الديناصورات أو الدَناصِير ومفردها ديناصور أو دَيْنُصُور: (كلمة معربة للفظ لاتيني مركب، معناه عظاءة مرعبة جدا) هي مجموعة متنوعة من الحيوانات البائدة كانت طيلة 160 مليون سنة هي الفقاريات المهيمنة على سطح الكرة الأرضية، تحديداً منذ أواخر العصر الثلاثي (منذ حوالي 230 مليون سنة) حتى نهاية العصر الطباشيري (منذ حوالي 65.5 مليون سنة). اندثرت معظم أنواع وفصائل الديناصورات خلال حدث انقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني، وقد اعتقد العلماء لفترة طويلة أنها لم تخلف ورائها أي نسب، إلا أن ذلك الافتراض ثبت خطؤه، إذ اكتشف الباحثون في وقت لاحق أن الطيور هي أقرب أنسباء الديناصورات الباقية في العصر الحالي، وذلك من خلال ما ظهر من مستحثات تربط بين الأصنوفين، إذ تبيّن أن جميع الطيور اليوم تتحدر من سلف مشترك تطور من الديناصورات الثيروبودية خلال العصر الجوراسي. كذلك فإن معظم التصنيفات الحديثة تضع الطيور كمجموعة باقية من رتبة الديناصورات. تُعتبر الديناصورات إحدى أكثر مجموعات مملكة الحيوان أشكالاً؛ فسليلتها من الطيور أكثر الفقاريات تنوعًا على وجه البسيطة، إذ يوجد منها ما يفوق 9,000 نوع. استطاع علماء الأحياء القديمة التعرف على ما يزيد عن 500 جنس و1,000 نوع مختلف من الديناصورات غير الطيرية، واليوم يمكن العثور على أشكال مختلفة من الديناصورات في جميع قارات العالم، سواء أكانت حية ممثلة بالطيور، أم نافقة تُعرّف بواسطة مستحثاتها. كان عدد من الديناصورات عاشبًا وكان بعضها الآخر لاحمًا، وكذلك سارت أنواع منها على قائمتيها الخلفيتين، فيما سارت أنواع أخرى على أربع قوائم، واستطاع بعضها أن يتنقل باستخدام الطريقتين. طوّرت العديد من الديناصورات غير الطيرية امتدادات خارجية لهيكلها العظمي شكلت لها درعًا جسديًا أو طوقًا عظميًا أو قرونًا، وقد حققت بعض الفصائل شهرة عالمية لغرابة شكلها الخارجي كما يتصوره العلماء. سيطرت الديناصورات الطيرية على أجواء الكرة الأرضية منذ انقراض الزواحف المجنحة التي كانت تعدّ منافستها الأساسية والسبب الرئيسي الذي يكبح تطورها. تشتهر الديناصورات بفعل حجم بعض الأنواع الضخمة، الأمر الذي يولد فكرة لدى العامّة مفادها أن جميع هذه الحيوانات كانت عملاقة، إلا أنه في واقع الأمر فإن معظم الديناصورات كانت بحجم الإنسان أو أصغر حتى. يُعرف أن معظم فصائل الديناصورات كانت تبني أعشاشًا لتضع فيها بيضها وتحضنه حتى الفقس. أصبحت الهياكل العظمية للديناصورات المعروضة في المتاحف حول العالم تشكل معالم جذب سياحية مهمة، منذ أن اكتُشف أول أحفور لديناصور في أوائل القرن التاسع عشر، وتحوّلت هذه الحيوانات إلى رمز من رموز الثقافة العالمية والمحلية لبعض البلدان. صُوّرت الديناصورات في الكثير من الروايات والأفلام السينمائية التي حققت نجاحًا كبيرًا ونسبة مبيعات هائلة، مثل سلسلة "الحديقة الجوراسية" (بالإنجليزية: Jurassic Park)، كذلك فإن أي اكتشاف جديد على درجة كبيرة من الأهمية تغطيه وسائل الإعلام المختلفة وتقدمه للجمهور المهتم بهذه الأمور. تأثيل. صِيغَ مُصطلح ديناصوريا رسميًا في سنة 1842 بواسطة عالم الإحاثة الإنجليزي، السير ريتشارد أوين الذي استخدمه للإشارة إلى "القبيلة أو الطبقة المميزة للزواحف السحلية" التي قد مُيزت في إنجلترا وحول العالم. اشتُق المصطلح من الكلمات الإغريقية: "داينوس" (باليونانية: δεινός) بمعنى "عظيم"، "قوي"، أو "مذهل"، و"سوروس" (باليونانية: σαύρα) بمعنى "عظاءة" أو "زاحف". ومع أن الاسم العلمي يُفسر غالبًا بأنه إشارة إلى أسنان الديناصورات ومخالبها وبقية خصائصها المخيفة، فقد قصد أوين أن يُشير به إلى حجم الديناصورات ومهابتها. تُستخدم كلمة "ديناصور" في الإنجليزية العامية أحيانًا للإشارة إلى شيء غير ناجح أو شخصٍ فاشل، مع أن الديناصورات قد سادت في الأرض مائة وستين مليون سنة، وانتشرت سلالات أحفادها الطيور وتنوعت. تُستخدم تسمية "ديناصور" في اللغة العربية إجمالاً للإشارة إلى هذه الحيوانات، وهي لفظ محرّف لكلمة "Dinosaur" الإنجليزية، والبعض يكتبها "دينوصور" كما في اللفظ الفرنسي "Dinosaure". الانتشار والموطن. الانتشار الجغرافي. شهد العالم خلال فترة الحقبة الوسطى التي عاشت أثناءها الديناصورات لمُدة 165 مليون عام الكثير من التغيرات على الكوكب، من أبرزها انجراف مواقع القارات وتغير المناخ الذين أثّرا إلى حد كبير على حياة الديناصورات وبيئاتها. لكن هذه الزواحف قطنت عموماً خلال فترة وُجودها على الأرض القارات السبع جمعاءً بما في ذلك أنتاركتيكا وأستراليا وجميع القارات الأخرى. مع مطلع العصر الثلاثي كانت لا تغطي الأرض سوى قارة واحدة عملاقة اسمها بانجيا، وكان مناخ العالم آنذاك أكثر حرارة بقليل مما هو اليوم، وقد كان لربط القارات هذا أهمية بالغة في إتاحة تنقل الديناصورات وانتشارها بين القارات. كانت أولى الديناصورات الحقيقية المَعروفة هي الإيورابتور والهيريراصور الذين عثرَ على بقاياهما في الأرجنتين في طبقات العصر الثلاثي، ولذلك تعدّ دراسات علمي العلاقات التطورية والجغرافيا الحيوية قارة أمريكا الجنوبية مهد الديناصورات وموطن نشوئها الأول. ونظراً إلى أن كل يابسة الأرض كانت مُتحدة آنذاك في بانجيا، فقد اتسعت مناطق انتشار هذه الزواحف بُسرعة لكي تشمل قارات أمريكا الشمالية وأفريقيا وأوروبا فضلاً عن أمريكا الجنوبية نفسها، وبالرغم من هذا فقد كانت أنواع الديناصورات لا تزال قليلة في ذلك الوقت، ولذا فكان كل نوع منها يَشغل مساحة جغرافية واسعة نسبياً. ويَجعل انتشار الديناصورات الثلاثية الواسع هذا من دراستها وتتبع تنوعها وانتشارها أمراً صعباً. مع مجيء العصر الجوراسي المبكر (200 - 170 مليون سنة خلت) كانت لا تزال قارة بانجيا مُترابطة إلى حد ما، وظلت روابط اليابسة قائمة بين كافة القارات السبع، ولذلك احتفظت الديناصورات والفقاريات الأرضية الأخرى بمُعدل توطنها الفريد الذي كان مُنخفضاً بشكل غير اعتيادي مع اتصال العالم ببعضه. وخلال هذه الفترة (العصر الجوراسي) بدأت الديناصورات تهيمن وتفرض سيطرتها الحقيقية على أشكال الحياة الأرضية، وكذلك زادت أكثر من انتشارها الجغرافي عبر العالم. وخلال هذا العصر قبل 180 مليون سنة تقريباً بدأت قارة بانجيا بالتفكك، مما سبب الكثير من التغيرات الجغرافية والمناخية على الكوكب. فخلال تلك الفترة بدأ جليد القطبين بالذوبان وأخذ مستوى البحر بالارتفاع وبغمر مساحات ضخمة من أراضي الكوكب، وقد زاد هذا بدوره من مُستوى الرطوبة ومن ثم الأمطار، فأصبح المُناخ أكثر اعتدالاً بينما نمت غابات غنية بأشكال الحياة المُتنوعة، وساعدت هذه الظروف البيئية الديناصورات على زيادة أعدادها وهيمنتها. كما أخذت القارات بالتفكك والانعزال عن بعضها سريعاً في هذا الوقت، ففي العصر الجوراسي المتأخر انجرفت أمريكا الشمالية شمالاً مُنفصلة بذلك عن أمريكا الجنوبية، وبذلك شكلت أمريكا الشمالية جنباً إلى جنب مع أوروبا جزءاً من قارة لوراسيا، بينما ظلت الجنوبية مُتحدة مع أنتاركتيكا وشبه القارة الهندية وأستراليا مُشكلين غوندوانا قبل أن تنجرف أستراليا بعيداً مُبتدئة بذلك انعزالها الطويل المُستمر إلى يومنا هذا. ومع هذا التفكك السريع وانعزال أجزاء العالم عن بعضها البعض بدأت الديناصورات تخسر قدرتها على التنقل بين القارات، وبدأت معدلات التوطن عند أنواعها بالارتفاع، بينما أخذت ديناصورات كل قارة تتطور وحدها مُنعزلة عن ديناصورات القارات الأخرى. لا يُوجد أي دليل صريح حتى الآن على حدوث ارتفاع شديد في الحرارة أو تغير ذو قيمة في المناخ خلال العصر الطباشيري، وهو آخر عصور الحقبة الوسطى التي عاشت خلالها الديناصورات. أما بالنسبة للقارات فقد ابتعدت عن بعضها البعض كما لم تبتعد قبلاً سوى مرات قليلة في تاريخ الأرض كله، فقد كانت أنحاء العالم مَعزولة عن بعضها كثيراً وأخذ مُعدل التوطن عند الديناصورات بالارتفاع طوال العصر الطباشيري المتأخر. وخلال هذا العصر قسمت العالم العديد من البحار الضحلة هنا وهناك، ففصل بين غرب أمريكا وشرقها بحر ضحل، وقد كان يَتصل غربها قبل ذلك مع آسيا عبر جسر يابسة قبل أن يَفصل بين نصفي القارة هذا البحر فيُصبح غربها جزيرة معزولة بينما يتحد شرقها مع أوروبا وغرينلاند، أما بقية أراضي العالم الجنوبية فقد تابعت الانجراف مُبتعدة عن بعضها. وكنتيجة لهذا فقد اختلفت أنواع الديناصورات بين القارات، فسادت بشكل عام خلال هذه الفترة في نصف الأرض الجنوبي مجموعات الديناصورات القديمة التي لطالما قطنته، مثل الصوروبودات والأورنيثوبودات والأنكيلوصوريات، بينما ظهرت في النصف الشمالي أنواع جديدة تماماً مثل السيراتوبسيات والهادروصوريات. وقد ازداد تنوع الديناصورات إلى حد كبير وملحوظ خلال هذا العصر، بينما تقلصت نسبياً المساحة الجغرافية التي يَتوزع عليها كل نوع مع ازدياد هذا التنوع. واستمرت الديناصورات على هذه الوتيرة خلال العصر الطباشيري وتنوعها يَزداد مع ازدياد توطنها قبل أن تنقرض تماماً في نهاية ذلك العصر ضمن انقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني. البيئات الطبيعية. بالنسبة للبيئات التي قطنتها الديناصورات خلال فترة وُجودها على الأرض بعيداً عن انتشارها الجغرافي فتحديدها أصعب قليلاً. فبشكل عام، من الصعب جداً تخمين طبيعة البيئات التي كانت مَوجودة الماضي باستخدام معلومات الأحافير والصخور التي تكون مُتوافرة عادة. والسبب وراء هذا أنه لا يُعثر سوى على القليل من أحافير الحيوانات أو النباتات التي عاصرت وُجود ديناصور ما (في حال عثرَ عليها أساساً)، علماً بأن دراسة النباتات القديمة بالإضافة إلى دراسة النظائر الجيوكيميائية التي يُمكن من خلالها تحديد الحرارة في تلك العُصور هما الوسيلتان الأساسيتان لمعرفة طبيعة البيئات القديمة (بينما لا تخدم عظام الديناصور سوى في معرفة موقع موته)، وحتى في الحالات التي يُعثر فيها على بقايا تلك النباتات فإن تحديد ما بدت عليه البيئة التي قطنها الديناصور وما كانت معالمها وتضاريسها هو أمر بالغ الصعوبة، مما يَدفع مُعظم الإحاثيين إلى عدم التطرق لهذا الأمر وترك دراسته. من المَشاكل الأخرى أيضاً التي تمنع معرفة طبيعة البيئات القديمة بشكل دقيق اختلاف مدى إمكانية حفظ بيئة ما عن أخرى، فبعضها يُمكنها أن تحفظ بشكل جيد بينما تختفي أخرى تماماً بحيث تتعذر معرفتها، وعموماً مُعظم آثار الغابات وأراضي الأنهار المُرتفعة والسهول من المواد العضوية تتحلل وتتآكل ثم تختفي سريعاً، ولذا فإن بقاياها نادراً ما تحفظ بحيث تتيح التعرف عليها. بينما لا يُمكن للعلماء غالباً التعرف إلا على الأراضي النهرية المُنخفضة والسهول الفيضية والدلتا وأراضي البحيرات وما إلى ذلك من البيئات المائية. لكن لا زالت - بالرغم من كل ذلك - توجد بعض الدراسات التي يُمكنها أن تعطي فكرة ما عن طبيعة بيئات هذه الزواحف وأن تلقي الضوء عليها. وعموماً، ربما تكون الديناصورات قد قطنت مجموعة مُتنوعة جداً من البيئات تتراوح من الغابات الرطبة إلى الصحارى القاحلة. وفيما يلي سرد لم يُتوقع أن يَكون البيئات التي عاشت فيها الديناصورات. نظراً إلى أن كافة أراضي العالم كانت مُتحدة في قارة بانجيا العظيمة بالغة الضخامة خلال العصر الثلاثي، فقد كان من الطبيعي وُجود امتدادات داخلية ضخمة للقارة بعيدة جداً عن أي بحر أو مُحيط، وكنتيجة لهذا فقد ظلت مُعظم المساحات الداخلية للقارة جافة وبعيدة عن الماء وامتدت عبرها صحارى هائلة، بينما لم تكن الرطوبة كافية لنمو النباتات سوى على حواف القارة قرب المسطحات المائية المُحيطية. وقد كانت الحياة مُختلفة جداً في ذلك العصر مع الجفاف السائد، فلم تكن توجد أي نباتات مزهرة أو عشب على الأرض بينما انتشر الصنوبر والسراخس عبر القارة. ومن أسباب الجفاف وقلة التنوع الأحيائي الذين سادا هذا العصر أنه أتى مُباشرة بعد أضخم انقراض في تاريخ الأرض، ولهذا السبب فحتى عندما جاء العصر الثلاثي المتأخر كانت لا تزال الأرض تتعافى من آثار الانقراض. ولذا فقد عاشت الديناصورات خلال هذه الفترة في بيئة جافة ولم يَكن تنوعها كبيراً بعد، وقد تركز وُجودها على ضفاف الأنهار التي كستها السراخس، ومن الأنواع التي قطنت هذه الأراضي ديناصور الهيريراصور المُبكر. أما في المناطق الأبعد من ذلك عن البحار فقد امتدت أراضٍ شبه صحراوية استطاعت أن تنمو فيها بعض أنواع النباتات القصيرة والصغيرة المتكيفة مع المناخ القاحل (وربما بدت تلك المناطق شبيهة بأراضي جنوب أفريقيا اليوم)، ومن الأنواع التي قطنت هذه الأراضي ديناصور البلاتيوصور العاشب جنباً إلى جنب مع الإيورابتور والسينتاصوس. بحلول العصر الجوراسي بدأت طبيعة الأرض الجغرافية بالتغير مما كان له أثر كبير على بيئات الديناصورات الطبيعية. فقد أخذت قارة بانجيا العظيمة بالتفكك والانقسام مُبتعدة بعضها عن بعض، ومع تكون الصدوع بين القارات بدأت المياه تملأ هذه الأودية والأراضي المُنخفضة المختلفة مُحولة إياها إلى مُحيطات جديدة تفصل بين القارات بعد أن كانت كل المياه تحيط بقارة واحدة فقط (فتكون بذلك المحيط الأطلسي إلى جانب عدة مُحيطات أخرى)، وقد ساعد هذا كثيراً على وُصول المياه إلى قلب بانجيا لكي تسقي صحاريها. فبعد أن دخلت المياه عُمق القارة بدأت الرياح المُصطدمة بالبحار الداخلية بحمل الرطوبة معها إلى الصحارى الجافة، فأخذت النباتات تنمو وتزدهر في أنحاء القارات ماحية بذلك الصحارى الثلاثية القديمة ومُكونة مصدراً هاماً جداً لتغذية الديناصورات التي وصلت إلى قمة ازدهارها في هذا العصر، فبعد أن ظلت صغيرة الحجم طوال العصر الثلاثي نمت فجأة لتصبح من أكبر حيوانات الكوكب وأكثرها نجاحاً. لكن كما كانت الحال في العصر الثلاثي فقد تركزت الخضرة والديناصورات المختلفة بجانب ضفاف الأنهار، ومع هطول الأمطار نمت غابات من السراخس والغينكجو، ومن الديناصورات التي قطنت هذه الغابات النهرية والسرخسية الستيغوصور. وقد تميز العصر الجوراسي أيضاً بالغابات الصنوبرية الكثيفة التي غطّت القارات خلاله وتألفت من أنواع بدائية من الصنوبر، وقد قطنت هذه الغابات أنواع من الصوربودات مثل المامينكيصور. ابتعدت القارات عن بعضها كثيراً خلال العصر الطباشيري وبدأت خريطة العالم بأخذ شكل غير بعيد كثيراً عن شكلها الحالي، بالرغم من تغطية البحار الضحلة لجزء كبير منها، وقد كان لهذا أيضاً تأثير على بيئة الكوكب. فوجود أراض بعيدة جداً عن بعضها وفي أجزاء مُختلفة من الكوكب يَعني أيضاً وجود أنواع متعددة من المناخ ومن ثم البيئات الطبيعية. وأيضاً، توجد دلائل على أن الديناصورات قطنت خلال هذا العصر بعض البيئات القطبية اعتماداً على دلائل من موقعين في قارة أستراليا التي كانت لا تزال ضمن الدائرة القطبية الجنوبية في العصر الطباشيري، ويُمكن معرفة ذلك من دراسة أحافير النباتات وبنى الصخور التي كانت متجمدة في الأرض القطبية قبل ملايين السنين. خلال العصر الطباشيري، انتشرت على أطراف القارات أراضي المستنقعات ودلتا الأنهار - وهي من نوع البيئات التي تحفظ جيداً -، وقد سادت في هذه المستنقعات الأشجار التي تحتاج إلى الماء بشدة مثل السرو. أما من ناحية الديناصورات، فقد كانت هذه البيئات مثالية للديناصورات صائدة السمك مثل السبينوصور. وإلى جانب هذه النوعية من البيئات شبه المائية، فقد كان النوع الآخر السائد من البيئات في العصر الطباشيري هو "الغابات المختلطة" والتي كانت نتيجة بدء ظهور النباتات المزهرة في العصر الطباشيري، وقد كانت هذه الغابات مأوى للعديد من الديناصورات العاشبة مثل الكوريثوصور، كما مثلت في المناطق القريبة من الأنهار موطناً لبعض اللواحم الشهيرة مثل التيرانوصور. من جهة أخرى كان للديناصورات وُجود في بعض البيئات الأكثر اختلافاً خلال هذا العصر، فقد قطنت بعض أنوعها على سبيل المثال في هذه الفترة المناطق القطبية المتجمدة في ألاسكا وأستراليا، ولو أنها لم تكن مختلفة كثيراً عن الديناصورات التي قطنت المناطق المجاورة الأكثر دفئاً. وبالرغم من أن الأحافير لا تقدم الكثير من المعلومات عن بيئات الجبال القديمة، إلا أنه يُعتقد أن بعض أنواعها كانت تقطن هذه المناطق مثل الإدمونتيا. كما أن عدداً كبيراً من الديناصورات الطباشيرية قطنت مناطق الحجر الرملي في الصحارى، ومن هذه الأنواع الغاليميموس والأوفيرابتور والفيلوسيرابتور والبروتوسيراتوبس. وصف. التعريف المعاصر. وفقًا لتصنيف النشوء، فإن الديناصورات تُعرف عادة بأنها المجموعة التي تحتوي على "العظاءات ثلاثية القرون، الطيور المعاصرة، بالإضافة إلى أقرب أسلافها، وكل المتحدرين منها". اقترح البعض بأن الديناصورات ينبغي أن تُعرف وفق درجة قرابتها لأقرب سلفٍ مشترك للديناصور العظيم "ميغالوصور" والديناصور ذي سن الإغوانة "إغواندون"، بما أن هذين نوعان من ثلاثة نص عليها ريتشارد أوين عندما عرّف الديناصورات لأول مرة. ينتج عن التعريفين نفس مجموعة الحيوانات المعرفة بكونها ديناصورات، ومن ضمنها: الثيروبودات، أو اللواحم ذات القائمتين؛ شبيهات طويلات الأعناق أو الصوروبودات، وهي عواشب رباعية القوائم؛ العظاءات المنصهرة أو الأنكيلوصوريات، وهي آكلة للعواشب، مدرعة رباعية القوائم (تشبه التمساح) ؛ العظاءات المغطاة أو الستيغوصوريات، وهي عواشب رباعية القوائم ذات صفائح عظمية على ظهرها؛ العظاءات القرناء أو السيراتوبسيات، وهي عواشب رباعية القوائم ذات قرون وأهداب، والعظاءات طيريّة الورك أو الأورنيثوبودات، وهي عواشب ثنائية أو رباعية القوائم من ضمنها "بطية المنقار". كُتبت هذه التعريفات لتستجيب للمفاهيم العلمية حول الديناصورات التي تسبق الاستخدام الحديث للتطور العرقي. ويُقصد باستمرارية المعنى منع أي التباس بشأن معنى المصطلح "ديناصور". هناك شبه إجماع عالمي بين علماء الإحاثة على كون الطيور سليلة الديناصورات الثيرابودية في العصر الحاضر. وباستخدام تعريف علم الأفرع المحدد الذي يوجب تضمين كل سلالات سلفٍ واحد شائع في مجموعة واحدة لجعل هذه المجموعة طبيعية، فإن الطيور تعدّ ديناصورات، وبناءً على ذلك فإن "رتبة" الديناصورات غير منقرضة. تصنف الطيور بواسطة معظم علماء الإحاثة على أنها تنتمي إلى مجموعة "ذات الأيادي السالبة" الفرعية ، التي تنتمي بدورها إلى مجموعة العظاءات الحلقية أو الكويلوروصوريات ، التي تنتمي إلى مجموعة الثيرابودات، التي تنتمي إلى مجموعة العظاءات مفصلية الورك أو الصوريسكيات ، التي تنتمي إلى أصنوفة الديناصورات. من وجهة نظر علم الأفرع، فإن الطيور تعدّ ديناصورات، على الرغم من أن كلمة "ديناصور" في الخطاب الاعتيادي لا تتضمن الطيور بل يُقصد بها تلك الزواحف البائدة. كذلك، فإنه من الصحيح تقنيًا الإشارة إلى الديناصورات بوصفها مجموعة مميزة تحت نظام تصنيف لينيوس الأقدم، الذي يقبل التصنيف شبه العرقي الذي يستثني بعض السلالات المتحدرة من سلفٍ واحد مشترك. وصف عام. بناءً على ما سلف، يُمكن وصف الديناصورات - دون الطيور - أنها زواحف أركوصورية أرضية ذات قوائم منتصبة وُجدت مُنذ العصر الثلاثي المتأخر، كما يدل عمر الطبقات الصخرية حيث عُثر على أحافيرها، حتى العصر الطباشيري المتأخر. تُعتبر كثيرٌ من الحيوانات القبتاريخية ديناصوراتٍ في التصورات الشعبية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك الزواحف السمكية ، الزواحف الميزية أو الموزاصورات ، البلصورات ، الزواحف المجنحة أو البتروصورات ، والديناصور ثنائي الأسنان المنتظمة "ديمترودون"، إلا أنها لا تُصنف علميًا على أنها ديناصورات، فالزواحف المائية كالزواحف السمكية والميزية والبلصورات لم تكن مخلوقاتٍ أرضية أو أركوصورات، وكانت الزواحف المجنحة أركوصورات لكنها لم تكن أرضية، بينما كان الديمترودون حيوانًا برميًا أقرب إلى الثدييات من الزواحف. كانت الديناصورات الفقاريات المهيمنة على النظام الأرضي في الحقبة الوسطى، وقد وصلت ذروة تنوعها وازدهارها خلال العصرين الجوراسي والطباشيري. كانت مجموعات الحيوانات الأخرى خلال هذه الحقبة مقيدة من حيث الحجم والبيئة الملائمة، وعلى سبيل المثال، فنادرًا ما تجاوزت الثدييات حجم قطة، وكانت غالبًا لواحم بحجم القوارض تتغذى على فرائس صغيرة. يُستثنى من هذه الحالة الربنومام العملاق ("Repenomamus giganticus")، وهو حيوان ثديي ينتمي لرتبة "ثلاثية الأسنان المخروطية" تراوح وزنه ما بين 12 إلى 14 كيلوغرامًا، وعُرف بأكله الديناصورات الصغيرة مثل الديناصور الببغائي "السيتاكوصور". كانت الديناصورات مجموعة حيوانية شديدة التنوع، ووفقًا لدراسة أجريت في سنة 2006 فإن خمسمائة نوعٍ من الديناصورات قد تمّ تصنيفها حتى الآن ووُثق وجودها السابق، ويُقدر عدد الأنواع المحفوظات في السجلات الأحفورية بحوالي ألف وثمانمائة وخمسين نوعًا، ويُعتقد أن حوالي 75% منها لا تزال بانتظار أن تُكتشف. وتنبأت دراسة سابقة بوجود ثلاثة آلافٍ وأربعمائة نوعٍ من الديناصورات، بينها مجموعة كبيرة لم تُحفظ في سجلات أحفورية. واعتباراً من 17 سبتمبر 2008 سُمي ألف وأربعة وسبعون نوعًا من الديناصورات. كان بعض هذه الديناصورات عاشب وبعضها الآخر لاحم، كما أن بعضها كان يخطو على قائمتين، وبعضها على أربع قوائم، وبعضٌ ثالث كديناصور الرمال "أموصور" والديناصور ذي سن الإغوانة "إغوانودون" كان يمشي على قائمتين وعلى أربع قوائم . كان لبعض الديناصورات درع عظمي، أو نتؤات جمجمية كالقرون. وبالرغم من أنها تعرف بحجمها الهائل، فإن كثيرًا من الديناصورات كانت بحجم الإنسان أو أصغر. وُجدت بقايا الديناصورات في كُل القارات الأرضية، بما فيها القارة القطبية الجنوبية. لم يحصل أن اكتشفت ديناصورات عاشت في بيئة مائية أو كانت قادرة على الطيران حتى الآن، برغم أن الثيرابودات المريشة يُمكن أن تكون قد طوّرت مقدرة على الطيران. الخصائص التشريحية المميزة. أظهرت الاكتشافات الحديثة أنه من الصعب على العلماء وضع قائمة جامعة متفق عليها لخصائص الديناصورات التشريحية المميزة، إلا أنه من المتفق عليه أن لجميع الديناصورات اختلافات معينة في هياكلها العظمية عن هياكل أسلافها من الأركوصورات. وقد ظهر لدى بضعة فصائل من الديناصورات المتأخرة سمات متطورة جعلتها تختلف بعض الشيء عن تلك الفصائل السابقة من ناحية بنيتها العظمية، إلا أن هذه السمات لا تجعل منها فصائل فريدة في رتبة الديناصورات، إذ أنها كانت موجودة لدى الفصائل البدائية التي ظرت في أواخر العصر الثلاثي، وانتقلت عبر مورثاتها خلال الأجيال المتعاقبة إلى سليلتها، ويُطلق العلماء على السمات المشتركة بين مجموعتين تصنيفيتين تسمية "التواسم المشترك" (بالإنجليزية: Synapomorphies) ومثالها خاصية الدم الحار بين الثدييات والطيور. تشمل السمات الجسدية والتشريحية المشتركة عند معظم الديناصورات: عرفًا طويلاً على عظم عضدها أو القسم العلوي من أذرعها مخصص لاستيعاب العضلات الترقوية الصدرية؛ بالإضافة إلى لوح في نهاية حرقفتها، أي عظم الحوض الرئيسي؛ ظنبوبًا ذو حافة سفلية عريضة وشفة ناتئة نحو الخلف؛ ورباطات على عظم الكاحل لتثبيته على الظنبوب. تشارك كثير من الديناصورات في عدّة سمات عظميّة أخرى، إلا أنه بسبب كون هذه السمات مشتركة بين مجموعات من الأركوصورات دون الأخرى أو لم تكن مشتركة بين جميع فصائل الديناصورات، فإن العلماء لا يعدّونها سماتًا مشتركة بين مجموعات بعيدة. فعلى سبيل المثال كان لأسلاف الديناصورات زوج من النافذات الحرارية في جمجمتها تقع خلف أعينها، مخصصة لتعديل حرارة جسدها كما للكثير من الزواحف المعاصرة، بصفتها ثنائية الثقوب (ذات فجوتين في جمجمتها إحداها تقع أعلى العين والثانية أسفلها)، كذلك كانت لها فجوات إضافية على الخطم والفك السفلي بوصفها أركوصورات. كذلك كان العلماء يعتقدون أن سماتًا أخرى تعدّ مشتركة بين الديناصورات وكائنات أخرى، لكن الأبحاث الحديثة أظهرت أن هذه السمات ظهرت قبل الديناصورات، أو لم تتطور عند تلك البدائية منها، ومن ثم تطورت عند المجموعات اللاحقة بشكل منفصل، ومن هذه السمات: عظم كتف طويل، وعجز يتألف من 3 فقرات أو أكثر؛ وتجويف في وركها. يواجه العلماء صعوبة أخرى في تحديد الخصائص التشريحية الخاصة بالديناصورات تتمثل في أن تلك البدائية منها تتشابه مع أركوصورات عديدة أخرى من عدّة نواح، أو أنه يُعرف بشأنها قليلٌ من المعلومات، لدرجة جعلت الكثيرين يخلطون بينها منذ زمن. كانت الديناصورات ذات قوائم منتصبة كما معظم الثدييات المعاصرة، وبهذا فإنها تختلف عن أغلبية الزواحف الأخرى التي تمتلك قوائمًا منبطحة. ويقول العلماء أن الوضعيّة المنتصبة هذه إنما هي نتيجة امتلاكها تجويفًا أفقيًا في حوضها مواجهًا للأمام يقابله نتوء داخلي كبير على عظم الفخذ. سمحت هذه الوضعية للديناصورات أن تتنفس بسهولة أثناء ترحالها، الأمر الذي يُحتمل أنه سمح بازدياد قدرة تحملها ودرجة نشاطها بمقدار لا تستطيع الزواحف الأخرى "المنبطحة" الوصول إليه، بسبب بنيتها العظمية المختلفة. يُحتمل أيضًا أن تكون القوائم المنتصبة قد ساعدت على نشوء وتطوّر الديناصورات العملاقة، بما أنها تخفف من الضغط على الأضلع وتقوسها الذي يتسبب به الطول والوزن الزائد. كان لبعض الأركوصورات من غير الديناصورات قوائمًا منتصبة، لكنها اختلفت عن قوائم الديناصورات من ناحية أنها كانت متعامدة مع الأقدام ومتوازية مع بعضها البعض، وذلك بسبب تكوين مفصل وركها، حيث أن الحرقفة كانت تُشكل لوحًا بارزًا، بدلاً من أن تمتلك نتوءًا من عظم الفخذ يركب على محجر الورك، كما الديناصورات الحقيقية. التاريخ والنشوء. الأصول والأسلاف. اعتقد العلماء لفترة طويلة أن الديناصورات متعددة الأعراق، حيث كان منها العديد من المجموعات غير المرتبطة، التي تشابهت مع غيرها في بعض الأحيان كونها تعرّضت لظروف بيئية مشابهة دفعتها لتتطور في نمط متشابه. إلا أن الاكتشافات الحديثة أظهرت أن كل أنواع وفصائل الديناصورات تُشكل معًا مجموعة واحدة غير متفرعة. انشقت الديناصورات عن أسلافها من الأركوصورات منذ حوالي 230 مليون سنة، أي منذ أواسط حتى أواخر العصر الثلاثي، وبهذا فإنها تكون قد ظهرت بعد 20 مليون سنة من حادثة انقراض العصر البرمي-الثلاثي، التي قضت على ما يقرب من 95% من أشكال الحياة على الأرض، وقد دعمت الدراسات الإشعاعية لتحديد عمر طبقات الصخور التي حوت المستحثات الخاصة بجنس الديناصور الفجري "أيورابتور"، وهو أحد أكثر أجناس الديناصورات بدائيةً، دعمت هذه النظرية سالفة الذكر. يقول علماء الأحياء القديمة أن الأيورابتور يشابه السلف المشترك لكل الديناصورات؛ وإن ثبتت صحة هذه النظرية فإن هذا يفيد بأن الديناصورات البدائية كانت مفترسات صغيرة الحجم ذات قائمتين. أظهرت بعض الاكتشافات لديناصورات طيرية العنق في طبقات العصر الثلاثي بالأرجنتين أن هذه الحيوانات كانت بالفعل مفترسات صغيرة ذات قائمتين، الأمر الذي يدعم النظرية سالفة الذكر. كانت الموائل الأرضية مأهولة بأنواع عديدة من الأركوصورات الأولى والزواحف شبيهة الثدييات خلال الزمن الذي ظهرت فيه الديناصورات، ومن هذه الكائنات: السحالي العقابية أو الأيتوصورات ، وكلبيات الأسنان . انقرضت معظم هذه الحيوانات أثناء العصر الثلاثي في حدثيّ انقراض كبيرين، فمن المعروف أنه خلال القسمين الثاني والثالث من الدور الأول للعصر الثلاثي، أي منذ حوالي 215 مليون سنة، انقرض الكثير من تلك الكائنات البدائية، ومن ثم وقعت حادثة انقراض أخرى منذ حوالي 200 مليون سنة هي حادثة انقراض العصر الثلاثي-الجوراسي، وفيها اندثر ما تبقى من الأركوصورات البدائية، وخلت الأرض لشبيهات التماسيح والديناصورات والثدييات والزواحف المجنحة والسلحفيات. أخذت الديناصورات تتنوع وتتفرع لفصائل مختلفة وأشكال وأحجام عديدة خلال المراحل الأخيرة من العصر الثلاثي، وذلك عن طريق سيطرتها على الموائل الطبيعية التي فرغت من قاطنتها، ولعبها لذات الدور البيئي التي لعبته الحيوانات السابقة لها. كان العلماء يعتقدون أن الديناصورات ساهمت في تسريع وتيرة انقراض الحيوانات البرية الأخرى التي عاصرتها خلال العصر الثلاثي بسبب أن الأخيرة لم تقو على منافستها، فتناقصت أعدادها كنتيجة لهذا، وحلت الديناصورات بدلاً منها، إلا أن هذه النظرية تبدو الآن أقل واقعيةً لأسباب مختلفة: فسجل المستحاثات لا يُظهر نموًا سريعًا وازدهارًا كبيرًا في أعداد وفصائل الديناصورات خلال تلك الفترة كما توقع العلماء؛ بل يظهر بأنها كانت لا تزال نادرة في بداية الدور الأول من أواخر العصر الثلاثي حيث تراوحت نسبتها بين 1% و 2% من إجمالي الحيوانات التي كانت موجودة آنذاك، أما في الدور الثاني من أواخر ذلك العصر، تفيد المستحاثات أن أعدادها قد ارتفعت وفصائلها قد ازدادت، حيث تراوحت نسبتها بين 50% و 90% من إجمالي الحيوانات. كذلك كان العلماء يقولون أن الوضعية المنتصبة للديناصورات البدائية كانت عاملاً مساعدًا جعلها تتفوق على معظم الكائنات الأخرى رباعية القوائم، إلا أنه يُعرف الآن أن هذه الخاصية كانت موجودة عند الكثير من الحيوانات التي عاصرت أوائل عهد الديناصورات، ولم تكن سمة مميزة لمجموعة كائنات واحدة. أخيرًا فإن الأحافير تُظهر انفجارًا في أشكال الحياة حصل في أواخر العصر الثلاثي وأدى إلى بروز بعض مجموعات الحيوانات، مثل مجموعة "مصلبة الكاحلين" التي لم يبق من رتبها وصفوفها اليوم إلا التمساحيات، التي كانت أكثر تنوعًا من الديناصورات بكثير، وبحسب الظاهر فإن هكذا مجموعات متنوعة وكبيرة من شأنها أن تهيمن على المجموعات الأقل عددًا وتنوعًا، لذا فإن نشوء وارتقاء الديناصورات حتى أصبحت هي الكائنات المسيطرة على الأرض كان بفعل "الحظ" أكثر من تفوقها، كما يفيد العلماء من أنصار هذا الاتجاه. تراجع التنوّع خلال العصر الطباشيري. تفيد التحليلات الإحصائية المستندة إلى بعض المعلومات غير المدروسة، إلى أن الديناصورات ازداد تنوعها خلال أواخر العصر الطباشيري، حيث ظهرت فيها أجناس جديدة تفرعت إلى فصائل وأنواع كثيرة. إلا أنه في عام 2008، قال بعض العلماء أن هذا الكلام غير دقيق، وإن ما قيل حول تنوع الديناصورات في تلك الفترة إنما هو نتيجة خطأ علمي، وأفادوا أن الديناصورات لم يظهر فيها سوى مجموعتين جديدتين في أواخر العصر الطباشيري هما بطيّات المنقار أو الهادروصورات، وذوات القرون أو السحالي القرناء. يفيد العلماء أن ما كبح ظهور مجموعات جديدة من الديناصورات هو تطوّر النباتات، ففي أواسط العصر الطباشيري أصبحت النباتات المزهرة مغطاة البذور جزءًا مهمًا من النظام البيئي العالمي، وانتشرت على سطح الكرة الأرضية مستبدلة عاريات البذور مثل الصنوبريات، ويدل براز الديناصورات المتحجر أن هذه الكائنات استمرت تقتات على النباتات عارية البذور بشكل أكبر من مغطاة البذور، فيما تحوّلت الكثير من الحشرات النباتية والثدييات إلى الاقتيات على مصدر الغذاء الجديد، وفي الوقت نفسه حصل انفجار في أنواع السحالي والأفاعي والتمساحيات والطيور، فأخذت فصائل جديدة منها تظهر وتزدهر وتحل مكان الديناصورات شيءًا فشيئًا. يقول بعض العلماء أن فشل الديناصورات في التنوع والارتقاء في الوقت الذي كان فيه النظام البيئي حولها يتغيّر، حكم عليها بالانقراض بعد بضعة ملايين السنين. التصنيف العلمي. تُصنّف الديناصورات، بما فيها الطيور، على أنها أركوصورات ومثلها كمثل الزواحف. وتتميز الأركوصورات بجماجم "قنطريّة"، أي أنها تمتلك فجوات أو "نافذات" حرارية قنطرية أو قوسيّة في الموقع الذي تتصل فيه عضلات الوجه بالجمجمة، بالإضافة إلى نافذة أخرى قبمحجرية تقع في مواجهة العينين، وهذه السمات مشتركة بين الديناصورات ومعظم الزواحف المعاصرة والطيور. تتشارك الديناصورات في سمات تشريحية عديدة أخرى مع غيرها من الأركوصورات، لعلّ أبرزها هو الأسنان التي تنمو من أغمد عوض أن تكون امتداد مباشر لعظم الفك، وبالمقابل فهي تختلف عن غيرها من الأركوصورات بشكل بارز من ناحية مشيتها، فقوائم الديناصورات تمتد مستقيمةً أسفل جسدها، في حين أن قوائم السحالي والتمساحيات مفلطحة، تبدو للناظر وكأنها تنبثق من جانبها. يُصنف عدد من العلماء الديناصورات كطبقة أو فرع حيوي آخر غير مُسمّى بعد. تُقسم الديناصورات إلى رتبتين: سحلية الحوض وطيرية الحوض، وفقًا لبنية حوضها. تضم رتبة سحلية الحوض تلك الأصنوفات التي تتشارك في أحد أسلافها مع الطيور المعاصرة عوض طيرية الحوض، وتضم الأخيرة جميع الأصنوفات التي تتشارك في أحد أسلافها مع الديناصور ثلاثي القرون "ترايسيراتوبس" عوض سحلية الحوض. حافظت الديناصورات سحلية الحوض على بنية ورك أسلافها، حيث بقي عظم العانة مواجهًا للأمام، على الرغم من أن بعض الفصائل والأنواع المنتمية لهذه الرتبة طوّرت بعض السمات الخاصة بها في وقت لاحق، مثل الديناصورات الهيراريّة والديناصورات البليدة والديناصورات السريعة والطيور، حيث أصبحت عانتها أضيق أو أوسع بدرجات مختلفة. تضم رتبة سحليات الحوض الديناصورات الثيروبودية وشبيهات طويلة العنق . أ. الديناصور الفجري "إيورابتور"، أحد أقدم الديناصورات سحلية الحوض، ب ديناصور ليسوتو "ليسوتوصور"، من أقدم الديناصورات طيرية الحوض، جـ حوض ديناصور صليب الجنوب "ستوريكوصور" (حوض سحليّ)، د حوض "الليسوتوصور" (حوض طيريّ) تميزت الديناصورات طيرية الحوض بحوض شديد الشبه بحوض الطيور، حيث كانت عظام عانتها ذيلية الشكل تتجه نحو الخلف كما الطيور، كذلك تُظهر المستحاثات أن عددًا كبيرًا من هذه الحيوانات كان يمتلك زائدةً أو "حدبة" عظميّة تتجه نحو الأمام. ضمّت هذه الفئة من الديناصورات أنواعًا عديدة من العواشب الضخمة. استنادًا إلى المدونة الدولية لتسميات الحيوان، يمكن القول أن ما بين 630 إلى 650 نوعًا من الديناصورات كانت تعيش على وجه البسيطة منذ ملايين السنين، وما زال العلماء يقومون باكتشافات جديدة كل سنة تضيف أنواعًا وفصائل جديدة إلى القائمة الموجودة. يُلاحظ أن أكثر من نصف الديناصورات المكتشفة غير ممثل إلا بعينة واحدة وغالبًا ما تكون غير مكتملة، كذلك فإن أقل من 20% من الأنواع المصنفة غير معروفة إلا عن طريق 5 عينات أو أقل حتى. يحوي الجدول التالي المجموعات الأساسية من الديناصورات بالإضافة لبعض الأجناس والفصائل: التطور. ارتبط تطور الديناصورات بعد نهاية العصر الثلاثي بتطور النباتات وبزحل القارّات، ففي أواخر ذاك العصر وعند بداية العصر الجوراسي، كانت جميع قارّات العالم متصلة ببعضها البعض وتُشكل قارة عظمى تُعرف باسم قارة "بانجيا"، وكانت جمهرة الديناصورات مكونة بمعظمها من اللواحم الحلقية وطويلات العنق الأولية العاشبة، كذلك سيطرت على الأرض غابات من الأشجار عارية البذور، وبشكل خاص الصنوبريات، التي شكلت غذاءً بارزًا للعواشب. افتقدت طويلات العنق الأولية إلى الآليات المعقدة اللازمة في الفم لمعالجة أوراق الصنوبريات الإبريّة، لذا كانت تبتلعه كاملاً، ويُحتمل أن تكون قد امتلكت بعض الخاصيّات الأخرى في قناتها الهضميّة لتجزئة الطعام وتكسيره إلى العناصر الغذائية اللازمة لبقائها. استمرت الديناصورات متجانسة ومتماثلة طيلة أواسط وحتى أواخر العصر الجوراسي، حيث كانت المفترسات من السيراتوصوريات والسبينوصوريات والكارنوصوريات تنتشر في مختلف المناطق، إلى جانب عواشب ضخمة ممثلة بالديناصورات المغطاة أو الستيغوصوريات وطويلات العنق أو الصوروبوديات. ومن الأماكن التي تُظهر هذا التجانس في أنواع وأجناس ديناصوراتها على الرغم من بعدها عن بعضها حاليًا: تكوين موريسون في ولاية كولورادو في الولايات المتحدة، وتكوين تنداجورو في تنزانيا. وحدها ديناصورات الصين من تلك الحقبة تُظهر اختلافًا عن باقي الديناصورات التي عاصرتها، حيث كان منها لواحم ثيروبوديّة متخصصة في أنواع معينة فقط من الطرائد، وطويلات عنق لا نمطيّة مثل ديناصور المامنتشيصور. أخذت الديناصورات المنصهرة، أو الأنكيلوصوريات، تصبح أكثر شيوعًا خلال أواخر العصر الجوارسي، وكذلك الحال بالنسبة للديناصورات طيرية الورك، وبحلول ذلك الوقت كانت طويلات العنق الأوليّة قد انقرضت، وأصبحت الصنوبريات والسراخس أكثر النباتات انتشارًا. كانت طويلات العنق غير قادرة على معالجة الطعام في فمها كما كان حال أسلافها، إلا أن الديناصورات طيرية الورك كانت قد طوّرت مقدرةً على تقطيع الطعام ومضغه في فمها قبل أن تبتلعه، وذلك عن طريق ظهور أفكاك متحركة لها، لكن لعلّ أبرز حدث تطوريّ وقع خلال العصر الجوراسي هو ظهور الطيور الحقيقية، التي تطورت من اللواحم الحلقية. أخذت الديناصورات تتفرع لأشكال أكثر تنوعًا خلال أوائل العصر الطباشيري بسبب تفكك قارة بانجيا وانعزال المزيد من الجمهرات عن مثيلتها. كانت الديناصورات المنصهرة إلى جانب ذوات الأسنان الإغوانية والديناصورات الذراعية أو البراكيوصوريات، هي أول المجموعات التي انتشرت خلال فجر هذا العهد وتوزعت في مختلف أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية وشمال أفريقيا، وفي وقت لاحق استبلدت اللواحم الجوارسية الأفريقية بلواحم أوائل العصر الطباشيري العملاقة، مثل السبينوصور والكاركارادونتوصور، وورثت أجناس جديدة من طويلات العنق مواطن الصوروبودات الجوارسية، ومن هذه الأجناس: الريباكيصور والتياتانوصور، التي عاشت في أمريكا الجنوبية إلى جانب أفريقيا. ظهرت في آسيا خلال هذه الفترة فصائل وفيالق جديدة من اللواحم الحلقية، لعلّ أبرزها هو الديناصورات السريعة أو الدروميوصوريات، المعروفة أكثر باسم "الكواسر"، كذلك ظهرت الترودونيات وكواسر البيض أو الأوڤيرابتورات، وأصبحت هذه مجتمعةً تُشكل مجموعة اللواحم الأساسية. أيضًا انتشرت الأنكيلوصوريات وبرزت ذوات قرون بدائية مثل الديناصور الببغائي "سيتكوصور"، وأصبحت إحدى أبرز العواشب. تُظهر المستحاثات أن الديناصورات المغطاة اختفت من على وجه الأرض خلال أواخر الدور الأول من العصر الطباشيري أو خلال أوائل الدور الأخير منه، كذلك يتبين أن النباتات المزهرة كانت قد نشأت وبدأت بالانتشار على نطاق شديد الضيق. طوّرت فصائل عديدة من الديناصورات وسائل مختلفة لمعالجة الطعام قبل ابتلاعه خلال أوائل العصر الطباشيري، فذوات القرون مثلاً طوّرت المقدرة على تقطيع النباتات بأسنانها المكدسة في صفوف، وطوّرت ذوات الأسنان الإغوانية المقدرة على طحن النبات بأسنانها، وتفوّقت في هذا المجال بطيّة المنقار. ظهرت لدى بعض طويلات العنق صفوف من الأسنان خلال هذا العصر أيضًا، ومن أبرز الأمثلة على ذلك ديناصور النيجير "نيجيرصور". سيطرت 3 فصائل كبرى من الديناصورات على مناطق مختلفة من العالم خلال أواخر العصر الطباشيري، ففي قارة "لوراسيا"، التي تكونت من أمريكا الشمالية وآسيا، كانت الديناصورات الطغاة أو التيرانوصوريات بالإضافة لعدّة أنواع من الكواسر ذات الأيادي السالبة هي الضواري الثيروبوديّة السائدة، وعاشت إلى جانبها مجموعة كبيرة من العواشب طيرية الحوض تمثلت ببطيّة المنقار وذوات القرون والديناصورات المنصهرة وسميكة الرأس. أما في القارة الجنوبية أو قارة "غندوانا" فكانت الديناصورات الأبيليّة أو الأبيليصورات هي الثيروبودات المهيمنة، وكانت التيتانوصوريات هي أكثر العواشب انتشارًا. كذلك عاشت الدروميوصوريات إلى جانب فصائل مختلفة من ذوات الأسنان الإغوانية والأنكيلوصوريات والتيتانوصوريات في أماكن مختلفة من أوروبا. كانت النباتات المزهرة قد أصبحت واسعة الانتشار بحلول هذه الفترة من الزمن، وأخذت الأعشاب البدائية بالظهور في نهاية العصر الطباشيري، وكنتيجة لهذا التنوع في الغطاء النباتي، ازدهرت بطيّة المنقار وذوات القرون وظهرت منها أنواع مختلفة في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وآسيا، وبطبيعة الحال ظهرت أنواع جديدة من اللواحم الثيروبوديّة لتغتنم هذا التنوع في الطرائد، وإلى جانبها ظهرت ديناصورات قارتة فريدة من نوعها، مثل الديناصورات البليدة والديناصورات النعاميّة المعروفة أيضًا باسم "الديناصورات محاكية الطيور" . اندثرت الديناصورات من على وجه الأرض بعد وقوع حدث انقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني، منذ حوالي 65 مليون سنة في نهاية العصر الطباشيري، ولم ينج منها أي نوع أو أصنوفة سوى الطيور. كذلك نجت بعض الزواحف الأخرى ذات الجماجم القنطريّة، مثل التمساحيات، السحالي، الأفاعي، السحالي شبيهة الزواحف، وشبيهات الغريال. الخواص الأحيائية. يشتق علماء الإحاثة والأحياء القديمة معلوماتهم عن الديناصورات من مجموعة كبيرة من السجلاّت الأحفورية وغير الأحفورية، وهذه تشمل: العظام المتحجرة، البراز المتحجر، آثار الأقدام المحفوظة، حصاة المعدة، طبعات الريش والجلد الصخريّة، بالإضافة لبعض الأعضاء الداخلية والأنسجة الحيوية المحنطة تحنيطًا طبيعًا. تساهم الكثير من الدراسات الأخرى غير الأحفورية بالمساعدة على فهم هذه الكائنات وأسلوب حياتها، ومن هذه الدراسات: الفيزياء وبشكل خاص دراسات الميكانيكا الحيوية، الكيمياء، علم الأحياء، وعلوم الأرض الأخرى غير علم الأحياء القديمة. كان حجم الديناصورات وسلوكها من أكثر المواضيع إثارة لاهتمام العلماء، لذا فإنها تعرضت للدراسة المكثفة وظهرت فيها نظريات عديدة خلال عقود من الزمن. الحجم. تعدّ الديناصورات كمجموعة، إحدى أضخم الكائنات الحية التي سارت على سطح الأرض قديمًا وحديثًا، وقد بلغت بعض الفصائل والأنواع أحجامًا ضخمة جدًا، ومن أبرز الأمثلة على ذلك: طويلات العنق أو الصوروبودات. كان أصغر طويلات العنق حجمًا لا يزال يفوق جميع الأنواع الأخرى التي شاطرته موطنه معظم عهد الديناصورات، أما أكبرها قدًا فكان يفوق جميع الكائنات الحية التي عاشت على الأرض سواءً في الدهور القديمة أو خلال الدهر الحالي، حيث لم تستطع أي دابّة أخرى أن تتفوق عليها في الحجم حتى أثناء العصر الذهبي للثدييات، عندما بلغت الأخيرة أحجامًا ضخمة، فالباراسيراثيريم أو شبه الأقرن، وهو أضخم الثدييات البريّة البائدة، لا يقترب حتى من مقارعة أكبر طويلات العنق، وكذلك الحال بالنسبة للماموث الكولومبي، أحد أضخم أنواع الفيلة المنقرضة. وحدها بعض الثدييات البحرية المعاصرة تقارب في حجمها حجم طويلات العنق العملاقة أو تتفق عليها، ومنها الحوت الأزرق الذي يصل وزنه إلى 173000 كيلوغرام (381000 رطل) ويزيد طوله عن 30 مترًا (100 قدم). يقترح العلماء عددًا من الإيجابيات كان الحجم الضخم يحققها لطويلات العنق ومنها: الحماية من الضوراي، الاقتصاد في استهلاك الطاقة اللازمة للبقاء، وإطالة أمد الحياة، لكن يظهر أن أهم تلك الحسنات كانت المتعلقة بالغذاء، فالجهاز الهضمي عند الحيوانات الكبيرة أكثر كفاءةً في هضم الطعام من ذاك الخاص بالحيوانات الصغيرة، بما أن الطعام يمضي فترة أطول داخله، وهذا بدوره يجعل من تلك الحيوانات قادرة على الاقتيات على أنواع من الطعام أقل غذاءً لا تستطيع الحيوانات الصغيرة البقاء بمجرد الاقتيات عليها. عُثر على أحافير طويلات العنق، وما زال يُعثر عليها، في طبقات من الصخور ترجع لفترات يُحتمل أن تكون جافة أو موسميّة الجفاف، لذا فإن هذا يدعم ما قال به العلماء من أنها قادرة على الاقتيات على نباتات قليلة الغذاء بفضل حجمها الضخم، لا سيما وأن هذا سيساعدها على البقاء في هكذا بيئة غير ثابتة المناخ. كانت معظم الديناصورات أصغر حجمًا بأشواط من طويلات العنق، وتشير الأدلّة الحالية أن حجم الديناصورات اختلف من العصر الثلاثي حتى أوائل الجوراسي وأواخره، ثم خلال الطباشيري. يتبيّن عند تصنيف اللواحم الثيروبوديّة إلى فئات وفق قيمة أسيّة، أن معظمها يحتل مركزًا ضمن القائمة التي تحوي نظيرتها التي يتراوح وزنها بين 100 و 1000 كيلوغرام (بين 220 و 2200 رطل)، وبالمقابل ظهر أن اللواحم المعاصرة تقبع بأغلبها ضمن الفئة التي يتراوح وزنها بين 10 و 100 كيلوغرامات (بين 22 و 220 رطلاً). تراوح منوال كتلة جسد الديناصورات بين طن متري واحد وعشرة أطنان متريّة، وهذا يتباين بشكل كبير مع ذاك الخاص بثدييات الدهر الحديث، الذي يترواح بين 2 إلى 5 كيلوغرامات (بين 5 و 10 أرطال) وفق إحصائيات الخبراء في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في مدينة واشنطن بالولايات المتحدة. الأكبر والأصغر قدًا. خلافًا لما يعتقده البعض من غير المختصين، فإن نسبة ضئيلة فقط من الحيوانات تتحجر هياكلها العظمية وتتحول لمستحاثات مدفونة في باطن الأرض، لذا فإن العثور على أي أحفور أو مستحاثة لأي كائن بائد يُمثل تحديًا لعلماء الآثار. لا يستخرج العلماء هياكلاً عظمية كاملة إلا فيما ندر، ومعظم الأحيان لا يمكن العثور إلا على بضعة عظام متفرقة أو أجزاء من الهيكل العظمي، كذلك فإن طبعات الجلد أو الأنسجة الحيوية المحفوظة أشد ندرة من العظام. يلجأ العلماء إلى مقارنة حجم العظام المعثور عليها حديثًا بالإضافة إلى شكلها بعظام تماثلها في الشكل والحجم حتى يتمكنوا من رسم هيئة الكائن أثناء حياته، إلا أن هذه العملية غير دقيقة على الإطلاق، وهي تبقى مجرّد تخمينات أناس خبراء، ولهذا فإنه من المحتمل ألا يتأكد العلماء على الإطلاق أي الديناصورات كان الأضخم وأيها كان الأصغر. إن أضخم وأثقل الديناصورات المعروفة ذات الهياكل العظمية الأكثر حفظًا هو الديناصور الزرافي العملاق "جيرافاتايتن". اكتُشفت بقايا هذه الديناصورات في تنزانيا خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 1907 و1912، وقد جُمعت عظام عدّة أفراد صغيرة الحجم منها في هيكل عظمي واحد يُعرض الآن في متحف همبولت في برلين بألمانيا؛ ويصل ارتفاع هذا الهيكل إلى 12 مترًا (39 قدمًا)، ويبلغ طوله 22.5 أمتار (74 قدمًا)، ويُقدّر وزنه لو أضيفت إليه جميع الأعضاء الداخلية والأنسجة الحيوية بما بين 30000 و 60000 كيلوغرام (بين 70000 و 130000 رطلاً). أما أطول الديناصورات فهو الديناصور الطويل "ديبلودوكس" الذي اكتشفت بقاياه في ولاية وايومينغ بالولايات المتحدة، وجُمع وعُرض في متحف كارنجي للتاريخ الطبيعي في مدينة بيتسبرغ سنة 1907. كان هناك بعض الديناصورات الأضخم حجمًا من النوعين سالفا الذكر، إلا أن ما يُعرف بشأنها مُشتق من دراسة بعض العظام المتحجرة فقط. اكتشفت معظم العواشب العملاقة خلال عقد السبيعينيات من القرن العشرين أو ما تلاه من عقود، وهذه الديناصورات تشمل: ديناصور الأرجنتين "الأرجنتينوصور" الذي يُعتقد أن وزنه تراوح بين 80000 و 100000 كيلوغرام، والديناصور الخارق "سوبرصور" الذي يُقدر طوله بحوالي 33 مترًا (110 أقدام)، وديناصور إله الزلازل "صوروبوسيدون" الذي يظهر بأنه كان أطول الديناصورات قامةً، حيث وصل طوله إلى 18 مترًا (59 قدمًا)، أما أطول الديناصورات بلا منازع فيبدو أنه الديناصور ثنائي التقعّر "أمفيكولياس"، الذي يُعرف عن طريق قوس فقريّة واحدة فقط وُصفت عام 1878 وهي الآن مفقودة. يُحتمل أن هذا الديناصور وصل طوله إلى 58 مترًا (190 قدمًا) وفاق وزنه 120000 كيلوغرام (260000 رطل). كان الديناصور الفقري "سبينوصور" أكبر اللواحم بلا منازع حيث تراوح طوله بين 16 و 18 مترًا (بين 50 و 60 قدمًا)، ووصل وزنه إلى 8150 كيلوغرام (18000 رطل). ومن اللواحم الضخمة الأخرى: ديناصور الريح الجنوبية العملاق "جيجانوتوصور"، الديناصور حاد الأسنان "كاركارادونتوصور"، وملك الزواحف الطاغية "تيرانوصور". كانت أصغر الديناصورات، باستثناء الطيور المعاصرة، تصل إلى حجم الحمام المستأنس. ومن الديناصورات الصغيرة المميزة: الديناصور شبه الطائر "أنتشيورنيس" والديناصور المتباهي "إيبيدكسيبتركس"، الذان لا يفوق طول هيكلهما العظمي 35 سنتيمترًا (1.1 قدم). يُعتبر الأنتشيورنيس أصغر الديناصورات حجمًا حاليًا بعد أن وُصفت عينة تعود لفرد بالغ قُدّر وزنه بحوالي 110 غرامات. تشمل قائمة أصغر الديناصورات العاشبة: الديناصور صغير القرون "ميكروسيراتوس"، وديناصور ونان "ونّانوصور"، حيث يصل طول كل منهما إلى حوالي 60 سنتيمترًا (قدمين) فقط. السلوك. تُبنى تخمينات سلوك الديناصورات ونمط حياتها عادة على أحافير وموائل ومحاكات حاسوب ميكانيكيتها الحيوية، ثم بمقارنة نتائج هذا مع سلوك الحيوانات الحديثة التي تعيش اليوم أنماطاً حياتية مُشابهة للديناصورات. وبهذا فالفهم الحالي لسلوك الديناصورات يَعتمد إلى حد كبير على التخمين، ولذا فمن المُتوقع أن يَظل موضوعاً مُثيراً للجدل خلال المستقبل القريب. لكن بالرغم من ذلك، فيُوجد اتفاق عام في المُتجمع العلميّ على أن بعض أنواع السلوك الشائعة اليوم بين الطيور والتماسيح - أقارب الديناصورات الحديثة - كانت شائعة أيضاً بين الديناصورات. اكتشف أول دليل مُحتمل على عيش الديناصورات في قطعان عام 1878، عندما عُثرَ على 31 إغوانودون اعتقد لاحقاً أنهم هلكوا معاً بيرنيسارت - بلجيكا بعد أن سقطوا في شق أرضي عميق ومغمور بالماء. وفي الفترة التي تبعت ذلك اكتشفت عدة مقابر جماعية أخرى لديناصورات. وتشير هذه المَواقع إلى أن الحياة القطيعية كانت شائعة عند العديد من أنواع الديناصورات. وتشير أيضاً مئات أو حتى آلاف آثار أقدام بعض أنواع هذه الزواحف التي عُثرَ عليها حول العالم إلى أن بطيات المنقار (الهادروصورات) ربما تحركت في قطعان عَظيمة معاً، مثلها في ذلك مثل البيسون الأمريكي والظبي القفّاز. تدل آثار بعض الصوربودات على أن هذه الديناصورات كانت تهاجر معاً ضمن مَجموعات تتألف من عدة أنواع مُختلفة، وقد كانت تحدث هذه الهجرات في مَكان واحد على الأقل هو أوكسفوردشاير - إنكلترا، وذلك مع أنه لا يُوجد دليل على وُجود جماعات الديناصورات معاً بحد ذاته. ربما احتشدت الديناصورات في قطعان كبيرة في بعض الأحيان لعدة أغراض بما في ذلك الحصول على الحماية لنفسها ولأطفالها أو للهجرة. وقد عثر على دلائل تشير إلى أن العديد من أنواع الديناصورات - بما في ذلك العديد من الثيرابودات والصوربودات والأنكيلوصورات وذوات القرون والأورنيثوبودات - اجتمعت في بعض الأحيان في مَجموعات تتألف بالكامل من الديناصورات غير البالغة. ومن أمثلة المواقع التي اكتشفت فيها بقايا هذه المَجموعات منغوليا الداخلية التي عُثرَ فيها على أكثر من 20 ديناصور ساينورنيثوميمس، جميعهم تتراوح أعمارهم من سنة إلى 7 سنوات. وقد خمن العلماء أن هذه المجموعة كانت قطيعاً من الديناصورات التي غرقت في الوحل. ذهب تخمين قطعانية الديناصورات هذا إلى أبعد من ذلك أيضاً فوصل إلى اللواحم، فقد ظهرت توقعات بأن بعض أنواع الثيرابودات كانت تعمل معاً في جماعات لصيد الفرائس الكبيرة. لكن بالرغم من ذلك، فنمط الحياة هذا ليس مَوجوداً عند أقارب الديناصورات الحديثة (وهي بشكل رئيسي التمساحيات والزواحف الأخرى بالإضافة إلى الطيور) مع أنه توجد بعض الاستثناءات القليلة، وأيضاً يُمكن تفسير الدلائل التحجرية التي تشير إلى أن بعض الثيرابودات كانت تصطاد بشكل جماعي مثل الداينونيكس والألوصور على أنها مُجرد نتيجة للنزاعات الدامية بين الحيوانات على الفريسة، وهو أمر يُرى عند العديد من ضواري ثنائيات الثقوب الحديثة. برهن اكتشاف الإحاثي جاك هورنر عام 1978 لعش ماياصورا في مونتانا على أن الاعتناء الأبوي ظل مَوجوداً لفترة طويلة بين الديناصورات بعد أن ظهر في البداية بين الأورنيثوبودات. عثرَ أيضاً على دلائل تشير إلى أن بعض الديناصورات الطباشيرية الأخرى كانت تعشش معاً في جماعات كبيرة، مثل الصوربودات التايتانوصورية الباتاغونية التي اكتشف عام 1997. اكتشف الأوفيرابتور المنغولي سيتيباتي عام 1993 في موضع تفقيس شبيه بمواضع تفقيس الدجاج، مما يَعني أنه كان مُغطى بطبقة عازلة من الريش كانت تحافظ على حرارة البيض. ولم يَكن هذا الاكتشاف الوَحيد الذي عزز أدلة وُجود الاعتناء الأبوي عند الديناصورات، فمثلاً عُثرَ على بقايا لمجموعة من السيتاكوصورات تتألف من فرد بالغ و34 يَافع عام 2004، وربما يَعود سبب كثرة الحيوانات اليَافعة في هذه الحالة هو كون ذلك المَوقع مكان تعشيش مُشترك للسيتاكوصورات. وبالإضافة إلى ذلك، فقد عُثرَ على جنين ديناصور ماسوسبونديلوس بدون أسنان عام 2005، مما يُشير إلى أن الاعتناء الأبوي كان ضرورياً أحياناً لتغذية الديناصورات اليافعة. تدل أيضاً بعض آثار الأقدام المُكتشفة في جزيرة سكاي شمال غرب اسكتلندا على السلوك الأبوي اتجاه الأطفال عند الأورنيثوبودات. وفضلاً عن كل هذا فقد اكتشفت عموماً بقايا أعشاش وبيوض لمُعظم مَجموعات الديناصورات الكبيرة، ويَبدو أنه من المُرجح أن الديناصورات كانت تتواصل بشكل أو بآخر مع أطفالها بطريقة مُشابهة لطريقة الطيور والتماسيح الحديثة. ربما كانت أعراف وأهداب بعض الديناصورات - مثل الثيروبودات والهادروصوريات - هشة جداً لكي تستخدم كوسائل دفاع أساسية، ولذا فمن المُرجح أكثر أنها كانت تُستخدم للاستعراض أثناء التزاوج لجذب الإناث أو أثناء المَعارك لإخافة المُهاجمين، ومع ذلك فلا يَعرف العلماء سوى القليل عن التزاوج وتحديد المناطق عند الديناصورات. لكن تشير بعض جراح الرأس التي خلفتها عضات على جماجم ديناصورات إلى أن الثيروبودات - على الأقل - كانت تدخل في معارك ونزاعات عنيفة بين بعضها البعض. اكتشفت عام 1971 في صحراء غوبي بقايا تعد واحدة من أكثر أحافير الديناصورات نُفساً لدراسة سلوك هذه الحيوانات. فتتضمن هذه البقايا أحافير لفيلوسيرابتورٍ يُهاجم بروتوسيراتوبساً، مما يُعطي للإحاثيين دليلاً على أن الديناصورات كانت بالفعل تهاجم بعضها البعض. ومن الدلائل المُكتشفة الأخرى على مُهاجمة الديناصورات لفرائس حية ذيل إدمونتوصور (وهو ديناصور هادروصوري) معافى جزئياً بعد تأذيه من شيء ما، والطريقة التي تأذى بها الذيل تظهر أن تيرانوصورا عضه لكن الحيوان استطاع النجاة بالرغم من ذلك. أثبت العلماء أيضاً باكتشاف آثار أسنان عُثر عليها في مدغشقر عام 2003 وُجود وحشية (التهام حيوان ما لآخر من نفس نوعه) عند بعض أنواع الديناصورات مثل ثيروبود ماجونغاصور. بناءً على دلائل الأحافير الحالية من ديناصورات مثل الأوريكتودروميوس، يَبدو أن بعض الأنواع العاشبة من هذه الحيوانات عاشت حياتها جزئياً في جحور تحت الأرض، بينما من المُتحمل أن بعض الأنواع الأخرى الشبيهة بالطيور ربما كانت شجرية (تتسلق الأشجار) خصوصاً الدرومايوصوريات البدائية مثل الميكرورابتور. لكن بالرغم من ذلك، فيَبدو أن مُعظم الديناصورات كانت تعتمد على التحرك فوق الأرض بشكل أساسي. ولذا فإن الفهم الجيد لكيفية تحرك هذه الحيوانات على الأرض هو المفتاح للحصول على نماذج حول سلوكها ونمط حياتها، وبشكل خاص يُعطي علم الميكانيكا الحيوية معلومات بهذا الخصوص. فمثلاً، دراسة القوة التي كانت تبذلها عضلات الديناصورات لتحريك أطرافها وتأثير الجاذبية على بنية هياكلها العظمية يُمكنها أن تعطي فكرة حول السرعة التي استطاعت هذه الزواحف الجري بها، وإذا ما كانت تستطيع الديبلودوكسيات إصدار صوت موجة صدمة بتحريكها لذيلها كمروحة، وإذا ما كانت الصوربودات تستطيع العوم على الماء أم لا. التواصل وإصدار الأصوات. لا تزال طبيعة التواصل بين الديناصورات تُشكل مسألة يكتنفها الغموض، ومجالاً دراسيًا جذّأبًا بالنسبة للعلماء. أقدم عالم الأحياء القديمة الأمريكي "فيل سنتر" في سنة 2008 على دراسة الأدلة المتوافرة المتعلقة بمقدرة حيوانات حُقب الحياة الوسطى، بما فيها الديناصورات، على إصدار الأصوات، فتبين له أنه على العكس مما هو شائع بين الناس، وما تُظهره الأفلام السينمائية، فإن معظم الديناصورات لم تكن قادرة على إصدار أية أصوات على الإطلاق. يُفيد سنتر أنه قام بدراسة توزّع الأعضاء التي تصدر أصواتًا عند كل من الزواحف والطيور، فاكتشف أن الحبال الصوتيّة بداخل الحنجرة يظهر أنها تطوّرت عدّة مرّات عند الزواحف، بما فيها التمساحيات، القادرة على إصدار زئير من حلقها، أما الطيور فهي عديمة الحنجرة، لذا فهي تُصفّر وتغرّد باستخدام عضو آخر يُعرف باسم المصفار، وهذا العضو لا يوجد إلا عند الطيور ولا يرتبط بالحنجرة من قريب أو بعيد، لذا يمكن القول أنه تطوّر بشكل مستقل عن تطور الأعضاء الصوتيّة عند الزواحف. يعتمد المصفار على نظام تشريحيّ مميز عند الطيور يُطلق عليه تسمية "نظام الكيس الهوائي"؛ فإن فقد طائر ما الكيس الهوائي الترقوي الواقع بالقرب من عظم الترقوة، فسيستحيل أبكمًا. يمكن التأكد من وجود هذا الكيس الهوائي عند كائنات منقرضة عن طريق العلامات المميزة أو الفجوات التي يُحدثها للعظام، وبشكل رئيسي الفجوة على العضد، وعند الديناصورات تشير الأدلّة إلى امتلاكها نظم أكياس هوائية معقدة، إلا أن جميع الأجناس والفصائل، عدا جنس واحد، لا يظهر أنها امتلكت كيسًا هوائيًا ترقويًا يُساعدها على إصدار أي صوت ذا شأن. أما الجنس المستثنى فهو جنس الديناصورات هوائيّة العظم التي يظهر أنها طوّرت كيسًا هوائيًا ترقويًا بمعزل عن الطيور لأسباب أخرى لا تتعلق بإصدار الأصوات. إن أقدم الحيوانات التي تفيد الأدلّة أنها كانت قادرة على إصدار الأصوات باستخدام المصفار هي ما يُعرف بالطيور النقيضة ، ويُحتمل أن أي أركوصور طيريّ آخر سابق لها لم يكن قادرًا على إصدار أي صوت. تفيد الكثير من الأدلّة أن الديناصورات كانت تتواصل بصريًا عوض أن تتواصل سمعيًا، وذلك عن طريق بعض خصائصها الجسديّة المميزة، مثل القرون والأهداب والأعرف وأشرعة الظهر والريش، التي يُحتمل أنها كانت ذات ألوان لامعة تلفت النظر، وفي هذا شبه بسلوك بعض مجموعات الزواحف المعاصرة مثل السحالي، فالكثير من أنواعها صامت تمامًا أغلب الأحيان، لكنه يتواصل مع بني جنسه وغيره من الكائنات باستخدام عروض جسدية تتمحور حول استعمال ألوان جسديّة فاقعة، بل أن البعض مثل الحرابي له القدرة على تغيير لونه وفقًا لحالته النفسيّة، فيكون لونه وهو خائف مختلفًا عن لونه وهو في حالة الاسترخاء. يقول سنتر وغيره من أنصار نظريته، أنه على الرغم من عدم مقدرة الديناصورات على إصدار الأصوات، فإن بعضها قد يكون لجأ إلى وسائل أخرى لإصدار الصوت بهدف التواصل، فالكثير من الحيوانات المعاصرة بما فيها الزواحف والطيور، تُصدر أصواتًا عديدة لا ملفوظة، منها الهسهسة، صرير الفكين أو الطقطقة بهما، اللجوء إلى ما تقدمه البيئة من حولها كرشّ المياه، أو خفق الجناحين، والأسلوب الأخير يُحتمل أن تكون الديناصورات ذات الأيادي السالبة لجأت إليه كونها كانت ديناصورات مجنحة. تقترح بعض الدراسات أن الديناصورات بطيّة المنقار العرفيّة أو اللامبيوصوريات كانت تستخدم عرفها الأجوف كغرفة تردد صدى أصواتها المختلفة، غير أن سنتر يقول أن هكذا غرف صوتيّة موجودة عند بعض الكائنات المعاصرة، وأن الأخيرة تستخدمها لتفخيم أو تعميق بعض الأصوات غير الملفوظة مثل الهسهسة، ومن أبرز الكائنات عديمة الأوتار الصوتية: الأفاعي، فهي تمتلك غرفًا صوتيةً في جمجمتها تساعدها على تفخيم فحيحها بحال أصبح ما يتهددها من خطر قاب قوسين أو أدنى. الفيزيولوجيا. دار جدال حاد بين العلماء منذ عقد الستينيات من القرن العشرين، وما زال، يتعلّق بما إذا كانت الديناصورات قادرة على تعديل درجة حرارة جسدها بنفسها أم غير قادرة على ذلك. كان العلماء يجمعون في بداية الأمر أن هذه الكائنات لم تكن قادرة على تعديل حرارتها بنفسها على الإطلاق، لذا فقد صنفوها على أنها من ذوات الدم البارد. غير أن بعض الدلائل الجديدة ظهرت مؤخرًا، وهي تدعم الافتراض العكسي، لذا فإن الأغلبية الساحقة من العلماء أصبحوا يوافقون على أن الديناصورات كانت من ذوات الدم الحار، وأصبح الجدال يتركز حول آلياتها الجسدية وتأقلماتها التي خُصصت لتعديل حرارتها. افترض علماء الأحياء القديمة أن الديناصورات من ذوات الدم البارد عندما اكتشفت أوّل الأحافير، وكان هذا أحد الأسباب التي دفعتهم إلى إطلاق تسمية "السحالي الرهيبة" عليها. جعلت هذه النظرية العلماء يفترضون أن الديناصورات كانت كائنات بطيئة الحركة وبليدة مقارنة مع الزواحف المعاصرة، التي تحتاج إلى مصدر خارجي باعث للحرارة حتى تستطيع رفع درجة حرارتها. ظلّت النظرية القائلة بأن الديناصورات ذات دم بارد نظرية سائدة حتى سنة 1968، عندما نشر عالم الأحياء القديمة الأمريكي، "روبرت ت. باكر"، وهو من الداعمين للنظرية العكسيّة، مقالةً مفصلة تتحدث عن هذا الموضوع وأسباب إيمانه بها، فكان لها كبير الأثر في تغيير واستبدال نظرية الدم البارد التي دامت طيلة سنوات. تفيد الأدلّة الحديثة أن الديناصورات كانت قادرة على البقاء في المناطق ذات المناخ المعتدل والحرارة الألطف، وهذه المناطق تُعتبر باردةً بالنسبة للكثير من أنواع وفصائل الزواحف والسحالي، لذا يُمكن القول أن بعض أنواع الديناصورات على الأقل كانت قادرة على تعديل درجة حرارة جسدها باستخدام تأقلمات جسدية داخلية. ومن الأدلّة التي تدعم نظرية الدم الحار لدى الديناصورات، اكتشاف ديناصورات قطبيّة في إستراليا والقارة القطبية الجنوبية، وهذه لا شك أنها كانت تعاني من شتاء طويل قارس يدوم ستة أشهر، ولولا استطاعتها التحكم في حرارة جسدها كما الطيور والثدييات لكانت نفقت. أضف إلى ذلك أن أنواعًا كثيرة مريّشة تم اكتشافها، وهذه يُحتمل أن يكون ريشها قد وفّر لها عازلاً حراريًا طبيعيًا، أيضًا أظهرت تحاليل بنية الأوعية الدموية بداخل عظام الديناصورات، أنها مماثلة لتلك الخاصة بذوات الدم الحار. تفيد بنية الهياكل العظمية للواحم الثيروبوديّة وغيرها من الديناصورات، أنها كانت تعيش حياةً نشطة تلائم الأوعية الدموية والقلب الخاص بكائن من ذوات الدم الحار بشكل أفضل من ذوات الدم البارد، بينما تبيّن أن طويلات العنق كان لها خصائص شبيهة بخصائص ذوات الدم البارد أكثر من نقيضتها. يقول العلماء أنه من المؤكد كون بعض الديناصورات حارة الدم وبعضها الآخر بارد الدم، وما زال الجدال قائمًا حول تصنيف الأنواع وفق هاتين الفئتين. من الأمور التي تزيد الجدال تعقيدًا هو أن خاصيّة الدم الحار تظهر عند الكائنات الحية بسبب أكثر من تأقلم جسديّ واحد فقط. يقوم معظم العلماء بمقارنة الديناصورات بالثدييات والطيور متوسطة الحجم لتفسير تأقلمها الجسدي مع خاصية الدم الحار، حيث يقولون أنها، كما تلك الكائنات المعاصرة، كانت تصرف طاقتها التي تتحصل عليها من الغذاء لرفع درجة حرارة جسدها بما يفوق درجة حرارة محيطها. إلا أن هذه النظرية تعترضها مشكلة أخرى، فإن كانت الديناصورات ستقارن بالحيوانات المعاصرة، فإنها كانت ستعاني من ذات المشاكل أو تمتلك ذات التأقلمات الحرارية التي يفرضها عليها حجمها، فالثدييات والطيور الصغيرة على سبيل المثال تمتلك غطاءً عازلاً للحرارة على جسدها، من شاكلة الفراء والريش، أو الدهون، أما الثدييات الضخمة مثل الفيلة، فتواجه مشكلة الحفاظ على حرارتها بسبب بنيتها الكبيرة، حيث أن بنية الحيوان كلما ازدادت، قلّت نسبة الحرارة التي يلفظها الجلد، الأمر الذي يجبر الحيوان على التأقلم أو البحث عن أساليب أخرى لتخفيض درجة حرارته، وفي حالة الفيلة، فإن البالغة منها تمتلك شعرًا خفيفًا على كافة أنحاء جسدها، وآذانها كبيرة تستخدمها للتهوئة، كما أنها تقوم بالتمرغ بالماء والوحل على الدوام. يُحتمل أن تكون الديناصورات الضخمة قد عانت من ذات المشكلة الأخيرة؛ فحجمها الكبير يفيد بأنها كانت تفقد الحرارة بشكل بطيء، لذا فإنها كانت لتعاني من ارتفاع حرارتها لو لم تمتلك تأقلمًا جسديًا خاصًا، يُرجح بعض العلماء أن يكون مقدرتها على اكتساب الحرارة من محيطها أو فقدانها بدرجة أسرع من الكائنات الأصغر حجمًا، إلا أن هذه النظرية لا تُفسّر كيفيّة تعديل الفصائل العديدة ذات الأحجام الصغيرة حرارة جسدها. أظهرت التصويرات المقطعية المحوسبة الحديثة للتجويفات الصدريّة الخاصة بالديناصورات وجود ما يُشبه بقايا قلب ذي أربع حجرات شديد الشبه بقلب الطيور والثدييات المعاصرة. تعرّضت هذه النتيجة ومن قال بها إلى انتقاد لاذع في المجتمع العلمي، وذلك بسبب الدراسة التي صنفها كثيرون ضعيفة لا يمكن الاستناد إلى نتائجها، وأنها مجرّد أمنيات لناس خبراء. يرد القائلين بهذه النظرية أنها وإن كانت نتائجها صوريّة، إلا أنه على الرغم من ذلك، فإن التمساحيات والطيور المعاصرة، وهي أقرب الكائنات للديناصورات، تمتلك قلبًا ذي حجرات أربع، لذا لا يُستبعد امتلاك الديناصورات خصائص مماثلة. بقايا الأنسجة الحيوية والحمض النووي. كُشف النقاب عن إحدى أفضل المستحثات ذات الأنسجة الحيوية المحفوظة في سنة 1998، وكان هذا الأحفور يعود لفرخ ديناصور مخلب سكيبيو "سكيبيونكس" عُثر عليه في منطقة "بترارويا" في إيطاليا، وقد ظهرت فيه أجزاء من الأمعاء والقولون والكبد والعضلات والقصبة الهوائية. أعلنت عالمة الأحياء القديمة الأمريكية، "ماري هيجبي شويتزر"، في عدد شهر مارس لسنة 2005 من مجلة العلوم الأكاديمية، أنها اكتشفت وفريقها موادًا طيّعة تشبه الأنسجة الحيوية الطبيعية بداخل عظمة ساق تيرانوصور تبلغ من العمر 68 مليون سنة، عُثر عليها في التكوينة الصخريّة المعروفة باسم "تكوينة جدول الجحيم" (بالإنجليزية: Hell Creek Formation) في ولاية مونتانا، وقد قام الفريق بتمييه هذه الأنسجة بعد استخراجها لغرض دراستها. بعد أن قام العلماء بتنظيف تلك العظمة طيلة أسابيع عدّة لاستخراج ما علق فيها من تراب ومعادن، تبيّن أن فيها عدد من البنى السليمة، من شاكلة الأوعية الدموية ومصفوفات وألياف عظميّة، كذلك أظهرت الفحوصات الدقيقة تحت المجهر أن هذه الأنسجة الحيوية المفترضة حافظت على بنيتها الدقيقة حتى على المستوى الخليوي. وعلى الرغم من كل هذا، فإن طبيعة وتكوين هذه المواد التي عُثر عليها لا تزال غير واضحة، وما زال العلماء منكبون على دراستها. قال الدكتور طوماس كاي من جامعة واشنطن بتاريخ 30 يوليو سنة 2008 أن المواد التي عُثر عليها في عظمة ساق التيرانوصور ليست بأنسجة حيوية على الإطلاق بل بيوفيلم تكوّن بعد أن شمّعت البكتيريا الفراغات حيث كانت الأنسجة الحيوية والخلايا تقع. كذلك أفاد الباحثون أن ما اعتقد أنه بقايا خلايا دموية بفعل احتوائه على ذرّات حديديّة، إنما هو في واقع الأمر أجسام كرويّة دقيقة تحمل ذرّات حديد اكتُشفت في الكثير من مستحثات كائنات منقرضة أخرى مثل الأمونيت. وكان وجود هذه الأجسام في بعض أنحاء جسد الأمونيت حيث لا وجود لأوعية دموية مفتاح الاستنتاج الذي توصّل إليه كاي، وهو أنه لا يمكن ربط وجودها بوجود أوعية دموية. أفاد بعض العلماء مرتين فقط أنهم تمكنوا من استخراج حمض نووي سليم من مستحثات تعود لديناصورات، إلا أنه عند التدقيق بهذه الإدعاءات تبيّن أنها غير موثوقة. إلا أنه تمّ الاستدلال على شكل الببتيد في أحماضها الأمينية عبر تحليل تاريخ نشوئها وتطورها بالاستناد إلى سلسلة مورثات أقرب أقاربها المعاصرة من طيور وزواحف. إضافة إلى ذلك تمّ الإدعاء بتأكيد وجود عدد من البروتينات، بما فيها الهيموجلوبين، في عدد من المستحثات. الريش وأصل الطيور. كان عالم الأحياء البريطاني، طوماس هنري هكسلي، أوّل من افترض أن الطيور هي سليلة الديناصورات المباشرة، وذلك في عام 1868، لكن المجتمع العلمي تخلّى عن هذه الفكرة في أوائل القرن العشرين بعد أن نشر الدكتور وعالم الأحياء القديمة الدنماركي، جيرهارد هيلمان، مؤلفه الذي تحدّث فيه عن أصل الطيور ونشوئها، حيث قال بأنها تتحدر مباشرة من الزواحف غمديّة الأسنان، أسلاف الديناصورات، وكان دليله على ذلك انعدام الترقوة عند الديناصورات ووجودها لدى الطيور. أظهرت الاكتشافات اللاحقة خطأ هذه الافتراضية، حيث عُثر على هياكل عظمية ذات ترقوات، أبرزها هيكل كاسر البيض "أوڤيرابتور" الذي عُثر عليه سنة 1924، وتبيّن أن العلماء السابقين أخطأوا بين ترقوات كل الهياكل المكتشفة سابقًا واعتقدوا بأنها عظام بين ترقوية. أعاد الدكتور جون أوستروم إحياء نظرية أصل الطيور الديناصوري خلال عقد السبعينيات من القرن العشرين، وقد لاحقت هذه النظرية رواجًا واستحسانًا كبيرًا خلال العقود التالية، خصوصًا بعد التطوّر الكبير الذي طرأ على أساليب تحليل الفروع الحيوية، وبعد اكتشاف الكثير من أنواع الديناصورات الثيروبوديّة الصغيرة المريشة والطيور البدائية، ومن أبرز هذه الاكتشافات: الأحافير من تكوين "تشيان" الصخري في منطقة لياونينغ في الصين، وهي تضم ثيروبودات صغيرة متعددة بالإضافة إلى طيور بدائية. تتشارك الطيور مع الثيروبودات في أكثر مائة خاصية تشريحية، الأمر الذي يدفع العلماء حاليًا لاعتبار الأخيرة أقرب ما يكون من أسلاف الطيور، ويضيفون أن الديناصورات ذات الأيادي السالبة هي الأقرب إليها. اقترحت قلة من العلماء مسارًا تطوريًا آخرًا للطيور، ومنهم من قال بنظرية هيلمان، وقال آخرون أن ذات الأيادي السالبة هي بالفعل أسلاف الطيور، إلا أنها نفسها ليست بديناصورات، بل مجموعة كائنات تطورت تطورًا متوازيًا مع الديناصورات. الريش. عاشت الطيور الحقيقية الأولى في زمن الديناصورات، وكانت مكسوّة بالريش ويصل حجمها لحجم الغراب، وكانت لها أسنان مثل أسنان الزواحف، كما كانت لها أذناب مثل أذناب السحالي، وهذه الأذناب كانت مغطاةً بالريش كذلك الأمر، وقد استدل العلماء على جميع هذه المعطيات من خلال عينة أحفورية تم العثور عليها سنة 1861 في جنوب ألمانيا تمثّل كائنًا شبيهًا بالسحالي إلا أن طبعات ريشه كانت شديدة الوضوح، فقال الخبراء أنه صلة الوصل والحلقة المفقودة بين الزواحف والطيور، وأطلقوا عليه تسمية "الطائر العتيق" . ظهر هذا الاكتشاف بعد سنتين فقط من نشر تشارلز داروين مؤلفه العلمي "أصل الأنواع" (بالإنجليزية: The Origin of Species)، وقد أثار هذا الاكتشاف جدالاً حادًا جديدًا بين العلماء والأشخاص المؤمنين بنظرية التطور وأولئك المؤمنين بنظرية الخلق. إن هذه الكائنات شديدة الشبه بالديناصورات، لدرجة أن إحدى النماذج التي لا تظهر فيها طبعات الريش واضحة، أخطأ العلماء وقامو بتصنيفها على أنها تعود للديناصور مشذب الفك "كومبسوغناثوس". اكتشف العلماء عددًا كبيرًا من الديناصورات المريشة خلال عقد التسعينيات من القرن العشرين، الأمر الذي دعم النظرية القائلة بأنها أسلاف الطيور بشكل أكبر. وقد عُثر على معظم هذه المستحثات في تكوين "تشيان" الصخري في منطقة لياونينغ، شمالي شرق الصين، التي كانت تُشكل جزءًا من جزيرة قاريّة خلال العصر الطباشيري. يقول العلماء أنه على الرغم من أن الديناصورات المريّشة هي بمعظمها ديناصورات طيريّة، فإنه يُحتمل أن تكون الديناصورات غير الطيريّة أو بعض أنواعها وفصائلها قد اكتسى بالريش. تنقسم الديناصورات المريّشة إلى فئتين: ذوات الريش البدائي، وذوات الريش النصلي، والأولى غير معروفة إلا من فصائل من قاعدة مجموعة العظاءات الحلقية ريشها نحيف ذي بنية خيطية، من شاكلة: الديناصورات مشذبة الفك وزاحفيّة الجناح الصينية ، أما الثانية فهي معروفة من مجموعة ذات الأيادي السالبة وهي تشمل فصائل عديدة مثل كواسر البيض وجارحة الأسنان والطيور المعاصرة. لم تنجو نظرية الديناصورات المريشة من الانتقاد اللاذع، فقد قال بعض العلماء أن آثار الريش البدائي ماهي إلا ألياف كولاجينية متحللة كانت تُشكل جزءًا من أهاب تلك الكائنات، وإن ذات الأيادي السالبة التي تظهر ارتباطًا وثيقًا بالطيور ليست ديناصورات على الإطلاق بل كائنات تطورت بشكل مواز للديناصورات، إلا أن هذا الرأي ما زال مرفوضًا من الأغلبية الساحقة من العلماء، لدرجة أن بعضهم يشك في مدى علميّة ما قيل. الهيكل العظمي. تعدّ الديناصورات المريشة صلة الوصل بين الطيور والزواحف بما أنها تمتلك أبرز سمات الطيور المعاصرة، ألا وهي الريش. إلا أن البنية العظمية لكلا الأصنوفتين هي ما يمثل الدليل الحاسم على هذا الافتراض بالنسبة للعلماء، حيث أن هناك مواقع عديدة في الهياكل العظمية للطيور والديناصورات ذات شبه عظيم، ومنها: العنق، الحوض، المعصم، الذراع، الحزام الصدري، الفريقة، وعظم الصدر أو رافدة القص. يمكن التأكد من مدى وثق العلاقة بين الديناصورات والطيور عند مقارنة هياكلها العظمية من خلال تحليل ودراسة الأفرع الحيوية. الأعضاء الداخلية. كان للديناصورات اللاحمة الكبرى نظام أكياس هوائية معقد شبيه بذاك الخاص بالطيور المعاصرة، وفقًا لدراسة قام بها الدكتور باتريك أوكونر من جامعة أوهايو، ويفيد الأخير بأنه يُحتمل أن تكون رئات الديناصورات الثيروبوديّة تنفخ الهواء في أكياس فارغة موجودة داخل هيكلها العظمي كما في حالة الطيور، حيث قال: . قام العلماء بوصف نوع جديد من الديناصورات في سنة 2008 أطلقوا عليه تسمية "الديناصور هوائي العظم" ("Aerosteon riocoloradensis") وذلك في النشرة العلمية الإلكترونية "PLoS ONE"، حيث قالوا أن هيكله العظمي يقدم أفضل دليل حتى الآن على وجود ديناصورات ذات أعضاء تنفسيّة شبيهة بالأعضاء التنفسية عند الطيور، بعد أن أظهر التصوير المقطعي المحوسب لهذا الهيكل العظمي وجود أكياس هوائية في تجويفه. من الأدلّة الأخرى التي يستدل بها العلماء على مدى قرابة الديناصورات والطيور، هي استخدام كلا الأصنوفتين لما يُعرف باسم "حصوات القانصة" أو "حصوات الأحشاء"، وهي الحصى التي تبتلعها الحيوانات لتساعدها على الهضم عبر طحن وتكسير الغذاء والألياف القاسية عن طريق تقلبها داخل المعدة، وقد عُثر على عدد من هذه الحصوات داخل بعض الأحافير للديناصورات والطيور القديمة على حد سواء. البيولوجيا الإنجابية. أدّى اكتشاف بعض الخصائص الإنجابيّة في الهيكل العظمي للتيرانوصور إلى دعم النظرية القائلة بأن الديناصورات والطيور تطورت من سلف مشترك بشكل أكبر من السابق، كذلك سمح هذا الاكتشاف للعلماء أن يقوموا بتحديد جنس ديناصور لأول مرّة. تتخلص نتيجة هذا الاكتشاف بأن إناث التيرانوصور كانت تضع بيضها بطريقة مماثلة لطريقة الطيور، فإناث الطير تنمو لها غظمة مميزة بين القسم الخارجي الصلب من العظم ونخاعها، يُطلق عليها تسمية "العظمة النخاعيّة"، وهي عظمة غنيّة بالكالسيوم تُساعد في تكوين قشر البيض. وقد لاحظ العلماء وجود أنسجة عظميّة تبطّن التجاويف النخاعيّة في بعض أجزاء الطرف الخلفي من عينة التيرانوصور هذه، مما يعني أنه يُحتمل أن تكون قد استخدمت هذه الخاصية لوضع بيضها تمامًا كما تفعل الطيور. أظهرت أبحاث أخرى وجود هذه العظمة النخاعيّة عند فصائل أخرى من الديناصورات مثل الألوصور والتينونتوصور، وبما أن مسار النشوء والتطور الذي سلكته الألوصورات والتيرانوصورات بعيد عن ذاك الذي سلكته التينونتوصورات، فإنه يمكن القول بأن جميع الأجناس والفصائل امتلكت عظمًا نخاعيًا. عُثر على هذه العظام في عينات يافعة لمّا تصل بعد إلى حجمها الكامل، مما يعني أن الديناصورات كانت تبلغ جنسيًا بشكل سريع مقارنة بغيرها من الحيوانات الضخمة. السلوك. أظهرت إحدى المستحثات المكتشفة حديثًا ديناصورًا من جنس جارحة الأسنان ورأسه تحت يديه، وقد قال الخبراء أن هذه الوضعيّة ماهي إلاّ وضعية النوم، وبالتالي فإن هذا الحيوان بالذات نفق أثناء نومه، ويُلاحظ أن الطيور المعاصرة تنام في كثير من الأحيان ورأسها تحت جناحها، الأمر الذي يُساعدها على الدفء، لذا لعلّ هذه الخاصيّة السلوكيّة إحدى الخصائص التي توارثتها الطيور من أسلافها الديناصورات. الانقراض. اندثرت الديناصورات غير الطيريّة من على وجه الأرض بشكل مفاجئ منذ حوالي 65 مليون سنة، ومعها اختفت مجموعات أخرى عديدة من الحيوانات، بما فيها: الأمونيتات، الزواحف السمكية، الزواحف الميزية أو الموزاصورات، البلصورات، والزواحف المجنحة أو البتروصورات، بالإضافة لأغلب أصناف الطيور وفصائل عديدة من الثدييات. يُعرف حدث الانقراض الجماعي هذا باسم "حدث انقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني"، وقد كان موضع جدال كبير للعلماء منذ عقد السبعينيات من القرن العشرين؛ الأمر الذي وفّر عدد من النظريات المختلفة الموجودة حاليًا والتي تحاول تفسير ما حدث. أبرز هذه النظريات وأوسعها انتشارًا هي تلك المعروفة "بحدث الاصطدام" وتتلخص في أن كويكبًا ضخمًا ضرب الأرض وفتك بكثير من أشكال الحياة، إلا أن بعض العلماء يدعم نظريات أخرى، وبعضهم الآخر يقول بأن عددًا من العوامل من نظريات مختلفة تضافرت مع بعضها البعض وأفنت الديناصورات. تغيّر المناخ. لم يكن هناك من قلنسوات جليدية عند القطبين خلال ذروة الدهر الوسيط، ويُقدّر العلماء أن مستوى البحر كان أعلى من مستواه الحالي بمقدار يتراوح بين 100 إلى 250 متر (300 إلى 800 قدم)، كذلك كانت درجات الحرارة أكثر تقاربًا من بعضها، حيث كانت الحرارة عند القطبين تختلف عن الحرارة عند خط الاستواء بفارق 25 °مئوية (77 °فهرنهايت)، أما درجات الحرارة في الغلاف الجوي فكانت أعلى من معدلها الحالي بكثير، ففي القطبين على سبيل المثال كانت درجات الحرارة تفوق معدلها الحالي بحوالي 50 °مئوية (122 °فهرنهايت). كانت تركيبة الغلاف الجوي أثناء الدهر الوسيط مختلفة كذلك الأمر عمّا هي عليه اليوم، حيث كانت نسبة ثاني أكسيد الكربون أعلى باثني عشر مرة من معدلاتها الحالية، وتراوحت نسبة الأكسجين بين 32% و 35% من إجمالي مكونات الغلاف، مقارنة بنسبة 21% حاليًا. أخذت بيئة كوكب الأرض تتغير بشكل جذري خلال أواخر العصر الطباشيري، فتراجعت نسبة الثورات البركانية بشكل كبير، مما جعل حرارة الأرض تبدأ بالانخفاض تدريجيًا مع انخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون بالجو، كذلك أخذت معدلات الأكسجين تتراجع بشكل ملحوظ، وفي نهاية المطاف انخفضت بشكل عظيم. يفترض بعض العلماء أن التغيّر المناخي بالإضافة إلى انخفاض نسبة الأكسجين أدّى إلى تراجع أعداد الكثير من الأنواع، ولو كان للديناصورات أجهزة تنفسية شبيهة بأجهزة الطيور المعاصرة، فلعلّها واجهت وقتًا عصيبًا خلال هذه الفترة لعدم تمكنها من التنفس بشكل جيّد بفعل تعطش أجسادها الضخمة لكميات كبيرة من الأكسجين. حدث الاصطدام. اقترح البروفيسور والتر ألڤاريز في سنة 1980 فرضية مفادها أن كويكبًا اصطدم بالأرض في أواخر العصر الطباشيري منذ حوالي 65.5 مليون سنة، وتسبب في اندثار الديناصورات، ويدعم ألڤاريز نظريته بقوله إن طبقات الأرض من تلك الحقبة تُظهر ارتفاعًا مفاجئًا في مستويات الإريديوم. تفيد الأدلّة العديدة التي عُثر عليها أن شهابًا متفجرًا يتراوح قطره بين 5 إلى 15 كيلومترًا (3 إلى 9 أميال) ضرب شبه جزيرة يوكاتان بأمريكا الوسطى، مما أوجد "فوهة شيكسولوب" البالغ قطرها حوالي 180 كيلومترًا (110 أميال) وقضى على أشكال متنوعة من الحياة على سطح الكوكب،. وما زال العلماء غير واثقين إن كانت الديناصورات في ذلك الحين كانت مزدهرةً أم أن أعدادها كانت تتناقص لأسباب طبيعية. يقول بعض العلماء أن اصطدام الكويكب سبب انخفاضًا حادًا غير طبيعي في درجة حرارة الجو، فيما البعض الآخر يقول العكس، أي أنه تسبب في ظهور موجة حرّ خانقة اجتاحت الكوكب. يفترض العلماء أن انقراض الديناصورات حصل في وتيرةٍ سريعةٍ للغاية، على الرغم من أن استنتاج ذلك من خلال دراسة الأحافير وحدها مستحيل عمليًا. يقول أنصار هذه النظرية أن الاصطدام تسبب في نفوق الديناصورات بشكل مباشر وغير مباشر على حد سواء، فقد قُتلت الكثير من الحيوانات فورًا بفعل الحرارة الشديدة الناجمة عن الاصطدام، ونفق ما تبقى من الديناصورات بسبب انخفاض حرارة الأرض بعد أن حُجبت أشعة الشمس بفعل الغبار الكثيف والركام الناجم عن الصدمة. قام علماء أمريكيون بالتعاون مع آخرون تشيكيّون في شهر سبتمبر من سنة 2007 بمحاولة تحديد مصدر الكويكب الذي أوجد فوّهة شيكسولوب، وباستخدام المحاكاة الحاسوبيّة واستنتجوا أن احتمال أن يكون مصدر الكويكب هو الكويكب العملاق المُسمى "المعمداني" تصل إلى 90%. يصل قطر هذا الكويكب إلى 160 كيلومترًا (100 ميل)، وهو يقع ضمن حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، ولعلّ أحد الكويكبات الأصغر حجمًا وغير المسماة بعد، والبالغ قطره 55 كيلومترًا (35 ميلاً) اصطدم به منذ حوالي 160 مليون سنة، وقد أدّى هذا الاصطدام إلى تفتيت المعمداني مما أوجد عنقودًا كويكبيًا لا يزال موجودًا حتى اليوم ويُعرف باسم العنقود المعمداني. أظهرت الحسابات أن بعض ذلك الفتات توجه نحو الأرض بعد الاصطدام، وأحدها كان حجرًا نيزكيًا ذي قطر يساوي 10 كيلومترات (6 أميال)، اخترق الغلاف الجوي واصطدم بشبه جزيرة يوكاتان منذ حوالي 65 مليون سنة، وتسبب في وجود فوّهة شيكسولوب. من التفسيرات المشابهة لانقراض الديناصورات النظرية الأكثر جدلاً والتي تقول أن عبور النجم الثنائي الافتراضي "نيميسس" سحابة أورط التي يُعتقد أنها تشكل مصدر المذنبات الرئيسي في النظام الشمسي، أدّى إلى تبعثر عدد كبير منها، واصطدام إحداها -أو ربما بعضها- بالأرض في نهاية المطاف مما تسبب بنفوق الكثير من الكائنات الحية. وكما في نظرية الكويكب، فإن حصيلة اصطدام المذنب أو هطول الكثير منها كانت انخفاض درجات الحرارة بشكل سريع تلتها فترة طويلة من البرد والصقيع أفنت معها الديناصورات الناجية من الانقراض. مصاطب الدكن. قبل سنة 2000، كان القائلون بنظرية الانقراض بفعل مصاطب الدكن البازلتيّة الفيضيّة يربطون بينها وبين النظرية القائلة بحدوث الانقراض بشكل تدريجي طيلة قرون عديدة. والمصاطب الفيضيّة هي تكوينات حممية بازلتيّة ظهر بعضها نتيجة ثوران بركاني عظيم وبعضها الآخر نتيجة ثورات متعددة، وكوّنت هضاب كثيرة وسلاسل جبليّة على مختلف القارّات، ويقول أنصار هذه النظرية أن المصاطب بدأت بالظهور منذ حوالي 68 مليون سنة، واستمرت تظهر طيلة مليونيّ عام. غير أن بعض الدلائل تشير إلى أن ثلثيّ المصاطب ظهر خلال مليون سنة فقط، أي منذ حوالي 65.5 ملايين سنة، وبالتالي فإن كانت هذه النظرية صحيحة، فإن هذا يعني أن المصاطب سببت انقراضًا سريعًا للديناصورات وليس انقراضًا تدريجيًا، حيث يُحتمل أن تكون كافّة الأنواع والفصائل قد اندثرت خلال آلاف السنين، لكن هذه الفترة تبقى طويلة على الرغم من ذلك عند مقارنتها بالفترة التي يُفترض أن الديناصورات استغرقتها لتندثر بفعل اصطدام كويكب أو مذنب بالأرض. يُحتمل أن تكون مصاطب الدكن قد ساهمت بانقراض الديناصورات عبر أكثر من وسيلة، بما في ذلك إطلاقها لكميات كبيرة من الغبار والهباء الكبريتي في الجو، الأمر الذي حجب أشعة الشمس، فلم تعد النباتات قادرة على توليد غذائها عبر عملية التركيب الضوئي، فذبل الكثير منها، ومات الكثير من الديناصورات العاشبة بعد أن فقدت مصدر غذائها، ثم لحقتها اللواحم بدورها. أيضًا يُحتمل أن النشاط البركاني أسفر عنه انبعاثات كثيفة لثاني أكسيد الكربون، مما يعني أن الأرض عانت من احتباس حراري، بعد أن انقشع الغبار والهباء، كان له كبير الأثر على الحياة النباتية والكائنات التي اعتمدت عليها. يقول بعض العلماء أنه قبل الانقراض الجماعي للديناصورات، ساهمت الانبعاثات الغازية البركانيّة خلال تكوّن مصاطب الدكن، ساهمت "بحدوث احتباس حراري عالميّ كبير، وتشير بعض البيانات إلى أن معدّل ارتفاع درجات الحرارة خلال النصف مليون سنة السابقة على الاصطدام في شيكسولوب وصل إلى 8 °مئوية (46.4 °فهرنهايت)". قال البروفيسور لويس ألڤاريز (توفي سنة 1988) خلال الفترة التي كان فيها القائلون بنظرية مصاطب الدكن يربطون بينها وبين الانقراض البطيء للديناصورات، أن علماء الأحياء القديمة أضلّتهم بيانات متفرقة، وأنه لا يمكن القول بصحة رأيهم، لكن هذا لم يؤخذ بعين الاعتبار إلا بعد سنوات من الدراسات الميدانية المكثفة لمواقع الاكتشافات، وفي نهاية المطاف أخذت الأغلبية الساحقة من علماء الأحياء القديمة تتقبل فكرة أن الانقراض الجماعي الذي حصل في أواخر العصر الطباشيري إنما هو نتيجة اصطدام جسم كوني بالأرض على الأغلب. لكن على الرغم من ذلك، يقول البروفيسور والتر ألڤاريز، ابن البروفيسور سالف الذكر، أن الأرض كانت عرضة لتغييرات هائلة طيل الفترة السابقة على الاصطدام، ومن هذه التغييرات: انخفاض مستوى البحر وحصول ثورات بركانية هائلة كوّنت مصاطب الدكن، ولعلّ هذه الأحداث أيضًا ساهمت في اندثار الديناصورات، وكان الاصطدام بمثابة الضربة القاضية. الفشل في التأقلم مع الظروف المتغيرة. قال بعض العلماء أن النباتات المزهرة مغطاة البذور أصبحت تُشكل جزءًا مهمًا من النظام البيئي بحلول منتصف العصر الطباشيري، مستبدلة بذلك عاريات البذور مثل الصنوبريات التي هيمنت على المنظر الطبيعي طيلة ملايين السنين. يُظهر براز الديناصورات المتحجر أن بعض آكلات الأعشاب اقتاتت على مغطاة البذور، بينما استمرت الأغلبية منها تقتات على عاريات البذور بشكل رئيسي، وقد تبيّن من خلال التحاليل الإحصائية أن الديناصورات لم تتفرع لأنواع وفصائل جديدة مختلفة خلال أواخر العصر الطباشيري، كما كان يُعتقد في السابق، فقال داعموا هذه النظرية أن الديناصورات فشلت في التأقلم مع المتغيرات البيئية حولها، ولم تستطع أن تزدهر لتظهر منها أشكال جديدة، وكان هذا الجمود في تاريخ نشوئها هو ما حكم عليها بالفناء. ناجين محتملين في العصر الحديث المبكر. عثر العلماء في أحيان نادرة على بقايا ديناصورات في الطبقات الصخرية التي تُشكل حدود الطباشيري-الباليوجين. أفاد عالمان في سنة 2001 أنهما عثرا على عظمة ساق واحدة لتعود لديناصور بطي المنقار في حوض نهر سان خوان في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، ووصفا ذلك بأنها دليل على ديناصورات الباليوسين، والتكوين الذي تم اكتشاف العظمة فيه يعود تاريخه إلى عصر الباليوسين المبكر قبل حوالي 64.5 ملايين سنة، فقالوا بأنها تمثل دليلاً على أن بعض الديناصورات على الأقل نجت واستمرت حية حتى العصر الحديث المبكر. ولو صحّ هذا الكلام وكانت العظمة بالفعل تقبع في تلك الطبقة الصخرية بشكل طبيعي ولم تزحل إليها بفعل العوامل الطبيعية، فإن ذلك يعني أن الديناصورات عاشت على سطح الأرض طيلة نصف مليون سنة على الأقل من الدهر الحديث. من الأدلّة الأخرى التي تدعم هذا القول، البقايا التي عُثر عليها في تكوينة جدول الجحيم بطبقات صخرية تعلو حدود زمن حدث الاصطدام بحوالي 1.3 أمتار (51 إنشًا)، أي أنها أصغر سنًا بحوالي 40,000 سنة، كذلك عُثر على أدلّة مشابهة من مواقع مختلفة حول العالم بما في ذلك الصين. يؤمن كثير من العلماء أن هذه المستحاثات ليست إلا أحافير من أزمنة سابقة جُرفت مع مرور الزمن من موقعها الأساسي وقبعت في طبقات صخرية أعلى ثمّ تغطت بالرواسب، غير أن تأريخ العظام لا يدعم هذا القول، حيث أن معظم التحاليل تُظهر أن العظام تبلغ من العمر 64.8 ± 0.9 ملايين سنة. ولوّ صحّ هذا، فإن ذلك لا يلغي الأفكار المختلفة القائلة بانقراض الأغلبية العظمى من الديناصورات في زمن سابق. تاريخ الاكتشافات. عرفت شعوب مختلفة عظام الديناصورات منذ آلاف السنين، إلا أن ماهيّتها وطبيعتها الحقيقية لم تكن معلومة بعد. اعتقد الصينيون القدماء أن عظام الديناصورات (بالصينية: 恐龍؛ نقحرة: كونجلونغ = التنين الرهيب) تعود لتنانين، وقاموا بتوثيقها في سجلاتهم التاريخية بهذه الصفة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك كتاب "هوا يانغ جاو زي" المؤلّف أثناء عهد سلالة جين الغربية، وفيه ذُكر اكتشاف عظام تنانين في منطقة ووتشينغ في مقاطعة سيشوان. كان القروييون في أواسط الصين، وما زالوا، يستخرجون عظام "التنانين" المتحجرة ويطحنوها كي يصنعوا منها مسحوقًا يُستخدم في الطب التقليدي. أما في أوروبا خلال القرون الوسطى، كان الناس يعتقدون أن العظام المتحجرة ماهي إلا بقايا عمالقة وكائنات أخرى نفقت أثناء طوفان نوح. ظهرت أوّل دراسة علميّة لما يُعرف اليوم باسم عظام الديناصورات في إنجلترا خلال أواخر القرن السابع عشر. عُثر على أوّل عظمة دُرست بشكل علمي في إحدى مقالع الحجارة بإحدى بلدات أوكسفوردشاير سنة 1676، وكانت عبارة عن عظمة فخذ تعود لميغالوصور. أُرسلت هذه العظمة إلى روبرت بلوت، أستاذ مادة الكيمياء في جامعة أوكسفورد، والأمين الأول لمتحف أشموليان، الذي نشر تقريرًا حولها في مؤلفه "التاريخ الطبيعي لأوكسفوردشاير" (بالإنجليزية: Natural History of Oxfordshire) سنة 1677. عرّف بلوت العينة بأنها عظمة فخذ حيوان ضخم، وقال بأنها ضخمة جدًا ولا يمكن أن تعود لأي حيوان معاصر معروف، لذا اعتبر بأنها ترجع لإنسان عملاق شبيه بأولئك المذكورون في الكتاب المقدس. كان إدوارد هلويد، وهو صديق مقرّب من السير إسحق نيوتن، أوّل من أطلق تسمية علمية على تلك الكائنات عندما درس سن إحداها، والتي تبيّن لاحقًا أنها تعود لديناصور طويل العنق، عُثر عليها في بلدة كازويل في أوكسفوردشاير. خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 1815 و1824، قام أستاذ علم طبقات الأرض في جامعة أوكسفورد، وليام باكلاند، بتجميع المزيد من عظام الميغالوصور المتحجرة، وأصبح أوّل شخص يصف ديناصورًا في مجلة دورية علمية. وفي سنة 1822، اكتشفت ماري آن مانتل، زوجة عالم طبقات الأرض الإنجليزي "جدعون مانتل" الجنس الثاني الذي تمّ وصفه من الديناصورات، ألا وهو الإغوانودون، وقد لاحظ زوجها وجود شبه بين ما اكتشفته وعظام عظاءات الإغوانة المعاصرة، ونشر ملاحظاته حول هذا الشأن في سنة 1825. سرعان ما أصبحت دراسة تلك "العظاءات المتحجرة العظيمة" تستقطب اهتمام الكثير من العلماء الأوروبيين والأمريكيين، وفي سنة 1842 ابتدع عالم الأحياء القديمة الإنجليزي، السير ريتشارد أوين، تسمية "ديناصور"، وقرر وضع الأجناس التي كانت قد اكتُشفت حتى ذلك الوقت، وهي: الإغوانودون والميغالوصور والهايليوصور، في مجموعة تصنيفية واحدة، بعد أن تبيّن له أنها تتشارك في صفات عديد. تمكن أوين من خلال الدعم المادي الذي حصل عليه من الأمير ألبرت، زوج الملكة ڤيكتوريا، تمكن من إنشاء متحف التاريخ الطبيعي في لندن، المخصص لعرض ما اكتُشف من أحافير على الجزر البريطانية، بالإضافة لمجموعات جيولوجية وأحيائية أخرى. اكتشف أوّل ديناصور في أمريكا الشمالية سنة 1858، وذلك في إحدى حفر طين المرل في بلدة هادونفيلد بولاية نيو جيرسي في الولايات المتحدة، وكان بعض الأشخاص قد عثروا على مستحثات قبل ذلك التاريخ، إلا أنها لم تُعرّف بشكل علمي دقيق. أطلق العلماء على ذلك الأحفور تسمية "Hadrosaurus foulkii"، وقد شكّل العثور عليه اكتشافًا مهمًا للغاية، إذ كان إحدى أوّل الهياكل العظمية شبه الكاملة، وظهر من خلال دراسته أنه كان يسير على قائمتين، مما شكل تغييرًا كبيرًا في الأفكار السائدة في ذلك الوقت، إذ كان العلماء يعتقدون أن الديناصورات كائنات رباعيّة القوائم، وكان ذلك بداية عهد من هوس العلماء الأمريكيين بتلك الكائنات وتهافتهم للتنقيب عليها ودراستها. أدّى الهوس بالديناصورات إلى بروز منافسة شرسة بين العالمين الأمريكيين، إدوارد درينكر كوب وأوثنييل تشارلز مارش، الذين تسابقا للعثور على أكبر عدد ممكن من الأحافير العائدة لأنواع جديدة، فيما أصبح يُطلق عليه المؤرخون "حرب العظام". يُعتقد بأن الضغينة ظهرت بين الطرفين عندما قال مارش علنًًا أن كوب أعاد تركيب هيكل ألازموصور بشكل معيب، حيث وضع الرأس في الموضع الذي يجب أن يقع فيه طرف الذيل. دام النزاع بين هذين العالمين 30 سنة، ولمّا ينتهي حتى عام 1897 عندما توفي كوب بعد أن أنفق كامل ثروته على أعمال التنقيب عن المستحثات. يُعزى فوز مارش بتلك المنافسة إلى علاقته الوطيدة بالوكالة الأمريكية للمسوحات الجيولوجيّة التي كانت تقدّم له الدعم المالي الكافي وكل ما يحتاجه من معدات، وعلى الرغم من أن هذه المنافسة نجم عنها كشف النقاب عن أنواع كثيرة جديدة، إلا أن العديد من المستحثات الثمينة أصيب بأضرار جسيمة أو تحطم كليًا نتيجة استخدام العالمان لوسائل غير ملائمة في التنقيب واستخراج العظام، مثل استخدام الديناميت لتفجير وتفتيت الصخور حيث تقبع الأحافير. وصل إجمالي ما اكتشفه مارش وكوب من ديناصورات جديدة إلى 142 نوعًا، اكتشف مارش منها 86 نوعًا، وكوب 56 نوع. تُعرض مجموعة اكتشافات كوب حاليًا في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في مدينة نيويورك، أما مجموعة مارش فهي معروضة في متحف بيبودي للتاريخ الطبيعي في جامعة يال. امتد نطاق البحث عن مستحثات الديناصورات إلى جميع القارات، بما فيها القارة القطبية الجنوبية، بعد سنة 1897. عُثر على أوّل ديناصور قطبي جنوبي في جزيرة روس سنة 1986، وكان من مجموعة الديناصورات المنصهرة، وأطلق عليه العلماء تسمية "الديناصور المدرّع القطبي الجنوبي" "أنتاركتوبيلتا"، إلا أن أي ديناصور قطبي جنوبي لم يوصف بشكل علمي فعليًا حتى عام 1994، عندما عُثر على نوع لاحم هو الديناصور بارد العرف "كرايولوفوصور"، ووُصف في إحدى النشرات العلمية الدوريّة. تشمل مواقع الاكتشافات المهمة حاليًا أماكن عديدة في جنوب أمريكا الجنوبية (وبالأخص في الأرجنتين) وفي الصين. وقد ظهرت الغالبية العظمى من الديناصورات المريشة في البلد الأخير، بسبب الطبيعة المميزة لبعض الأراضي، بالإضافة لمناخها الجاف الذي يُساعد على إيجاد مستحثات ذات أشكال مفصلة. "نهضة" الديناصورات. اشتدت موجة التنقيب عن أحافير الديناصورات بشكل بارز منذ عقد السبعينيات من القرن العشرين وما زالت، ويُعزى ذلك إلى اكتشاف الدكتور جون أوستروم للديناصور ذو المخلب الرهيب "داينونيكوس"، الذي أفادت الأدلّة المتمحضة عن دراسته أنه كان مفترسًا نشطًا حار الدم، أي عكس الفكرة التي كانت سائدة آنذاك، ألا وهي أن الديناصورات كائنات بليدة باردة الدم. تحوّل علم الأحياء الفقارية القديمة إلى علم مهم يُدرّس في الكليّات والجامعات حول العالم بفضل تلك الموجة من الدراسات والتنقيبات، خصوصًا بعد أن وجّه العلماء اهتمامهم نحو مناطق جديدة لم تجر فيها أي تنقيبات في السابق، فاكتُشفت أنواع وفصائل وأجناس جديدة في الهند وأمريكا الجنوبية ومدغشقر والقارة القطبية الجنوبية، إلا أن أهم تلك الاكتشافات وأكثرهًا جذبًا للناس من غير المختصين والعلماء على حد سواء كانت تلك التي برزت في الصين. كذلك أدّى الانتشار الموسع لتطبيق علم الكلاديسيات أو دراسة الأفرع الحيوية، الذي يقوم بتحليل العلاقة بين الكائنات الحية الموجودة والمندثرة، إلى تصنيف الديناصورات بشكل أكثر دقة، مما ساعد على سد الثغور في سجل المستحثات الناقص. الاكتشافات في العالم العربي. يعود تاريخ اكتشاف الديناصورات في الوطن العربي إلى أواسط القرن التاسع عشر، عندما قدم المنطقة عدد من العلماء المستشرقين بهدف دراسة كافة نواحي الحياة والحضارة الشرقية. ومن أبرز المناطق التي عُثر فيها على ديناصورات كانت شمال أفريقيا، وبالتحديد مصر والمغرب. عثر عالم الأحياء القديمة الألماني "أرنست سترومر" على نوع جديد في سنة 1932 في الصحراء المصرية وبعض المواقع الأخرى في النيجر والصحراء الكبرى، وأطلق عليه تسمية "الديناصور المصري" "إيدجيبتوصور"، وقد حقق سترومر عدد من الاكتشافات المهمة الأخرى في مصر، فكشف النقاب في سنة 1934 عن ديناصور الواحات البحرية "بحريّاصور" الذي عثر عليه في التكوينات الصخرية للواحات البحرية، وهو أحد أضخم الثيروبودات على الأطلاق، ويُقارع بعض الأنواع الأخرى التي اكتشفها سترومر وغيره من العلماء في شمال أفريقيا، بل والتيرانوصور من أمريكا الشمالية. لكن أهم اكتشاف على الأرجح سواء في مصر أو كامل العالم العربي، كان اكتشاف نوعين من الديناصور الفقري "سبينوصور": السبينوصور المصري ("Spinosaurus aegyptiacus")، والسبينوصور المغربي ("Spinosaurus maroccanus") الذي يُحتمل أن يكون جمهرة من المصري، وهذا الجنس من الديناصورات هو أضخم آكلات اللحوم المكتشفة حتى الآن، ويفوق جميع الثيروبودات حجمًا بما فيها التيرانوصور، ويُعتقد أنه أكبر اللواحم قديمًا وحديثًا، حيث يُقدّر طوله بين 12.6 و 18 مترًا (41 إلى 59 قدمًا) ووزنه بين 7 و 20.9 أطنان. تشمل المواقع العربية الأخرى التي عُثر فيها على بقايا ديناصورات: لبنان واليمن وفلسطين. فقد عُثر خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين على أسنان متحجرة تعود لديناصور طويل العنق بالقرب من بلدة جزين في جنوب لبنان، وكانت تلك أوّل مستحثات تعود لديناصور غير طيري يُعثر عليها في لبنان، وقد تبيّن من خلال الدراسات الأوليّة أن ذلك الأحفور يعود لديناصور شبيه بالبراكيوصور، وأنه عاش خلال أوائل العصر الطباشيري. كذلك أفاد البعض أنه تم العثور على طبعات صخريّة لآثار مجموعات متنوعة من الديناصورات بالقرب من قرية مدار باليمن، على بعد 47 كيلومترًا شمال العاصمة صنعاء، وإن صح هذا، فتلك ستكون أوّل آثار لديناصورات يُعثر عليها في شبه الجزيرة العربية. أما في فلسطين، فقد عثر مردخاي صوفر على آثار تعود لديناصور محاكي الطيور سنة 1962 بالقرب من قرية بيت زيت الواقعة غرب مدينة القدس، وقد تبيّن أنها تعود لأواخر العصر الطباشيري كذلك الأمر. في الثقافة الإنسانية. استحوذت الديناصورات على مخيلة الناس وأصبحت تُشكل جزءًا مهمًا من الثقافة الإنسانية منذ اكتشافها، وذلك بسبب الفكرة الشائعة التي سيطرت على أذهان البشر، بأن تلك الكائنات مهيبة الشكل وعملاقة في الحجم. تُستخدم كلمة "ديناصور" في الخطاب العاميّ بين الناس لوصف شيء أو شخص ضخم الجثة أو بطيء الحركة، أو عفا عليه الزمن ويُتوقع زواله أو موته، الأمر الذي يعكس الفكرة السائدة عند الناس التي تقول أن الديناصورات كانت وحوشًا بائدة سيئة التهيؤ غير قادرة على التأقلم مع محيطها ومواجهته. ظهر تمثيل الديناصورات في الثقافة العامّة لأوّل مرة في إنجلترا خلال العصر الڤيكتوري، عندما عُرضت لها منحوتات في حديقة القصر الكريستالي في لندن سنة 1854، أي بعد 3 عقود من وصف الديناصورات وصفُا علميًا لأول مرة. لاقت هذه المنحوتات شعبيّة كبيرة لدرجة أن التجارة بتماثيل مصغرة تماثلها شكلاً مخصصة للبيع للعامّة كانت إحدى أكثر التجارات ربحًا. افتتحت معارض للديناصورات في الحدائق والمتاحف حول العالم خلال العقود القليلة اللاحقة، مخصصة لتعريف الأجيال اللاحقة على تلك الكائنات بأسلوب مثير. أدّت الشعبية المتزايدة للديناصورات إلى قيام بعض الوجهاء بتمويل بعثات وحملات التنقيب عن بقاياها، الأمر الذي نجم عنه تحقيق عدد من الاكتشافات المهمة، وتبقى حرب العظام إحدى أبرز وجوه ونتائج الشعبية الكبيرة للديناصورات التي دفعت المتاحف إلى التنافس فيما بينها لعرض أكبر عدد من الأحافير للعموم. كان من الطبيعي ظهور الديناصورات في الروايات الأدبية والأفلام السينمائية وغيرها من الوسائط الإعلامية بعد أن حظيت بشهرة واسعة في صفوف العامّة. ذُكرت الديناصورات لأول مرة في عمل أدبي سنة 1852، وذلك في رواية للكاتب تشارلز ديكنز تحمل عنوان "المنزل الكئيب"، ومنذ ذلك الحين والديناصورات تظهر في قصص خيالية عديدة، لعلّ أبرزها كتاب العالم المفقود من سنة 1912، للسير آرثر كونان دويل، وفيلم "كينغ كونغ" الإبداعي من سنة 1933، وغودزيلا من سنة 1954، ورواية الحديقة الجوراسية من سنة 1990 والفيلم المقتبس عنها، وأعمال كثيرة غيرها. استخدمت شركات عديدة الديناصورات في الإعلان عن منتجاتها على شاشة التلفاز، وذلك إما في سبيل تسويق هذه المنتجات، أو لتظهر كيف أن منافساتها ليست قادرة على أن تتفوق عليها، فهي "كالديناصورات": بطيئة وبليدة وبائدة. الامير كريم الحسيني، المعروف أيضًا باسم الأمير شاه كريم الحسيني خارج الجماعات المسلمة الإسماعيلية، وباللقب الديني السياسي الآغا خان الرابع بين الجماعات الإسماعيلية، من مواليد 13 ديسمبر عام 1936، وهو الإمام الحاضر التاسع والأربعون للطائفة الإسماعيلية النزارية، وهي طائفة من الإسلام الشيعي يُقدّر عدد متّبعيها بنحو 10-15 مليون (10-12% من إجمالي المسلمين الشيعة في العالم). الآغا خان هو رجل أعمال بارز يحمل الجنسية البريطانية والبرتغالية، وهو أيضًا مربي ومالك أحصنة سباق. تولى مرتبة الإمام تحت لقب الآغا خان الرابع منذ 11 يوليو عام 1957، عندما خلف جده الآغا خان الثالث والسير سلطان محمد شاه. . تُقدّر القيمة الصافية لثروة الآغا خان بنحو 13.3 مليار دولار أمريكي، وذلك في عام 2013. تصف مجلة فوربس الآغا خان بأنه واحد من أكثر عشرة ملكيين ثراءً في العالم. بالإضافة إلى ذلك، فإنه بارز لكونه ملكيًا دون أن يحكم منطقة جغرافية معينة. من بين الأهداف التي ذكر الآغا خان أنه يعمل على تحقيقها: القضاء على الفقر العالمي، وتطبيق التعددية الدينية وتعزيزها، والنهوض بمكانة المرأة، وتكريم الفن والعمارة الإسلامية. وهو مؤسس مؤسسة الآغا خان للتنمية ورئيسها، وهي واحدة من أضخم الشبكات التنموية الخاصة في العالم. تعمل المؤسسة على تحسين البيئة، والصحة، والتعليم، والهندسة المعمارية، والثقافة، وتمويل المشاريع الصغيرة، والتنمية الريفية، والحد من الكوارث، وتعزيز مشاريع القطاع الخاص، وتنشيط المدن التاريخية. منذ توليه مكانة إمام الطائفة الإسماعيلية النزارية عام 1957، شارك الآغا خان في تغييرات اقتصادية وسياسية معقدة أثرت على أتباعه، بما في ذلك استقلال الدول الأفريقية عن الحكم الاستعماري، وطرد الآسيويين من أوغندا، واستقلال دول آسيا الوسطى مثل طاجكستان عن الاتحاد السوفييتي السابق، والاضطرابات المستمرة في أفغانستان وباكستان. كان الآغا خان الرابع أول زعيم عقيدة دينية يخطب في الجلسة المشتركة للبرلمان الكندي، وذلك في 27 فبراير عام 2017. نشأته. الآغا خان الرابع شاه كريم الحسيني هو الابن الأكبر للأمير علي شاه (1911-1960) وزوجته الأولى صاحبة المقام الأميرة تاج الدولة علي خان، التي كانت قبل زواجها صاحبة المقام جوان ياردي بولر (1908-1997)، وهي الابنة الكبرى للقرين البريطاني البارون تشورستون الثالث. وُلد الأمير كريم في جنيف في سويسرا في 13 ديسمبر عام 1936، وعلى الرغم من ولادته قبل الأوان، فقد كان بكامل صحته. بعد أقل من عام على ولادته، وُلد أخوه أمين آغا خان. تطلق والداهما في عام 1949، ويرجع ذلك إلى علاقات الأمير علي خان خارج نطاق الزواج. تزوج الأمير علي خان بعد فترة وجيزة من طلاقه الممثلةَ الأمريكية ريتا هايورث وأنجب منها ابنة، الأميرة ياسمين آغا خان، وهي الأخت غير الشقيقة للآغا خان الرابع. كان للآغا خان الرابع أخ غير شقيق آخر، باتريك بينجامن غينيس (1931-1965) من زواج أمه الأول، إذ كانت والدته متزوجة سابقًا من لويل غينيس من عائلة غينيس المالكة للمصارف. قضى الأمير كريم طفولته في نيروبي كينيا، وتلقى تعليمه الأول من خلال الدروس الخصوصية. خصص جدُّه، الآغا خان الثالث، مصطفى كامل، وهو أستاذ من جامعة عليكرة الإسلامية، لتدريس الأمير كريم وأخيه. التحق الأمير كريم لاحقًا بمدرسة لا روزي في سويسرا، وهي أكثر مدرسة داخلية تكلفةً في أوروبا. فضل الأمير كريم عندما كان شابًا الدراسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ودراسة العلوم، ولكن جده الآغا خان الثالث اعترض على القرار، ودرس الأمير كريم في جامعة هارفرد، حيث انتُخب عضوًا في نادي دلفيك، وتخصص هناك في التاريخ الشرقي. عندما تُوفي جده، اندفع الأمير كريم إلى منصب الآغا خان الرابع، وانتقل من كونه مجرد طالب جامعي إلى منصب الإمام النزاري الجديد ليحل بذلك محل جده. قال عن ذلك: «تغيرت حياتي بالكامل بين ليلة وضحاها، استيقظت وعلى كاهلي مسؤوليات جدية تجاه ملايين من البشر، وكنت أعلم أنه سيتعين عليّ التخلي عن أحلامي بالدراسة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ». تخرج الآغا خان الرابع من هارفرد عام 1959، بعد سنتين من تولي مرتبة إمام الطائفة الإسماعيلية النزارية، مع درجة بكالوريوس في الآداب من قسم التاريخ. كان الآغا خان الشاب أيضًا متزلجًا على المنحدرات، وتزلج لصالح إيران (التي كان يحكمها الشاه في ذلك الوقت) في أولمبيات شتاء عام 1964. جمهورية أرض الصومال أو صوماليلاند ، جمهورية أعلنت استقلالها عن بريطانيا عام 1960، واعترفت بها أكثر من 34 دولة عضو في الأمم المتحدة. ولكن الشعب كان يريد تأسيس بلد لكل المتحدثين باللغة الصومالية (في منطقة الصومال الكبير) ابتداًء من جيبوتي (حاليًا) إلى إقليم NDF في كينيا. ذلك الحلم بدأ بالاتحاد مع الصومال (الجنوب). وبعد 18 عام من الوحدة قامت الحرب الأهلية والتي قُتل فيها ما يقارب ربع مليون مدني. وبعد استيلاء الحركة الوطنية SNM وهزيمتها للحكومة، أعادت صوماليلاند إعلان استقلالها عام 1990 ولكن غير معترف بها رسميًا. صوماليلاند تقع في القرن الأفريقي، على شاطئ خليج عدن، وبالتحديد في شمال الصومال. جمهورية صوماليلاند تحدها إثيوبيا من الغرب، وتحدها جيبوتي من الشمال الغربي، وخليج عدن في الشمال. في عام 1988 تسبب الرئيس محمد سياد بري بعد استيلائه على السلطة وإقامة نظام عسكري ثوري في ظهور أزمات كبيرة واتهامات بمجازر كانت من جملة المسببات التي أدت إلى الحرب الأهلية الصومالية، مما أدى لانهيار البنية التحتية والاقتصاد الصومالي؛ فضلا عن تدهور وضع المؤسسة العسكرية الصومالية؛ مما أدى لانهيار الحكومة المركزية. وعقب انهيار الحكومة المركزية في عام 1991، أعلنت الحكومة المحلية بقيادة الحركة الوطنية (SNM) الاستقلال عن بقية الصومال، وكان ذلك في 18 مايو من العام نفسه. منذ ذلك الحين، أصبحت صوماليلاند تمتاز بدرجة عالية من الاستقرار والأمن مقارنة ببقية أراضي الصومال. وتحتفظ حكومة صوماليلاند بعلاقات غير رسمية مع بعض الحكومات الأجنبية التي أرسلت وفوداً بروتوكولية إلى العاصمة هرجيسا. كما تملك إثيوبيا مكتباً تجارياً في هرجيسا. ومع ذلك، لا تزال أرض الصومال التي أعلنت الانفصال من طرف واحد عن بقية الإقليم الصومالي - لا تزال غير معترف بها من قبل أية دولة أو منظمة دولية. التاريخ. عصر ما قبل التاريخ. وطأت قدم الإنسان الأول أراضي صوماليلاند في العصر الحجري القديم، حيث ترجع النقوش والرسومات التي وجدت منقوشة على جدران الكهوف بشمال الصومال إلى حوالي عام 9000 ق.م، وأشهر تلك الكهوف مجمع لاس جيل، والذي يقع بضواحي مدينة هرجيسا؛ حيث اكتشفت على جدرانه واحدة من أقدم النقوش الجدارية في قارة إفريقيا. كما عُثر على كتابات موجودة بأسفل كل صورة أو نقش جداري بالمجمع، إلا أن علماء الآثار لم يتمكنوا من فك رموز تلك اللغة أو الكتابات حتى الآن. وخلال العصر الحجري نمت الحضارة في مدينتي هرجيسا ودزي؛ مما أدى إلى إقامة المصانع وازدهار الصناعات التي اشتهرت بها كلا المدينتين. كما وجدت أقدم الأدلة الحسية على المراسم الجنائزية بمنطقة القرن الإفريقي في المقابر التي تم العثور عليها في الصومال؛ والتي يرجع تاريخها إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد. كما تعد الأدوات البدائية التي تم استخراجها من موقع "جليلو" الأثري شمال الصومال أهم حلقات الوصل فيما يتعلق بالاتصال بين الشرق والغرب خلال القرون الأولى من نشأة الإنسان البدائي على وجه الأرض. الإسلام والعصور الوسطى. يمتد تاريخ الإسلام في القرن الإفريقي إلى اللحظات الأولى لميلاد الدين الجديد في شبه الجزيرة العربية. فاتصال المسلمين بهذه المنطقة من العالم بدأ عند الهجرة الأولى للمسلمين فراراً من الاضطهاد الديني الذي مارسته قبيلة قريش، وذلك عندما حطوا رحالهم في ميناء زيلع الموجود بشمال غرب أرض الصومال الآن والذي كان تابعاً لمملكة أكسوم الحبشية في ذلك الوقت طلباً لحماية نجاشي الحبشة "أصحمة بن أبحر". أمن النجاشي المسلمين على أرواحهم وأعطاهم حرية البقاء في بلاده، فبقي منهم من بقي في شتى أنحاء القرن الإفريقي عاملاً على نشر الدين الإسلامي هناك. كان لانتصار المسلمين على قبيلة قريش الحجازية في شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي أكبر الأثر على التجار والبحارة الصوماليين؛ حيث اعتنق أقرانهم من العرب الدين الإسلامي؛ ودخل أغلبهم فيه، كما بقيت طرق التجارة الرئيسية بالبحرين الأحمر والمتوسط تحت سيادة الخلافة الإسلامية فيما بعد. وانتشر الإسلام بين الصوماليين عن طريق التجارة. كما أدى عدم استقرار الأوضاع السياسية وكثرة المؤامرات في الفترة التي تلت عهد الخلفاء الراشدين من تصارع على الحكم إلى نزوح أعدادٍ كبيرة من مسلمي شبه الجزيرة العربية إلى المدن الساحلية الصومالية؛ مما اعتبر واحداً من أهم العناصر التي أدت لنشر الدين الإسلامي في منطقة أرض الصومال. كانت بذور سلطنة عدل قد بدأت في إنبات جذورها؛ حيث لم تعدُ في تلك الأثناء كونها مجتمع تجاري صغير أنشأه التجار الصوماليون الذين دخلوا حديثا في الإسلام. وعلى مدار مئة عام أمتدت من سنة 1150م وحتى سنة 1250م لعبت الصومال دورا بالغ الأهمية في التاريخ الإسلامي؛ وفي وضع الدين الإسلامي عامة في هذه المنطقة من العالم. حيث أشار كلا من المؤرخين ياقوت الحموي وعلي بن موسى بن سعيد المغربي في كتاباتهما إلى أن الصوماليون في هذه الأثناء كانوا من أغنى الأمم الإسلامية في تلك الفترة، حيث أصبحت سلطنة عدل من أهم مراكز التجارة في ذلك الوقت، وكونت إمبراطورية شاسعة امتدت من رأس قصير عند مضيق باب المندب وحتى منطقة هاديا بإثيوبيا. وظل الوضع على هذا النحو حتى وقعت سلطنة عدل تحت حكم سلطنة إيفات الإسلامية الناشئة والتي بسطت ملكها على العديد من مناطق إثيوبيا والصومال. وأكملت سلطنة عدل، التي أصبحت مملكة عدل بعد وصول مد سلطنة إيفات إليها، أكملت نهضتها الاقتصادية والحضارية تحت مظلة سلطنة إيفات. واتخذت سلطنة إيفات من مدينة زيلع عاصمة لها، ومنها انطلقت جيوش إيفات لغزو مملكة شيوا الحبشية المسيحية القديمة عام 1270م. وأدت هذه الواقعة إلى نشوب عداوة وصراع واسع النطاق لبسط السلطة والنفوذ، ووقعت معارك واسعة النطاق ذات أهداف توسعية حملت مشاعر كراهية بين البيت الملكي السليماني المسيحي وسلاطين سلطنة إيفات المسلمة؛ مما أدى لوقوع العديد من الحروب بين الجانبين؛ انتهت بهزيمة سلطنة إيفات ومقتل سلطانها آنذاك السلطان سعد الدين الثاني على يد الإمبراطور داوود الثاني إمبراطور الحبشة، وإثر ذلك جرى تدمير مدينة زيلع على يد جيوش الحبشة عام 1403م. وفي أعقاب هزيمتهم في الحرب، فر أفراد العائلة السلطانية إلى اليمن؛ حيث استضافهم حاكم اليمن في ذلك الوقت الأمير زفير صلاح الدين الثاني، حيث حاولوا جمع أشلاء جيوشهم ومناصريهم من أجل استرجاع أراضيهم لكن دون جدوى. الاستعمار البريطاني. في نهاية القرن التاسع عشر وبعد أن قامت الدول الاستعمارية الأوروبية بتجزئة أفريقيا إلى مستعمرات؛ انقسمت القومية الصومالية المتمركزة في القرن الأفريقي إلى خمسة أجزاء، هي: كان مؤتمر “برلين” 1884-1885 م بداية للوجود الأجنبي الفعلي؛ ليس في القرن الإفريقي بل في سائر بقاع القارة الإفريقية، واستطاعت المملكة المتحدة أن تشمل أجزاء كبيرة من بلاد الصومال تحت حمايتها، تأمينًا للضفة الأخرى من خليج عدن، الذي كان معبرًا ازدادت أهميته الإستراتيجية عقب حفر قناة السويس. وقد أخذت مقاومة أهل أرض الصومال أشكالا متعددة، منذ الاشتباك الأول للبريطانيين مع أهالي مدينة “بربرة”، وتوقيع المعاهدة الأولى، التي حددت نمطًا من المعاهدات والاتفاقيات، مرورًا بحركة (الدراويش) بقيادة “محمد بن عبد الله حسن”، وصولًا للمطالبة السياسية النامية بتسريع إجراءات نقل السلطة للوطنيين الصوماليين عقب الحرب العالمية الثانية. كان البدء مع قدوم قوافل الاحتلال البريطاني لجمهورية أرض الصومال. وقد هاجمت قوات الاحتلال البريطاني سنة 1904 قوات الدراويش التابعة للزعيم الصومالي "سيد محمد بن عبد الله" الذي كان يلقبه البريطانيون بـ"الملا المجنون"، وأوقعت إصابات بالغة بين قواته. وقد استمر الملا في محاربة الاستعمار البريطاني للصومال حتى سنة 1920م؛ عندما لجأت بريطانيا إلى الطيران لقصف مواقع الثوار، ثم جاءت وفاة الملا لتضع حدا لثورته الإسلامية. في حرب عالمية ثانية غزت الإيطالي لأرض الصومال البريطانية في حملة عسكرية في شرق إفريقيا وقعت في أغسطس 1940 بين القوات الإيطالية وقوات عدة دول بريطانية ودول الكومنولث. كانت الحملة الإيطالية جزءًا من حملة شرق إفريقيا. الاستقلال والوحدة. وفي شهر يونيو/حزيران من عام 1960م كانت جمهورية أرض الصومال أول الأراضي الصومالية التي تنال استقلالها عن الاستعمار البريطاني، حيث تم رفع أول علم صومالي في مدينة هرجيسا عاصمة أرض الصومال في 26 يونيو/حزيران عام 1960م، وبعدها بخمسة أيام أي في 1 يوليو/تموز 1960م حصل جنوب الصومال على استقلاله عن الاستعمار الإيطالي. ومحاولة لتحقيق الحلم الذي كان يراود أبناء أرض الصومال لوحدة الأجزاء الخمسة للقومية الصومالية لتكوين الصومال الكبرى في القرن الأفريقي، قام صانعو القرار في جمهورية أرض الصومال بزيارة لإخوانهم في الجنوبي الصومالي لعرض فكرة وحدة الشطرين الشمالي والجنوبي للبلاد من أجل المواصلة لتحرير باقي أجزاء الأراضي الصومالية الكبري وتحقيق الحلم الكبير. ورغم الشروط التعجيزية التي وضعها الإخوة في الجنوب لقبول الوحدة مثل أن تكون لأهل الجنوب الرئاسة ورئاسة الوزراء، ورئاسة مجلس النواب وكذلك الحقائب المهمة في مجلس الوزراء؛ إلا أن صانعو القرار في جمهورية أرض الصومال وافقوا على كل الشروط كما هي مردّدين مقولة شهيرة في تاريخ الصومال الحديث: ”نحن هنا من أجل الوحدة بدون قيد أو شرط”، وقاموا بتسليم السلطة للإخوة في صوماليا، وتنازلوا عن مناصبهم جميعا، وتم الإعلان عما كان يسمي بوحدة الشطري الجنوبي والشمالي للصومال في 1 يونيو/حزيران 1960م باسم جمهورية الصومال. في بداية عام 1961م؛ أي بعد الاستقلال والوحدة بأقل من عام؛ زاد شعور شعب أرض الصومال بأن الإخوة في الجنوب ليسوا جادين فيما يتعلق بالصومال الكبرى، وأنهم ارتكبوا خطأ كبيرا عندما سلموا دولتهم لهم. واستقال جميع ممثلي أرض الصومال في مجلس النواب استقالة جماعية بعد أن اكتشفوا أن الحلم الذي كان يراودهم؛ والذي ضحوا بدولتهم وسيادتهم من أجله حلم عسير المخاض، وأن تأسيس دولة الصومال الكبرى لن يتحقق ما لم يكن هدفا لكل القومية الصومالية. وفي نفس الفترة حاول عدد من ضباط الجيش المنتمين لإقليم أرض الصومال القيام بمحاولة انقلاب فاشلة كان هدفها إعادة سيادتهم. استمر الوضع على ما كان عليه إلى أن قام الجيش بانقلاب الحكومة المدنية في عام 1969م بقيادة عميد الجيش محمد سياد بري، وهو من أبناء الجنوب. وتوقع أهالي أرض الصومال أن يكون هذا التغيير استهلالة لتصحيح الوضع، وأن يكون الجيش نصرة لحقوقهم المسلوبة. ألا أن مرور الأيام والسنوات لم يصحبه تغير في الأوضاع المختلفة، وبخاصة المشاريع التنموية التي كان 90% منها يذهب للشطر الجنوبي. في السبعينات من القرن العشرين كان الجيش الصومالي يعتبر أقوى الجيوش الأفريقية (الثالث من حيث العدد والعدّة) بعد مصر ونيجيريا. وفي عام 1977م شن الجيش الصومالي حربا على إثيوبيا، وحقق انتصارا كبيرا سيطر؛ حيث خلال فترة وجيزة على كل أجزاء القوميات الصومالية التي احتلتها إثيوبيا؛ إلى أن تدخلت القوى الدولية الكبرى حينها (الاتحاد السوفيتي وبمباركة أمريكية)، وطردت الجيوش الصومالية إلى الحدود المعترفة بها دوليا، ومن هنا بدأ انهيار دولة الصومال. هنا بدأ واضحا أن فكرة الصومال الكبرى باءت بالفشل، وأن هذا الحلم الكبير لن يتحقق ما لم يكن هدفا قوميا تكافح من أجله كل القوميات الصومالية. وفي نفس الفترة حصلت جيبوتي على استقلالها عن الاستعمار الفرنسي باسم جمهورية جيبوتي، وقرر أهلها عدم الانضمام إلى الدولة الصومالية؛ متأثرين في قرارهم بما حصل لجيرانهم أرض الصومال الذين خسروا سيادتهم من أجل هدف يواجه هذا القدر من الصعوبات. لهذه العوامل، قرر أهالي أرض الصومال المطالبة بحقوهم السيادية، وفتحوا باب المفاوضات مع الجنوبيين الذين كانو يسيطرون على الحكم بواسطة المؤسسة العسكرية التي يرأسها الرئيس محمد سياد بري الذي أصبح فيما بعد واحدا من أكبر دكتاتوريي القارة السمراء. فالحكومات التي تناوبت علي الحكم (المدنية منها والعسكرية) لم يولوا إقليم أرض الصومال العناية اللازمة من احتياجاته من المشاريع التنموية التي تمت في البلاد عقب الاستقلال؛ حيث لم تحصل أرض الصومال سوى على 5% فقط من المشاريع التنموية خلال هذه الفترة التي كانت قد بلغت 20 عاما. وكانت هذه النسبة متمثلة في مصنع الأسمنت في بربرة، والذي اشتغل بطاقة إنتاجية محدودة، بالإضافة إلى عدد قليل من الطرق بين المدن الرئيسية. الحركة الوطنية الصومالية و اضطهاد سياد بري. تآكلت السلطة الأخلاقية لحكومة بري تدريجياً، حيث أصيب العديد من الصوماليين بخيبة أمل من الحياة تحت الحكم العسكري. بحلول منتصف الثمانينيات، انتشرت حركات المقاومة المدعومة من قبل الإدارة الشيوعية الإثيوبية في جميع أنحاء البلاد. ورد بري بإصدار أوامر بتدابير عقابية ضد من اعتبرهم يدعمون الميليشيات محليًا، خاصة في المناطق الشمالية. تضمنت حملة القمع قصف المدن، مع مركز إداري شمال غرب هرجيسا، أحد معاقل الحركة الوطنية الصومالية، من بين المناطق المستهدفة في عام 1988. قاد القصف اللواء محمد سعيد حرسي مورغان، صهر بري. وفقًا لأبو جنك وعلماء آخرين، اتسم حكم نظام بري باضطهاد وحشي مستهدف لعشيرة إسحق. أكد محمد حاجي إنجيريس و كريس مولين ذكروا أن الحملة التي شنها نظام بري ضد الحركة الوطنية الصومالية ومقرها هرجيسا استهدفت عشيرة إسحاق، والتي كان معظم أفرادها تنتمي الحركة الوطنية الصومالية. يشيرون إلى حملة القمع على أنها إبادة جماعية في إسحاق أو محرقة هرجيسا. قال الرئيس سيلانيو خلال زيارته إلى لندن: "لقد عملنا مع المجتمع الدولي وكان المجتمع الدولي يتواصل معنا ، ويقدم لنا المساعدة ويعمل معنا في التحول الديمقراطي و برامج التنمية. ونحن سعداء جدًا بالطريقة التي يتعامل بها المجتمع الدولي معنا ، ولا سيما المملكة المتحدة والولايات المتحدة والدول الأوروبية الأخرى وجيراننا الذين يواصلون السعي للحصول على الاعتراف. " تم أيضًا دعم الاعتراف بأرض الصومال من قبل المملكة المتحدة من قبل حزب استقلال المملكة المتحدة ، الذي جاء في المرتبة الثالثة في التصويت الشعبي في الانتخابات العامة لعام 2015. التقى زعيم UKIP ، نايجل فاراج مع علي عدن أوالي ، رئيس بعثة المملكة المتحدة في أرض الصومال في اليوم الوطني لأرض الصومال ، 18 مايو ، في عام 2015 ، للتعبير عن دعم UKIP لأرض الصومال. قال نايجل فراج إن "أرض الصومال كانت منارة للسلام والديمقراطية وسيادة القانون في القرن الأفريقي على مدار الـ 24 عامًا الماضية. لقد حان الوقت لأن تعترف المملكة المتحدة وبقية المجتمع الدولي بقضية أرض الصومال للاعتراف بها. لقد حان الوقت لمكافأة السلام. بالنسبة للمملكة المتحدة أن تدير ظهرها لمطالبها المشروعة بالسيادة ، فهذا أمر خاطئ. ومن غير العادي أننا لم نضغط من أجل قبولهم في الكومنولث. وفي السنوات الأخيرة ، أيدنا قبول دول مثل موزمبيق التي ليس لها روابط تاريخية ببريطانيا ، لكن أرض الصومال ، المحمية السابقة تُركت في البرد. هذا يجب أن يتغير ". في عام 2011 ، دخلت كل من أرض الصومال ومنطقة بونتلاند المجاورة في مذكرة تفاهم متعلقة بالأمن مع سيشيل. في أعقاب إطار اتفاق سابق تم توقيعه بين الحكومة الاتحادية الانتقالية وسيشيل ، تنص المذكرة على "نقل الأشخاص المدانين إلى سجون" بونتلاند "و" صوماليلاند ". قبائل جمهورية أرض الصومال. يتكون سكان صوماليلاند من قبيلة إسحاق وقبيلة القدبيرسي أو السمرون قبائل الغبوييي والهرتي الورسنجلي والدولباهنتي. وتشكل قبيلة إسحاق 70% من سكان جمهورية أرض الصومال تنتشر هذه القبائل في شمال غرب الصومال في إقليم هود وأوجادين وإقليم الصومال في إثيوبيا وجيبوتي يتمحوروا في بعض المدن مثل هرجيسا وعيرجابو وبربرة وبرعو وسيريجابو تعتبر الكتب والمصادر التاريخية التي توثق عنهم نادرة نوعا ما. تنقسم القبيلة إلى ستة أجذم رئيسية يتم سردها هنا حسب النطق وهي : دور القبائل في الانفصال. لا تختلف أرض الصومال في مكونها البشري، وبيئتها القبلية عن باقي بقاع إقليم الصومال. لكن الملفت في حالة أرض الصومال وجود توافق داخلي على التعامل الحكيم مع المسألة القبلية التي كانت قد بلغت ذروة تأزمها في ظل النظام الدكتاتوري للرئيس محمد سياد بري، حيث تم تعميق انعدام الثقة وإحياء النعرات القديمة، والتعامل التمييزي ضد أسس الثقافة الصومالية وأبرزها العامل الديني الذي كان يمثل ضمانة حقيقية لتحقيق الأمن الداخلي والتماسك الاجتماعيين وبخاصة في الحالات الحرجة التي تعجز النظم القبلية، ومؤسسات الدولة عن معالجتها. وقد مثل لأداء الحركة الوطنية الصومالية (S.N.M)، ذات الأغلبية من الأكارم من “بني إسحاق”، كأحد المنتصرين في الثورة الشعبية المسلحة على النظام الحاكم، مثل هذا الأداء أحد أهم المنعطفات التاريخية في أرض الصومال والصومال قاطبة، حيث تجلى في خطاب هذه الحركة قدر عال من اعتبار السلام والمصالحة مع الجبهات الأقل قوة، وهي القوى الاجتماعية التي كانت تؤيد النظام الدكتاتوري في المنطقة، منساقة تحت إغراء المكافأة وتضليل الإعلام الحكومي والتلويح بالعقوبة والانتقام، لتساهم في إطالة أمد الحرب الأهلية بالشمال الصومالي، وما ترافق معها من مآسٍ وجرائم حرب وانتهاكات ضد الإنسانية، خارقة القيم الدينية والتقاليد القبلية للصوماليين. فتوالت مؤتمرات المصالحة كمؤتمر “بورما” في عام 1993م، مبرزة دورًا أساسيًا للقادة التقليديين، كاد أن يتم إلغاؤه في ظل سلطة الفرد الواحد، مجنبة المنطقة تناحرًا طويلًا مؤسفًا وغير مجدٍ، كما جرى لاحقًا في مناطق الجنوب الصومالي، التي خسرت كل نظمها التقليدية بسبب القبضة الحديدية للنظام البائد. وانتقلت القيادات العسكرية للفصائل القبلية بأرض الصومال من مرحلة القيادة الميدانية إلى الصف الثاني على صعيد عملية صناعة القرار، وتم ذلك بفكر متجرد من النزعة القبائلية الضيقة لصالح نزعة وطنية حرصت على نزع الشرعية عن أي سلوك انفرادي تجاه أي مستجدات قد ترد في جو الاستقلال المشحون بالألم والتوجس. وكان تولي الرئيس محمد حاج إبراهيم عقال مقاليد الحكم في أرض الصومال نقلة للإقليم كله من حيث التحجيم النهائي لقادة الجبهات، خاصة الجبهة الأكبر والأقوى “الحركة الوطنية الصومالية”، مما دفع بقادتها للتوجه التام للدخول في العملية السياسية، بعد القطيعة الحازمة مع مرحلة العمل عبر الفصائل. وقد لعبت مؤتمرات السلام دورًا أساسيًا، في تهيئة الجو لعودة الطرح الذي طويت صفحته قبل ثلاثة عقود، الهادف لإعلان جمهورية أرض الصو مال، ككيان سياسي مستقل عن الوحدة القديمة، وكل ما يحيط به من الكيانات والدول. التقسيم الإداري. تنقسم جمهورية أرض الصومال إلى 6 إقليماً، وهي: الاقاليم الستة الكبيرة وهي 6 الاقتصاد. الاقتصاد في أرض الصومال في مرتبة متأخرة. والعملة الرئيسية هي الشلن الصوماليلاندي، ويتم تنظيمه من قبل البنك المركزي لأرض الصومال الذي أنشئ في عام 1994م بموجب الدستور. وتعتمد أرض الصومال في مواردها على ما يلي: الموانئ. في يونيو 2016 ، وقعت حكومة أرض الصومال اتفاقية مع موانئ دبي العالمية لإدارة ميناء بربرة بهدف تعزيز القدرة الإنتاجية والعمل كميناء بديل لإثيوبيا غير الساحلية. التنقيب عن النفط. في أغسطس 2012 ، منحت حكومة أرض الصومال Genel Energy رخصة للتنقيب عن النفط داخل أراضيها. أكدت نتائج دراسة تسرب السطح التي اكتملت في أوائل عام 2015 الإمكانات البارزة المعروضة في كتلة SL-10B و SL-13 وكتلة Oodweyne باحتياطي نفطي يقدر بمليار برميل لكل منهما. تم تعيين Genel Energy لحفر بئر استكشاف لـ SL-10B و SL-13 في بور- ذهب على بعد 20 كيلومترًا شمال غرب أينابو بحلول نهاية عام 2018. التركيبة السكانية والدين. يبلغ تعداد سكان جمهورية أرض الصومال 3.5 مليون نسمة، ومعظم السكان المحليين ينتمون إلى العرق الصومالي. ومن ناحية ثانية، نجد أن 55 بالمئة من السكان من البدو الرحل أو شبه الرحل "سكان البادية"، بينما يعيش 45 بالمئة من السكان في المراكز الحضارية أو المدن، والتي تشمل العاصمة هرجيسا التي يقدر عدد سكانها بحوالي 650 ألف نسمة، ومدن أخرى مثل بورعو وبورما وبربرة وعيريجابو ولاس عانود. ويدين 100 بالمئة من السكان الإسلام، وفق المذهب الشافعي. التعليم. الجامعات في جمهورية صوماليلاند. الجامعات في جمهورية صوماليلاند المعترف بها من قبل وزارة التربية والتعليم العالي لعام 2012 هي 17 جامعة رسمية ومعترف بها: صوماليلاند اسم حديث نسبيا لبلاد قديمة قدم التاريخ، جمهورية صوماليلاند الفدرالية كانت تسمى في السابق بأرض (بـُنت) أي أرض الآلهة والعطور والبخور لدى المصريين القدامى، وبلاد البربر لدى الإغريق والرومان نسبة إلى مدينة بربرة التاريخية على خليج عدن في شمال الصومال، ثم بلاد زيلع لدى المسلمين، نسبة إلى مدينة زيلع التي لا تبعد كثيرا عن بربرة المذكورة، وأخيرا في العصر الحديث سميت بدولة صوماليلاند الديمقراطية. اهتم المصريون بها اهتماما كبيرا إذ كانت إحدى المناطق الثلاث التي كونت العلاقة الخارجية المصرية إلى جانب بلاد الشام وبلاد النوبة، مع أنهاننت تميزت بعلاقة ود ومحبة مع مصر بعكس المناطق الأخرى. وعندما تداعت الدولة المصرية إثر تعرضها لاحتلال خارجي متتابع (الآشوري، الفارسي، اليوناني والروماني على التوالي) اختفت بلاد البـُنت عن الأضواء مع اختفاء المصريين على الرغم من أنه تم ذكرها بصيغة خجولة من قبل الإغريق والرومان باسم بلاد البربر وخاصة في كتاب "الطواف حول البحر الأريتيري" (البحر الأحمر وخليج عدن) للمؤلف الإسكندري المجهول الاسم الذي زار المنطقة في القرن الأول الميلادي. وقد ورد في هذا الكتاب الذي جاء على شكل مذكرات نقطتان في غاية الأهمية حول الصومال والإقليم هرجيسا. الأولى ان كاتب الكتاب ذكر اسمها وهو بلاد البربر وليس الحبشة والطريف في الأمر أن الإغريق سموا سكان الحبشة (بالإثيوبيين) أو (بأصحاب الوجوه المحروقة) بينما سموا سكان صوماليلاند(بالبرابرة) والفرق واضح. والثانية أن الصومال كانت بلادا يحكمها أمراء عديدون ولا تجمعها دولة واحدة، هذا إذا علمنا أن مملكة أكسوم الحبشية كانت قائمة آنذاك حيث تأسست في القرن الثالث ق.م، وبعبارة أخرى أن بلاد البربر (صوماليلاند حاليا) كانت في القرن الميلادي الأول خارج نطاق ما يعرف بمملكة أكسوم وكان لها اسم خاص بها وحكام غير حكام أكسوم. أما الظهور القوي الثاني لهذه البلاد فكان في العصور الإسلامية المتوسطة باسم الزيالعة أو بلاد الزيلع والتي استمرت حتى ظهور الاسم الحالي لدولة صوماليلاند في القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، وأبرز من استخدمها بشدة هو المؤرخ العربي شهاب الدين أحمد صاحب كتاب تحفة الزمان أو فتوح الحبشة حيث استعمل مقولة القبائل الشمالية الصوماليلاندية. من جهة أخرى فإن ظهور اسم الحبشة أو إثيوبيا في العالم المعروف آنذاك متأخر جدا عن نظيره بلاد بُـنت، حيث كان ظهور الأول لأول مرة في القرن السادس ق.م، في عهد الفرعون المصري بسماتيك الثاني من الأسرة السادسة والعشرين، بينما ظهر اسم بلاد بُنت في القرن السابع والعشرين ق.م في عهد الفرعون خوفو باني الهرم الأكبر في الجيزة بمصر من الأسرة الرابعة.وقد نبه مؤرخون وجغرافيون مسلمون إلى هذه الحقيقة، ومنهم ياقوت الحموي صاحب كتاب معجم البلدان وقال ياقوت الحموي في كتابه بأن بلاد زيلع تقع ما بين بلاد الحبشة وبلاد الزنج، إذا فدولة صوماليلاند "بلاد زيلع" ليست من الحبشة حسب فهم ياقوت الحموي، وكما يخبرنا القلقشندي بأن بلاد زيلع هي البلاد المقابلة لبر اليمن على أعالي بحر القلزم (البحر الأحمر) وما يتصل من بحر الهند. أما عن دخول الإسلام في الصومال شماله وجنوبه فليس له تاريخ محدد معروف، والاعتقاد الكبير هو وصول الإسلام إلى الصومال عن طريق الهجرة صحابة الي الحبشة بعد ان امانو علي ارواحهم في الارض وخاصة إبان الحكم الأموي على أيدي الهاربين من الاضطهاد من الهاشميين وغيرهم، وبعدها تتابعت الهجرات العربية الإسلامية والهجرات الآسيوية إلى هذه البلاد حتى في وقت قريب من القرن الماضي. نوى مدينة سورية تقع شمال غرب سهل حوران وتتبع إداريا لمحافظة درعا تبعد عن العاصمة دمشق 85 كم وعن مدينة درعا 40 كم. وعن الحدود السورية الفلسطينية 10كم. يبلغ عدد سكان مدينة نوى حوالي 100 ألف نسمة. يعتمد غالبية السكان على زراعة الخضراوات بأنواعها كالبطاطا والبندورة. تشتهر نوى بزراعة الحبوب كالقمح والشعير والحمّص. كما يوجد في مدينة نوى عدد من أشجار الزيتون المثمره وكروم العنب. يوجد في مدينة نوى مشفى وطني ومشفى خاص ومركز إنعاش الريف ومركز ثقافي وناد رياضي. كما يوجد بالمدينة واحد من المساجد العمرية المنتشرة في محافظة درعا والتي تم بنائها على يد الخليفة أبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وجه التسمية. سميت المدينة بنوى لأنها على شكل نواة ولا يمكن للناظر أن يرى المدينة كاملة من جهة واحدة. تمتد المدينة يما يقارب 7 كيلومتر طولا من الشمال إلى الجنوب, و6 كيلوميتر عرضا من الغرب إلى الشرق. جغرافية. جو نوى معتدل وارتفاعها عن سطح البحر 600 مترا. يتساقط الثلج في بعض الأحيان كما أن المدينة تتميز بالجو الرائع خلال فصل الصيف. تحاط مدينة نوى بتلال منها: وبحيرات منها: كما تمر قناة صناعية بطرف المدينة من جهة الشمال كما يوجد عشرات الآبار الأرتوازية والينابيع والسيول. الآثار التاريخية. يوجد في مدينة نوى العديد من الآثار التاريخية من بينها: كما يوجد في قرية الشيخ سعد التي في جهة الجنوب وتتبع لمدينة نوى: أعلام. تفتخر نوى بعلم من أعلام الأمة الإسلامية وهو الامام محي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي نسبة إلى نوى ولا يكاد يخلُ بيت مسلم من أحد مؤلفاته ومنها رياض الصالحين والأذكار والأربعون النووية. وقد كان لأبناء مدينة نوى دور في طرد الاحتلال الفرنسي فمن أبنائها المجاهدين المجاهد ياسين سليمان الفشتكي أبو سليمان فهو كان من المجاهدين البارزين في مقاومة هذا الاحتلال وقد شارك في معركة المسيفرة وكان من الذين اعتقلوا ومعه نجم الصقر وعبد الجواد صلاح الصقر ومجموعة من المجاهدين وقد حكموا بالإعدام من قبل محاكم قوات الاحتلال الفرنسية وتم إلغاء هذا الحكم خوفا من اشتعال نار الثورة من جديد. نوى والثورة السورية. كانت مدينة نوى في طليعة المدن التي لبّت نداء الفزعة في 2011.3.21. وخرج ما يقارب 60000 نسمة من المدينة سيرأ على الأقدام لنصرة أهلهم في درعا البلد. تعرضت المدينة للحصار بعد حادثة الهجوم على مبنى الأمن العسكري بتاريخ 2011.4.21 واستمر الحصار الخانق حتى تاريخ 2011.5.17. ثم تم اجتياح المدينة بواسطة 30000 جندي وأكثر من 250 دبابة وآلية عسكرية. ارتكبت في المدينة الكثير من الانتهاكات والمجازر أشهرها مجزرة ساحة الجامع. قدمت المدينة الكثير من الشهداء والمعتقلين والمجاهدين. مراجع. حوادث وقضايا ليخ فاونسا (بالبولندية: Lech Wałęsa) من مواليد (29 سبتمبر ، 1943 في بوبوفو، بولندا) هو سياسي بولندي شغل منصب رئيس بولندا بين (1990-1995) ، وحاز جائزة نوبل للسلام سنة 1983. عمل كاختصاصي كهرباء سنة 1970، وترأس نقابة العمال "تكافل" (بالبولندية: Solidarność) من سنة 1980 وحتى 1990، وهو أيضا أحد مؤسسي "تكافل". فاوينسا ساهم في تحول بولندا إلى النظام الديمقراطي الرأسمالي. أبو بكر عزت (8 أغسطس 1933 - 27 فبراير 2006)، ممثل مصري مخضرم، من مواليد حي السيدة زينب الشعبي في مدينة القاهرة. درس بمدرسة الخديوية الثانوية التي تخرج منها الكثير من الفنانين المصريين، ثم التحق بكلية الآداب - قسم الاجتماع - وأخرج أعمالاً مسرحية وهو طالب بالجامعة وحصل على جائزة أحسن ممثل عام 1996 من مهرجان القاهرة السينمائي. النشأة والأسرة. وُلد في 8 أغسطس عام 1933 بحي السيدة زينب، درس في مدرسة الخديوية، حصل على ليسانس الآداب قسم الاجتماع، واكتشف  موهبته الفنية من خلال المسرح المدرسي. تزوج من الكاتبة كوثر هيكل واستمر الزواج 41 عاما، وانتهت برحيل عزت ابنتاه "سماح" زوجة الطبيب خالد منتصر و"أمل" زوجة المخرج خالد الإتربي. المهنة. بدأ الفنان أبو بكر عزت، مشواره الفني من خلال المسرح المدرسي وقدم مسرحية "الفضائح"، وخلال دراسة «أبوبكر» بكلية الآداب التحق بمعهد التمثيل، وتخرج فيه عام 1959، وفي العام نفسه، انضم «أبوبكر» إلى فرقة المسرح الحر، وشارك في عدة أعمال مسرحية، منها «الدخول بالملابس الرسمية»، و«دبور»، و«الدلوعة»، والعديد منها كما له رصيد درامي كبير، وشارك في عدة مسلسلات، أبرزها «الزوجة أول من يعلم»، و«كوم الدكة»، و«أرابيسك»، و«رأفت الهجان»، و«على نار هادئة»، وسينمائيًا شارك «أبوبكر» في أفلام «الهروب»، و«ضد الحكومة»، و«30 يوم في السجن» الذي لعب فيه دور «مدحت الشماشيري»، و«فوزية البرجوازية»، وغيرها. رغم عدم أداء «أبوبكر» دور البطولة في أي عمل فني إلا أنه قال: «أنا مش حاسس بأي ظلم.. بالعكس أنا واخد أكتر من حظي كمان». في مايو 2002 صرح أبوبكر عزت لصحيفة «البيان» الإماراتية أنه ملّ من أدوار «الباشوات ورجال الأعمال وزير النساء والشرير خفيف الظل»، وهو ما دفعه حينها للمشاركة في مسلسل «شعاع من الأمل»، وجسد شخصية «عمدة في الريف»، وشارك «أبوبكر» في أعمال فنية عدة من تأليف زوجته كوثر هيكل، ومع توقفه عن ذلك أوضح أن السبب يأتي في أن المخرجين لا يختارونه للمشاركة، لأن زوجته عندما تكتب الشخصيات لا تدوّنها له. أرجع «أبوبكر» سبب ابتعاده عن المسرح إلى أن الكوميديا أصبحت «مهنة من لا مهنة له»، حسب تعبيره، موضحًا في حواره لـ«البيان» أنه فور تركه العمل فيه تبعه كلٌّ من فؤاد المهندس ومحمد عوض، لكنه استدرك وقال: «باستثناء عادل إمام ومحمد صبحي وسمير غانم، الذين ينحتون في الصخر حفاظًا على استمرار اللون الكوميدي في مسارحنا». وفاته. توفي أبو بكر عزت بعد أن أصيب بأزمة قلبية حادة خلال توجهه لموقع تصوير أحدث مسلسلاته "ومضى عمري الأول" وتوفي فور وصوله إلى مستشفى الصفا بحي المهندسين عن عمر يناهز 73 عاماً قدم خلالها الكثير من الأعمال الفنية. أعماله. قدم أبو بكر خلال مسيرته الفنية العديد من المسرحيات والأفلام و المسلسلات ومنها الإذاعية، كذلك السهرات التلفزيونية. مانيون أحد الشعوب القديمة التي استوطنت الأراضي التي تعرف حاليا بآذربيجان الإيرانية في الفترة ما بين القرن العاشر قبل الميلاد والقرن السابع قبل الميلاد وقد ذكر اسمهم في العهد القديم من الكتاب المقدس. كان المانييون مجاورين للآشوريين ودولة أرارات. يعتقد أن هذه الأقوام كانت من الشعوب الهندو - أوربية ولم يكونوا خاضعين لسيطرة الإمبراطوريات المجاورة. أصول هذه الأقوام غير معروفة على وجه الدقة ولكن هناك من يعتقد أنهم أقوام هندو - أوروبية وهذه الصفة حدى بالكثير من المؤرخيين العالم إلى طرح فرضية أن هذه الأقوام قد يكونون أحد الأصول القديمة للشعب الكردي ولكن لايتوفر أي إثبات أكاديمي على هذه الفرضية إلى هذا اليوم. حيث ذكر المؤرخ الكردي محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" على إن الشعب الكردي يتألف من طبقتين من الشعوب، الطبقة الأولى التي كانت تقطن كردستان منذ فجر التاريخ "ويسميها محمد أمين زكي" شعوب جبال زاكروس" وهذه الشعوب كانت هندو - أوروبية وامتزجت مع الشعوب الهندو- أوربية الأخرى مثل الميديين التي هاجرت إلى كردستان في القرن العاشر قبل الميلاد، واستوطنت كردستان مع شعوبها الأصلية. وكان هذا الشعب غير متنقل بل ثابتا في بقعته الجغرافية وكانوا يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي. كما يرى محمد أمين زكي بأن هناك احتمالا كبيرا بأن هذه المجموعة تشكلت من عدة قبائل مثل "لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري، نايري". في القرن الثامن قبل الميلاد إتخذوا من مدينة زرتا عاصمة لهم ووصلوا إلى أوج قوتهم بين عامي 725 و 720 قبل الميلاد ولكن الصراع بدأ بالظهور بينهم وبين الآشوريين واستطاع الملك الآشوري سرجون الثالث بالقضاء على حكمهم في عام 716 قبل الميلاد. كاردو "Cardo" هو الاسم اللاتيني الذي كان يطلق على الشارع العابر من الشمال إلى الجنوب في مدن روما القديمة (أو الإمبراطورية الرومانية على العموم)، وفي المخيمات العسكرية، وذلك كجزء أساسي من تخطيط المدن. عندما يكون الشارع رئيسياً ويتجه من الشمال إلى الجنوب يسمى كاردو رئيسي أو مركزي "cardo maximus"، وهو يمثل المحور الأساسي للمدينة أما الشارع العابر من الشرق إلى الغرب فكان يسمى ديكومانوس "Decumanus"، وعندما يكون رئيسياً يسمى "Decumanus Maximus" كاردوخ بالعربية باقردا "كوردوين" أو كاردو كانت تسمية لمنطقة جغرافية تاريخية في شمال ما بين النهرين. أصبحت إقليم روماني فيما بعد، تقع جنوب بحيرة وان، غرب مدينة ديار بكر إلى شمال مدينة هكاري، شرق تركيا حاليًا. كان موقع إقليم كاردو شرق أرمينيا القديمة. تقع حاليا في جنوب شرق تركيا، وتحديدا جنوب غرب مدينة ديار بكر وشمال شرق مدينة هكاري. تم احتلال هذا الإقليم على يد الإمبراطور الروماني بومبياس (106 - 48 قبل الميلاد) ذكر المؤرخ اليوناني زينوفون (427 - 355) قبل الميلاد في كتاباته شعبا وصفهم "بالمحاربين الأشداء ساكني المناطق الجبلية" وأطلق عليهم تسمية الكاردوخيين الذين هاجموا الجيش الروماني أثناء عبوره للمنطقة عام 400 ق م، وكانت تلك المنطقة استنادًا لزينوفون جنوب شرق بحيرة وان الواقعة في شرق تركيا. ويعتبر الكاردوخيين من أسلاف الشعب الكردي إلا ان بعض المؤرخين ومنهم المؤرخ الكردي محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" يعتبر الكاردوخيين شعوبا هندوأوروبية انضموا إلى الشعب الكردي الذي كان موجودا قبل الكاردوخيين بفترة طويلة، وهم شعوب "لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري، نايري". العهدة العمرية هي كتاب كتبه الخليفة عمر بن الخطاب لأهل إيلياء (القدس) عندما فتحها المسلمون عام 638 للميلاد، أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم. وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق في تاريخ (القدس) خلفية. بعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك دخل عمر رضي الله عنه القدس ليتسلم مفاتيحها من بطريرك القدس صفرونيوس في 15 هـ، وكتب لهم عمر بن الخطاب كتاباً به شروط الصلح.. نص العهدة. وبينما كان عمر رضى الله عنه يملى هذا العهد حضرت الصلاة، فدعا البطريرك صفرونيوس عمر للصلاة حيث هو في كنيسة القيامة، ولكن عمر رفض وقال له: أخشى إن صليت صليت فيها أن يغلبكم المسلمون عليها ويقولون هنا صلى أمير المؤمنين. وهذا نص العهدة حسب تاريخ الطبري ومجير الدين العليمي المقدسيِ. العهدة العمرية في كتب التاريخ. وردت العهدة في كتب التاريخ بأكثر من صيغة ونص، وتتراوح من نصوص قصيرة ومقتضبه كنص اليعقوبي ونص ابن البطريق وابن الجوري، أو مفصلة كنص ابن عساكر ونص الطبري ومجير الدين العليمي المقدسيِ ونص بطريركيـة الروم الأرثوذكس، قد ذكر ابن القيم الشروط العمرية في كتابه أحكام أهل الذمة، وعزاها لعدد من المصادر وأضفنا نحن بعضها، وجاء في مسند أحمد، فقد روى ابنه عبد الله في زوائده على المسند، بعض الشروط على أهل الذمة قال: حدثنا غير واحدٍ من أهل العلم قالوا: وروى هذه الشروط الخلاّل في كتاب أحكام أهل الملل من طريق عبد الله بن الإمام أحمد. وأخرجها البيهقي في سننه، وكذلك روى سفيان الثوري عن مسروق بن عبد الرحمن بن عتبة، رواية شبيهة، وكل رواية من هذه الروايات لا تخلو من ضعف في إسنادها، إلا أن العلماء ذكروها في كتبهم، واحتجوا بها، ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم وفي كتبهم، وقد أنفذها بعده الخلفاء، وعملوا بموجبها. رأي المستشرقين. يرى ليون كايتاني ودي خويه أن القيود في الشروط العمرية قد اُستحدثت في بعض العصور المتاخرة ومع ذلك فقد قبل فقهاء المسلمين الذين عاشوا في أزمان أقل تسامحا هذه العهود على أنها صحيحة. ثابت بلانك هو ثابت فيزيائي له الرمز formula_1 وهو يستخدم لوصف الكوانتا "أصغر مقدار للطاقة" فهو بذلك يلعب الدور الرئيسي في ميكانيك الكم. يعود اكتشافه إلى العالم الألماني ماكس بلانك عام 1900 م. يقابل هذا الثابت قيمة أخرى هي قيمة هذا الثابت مقسومة على formula_2 ورمزه formula_3 ويلفظ "آش بار" وفي تلك الحالة يسمى "ثابت بلانك المخفض" الذي يسمى أحيانا ثابت ديراك نسبة للعالم بول ديراك. وحدات وقيم. ثابت بلانك هو عبارة عن أصغر وحدة للطاقة (الجول) مضروبة بوحدة الزمن (ثانية) وبالتالي يمثل ثابت بلانك وحدة شغل أو وحدة قدرة (جول.ثانية). وهو يمثل أصغر وحدة للشغل في الكون، أي لا يوجد ما هو أقل منها، وهي تلعب دورًا أساسيًا في السلوك الفيزيائي للمادة والطاقة، وتعتبر من لبنات خلق الكون، مثل الجاذبية والشحنة الأساسية وسرعة الضوء وغيرها. قيمة ثابت بلانك هي: formula_4 وباستخدام إلكترون فولت كواحدة لقياس الطاقة يكون لدينا: formula_5 ثابت بلانك المخفض. نستعمل في الفيزياء ثابت بلانك المخفض وهو ثابت بلانك مقسوما على formula_6. يستخدم ثابت بلانك المخفّض في المجالات المختلفة للفيزياء، والتعبير عنه بالرمز formula_3 يساعد على اختصار المعادلات: وبناء على ذلك فقيمة formula_3 تساوي بوحدات [جول. ثانية] أو إلكترون فولت.ثانية هي: وباستخدام الإلكترون-فولت كوحدة للطاقة: حيث : formula_12 formula_13 ولادة ثابت بلانك. تم طرح ثابت بلانك في البداية من قبل العالم ماكس بلانك لتفسير سلوك إشعاع الجسم الأسود، حيث أن الفرضية الأساسية لقانون بلانك تعتبر أن إصدار الإشعاع الكهرومغناطيسي بواسطة الجسم الأسود يمكن تمثيله بشكل هزاز توافقي يتحرك بطاقة كمومية على الشكل التالي: formula_14 حيث : formula_15 هي الطاقة الكمومية للفوتونات التي تملك تواتر formula_16 (هرتز) أو تردد زاوي formula_17 (راديان/ثانية). طبقا للنظرية الكمومية تتغير طاقة الهزاز التوافقي بطاقات "منفصلة" كالآتي: وهكذا. أي أن الإلكترون في الذرة باعتباره هزازًا توافقيًا لا يمكنه إلا الانتقال بين مستويات للطاقة منفصلة، وهذا ما يعني كمومية أو "كم". أي ينتقل إلكترون من مستوى طاقة (في الذرة) سفلي إلى مستوى طاقة أعلى عن طريق امتصاص "كم " معين من الطاقة، وعندما يقفز من مستوى طاقة عالي إلى مستوى منخفض فهو يصدر "كمًا" يعادل فارق الطاقتين في هيئة فوتون أي شعاع ضوء. الاستخدام. يستخدم ثابت بلانك في وصف كمومية الطاقة في النطاق الصغري، نطاق الذرات والجزيئات وما هو دونها من جسيمات أولية كالإلكترون والبروتون. في هذا العالم الصغري يختلف سلوك الطبيعة اختلافًا جذريًا عن سلوكها في النطاق الكبير من المنظور إلى الكواكب والنجوم والمجرات. في الأنطمة الكبيرة تتحكم فيها الجاذبية وتتحكم في سلوكها قوى كهرومغناطيسية (كهربائية ومغناطيسية)، أما في النطاق الصغري ففيها تسود الكمومية وتتغير الطاقة بقفزات ولا تتغير بطريقة مستمرة. فعلى سبيل المثال: إذا كان لدينا فوتون من الضوء ذو طاقة formula_21 وتواترformula_16 فإن العلاقة بين تواتر الفوتون وطاقته تعتمد على ثابت بلانك طبقًا للمعادلة: formula_23 حيث n عدد حقيقي كامل مساويًا 1، 2، 3، وهكذا. معنى ذلك أن طاقة الفوتون لا تستطيع إلا أن تتخذ القيم formula_24 أو formula_25 أو formula_26 وهكذا. وبالتالي لا يمكن للفوتون اتخاذ القيمة مثلًا formula_27 أو formula_28 للطاقة، فطاقته تقفز بين مستويات للطاقة منفصلة discret values، وهذا ما نراه بالتجارب العملية في دراسة طيف الهيدروجين وأطياف العناصر أخرى. نجد أن طاقة الفوتونات تتبع هذا النمط العجيب "الكمي" أو "الكمومي"، وهكذا اكتشف الإنسان الظاهرة الكمومية، والتي تنطبق على الذرات والجزيئات والجسيمات الأولية تحت الذرية. تلك النتيجة أوضحتها حلول معادلة شرودنجر التي تصف سلوك الإلكترون في الذرة. وأحيانًا تصف طاقة الإلكترون ليس بالتواتر وإنما بالتردد الزاوي. وبناء عليه يمكن صياغة طاقة الفوتونات التي يطلقها إلكترون الذرة باستخدام التردد الزاوي على الصورة: وهذه هي ظاهرة كمومية الطاقة التي أزالت مفهوم الطاقة المستمرة. مبدأ عدم التأكد. ثابت بلانك يظهر أيضاً في مبدأ عدم التأكد الذي اكتشفه العالم الألماني فرنر هايزنبرج، والذي ينص على أنه "لا يمكننا أن نحدد بدقة وآنيا معاً موضع وسرعة جسيم، فإذا استطعنا تحديد سرعة الجسيم بدقة تعذر علينا تعيين موضعه بدقة والعكس صحيح". والصياغة الرياضية لهذا المبدأ هي: formula_31 حيث: والمعادلة تقول أن حاصل ضرب الخطأ في تعيين موضع الجسيم في الخطأ في تعيين زخم حركته لا بد وأن يكون أكبر من المقدار formula_36. وعلى ذلك لا يمكن أن يكون حاصل ضرب الخطأ للموقع في الخطأ في تعيين زخم حركة الجسيم لا يمكن أن تكون صفرا. وهذا ما أدهشه وأدهش العلماء آنذاك واحتج الكثيرون على تلك النتيجة واعتبر بعضهم أن حسابات هايزنبرج هراء، واشتدت المناقشات وأجريت تجارب واقعية وتجارب تخيلية لتفنيد هذا المبدأ، ولكن ثبتت صحة المبدأ عمليًا وفكريًا، وأصبح هذا المبدأ من مفاهيمنا الحديثة للطبيعة، وعمل على تعميق جذري لفهمنا للطبيعة حولنا وفي الكون بصفة عامة. ويمكننا أيضا صياغته بالشكل: formula_37 حيث: من النتائج الباهرة لهذا المبدأ ما قاله هايزنبرج في تفسيره: "أننا لا يمكننا معرفة المستقبل ليس بسبب عدم معرفتنا بالحاضر، وإنما بسب عدم استطاعتنا معرفة الحاضر". أهمية ثابت بلانك. يعتبر ثابت بلانك formula_1 إلى جانب سرعة الضوء في الفراغ formula_42 وثابت الجاذبية formula_43 من أهم الثوابت الطبيعية على الإطلاق لأنهم يحددون إلى جانب قوى أساسية وكتلة الإلكترون وكتلة البروتون وشحنة أولية تكوين الكون كله من نجوم ومجرات ومن كواكب ومن أرض نشأت عليها الحياة. ثابت ديراك: هو ثابت بلانك formula_1 مقسومًا على formula_2 ورمزه formula_3 ويلفظ "آش بار"، وهذا الاختصار الذي يسهل العمليات الحسابية. يسمى كثيرًا "ثابت بلانك المخفض". لغة الترميز المعيارية القياسية SGML (بالإنجليزية: standard generalized markup language) هي لغة لتحديد اللغة الترميزية للمستندات مثل أن يتم تعريف مستند ما على أنه بترميز HTML بسبب كون أول سطر منه بدأ بـ <DOCTYPE html!> ، تم تبني SGML من قبل المنظمة الدولية للمعايير ISO عام 1986 كوسيلة لإنشاء وثائق قابلة للتنسيق. SGML هي لغة ترميز معيارية كاملة، أي أنها معيار دولي لتعريف لغات الترميز؛ بوصف آخر هي لغة معرفة. يتكون الترميز من رموز تسمى "العلامات < > (tags)" والتي تحدد وظيفة جزء من النص أو كيفية عرضه، وتؤكد SGML على الترميز الوصفي حيث تشير هذه العلامات < > إلى وظيفة المستند والعنصر مثال : codice_1 codice_2 codice_3 وتستعمل SGML لتحديد تعريفات نوع المستند (DTDs). يحدد التعريف نوع المستند فإذا كان مستند HTML فإن المستند يبدأ بـ <DOCTYPE html!>، ويمكن تحديد العناصر التي يجب أن تظهر في المستند - على سبيل المثال، <Title> أي العنوان - ومن خلال إعطاء قواعد لإستخدام عناصر ذلك المستند، مثل أن تكون هناك قاعدة تضمن السماح بظهور فقرة (paragraph) داخل جدول مع عدم السماح بأن تحتوي الفقرة على جدول بداخلها (بين السطور). يمكن تحليل النص المرمز في أي مستند بواسطة برنامج تحليل لتحديد ما إذا كان يتوافق مع تعريفات المستند (DTD) لتلك اللغة الترميزية التي كتب بها أم لا. قد يقوم برنامج آخر بقراءة العلامات في المستند لترجمة المستند إلى لغة بوست سكريبت تستعمل لطباعة نتائج المستندات على الواجهات الرسومية. وقد ينتج عن نوع آخر من البرامج نوع مختلف من النصوص كأن تكون أكبر حجما وذات خصائص مختلفة أو أن يترجم البرنامج ذلك المستند إلى نص مقروء صوتيا للقراء الذين يعانون من إعاقات بصرية. الاصطلاحات. ملاحظة : كل الكميات بالخط الغليظ تمثل متجهات... معادلات تعريفية. مركز الثقل. في حالة الانفصال ومعرفة مركز ثقل كل جزئ من الجسم: حيث formula_2 هو عدد جسيمات الكتلة. في حال جسم متصل يستعمل التكامل: الاندفاع. إذا كان F عبارة عن ثابت عزم العطالة. من أجل محور دوران وحيد : عزم لاعطالة لجسم هو مجموع جداءات عناصر الكتلة ومربع أبعادها عن محور الدوران : formula_14 زخم زاوي. شكل المتجه: r قطر الشعاع (المتجه). الطاقة. "m" هنا عبارة عن ثابت. حركة حق حركة الحريات والديمقراطية بحرينية تعد من أبرز الحركات البحرينية معارضة لاعتبار أمين الحركة العام حسن مشيمع أبرز معارض سياسي في البحرين، نائب الأمين العام هو عيسى الجودر تأسست في 11 نوفمبر 2005 ميلادي. بداية الحركة. قبل تأسيس الحركة كان أهم أعضائها ومن ضمنهم الأستاذ حسن مشيمع أعضاء في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية والتي كانت في ذلك الوقت من أكبر الحركات المعارضة في البحرين، بعد إصدار الحكومة البحرينية لقانون الجمعيات السياسية الجديد في 2005 اختلف قادة جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بين من يؤيد الموافقة على القانون وبين من يعارض الموافقة عليه، انتهت المناقشات بانفصال بعض أعضاء الجمعية وأسسوا حركة حق. الأهداف والمبادئ الاستيراتيجية. 1-إحداث إصلاح سياسي حقيقي والسعي وراء إقامة دولة القانون ومؤسسات المجتمع المدني. 2- المطالبة بإصدار دستور عقدي جديد يقوم بصياغته الشعب عبر الانتخابات الشعبية وبعد إصلاح قانون الانتخابات وتوزيع عادل للدوائر على أساس الكثافة السكانية. 3- التداول السلمي للسلطة دون تفرد لمجلس الوزراء. وعرض التشكيل الوزاري على مجلس البرلمان للمصادقة عليه. 4- إصلاح القضاء واعادة صياغة القوانين. 5-محاربة الطائفية، والتمييز والتمايز بكافة الأشكال. وبناء الإدارات السليمة والاعتماد على مبدأ تكافؤ الفرص. 6- تحقيق نمو اقتصادي حقيقي، والاعتماد على خطط خمسية أو عشرية بعيدة المدى للتطوير الحياة العلمية. 7- الالتزام بخطة عمل لحل مشكلة البطالة، وتحديد الأجور، وحل مشاكل الإسكان والصحة، والاهتمام بالمستوى المعيشي للفرد. 8-إعادة الترتيب البيئي وفتح السواحل أمام المواطنين. 9- ترسيخ قيم حقوق الإنسان والتوازن الحقيقي بين الأفراد. 10- المحافظة على هوية البحرين الثقافية والديموغرافية، وكشف الحقيقة عن عمليات التجنيس التي وقعت بعد أغسطس عام 1975م 11-الدفاع عن حقوق المواطن البحريني بالطرق السلمية. و قدمت حركة حق بنيويورك عريضة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تطالب بوضع دستور بحريني جديد من خلال لجنة منتخبة تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة. وجاء في العريضة التي حصلت على توقيع 82 الف مواطن بحريني فوق سن الـ 18 من اجمالي460 ألف مواطن (أي أكثر من 17 % من مواطني دولة البحرين) المطالبة بتنحية رئيس الوزراء. إضافة إلى ذلك طالبت حركة الحريات والديموقراطية في البحرين (حق) بتنحي رئيس الحكومة خليفة بن سلمان آل خليفة عقب اعترافه بالمسؤولية عن قمع تحركات المعارضة الوطنية طوال العقود الماضية، وذلك في مقابلة مع صحيفة السياسة الكويتية مؤخرا. ودعت حركة حق إلى "محاكمة جميع المتهمين بتجاوزات المرحلة السابقة.. خاصة بعد أن اعترف رئيس الوزراء أنه مهندس تلك الحقبة والمسئول الأول عن كل ما حدث". وقد طالبت حركة حق "إجراء استفتاء شعبي – تحت رعاية دولية- على سياسة الحكومة التي ترعى مشاريع الاستيطان واستبدال شعب البحرين، وبرامج التمييز الطائفي التي تنفذها بالتنسيق مع الديوان الملكي- كما جاء في تقارير البندر. وقد بدأت حركة حق في العريضة الشعبية المطالبة بتنحية رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة منذ مدة زمنية ليست بالطويلة وقام الكثير من أبناء الشعب الوفي التوقيع على هذه العريضة، وقد أعلن الأستاذ حسن مشيمع في خطبة له بمسجد الإمام الصادق (ع) بمنطقة القفول إلى أن عدد الموقعين على العريضة الشعبية وصل إلى 54 ألفاً من المواطنين. فيما يلي قائمة بأهم القوانين العلمية: قوانين كبلر (حركة كوكبية planetary motion). حيث ("r", "θ") هما إحداثيات مركزية الشمس للكوكب، "p" هو نصف المستقيم الجانبي، و"ε" هو التخالف المركزي. حيث أن formula_20 تمثل "السرعة المساحية". حيث formula_22 هو الزمن المداري للكوكب وformula_23 نصف المحور الرئيسي للمدار. نيوتن قوانين الإشعاع والديناميكا الحرارية. "λ0T" = "kw" تحريك حراري معادلات النسبية الخاصة. وضعت النسبية الخاصة من قبل أبرت آينشتاين وكانت من أبرز اسهاماته للعلم. وتستند إلى افتراضين أساسيين : 1. القوانين الأساسية للفيزياء واحدة بالنسبة لجميع الأطر المرجعية. 2. سرعة الضوء في الخلاء واحدة بأي طريقة قيست وبالنسبة لكافة الراصدين في الفضاء (بالنسبة لجميع الجمل المرجعية). النتيجة الأساسية أن الزمن يجري بشكل مختلف من راصد لآخر فمقابل تثبيت سرعة الضوء بالنسبة لكافة الراصدين علينا التضحية بثبات الزمن حيث يصبح قياس الزمن متغيرا من راصد لآخر. التعاريف والمعادلات التالية يمكن أن تطبق على أية وضعية عندما تصبح سرعة الملاحظ (الراصد) أو الجسم أكبر من عشر (أي 1/10) سرعة الضوء. تعاريف. Speed parameter هذا هو مؤشر السرعة الذي يظهر في عامل لورينتز. ينتج عن هذا أنه عندما تقارب v (سرعة الجسم المتحرك) سرعة الضوء c، يقارب مؤشر السرعة speed parameter الواحد وبالتالي يقارب عامل لورينتز اللانهاية. عامل لورينتز Lorentz factor This factor describes the change in measured times and lengths by observers in relative motion, and is used in the Lorentz Transformations for motion in along the x axis: To obtain the inverse Lorentz Transformations replace v with -v and interchange the light amplification by stimulated emission of radiation primed and unprimed coordinates. زخم نسبوي Relativistic momentum طاقة حركية Because γ diverges to infinity as v approaches c the kinetic energy also approaches infinity. Therefore it is not possible to accelerate a body to the speed of light with a finite amount of energy. Note that at one time in presentations of special relativity, it was common to introduce a quantity called the relativistic mass, defined as m=γm0. In modern treatments of special relativity, mass is always defined as the mass measured by a comoving observer, and is therefore synonymous with the rest mass. الكرة الطائرة الشاطئية (بالبرتغالية: ) هي لعبة رياضية متطورة من لعبة الكرة الطائرة الشعبية، وتمارس على الشواطئ في العديد من دول العالم. بخلاف الكرة الطائرة، تمارس الكرة الطائرة الشاطئية خارج الصالات، على الساحات الرملية التي إما أنها جاهزة أو مصممة كساحة لعب. بدلاً من فريقين مكونين من ستة لاعبين، كل فريق في كرة الطائرة الشاطئية مكون من لاعبَين فقط. هناك الكثير من الفروق بين الكرة الطائرة العادية والشاطئية أبرزها طول ملعب، حيث طول ملعب كرة الطائرة الشاطئية 8 × 8 متر وليس 9 × 9 متر. تاريخ. بدأت رياضة كرة الطائرة الشاطئية في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية في العشرينات. في عقد لاحق ظهرت الرياضة في قارة أوروبا. نظمت بعض المسابقات للرجال (فرق مكونة من لاعبَين) في سانتا مونيكا في الأربعينات. وفي نفس المكان تمت محاولة تنظيم دوري محترف في الستينات، إلا أنه لم ينجح، ولكن تمت ممارسة الرياضة احترافياً في فرنسا حيث نظم دوري وكانت مكافئته 30000 فرنك فرنسي. وبدأت في سانتا مونيكا في العقد التالي بعض الدوريات الناجحة التي دعمتها شركات السجائر والجعة. رغم بداية ظهور اللعبة منذ زمن طويل، إلا أنها لم تشتهر عالمياً إلا في التسعينات. تعد البرازيل والولايات المتحدة من أقوى المنتخبات التي سيطرت على البطولات لعدة عقود. كما ظهرت بعض المنتخبات القوية الأخرى مثل أستراليا. هذه المنتخبات الثلاثة هم الفرق الوحيدة التي حصلت على الميدالية الذهبية في الأولمبياد الصيفي منذ إدخال اللعبة عام 1996 في أتلانتا، وكذلك الفرق النسائية لتلك الدول حصلت على الميداليات (البرازيل عام 1996، أستراليا عام 2000، الولايات المتحدة عام 2004). المنتخبات الأخرى البارزة مؤخراً في هذه الرياضة هم اليونان، وألمانيا، والصين. بعض القوانين. في حال وجود أربعة لاعبين تكون المباراة إلى خمس وعشرين نقطة ويتبادل الفريقان أماكنهم كل عشر نقاط، وإذا كانوا خمسة لاعبين فتكون المباراة إلى واحد وعشرين نقطة ويتبادل الفريقان أماكنهم كل سبع نقاط، وإذا كان اللاعبين ستة فتكون المباراة إلى خمس عشر نقطة ويتم استبدال الأماكن كل خمس نقاط، ويتم تبديل الأماكن في الحالات السابقة كلها دون أخذ استراحة، ويجب على لاعبي كل فريق استبدال أماكنهم بعد كل إرسال. و في أثناء اللعب لا يجوز للكرة أن تتعدى حدود الملعب، وعلى اللاعب أن لا يلمس الشبكة بأي جزء من جسده أو ملابسه ولا يعتبر خطأ إذا اصطدمت الكرة بالشبكة من غير قصد. يمكن للكرة أن تلمس أي جزء من الجسم ولكن لا يمكن ردها أو إرسالها إلا عن طريق اليد أو الذراع، ويمكن للفريق أن يلمس الكرة ثلاث مرات متتالية مع العلم أن رد الكرة في المرة الأولى يعتبر اللمسة الأولى ويحق للاعب الذي رد الكرة أن يضربها مرة أخرى ولكن في هذه الحالة يبقى للفريق لمسة واحدة فقط لإرسالها إلى الخصم إلا أعتبرت نقطة عليهم. أبو عامر محمد بن أبي عامر ( الجزيرة الخضراء 327 -938م / مدينة سالم 392 هـ - 1002 م)، المشهور بلقب الحاجب المنصور هو عسكري وسياسي أندلسي ومستشارا الخلافة للخلافة الأموية في الأندلس، وحاجب الخليفة هشام المؤيد بالله والحاكم الفعلي للخلافة. ولد في قرية على مشارف طرش من عائلة ذات أصول يمنية، ذهب شابًا إلى قرطبة لتعلم الفقه. بعد بدايات متواضعة، دخل القصر وتدرَّج في المناصب في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله، ونال ثقة زوجة الخليفة صبح البشكنجية أم الخليفة هشام المؤيد بالله، والتي كانت وصية على عرش ولدها بعد وفاة زوجها الحكم. بفضل هذه الحماية وكفاءته، قام بسرعة بجمع العديد من المناصب. فقد شغل خلال خلافة الحكم الثاني مناصب إدارية مهمة، مثل مدير دار سك العملة، ووكيلاً لعبد الرحمن أول أولاد الخليفة، ثم وكيلا لهشام بعد وفاة عبد الرحمن. وولي خطة المواريث، فقاضيًا على أشبيلية ولبلة وأعمالهما. كانت وفاة هذا الخليفة عام 976 إيذانا ببدء عهد الخلافة الذي سيطر عليها. فقد عاونت صبح الحاجب المنصور على إقصاء جميع منافسيه، وهو وما أحسن استغلاله لأبعد مدى، بل وذهب إلى أبعد من ذلك بأن حجر على الخليفة الصبي، وقيّد سلطته هو وأمه. بصفته حاجبا للخلافة، فقد مارس سلطة غير عادية في الخلافة الأندلسية، في جميع أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية وفي جزء من المغرب العربي. وقام بتأسيس دولة داخل دولة وعُرفت تلك الدولة باسم الدولة العامرية، وتمثَّلت بفترة حجابته للخليفة المؤيد بالله هو وأبناءه عبد الملك المظفَّر وعبد الرحمن شنجول، وقام بإرساء قواعد الحكم لأبناءه، إلا أن الأمر لم يستمر طويلاً حيث انتهت سيطرتهم على حكم الأندلس بعد أقل من عقد من الزمن على وفاته، بعد أن ساد الأندلس فترة من الاضطرابات التي نتجت عن التصارع على الخلافة. بعد أن تمكن الحاجب المنصور من مقاليد الحكم التفت إلى توسع الدولة شمالاً، فحرّك بحملاته العسكرية حدود الممالك المسيحية في الشمال إلى ما وراء نهر دويرة، فبلغت الدولة الأموية في الأندلس أوج قوتها في عهده. فقد نجحت غزواته ضد الممالك المسيحية وفي وقف تقدمهم نحو الجنوب مؤقتًا. على الرغم من انتصاراته العسكرية الوفيرة، إلا أنه بالكاد استعاد الأراضي. نشأته. ولد أبو عامر محمد بن أبي حفص عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر محمد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري. سنة 327 هـ / 939 م في الجزيرة الخضراء في بيت من أعيان تلك المدينة. كان أبوه عبد الله من أهل التقى والورع، وقد مات في رحلة عودته من الحج ودفن في طرابلس. أمه هي بُريهة بنت يحيى بن زكرياء التميمي من أهل بيت من أشراف قرطبة يسمون ببني برطال. جده لأمه يحيى بن إسحاق وزير وطبيب الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله. وجده عبد الملك المعافري كان من الداخلين للأندلس مع طارق بن زياد. ونال مكافأة على أدائه المتميز في فتح كارتيا بأن نال مزرعة في طرش، التي تتبع كورة الجزيرة الخضراء بالقرب من مصب نهر جواديارو. ومع ذلك كانت الأسرة متوسطة الحال ومتواضعة وريفية. قدم محمد بن أبي عامر إلى قرطبة شابًا لطلب العلم والأدب والحديث، فدرس الأدب على يدي أبي علي البغدادي وأبي بكر بن القوطية، والحديث على يدي أبي بكر بن معاوية القرشي راوي النسائي. ولكن وفاة والده وظروف الأسرة السيئة أدت إلى تخليه عن دراسته، وبدأ بممارسة مهنة كاتب عدل. فبدأ حياته بفتح دكان بجوار قصر الخليفة ومسجد قرطبة يكتب فيه الرسائل والعرائض لأصحاب المصالح، فلفت نظر من في القصر بأسلوب كتابته وبجزالة عباراته. تدرجه في المناصب. التحق ابن أبي عامر بخدمة الخليفة الحكم المستنصر بالله عندما رشحه الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي ليكون وكيلاً لعبد الرحمن أول أولاد الخليفة، وهو ما عينه عليه الخليفة بموافقة من أم عبد الرحمن صبح البشكنجية، فعُيّن لذلك في 9 ربيع الأول 356 هـ، ثم ولاّه دار السكة في 13 شوال 356 هـ، ثم ولي خطة المواريث في 7 محرم 358 هـ، فقاضيًا على أشبيلية ولبلة وأعمالهما في 12 ذي الحجة 358 هـ. وبعد وفاة عبد الرحمن صغيرًا، بقي في خدمة أم الخليفة إلى أن أنجبت ولدها الثاني هشام، فأصبح وكيلاً لهشام في 4 رمضان 359 هـ. وفي جمادى الآخرة 361 هـ، جعله الخليفة الحكم على الشرطة الوسطى. في هذا الوقت تقريبًا تزوج من أخت رئيس حرس الخليفة. فبدأ يثري نفسه، فبنى لنفسه منزلًا في الرصافة، بالقرب من القصر القديم لعبد الرحمن الأول، وفي فترة خدمته لصبح البشكنجية، لجأ إلى استمالتها بحُسن خدمتها وإتحافها بالهدايا، والتي أشهرها نموذجًا مبهرًا لقصر من الفضة أنفق عليه قدرًا كبيرًا من المال، وأهداه إليها في الفترة التي ولي فيها دار السكة. مما أثار ذلك عددًا من رجال الدولة الذين رأوا في صعوده في المناصب ما يقلقهم، فاتُهِم لدى الخليفة بالاختلاس من مال السكة، فأمر الخليفة بالتحقق من ذلك، وكان ابن أبي عامر قد أنفق منه بالفعل، فلجأ إلى صديقه الوزير ابن حُدير ليقرضه ما نقص من أموال السكة، فأقرضه المال الذي سد به العجز. ولكن مع ذلك فقد عُزل عن منصب رئيس دار سك العملة في جمادى الأولى 361 هـ/ مارس 972 م، ولكنه حافظ على باقي المناصب بما فيها الوكيل لولي العهد هشام المؤيد بالله. ثم أنفذه في شوال 362 هـ / 973 م بأموال كثيرة إلى المغرب، حيث تم تكليفه بالجوانب اللوجستية والإدارية والدبلوماسية لحملة الخلافة ضد الأدارسة ولاستمالة زعماء البربر إلى جانبه، ثم أرسل مرسومه بتوليته قاضيًا لقضاة عدوة المغرب. كانت أهمية الحملة في المغرب، وكون المنصور قاضي إشبيلية ومسؤولاً عن منشآتها، فسهّل ثقة الخليفة وحاجبه من نيله تلك المسؤولية. وأعطيت له سلطة الحكم على الأهالي والعسكر والإشراف الكامل على الحملة. ومن مهامه الأساسية استمالة أعيان المنطقة بالهدايا الرسمية لكسب ولائهم للخليفة. فكانوا إلى جانبه في انتصاراته العسكرية تقويض مواقع العدو. ولكنه بعد انتصاره على الأدارسة عاد مريضًا إلى بلاط قرطبة في ذي الحجة 363 هـ / سبتمبر 974 م. وبعد تعافيه استئنف مهامه. ولكنه لم يعد إلى شمال إفريقيا أبدًا. أتاحت له خبرته بالإشراف على القوات المجندة في الحملة المغاربية الفرصة لتقدير الفائدة السياسية المحتملة لهؤلاء إذا حقق سيطرته. فأقام علاقات مع زعماء القبائل في المنطقة ومع والد زوجته المستقبلي القوي غالب، الذي أدار الجوانب العسكرية للعملية. لقد كانت قدرته على إدارة الجوانب التنظيمية والمالية للحملة، معترف بها على نطاق واسع ومكافأتها بعدها بأشهر بإعادة تعيينه على رأس دار سك الخلافة، وهو بداية نجاحه السياسي. في الأشهر الأخيرة من مرض الحكم عيّنه قائدا للشرطة، وهو المنصب الثاني بعد الوزير الأول المصحفي، التي احتوى الجزء الأكبر منها من البربر الذين جلبهم الخليفة من المغرب لتشكيل قوة موالية له تضمن وصول ابنه الصغير إلى عرش الخلافة. انفراده بالسلطة. وفاة الحكم والقضاء على الانقسام. كانت وفاة الخليفة الحكم الثاني في صفر 366 هـ / أكتوبر 976، وإعلان ابنه هشام خليفة طفرة في حياة المنصور السياسية. كما أنه أيضًا مثل حدثًا حاسمًا في تاريخ الخلافة، والتي منذ ذلك الحين تميزت بهيمنته واحتوائه التدريجي على الخليفة الأموي الثالث. وقد مرت الأندلس في ذاك الوقت بأزمة خلافة خطيرة، لأن الخليفة المعين هشام المولود سنة 354 هـ/965 م أصغر من أن يحكم، فهو بالكاد بلغ ثماني أو تسع سنوات عندما ربطه والده بالحكم سنة 364 هـ / 974م، وبالتالي كان قاصرًا عند وفاة والده. كان هذا وضعًا استثنائيًا لأنه لم بحدث من قبل أن كانت الإمارة أو الخلافة في يد قاصر. ورفضت بعض مدارس الفقه الإسلامي وصول قاصر إلى منصب الخليفة، لكن التقليد الأموي الأندلسي عزز نقل الإرث من الأب إلى الابن. وعلى الرغم من جهود الحكم في سنوات حكمه الأخيرة من خلال ربطه به لضمان خلافته من بعده، إلا أن البيئة العامة في ذلك الوقت كانت منقسمة. فالحاجب المصحفي أيد تعيين وصي على الخلافة، بينما رغب الصقالبة إعطاء اللقب إلى المغيرة عم هشام وهو بعمر السابعة والعشرين. فبعد وفاة الخليفة الحكم، كان لدى صقالبة القصر خطة تهدف إلى تنحية وليّ العهد الصبي هشام، وتولية عمه المغيرة بن عبد الرحمن الناصر لدين الله بدلاً منه. وفي سبيلهم لتنفيذ ذلك، استدعى زعماؤهم الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي وأنبؤوه بخبر وفاة الخليفة، ومخططهما بتولية المغيرة. تظاهر المصحفي بموافقتهم، وعمل من جانب آخر على إفشال ذاك المخطط خشية أن يزيد نفوذ الصقالبة في القصر. انصرف المصحفي من القصر، وقرر مع عدد من كبار رجال الدولة وزعماء البربر من بني برزال، ضرورة التحرك السريع لإفشال هذا المخطط، وكان القرار يقتضي قتل المغيرة بن عبد الرحمن نفسه لقطع السبيل أمام مخطط الصقالبة. تولى محمد بن أبي عامر تنفيذ ذلك القرار، فاقتحم قصر المغيرة ومعه مئة جندي، وأبلغه بوفاة الحكم وتنصيب هشام الثاني خليفة له؛ فأظهر عم هشام الولاء له، فتردد المنصور ولكن أصر المصحفي وطالبه بوجوب اغتيال المغيرة مهما كان الأمر قائلا:«غررتنا من نفسك، فأنفذ لشأنك أو فانصرف نرسل سواك». فدفع إلیه المنصور برجال فقتلوه خنقا أمام زوجته ثم شاعوا أنه قتل نفسه و كان عمره یومئذ 27 سنة. وهكذا انتهي الأمر بقتل مرشح الصقالبة، وتنصيب ولي العهد هشام خلفًا لأبيه. حيث اعتمد المصحفي على الحرس البربر الذي أنشأه الحكم لابنه لمواجهة الصقالبة. فدبت بعدها الوحشة بين الحاجب المصحفي والصقالبة بعد فشل مخططهم، فبدأوا في كيد المؤامرات ضده، فلجأ إلى تقسيمهم، فكان نصيب ابن أبي عامر منهم خمسمائة فتى. ولكي يستميلهم أغدق المنصور عليهم وأجزل لهم العطاء، فأحبوه واستقوى بهم، ثم ما لبث أن انضم إليه بنو برزال وهم من زعماء البربر وصاروا تحت قيادته، فاشتدّت بهم قوته. استلم هشام الثاني الخلافة في صفر 366 هـ / أكتوبر 976 ولقب المؤيد بالله. وشارك المنصور في مراسم جمع الأعيان لأداء قسم الولاء أمام القاضي. وبعدها بستة أيام عين هشام المصحفي حاجبا والمنصور مندوبًا للحاجب، وقد بلغ من العمر حينها 36 عامًا.. والمنصب ذو أهمية فريدة كحلقة وصل بين والدة الخليفة الجديد - بممارسة إدارة الحكم أمام الصبي هشام - والإدارة التي رأسها المصحفي، المكونة منه والمنصور وغالب قائد الجيش. ولتحبيب السكان بالخليفة الجديد وتعزيز مكانته بينهم، ألغيت ضريبة زيت الزيتون التي كان الناس بقرطبة يشكون منها. عجز المصحفي وانهائه. فبينما تمكن تحالف المصحفي والمنصور من تقويض قوة الصقالبة التقليدية في البلاط، إلا أن سرعان ما تدهورت العلاقات بينهما. فقد عجز الحاجب من مواجهة أزمة هيبة الخلافة بسبب مكائد التوريث والتوغلات المسيحية التي كادت أن تصل سنة 365 هـ / 976 م إلى العاصمة قرطبة. فقد هاجمت قلعة رباح بين طليطلة وقرطبة، مستغلة ظروف التناحر السياسي في العاصمة بعيد وفاة المستنصر. ولم تدرك قشتالة أنها خدمت في هجومها هذا مصلحة المنصور، ونقلته إلى القمة بشكل غير مباشر. فقد كانت المحنة التي نزلت بالقلعة في منتهى الشدة، وتركت صداها في العاصمة، دون أن يحرك الحاجب ساكنا. فأشار ابن أبي عامر على المصحفي أن يقود الجيش لمنازلتهم، فجهزه بمائة ألف دينار، وأمره بقيادة الجيش. فقد كان المنصور على عكس الحاجب، يميل إلى الرد العسكري على الغارات المسيحية وكان على استعداد لقيادة الجيش للانتقام. في حين كان المصحفي يميل إلى استراتيجية دفاعية في الرد العسكري. وعلى الرغم من القوة العسكرية لقرطبة، إلا أنها كادت أن تسلم الأراضي الواقعة شمال نهر يانة إلى الدول المسيحية. وبفضل تأثير صبح حصل غالب الناصري على حكم الثغر الأدنى وقيادة جيوش التخوم. وفي 3 رجب 366 هـ / فبراير 977م غادر العاصمة في حملته الأولى نحو أراضي قشتالة، حيث لا يزال يتبع استراتيجية احتواء الدول المسيحية التي تم الحفاظ عليها خلال العهد السابق. ففي تلك الحملة حاصر حصن الحامة، وتمكن من نهب ضواحي شلمنقة بانيوس دي ليديسما وأسر ألفي سجين أحضرهم إلى قرطبة بعد 53 يومًا، على الرغم من أنه لم يستولي على أي حصن. فتعززت مكانته داخل الدولة ليبرهن أمام الشعب قدراته العسكرية إضافة إلى ما عرفوه من قدراته الإدارية. بعد عودته إلى قرطبة، بدأ محمد بن أبي عامر في التخطيط لإزاحة الحاجب جعفر المصحفي من طريقه إلى قمة السلطة، فاستغل سوء العلاقات بين جعفر المصحفي وغالب الناصري صاحب مدينة سالم بسبب اتهام جعفر لغالب بالتقصير في الدفاع عن الحدود الشمالية أمام حملة الممالك المسيحية في الشمال على حدود الدولة بعد وفاة الخليفة، كما استغل حسن علاقته بصبح أم الخليفة التي كانت تساعده على إنفاذ ما بدا له من مراسيم باسم الخليفة، وشاعت شائعات بأن حبًّا عظيمًا نشأ بين صبح ومحمد بن أبي عامر، حتى ذهب البعض إلى زواج ابن أبي عامر من أم الخليفة في السر. وفي يوم الفطر عام 366هـ /976م خرج المنصور بجيشه والتقى بجيش غالب في مجريط، وافتتحا معًا حصن مولة وغنما فيها الكثير، وكان فضل الانتصار يعود إلى غالب، ولكنه تنازل ونسب الانتصار للمنصور وبعث للخليفة ينبئه بحسن تدبير المنصور في تلك الحملة، فارتفعت أسهمه لدى القصر والعامة على حد سواء. ثم أقنع حليفته صبح أم الخليفة، باستصدار مرسوم خلافي من ابنها بعزل محمد بن جعفر المصحفي من حكم ولاية قرطبة، وتوليته حاكمًا عليها بالإضافة إلى منصب قائد جيش المدينة. وبذلك سیطر على الجیش والحكومة معا، وكانت المدینة حینها تعاني من اضطرابات أمنیة وذیوع الفساد والفسق، فضبط أمرها. لجأ جعفر لوسيلة يوقف بها هذا التحالف بين غريميه غالب والمنصور، بأن طلب يد أسماء بنت غالب للزواج من ابنه محمد بن جعفر، فأسرع المنصور لإفشاله بأن طلب أسماء لنفسه، وهو ما وافق هوى غالب فأنكحها له، فتم الزواج في شهر محرم 367 هـ / 977م. وفي صفر من نفس العام خرج المنصور في غزوته الثالثة، فاجتمع بصهره غالب في طليطلة، فتوجها نحو مدینة شلمنقة وما جاورها، فاقتحما حصن المال وحصن رنیق، وعادا سويًا من تلك الحملة إلى قرطبة بالغنائم حيث تم زفاف أسماء إلى ابن أبي عامر من قصر الخلافة، وأصدر الخليفة أمره برفع القائد غالب لرتبة الحجابة بالمشاركة مع الحاجب جعفر المصحفي، وهو ما عدّه جعفر انتقاصًا من سلطته. وفي 13 شعبان 367 هـ / 26 مارس 978م أتت نكبة الخليفة لجعفر المصحفي بأن أصدر مرسومه بإقالة الحاجب جعفر المصحفي، وسجنه هو وأبنائه وأقاربه ومصادرة أموالهم. شدد المنصور في التنكيل بالمصحفي والنكاية به، حتى أنه كان يحمله معه مكبلاً في غزواته، ثم زجه في السجن، فظلّ في محبسه في الزهراء لأعوام إلى أن مات مسمومًا وقيل مخنوقًا في سجن المطبق بالزهراء سنة 372 هـ / 983م، وأسلم إلى أهله وهو في أقبح صورة. اندلع سخط على النظام الجديد للخلافة والوصاية، فقامت ثورة جديدة نظمها بعض أبناء الأسرة الأموية في العاصمة سنة 368هـ / 978م، حيث أراد المتآمرون استبدال هشام بأحد أبناء عمومته، فشلت محاولة مرتجلة لطعن الخليفة حتى الموت، فأدى ذلك إلى قمع وحشي للمتآمرين بإصرار من صبح والمنصور - لم يخل من التغلب على مقاومة بعض فقهاء مهمين-. وضع هذا حدًا لمحاولات استبدال الخليفة بعضو آخر من الأسرة الأموية، فهرب العديد من أفرادها من العاصمة، أم من بقي فكان تحت المراقبة الدقيقة. ثم قام المنصور في العام التالي ببناء سكن جديد محصن بمدينة الزهراء. -استمر العمل به حتى 989—، حيث سكنت فيه القوات الموالية له وجزء من إدارة الدولة، وشكل حوله قصر فخم، بالإضافة إلى ذلك، ولتهدئة شعور العلماء بالضيق من قمع المتآمرين ضد هشام والمقربين منه (وهي مؤامرة تورط فيها البعض من العلماء)، أنشأ لجنة لتطهير مكتبة الحكم، واحرق كتب الفلسفة في مكتبة الحكم. بعد أن استفرد بالحجابة لوحده، قام في الصيف بتوجيه حملة جديدة، هذه المرة في الشمال الشرقي ضد بامبلونا وبرشلونة، واستمرت الحملة أكثر من شهرين. وقام في الخريف بغارة جديدة باتجاه ليديسما، واستمرت أكثر من شهر بقليل. وفي مايو من العام التالي قاد حملة جديدة في هذه المنطقة، وخلال الصيف أغار على سيبولفيدا. وفي سبتمبر 979 أرسل من الجزيرة الخضراء مساعدة إلى سبتة التي حاصرها بلقين بن زيري والي الفاطميين على المغرب لمحاربة ولاة الأمويين في المغرب الأقصى، والتي أضحت بعدها مركز السياسة المغربية للمنصور. المواجهة مع غالب الناصري. كان مؤشر العهد الجديد الذي تزعمه المنصور محمد بن أبي عامر هو نزعته الفردية العنيفة، حيث لا يتردد في استعمال مختلف الوسائل من اجل تحقيق أهدافه السياسية دون تهيب أو وجل. فبالسهولة وهدوء الأعصاب التي قضى بهما على المغيرة بن عبد الرحمن مرشح الحرس الصقلبي للخلافة، قضى على منافسه المباشر جعفر المصحفي ليأخذ مكانه في كرسي الوزارة، وبالطريقة نفسها سيلجأ إلى تحطيم قوة خصمه الآخر غالب الناصري بعد انتهاء التحالف المرحلي بينهما، ولا يتورع من الاصطدام بسيدة القصر صبح التي هي وراء نجاحه، فلا يكون هناك قوة غير قوته ولا سلطانًا غير سلطانه. بعد سحق المعارضة داخل القصر، سرعان مااصطدم القائدان. فلم يرض غالب الناصري قائد الجيش العجوز من الخضوع لابن أبي عامر، الذي كرس نفسه لتعزيز سلطته والسيطرة على الخليفة. فقد اعتقد غالب أن مناورات حليفه، مثل بناء قصره الفخم الجديد، وتعزيز وحداته العسكرية بالبربر، وسيطرته المتزايدة على الخليفة بأن ذلك في النهاية سيضر بالخلافة الأموية. من جانبه اعتبر ابن أبي عامر أن استمرار مكانة والد زوجته العسكرية تضعف من قوته العسكرية، على الرغم من حملات الانتصار المتتالية. ومن أشهر حملات المنصور على الأراضي المسيحية كانت حملته الرابعة ضد مملكة ليون في عهد الملك راميرو الثالث سنة 370 هـ / 981م حيث حاصر مدينة سمورة، ولكنه تراجع في ذي الحجة 370 هـ / 981م ليواجه تحالف جيوش راميرو الثالث ملك ليون وغارسيا فرنانديث كونت قشتالة وسانشو الثاني ملك نافارا، في معركة حصن روطة وهزمهم هزيمة قاسية، أتبعها باحتلال حصن شنت منكش. وقد نتج عن تلك الهزيمة وما سبقها من هزائم متوالية أن خلع الليونيون ملكهم راميرو الثالث، وجعلوا محله ابن عمه برمودو الثاني الذي لجأ إلى التحالف مع المنصور على أن يدفع له جزية سنوية، ويمده المنصور بجيش يقيم في عاصمته ليون يقاتل به خصومه. كان المنصور يخشى ثورة القائد غالب الناصري عليه لأنه يعرف له مقدرته ومهارته العسكرية التي يتمتع بها لأنها تفوق مقدرته هو نفسه. فما كان للمنصور إلا أن جعل عنده ندا له، وهذا الند كان جعفر بن علي بن حمدون الأندلسي أحد زعماء بني برزال البربرية الذي برز في الصراع بين الفاطميين والأمويين على المغرب الأقصى. فاستدعاه المنصور إلى قرطبة، فدخلها جعفر بجيش كبير من البربر قدر عددهم بـ 600 مقاتل بعد أن استخلف أخاه يحيى على المغرب، فأسكنه المنصور في قصر العقاب، واصدر له مرسوما من الخليفة بتوليته الوزارة. وقد طلب المنصور المدد من الجنود من العدوة المغربية استعدادًا لمواجهة القائد غالب. وعندما علم القائد غالب بوصول جعفر بن حمدون مع جيشه إلى الأندلس أدرك مخطط المنصور للإطاحة به، فأراد التخلص منه بسرعة. فدعاه وهو ذاهب في إحدى حملاته إلى قشتالة على وليمة في أنتيسة إحدى مدن الثغر الأدنى سنة 370 هـ / 981م. ولما قدم إليه المنصور، انفرد غالب بالاجتماع معه، وأخذ يعاتبه على سياسته في الدولة وحجر هشام في القصر. واشتد النقاش بينهما، فما كان من غالب إلا أن أخرج سيفه وضرب المنصور فأصابه بجراح بسيطة في أصابعه وصدغه، وكاد أن يقتله لولا أن المنصور استطاع أن يفر من أمامه ويركب فرسه هاربا من القلعة. بقي غالب في قلعة أنتيسة، أما المنصور فقد رد بمهاجمة مدينة سالم حيث قصر القائد غالب وأسرته، فاستولى عليها وعلى جميع ممتلكاته من الأموال ووزعها على جيشه. وقد انهت مواجهة المنصور مع غالب المحصن في أنتيسة حملته الكبيرة ضد قشتالة التي كان من المفترض أن تكون الثانية له منذ 366 هـ/ 977م. وعاد إلى قرطبة وهو ينوي التجهيز لقتال غالب، الذي استعان بقوات . وبعد عودة المنصور إلى قرطبة أخذ يتأهب للاستعداد لخوض حرب عنيفة ضد صهره غالب، ولما اكتمل له ذلك سار بجيشه إلى مدينة سالم لملاقاته. وعندما اقترب منها، خرج إليه القائد غالب في جيش كبير وفيه عدد ضخم من النصارى من البشكنس بقيادة ملكهم راميرو. ونزل المنصور حصن شنت بجنت بالقرب من أنتيسة في يوم الخميس 2 محرم 371هـ / 14 يوليو 981. تولى ابن أبي عامر قيادة القلب، بينما تولى أبي يعفر بن علي الزعبي وأخيه يحيى قيادة الميمنة التي كانت من البربر، والميسرة بقيادة أحمد بن حزم وأبي الأحوص معن بن عبد العزيز التجيبي والحسن بن عبد الودود السلمي. وقاد غالب ذي الثمانين عامًا بنفسه الهجوم الأول على البربر في ميمنة جيش ابن أبي عامر وكسرها. ثم هاجم الميسرة وفرّقهم. ثم دعا غالب ربّه قائلاً: ثم هزّ فرسه وتحرك في جانب المعسكر، ولمّا طال غيابه، تفقّده رجاله فوجدوه ملقى على الأرض ولا أثر لجرح فيه. مما تسبب في اضطراب في جيشه، وفرّ جانب كبير من جنده. حينها أوقع جند ابن أبي عامر هزيمة كبيرة بجنود حلفاء غالب المسيحيين. استطاع غارسيا أن يفر، فيما وجد راميرو بين القتلى. الحجر على الخليفة وأمه. بقي أمام ابن أبي عامر خطوة أخرى، وهي عزل الخليفة الشرعي نفسه، فأشاع بين الناس أن الخليفة فوّضه إدارة البلاد لتفرغه للعبادة، ثم أحاط قصر الخليفة بسور وخندق، ووضع عليه الحرّاس ومنع الخليفة من الظهور. أدركت صبح التهديد المحدق بعرش ابنها، غير أنه بعد أن تمكن محمد بن أبي عامر من كل السلطات، لم يعد في قدرة صبح مواجهته مباشرة، فأشاعت بين العامة أن المنصور يسجن الخليفة ويحكم رغمًا عنه ويغتصب سلطته. ثم راسلت زيري بن عطية حاكم المغرب لنصرة ولدها، وأرسلت أموالا إليه ليجهز جيشه ويعبر إلى الأندلس. علم المنصور بذلك المخطط، فلجأ أولاً إلى رفع يدها عن أموال خزائن قصر الخليفة التي كانت تقوم بتهريبها بواسطة فتيانها، فأرسل ابن أبي عامر ابنه عبد الملك بقوة وجمع من العلماء والوزراء إلى قصر الخلافة بقرطبة، وخاطب الخليفة هشام في أمر الأموال التي تهربها والدته، وطلب أن تنقل كل الأموال من قصر الزهراء إلى قصر الزاهرة، فلم يمتنع. وبعد أن جفت الأموال من بين يدي صبح، يئست من قدرتها على استرجاع سلطة ابنها، فاعتزلت الحياة السياسية حتى وفاتها حوالي عام 390 هـ. وفي عام 371 هـ، تسمّى محمد بن أبي عامر بلقب "المنصور"، ودُعي له على المنابر. وفي عام 379 هـ، تعاون عبد الرحمن بن المطرف التجيبي صاحب سرقسطة مع عبد الله بن الحاجب المنصور على الانقلاب على المنصور على أن يُقسّما الملك بينهما فتكون الثغور لعبد الرحمن والبقية لعبد الله، إلا أن المنصور علم بما يدبرانه، فدبّر مكيدة لعبد الرحمن قُتل على إثرها في 12 ربيع الأول 379 هـ، وحبس ابنه الذي استطاع أن يفر من محبسه، ولجأ إلى غارسيا فرنانديث كونت قشتالة، فغزاه المنصور وطالبه بابنه فرفض غارسيا، فهزمه واجتاح المنصور ألبة، واستولى على وخشمة، فاضطر غارسيا لمفاوضة المنصور وقبول شرطه بتسليم ابنه عبد الله، ثم دسّ المنصور على ابنه لقتله وذلك 14 جمادى الآخرة 380 هـ، ثم بعث المنصور برأس ابنه وكتاب الفتح إلى الخليفة، فازدادت رهبة الناس من المنصور بقتله ابنه. وفي عام 381 هـ، قدّم المنصور ابنه عبد الملك للولاية، ونزل له عن لقب الحجابة، كما استوزر ابنه عبد الرحمن. اتجه المنصور كذلك، للاستكثار من جند البربر في جيشه، وخاصة من زناتة الذين عبروا إلى الأندلس، واتخذ منهم جندًا كثيفًا. حملاته. المغرب. في عام 375 هـ، جهّز المنصور جيشًا كثيفًا لقتال الحسن بن كنون الذي تمرد على الأمويين في المغرب وتجمّع حوله أناس كثيرون، فلم يجد الحسن أمامه سوى الاستسلام أمام ذلك الجيش، فقرر قائد الجيش حمله إلى قرطبة، إلا أن المنصور أمر بقتله وهو في الطريق، وبإخراج الأدارسة من المغرب. ثم تمرّد بعد ذلك زيري بن عطية المغراوي على الأمويين في المغرب في عام 387 هـ، فأرسل له المنصور جيشًا بقيادة الفتى واضح العامري، فقامت بينهما معارك كبيرة، انهزم فيها الجيش الأندلسي، فأرسل المنصور ابنه عبد الملك بجيش آخر، وانتقل المنصور بنفسه إلى الجزيرة الخضراء لإدارة الحرب وإمداد قادته في المغرب بالقوات، وقد استطاع جيش عبد الملك أن ينتصر على جيش زيري رغم أن الأخير كان قد اقترب من النصر لولا خيانة تعرض لها زيري بتدبير من المنصور، حيث طعنه ابن عمه الخير بن مقاتل برمح في ظهره أثناء المعركة، فتسببت إصابة زيري في إرباك جيشه وهزيمته وفراره في بعض جنده. وبعد أن شفي من جراحه، أظهر زيري الندم، وتوسّع شرقًا في أراضي قبائل صنهاجة الموالية للفاطميين باسم الخليفة هشام المؤيد بالله، وهو ما قبله منه المنصور، فعفا عنه وأقره على ما بيده حتى توفي زيري، فأبقى المنصور ما له لولده المعز بن زيري. الممالك المسيحية. تعدّدت حملات محمد بن أبي عامر، فلم يكتف كسابقيه بالحملات الصيفية فقط، بل وكانت له حملاته الشتوية، التي من خلالها استعاد مدن لُكّ وشلمنقة وشقوبية وآبلة وسمورة التي فقدها المسلمون في بداية عهد الدولة الأموية في الأندلس عندما استغل فرويلا الأول ملك أستورياس انشغال عبد الرحمن الداخل بإخضاع الثورات الداخلية في الأندلس في عهده، وضمّ فرويلا تلك المدن. تعدّدت وجهات تلك الحملات، وقد ذكر لنا المؤرخون منها غزواته على حصن الحامة في رجب 366 هـ، وحصن مولة في شوال 366 هـ، وشلمنقة في صفر 367 هـ وفي ربيع الأول 373 هـ، وريف مملكة نافارا وكونتية برشلونة في شوال 367 هـ، والمُنية في ربيع الآخر 370 هـ، وقلعة أيوب وأنتيسة في ذي القعدة 370 هـ، وسمورة في رمضان 373 هـ، وطرنكوشة في ربيع الآخر 371 هـ. ثم كانت للمنصور حملات أخرى على شنت منكش في محرم 373 هـ، وشقرمنية في جمادى الأولى 373 هـ. في ذي الحجة 374 هـ، غزا المنصور برشلونة وهزم بورل الثاني كونت برشلونة، ودخل المدينة عنوة في 15 صفر 375 هـ، بعد أن حاصر المدينة بجيش عظيم من البر وبأسطوله من البحر لم يستطع بورل الثاني مقاومته، فاضطر إلى الهرب وترك المدينة لقدرها، ولم تمض أيام حتى سقطت المدينة فدمّرها المنصور وقتل عددًا كبيرًا من الناس. وفي صفر 376 هـ، غزا ألبة وليون وشلمنقة وحاصر سمورة ثم صالحهم، ثم غزا قندبخشة في جمادى الآخرة 376 هـ، وقلمرية في 378 هـ وبنبلونة عام 379 هـ. وعقابًا لغارسيا فرنانديث كونت قشتالة على مساعدته لولده عبد الله بن المنصور في تمرده على أبيه، حرّض المنصور سانشو بن غارسيا على التمرد على أبيه بمساعدة بعض نبلاء قشتالة. دارت بين سانشو وأبيه عدة معارك سانده فيها المنصور، انتهت تلك المعارك بمقتل غارسيا عام 385 هـ، وخضوع سانشو للمنصور وأدائه الجزية للمسلمين. وقد استغل المنصور تلك الحرب الأهلية بين غارسيا وولده، وضم شنت إشتيبن وقلونية. إلا أن أكبر غزواته كانت تلك التي بدأها في 24 جمادى الآخرة 387 هـ بغزو جليقية، حيث بدأ بغزو قورية ثم بازو وقلمرية، وفي الطريق انضمت إليه إليها قوات مناطق الثغور والكونتات المحليين بقواتهم الذين آثروا تجنب مواجهة جيشه، كما صاحبه أسطول بحري كان المنصور قد أمر ببنائه في قصر أبي دانس. فاجتاح المنصور بجيشه جليقية، حتى بلغ مدينة شنت ياقب التي بها ضريح القديس يعقوب بن زبدي وهي من الأماكن المقدسة عند مسيحيي الغرب، فبلغها في 2 شعبان وقد وجد أهلها قد غادروها، فأمر بهدم المدينة ما عدا الضريح، واستولى على كنوزها، ثم بعث السرايا للمناطق المجاورة والتي تابعت مسيرها حتى وصلت إلى شاطيء الأطلسي عند مدينة قرجيطة، ثم توجّه جنوبًا لغزو أراضي برمودو الثاني ملك ليون، وعند لميقة سمح لحلفائه من الكونتات المسيحيين بالعودة إلى بلادهم بعد أن أغدق عليهم عطاياه، وعاد هو إلى قرطبة ومعه آلاف الأسرى والغنائم. وفي عام 390 هـ، تحالف أمراء من البشكنس وقشتالة وليون بقيادة سانشو غارسيا كونت قشتالة على قتال المنصور والتفاني في ذلك، فسار المنصور عبر أراضي قشتالة لقتالهم، فعسكر التحالف في صخرة جربيرة وهي موقع وعر وحصين، فوافاهم المنصور إلى تلك المنطقة، والتقى الجيشان في 24 شعبان 390 هـ، وبادر سانشو بالهجوم على ميمنة وميسرة جيش المنصور اللتان أصابهما الخلل ولولا ثبات القلب بقيادة ولدي المنصور عبد الملك وعبد الرحمن وجنودهما من البربر لانهزم المسلمون، الذين استطاعوا استيعاب الهجوم وردوه بهجوم عكسي تحقق به النصر للمسلمين، وقد خسر المسلمون في معركة صخرة جربيرة 700 قتيل. لم يكتف المنصور بذلك، فواصل هجومه حتى اقتحم برغش عاصمة قشتالة، ثم هاجم أراضي نافارا حتى أشرف على عاصمتهم بنبلونة، ثم رجع إلى قرطبة بعد أن أمضى 109 يوم في تلك الحملة العسكرية. وفاته وضريحه. توفي الحاجب المنصور في 27 رمضان 392 هـ في مدينة سالم وهو عائد من إحدى غزواته على برغش، التي أصيب فيها بجروح، وكان قد أوصى بأن يدفن حيث مات، ومازال ضريحه موجودا ويعرف بضريح الحاجب المنصور، كان يشتكي علة النقرس. وقد ترك المنصور من الولد اثنين عبد الملك وعبد الرحمن، غير ابنه عبد الله الذي قتله سنة 380 هـ. وقد ذكر لنا المؤرخون أربع من زوجاته على الأقل، وهن أسماء بنت غالب الناصري، والذلفاء أم ولده عبد الملك وتريسا بنت برمودو الثاني ملك ليون، وأوراكا ابنة سانشو الثاني ملك نافارا التي تزوجها عام 371 هـ، وأسلمت وسمّاها المنصور "عبدة" وهي أم ولده عبد الرحمن. وقد ترك المنصور من المال 54 بيتًا في مدينته الزاهرة، وقد بلغت غزواته التي غزاها بنفسه 57 غزوة، لم يهزم في أحدها قط. وقد وضعت على قبره رخامة نُقِش عليها الأبيات التالية: وقد خلفه في مناصبه ولده عبد الملك الذي سار على نهج أبيه إلى أن توفي عام 399 هـ، فخلفه أخوه عبد الرحمن الذي لم تدم فترته طويلاً حيث دخلت الأندلس في عهده في فترة من الاضطرابات بدأت بمقتله، واستمرت لأعوام وانتهت بسقوط الدولة الأموية في الأندلس وقيام ممالك الطوائف. أعماله. العمارة. في عام 368 هـ، وفي إطار سعيه في استكمال استقلاليته في حكم الأندلس، بدأ الحاجب المنصور في بناء مدينته الزاهرة والتي نقل إليها دواوين الحكم وبنى فيها قصرًا لإقامته، بالغ في فخمته حتى كان استهلاك قصره يوميًا 12,000 رطل من اللحم غير الطيور والأسماك، وقد استغرق بناء المدينة نحو عامين. وفي عام 370 هـ، انتقل إليها المنصور هو وخاصته ومن ثمّ العامة، وشحنها بالأسلحة، وأقطع ما حولها للوزراء والقادة وكبار رجال الدولة حتى اتصل عمرانها بأرباض قرطبة، وعمّتها الحركة وانتشرت بها الأسواق. كما أرسل إلى العمال في الأندلس والمغرب بحمل أموال الجباية إليها. وفي عام 377 هـ، أضاف الحاجب المنصور توسعة جديدة في شرقي المسجد الجامع بقرطبة، حتى بلغت أعمدة المسجد 1417 سارية، كما زاد من إنارته بإضافة الإنارة بالشمع مع ما كان عليه من الإنارة بالزيت، وقد حرص على أن يعوّض من تُؤخذ داره لتوسعة المسجد بأضعاف ما يطلب من المال، وإن بالغ في ذلك. فيُروى أن امرأة كانت تسكن في بيت فيه نخلة بجوار المسجد دخل في نطاق التوسعة الجديدة، قد أبت صاحبته أن تبيعه إلاَّ إذا جُعل لها منزل آخر فيه نخلة كالذي تملكه، فأمر المنصور بشراء بيت لها فيه نخلة كما أرادت، حتى ولو أتى ذلك على بيت المال، ثم أضاف بيتها إلى حدود المسجد. وبدأ في سنة 387 هـ بتجديد قنطرة قرطبة، وانتهى منها في 389 هـ، وأنفق عليها 140,000 دينار، كما أضاف قنطرة أخرى على نهر شنيل. كما اتسعت قرطبة في عهده حيث قدّر إحصاء دواوين دولته عدد دور قرطبة وأرباضها في عهده 213,077 دار للعامة، و 60,300 دار للأكابر والوزراء والكتاّب والقادة والحاشية، إضافة إلى 80,455 حانوت. الجيش. اهتم المنصور بالجيش، وبالغ في الاعتماد على البربر ومرتزقة الإسبان النصارى فيه، حتى بلغ عدد الفرسان البربر القادمين من المغرب في حرس الديوان 3,000 فارس إضافة إلى 2,000 من العبيد السود. كما وصل جملة الفرسان المرتزقة وقت السلم 12,100 فارس، إضافة إلى حرسه الخاص الذين بلغوا 600 رجل، وجنده المشاة الذين كانوا ينتظمون في حملاته والذين بلغ عددهم 26,000 جندي، وفي وقت الحملات العسكرية، يزيد الفرسان حتى بلغوا أحيانًا 46,000 فارس والمشاة إلى 100,000 رجل. مما دعاه في آخر عهده للاستغناء عن التجنيد الإجباري في حملاته، والاكتفاء على الجنود النظاميين. هذا غير 4,000 جمل يستخدمها الجيش في حمل العتاد والمؤن في الحملات العسكرية، كما اهتم بالأسطول فأمر بإنشاء دار جديدة لصناعة السفن في قصر أبي دانس. اهتم المنصور أيضًا بتوفير مستلزمات جيشه، فأنشأ دور للصناعات الحربية التي تُمدّ جيشه بالسلاح والتي تعمل على مدار العام، فكانت دار الترّاسين تنتج 13,000 ترس و 12,000 قوس و 20,000 من النبل، و 3,000 خباء كل عام. كما بلغ استهلاك خيله نحو ألف مُدّ من الشعير كل عام، الاقتصاد والأمن. نجح المنصور في إدارة شؤون البلاد الاقتصادية، وشهدت البلاد في عهده رواجًا اقتصاديًا وزاد دخل الدولة حتى بلغت الضرائب العادية في أواخر عصره 4,000,000 دينار، بل وبلغت جباية قرطبة في عهده 3,000,000 دينار. إضافة إلى رسوم المواريث وأموال السبي والغنائم. وقد أدت حالة الرواج الاقتصادي تلك، التي نتجت عن الغنائم والسبي إلى عزوف شباب الأندلس عن الزواج من الأندلسيات، لرخص ثمن الأسيرات من بنات الإفرنج. كما بلغ إجمالي الإنفاق العام للدولة نحو 3,500,000 دينار. وبلغ إنفاق المنصور الشهري وحده على قصوره وقصور الخلافة 200,000 دينار، تزداد في وقت الحملات إلى 500,000 دينار في الشهر. أما عن الحالة الأمنية، فقد استطاع المنصور أن يضبط أحوال البلاد الأمنية منذ بداية عهده بعدما ولاّه الخليفة على حاكمية قرطبة بعد عزل محمد بن الحاجب المصحفي، فأوكلها ابن أبي عامر إلى ابن عمه عمرو بن عبد الله بن أبي عامر الشهير بعسكلاجة، الذي أنهى حالة الانفلات الأمني التي سادت بداية خلافة الخليفة هشام المؤيد بالله، كما كان لميكافيليته من استخدام كل الوسائل المتاحة لكي يتمكن من السيطرة على السلطة، بما في ذلك سلاح الاغتيال وإزهاق الأرواح دون تردد أثره في اختفاء التمردات الداخلية في الأندلس طوال عهده تقريبًا. علاقاته الدبلوماسية. لم يشهد عهد الحاجب المنصور نفس الزخم الذي ساد الحياة الدبلوماسية في عهد الخليفتين عبد الرحمن الناصر لدين الله والحكم المستنصر بالله، فلم تزد الزيارات الدبلوماسية إلى بلاطه عن زيارة من قبل برمودو الثاني ملك ليون عام 375 هـ، طلبًا لمعاونة المنصور لبرمودو في مقاومته لتمردات نبلاء مملكته الخارجين عليه، وقد أجابه المنصور لذلك. ونتج عن تلك الزيارة مصاهرة بزواج المنصور من تريسا ابنة برمودو لتوثيق أصر الصداقة بين الرجلين. وبعد هزائمه المتوالية أمام المنصور، اضطر سانشو الثاني ملك نافارا لطلب الصلح وزار بنفسه قرطبة في عدد من كبار رجال دولته في 3 رجب عام 382 هـ. شخصيته. وصفه ابن الأثير قائلاً: وقال عنه ابن خلدون: وقال عنه ابن الخطيب: كما نقل محمد عبد الله عنان في كتابه "دولة الإسلام في الأندلس" عن المؤرخ الإسباني مننديث بيدال تعليقه على عصر المنصور قائلاً: كذلك عُرف عنه كرمه وكثرة إنفاقه، فكانت مائدته منصوبة دومًا لمن يزور داره. مع ما كان عليه من الهيبة والرهبة، فقد كان له حلم واحتمال. ويروى أنه خطّ بيده مصحفًا كان يحمله معه في أسفاره ويتبرك به، كما كان يجمع ما علق بوجهه من غبار معاركه حتى تجمّعت له صُرة كبيرة أوصى أن تُدفن معه عند موته. اتصف المنصور أيضًا بالعدل حتى على أقرب الناس إليه. وكان يُكنّ حبًا واحترامًا للعلماء والأدباء، فكان مجلسه دائمًا بأهل العلم والأدب والشعر، كما كانت له هباته للأدباء والشعراء على ما يبدعونه، ولعل أشهرها إجازته لصاعد البغدادي بخمسة آلاف دينار عن كتابه "الفصوص في الآداب والأشعار والأخبار"، وأمره له بأن يقرأه على الناس في مسجد الزاهرة. إلا أنه كان شديدًا على من يشتغل بالفلسفة أو الجدال أو التكلم في النجوم أو الاستخفاف بشيء من أمور الشريعة، بل وحرق ما كان في مكتبة الحكم من كتب الدهرية والفلاسفة. وقد روى ابن عذاري عن نجدته للمسلمين أنه بلغه وجود أسيرات مسلمات لدى غارسيا سانشيز الثاني ملك نافارا رغم أنه كانت بينهما معاهدة تنص على ألا يستبقي غارسيا لديه أسرى من المسلمين، فأقسم أن يجتاح أرضه لنكثه بالعهد، ولما خرج المنصور بجيشه، وبلغ غارسيا خروجه. أسرعت رسل غارسيا تستفسر عن سبب الغزو، فأعلموهم بخبر الأسيرات المسلمات، فردّهن غارسيا معتذرًا بعدم علمه بهن، وبأنه هدم الكنيسة التي كانت تحتجزهن كاعتذار منه على ذلك، فقبل منه المنصور ذلك وعاد بالأسيرات. ومع ما كان فيه من الخلال، إلا أنه معاقرًا للخمر غير أنه أقلع عنها قبل وفاته بسنتين. وللمنصور شعر جيد، منه ما قاله مفاخرًا: في الأعمال الفنية. التلفزيون. قدمت عدة أعمال عن هذه الشخصية التاريخية تلفزيونيا ومنها مسلسل «صبح والمنصور» وكان من إخراج انطوان ريمي وقد قدمت شخصية صبح الفنانة نضال الأشقر، كما قدمت في بداية الثمانينات مسلسل مصري تحت عنوان «الصعود إلى القمة»، وقد قدم الشخصية الممثل محمد وفيق وقد تميز إنتاجه وإخراجه بالنسبة إلى مستوى تلك الفترة والمسلسل من إخراج صلاح أبو هنود وتأليف وليد سيف وكان هذا في عام 1985. وفي عام 1989، أنتج مسلسل تلفزيوني مصري بعنوان «فتى الأندلس» تناول حياة المنصور بن أبي عامر، وقد جسد شخصيته في هذا المسلسل الممثل يوسف شعبان. وفي عام 2003، أنتج مسلسل تلفزيوني حول محمد بن أبي عامر اسمه «ربيع قرطبة»، وهو مسلسل تاريخي عربي سوري من تأليف وليد سيف، وإخراج حاتم علي، لعب فيه الممثل تيم حسن دور محمد بن أبي عامر. القصص. المنصور شخصية رئيسية في الرواية التاريخية السفن الطويلة من قبل الكاتب السويدي فرانس جنر بنجتسون. يشمل الكتاب على ثلاثة فصول تجري لمسلمي أيبيريا تحت حكم المنصور، ويصف فايكنج سكانيا الذين قبض عليهم المورو أثناء غارة في أيبيريا، وجعلوهم خدم في القادس كعبيد. وفيما بعد أصبحوا مرتزقة في حراسة المنصور، وفي النهاية نجحوا في الفرار والعودة إلى الدنمارك بعد مشاركته في غزو سانتياغو دي كومبوستيلا. الثابت الفيزيائي هو كمية فيزيائية يعتقد عموماً بأنها عالمية في الطبيعة وثابتة بالنسبة للزمن. يمكن مقارنتها بالثابت الرياضي، والذي يمثل قيمة عددية ثابتة لا تدخل فيها القياسات الفيزيائية مباشرة. قونية ، مدينة تركية، وهي في محافظة تحمل نفس الاسم تقع في وسط جنوب الأناضول. بلغت ذروة مجدها عندما كانت عاصمة الدولة السلجوقية قبل الغزو المغولي. وهي مسقط رأس رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو. وبها موقع معركة قونية التي انتصر فيها الجيش المصري على العثمانيين عام 1832م. تشتهر مدينة قونية بصناعة السجاد المنسوج في المنازل. وتضم مسجد علاء الدين الموجود، بالمدينة أضرحة عدة حيث دفن ثمانية أمراء لسنجق قونية وكذلك ضريح جلال الدين الرومي، والمعروف باسم مولانا، وهو الصوفي البلخي مؤسس المولوية. وذكر كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي أن المسلمين سيطروا عليها عام 105 هجرية بقيادة مروان بن محمد. قامت بالقرب منها معركة قونية المفصلية بين الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا وقوات السلطان العثماني محمود الثاني بتاريخ 21 ديسمبر 1832. وأسفرت مما أسفرت عنه سيطرة محمد علي باشا على الشام - سوريا ووقوع الصدر الأعظم رشيد باشا في الأسر. وكان لها تبعات أخرى تجللت باتفاقية كوتاهيه. أصل التسمية. قونية، كانت معروفة في العصور الكلاسيكية القديمة وخلال فترة القرون الوسطى كما "Ἰκόνιον" (إيكونيون) باللغة اليونانية وكما إكونيوم في اللاتينية. ويشار إلى هذا الاسم عادة على أنه اشتقاق من "εἰκών" (رمز)، كما أسندت أسطورة يونانية قديمة اسمها إلى "إيكون" (صورة)، أو "رئيس جورجون (ميدوسا)"، الذي هزم بيرسيوس السكان الأصليين قبل تأسيس. في بعض النصوص الإنجليزية التاريخية، يظهر اسم المدينة "ككونيا" أو "كونيا". التاريخ. التاريخ القديم. وقد أظهرت الحفريات أن المنطقة كانت مأهولة خلال العصر النحاسى المتأخر، حوالي 3000 قبل الميلاد. وتأتي المدينة تحت تأثير الحثيين حوالي 1500 قبل الميلاد. في وقت لاحق تم تجاوزها من قِبل شعوب البحر في حوالي 1200 قبل الميلاد. أسس فريجيان مملكتهم في وسط الأناضول في القرن الثامن قبل الميلاد. يصف زينوفون إكونيوم، كما كان يسمى المدينة، ومدينة فريجيا الأخيرة. وقد طغت المنطقة غزاة سيمريان 690 قبل الميلاد. وكان في وقت لاحق جزءًا من الإمبراطورية الفارسية، حتى هزم داريوس الثالث من قِبل الإسكندر الأكبر في 333 قبل الميلاد. انفجرت إمبراطورية الإسكندر بعد وفاته بفترة وجيزة، وأصبحت المدينة تحت حكم سلوقس الأول نيكاتور. خلال الفترة الهلنستية كانت المدينة يحكمها ملوك بيرغامون. كما اتالوس الثالث، آخر ملك بيرغامون، كان على وشك الموت دون وريث، وقال انه مورث مملكته إلى الجمهورية الرومانية. مرة واحدة أدرجت في الإمبراطورية الرومانية، تحت حكم الإمبراطور كلوديوس، تم تغيير اسم المدينة إلى كلوديوكونيوم، وخلال حكم الإمبراطور هادريانوس إلى كولونيا ايليا هادريانا. الرسل بولس وبرنابا بشروا في إيقونية خلال رحلتهم التبشيرية الأولى في حوالي 47-48 ميلادي (انظر أعمال 51:13، أعمال 1:14-5 وأعمال 21:14)، بعد أن تعرضوا للاضطهاد في أنطاكية، زارها بولس على الأرجح مرة أخرى خلال رحلة بولس الثانية التبشيرية في حوالي 50 (انظر أعمال 2:16). وخلال زيارتهم إلى مجمع اليهود في إيقونية فانشق جمهور المدينة فكان بعضهم مع اليهود وبعضهم مع الرَّسُولين، مما أثار اضطرابات جرت خلالها محاولات لحجر الرسل. هربوا إلى لِسترة ودربة، مدن ليكأونية. استرجع بولس هذه التجربة في رسالته الثانية إلى تيموثاوس (2 تيموثاوس 10:3-13)، ولذلك اقترح اللاهوتي الأمريكي ألبرت بارنز أن تيموثاوس كان حاضرًا مع بول في إيقونية وأنطاكية ولِسترة. أصبحت المدينة مقر الأسقف، الذي في القسطنطينية. 370 أثيرت إلى حالة العاصمة، مع سانت أمفيلوشيوس كأول أسقف العاصمة. في أسطورة مسيحية، استنادًا إلى قوانين ملف بولس وثيكلا، كانت إيقونية أيضًا مسقط رأس القديس ثيكلا، الذي أنقذ المدينة من هجوم من قِبل الإيسوريين. تحت الإمبراطورية البيزنطية، كانت المدينة جزءًا من موضوع الأناضولية. خلال القرنين الثامن والعاشر، كانت المدينة وحصن كابالا (الكابالا) القريب (بالتركية: Gevale Kalesi) هدفًا متكررا للهجمات العربية كجزء من الحروب العربية البيزنطية. العصر السلجوقي. هاجم الأتراك السلاجقة لأول مرة المنطقة في حصار إيقونية عام 1069، ولكن فترة من الفوضى طغت على الأناضول بعد الانتصار السلجوقي في معركة ملاذكرد في 1071، وارتفع زعيم المرتزقة نورمان روسيل دي بايليول في ثورة في إيقونية. المدينة غزاها أخيرًا السلاجقة في عام 1084. من 1097 إلى 1243 كانت عاصمة دولة سلاجقة الروم. احتلت لفترة وجيزة من قِبل الصليبيين جودفري (أغسطس 1097)، وفريدرش الأول بربروسا (18 مايو 1190) بعد معركة قونية (1190). وقد استعاد الأتراك المنطقة. تم تغيير اسم المدينة إلى قونية من قِبل مسعود الأول في 1134. وصلت قونية إلى ذروة ثروتها ونفوذها في النصف الثاني من القرن الثاني عشر عندما قام السلاجقة الروم أيضًا بتخريب بيليكس الأناضول إلى الشرق، وخاصة من الدنماركيين، وبالتالي وضع حكمهم على كل شرق الأناضول تقريبًا، وكذلك الحصول على العديد من مدن الموانئ على طول البحر الأبيض المتوسط (بما في ذلك ألانيا) والبحر الأسود (بما في ذلك سينوب) وحتى الحصول على موطئ قدم لحظة في سوداك، شبه جزيرة القرم. استمر هذا العصر الذهبي حتى العقود الأولى من القرن الثالث عشر. هاجر العديد من الفرس والأتراك الفارسيين من بلاد فارس وآسيا الوسطى إلى المدن الأناضولية إما للهروب من المغول الغازية أو للاستفادة من الفرص المتاحة للمسلمين المتعلمين في المملكة التي أنشئت حديثًا. وبحلول 1220، كانت مدينة قونية مليئة باللاجئين من إمبراطورية خوارزمية. سلطان كيقباد أنا عززت المدينة وبنيت القصر على رأس القلعة. في عام 1228 دعا بهاء الدين فيليد وابنه الرومي، مؤسس نظام ميفليفي، للاستقرار في قونية. في 1243، بعد الهزيمة السلجوقية في معركة جبل كوسه، تم القبض على قونية من قبل المغول أيضُا. وظلت المدينة عاصمة السلاطين السلجوقيين، وضمت إلى إلخانات حتى نهاية القرن. عصر كارامانيد. بعد سقوط السلطنة السلجوقية في الأناضول عام 1307، أصبحت قونية عاصمة بيليك تركية (الإمارة). التي استمرت حتى 1322 عندما تم القبض على المدينة من قبل بيليك المجاورة من كارامانوغلو. في عام 1420، سقط بيليك كارامانوغلو إلى الإمبراطورية العثمانية، وفي عام 1453، تم جعل قونية عاصمة مقاطعة كارامان إياليت. العصر العثماني. خلال الحكم العثماني، كان قونية تُدار من قِبل أبناء السلطان (شاهزاده)، بدءًا من شاهزاده مصطفى وشاهزاده جم (أبناء السلطان محمد الثاني)، وبعد ذلك السلطان سليم الثاني. بين عامي 1483 و1864، كانت قونية هي العاصمة الإدارية لكارامان إياليت. خلال فترة التنظيمات، كجزء من نظام ولاية أدخلت في عام 1864، أصبحت قونية مقعد فيلايت أكبر من قونية التي حلت محل كارمان إياليت. حرب الاستقلال التركية. كانت قونية قاعدة جوية رئيسية خلال حرب الاستقلال التركية. في عام 1922، أعيدت تسمية سلاح الجو باسم المفتشية للقوات الجوية وكان مقرها الرئيسي في قونية. الجناح الجوي الثالث للقيادة الجوية الأولى يقع في قاعدة قونية الجوية. الجناح يسيطر على طائرة بوينغ 737 إو بيس إيجل من سلاح الجو التركي. التبادل السكاني بين اليونان وتركيا. في عام 1923 في إطار التبادل السكاني بين اليونان وتركيا، اليونانيين الذين سكنوا مدينة قونية غادروا كلاجئين واستقروا في اليونان. وفي الوقت نفسه جاء تدفق كبير من الألبان واستقر في المنطقة. حقبة الجمهورية. كانت قونية مركزًا للزراعة في مطلع القرن العشرين. منذ أواخر القرن العشرين، تنوع الاقتصاد. تم بناء الطريق السريع ميرام في عام 1950. أُقيم أول معرض ومعرض قونية الوطني في عام 1968. وقد تم التبرع بمتحف كويونوغلو إلى المدينة في عام 1973 وأعيد افتتاحه في مبنى جديد. الحكومة. تأسست الإدارة المحلية الأولى في قونية في عام 1830. تم تحويل هذه الإدارة إلى بلدية في عام 1876. وفي مارس 1989، أصبحت البلدية بلدية متروبولية. وحتى ذلك التاريخ، كان لدى قونية ثلاث بلديات مركزية (ميرام، سيلكوكلو، كاراتاي) وبلدية متروبولية. الجغرافيا. قونية هي مركز أكبر مقاطعة، أكبر سهل وهي من بين أكبر المدن في البلاد. وهي المدينة السابعة الأكثر اكتظاظا بالسكان في تركيا. تقع مدينة قونية في الجزء الجنوبي من منطقة الأناضول الوسطى. الأرض واسعة ومسطحة مع الكثير من الأراضي المنخفضة والهضاب. وتغطي الهضاب السهوب الغنية، وبالتالي تؤثر على قطاع الزراعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجزء الجنوبي من قونية محاطا إلى حد كبير بسلسلة جبال طوروس. البحيرات. بحيرة توز، والمعروفة في التركية كما توز غولو، هي ثاني أكبر بحيرة في جميع أنحاء تركيا. وتزود هذه البحيرة تركيا بكميات كبيرة من الطلب على الملح في تركيا. بحيرة بيسهير تقع على الجزء الغربي من قونية وتقع بالقرب من الحدود. ومن المعروف أن تكون أكبر المياه العذبة في وقت متأخر في تركيا واحدة من الحدائق الوطنية الأكثر أهمية. بحيرة بيسهير مهمة للسياحة في قونية وجذب الآلاف من الناس كل عام إلى 2 الشواطئ و22 جزيرة للمياه والرياضات الجبلية. تقع بحيرة ليك على حدود مقاطعة كارابينار وتعتبر منطقة طبيعية محمية بشكل كبير. المناخ. ويوجد في قونية مناخ شبه قاحلة بارد (بسك) تحت تصنيف كوبن ومناخ قاري صيفي ساخن (دكا) أو صيف حار في المحيطات (دوا) تحت تصنيف تريوارثا. درجات الحرارة الصيفية 30 درجة مئوية (86 درجة فهرنهايت). وكانت أعلى درجة حرارة سجلت في قونية 40.6 درجة مئوية (105 درجة فهرنهايت) في 30 يوليو 2000. متوسط الشتاء -4.2 درجة مئوية (24 درجة فهرنهايت). وكانت أدنى درجة حرارة سجلت -26.5 درجة مئوية (-16 درجة فهرنهايت) في 6 فبراير 1972. بسبب ارتفاع قونية وصيفها الجاف، ودرجات الحرارة ليلا في أشهر الصيف هي باردة. مستويات هطول الأمطار منخفضة، ولكن يمكن ملاحظة هطول الأمطار على مدار السنة. التعليم. قونية تستضيف مركز التدريب التكتيكي النسر الأناضول، ومركز لتدريب الحلفاء الناتو والقوات الجوية الصديقة. ريال مدريد مثل بيئة التدريب مع مساحة واسعة والمعتدين المهرة يوفر فرصة تدريبية للوصول إلى أقصى استعداد القتالية للمقاتلين سلاح الجو. تعد قونية من بين أفضل 10 مدن في البلاد لمتوسط درجات خريجي المدارس الثانوية. هناك العديد من المدارس الابتدائية والثانوية في المحافظة. ميرام فين ليسيسي هي من بين المدارس العليا للعلوم في تركيا. قونية هي واحدة من المدن القليلة لاحتواء أكثر من 100,000 طالب جامعي. كان لدى جامعة سيلكوك أكبر عدد من الطلاب، 76,080، من أي جامعة حكومية في تركيا خلال العام الدراسي 2008-09. تأسست في عام 1975. الجامعة العامة الأخرى هي جامعة نجمتين اربكان التي تأسست في قونية في عام 2010. وتشمل الكليات الخاصة في قونية جامعة كتو كاراتاي. الاقتصاد. المدينة هي من بين نمور الأناضول. وهناك عدد من المناطق الصناعية. في عام 2012 وصلت صادرات كونيا إلى 130 دولة. وهناك عدد من التكتلات الصناعية التركية، مثل كومبسان القابضة، ومقرها في قونية. في حين تلعب الصناعات القائمة على الزراعة دورًا، تطور اقتصاد المدينة إلى مركز لتصنيع مكونات لصناعة السيارات، تصنيع الآلات؛ أدوات زراعية؛ صب الصناعة؛ البلاستيك الطلاء والصناعة الكيميائية. مواد بناء؛ صناعة الورق والتعبئة والتغليف؛ الأطعمة المصنعة؛ المنسوجات؛ وصناعة الجلود. النقل والمواصلات. حافلة. محطة الحافلات لديها اتصالات إلى مجموعة من الوجهات، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة وإزمير. ترام. يوجد في قونية شبكة ترام في وسط المدينة، حيث يتم استخدام الترام 28 شكودا. السكك الحديدية. قونية متصلة أنقرة، إسكي شهير وإسطنبول عن طريق خدمات السكك الحديدية عالية السرعة من السكك الحديدية الحكومية التركية. المطار. مطار قونية هو مطار عام والقاعدة الجوية العسكرية التي تُستخدم أيضا من قِبل الناتو. في عام 2006، خدم مطار قونية 2,924 طائرة و262،561 راكبًا. الرياضة. قونيا سبور هو ناد لكرة القدم في المدينة، التي تظهر في الدوري التركي لكرة القدم المهنية. في 31 مايو 2017، فاز أول الكأس الوطني من تاريخه، وفاز توركي كوباسي في المباراة النهائية ضد اسطنبول باساكسهير في تبادل لاطلاق النار عقوبة. وكرر الفريق في 6 أغسطس بعد فوز تركيا سوبر كوباسي ضد بطل بشيكتاش تركيا. الثقافة. كانت قونية المنزل الأخير رومي (ميفلانا)، الذي قبره في المدينة. في عام 1273، أتباعه في قونية أنشأ ميفليفي النظام الصوفي من الإسلام وأصبح يعرف باسم الدراويش الدوارة. قونية لديها سمعة كونها واحدة من المراكز الحضرية أكثر دينيًا المحافظة في تركيا. كانت تعرف سابقا باسم "قلعة الإسلام" وسكانها لا يزالون أكثر تكرارًا نسبيًا من تلك الموجودة في مدن أخرى. أنتجت قونية السجاد التركي الذي تم تصديره إلى أوروبا خلال عصر النهضة. كانت هذه المنسوجات الغالية الثمن والمنسوجة غنية على طاولات، أو أسرة، أو صدورهم لإعلان الثروة ووضع أصحابها، وكثيرا ما أدرجت في اللوحات الزيتية المعاصرة كرموز لثروة عملاء الرسام. الأغاني الشعبية التركية يدعى كونيالم، كونياليا غوزيل ديرلر وكونيالم يمان كالار، مما يشير إلى أحد أفراد أسرته من قونية. تشمل المأكولات المحلية في قونية الأطباق المصنوعة من قمح البلغر ولحم الضأن. واحدة من الأطباق الشهيرة في المدينة هي إيتلي إكمك، وهو ما يشبه لاهماكون والبيتزا. الأطباق: إتليكميك - خبز مسطح خبز باللحم الأرضي والفلفل والبصل والطماطم (البندورة). البيسمانية - على غرار حلوى القطن الأمريكية وتشبه الكرة البيضاء بالكامل من الغزل. فرون كباب - لحم مفروم (عادة لحم الضأن). مختلف الحلوى: من المعروف كونيا لحلوياتهم. وهي مشهورة بالأخوات، وهي حلوة تركية قديمة مصنوعة من الجزر. تيريت - طبق الأرز التقليدي الذي يتم مع اللحوم والخضروات المختلفة. تافاك سويو- حساء الطماطم على أساس المرق المصنوع من الدجاج المشوي والمكرونة. المتفجرات هي عبارة عن ردة فعل لمادة تحتوي على طاقة انفجار كبيرة (طاقة كامنة)، التي يمكن أن تصدر انفجارا إذا صدرت فجأة، وغالبا يرافقها إنتاج لضوء وضغط وصوت وحرارة. والعبوة الناسفة تقاس بكمية المواد المتفجرة داخلها. والطاقة الكامنة الموجودة في المواد المتفجرة يمكن أن تكون: ويمكن تصنيف المواد المتفجرة على حسب سرعتها في الانتشار. المواد التي تنتشر بسرعة أسرع من سرعة الصوت صنفت على أنها "شديدة الانفجار"، والمواد التي تحترق يمكن تصنيفها بأنها "منخفضة الانفجار". ويمكن أن تصنف على حسب حساسيتها للحرارة أو الضغط، فالمواد الحساسة للحرارة يمكن أن تبدأ بمقدار صغير من الحرارة أوالضغط يمكن تصنيفها على أنها "متفجرات أساسية" .والمواد التي لا تكون بنفس المقدار من الحساسية تصنف بأنها "متفجرات ثانوية". ان فكرة الانفجار بسيطة جداً وتعتمد على تمدد هائل ومفاجئ . والمتفجرات أو المفرقعات مواد لها القدرة على إحداث ضغط مفاجئ على ما يحيط بها وذلك نتيجة لتحول المادة فجأة إلى غازات ساخنة. وتشغل الغازات في لحظة الانفجار نفس الحيز الذي كانت تشغله المادة الأصلية ولكن حرارة الانفجار تسبب تمددها ويصبح التمدد هائلاً بالنسبة للوعاء الحاوي للغازات المتولدة فجأة فينفجر. تستخدم مفرقعات معينة عوضا عن استخدام أي مادة قابلة للاشتعال بسبب تميز المفرقعات بأنها تشتعل بسرعة هائلة وأنها محصورة في حيز محدود ومحكم بحيث تضطر الغازات الناتجة من الاحتراق إلى الانطلاق من إسارها بقوة كبيرة. وهناك نقطتان تعدان من أهم ما تتميز به المفرقعات أنها لا بد أن تحتوي على مادة أو خليط من مواد لا يطرأ عليها تغيير في الظروف العادية ولكنها تتحول تحولاً كيميائياً سريعاً إذا توفرت الظروف السانحة. كما ظهر سابقاً أن المتفجرات هي مواد عادية جداً إلا ان المميز فيها ان لها قدرة وسرعة عالية في التمدد السريع والمفاجئ والمنتج للحرارة العالية. ومما زاد من أولوية استخدام المتفجرات دون سواها هو سرعة اشتعالها وتحولها إلى غازات ساخنة جدا. إن المواد جميعها من حيث التركيبة الكيميائية مختلفة اختلافاً تاماً، ولكن من حيث فيزيائيتها، فلها خواص تختلف من مادة لأخرى، مثل نقطة الغليان ونقطة الانصهار والمغناطيسية والموصيلية الكهربائية وغيرها من الخواص وهذا ما نعهده في المواد الصلبة وكذلك الغازات والسوائل. فإن جيئ بغاز وبُرِد لدرجة حرارة منخفضة تحول إلى سائل، وإذا بُرِد السائل إلى درجة حرارة منخفضه تحول عند نقطة معينة (نقطة التجمد إلى مادة صلبة. والعكس صحيح. أي إذا قمنا بتسخين المادة الصلبة مثل الحديد فهو يتحول أيضا إلى سائل عند درجة انصهاره. ولكن بسبب معدل درجة حرارة كوكب الأرض، فإن كل مادة تأخذ شكلها المفروض أن تأخذه عند درجة الحرارة هذه. هذا من حيث فيزيائية المواد. فالتركيبة الكيميائية للمادة وصفات المواد المؤلفة لها تجعل منها مركب نشيط أو خامل حرارياً. فإن كانت نشيطة فهي لا تحتاج إلا لدرجة حرارة تعادل درجة حرارة شرارة بسيطة ولمدة قد لاتتخطى أجزاء الثانية فتنفجر وتتحول إلى الحالة الغازية. وإن كانت خاملة فهي ستسلك المسلك المعتاد بزيادة درجة الحرارة حيث تتحول من الحالة الصلبة إلى الحالة السائلة , ثم تتحول إلى الحالة الغازية. كل هذه الصفات جعلت من المتفجرات المواد ذات الأولوية للاستخدام في الانفجار ونشر الشظايا التي تهدف إلى قتل الخصوم وهدم المنشآت الحيوية، ومن أهم المواد المتفجرة النيتروغليسرين. التاريخ. يعود فضل اكتشاف المتفجرات إلى الصين وتم إعادة اكتشاف المتفجرات في إسبانيا أيام الحكم الإسلامي للأندلس، وما زالت القنبلة في اللغات الأوروبية اسمها جرانادا أي الغرناطية، وهم قوم تعلموا صناعة البارود من أوراق كتبها علماء من الصين المكتشف الأول للمواد الكيميائية المتفجرة. الشداديون كانوا سلالة كُرديّة حلفًا سنية و تعود أصولها البعيدة إلى شداد بن الرواد بن المرزبان بن محمد بن مسافر الشاري الإمارة التي عرفت بالإمارة الشدادية (951 - 1199) التي حكمت أجزاء من أرمينيا ومنطقة اران الذي كان جزءا من ما يعرف الآن بأذربيجان ويرجع سبب التسمية إلى مؤسس الإمارة محمد بن شداد الذي كان من الكرد. لم يكن قد غزا المنظقة بعد. بدأت هذه الإمارة من مدينة دفين Dvin أو دبيل تم امتدت إلى مدن باردا وكنجه وهي مدن في أذربيجان، تحالف الشداديون مع السلاجقة وخاض الشداديون معارك عديدة مع الإمبراطورية البيزنطية من عام 1047 إلى عام 1057 وكانت الإمارة في أوج قوتها تمتد بين نهر كورا ونهر آراس. في عام 1044 شن الإمبراطور البيزنطي قسطنطين السادس (1000 - 1055) الحرب على ملك أرمينيا جاغيك الثاني وقام قسطنطين قبل الحملة بإرسال رسالة إلى على لشكري الذي كان أمير الأمارة الشدادية طالبا منه الانضمام إليه في حملته ضد ملك أرمينيا ووافق لشكري بشرط ان يضم الأراضي التي استولت عليها قواته في الحملة إلى الإمارة الشدادية وأدى هزيمة ملك أرمينيا إلى إضافة بقاع جديدة لإمارة الشداديين. كان الفضل بن الفضل آخر أمراء الشداديين وانتهى حكم الإمارة بسيطرة السلاجقة ديميتر (بالإغريقية: Δήμητρα) إلهة الطبيعة والنبات والفلاحة عند الإغريق، وتعتبر من الآلهة الكبار لأنها أخت بوسيدون وزيوس وهاديس، وتأتي بالمرتبة الرابعة عند الإغريق، ويقال إن العبادة لها يزيد من منتوجات المحاصيل وأنها إذا غضبت تفقد الأرض خصوبتها ولهذا كانوا يحرصون على إرضائها.كانت ديميتر تحب ابنتها بيرسيفونى للغاية أكثر من أي شيء آخر وفي يوم كانت بيرسيفونى تقطف الورود من أحد الحقول وفجأة انشقت الأرض وابتلعتها وسقطت في العالم السفلى فأخذت أمها تبحث عنها وجعلت بعضا من الإلهات يساعدنها في البحث مثل آرتميس وهيكات ولكنهن لم يجدنها فحزنت ديميتر للغاية فماتت المحاصيل على الأرض وعاش الناس في مجاعة وفي وقت لاحق عرفت ديميتر أن هاديس حاكم العالم السفلى قد اختطف بيرسيفونى حتى يتزوجها فطلبت من زيوس ارجاعها فإضطر للموافقة على طلبها حتى لا تستمر المجاعة ووافق هاديس على ارجاع بيرسيفونى بشرط واحد: إذا مر أي طعام من العالم السفلى شفتى بيرسيفونى (أبتلعته) فإنه سوف يحتفظ بها ولن يرجعها وللأسف أكلت بيرسفوني حبة رمان صغيرة فأعترض هاديس وأصر على الاحتفاظ بها ولكنه وافق أمام الإلحاح الشديد من أخيه زيوس وأخته ديميتر على ارجاعها إلى الأرض ثمانية شهور في السنة بينما يحتفظ بها في العالم السفلى لمدة أربعة شهور وآمن الإغريق القدماء بأن الشتاء كان يأتي بسبب حزن ديميتر على ابنتها في الأربعة شهور التي تقضيهم في العالم الأسفل. كما أن ديميتر كانت من الخمس إلاهات اللواتى جمعن الأرواح التي كونَ بها الأمازونيات. كانت هيرا في مجمع الآلهة، وفي جبل أوليمبوس بحسب الميثولوجيا الإغريقية، زوجة زيوس وأخته، وربة الزواج، وقد امتازت شخصيتها بكونها ملكية ومهيبة. أصلها وأسرتها. هي بنت كرونوس وريا، أخت زيوس كبير آلهة الإغريق وزوجته فيما بعد، فهي ربة الأرباب، أم هيفيستوس إله النار والحدادة، وآرس إله الحرب. علاقتها بزيوس. اشتُهرت هيرا بالمُشاغبة والغيرة على زوجها زيوس مُتعدد العلاقات النسائية، وبلغ من مشاغباتها حدا جعل زيوس يُعلقها من معصميها بقيد ذهبي بين الأرض والسماء، ورغم ضجة الآلهة بالشكوى، خصوصاً أشقاءها الآلهة الكبار بوسيدون إله البحر، وهادس إله العالم السفلي وملك مملكة الموتى، إلا أن الوحيد الذي أمكنه فك القيد هو ولدها الذي كانت تخجل منه لعاهته الجسدية وبشاعة خلقته هيفيستوس إله النار والحدادة. علاقتها بباقي الأرباب. أذاقت هيرا زوجات زيوس الويل مثل ليتو أم أبوللو وآرتيميس والتي طاردتها في كل أنحاء الأرض لتمنعها من وضع ولديها التوأم، الإلهين القواسين، أبوللو إله الشمس، ورب الشعر وكمال الرجولة الإغريقية، وآرتميس ربة الصيد الإلهة العذراء. وحاولت ما وسعها الكيد لأولاد زيوس الآخرين مثل باخوس وهرقل، غير أن زيوس كان يتدخل لإنقاذهم منها كُل مرة. دورها في الحروب. اشتركت في حرب طروادة مع بقية الآلهة، وكانت في صف الإغريق ومعها أثينا ربة الحكمة. دورها في الأساطير. كما كان لها دور كبير جداً في الأساطير اليونانية القديمة، وقلما تخلو الأساطير من ذكرها، إذ كانت تُعبد مع زوجها زيوس كما كانت تُعبد وحدها، وكانت تلجأ إليها النساء وقت شدتهن، خصوصا وقت الولادة، كما كانت مُرشدة بحارة السفينة الأسطورية آرجوس azzx. قصَّة رمزها الطَّاووس. يُعد طائر الطاووس رمزها، وقيل أن العملاق ذا المائة عين كان يتبعها، فلما قُتل نثرت عيونه المائة على ريش الطاووس. الحصان المجنح أو بيغاسوس (بالإغريقية: Πήγασος؛ باللاتينية: Pegasus)، وهو الحصان الأسطوري المجنح في الميثولوجيا الإغريقية، أنشأه بوسيدون، وكان له دور كبير في الأساطير. ذكر بيجاسوس في أسطورة هرقل ابن زيوس، تروي الأسطورة أنه خلق من جسد ميدوسا بعد أن قطع بيرسيوس رأسها، وأنه ما أن ولد حتى طار إلى السماء. تذهب الروايات المتأخرة إلى أن بيجاسوس كان مطية للشعراء، ولكن يقال أن بيجاسوس ضرب الأرض بحافره فانبثقت "نافورة هيبوكريني" التي أصبحت مصدرا للإيحاء لكل من يشرب من مياهها، وأن هذه هي الصلة الوحيدة التي تربط بيجاسوس بالشعر، الجدير بالذكر أن "هيبوكريني" تعني: نافورة الحصان. الحصان المجنح في الثقافة الإسلامية. الصافنات الجياد هي الخيل الذي ثلاث أطراف وحافر الرابع والجياد أي السراع وكذا قال غير واحد من السلف، وقال ابن جرير (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد) قال كانت عشرين فرساً ذات أجنحة، وقال أبي حاتم كانت الخيل التي شغلت سليمان عليه السلام عشرين ألف فرس فعقرها، وهذا أشبه وعن الطبري في تفسيره الصافنات: جمع الصافن من الخيل، والأنثى: صافنة، والصافن منها عند بعض العرب: الذي يجمع بين يديه، ويثني طرف سنبك إحدى رجليه، وعند آخرين: الذي يجمع يديه. وزعم الفرّاء أن الصافن: هو القائم، يقال منه: صَفَنَتِ الخيلُ تَصْفِن صُفُونًا. ومن جنس الصافنات الجياد البراق الذي أتى به جبريل للرسول محمد صلى الله عليه وسلّم في رحلة الإسراء والمعراج ووصفه الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم بأنه دابة فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه واسم البراق قريب من البرق في سرعته وأعلى من الصافنات الجياد والبراق في السرعة ما اختص الله به الملائكة من أجنحة مثنى وثلاث ورباع ويزيد الله في الخلق ما يشاء وقد راى الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم الصورة الملائكية لجبريل وأجنحته العظيمة وعن الصافنات الجياد أتت فكرة بساط الريح وفكرة الطيران ورسم الحيوانات المجنحة وحتى اليوم يتخذ الحصان المجنح والثور المجنح شعارا لبعض الشركات. وقد ورد ذكره في حديث في سنن أبي داود حيث قال: حدثنا محمد بن عوف ثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب قال حدثني عمارة بن غزية أن محمد بن إبراهيم حدثه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت « قدم رسول الله من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب فقال " ما هذا يا عائشة؟ " قالت بناتي ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع فقال " ما هذا الذي أرى وسطهن؟ " قالت فرس قال " وما هذا الذي عليه؟ " قالت جناحان قال " فرس له جناحان؟ " قالت أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة؟ قالت فضحك رسول الله حتى رأيت نواجذه. » ومن الثوابت التاريخية أن أول الحضارات التي رسمت الحيوانات المجنحة كانت حضارة العراقيون القدماء وقد رسموا الثور المجنح حصان مجنح والخيل المجنح، وعنهم نقل المصريين القدماء فن رسم الحيوانات المجنحة حيث حدث التأثير الحضاري المتبادل في فترات حكم المصريين للعراق القديم وحكم الآشوريين لمصر، وعن المصريين نقل أفلاطون الذي تعلم علوم المصريين القدماء فكرة الطيران التي أخذت في النمو فيما بعد بمحاولات عباس بن فرناس المخفقة للطيران ثم المحاولات الناجحة للأخوان رايت حتى كُتب للبشرية ركوب الريح بالطائرات والمناطيد والمظلات وسفن الفضاء وتحقق حلم البشرية بالتحليق في الفضاء. الحسنويون كانوا أصحاب الإمارة الكردية التي عرفت بالإمارة الحسنوية (959 - 1015) التي كانت تحكم غرب إيران وشمال بلاد ما بين النهرين وكانت عاصمتها مدينة دينور الواقعة شمال شرق مدينة كرمنشاه الحالية في إيران. سميت الإمارة بالحسنوية نسبة إلى مؤسسها الأمير حسنويه بن حسين والذي كان رئيس قبيلة برزيكاني الكردية. تمكن حسنويه من تشكيل إمارته المستقلة بعد صراع طويل مع الحاكم البويهي لمدينة همدان صهلان بن مسافر. توفي حسنويه بن حسين عام 979 في قلعه‌ سرماج شمال اطلال بيستون الإيرانية. بعد وفاة مؤسس الإمارة نشب صراع بين أبنائه حول من يخلف حسنويه وأدى هذا الخلاف إلى إضعاف الأمارة وفتح الباب على مصراعيه لتدخل البويهيين واستطاعوا ان يلحقوا الهزيمة بالقوات الموالية لأحد أبناء حسنويه وكان اسمه فخر الدولة وإضطر الابن الآخر، نصير الدولة، ان يتحالف مع البويهيين واستفاد نصير الدولة من هذا التحالف في توسيع حدود إمارته حتى وصل إلى نهاوند (إيران) وأسد آباد وأهواز وكرمنشاه (إيران) وكركوك (العراق) الجامعة الإسلامية العالمية إسلام آباد هي جامعة إسلامية تقع في مدينة إسلام آباد أسست على رأس القرن الهجري الخامش عشر 1400 هـ. تعد أكبر جامعة أسهمت في تعليم المجتمع الباكستاني. الجامعة الإسلامية العالمية إسلام آباد (بالإنجليزية: International Islamic University Islamabad) جامعة إسلامية باكستانية. تقع في مدينة إسلام آباد، العاصمة الباكستانية. تأسست الجامعة عام 1980 بدعم من عدد من حكومات الدول الإسلامية من بينها المملكة العربية السعودية، ماليزيا، جزر المالديف، تركيا، باكستان وغيرها. و كذلك من منظمة المؤتمر الإسلامي. تدرس الجامعة ليس فقط العلوم الإسلامية بل كذلك العلوم الاجتماعية والعلمية الأخرى. ونشأتها كانت نقطة تحول لبداية القرن الجديد رمزاً لتطلعات وآمال الأمة الإسلامية لنهضة إسلامية، ورغبة في إنتاج العلماء والممارسين القادرين على تلبية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية واحتياجات العصر الحديث، وهذا هو الهدف من هذه الجامعة. الجامعة الإسلامية العالمية هو مؤسسة فريدة من نوعها للتعليم العالي الذي يجمع بين البلدين موازية للتيارات الدينية وغيرها من نظم التعليم السائدة في العالم الإسلامي. ويوفر نظاما عالميا يقوم على المبادئ الإسلامية قادرة على الاستجابة لاحتياجات الحاضر ومتطلباته. المعاهد. 1- المعهد الدولي للاقتصاد الإسلامي 2- معهد البحوث الإسلامية المراكز. 1- مركز «اقرأ» للتعليم الفني 2- مركز موارد المعلومات 3- مركز تكنولوجيا المعلومات 4- المركز الطبي أكاديميات. 1- أكاديمية الدعوة 2- أكاديمية الشريعة الإسلامية المكتبات. 1- المكتبة المركزية 2- لينكولن 3- مكتبة الدعوة العنازيون كانوا أصحاب الإمارة الكردية التي عرفت بالإمارة العنازية (990 - 1117) والتي واستنادا إلى المؤرخ ابن الأثير (1160 - 1233) سميوا بهذا الاسم نسبة إلى اشتهارهم بتربية الماعز بينما يرى المؤرخ ابن المستوفي ان تسمية العيارييون هي أضبط من العنازيون. لأن مؤسس الإمارة كان اسمه محمد العيار وكلمة العيار تستخدم بين الأكراد بمعنى الداهية أو الشخص الذكي. وقد أحدث هذا الاسم جدلا لوجود قبيلة عربية باسم بنو عنزة ولكن الأكراد يعتبرون تسمية العنازيون خطأ ويعتبرون العياريون المسمى الأدق. امتد منطقة نفوذ العنازيين من مدينة كرمنشاه (إيران) إلى داقوق ومندلي والنعمانية في واسط (العراق) حسب الصفحة 97 من الموسوعة الإيرانية . كان أبو الفضل محمد بن عناز (990 - 1011) مؤسس الإمارة وكانت هناك صراعات بينه وبين الأكراد الحسنويون تسلم الإمارة بعده ابنه حسام الدولة أبو الشوك ولكن فترة حكمه كانت مليئة بالصراعات الداخلية والتهديد الخارجي من فخر الملك البويهي وشمس الدولة السلجوقي. في عام 1045 تمكن طغرل بك من القضاء على الإمارة في معركة مشهورة بالقرب من نهر سيروان والذي يسمى أيضا بنهر ديالى . بعض الأمراء العنازيون هم: ديتر بولن هو مؤسس فرقة مودرن توكينغ ومغني وملحن ومنتج ألماني لحن لعدد من الموسيقيين والمغنيين الألمان أيضا، ولد في 7 فبراير 1954 ببيرني التابعة لولاية ساكسونيا السفلى. حياته. عندما كان طفل عاش ديتر مع والديه هانس وإيديت وجدته في مزرعة بأوستفريس لاند، عند سن العامين ولد الأخ الأصغر لديتر أوفي، بعد سنوات سافرت العائلة إلى مدينة أولدنبورغ، في سن 14 انضم ديتر إلى حزب ألماني وبعد عامين غير عضويته إلى حزب الشباب والعمل، بعد تحصل ديتر على شهادة النجاح في الاقتصاد سافر إلى مدينة قوتينقن للدراسة في جامعاتها وكانت أمنية والديه أن يدرس أعمال تجارية ويكون رجل أعمال. بدايته الموسيقية. في العام الثاني من دراسته اشترى أول قيثارة وكان في ذلك الوقت يحاول العزف على مقاطع صغيرة لأنه لم يكن يعرف النوتة بعد، في عام 1979 عمل كمنتج وبدأ في تجربته مع الغناء، وفي عام 1980 بدأ الغناء باسم مستعار وهو ستيف بينسون مع أندي سيلينايت، عام 1983 وفي مسابقة يوروفيجن للأغاني اشترك بمقطع من تلحينه وغناها المغني الألماني بريند كلوفر وفي نفس العام كون رفقة توماس أنديرس فرقة مودرن تولكينغ ،وفي عام 1987 انفصل ديتر من الفرقة وراح يكتب ويلحن ويغني وحده باسم النظام الأزرق إلى غاية 1998 حين عادت الفرقة من جديد وأعيدت الأغاني القديمة بأسلوب عصري. البدليسيون كانوا أصحاب الإمارة الكردية التي عرفت بالإمارة البدليسية (1182 - 1847) التي تأسست على يد أبناء قبيلة روزاكي الكردية بعد أن استطاعوا تحقيق نصر على ملك جورجيا داود كوروبالاوس وتمكنوا من الهيمنة على منطقتي بدليس وساسون الواقعتين على اراضي أرمينيا تم احتلال هذه الإمارة في فترات متناوبة من قبل قبيلة آق قوينلو التركمانية من 1467 إلى 1495 والصفويون من 1507 إلى 1514 . من أعظم إنجازات البدليسيين هو كتاب شرفنامه الذي يعتبر أول كتاب عن تأريخ الإمارات الكردية والتي يعتبر من أهم المصادر في تأريخ الشعب الكردي. قام بكتابة الشرفنامة المؤرخ شرف الدين البدليسي الذي كان ابن أمير بدليس شمس الدين البدليسي . إضطر الأمير شمس الدين وتحت ضغوط من سليمان القانوني إلى الفرار إلى إيران والاحتماء بالصفويين وأثناء وجود شمس الدين في إيران ولد إبنه المؤرخ شرف الدين البدليسي في عام 1543 وتم تنصيبه أميرا على بدليس من قبل السلطان العثماني مراد الثالث في عام 1583 في إشارة واضحة إلى إن الأمارة فقدت استقلاليتها