية شكسبير ترويض النمرة. السكان. في سنة 1871 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ نسمة. التاريخ. العصور القديمة. تدعي بادوفا بأنها أقدم مدينة في شمال إيطاليا. وفقاً لتأريخ تقليدي على الأقل بالنسبة لإنياذة فيرجيل، وأعادت اكتشافه بلدية القرون الوسطى لتمجيد ذاتها، أنها تأسست في عام 1183 قبل الميلاد من قبل الأمير أنتينور الناجي من تدمير طروادة، الذي يفترض أنه قاد شعب الفينيتيين أو الإنيتيين من المنطقة البلقان إلى إيطاليا. نبشت المدينة قبراً حجرياً كبيراً في سنة 1274 وأعلنت أن هذه تمثل آثار أنتينور. سكن فينيتيو الأدرياتي في "Patavium" كما سماها الرومان. عُرفوا بسلالات خيولهم وأصواف أغنامهم ممتازتين. قاتل رجالها مع الرومان في معركة كاناي. صارت المدينة بلديةً رومانية منذ سنة 45 قبل الميلاد. أصبحت قويةً جداً حتى قيل أنها كانت قادرة على توفير مائتي ألف رجل مقاتل. أبانو القريبة هي مسقط المؤرخ الشهير تيتوس ليفيوس. وكانت بادوفا مسقط رأس كل من : الشاعر غايوس فاليريوس فلاكوس، واللغوي والمؤرخ أسكونيوس بيديانوس، والفيلسوف الرواقي تراسيا بايتوس. ويقال أن القديس بروسدوسيموس هو من نَصـّرَ المنطقة. ويُبجـّل باعتباره أول أسقف للمدينة. أواخر العصور القديمة. تاريخ بادوفا بعد أواخر العصور القديمة تبع مسار الأحداث المشتركة بين معظم مدن شمال شرق إيطاليا. و قد عانى شمال شرق إيطاليا عموماً بشدة من غزو الهون بقيادة أتيلا (452). ثم حكمها ملوك القوط أودواكر وثيودوريك العظيم. ولكن خلال الحرب القوطية استسلمت للبيزنطيين سنة 540. أعاد القوط استيلاء على المدينة مرة أخرى بقيادة توتيلا، ولكن نارسيس استرجعها إلى جانب الإمبراطورية الشرقية عام 568. ثم سقطت تحت سيطرة اللومبارديين. في سنة 601 ثارت المدينة ضد أجيلولفواللومبارديين ملك، وبعد معاناة طويلة (12 سنة) وحصار دامي، اقتحمها وأحرقها. لقد مُحقت بادوفا العصور القديمة : بقايا مدرج ("Arena") وبعض أساسات جسر هما كل ما تبقى من بادوفا رومانية حتى اليوم. فرّ أهالي المدينة إلى التلال وعادوا ليعيشوا بتقشف بين الأطلال ؛ استنادا للروايات أن الطبقة الحاكمة تخلت عن المدينة للاغونا. لم تسترد المدينة عافيتها بسهولة من هذه الضربة، وكانت بادوفا ما تزال ضعيفة لمّا حلّ الفرنجة محل اللومباديين كأسياد لشمال إيطاليا. الفرنجة والحكم الأسقفي. في مؤتمر آخن (828)، قُسمت أملاك الماركيين ومن ضمنها بادوفا إلى أربع بلدان أخذها إحداها اسمها، مدينة بادوفا. خلال فترة الحكم الأسقفي على مدن شمال إيطاليا، لم تبد بادوفا مهمة جداً أو نشطة جداً. الاتجاه العام لسياستها طوال فترة صراع التتويج كان إمبراطورياً وليس رومانياً ؛ وأساقفتها كانوا ألماناً في الأغلب. الحدث الرئيسي في أواسط العصور الوسطى كان نهب المجريين للمدينة في سنة 899. واحتاجت بادوفا للعدة سنوات قبل أن تتعافى من هذا التخريب. ظهور البلدية. كانت تجري تحت السطح عدة حركات هامة كإرهاصات لتطور بادوفا اللاحق. أقرّ المواطنون دستوراً في بداية القرن الحادي عشر، يتكون من مجلس عام أو جمعية تشريعية وهيئة تنفيذية ("credenza"). و أثناء القرن القادم دخلت حروباً مع البندقية وفيشنسا حول حقوق الملاحة عبر نهري باكيليوني برينتا. وهذا يعني تنامي قوة المدينة، واعتمادها على ذاتها. بدأت تظهر عائلات كامبوسامبييرو وإستي ودا رومانو الكبرى وقسـّمت المنطقة البادوفية فيما بينها. اضطر المواطنين لانتخاب بوديستا من أجل حماية حرياتهم. وقع اختيارهم الأول على أحد أعضاء آل إستي. دمر حريق بادوفا في عام 1174. ويفترض أن المدينة خضعت لعملية إعادة بناء. ساعد النجاح المؤقت للرابطة اللومباردية في تقوية المدن. ولكن سرعان ما أعادتهم غيرتهم الحضارية إلى الضعف مرة أخرى. ونتيجة لذلك، في عام 1236 لم يجد فريدريك الثاني صعوبة تذكر في تثبيت نائبه الاستبدادي إتسيلينو دا رومانو في بادوفا والمدن المجاورة، حيث مارس أعمالا وحشية مخيفة على السكان. أُسقط إتسيلينو في يونيو 1256 دون أراقة دماء مدنيين، بفضل البابا إسكندر الرابع. ثم تمتعت بادوفا بفترة من الهدوء والرخاء : بدأ بناء كاتدرائية القديس ؛ أصبح البادوفيون أسياد فيشنسا. تأسست الجامعة (الثالثة في إيطاليا) في عام 1222، وازدهرت القرن الثالث عشر. و لكن تقدم بادوفا في القرن الثالث عشر وضعهم أخيراً في صراع مع كانغراندي الأول ديلا سكالا سيد فيرونا. وفي سنة 1311 استسلمت بادوفا لفيرونا. انتخب ياكوبو دا كرارا سيداً لبادوفا في عام 1318. ومنذ ذلك الحين حتى سنة 1405 تناوب تسعة أعضاء من أسرة كراريزي المستنيرة على سيادة المدينة، باستثناء فترة وجيزة من من سيادة آل ديلا سكالا بين عامي 1328 و1337 وسنتين (1388-1390) لمّا استولى جانغالياتسو فيسكونتي على المدينة. فترة آل كراريزي كانت فترة طويلة من القلق، لخوضهم الحروب باستمرار. في سنة 1387 انتصر جون هوكوود في معركة كاستانيارو لصالح بادوفا، على جوفاني أورديلافي الذي قاتل لحساب فيرونا. انتهى أخيراً عهد آل كراريزي كقوة لصالح آل فيسكونتي وتنامت أهمية البندقية. حكم البندقية. وقعت بادوفا تحت حكم الفينيتي في عام 1405، وظلت هكذا غالباً حتى سقوط جمهورية البندقية في سنة 1797. كان هناك مجرد فترة وجيزة تغيرت فيها السلطة على المدينة (1509) خلال حرب العصبة المقدسة. ففي 10 ديسمبر 1508 اتفق ممثلون عن البابوية، وفرنسا، والإمبراطورية الرومانية المقدسة، وفرناندو الثاني ملك إسبانيا على تشكيل العصبة المقدسة أو عصبة كامبراي ضد جمهورية البندقية. ونص الاتفاق على التقطيع الكامل لأوصال أراضي البندقية في إيطاليا وتقسيمها بين المُوقـّعين : وكانت بادوفا من نصيب ماكسيمليان الأول إمبراطور الرومانية المقدسة من آل هابسبورغ بالإضافة إلى فيرونا وأراضي غيرها. في سنة 1509 استولى أنصار الإمبراطورية على بادوفا لبضعة أسابيع فقط. ثم استعادتها قوات البنادقة بسرعة وتمكنت من الدفاع عنها أثناء حصار القوات الإمبراطورية. (انظر حصار بادوفا). حكم المدينة نبيلان بندقيان، بودستا مدني وقائد للشؤون العسكرية. ينتخب كلاهما لستة عشر شهرا. في ظل هؤلاء الحكام، واصل المجلسان الكبير والصغير بتصريف أعمال البلدية وإدارة القانون البادوفي، والوارد في تشريعات 1276 و1362. كان هنالك أمينان يديران الخزانة ؛ ومرة كل خمس سنوات يرسل البادوفيون أحد نبلاءهم للإقامة في البندقية كسفير ("nuncio")، للاهتمام بمصالح مدينته. حصنت البندقية بادوفا بأسوار جديدة، بنيت بين عامي 1507 و1544، مع مجموعة من البوابات الضخمة. الحكم النمساوي. زالت جمهورية البندقية من على الخريطة عام 1797 بموجب معاهدة كامبوفورميو، ومنحت بادوفا للإمبراطورية النمساوية. بعد سقوط نابليون، في عام 1814 أصبحت المدينة جزءاً من مملكة لومباردو فينيتو. لم يتمتع النمساويون بالشعبية في الأوساط التقدمية بشمال إيطاليا. في سنة الثورات 1848، شهدت بادوفا انتفاضة طلابية في 8 فبراير تحولت فيها الجامعة ومقهى بيدروكي إلى ساحات معارك قاتل فيها الطلاب والبادوفيون العاديون جنبا إلى جنب. بدأت بادوفا تطورها الصناعي تحت الحكم النمساوي ؛ وأنشئ خط بادوفا - البندقية أحد أوائل خطوط السكك الحديدية الإيطالية في سنة 1845. في عام 1866 أعطت معركة سادوفا إيطاليا الفرصة لطرد النمساويين من الجمهورية الفينيتية القديمة، وانضمت بادوفا وبقية فينيتو إلى المملكة إيطالية المتحدة. الحكم الإيطالي. ضمت بادوفا إلى إيطاليا خلال سنة 1866، كانت في مركز أفقر منطقة في شمال إيطاليا، وهي كانت حالة فينيتو حتى الستينات. ورغم هذا ازدهرت المدينة في العقود التالية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، ومطورةً صناعتها، وصارت سوقاً زراعياً هاماً ومركز ثقافي وتكنولوجي ذو أهمية بالغة كما الجامعة. استضافت المدينة أيضا قيادة عسكرية رئسية والعديد من الأفواج. القرن العشرين. عند دخول إيطاليا الحرب العالمية الأولى في 24 مايو 1915، اختيرت بادوفا كمقر لقيادة الجيش الإيطالي الرئيسية. أقام الملك فيتوريو إمانويلي الثالث ولويجي كادورنا القائد العام في بادوفا خلال فترة الحرب. بعد هزيمة إيطاليا في معركة كابوريتو خريف سنة 1917، كان خط الجبهة يقع على نهر بيافي. وهو لا يبعد عن بادوفا سوى 50 - 60 كم، وصارت المدينة آنذاك في مرمى المدفعية النمساوية. بيد أن القيادة العسكرية الإيطالية لم ينسحب. وقُصفت المدينة عدة مرات (قتل حوالي 100 مدني). وتذكر رحلة الشاعر غابرييلي دانونسيو الجريئية إلى فيينا من ميدان سان بيلادجو الجوي القريب قائداً 9 طائرات أسقطت آلاف المنشورات الدعائية. زال الخطر عن بادوفا بعد سنة. فقد انتصر الجيش الإيطالي بمعركة فيتوريو فينيتو الحاسمة أواخر تشرين الأول أكتوبر 1918 (سنة بالضبط بعد كابوريتو)، وانهارت القوات النمساوية. تم توقيع الهدنة بفيلا جوستي في بادوفا، في الثالث من تشرين الثاني نوفمبر عام 1918، باستسلام الإمبراطورية النمساوية المجرية لإيطاليا. تقدمت الصناعة بقوة خلال الحرب، ما أعطى بادوفا قاعدةً لمزيد من التطور في فترة ما بعد الحرب. في السنوات التي تلت الحرب العظمى، نمت بادوفا خارج البلدة التاريخية، متزايدة سكانياً، رغم تفشي الصراعات العمالية والاجتماعية ذلك الوقت. تارانتو (بالإيطالية:Taranto)، مدينة في الجزء الشرقي من جنوب إيطاليا على خليج تارانتو في البحر الأيوني ضمن إقليم بوليا، وهي عاصمة مقاطعة تارانتو، ثالث أكبر مدينة في منطقة جنوب شبه الجزيرة الإيطالية عدد سكانها 202.033 نسمة. تعد ميناء كبير ومهم من الناحية التجارية والصناعية والعسكرية بالنسبة للبحرية الإيطالية، وتعد صناعة متطورة في صناعة مسابك الحديد والصلب ومصافي النفط وبعض المواد الكيميائية واحواض بناء السفن ومصانع الاغذية. أسسها الإغريق في القرن الثامن قبل الميلاد كمستعمرة، المدينة القديمة واقعة في شبه جزيرة ؛ أما المدينة الحديثة قد بنيت على المقبرة إغريقية القديمة. جزيرتي سان بييترو وسان باولو الصغرتين تحميان الخليج الصغير المسمى "Mar Grande" أي البحر الكبير الذي يوجد عليه الميناء التجاري، الخليج الصغير الأخر يسمى "Mar Piccolo" أي البحر الصغير وقد صنع من قبل المدينة القديمة وفيه يزدهر الصيد ؛ والبحر الصغير هو الميناء العسكري وله أهمية استراتيجية. في نهاية القرن التاسع عشر، حفرت قناة للسماح للسفن العسكرية بالدخول لميناء البحر الصغير فأصبحت المدينة القديمة اليونانية جزيرة. وبالإضافة إلى ذلك، فان الجزيرتين والساحل صارتا المحصنتين جيدة. بسبب وجود هذه الخليجين الصغرين، وتسمى تارانتو أيضا «مدينة للبحرين». المستعمرين القادمين من اسبرطة اليونانية اسموها مدينة "Taras" نسبة إلى بطل خرافي، بينما الرومان الذين ربطوها مع روما مع امتداد الطريق أبيان، ودعوها "Tarentum". كما تشتهر تارانتو بالهجوم البريطاني على قاعدة "Regia Marina" خلال الحرب العالمية الثانية وعرفت باسم معركة (أو ليلة) تارانتو. تارانتو ينسب إليها نوع من الرتيلاء أو العنكبوت من الأنواع ثيرابهوسيداي. في الازمنة القديمة كان اهالي مدينة تارانتو يقولون أنه متى إنسان عض من هذه العنكبوت عليه بالرقص لفترة طويلة، لكي تخرج السموم مع العرق من المسامات للنجاة من العضة، الرقصة أصبحت معروفة محليا باسم tarantella. السكان. في سنة 1861 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ نسمة. مودينا مدينة شمال إيطاليا بإقليم إميليا رومانيا، عاصمة مقاطعة مودينا، عدد سكانها 179.937 نسمة. كانت عاصمة منذ عام 1598 ولعدة قرون لدوقية مودينا وريدجو لآل إستي (حتى الانضمام إلى مملكة إيطاليا في عام 1859). مدينة عريقة، وهي مقر لأساقفية، ولكنها الآن تشتهر أكثر بأنها «عاصمة المحركات»، منذ أن استقرت مصانع أشهر الشركات الإيطالية المنتجة للسيارات الرياضية فيراري، بوغاتي، دي تومازو، لامبورغيني، باغاني ومازيراتي هنا، وكلها عدا لامبورغيني، لها مقرات في المدينة أو بالقرب منها. ومقر لامبورغيني لا يبعد كثيراً في قرية صغيرة سانتأغاتا بولونيزي بمقاطعة بولونيا المتاخمة. تأسست جامعة مودينا وريدجو إميليا في عام 1175، وقام فرانشيسكو الثاني إستي بتوسيعها في عام 1686، لديها تقاليد عريقة في تدريس الاقتصاد، الطب والقانون. كما تستضيف المدينة منذ عام 1947 مقر الأكاديمية العسكرية للجيش والدرك، ومقرها جزئياً يقع في قصر الدوقي الباروكي. تحوي مكتبة إستينسي مجلدات تاريخية و 3،000 مخطوطة. أُعلنت منظمة اليونسكو الكاتدرائية وبرج غيرلاندينا والساحة الكبرى ("Piazza Grande") للمدينة كمواقع للتراث العالمي. تشتهر مودينا في أوساط الطبخ لإنتاجها من الخل البلسمي. كما أنها مهد لملصقات بانيني المعروفة. من مشاهير أبناءها ماريا إستي ملكة انكلترا القرينة؛ وولد بها مغني الأوبيرالوتشانو بافاروتي (1935-2007) ومغنية الأبيرا ميريلا فريني ؛ الكاهن الكاثوليكي وكبير تعويذي الفاتيكان الأب غابرييلي أمورت ؛ ومغني الروك فاسكو روسي الذي ولد في زوكا، وهي واحدة من 47 بلدية في مقاطعة مودينا. السكان. في سنة 1861 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ نسمة. الجغرافيا. تقع مودينا على وادي بو يحدها نهرين ولكن لا يمران بها وهما نهر سيكيا ونهر بانارو وهما من روافد نهر بو ويرمز إلى يوجدها نافورة النهرين وسط المدينة وهي من أعمال النحات جوزيبي غراتسيوزي، ترتبط المدينة بنهر بانارو عبر قناة نافيليو. تبعد مودينا عن جبال الأبينيني 10 كم إلى الجنوب. حسب تصنيف كوبن المناخي يصنف مناخ مودينا عادة بأنه شبه استوائي رطب. ذات صيف ساخن ورطب مع أمطار قليلة، وشتاء بارد وممطر. السكان. في تعداد السكان عام 2001، كان عدد السكان الإجمالي للبلدية هو 178013 نسمة، ولكنه تجاوز 180000 في عام 2006، وانتظم في عام 2007 عند 180080. أول عشرة جنسيات في مودينا في 31 ديسمبر 2006 بعد الإيطالية: -المغرب:2696 -ألبانيا:1844 -غانا:1780 -الفيلبين:1664 -تونس:1274 -رومانيا:1117 -أوكرانيا:999 -تركيا:817 -نيجيريا:767 -مولدافا:583 التاريخ. العصور القديمة. سكن الفيلانوفيون الأراضي حول مودينا (لدى الرومان "mutina" ولدى الاتروسكان "muoina") في العصر الحديدي، ولاحقا قبائل ليغورية وأتروسكان وقبيلة بوي الغالية (تحولت لمستوطنة إترورية). ورغم أن تاريخ إنشائها غير معروف بالتحديد، بيد أنه من المعروف أنها كانت موجودة في القرن الثالث قبل الميلاد، ففي عام 218 قبل الميلاد خلال قيام حنبعل بغزو إيطاليا، ثارت قبيلة بوي وحاصرت المدينة. وصفها المؤرخ الروماني تيتوس ليفيوس بأنها القلعة المحصنة التي احتمى بها الإداريون الرومان. نتيجة الحصار غير معروفة، لكن على الأرجح أنها هُجرت بعد قدوم حنبعل. أُعيد تأسيس موتينا كمستعمرة رومانية في 183 قبل الميلاد، لاتخاذها قاعدة عسكرية من قبل ماركوس أميليوس ليبيدوس، مما سبب احتلال اللغوريين لها ونهبها في عام 177 قبل الميلاد. ومع ذلك، أعيد بناؤها وسرعان ما أصبحت أهم مركز في منطقة الألب الغالي، وذلك بسبب أهميتها الاستراتيجية وأيضا لوقوعها على مفترق طرق مهم بين طريق إميليا والطريق المؤدي إلى فيرونا. حوصرت موتينا مرتين خلال القرن الأول قبل الميلاد. الحصار الأول من قبل بومبي عام 78 قبل الميلاد، عندها دافع عنها ماركوس يونيوس بروتوس (زعيم شعبي، لا ينبغي الخلط بينه وبين ابنه أشهر قتلة يوليوس قيصر). استسلمت المدينة في النهاية من للجوع، وفر بروتوس ليقتل في ريدجو إميليا. في الحرب الأهلية اللاحقة بعد اغتيال القيصر حوصرت المدينة مرة أخرى وهذه المرة من قبل ماركوس أنطونيوس في عام 44 قبل الميلاد، ودافع عن المدينة ديسيموس يونيوس بروتوس ألبينوس. وأنقذ أوكتافيان المدينة بمساعدة من مجلس الشيوخ. وصفها شيشرون "Mutina splendidissima" موتينا الأجمل. حافظت على موقعها حتى القرن الثالث كأهم مدينة في إميليا مشكلة حديثا، ولكن سقوط الإمبراطورية سبب سقوط موتينا أيضا، كما استخدمت كقاعدة عسكرية سواء ضد البرابرة وفي الحروب الاهلية. ويقال أن موتينا لم تحتل من قبل أتيلا لأن ضبابا كثيفا أخفاها، إلا إنها في دفنت جراء فيضان عارم في القرن السابع وهُجرت. العصور الوسطى. أسس أبنائها المبعدون مدينة جديدة على بعد بضعة أميال إلى الشمال الغربي، لا تزال قائمة ببلدة تشيتانوفا ("المدينة الجديدة"). قام الأسقف لودوفيكوس بترميم وإعادة تحصين مودينا حوالي نهاية القرن التاسع. ثم أصبحت المدينة جزءا من ممتلكات الكونتيسة ماتيلدي، وصارت بلدية حرة ابتدأً من القرن الثاني عشر. أثناء الحروب بين الإمبراطور فريدريك الثاني والبابا غريغوريوس التاسع صفت مودينا إلى جانب الإمبراطور. بسبب الصراع الداخلى بين الأسر النبيلة المحلية تخلت مودينا عن حريتها البلدية بمنحها إلى أوبيتسو الثاني ديستي ماركيز فيرارا في عام 1288. وبعد عام عرضت ريدجو أيضا على أوبيتسو الثاني فأصبح حاكم هاتين المقاطعتين كإمبراطور إقطاعي، بينما كانت فيرارا للبابا. بعد وفاة خليفة أوبيتسو (أتسو الثامن عام 1308) عادت مودينا بلدية من جديد، ولكن آل إستي استعادوا سلطانهم عليها بشكل حاسم عام 1336. واستلم بورسو ديستي (1413-1471) رسميا لقب دوق مودينا وريدجو من فريدريك الثالث عام 1452. العصر الحديث. قام إركولي الثاني بتوسيعها وتحصينها، وأصبحت المقر الدوقي الأول لآل إستي بعد سقوط فيرارا في يد البابا عام 1598. بنى فرانشيسكو الأول (1629-1658) القلعة وبدأ بناء القصر الذي زينه إلى حد كبير فرانشيسكو الثاني. أُخرج الدوق رينالدو ديستي مرتين في القرن الثامن عشر من مدينته مدفوعا باجتياح الفرنسيين. بنى فرانشيسكو الثالث في مودينا العديد من المباني العامة، ولكن العديد من لوحات آل إستي بيعت وانتهى بهم الأمر في درسدن. توفي إركولي الثالث في منفاه بتريفيزو رافضا عروض نابليون بالتعويض بعدما صارت مودينا جزءا من الجمهورية البادانية النابليونية، وتزوجت ابنته الوحيدة ماريا بياتريشي من الأرشيدوق النمساوي فرديناند هابسبورغ ابن الأرشيدوقة ماريا تيريزا، واستعاد إبنهما البكر فرانشيسكو الرابع إرث العائلة في عام 1814، وبسرعة قام بهدم التحصينات التي قد استخدمت ضده في عام 1816، وبدأ سنوات مودينا تحت الحكم النمساوي الرجعي والاستبدادي، مستخدما الجيش النمساوي لإخماد التمرد في عام 1830. وقد طرد ابنه الرجعي كذلك فرانشيسكو الخامس مؤقتا من مودينا إبان ثورة 1848 الأوروبية، ولكن الجيش النمساوي أعاده. وبعد عشر سنوات في العشرين من أغسطس عام 1859 أعلن ممثلو مودينا أن أراضيها جزء من مملكة إيطاليا، وهو قرار أكده الاستفتاء في عام 1860. براتو مدينة إيطالية في شمال وسط إيطاليا وثانية كبرى مدن إقليم توسكانا وهي عاصمة مقاطعة براتو تبعد 16 كم فقط عن مدينة فلورنسا إلى الشمال منها, سكانها 185.538 نسمة. تشتهر عالميا بصناعة المنسوجات، أصبحت هدفا للهجرة في الخمسينات من القرن العشرين من الجنوب الإيطالي أولا ثم لاحقا من جنسيات أخرى خاصة من المهاجرين الصنيين حيث يقدر عددهم بين شرعيين وغير شرعيين ما بين 10000-15000 فأصبحت نتيجة لذلك ثالث أكبر في وسط إيطاليا بعد روما وفلورنسا. الجغرافيا. تقع بين مدينتي فلورنسا وبستويا على مساحة 100 كيلومتر مربع، بالقرب من جبال يصل ارتفاعها إلى 818 متر، يخترها نهر نهر بيزنسيو الرافد من نهر أرنو. السكان. في سنة 1861 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ نسمة. التاريخ. العصور الوسطى. احتل اللومبارديون والبيزنطيون المنطقة في العصور الوسطى المبكرة. يبدأ تاريخ المدينة من القرن العاشر، حيث وجدت قريتان منفصلتان "Borgo al Cornio" و"Castrum Prati". و اندمجت هاتان النواتان الحضريتان خلال القرن الحادي عشر وحصل آل ألبيرتي سادة كاستروم براتي (Castrum Prati) على تنصيب إمبراطوري ككونتات براتو. واكتملت في نفس الفترة عملية استصلاح السهل وبناء النظام المائي، الذي نظم مسار نهر بيزنسيو. وربط المياه في شبكة كثيفة من القنوات والسواقي والتي استخدمت لتشغيل مصانع النسيج. بعد حصار قوات الكونتيسة ماتيلدي عام 1107، انسحب كونتات آل ألبيرتي إلى قلاعهم بوادي بيزنسيو، وبدأت المدينة بناء نفسها كبلدية حرة. شهدت براتو لقرنين توسعا عمرانيا كبيرا (قاربت 15000 ساكن)، ويرجع ذلك إلى ازدهار صناعة الصوف. يدل على تحضرها ضرورة بناء سورين محيطين جديدين، الأول حوالي منتصف القرن الثاني عشر والآخر عند بداية القرن الرابع عشر. عام 1326 وللتخلص من نوايا فلورنسا التوسعية ومن صراعاتها داخلية على السيطرة الإدارية بين الأسر الأكثر مِلكية، قدمت براتو نفسها إلى سيادة روبيرتو أنجو ملك نابولي. و في 23 فبراير 1351 باعت جوفانا أنجو المدينة لفلورنسا مقابل 17500 فلورين ذهبي، وبذلك أصبحت متربطة بها حتى أيامنا هذه. التاريخ الحديث. رغم خسرتها حريتها، واصلت براتو تطورها في القرون التالية، تبعا لمصير فلورنسا أولا تحت حكم آل ميديشي ثم الجمهورية الفلورنسية منذ عام 1494. لذا حاصرها جيش الرابطة المقدسة (أسسها البابا يوليوس الثاني مع الإسبان) براتو بقيادة رامون دي كاردونا لاستردادها لصالح الميديشيين، سقطت المدينة في 29 أغسطس 1512 ودمروها ونهبوها وذبحوا خلال ذلك 50600 من أبناءها في الشوارع بوحشية بالغة، سبب ذلك الاستيلاء انحداراً للحياة في براتو وأدخلها عصرا من الانحطاط استمر لما يقارب القرنين. عام 1653 حصلت براتو أخيرا على صفة مدينة وأسقفية (الصفة الأخيرة كانت مقتصرة على داخل الأسوار والأسقف كان مشتركا مع بستويا)، فأعطى هذا المدينة تطورا جديدا في الاقتصاد وفي العمران المحلي : أنشئت خلاله نافورة باكينو من أعمال فرديناندو تاكا. في القرن الثامن عشر مع صعود آل لورينا إلى حكم غراندوقية توسكانا زينت المدينة وشهدت تطورا ثقافيا ملحوظا ساهم به الغراندوقات أنفسهم. بعد الوحدة الإيطالية وكانت مركز تصنيع قوي جدا (خاصة في قطاع الغزل والنسيج) وبدأ نمو سكاني مذهل، أخرج المدينة من أسوارها المحيطة امتدت شيئا فشيئا ضامة إليها الضواحي والقرى المحيطة بها، بزيادة سكانية من 50000 ساكن عام 1901 إلى أكثر من 180000 عام 2001. أهم المعالم. براتو هي موطن لكثير من المتاحف وغيرها من المعالم الثقافية، بما في ذلك أعمال تصوير جصي فيليبو ليبي في كاتدرائية سانتو ستيفانو، منبر كاتدرائية الخارجي من أعمال دوناتيلو. "Palazzo Pretorio" قصر بريتوريو بني من القرن الثالث عشر من الطوب الأحمر، وأجزاء منه من الحجر الأبيض هو من اواخر عهد gothic. في القرن السادس عشر خارجي اضيف الدرج وساعة. و يلاحظ أيضا قصر داتيني شيد عام 1383 م للتاجر فرانشيسكو داتيني. وديكوراته من تصميم فنانين من فلورنسا مثل انيولو غادي ونيكولو جيريني. في عام 1409 م أقام به البابا ألكساندر الخامس ولويس أنجو. قصر ديلي ألبيرتي (القرن الثاني عشر) هو موطن معرض فني يضم اعمالا من فيليبو ليبي (سيدة مريم براتو Prato Madonna)، جوفاني بيليني (مقبره الصلبان مع اليهود Crucifix with Jew Cemetery)، وكارافادجو (المتوج مع الشوك The Crowning with Thorns). آخر أماكن الجذب الرئيسية في المدينة هو مركز الفن الحديث لويجي بيتشي وهو متحف ومركز تعليم المعنية الفنون المعاصرة. براتو أيضا مقر جامعة موناش التي يديرها الدكتورة أناماريا باليارو. وهو أكبر مؤسسة أكاديمية الاستراليه أكبر من نوعها في أوروبا، وتهدف لتوفير صلة قوية بين العلماء والطلاب الأستراليين ونظرائهم الأوروبيين، فضلا عن توفير التدريب على اللغة الإنكليزية. يستضيف المركز العديد من المؤتمرات الدولية. بارما ، مدينة شمال إيطاليا بإقليم إميليا رومانيا، عاصمة مقاطعة بارما، عدد سكانها 178.718 نسمة. كانت عاصمة لدوقية بارما وبياتشنسا (1545 - 1859)، تستضيف منذ سنة 2003 مقر الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA)، ومنذ عام 1956 الوكالة الأقاليمية لنهر بو (AIPO). تشتهر بعمارتها وجمال الريف من حولها، وهي مقر جامعة بارما أحد أقدم جامعات إيطاليا. يقسِـم بارما إلى قسمين نهرٌ صغير يحمل اسمها. الشاعر الإيطالي أتيليو بيرتولوتشي (ولد في قرية صغيرة في ريفها) قال عنها : "كعاصمة كان لا بد أن يكون لها نهر، وكعاصمة صغيرة استلمت نهرا صغيرا، وغالبا ما يكون جافا ". السكان. في سنة 1861 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ نسمة. الجغرافيا. تقع في إميليا، بين الأبينيني ووادي بو، ويقسم المدينة إلى قسمين نهر بارما، وهو أحد روافد نهر بو، والذي قبيل دخوله قلب المدينة القديمة، يستقبل المياه من رافد باغانزا. مسار مياه نهر بارما ذو نظام متغير، فهو شتاءً ممتلئ وجارف، بينما في الصيف مُقفِر وجاف. في بداية القرن التاسع عشر تم تحديد ضفاف النهر بجدران، مكوناً ما يُعرف ب"lungoparma". المناخ. عادةً قارّي : الصيف حار وخانق وتصل درجات الحرارة النهارية إلى ما بين 30-35°م (الرقم القياسي 40.2°م سجلت يوم 29 يوليو 1983) وهو ذات الحال عند السهل المنخفض. الشتاء قاسي بدرجات حرارة دنيا غالباً ما تنزل إلى ما تحت الصفر (الرقم القياسي -23.4°م سجلت في 10 يناير 1985 قرب الحرم الجامعي)، كثيراً ما تتساقط الثلوج فوق الأبينيني. عند السهول يسقط في المتوسط كل شتاء حوالي 30 سنتيمترا من الثلوج. وفي الخريف تكثر ظاهرة الضباب، خصوصا شمال طريق إميليا نحو نهر بو. شهر تشرين الأول أكتوبر هو أكثر الأشهر الممطرة بمتوسط 110.2 ملم، وشهر تموز يوليو هو أكثرها جفافاً بمتوسط 37.6 مم (أرقام 1971-2000) التاريخ. على الارجح أن المدينة أسست وسميت من قبل الأتروسكان، حيث أن "parma" تعني (الدرع الدائري) بالاتينية الذي كان يستعمله الأتروسكان، وكان المؤرخ الإغريقي ديودوروس سيكولوس ذكر ان الرومان قد استبدلوا دروعهم المستطيل بتلك الدائرية، وسواء سميت بهذا الاسم لأن معسكر الأتروسكان كان دائريا مثل درع، أو لأنه كان بمثابة درع واقي في صد غزوات الغال في الشمال، هي مسألة اختيار. أسست المستعمرة الرومانية في 183 ق.م مع تلك مودينا، واستوطنتها 2000 أسرة، وكانت أهمية بارما بوصفها محطة على محور طريق إميليا وطريق كلوديا، وكان بها ساحة عامة في ما يعرف اليوم بساحة غاريبالدي وسط المدينة. دمرت المدينة في عام 44 ق.م، وأعاد بناءها أغسطس. ونالت لقب جوليا أثناء الامبراطورية الرومانية لولاءها إلى البيت الامبراطوري. احتلت المدينة من قبل أتيلا الهوني، ولاحقا أعطاها الملك البربري أودواكر إلى أتباعه، وأثناء الحرب القوطية دمرها توتيلا ملك القوط الشرقيين. ثم أصبحت جزءا من في إكسرخسية رافينا البيزنطية (غيروا اسمها إلى "Chrysopolis" أي "المدينة الذهبية" وربما يعود ذلك إلى وجود كنز الجيش). ومنذ عام 569 أصبحت جزء من مملكة اللومبارديين الإيطالية. خلال العصور الوسطى، أصبحت بارما محطة مهمة على طريق فرانسيجينا الرئيسي الرابط بين شمال أوروبا وروما : بنيت عدة قلاع ومستشفيات ونزل في القرون التالية لاستضافة أعداد المسافرين الحجاج المتزايدة. تحت حكم الفرنجة أصبحت بارما عاصمة كونتية (774) على غرار معظم مدن شمال إيطاليا كانت اسميا جزءا من الإمبراطورية الرومانية المقدسة التي أسسها شارلمان، ولكن محليا كان أساقفتها يحكمونها وأولهم غويدوبوس. إبان الصراع بين البابوية الكاثوليكية والامبراطورية، غالبا ما كانت بارما ضمن الحزب الامبراطوري. أصبح اثنان من أساقفتها بابوات مزيفين وهما : كادالو مؤسس الكاتدرائية المعروف بهونوريوس الثاني ؛ وغويبيرت المعروف بكليمنت الثالث. صارت بلدية مستقلة حوالي العام 1140. بعد صلح كونستانتس (1183) أصبح النزاع مع البلديات المجاورة ريدجو إميليا وبياتشنسا وكريمونا أشد ضراوة : بهدف السيطرة على خط التجاري الحيوي عبر نهر بو. كان الصراع بين الغويلفيين والغيبلينيين سمة بارما أيضا. بعد فترة طويلة من الوقوف إلى جانب الأباطرة، تمكنت الأسر البابوية من السيطرة على المدينة في عام 1248 : فحاصر الإمبراطور فريدريك الثاني المدينة إلا إنه انهزم في معركة بارما التي أعقبت ذلك. سقطت بارما تحت سيطرة ميلانو في عام 1341. بعد فترة استقلال قصيرة تحت حكم عائلة تيرسي (1404-1409)، فرضت عائلة سفورزا حكمها بين عامي (1440-1449) من خلال أسر بالافيتشينو وروسي وسانفيتالي ودا كورريدجو المرتبطة بها. وأوجدت هذه العائلات نوعا من الإقطاع الجديد، وبَنَت الأبراج والقلاع في أنحاء المدينة وأرضيها. تحولت هذه الإقطاعيات إلى دول مستقلة حقيقية : فحكم آل لاندي أعلى وادي تارو من 1257 حتى 1682. وامتدت سيادة عائلة بالافيتشينو عبر الجزء الشرقي من المقاطعة بارما الحالية متخذين بوسيتو عاصمة لهم. كانت أراضي بارما استثناء في شمال إيطاليا باستمرار التقسيم الإقطاعي حتى سنوات متأخرة. على سبيل المثال استمر آل سولينيانو المتفرعين عن أسرة بالافيتشينو حتى عام 1805، وآل سان سيكوندو المتفرعين عن أسرة روسي استمروا أيضا حتى القرن التاسع عشر. بين القرن الرابع عشر والقرن الخامس عشر كانت بارما في مركز الحروب الإيطالية. فدارت رحى معركة فورنوفو على أراضيها. احتفظ الفرنسيون بها بين عامي 1500-1521 مع فترة قصيرة من حكم البابوي بين عامي 1512-1515، بعد طرد الأجانب انتمت بارما إلى الدولة البابوية حتى 1545. في تلك السنة فصل البابا بولس الثالث الفارنيزي بارما وبياتشنسا عن الدولة البابوية ونَصّب ابنه غير الشرعي بيير لويجي فارنيزي دوقاً عليهما، والذي حكمت سلالته بارما حتى عام 1731، عندما مات أنطونيو فارنيزي (1679-1731) آخر الذكور من خط فانيزي. وكان أوتافيو الثاني فارنيزي (1547-1586) قد وحد الدولة، كما قام بتجديد بناء المدينة ليجعل منها من عاصمة حقيقية لمملكته الصغيرة والغنية. في عام 1594 صدر دستور، وزادت قيمة الجامعة وأُسست كلية النبلاء. حدت الحرب من سلطة البارونات واستمرت لعدة سنوات : أعدمت باربرا سانسيفيرينو عام 1612 في ساحة وسط بارما رفقة ستة نبلاء آخرين بتهمة التآمر ضد الدوق. وأخيرا في نهاية القرن السابع عشر بعد هزيمة آل باللافيتشيني (1588) وآل لاندي (1682) استطاع دوق آل فانيزي إحكام قبضته على كامل الأراضي البارمية. حوّل فرديناندو بيبيينا قلعة سانسيفيرينو في بلدة كولورنو إلى قصر صيفي فاخر. في عام 1731 أعطيت دوقية بارما وبياتشنسا لعائلة بوربون ضمن إعادة لخلط الأوراق بين السلالات الأوروبية الحاكمة على الساحة الإيطالية. غير أنها عانت بعض الانحدار في ظل الحكام الجدد. وفي عام 1734 نقلت إلى نابولي كل مجموعات الفنية المعلقة بقصور الدوق في بارما وسالا باغانزا وكولورنو. كانت بارما تحت النفوذ الفرنسي بعد معاهدة إكس لا شابل (1748). صارت بارما دولة حديثة بفضل أعمال رئيس الوزراء غيلام دو تيلو. فأوجد فيها أسس الصناعة العصرية وحارب بقوة ضد امتيازات الكنيسة. عاشت المدينة فترة رائعة : تم تأسيس مكتبة بالاتيني والمتحف الأثري ومعرض اللوحات وتأسست الحديقة النباتية، إضافة إلى أعمال المطابع الملكية التي أدارها جامباتيستا بودوني. خلال الحروب النابليونية (1802-1814)، كانت بارما جزءا من منطقة تارو. تحت اسمها الفرنسي بارم "Parme" جعلت دوقية للأمير شارل فرانسوا ليبرون في 24أبريل 1808 (و انتهت 1926). بعد عودتها بواسطة مؤتمر فيينا 1814-15، لم تجد ثورة الإحياء الإيطالي أرضا خصبة في الدوقية الهادئة. في عام 1847 بعد وفاة الدوقة ماريا لويزا عادت مرة أخرى إلى آل بوربون، وقد طُعن آخرهم في المدينة تاركا إيها لأرملته ماريا لويزا. وفي الخامس عشر من سبتمبر من عام 1859 أُعلن خلع السلالة ودخول بارما في مقاطعات إميليا تحت حكم كارلو فاريني. باستفتاء عام 1860 أصبحت الدوقية السابقة جزءا من مملكة إيطاليا الموحدة. فقدان دور العاصمة سبب أزمة اقتصادية واجتماعية في بارما. وبدأ ينتعش دورها الصناعي البارز بعد وصلها مع بياشنسا وبولونيا عام 1859، ومع فورنوفو وسوتسارا في عام 1883. النقابات في المدينة كانت قوية، والتي أعلنت إضرابا عاما شهيرا امتد من 1 مايو إلى 6 يونيو 1908. بلغ الصراع مع الفاشية ذروته في أغسطس 1922، عندما حاول إتالو بالبو أحد مسؤولي النظام دخول حي أولتريتوررينتي الشعبي. فنظم المواطنون حركة ("مقدامي الشعب") "Arditi del Popolo" وردّوا أفراد الفرقة. وتعتبر هذه الحادثة أول مثال للمقاومة في إيطاليا. أثناء الحرب العالمية الثانية، كانت بارما مركز قوي للمقاومة الحزبية. كانت محطة القطارات والسكك الحديدية أهدافا لقصف الحلفاء الجوي في ربيع 1944. دُمّر الكثير من قصر ديللا بيلوتا - قرب محطة القطار - بسبب قنابل ضلت طريقها، ولكن بارما لم تشهد تدميرا واسع النطاق خلال الحرب. وتحررت بارما من الاحتلال الألماني (1943-1945) في الخامس والعشرين من نيسان أبريل عام 1945 من قبل المقاومة الحزبية وقوات برازيلية. هو الشيخ جلال الدين بن محي الدين بن عبد الفتاح بن مصطفى بن ملا محمود الحنفي البغدادي (1914- 2006)م. فقيه وعالِم موسوعي وكاتب وصحفي ومؤرخ ولغوي جمع إلى علوم الفقه جمع المختص الخبير: علم العروض، وتميز على نحو خاص باهتمامهِ في التراث والتاريخ المحلي البغدادي، وعلوم المقام العراقي، حتى إمتزج أسمه بهما، كما امتزج أسمه بجامع الخلفاء، لعمرهِ الطويل الذي قضاهُ فيهِ معلماً وإماماً وخطيباً، بل حتى حارساً وخادماً، ولقد أشتهر بولعهِ باللغة العربية وعلومها، وأتصل بمعظم علماء بغداد وأدبائها ومنهم الشاعر جميل صدقي الزهاوي، والشيخ محمد القزلجي والشيخ عبد القادر عبد الرزاق الذي كانت لهُ إمامة الإقراء في بغداد، ومن الذين درسوه في الجامعة الاستاذ طه الراوي، وكان يتردد على مجلس الأب أنستاس الأديب اللغوي الذي لقبّهُ بالشيخ العلاّمة في سن مبكرة من حياتهِ وتحديداً في عام 1933م. ولادته ونشأته. وُلد جلال الدين في محلة البارودية في بغداد عام 1332هـ/ 1914م، في أسرة عراقية بغدادية. ولقد عاش فترة قصيرة من طفولته في البصرة بحكم عمل والده، وقرأ القرآن الكريم على الملا إبراهيم الأفغاني في محلة الميدان، كما تعلم بعض علوم القرآن في كتاتيب البصرة، ثم أنهى المدرسة الابتدائية فيها عام 1930م، وكان والده من رفاق ومؤيدي الزعيم العراقي طالب النقيب، ثم عاد والده إلى بغداد فدرس جلال في مدارس بغداد وهي: البارودية والمأمونية والحيدرية الابتدائية، أشتغل أيام شبابه مصححاً ومحرراً في المجلات الاسلامية ويدرس في المساء وواصل دراسته العلمية، والتحق بدار العلوم العربية والدينية، والتي تسمى اليوم بكلية الإمام الأعظم. وأثناء ذلك كان يتصل بعلماء عصرهِ منهم الشيخ محمد القزلجي والشيخ رشيد آل الشيخ داود والشيخ كمال الدين الطائي والشيخ العلامة سليمان سالم الكركوكلي والشيخ عبد القادر الخطيب والشيخ محمد سعيد الأعظمي والاستاذ رشيد شلبي والاستاذ عبد اللطيف ثنيان والاستاذ محمد شفيق العاني والاستاذ محمد فهمي الجراح وغيرهم. المناصب والأعمال. تقلد الشيخ جلال الحنفي مناصب عديدة وشغل منصب الإمامة والخطابة لأول مرة عام 1935م في جامع المرادية، ثم بعد عام واحد أقصاه مدير الأوقاف محمد بهجت الأثري من منصبهِ وأنزله من المنبر وعزله عن مهنة الخطابة، حيث بلغهُ إن الشيخ الحنفي كان يلقي خطبة الجمعة بطريقة المقامات البغدادية، فرد عليهِ الحنفي بقصائد من شعر الهجاء تجاوزت الأربعين قصيدة. وفي عام 1939م سافر إلى مصر لمواصلة دراسة العلوم الشرعية في الجامع الأزهر، ليعود إلى بغداد وإلى مهنتهِ في المسجد ملتزماً بالإمامة والخطابة في جامع الخلفاء ولقد شغل منصب الإمام والخطيب في مساجد بغداد فعين خطيباً في جامع عطا وإماماً في مسجد الحاج نعمان الباجه جي، ثم نقل إلى جامع الوصي (الحرية حالياً) في محلة العيواضية عام 1949م، وبعدها نقل إلى مسجد أمين خليل الباجه جي عام 1953م، ثم نقل إلى جامع كوت الزين في البصرة ثم إلى جامع الكهية في محلة الميدان عام 1957م، ولتدخلهِ في شؤون دائرة الأوقاف فصل من وظيفته عام 1959م، حيث وقع بينهُ وبين مدير الأوقاف العام آنذاك خصام شديد وبقي بعيداً عن دائرة الأوقاف مدة طويلة فتوسط لهُ بعض معارفه وأصدقائه فصدر مرسوم جمهوري بإعادته إلى وظيفتهِ فرفض أن يباشر، وفي عام 1966م انتدب مشرفاً لغوياً في وزارة الاعلام العراقية، فكان يتكلم من دار الإذاعة العراقية ويكتب المقالات الطويلة في الصحف والمجلات العراقية والعربية مما دلّ على طول باعهِ وسعة اطلاعه وثقافتهِ الموسوعية العالية، وكان يحسن عدة لغات أجنبية فهو يجيد اللغة الانكليزية والاسبانية والصينية والتركية والكردية والفارسية وقليلاً من الفرنسية والألمانية والعبرية، ولم يلبث في هذه الوظيفة إلا قليلاً حيث أوفدته الحكومة إلى الصين، لتدريس اللغة العربية في معهد اللغات الأجنبية بمدينة شنغهاي، وبقي في الصين يدرس حتى عام 1969م وأتقن خلالها اللغة الصينية أحسن إتقان، وكتب مسودات لقاموس (عربي – صيني) لم يُسبق إليه، لكن أتلفتهُ مياه البحر في طريق عودته إلى العراق. وكان حريصا على تسجيل خطبهِ التي يلقيها في المسجد كما إن لهُ خطباً باللغة الإنكليزية في مساجد بعض الدول ومنها كوريا واليابان في مدينة طوكيو وما زالت هذهِ الخطب مسجلة عند عائلتهِ في بغداد. من أهم انجازاته. ومن إنجازاته أنه أسس جمعية الخدمات الدينية والاجتماعية في بغداد والتي ترعى اليتامى والمعوزين وكان رئيساً لها، ومن أهداف هذه الجمعية مكافحة المخدرات والمسكرات، وسعى إلى نشر العلم بصورة متطورة فقد درّس في مدارس وزارة المعارف عام 1950م، كما درّس في كلية الإمام الأعظم مادة العروض في الشعر والأدب العربي للفترة من عام 1973م إلى عام 1978م، وكذلك قدّم برامج دينيّة وثقافية في راديو وتلفاز بغداد. وأثرى الصحف العراقية بعشرات المقالات ذات الطابع الخاص ولاسيّما في ما يخص تاريخ بغداد وثقافتها الشعبية والمقام العراقي. كما حاضر في معهد النغم العراقي ونتيجة لجهوده تأسس المركز الاقرائي العراقي للقرآن الكريم عام 1977م في جامع الخلفاء، وكان مديراً لهُ ومارس تدريس علم التجويد والقراءات القرآنية في معهد الفنون الموسيقية في بغداد لعدّة دورات، وأجرى في علم العروض تعديلات ونشرها في كتاب (العروض تهذيبه واعادة تدوينه) ويعد هذا الكتاب من أضخم مؤلفاتهِ، فوضع فيهِ رسم خطة للعروض حيث ان هذه الخطة ترمي إلى تهذيب وتدوين العروض، والغى جمهرة من التعليلات التي لا قيمة لها في الواقع لأوزان الشعر وتفاعيله وذاك أنه قسم التفاعيل البديلة بالنسبة لكل تفعيلة أصيلة، وأوجد نماذج للعروض فالرجز مثلا هو 8 بحور جعلها الحنفي 50 بحرا وأخترع بها أوزان جديدة. ولقد لقي كتاب (العروض تهذيبه واعادة تدوينه) نجاحا في الأوساط الأدبية في العالم حتى ترجم إلى أكثر من لغة، وعن هذا الكتاب قال الدكتور عبد الرزاق محي الدين في كلمة كتبها خلال فترة رئاستهِ للمجمع العلمي العراقي: (الشيخ جلال شخصية أدبية معاصرة موسوعية تعرف عن كل شيء أكثر من شيء، إنه إمام جامع وخطيب جمعة من مكانهِ في الوظيفة ولكنهُ فقيه وأصولي في نظر دارسي الفقه وأصوله، والشيخ جلال في كتابهِ ( العروض تهذيبه واعادة تدوينه ) ضرب من قواعد هذا الفن أكثر من قاعدة وهد أكثر من سارية وخرج على جملة المواصفات ). ويذكر أنه عندما كان مدرساً في معهد الدراسات النغمية درس اللغة العربية وعلم العروض والمقامات ولقد درس في المعهد الكثير من الفنانين وكانوا تلاميذاً عنده ومنهم: أحمد نعمة ومحمود أنور وكاظم الساهر وكذلك كانت إحدى الطالبات مطربة المقام فريدة وسيتا وعلاء مجيد ونصير شمه، بالإضافة إلى طلاب آخرين، (ولقد ذكرهُ الفنان كاظم الساهر في إحدى المناسبات ذاكراً فضله في تعليمهِ اللغة ومخارج الحروف)، بالإضافة إلى إشرافهِ اللغوي على العديد من المذيعين في إذاعة بغداد، كما إن للشيخ جلال الحنفي دراسات كثيرة عن الموسيقى والمقامات العراقية، وقد عقد الندوات الثقافية في بيت المقام العراقي وكان ذو اطلاع واسع على ما يدور في مجالس بغداد الأدبية والثقافية التي كان يتردد عليها. ولقد انجز أكثر من 40 مؤلف في مختلف نواحي الحياة الأدبية والاجتماعية. المركز الاقرائي. أسس الشيخ جلال الحنفي المركز الأقرائي العراقي في بغداد عام 1977 وكان مقرهُ في جامع الخلفاء، واستطاع الحصول على الموافقات الرسمية الأصولية لأجل فتحهِ، وكان من المعاهد التعليمية التي أختصت بتعليم أصول وقواعد التجويد وقراءة القرآن والإلقاء الصوتي حيث يخضع المتقدم على الاشتراك في المركز إلى لجنة خاصة تقوم بالمقابلة والأختبار وأعد الشيخ الحنفي هذهِ اللجنة من عدة أعضاء ومنهم الدكتور مهدي الخالصي (اخصائي في الحنجرة)، وخبير الجوزة إبراهيم شعوبي، والناقد الموسيقي عادل الهاشمي والفنان روحي الخماش بالإضافة إلى الشيخ الحنفي. ومن ضمن المدرسين القارئ ملا عبد الفتاح معروف، وكان المركز ذا دوامين أحدهما صباحي يحضره الطالبات والآخر مسائي يحضرهُ الطلاب، وكان من ضمن طلاب المركز الذين برزوا بعد ذلك: القارئ ضاري العاصي، والقارئ علاء الدين القيسي، والقارئ عبد الرحمن توفيق، وغيرهم كثير. وكان الشيخ وزوجتهِ يقومون بخدمة وتعليم الطلاب مجاناً بلا أجر أو راتب من دائرة الأوقاف، وكانت زوجته أم لبيد تدرس الطالبات، ثم أغلق المركز بعد ذلك بسبب وشاية من بعض الذين يخالفون الحنفي في آرائهِ ومعتقداته. أفكاره وخلافه مع علماء عصره. أختلف الشيخ الحنفي مع الكثير من الأدباء والعلماء في بغداد، وكانت له سجالات ونقاشات حادة تناقلتها الصحف والمجلات، ومنها خصومته مع الشاعر معروف الرصافي الذي نظم قصيدة في وصف الحنفي بأقذع الهجاء يصفه فيها إنه: (النزق والهذر). كما خاصم مشاهير المؤرخين وكبار الباحثين وكان لا يرجع عن رأيه المقتنع فيه، إذ انتقد الدكتور جواد علي، وناقش الدكتور عبد العزيز الدوري، والشيخ عبد الكريم زيدان، والدكتور بديع شريف، ولم يتفق معهم، واختلف مع الدكتور علي الوردي وخاض معه في الجدل العقائدي، وقابل الملك فيصل وسجن في العهد الملكي أكثر من مرة لخلافهِ مع الملك فيصل وسياستهِ. كما أختلف مع الشيخ أحمد الكبيسي وحدثت له معه معركة كلامية نقلتها الصحف العراقية حيث قال الكبيسي إن الجن يتلبس جسد الإنسان فرد عليهِ الحنفي بقوة ووصف رأي الكبيسي بالخرافات. كما كانت لهُ اجتهادات مثيرة للجدل ومنها إنه يكره مصافحتهِ وهو جالس للتدريس، وكان لا يعترف بالمنامات والأحلام ويعتبرها أضغاث أحلام باستثناء الأحلام الخاصة بالأنبياء والفلاسفة، ونهيهِ عن رفع مكبرات الصوت بالآذان في المساجد بحجة إن الناس يعلمون بوقت الصلاة عن طريق الساعات اليدوية والإذاعة والاكتفاء بصوت منخفض داخل المسجد، وكذلك اجتهادهِ في جواز حلق اللحى، وكراهيته لترديد المصلين بصوت عال خلف الإمام بعد قراءة سورة الفاتحة بقولهم (آمين). أولاده. تزوج من امرأة تركمانية عراقية وكان لهُ من الأولاد: لبيد الذي كان يكنى بهِ وواعية وداعية. كتبه ومؤلفاته. أكثر الشيخ الحنفي من التأليف وكان لهُ العديد من المؤلفات المخطوطة والمطبوعة تجاوزت المائة، ومنها: وفاته. توفى في مدينة بغداد فجر يوم الأحد 4 صفر 1427 هجري/5 آذار 2006م، ودفن في مقبرة الشيخ عمر السهروردي الواقعة في جانب الرصافة من بغداد. وكان آخر ما كتبهُ بيديهِ قبل وفاتهِ بساعتين أبيات أربعة من الشعر: فودجا ، هي مدينة إيطالية وعاصمة مقاطعة فودجا بإقليم بوليا جنوبي البلاد، سكانها 153.665 نسمة. مقر لأسقفية فودجا بوفينو وجامعة فودجا، وهي ثالثة كبرى مدن الإقليم، والرابعة والعشرين على الصعيد الوطني. السكان. في سنة 1861 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ نسمة. التاريخ. يرجع أصل اسمها لكلمة "fovea" اللاتينية بمعنى "حفرة". ورغم استطان المنطقة منذ العصر الحجري الحديث ووجود مستعمرة إغريقية اسمها "أرغوس هيبيوم" بالقرب منها، فإن أول وثيقة تدل على وجود المدينة الحديثة تعود للعام 1000 : وحسب الأسطورة، وجد المستوطنون الأوائل وهم فلاحون لوحة تصور السيدة مريم في في مستنقع مشتعلة بثلاثة شعلات (مـُثـّلت في شعار المدينة). كانت المنطقة مستنقعية وغير صحية، جـُففت جزئياً في عهد الكونت النورماني روبيرتو الغويسكاردو، والذي قام بتعزيز نمو المدينة الاقتصادي والاجتماعي. كانت المدينة مقر هنري كونت مونتي سانتانجلو خلال العشرين سنة الأخيرة من القرن الحادي عشر. وبنى غولييلمو الثاني ملك صقلية كاتدرائية هنا في القرن الثاني عشر، وكذلك وسع المدينة. بني فريدريك الثاني قصراً في فودجا عام 1223، غالباً ما أقام فيه. كما كانت مقر بلاطه وجامعته التي ضمت علماء من أمثال الرياضي ميكيلي سكوتو، ولكن لم يبق منها الآن سوى القليل. بني ألفونسو الخامس ملك اراغون فيها قصرا جمركياً عام 1447 لتحصيل الضريبة من مربي الأغنام المحليين، ولكن هذا سبب تراجع الاقتصاد المحلي وتدمير الأرض تدريجياً، التي عادت لتكون مستنقعية مرة أخرى. أصاب فودجا الزلزال في عام 1456، وعاود ضربها أعوام 1534، 1627 و1731، وقد دمـّر الأخير أكثر من ثلث المدينة. روج آل بوربون بعض النمو الاقتصادى بدعم زراعة الحبوب في منطقة كابيتاناتا وإعادة بناء جزء كبير من المدينة. في القرن التاسع عشر، شيدت في فودجا محطة للسكك الحديدية ومعالم عمومية هامة. كما شارك أبناءها أيضاً بالحركة التي قادت للانضمام لإيطاليا في عام 1861. بحلول عام 1865، حدث التحول الحاسم من تقاليد رعي الأغنام لصالح الاقتصاد الزراعي. حُـلـّت المشكلة التاريخية والمتمثلة بقلة الموارد المائية بإنشاء قناة بوليا عام 1924، وكانت فودجا آنذاك بالفعل محوراً هاماً بين شمال إيطاليا وجنوبها. و هو الدور الذي دفع الحلفاء لقصفها خلال الحرب العالمية الثانية، ولا سيما في 22 يوليو و19 أغسطس 1943، فتحولت إلى ركام. وفي الأول من أكتوبر استولى الحلفاء على فودجا، جاعلين إيـّاها معقلاً لهجومهم البطيء نحو شمال شبه الجزيرة. وفي عامي 1959 و2006، استلمت فودجا على التوالي، الميدالية الذهبية المدنية والعسكرية تثميناً لدورها في الحرب العالمية الثانية. الاقتصاد. رغم تراجع أهميته نسبياً عما كان سابقاً، يظل القطاع الزراعي دعامة اقتصاد فودجا الأساسية، لدرجة أن منطقتها لـُقبت بمخرن قمح إيطاليا. معظم الصناعات القليلة المتواجدة مكرسة في التجهيز الغذائي، كما أن الحرف اليدوية نشطة ومتطورة. بيروجيا مدينة في أواسط إيطاليا عاصمة إقليم أومبريا ومقاطعة بيرودجا مطلة على نهر التيفيري يبلغ عدد قاطنيها 164.782 ساكن. تبعد 170 كم شمال روما. تأسست جامعتها عام 1307 م. أشهر المدن لدراسة اللغة الإيطالية لجميع الجنسيات حيث تستقبل أعداد هائلة سنويا خصوصا في أشهر الصيف وفي شهر يناير من كل عام. و يمكن الوصول اليها من روما أو ميلانو أو أي مدينة أخرى بواسطة القطار أو الباصات حيث يوجد بها محطة حافلات ومحطة قطارات كبيرة نوعا ما وتنطلق منها يوميا رحلات متوجهة لجميع المدن دون استثناء. بيرودجا مركز فني مهم وسط إيطاليا. ينسب إليها الرسام الشهير "بييترو فانوتشي" لذا يلقب "بيرودجينو" أي ابن بيرودجا الذي زينت مجموعة جميلة من جدارياته صالة Sala del Cambio المحلية ؛ ثمانية من صوره يتباهى بها في الصالة أومبريا الوطنية المعارض. وبيرودجينو كان معلم رفائيل أهم فناني عصر النهضة، وقد أنتج في بيرودجا خمسة لوحات (اليوم لم تعد في المدينة) وجدارية واحدة، وهنالك رسام شهير آخر عاش في بيروجا هو بينتوريكيو. أشهر مبانيها صممها المعماري الشهير غالياتسو اليسي. السكان. في سنة 1861 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2018 لـ نسمة. التاريخ. بيرودجا كانت مستوطنة الأمبيريون وأول مرة ذكرت في التاريخ المكتوب باسم بيروسيا "Perusia"، كواحدة من اثني عشر مدينة تشكل اتحاد مدن أتروريا من قبل المؤرخ الروماني كوينتوس فابيوس بيكتور واستعمل نفس الاسم بعد ذلك المؤرخ الروماني ليفي عندما تحدث عن الحملة التي قامت بها فابيوس ماكسيموس روليانوس ضد اتحاد الأتروسكان عام 310 ق.م. في ذلك الوقت اتفق على ثلاثين سنة من الهدنة ؛ ولكن في 295 بيروسيا شاركت في ثالث الحرب السامنيتية الثالثة بين الرومان والسامنيت وخسرت، ثم سعت للسلام في العام التالي مع أريتسو. في عامي 216 ق.م و 205 ق.م ساعدت روما في الحرب بونيقية ثانية ولم تذكر بعد ذلك حتى حوالي 40 ق.م حيث لجأ إليها لوسيوس أنتونيوس شقيق مارك أنطونيو، واحتلها أوكتافيان بعد حصار طويل، وقتل أعضاء مجلس شيوخها. وتم العثور على كتل من الرصاص كانت تقذق بالمجنيق في المنطقة المحيطة بالمدينة. وقد أحرقت المدينة باستثناء من معبدي هيرا وفولكان. لكنها لم تصبح مستعمرة حتى 253 م عندما تمت إعادة التوطين تحت اسم "Colonia Vibia Augusta Perusia"، في عهد الإمبراطور تريبونيانوس غالوس. بالكاد كانت تذكر إلا من قبل الجغرافيين، إلى أن كانت المدينة الوحيدة في أومبريا التي صمدت في وجه توتيلا ملك القوط الشرقيين الذي استولى عليها سنة 547 بعد حصار طويل وبعد إجلاء الحامية البيزنطية على ما يبدو. بدأ مطران المدينة هيركولانوس المفاوضات مع القوات المحاصرة، باعتباره ممثلا لسكان المدينة. يقال أن توتيلا أمر بسلخ جلد المطران وقطع عنقه. فأصبح فيما بعد القديس المدينة. في الفترة اللومباردية كانت بيرودجا إحدى المدن توشا. في القرن التاسع آلت إلى الباباوات بموافقة شارلمان ولويس الورع، ولكن بحلول القرن الحادي عشر أصبحت بلدية حرة، واحتفظت المدينة على استقلالها لعدة قرون، متحاربة الكثير الأراضي المجاورة ومدن - فولينيو وأسيزي وسبوليتو وتودي وسيينا وأريتسو وغيرها. في عام 1186 منح هنري السادس الأمير آنذاك والإمبراطور مستقبلاً الاعتراف الدبلوماسي حكومة المدينة القنصلية ؛ البابا إنوسنتيوس الثالث الذي كان هدفه الرئيسي إعطاء كرامة الدولة لمناطق نفوذه مقيماً مقاطعة تراث القديس بطرس ("Patrimonium Sancti Petri")، واعترف بصحة بيان الامبراطوري الثابتة واعترف الممؤسسات المدنية بها والممارسات المدنية التي لها قوة القانون. ساليرنو ("Salerno")، مدينة إيطالية، عاصمة مقاطعة ساليرنو جنوبي البلاد، وهي ثانية مدن إقليم كامبانيا سكاناً، حيث يبلغ عدد قاطنيها 140.580 ساكن. اشتهرت بمدرستها الطبية التي كانت أول وأهم معهد طبي في أوروبا بداية القرون الوسطى (القرن التاسع) ويعتبرها الكثير من رائدات الجامعات الحديثة، وكذالك بإوائها الملك إيطاليا عام 1943 م، بعد هروبه من روما في الحرب العالمية الثانية إثر مفاوضات السلام مع الحلفاء وأسس بها ما عرف بحكومة الجنوب عملية إنزال ساليرنو الشهيرة، يعتمد اقتصادها على السياحة، السكان. في سنة 1861 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ نسمة. الجغرافيا. تقع مدينة ساليرنو على خليج ساليرنو بالبحر التيراني، بين الساحل الأمالفي (غرب) وسهل بايستوم (جنوب)، حيث يفتح وادي إرنو نحو البحر، وتبعد 57 كم جنوب شرق مدينة نابولي. الأراضي البلدية من الناحية جبلية متنوعة للغاية، بدءاً من مستوى سطح البحر حتى تصل إلى ارتفاع 953 متر في جبل ستيلا. يتركز السكان على طول الساحل وتمتد إلى الداخل حتى التلال الخلفية. يخترق المدينة نهر إرنو وربما قد استمد منه اسم المدينة. التاريخ. الفترة الرومانية وما قبلها. يُعتقد أن أراضي ساليرنو قد أُهلت منذ ما قبل التاريخ، غير أن إيرنا التي لعلها تمثل أولى الشواهد عن وجود مستوطنة أُسكي-أترورية مؤرخة لحوالي القرن السادس قبل الميلاد، وأُقيمت على نهر إيرنو ليس بعيدة كثيراً عن الساحل حيث يوجد اليوم حي فراتي. مثلت هذه البؤرة الأولى موقعاً إستراتيجياً هاماً لطرق تجارة الإتروسكان مع مستعمرتي بوسيدونيا وإليا الإغريقيتين القريبتين. في القرن الخامس قبل الميلاد، مع تراجع الأتروسكان عن جنوب إيطاليا إثر هزيمتهم في معركة كوما، احتل السمنيتيون المدينة ودخلوا في علاقات تجارية مع المدن الإغريقية. عام 197 ق.م تأسست على الساحل مستعمرة سالرنوم الرومانية. توسعت المدينة في عهد الإمبراطور ديوكلتيانوس وصارت المركز الإداري لمقاطعة لوكانيا وبروزيو. توأمة. لساليرنو اتفاقيات توأمة مع كل من: فيرارا أو فِرَّارَة ، مدينة إيطالية بإقليم إميليا رومانيا وعاصمة مقاطعة فيرارا، عدد سكانها 133.214 نسمة. تبعد 50 كم شمال شرق بولونيا، واقعةً على بو دي فولانو وهو رافد لنهر بو الواقع على بعد 5 كيلومترات إلى الشمال. يعود هيكل المدينة الحضري إلى القرن الرابع عشر، إبان حكم عائلة إستي : جعلها تصميم بيادجو روسيتي أول مدينة الحديثة في أوروبا، مزدانة بالشوارع الواسعة والعديد من القصور، وهو السبب الرئيسي للاعتراف بها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي حسب اليونسكو. وبالإضافة إلى ذلك، فيرارا هي إحدى 4 عواصم مقاطعات (مع بيرغامو وغروسيتو ولوكا)، التي لا يزال مركزها التاريخي محاطاً بالكامل بالأسوار، التي ظلت على حالها أقرب إلى مظهرها الأصلي على مر القرون. حصل تجديد للنشاط الصناعي في العصر الحديث. فيرارا على خط السكك الحديدية الرئيسي من بولونيا إلى بادوفا والبندقية، وله فروع لأماكن أخرى مثل رافينا. السكان. في سنة 1861 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ نسمة. التاريخ. أصل فيرارا غير مؤكد ؛ ومن غير المحتمل أنها تحتل موقع ساحة ألييني الرومانية القديمة كما يفترض بعض. ويرجح أن سكاناً لاغونيون من مصب نهر بو استوطنوها ؛ أنشأت أول بؤرتين استطانيتين، الأولى قريبة من الكاتدرائية والأخرى "castrum bizantino" التي أصبحت منطقة سان بيترو، على الضفة المقابلة حيث تصب قناة كافو بينيدتينو في فولانو أحد أفرع نهر بو. ظهر اسم فيرارا لأول مرة في وثيقة لملك اللومباديين أستولفو عام 754 بوصفها مدينة تشكل جزءا من إكسرخسية رافينا البيزنطية. رهن ديسيديريوس (آخر ملوك اللومباديين) دوقية فيرارا ("ducatus ferrariae") عام 757 إلى البابا ستيفانوس الثاني. بعد عام 984 كانت إقطاعية لتيدالدو كونت مودينا وكانوسا وابن شقيق الإمبراطور أوتو الأول. أعلنت نفسها بعد ذلك مستقلة، وفي سنة 1101 استولت عليها الكونتيسة ماتيلدي بعد حصارها. وسيطر عليها أساسا في هذه الفترة عدة عائلات كبيرة من بينها عائلة أديلاردي. في عام 1146 توفي غولييلمو الثاني أديلاردي آخر حكام آل أديلاردي، وذهبت فيرارا مهراً لابنة أخيه الماركيزيلا لأتسولينو إستي. بعد بعض المنازعات مع عائلة سالينغويرا سمي أتسو السابع إستي بودستا مدى الحياة عام 1242 ؛ وقد أسَر إتسيلينو الثالث دا رومانو حاكم فيرونا في معركة في عام 1259. واستخلفه حفيده أوبيتسو الثاني (1264-1293) وقد جعله أهل المدينة سيداً دائم. ومن الآن فصاعدا استقر آل إستي في فيرارا، وفي سنة 1289 أختير أيضا سيدا لمودينا وبعد عام واحد كان سيدا لريدجو. استقبل نيكولو الثالث (1393-1441) العديد من البابوات بفخامة عظيمة، وخاصة البابا يوجينيوس الرابع الذي عقد مجلسا هنا عام 1438. استلم ابنه بورسو لقب دوق على إقطاعتي مودينا ولريدجو الإمبراطوريتين من قِبل الإمبراطور فريدريك الثالث في عام 1452 (السنة التي ولد فيها هنا جيرولامو سافونارولا)، وفي عام 1471 جعله البابا بولس الثاني دوقا لفيرارا. أقام إركولي الأول (1471-1505) حرباً على البندقية وزاد عظمة المدينة. و في عهد إركولي الأول أحد أهم رعاة الفنون في إيطاليا أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر بعد آل ميديشي، ونمت فيرارا مركزاً ثقافياً اشتهر خصوصاً بالموسيقى. جاء الموسيقيون إلى فيرارا من كافة أنحاء أوروبا وخاصةً فرنسا وفلاندر، وقد عمل جوسكوين ديس بريز للدوق إركولي الأول فترة من الزمن (منتجا "Missa Hercules dux Ferrariæ" التي كتبها له) ؛ وجاء ياكوب أوبريشت إلى فيرارا مرتين (و مات أثناء تفشي الطاعون فيها سنة 1505) ؛ وأنطوان بروميل الذي اعتبر الموسيقي الرئيسي من عام 1505. ألفونسو الأول ابن إركولي هو أيضا راعي مهم ؛ تفضيله الآلات الموسيقية جعل فيرارا مركزاً مهما للتركيب آلة العود. و تزوج ألفونسو من النبيلة لوكريسيا بورجا الشهيرة، وواصل الحرب ضد البندقية بنجاح. في عام 1509 حرمه البابا يوليوس الثاني كنسيا، وهزم الجيش البابوي مدافعاً عن رافينا في عام 1512. و سقط غاستون فوا في المعركة التي دعم فيها ألفونسو. تمكن من إقامة صلح مع البابوات اللاحقين. وكان راعيا للشاعر لودوفيكو أريوستو من عام 1518 فصاعدا. ابنه إركولي الثاني تزوج الأميرة ريناتا فالوا أورليان ابنة لويس الثاني عشر ملك فرنسا ؛ وقام أيضا بتزيين فيرارا خلال حكمه (1534-1559). ابنه ألفونسو الثاني تزوج من لوكريسيا ابنة كوزيمو الأول غراندوق توسكانا وثم بربارا شقيقة الإمبراطور ماكسيميليان الثاني وأخيرا مارغريتا غونزاغا ابنة دوق مانتوفا. وقد أوصل مجد فيرارا إلى ذروته، وكان راعياً لتوركواتو تاسو وجوفاني باتيستا غواريني وتشيزري كريمونيني مكملاً مسيرة أمراء عائلته من قبله في رعاية الفنون والعلوم. لم يكن لديه وريث شرعي ذكر، وفي عام 1597 أعلن البابا كليمنت الثامن فيرارا إقطاعية شاغرة، كما هو الحال في كوماكيو. في عهد ألفونسو الثاني تطورت فيرارا أكثر كمدرسة موسيقية مرموقة، لا ينافسها في إيطاليا إلا مدينة البندقية القريبة ومراكز الموسيقى التقليدية مثل روما وفلورنسا وميلانو. مثـّل لودزاسكو لودزاسكي ولودوفيكو أغوستيني ولاحقا كارلو جزوالدو طليعة الموسيقيين هناك والذين لحنوا لأوهب المغنين، بما في ذلك فرقة "concerto di donne" المكونة من ثلاثة مغنيات موهوبات : لاورا بيفيرارا وأنا غواريني وليفيا داركو. أشاد فينشينسو غاليلي بأعمل لودزاسكي والذي تعلم على يديه جيرولامو فريسكوبالدي. وأتى الزوار ليسمعوا الأعمال المدهشة لموسيقيي إستي، توقفت معظم أنشطتهم في 1598 مع زوال حكم آل إستي. شيد البابا بولس الخامس حصناً في موقع قلعة تسمى "قلعة تيدالدو" في الزاوية الجنوبية الغربية للمدينة. ظلت المدينة جزءاً من دول الكنيسة، واحتلت حامية نمساوية الحصن من عام 1832 حتى عام 1859، عندما أصبحت جزءاً من مملكة إيطاليا الموحدة. شهدت المدينة قتالا عنيفا في أواخر الحرب العالمية الثانية انتهى باستيلاء قوات الحلفاء عليها. ريميني . مدينة إيطالية بإقليم إميليا رومانيا وعاصمة مقاطعة ريميني، يبلغ عدد سكانها 138.148 نسمة. تعد هنا الملاحة وصيد الأسماك صناعات تقليدية. تشكل مع ريتشوني وكاتوليكا وجهة سياحة بحرية في غاية الأهمية إيطالياً وأوروبياً عموماً (خاصة السياح القادمين من ألمانيا وفي السنوات الأخيرة من شرق أوروبا). ثروات ريميني السياحية بدأت في القرن التاسع عشر. السكان. في سنة 1861 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ نسمة. الجغرافيا. تقع ريميني في منطقة سهلية على ساحل البحر الأدرياتي في الجزء الجنوبي الشرقي من إقليم إميليا رومانيا. وبها نهران : أوزا وماريكيا، الذي ينسب له اسم هذا الجزء من المقاطعة (فالماريكيا، الجزء الآخر يسمى فالكونكا، نسبة لمسار مائي آخر). تم تعديل مسار نهر ماريكيا قبل سنوات للتخلص من الفيضانات الدورية. تم استصلاح الجزء الأخير من النهر بالكامل : كان مستنقعاً (حتى داخل المدينة) هو الآن حديقة خضراء شاسعة تعبرها مسارات للدراجات الهوائية، وزُودت بمساحات لعب للأطفال وبحيرة اصطناعية، في حين تم الإبقاء على المصب مغموراً حتى وإن كان على شكل قناة "عمياء" بطول حوالي 500 م، ليستمر مرفأ المدينة القنالي في الحياة. و هي أقرب المدن الإيطالية إلى جمهورية سان مارينو، التي يربطها بها طريق سريع أُنشأ بتمويل أمريكي بعد الحرب العالمية الثانية فوق الطريق القديمة. يتمثل الساحل بشاطئ طويل جداً، وحيث المياه ضحلة مما جعله مناسباً للسياحة البحرية. التاريخ. التاريخ القديم. عاش الإنسان البدائي منذ 800000 عام في المنطقة الساحلية بقِدَم تلة كوفينيانو. أسس الرومان مستعمرة أريمينوم "Ariminum" في عام 268 ق.م عند مصب نهر أريمينوس (يعرف حاليا باسم ماريكيا)، في منطقة سكنها سابقاً الإتروسكان والأومبريين والإغريق والغال. اعتبرت حصناً ضد الغزو الغالي وكذلك نقطة انطلاق للاستيلاء على وادي بو. كانت ريميني نقطة تقاطع طرق تتصل بوسط إيطاليا (طريق فلامينيا) وشمال إيطاليا (طريق إميليا المؤدي إلى بياشنسا وطريق بوبيليا) كما أنفتحت تجارياً عبر البحر والنهر. أخذها الغال في القرن السادس قبل الميلاد ؛ وبعد هزيمتهم الأخيرة (283 ق.م)، عادت للأومبريين وأصبحت مستعمرة لاتينية عام 263 ق.م، ساعدت الرومان كثيراً خلال حروب الغالية المتأخرة. شاركت المدينة في الحروب الأهلية ولكنها ظلت وفية للحزب الأكثر شعبية وقادته، أولا لغايوس ماريوس ثم ليوليوس قيصر. بعد اجتياز الروبيكوني وجه هذا الأخير نداءه الأسطوري إلى الجحافل في ساحة ريمينى الرومانية. استرعت ريميني اهتمام العديد من الأباطرة، خصوصاً أوغسطس الذي عمل الكثير للمدينة وهادريان، وعاشت فترة عظيمة من تاريخها، مجسدةً في تشييد معالم مرموقة مثل قوس أوغسطس وجسر تيبيريو والمدرج، وقد بَنَت غالا بلاسيديا كنيسة سانتو ستيفانو. شهد العالم الروماني أزمة مدمـّرة تسببت فيها الحروب والغزوات، وساهمت فيها أيضا قصور قادة الإمبراطورية والكنائس الأولى، رمز انتشار المسيحية والتي عقدت في مجلساً هاماً لها في ريميني عام 359. العصور الوسطى. باستيلاء القوط الشرقيين بقيادة ثيودوريك العظيم على ريميني سنة 493 أُحكم الحصار على أودواكر في رافينا فاضطر إلى الإذعان. أخذت ريميني واستـُعيدت مرات عديدة خلال الحرب القوطية. في جوارها صدّ الجنرال البيزنطي نارسيس هجوم الألامانيين عام 553. تحت الهيمنة البيزنطية انتمت ريميني إلى البينتابولس جزءاً من إكسرخسية رافينا. عام 728 بسط ليوتبراند ملك اللومبارديين سيطرته عليها مع العديد من المدن الأخرى، بيد أنها عادت إلى البيزنطيين حوالي عام 735. أعطاها الملك بيبين القصير للدولة البابوية، ولكنّها أثناء حروب البابوات والمدن الإيطالية ضد الأباطرة، صفت إلى جانب الأباطرة. عانت ريميني في القرن الثالث عشر من النزاعات بين عائلتي غامباكاري أنسيديي. صارت المدينة بلدية في القرن الرابع عشر، وبأوامر دينية بنيت العديد من الأديرة والكنائس، موفرةً عملاً لكثير من الفنانين المشهورين. وفي الواقع ألهم الفنان جوتو دي بوندوني مدرسة ريميني في القرن الرابع عشر والتي كانت تعبيراً عن اختمار ثقافي أصلي. بزرعت عائلة مالاتيستا في الصراعات بين فصائل البلدية من خلال مالاتيستا دا فيروكيو، والذي سـُميَ بودستا على المدينة عام 1239. ورغم بعض التقطعات أمسكت عائلته بالسلطة حتى عام 1528. وفي عام 1312 خلفه مالاتيستا الثاني أول سيد ("signore") للمدينة، وشقيقه باندولفو الأول سمـّاه الإمبراطور لويس البافاري نائب إمبراطورياً في منطقة رومانيا الإيطالية. عُورِضَ فيرانتينو ابن مالاتيستا الثاني (1335) من قِبَل ابن عمه رامبيرتو ومن قبل الكاردينال بيرتاندو دل بودجيتو (1331) مندوب البابا يوحنا الثاني والعشرين. كان مالاتيستا الثالث (1363) أيضا سيد بيزارو. وقد خلفه مالاتيستا الرابع أونغارو (1373)، وغاليوتو الأول عم السابق (1385) وكان أيضاً حاكم فانو (من 1340)، ثم بيزارو وتشيزينا (1378). و كان ابنه كارلو الأول مالاتيستا أحد أكثر الكوندوتييريين المحترمين في زمنه، وقد وسـّع الممتلكات الريمينية حتى لومبارديا وجَـدّد الميناء. مات كارلو دون ذرية في سنة 1429، فانقسمت السيادة إلى ثلاثة أجزاء، وذهبت ريميني إلى غاليوتو روبيرتو الذي عجز تماما عن أداء هذا الدور. فحاول الفرع البيزاري من آل مالاتيستا استغلال ضعفه للاستيلاء على المدينة، ولكن سيجيسموندو باندولفو مالاتيستا ابن أخ كارلو تدخل لإنقاذها والذي كان آنذاك في الرابعة عشرة من عمره. اعتزل غاليوتو في الدير وتحصـّل سيجيسموندو على حكم ريميني. و كان سيجيسموندو باندولفو أشهر سـادة ريميني. في سنة 1433 أقام الإمبراطور سيغيسموند في المدينة وكان لبعض الوقت القائد الأعلى للجيوش البابوية. لطالما تصرف الجنرال الماهر ككوندوتييرو لحساب الدول أخرى لكسب المال لتزيينها (كما كان شاعراً). وقد أعاد بناء كاتدرئية تيمبيو مالاتيستيانو الشهيرة بإشراف ليوني باتيستا ألبيرتي. ولكن بعد صعود البابا بيوس الثاني اضطر للقتال باستمرار من أجل استقلال المدينة. وفي سنة 1463 اضطر للخضوع لبيوس الثاني الذي ترك له ريميني وأكثر قليلا ؛ ابنه روبيرتو مالاتيستا (1482) كاد أن يخسر دولته في عهد البابا بولس الثاني، ولكنـّه في ظِـل البابا سيكتوس الرابع صار قائد الجيش البابوي ضد قوات فرديناندو الأول ملك نابولي، وانتصر عليهم في معركة كامبومورتو (1482). فقد ابنه باندولفو الرابع (1500) ريميني لصالح تشيزري بورجا، ثم تركها تسقط بيد البندقية (1503-1509)، ولكن البابا يوليوس الثاني استعادها وضمها إلى الدولة البابوية. بعد وفاة البابا لاون العاشر، عاد باندولفو لعدة أشهر، وحكم مع ابنه سيجيسموندو. طرده البابا هدريانوس السادس مرة أخرى وأعطى ريمينى إلى دوق أوربينو نائب البابا في منطقة رومانيا الإيطالية. وفي عام 1527 تمكن سيجيسموندو من استعادة المدينة، ولكن في العام التالي تلاشت سيادة آل مالاتيستا إلى الأبد. العصر الحديث. صارت ريميني بداية القرن السادس عشر مدينة ثانوية في الدولة بابوية، بحكومة محلية يقودها مندوب بابوي ("Legatus Pontificius"). قبل نهاية القرن السادس عشر أعيد تصميم ساحة البلدية (ساحة كافور) حتى بلغ حدها موقع مسرح بوليتي الذي بُـنِـيَ لاحقاً. وفي سنة 1614 وُضِـع تمثال البابا بولس الخامس بمنتصف الساحة بجوار النافورة. و أيضاً في القرن السادس عشر، خضعت الساحة الكبرى (تعرف الآن بساحة الشهداء الثلاثة تكريماً لثلاثة مدنيين شنقهم النازيون المتقهقرون في نهاية الحرب العالمية الثانية) لتغييرات مختلفة، والتي أقيمت فيها أسواق وبطولات. وقد بُـنِـيَ على سبيل المثال : معبد صغير كـُرس للقديس أنطونيو دي بادوفا، وبرج الساعة مُعطِياً الساحة شكلها وحجمها الحاليين. حتى القرن الثامن عشر، خـَرّبَت المدينة اجتياحات الجيوش والزلازل والمجاعات والفيضانات وهجمات القراصنة. في هذه الحالة الكئيبة وبسبب انهاك الاقتصاد المحلي، أخذ صيد الأسماك أهمية كبرى، ويشهد على هذه الحقيقة تشييد المباني الوظيفية مثل سوق السمك والمنارة. في سنة 1797، تأثرت ريميني كما بقية منطقة رومانيا بمرور القوات الفرنسية وأصبحت جزءاً من الجمهورية الألبية. قمعت الحكومة النابليونية النظام الرّهباني، وصادرت ممتلكاتهم وبالتالي تبديد تراث كبير، وهدم العديد من الكنائس بما في ذلك كاتدرائية سانتا كولومبا القديمة. في الثلاثين من آذار مارس سنة 1815 وجّه جواكينو مورات خطابه إلى الشعب الإيطالي من ريميني، محرضاً إيّهم على الوحدة والاستقلال. في سنة 1845 دخلت المدينةَ زمرة ُمغامرين بقيادة ريبورتي وأعلنت دستوراً ما لبث أن أُلغي. واتحدت ريميني ومنطقة رومانيا بمملكة إيطاليا الموحدة عام 1860. تعطينا القصور التي بنيت على طول شارع أوغوستو فكرةً عن المدينة في القرن التاسع عشر وخاصة المسرح، الذي صممه لويجي بوليتي ناجحاً في ترجمة طموحات الطبقات الحاكمة في شكل تقليدي حديث. بيد أن أكبر عنصر ثوري للمدينة كان تأسيس أول مؤسسة اصطياف ومنتجع في سنة 1843، شـُيّد لاستضافة المناسبات الاجتماعية ذات الأبهة، وأصبح رمزاً لسياحة ريميني. في غضون بضع سنوات، خضعت المارينا لقدر كبير من بناء مما جعل ريميني 'مدينة الفيلات الصغيرة'. في بداية القرن العشرين، بُـنِـيَ الغراند أوتيل، أول مرافق الإقامة المهمة بالمدينة، بالقرب من الشاطئ، وسرعان ما أصبح شعار لنوع جديد من السياحة. مزّق القصف الثقيل المدينة خلال الحرب العالمية الثانية ولمرورها أمام وعلى طول ما عُرف بالخط القوطي ولكن بعد التحرير في يوم 21 سبتمبر ايلول 1944، بدأت عملية إعادة إعمار كبيرة، أدت إلى ازدهار كبير في اقتصاد المدينة السياحي والذي خلق واقعاً حضارياً جديداً. أقيمت مسابقة بطولة مستر أولمبيا في ريميني سنة 1989. بسكارا ، مدينة في وسط إيطاليا على البحر الأدرياتي ضمن إقليم أبروتسو وهي عاصمة مقاطعة بسكارا سكانها 122.363 نسمة. يقسم نهر بسكارا المدينة إلى قسمين. أعيد توحيدها في عام 1926 بالإتحاد بين جانب بسكارا وهو شطر المدينة جنوب نهر بسكارا (من جهة مقاطعة كييتي)، وجانب كاستيلاماري أدرياتيكو وهو شطر المدينة شمال نهر بسكارا (من جهة مقاطعة تيرامو) في مدينة واحدة وهي بسكارا الحالية. الشاعر غابرييلي دانونسيو الذي ولد هنا كانت الراعي الرئيسي لإنشاء المدينة الجديدة. السكان. في سنة 1861 بلغ عدد السكان نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ نسمة. التاريخ. سبقت أصول بسكارا الغزو الروماني. وكان اسم كل من المدينة القديمة والنهر أتيرنوم "Aternum" : وكانت مرتبطة مع روما من خلال طريق كلاوديا فاليريا وطريق تيبورتينا. المبنى الرئيسي كان المعبد جوفيس أتيرنيوم "Jovis Aternium". وكانت المدينة ميناء هاما للتجارة مع المقاطعات الشرقية من الامبراطورية. في القرون الوسطى دمرها اللومبارديون (عام 597). وفي تلك المناسبة اتهم أسقف المدينة سيتيوس (القديس بسكارا الحالي) بالتآخي مع النصارى اليونانيين (حيث كان اللومبارديون أريانيين)، وألقي به من الجسر الرخامي وعنقه مربوطة إلى حجر. في عام 1095 كانت بسكارا مدينة غنية مع مجموعة هامة من المعالم والكنائس. عام 1140 استولى عليها روجر الثاني ملك صقلية، مما أدى فيما بعد إلى دمارها على يد جيوش اجتاحت مملكة صقلية، وقد ذكر اسم بيسكاريا "Piscaria" ("غنية بالسمك") لأول مرة في هذه الفترة. بعد ذلك حكم بسكارا عدة سادة، من ضمنهم راينالدو أورسيني ولودوفيكو سافويا وفرانشيسكو دل بورغو النائب الملك لاديسلاس، الذي بنى القلعة والبرج. كان الحكام اللاحقين هم آل دافالوس. في عام 1424 مات هنا الكوندوتييرو الشهير موزيو أتيندولو. والمغامر الأخر جاكومو كالدوري استولى على المدينة بين عامي 1435 و1439. في السنوات التالية تعرضت بسكارا لاعتداءات متكررة من قبل البنادقة، ولاحقا كانت جزءا من مملكة نابولي الإسبانية، وتحولت إلى قلعة ضخمة. في عام 1566 حاصرتها 105 سفن شراعية عثمانية. فقاومت بشراسة ولم يفلح العثمانيون في اقتحامها. و في بداية القرن الثامن عشر كان سكان بسكارا حوالي 3،000 نسمة نصفهم يعيشون في جانب كاستيلاماري. في عام 1707 هاجمتها القوات النمساوية تحت قيادة دوق واليس : وقاومت المدينة بقيادة جوفاني جيرولامو الثاني أكوافيفا لمدة شهرين قبل استسلامها. كانت بسكارا دائما جزءا من مملكة نابولي، بصرف النظر عن العمر القصير لجمهورية نابولي (1798-1799). لذا هاجم المدينة جوزيبي برونيو الموالي لآل بوربون. سقطت بسكارا عام 1800 في يد القوات الفرنسية، فأصبحت جزءا هاما من معاقل الجيش في عهد جوزيف بونابرت. كاستيلاماري وقد بلغ سكانها الآن 3،000 نسمة، أصبحت بلدية منفصلة. في عام 1814، انتفضت كاربونيريا بسكارا على جواكينو مورات.و هناك في 15 مايو 1815، وقع الملك على واحد من أول دساتير الإحياء الإيطالي. في السنوات التالية أصبحت بسكارا رمزا لعودة آل بوربون العنيفة لأن بها أحد أعتى سجون بوربون. بعد الفيضانات المدمرة في عام 1853، حرر مساعد جوزيبي غاريبالدي وهو كليمنتي دي تشيزاريس بسكارا في عام 1860. بعد سبع سنوات فككت القلعة. في السنوات التالية أصبحت بسكارا أكبر مدينة إقليم أبروتسو. المدينة الجديدة تلقى ضربة موجعة خلال الحرب العالمية الثانية وأعيد بناؤها على نطاق واسع، وأصبحت واحدة من "أحدث" مدن في إيطاليا. تم تجديد منزل الشاعر غابرييلي دانونسيو خلال الثلاثينات من القرن العشرين، وأصبح الآن مفتوحا للجمهور. جيمس نوكس بوك (2 نوفمبر 1795 - 15 يونيو 1849) هو الرئيس الحادي عشر للولايات المتحدة (1845-1849). ولد بوك في مقاطعة مكلنبورغ في ولاية كارولينا الشمالية. وعاش لاحقا في ولاية تينيسي ومثلها نيابيا. كان بوك ديمقراطيا وكان الرئيس الثالث عشر لمجلس النواب (1835-1839) – وهو الرئيس الوحيد الذي شغل منصب رئيس مجلس النواب وأول اثنين (الآخر كان أندرو جونسون) تولى منصب حاكم ولاية تينيسي (1839 -41). كان بولك المرشح المفاجأة (الحصان الأسود) للرئاسة في عام 1844، وهزم هنري كلاي من حزب اليمين المنافس وذلك بأن وعد بضم جمهورية تكساس. كان بولك زعيم الديمقراطية الجاكسونية خلال نظام الطرف الثاني. غالبا ما يعتبر بولك آخر رئيس قوي قبل الحرب الأهلية، وذلك بعد أن وفي خلال السنوات الأربع قضاها في منصبه كل الأهداف والوعود الرئيسية في السياسة الداخلية والخارجية والتي وعد بها خلال حملته الانتخابية وإدارته. عندما رفضت المكسيك عملية ضم الولايات المتحدة لتكساس (التي اعتبرتها المكسيك جزء من أراضيها رغم أنها فقدتها في ثورة عام 1836)، قاد بولك الأمة لنصر كاسح في الحرب المكسيكية الأمريكية، والتي انتهت بتنازل المكسيك عن مساحة كبيرة والتي تشكل الآن جنوب غرب الولايات المتحدة. كما عمل على خفض معدلات الرسوم الجمركية باستبدال "تعرفة بلاك" بتعرفة ووكر في عام 1846، والتي أرضت ولايات الجنوب التي لا تعتمد على الصناعة وذلك بتقليل التكلفة على السلع المستوردة والمحلية. كما هدد بالحرب مع المملكة المتحدة حول قضية ملكية أرض أوريغون، تم التوصل إلى تسوية قامت بموجبها بريطانيا ببيع جزء من الأرض والتي أصبحت إقليم أوريغون. بالإضافة إلى ذلك، فقد قام ببناء نظام خزانة مستقل والذي استمر حتى عام 1913، وأشرف على افتتاح الأكاديمية البحرية الأمريكية ومعهد سميثسونيان، ووضع حجر الأساس لنصب واشنطن، وإصدار أول طابع بريد في الولايات المتحدة. تعهد بوك في حملته أن يبقى لفترة رئاسية واحدة فقط، ووفى بوعده وغادر البيت الأبيض وعاد إلى تينيسي في مارس 1849. وتوفي بسبب الكوليرا بعد ثلاثة أشهر. يصنفه الباحثون في موقع إيجابي على قوائم أعظم الرؤساء لمقدرته على تشجيع العامة لجميع البنود في جدوله الرئاسي، كما نال الدعم على هذه البنود وتمكن من تحقيقها. بداية حياته. وُلد جيمس نوكس بوك في 2 نوفمبر 1795 في كوخ خشبي في بينفيل، كارولاينا الشمالية. وهو أكبر أخ من بين 10 إخوة وسط عائلة من المزارعين. سمته أمه جين بهذا الاسم تيمنًا بوالدها جيمس نوكس. كان والده، صموئيل بوك، مزارعًا، ومالكًا للعبيد، ومسّاحًا من أصول اسكتلندية أيرلندية. هاجرت عائلة بوك إلى أمريكا في أواخر العقد 1600 واستوطنوا الشاطئ الشرقي لماريلاند في البداية ثم انتقلوا لاحقًا إلى بنسلفانيا الجنوبية الوسطى، ومن ثم إلى بلدة كارولاينا هيل. كانت كلٌ من عائلة نوكس وعائلة بوك تتبع مذهب المشيخية. رغم أن والدة بوك كانت تخلص في اتباعها المشيخية، رفض والده مذهب المشيخية الدوغمائية، وكان جده إيزكيل بوك ربوبيًا. رفض والد جيمس أن يعلن إيمانه بالمسيحية في معمودية ابنه، ورفض الكاهن أن يعمّد جيمس وهو صغير. ورغم ذلك أصرت والدة جيمس على «فرض أرثوذوكسيتها المتحجرة على جيمس، وغرس الصفات الكالفينية فيه مثل انضباط النفس، والعمل الدؤوب، والورع، والفردية، وإدراك نواقص طبيعة الإنسان» على حد قول جيمس راولي في مقالة موسوعة السير الأمريكية الوطنية. في عام 1803 قاد إيزكيل بوك أربعة من أولاده الكبار وعائلاتهم للعيش في منطقة نهر داك فيما يعرف حاليًا بمقاطعة ماوري في تينيسي، وتبعهم صموئيل بوك وعائلته في عام 1806. هيمنت عشيرة بوك على الساحة السياسية في مقاطعة ماوري وفي مدينة كولومبيا الجديدة. أصبح صموئيل قاضيًا في المقاطعة، وزاره الرئيس أندرو جاكسون الذي كان قاضيًا بالفعل وعضوًا في الكونغرس. تعلم جيمس السياسة من النقاشات السياسية على مائدة الغداء. كان كلٌ من صموئيل وجيمس مؤيدًا للرئيس توماس جيفرسون بشدة ومعارضًا للحزب الفيدرالي. عانى بوك من الهزال في فترة طفولته مما شكّل أمامه عائقًا في مجتمع الغرب الأمريكي القديم. أحضره والده إلى طبيب فيلاديلفيا البارز، فيليب سينغ فيزيك، لعلاج الحصوات المثانية. توقفت الرحلة إلى الطبيب عندما أُصيب بوك بألم شديد، وتكفل الطبيب إفرايم مكدويل من دانفيل، كنتاكي بإزالة الحصوات جراحيًا. كان البراندي المخدر الوحيد المتاح في ذلك الوقت. ورغم ذلك تمت الجراحة بنجاح، ولكن من المحتمل أنها أصابت جيمس بالعجز أو بالعقم، إذ أنه لم ينجب على الإطلاق. وتحسنت حالته بسرعة واستعاد قوته. ثم عرض عليه والده عملًا في إحدى أعماله، ولكنه كان يرغب في التعلم، والتحق بالأكاديمية المشيخية في عام 1813. ثم صار عضوًا في كنيسة صهيون بالقرب من منزله عام 1813، والتحق بأكاديمية كنيسة صهيون. وبعدها التحق بأكاديمية برادلي في مورفريسبورو حيث أثبت تفوقه العلمي. وفي يناير 1816 التحق بوك بجامعة كارولاينا الشمالية في تشابيل هيل بصفته طالبًا في السنة الثانية، الفصل الثاني. كانت عائلة بوك على صلة ببعض أفراد الجامعة التي كانت حينها مدرسة صغيرة تسع 80 طالبًا فقط، إذ كان صموئيل وكيل أرض الجامعة في تينيسي وكان ابن عمه ويليام بوك وصيًا عليها. كان ويليام دن موزلي (أول حاكم لولاية فلوريدا) زميلًا لبوك في سكنه. انضم بوك إلى جمعية النقاش في الجامعة حيث شارك في المناظرات، وتعلم فن الخطابة، ثم صار رئيسًا لتلك الجمعية. وفي إحدى خطاباته حذر بوك من أن بعض الزعماء الأمريكيين يمدحون مثاليات الحكم الملكي، وخص بالذكر ألكساندر هاميلتون؛ أحد خصوم جيفرسون. تخرج بوك بمرتبة الشرف في مايو 1818. عاد بوك بعد تخرجه إلى ناشفيل، تينيسي لدراسة القانون تحت إشراف محامي الادعاء المشهور، فيليكس غراندي، الذي صار أول مرشدًا له. وفي 20 سبتمبر 1819 انتُخب بوك ليكون كاتب مجلس شيوخ تينيسي. وفي عام 1821 اُنتخب كاتبًا من جديد دون أن يواجه أي معارضة واحتفظ بمنصبه حتى عام 1822. وفي يونيو 1820 حصل بوك على رخصة مزاولة المحاماة في تينيسي. دافع بوك في أول قضية يتولاها عن أبيه ضد دعوى هجوم جماعية، ونجح في تأمين إطلاق سراحه مقابل غرامة قدرها دولار واحد. ثم افتتح مكتب محاماة في مقاطعة ماوري وصار محاميًا ناجحًا بفضل عدد الدعاوي القضائية الهائل إزاء الكساد الاقتصادي في عام 1819. قدمت مهنة القانون الدعم المالي لمسيرة بوك السياسية. انجازاته. اثناء حملته انتخابيه وعد بتوسيع الولايات المتحدة غربا وضم أقليم أوريغون لانهاء نزاع الحدودي مع بريطانيا. وبعد فوزه في انتخابات الرئاسيه ضم تكساس إلى اتحاد في 1845 . ضغط بولك بريطانيا لحل نزاع الحدودي على أوريغون حيث كان اقليم أوريغون منذ عام 1818 تحت احتلال مشترك من بريطانيين والأمريكيين. أرد بوك ضم أوريغون كلها حيث كان أقليم أوريغون يشمل أوريغون وواشنطن وكولومبيا البريطانية وأيداهو وأجزاء من مونتانا ووايومنغ .. انتهى النزاع بين بلدين بتوقيع معاهدة أوريغون في واشنطن دي سي عام 1846 . والتي نصت معاهدة على ضم اقليم أوريغون كلها للولايات المتحدة باستثناء جزيرة فانكوفر .رفضت المكسيك انضمام تكساس إلى الاتحاد الأمريكي ورفضت دفع تعويضات للمواطنين الأمريكيين . أعلن الكونغرس الأمريكي الحرب على المكسيك عام 1846 بينما المكسيك اعلنت الحرب في 23 مايو. استمرت الحرب حتى عام 1848 وذلك بعد ان استولى الجنرال وينفليد سكوت وقواته مكسيكو سيتي .وقعت المكسيك معاهدة جوادالوبي هيدالجو بموجب تنازل المكسيك عن كاليفورنيا ونيومكسيكو ونيفادا ويوتا وأريزونا وجزء من أراضي كولورادو ووايومنغ مقابل 15 مليون دولار. تعتبر الحرب الأمريكية المكسيكية من أهم انجازات بولك والذي نجح في توسيع البلاد إلى المحيط الهادي رغم انتقاد الحزب اليميني ومكافحيين الرق لسياسته التوسعيه. ومن انجازات الرئيس بولك أنشاء نظام الخزانة المستقله والغى عقوبة الإعدام وهو من وضع حجر الأساس لنصب واشنطن التذكاري . أراد أيضا شراء كوبا من الإسبان بقيمة 100 مليون دولار . لكن إسبانيا رفضت بسبب تزايد ارباح الإسبان في كوبا. توفي جيمس بولك 15 يونيو بسبب اصابته بمرض كوليرا وذلك بعد ثلاثة أشهر من انتهى فترة رئاسته ودفن في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي 1849. مصادر. http://www.whitehouse.gov/about/presidents/jamespolk فودكا هو مشروب كحولي شائع، تتكون الفودكا من الماء وكحول الإيثانول بشكل أساسي، مع القليل من النكهات. ويتم إنتاجه في بعض الدول عن طريق تقطير ناتج تخمير الحبوب أو البطاطا. يعتقد أن الاسم فودكا مرتبط بالكلمة السلوفاكية فودا (فودا, вода) والتي تعني الماء، وعادة ماتشرب الفودكا في فصل الشتاء لمنحها الدفى لشاربها. تستهلك الفودكا بشكل كبير في دول أوروبا الشرقية والدول الإسكندنافية، ويتراوح محتوى الفودكا من الكحول ما بين 35 إلى 50 بالمئة من الحجم. تشرب الفودكا عادة دون أن تخفف بالماء أو الثلج، وقد تستخدم في تحضير عدد من الكوكتيلات مثل مارتيني الفودكا، والكوزموبوليتان، والبلودي ماري، والموسكو ميول وغيرها. لمحة تاريخية. عرفت شعوب شمال ووسط وشرق أوروبا الفودكا منذ قرون، وجاء ذكرها في العديد من مخطوطات القرون الوسطى رغم أن المصادر لا تزال غير دقيقة في تحديد بداية ظهورها الفعلية. ورد ذكر كلمة "فودكا" لأول مرة في وثائق الحكومة المحلية البولندية التي تعود لعام 1405، وكان المصطلح يشير حينئذٍ إلى المركبات الكيميائية مثل الأدوية ومستحضرات التجميل، وظهرت التسمية في القواميس الروسية لأول مرة في منتصف القرن التاسع عشر. استخدمت الفوكا في البداية كدواء، وكانت تحتوي على نسبة أقل من الكحول لا تتعدى 14٪ قبل اختراع آلات التقطير في القرن الثامن التي سمحت بزيادة نقاء المشروبات الكحولية ورفع نسبة ما تحتويه من كحول. ظهرت الفودكا لأول مرة في روسيا في نهايات القرن الرابع عشر، وبالتحديد في عام 1386 حين جلب سفراء جنوة إلى موسكو نوعًا من الشراب المصنوع من تقطير العنب وقدموه للدوق الأكبر ديمتري دونسكوي أمير موسكو، ومن ثم قام راهب يدعى إيزيدور من دير تشودوف في الكرملين بموسكو بصنع أول فودكا روسية. كان المشروب في ذلك الوقت باهظ الثمن وتحتكر الدولة صناعته، وفي عام 1863 ألغت حكومة روسيا القيصرية احتكارها لإنتاج الفودكا واكتفت بفرض الضرائب على منتجيها فانخفض ثمنها وأصبحت مشروبًا شعبيًا متاحًا حتى لمنخفضي الدخل من المواطنين، حتى أنها شكلت في عام 1911 حوالي 89٪ من إجمالي المشروبات الكحولية التي تستهلك في روسيا. أصبحت الضرائب على الفودكا مصدرًا أساسيًا للتمويل الحكومي في روسيا القيصرية، إذ ساهمت في بعض الأحيان بما يصل إلى 40٪ من دخل الدولة. الإنتاج. يمكن صناعة الفودكا من تقطير أي مادة نباتية غنية بالنشا أو السكر. تنتج معظم الفودكا اليوم من الحبوب مثل الذرة أو الذرة أو الشيلم أو القمح، وتعتبر أفضلها بوجه عام هي الفودكا المصنعة من الشيلم، والقمح. أفضل بشكل عام. كما تصنع بعض أنواع الفودكا من مواد نباتية أخرى مثل البطاطس، ودبس السكر، وفول الصويا، والعنب، والأرز، وبنجر السكر، وأحيانًا من النواتج الثانوية لتكرير الزيوت النباتية. النكهات. لا تحتوي الفودكا التقليدية على أية منكهات إضافية، إلا أن الكثير من مصانع تقطير الفودكا التجارية الصغيرة في شمال أوروبا قد اتجهت لإنتاج أنواعًا من الفودكا بنكهات مثل الفلفل الأحمر، والزنجبيل، والفانيليا، والشوكولاتة الغير محلاة، والقرفة، ونكهات الفواكه المختلفة. يتوفر في السويد أربعون نوعًا شائعًا من الفودكا بنكهات الأعشاب، كما تحظى الفودكا بنكهة العسل والفلفل بشعبية كبيرة أيضًا في روسيا. التأثير على الصحة العامة. تعتبر الفودكا من أكثر المشروبات الكحولية ضررًا بالصحة العامة في العالم، حيث تصل أعداد الوفيات الناجمة عن الإفراط في تناول الفوكا إلى مئات الآلاف سنويًا في روسيا وحدها. في الطهي. تضاف الفودكا في بعض وصفات الطهي مثل بعض أطباق المأكولات البحرية، أو كعك الجبن، وتدخل ضمن مكونات صلصة الفودكا التي ازدادت شعبيتها في سبعينيات القرن العشرين، وتستخدم في بعض وصفات المعكرونة والتي تحتوي على صلصة الطماطم، والقشدة، والفودكا، كما يمكن استخدام الفودكا بدلًا من الماء في وصفات بعض أنواع المخبوزات. طالع أيضا. راكيا محمد عبد الحليم عبد الله (1913 - 1970)، هو مؤلف وأديب روائي مصري، ولد في 3 فبراير 1913 بقرية كفر بولين مركز كوم حمادة محافظة البحيرة. أصبح أحد رموز الرواية في الأدب العربي الحديث، ومن أكثر الذين تحولت أعمالهم الأدبية إلى أفلام سينمائية بسبب ما تميز به من ثراء في الأحداث والشخصيات والبيئة المحيطة بها... وهي الخصائص التي ميزت أعماله عن سائر الروائيين من جيله. مثل مسلسل لقيطة عن روايته بنفس الاسم وكذلك مسلسل شجرة اللبلاب عن روايته بالاسم نفسه وكذلك مسلسل للزمن بقية، وفيلم الليلة الموعودة وفيلم غصن الزيتون. حياته. تخرج في مدرسة "دار العلوم العليا" عام 1937. نُشِرت أول قصة له وهو ما يزال طالبًا في عام 1933، وعمل بعد تخرجه محررًا بمجلة "مجمع اللغة العربية" حتى أصبح رئيسا لتحرير مجلة المجمع، واشتهر بوصفه واحدًا من أفضل كتاب الرواية المعاصرين. توفي بتاريخ 30 يونيو 1970. أُنشِئت مكتبة أدبية باسمه في قريته كفر بولين التابعة لكوم حمادة بمحافظة البحيرة، وأُقيم متحف بجوار ضريحه في قريته، وأبرز ما يوجد في المتحف المخطوطة الأولى لقصته "غرام حائر". مؤلفاته. كما كتب العديد من القصص القصيرة. ترجم العديد من أعماله إلى اللغات الفارسية، والإنجليزية، والفرنسية، الإيطالية، والصينية، والألمانية، كما تحولت معظم رواياته إلي أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية. من أشهر النقاد الذين تناولوا أعماله الأستاذ الدكتور حلمي محمد القاعود في كتابه "الغروب المستحيل". الجوائز التي حصل عليها. حصل محمد عبد الحليم عبد الله على عدة جوائز أهمها: الجوت أو الجوتة، هو نبات ينمو في المناطق الاستوائية، يتم زراعته أساسا بغرض الحصول على أليافه الطويلة، الناعمة واللامعة، التي تأخد نفس الاسم (ألياف الجوت). يمكن غزل هذه الألياف في خيوط خشنة وقوية، واستخدامها في صناعة عدد من المنتجات، كالحبال والأحذية والحقائب والأقمشة الخشنة التي تستعمل عبوات نسيجية لتعبئة المحاصيل الزراعية كالأكياس، وتستخدم في صناعة السجاد والموكيت. تنتج ألياف الجوت انطلاقا من نوع خاص من النباتات المزهرة يدعى الملوخية (جوت توسا، الذي ينتمي للعائلة  الخبازية. "الجوت" بصفة عامة هو اسم النبات أو الألياف المستخدمة في صناعة قماش الخيش أو القنب. عندما تبلغ الشجرة عمر سنتين تقريبًا، وتصل إلى طول مناسب، تُقطع وتُجرد من الأوراق، وتؤخذ الأغصان وتوضع تحت الماء وتطمر بالطين (الطمي)، ثم بعد قرابة العشرين يومًا تستخرج لتمر لعملية عزل الألياف. الجوت هو أحد أكثر الألياف الطبيعية وفرة، ويأتي في المرتبة الثانية بعد القطن من حيث الكمية المنتجة والاستخدامات المتنوعة. تتكون ألياف الجوت بشكل أساسي من السليلوز والليغنين. يندرج الجوت ضمن فئة ألياف اللحاء (الألياف التي يتم جمعها من لحاء النباتات) جنبا إلى جنب مع أنسجة جلجل، القنب، والكتان، الرامي وغيرها. تمتاز ألياف الجوت عن غيرها باللمعان ونعومة السطح، إلا أنها تفقد لمعانها بالتخزين. والجوت سريع العطب في الجو الرطب بسبب نمو البكتيريا والعفن، ويحتفظ الجوت في الأحوال العادية بمقدار 14 % من الرطوبة. يذوب الجوت في الأحماض والقلويات ويكون أكثر ذوبانًا في الأحماض. يعرف الجوت في مجال الصناعة باسم "الجوت الخام". يتراوح لون ألياف الجوت بين الأبيض الباهت والبني، وتأتي بأطوال مختلفة تتراوح بين 1 متر و4 أمتار (3 إلى 13 قدم). بسبب لونها وقيمتها النقدية العالية، يُطلق على الجوت أحيانا اسم  "الألياف الذهبية". الزراعة. يحتاج نبات الجوت إلى تربة طميية منبسطة وإلى المياه بشكل مستمر. يوفر مناخ الرياح الموسمية المناخ الملائم لزراعة الجوت (الحار والرطب) خلال موسم الرياح. تتطلب زراعة الجوت كذلك توفر درجات حرارة تتراوح بين 20 و40 درجة مئوية (68 و104 درجة فهرنهايت) ورطوبة بنسبة 70 إلى 80 في المائة . تتطلب زراعة الجوت توفر من 5 إلى 8 سنتمتر (2 إلى 3 بوصات) من الأمطار أسبوعيا، وأكثر من ذلك خلال وقت البذر. المياه اليسيرة ضرورية لإنتاج الجوت. الجوت الأبيض (الجوتية الكبسولية). تشير الوثائق التاريخية (بما في ذلك وثيقة عين أكبري التي كتبها أبو الفضل بن مبارك سنة 1590) إلى أن فقراء الهند كانوا يرتدون ملابس مصنوعة من هذا الجوت. استخدم النساجون حينها عجلات غزل يدوية بسيطة وأنوال يدوية إضافة إلى خيوط قطنية مغزولة. يشير المؤرخون أيضا إلى أن الهنود، وخاصة البنغال، استخدموا الحبال والخيوط المصنوعة من الجوت الأبيض خلال العصور القديمة لأغراض منزلية وغيرها. كما استخدم كذلك في حمل ونقل الحبوب أو المنتجات الزراعية الأخرى. جوت توسا (الملوخية). يشمل جوت توسا (الملوخية) مجموعة متنوعة من الجوت، يعتقد أن موطنها الأصلي هو جنوب آسيا. يستخدم البعض أوراق هذا الجوت كعنصر ضمن طبق هلام خضري يسمى "الملوخية". يشتهر في بعض البلدان العربية مثل مصر والأردن وسوريا سواء كحساء أو كطبق رئيسي مع اللحم  والأرز أو العدس. يذكر سفر أيوب (الفصل 30، الآية 4)، في نسخة الملك جيمس للكتاب العبري عشب الطعام هذا باسم "الملوخية، الشئ الذي أدى إلى تسميتها بملوخية اليهود. في بنغلاديش ودول أخرى في جنوب شرق آسيا وجنوب المحيط الهادئ يستخدم الجوت الأبيض أساسا بغرض الاستغادة من أليافه. حيث تعد هذه الأخيرة حريرية وأكثر نعومة وأقوى من الجوت الأبيض. إضافة إلى ذلك فمناخ دلتا نهر الغانج هو مناسب تماما لهذا النوع النباتي. إلى جانب الجوت الأبيض، تمت زراعة جوت توسا أيضا في تربة البنغال حيث عُرف باسم "بات" منذ بداية القرن التاسع عشر. على مستوى الإنتاج، تعد بنغلاديش أكبر منتج في العالم للجوت من صنف توسا. تاريخ. تاريخيا استخدام الجوت في صناعة المنسوجات خلال حضارة وادي السند منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد. في العصور القديمة الكلاسيكية، كتب المؤرخ الروماني بليني الأكبر أن نباتات الجوت كانت تستخدم كغذاء خلال حقبة مصر القديمة. ربما تمت زراعته أيضا من قبل يهود الشرق الأدنى، مما أعطى للنبات اسمه (ملوخية اليهود). لعدة قرون، كان الجوت جزءا لا يتجزأ من ثقافة شرق البنغال وبعض أجزاء غرب البنغال، على وجه التحديد في جنوب غرب بنغلاديش. باستعمارهم للمنطقة، بدأ البريطانيون تجارة الجوت خلال القرن السابع عشر. في عهد الإمبراطورية البريطانية، استخدم الجوت يستخدم أيضا في كل مايتعلق بالجيش. حيث ازدادت بارونات الجوت البريطانيون ثراء بفضل انخراطهم في معالجة الجوت وبيع المنتجات المصنعة انطلاقا منه. أنشأ دوندي للجوت وشركة الهند الشرقية البريطانية عددا من مصانع الجوت في البنغال. بحلول سنة 1895 سرعان ما تجاوزت صناعات الجوت في البنغال تجارة الجوت الاسكتلندية. هاجر العديد من الاسكتلنديين إلى البنغال لإنشاء مصانع الجوت هناك. صدر إنطلاقا من البنغال أكثر من مليار كيس (مصنوع من الجوت) لتعبئة الرمل لايتخدامها الخنادق خلال الحرب العالمية الأولى وأيضا إلى جنوب الولايات المتحدة لتعبئة القطن. تم استخدامه أيضا في مجالات أخرى مثل صيد الأسماك، البناء، الفن وصناعات الأسلحة. في البداية ونظرا لقوامه، لم يكن ممكنا معالجته إلا بالطريقة اليدوية، حتى اكتشف شخص ما في دوندي أن معالجته بزيت الحوت جعله قابلا للمعالجة بالطريقة الآليًا. ازدهرت صناعة الجوت طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر (لدرجة أصبحت معها مهنة "حائك الجوت" مهنة تجارية معترف بها في الإحصاء السكاني للمملكة المتحدة لسنة 1900)، ولكن هذه التجارة سرعان ما توقفت إلى حد كبير بحلول سنة 1970 تقريبا بسبب ظهور الألياف الاصطناعية. بوصول سنوات القرن الحادي والعشرين، عاد الجوت مرة أخرى ليصبح محصولا تصديريا مهما في جميع أنحاء العالم، وخاصة في بنغلاديش. الإنتاج. تأتي ألياف الجوت من الساق واللحاء الخارجي (الجلد) لنبتة الجوت. يتم استخلاص الألياف أولا عن طريق التنقيع. تتم عملية التنقيع عن طريق تجميع سيقان الجوت معا وغمرها في مياه تجري ببطيء. هناك نوعان من التنقيع: نقع الساق واللحاء. بعد عملية التنقيع، يبدأ التجريد؛  عادة ما تقوم النساء والأطفال بهذه الوظيفة. أثناء عملية التجريد هذه، يتم كشط المادة غير الليفية والتخلص منها، ومن تم التعمق والتقاط الألياف من داخل ساق الجوت. يعتمد محصول الجوت بشكل أساسي على الأمطار، ويتميز بحاجة أقل للأسمدة أو مبيدات الآفات، على عكس زراعة القطن. يتركز الإنتاج في الغالب في بنغلاديش، وكذا الهند في ولايات آسام وبيهار والبنغال الغربية. بشكل عام، تعد الهند أكبر منتج للجوت في العالم، مع ذلك فقد استوردت ما يقرب من 162000 طن من الألياف الخام و 175000 طن من منتجات الجوت في سنة 2011.تستورد الهند وباكستان والصين كميات كبيرة من ألياف الجوت ومنتجاتها من بنغلاديش شأنها في ذلك شأن المملكة المتحدة واليابان والولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وساحل العاج وألمانيا والبرازيل التي تقوم بنفس الشئ. الاستخدامات. تدخل ألياف الجوت في صناعة مجموعة من المنتوجات، بما فيها صناعة الخيوط والحبال والحصير. من خلال مزجه مع السكر، تبرز إمكانية استخدام ألياف الجوت لبناء ألواح الطائرات. يزداد بشكل مستمر الطلب على الجوت بسبب رخص أليافه ونعومتها وطولها وبريقها وتكذا اتساقها. يُطلق علي الأكياس المصنوعة من هذه الألياف اسم الياف "الأكياس الورقية البنية" نظرا لكونها أيضا المنتج الأكثر استخدامًا في صناعة أكياس الخيش لتخزين الأرز والقمح والحبوب وما إلى ذلك، كما تدعى أيضًا باسم "الألياف الذهبية" نظرا لطبيعتها اللامعة. الألياف. تستخدم الحصائر المصنوعة من ألياف الجوت خلال المراحل الأولى لزراعة النباتات لمنع التعرية التي يمكن أن تتم بفعل الفيضانات. حيث تعد مطلوبة في هذا المجال بسبب كونها ألياف طبيعية وقابلة للتحلل بخلاف الالياف الصناعية الأخرى. بفضل تعدد مجالات استعماله، يعظ الجوت ثاني أهم الألياف النباتية بعد القطن. يستخدم الجوت بشكل أساسي في صناعة القماش لتغليف رزم القطن الخام، وكذا صنع الأكياس والقماش الخشن. يستخدم نسيج ألياف الجوت أيضا في الستائر وأغطية الكراسي والسجاد وبسط المنطقة وأيضا لدعم الأرضيات المشمعة. في الوقت الذي يتم فيه استبدال الجوت بمواد اصطناعية في عدد من هذه الاستخدامات السالف ذكرها، تستفيد بعض منها من طبيعة الجوت القابلة للتحلل الحيوي، حيث تكون المواد الاصطناعية غير مناسبة. ومن جملة هذه الاستخدامات نجد مثلا حاويات شتلات الأشجار، والتي يمكن زراعتها مباشرة مع الحاوية دون الإضرار بالجذور، وأيضا لترميم الأرض ومنع انجراف التربة والبذور حيث يمنع استخدام قماش الجوت حدوث التعرية أثناء إنشاء الغطاء النباتي الطبيعي دون الإضرار بخصوبة التربة أو التنوع الإيكولوجي. تستخدم ألياف الجوت بمفردها أو ممزوجة مع أنواع أخرى من الألياف لصنع الالخيوط الملفوفة والحبال. تُستخدم أعقاب الجوت، وهي الأطراف الخشنة للنبات، في صناعة قماش غير مكلف. في المقابل، يمكن فصل خيوط الجوت الدقيقة جدًا وتحويلها إلى حرير مقلد. نظرا لإمكانية استخدام ألياف الجوت أيضا في صناعة اللب والورق، ومع تزايد القلق بشأن التأثير المدمر لعجينة الخشب المستخدمة في صناعة معظم الورق على الغابات، فقد تزداد أهمية الجوت لاستخدامه في هذا الغرض. يتمتع الجوت بتاريخ طويل من الاستخدام في صناعة الأكياس، والسجاد، وأقمشة التغليف (حزم القطن)، وصناعة النسيج الإنشائي. تم استخدام الجوت في آلات النسيج التقليدية كألياف نسج تحتوي على السليلوز (الألياف النباتية) واللجنين (ألياف الخشب). ولكن، الاختراق الرئيسي جاء عندما بدأت صناعات السيارات واللب والورق والأثاث وكذا المفروشات في استخدام نبات الجوت والألياف المرتبطة به كمادة أساسية في منتجاتها ومركباتها، لتصنيع الأقمشة غير المنسوجة والأنسجة التقنية ومركبات أخرى مختلفة. لذلك، نجد أن تطبيقات الجوت تتجه شيئا فشيئا من مجرد استخدامه كألياف نسيجية إلى استخدامات أحدث في المنتجات التي تستخدم فيها ألياف الخشب. يمكن القول أن استخدامات الجوث كألياف نسيج قد وصلت إلى ذروتها ولا يوجد أمل في التقدم، ولكن من جهة أخرى ونظرا لأن الجوت هو أيضا من ألياف الخشب فله العديد من الميزات الواعدة. يستخدم الجوت في صناعة عدد من الأقمشة، مثل قماش الخيش، والسكريم، والقماش المسند للسجاد، والكنفاس. يستخدم يستخدم قماش الخيش الخفيف المصنوع من الجوت في صناعة الأكياس، الحقائب، الأغلفة، أغطية الجدران والمفروشات المنزلية. أما نسيج السكريم، المصنوع من ألياف الجوت الثقيلة فيتم استخدامه أساسا في الأرضيات. تُستخدم الأكياس المصنوعة من الجوت كبديل صديق للبيئة لاستبدال الأكياس البلاستيكية. استخدام الجوت ضمن المنسوجات منزلية له العديد من المزايا، حيث يمكن استخدامه كبديل للقطن أو ممزوج معه. تتميز ألياف الجوت بالقوة والمتانة والوزن الخفيف في نفس الوقت. كما تتمتاز أيضا بخاصية الحماية ضد الأشعة فوق البنفسجية وعزل الصوت والحرارة إضافة إلى التوصيل الحراري المنخفض والخصائص المضادة للكهرباء الساكنة، وهو ما أهلها لتكون خيارا مناسبا لاستعمالها ضمن ديكور المنازل. أيضا، الأقمشة المصنوعة من ألياف الجوت محايدة لثاني أكسيد الكربون وقابلة للتحلل بشكل طبيعي. هذه الخصائص هي أيضا سبب إمكانية استخدام الجوت في المنسوجات التقنية عالية الأداء. علاوة على ذلك، يمكن زراعة الجوت في ضرف 4 إلى 6 أشهر والحصول على كمية ضخمة من السليلوز من عصيدة الجوت (اللب الخشبي الداخلي) التي يمكنها تلبية معظم الاحتياجات التي تتطلبها صناعات الخشب في العالم. وبالتالي، فإن الجوت هي الألياف الأكثر ملاءمة للبيئة بدءا من استخداماتها الخام وصولا لإمكانية إعادة تدوير الألياف منتهية الصلاحية أكثر من مرة.يستخدم الجوت أيضًا في صنع بدلات غيلي، والتي تستخدم للتمويه وتشبه العشب أو الأجمة. هناك منتج آخر من تستخدم فيه ألياف الجوت تكسية الأرضية، التي تعتبر من بين أكثر السلع شعبية في القطاع الزراعي. تأتي هذه الكسوة عبارة عن نسيج خفيف مصنوع من الألياف الطبيعية المكونة من الجوت، يشيع استخدمه في الزراعة بهدف التحكم في تآكل التربة وحماية البذور من الانجراف ومكافحة الأعشاب الضارة إضافة إلى العديد من الاستخدامات الأخرى. يمكن استخدام مواد التكسية الأرضية لأكثر من سنة، حيث أن التكسية الأرضية المصنوعة من الجوت تعد قابلة للتحلل الحيوي وتحافظ على برودة الأرض، بل إنها قادرة على جعل الأرض أكثر خصوبة. كطعام. تستخدم أوراق نبات جوت توسا أو الملوخية في صنع طبق الملوخية، التي ينظر إليه أحيانا على أنه الطبق الوطني المصري، ولكنه يستهلك أيضا في مناطق أخرى مثل قبرص ودول الشرق الأوسط. أوراق هذا النوع من الجوت هي أيضا أحد مكونات اليخنة المطبوخة عادة مع لحم الضأن أو الدجاج. في نيجيريا، يتم تحضير أوراق نبات جوت توسا ضمن حساء لزج يسمى "إيويدو" يضم مكونات أخرى مثل البطاطا الحلوة والأسماك الصغيرة المجففة أو الجمبري. حيث تُفرك الأوراق حتى تصبح رغوية أو لزجة قبل إضافتها إلى الحساء. تسمي اليوروبا هذه الأوراق باسم إيويدو، في حين تسمى في الشمال النيجيري الناطق بلغة الهوسا، باسم "تورغونووا" أو "لالو". لتحضير هذا الطبق تقطع أوراق الجوت إلى قطع صغيرة وتضاف إلى الحساء، والذي يحتوي بدره على مكونات أخرى مثل اللحم أو السمك والفلفل والبصل والتوابل. في لوغبارا الواقعة في شمال غرب أوغندا، هناك طبق مماثل يدعى باسم حساء "بالا بي". الجوت هو أيضا طوطم مقدس عند عشيرة الأييفو اللوغبارا. في الفلبين، وخاصة في المناطق التي يسيطر عليها "اللوكانو"، يمكن خلط أوراق الجوت باعتبارها من الخضار (معروفة محليًا باسم "سالويتو")، إما مع القرع المر، أو براعم الخيزران، أو اللوف، أو في بعض الأحيان جميعها. في هذ الحالة تكون ذات قوام لزج وزلق. استخدامات أخرى. يمكن استخدام المنتجات الثانوية المتنوعة المستخرجة من نبات الجوت في مستحضرات التجميل والطب والدهانات وغيرها من المنتجات. المنيب هو أحد الأحياء الواقعة في جنوب الجيزة وقد جاء اسمه من شخص من الأثرياء كان يقطنه ويمتلك قصرا به.ويسمى بوابة الصعيد حيث يبدأ عنده طريق الصعيد، وتعد منطقة المنيب من أكبر مناطق حي جنوب الجيزة وأكثرها ازدحاما واستقبالا للمهاجرين من أرياف مصر إلى القاهرة ويمر بها الطريق الدائرى وتقسم المنيب من الداخل إلى ثلاثة شوارع طوليه وهم طريق الكونيسة وشارع جمال عبد الناصر وشارع المدبح وعرضيا شارع 6 أكتوبر"أبوزارع " والانوار والفخرانى والجامع والمدرسة وأهم شوارعها شارع جمال عبد الناصر وأهم المناطق هي: • سلم المترو ويمثلها خمس شوارع رئيسية: وتقع في شمال غرب المنيب بجوار الدائرى.