يعود تاريخ إسبانيا إلى بدايات القرون الوسطى. ففي سنة 1516 وحدت إسبانيا هابسبورغ عددا من الممالك المتباينة. ثم قدمت الشكل الحديث للملكية دستورية في 1813، ويعود الدستور الديمقراطي الحالي إلى سنة 1978. بعد الانتهاء من حروب الإسترداد، تمكنت إسبانيا من التوحد تحت حكم آل هابسبورغ سنة 1516. وفي نفس الوقت بدأت الإمبراطورية الإسبانية بالتمدد تجاه العالم الجديد عبر المحيط، فكان ذلك بداية عصرها الذهبي الذي استغرق مابين سنوات 1500 إلى عقد 1650، مما جعل إسبانيا هابسبورغ إحدى أقوى دول العالم. فخلال تلك الفترة شاركت إسبانيا في جميع الحروب الأوروبية الكبرى، بما في ذلك الحروب الإيطالية و"حرب الثلاثين عاما وحرب الثمانين عاما والحرب الفرنسية-الإسبانية. ولكن ومع انتهاء القرن 17 بدأت عظمة إسبانيا بالانحدار بعد وفاة آخر حكام هابسبورغ، حيث اندلعت حرب الخلافة الإسبانية التي انتهت بخفض منزلة إسبانيا -والتي بدأت بحكم البوربون- إلى قوة من الدرجة الثانية مع ضعف في تأثيرها بالشؤون الأوروبية. حاولت إصلاحات البوربون تجديد مؤسسات الدولة، وقد نجحت بعض الشيء. ولكن مع انتهاء القرن بدأ كل شيء ينجرف أمام الصخب الذي تخطى إسبانيا وأوروبا في مطلع القرن 19 وهي الثورة الفرنسية وحروب نابليون. والحرب في شبه الجزيرة، وبذا بدا أن إسبانيا لا يمكنها العودة إلى سابق مجدها وقوتها. وفي بداية القرن 19 ظهرت إسبانيا متشظية بسبب الحرب، وبدأت الأحزاب السياسية التي زعزعت من استقرار أسبانيا بالظهور وهي تمثل مجموعات من القوى "الليبرالية" و"الرجعية" و"المعتدلة" حيث تقاتلت تلك الأحزاب خلال الفترة المتبقية من القرن من أجل سيطرة لم تدم طويلا من دون أي إدارة قوية لتحقق الاستقرار الدائم. فقد تفككت الإمبراطورية الإسبانية العتيقة في الأمريكتين بسرعة مع حروب استقلال أمريكا اللاتينية، ثم فقدت ماتبقى لها من مستعمراتها في الحرب الإسبانية الأمريكية سنة 1898. وقد أصاب التوازن الهش بين القوى الليبرالية والمحافظة في إقامة ملكية دستورية في الفترة 1874-1931 ولكنه لم يقدم حل دائم لمشاكل إسبانيا، فدخلت إسبانيا في مستنقع الحرب الأهلية بين الجمهوريين والفصائل القومية. انتهت الحرب بانتصار الدكتاتورية القومية بقيادة فرانسيسكو فرانكو الذي سيطر على الحكومة الأسبانية حتى 1975. فتمكن من تحقيق الإستقرار النسبي في فترة مابعد الحرب (مع استثناء ملحوظ لحركة الاستقلال المسلحة في إقليم الباسك)، وقد شهد البلد نمو اقتصادي سريع في عقد 1960 وأوائل عقد 1970. وبعد وفاة فرانكو سنة 1975 تمكنت إسبانيا من استعادة الملكية الدستورية. فاستلم الأمير البوربوني خوان كارلوس الملك في إسبانيا وبدأت عملية انتقال إسبانيا نحو الديمقراطية. ثم دخلت السوق الأوروبية المشتركة في 1986 (حولت إلى الاتحاد الأوروبي بعد معاهدة ماستريخت سنة 1992) ثم منطقة اليورو في 1999. ولكن أتت الأزمة المالية 2007-2008 فأنهت عقدا من لإسبانيا مما أدخلها في أزمة ركود وديون ولا تزال تعاني من بطالة عالية جدا وضعف في الاقتصاد. تعتبر إسبانيا قوة متوسطة قادرة على بسط نفوذها الإقليمي ولكنها ليست مثل بعض القوى الأخرى التي تماثلها (ألمانيا وإيطاليا واليابان) فهي ليست جزءا من مجموعة الثماني ولكنها ضيف في مجموعة العشرين. وأيضا هي جزء من مجموعة الست الأوروبية. مقدمة تاريخية. وصل البشر إلى الأراضي الحالية لإسبانيا منذ 1.200.000 عام. وخلال الألفيات التالية، كانت الأراضي الايبيرية مكان لاستوطان الشعوب الإيبيرية والسلتية والفينيقية والقرطاجية والإغريقية، ومنذ عام 200 قبل الميلاد بدأت شبه الجزيرة الإيبيرية تشكل جزء من الإمبراطورية الرومانية. وبعد سقوط روما تم تأسيس مملكة القوط الغربيين. وهذا النظام الملكي القوطي بدأ في القرن الخامس وظل حتى القرن الثامن الميلادي. وفي عام 711 م جاء أول فتح إسلامي من شمال أفريقيا وهيمن الإسلام على جزء كبير من شبه الجزيرة الإيبيرية خلال أعوام قليلة. وظلت شبه الجزيرة الإيبيرية تحت ذلك الحكم الإسلامي لمدة 750 عام إلى أن جاءت حروب الإسترداد وأطلق المسلمين على شبه الجزيرة اسم الأندلس. وفي العصر الذي كان فيه معظم أوروبا في عصر الظلمة والتخلف كانت الأندلس في أوج ازدهارها في المجال العلمي والفني وكانت متعددة الثقافات في هذا الحين. وبشكل تدريجي جاءت حركة الاسترداد واستولت الممالك المسيحية بشكل تدريجي على الأراضي من المسلمين. وبدأت تلك الحركة في حوالي عام 722م، بتمرد دون بلايو، وبدأت من الشمال. ما قبل التاريخ. نجد في شبه الجزيرة الإيبيرية العديد من المواقع الأثرية ذات الشهرة العالمية وتشير الأبحاث إلى حضور الإنسان منذ العصر الحجري القديم الأسفل (مواقع أورثي، بينادو، أريدش، طورألبا، أمبرونة، أتابواركا). خلال العصر الحجري القديم الأعلى ترك السولوتري الإسباني بعض الآثار في كهف باراباليو ويعرض موقع ألتاميرا عينة من الفنون الجدارية التي تعود على 12.000 سنة ق.م. ظهرت خلال العصر الحجري الحديث ثقافات خاصة تدل عليها الأواني الجرسية الشكل التي عثر عليها قرب المرية (حضارة أرغار). من العصر الحجري الأعلى يمكن ذكر رسوم الكهوف الموجودة في التاميرا، ومن العصر الحجري القديم نستطيع التعرف على رسم كوجول (الرسم التصويري) ومن العصر الحجري الحديث يمكن ملاحظة الأرجار والكاس الذي يشبه شكل الناقوس. التاريخ القديم. وصل الأيبيريون إلى شبه الجزيرة في نهايات العصر الحجري الحديث وبداية العصر البرونزي (2000-1500 قبل الميلاد) وقد قبعوا في الجنوب والجنوب الشرقي من شبه الجزيرة. وبعد ذلك جاء في أعقابهم جنس آخر يعرف باسم السلتيون الذين احتلوا منطقة الشمال وغرب شبه الجزيرة الأيبيرية. وعندما اتحد الشعبان عرفوا بعد ذلك باسم السلت الأيبيريين. وأيضا وحتى القرن العاشر قبل الميلاد وصلت الشعوب الجرمانية والغالية والفينيقيون وكذلك شعوب الإغريق والقرطاجيين. الإيبيريون الفينيقيون والإغريق. الإيبيريون هم السكان الأصليون لشبه الجزيرة الإيبيرية التي سميت باسمهم حسب كثير من المصادر المكتوبة ولا تعرف أصولهم بالتحديد ولكن يغلب الظن على أنهم ليسوا من الشعوب الإيبيرية. القرطاجيون. بعد الحرب البونيقية الأولى (264 ق.م 240 ق.م) وسع القرطاجيون نفوذهم انطلاقا من قرطاجنة أو قرطاج الجديدة في شبه الجزيرة الإيبيرية وساهم الاستغلال المكثف للمناجم في استرجاع قرطاج لقوتها الاقتصادية والسياسية. وكان سبب اندلاع الحرب البونيقية الثانية حصار الجيش القرطاجي لمدينة ساجونتا التي كانت حليفة لروما. الرومانيون. سيطر الرومان على شبه الجزيرة الإيبيرية في القرن الثالث قبل الميلاد وطردوا منها على يد الوندال في القرن الخامس ميلادي. أكمل الإمبراطور أوغست غزو شبه الجزيرة في القرن الأول ق.م وتلت ذلك مرحلة من الاضطرابات والثورات بالتزامن مع محاولات 'رومنة' الإيبيريين والتي اتسمت بالصعوبة وتأخرت نسبيا عن بقية أرجاء الإمبراطورية. هسبانيا Hispania هو الاسم المعطى من قبل الرومان إلى كامل شبه الجزيرة الإيبيرية (الحديثة البرتغال، وإسبانيا، واندورا، وجبل طارق وجزء جنوبي صغير جدا من فرنسا). أعطى الإمبراطور فاسباسيان حق المواطنة لكل الايبيريين سنة 74 م. واسم أسبانيا في اللغة الأسبانية مشتق من هسبانيا. أصبحت أسبانيا مقاطعة مهمة في الإمبراطورية الرومانية، وانتقل الكثير من الرومان للعيش هناك. وبنوا مدنًا في أسبانيا، كما عبَّدوا طُرُقًا ممتازة امتدت إلى كل المناطق. كذلك أنشؤوا قنوات ضخمة كانت تحمل الماء من الأنهار إلى المناطق الجافة. وقد وُلِد العديد من أباطرة روما العظام ـ مثل هادريان وتراجان ـ في أسبانيا. كذلك فإن كتابًا بارزين مثل مارشيال وسنيكا انحدروا من أسبانيا. أدخل الرومان اللغة اللاتينية إلى المقاطعة، وتطورت اللغة الأسبانية تدريجيًا عن اللاتينية التي كانت لغة التخاطب. كذلك أدْخلت المسيحية إلى المقاطعة خلال الحكم الروماني، وأصبحت المسيحية هي الديانة الرسمية للمقاطعة ـ وللإمبراطورية الرومانية ـ خلال أواخر القرن الرابع الميلادي. وفي الوقت نفسه تقريبًا انقسمت الإمبراطورية إلى جزأين: الإمبراطورية الرومانية الشرقية والإمبراطورية الرومانية الغربية. وأصبحت أسبانيا جزءًا من الإمبراطورية الرومانية الغربية. ابتدأت الحملات الجرمانية في زعزعة أمن روما خاصة في ما يعرف اليوم بفرنسا قبل أن تمتد في القرن الخامس ميلادي إلى شبه الجزيرة الإيبيرية.امينة التاريخ الوسيط. القوط الغربيون. القوط الغربيون شعب من الشعوب الجرمانية زحف جنوبا تحت ضغط الشعوب الجرمانية الأخرى وسيطروا على شبه الجزيرة الايبيرية بعد أن طرد الوندال منها وأقاموا فيها حضارة استمرت حتى القرن السابع ميلادي. الأندلس الإسلامية وحروب الإسترداد المسيحية (قرون 8-15). سيطر الفتح الإسلامي على أكثر شمال أفريقيا سنة 710 م. وفي سنة 711 قاد طارق بن زياد جيشه المكون من 7,000 مقاتل أغلبهم من البربر، فعبر المضيق إلى شبه جزيرة أيبيريا للتدخل في الحرب الأهلية المندلعة في مملكة القوط الغربيين. ثم أمده موسى بن نصير ب 5,000 مقاتل بعد العبور. فحقق نصرا حاسما في صيف عام 711 عندما هزم لذريق ملك القوط الغربيين وقتل في 19 يوليو في معركة وادي لكة. أرسل القائد موسى بن نصير ابنه عبد العزيز ليستكمل الغزوات في غرب الأندلس حتى وصل إلى لشبونة أما موسى بن نصير وطارق بن زياد فقد اتجاها شمالا إلى برشلونة ثم سرقسطة ثم شمال تجاه الوسط والغرب حتى انتهت السيطرة على كل الأندلس في 3 سنين ونصف، حيث انشئت ولاية الأندلس التابعة للخلافة الأموية. تمكن النصارى من تحقيق نصر حاسم لهم في معركة كوفادونجا صيف 722 في شمال جزيرة ايبيريا، عندما أرسل المسلمون قوة لاخماد المتمردين المسيحيين في الجبال الشمالية ولكن هزمهم بيلايو الذي أسس مملكة أستورياس المسيحية التي أضحت قاعدة لمقاومة المد الإسلامي في الجزيرة الأيبيرية لعدة قرون. إلا أن المسلمين واصلوا التوسع بعد السيطرة على معظم أبيريا لينتقلوا شمالا عبر جبال البرنييه حتى وصلوا وسط فرنسا وغرب سويسرا. هـُزم الجيش الإسلامي في معركة بلاط الشهداء (تورز) عام 732 أمام قائد الفرنجة شارل مارتل. أولى الخليفة الوليد بن عبد الملك اهتماما كبيرا بتوسيع الجيوش وتنظيمها، وبناء أقوى إسطول بحري في الخلافة الأموية. وهذا التكتيك دعم التوسع القوي في إسبانيا. وقد تمددت تلك القوة الإسلامية في إسبانيا وبلغت ذروتها في القرن 10 ميلادي في عهد عبد الرحمن الناصر لدين الله. منح خلفاء بني أمية ولاة الأندلس لقب الأمير أو الوالي. فعندما هرب عبدالرحمن من العباسيين بعد سقوط الدولة الأموية ودخل الأندلس وأعلن قرطبة إمارة مستقلة. حيث كانت الأندلس تعج بالصراع الداخلي بين الحكام الأمويين والشعب والقادة المسيحيين القوطي والروماني والشعب. وفي القرن العاشر ميلادي أعلن عبد الرحمن الثالث خلافة قرطبة، وقطع علاقاته مع الخلافة الفاطمية والعباسية بالكامل. كانت تلك الخلافة مهتمة بالحفاظ على قاعدة قوتها في شمال أفريقيا، ولكن هذه الممتلكات تضاءلت في النهاية إلى ولاية سبتة. وقد بنيت أول بحرية في قرطبة بعد هزيمة فايكنغ المهينة في الوادي الكبير في 844 عندما نهبوا إشبيلية. الاسترداد. كانت سنة الفتح العربي لمنطقة البروفانس الفرنسية قد أعقبت الاحتلال والتدمير النرويجي للمنطقة من إبادة وسلب ونهب، ليستغل دوق "ليون" تلك الفوضى، وبدعم من رجال الدين، فيؤسس مملكته الخاصة مملكة ليون في البروفانس عام 879 م وعندما مات سنة 887 م كان وريثه صغيرا غير قادر على الحكم، مما جعل بقية الأمراء المحليين ينتهزون الفرصة لتأكيد استقلالهم في الحكم، مما جعل لإمبراطورية الكارولنجية في فرنسا تنقسم إلى مملكتين شرقية وغربية. بدات حركة الاسترداد في 718 يرى المؤرخون الإسبان أن هذه الحركة تبدأ من معركة "كوفا دونجا" أو مغارة دونجا وفيها انهزم ابن علقمة اللخمي شر هزيمة من قوات "بلايه" (Pelayo)، وانتهت بتأسيس أولى الإمارات المسيحية في شمال الأندلس. جمع عبد الرحمن الغافقي المجاهدين وخرج باحتفال مهيب ليعبر جبال البرانس واتجه شرقًا ليضلل النصارى عن وجهته الحقيقية، فأخضع مدينة "أرل" التي خرجت عن طاعة المسلمين، ثم اتجه إلى "دوقية"، فانتصر على الدوق انتصارًا حاسمًا، ومضى الغافقي في طريقه متتبعًا مجرى نهر "الجارون" ففتح "بردال" واندفع شمالاً ووصل إلى مدينة "بواتييه". في بداية غزو جنوب فرنسا. دققت بها أودو العظيم في معركة تولوز في 721 تراجعت وتجميعهم، تلقى التعزيزات. ولم يجد الدوق "أودو" بدا من الاستنجاد بالدولة الميروفنجية، وكانت أمورها في يد شارل مارتل، بعد الغزو كان تشارلز مارتل هزم في معركة جولات في 732 معركة بواتييه وقعت 10 أكتوبر عام 732 م بين قوات المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي وقوات الإفرنج بقيادة قارلة (أو تشارلز/ كارل مارتل). هُزم المسلمون في هذه المعركة وقتل قائدهم وأوقفت هذه الهزيمة الزحف الإسلامي تجاه قلب أوروبا وحفظت المسيحية كديانة سائدة فيها. كان شمال شبه الجزيرة الايبيريه به ثلاثة ممالك مسيحية وهم أرجون ونافار وليون وكانت أكبرها هي ليون وكانت هذه الممالك تجترئ على الحدود الشمالية الأندلسية وتهجم عليها واحتلت بعض المدن الإسلامية مثل مدينة سالم. في عام 1095 كانت البرتغال إقطاعية حدودية من مملكة ليون. أراضيها البعيدة عن مراكز الحضارة الأوروبية، والتي تتضمن بشكل كبير الجبال والأراضي البرية والغابات، جاورت من الشمال مينهو، ومن الجنوب مونديجو. أصبح فرناندو الثاني ملك ليون من عام 1157 حتى وفاته. قسم والده مملكته عند وفاته، وباستلام فرديناند عرش ليون، استلم سانشو الثالث ملك قشتالة عرش قشتالة. انكفأ المسلمون في الأندلس التي كانت تشمل معظم أجزاء إسبانيا باستثناء بعض المناطق الشمالية الغربية مثل منطقة جليقية أو غاليسيا، فإن المسلمين لم يفرضوا سلطانهم تمامًا على هذه النواحي لوعورة مسالكها وبرودة مناخها، فأهملوا جانبها زهدًا فيها واستهانة بشأنها. ولهذا استطاعت بعض فلول الجيش القوطي المنهزم بزعامة قائد منهم يدعى بلاي أن تعتصم بالجبال الشمالية في هذه المنطقة، وعاشوا على عسل النحل الذي وجدوه في خروق الصخر. ولما أعيى المسلمين أمرهم، تركوهم وانصرفوا عنهم استخفافًاً بشأنهم وقالوا : ثلاثون علجًا ما عسى أن يجيء منهم ؟. من هذه المناطق نبتت نواة دولة إسبانيا المسيحية، ونبتت معها حركة المقاومة الإسبانية التي أخذت تنمو وتتسع حتى سيطرت على جميع المناطق الشمالية الغربية التي أصبحت تعرف بمملكة ليون. ولقد أحاطت هذه المملكة نفسها بسلسلة من القلاع والحصون لحماية نفسها من هجمات المسلمين. ولم تلبث هذه القلاع أن اتحدت في القرن العاشر الميلادي بزعامة أقوى أمرائها ويدعى فرنان جون زالس، واستقلت عن مملكة ليون وصارت تعرف بإمارة قشتالة. وكانت الكنيسة الكاثوليكية في روما تحرّض الأسبان بشكل مستمر على صدّ المسلمين وقتالهم، ودعت هذه الكنيسة ملوك أوروبا إلى مساعـدة الأسبان ضد العـرب والمسلميـن الحقبة الحديثة المبكرة لإسبانيا. اتحاد سلالي. من أكثر الممالك المسيحية المنفصلة أهمية التي تتكون منها هسبانيا القديمة في القرن ال 15 كانت مملكة قشتالة (تقع في الشمال والوسط من شبه الجزيرة الايبيرية) ومملكة أراغون (تقع في الشمال الشرقي من شبه الجزيرة) ومملكة البرتغال (تقع أقصى الغرب من شبه الجزيرة). وقد أرتبط ملوك قشتالة وأراغون أسريا مع عائلات الأسر الحاكمة في البرتغال وفرنسا وغيرها من الممالك المجاورة. اندلعت حرب خلافة بعد وفاة إنريكي الرابع في السنوات (1475-1479). وكان المتنافسين على عرش قشتالة هما ابنته خوانا المدعومة من البرتغال وفرنسا وأخته الملكة إيزابيلا الأولى المدعومة من مملكة أراغون ونبلاء قشتالة. احتفظت إيزابيلا بالعرش وحكمت بالاشتراك مع زوجها الملك فرديناند الثاني. وكانا قد تزوجا سنة 1469 في بلد الوليد. وبزواجهما اتحد التاجان ومهد الطريق لإنشاء إسبانيا. ومع ذلك عد هذا الاتحاد رمزيا فقط. حيث أن كل اقليم احتفظ بإدارة ومكون قضائي خاص به. فالوحدة لاتعني نظام موحد وفقا لاتفاق وقعته إيزابيلا وفرديناند في 15 يناير 1474، فاستحوذت إيزابيلا على سلطة في إسبانيا الموحدة أكثر من زوجها بالرغم من مشاركتهما الحكم. نال كلا من ايزابيلا القشتالية وفرديناند الأراغوني اسم الملكان الكاثوليكيان وهو لقب منحه لها البابا ألكسندر السادس. انتهاء الاسترداد وبداية محاكم التفتيش. أشرف الملوك الكاثوليك على المراحل الأخيرة لإسترداد إيبيريا من المورو بعد سقوط غرناطة واحتلال جزر الكناري وطرد اليهود من إسبانيا بموجب مرسوم الحمراء. مع أن الأقليات الدينية في قشتالة وأراغون (اليهود والمسلمين) كانوا يتمتعون بتسامح كبير في القرن ال 13 -وهي الممالك المسيحية الوحيدة التي لا تقيد اليهود من أي مهنة - إلا أن وضع اليهود إنهار في القرن ال 14 ووصلت الذروة في 1391 بمجازر واسعة في المدن الكبرى باستثناء أفيلا. وفي القرن التالي تحول نصف يهود إسبانيا (وعددهم 80,000) إلى المسيحية ولقبوا بكونفرسوس. أما الخطوة الأخيرة التي اتخذها الملوك الكاثوليك فكان في 1492 عندما أصدرا قرارا يأمر ماتبقى من اليهود بالطرد من إسبانيا أو تحويل دينهم. ويقدر عدد اليهود المطرودين ب 120,000 شخص، ويقدره آخرون بحوالي 40,000. وبعد حوالي 60 عاما من طرد اليهود بدأ المسلمون يواجهون نفس المصير. فقد وجدوا أنفسهم إما أن يغيروا دينهم ويسموا ("بالموريسكيين") أو يطردون. ومع هذا فقد بقيت أعدادا كبيرة من الموريسكيين مما أبقى تأثير الثقافة الإسلامية قويا في إسبانيا. ولم يكن المسلمين واليهود هم الأقليات الوحيدة التي تعرضت للاضطهاد في تلك الفترة. فقد أجبر ذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 26 على العمل في سفن القوادس - وهو يعادل عقوبة الإعدام - ولكن غالبيتهم تمكن من الاختفاء وتجنب الاعتقال. عندما وصلت بعثة كريستوفر كولومبس سنة 1492 إلى العالم الجديد بإذن من إيزابيلا وفرديناند وأضحى أول أوروبي يصل إليها منذ ليف إريكسون. حيث قادت تلك الحملة والحملات اللاحقة بتدفق الثروات على إسبانيا، فنقل هذا الدخل الإضافي بقشتالة إلى حالة أثبتت أنها القوة المهيمنة في أوروبا لقرنين متتاليين. ضمنت ايزابيلا استقرارا سياسيا طويل الأمد لإسبانيا عن طريق ترتيب زيجات استراتيجية لكل من أبنائها الخمسة. فأول الأبناء وهي إيزابيلا فقد تزوجت من ولي العهد البرتغالي الفونسو ثم مانويل الأول، ومن المهم جدا اقامة علاقات بين هذين البلدين المجاورين ولضمان مستقبل التحالف، ولكن سرعان ما توفيت ايزابيلا عند ولادة ولي العهد البرتغال. أما ابنة ايزابيلا الثانية خوانا فقد تزوجت فيليب الوسيم من سلالة هابسبورغ وهو ابن ماكسيمليان الأول ملك بوهيميا (النمسا) ووريثه المحتمل لتاج الإمبراطورية الرومانية المقدسة. لضمان تحالفا مع هابسبورغ والإمبراطورية الرومانية المقدسة القوية وأراضيها الممتدة وهذا يضمن الأمن السياسي لإسبانيا. تزوج ابن ايزابيلا الوحيد خوان من مارغريت النمسا. أما أبنة إيزابيلا الرابعة ماريا فقد تزوجت مانويل الأول ملك البرتغال أرمل أختها إيزابيلا. أما ابنتها الخامسة كاثرين فقد تزوجت الملك هنري الثامن ملك إنجلترا وهي والدة الملكة ماري الأولى. إسبانيا الإمبريالية. اسبانيا هي إحدى أكبر الامبراطوريات في تاريخ العالم، ومن أوائل الامبراطوريات العالمية، حيث وصلت القمة عسكريا وسياسيا واقتصاديا تحت حكم أسرة هابسبورغ الإسبانية في القرنين 16 و17. حيث أضحت مع البرتغال في طليعة استكشاف العالمي والتوسع الاستعماري الأوروبي. وتنافستا على الغزو وفتح طرق التجارة عبر المحيطات. فقد بدأ الغزو والاستعمار الإسباني مع حملتين قشتاليتين. أولاهما كان إلى جزر الكناري في 1312. قاد الأسطول القشتالي الربان الجنوي لانسلوتو مالوسلو. أما الحملة الثانية فكانت في 1402 بقيادة النبيل النورماني خوان دي بيثنكورت. واستمرت الحملات العسكرية لقشتالة مابين 1478 إلى 1496 حيث خضعت كناريا الكبرى (1478–1483)، ثم لابالما (1492–1493) حتى اكتملت بخضوع تنريف (1494–1496). ازدهرت في القرنين 15 و 16 التجارة عبر المحيط الأطلسي بين إسبانيا وأمريكتين وعبر المحيط الهادي بين شرق آسيا والمكسيك عبر الفلبين. وقضى الغزاة على ممالك ازتيك والإنكا والمايا بمساعدة عدة آلاف من السكان الأصليين الذين تحالفوا معهم، مما جعلهم يستحوذون على مساحات شاسعة من الأراضي في أمريكا الشمالية والجنوبية. كانت ايرادات إمبراطورية قشتالة في الإنديز في البداية مخيبة للآمال. فقد حفزت بعض التجارة والصناعة، ولكنها كانت محدودة جدا. ناهيك من نقلهم للأمراض إلى العالم الجديد مثل الجدري والحصبة التي وصلت مع المستعمرين، مما دمر السكان الأصليين لا سيما في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية للحضارات الأزتيك والمايا والإنكا، وهذا قلل من الإمكانات الاقتصادية للمناطق التي تم غزوها. ثم بدأت الأمور تتغير في عقد 1520 مع استخراج الفضة بكثرة من رواسب غنية في ولاية غواناخواتو في المكسيك، ولكن فتح مناجم الفضة في زاكاتيكاس بالمكسيك وبوتوسي في بيرو العليا (حاليا بوليفيا) في 1546 كان أسطوريا. أعادت الشحنات الفضة تلك الحياة إلى اقتصاد إسبانيا. فقد أدت إلى استيراد الكماليات والحبوب. فالمستعمرات الغنية بالموارد قد جلبت بالدفق النقدي الضخم إلى اسبانيا. الذي أصبح لا غنى عنه في تمويل قدرات إسبانيا هابسبورغ العسكرية خلال سلسلة طويلة من الحروب الأوروبية وشمال أفريقيا، لذا كانت إسبانيا (قشتالة بالذات) -باستثناء بضع سنوات في القرن 17- أكثر المقاطعات أهمية في مصادر الدخل. وقد استمتعت بعصرها الذهبي الثقافي في القرنين 16 و 17. وتمكنت تلك الإمبراطورية بإسطولها القوي من الهيمنة على المحيطات ولديها فرق مشاة قوية ومدربة تدريبا جيدا سميت فرق "" التي تسيدت على ساحات القتال الأوروبية، فنالت سمعة بأنها لاتقهر واستمرت تلك السمعة حتى منتصف القرن 17. فالإمبراطورية الإسبانية منذ استحواذها الإمبراطورية البرتغالية في الفترة (1580-1640) وإلى أن فقدت مستعمراتها في الأمريكتين في القرن 19 قد حافظت على لقب أكبر إمبراطورية في العالم مع أنها عانت من تذبذب الحظوظ العسكرية والاقتصادية في عقد 1640. واجهت الخبرات في بناء الإمبراطورية معاناة وصعوبات جمة، فقد صاغ المفكرين الإسباني أولى الأفكار الحديثة في القانون الطبيعي والسيادة والقانون الدولي والحرب والاقتصاد كانت هناك أيضا أسئلة حول شرعية الامبريالية - في المدارس الفكرية المرتبطة يشار إليها مجتمعة باسم مدرسة سلامانكا-. بالرغم من تلك الابتكارات، فإن الكثير من محفزات الإمبراطورية تعود جذورها للعصور الوسطى، فالدين لعب دورا قويا جدا في توسع الإمبراطورية الإسبانية. فالفكرة أن بإمكان إسبانيا نقل المسيحية إلى العالم الجديد قد لعب دورا قويا في توسع الإمبراطورية الإسبانية. مملكة إسبانيا تحت حكم آل هابسبورغ (القرنين 16 و 17). كان اقصى امتداد إقليمي للإمبراطورية الأسبانية قد بلغ أواخر القرن 18. وإن بلغت في عهد آل هابسبورغ في القرنين 16 و 17 ذروة قوتها وانحدارها. فعندما أضحى كارلوس الأول أول حاكم من آل هابسبورغ في إسبانيا ملكا عليها في 1516، أصبحت إسبانيا مركز صراعات الأسر الحاكمة في أوروبا. فبعد أسبانيا أصبح كارلوس الخامس عاهل الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وبسبب الانتشار الواسع لمناطق نفوذه المبعثرة لذا كان أكثر الأحيان خارج إسبانيا. وفي آخر عمره قسم إمبراطورية آل هابسبورغ إلى قسمين. الإمبراطورية الرومانية المقدسة؛ والقسم الآخر هو إسبانيا مع ممتلكاتها في أوروبا وهولندا وشمال أفريقيا والأمريكتين. ثم تنحى عن الحكم وأعطى إسبانيا لإبنه فيليب الثاني ملك إسبانيا سنة 1556. نجت إسبانيا من الصراعات الدينية التي استعرت في أنحاء أوروبا وأبقت على الكاثوليكية الرومانية راسخة. حيث رأى فيليب أنه حامي الكاثوليكية ضد الدولة العثمانية المسلمة والهراطقة البروتستانت. أدت الكالفينية في هولندا إلى اندلاع أعمال شغب سنة 1566، ومع محاولة إسبانيا لاستعادة النظام إلا أن تلك الاضطرابات قادت تدريجيا إلى حرب الثمانين عاما. وقد استهلك هذا الصراع معظم أموال إسبانيا أواخر القرن 16، ومنها محاولة غير ناجحة لغزو إنجلترا -كانوا مؤيدين بحذر للهولنديين- عبر اسطول أرمادا، وهي المعركة الأولى لحرب إنجلترا وإسبانيا (1585-1604)، وحربهم مع فرنسا (1590-1598). وبالرغم من تلك المشاكل فإن تدفق الفضة من العالم الجديد من منتصف القرن 16، وأيضا سمعتها العسكرية المتمثلة في مشاة الجيش الإسباني وبحريتها التي تعافت بسرعة من كارثة أرمادا جعلا إسبانيا القوة الأوروبية الكبرى. لم يوحد الاتحاد الإيبيري مع البرتغال سنة 1580 شبه الجزيرة فقط لكنه جمع الموارد الآتية من جميع أنحاء العالم إلى التاج الإسباني. ومع ذلك فقد تفاقمت المشاكل الاقتصادية والإدارية في قشتالة، علاوة على ضعف الاقتصاد المحلي الذي بدا واضحا في القرن 17، ارتفاع معدل التضخم والحروب في أوروبا التي استنزفت الموارد المالية، ثم أتى طرد المسلمين في سنوات 1609- 1611 وعددهم تقريبا نصف مليون من أمهر الحرفيين والفنيين العاملين في الزراعة والصناعة، فكان لذلك أثر سيء على الاقتصاد الإسباني. ثم الاعتماد المتزايد على واردات الذهب والفضة، جميعها تسببت بعدة حالات إفلاس. فخلقت أزمة اقتصادية في البلاد وخاصة في قشتالة المرهقة. شكلت الأساطيل البحرية لشمال أفريقيا الموالية للعثمانيين مشكلة لأساطيل أوروبا. فقد تعرضت عدة موانئ ومدن الساحلية في إسبانيا وإيطاليا وجزر البحر المتوسط في كثير من الأحيان لهجوم البحرية الإسلامية من شمال أفريقيا. فجزيرة فورمينتيرا قد هجرها أهلها عدة مرات ولفترات طويلة، والكثير من السواحل الإسبانية والإيطالية قد أخليت من سكانها. ومن أشهر قادة الأساطيل البحرية الإسلامية بربروس. ووفقا لمصادر غربية فإن مابين مليون و1.25 مليون من الأوروبيين قد اخذهم قراصنة شمال افريقيا وباعوهم عبيدا في شمال أفريقيا ومناطق الدولة العثمانية بين قرني 16 و19. وقد خفت تلك الغزوات هذا تدريجيا بعد انتصارهم في ليبانت 1571، فبدأت إسبانيا والقوى المسيحية الأخرى في كبح جماح هيمنة البحرية الإسلامية في المتوسط. وإن استمرت تلك الهيمنة البحرية لقرن من الزمان. قتل 1596-1602 مابين 600,000 إلى 700,000 شخص أي حوالي 10٪ من السكان. وقد قضى الطاعون على أكثر من 1,250,000 شخص في القرن 17 في اسبانيا. اقتصاديا فإن الطاعون قضى على القوة العاملة مما شكل ضربة نفسية تضاف إلى المشاكل الموجودة في إسبانيا. في سنة 1598 مات الملك فيليب الثاني وخلفه فيليب الثالث (1598-1621) ففي عهده دخلت هدنة عشر سنوات مع الهولنديين في 1618 في نفق مظلم بسبب مشاركة إسبانيا في حرب الثلاثين عاما. سيطرت المحسوبية على سياسة الحكومة الإسبانية، ولكنها كانت أيضا الفترة التي برز فيها عباقرة مثل ثيربانتس وإل غريكو. وفي سنة 1621 خلف فيليب الرابع والده في حكم إسبانيا (1621-1665). فقد ازيح دون بالتازار وخلفه غاسبار دي غوزمان دوق اوليفاريس. وفي خضم الحرب المستعرة في وسط أوروبا سنة 1640 التي لا يعرف المنتصر فيها عدا الفرنسيين، بدأت البرتغال وكاتالونيا بالتمرد. فاستقلت البرتغال عن التاج الإسباني. وقمعت الثورة الكتالانية وطردت القوات الفرنسية من معظم كاتالونيا إيطاليا. ثم خلف فيليب ابنه كارلوس الثاني (1665-1700) وهو متخلف عقليا. فبدأت إسبانيا بالتقهقر تاركة قيادة أوروبا وتحولت إلى قوة من الدرجة الثانية بعد تركها بدون قيادة قوية. بموت كارلوس الثاني في 1700 انقرضت سلالة هابسبورغ في إسبانيا، وبدأت حرب الخلافة الإسبانية وتلا ذلك محاولة عدة دول أوروبية السيطرة على النظام الملكي الأسباني. فخسر ملك فرنسا لويس الرابع عشر الحرب، ولكن لأن المنتصرين (بريطانيا العظمى، والجمهورية الهولندية والنمسا) وجدوا أن مرشحهم لعرش إسبانيا (الدوق كارلوس النمساوي) أصبح الإمبراطور الروماني المقدس، مما يمكن له السيطرة على إسبانيا، لذا فقد مررت إلى سلالة بوربون. ومع ذلك فقد اعترفت معاهدة أوترخت بأن يكون فيليب الخامس ملكاً لاسبانيا ولكنه أزيح من سلسلة خلافة العرش الفرنسي، على أن لا تتحد أسبانيا وفرنسا تحت حاكم واحد، وذلك لتجنب حدوث أي اتحاد مستقبلي بين مملكتي إسبانيا وفرنسا. العصر الذهبي ("Siglo de Oro"). شهد العصر الذهبي الإسباني (بالإسبانية: "Siglo de Oro") فترة ازدهار في الفن والإدب الإسباني الذي توسع وانتشر في الإمبراطورية الإسبانية (حاليا إسبانيا والدول الناطقة بالإسبانية في أمريكا اللاتينية) بالتزامن مع انحطاط وسقوط آل هابسبورغ الإسبان (فيليب الثالث وفيليب الرابع وكارلوس الثاني). ومن المثير للاهتمام أن الفنون ازدهرت خلال العصر الذهبي بالرغم من تراجع الإمبراطورية في القرن 17. آخر الكتاب الكبار في ذلك العصر الراهبة خوانا إينيس دو لا كروز توفيت في إسبانيا الجديدة سنة 1695. كان ملوك الهابسبورغ في كل من إسبانيا والنمسا رعاة كبار للفن في بلدانهم. فالاسكوريال هذا الصرح الملكي الكبير الذي بني في عهد الملك فيليب الثاني. وبناه أعظم المهندسين المعماريين في أوروبا والرسامين. يعتبر دييغو فيلاسكيز واحدا من أكثر الرسامين تأثيرا في التاريخ الأوروبي وهو فنان له احترام كبير في عصره، فقد صقل علاقة مع الملك فيليب الرابع ورئيس وزرائه الدوق اوليفاريس. وترك لنا عدة صور تظهر أسلوبه ومهارته. والفنان إل غريكو فنان يوناني استقر في إسبانيا، وهو الذي غرس الفن الأسباني مع أنماط النهضة الإيطالية وساعد على إنشاء الطراز الأسباني المميز في الرسم. ومن أعظم الملحنين مثل توماس لويس دي فيكتوريا، لويس دي ليناتي وألونسو لوبو لتشكيل موسيقى عصر النهضة. ومنذ نشر القواعد الإسبانية لأنطونيو دي نبريخا عام 1499 وحتي وفاة كالديرون دي لا باركا عام 1681. يعتبر ميجيل دي ثيربانتس هو من أطلق أول رواية حديثة في الأدب الإسباني تحت عنوان دون كيخوتي وهو الكتاب الأكثر مبيعا وترجمة في تاريخ العالم. لاثريو دي تورميس. ومن خلال العصر الذهبي الإسباني ومن بين لائحة لا تنتهي من الشعراء وكتاب المسرحيات وكتاب النثر، يمكن تسليط الضوء علي فرانثيسكو دي كيفيدو،لويس دي جونجورا، لوبي دي بيجا، بيدرو كالديرون دي لا باركا، تيرسو دي مولينا، فرناندو دي روخاس، سان خوان دي لاكروس، فراي لويس دي ليون، سانتا تريزا دي أبيلا، ماتيو أليمان...إلخ؛ أو علماء نفس لاهوتيين وفلاسفة مثل: بالتاسار جراثيان وأنطونيو دي نبريخا وخوان لويس بيبيس وبارتولومي دي لاس كاساس وميغيل سيرفيت. الإنحطاط في القرن 17. بدأ "العصر الذهبي الإسباني" بالأفول سياسيا بدءا من 1659 بصلح البرانس مع فرنسا. وقد واجهت إسبانيا صعوبات مالية حادة حتى أواخر القرن 16 فسببت لاعلان التاج افلاسه أربع مرات في (1557 - 1560 - 1576 - 1596). ومع ذلك فإن ذلك التوتر المالي المستمر لم يمنع صعود قوة إسبانيا خلال القرن 16. هناك العديد من العوامل المختلفة التي ساهمت في اضمحلال قوة إسبانيا هابسبورغ بداية من النصف الثاني من القرن 17. فمنها كثرة الحروب والضرائب غير الفعالة وتعاقب ملوك ضعاف في القرن 17 والصراعات على السلطة في البلاط الإسباني. خلال فترة حكم كارلوس الثاني الطويلة وهو آخر سلالة هابسبورغ الإسبانية، ففيها تم هدر الخزانة الإسبانية. فقد أصاب البلاد الطاعون والمجاعة والفيضانات والجفاف ثم تجددت الحرب مع فرنسا فأضاع البلد. فجاء صلح البرانس (1659) الذي انهى خمسين عاما من الحرب مع فرنسا وملكها لويس الرابع عشر الذي وجد في استغلال ضعف إسبانيا فائدة كبيرة جدا. وكجزء من تسوية السلام فقد تزوج الأسبانية ماريا تيريزا. ولويس هو الي حرض على حرب أيلولة (1667- 68) ليستحوذ على هولندا الإسبانية. وبحلول القرن 17 كانت الكنيسة الكاثوليكية والتاج الإسباني مرتبطين ارتباطا وثيقا مع بعضهما البعض مما دل على أن إسبانيا كانت خالية تقريبا من البروتستانت في القرن 16. في 1620 كان هناك 100,000 أسباني يعملون في الكنيسة. وفي سنة 1660 كان هناك حوالي 200,000 أسباني يعملون الكنيسة التي تملك 20٪ من أراضي إسبانيا. كانت البيروقراطية الأسبانية في هذه الفترة شديدة المركزية، وتعتمد كليا على الملك لأداء وظائفه بكفاءة. وأضحت المجالس في عهد كارلوس الثاني تجمع العاطلين من الأرستقراطيين الأثرياء بالرغم من محاولات عديدة للإصلاح. اقترح المعلقون السياسيون في إسبانيا والمعروفين بإسم أربيترستاس عددا من التدابير لخفض تراجع الاقتصاد الإسباني، ولكنه نجح نجاحا محدودا. وفي الريف الإسباني فإن الضرائب الثقيلة على الفلاحين خفضت الإنتاج الزراعي. فسببت بهجرة الفلاحين إلى المدن. وقد شهد تدفق الفضة من الأمريكيتين إلى حالة التضخم، فقد كان خمس دخل الخزانة من المعادن الثمينة. وكان أحد العوامل الداخلية البارزة هو اعتماد الاقتصاد الأسباني على تصدير صوف مارينو الفاخر، وبسبب الحرب انخفض سوقها في شمال أوروبا فازدادت المنافسة على منسوجات أرخص. إسبانيا تحت حكم البوربون (القرن 18). لم يكن لكارلوس الثاني أي وريث مباشر، فأراد من حفيد شقيقته ماريا تيريزا واسمه فيليب دانجو وهو أمير فرنسي وعمره 16 عاما خلفا له لحكم الإمبراطورية الإسبانية سنة 1700. فانتاب القلق بين القوى الأوروبية أن تتوحد إسبانيا وفرنسا تحت ملك بوربون واحد وهو من شأنه أن يخل بتوازن القوى مما أدى إلى حرب الخلافة الإسبانية بين 1701 و 1714. واندلعت الاشتباكات بين فرنسا القوية مع إسبانيا الأقل قوة ضد التحالف الكبير المكون من إنجلترا والبرتغال وسافوي وهولندا والنمسا. بعد العديد من المعارك وخاصة في إسبانيا، اعترفت معاهدة أوترخت بفيليب دوق أنجو حفيد لويس الرابع عشر وملك إسبانيا (باسم فيليب الخامس)، فثبتت إرادة كارلوس الثاني ملك إسبانيا في طلب الخلافة المنصوص عليها. ومع ذلك اضطر فيليب للتخلي هو وذريته عن أي حق في المطالبة بالعرش الفرنسي، رغم الشكوك فيما يتعلق بقانونية هذا الفعل. وقسمت أراضي إيطاليا الإسبانية. في سنة 1715 وقع فيليب الخامس على مراسيم نويفا بلانتا التي ألغت معظم الحقوق والامتيازات التاريخية لمختلف الممالك التي يتكون منها التاج الإسباني، خصوصا تاج أراغون وتوحيدها وفقا لقوانين قشتالة، حيث أن البرلمان القشتالي هو الأكثر تقبلا للرغبة الملكية. أصبحت إسبانيا تابع ثقافي وسياسي لفرنسا. ويقول لينش أن فيليب الخامس طور الحكومة تطويرا بسيطا أكثر من أسلافه وإن كان أكثر مسؤولية من كارلوس الثاني العاجز. وعند حدوث خلاف بين مصالح إسبانيا وفرنسا فإنه عادة ما يفضل فرنسا. صنع فيليب الإصلاحات في حكومته وعزز من السلطة المركزية مقارنة بالمقاطعات. تلك الميزة أضحت مهمة جدا بالرغم من أن معظم المناصب العليا لاتزال بيد الطبقة الارستقراطية. ولكن تحت تلك الطبقة لايزال الفساد وعدم الكفاءة مستشريا وعلى نطاق واسع كما كان من قبل. بلغت تلك الإصلاحات التي بدأها فيليب الخامس اوجها وأهميتها في عهد كارلوس الثالث. ومع ذلك يقول إسرائيل ان كارلوس الثالث ووزرائه كانوا قليلي الاهتمام بالتنوير والأفكار التنويرية المؤثرة في أماكن أخرى من القارة. وأضاف إسرائيل "أن عدد قليل من الوزراء والمسؤولين التزموا بجدية الأهداف المستنيرة. ومعظمهم كان في مقدمة مؤيدي الحكم المطلق وهدفهم الدائم هو تعزيز النظام الملكي والإمبراطورية والأرستقراطية ... وسيطرة الكنيسة والسلطة على التعليم". أما الاقتصاد فقد تحسن بالعموم خلال فترة 1650-1700 الكئيبة، مع زيادة في الإنتاج ونقص في المجاعات والأوبئة. استمر البوربون الإسبان بالحكم زمن فرناندو السادس (1746-1759) وكارلوس الثالث (1759-1788). وقد كان لإليزابيث فارنيزي أرملة فيليب الخامس تأثيرا كبيرا على سياسة إسبانيا الخارجية. وكان هدفها الرئيسي استعادة أراضي إسبانيا المفقودة في إيطاليا. وقد تلقت دعما فرنسيا بريطانيا في مؤتمر سواسون (1728-1729). انتعش الاقتصاد في إسبانيا في حكم كارلوس الثالث. ولكن خوفا من أن انتصار بريطانيا على فرنسا في حرب السنوات السبع (1756–63) الذي هدد توازن القوى الأوروبية تحالفت إسبانيا مع فرنسا إلا أنها تعرضت لسلسلة من الهزائم العسكرية وانتهى بها الأمر بالتنازل عن فلوريدا لبريطانيا في معاهدة باريس (1763) في حين أخذت لويزيانا من فرنسا. وقد استعادت أسبانيا فلوريدا في معاهدة باريس (1783) التي أنهت حروب الثورة الأمريكية (1775-1783)، واكتسبت مكانة دولية محترمة. ومع ذلك، لم تكن هناك حوافز لإصلاحات جدية عند كارلوس الرابع (1788-1808). فقد باشر بسياسات انقلبت على كثير من إصلاحات كارلوس الثالث. وبعد فترة وجيزة من معارضة الثورة الفرنسية وهي بداية حروب الثورة الفرنسية، بدأت إسبانيا بالتملق لتحالف صعب مع جارتها الشمالية المحاصرة فقط من البريطانيين. وقد بلغ تردد كارلوس الرابع الذروة عندما فشل في احترام التحالف وأهمل تطبيق النظام القاري لإمبراطور فرنسا نابليون الأول فغزا إسبانيا سنة 1808 مما اشعل حرب الاستقلال الإسبانية، فتسبب ذلك بخسائر هائلة في الأرواح والممتلكات وضياع معظم مستعمرات الإمبراطورية. تمكنت إسبانيا خلال القرن 18 من وقف انحدارها النسبي الذي تم في أواخر القرن 17. وبالرغم من ذلك فقد استمرت متخلفة عن التطورات السياسية والتجارية التي حدثت في الدول الأوروبية الأخرى، وبالخصوص بريطانيا العظمى وهولندا وفرنسا. فقد تسببت الفوضى الحاصلة بسبب الحرب في شبه الجزيرة بتلك الفجوة المتسعة باضطراد، ولم تكن لدى إسبانيا ثورة صناعية. فقد وصل عصر التنوير إسبانيا بشكل مخفف حوالي 1750. حيث ركز الاهتمام على الطب والفيزياء ثم الفلسفة. وكان الزوار الفرنسيين والإيطاليين مؤثرين، وإن كان هناك بعض التحدي للكاثوليكية أو الكنيسة مثل تميز الفلاسفة الفرنسيون. وقد قاد بنيتو فييجو عصر التنوير في إسبانيا (1676–1764) وهو راهب بندكتي وبروفيسر. وهو ناشر ناجح ومشهور بتشجيع الفكر العلمي والتجريبي في محاولة لدحض الأساطير والخرافات. وبدءا من عقد 1770 شن المحافظين هجوما مضادا واستخدموا الرقابة ومحاكم التفتيش لقمع الأفكار التنويرية. وقف النبلاء ورجال الكنيسة في عقد 1780 على قمة الهرم الاجتماعي الإسباني. حيث هيمنت بضع مئات من العائلات على الطبقة الأرستقراطية، وهناك 500,000 شخص يحمل لقبا نبيلا. بالإضافة إلى 200,000 شخص من رجل وامرأة يعملون في سلك الكهنوت. نصفهم في أديرة موهوبة ويسيطروا على الأراضي التي لا يملكها النبلاء. أما الناس الذين في المزارع، فهم إما سخرة لا يملكون الأرض أو أصحاب أراض صغيرة. والطبقة الوسطى في المدن الصغيرة فأعدادهم تزداد مع الوقت. وكان هناك عدم ثقة بين ملاك الأراضي والفلاحين على حد سواء. إسبانيا القرن 19. حرب الاستقلال الإسبانية (1808–1814). كان حكم بوربون-اسبانيا متحالفا مع حكم بوربون-فرنسا في أواخر القرن 18، وبالتالي لم يكن هناك أي خوف من حروب برية بينهما. وكان العدو الخطر لهما هي بريطانيا، والتي لها بحرية ملكية قوية؛ لذا كثفت اسبانيا مواردها بالتركيز على قوتها البحرية. ولكن عندما أطاحت الثورة الفرنسية بالبوربون، أصبحت فرنسا تمثل تهديدا بريا حاول الملك تجنبها. أما عن الجيش الإسباني فهو جيش سيء التجهيز. حيث كان يتم اختيار الضباط بالدرجة الأولى على أساس المحسوبية بدلا من الجدارة. وكانت تتم ترقية حوالي ثلث الضباط الصغار حيث لم تكن لديهم موهبة، ولكن لديهم فرص بسيطة للترقية أو القيادة. أما الجنود فهم فلاحون سيئوا التدريب. وتشمل وحدات النخبة على أفواج أجنبية من الإيرلنديين والإيطاليين والسويسريين والوالونيين، بالإضافة إلى وحدات مختارة من المدفعية والهندسة. ويعتبر عتادها قديم الطراز وفي حالة سيئة. ويفتقر الجيش إلى خيول للحمل وثيران وبغال للنقل، لذلك كان يتم تأجيرها من المدنيين الذين يفرون بحيواناتهم إذا سائت الظروف. خاضت الوحدات الصغيرة القتال بصورة رائعة، ولكن أساليبهم القديمة لم تكن مفيدة ضد قوات نابليون، بالرغم من الجهود اليائسة المتكررة لإصلاح اللحظة الأخيرة. وعندما اندلعت الحرب مع فرنسا في 1808، كان الجيش لا يحظى بشعبية. فقد اغتيل الجنرالات الكبار، وأثبت الجيش عدم كفائته في التعامل مع القيادة والسيطرة. فهجر صغار الضباط من أسر الفلاحين الجيش وانضموا للمتمردين، مما ادى إلى تفكك العديد من الوحدات. لم يتمكن الجيش من تحريك المدفعية أو سلاح الفرسان. كان هناك انتصار واحد في الحرب وهي معركة بايلين، أما الهزائم المذلة فهي كثيرة. ازدادت الظروف سوءا، بحيث ازدادت سيطرة المتمردون على معارك أسبانيا ضد نابليون. وقد سخر نابليون منهم بأنهم "الأسوأ في أوروبا". وقد اتفق معه البريطانيون الذين اضطروا إلى العمل معهم. فلم يكن الجيش هو الذي هزم نابليون، ولكن الفلاحين المتمردين الذين سخر منهم نابليون بأنهم حزم من "قطاع الطرق يقودهم رهبان" (وهم بدورهم اعتقدوا أن نابليون هو شيطان). أضحى الجيش بحلول 1812 مسيطرا على جيوب متناثرة، ويمكنه أن ينهك الفرنسيين فقط بغارات سريعة. فقد وصلت الروح المعنوية للجيش الحضيض، وجرد الإصلاحيين الضباط الأرستقراطيين من معظم امتيازاتهم القانونية. وقفت إسبانيا في البداية ضد فرنسا في الحروب النابليونية، ولكن سرعة هزيمة جيشها في الحرب أدى إلى قرار كارلوس الرابع الانتفاعي للإصطفاف مع الثورة الفرنسية. فوضعتها بريطانيا تحت الحصار، وبدأت مستعمراتها في التبادل التجاري المستقل مع بريطانيا ولكن هزيمة العدوان البريطاني لريو دي لا بلاتا في أمريكا الجنوبية (1806-1807) شجعت الآمال الثورية والاستقلال لمستعمرات أسبانيا في أمريكا الشمالية والجنوبية. فقد كلا الأسطولين الفرنسي والأسباني معظم سفنهم في معركة الطرف الأغر سنة 1805، مما دفع الملك إسبانيا المتذبذب أن يعيد النظر في تحالفه الصعب مع نابليون. فكسرت اسبانيا مؤقتا الحصار القاري الذي وضعه نابليون، فتفاقمت الأمور مع ملوك البوربون في اسبانيا. حيث غزا نابليون اسبانيا في 1808، ثم خلع فيرناندو السابع الذي لم يمض على حكمه سوى ثمان وأربعين يوما بعد تنازل والده له في مارس. وفي 20 يوليو من ذات السنة دخل جوزيف بونابرت الشقيق الأكبر لنابليون بونابرت مدريد وشكل حكومة التي أصبح بموجبها ملك إسبانيا ولكنه يعمل نائبا لنابليون بعد أن خلع نابليون ملك إسبانيا فيرناندو السابع ووضع أخيه جوزيف مكانه على العرش. ثار عليه الإسبان. ويذكر تومبسون أن الثورة الإسبانية كانت "ردة فعل ضد المؤسسات والأفكار الجديدة، وهي حركة تدين الولاء للنظام القديم: فالتاج وراثي عند معظم ملوك الكاثوليك، أما نابليون فهو عدو مطرود من البابا، والذي تصنّع للفرنسيين; فالجمهوريون اضطهدوا الكنيسة الكاثوليكية ودنسوا الكنائس وقتلوا الكهنة. فالحقوق والامتيازات المحلية والإقليمية مهددة من حكومة شديدة المركزية. فتم تشكيل مجالس عسكرية في جميع أنحاء أسبانيا فهم الناطقون بإسم الملك فيرناندو السابع. ثم شكّل المجلس العسكري المركزي في 26 سبتمبر 1808 في بلدة ارانخويث لتنسيق كفاح الإسبان ضد الفرنسيين. فأعلن المجلس العسكري المركزي دعم فيرناندو السابع أولا ثم عقد جلسة برلمانية عادية وغير عادية لجميع الممالك التابعة للتاج الإسبان. وفي يومي 22 و23 فبراير 1809، اندلعت انتفاضة شعبية ضد الاحتلال الفرنسي في جميع أنحاء إسبانيا. وكانت الحملة الفرنسية على إسبانيا كارثية لها. فقد كانت أوضاع الجيش الفرنسي جيدة عندما كان نابليون يقود الجيش قيادة مباشرة، ولكن بدات الخسائر تتوالى عندما غادر في 1809. فازدادت أوضاع فرنسا سوءا، فعمليات الانتقام الوحشية التي رسمها غويا في لوحاته "كوارث الحرب" جعلت الفدائيين الأسبان أكثر غضبا ونشاطا. أثبتت الحرب في أسبانيا أنها كبيرة وأنها استنزاف طويل الأمد لمال فرنسا ورجالها وهيبتها. وفي مارس 1812 أنشأ مجلس قادس أول دستور إسباني حديث دستور سنة 1812 (المسمى بشكل غير رسمي لا بيبا "La Pepa"). ونص الدستور على الفصل بين صلاحيات السلطة التنفيذية والتشريعية للحكومة. وكان المجلس النيابي أو الكورتيز ينتخب بالاقتراع العام، وإن كان التصويت غير المباشر. فكل عضو من أعضاء كورتيز يمثل 70,000 شخص. واجتماعهم يكون في سلسلة من الجلسات السنوية. ويمنع الملك من أي عقد أو تأجيل جلسات الكورتيز. وفترة عمل أعضاء الكورتيز سنتان لمرة واحدة فقط، أي أنه لا يمكن أن يخدم فترتين متتاليتين. إلا في حالة أنه يسمح لشخص آخر أن يحل محله في المنصب لفترة واحدة فقط. استمرت المحاولة لوضع حكومة دستورية حديثة من 1808 حتى 1814. ومن أشهر قادة الإصلاح في فترة الثورة كان فلوريدابلانكا الذي ولد في 1728، وكان عمره الثمانين من العمر في وقت اندلاع الثورة في 1808. وقد شغل منصب رئيس الوزراء في عهد الملك كارلوس الثالث من 1777 حتى 1792. ومع ذلك فإنه يميل إلى شبهة عفوية الثورة الشعبية وقد عارضها. وأيضا من قادة الإصلاح كان جاسبر ملشور ديخوفيلانوس الذي ولد في 1744، أصغر سنا من فلوريدابلانكا. وهو كاتب ومن أتباع فلاسفة التنوير التقليدية من القرن 18، وشغل منصب وزير العدل 1797-1798 ومع ذلك فقد سجنه مانويل جودوي عندما كان رئيسا للوزراء، وهو الذي -أي جودوي- أدار البلاد بديكتاتورية من الفترة 1792-1798 ومن 1801-1808. وقاد ديخوفيلانوس مجموعة قوية ومؤثرة داخل المجلس العسكري المركزي. مع ذلك فإنه يميل نوعا ما إلى الحذر المفرط في مقاربته للثورة التي كانت تجتاح اسبانيا في 1808. تعرض الجيش الإسباني لضغوط عند محاربته جيش نابليون بسبب نقص الإمدادات والكثير من المجندين غير مدربين. ولكنه ألحق هزيمة كبرى بالفرنسيين في بايلين في يونيو 1808، عاني منها الجيش الفرنسي وأدى إلى انهياره في إسبانيا. مما حدا بنابليون أن يقود حملة بنفسه وبجيش جديد فاسترد اسبانيا خلال أشهر، وهزم الجيوش الإسبانية والبريطانية شر هزيمة في حملات رائعة من الالتفاف عليهم. وبعدها بدأت الجيوش الأسبانية تخسر كل معاركها ضد القوات الفرنسية الغازية ولكنها لم تباد بالكامل. حيث انها كانت تتراجع بعد المعارك لتتحصن في الجبال ولتجمع صفوفها ثم تشن هجمات وغارات جديدة. وتربعت قوات حرب العصابات في جميع أنحاء البلاد وفي الجيش أيضا، وأسرت أعدادا هائلة من قوات نابليون، مما صّعب عليهم أن يحافظوا على هجماتهم المركزة ضد قوات العدو. ولكن تبقى تلك الهجمات وغارات الجيش الأسباني والمقاتلين قد سببت نزيفا ضخما لموارد فرنسا العسكرية والاقتصادية. وفي هذه الحرب نال الإسبان حظهم من المساعدات الإنجليزية والبرتغالية بقيادة دوق ولينغتون. حيث خاض الدوق معارك ضد قوات نابليون في حرب شبه الجزيرة. وتعد تلك الحرب الوحشية من أوائل حروب العصابات في التاريخ الغربي الحديث. واستمر الجيش الإسباني ورجال العصابات في ضرب خطوط الإمداد الفرنسية عبر اسبانيا، حتى أصبحت جيوش نابليون لا تستطيع السيطرة على كامل البلاد. فالحرب سجال حيث كان ويلينغتون أمضى عدة سنوات داخل حصونه في البرتغال وشن حملات خاطفة وسريعة داخل إسبانيا. ثم بدأت الأمور تتغير لصالح إسبانيا. فبعد حملة نابليون الكارثية على روسيا بدأ باستدعاء قواته للدفاع عن فرنسا ضد تقدم الروس وغيرهم من جيوش التحالف، فعانت قواته في إسبانيا من العدد والعتاد، وجعلها في موقف دفاعي لايحسد عليه امام تقدم جيوش الإسبان والبريطانيين والبرتغال. وفي معركة فيتوريا سنة 1813 انتصرت الجيوش المتحالفة بقيادة دوق ولينغتون انتصارا حاسما على فرنسا مما أخرجها من إسبانيا. وفي سنة 1814 سقط نابليون فأطلق سراح الملك فيرناندو حيث عاد إلى إسبانيا ملكا عليها. خسارة المستعمرات في أمريكا الشمالية والجنوبية. خسرت إسبانيا جميع مستعمراتها في الأمريكتين الشمالية والجنوبية عدا كوبا وبورتوريكو، في سلسلة معقدة من الثورات في السنوات 1808-1826. فقد تضررت إسبانيا من حالة الحرب ضد بريطانيا 1798-1808، حيث استطاعت البحرية البريطانية من قطع خطوط مواصلات إسبانيا مع مستعمراتها. فتمكن التجار الأمريكيين والهولنديين من استلام زمام التعامل التجاري مع المستعمرات. وهكذا تحقق استقلال المستعمرات اقتصاديا عن اسبانيا، وخلق حكومات مؤقتة أو مجالس حكومية (Junta) ليس لها أي ارتباط مع البلد الأم. ولكن بعد هزيمة نابليون من إسبانيا سنة 1814 وعودة فيرناندو السابع إلى العرش، أرسل الملك جيوشه لإستعادة السيطرة على المستعمرات وفرض الحكم الاستبدادي. وتمكنت إسبانيا من التغلب على الانتفاضات وفرض سيطرتها في المرحلة الأولى 1809-1816. إلا أن في الجولة الثانية 1816-1825 استطاعت المستعمرات طرد الإسبان من جميع أراضيها في البر الرئيسى للأمريكتين. ولم تنل إسبانيا أي مساعدة من الدول الأوروبية، بل على العكس فبريطانيا (والولايات المتحدة) قد عملتا ضدها. وقد شهدت المستعمرات عندما كانت معزولة عن إسبانيا صراعا على السلطة بين الإسبان الذين ولدوا في إسبانيا ويلقبون "أبناء شبه الجزيرة" (peninsulares) وأولئك الذين من أصل إسباني وولدوا في إسبانيا الجديدة ويسمون "الكريول" (creoles). حيث كان الكريول نشطين في نيل الاستقلال. وقد تمكنت المستعمرات بثوراتها المتعددة من التحرر من البلد الأم. ففي سنة 1824 هزمت جيوش الجنرالين خوسيه دي سان مارتين في الأرجنتين وسيمون بوليفار في فنزويلا آخر الجيوش الإسبانية في القارة. وأتت الهزيمة الأخيرة في معركة أياكوتشو في جنوب بيرو. فبعد خروجها من الأمريكتين ضعف دور إسبانيا الدولي، فأضحت لاعب غير رئيسي في الشؤون الدولية. فاستطاعت بريطانيا التحكم في التجارة والإستثمار في مستعمرات إسبانيا السابقة، وإن حافظت إسبانيا على كوبا وبورتوريكو فقط في العالم الجديد. الرجعية والتغيير (1814–1873). على الرغم من أن مجالس إسبانيا العسكرية قد اخرجت القوات الفرنسية من إسبانيا، فقد أقسم فيرناندو السابع على الدستور الليبرالي 1812. إلا أنه وبدعم من المحافظين قد رفض ذلك الدستور. وحكم البلاد بنمط سلطوي كما آبائه وأجداده. قاربت الحكومة على الإفلاس تقريبا سنة 1819 بحيث أضحت غير قادرة على دفع رواتب جنودها. فاضطرت لبيع ولاية فلوريدا إلى الولايات المتحدة مقابل خمسة ملايين دولار، حيث أن بها عدد قليل من المستوطنين والجنود. وفي سنة 1820 ثارت في قادس حملة عسكرية كانت متوجهة إلى المستعمرات. فأعلنت الفرق العسكرية في جميع أنحاء إسبانيا تعاطفها الواضح مع متمردون بقيادة رافائيل دي رييغو مما أدى إلى رضوخ فيرناندو واضطر بقبول الدستور الليبرالي من 1812. وكان ذلك بداية الثورة البرجوازية الثانية في إسبانيا التي استمرت 1820-1823. فتم وضع فيرناندو تحت الإقامة الجبرية خلال مدة التجربة الليبرالية. خلال السنوات الثلاث المضطربة من حكم الليبراليين في الفترة من (1820-1823) حيث تميزت بمختلف المؤامرات الملكية. واعتبر الساسة الأوروبيون أن الحكومة الليبرالية تذكرهم بالكثير من حكومات الثورة الفرنسية حيث نظروا إليها نظرة عداء في مؤتمر فيرونا سنة 1822 وأعطوا فرنسا الأذن بالتدخل. فسحقت فرنسا الحكومة الليبرالية بقوة هائلة مما سمى بحملة مائة ألف من أبناء سانت لويس، وأعيد فيرناندو يحكم بملكية مطلقة في 1823. وعدت تلك المرحلة في أسبانيا بأنها نهاية للثورة البرجوازية الأسبانية الثانية. أعقب فشل الثورة البرجوازية الثانية ظهور فترة من عدم الإستقرار لعقد كامل. ولم يغيرها سوى ولادة وريث مفترض، فقد كان متوقعا أن فيرناندو سيخلفه شقيقه الدون كارلوس. إلا أنه بسبب ولادة ابنته فرض سنة 1830 مرسوم بقانون - لم تكن برغبة أخيه - يلغي القانون السالي، بحيث يمكن لإبنته ايزابيلا أن تصبح ملكة. وخوفا من أي تمرد وطني آخر فقد تحالف فيرناندو مع المحافظين، ولم يكن يرى في سياسات اخيه كارلوس الرجعية أنها خيار مجدي. أما كارلوس فخوفا من أن يطاله أذى بسبب رفضه القانون فقد فر إلى البرتغال. بعد وفاة فيرناندو في 1833 أضحت إيزابيلا الثانية ملكة إسبانيا مما أشعل الحرب الكارلية الأولى (1833-1839). وكان عمر إيزابيلا ثلاث سنوات في ذلك الوقت لذلك أعطي لوالدتها ماريا كريستينا دي بوربون الوصاية على العرش حتى بلوغ ابنتها السن القانوني. وقد غزا كارلوس الباسك في شمال اسبانيا وحظي بدعم من أصحاب الملكية المطلقة الرجعية والمحافظين. وعرفت تلك القوات بإسم "الكارليين". أما أنصار الإصلاح والقيود المفروضة على الحكم المطلق للعرش إسبانيا فقد احتشدوا وراء إيزابيلا وأمها الوصي ماريا كريستينا، وسميت تلك القوات الإصلاحية بإسم "الكريستينيون". على الرغم من المقاومة الكريستينية قد تغلبت في البداية على التمرد بنهاية 1833، وفاجأت جيوش ماريا كريستينا بطردها الجيوش الكارلية من معظم الباسك. فعين كارلوس الجنرال الباسكي توماس دي زومالاكاريغي قائدا عاما للقوات المسلحة. فأحيى زومالاكاريغي قضية الكارليين، وبحلول سنة 1835 كان قد أزاح جيوش كريستينا حتى نهر إيبرو ونقل الجيش الكارلي من فرقة محبطة إلى جيش محترف من 30,000 من النوعية المتفوقة على القوات الحكومية. بعد موت زومالاكاريغي في 1835 تدهور الوضع مع الكارليين. فقاد قوات كريستينا الجنرال القوي بالدوميرو إسبارتيرو. فقد حول انتصاره في معركة لوتشانا (1836) مجرى الحرب، وفي سنة 1839 وضعت اتفاقية فيرغارا حدا لتمرد الكارليين الأول. استغل التقدمي الجنرال إسبارتيرو شعبيته بأنه بطل حرب ولقّب ب"مصلح إسبانيا" فطالب بالاصلاحات الليبرالية من ماريا كريستينا. فالملكة الوصية التي قاومت أي فكرة من هذا القبيل فضلت الاستقالة وترك الوصاية لإسبارتيرو في 1840. وقد عارض المعتدلين إصلاحات إسبارتيرو الليبرالية، وتسببت غلظة الجنرال السابق بسلسلة من الانتفاضات متفرقة في أنحاء البلاد ومن مختلف الجهات، والتي قمعت بدموية. وأطاح به من الوصاية رامون ماريا نارفايس المعتدل سنة 1843، الذي كان ينظر إليه على أنه رجعي جدا، فبدأت فترة العشرية المعتدلة. ثم بعدها اندلعت انتفاضة كارلية أخرى وهي حرب ماتينر سنة 1846 في كاتالونيا، إلا أن تنظيمها كان سيئ جدا فتم قمعها سنة 1849. تولت الملكة إيزابيلا الثانية بدور أكثر نشاطا في الحكومة بعد بلوغها سن الرشد، لكنها حظيت بشعبية ضعيفة جدا طيلة فترة حكمها (1833-1868). فقد كان ينظر إليها على أنها مدينة بالفضل للمقربين إليها في البلاط، ويعتقد أنها قليلة الاهتمام بالشعب الأسباني. ونتيجة لذلك ظهر تمرد آخر سنة 1854 قام به الجنرال دومينغو دولسي ذغاراي وليوبولدو أودونيل. أطاحت ثورة 1854 بديكتاتورية رئيس الوزراء لويس خوسيه سارتوريوس. ونتيجة للانتفاضة الشعبية فقد نال الحزب التقدمي على تأييد واسع النطاق في أسبانيا، فجاء إلى الحكم سنة 1854. وفي سنة 1856 حاولت إيزابيلا تشكيل الاتحاد الليبرالي، وهو ائتلاف من عموم الوطنيين بقيادة ليوبولدو أودونيل، وقد سار بالفعل في مدريد في نفس العام وخلع الوزارة التالية لإسبارتيرو. فشلت خطة إيزابيلا وكلفها ذلك هيبتها تأييد الشعب لها. ولكنها في 1860 أطلقت إيزابيلا حملة ناجحة ضد المغرب وشنها الجنرالان أودونيل وخوان بريم مما مكن من تثبيت شعبيتها في أسبانيا. ولكن أتت حملة لاستعادة بيرو وشيلي خلال حرب جزر تشينتشا (1864-1866) بالكارثة لإسبانيا، فعانت الهزيمة أمام قوى أمريكا الجنوبية التي حسمت أمرها. حاول الجنرال خوان بريم القيام بثورة سنة 1866 ولكنها قمعت، ولكن نجحت ثورة اخرى في 1868 وعرفت بإسم الثورة المجيدة قادها الجنرالان التقدميان فرانسيسكو سيرانو وخوان بريم ضد الملكة إيزابيلا وهزما جنرالاتها المعتدلان في معركة ألكوليا (1868). أدى نجاح تلك الثورة إلى نفي الملكة إيزابيلا إلى باريس. تلت تلك الثورة عامين من الفوضى، حتى سنة 1870 عندما أعلن البرلمان أن إسبانيا تريد لها ملكا. فتم اختيار أماديوس من سافوي، الابن الثاني لملك إيطاليا فيتوريو إمانويلي الثاني، فتوج حسب الأصول ملكا لإسبانيا في السنة التالية. فأدى أماديو الليبرالي يمين القسم على دستور ليبرالي أصدره البرلمان (الكورتيس). إلا أن حكمه واجه على الفور مهمة لا تطاق من تداخل الأيديولوجيات السياسية المتباينة في أسبانيا على طاولة واحدة. وقد ابتليت البلاد بفتنة داخلية، وليست بين الإسبان فقط ولكن بين الأحزاب الإسبانية. الجمهورية الإسبانية الأولى (1873–74). بعد قضية هيدالغو وتمرد الجيش، أعلن أماديو في خطاب شهير أن شعب إسبانيا غير قابل للحكم فتنازل عن العرش وغادر البلاد (11 فبراير 1873). وبعد خروجه شكّل الراديكاليون والجمهوريين حكومة أعلنت بموجبها جمهورية إسبانيا. فأضحت تلك الجمهورية الأولى (1873-74) محاصرة من جميع الجهات. فالكارليين كانوا التهديد الأكثر إلحاحا، فبعد النتائج الهزيلة لهم في انتخابات 1872 اعلنوا تمردهم على الدولة. وظهرت دعوات لثورة اشتراكية من جمعية العمال الدولية، وأيضا خرجت ثورات واضطرابات في منطقتي نافار وكاتالونيا المتمتعتين بالحكم الذاتي، كما تعرضت الجمهورية الوليدة للضغط من الكنيسة الكاثوليكية ضد حكمها. عودة الملكية (1874–1931). عهد ألفونسو الثاني عشر ووصاية ماريا كريستينا. بالرغم من أن الملكة إيزابيل الثانية ملكة إسبانيا السابقة لا تزال على قيد الحياة وانها اقرت بترددها طويلا بالتخلي عن الحكم، إلا أنها بالآخر تنازلت لصالح ابنها ألفونسو سنة 1870. وقد توج ألفونسو الثاني عشر تتويجا لائقا له في 28 ديسمبر 1874 بعد عودته من المنفى. حيث أبدى الإسبان بعد الاضطرابات التي صاحبت الجمهورية الإسبانية الأولى استعدادهم بقبول حكم بوربون لاستقرار بلادهم. وأعلنت جيوش جمهورية إسبانيا بقيادة العميد مارتينيث كامبوس -التي كانت تحارب تمرد كارليين- ولائها لألفونسو في شتاء 1874-1875 فحل الجمهورية وعين أنطونيو كانوباس ديل كاستيو وهو مستشار موثوق عند الملك رئيسا للوزراء في ليلة رأس سنة 1874. تمكن الملك الجديد من اخماد تمرد كارليين بقوة حيث لعب دورا نشطا في الحرب مما أكسبه دعم معظم مواطنيه بسرعة. تم إنشاء نظام تداول السلطة في إسبانيا بين الليبراليين بقيادة براخسيدس ماتيو ساغستا والمحافظين بقيادة أنطونيو كانوباس ديل كاستيو بالتناوب للسيطرة على الحكومة. وقد استعادت اسبانيا نوعا من الاستقرار والتقدم الاقتصادي خلال حكم ألفونسو الثاني عشر (1874-1885) إلا أن هذا التقدم الذي أحرزه قد توقف عند موته المفاجئ في سن ال 28. استمرت الملكية الدستورية في عهد ألفونسو الثالث عشر. حيث ولد بعد وفاة أبيه وأعلن ملكا على إسبانيا بعيد ولادته. ومع ذلك، فقد أضحت الحكومة مزعزعة بسبب وفاة ألفونسو الثاني عشر المفاجئة في 1885، وتلى ذلك اغتيال رئيس الوزراء أنطونيو كانوفاس ديل كاستيلو سنة 1897. كارثة 1898. ثارت كوبا ضد إسبانيا في حرب السنوات العشر التي اندلعت في 1868، فوجدت الحكومة الإسبانية نفسها متورطة في حملة صعبة ضد تمرد الأهالي. وعلى عكس سانتو دومينغو فقد انتصرت أسبانيا في البداية الصراع، بعد أن تعلمت دروس حرب العصابات جيدًا بما يكفي لهزيمة هذا التمرد. ولكن كان تهدئة الجزيرة مؤقتًا. فأدى ذلك إلى إلغاء الرق في مستعمرات إسبانيا في العالم الجديد. وقد توترت العلاقات بين إسبانيا والولايات المتحدة بسبب تأثر مصالح التجارية للأخيرة في الجزيرة إلى جانب مخاوفها المتعلقة بشعب كوبا. وقد أشعل انفجار السفينة يو اس اس مين الحرب الإسبانية الأمريكية سنة 1898 والتي بسببها حلت الكارثة بإسبانيا. ونالت فيها كوبا استقلالها ففقدت اسبانيا مستعمراتها المتبقية في العالم الجديد وهى بورتوريكو التي تنازلت مع غوام والفلبين إلى الولايات المتحدة بمبلغ 20 مليون دولار. ثم باعت في 1899 جزر المحيط الهادئ المتبقية - جزر ماريانا الشمالية وجزر كارولين وبالاو - إلى ألمانيا وقللت ممتلكاتها الاستعمارية إلى فقط المغرب الإسباني والصحراء الإسبانية وغينيا الإسبانية وكلها في أفريقيا. خلقت كارثة 1898 جيلا سمي بجيل 98 وهي مجموعة من رجال الدولة والمثقفين الذين طالبوا بتغيير ليبرالي للحكومة الجديدة، إلا أن كلا من الفوضوية اليسارية والفاشية اليمينية نمت بسرعة في إسبانيا أوائل القرن 20. وقد قمعت ثورة بقسوة ودموية في كاتالونيا سنة 1909. وادعى جنسن (1999) بأن هزيمة 1898 دفعت بالعديد من ضباط الجيش بالتخلي عن الليبرالية التي كانت قوية في السلك العسكري واتجهوا نحو اليمين. وكذلك فسروا انتصار أمريكا سنة 1898 وانتصار اليابان ضد روسيا في 1905 بأنه دليل على مدى أهمية قوة الإرادة والقيم الأخلاقية على التكنولوجيا. وقال جنسن بأنه على مدى العقود الثلاثة التالية شكلت تلك القيم آفاق ومستقبل فرانسيسكو فرانكو والفلانجيين الآخرين. أزمة نظام عودة البوربون (1913–1931). وشهد حكم ألفونسو الثالث عشر (1886-1931) الحرب الإسبانية الأمريكية. وجرت في عهده "الحرب العظمى" في أوروبا (المعروفة الآن بالحرب العالمية الأولى 1914-1818)، وقد حافظت إسبانيا على الحياد طوال فترة الحرب، مما سمح لها بأن تصبح موردا لكلا طرفي الحرب، مما دفع بطفرة اقتصادية في إسبانيا. ثم أتت جائحة الأنفلونزا المعروفة بإسم بالإنفلونزا الإسبانية (1918-1919)؛ ثم أتى التباطؤ الاقتصادي الكبير مابعد الحرب، فضرب إسبانيا بشدة، وواجهت البلاد ديوناً. تم قمع إضراب العمال الرئيسي سنة 1919. أدت السياسات الاستعمارية الإسبانية في المغرب الإسباني إلى اندلاع حروب الريف في المغرب (1920-1926). فسيطر المتمردون على معظم المنطقة باستثناء جيبتي سبتة ومليلية سنة 1921. وقد بدأ نظام تداول السلطة السلمي في الانهيار في السنوات الأخيرة من الفترة الدستورية لعهد ألفونسو الثالث عشر، مع تفكك الأحزاب الحاكمة وتشظيها إلى فصائل: واجه المحافظون انشقاقًا بين اتباع إدواردو داتو ومورا ودي سيرفا. انقسم المعسكر الليبرالي إلى أتباع التيار الليبراليين الرئيسيين للكونت رومانونس وأتباع مانويل غارسيا برييتو. وشهد عهده أيضا صعود ديكتاتورية الجنرال ميغيل بريمو دي ريفيرا الذي سيطر على الحكومة بانقلاب عسكري سنة 1923، وأصبح الدكتاتور بدعم من الملك رئيسا للوزراء لسبع سنوات (1923-1930). فوعد الديكتاتور بإصلاح البلاد بسرعة وعودة الانتخابات في أقرب وقت. لقد كان يعتقد اعتقادا راسخا أن السياسيين هم الذين دمروا إسبانيا وأن الحكم من دونهم يستطيع تجديد الأمة. وكان شعاره "البلد والدين والملكية". فتمكن بمساعدة فرنسا من احراز نصر عسكري حاسم في المغرب (1925-1926). وكلفت الحرب التي استمرت منذ 1917 إسبانيا 800 مليون دولار. كانت أواخر العشرينات من القرن العشرين مزدهرة حتى اندلاع الكساد العظيم سنة 1929 الذي تسببه انهيار وول ستريت (1929) في تعميق الصعوبات الاقتصادية في إسبانيا. فأجبر الإفلاس أوائل سنة 1930 وانهيار شعبية الملك إلى إزاحة بريمو دي ريفيرا. فصوّر المؤرخون أنه كان ديكتاتورًا مثاليًا لكنه غير كفء، ولم يفهم الحكومة وافتقر إلى أفكار واضحة وأظهر ضعف بالفطنة السياسية. لم يستشر أحدًا ولديه فريق عمل ضعيف وأصدر تصريحات غريبة متكررة. لقد بدأ بدعم واسع جدًا لكنه فقد كل الدعم حتى تخلى عنه الجيش. أدت تكرار أخطائه إلى تشويه سمعة الملك وتدمير الملكية، ومع تصاعد التوتر الاجتماعي. عين الملك الجنرال داماسو بيرنجير ليحل محل بريمو دي ريفيرا ولكنه لم يتمكن من فعل شيء فاستبدل بالأميرال خوان باتيستا أثنار في فبراير 1931. ففقد الناخبون الحضريون ثقتهم في الملك وصوتوا لصالح الأحزاب الجمهورية في الانتخابات البلدية التي جرت في أبريل 1931 فيما اعتبر أنه استفتاء على الحكم الملكي. ففاز الجمهوريون ومعادو الكنيسة بأغلبية الأصوات. فاضطر ألفونسو الثالث عشر لمغادرة البلد استجابة لإعلان الجمهورية الإسبانية الثانية، على الرغم من أنه رفض التنازل. الجمهورية الإسبانية الثانية (1931–1936). أضحت الأيديولوجيات السياسية مستقطبة بقوة، حيث رأى كل من اليمين واليسار أن هناك مؤامرات شريرة من الجانب الآخر ولابد من وقفها. كانت القضية المحورية هي دور الكنيسة الكاثوليكية التي اعتبرها اليسار العدو الرئيسي للحداثة والشعب الإسباني، بينما رآها اليمين حامية للقيم الإسبانية لاتقدر بثمن. في ظل الجمهورية الإسبانية الثانية سُمح للمرأة بالتصويت في الانتخابات العامة لأول مرة. ومنحت الجمهورية حكمًا ذاتيًا كبيرًا لكاتالونيا، ولفترة وجيزة من وقت الحرب إلى أقاليم الباسك. ترأس يسار الوسط نيكيتو ألكالا زامورا ومانويل أثانيا الحكومة الأولى للجمهورية. إلا أن الاضطرابات الاقتصادية والديون الضخمة والائتلافات الحاكمة المتغيرة بسرعة أدت إلى تصاعد العنف السياسي ومحاولة الانقلابات من اليمين واليسار. وفي سنة 1933 فاز الاتحاد الإسباني لليمين المستقل (CEDA) اليميني بمساعدة من الأصوات الكاثوليكية. فاندلعت اعمال شغب عمالية مسلحة في أكتوبر 1934، ووصل حده الأقصى في أستورياس وكاتالونيا، وقمعتها حكومة سيدا بقوة. هذا بدوره ألهب جميع أطياف الحركات السياسية في إسبانيا، بما في ذلك الحركة الفوضوية والجماعات الرجعية والفاشية الجديدة بالإضافة إلى فلانخي الإسبانية وماتبقى من الحركة الكارلية. الحرب الأهلية الإسبانية. بدأت الحرب الأهلية الإسبانية بانقلاب عسكري في 17-18 يوليو 1936 ضد الحكومة الجمهورية. وكان هدف الانقلاب هو منع الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي أجرتها الحكومة الجديدة، قد تم التخطيط له بعناية منذ هزيمة اليمين الانتخابي في انتخابات فبراير 1936. فشل الانقلاب في كل مكان عدا في القلب الكاثوليكي (غاليسيا وقشتالة القديمة ونافارا) ونجح أيضا في المغرب وسرقسطة وإشبيلية وأوفييدو، بينما بقيت بقية البلاد موالية للجمهورية، بما فيها المدن الصناعية الرئيسية (مدريد وبرشلونة وفالنسيا وبلباو)، حيث سُحِق الانقلابيين مع العمل المشترك بين العمال والفلاحين. توجهت الجمهورية إلى الديمقراطيات الغربية للحصول على المساعدة، ولكن بعد التزام سابق لرئيس الوزراء الفرنسي ليون بلوم بتقديم المساعدة، إلا أنه تراجع في 25 يوليو، بسبب الانقسام الداخلي داخل بلاده، وتدخل المعارضة البريطانية. وكان تعاطف المملكة المتحدة المكنون مع فصيل المتمردين. تمتعت الجبهة المتمردة بدعم عسكري مباشر من إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية، وكذلك الدعم المسبق للبرتغال السلازارية، القاعدة التي انطلق منها قائد التمرد خوسي سانخورخو. باع الاتحاد السوفيتي أسلحة للفصيل الجمهوري، بينما قدم المتعاطفون اليسار من جميع أنحاء العالم إلى إسبانيا للقتال تحت علم الألوية الدولية التي أنشأتها الشيوعية الدولية. أصبح الصراع ساحة معركة أيديولوجية عالمية حرضت اليسار والعديد من الليبراليين ضد الكاثوليك والمحافظين. كان هناك تراجع في النزعة السلمية في جميع أنحاء العالم وشعور متزايد بأن حربًا عالمية أخرى على الأبواب، وأن الأمر يستحق القتال من أجله. التوازن السياسي والعسكري. في ثلاثينيات القرن الماضي كانت السياسة الإسبانية مستقطبة من أقصى اليسار واليمين للطيف السياسي. فضل اليسار الصراع الطبقي، وإصلاح الأراضي للإطاحة بملاك الأراضي والحكم الذاتي للمناطق وتدمير الكنيسة الكاثوليكية. بينما الجماعات اليمينية وأكبرها تحالف CEDA الكاثوليكي تؤمن بالتقاليد والاستقرار والتسلسل الهرمي. كان الدين هو الخط الفاصل الرئيسي بين اليمين واليسار، ولكن كانت هناك اختلافات إقليمية. كان الباسك كاثوليكيين متدينين، لكنهم أعطوا أولوية عالية للحكم الذاتي الإقليمي. عرض اليسار صفقة أفضل لذا قاتلوا مع الجمهوريين في 1936-1937. في سنة 1937 انسحبوا من الحرب. انتقلت الحكومة الجمهورية الإسبانية إلى فالنسيا هربًا من مدريد التي كانت تحت حصار القوميين. كان لديها بعض القوة العسكرية في القوات الجوية والبحرية، لكنها فقدت كل الجيش النظامي تقريبًا. بعد فتح الترسانات لإعطاء البنادق والمدافع الرشاشة والمدفعية للميليشيات المحلية، لم يكن لديها سيطرة تذكر على القوات البرية الموالية. أثبتت الدبلوماسية الجمهورية عدم فعاليتها، مع وجود حليفين مفيدين فقط، هما الاتحاد السوفيتي والمكسيك. ووافقت بريطانيا وفرنسا و 27 دولة أخرى على حظر أسلحة على إسبانيا، ووافقت الولايات المتحدة على ذلك. وقعت ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية على ذلك الاتفاق، لكنهما تجاهلتهما وأرسلتا الإمدادات والمساعدة الحيوية، بما في ذلك قوة جوية فيلق الكندور تحت القيادة الألمانية. وصل عشرات الآلاف من الإيطاليين تحت القيادة الإيطالية. دعمت البرتغال القوميين، وسمحت بإعادة شحن الإمدادات إلى قوات فرانكو. باع السوفييت الدبابات والأسلحة الأخرى مقابل الذهب الإسباني، وأرسلوا ضباطًا مدربين جيدًا ومفوضين سياسيين. نظمت تعبئة عشرات الآلاف من المتطوعين الشيوعيين في الغالب من جميع أنحاء العالم الذين شكلوا الألوية الدولية. في انتخابات 1936 اتحد اليسار في الجبهة الشعبية ونجح في الانتخابات. ولكن هذا التحالف الذي هيمن عليه يسار الوسط قوضته المجموعات الثورية مثل الاتحاد الوطني للعمل (CNT) و الاتحاد الأيبيري اللاسلطوي (FAI) الأناركيتين وكذلك الجماعات المناهضة للديمقراطية من اليمين المتطرف مثل الفلانخي والكارلية. وكان العنف السياسي قد بدأ قبلها بسنوات. كانت هناك اشتباكات حول الإضرابات. بدأ العمال الذين لا يملكون أرضًا بالاستيلاء على الأراضي الزراعية، وقتل القساوسة وكهنة الكنيسة وأحرقت الكنائس. على الجانب الآخر اغتالت الميليشيات اليمينية (مثل الفلانخي) والمسلحين الذين استأجرهم أرباب العمل نشطاء اليسار. لم تولد الديمقراطية الجمهورية بتوافق الآراء أو الثقة المتبادلة بين المجموعات السياسية المختلفة التي كانت بحاجة إليها للعمل بسلام. ونتيجة لذلك بدأت البلاد بالانزلاق نحو حرب أهلية. بدأ الجناح اليميني للبلاد وشخصيات رفيعة المستوى في الجيش التخطيط للانقلاب، وعندما أطلقت الشرطة الجمهورية النار على البرلماني الفلانخي خوسيه كالفو سوتيلو، كانت شرارة البدء بالانقلاب بينما كانت قيادة الجمهورية مشوشة وخاملة. اندلاع الحرب. انتصر القوميون بالحرب بقيادة الجنرال فرانكو، وناقش المؤرخون الأسباب. فقد كان القوميون متحدين وتحت قيادة أفضل بكثير من الجمهوريين، الذين تنازعوا وتقاتلوا فيما بينهم وليست لديهم استراتيجية عسكرية واضحة. فمال الجيش نحو القوميين، لكنه كان مجهزًا تجهيزًا سيئًا للغاية - لم تكن لديهم دبابات ولا طائرات حديثة. ودعمت البحرية الصغيرة الجمهوريين، لكن جيشهم كان عبارة من مجندين خام يفتقرون إلى المعدات والضباط والرقباء المهرة. أما القوميين فلديهم كبار الضباط المدربين تدريبا أفضل وهم أكثر دراية بالتكتيكات الحديثة من الجمهوريين. في 17 يوليو 1936 أحضر الجنرال فرانسيسكو فرانكو الجيش الاستعماري المتمركز في محمية المغرب إلى البر الإسباني، في حين تحركت قوة أخرى من الشمال بقيادة الجنرال مولا جنوبًا من نافارا. أما قائد المتمردين فكان الجنرال سانخورخو الذي كان في المنفى في البرتغال فقد قتل في حادث تحطم طائرته أثناء نقله للانضمام إلى القادة العسكريين الآخرين. كما تم حشد الوحدات العسكرية في أماكن أخرى لتولي المؤسسات الحكومية. كان فرانكو ينوي الاستيلاء على السلطة على الفور، لكن المقاومة الناجحة من قبل الجمهوريين في المراكز الرئيسية في مدريد وبرشلونة وفالنسيا والباسك ونقاط أخرى تعني أن إسبانيا واجهت حربًا أهلية طويلة. بحلول 1937 كان جزء كبير من الجنوب والغرب تحت سيطرة القوميين، الذين كان جيشهم الأفريقي القوة الأكثر احترافًا المتاحة لأي من الجانبين. حصل الجانبان على مساعدات عسكرية أجنبية: القوميون من ألمانيا النازية وإيطاليا، بينما كان الجمهوريون مدعومين من متطوعين يساريين متطرفين من الاتحاد السوفياتي. كان حصار ألكازار في طليطلة في بداية الحرب نقطة تحول، حيث نجح القوميون في المقاومة بعد حصار طويل. بالمقابل تمكن الجمهوريون من الصمود في مدريد بعد هجوم القوميين في نوفمبر 1936، وأحبطوا الهجمات التالية ضدهم في جاراما وغوادالاخارا سنة 1937. وسرعان ما بدأ القوميون بالتمدد في أراضيهم وتجويع مدريد والتقدم شرقا وشمالا، حيث سقطت الباسك في أواخر 1937 وانهارت جبهة أراغون بعدها بوقت قصير. ربما كان قصف غرنيكا بعد ظهر يوم 26 أبريل 1937 - وهي مهمة استخدمت لتكون اختبار لفيلق الكندور لوفتفافه الألماني - أكثر الأحداث شهرة في الحرب وألهمت لوحة بيكاسو. كانت معركة إبرو في يوليو ونوفمبر 1938 هي المحاولة الأخيرة اليائسة من قبل الجمهوريين لتحويل مسار الحرب. عندما فشل هذا سقطت برشلونة بيد القوميين أوائل 1939، كان من الواضح أن الحرب قد انتهت. فانهارت الجبهات الجمهورية المتبقية، مع اندلاع حرب أهلية داخل اليسار، حيث قام الجمهوريون بقمع الشيوعيين. ثم سقطت مدريد في مارس 1939. كلفت الحرب مابين 300 ألف ومليون قتيل. وانتهت بانهيار كامل للجمهورية واستلام فرانسيسكو فرانكو زمام الحكم ديكتاتور لإسبانيا. ثم دمج فرانكو جميع الأحزاب اليمينية في حزب فاشي أعيد تشكيله الفلانخي وحظر الأحزاب اليسارية والجمهوريانية والنقابات العمالية. وأضحت الكنيسة أقوى كما كانت عليه منذ قرون. كانت إدارة الحرب وحشية من كلا الجانبين، حيث جرت مذابح واسعة النطاق للمدنيين والسجناء. وبعد الحرب سجن الآلاف من الجمهوريين وأعدم ما يصل إلى 150 ألف شخص بين 1939 و 1943. وفر حوالي 500 ألف لاجئ إلى فرنسا، حيث بقوا في المنفى لسنوات أو عقود. الانتقال الديمقراطي. في الثاني والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1975 أعلن خوان كارلوس ملك لإسبانيا بعد موت فرانسيسكو فرانكو، وفي رسالته الأولى إلى الأمة أبدى أفكاره الداعية لإعادة الديمقراطية للبلاد. حسب الدستور المعدل عام 1978 أصبحت إسبانيا دولة قانون اجتماعية وديمقراطية تحت نظام ملكي برلماني. قبل ذلك كانت تحت حكم شمولي تحت حكم فرانكو. الملك منصبه فخري ورئيس الوزراء هو الحاكم الفعلي للبلاد. البرلمان الإسباني (Cortes Generales) مقسم إلى مجلسين واحد للأعيان (Senado) وعدد أعضاءه يبلغ 259 عينا وآخر للنواب (Congreso de los Diputados) وعدد أعضاءه يبلغ 350 نائبا. ينتخب الأخير مباشرة من الشعب كل 4 سنوات، بينما يعين 51 عضو من مجلس الأعيان وينتخب الباقون من الشعب أيضًا. رئيس الوزراء والوزراء يتم تعيينهم من قبل البرلمان اعتمادًا على نتائج الانتخابات النيابية. أهم الأحزاب الإسبانية: الهندسة الوصفية هي علم يبحث طرق تمثيل الأجسام الهندسية المختلفة على سطح مستوي مثل سطح ورقة الرسم (أو على شاشة الحاسوب). وكما يقول غاسبار مونج "الغرض الأساسي للهندسة الوصفية هو الإظهار بدقة أشكال ثلاثية الأبعاد بواسطة رسومات ثنائية الأبعاد الخاضعة لتعريفات صارمة". ،في تعريف مونج يوجد أيضا هدف ثاني وهو "استخلاص من الوصف الدقيق للمجسمات كل ما يليها من شكل ومواضع، وبهذا المعنى، الهندسة الوصفية هي وسيلة بحث للحقيقة العلمية وتعطي أمثلة على الانتقال الدائم من المعروف إلى المجهول". تعتبر فرع من فروع الهندسة التركيبية (Synthetic geometry)، أي تبحث من خلال طرق الإسقاط المختلفة (مركزية،موازية)، بيان العلاقات الهندسية بين كل من النقاط والخطوط والمستويات والحجوم في الفراغ، بهدف الوصول، من خلال البحث العلمي المستمر، إلى نتائج وإجراءات هندسية تمكن، المصمم من عمل ما يلي: ويعتمد علم الهندسة الوصفية، كنقطة انطلاق، على مبادئ الهندسة الإسقاطية بكافة نظرياتها وقواعدها المعروفة. مقدمة. علم الهندسة هو أحد فروع الرياضيات الذي يعتنى بدراسة الخواص المترية للخطوط والسطوح من أطوال وزوايا ومساحات وحجوم وكذلك الخواص غير المترية أو الخواص الإسقاطية وهي الخواص التي لا تعتمد على ألاطوال والزوايا ولا تتغير بالإسقاط مثل درجة المنحنى والنسبة المضاعفة وغيرهما وتتشعب تصنيفات الجيومترى إلى عدة شعب فمن حيث أسلوب التمثيل تنقسم إلى الهندسة البيانية التي تضم الهندسة الوصفية وغيرها والهندسة التحليلية التي تضم الهندسة التفاضلية والهندسة الحسابية وغيرها ومن حيث موضوع التمثيل إلى الهندسة المستوية والهندسة الفراغية كما تنتمى الهندسة الاسقاطية وعلم الطوبولوجى إلى الجيومترى. في كل من الهندسة الفراغية والتحليلية والتفاضلية و الحسابية يتم التعبير عن الخطوط والسطوح وما يتعلق بهما من مسائل بعلاقات ومعادلات رياضية. أما في الهندسة الوصفية فيتم تمثيل هذه الخطوط والسطوح بالطرق البيانية حيث تكون وسيلة التمثيل في هذه الحالة هي طرق الإسقاط المختلفة، لذا فإن طريقة التمثيل في الهندسة الوصفية تكون برسم مساقط للخطوط والسطوح على اسطح إسقاط أو أسطوانية أو كروية وتبعا لطريقة الإسقاط ونوع سطح الإسقاط فان هذه المساقط تعبر تعبيرا كاملا عن طريق هذه المساقط وكذلك تعيين أبعادها في الفراغ كما أن كثير من المسائل الرياضية المتعلقة بهذه الخطوط والسطوح يكون حلها أحيانا أيسر وأسرع إذا استخدمت الهندسة الوصفية بدلا من الرياضيات التقليدية وبجانب هذا فان الهندسة الوصفية تساعد على تنميه ملكه التصور والتخيل والتفكير الرياضي المنطقي ولها استخدامات عمليه كثيره فنجد أنها تستخدم في رسم الصور المنظورة والظلال التي تضيف على الرسومات المعمارية طابعا يجعلها اقرب إلى الطبيعة كما تستخدم في حل بعض مسائل الفلك والميكانيكا وينتفع بنظرياتها في الفوتوجرامترى وعمل الخرائط الجغرافيا والطبوغرافيا اللازمة للمهندس ألمدني في تخطيط مشاريعه من ترع ومصارف وجسور الخ كما تستخدم أيضا في تصميم الآليات الفراغية الميكانيكية وتعيين سرعتها وعجلاتها وتستخدم في الهندسة البحرية وهندسة الطيران في تصميم هياكل السفن والطائرات وتحديد ما يعرف بخطوط المياه وخطوط القطاعات الطولية لجانب السفينة أو الطائرة. و مع ازدياد استخدام الحاسب الآلي في التصميم الهندسي ازدادت أهمية الهندسة الوصفية وأصبح يعقد لها مؤتمرات عالميه للوقوف على طرق استخدامها على الحاسب الآلي في شتى فروع الهندسة فنجد أنها تستخدم بجانب الهندسة الحسابية في تصميم وتطوير البرامج المعروفة باسم كاد كما تستخدم في تصميم برامج الحاسب الآلي التي تحلل حركه نقطه في الفراغ وسط مجموعة من العوائق حيث يدخل هذا التحليل في تصميم الإنسان الألى المستخدم حاليا في معظم مصانع السيارات. ويرجع الفضل في وضع أساس ونظريات علم الهندسة الوصفية إلى العالم الرياضي الفرنسي غاسبار مونج (1764 - 1818) الذي جمع الأسس والنظريات في كتابه المشهور الذي نشر سنة 1779 وهو بعنوان Essais sur la Géométrie Descriptive (اختبارات على الهندسة الوصفية) تاريخ. منذ الحضارات القديمة في مصر، قد تجلى من الرسومات الهليلجيه في القبور، الاستخدام الصحيح للإسقاطات المتعامدة. في القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول بعد الميلاد فيتروفيو (Vitruvius)، في كتبة ،بعنوان دي اركيتيتورا De architectura ،استخدمت المساقط الرأسية والعمودية في رسوم المباني والمصانع ولقبت إكونوكرافيا وأورتوكرافيا (iconography and orthography). في وقت لاحق ياكوبو باروتسو (Jacopo Barozzi) في عملة:"الخمس عناصر للهندسة المعمارية" (five orders of architecture) أستعملت المساقط العمودية التي تشبه طريقة غاسبر مونج (Gaspard Monge). خلال الفترة نفسها، ألبريخت دويرر (1471-1528- Albrecht Dürer) عمل رسوم واجراءات تتعلق بالقطع المخروطية، كقطاعات مستوية للمخروط وعمق أيضا دراسة المنظور (perspective). في 1600 العلماء غوارينو غواريني (Guarino Guarini) وجيرارد ديساركس (Girard Desargues) قد وضعوا أسس الهندسة الوصفية" كما سميت من قبل الباحث الفرنسي غاسبار مونج (Gaspard Monge 1746- 1818). في 1700 نشر كتاب "الهندسة الوصفية" التي تطرح فيها القواعد الأساسية لهذا العلم الجديد. القواعد التي تهدف، قبل كل شيء، ان تمثل على نفس المستوي الاشياء ثلاثية الابعاد. في الوقت الحاضر الهندسة الوصفية تشمل الهندسة الاسقاطية (projective geometry). التي أهم نتائجها دُرست من قبل العالم جان فيكتور بونسيليت (Jean Victor Poncelet 1788-1867) تلميذ غاسبار مونج. الهندسة السقاطية عرضت مفهوم هندسي جديد تتعلق باالهيئة الانهائية (النقطة الانهائية، الخط الانهائي والمستوى الانهائي). هذا يؤدي إلى وجود اختلاف كبير مع القاعدة الخامسة لهندسة إقليدس (325 ق.م - 265 ق.م)، في حين ان النسبة المتبقية من قواعد ارشميدس تبقى صحيحة. تخصصات الرسم. الرسم هو الوسيلة التي يستخدمها المهندس لتكوين وتواصل المشروع المعماري. ليس الرسم الناتج من بديهية وخبرة فنان ماهر، لأن المهندس المعماري لا يهتم فقط بجماليات المبنى، بل أيضاً بالتحقق من الشكل والمقاس والمواصفات التقنية، وبصفات أخرى كثيرة. والتي يمكن تلخيصها بالمصطلح التحكم المتري والإدراكي. على وجه الخصوص، من خلال استخدام الهندسة الوصفية، يمارس المهندس كيفية إنشاء النماذج الرسومية للأشكال في الفراغ ثلاثي الأبعاد ويدرس خصائصها الهندسية. لتنفيذ رسومات المشروع، يحتاج المهندس أولا إلى مهارته في الرسم الحر، ولكن يجب أيضا ترجمة بديهية وتلقائية الرسم الحر إلى مخططات دقيقة، والتي يمكن رسمها بالمسطرة والفرجار وغيرها من أدوات الرسم التقني. من بين هذه الأدوات منذ أواخر الثمانينات تم ادخال الكمبيوتر، والذي يستخدم الآن على نطاق واسع ويسمح ليس فقط بالرسم ثنائي الأبعاد، بل أيضا بنمذجة مجسمات افتراضية ثلاثية الأبعاد. بدون هذه الأداة، لم يكن من الممكن انجاز الكثير من المشاريع المعمارية الجريئة في السنوات الأخيرة. ونستنتج من ذلك أن تدريس الرسم في كلية الهندسة المعمارية، يجب أن يدمج المقررات التالية: هذه التخصصات تساهم جميعها في تشكيل فكر طالب العمارة في السنوات الدراسية الأولى، وإعطائه القدرة على تصميم الفراغات المعمارية المثيرة للاهتمام في السنوات اللاحقة. = أساليب الهندسة الوصفية = أساليب الهندسة الوصفية (من منظور ،الاسقاط المزدوج العمودي (Monge method) والاسقاط الاكسونومتري (axonometry) تقوم أساسا على عمليتين أساسيتين :الاسقاط والتقاطع. أساليب الهندسة الوصفية تصنف، بصفة عامة، وفقا لطبيعة مركز الإسقاط "م". عندما "م" تكون نقطة نهائية (على مسافة محدودة)، ألإسقاط يُسمى، إسقاط مركزي (أو منظور) ويُسمى إسقاط متوازي ( عمودي )، عندما م تكون نقطة لانهائية (على مسافة لانهائية). مفاهيم. بعض المفاهيم الأساسية للهندسة الوصفية هي : L هو الحرف الثاني عشر من حروف الأبجدية اللاتينية. وينطق في الإنجليزية (إل). M \ إم \ الحرف الثالث عشر من الأبجدية اللاتينية. التاريخ. أتى الحرف من الحرف الفينيقي ميم وذلك من خلال الحرف اليوناني مو N \ إن \ الحرف الرابع عشر من الأبجدية اللاتينية. كو (يقرأ باللاتينية: ) الحرف السابع عشر من الأبجدية اللاتينية. S \ إس \ هو الحرف التاسع عشر من الأبجدية اللاتينية. Z \ دزيتا \ الحرف السادس والعشرون من الأبجدية اللاتينية. Y \ أي غريكا \ إبسلن \ واي بالإنكليزية "واي" وبالألمانية "إبسلن"، الحرف الخامس والعشرون من الأبجدية اللاتينية. W \ أو دبلكس \، بالإنكليزية "دبليو"، الحرف الثالث والعشرون من الأبجدية اللاتينية. U \ أو \ الحرف الحادي والعشرون من الأبجدية اللاتينية. و"U" باللغة الأمازيغية هو ":" V (\ وي \، أو \ أو كنسوننس \) الحرف الثاني والعشرون من الأبجدية اللاتينية. ليس ثم حرف مقابل للحرف V في اللغة العربية، ولكنه قد يعرب ف أو "ڤ". J (\ أي لنغا \ أو \ أي كنسوننس \) عاشرُ حروف من الأبجدية اللاتينية، ينطق "جي" ويقابله حرف الجيم بالعربية. جيمستاون في ولاية فرجينيا ، كانت مستوطنة في مستعمرة فيرجينيا البريطانية. تأسست في 14 مايو سنة 1607 (تحت اسم جيمسفورت ) علي يد شركة لندن و تعد أول مستعمرة بريطانية دائمة في أمريكا الشمالية بعد عدة محاولات سابقة فاشلة مثل مستعمرة روانوك. ظلت جيمستاون عاصمة لمستعمرة فيرجينيا لمدة 83 سنة من عام 1616 و حتى عام 1699. في غضون عام من إنشائها قامت شركة لندن باستجلاب مهاجرين من بولندا و هولندا لتنميتها. و في عام 1619 تم استجلاب بعض العبيد الأفارقة. تزعم برمودا، المستعمرة الثانية لشركة لندن، أنها تحتوي على أقدم "مدينة" في العالم الجديد الإنجليزي، حيث أسست مدينة سانت جورج في برمودا عام 1612، حين كانت تسمي لندن الجديدة. بينما تحولت جيمستاون إلى مدينة في عام 1619. و في عام 1699 انتقلت العاصمة من جيمستاون إلى حيث توجد اليوم مدينة ويليامسبيرج في ولاية فيرجينيا، و لم تعد جيمستاون موجودة إلا كموقع أثري إلي اليوم. وهي بالألمانية Schlesische Oberlausitz وهي امتداد لولاية سكسونيا في ألمانيا وتضم جزءً صغيراً في بولندا ويتكلم أهلها الألمانية باللهجة السلافية ويتكلمون البولندية. لطيفة الفهد السالم الصباح (1937 )؛ رئيسة لجنة شئون المرأة التابعة لمجلس الوزراء في الكويت، هي زوجة أمير الكويت الرابع عشر الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، وهي ابنه الشيخ فهد السالم الصباح. الأسرة. متزوجة من الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، ولديهما: الشيخة حصة سعد العبد الله الصباح (4 أغسطس 1950 -)، ابنة أمير الكويت الرابع عشر الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح من زوجته الشيخة لطيفة الفهد السالم الصباح. حاصلة على ليسانس بإدارة العامة والعلوم السياسية من الجامعة الأمريكية في بيروت. ترأس الشركة الدولية لأعمال البترول International Marine Petroleum Company. كما أنها رأست قسم البحث والتطوير للخدمات الطبية في المستشفي العسكري التابع لوزارة الدفاع في الكويت وذلك حتى شهر مايو 2001. ترأس لجنة مكافحة المخدرات بالجمعية الكويتية التطوعية النسائية لخدمة المجتمع وذلك منذ عام 1995 حتى الآن. كما أنها نائبة رئيس اللجنة الكويتية لمكافحة المخدرات من شهر إبريل 1996 إلى الآن. وترأس المكتب التنفيذي للجنة الكويتية لمكافحة المخدرات منذ شهر مارس 1997 إلى الآن. كما أنها اختيرت رئيساً شرفياً للاتحاد العربي للجمعيات غير الحكومية للوقاية من الإدمان وذلك في نوفمبر 1996 إلى الآن. وهي عضو في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات منذ عام 1999، وفي الجمعية الخيرية لسراييفو، وفي المجلس الدولي لمكافحة الكحول والإدمان منذ عام 1999. كما أنها رئيسة لجنة سيدات الأعمال الكويتية منذ عام 1999 وحتى الآن. ورأست أيضاً مجلس سيدات الأعمال العرب للدورة الأولى بالاعوام 1999-2002. وأختيرت مره أخرى رئيسة لمجلس سيدات الأعمال العرب للدورة الثانية بالاعوام 2002-2006. كما أنها رأست وفد الكويت في مؤتمر المرأة والسياسة بالجمهورية التونسية في مايو 2001. كما أنها عينت مستشار بمكتب وزير الدفاع في الكويت بشهر مايو 2001 وحتى الآن. وهي ترأس المجلس النسائي العربي الأفريقي منذ سبتمبر 2002 حتى الآن. كما رأست وفد الكويت لمؤتمر قمة المرأة العربية الثانية والذي عقد في المملكة الأردنية الهاشمية في نوفمبر 2002. وكرمت أكثر من مرة من قبل عدد من المنظمات الدولية والإقليمية. في 5 أكتوبر 2012 انتخبت نائبًا لرئيس غرفة التجارة الإيطالية العربية. الجمهورية هو حوار سقراطي ألفه أفلاطون حوالي عام 380 قبل الميلاد، يتحدث عن تعريف العدالة ، والنظام، وطبيعة الدولة العادلة والإنسان العادل. الجمهورية هي المؤلف السياسي الرئيسي لأفلاطون وأسماها "كاليبوس". الدولة المثالية من وجهة نظر أفلاطون مكونة من ثلاث طبقات، طبقة اقتصادية مكونة من التجار والحرفيين، طبقة الحراس وطبقة الملوك الفلاسفة. يتم اختيار أشخاص من طبقة معينة ويتم إخضاعهم لعملية تربوية وتعليمية معينة، يتم اختيار الاشخاص الأفضل ليكونوا ملوكا فلاسفة، حيث أنهم استوعبوا المثل الموجودة في علم المثل ليخرجوا الحكمة. ربط أفلاطون طبقات المجتمع مع فضائل اجتماعية معينة، مثلا طبقة التجار والحرفيين مرتبطة بفضيلة ضبط النفس، طبقة الحراس مرتبطة بالشجاعة وطبقة الملوك الفلاسفة مرتبطة بالحكمة، وفضيلة العدالة مرتبطة بكل المجتمع، حيث دعا لفصل مهام الطبقات. وقد شبه طبقات المجتمع بالنفس حيث العاقلة المريدة والمشتهية وقد قدم أول مفهوم للشيوعية التي تخص طبقة الملوك الفلاسفة، حيث تنزع ثروتهم ويحدد لهم دخل ثابت ويمنعون من الزواج؛ لأنهم مرجعية كاملة كتشريع وقضاء وحكم. كتب أفلاطون هذا الكتاب على لسان أستاذه سقراط. تناول هذا الكتاب قضايا تخص الدول والمجتمعات الشرقية والغربية منذ فجر التاريخ الإنساني وحتى يومنا هذا. يناقش أفلاطون في بداية الكتاب فكرة العدالة، وكيف نبني دولة عادلة أو أفرادا يحبون العدالة. نظرة عامة. يقدم سقراط في المحاورات داخل الكتاب تعريفا للعادل، وهو الحكيم والصالح، ويصف المتعدي ب"الشرير والجاهل". وهو يظن أن الإنسان يميل بطبعه إلى التعدي أكثر من العدل، والدولة ينبغي لها أن تعلم الأفراد حب العدالة. ويشبه أجزاء الدولة بأجزاء الإنسان، فيقول أن الدولة تنقسم إلى: طبقة الحكام، طبقة الجيش، طبقة الصناع والعمال. ويقسم الإنسان إلى: والدولة العادلة هي التي يقوم كل فرد فيها بالعمل الخاص بطبيعته: الحاكم يحكم، الجندي يحرس، العامل يشتغل. وهكذا تكون فكرة العدالة في النفس البشرية: العقل يضبط الشهوات، العواطف تساعد العقل في عمله، كالغضب من الأعمال السيئة، والخجل من الكذب. والعدالة الاجتماعية هي جزء من العدالة الداخلية (عدالة النفس). يتساءل سقراط في المحاورات: هل نطلب القوة، أم نطلب الحق؟ وهل خير لنا أن نكون صالحين أو أن نكون أقوياء؟ ويقول سقراط في المحاورات أن الطمع وحب المزيد من الترف هي العوامل التي تدفع بعض الأشخاص للتعدي على الجيران وأخذ ممتلكاتهم، أو التزاحم على الأرض وثرواتها، وكل ذلك سيؤدي إلى الحروب. ويقول إن التجارة تنمو وتزدهر في الدولة، وتؤدي إلى تقسيم الناس بين فقراء وأغنياء، وعندما تزيد ثروة التجار تظهر منهم طبقة يحاول أفرادها الوصول إلى المراتب الاجتماعية السامية عن طريق المال، فتنقلب أحوال الدولة، ويحكمها التجار وأصحاب المال والبنوك، فتهبط السياسة، وتنحط الحكومات وتندثر. ثم يأتي زمن الديمقراطية، فيفوز الفقراء على خصومهم ويذبحون بعضهم وينفون البعض الآخر ويمنحون الناس أقساطا متساوية من الحرية والسلطان. لكن الديمقراطية قد تتصدع وتندثر من كثرة ديمقراطيتها، فإن مبدأها الأساسي هو تساوي كل الناس في حق المنصب وتعيين الخطة السياسية العامة للدولة، وهذا النظام يستهوي العقول، لكن الواقع أن الناس ليسوا أكفاء بالمعرفة والتهذيب ليتساوا في اختيار الحكام وتعيين الأفضل، وهنا منشأ الخطر. ينشأ من الديمقراطية والاستبداد، إذا جاء زعيم يطري الشعب داعيا نفسه "حامي حمى الوطن"، ولاه الشعب السلطة العليا، فيستبد بها. ثم يتعجب سقراط من هذا ويقول: في المسائل الصغيرة كصنع الأحذية مثلا ألا نعهد بها إلى "إسكافي" ماهر؟ أو حين نمرض ألا نذهب إلى طبيب بارع؟ فإذا كانت الدولة تعاني من علة ما، ألا ينبغي لنا أن نبحث عن أصلح الناس للحكم؟ ثم يقول إن الدولة تشبه أبناءها، فلا نطمع بترقية الدولة إلا بترقية أبنائها. تصرفات الانسان. وتصرفات الإنسان مصدرها ثلاثة: ويقول إن أفضل دولة هي التي يكبح فيها العقل جماح الشهوات والعواطف، ويعني ذلك أن تكون مهمة رجال الصناعة والمال هي الإنتاج وليست الحكم، ومهمة رجال الحرب حماية البلاد وليست الحكم، بينما رجال الحكمة والمعرفة والعلم يطعمون ويلبسون ويحمون من قبل الدولة، ليحكموها. ثم يقترح سقراط طريقة لصناعة هؤلاء القادة، وهي أن تربيهم الدولة منذ الصغر على العلم والفضيلة، وأن يتم اختبارهم أكثر من مرة قبل بلوغ سن الخامسة والثلاثين، فيخرجوا لمخالطة الناس في المجتمع، وبذلك يصبح كتاب الحياة مفتوحا أمامهم. ثم يعين هؤلاء القادة حكاما للدولة (بدون انتخابات)، ويصرفون نظرهم عن أي شيء سوى شؤون الحكم. وتجنبا لوقوعهم في تيار حب المال والسلطة، فإن الدولة توفر لهم المسكن والملبس والحماية. ثم يقول سقراط في النهاية أن العدالة ليست القوة المجردة، وليست حقا للأقوياء دون غيرهم، إنما هي تعاون كل فئات المجتمع تعاونا متوازنا يجلب الخير للجميع. الحديث المنقطع هو ما سقط من إسناده راو واحد قبل الصحابي في موضع واحد أو مواضع متعددة بحيث لا يزيد الساقط في كل منها على واحد وألا يكون الساقط في أول السند. تعريفه. اختلف العلماء في تعريفه ، وقد ذكر النووي هذا الاختلاف فقال :(المنقطع الصحيح الذي ذهب إليه الفقهاء ، والخطيب ، وابن عبد البر وغيرهم من المحدثين أن المنقطع ما لم يتصل إسناده على أي وجه كان انقطاعه ، وأكثر ما يستعمل في رواية من دون التابعي عن الصحابي كمالك عن ابن عمر .وقيل : هو ما اختل منه رجل قبل التابعي محذوفا كان أو مبهما كرجل .وقيل : هو ما روي عن تابعي أو من دونه قولا له أو فعلا . وهذا غريب ضعيف). حكمه. المنقطع ضعيف بإجماع العلماء لفقده شرطا من شروط القبول، وهو اتصال السند، وللجهل بحال الراوي المحذوف. مثاله. قال الحاكم: (حدثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا محمد بن سليمان الحضرمي حدثنا محمد بن سهل ثنا عبد الرزاق قال : ذكر الثوري عن أبي إسحاق عن زيد بن يُثَيع عن حذيفة قال : قال رسول الله : ((إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين لا تأخذه في الله لومة لائم وإن وليتموها علياً فهاد مهدي يقيمكم على طريق مستقيم )) .فيه انقطاع في موضعين ، فإن عبد الرزاق لم يسمعه من الثوري ، والثوري لم يسمعه من أبي إسحاق ، فهو منقطع. كفرمو هي قرية سورية تتبع محافظة إدلب تقع على بعد 3 كم من مدينة حارم في منطقة جبلية على ارتفاع 540 م فوق سطح البحر. الطبيعة. طبيعتها خلابه فيها أشجار والنباتات البرية منتشرة في طبيعتها الجبلية مثل البطم والبلوط والفرمويز والعيصلان والزعتر والسماق والزعرور ويعيش في مناطق واحراج كفرمو أنواع من الطيور البرية كالنسر السوري والحجل والحمام البري والدرغل والقنبر. تشتهر كفرمو بالزراعة ومعروفة بتبغها المميز، وكذلك بقمحها الأسمر العمقي والكثير من الاشجار المثمرة مثل : التين والفستق الحلبي والرمان والأجاص والزيتون المسمى الزيتون الروماني القديم؛ كما أن الآن أهالي كفرمو يزرعون نوعا من الزيتون يسمى بالصوراني ومشهور جدا هذا النوع في المنطقة الغربية من سوريا لكثرة زيته وطيبة زيتونه الأسود المسمى بالعطون. ثروتها الحيوانية هي الغنم والبقر والماعز تكثر في كفرمو الحيوانات المفترسة كالذئاب والضباع والأفاعي وقيل من فترة ليست بطويلة كانت النمور تسرح وتمرح بها. أصناف التين في كفرمو: القطيمي، التموزي، الماسوني، السماقي، الأبيض، الأبيض الفحلي، السلطاني، الخضريوي، الشندليوي، الأزرق، شحم البنات، الأسود. المناطق المعروفة في كفرمو. قشى الشمالي، الجورة، جورة عيوش، كاف الشوحة، وادي السبع، جور القش، ظهر الدير، قشى الزعتر، قشى معيط، الخلة، الوادي الغربي، البطيخة، الليمونية، المرسة، الوادي الشرقي، شنباصر، أرض العروس، الشيطة، وادي الجرص، حير جواد. الأكلات المشهورة في كفرمو. خبز الفليفلة، الباطرش (قريب من المتبل)، مجدرة البرغل، الحويش: أيام الربيع مجموعة من النباتات البرية تجمع ايام الربيع وتطبخ مع البصل والبرغل، مخلوطة البرغل، وطبعا الكبة أهمها الكبة النية بلحم الحجل، الضأن أو الماعز وتدق على الحجر أو الجرن. الحديث المعضل هو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر بشرط التوالى. من ذلك قول مالك وغيره من تابعي التابعين قال رسول الله وكقول الشافعي وغيره من أتباع الأتباع قال أبو بكر أو عمر ويسمى منقطعا كما سبق ويسمى مرسلا عند جماعة. سبب التسمية. المعضل بصيغة اسم المفعول لغة مأخوذ من قوله أعضله فلان إذا أعياه أمره ، سمي الحديث بذلك لأن المحدث الذي حدث به كأنه أعضله وأعياه فلم ينتفع به من يرويه. حكمه. وَحكمه انه من أَقسَام الضَّعِيف. مِثَال على الحديث المعضل. ومثاله: قول الإمام مالك: بلغني أن أبا هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف، ولا يكلف من العمل إلا ما يُطيق "، فهذا الحديث معضل لكنه جاء متصلاً عند مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه: عن مالك بن أنس، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، فالإعضال كان في إسقاط محمد بن عجلان وأبيه. الحديث المنكر. هو ما رواه الضعيف مخالفا للثقة، والمنكر من الحديث ينقسم قسمين، مثل الحديث الشاذ فإنه بمعناه. الحديث المتروك هو حديث رواه من يُتَّهَمُ بالكذب ولا يُعرف ذلك الحديث إلا من جهته ويكون مخالفا للقواعد المعلومة وكذا من عُرف بالكذب في كلامه وإن لم يظهر منه وقوع ذلك في الحديث النبوي. مستشفى الأردن هو أحد المستشفيات الرئيسية في العاصمة الأردنية عمان، ويتبع للقطاع الخاص. حاصل على شهادة الجودة ISO 9001 و ISO 9002. و تبنى المستشفى منذ نشأته أحدث الأنظمة الخاصة بالرعاية الصحية وتمكن في فترة وجيزة تقديم أحدث الخدمات الصحية والرعاية الطبية. مستشفى الأردن هو أكبر مستشفى خاص في عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، تبلغ سعته ثلاثمائة سرير، يحتوي كافة التخصصات الطبية والجراحية بما فيها زراعة الأعضاء ومنها زراعة الكبد كذلك الخدمات التشحيصية عالية الكفاءة مثل أقسام الأشعة والأشعة التشخيصية والمختبرات الطبية المزودة بأحدث الأجهزة المتطورة والتكننولوجيا الحديثة وتفتيت الحصى والتنظير وقسم منع العدوى. أنشئ المسشتشفى عام 1996. مستشفى الأردن هو مستشفى تعليمي لأغراض الحصول على شهادة المجلس الطبي الأردني وشهادة المجلس العربي للاختصاصات الطبية. مستشفى الأردن حاصل على الاعتماد الدولي (JCI) والاعتماد المحلي (HCAC) وكذلك ال (ISO). لديه كادر طبي مؤهل معظمه قد تخرج أو تدرب في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. للمستشفى ارتباطات علمية مع مستشفى جونز هوبكنز، وجامعة جورج واشنطن، وجامعة نبراسكا، وجامعة توليدو وجميعها في الولايات المتحدة الأمريكية. يتصدر مستشفى الأردن قائمة المستشفيات الأردنية ومستشفيات المنطقة من حيث عدد المرضى غير الأردنيين الذين يعالجون فيه، فقد تجاوزت نسبة المرضى غير الأردنيين 35%. بالإضافة للخدمات الطبية المتميزة، والأجهزة والمعدات الطبية المتطورة يمتاز مستشفى الأردن عن غيره من المستشفيات بوجود شقق فندقية داخل حرم المستشفى لخدمة مرافقي المرضى وتخفيف التكلفة والجهد عليهم. مستشفى الجامعة الأردنية هو أحد المستشفيات الرئيسية في العاصمة الأردنية عمان، تم افتتاحه في عام 1973 وكان تحت اسم مستشفى عمان الكبير إلى أن ضم إلى الجامعة الأردنية عام 1975 وتمت تسميته بمستشفى الجامعة الأردنية كأول مستشفى جامعي تعليمي في الأردن. الموقع. يقع في مدينة عمان على شارع رانيا العبد الله تهافت الفلاسفة هو كتاب الإمام الغزالي. اعتبر البعض هذا الكتاب ضربة لما وصفه البعض باستكبار الفلاسفة وادعائهم التوصل إلى الحقيقة في المسائل الغيبية بعقولهم، أعلن الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة فشل الفلسفة في إيجاد جواب لطبيعة الخالق وصرح أنه يجب أن تبقى مواضيع اهتمامات الفلسفة في المسائل القابلة للقياس والملاحظة مثل الطب والرياضيات والفلك واعتبر الغزالي محاولة الفلاسفة في إدراك شيء غير قابل للإدراك بحواس الإنسان منافيا لمفهوم الفلسفة أساسا. لخص الغزالي في كتاب تهافت الفلاسفة إلى فكرة أنه من المستحيل تطبيق قوانين الجزء المرئي من الإنسان لفهم طبيعة الجزء المعنوي وعليه فإن الوسيلة المثلى لفهم الجانب الروحي يجب أن تتم بوسائل غير فيزيائية كان الغزالي أول الفلاسفة المسلمين الذين أقاموا صلحا بين المنطق والعلوم الإسلامية حين بين أن أساسيات المنطق اليوناني يمكن أن تكون محايدة ومفصولة عن التصورات الميتافيزيقية اليونانية. توسع الغزالي في هذا الكتاب في شرح المنطق واستخدمه في علم أصول الفقه، لكنه شن هجوما عنيفا على الرؤى الفلسفية للفلاسفة المسلمين المشائين الذين تبنوا الفلسفة اليونانية. اعتبر الغزالي محاولة الفلاسفة في إدراك شيء غير قابل للإدراك بحواس الإنسان منافيا لمفهوم الفلسفة من الأساس. رد عليه لاحقا ابن رشد في كتابه تهافت التهافت. وبقول الغزالي في بداية الكتاب: كما و يُوضّح في المقدمة الثالثة للكتاب أنه يتوجه به بشكل خاص إلى من أُبهِر بالفلاسفة حتى ظنّ أن أفكارهم واستنباطاتهم نقية من التناقض، فيُظهر تناقض مسالكهم وأدلتهم على معتقداتهم ويهدمها، وهو بذلك لا يدّعي تصحيح فلسفاتهم أو بناء فلسفة بديلة. الفهرس. تم تنظيم الكتاب في عشرين مسئلة حيث يحاول الغزالي الرد على ابن سينا والفارابي والتهم التي وجهها ضد الفلاسفة وهي موضحة كما يلي: هالة صدقي (15 يونيو 1961 -)، ممثلة مصرية. عن حياتها. عاشت بعض سنوات طفولتها في الولايات المتحدة الأمريكية، برعت في الألعاب الرياضية، حصلت على إجازة في الآداب عام 1981، عملت عدد من الأعمال التلفزيونية مثل مسلسل أبيض وأسود عام 1989 أمام النجم الكبير صلاح ذو الفقار وأوراق مصرية وأرابيسك ورجل في زمن العولمة والمسرحية والسينمائية حيث قدمت أكثر من 30 فيلماً. بدأت علاقتها بالفن بعد عودتها إلى مصر مع المخرج نور الدمرداش في مسلسل (لا يا إبنتي العزيزة) عام 1979، وكانت نقطة إنطلاقتها في مسلسل (رحلة المليون)، وتعتبر فترة ثمانينات القرن العشرين هي بداية شهرتها الحقيقية. تنوعت أدوارها من الكوميديا إلى التراجيديا واشتركت خلال مشوارها الفني مع مجموعة مميزة من المخرجين فعملت مع المخرج عاطف الطيب في فيلم (الهروب)، و عملت مع المخرج يوسف شاهين في فيلمي (إسكندرية - نيويورك) و (هي فوضى)، وفي التلفزيون اشتركت بعدد من المسلسلات المعروفة مثل (أبيض وأسود، أرابيسك، رجل في زمن العولمة، زيزينيا الجزء الثاني). حياتها الخاصة. تعرضت لأزمة شهيرة مع زوجها السابق مجدي وليم انتهت بالخلع بعد تغير مذهبها من القبطية إلى السريانية، وهي حاليا متزوجة من المحامي سامح سامي زكريا. وكانت قد وجهت رسالة إلى جمهورها بعد إعلان محكمة الأسرة فوزها في قضية إثبات النسب الخاصة بطفليها، والتي كان زوجها قد تقدم بها ضدها. وقالت في منشور عبر حسابها الرسمي على «إنستغرام»: «بشكر كل اللي حاولوا يتواصلوا معايا للتهنئة وأعتذر لعدم الرد تمامًا، من كل وسائل الإعلام لأن في الحقيقة في أب دمر أسرة بأكملها واستعمل كل وسائل الضغط للرجوع إليه». وأضافت «ولم أكن أحب أن يدفعني استفزازه ومساوماته لدرجة الحبس، لأنه في النهاية للأسف أبو ولادي وللأسف استغل أولاده كوسيلة للضغط عليّ ولم يراع مشاعرهم، وضغط عليّ حتى نصل لهذه المرحلة من حبس لتزوير لأشياء أخرى من العيب ذكرها». أعمالها الفنية. تقديم البرامج. في عام 2012 خاضت تجربة تقديم البرامج وذلك على قناة إم بي سي مصر وحمل البرنامج اسم «نواعم وبس». هاني رمزي (26 أكتوبر 1964 -)، ممثل مصري. عن حياته. ولد هاني رمزي في الاسكندرية، مدينة والدته. عاش فترة الدراسة في بني مزار، محافظة المنيا. درس في كلية التجارة جامعة القاهرة ثم انضم الي معهد الفنون المسرحية. بدايته كانت مع وحيد سيف في مسرحية انا عايزه مليونير تأليف الكاتب المسرحي يسري الابياري وبعدها شارك محمد صبحي في مسرحية تخاريف ووجهة نظر، كما شارك في عدد من الأدوار ومن ثم قام ببطولة مجموعة من الأفلام. هاني عادل رمزي ولد لأب يعمل محاميا. متزوج من مواطنة مصرية من أسيوط، هي منى مهاب كامل ولديهما شادي وجيسي .من أهم اعماله الفنية فيلم غبي منه فيه مع الفنان حسن حسني و فيلم محامي خلع مع الفنانة داليا البحيري. الصلصة هي مادة سائلة وأحيانًا ما تكون صلبة أو شبه صلبة، تستخدم في الطبخ وتقدم على بعض المأكولات مثل السلطات وبعض الاطباق وتستخدم أيضا في تحضير الكثير من الأطعمة. تختلف المكونات التي تتألف منها الصلصات، ويمكن أن تقدم إلى جانب الطعام أو تضاف إليه قبل التقديم، وتعد الصلصة عنصر أساسي في المطابخ في جميع أنحاء العالم. بعض أنواع الصلصات. وأيضاً يوجد من أنواعها صلصات باردة أو حارة. الفيتيشية الجنسية أو التوثين الجنسي أو البدية وترجمتها التقديس الأعمى، وهو انحراف جنسي ونفسي شهير قوامه إشباع الرغبة الجنسية من طريق الانجذاب إلى أجزاء من الجسد، كالقدم مثلا، أو إلى شيء من الأشياء بعينه، سواء أكان ذلك الشيء حذاء، أو جوربا، أو ثوبا تحتيا.، وهو أكثر شيوعاً لدى الذكور من الإناث. فهو تكرار استخدام أشياء غير حية للحصول على إثارة جنسية - إلا إذا كان الشيء مخصصاً للإثارة الجنسية - مثل ملابس النساء، أو متعلقاتهن من الأحذية أو الجوارب. وقد يشمل النشاط الجنسي الوثن وحده، كما في حالة الاستمناء، أو يدمج الوثن في ممارسة جنسية بأن يطلب من شريكه ارتداء شيء معين. علم التأويل أو علم المقامية أو الذرائع علم من اللسانيات يهتم بتفسير الفرق والفجوة بين معاني كلمات الكلام الإنساني ومعانى مقصود المتكلم. يعامل الذرائع السياق والمعاني في كلام غير متناول باستعمال علم المعاني—أي، البلاغة العربية. يدرس هذا الفرع مختلف المحددات التي تتعلق بالتداول اللغوي بالنسبة إلى السياق والمقام باعتبارهما شرطين أساسيين في الكيفية التي يحصل بها التواصل و إنتاج الدلالة بين مستعملي اللغة في علاقاتهم التخاطبية تدليلا وتوجيها، حيث أن التواصل اللغوي لا يتم فقط بالاستناد إلى الكفاءة اللغوية، وإنما هناك جملة من الشروط غير اللغوية التي تتدخل في تحديد الأداء اللغوي. فالتداوليات هي المجال الذي يهتم بدراسة أفعال الكلام والاقتضاء والاستلزام التخاطبي، وذلك بالاشتراك مع مجالات فلسفة اللغة ومنطق الحجاج وتحليل الخطاب. ومن أهم رواد التداوليات، هناك لودفيغ فتغنشتاين وجون لانغشاو أستين وأوزفالد ديكرو. تعريف. تتباين آراء نقاد الحداثة في تعريف أو تحديد مصطلح "التداولية" فيعرفونها في سنة 1938م أنها "جزء من السيميائية التي تعالج العلاقات بين العلامات ومستعملي هذه العلامات"، ويرى غيره أنها "دراسة استعمال اللغة في الخطاب، شاهدة في ذلك على مقدرتها الخطابية". وتشتمل على ثلاث عناصر هي: تفسر هذه العناصر أولا الأقوال المستعملة، ثانيا معرفة المحيط الخارجي الذي تم فيه الخطاب الصادر من المتكلم، وثالثا يكون للغة الخطاب أثرها بين المتحدث والسامع من خلال تراكيب الجمل. وقد وضع أوستين المفهوم اللغوي لهذا النوع من الخطاب باعتباره عملا لغويا، وقد ميز فيه بين ثلاثة مكونات هي: يتم الأول نطقا بالصوت المؤلف لكلمات لها معنى. وفي الثاني يتضمن قولا بالإثبات أو النفي أو التمني إلخ... وفي الثالث ينجز فعل القول، أي خلق حالات الخوف أو الإقناع أو حمل المخاطب بسلوك معين. ورأى جون سيرل من بعده "أن إنجاز هذا العمل يتم من خلال أعمال فرعية: "التلفظ/ الإحالة/ الإثبات فضلا عن التأثير. أما بول جرايس فقد وضعنا أمام سؤال: "لماذا يقول القائل شيئا وهو يقصد ما يقوله؟ لكنه يريد أن يقول شيئا آخر" وبالمقابل كيف يمكن للسامع "أن يفهم العمل اللغوي غير المباشر في حين أن الجملة التي يسمعها تقول شيئا آخر"؟ من هذه الزاوية ينظر إلى التداولية على أنها تأويل قول المتكلم بعيدا عن المعنى المحدد الذي نطق به، ومن ثم فهم المراد منه. "التداولية" المقابل العربي الأشهر للمصطلح الإنجليزي (Pragmatics)، ذلك المصطلح الذي يتفق الدارسون على إرجاعه إلى الفيلسوف تشارلز موريس وقد عرفها بوصفها جزء من السيميائية(سيميوطيقا) تعالج العلاقة بين العلامات ومستعملي العلامات. تعريف التداولية لغويا. ورد في معجم أساس البلاغة للزمخشري "دول": دالت له الدولة، ودالت الأيام، وأدال الله بني فلان من عدوهم، جعل الكثرة لهم عليه… وأديل المؤمنون على المشركين يوم بدر، وأديل المشركون على المسلمين يوم أحد… والله يداول الأيام بين الناس مرة لهم ومرة عليهم. وتداولوا الشيء بينهم، والماشي يداول بين قدميه، يراوح بينهما. وجاء في لسان العرب لابن منظور: تداولنا الأمر، أخذناه بالدول وقالوا دواليك أي مداولة على الأمر، ودالت الأيام أي دارت، والله يداولها بين الناس، وتداولته الأيدي أخذته هذه مرة وهذه مرة، وتداولنا العمل والأمر بيننا، بمعنى تعاورناه فعمل هذا مرة وهذا مرة. فالملاحظ على معاجم العربية أنها لا تكاد تخرج في دلالاتها للجذر "دول" على معاني: التحول والتبدل والانتقال، سواء من مكان إلى آخر أم من حال إلى آخرى، مما يقتضي وجود أكثر من طرف واحد يشترك في فعل التحول والتغير والتبدل والتناقل وتلك حال اللغة متحولة من حال لدى المتكلم، إلى حال أخرى لدى السامع، ومتنقلة بين الناس، يتداولونها بينهم، ولذلك كان مصطلح "تداولية" أكثر ثبوتا بهذه الدلالة من المصطلحات الأخرى الذارئعية، النفعية، السياقية. ولعل هذا الثبوت لمصطلح التداولية هو الذي جعل الباحث المغربي طه عبد الرحمان يستحدث مفهوم "المجال التداولي" في ترجمته لمصطلح pragmatique، يقول في توصيفه للفعل" تداول": تداول الناس كذا بينهم يفيد معنى تناقله الناس وأداروه بينهم ومن المعروف أيضا أن مفهوم النقل والدوران مستعملان في نطاق اللغة الملفوظة كما هما مستعملان في نطاق التجربة المحسوسة، فيقال: "نقل الكلام عن قائليه" بمعنى رواه عنه، ويقال دار على الألسن بمعنى جرى عليها، فالنقل والدوران يدلان في استخدامهما اللغوي على معنى التواصل وفي استخدامهما التجريبي على معنى الحركة بين الفاعلين، فيكون التداول جامعا بين اثنين هما: التواصل والتفاعل. تعريف التداولية اصطلاحا. ويحسن التنبية إلى أمرين مهمين قبل الدخول في التعريف بالتداولية، وهما: الأمر الأول: وجوب التفريق بين المصطلحين "براجماتكس" و"براجماتيزم"؛ لأن الأول يستخدم بكثرة في المجال اللغوي، ويستخدم الثاني بكثرة في مجال الفلسفة والثقافة الأمريكية خصوصا، ويترجم الأول إلى العربية بالتداولية غالبا، ويترجم الثاني بالذرائعية أو النفعية غالبا. الأمر الثاني: هو كثرة المقابلات التي قدمت بإزاء المصطلح الإنجليزى "براجماتكس"، ترجمة أو تعريبا بالتداولية، والمقاماتية، والمقامية، وعلم المقاصد، والبراجماتية، والبراغماتية.إلخ، لكن المصطلح الأشهر في الاستعمال هو التداولية. ويوضح محمود نحلة بعض الأسباب التي أدت إلى صعوبة وضع تعريف جامع مانع للتداولية ألا وهي: وقد أشار د. عيد بلبع إلى أن كنت باش قام بحصر إحصائي لتعريفات التداولية ومفاهيمها ووجد أنها تدور حول فكرة الاستعمال التي ترددت في أكثر التعريفات. كما ذكر د. نعمان بوفرة عدة تعريفات للتداولية قدمها علماء عديدون تدور كلها حول الاستعمال والتلفظ وشروط الصحة، والالتفات إلى الجانب التواصلي للغة واستعمالها في الخطاب. ويمكن هنا عرض بعض تعريفات التداولية التي وردت عند العلماء والدارسين على النحو التالي: نخلص مما سبق أن التداولية هي "دراسة اللغة في الاستعمال أو التواصل ". وظائف اللغة وعلاقتها بفهم التداولية. لكي يتم فهم التداولية علينا النظر بإمعان إلى وظائف اللغة الستة للتواصل اللفظي الفعال كما اعتمدها رومان ياكوبسون. فكل لفظ يتوافق مع وظيفة الاتصال (لا يتم عرضه في هذه الصورة). وصف رومان جاكوبسون ستة "عوامل تأسيسية" لحدث الكلام، كل منها يمثل امتياز وظيفة مقابلة، وواحد منها فقط هو المرجع (الذي يتوافق مع هدف سياق الخطاب). فكل من العوامل التأسيسية الستة والوظائف المقابلة لها موضحة بشكل تفصيلي أدناه. العوامل الستة المكونة لحدث الكلام: الوظائف الست للغة: تتوافق الوظيفة المرجعية مع عامل السياق في وصف حالة ذهنية معينة. يمكن أن تتكون العبارات الوصفية للدالة المرجعية من مزيج من الأوصاف الواضحة والكلمات المخادعة، على سبيل المثال "أوراق الخريف سقطت جميعها الآن." فكأن المتحدث هنا يشير إلى سقوط أوراق الخريف بشكل واضح وهو تعبير يصف واقع الحال بينما يشير أيضا إلى معنى مبطن آخر قد لا يفهمه الآخرون. تتعلق الدالة التعبيرية (التي يطلق عليها أحياناً "العاطفية" أو "المؤثرة") بالمتحدث وأفضل مثال على ذلك بعض التدخلات والتغييرات الصوتية الأخرى التي لا تغير المعنى الرمزي للكلمة ولكنها تضيف معلومات حول الحالة الشعورية أو الداخلية للعنصر (المتحدث)، على سبيل المثال "ياإلهي، يا لها من وجهة نظر!" تعمل الدالة Conative على تشغيل المرسل إليه مباشرةً من خلال إعطاء بعض التوجيهات أو الأوامر، على سبيل المثال "آدم! تعال إلى الداخل وتناول الطعام!" تركز الوظيفة الشعرية على "الرسالة من أجل مصلحتها الخاصة" [16] وهي وظيفة المنطوق في الشعر وكذلك الشعارات. بينما اللغة الإستهلاكية Phatic هي لغة من أجل التفاعل وبالتالي فهي مرتبطة بعامل الاتصال. يمكن ملاحظة وظيفة Phatic في التحيات والمناقشات غير الرسمية للطقس، خاصة مع الغرباء. وظيفة الرمزية Metalingual (التي يطلق عليها بدلاً من ذلك الرمزية اللغوية "metalinguistic" أو الانعكاسية "reflexive") هي عبارة عن استخدام اللغة (أو ما يطلق عليه Jakobson بالشفرة) بطريقة تصف فيها اللغة نفسها. نشأة التداولية وأهميتها وأهدافها في البحث اللغوي. نشأة التداولية. يعود استعمال مصطلح التداولية إلى الفيلسوف تشارلز موريس انطلاقا من عنايته بتحديد الإطار العام لعلم العلامات، أو السيمائية من خلال تمييزه بين ثلاثة فروع، وهي: ويمكن القول إن مبتدع التداولية المفترض هو تشارلز بيرس إلا أن تلميذه تشارلز موريس هو الذي أدخلها ضمن إطار نظري يعنى فيه هذا المصطلح "العلاقة بين العلامات ومستعمليها". أما عن نشأة التداولية وظهورها في الفكر اللساني الغربي الحديث بحيث أصبحت تيارا موازيا لتيار البنيوية وتيار التوليدية التحولية، فقد اتفق الدارسون على أن التداولية لتصبح مجالا يعتد به في الدرس اللغوي المعاصر إلا في العقد السابع من القرن العشرين بعد أن قام على تطويرها ثلاثة من فلاسفة اللغة المنتمين إلى التراث الفلسفي لجامعة أكسفورد؛ هم: أوستن، وسيرل، وجرايس، وكانوا جميعا مهتمين بطريقة توصيل معنى اللغة الإنسانية الطبيعية من خلال إبلاغ متكلم رسالة إلى متلقي يفسرها. وكان هذا من صميم التداولية. ويمكن إرجاع نشأة التداولية –بمفهومها اللغوي– إلى سنة 1955 عندما ألقى جون أوستن محاضراته في جامعة (هارفارد) ولم يكن يفكر في تأسيس اختصاص فلسفي للسانيات، فقد كان هدفه تأسيس اختصاص فلسفي جديد هو فلسفة اللغة. يستنتج مما سبق أن التداولية –بوصفها منهجا يهتم بدراسة اللغة في الاستعمال ويكشف عن معنى المتكلم ومقاصده في السياق المحدد– اشترك في تأسيسه في العصر الحديث تياران رئيسيان هما: تيار تشارلز موريس، وتيار مدرسة أكسفورد. ولقد أفاد تشارلز موريس في التأسيس للتداولية من خلال "سيمائية ثلاثية الأبعاد". الأسباب التي أدت إلى ظهور التداولية وتطورها وازدهارها: أولا: الأسباب الداخلية: ثانيا: الأسباب الخارجية: أهمية التداولية. 4 رد على المنهج البنيوي. مجالات البحث التداولي. نظرا لظروف نشاة التداولية، واهتمامها بالمعنى المراد في داخل السياق بين متكلم بعينه ومتلقي بعينه، ونظرا لترتيب البحث التداولي بعد البحث التركيبي والبحث الدلالي، نلاحظ اتساع مجالات البحث في التداولية، فالتداولية تعرض للمعنى الاستعمالي، وهذا يتضمن دراسة المنطوق اللغوي، وبعد ذلك دراسة المتكلم وكل ما يتصل به، وما هدفه أو قصده، ثم المتلقي وعلاقته بالمتكلم، ومعرفة العناصر الآخرى التي تؤثر في فهم المعنى، فقام الباحثون بالتأكيد على أن البحث التداولي يقوم على أربعة جوانب هي: الإشاريات Deixis. يوجد في كل اللغات كلمات وتعبيرات تعتمد اعتمادا تاما على السياق الذي تستخدم فيه، ولا يستطاع إنتاجها أو تفسيرها بمعزل عنه، فإذا قرأت الجملة الآتية مقتطعة من سياقها (سوف يقومون بهذا العمل غدا) وجدتها شديدة الغموض؛ لأنها تحتوي على عدد من العناصر الإشارية التي تعتمد تفسيرها اعتمادا تاما على السياق الذي قيلت فيه، ومعرفة المرجع الذي تحيل إليه، ومن هذه العناصر: واو الجماعة، واسم الإشارة (هذا) وظرف الزمان (غدا)، ولا يتضح معنى هذه الجملة إلا إذا عرفنا ما تشير إليه. وأيضا قد تسمى المعينات، وهي تعبيرات تحيل إلى مكونات السياق الاتصالي، وهي المتكلم والمتلقي وزمن المنطوق ومكانه.إلخ. وتنقسم الإشارية إلى: الإشاريات الشخصية Personal Deixis. أوضح العناصر الإشارية الدالة على الشخص هي الضمائر المتكلم أنا ونحن، وضمائر المخاطب مفردا ومؤنثا، وضمائر الغيبة مفردا أو مثنى أو جمعا مذكرا أو مؤنثا. وقد ينشأ نوع من اللبس في استخدام الضمائر إذا تعددت مراجعها، أو تبادل كل من المتكلم والمخاطب أدوار الكلام فأصبح المتكلم مخاطبا والمخاطب متكلما، أو نقل متكلم كلاما لمتكلم آخر، كأن يقول رجل: قال زيد أنا قادم الليلة/ هو قادم الليلة، فلا يدري من (أنا) أهو زيد أم غيره. الإشاريات الزمنية Temporal Deixis. وهي كلمات تدل على زمان يحدده السياق بقياس إلى زمان المتكلم، فزمان المتكلم هو مركز الإشارة الزمنية في الكلام، فإذا لم يعرف زمان المتكلم أو مركز الإشارة الزمنية التبس الأمر، فإذا قلت مثلا "نلتقي الساعة العاشرة" نجد أن زمان التكلم وسياقه يحددان المقصود بالساعة العاشرة صباحا أم مساء اليوم أو غدا. الإشاريات المكانية Spatial Deixis. وهي عناصر تشير إلى أماكن يعتمد استعمالها وتفسيرها على معرفة مكان المتكلم ووقت التكلم، أو على مكان آخر معروف للمخاطب أو السامع، ويكون لتحديد المكان أثره في اختيار العناصر التي تشير إليه قربا أو بعدا، ويستحيل على الناطقين باللغة أن يفسروا كلمات مثل هنا وهناك، وهذا وذاك ونحوها إلا إذا وقفوا على ما تشير إليه بالقياس إلى مركز الإشارة إلى الكلام، فهي تعتمد على السياق المادي المباشر الذي قيلت فيه. الإشاريات المكنية في اللغة الكورية. وقد يكون لما يسمى التقابل الإشاري أثر حاسم في فهم بعض الأفعال مثل يأتي ويذهب في اللغة العربية والإنجليزية والكورية. فنجد أن هذه الأفعال: الإشاريات الاجتماعية Social Deixis. وهي ألفاظ أو عبارات تشير إلى العلاقة الاجتماعية بين المتكلمين والمخاطبين من حيث هي علاقة رسمية formal، أو غير رسمية informal، أو علاقة حميمة intimacy أو غير حميمة non-intimacy أو غير ذلك من مستويات العلاقة. والعلاقة الرسمية يدخل فيها صيغ التبجيل(honorific forms) في مخاطبة من هم أكبر سنا ومقاما من المتكلم كاستخدام vous في اللغة الفرنسية للمفرد المخاطب تبجيلا له، أو مراعاة للمسافة الاجتماعية، أو حفظا للحوار في إطار رسمي. أما الاستعمالات غير الرسمية والحميمة فتتخلص من هذه القيود جميعا. الاشارات الاجتماعية في اللغة الكورية. نجد أن الإشارات الاجتماعية في اللغة الكورية كثيرة ومتأصلة في المجتمع فنجد سبع مستويات للكلام ويختلف استخدامهم وفقا للعلاقة بين المتحدث والمخاطب. ويسمى الاحترام في اللغة الكورية(높임말nop-im-mal أو (존댓말djon-deat-mal) وفي مقابلة صيغ عدم التبجيل أو صيغ التقليل الذي تسمى (반말 ban-mal وتستخدم صيغ عدم التبجيل بين الأصدقاء وبين المتحدث والمخاطب إذا كان بينهم علاقة حميمة. ويستخدم الكوريون الألقاب فيستخدموا (씨 shi) أو (선생님son-seng-nim) بعد اسم الشخص كثيرا. ويستخدم الكوريون النهايات (ㅂ니다 m-ni-da/ 습니다seum-ni-da) مع الأفعال في المواقف الرسمية أما في المواقف الغير الرسمية يستخدمون النهايات مع الأفعال (아요a-yo/어요o-yo/여요yo-yo) ومن أشهر الأمثلة هي التحية الكورية فنجد أن: الافتراض السابق Presupposition. يعنى الافتراض السابق بالمعلومات المشتركة بين المتكلم والمتلقي، أي يوجه المتكلم حديثه إلى السامع على أساس مما يفترض سلفا انه معلوم له، فإذا قال رجل لرجل آخر (أغلق النافذة)، فالمفترض سلفا أن النافذة مفتوحة، وأن هناك مبررا يدعو إلى إغلاقها، وأن المخاطب قادر على إغلاقها، وأن المتكلم في منزلة الآمر، وكل ذلك موصول بسياق الحال وعلاقة المتكلم بالمخاطب؛ وتتضح أهمية الافتراض السابق في تأسيس المتكلم حديثه وتواصله مع المتلقي على أساس المعلومات السابقة المشتركة بينهما. الاستلزام الحواري Conversational implicature. يرجع البحث في هذا المجال إلى الفيلسوف "جرايس" أن الناس في حوارتهم: فحاول إيضاح الاختلاف بين ما يقال وما يقصد، فما يقال هو ما تعنيه الكلمات والعبارات بقيمها اللفظية الظاهرة، وما يقصد هو ما يريد المتكلم أن يبلغه إلى السامع على نحو غير مباشر، اعتمادا على أن السامع قادر على أن يصل إلى مراد المتكلم بما يتاح له من أعراف الاستعمال ووسائل الاستدلال فحاول إقامة معبرا بين المعنى الصريح explicit meaning والمععنى المتضمن inexplicit meaning ومن هنا نشأت فكرة الاستلزام implicature. ورأى جرايس أن من أهم مبادئ لحل مشكلة سوء التفاهم الذي تنشأ بين الناس مبدأ التعاون ومبدأ التأدب في الكلام. مبدأ التعاون Principle of co-operation. يعد من أهم المبادئ التي تهتم به التداولية لأنه مهم في إنجاح المحادثة، أي أن المتحادثين يتعاونون لاستمرار الحديث من خلال المساهمة والمشاركة في الحدث الكلامي المتواصل. وهو أن تجعل اسهامك في التخاطب بحسب الحاجة؛ أي يقع في الحال التي ينبغي أن يقع فيها، وفقا للغرض المقبول، ووفقا لاتجاه المبادلة الكلامية. ومبدأ (التعاون) يتجسد في أربعة مبادئ فرعية هم: ولكن الملاحظ أن الناس كثير ما يخالفون هذا المبدأ، فرأى كثير من الباحثين أن مبدأ التعاون تعبير عن فردوس الفلاسفة وإنه لا يمت إلى الواقع بصلة، وهذا الانتهاك للمبادئ هو الذي أدى إلى الاستلزام الحواري. مبدأ التأدب في الكلام. وهذا المبدأ لا يقل أهمية عن مبدأ التعاون، يفرض على المتحدثين أن يحترم بعضهم بعضا في الكلام كأن يحاول شخص الأعتذار أو تهوين تبليغ خبر أو مؤلم أو مزعج. ويختلف مبدأ التأدب في الكلام من بلد لبلد ومن حضارة لحضارة أخرى؛ فنجد مثلا اختلاف طرق "الاعتذار" بين البلاد العربية وكوريا؛ فيبدأ الكوريون بالاعتذار مباشرة ثم قول الأسباب ولكن الاعتذار عند العرب غير مباشر، فيبدأ العرب بقول الأسباب ثم الاعتذار، وأحيانا قد يؤدي هذا الاختلاف بين الثقافات والحضارات إلى سوء التفاهم بين الشعوب. الأفعال الكلامية Speech acts. "الفعل الكلامي" هو كل ملفوظ ينهض على نظام شكلي دلالي إنجازي تأثيري، ويعد نشاطا ماديا نحويا يتوسل أفعال قولية locutionary act لتحقيق أغراض إنجازية كالطلب والأمر والوعد والوعيد، وغايات تأثيرية illocutionary act تخص ردود فعل المتلقي كالرفض والقبول، ومن ثم فهو فعل تأثيريا أي يكون ذا تأثير في المخاطب اجتماعيا أو مؤسساتيا، ومن ثم إنجاز شيئا ما. وقد توصل أوستن إلى تقسيم "الفعل الكلامي الكامل" إلى ثلاثة أفعال فرعية: ورأى أوستن ان الفعل اللفظي لا ينعقد الكلام إلا به، والفعل التأثيري لا يلازم الأفعال جميعا فمنها ما لا تأثير له في السامع، فوجه اهتمامه إلى الفعل الإنجازي ونشا النظرية الإنجازية. وقدم أوستن تصنيفا للأفعال الكلامية على أساس قوتها الإنجازية illocutionary force إلى خمسة أصناف: ونجد أن ما قدمه أوستن لم يكن كافيا لوضع نظرية متكاملة للافعال الكلامية، فجاء سيرل وطور هذه النظرية على أساس "الأفعال الإنجازية" و"القوة الإنجازية" كما يلي: ثم قدم سيرل تصنيفا بديلا لما قدمه أوسطن للأفعال الكلامية يقوم على أساس ثلاثة أسس منهجية هي: ثم جعلها خمسة أصناف: وأخيرا استطاع سيرل أن يميز بين الأفعال الإنجازية المباشرة وهي التي تطابق قوتها الإنجازية مراد المتكلم، والأفعال الإنجازية الغير المباشرة وهي التي تخالف فيها مراد المتكلم. وبهذا طور سيرل نظرية أوستن للأفعال الكلامية على أساس الأفعال الإنجازية، وبهذا لا تكون اللغة مجرد أداة للتواصل كما تتصورها المدارس الوظيفية أو رموز للتعبير عن الفكر، وإنما هي أداة لتغيير العالم وصنع احداثه والتغيير فيه. الاتصال والتداولية. التداولية من مكونات النظرية السيميائية الجوهرية التي تدرس العلاقات بين العلامات ومستخدميها. ويشير فان دايك إلى أن التداولية، ينبغي لها أن تخصص للمجال العملي أو الإجرائي الذي يقوم على قوانين اللغة وما يكون لها من آثار في إنتاج المنطوقات وتفسيرها، وهي بوجه خاص لا بد أن تسهم في تحليل الشروط التي تجعل المنطوقات مقبولة في موقف بعينه عند متكلمي اللغة. استمدت التداولية في جوهرها من فلسفة اللغة، لاسيما نظرية أفعال الكلام، واستمدت من تحليل المخاطبات ومن الاختلافات الثقافية في التفاعل اللغوي على الشكل الذي تراه العلوم الاجتماعية. ووفقا لذلك فأننا ندرس تداولية الإتصال من أربعة جوانب: التداولية وقوانين التفاعل. إذا كانت اللغة نظاما، أي طائفة من العناصر التي يشغل كل عنصر منها وظيفة الإسهام في تشغيل الكل، فإن السلوك الإتصالي communication behavior يحدد النظر إلى اللغة بأنها نظام تفاعلي ما ملاحظة الارتباط بين مستوياتها، وبين العوامل المعرفية والموقفية والثقافية. وقوانين التفاعل rules of interaction هي مجموعة كامنة من القوانين غير اللغوية التي تحكم زمن وقوع الكلام، وكيفية وقوعه ومدى تكراره لدى جماعة معينة وهي تختلف باختلاف المجتمعات. وللتفاعل معايير تحكم المسافة الفيزيقية بين المشاركين في واقعية كلامية بعينها وخاصة في المحادثة؛ ومثال ذلك يلاحظ أن العرب وشعوب آخرى في حوض البحر الأبيض المتوسط وشعوب أمريكا اللاتينية يفضلون التفاعلات التي تقع عن قرب في المسافة، بينما يفضل الناس في شمال أوروبا الاحتفاظ بالمسافة فيما بينهم. هكذا تحكم قوانين التفاعل النشاط الاتصالي وتوجهه، وعندما تنكسر قوانين التفاعل ينتج الارتباك أو الحيرة، ولذلك يجب على قوانين التفاعل. التداولية وقوانين التفسير. تمتلك الجماعات الكلامية قوانين متفردة لتفسير الرسائل سواء اللفظية أو غير اللفظية، وقد كانت قوانين التفسير rules of interpretation من مكونات الكلام الجوهرية، فتختلف بين الأفراد من جماعات كلامية مختلفة، كما أنها تتبع نظم المعتقد في جماعة بعينها، وتختلف من ثقافة إلى أخرى وقد تختلف داخل المجتمع الواحد إذا كان من المجتمعات المتعددة الأشكال، ولا شك أن الوعي بتلك الاختلافات والحاجة إلى الفهم أمور هامة في الاتصال بين الثقافات. التداولية والمقصدية. كان من أهم مجالات العمل في علم اللغة النصي، التمييز بين العوامل النصية الخارجة عن النص والعوامل النصية الداخلية، وقد بحثت العوامل الخارجة عن النص في إطار الإتصال النصي، وفي إطار تداولية النص، وأن هناك دائما دوافع وإستراتيجيات تمنع إنشاء النص والانتفاع به، فيجب معرفة هذه الدوافع والإستراتيجيات. ويبين سوونسكي أن تداولية النص قد عنيت ببحث عوامل التحقيق النصي الخارجة عن النص بالدرجة التي تعيين بها هذه العوامل إنجاز النص وصيغته ومقصده. كان دوبو جراند ودرسلر قد حددا معايير سبعة للنصية textuality، جعل منها القصدية intentionality، التي تدخل مع الموقفية situationality، في مجال اختصاص تداولية النص. وبالرغم من أن السبك cohesion والحبك coherence من أوضح معايير النصية التي نعتبرهما معا يشيران إلى كيفية تكيف العناصر المكونة للنص بعضها مع بعض لصنع المعنى غير أن أفكارنا عن السبك والحبك لا تبدو نافعة في دراسة النص إلا إذا تعاملت مع كيفية قيام الصلات والعلاقات بين المتواليات الإتصالية، إن السبك والحبك لا يمكن لهما أن يقدما فواصل مطلفا بين النصوص واللا نصوص في الإتصال الفعلي، وأن التركيب اللغوي ينبغي أن يقصد إلى أن يكون نصا مقبولا حتى يصير نافعا في التفاعل الإتصالي. ويتضمن مبدأ المقصدية مقاصد منتج النص، ويستطيع منتج النص بحسب الحاجة أن يقلل الحبك عن عمد لعمل تأثير خاص، إذا المقصدية هي جميع الطرق التي يستخدمها منتجوا النص لتعقب مقاصدهم. واهتم هايمس بالأغراض والأهداف purpose and goals، وجعلها من مكونات الكلام الجوهرية وهي من مكونات التداولية أو غير اللغوية، فكل الأحداث لها أغراض، ويستطيع الأفراض على كل مستوى من مستويات اللغة تسخير النظام لعوامل شخصية أو جماعية أو لمؤثرات فنية. التداولية والموقفية. الموقف من العوامل الخارجة عن النص ويعني في دراسة الموقف بتقرير العوامل الاجتماعية التي تكون خلفية المنطوق أو النص، والتي ترتبط بظروف إنتاجه وعدد المشاركين وطبيعة شخصياتهم والمجالات التي يتحدثون فيها وما يصاحب الكلام من أفعال وحركات جسمية.إلخ. ويعرف فيشمان الموقف بأنه الوقوع المتصاحب لمتكلمين أو أكثر يرتبط إحداهما بالآخر ارتباط خاص، ويقيمان بينهما اتصالا حول محور بعينه، في وضع خاص. وكان مالينوفسكي قد عرض لما أسماه سياق الموقف context of situation وهو محيط الكلام، وكان يرى ضرورة تحديد ما يخرج عن المحيط المباشر، وقد قدم مالينوفسكي فكرتين ضرورتين لفهم النص فهما مناسبا؛ الفكرة الأولى سياق الموقف، والثانية سياق الثقافة، فينبغي أن تفهم كل اللغات في سياقها الموقفي. وقد تبع فيرث مالينوفسكي في عنايته بخلفية اللغة الثقافية، ولكنه وجد أن تصور مالينوفسكي سياق الموقف لم يكن مناسبا تماما لاغراض النظرية اللغوية، فكان فيرث في حاجة إلى مفهوم للسياق يمكن أن يشكل في نظرية لغوية عامة مفهوم أكثر تجريدا من ذلك المفهوم، من أجل ذلك صنع فيرث إطارا لوصف سياق الموقف، وكانت مكونات السياق عنده: وبد ذلك جاء هاليداي الذي أهتم بالموقف من منظور سيميائي اجتماعي، وقد وضح أن اللغة تحيا فقط عندما توظف في محيط بعينه، ويحدد هاليداي عناصر النظرية السيمائية الاجتماعية للغة، بالنص والموقف والتنوع النصي أو السجل، والشفرة، والنظام اللغوي، والبنية الاجتماعية، وهذه العناصر تكون هي الأساس في نظرية اللغة السيميائية الاجتماعية، ويعنينا هنا الموقف. والموقف هو المحيط الذي يولد فيه النص، وقد أكد هاليداى ضرورة عرض الموقف في حدود أكثر تجريدا، وهذا يعني أن الموقف بنية لغوية اجتماعية نظرية. وأيضا هو بنية سيميائية، ويمكن أن تعرض البنية السيميائية لنمط موقفي على أنها مكونة من ثلاثة أبعاد: وجاء مورلي واضاف إلى ما تقدم ضلعا رابعا وهذا الضلع هو دور الخطاب role of discourse ويعني به وظيفته الاجتماعية. ويحاول بعض اللغويين التمييز بين الموقف والسياق، فإذا كان الموقف هو مجموعة العوامل الاجتماعية المختلفة، التي تكون خلفية الحدث الإتصالي ومحيطه، فإن السياق كما يرى مورلي فهو مستوى يقع بين الشكل form والموقف situation ويستخدم السياق عنده لجدولة مظاهر الموقف التي تؤثر في الشكل المختار. ومن ناحية أخرى فقد اتخذ سول الموقف عاملا من عوامل التمييز بين الرسالة المنطوقة والرسالة المكتوبة، ففي الرسالة المنطوقة يشترك المرسل والمستمع في موقف غير لغوي بعينه، وفي الرسالة المكتوبة ينبغي للكاتب أن يخبر القارئ بالموقف، ويؤكد سول على أهمية معرفة الموقف في فهم اللغة المنطوقة، وفي الوقت نفسه يشي إلى أن المحادثات المكتوبة لا تفهم من غير المشاركين فيها. وبالرغم من هذا التمييز بين الموقف والسياق فأن بعض اللغويون مازال يخلطون بينهما، كما في بحث بنية السياق عند دايك، وأيضا في قائمة السياق التي صنفها إنكست، جمع فيها ما أسماه عناصر السياق النصي وعناصر السياف الخارج عن النص التي هي الموقف. ومن الأفضل أن نجعل مثل هذا التمييز بين ثلاثة مفاهيم أساسية، هي الموقف، والسياق، والسياق الموقفي. فالموقف يبنى على العوامل الاجتماعية والثقافية والسلوكية التي تصاحب الحدث، أما السياق فيختص بالسياق اللغوي، أما السياق الموقفي فهو مشترك بين كلا النوعين. النص الأدبي بوصفه اتصالا. يرى كثير من علماء اللغة أن النص هو حصيلة الكفاءة اللغوية لمؤلف بعينه، وقد عني علم اللغة النصي بتوصيف النص من الناحية الاتصالية، وفي النص الأدبي لا نجد المرسل الذي ينقل رسالته إلى المستقبل نقلا مباشرا كما هي الحال عادة، ولكننا نجد موقفا اتصاليا داخل موقف اتصالي آخر. وأن الاتصال الأدبي يوجه إلى غير معروفيين للمؤلف، وفي النص الأدبي نجد أن هذا النص الذي ينتجه المؤلف على إطلاقه ويقبل اجتماعيا على إطلاقة أيضا. تأصيل التداولية عند العرب أو ارهاصات التداولية عند العرب. بدراسة التداولية نجد أن مبادئ التداولية الحديثة حاضر في تراثنا العربي، ولو بمصطلحات مختلفة، وذلك من بداية طلائع الدرس اللغوي، وصولا إلى النقاد والبلاغيين المتأخرين. فإذا بحثنا عن "مبدأ القصدية" لوجدنا له أثرا بينا عند سيبويه. ففي حديثه عن الأفعال التي تقتدي مفعولين، يكشف عن أن التأليف النحوي يخضع في المقام الأول لمراد المتكلم، فمثلا أصل (ظننت) أن يتعدى إلى مفعولين صريحين، نحو ظننت الجو صحوا، أو غير صريحين حيث يكونان في صورة الجملة المصدرية، وذلك عندما يكون قصد المتكلم ومراده أن يبين ما وقر عنده من حال المفعول الأول يقينا أو شكا. ويتضح ذلك ضمن نظرية الأمام الجرجاني، في إلحاقه الألفاظ للمعاني، وربطهما بمقاصد المتكلمين، وفي حديثه عن ذكر المفعول وحذفه، العائدين إلى مراد المتكلم قال: "فاعلم أن أغراض الناس تختلف في ذكر الأفعال المتعدية، فهم يذكرونها تارة، ومرادهم أن يقتصروا على إثبات المعاني التي اشتفت منها للقاعلين، من غير يتعرضوا لذكر المفعولين."، ومرة أخرى نجد إنه يذكر القصدية عند المتكلم تحت تسمية "معاني النفس"، ويربطها بغرض الناطق، فقد يوجب تقديما أو تأخيرا، أو حذفا أو ذكرا، أو وصلا أو فصلا. ومن جهة فإن القصدية ترتبط بالمخاطب أي الطرف المستمع، لا بوصفه طرفا منتجا أساسيا، بل مراعى في العملية التواصلية، لأننا إذ نتكلم لا ننظر إلى الآخرين باعتبارهم طرفا مستهلكا، مفعولا سلبيا بل طرفا فاعلا، وهذا ما أشار إليه سيبويه في باب الإخبار عن الذكر بالنكرة، باعتبار الحال مخاطب، قال:"وإنما حسن الإخبار ههنا- أي عبارة: ما أحد مثلك- عن النكرة حيث أردت أن تنفي أن يكون في مثل حاله شئ فوقه؛ لأن المخاطب قد يحتاج إلى أن تعلمه مثل هذا. ولو قلت. كان الرجل ذاهبا، فليس في هذا شيء تعلمه كان يجهله." ولكن في قالب التقعيد لآلة البلاغة، نجده عند الجاحظ كتب لما نقله أبو الأشعث عن الهنود، جاعلا من شروط التواصل الناجح أن يراعي المتكلم مخاطبه، "فلا يكلم سيد الأمة بكلام الأمة، ولا الملوك بكلام السوقة.". ويوضح أيضا أنه ينبغي للمتكلم أن يعرف أقدار المعاني، ويوازن بينهما وبين أقدار السامعين وبين أقدار الحالات، فيجعل لكل طبقة من ذلك كلاما ولكل حالة من ذلك مقاما. فلا عبرة أن يعمد المتكلم إلى ألفاظه، فينتقيها انتقاء، ثم ينظمها على ما يقتضيه أو مخالطته لفنون القول وأضرب الكلام، فلا بد أن ينتقي من ذخيرة التواصل ما كان من الألفاظ سهلا معتادا. وهو ما نص عليه الجاحظ والجرجاني، بل إن السامع هو معيار الكلام أحيانا، ودرجته تتحدد بناء على ردة فعله حياله فبلاغة اللفظ وشرف المعنى والبعد عن الشذوذ كان له التأثير المرغوب في السامع. كما يرى حازم القرطاجني أن التأثير يعد الغاية في كل موقف، وقد تنتهك بعض خصوصيات الخطاب بقدر ما تحقق الغاية المرجوة، وقد ذكر لذلك الانتهاك نموذجين؛ أولهما استعمال الإقناعات وهي خاصية ملازمة للحجاج في فن الخطابة وفي الشعر، وأما ثانيهما فاستعمال التخييل الذي هو قوام الشعر في مقولات الخطابة، لأن الغرض في القولين واحد وهو "إعمال الحيلة في إلقاء الكلام من النفوس بمحل القبول للتأثر لمقتضاه. وأيضا قد أشار إليها ابن سينا عندما اعتبر أن العرب إنما تقول الشعر لأحد غرضين، أولهما لتؤثر في النفس أمرا من الأمور تهيأ به لفعل أو انفعال، والثاني للعجب، والمقصود به التخييل المستعمل كأحد وسائل تقريب المعنى. وتعني التداولية أيضا بـ"العقد اللغوي" الذي يجب مراعاته لصالح عملية الخطاب بقصد التأثير؛ فالعقد هو القاسم المشترك بين طرفي الخطاب، انطلاقا من القاموس، أي الألفاظ وتواضعات ارتباطاتها بمدلولاتها وفق سنن الجماعة وصولا إلى قوانين التأليف، وهي قوانين تركيبية محضة، ثم قوانين التأويل وهي ذات مسارات دلالية عالية أبعد من تعيين الملفوظات لمسمياتها في عالم الأشياء. وقد نبه سيبويه أثناء تقعيده ضاما الأشباه لنظيراتها، إلى المرجعية اللغوية المحكمة الضابطة لكل استعمال، قال عن (ليس ولات) "واما أهل الحجاز فيشبهونها ب(ليس)؛ إذا كان معناها كمعناها، كما شبهوا بها (لات) في بعض المواضع"؛ ومعنى هذا أن مستعمل اللغة في بيئة ما، ومن أجل أن يحقق مقصده من عملية القول، لا بد أن يراعي عرف البيئة التي يوجد فيها، وقد قدم صورا للمقبول من القول مع التعليل، عندما حصر أضرب الكلام في باب (الاستقامة من الكلام والإحالة) فالمحال نحو أتـيتك غدا، أو سأتيك أمس، وما ذلك إلا لعدم اصوليتها في نظام التأليف العربي. فنجد الإشارات إلى المقام وضرورة مطابقة الكلام لملابساته وفي علاقة الموقف بالكلام تتولد فكرة الكفاءة، وقد أشار الجاحظ إلى هذه الفكرة وهو يتحدث عن النوكي عندما لم يستخدم الكلام في الموقف الذي يستدعيه. ومن أهم الجوانب التي يجب مراعاتها في التحليل التداولي، هو الجانب الغير اللغوي في التخاطب، فإننا نجد الجاحظ يكاد يحوز السبق في الإشارة إليه، عندما ينتبه إلى مختلف الوسائط التعبيرية ودورها في الإفهام والتعبير عن المعنى المراد إيصاله؛ وقد أرجع بيان الدلالة إلى خمسة أنماط أهمها الإشارة والنصبة، ومن أنواع الإشارة؛ الإشارة باليد، والرأس، وبالحاجب، والمنكب إذا تباعد الشخصان، وبالسوط والسيف فيكونا ذلك مانعا رادعا، ويكون وعيدا وتحذيرا، وهي من أدوات البيان التي يستعين بها المتكلم لزيادة الدلالة على معنى قد يقصر عنه الكلام؛ وفي الإشارة بالطرف والحاجب وغير ذلك من الجوارح يوضح بعض الأمور التي يسترها بعض الناس من بعض، وحسن الإشارة باليد والرأس من تمام البيان باللسان. أما النوع الثاني من أنواع ما قد يؤدي دور الكلام في الدلالة، ما أسماه الجاحظ النصبة، وهي الحال المعبرة عن نفسها من غير واسطة اللفظ، والتي تشير إلى ذاتها بلا يد. ودلالة هنا قائمة من جهة الربط بينها وبين الحال أو النصبة؛ والنصبة قد تضم توسعا واضحا فيما يكون التعبير به عن طريق الربط بين ما يبدو وبين ما هو خاف. ومن بعد الجاحظ نجد ابن جني الذي وضح أن طريقة الأداء الصوتي في التعبير قد تقوم وحدها في بيان المقصد والغاية مقام الكلام التام، فالصفة المحذوفة في (كان والله رجلا) غامضة، وغموضها الدلالي نابع من وجود الحتمالين مدح أو ذم، ولكان رأى ابن جني أن أداء لفظ اسم الجلالة (الله) يؤدي دور الإفصاح عن معنى المدح، وقد تقوم حركة الوجه مقام الإدلاء والتعبير. ونلاحظ إن ما كان للأصوليين الفقهاء من فضل في العناية بأطراف العملية التخاطبية أكثر من عناية اللغويين والنحاة والبلاغيين، ولا يعود ذلك إلى قصور هؤلاء عن بلوغ الغاية وبراعة أولئك، بقدر ما يعود إلى اهتمام كل فريق فالنحاة صبوا اهتمامهم على وصف الطريقة الأسلم للقول، أما الأصوليين فكان اهتمامهم في فهم التعبير الشرعي، قرآنا أو حديثا أو سنة عملية أو تقريرية أو إجماعا أو قياسا أو اجتهادا، وذلك لتعلقهم بالأحكام الشرعية، التي تؤثر في حياة الناس. فنجد أنهم اهتموا بأطراف الحكم الشرعي وهي أولا الحاكم وهو الله تعالى، وثانيا الحكم وهو مضمون خطاب الله تعالى للعباد المكلفين، ثالثا المحكوم فيه وهو الشأن المتعلق به الحكم، ورابعا المحكوم عليه وهم المكلفون، مع المراعاة لحال المخاطب ومراعاة سياق الموقف الذي قيل فيه والقصد منه. وبهذا نجد أن التداولية بمفاهيمها الأساسية كالسياق، وغرض المتكلم، وإفادة السامع، ومراعاة العلاقة بين أطراف الخطاب، ومفهوم الأفعال الكلامية يمكن أن تكون أداة من أدوات قراءة التراث العربي، وأن استخدام المنهج التداولي وتطبيقه في دراسة الظواهر المبنوية التركيبية يساعدنا في إثبات وجود أصول للتداولية في تراثنا العربي. موضوع التداوليات. التداوليات مصطلح وضعه في العربية الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن في عام 1970 كمقابل للمصطلح الغربي براغماتيقا، وحدد دلالة التداوليات بأنها: «هي الدراسات التي تختص بوصف -وإن أمكن بتفسير- العلاقات التي تجمع "الدوال" الطبيعية و"مدلولاتها" وبين "الدالين" بها.». فالتداوليات هي العلم الذي يهتم، كما يرى أوزفالد ديكرو، بدراسة «كل ما يتعلق، في معنى قول ما، بالمقام حيث يستعمل القول، وليس فقط بالبنية اللغوية للجملة المستعملة.». لكنها لا تكتفي بدراسة أثر المقام في الكلام، بل تهتم أيضا بدراسة أثر الكلام نفسه في المقام، مما يكشف أن موضوع التداوليات إنما هو العلاقات المتبادلة بين التعبير اللغوي والتأثير غير اللغوي في سياق التواصل والتخاطب بين مستعملي اللغة أو متداوليها. مصادر. الكتب العربية والمترجمة الرسائل الجامعية والمجلات العربية والمترجمة المراجع الأجنبية المذاهب الفقهية في الإسلام ظهرت الأحكام الفقهية على يد الرسول محمد، حيث كان يتنزَّل القرآن بالأحكام الشرعية، وكان النبي يُبيِّن هذه الأحكام للناس ويُفصِّلها ويُحدِّد شروطها، ويرسم الطريق القويم لكيفيتها وتنفيذها بقوله أو فعله أو تقريره (في المذاهب السُنيَّة)، ثمَّ بدأت تظهر المدارس الفقهيّة بسبب تطوُّر الحياة والحاجة لتبيان مختلف المسائل المُستجدَّة. المذاهب الفقهية الإسلامية. تقوم المذاهب الفقهية على استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة الواردة في القرآن والسنة وفق قواعد وأصول فقهية محددة، ويمكن تسميتها مدارس فقهية لاتفاقها في العقيدة والأصول والشريعة ولكن قد تختلف قليلا في الأحكام المستنبطة في حال كانت ضُمن مذهب واحد. والمذاهب الفقهية التي انتشرت بشكل واسع عند المسلمين، والتي أصبحت رسمية في معظم كتبهم وهي تمثل الاجتهادات الفقهية للمذاهب وأشهرها مذاهب الائمة الأربعة من أهل السنة والجماعة، وهم حسب ترتيبهم التاريخي كالاتي: المذهب الجعفري هو المذهب الفقهي الذي يتبعه أتباع المذهب الشيعي، وهو يشمل جميع التعاليم التي تلاها الرسول محمد والأئمة الاثنا عشر في فترة إمامتهم منذ 11 هـ لغاية 255 هـ. تعتمدُ محاكم بعض الدول الإسلاميَّة على جميع هذه المذاهب في الأحكام القضائية والأحوال الشخصية. كما توجد مذاهب أخرى موجودة على نطاق غير واسع: المذاهب الأربعة. المذاهب الأربعة هي المذاهب الفقهية الكبرى الأكثر انتشارا واشتهارا في العالم الإسلامي، والتي حظيت بالاهتمام والتدوين والبحث والدراسة، وكان لها قبول واسع بين الناس وعملوا بها وتناقلوها منذ تأسيسها إلى وقتنا الحالي، وهي أشهر مذاهب أهل السنة والجماعة على الإطلاق، وإنما ظهر تخصيصها بالسنية؛ بسبب ظهور المذاهب المخالفة لجمهور أهل السنة والجماعة. وقد تلخص من مدرسة فقه الكوفة صياغة: المذهب الحنفي وأول من صاغه إمام المذهب: أبو حنيفة النعمان، وتلخص من مدرسة فقه المدينة صياغة المذهب المالكي وأول من صاغه إمام المذهب: مالك بن أنس، وتلخص المذهب الشافعي من مدرسة فقه مكة، ومؤسسه محمد بن إدريس الشافعي، أخذ عن مالك، وعن أصحاب أبي حنيفة، وعن غيرهم من فقهاء مكة والمدينة وغيرهم، وجمع بين مذهب أهل العراق وبين مذهب أهل الحجاز، واهتم باللغة وقواعدها، وصاغ علم أصول الفقه، وهو أول من صاغ المذهب الشافعي. وأخذ أحمد بن حنبل عن الشافعي، وتأثر بفقه سفيان الثوري واهتم بالحديث، وهو أول من صاغ المذهب الحنبلي. ترجع نسبة الحنفية إلى الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت بن التيمي الكوفي، الذي ولد سنة 80 للهجرة وكان فقيها ورعا، عمل على مبدا القياس في مصادر الفقه والمقارنة بينها ومراجعة نصوص اسنادها ليزيد من معرفته في الشؤون الفقهية. ولقد طلبه المنصور ليسند إليه القضاء فرفضه خوفاً من أن يظلم أحد، فحبسه المنصور لرفضه وتوفى سنة 150 للهجرة. ومع تعدد الأئمة إلا أنه لم يحصل اختلاف بين مذاهب أهل السنة في أمور الاعتقاد مثل (أصول الدين) وإنما كان اختلافهم في بعض الأحكام التشريعية، إما لعدم توفر دليل صريح من الكتاب والسنة، أو لضعف حديث بحيث لا تقوم بهِ حجة، أو لغيره من الأسباب. الظاهرية. المذهب الظاهري نسبة إلى مؤسسه داود بن علي الأصفهاني الظاهري، وجاء من بعده ابن حزم الأندلسي، ومن أهم كتب المذهب: المحلى بالآثار في الفقه، والإحكام في أصول الأحكام، في أصول الفقه. وتسميتهم بذلك؛ لأن أساس مذهبهم: العمل بظاهر القرآن والسنة، مادام لم يقم دليل على إرادة غير الظاهر، ثم عند عدم النص، يأخذ بالإجماع، بشرط أن يكون إجماع علماء الأمة قاطبة، وقد أخذ الظاهرية بإجماع الصحابة فقط، فإن لم يوجد النص أو الإجماع أخذوا بالاستصحاب. وقد أنكروا القياس وأبطلوا العمل به وجعلوا المدارك كلها منحصرة في النصوص والإجماع وردوا القياس الجلي والعلة المنصوصة إلى النص؛ لأن النص على العلة نص على الحكم في جميع محالها. كما أنهم لا يقبلون التقليد ولا العمل بالاستحسان وسد الذرائع وتعليل نصوص الأحكام بالاجتهاد. وقد انتشر هذا المذهب في الأندلس، وأخذ في الاضمحلال في القرن الخامس، ثم انقرض تماماً في القرن الثامن. الجعفرية. هو مذهب الشيعة الإمامية يُنسب إلى جعفر الصادق، لا يعتمدون في الفقه بعد القرآن إلا على الأحاديث التي رواها أئمة الشيعة من آل البيت، كما أنهم يرون فتح باب الاجتهاد، ويرفضون القياس غير المنصوص العلة، وينكرون الإجماع إلا إذا كان الإمام داخلاً فيه. وينتشر هذا المذهب حاليا في إيران والعراق. وفقه الإمامية لا يختلف في الأمور المشهورة عن فقه أهل السنة إلا في سبع عشرة مسألة تقريباً، من أهمها إباحة نكاح المتعة، وإيجاب الإشهاد على الطلاق، وتحريم ذبيحة الكتابي وتحريم الزواج بالنصرانية أو اليهودية، وتقديم ابن العم الشقيق في الإرث على العم لأب، وعدم مشروعية المسح على الخفين، ومسح الرجلين في الوضوء، ويزيدون في أذانهم: «أشهد أن علياً ولي الله»، و«حي على خير العمل»، وتكرار جملة: «لا إله إلا الله». الزيدية. مذهب الزيدية هو مذهب فقهي شيعي يُنسب إلى زيد بن علي، ويعد مذهب الزيدية أقرب المذاهب الشيعية إلى مذهب أهل السنة، ويميل الفقه الزيدي إلى فقه أهل العراق وخصوصا فقه الحنفية، ولايختلف كثيراً في عهد ظهور الزيدية الأولى عن فقه أهل السنة، ويخالفون في مسائل معروفة منها: عدم مشروعية المسح على الخفين، وتحريم ذبيحة غير المسلم، وتحريم الزواج بالكتابيات، مستدلين بقوله تعالى: . ويزيدون في الأذان لفظ: «حي على خير العمل»، ويكبرون خمس تكبيرات في الجنازة، ويتفقون مع أهل السنة في تحريم زواج المتعة، فلا يجيزونه، وخالفوا الشيعة الإمامية القائلين بإباحة زواج المتعة. ويعتمدون في استنباط الأحكام على القرآن والحديث والاجتهاد بالرأي، والأخذ بالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة والاستصحاب. مذاهب أخرى غير مشهورة أو مندثرة. هناك مذاهب فقهية أخرى غير المذاهب الأربعة، لكن لم تتوفر فيها كل المزايا التي توفرت في المذاهب الأربعة، ومن هذه المذاهب ما لم تستكمل صياغتها، أو لم تشتهر، ونقلت منها أقوال ضمن كتب المذاهب الأربعة. وظهرت مذاهب فقهية كثيرة، لكن هذه المذاهب انقرض ذكرها، واندرس أثرها، منها: انتشار المذاهب في الدول الإسلامية. تنتشر جميع المذاهب في مختلف الدول الإسلامية، والمذاهب المُنتشرة بشكل كبير في هذه الدول هي: انظر أيضًا. كتاب اختلاف الأئمة العلماء لابن هبيرة رشَيد بن مسعود بن سعد بن سعيدان بن فاضل الهزاني مؤسس الحريق، هو مؤسس بلدة الحريق في نجد وأول أمرائها نشأ في بلدة نعام، قبل أن يحرق الشجر في بطن وادي نعام وأسس بلدة الحريق في ذلك الموضع، وذلك عام 1040 هـ (1630 م) ويذكر المؤرخ حمد الجاسر (وقد توالت إمارة نعام على أيدي شيوخ قبائل وكان آخرهم أسرة القواوده المعروفين حالياً بالذواوده وهم من بني عامر من قبيلة سبيع، وكان ذلك عام (1040هـ) وفي هذا التاريخ انتقلت الإمارة منهم إلى رشيد بن مسعود، وبقيت في ابنه راشد بن رشيد بن مسعود جد آل هلال وذريته من بعده إلى يومنا هذا) ويتفرع من الأمير رشيد بن مسعود الهزاني عدة أسرة ويسمون "الهزازنة" وهم: آل تركي، آل عبد الله، آل مشاري، آل عيسى، آل سيف، آل ماجد، آل فيصل، آل غيث، آل ناصر، آل هلال، آل سعد، آل زومان آل قمري، آل عثمان.. هؤلاء هم من ذرية مؤسس الحريق رشيد بن مسعود الهزاني. سَرَقُوسَة أو سيراكيوز (Syracuse بالإنجليزيّة، وسميت على اسم المدينة الصقلية Siracusa وعرفها العرب باسم سرقوسة)، هي مدينة أمريكية في ولاية نيويورك تعد المركز الصناعي لولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، يطلق عليها اسم مدينة الملح نظرا لشهرتها بإنتاج كميات كبيرة من الملح. يبلغ عدد سكانها 140.658 نسمة (إحصائيات 2006)، بينما يبلغ عدد سكان منطقتها الحضرية 732.117 نسمة (إحصائيات 2002). يقع مركز سيراكيوز على ضفاف بحيرة أونون داجا بوسط نيويورك، ويضم ما يقرب من 500 مصنع يتم فيها إنتاج أشياء عديدة، مثل: الكيميائيات والخزف والأدوية والآلات الكهربائية، والورق ووسائل المواصلات، جعلت هذه المنتجات من المدينة مركزا تسويقيا لمنتجات المزارع القريبة منها. سيراكيوز فيها جامعة سيراكيوز وكليات صغيرة آخرى. المناخ. يظهر الجدول التالي التغييرات المناخية على مدار السنة لسيراكيوز: توأمة. لسيراكيوز (نيويورك) اتفاقيات توأمة مع كل من: محسن بن عثمان الهزاني أمير وشاعر عربي، يعد من أشهر أعلام الشعر النبطي في الجزيرة العربية، ولد عام 1145هـ في الحريق، وتوفي عام 1210هـ. من أشهر شعراء نجد في القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي) ويلقب بأمير الشعر الغزلي فقد أدخل الأوزان المسماة بالسامري ذات القافيتين. وتولى إمارة الحريق فترة من الزمن ثم اعتزل الامارة وهو ينحدر من قبيلة الهزازنة من قبيلة عنزة أمراء الحريق في نجد الجنوبية. ويعتبر مجدد محدث الشعر الشعبي لإدخالة بعض اوزان الشعر ومن أشهر قصائده الاستغاثة. اسمه. " محسن (عبد المحسن) بن عثمان بن رشيد بن مسعود الهزاني، من أسرة الهزازنة التي تنتسب إلى رشيد بن مسعود بن سعد الهزاني الوائلي نسبة إلى وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان". شاعريته. نال الشاعر الهزاني شهرة كبيرة في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي؛ وذلك لقوة شاعريته وموهبته الشعرية الفذة، حيث تميزت قصائده بدقة الوصف وقوة المعنى وصدق العاطفة مما جعله يبرز في شعر الغزل. قالوا عنه. قال طلال السعيد: " الشاعر محسن هو شاعر الغزل الكبير اشتهر شعره بين الناس وأصبح شعره مضرباً للمثل في كل زمان ومكان حتى قيل: (لو كنت الهزاني) لكل من أولع بالغرام أو اشتهر بالغزل". قال الجهيمان: " محسن الهزاني شاعر غزل من عائلة لها مكانة ويسار ولذلك ولذلك فإن معظم شعره في الغزل والإخوانيات..." قال عبدالله بن خميس: " كان محسن شاعراً مجيدًا إلى أقصى درجات الإجادة، ولم أرً من شعراء النبط -قبله ولا بعده- من تقدمه، خصوصاً في الغزل والوصف فلقد أبدع أيما إبداع وجاء بصور وابتكارات، في منتهى الروعة والجمال". وفاته. توفي في بلدته الحريق عام 1240هـ، وكان في الخامسة والتسعين من عمره. الفالج أو الشلل النصفي هو أشد أنواع الخزل الشقّي. الخزل الشقّي هو خزل الجانب الأيسر أو الأيمن من الجسم، والفالج أو الشلل النصفي هو الخزل الشقّي في شكله الأكثر حدة إذ أنه يؤدي إلى شلل تام لأحد جانبي الجسم. يمكن للفالج أو الخزل الشقّي أن يحدثا بسبب ظروف طبية مختلفة، وذلك يشمل الأسباب الخَلقية أو الوراثية، أوالصدمة، أو الأورام، أو السكتة الدماغية. الأسباب. 1-المؤثرات الخارجية على الدماغ : كالسقوط من مرتفع. أو الاصطدام بجسم صلب، أو في حوادث الدهس. ويحدث الفالج هنا بما تسببه هذه العوامل من نزف دماغي وانضغاط الدماغ. 2-بعض آفات الـدماغ : كالخراج الدماغي، وأورام الدماغ، وسرطانات الدماغ. وذلك بسبب تخريبها للخلايا الدماغية أو الضغط عليها. 3-بعض الأمراض العامة التي تصيب السحايا الدماغية : كالتدرن، والنزف السحائي. 4-تصلب الشرايين : إن هذا المرض لا يسبب الفالج... ولكـن اختلاطاته هـي السبب فـي ذلك. ومن أهم هذه اختلاطات : 5-النزف الدماغـي : يحدث هذا النزف لدى المصابين بالتصلب الشرياني الدماغي (أو تصلب شرايين الدماغ) عند ارتفاع الضغط الشرياني لديهم إثر التعب أو الجهد، أو بعد صدمة نفسية مفاجئة. وبارتفاع الضغط الشرياني هذا... ينفجر أحد شرايين الدماغ ويتجمع الدم مخرباً الأنسجة الدماغية وضاغطاً عليها. وفـي أغلبية الحوادث يكون النزف الدمـاغي مميتاً، ولكن المريض.. إنَّ … شفي … فإنه يصاب الفالج. 6-التخثر الشرياني : ويقصد به إصابة بعض شرايين الدماغ بالخثرة ((Thrombus وهذه الخثرة إذا ما كبرت وسدت قناة الشريان، انقطع الدم عن المنطقة الدماغية التي يغذيها ذلك الشريان، فتتخرّب أنسجتها … ويحدث الفالج. 7-الصمـة الدمـاغيـة : إذا أصيبت الشرايين الدماغية بالصمة (Embolus.) الدمـوية، حـدث المـوت فـي الخـلايـا الدماغية التـي ينقطع عنهـا الإرواء الدمـوي، وأدى ذلك إلـى ظهـور الفالج الأشكال والأعراض. لا شك أنَّ العرض الأساسي - في الفوالج - هو الشلل الذي يتناول أحد شقي الجسم، إنَّ الفالج - بصورة عامة - يغلب له أنْ يبدأ رخواً ثم يصبح تشنجياً. كما أنَّ حدوثه قد يكون مفاجئاً وقد يكون تدريجياً، وهذا الأمر يخضع للأسباب، كما في المثالين التاليين : أولا - الشكل المفاجيء : وأوضح مثال عليه ؛ هو الفالج الذي يحدث بالصمة الدماغية. فالصمة تسد الشريان سداً مفاجئاً، ولذلك فإن الفالج أيضاً يحدث فجأة. فيهوي المريض على الأرض، ويفقد الوعي فقداناً تاماً وتـُفقـد الحركة تماماً، ويرتخي جسم المصاب. وتسمى هذه الحالة (السكتة Apoplexy). هذا وإن الفالج الذي يحدث بالنزف الدماغي يبدأ مفاجئاً أيضاً. ثانيا - الشكل التدريجي: ومثالنا عليه ؛ الفالج الحادث بالتخثر الشرياني. فإذا تذكرنا أنَّ التخثر يبدأ في جدار الشريان... ثم تكبر الخثرة تدريجياً إلى أنَّ تسد الشريان ؛ استطعنا أنَّ نتصور كيف أنَّ الفالج هنا يحدث بشكل تدريجي. وهو يبدأ بالضعف العضلي، ثم تصبح الحركات صعبة، وقد تحدث نوبات من العرج المتقطع (غير الدائم) أول الأمر، ثم يتكامل الشلل بعد ذلك إنَّ نسبة الشفاء في هذه الحالة عالية، وتتحسن حال المريض - ولو بشكل بطيء - خاصة عندما تبدأ معالجته في وقت مبكر، أما إذا تأخر ذلك أكثر من شهرين فالشفاء غير ممكـن المعالجـة إنَّ المعالجة العامة للفالج تتضمن الفقرات التالية المعالجة السببيـة : توجّه المعالجة إلى السبب المحدث للفالج، كاستئصال الورم الدماغي جراحياً، أو معالجة الحالات الالتهابية عند وجودها، أو إعطاء مضادات التخثر عندما يكون التخثر الشرياني هـو السبب. التغـذيـة : ينبغي الاعتناء بتغذية المريض، وتُستحسن الأغذية النباتية، وتعطى الفيتامينات مع الكمية الوافية من السوائل. وعند تعذر التغذية يلزم اللجوء إلى تنقيب المعدة (أي إدخال الأنبوب إلى المعدة عن طريق الأنف لإجراء التغذية بواسطة الأنبوب)، أو اللجوء إلى التغذية عن طريق الوريـد. تجنب الاختلاطات : تُعطى المضادات الحيوية لعلاج الاختلاطات الالتهابية وخاصة الالتهابات الرئويـة. مـنـع التقفعـات : إنَّ التشنج العضلي قد يتحول إلى تقفع (وهو تشنج دائمي غير قابل للارتخاء). وللحيلولة دون حدوث ذلك يجب تحريك المفاصل، وعندما تتحسن حالة المريض يلزم تشجيعه على أنْ يُجرى الحركات بنفسه... وتعطى له بعض التمرينات الخفيفة أولاً ثم نتدرج بتصعيبها رويداً رويداً. المعـالجـة النفسـية : وتكون بإعادة الثقة إلى نفس المريض، وتشجيعه على تحمل مرضه، وتعويده على القيام ببعض الأعمال البسيطة. ولنعلم أنَّ أعراض الشلل لا تزول نهائياً بعد شفاء المرض - وخاصة شلل الأطراف العليا - ولذلك فإن للمعالجة النفسية أهمية كبيرة حتى بعد شفاء المرض. التمريـض : 1-المحافظة على طريق التنفس : وذلك بإزالة المفرزات القصبية بجهاز المص، وإمالة الرأس إلى أحد الجانبين لمنع المفرزات من الدخول إلى القصبات وسـدها. 2-العناية بالجلد : وتعتمد على تدليل الجسم وتنظيفه وتلطيفه بالمساحيق المحافظة مثل (Talc) وتنظيف فراش المريض وترتيبه وتبديل وضعية المريض – كل ساعتين مثلاً – لتجنب حدوث قرحة الفراش، وهو التقرح الجلدي الذي يحدث في الأماكن التي تنضغط بالاضطجاع المـديد. 3-العناية بالمثانة : وخاصة عند حدوث انحباس البول، فيجب أنْ نقسطر المثانة كل ثماني ساعات وسطياً، والأحسن أنْ نثبت القسطرة لمنع الالتهابات البولية 4-العنـاية بالأمعـاء : ويكون ذلك بإعطاء الملينات وإجراء الحقن الشرجية في حالة حدوث الإمساك الشـديد مشاهير أصيبوا به. وقد أصيب بمرض الفالج: إعصار بيتا ، هو إعصار تشكل في 30 أكتوبر 2005 فوق البحر الكاريبي بعد تحوله من عاصفة استوائية. استراتيجية الوقت الحقيقي (Real-Time Strategy أو RTS) أو "" هي لعبة فيديو حربيّة يتحكّم فيها كلٌّ لاعبٍ بجيشٍ يتكون من العديد من الوحدات، ويهدف اللّاعبون إلى تدمير بعضهم البعض للانتصار. إستراتيجيّة الوقت الحقيقي هي أحد نمطي الألعاب الاستراتيجيّة، وبخلاف النّوع الآخر (إستراتيجية تناوب الأدوار)، فإنّ ألعاب استراتيجيّة الوقت الحقيقي تتميّز بوجود نظام وقتٍ حقيقي بدل نظام الأدوار، مّما يجعل مرور الوقت مستمرّاً، لذا يمكن لجميع اللّاعبين تحريك وحداتهم في نفس الوقت بدون التقيّد بأدوارٍ متعاقبة. بدأ هذا النوع من الألعاب في الثمانينيات ولكنه اشتهر في منتصف التسعينيات. مبدأ معظم ألعاب استراتيجيا الوقت الحقيقي على بناء قاعدة حربية وقوات، والعمل على تطويرها من خلال الاعتماد على بعض الموارد والثروات، ومحاولة الإطاحة بالقوات المعادية. من أبرز الألعاب الأكبر مبيعاً حول العالم والتي تم إصدارها في 30 أكتوبر 1996. أنديرا غاندي، ( 19 نوفمبر 1917 - 31 أكتوبر 1984)سياسية هندية، المرأة الوحيدة التي تولت منصب رئيس وزراء الهند ولحد الآن وقد شغلته ثلاث فترات متتالية (1966-1977) والفترة الرابعة (1980-1984)، انتهت باغتيالها بيد أحد المعارضين السيخ المتطرفين. وقد كانت رئيسة حزب المؤتمر الوطني الهندي والشخصية المحورية فيه، وهي ابنة جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند. كانت غاندي ثاني امرأة تشغل منصب رئاسة الوزارة في العالم بعد سيريمافو باندرانايكا في سريلانكا. اشتهرت أنديرا بميلها نحو فكرة عدم الانحياز في نطاق التعاون مع جمال عبد الناصر والمارشال تيتو. كما أن اسم أنديرا معروف في كافة أنحاء العالم كرئيسة لوزراء الهند، كانت امرأة ذات شأن في العالم، وأصبحت الهند بقيادتها بلداً قوياً، أحرز تطوراً في مختلف المجالات. كما أنها أضفت نوعاً جديداً من النشاط على السياسة الدولية بدفاعها عن البلدان الفقيرة والمتخلفة في العالم، وكانت من المكافحين لتحقيق السلام العالمي أيضاً. ولادتها ونشأتها. أنديرا غاندي (بالهندية: इंदिरा प्रियदर्शिनी गांधी ), رئيسة وزراء الهند، ولدت في 19 نوفمبر 1917م في مدينة الله آباد وكانت الطفلة الوحيدة لجواهر لال نهرو، واغتيلت في 31 أكتوبر 1984م. تلقّت تعليمها في أماكن مختلفة في بون وشانتيني كيتان وفي المدارس السويسرية، و الإنكليزية، وصارت عضواً في جناح الشباب من حزب العمال. وانخرط والدها وجدّها في كفاح الهند من أجل الحرية؛ وهذا ما شكّل انطباعاً قوياً في ذاكرة أنديرا، وعندما بلغت الثالثة عشرة من عمرها نظّمت أنديرا جيش القردة الذي وضّح هدفها في القتال من أجل استقلال بلدها. انتسبت أنديرا إلى حزب المؤتمر الهندي عام 1939م، تزوجت عام 1942م من فيروز غاندي الذي غيّر اسمه من "فيروز خان" وكان صحفياً، ومن أتباع الديانة البارسية الزرداشية عام 1942م، ومات عام 1960م بعدما أنجبت له صبيّين، وقد ألحَّ عليها والدها نهرو لتحمّل عبء الحكم، وبخاصة بعد موت زوجته التي كان يخطط لها كي ترث الحكم بعده. كما اتّسم عهدُها بإنجازات عظيمة لبلدها؛ ولا سيما تأميمها للبنوك واحتلالها لبنغلاديش وبرنامجها المؤلف من عشرين بنداً لانتشال الفقراء؛ وترؤِّسها لحركة عدم الانحياز. توليها منصب رئاسة الوزراء في الهند. في عام 1966م مات رئيس الوزراء لال باهادور شاشتري، خليفة نهرو، فقرّر حزب المؤتمر الحاكم تعيين أنديرا رئيسة للوزراء، وكانت أول امرأة تصبح رئيسة للوزراء في الهند، وهي ابنة جواهر لال نهرو الذي كان أول رئيس وزراء للهند بعد جلاء قوات الاحتلال الإنكليزي. بَنَتْ إنديرا للهند جيشاً قوياً، وتمكنت من إنتاج القنبلة النووية الهندوسية، وجعلت جميع جيران الهند يخشون بأسها، وفي عام 1971م، قامت بغزو باكستان الشرقية، وأقامت فيها دولة بنغلاديش، وأحرزت أول نصر ضد باكستان. أصبح ابنها راجيف غاندي لاحقا رئيسا للوزراء، على رغم أنها تحمل لقب غاندي لكنها لا تمت بصلة قرابة مع المهاتما غاندي الذي ساعد الهند في استقلالها. إعلانها حالة الطوارئ في الهند. استمرت الأمور طيبة حتى عام 1975م حين انتشرت روائح الفضائح، وأعلنت المحكمة العليا في مدينة الله آباد أن الانتخابات تعرّضت للتزوير، وأنّ رئيسة الوزراء يجب أن تستقيل. أما إنديرا من جهتها، فكانت تمهّد لولدها سانجاي غاندي ليكون وريثها في الحكم، ولذلك أعلنت حالة الطوارئ في الهند بدل أن تقدّم استقالتها، ثم اعتقلت ألوف الخصوم السياسيين، وعلّقت الحقوق المدنية، وفرضت الرقابة على الصحف، وبدأت حكماً دكتاتورياً. في عام 1977م، شعرت إنديرا أن الحكم استقر لها ولعائلتها، فلم تشعر بالخوف من الدعوة إلى إجراء انتخابات عامة، وتجاهلت جميع الفضائح التي أحاطت بها، وبخاصة برامجها لإجبار الرجال على التعقيم ضمن خطة لتخفيض النسل في الهند. خسارتها في الانتخابات. خسرت إنديرا الانتخابات، وفاز حزب جاناتا، وقام رئيس الوزراء الجديد بإلغاء حالة الطوارىء، ثم تنحّى عام 1980م، وعادت أنديرا لتصبح رئيسة الوزراء من جديد. وفاة ولدها سانجاي. في تلك السنة، وقع حادث مفجع لولدها سانجاي، إذ سقطت به طائرته التي كان يمارس بها هواية التحليق والطيران، وكانت ضربة قاسية لأحلام أنديرا في الاستمرار والبقاء على كرسي الحكم، هي ونسلها. أما أرملة سانجاي (مانيكا)، فلم تحب حماتها، بل شكّلت حزب معارضة خاص بها. ظلّت فكرة الحكم تستحوذ على ذهن أنديرا، فجعلت ولدها راجيف الذي لم يكن يملك مؤهلات الحكم والسلطة يحتلّ مقعداً في البرلمان الهندي، ويحل محلّ أخيه القتيل في اللجنة التنفيذية لحزب المؤتمر الحاكم. سياسة أنديرا غاندي. سياستها تجاه الشرق الأوسط. أظهرت أنديرا غاندي دعمها للفلسطينيين في مقاومتهم، ورفضت التطبيع مع إسرائيل ودأبت على انتقاد الهيمنة الأمريكية على سياسة الشرق الأوسط. كانت غاندي تنظر لإسرائيل كدولة دينية كما تنظر لباكستان لأنها رغبت في استمالة العرب إلى جانبها في صراعها الدائم مع باكستان حول إقليم كشمير. بالرغم من العداوة المعلنة، قامت غاندي بتدشين قناة تواصل سرية مع إسرائيل لتقديم التعاون الأمني والاستخباراتي بنهاية الستينيات. السياسة الداخلية. واصلت أنديرا سياسة القبضة الحديدية تجاه الطوائف الأخرى في الهند، وبخاصة طائفة السيخ مجزرة أمريتسار. بسبب خلاف نشأ بين زعيم السيخ الروحي سانت جارنيل سينغ بيندرا نويل وبين الحكومة الهندية بزعامة أنديرا غاندي اعتصم زعيم السيخ مع مجموعة كبيرة من أتباعه في معبدهم (المعبد الذهبي)، الذي يُعد المكان المقدس ورمز هوية السيخ، وأضربوا عن الطعام مما اضّطر أنديرا غاندي لإصدار أوامرها باقتحام منطقة السيخ المحصنة في مدينتهم أمريتسار وهناك حدثت معركة رهيبة راح ضحيتها أكثر من 500 شخص وجرح من الطرفين ما يزيد على الألف شخص كما اعتقل أكثر من ألفي شخص من السيخ وقُتل في تلك المعركة زعيم السيخ سانت بيندرا. وقد أدت هذه الأحداث إلى إحساس السيخ بشعور من الحقد والضغينة تجاه أنديرا غاندي، وأضمروا لها الشر وخصوصاً بعد اكتشافهم للدمار والخراب الذي أُصيب به معبدهم وقرروا جعل أنديرا تدفع الثمن، وتنال عقوبتها العادلة، فقامت مظاهرات صاخبة استمرت لأيام متوالية كانت تطالب بقتل أنديرا غاندي مما دفع أنديرا غاندي لاعتقال المزيد من السيخ وإيداعهم السجون، وهو ما تسبّب في وضع نهاية لحكم أنديرا غاندي. فقد كانت إهانة المعبد الذهبي على مر التاريخ عاملا مؤججا للنزاع والتمرد، ففي عام 1857م شهد تمرداً سالت فيه الدماء، كما شهد مذبحة سنة 1919م على يد الإنجليز، كانت إحدى أسباب إنهاء الحكم البريطاني في الهند، وها هي مشاعر السيخ الثائرة للمعبد الذهبي تسببت في وضع نهاية لحكم أنديرا غاندي. إغتيالها. لم يكن يخطر في بال الرئيسة أنديرا غاندي أن يقوم أحد من حراسها الخاصين والمدربين على حمايتها باغتيالها. ولم يخطر في خلدها أن تقوم بعزل أحدٍ من السيخ من أعضاء حرسها الخاص لشعورها بمحبتهم لها. وفي الساعة التاسعة من صباح يوم الأربعاء الموافق 31 من شهر أكتوبر سنة 1984م، وبينما كانت خارجة من منزلها متجهة إلى مقر عملها سيراً على الأقدام حيث كان ينتظرها فريق تصوير تلفازي بريطاني في مكتب الوزارة، سار خلفها عدد من رجال الحرس. وفي نهاية الممر كان يقف اثنان من الحراس اللذين تبّين - فيما بعد - أنّهما من السيخ. وما أن وصلت أنديرا قريباً منهما حتى أطلق أحدهما النار من مسدسه فأصابها بثلاث طلقات في بطنها، ثم قام الثاني بإطلاق النار من بندقيته الأوتوماتيكية، فأفرغ 30 طلقة، فأصيبت بسبع رصاصات في البطن، وثلاث في صدرها، وواحدة في قلبها. اندفع رجال الحرس لإمساك القاتلين، فقال أحدهما : (لقد فعلت ما أردت فعله... إفعلوا ما تريدون الآن...) وعندما حاول الآخر انتزاع السلاح من أحد الحراس، أطلق النار، فقتل أحدهما، وجرح الآخر. هرعت سونيا (زوجة راجيف الإيطالية) لدى سماع صوت الطلقات، وشاهدت الحرس ينقلون أنديرا إلى سيارة الليموزين البيضاء، فاحتضنت رأس حماتها، فيما هرعت السيارة إلى مشفى معهد عموم الهند للعلوم الطبية. اجتمع 12 طبيباً حول الجثة، وخاف الجميع من مغّبة غضب العائلة المالكة، فراحوا ينقلون الدم إلى الجثة الهامدة، فأفرغوا 88 زجاجة دم، واستخرجوا سبع طلقات من جسمها... وكأنهم سيعيدونها إلى الحياة.. وفي النهاية اضطروا إلى إعلان وفاتها بشكل رسمي في 31 من شهر أكتوبر من عام 1984م. عاد ولدها راجيف (طيار مدني) بالطائرة من كالكوتا ليسمع خبر الموت، وفي اليوم ذاته، اختاره حزب أمّه ليصبح رئيساً للوزراء بدلاً عنها، فصار ثالث شخص في عائلة نهرو يحتل منصب رئيس وزراء الهند. جنازتها. حسب الطقوس الهندوسية، أُحرق جثمان أنديرا على ضفة نهر جامونا في البقعة التي شهدت إحراق جثة الماهاتما غاندي و جواهر لال نهرو و شاستري غاندي، فيما بدأت مذابح هندوسية بحق أبناء ديانة السيخ الذين ذبح منهم الألوف. وكما هي العادة، تلجأ الأنظمة إلى اختراع وجود عدو خارجي لتعمي العيون عن الصراع الداخلي، فقالت الهند : إن المخابرات الباكستانية رتّبت اغتيال أنديرا (وقد أعدم القاتل الأسير في يناير سنة 1989م). ومن أجل تصفية الأجواء، قام الرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق بإعلان الحداد الوطني، وأعلن عن زيارة مزمعة إلى نيودلهي. أما راجيف فقد دخل جواً جديداً لم يكن يتمنّاه. جامعة ليلند ستانفورد جونيور ، اشتهرت بجامعة ستانفورد هي جامعة أمريكية بحثية خاصة تأسست الجامعة في عام 1885 على يد ليلاند ستانفورد، وافتتحت في 1 أكتوبر1891، وقد بدأ وادي السيلكون منها بالستينات من القرن الماضي . تقع في جنوب شرق سان فرانسيسكو بحوالي 37 ميلاً وشمال غرب سان خوسيه بحوالي 20 ميلاً في ولاية كاليفورنيا بالقرب من مدينة بالو ألتو. التأسيس. تأسست على يد ليلند ستانفورد الحاكم السابق وعضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا وقطب السكك الحديدية، وزوجته جين ستانفورد، في ذكرى وفاة طفلهم الوحيد ويلاند ستانفورد الابن، الذي كان قد مات من حمى التيفوئيد في سن 15 قبل عام فقط. أول انتساب لجامعة ستانفورد كان في 1 أكتوبر 1891، كما انها كانت مختلطة وغير طائفية. حيث كان التعليم مجاني للغاية عام 1920. كافحت الجامعة ماليا بعد موت ليلاند ستانفورد سنة 1893 ومرة أخرى بعد أن تضررت كثيرا من الحرم الجامعي من زلزال سان فرانسيسكو 1906. وبعد الحرب العالمية الثانية، قام نائب مدير الجامعة فريدريك تيرمان بدعم أعضاء هيئة التدريس ورجال الأعمال الخريجين منها ببناء صناعة محلية مكتفية ذاتيا في مجال ما عرف لاحقا باسم وادي السليكون. الحرم الجامعي. بها أكبر حرم جامعي في أمريكا حيث يقع شمال سانتا كلارا وادي مجاور لبالو ألتو وبين سان خوسيه وسان فرانسيسكو مساحته 33.1 كم مربع. من أفضل الجامعات بالعالم ـ توازي شهرتها جامعات معهد ماساتشوستس للتقنية وجامعة كمبريدج وجامعة هارفارد. وقد بدأ وادي السيلكون منها بالستينات. كما وأنها تدرج في موقعها الإلكتروني كورسات متكاملة بالفيديو لعدد من المواد، مرفق معها كتب مقروءة لما يقوله الاستاذ . وأيضا الامتحانات والواجبات المنزلية "home works" مما تعد فرصة مثالية للدراسة لكل من يعاني عدم فهم لمادة ما في أي مكان في العالم . مثل الذكاء الصناعي وعلم الروبوتات وغيرها ويسجل بالجامعة حوالي 6,700 طالب لدارسي الباكلوريوس و8,000 طالب للدراسات العليا كل سنة من الولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم و هي جامعة كبرى بها أقسام متميزة بالفيزياء والأحياء والهندسة والطب والقانون والسياسة وعلم النفس... نيقولا الثاني (بالروسية: Николай II, Николай Александрович Романов، نسخ الروسية: نيكولاي الثاني، نيكولاي ألكسندروفيتش رومانوف)(18 مايو [ن.ق. 6 مايو] 1868، تسارسكوي سيلو (بوشكين حاليًا)، سانت بطرسبرغ - 17 يوليو 1918، ييكاتيرينبرغ)، آخر أباطرة روسيا، وملك بولندا (اسميًا)، والدوق الأكبر لفنلندا، استمر حكمه لروسيا من 1 نوفمبر [ن.ق. 20 أكتوبر] 1894 عند وفاة والده الإمبراطور ألكسندر الثالث، وحتى 15 مارس [ن.ق. 2 مارس] 1917 حين تنازل عن العرش لأخيه الدوق الأكبر ميخائيل ألكسندروفيتش. ينتسب إلى عائلة رومانوف الإمبراطورية. كان لقبه الرسمي المختصر هو نيقولا الثاني، إمبراطور وأوتوقراط كل الروسيات ويكنيه الروس الأرثوذكس بالقديس نيقولا حامل العاطفة وكثيرًا ما يُكنى بالقديس نيقولا الشهيد، ولقبه معارضوه "نيقولا الدامي". حاز رتبة (عقيد) منذ 1892، بالإضافة إلى ذلك، نال رتبًا عسكرية من ملك المملكة المتحدة وهي: أدميرال بالأسطول (11 يونيو [ن.ق. 28 مايو] 1908)، مشير بالجيش البريطاني (1 يناير 1916 [ن.ق. 18 ديسمبر 1915]). تميزت إدارة نيقولا الثاني بالتطور الاقتصادي في روسيا، في الوقت الذي زادت فيه التناقضات الاجتماعية والسياسية مع الحركة الثورية التي أشعلت ثورة 1905-1907 وثورة 1917. أما في السياسة الخارجية، فقد تميزت إدارة نيقولا الثاني بالتوسع في الشرق الأقصى، والحرب مع اليابان، كما تعرضت روسيا في عهده إلى هزيمة منكرة حين دمر اليابانيون الأسطول الروسي، مما أثار في البلاد انتفاضة قوية امتلأت بالشيوعية، ولكن نيقولا استنتج رغم فشلها أن عليه القيام بإصلاحات فوافق مباشرة على دعوة المجلس التشريعي الدوما أو البرلمان الروسي، فضلًا عن مشاركة روسيا في الكتل العسكرية للقوى الأوروبية، وفي عام 1914م أدخل روسيا في الحرب العالمية الأولى رغم أن البلاد لم تكن مهيأة لها، فتعرض للكثير من الهزائم، وقد قتل في الأخيرة 3300000 روسيٍ. قامت الطبقات الوسطى على الفور غاضبة بلا حدود تدعمها مجموعات عديدة تدعو للإصلاح بالمطالبة بتغيير الحكم، فتنازل نيقولا الثاني عن العرش بعد قيام ثورة فبراير 1917 ووُضع وأسرته تحت الإقامة الجبرية في قصر تسارسكوي سيلو. في صيف عام 1917، نقل مع عائلته إلى المنفى في توبولسك بموجب قرار من الحكومة المؤقتة. وفي ربيع عام 1918 نقله البلاشفة إلى مدينة ييكاتيرينبرغ، حيث أُعدموا رميًا بالرصاص في 17 يوليو 1918، إلى جانب أسرته وحاشيته. بعد 82 عامًا، في 15 أغسطس 2000, أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عن تقديسه وأسرته بصفتهم حاملي عاطفة، وهو تصنيف للمؤمنين الذين تحملوا المعاناة والموت على أيدي الأعداء السياسيين حسب التقليد المسيحي، وذلك في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية داخل روسيا، وفي 1981 مُنحوا صفة الشهداء في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية خارج روسيا التي تقع في نيويورك. الألقاب والأسماء المستعارة. منذ ولادته كان لقبه الرسمي "صاحب السمو الإمبراطوري (الأمير) الدوق الأكبر نيكولاي ألكساندروفيتش". بعد اغتيال جده الإمبراطور ألكسندر الثاني على يد الشيوعيين في 13 مارس [ن.ق. 1 مارس] 1881, مُنح لقب "تسيساريفيتش" وهو لقب يوازي لقب "ولي العهد". اللقب الكامل لنيقولا الثاني كإمبراطور، على النحو المنصوص عليه في المادة 59 من دستور 1906 يُقرأ: "بفضل من الرب، نحن نيقولا، إمبراطور وأوتوقراطي كل الروسيات، موسكو، كييف، فلاديمير، نوفغورود، قيصر قازان، قيصر أستراخان، قيصر بولندا، قيصر سيبيريا، قيصر تاوريك تشيرسونيسوس، قيصر جورجيا؛ لورد بسكوف، والأمير الكبير لسمولينسك، ليتوانيا، فولهينيا، بودوليا، وفنلندا; أمير إستونيا، ليفونيا، كورلاند، وسيميغاليا، ساموغيتيا، بيلوستوك، كاريليا، تفير، يوغور، بيرم، فياتكا (الاسم السابق لكيروف أوبلاست)، بوغار وغيرها; الحاكم والأمير الكبير لنيجني نوفغورود، تشرنيغوف، ريازان، بولوتسك، روستوف، ياروسلافل، بيلوزيرو، أدريا، أوبدوريا، كونديا، فيتيبسك، مستيسلاف، وحاكم جميع الأقاليم الشمالية; حاكم ولورد إيبريا، كارتالينيا، الأراضي القبردية والإقليم الأرميني: صاحب السيادة الوراثية وحاكم الشركس وأمراء الجبل وغيرهم؛ صاحب سيادة تركستان، وريث النرويج، دوق شليسفيش هولشتاين، ستورمارن، ديتمارن، وأولدينبرغ، وغيرها، وغيرها، وغيرها". في صدد أحداث خودينكا (1896) وأحداث الأحد الدامي والمذابح المعادية للسامية لقبته المعارضة الراديكالية ب«نيقولا الدامي»، وظهر بهذا اللقب في التاريخ السوفياتي الشعبي. كانت زوجته قصرًا تدعوه «نيكي». أما سكان الجبال القوقازيون، الذين خدموا في الفرقة البرية في الجيش الإمبراطوري الروسي، فقد لقبوه ب«العاهل الأبيض»؛ إظهارًا لاحترامهم وإخلاصهم للإمبراطور الروسي. طفولته ونشأته. نيقولا الثاني هو الابن البكر للإمبراطور ألكسندر الثالث والإمبراطورة ماريا فيودوروفنا. بعد ولادته مباشرةً, 18 مايو [ن.ق. 6 مايو] 1868, سمي "نيكولاي". قام بمعمودية الطفل معترف العائلة المالكة فاسيلي بازانوف في كنيسة القيامة بقصر كاترين في 1 يونيو [ن.ق. 20 مايو] من نفس العام. كان والدوه بالعماد هم: الإمبراطور ألكسندر الثاني، الأمير فريدريك ولي عهد الدنمارك وزوجته الأميرة لويز من السويد (لاحقًا ملك وملكة الدنمارك)، الدوقة الكبرى إيلينا بافلوفنا. ظهر منذ طفولته طابعه الجاد والمتحفظ، الملتزم بتعليمات مرشديه وإملاءات والده ذي الشخصية القوية.، فقد ربّاه والده على طريقه أسبرطة ، فقد جعله يعيش ضمن مخيّم في الغابات، ويستيقظ الساعة السادسة من صباح كل يوم من أجل ممارسة التدريب العسكري . في الطفولة المبكرة كان مربي نيكولاي وإخوته هو الإنجليزي المقيم بروسيا تشارلز هيث، والذي علمهم تحدث وكتابة الإنجليزية بطلاقة، وفي عام 1877, تم تعيين الجنرال غريغوري دانيلوفيتش خلفًا رسميًا له. تلقى نيكولاي تعليمه في المنزل في إطار دورة جيمانيزيوم كبيرة. بين عامي 1885-1890, وفقًا لبرنامج مكتوب خصيصًا، تم ربط دورة الدولة والأقسام الاقتصادية بكلية حقوق جامعية مع دورة بأكاديمية الأركان العامة. أجريت دورات تدريبية لمدة 13 عاما: خصصت أول ثماني سنوات للمواد الدراسية التي تدعم دورة الجيمانيزيوم، مع التركيز بشكل خاص على دراسة التاريخ السياسي، الأدب الروسي، الإنجليزية، الألمانية والفرنسية (كانت الإنجليزية بالنسبة لنيكولاي لغةً أم)، وكرست السنوات الخمس الباقية لدراسة الشؤون العسكرية والعلوم القانونية والاقتصادية اللازمة لرجل دولة. ألقى المحاضرات محاضرون من جميع أنحاء العالم: نيكولاي بيكيتوف، نيكولاي أوبروتشيف، سيزار كوي، ميخائيل دراغوميروف، نيكولاي بانج، قسطنطين بوبيدونوستسيف وغيرهم. كل منهم كان يقرأ المحاضرات فقط. كان لا يحق طلب التحقق من كيفية تعلم المادة. القمص جون يانيشيف درس التسيساريفيتش القانون الكنسي إلى جانب تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، والتي هي أهم أقسام اللاهوت والتاريخ الديني. التسيساريفيتش. يوم 13 مارس 1881، بعد اغتيال جده، الإمبراطور ألكسندر الثاني، أصبح نيكولاي التسيساريفيتش ووالده أصبح الإمبراطور ألكسندر الثالث. شهد نيكولاي وغيره من أفراد الأسرة وفاة ألسكندر الثاني لأنهم كانوا يقيمون في قصر الشتاء في سانت بطرسبرغ حيث أُحضر بعد مهاجمته. نقل القيصر الجديد وعائلته إلى مكان إقامتهم الأولية في قصر غاتتشينا خارج المدينة لأسباب أمنية. في 18 مايو [ن.ق. 6 مايو] 1884، ومع وصوله إلى سن الرشد (للخلافة)، أدى نيكولاي القسم في الكنيسة الكبرى في قصر الشتاء، كما يخطر البيان الإمبراطوري. كان أول منشور بالنيابة عن قرار هو أمر عال إلى الحاكم العام لموسكو فلاديمير دولجوروكوف: 15 ألفًا للتوزيع، حسب تقدير "بين سكان موسكو، والذين هم في أشد الحاجة إلى المساعدة". خدم نيكولاي في أول سنتين كضابط جديد في صفوف فوج بريوبراجينسكي. خدم صيفين في فوج حرس الحياة هوسار كقائد سرب، ثم رُسم المخيم في صفوف المدفعية. تمت ترقيته في 18 أغسطس 1892 إلى رتبة عقيد. في الوقت نفسه، قدم له والده دورة في شؤون حكم البلاد، دُعي للمشاركة في اجتماعات مجلس الدولة ومجلس الوزراء. كانت التزاماته عند حضوره الاجتماعات محدودة حتى تقلده العرش، الذي لم يكن من المتوقع حدوثه إلا بعد سنوات عديدة، إذ كان والده فقط في الخامسة والأربعين. في عام 1890، قرر الإمبراطور ألكسندر الثالث بناء سكة الحديد العابرة لسيبيريا. وبناء على اقتراح من وزير المواصلات س. ويت، تم تعيين نيكولاي في عام 1892 رئيسًا للجنة بناء سكة الحديد العابرة لسيبيريا لاكتساب خبرة في الشؤون العامة. في سن 23، كانت حياته كرجل وريث يحصل على معلومات واسعة من مناهل المعرفة المختلفة. قام مع والده بسياحة تعليمية إلى مقاطعات مختلفة في روسيا. شارك نيكولاي في حفل الافتتاح لبناء الجزء الشرقي من السكة الحديدية في فلاديفوستوك، ومن هناك واصل عمل رحلة حول العالم، والتي أصبحت تعرف باسم الرحلة الشرقية، حيث خصص والده له بهدف التعليم مكانًا في سرب للسفر إلى الشرق الأقصى بواسطة طراد "ذاكرة آزوف". دامت الرحلة تسعة أشهر زار فيها مع الوفد المرافق له النمساوية المجرية واليونان ومصر والهند والصين واليابان، وعاد إلى عاصمة روسيا فيما بعد عن طريق البر من فلاديفوستوك عبر سيبيريا. سجل نيكولاي يومياته خلال الرحلة. هوجم نيكولاي في اليابان، ما عرف بحادثة أوتسو، قميصه الملطخ بالدماء محفوظ في الإرميتاج. وقعت الحادثة أثناء زيارته لمعبد ياباني على يد متطرف ديني شعر بالغضب "لرؤية الكفار الأجانب في هذا المكان المقدس". أكد السياسي المعارض وعضو مجلس الدوما في أول انعقاد له فيكتور أوبنينسك في عمله المضاد للنظام الملكي "آخر أوتوقراطي" أن نيكولاي قد رفض تولي العرش بإصرار شديد، لكنه اضطر للإذعان لمطالب والده ألكسندر الثالث و"توقيع بيان في حياة والده على تسلمه العرش". كون التسيساريفيتش نيكولاي علاقة غرامية مع راقصة الباليه في مسارح سانت بطرسبرغ الإمبراطورية ماتيلدا كشيسينسكا. في كتابة تعود إلى عقد 1930، زعمت الأميرة كاثرين رادزيويل، وهي عضو في عائلة نبيلة روسية قديمة، أن التسيساريفيتش أُرسل إلى آسيا لتفريق علاقته مع ماتيلدا كشيسينسكا بعد أن وقعا في فضيحة في مطعم كوبات الشعبي في سانت بطرسبرغ في صيف عام 1890. نيكولاي وماتيلدا كانا يشربان الشامبانيا مع ضباط من فوجه وسيدات أخريات. في الساعة الثانية صباحًا أبلغ صاحب المطعم التسيساريفيتش أن مراسيم المدينة تقتضي منه إغلاق النادي. رد نيكولاي قائلًا أنه غير مهتم بمراسيم المدينة واستمر في شرب الشامبانيا. لاحظ شرطي يمر في كوبات أن الأنوار كانت مضاءة وحاول إغلاق المطعم ولكن أيضًا تم دفعه جانبًا. وصل الجنرال فون فاهل، رئيس الشرطة في سانت بطرسبرغ، بعد فترة وجيزة، ولكن وجوده أدى إلى مشادة بلغت ذروتها مع التسيساريفيتش الذي ألقى وعاء من الكافيار في وجهه. يوميات نيقولا تكشف أنه تشاجر مع والده خلال علاقته مع ماتيلدا. زعمت كورين هول أنه لا يوجد دليل على أنه تم إرسال نيكولاي إلى الشرق الأقصى للفصل بينه وبين عشيقته كما يبدو في عام 1890 "فكلاهما لا يكاد يعرف بعضهما البعض". تقرر أن يتزوج نيكولاي من الأميرة أليكس من هيسن-دارمشتادت، الابنة الرابعة للويس الرابع، دوق هيسن وأليس أميرة المملكة المتحدة، ثاني أكبر ابنة للملكة فيكتوريا والأمير ألبرت. كان هدف والديه هو ترتيب علاقة ذات إفادة سياسية أكبر مع هيلين أميرة أورليان، ابنة الأمير فيليب، كونت باريس، المدعي بالعرش الفرنسي، على أمل توثيق تحالف روسيا الجديد مع فرنسا، ولكن في النهاية حققوا رغبات ابنهما. شخصيته. يعد وصْف المؤرخ الروسي الحديث البروفيسور أ. ن. بوخانوف لأخلاق وسلوك القيصر الروسي الأخير وصفًا دقيقًا جدًا منه، وقد نقله عن وصيفة الإمبراطورة أليكساندرا البارونة صوفي بوكسهويفيدين: كانت لديه آداب طالب من مدارس النخبة الإنجليزية. كان راقصًا بارعًا، وهدافًا جيدًا، يمارس الرياضة ويرتاد الخيل. تحدث الفرنسية والألمانية وإنجليزيته كانت جيدة للغاية، حتى أنه كان يستطيع خداع أستاذ في جامعة أكسفورد، والتظاهر بأنه رجل إنجليزي. كان يحب التاريخ وأبهة الجيش وحياة الجندي. أثناء خدمته العسكرية شارك بشكل كامل في الحياة العامة والمحادثات في غرف الطعام، وتواضعه جعله ذا شعبية بين ضباطه. على الرغم من مزاياه الشخصية بوصفه أوتوقراطيًا مطلقًا، اشتُهر نيقولا بالفشل. فعل المستحيل للتوفيق بين وجهات النظر الصارمة عما هو الصواب وما هو الخطأ لصالح روسيا، مع مسؤولية العاهل الحديث في التخلي عن وجهات نظره لما فيه خير الأمة. كان نيقولا مترددًا في القرارات الهامة. تسبب هذا في نظرة الوزراء إليه على أنه ضعيف ومتناقض. قيمه العديد من المؤرخين على أنه حاكم يفتقر إلى الحس السياسي. آلان مورهيد، مراسل حرب، كتب: ""السنوات العشر الأولى من حكم نيقولا هي تاريخ من الميل إلى الهروب من العمل لعقل رجل إلى حد كبير (...) كان غير قادر إطلاقًا على فهم وحكم روسيا". كان القيصر ألكسندر الثالث قوياً، لكن نيقولا الثاني، لم يكن كذلك، بل ظلّ يلجأ إلى طريقة الهروب من مجابهة الأزمات . كتب تروتسكي في كتابة (تاريخ الثورة الروسية) : [ القيصر يعادي كل صاحب موهبة أو أهمّية، وهو يشعر بالأمان بين الأشخاص الذين لا يملكون أدمغة حقيقة .. والذين لا يملكون إرادة، أو هدفاً، أو خيالاً ] .. البعض مثل المؤرخ ريتشارد بايبس ينظر إلى نيقولا على أنه محدود الذكاء ضعيف الإرادة، يحاول التعويض عن عيوبه ويصاب بنوبات عنادٍ عرضية. كان لا يحب السلطة ولا الامتيازات. من بين الوزراء الموثوقين، قال أحدهم أنه تقلد عرش الدولة، ليس لمتعة ولكن لأن البلاد تحتاج ذلك. كان يهتم قصرًا بشأن روسيا والجيش، بالإضافة إلى ممارسة التمارين في الهواء الطلق وزوجته وأبنائه، كل شيء آخر تركه غير مبال. اتفق الشهود على أنه لم يبد أبدًا سعادةً بقدر سعادته بعد أن تنازل عن العرش. أراد نيقولا الثاني مثل والده نموذجًا للحكومة الأوتوقراطية في روسيا. كان معجبًا بالقيصر ألكسي الأول (1645 - 1676)، وأعطى اسمه لابنه الوحيد. أما زوجته فقد أثبت أنّها تحسّن صورتها أمام شعبها . فمثلاً، في عام 1898م ، ألغت عادة قديمة لطيفة توزع خلالها زوجة القيصر الهدايا للفقراء ، وعندما حلّت تلك المناسبة ، وسمعت الجماهير أن الهدايا نفذت ، ثار الناس بسبب خيبة الأمل وانتشر الشغب في صفوفهم ، وبسبب التزاحم الشديد ، مات المئات من الفقراء اختناقاً أو دهساً ، ومع أن القيصرة سمعت الخبر ، إلاّ أنها توجهت لحضور أمسية راقصة حتى ساعات الصباح . ازداد عدم الاكتراث من جانب القيصر وزوجته ، وازدادت بالتالي عزلتهما ، ثم برزت مشكلة جديدة حينما فشلت القيصرة في إنجاب طفل ذكر ليكون وريثاً للعرش القيصري في روسيا . لقد ولدت أربع فتيات ، ولكن تحسنت الأحوال عام 1904م ، حين أنجبت فتى سُمّي ألكسيس . الوصول إلى العرش وبداية عهده. أولى الخطوات والتتويج. بعد أيام قليلة من وفاة ألكسندر الثالث (20 أكتوبر 1894)، وتوليه العرش (نشر البيان الأعلى في 2 نوفمبر [ن.ق. 21 أكتوبر] من نفس العام، في نفس اليوم الذي أدى فيه القسم لكبار الشخصيات والمسؤولين والمحكمة وفي الجيش), 26 نوفمبر [ن.ق. 14 نوفمبر] 1894 في الكنيسة الكبرى في قصر الشتاء تزوج من أليكساندرا فيودوروفنا، وقضوا شهر العسل في جو من الحداد وزيارات الجنازة. أحد أول قرارات التوظيف في عهد الإمبراطور نيقولا الثاني هو إقالة إيوسيف جوركو من منصب الحاكم العام لمملكة بولندا في ديسمبر 1894 وتعيين ألكسي لوبانوف-روستوفسكي في فبراير 1895 لمنصب وزير الخارجية بعد وفاة نيكولاي جيرس. نتيجة لتبادل المذكرات وفي 11 مارس [ن.ق. 27 فبراير] 1895 تأسس "تقسيم مناطق النفوذ بين روسيا وبريطانيا العظمى في جبال بامير، شرق بحيرة الزوركول (معروفة عند البريطانيين ببحيرة فيكتوريا من جبال بامير)"، على نهر بانج. دائرة بامير أصبحت جزءًا من منطقة أوش بمقاطعة فرغانة، سميت سلسلة واخان في الخرائط الروسية "سلسلة الإمبراطور نيقولا الثاني". كان أول فعل دولي رئيسي للإمبراطور هو التدخل الثلاثي الذي أنهى الحرب اليابانية الصينية الأولى. في الوقت نفسه (23 أبريل [ن.ق. 11 أبريل] 1895)، بناء على مبادرة من وزارة الخارجية الروسية، قدم عرض (جنبا إلى جنب مع ألمانيا وفرنسا) شَرَطَ على اليابان لمراجعة بنود معاهدة شيمونوسيكي للسلام مع الصين التخلي عن المطالبات بشبه جزيرة لياودونغ. أول ظهور علني للإمبراطور في سانت بطرسبرغ كان خطابًا ألقاه في 29 يناير [ن.ق. 17 يناير] 1895 في قاعة نيقولا في قصر الشتاء أمام وفود النبلاء الذين جاؤوا "للتعبير عن الولاء لأصحاب الجلالة وتقديم التهنئة للزواج". في خطابه السياسي الأول (كتبه قسطنطين بوبيدونوستسيف أحد معلميه والمدعي العام للإمبراطور في المجمع المقدس، كان يلقي الخطاب مع نظرات عابرة للورقة) لوفد من مجالس المدن المحلية (الزيمتوفات) التي تقدم التماسًا للإصلاحات الدستورية أعلن القيصر الجديد: في اتصال مع خطاب القيصر، كتب قسطنطين بوبيدونوستسيف في 14 فبراير [ن.ق. 2 فبراير] من نفس العام إلى الدوق الأكبر سيرجي ألكسندروفيتش: في أوائل عقد 1910 كتب اليساري الكاديتي فيكتور أوبنينسك عن خطاب القيصر في مؤلفه المضاد للحكم الملكي: كتب المؤرخ س. س. أولدنبرغ عن خطاب الإمبراطور قائلًا: تُوج الإمبراطور وزوجته في 26 مايو [ن.ق. 14 مايو] 1896. أُقيم في نفس العام معرض عموم روسيا في نيجني نوفغورود والذي قام بزيارته. في أبريل 1896 نالت الحكومة الروسية اعتراف الحكومة البلغارية وفرديناند الأول. في العام ذاته ذهب في رحلة طويلة إلى أوروبا، واجتمع مع فرانز جوزيفو فيلهلم الثاني والملكة فيكتوريا (جدة زوجته أليكساندرا)، وكانت نهاية الرحلة عند وصوله إلى باريس. وقت وصوله إلى المملكة المتحدة في سبتمبر 1896 كان هناك تدهور حاد في العلاقات البريطانية العثمانية حدث نتيجةً لمذابح الأرمن تزامن مع علاقات بين سانت بطرسبرغ والقسطنطينية. وافق نيقولا ضيف الملكة فيكتوريا في البالمورال ضمن مشروع التطوير المشترك للإصلاحات في الإمبراطورية العثمانية الاقتراحَ الذي قدمته الحكومة البريطانية له بعزل السلطان عبد الحميد وحفظ مصر لإنجلترا مقابل الحصول على بعض التنازلات بشأن مسألة المضائق التركية. مجزرة الأحد الدامي في عهد نيقولا الثاني. الأحد الدامي (روسية: Кровавое воскресенье) كان حادثة وقعت يوم الأحد 22 من شهر يناير سنة 1905م ، في سانت بطرسبرغ بالامبراطورية الروسية حين تقدم متظاهرون غير مسلحين من عمال الحديد والصلب بالزحف نحو أبواب قصر الشتاء ليقدموا التماس للقيصر نيقولا الثاني ، وعندما دخلت الجموع إلى ساحة القصر ، أُطلق الحرس الإمبراطوري الروسي بوابل من الرصاص (مع ان القيصر لم يكن بمدينة سانت بطرسبرغ آنذاك ولم يكن عنده اي علم بوجود مظاهرة أو بإطلاق النار على الناس وقت الحدث). قاد الأب جيورجي غابون التظاهرة بتنسيق مع سيرغي زوباتوف عضو الأوخرانا (الشرطة السرية الروسية) وكان هدفهم تأسيس منظمات عمالية[1]. كان الأحد الدامي حادثة ذات وقع كبير بعواقب خطيرة على نظام القيصر حيث لم يقدم الذين شهدوا الحادثة من العامة الدعم للحكومة. بلغ عدد المتظاهرين أكثر من 300000 شخص وفاق عدد القتلى 4000 حسب تقديرات المعارضين و96 حسب تقديرات السلطات ، فمات الأطفال والنساء والرجال العزل ... أما الجرحى فكانوا آلافاً عديدة .. وتسبب الحدث في الثورة الروسية عام 1905م ، وسمّى ذلك اليوم بيوم الأحد الدامي ، وكان نقطة تحوّل في تاريخ روسيا ، فقد صار القيصر غريباً عن شعبه ، وبدأت ثورة عام 1905م ، وعندما وصلت تلك السنة إلى نهايتها كان 1500 من كبار مسؤولي الحكومة قد قتلوا . إثر الحادثة فر غابون خارج روسيا وحين عاد قتلته منظمة القتال الاشتراكية الثورية. رضوخ القيصر. عصفت في روسيا أعمال الشغب وتمرّد رجال البحرية والاغتيالات . وعندما شعر القيصر بالخطر الداهم : أصدر مانيفستو واعداً بمنح الحرّيات المدنية ، وعقد مجلس الدوما (البرلمان) ، لكنّه أمر بحلّه بعد شهرين عندما حاصرت قوّات القيصر مبنى المجلس ، وبذلك زادت موجة المعارضة . دخوله في الحرب مع اليابان. في عام 1904م ، ازدادت العلاقة بين الحاكم ورعيتّه سوءاً عندما قرّر القيصر نيقولا الثاني دخول الحرب ضد اليابان ، تلك الحرب التي استمرّت سنتين ، فكانت المغامرة الأخيرة لآل رومانوف ، واقترنت بالفضيحة والإذلال ، وعرضت سمعة روسيا للأذى ، أمّا أعضاء الحركات السرّية - بما فيهم اليهود - فقد أرسلوا بعيداً إلى سيبيريا . مشاركته في الحرب العالمية الأولى وتوكيل أمور الدولة لزوجته. نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914م ، وجعلت الهدوء إلى الجبهة الداخلية ، فالشعور الوطني وحّد أبناء البلد الواحد ولو كانوا متخاصمين . تولى القيصر قيادة الجيش ، وأوكل مهمة تسيير أمور الدولة لزوجته القيصرة ، وفي نظر رجال القصر ، كان ذلك يعني وقوع نقادير الدولة في يد راسبوتين . وقد صرّح بعضهم أن تسلسل النفوذ في الدولة يبدأ براسبوتين ، وينتهي بالقيصر . وقد إغتيل راسبوتين عام 1916م وصار في نظر الجمهور شهيداً . بداية الثورة وسقوط حكم أسرة آل رومانوف. لم يكن راسبوتين وحده يشكل تأثيراً على روسيا مع بداية القرن الجديد ، إذ كانت جبهة ضغط قوية تتصاعد في البلاد ، ألا هي المعارضة الثورية الرافضة للملكية ، وقد ساهم الفقر السائد في تغذية هذا الاتجاه وفي دعم جذوره . لقد ظهر حزب العمل الديمقراطي الاجتماعي عام 1898م ، كما تأسس الحزب الاشتراكي الثوري عام 1901م ، وصار يدعو إلى قيام حكومة دستورية . عاد القيصر في بداية عام 1917م وسط شعور متزايد بالعزلة ، وراجت أقاويل حول مؤامرات في أوساط طبقة النبلاء لاعتقال القيصر وزوجته وأفراد الأسرة الملكية الحاكمة ... لكن الغليان الحقيقي كان يتّقد في مكان آخر من روسيا . في تلك الأثناء ، سادت موجة برد قطبية في البلاد وأدّت إلى نقص الغلال وبالتالي ازداد الفقر . وصل لينين في بداية عام 1917م إلى روسيا ، وفي اليوم الأخير من شهر مارس طبِّق نظام تقنين الخبز وتسابق الناس إلى المخابز ، وحل بعد ذلك إضراب لعمّال التعدين ، وفي يوم 8 مارس بدأت الثورة الروسية وانتشرت المسيرات العنيفة العارمة عبر البلاد وانتشر التمرّد في أوساط الجيش ، وأدّى الشغب إلى مهاجمة مراكز الشرطة وإحراقها ، كما هوجمت دور المحاكم . في يوم 15 مارس سقط آل رومانوف ، ووافق القيصر - دون أن يملك أي خيار آخر - على التنازل عن العرش ، وكلّف الدوق الأكبر ميشيل الكسندروفيتش بتسيير أُمور البلاد . نُقلت الأسرة المالكة إلى قصر تزاركو سيلو ، ووضعت قيد الاعتقال ، ولذلك حاولت العائلة المالكة البريطانية تدبير عملية إنقاذ وتهريب القيصر وعائلته إلى لندن . قصة إعدام آل رومانوف. ظل القيصر مع أسرته في ذلك القصر حتى يوم 14 من شهر أغسطس سنة 1917، حيث نُقل الجميع إلى بلدة توبولسك في سيبيريا ؛ ليتعذبوا بالطقس البارد الذي ذاقه لينين حينما نُفي إلى سيبيريا . مع الوقت ، تعقدت أمور الثورة واتخذت مجريات دموياً ، فقد سيطر البلاشفة على السلطة بقيادة لينين وتروتسكي . وفي يوم 18 يوليو 1918 نقلت أسرة القيصر إلى مناطق جبال الأورال قريباً من الحدود التشيكية ، وأُوكلت مهمة الحراسة إلى مجموعة جديدة مدربة بقيادة ياركوف يورفسكي الذي تلقّى تدريبه في إدارة الأمن السري ، ولم تكن مجموعة الحراسة مجرّد حرّاس ، فقد كانوا جلادين مكلّفين بتنفيذ الإعدام حين صدور التعليمات ،وقد شعر نيقولا الثاني بالخطر . أما في موسكو ، فقد جرت نقاشات طويلة حول مصير القيصر ، فقد أراد تروتسكي تقديم القيصر للمحاكمة ، ولكن لينين رفض الفكرة خوفاً من التأييد والتعاطف الشعبي مع القيصر وعائلته . قرّر الشيوعيون قتل القيصر وأسرته جميعاً . وفي يوم 13 من شهر تموز يوليو وصل أمر تنفيذ الإعدام إلى ياركوف يورفسكي . بدأت ترتيبات المجزرة في الأورال ، واختير منجم مهجور للتخلص من جثث الضحايا فيه ، وتمّ تأمين 450 لتر من البنزين بالإضافة إلى 200 كيلو من حمض الكبريت . وفي ظهيرة 16 من شهر تموز يوليو ، استلم قائد مجموعة القتل اثني عشر مسدساً واختار الرجال الذين سيكلّفهم بالقتل (من بين الرجال منظمة البوليس السري تشيكا) . وفي المساء أوى الجميع إلى النوم ، وفي منتصف الليل قام ياركوف يورفسكي بإيقاظ الجميع . كانت الأنباء تتحدث عن اقتراب جيش مؤلف من التشيكيين وحلفاء العائلة القيصرية ، وسرّعت تلك الأنباء اقتراب مصير تلك العائلة . كان القيصر وأسرته قد أخذوا إلى مدينة ايكاتيرينبورغ منذ 30 أبريل سنة 1918، وفي الساعة الثانية من صباح 18 يوليو سنة 1918 أيقظهم ياركوف وأمرهم بارتداء ثيابهم ، وحمل القيصر ولده الصغير الكسيس الذي كان يعاني من المرض ، قبل أن يقتادهم إلى أقبية أحد المنازل. جلس الجميع في غرفة الطابق الأرضي بانتظار واسطة نقل مزعومة . كان القبو خالياَ من الأثاث حتى أن الإمبراطورة طلبت مقعدين لها ولابنها. كان الأميرات الأربع أولغا وتاتيانا وماري وأناستاسيا ، والقيصرة ألكساندرا ، وطبيب العائلة الدكتور يوجين بلوتكين ، والطبّأخ خاريتونوف . لم تمض لحظات إلا وهرع الجنود إليهم من الغرفة المجاورة واتخذوا وضع إطلاق النار، عندئذ فتح الباب وأطل يوروفسكي ومعه رجال التشيكا (الأمن السري) أعلم ياركوف القيصر بأن الثوار السوفييت أصدروا عليه حكما بالإعدام ، وقال : لقد حاول أقاربكم إنقاذكم ··· وقد فشلوا ··· والآن يجب أن نقتلكم ···. انتفض القيصر واقفاً للاحتجاج ، وصاح القيصر في عجب: "ماذا؟ماذا؟". لكن القتلة بقيادة يوروفسكي جروا صمامات الأمان من مسدساتهم وبدؤوا بإطلاق الرصاص على القيصر نيكولاى الثاني وعلى زوجته وأطفاله العزّل من السلاح. سقط القيصر أولاّ بعد أن أُصيب في رأسه قبل أن ينطق كلمة واحدة . تكفل بقيّة الرجال بقتل بناته والطبيب والطّباخ ، وعندما انتهي الوابل الأول من الرصاص كان بقية البنات وولي العهد الطفل الكسيس لا يزالون أحياء، ولكنهم كانوا متجمدين من الرعب والخوف، فما كان من ياركوف وشرذمته إلا وأن حاولوا قتلهم طعناَ بالسونكي مباشرة في صدورهم، وعندما لم يجد ذلك نفعاَ أطلقوا النار علي رؤوسهم من مسافة قريبة ثم شقوا صدر القيصر وزوجته وحملوا الجثث إلى خارج المنزل. تبقى أسطورة أن إحدى بنات القيصر نجت لكن هي غير معروف اما ماريا أم أنزتاسيا البنت الصغرى للقيصر نيكولاى الثاني نجت من المجزرة ، وعلى مدى عشرات السنوات ··تظهر امرأة بين حين وآخر ، وتدعي أنها الأميرة المفقودة ··· وأنها صاحبة الحق في إرث عائلة رومانوف . لكن في عام 1992م ظهرت الحقيقة عندما كشفت السجلات السوفييتية الرسمية أن أناستاسيا لم تتمكن من الهرب ، بل كانت ضمن ضحايا المجزرة ، ولم ينجُ أحد في ذلك اليوم . تم إعدام القيصر نيكولاى الثاني مع زوجته وأطفاله قبيل الفجر يوم 18 يوليو 1918 بطريقة وحشية، حيث أطلقت حفنة من الجنود الهنغاريين النار من مسافة قريبة علي رؤوسهم، نقلت الجثث إلى المنجم المهجور ثم مثلوا بجثة القيصر وزوجته وبناته ، قطعت أطرافها وأحرقت ، أما العظام فقد أذيبت بواسطة حمض الكبريت ، أما الرماد المتبقّي فقد ذر في حوض ماء ، تم الإعدام بإشراف المدعو ياركوف يورفسكي وجنوده. بعد ثمانية أيام ، وقعت المنطقة في يد التشيك والروس القيصريين ،وقام عدد من المسؤولين بالبحث في المنزل الذي احتجز فيه القيصر وأسرته ، ووجدوا ما يدل على حدوث القتل ، وبعد فترة أمكن العثور على بقايا من ملابس ومجوهرات وجثث الضحايا في المنجم . عرف مجلس السوفييت الأعلى بعملية القتل الجماعي ووافق عليها تماماً . في بداية الأمر ، أقّر المجلس قتل القيصر فقط ، ولكن عندما تجمعت الأدلّة ، أجرى المجلس محاكمة صورية ، وتم تقديم 28 من الثوريين الاشتراكيين إلى تلك المحاكمة ولا علاقة لهم بالمجزرة من قريب أو بعيد ، لكنهم اتهموا بارتكاب القتل الجماعي ، ومع ذلك صدر الحكم بإعدام خمسة منهم ، ونفّذ الحكم فيهم . انتشرت مجزرة إبادة البقية من أفراد آل رومانوف ، واستمرت على مدى العامين التاليين ، وقد شرح تروتسكي أسباب تلك المجزرة بقوله : إن إعدام أسرة القيصر ضروري لإرعاب وإرهاب العدوّ ، ليس هذا فقط ، بل من أجل إقناع رجالنا أن لا عودة إلى وراء ، فإما النصر الكامل أو الهزيمة الكاملة . العواقب المباشرة لإغتيال نيقولا الثاني. أصبح كل بلشفي شريكاً في تلك الجريمة ، وبالتالي اندفع لقتل كل من له صلة بنظام القيصر ، ولكن مع الوقت ، أدت المبالغة في القتل إلى إيقاظ الضمير العام لدى الناس . أدرك البلاشفة بعد قتل القيصر وأسرته مدى قدرتهم على ارتكاب جريمة القتل ، وبالتالي إمكانية الاستفادة من القتل لتحقيق النجاح . أما الشيء الذي لم يدركه البلاشفة في ذلك الوقت أن القتل سلاح ذو حدّين ، وعلى يد جوزيف ستالين ، ارتدت وجهة جرائم القتل ، فصار الاتحاد السوفييتي نفسه هدفاً لها . أمّا قمة السخرية فهي أن اغتيال القيصر سيؤدي إلى اغتيال تروتسكي نفسه ، وهو أحد رجلين قادا الثورة الروسية منذ يومها الأول ، ويؤذي أيضاً إلى اغتيال الألوف والألوف من المواطنين السوفييت . التعرف على رفات نجل القيصر الروسي في الذكرى التسعين لإعدام نيقولا الثاني. تم التعرف على رفات نجل القيصر الروسي نيكولاى الثاني في اليوم نفسه لإحياء الذكرى التسعين لإعدام آخر القياصرة الروس وعائلته فيما لا تزال السلطة تلتزم الصمت حيال هذا الفصل من التاريخ الروسي. فقد أكدت النيابة العامة في روسيا استنادا إلى فحوص الحمض الريبي النووي أن بقايا العظام التي عثر عليها في عام 2007 قرب ايكاتيرينبورغ تعود فعلا إلى ألكسي نجل القيصر وشقيقته ماريا الذين قتلا رميا بالرصاص مع والديهما تنفيذًا لاوامر البلاشفة في هذه المنطقة في الأورال. وفي الوقت نفسه جابت مسيرة دينية شوارع ايكاتيرينبورغ. وقال فيكنتي أسقف المدينة "حان الوقت لإعادة إحياء ما تم تدميره" وذلك داخل الكنيسة التي شيدت عام 2003 في الموقع الذي شهد إعدام نيقولاي الثاني وزوجته وأبنائهما الخمسة إضافة إلى طبيبهم وثلاثة من خدمهم ليل 16-17 تموز/يوليو 1918. وكان الأسقف يتحدث أمام جمع من الروس كانوا حاملين أيقونات لأفراد عائلة رومانوف القيصرية الذين اعتبروا في عداد القديسين عام 2000. في موازاة ذلك أوضحت النيابة الروسية أن ثلاثة فحوص أجريت على التوالي في روسيا والولايات المتحدة والنمسا خلصت إلى العثور على رفات نجل القيصر. وتم العام 1998 التعرف رسميا من جانب الحكومة الروسية على رفات سائر أفراد عائلة رومانوف. وكان الرفات نبش من مقبرة جماعية في ايكاتيرينبورغ العام 1991 ثم ووري الثرى في مراسم كبيرة في مدينة سان بطرسبورغ العاصمة السابقة للقياصرة الروس. واندلع آنذاك جدل حاد حول هوية هذه الرفات وخصوصا أن الكنيسة الأرثوذكسية شككت في نتائج فحوص الحمض الريبي النووي. ويتوقع إجراء فحوص جديدة تتصل برفات نيقولاي الثاني في تموز/يوليو. بدوره دعا متحدث باسم بطريركية موسكو إلى التعاطي بحذر مع نتائج الفحوص المتصلة بالكسي لافتا إلى أن "البعض لا يزال لديه شكوك وخصوصا العلماء". أما أحفاد عائلة رومانوف فمنقسمون. ففي تصريحات الإثنين لوكالة فرانس برس قالت الدوقة ماريا فلاديميروفنا التي أعلنت نفسها وريثة للقيصر أن "رأي الكنيسة وحده المهم". في المقابل أبدى الأمير ديمتري الذي يمثل فرعا آخر من أسرة رومانوف والذي شارك في احياء ذكرى الإعدام في سان بطرسبورغ "رضاه" عن نتائج الفحوص حول رفات نجل القيصر. ويقام الاحتفال الأكبر في ايكاتيرينبورغ من كل عام في ليلة اعدام القيصر واسرته وبعد صلاة ليلية سيعبر المشيعون 18 كلم سيرا لبلوغ منجم مهجور رميت فيه الجثث قبل أن تحرق بالاسيد. وازداد التعاطف مع نيكولاى الثاني منذ انهيار الاتحاد السوفياتي العام 1991 لكن استطلاعا للرأي اجري العام 2005 اظهر ان 56 في المئة من الروس لا يزالون ينتقدونه بشدة. من جهته لم يعلق الرئيس ديمتري مدفيديف على الذكرى التسعين لاغتيال اخر القياصرة ومثله مكتبه الاعلامي. وكان سلفه فلاديمير بوتين التزم الموقف نفسه. واعتبر المؤرخ اناتولي اوتكين ان الكرملين يحاذر اتخاذ موقف "لانه لا يريد تأجيج المشاعر حيال هذه الشخصية المثيرة للجدل. فالبعض يراها ضعيفة وغير فاعلة في حين يلصق بها البعض الاخر صفة الشهادة". سلالته. حكمت سلالة آل رومانوف روسيا من عام 1613 م حتى شهر فبراير من سنة 1917 م. هذه العائلة انحدرت من أحد نبلاء مدينة موسكو ويدعى أندريه أيفانوفيتش كوبيلا والذي عاش في النصف الأول من القرن الرابع عشر. واسم رومانوف نسبة إلى رومان يوريف الذي توفي سنة 1543 م وهو والد السيدة استانسيا رومانوفا ت 1560 م وهي الزوجة الأولى للقيصر إيفان السادس. في عام 1613 م انتخب المجلس الوطني ميخائيل رومانوف قيصرا لروسيا وكان حفيدا لشقيق انستانسيا فأصبح أول حاكم لروسيا من سلالة آل رومانوف والذي يعتبر حكمه بداية لإمبراطورية روسيا القيصرية. كاثرين الثانية ألمانية هي جدة الكسندر الأول الذي هزم نابليون في سنة 1814 م ومن حكام هذه السلالة الكسندر الثاني وهو الذي أعتق الأرقاء الذين استعبدهم الإقطاعيين للعمل في الأراضي الزراعية. وصوله للحكم : آخر قياصرة آل رومانوف حكما هو القيصر نيكولاى الثاني واسمه الكامل نيكولاى الكسندرفيتش رومانوف ونيكولاى هو الابن الأكبر للقيصر القوي الكسندر الثالث ولكنه عاش طفولة مهذبة ومفعمة بالحساسية مما صبغ حياته بصبغة من الضعف وقد حكم روسيا من سنة 1894 م إلى 1917 م بدا خلالها القيصر نيقولاي غير قادر على ضبط الهيجان السياسي ولا على السيطرة على الجيش في الحرب العالمية الأولى مما أدى إلى هزيمته أمام اليابانيين. نــهايته : وبدأ التدهور السياسي في روسيا حتى أجبره الثوار البلاشفة على التنحي في شهر مارس من عام 1917 م. والحقيقة أن الثوار وعلى رأسهم لينين لم يتحلوا بأخلاق الفروسية مع العائلة القيصرية ولم يكن لديهم المروءة في معاملة الخصوم فاعدموا العائلة القيصرية في يوليو عام 1918 م في يختنبرع بطريقة ثار حولها الجدل الكبير حيث روى منفذو مذبحة العائلة القيصرية مناظر بشعة للطريقة التي عوملت بها أسرة القيصر واستمر إجرام البلاشفة بحق القيصر وعائلته حتى بعد تنفيذ الإعدام حيث أذابوا جثثهم بالأسيد ومنهم من روى أمورا أخرى تفوق هذا الفعل بشاعة. وظل مصير الأميرة الصغيرة انستانسيا مجهولا حتى يومنا هذا حيث يقال أنها نجت من كارثة الإعدام الرهيبة. فحص دي ان اية يفك لغز أبناء القيصر نيكولاي الثاني. استطاع علماء أن يحلوا واحدا من أكثر أسرار القرن العشرين غموضا، إذ أظهر تحليل الحمض النووي (DNA) المأخوذ من شظايا العظام، أن اثنين من أبناء القيصر الروسي نيكولاي، والذين كان يعتقد بأنهما نجيا، قتلا مع بقية أفراد العائلة المالكة خلال الثورة الروسية. ووجدت بقايا العظام المدافن المؤقتة لأسرة رومانوف خارج مدينة ايكاترينبرغ، في روسيا عام 2007. أما في عام 2008، فقد استخدم العلماء شظايا العظام والأسنان لتحديد بقايا اثنين من أبناء القيصر نيقولاي الثاني، هما ولي العهد أليكسي (13 عاما)، الابن الوحيد للقيصر ووريث العرش، وأخته الدوقة ماريا (19 عاما). روابط ذات علاقة نظام "ثوري" لتحديد الهوية أسرع وأرخص من فحوصات DNA وأراد الباحثون أن يتأكدوا من نتائج تحليلاتهم من خلال مقارنتها مع الحمض النووي لعدد من أقارب عائلة رومانوف الذين ما يزالوا على قيد الحياة. وقبل نتائج الحمض النووي هذه، كان كثيرون يعتقدون أن أليكسي وماريا تمكنا من الهروب، لكن أدلة تقدم بها أحد من نفذوا حكم الإعدام بالعائلة المالكة قادت المحققين إلى مكان دفن الطفلين، حيث استخرجت رفاتهما عام 2007. وكانت هذه الأسرار و"الدراما" المحيطة بأسرة رومانوف موضوع العديد من الكتب والأفلام والبرامج الوثائقية، حتى أن عددا من النساء بادرن إلى الادعاء بأنهن أناستاسيا، الابنة الصغرى للقيصر، مثل آنا أندرسون، التي تبين بعد أن توفيت بأنها لا تمت للقيصر بصلة. هلموت كول (3 أبريل 1930 - 16 يونيو 2017) هو سياسي ألماني. عمل سابقًا مستشاراً لألمانيا. كان يشغل هذا المنصب في ألمانيا الغربية من 1982 حتى 1990، ثم استمر به بعد إعادة توحيد ألمانيا حتى 1998. كما ترأس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي من العام 1973 حتى 1998. وكان بين عامي 1969 حتى 1976 رئيس وزراء راينلند بالاتينات. تعد السنوات الستة عشر التي عمل كول فيها مستشارًا لألمانيا هي الأطول بعد أوتو فون بسمارك. شهد كول نهاية الحرب الباردة ويعتبر على نطاق واسع العقل المدبر لإعادة توحيد ألمانيا. يعتبر كلاً من كول والرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران مهندسا معاهدة ماستريخت، التي أسست الاتحاد الأوروبي وعملة اليورو. في السنوات التالية لمغادرته منصب المستشارية، انتُقِد كول لدوره في فضيحة تبرعات الاتحاد الديمقراطي المسيحي. وهي الفضيحة التي أدت إلى استقالة خليفته فولفغانغ شويبله من رئاسة الحزب وانتخاب أنغيلا ميركل لقيادة الحزب. وصف الرئيسان الأمريكيان جورج بوش الأب وبيل كلينتون. كول بأنه . حصل كول على جائزة كارلسبريز في العام 1988 مع فرنسوا ميتيران، في العام 1998، أصبح كول ثاني شخص يحصل على جائزة المواطن الأوروبي الفخري الممنوحة من المجلس الأوروبي. حياته. شبابه وتعليمه. ولد هلموت كول في 3 نيسان / أبريل 1930 في لودفيغسهافن الواقعة على نهر راين. هو الولد الثالث لهانس كول (6 كانون الثاني / يناير 1887 - 20 تشرين الأول / أكتوبر 1975)، الجندي السابق في الجيش الإمبراطوري الألماني. وزوجته سيسيليا (1891 - 1979) كانت عائلة كول من الرومان الكاثوليك المحافظين والموالين لحزب الوسط قبل وبعد العام 1933. توفي أخاه الأكبر في الحرب العالمية الثانية وهو في سن المراهقة. في العاشرة من عمره، فُرِض على كول، كما جميع الأطفال في ألمانيا حينها، الانضمام إلى الشباب الألماني أحد أقسام شباب هتلر. في 20 نيسان / أبريل 1945 وبعمر خمسة عشر عاماً، قبل أيام فقط من نهاية الحرب، أدى كول قَسَم شباب هتلر في بيرتشسغادن كونه إلزامياً على جميع الصبية الأعضاء في عمره. كما انضم إلى الخدمة العسكرية الإلزامية في 1945 ولكنه لم يشارك في أي معركة، وهي الحقيقة التي أشار إليها . درس كول في مدرسة روبريخت الابتدائية ثم تابع دراسته في ثانوية ماكس بلانك. بعد تخرجه في العام 1950، بدأ كول دراسة القانون في فرانكفورت، وتنقل بين لودفيغسهافن وفرانكفورت لفصلين دراسيين. عندها بدأ كول حضور محاضرات لعدد من السياسيين منهم كارلو شميد وولتر هالستين. في العام 1951، التحق كول بجامعة جامعة هايدلبرغ ودرس تاريخ العلوم السياسية. وهو أول فرد في عائلته يلتحق بجامعة. حياته قبل العمل السياسي. أصبح كول زميل في معهد ألفرد ويبر التابع لجامعة هايدلبرغ بإدارة ، وذلك بعد تخرجه في العام 1956 حيث أصبح عضواً ناشطاً في آيزيك. حصل كول على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية عام 1958 لأطروحته . بعدها دخل كول عالم الأعمال بداية كمساعد المدير في مسبك في لودفيغسهافن، ثم في نيسان / أبريل 1960 شغل منصب مدير اتحاد الصناعات الكيميائية في لودفيغسهافن. بداية مسيرته السياسية. انضم كول في العام 1946 إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المؤسس حديثاً، وحصل على العضوية الكاملة بعد إتمامه سن الثامنة عشر في العام 1948. كان كول أحد مؤسسي فرع في لودفيغسهافن، وهي منظمة الشباب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. انضم كول إلى مجلس إدارة فرع الحزب في بالاتينات في العام 1953. وفي العام 1954 أصبح كول نائب رئيس اتحاد الشباب في راينلند بالاتينات، واستمر في عضوية مجلس الاتحاد حتى العام 1961. ترشح كول في كانون الثاني / يناير 1955 لمقعد عضوية مجلس الاتحاد الديمقراطي المسيحي في راينلند بالاتينات ولكنه خسر بفارق ضئيل أمام وزير الولاية لشؤون الأسرة، فرانز جوزيف ورملينغ. ومع ذلك استطاع كول الحصول على المقعد حيث تم اختياره من قبل الفرع المحلي كمندوب. خلال سنواته المبكرة في الحزب، كان هدف كول هو جعل الحزب منفتحاً اتجاه جيل الشباب والابتعاد على العلاقة القوية مع الكنيسة. تم انتخاب كول في بداية العام 1959 لرئاسة فرع الاتحاد الديمقراطي المسيحي في مقاطعة لودفيغسهافن وكمرشح لانتخابات الولاية القادمة. في 19 نيسان / أبريل 1959، تم انتخاب كول كأصغر عضو في . كما تم انتخابه في العام 1960 لعضوية مجلس بلدية لودفيغسهافن حيث عمل هناك كزعيم لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي حتى العام 1969. وعندما توفي فيلهلم بودن، رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في برلمان الولاية، في أواخر العام 1961، حصل كول على منصب نائب رئيس المجموعة. وفي انتخابات الولاية التالية عام 1963، حصل على منصب رئيس المجموعة البرلمانية لحزبه واحتفظ بهذا المنصب حتى 1969 عندما أصبح رئيس وزراء الولاية. في العام 1966 اتفق كول مع رئيس وزراء الولاية ورئيس الحزب في الولاية بيتر ألتميير على اقتسام المهام. في آذار 1966، تم انتخاب كول كرئيس للحزب في راينلند بالاتينات في حين ترشح ألتميير لرئاسة الوزراء في انتخابات الولاية عام 1967، واتفقا على تسليم كول المنصب بعد سنتين في منتصف الدورة البرلمانية. رئيس وزراء راينلند بالاتينات. تم انتخاب كول كرئيس وزراء راينلند بالاتينات في 19 أيار / مايو 1969 خلفاً لبيتر ألتميير. وحتى العام 2017، هو أصغر شخص يتم انتخابه لرئاسة حكومة ولاية في ألمانيا. وبعد انتخابه كرئيس للوزراء بأيام قليله، أصبح كول نائب رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي على المستوى الاتحادي. تصرَّف كول خلال توليه المنصب كمصلح، حيث ركَّز على المدارس والتعليم. حيث ألغت حكومته والمدارس الدينية وهي المواضيع المثيرة للجدل ضمن الجناح المحافظ للحزب. خلال فترة توليه الحكم، أسس جامعة كايزرسلاوترن للتكنولوجيا كما أكمل الإصلاحات الإقليمية للولاية، توحيد رموز القانون وإعادة تنظيم المقاطعات، وهو ما ناضل من أجله منذ ولاية ألتميير، وبعد إعادة التنظيم هذه حصل على مقعد رئيس البرلمان الموحد للولاية. أسس كول وزارتين جديدتين بعد توليه المنصب واحدة للاقتصاد والنقل والأخرى للشؤون الاجتماعية. النشاط الحزبي على المستوى الاتحادي وانتخابه لرئاسة الحزب. انتقل كول إلى مجلس الإدارة الاتحادي للحزب ("Vorstand") في العام 1964. وبعد عامين فشل في محاولته للانضمام إلى اللجنة التنفيذية ("Präsidium") للحزب، وذلك قبل فترة صغيرة من انتخابه رئيساً للحزب في ولاية راينلند بالاتينات. وتم لاحقاً انتخابه لعضوية اللجنة بعد سنتين من خسارة الحزب لمشاركته في الحكومة وذلك للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وذلك إثر . وعلى الرغم من بقاء المستشار الأسبق كورت غيورغ كيزينغر رئيساً للحزب حتى العام 1971، إلى أن رئيس البرلمان راينر بارزيل هو من قاد المعارضة ضد الائتلاف الاجتماعي الليبرالي المشكل حديثاً بقيادة فيلي برانت. دفع كول نحو إعادة هيكلة الحزب كونه عضواً في كل من مجلس إدارة الحزب واللجنة التنفيذية، داعماً المواقف الليبرالية والسياسات الاجتماعية بما في ذلك مشروع مشاركة الموظفين. ولدى طرح المشروع من قبل مجلس الإدارة للتصويت في مؤتمر الحزب في بدايات العام 1971 في دوسلدورف، لم يتمكن كول من التغلب على احتجاج الجناح المحافظ في الحزب الملتف حول والحزب الشقيق الاتحاد الاجتماعي المسيحي مما كلفه خسارة الدعم من الجناح الليبرالي في الحزب. ومما زاد الأمر سوءً أن كول نفسه صوت ضد المشروع وذلك إثر خطأ في إجراءات التصويت مما أغضب داعمية كمسؤول الخزينة في الحزب . ترشح كول إلى رئاسة الحزب بعد تنحي كيزينغر ولكنه خسر بنتيجة 344 صوت لصالح بارزيل مقابل 174 صوت لكول. حاول الاتحاد الديمقراطي المسيحي إسقاط حكومة برانت بسبب سياساتها الداعية لتطبيع العلاقات مع المعسكر الشرقي وخصوصاً ألمانيا الشرقية من خلال التصويت لسحب الثقة منها في شهر نيسان / أبريل 1972، إلا أن التصويت فشل بسبب تصويت اثنين من المعارضة ضد إسقاط الحكومة. أصبح الطريق أمام كول خالياً لتولي رئاسة الحزب بعد خسارة بارزيل في . بعد إعلان بارازيل عدم ترشحه لرئاسة الحزب مرة أخرى، خلف كول بارازيل في رئاسة الحزب بعد فوزه في مؤتمر الحزب في بون بتاريخ 12 حزيران / يونيو 1973 حاصداً 520 صوت من أصل 600 وكان المرشح الوحيد. لم يكن كول يتوقع بقائه في المنصب لأكثر من عدة أشهر بسبب المعارضة القوية لانتخابه من الجناح المحافظ في الحزب وتجهيز منتقديه لإقامة مؤتمر للحزب في هامبورغ خلال تشرين الثاني / نوفمبر. حصل كول على دعم من حزبه واستمر في منصبه، وليس أقلها بسبب الأعمال التي قام بها كورت بييدينكوب وهو الشخص الذي عينه كول أميناً عاماً للحزب. استمر كول في منصبه حتى العام 1998. عندما تنحى المستشار برانت عن منصبه في أيار / مايو 1974 بعد الكشف عن ، طالب كول حزبه بكبح شهوة "الشماته" وعدم استغلال الوضع السياسي الضعيف لمنافسه للفوز في "مهاترات رخيصة". شارك كول في الحملة الانتخابية لزميله في الحزب ويلفريد هاسيلمان المرشح في سكسونيا السفلى مما جمع للحزب نسبة كبيرة من الأصوات تعادل 48.8%، وعلى الرغم من ذلك لم يتمكن الحزب من منع استمرار الائتلاف الليبرالي الاجتماعي في حكم الولاية. الترشح للمستشارية للمرة الأولى وانتخابات البوندستاغ للعام 1976. واجه كول والاتحاد الديمقراطي المسيحي في 9 آذار / مارس 1975 إعادة الانتخابات في راينلند بالاتينات. ومما زاد الضغط على كول أن الحزبين الشقيقين الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي قررا أن يتم اختيار مرشحيهما في منتصف العام 1975. كان لدى رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي فرانز جوزيف ستراوس الطموح للترشح ووضع كول تحت الضغط علانية مهما كانت النتيجة في انتخابات الولاية. في يوم الانتخابات حقق الاتحاد الديمقراطي المسيحي نتيجة 53.9 بالمائة من الأصوات وهي النتيجة الأعلى للحزب في الولاية مما دعم موقع كول. تعرض ترشيح ستراوس للمستشارية إثر نشر مجلة دير شبيغل لنص خطاب أدلى به ستراوس في تشرين الثاني / نوفمبر 1974 يدعي فيه أن صفوف الحزب الديمقراطي الاجتماعي والحزب الديمقراطي الحر تضم متعاطفين مع جماعة الجيش الأحمر، وهي جماعة مسلحة في ألمانيا الغربية مسؤولة عن العديد من الهجمات التي ارتكبت في ذلك الوقت. أدت هذه الفضيحة إلى استياء في الرأي العام ومنعت ستراوس من الوصول للمستشارية. قام مجلس الإدارة الاتحادي للاتحاد الديمقراطي المسيحي بالإجماع في 15 أيار / مايو 1975 بترشيح كول للانتخابات العامة دون استشارة الحزب البافاري الشقيق. وكردة فعل قام الاتحاد الاجتماعي المسيحي بترشيح ستراوس ليقوم بعدها المستشار الأسبق كيزينغر بالوساطة لحل هذه المشكلة وترشيح كول عن كلا الحزبين. كما تم إعادة انتخاب كول كرئيس للحزب في حزيران / يونيو 1975 بنتيجة 98.44 بالمائة. استخدم ستراوس هذا الخلاف كنقطة بداية لتقييم فرص توسيع الاتحاد الاجتماعي المسيحي إلى المستوى الاتحادي، كالحصول على قوائم انتخابية مستقلة في ولايات شمال الراين-وستفاليا، سكسونيا السفلى، وبريمن كان يأمل أن يجمع اليمينيين من الحزب الديمقراطي الحر إلى الاتحاد الاجتماعي المسيحي وذهب في ذلك بعيداً لدرجة أنه عقد اجتماعات خاصة مع صناعيين في شمال الراين-وستفاليا. هذه المحاولات أدت إلى امتعاض في القاعدة الشعبية لاتحاد الديمقراطي المسيحي وأعاقت فرص الحزبين في الانتخابات القادمة. التزم كول الصمت خلال هذه التوترات مما فسرها البعض على أنها ضعفاً في القيادة في حين أن آخرين ومنهم الرئيس المستقبلي كارل كارستنز أشادوا به وسعيه للوصول إلى توافق في الآراء في قلب الحزب. أدى ائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي إلى نتائج جيده بفوزنه بنسبة 48.6 بالمائة من الأصوات. ولكن حكومة يسار الوسط أبقتهم خارج الحكومة المشكلة من الحزب الديمقراطي الاجتماعي والحزب الديمقراطي الحر التي يقودها الديمقراطي الاجتماعي هلموت شميت. عندها ترك كول رئاسة وزراء راينلند بالاتينات وأصبح قائد ائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي في بوندستاغ. قيادة المعارضة. لعب كول دوراً ثانوياً في حيث أصبح فرانز جوزيف ستراوس مرشح ائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي للمستشارية. لم يستطع ستراوس التغلب على ائتلاف الحزب الديمقراطي الاجتماعي والحزب الديمقراطي الحر. على العكس من كول، ستراوس لم يكن يريد الاستمرار في قيادة ائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي واستمر في منصبه كرئيس وزراء بافاريا. استمر كول في قيادة المعارضة خلال حكومة شميت الثالثة (1980 - 1982). نشب نزاع بين طرفي الائتلاف الحاكم في 17 أيلول / سبتمبر 1982 حول السياسة الاقتصادية. أراد الحزب الديمقراطي الحر تحرير سوق العمل بشكل راديكالي، في حين فضَّل الحزب الديمقراطي الاجتماعي تحسين أمان العمل بشكل أكبر. عندها بدأ الحزب الديمقراطي الحر بمشاورات مع ائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي لتشكيل حكومة جديدة. مستشار ألمانيا الغربية. وصوله للسلطة. في 1 تشرين الأول / أكتوبر 1982 قام الاتحاد الديمقراطي المسيحي بطلب تصويت لسحب الثقة بدعم من الحزب الديمقراطي الحر ونجح التصويت. بعد ثلاثة أيام قام بوندستاغ بالتصويت لصالح حكومة التحالف الجديد برئاسة كول كمستشار. تم التوصل إلى توافق حول العديد من النقاط المهمة في 20 أيلول / سبتمبر، مع ذلك تم التوافق على العديد من النقاط الأقل أهمية قبل التصويت. على الرغم من أن انتخاب كول كان متماشياً مع القانون الأساسي، إلى أن انتخابه أثار بعض الجدالات. حيث أن الحزب الديمقراطي الحر خاض حملته الانتخابية عام 1980 جنباً إلى جنب مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي كما أنه وضع صور المستشار شميت على ملصقاته. كما تم إثارة الشكوك حول كون الحكومة الجديدة تمثل أغلبية الشعب. رداً على ذلك سعت الحكومة لإجراء الانتخابات بأسرع وقت ممكن. كانت استطلاعات الرأي توضح أن الحصول على أغلبية واضحة كانت بمتناول اليد. وبما أن القانون الأساسي يسمح بحل البرلمان فقط في حال نجاح التصويت على حجب الثقة عن الحكومة، قام كول بخطوة مثيرة للجدل حيث دعى للتصويت على حجب الثقة عن حكومته بعد شهر واحد من أدائه القسم وتم حجب الثقة عن الحكومة بشكل متعمد بسبب امتناع أعضاء ائتلافه عن التصويت. عندها قام الرئيس كارل كارستنز بحل بوندستاغ بناءً على طلب كول ودعى لانتخابات جديدة. كانت هذه الخطوة خلافية حيث رفض أعضاء الحزب منح ثقتهم للشخص الذي اختاروا أن يكون المستشار قبل شهر وأرادوا التصويت له بعد الانتخابات البرلمانية. على كل حال، تم التغاضي عن هذه الخطوة من قبل المحكمة الدستورية باعتبارها أداة قانونية، وهذا ما قام به لاحقاً المستشار الديمقراطي الاجتماعي غيرهارد شرودر عام 2005. حكومته الثانية. حقق كول فوزاً مدوياً في الانتخابات الاتحادية التي تمت في آذار / مارس 1983، حيث حقق الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي نسبة 48.8 بالمائة فيما حقق الحزب الديمقراطي الحر نسبة 7 بالمائة. بعض الأعضاء المعارضين في بوندستاغ طالبوا المحكمة الدستورية بإعلان عدم دستورية الإجراء برمته. رفضت المحكمة هذا الطلب إلا أنها وضعت محددات لإمكانية اتخاذ إجراءات مماثلة في المستقبل. دفعت حكومة كول الثانية باتجاه العديد من الخطط المثيرة للجدل منها نصب صواريخ متوسطة المدى تابعة لحلف شمال الاطلسي مما يهدد التحركات الرامية للسلام. في 22 أيلول / سبتمبر 1984، التقى كول الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتيران في فردان، حيث وقعت معركة فردان بين فرنسا وألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى. وأحيا كلاهما ذكرى قتلى كلى الحربين العالميتين. الصورة الفوتوغرافية التي صورت مصافحتهما الطويلة أصبحت رمزاً للتسوية الفرنسية الألمانية. طور كول وميتيران علاقات سياسية متقاربة مشكلين محركاً هاماً للتكامل الأوروبي. قاد كلاهما قواعد المشاريع الأوروبية كالقوات الأوروبية وأرتيو. هذا التعاون الفرنسي الألماني كان حيوياً للمشاريع الأوروبية المهمة مثل معاهدة ماستريخت وإيجاد اليورو. استغل كل من كول ورونالد ريغان، خلال الاحتفال بالذكرى الأربعين ليوم النصر الأوروبي لإظهار قوة الصداقة بين ألمانيا وعدوها السابق. خلال زيارة له للبيت الأبيض في تشرين الثاني / نوفمبر 1984، طلب كول من ريغان زيارة مقبرة عسكرية ألمانية في خطوة رمزية للتقارب بين البلدين. ولدى زيارة ريغان لألمانيا للمشاركة في القمة الحادية عشر لمجموعة السبع في بون، قام بمشاركة كول في 5 أيار / مايو بزيارة معسكر الاعتقال بيرغن-بيلسن و وهي الزيارة التي أثارت جدلاً كبيراً في الولايات المتحدة. سياساته المحلية. قادت مستشارية كول عدداً من التدابير المبتكرة في السياسة العامة. حيث تم توسيع تعويضات البطالة لكبار السن وتم تمديد العمر المسموح ضمن تعويضات بطالة الشباب ليصل إلى 21 عاماً. في العام 1986 تم استحداث بدل تربية طفل للأهالي في حال كون أحدهما على الأقل موظفاً. كما تم إعادة هيكلة الضرائب في العام 1990 حيث تم تقديم خدمات رعاية غير رسمية وحوافز ضريبية. تم تقديم خطة للتقاعد المبكر عام 1984 تمنح حوافز للمشغلين باستبدال العمال الكبار بالسن بمتقدمين من سجل العاطلين عن العمل. في العام 1989 تم تقديم خطة تقاعد جزئي تسمح للموظف بالعمل نصف الدوام الرسمي مقابل الحصول على 70% من الراتب ويضاف إليها 90 في المائة من استحقاق التأمين الاجتماعي الكامل. تم تأسيس صندوق الأم والطفل عام 1984 يقوم بتقديم منح للحيلولة دون القيام بعمليات إجهاض بسبب الصعوبات المالية كما تم إقرار أحكام خاصة بالمسنين العاطلين عن العمل. شهدت فترة مستشارية كول قرارات مثيرة للجدل في مجال السياسة الاجتماعية. أصبحت المساعدات الطلابية تدفع من قبل الولايات في حين أدخل قانون إصلاح الرعاية الصحية عام 1989 مفهوم أن يقوم المرضى بالسداد مقدماً ويتم تعويضهم لاحقاً، مع زيادة حصة المرضى من أجور الإقامة في المشافي، وزيارات الأندية الصحية، والأسنان الاصطناعية والأدوية الموصوفة. بالإضافة إلى ذلك، منحت إصلاحات العام 1986 السيدات المولودات قبل 1921 سنة إضافية من ضمان العمل عن كل مولود وقامت الاحتجاجات العامة بإلزام صانعوا القانون بإدراج تعويضات إضافية للأمهات المولودات قبل التاريخ المحدد. حكومته الثالثة. بعد ، انخفضت الأغلبية التي حصل عليها كول بشكل طفيف وشكَّل حكومته الثالثة. مرشح الحزب الديمقراطي الاجتماعي لمنصب المستشار كان رئيس وزراء شمال الراين-وستفاليا يوهانس راو. في العام 1987، استضاف كول زعيم ألمانيا الشرقية إريش هونيكر وهي أول زيارة في التاريخ لرئيس الدولة في ألمانيا الشرقية إلى ألمانيا الغربية. وهذا ما تم اعتباره تطبيعاً للعلاقات مع ألمانيا الشرقية واتباعاً لسياسة الانفراج بين الشرق والغرب التي بدأتها حكومة الحزب الديمقراطي الاجتماعي في السبعينيات (والتي عارضها بشدة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي ينتمي إليه كول). الطريق إلى إعادة التوحيد. بعد اختراق جدار برلين وانهيار النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية عام 1989، طريقة تعامل كول مع ألمانيا الشرقية سوف تصبح نقطة تحول في مستشاريته. معظم سكان ألمانيا الغربية بما فيهم كول لم يكونوا واعين عندما تمت الإطاحة بالحزب الاتحادي الشيوعي في ألمانيا في أواخر العام 1989. تحرك كول مباشرة بوعي كامل بمسؤولياته الدستورية لتوحيد ألمانيا ساعياً لجعل التوحيد حقيقة. قام كول بعرض خطة من عشر نقاط بهدف ، آخذاً بعين الاعتبار التغيرات السياسية التاريخية الحاصلة في ألمانيا الشرقية، دون استشارة شركائه في التحالف، الحزب الديمقراطي الحر أو حلفائه الغربيين. قام كول بزيارة الاتحاد السوفيتي في شباط / فبراير 1990 للحصول على ضمانة من ميخائيل غورباتشوف أن الاتحاد السوفيتي سوف يسمح بعملية إعادة توحيد ألمانيا. بعد شهر واحد تمت هزيمة من قبل التحالف الذي يرأسه الحزب المقابل للاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا الشرقية الذي قام بإدارة منصة التسريع في إعادة الاتحاد. في 18 أيار / مايو 1990، قام كول بتوقيع اتفاقية وحدة اجتماعية واقتصادية مع ألمانيا الشرقية. وعندما تم إعادة التوحيد، تم وضع اشتراطات على تنفيذ هذه الاتفاقية، حيث كان من الممكن الإسراع بإعادة الاتحاد وذلك استناداً إلى فقرات المادة 23 من القانون الأساسي. حيث تنص هذه المادة على أن أي دولة يمكن أن تتبع للقانون الأساسي فقط من خلال الأغلبية البسيطة. كان البديل هو إجراء أكثر طولاً من خلال صياغة دستور جديد للدولة الموحدة وفق المادة 146 من القانون الأساسي. سيقوم التوحيد تحت المادة 146 بفتح قضايا مستمرة في ألمانيا الغربية، ولن يكون عملياً بما أن ألمانيا الشرقية وقتها كانت في حالة الانهيار التام. في المقابل كان من الممكن ضمن المادة 23 إنهاء إعادة التوحيد خلال مدة قصيرة لا تتجاوز ستة أشهر. على الرغم من اعتراض رئيس البنك الاتحادي ، قام كول بالسماح بتبادل بنسبة 1:1 في الرواتب، الفوائد والإيجارات بين المارك الغربي والشرقي. في النهاية، أضرت هذه السياسة بشكل كبير الشركات في الولايات الجديدة. كان كول قادراً بالتعاون مع وزير خارجيته هانز ديتريش غينشر بإيجاد الحلول لحوارات الحلفاء السابقين في الحرب العالمية الثانية للسماح بإعادة توحيد ألمانيا. حصل كول على ضمانات من غورباتشوف أن ألمانيا الموحدة سوف تكون قادرة على اختيار التحالف الدولي الراغبة بالانضمام إليه، على الرغم من أن كول لم يخفي سراً بخصوص رغبته بأن ألمانيا الموحدة سوف ترث مقعد ألمانيا الغربية في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي. تم توقيع اتفاقية التوحيد في 31 آب / أغسطس 1990، وتم الموافقة عليها بأغلبية ساحقة في كلا البرلمانين في 20 أيلول / سبتمبر 1990. في 3 تشرين الأول / أكتوبر 1990، ألمانيا الشرقية لم تعد موجودة وجميع الأراضي التابعة لها انضمت إلى الجمهورية الاتحادية كخمس ولايات هي براندنبورغ، مكلنبورغ فوربومرن، ساكسونيا، ساكسونيا أنهالت وتورينغن. هذه الولايات كانت الولايات الخمس المشكلة لألمانيا الشرقية قبل أن يتم دمجهم في العام 1952، وإعادة تشكيلهم في آب / أغسطس. تم توحيد برلين الشرقية والغربية كعاصمة للجمهورية الاتحادية الموسعة. بعد انهيار جدار برلين، أكد كول أن الأراضي الواقعة شرق خط أودر-نايسه هي حكماً جزء من بولندا، وبذلك قام بالتخلي عن أي مطالبة بهم. في العام 1993، أكد كول من خلال اتفاقية مع جمهورية التشيك أن ألمانيا لن تطالب في المستقبل بإقليم السوديت ذو الغالبية سكانية من العرق الألماني. هذه الاتفاقية التي كانت محبطة للمهجرين الألمان. مستشار ألمانيا الموحدة. وضعت إعادة التوحيد كول في مكانة لا يمكن المساس بها، حيث فاز في انتخابات عام 1990 بأغلبية كبيرة على مرشح المعارضة أوسكار لافونتين رئيس وزراء سارلاند. وهي أول انتخابات حرة على كافة الأراضي الألمانية منذ حقبة جمهورية فايمار. وعندها شكَّل حكومته الرابعة تم أمام رئيس وزراء راينلند بالاتينات مع تراجع بسيط في أغلبيته. فاز الحزب الديمقراطي الاجتماعي بأغلبية المقاعد في البوندسرات مما حدد بشكل كبير من صلاحيات كول. كان كول أكثر نجاحاً على صعيد السياسة الخارجية حيث ضمن إقامة البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت. في العام 1997، حصل كول على لجهوده في توحيد أوروبا. تراجعت شعبية كول في نهاية التسعينات خصوصاً مع ارتفاع معدلات البطالة. وخسر بفارق كبير أمام رئيس وزراء سكسونيا السفلى، غيرهارد شرودر. تقاعده. تولى شرودر حكومة من تحالف الحمر - الخضر في 27 تشرين الأول / أكتوبر 1998 خلفاً لكول الذي استقال من رئاسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي وابتعد بشكل كبير عن السياسة. استمر كول عضواً في بوندستاغ حتى قرر عدم الترشح في قضية تمويل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. تمحورت حياة كول بعد مغادرته المنصب حول فضيحة تبرعات الاتحاد الديمقراطي المسيحي. وهي الفضيحة التي تم الإعلان عن تفاصيلها عام 1999، عندما تم الكشف عن استلام وتملك الحزب لتبرعات غير قانونية خلال فترة قيادة كول.<ref name="Spiegel(08/07/2009)"></ref> صرحت صحيفة دير شبيغل مع تضرر سمعته في ألمانيا خلال السنوات التي تلت الفضيحة المالية، إلا أنها لم تتأثر دولياً حيث كان يُنظر إليه على أنه رجل دولة أوروبي كبير ويتم ذكر دوره في حل خمس قضايا كبيرة خلال توليه المستشارية، إعادة توحيد ألمانيا، التكامل الأوروبي، العلاقة مع روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وحرب البوسنة والهرسك. حياته بعد العمل السياسي. غادر كول البوندستاغ عام 2002 ليتقاعد من العمل السياسي. بعد تولي أنغيلا ميركل لمنصب المستشارية، قامت بدعوة كول الشخص الذي رعاها إلى مكتب المستشارية وأعلن رونالد بوفالا الأمين العام للاتحاد الديمقراطي المسيحي أن الحزب سوف يقوم بالتنسيق بشكل أقرب مع كول . قام كول في 4 آذار / مارس 2004 بنشر أولى مذكراته بعنوان "مذكرات 1930-1982" قام فيها بتغطية الفترة من 1930 حتى 1982، عندما أصبح مستشاراً. القسم الثاني تم نشره في 3 تشرين الثاني / نوفمبر 2005، تتضمن النصف الأول من مستشاريته (1982-1990). في 28 كانون الأول / ديسمبر 2004 قام سلاح الجو في سريلانكا برفعه جواً بعد أن تقطعت به السبل في فندق بسبب زلزال وتسونامي المحيط الهندي. كان كول عضواً في . وفقاً لتقارير الصحافة الألمانية، قام هلموت كول بمنح اسمح للمؤسسة السياسية الجديدة التابعة لحزب الشعب الأوروبي والمسماة "مركز هلموت كول للدراسات الأوروبية" (حالياً "مركز الدراسات الأوروبية"). في أواخر شباط / فبراير 2008، تعرض كول لذبحة صدرية تصاحبت مع وقوعه مما سبب أذية كبيرة في الرأس تتطلبت إدخاله المشفى، لاحقاً أوضحت التقارير أن كول أصبح يعتمد على الكرسي المدولب بسبب معاناته من الشلل الجزئي مترافق مع صعوبات في الكلام. في 8 أيار / مايو 2008، تزوج كول من شريكته مايك ريتشر أثناء وجوده في المشفى. في العام 2010 أجريت له عملية في المراراة في هايدلبرغ، كما أجريت له جراحة في القلب عام 2012. في حزيران / يونيو 2015، ظهرت عدة تقارير تتحدث عن كونه في "حالة حرجة" بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين الأولى في الأمعاء والثانية لاستبدال الورك. على الرغم من صحته السيئة، قام كول في العام 2011 بإجراء العديد من المقابلات وإصدار العديد من البيانات التي أدان بشدة من خلالها خليفته أنجيلا ميركل، التي كان معلمها، حول سياسات التقشف الصارمة بما يتعلق بأزمة الديون الأوروبية ولاحقاً سياسة إدارة العلاقات مع روسيا ضمن الأزمة الأوكرانية، حيث رأى أن هذه السياسات تتناقض مع سياسته المسالمة والتكامل الأوروبي السلمي ثنائي الجانب خلال سنوات مستشاريته. قام كول بنشر كتاب بعنوان "Aus Sorge um Europa"("خارج اهتمامات أوروبا") يوضِّح فيه انتقاداته لميركل (ومهاجماً سياسات خليفته المباشر غيرهارد شرودر المتعلقة باليورو). كما قامت الصحافة بشكل واسع باقتباس قوله ("هذه المرأة تدمِّر أوروبا خاصتي"). وبذلك ينضم كول إلى اثنين من مستشاري ألمانيا السابقين وهما غيرهارد شرودر وهلموت شميت من حيث انتقاداتهما المتشابهة لسياسات ميركل في هذين المجالين. في 19 نيسان / أبريل 2016، استضاف كول رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان. دام الحوار بينهما لدة ساعة وأصدرا بياناً مشتركاً بخصوص أزمة المهاجرين إلى أوروبا، حيث صرح هذا البيان أن كلاهما يشككان بإمكانية أوروبا تحمُّل استقبالها للاجئين بشكل لا نهائي. تم تفسير هذا الاجتماع قبل انعاقده على أنه انتقاد لسياسة ميركل بخصوص التعامل مع هذه الأزمة، ولكن في النهاية، امتنع كول وأروبان عن مهاجمة المستشارة بشكل مباشر، حيث ورد في البيان في العام 2016، رفع كول دعوة ضد راندوم هاوس واثنين من الكتاب هما هيربرت شوان وتيلمان جينز بدعوى النشر دون الحصول على موافقة مسبقة، وذلك بعد نشر 116 تعليقاً يزعم أن كول أدلى بهم خلال مقابلات في العامين 2001 و2002، كما نُشرت سيرة غير موافق عليها في العام 2014 باسم "الأسطورة:بروتوكولات كول". وفي نيسان / أبريل 2017، أصدرت محكمة ألمانية حكمها ضد الناشر راندوم هاوس والصحفيين الاثنين وطالبتهم بسداد مبلغ مليون يورو (حوالي 1.1 مليون دولار أمريكي) وذلك بسبب انتهاك خصوصية كول، ويعتبر هذا الحكم الأعلى قيمة في ألمانيا فيما يخص تهمة انتهاك الخصوصية. رؤيته السياسية. كان كول ملتزماً بالتكامل الأوروبي والمحافظ على علاقة وطيدة مع الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتيران. بالتوازيع كان ملتزماً بإعادة توحيد ألمانيا. على الرغم من متابعته سياسة التطبيع مع المعسكر الشرقي التي بدئها سلفه الاشتراكي الديمقراطي، إلا أنه دعم سياسة ريغان العدائية لإضعاف الاتحاد السوفيتي علاقته كانت متكلفة مع رئيس وزراء بريطانيا مارغريت ثاتشر وزملائها المحافظين، وعلى الرغم من ذلك سمح لها بالاطلاع على بشكل سري على خططة لتوحيد ألمانيا في آذار / مارس 1990، لتهدئة المخاوف التي تتشاركها مع ميتيران. شخصيته وصورته في وسائل الإعلام. واجه كول معارضة شديدة من اليسار السياسي في ألمانيا الغربية وتعرض للسخرية من الناحية البدنية ولغته البسيطة ولهجته المحلية. صوَّر هانز تراكسل على أنه إجاصة على غرار فيلم الكرتون التاريخي الفرنسي الخاص بلويس فيليب الأول وذلك في المجلة اليسارية الساخرة . أصبحت الكلمة الألمانية "Birne" ("إجاص") منتشرة بشكل واسع وأصبحت رمزاً للمستشار. قام العديد من الكوميديين بتقليد المستشار مثل توماس فرايتاغ وستيفان والد كما تم بيع العديد من الكتب يكون فيها كول البطل الغبي. عند وفاة كول، عرضت صحيفة TAZ اليسارية صفحة رئيسية تظهر مجمموعة أزهار مخصصة عادة للجنائز مع إجاص مع تعليق "منظر طبيعي مزهر"، تعويذة كول لألمانيا الشرقية بعد إعادة التوحيد. لاحقاً اعتذر رئيس التحرير بعد عدة احتجاجات. كان رئيس وزراء راينلند بالاتينات (1969-1976) مصلحاً شاباً في ولاية متخلفة نوعاً ما وكان القادم الجديد انقد بقوة قادة الحزب الكبار بالسن. وكانت وسائل الإعلام الوطنية بقدر ما اهتمت به، تنظر إليه بفضول. ولكن تغير هذا عندما أصبح كول رئيس الحزب على المستوى الاتحادي عام 1973، وبشكل دراماتيكي أكثر عندما اختاره الحزب للترشح لمنصب المستشارية. كان لدى معارضيه ضمن الحزب الاتحادي وصحفيين ومراقبين آخرين شكوكهم حول كون شخص على الرغم من كونه ناجحاً في تحديث ولاية صغيرة إلى أنه محدود التفكير أن يقوم بقيادة جمهورية اتحادية ودولة صناعية ضخمة ومعقدة. قام كاتب السيرة الذاتية هانز بيتر شوارز بتحديد خمس مشاكل واجهت المرشح ذو السادسة والاربعين عاماً: كون العلاقات المعقدة ضمن البوندستاغ غريبة عنه، عدم وجود أي خبرة دولية لديه، عدم امتلاكه لخبرة عميقة في الاقتصاد إضافة إلى نقص في الشخصية وعدم حيازته على ثقافة مقبولة في شمال ألمانيا. في الدوائر الصغيرة، كان كول رائعاً ومضيفاً مثالياً وكلما كبر الحشد كلما كان ظهر بشكل أكثر غموضاً وضعفاً وشحوباً. نظرته إلى كاميرا التلفزيون جعلته يبدوا عاجزاً. عندما يتم مهاجمته كما في الحملات الانتخابية، يتحول كول إلى مقاتل جيد. ولكن بشكل عام لم يكن خطيباً رائعاً، فلقد كانت خطاباته طويلة ومسهبة. نسبة إلى حديثه الكاثوليكي بلكنة من منطقة بالاتينات، جعلت الصحافيين من شمال ألمانيا ينظرون إليه على أنه رجل فلكلوري لديه الثقافة ولكنه لا يمتلك الفكر مما جعله يشعر بالغربة أكثر من أي رئيس سابق للاتحاد الديمقراطي المسيحي. كان كول شخصا يحب المشاركة في المجموعات. وذاكرته القوية حول الأشخاص وحيواتهم ساعدته في بناء شبكته ضمن الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحكومة وفي الخارج. في دراسة حول المستشارية الألمانية كقيادة سياسية، أعطى هنريك غاست أمثلة حول الوقت الذي استثمره كول في العلاقات الشخصية حتى مع نواب الحزب في البوندستاغ وحتى مسؤولي الحزب على المستوى المحلي. ونجحت هذه الشبكة بسبب طبيعة شخصية كول. عَلِم كول أن هؤلاء الأشخاص هم اساس قوته السياسية وأنه بحاجة لولائهم ومودتهم الشخصية. كما كان قادراً على أن يكون فظاً مع المرؤوسين والمساعدين وفي مواجهة الخصوم السياسيين. كما اقتبس غاست من أحد الوزراء الاتحاديين في حزب كول. كما كان هناك اختلافاً بين كول الشاب والمستشار في سنواته الأخيرة، حيث ذكر أحد الوزراء البرلمانيين حياته الخاصة. عائلة هلموت كول. في العام 1960، تزوج كول من هانيلور رينر، بعدما كان قد طلب يدها سابقاً في العام 1953، حيث تم تأجيل الزفاف حتى أصبح كول مستقر مالياً. تعرفا على بعضهما البعض في دروس للرقص عام 1948. وأنجبا والتر كول (مواليد 1963) وبيتر كول (مواليد 1965). درست هانيلور كول اللغات وكانت تتحدث الإنكليزية والفرنسية بطلاقة، وكانت مستشاراً مهماً لزوجها خلال مسيرته السياسية، خصوصاً في الأمور الدولية. كانت مدافعاً قوياً عن إعادة توحيد ألمانيا حتى قبل أن يغدوا ذلك ممكناً كما كانت تدعم تحالف ألمانيا مع الولايات المتحدة من خلال الناتو. درس كلاً من ابنيه (والتر وبيتر) في الولايات المتحدة في جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالترتيب. عمل والتر كول كمحلل مالي في مورغان ستانلي في نيويورك وقام لاحقاً مع والده بتأسيس شركة استشارات في العام 1999. عمل والتر كول كموظف بنك استثماري لعدة سنوات في لندن. في 5 تموز / يوليو 2001، انتحرت هانيلور كول التي عانت من التهاب الجلد الضوئي لسنوات. زواجه الثاني المثير للجدل (2008–2017). أثناء وجوده في المشفى عام 2008 بعد معاناته من صدمة في الرأس تزوج كول، وهو بعمر 78 سنة، من مايك ريتشر وهي موظفة سابقة لديه بعمر 44 عام، ولم ينجبا أي أطفال. خلال فترة زواجهما بالكامل، كان كول يعاني من إصابة دماغية، لم يكن قادراً على الكلام إلا بصعوبة، وكان دائماً على الكرسي المدولب. صرَّح بيتر كول ابن هلموت كول أن والده لم يكن ينوي الزواج من ريتشر التي ضغطت على والده المصاب بشدة ليتزوجها. انتُقدت ريتشر بشكل كبير من جانب أبناء كول، أصدقائها السابقين والإعلام الألماني. بعد زواجه الثاني، أصبح كول مقرباً من ابنيه وأحفاده، وقال أبنائه أن والدهم يتم معاملته من قبل زوجته. كما تم منع أولاده وأحفاده من رؤيته من قبل زوجته الجديدة خلال السنوات الست الأخيرة من حياته. قال بيتر كول ضمن سيرة حياة والدته أنها زارت شقة ريتشر مرة وحيدة ووصفها على أنها مليء بصور هلموت كول وحقائق عنه في كل مكان. وجاء في كتابات كول . وصف هيربرت شوان، كاتب سيرة كول، ريتشر على أنها وقال أنها أصرت على حق بما يتعلق بحياة كول وأصرت على العديد من الأكاذيب التي تم إثبات بطلانها. وقد تسببت ريتشر بفضيحة بعد رفضها لدخول أبناء وأحفاد كول إلى منزل هلموت كول بعد وفاته. كما تم انتقاد ريتشر على محاولتها السيطرة بشكل كامل على جنازة كول، ومحاولتها منع المستشارة ميركل من التحدث في تأبين كول في ستراسبورغ. أرادت ريتشر أن يقوم فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر المثير للجدل والذي انتقد بعنف سياسات ميركل بالتعامل مع اللاجئين بالتحدث بدلاً عنها، ولم ترضخ حتى قيل لها أن هذا سيتسبب بفضيحة. الجوائز والألفاب التشريفية. حصل هلموت كول على العديد من الجوائز والأوسمة، فضلا عن الألقاب الفخرية كشهادات الدكتوراة والمواظنة. من بين جميع الجوائز، حصل مناصفة مع الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتيران على جائزة كارلسبريز بسبب دورهما في الصداقة الألمانية الفرنسية والاتحاد الأوروبي. في العام 1996، حصل كول على جائزة أمير أستورياس في التعاون الدولي وقدمها فيليب السادس ملك إسبانيا. في العام 1998، تم تسمية كول مواطن أوروبي فخري من قبل رؤساء دول وحكومات أوروبا بسبب عمله المتميز في مجال التكامل والتعاون الأوروبي، والشخص الوحيد الذي حصل على هذا اللقب قبله هو جان موني. بعد مغادرته المنصب عام 1998، أصبح كول ثاني شخص بعد كونراد أديناور يحصل على الصليب الأعظم بتصميم خاص من وسام استحقاق جمهورية ألمانيا الاتحادية. كما تسلم وسام الحرية الرئاسي من الرئيس بيل كلينتون عام 1999. وفاته وجنازته. توفي كول الساعة التاسعة والربع من صباح يوم الجمعة 16 حزيران / يونيو 2017 في مسقط رأسه لودفيغسهافن بعمر 87 سنة. تم تكريم كول بمراسم غير مسبوقة بتاريخ 1 تموز / يوليو وذلك في ستراسبورغ، فرنسا. تم إجراء قداس كاثوليكي في كاثدرائية شباير. وتم دفن كول في المدفن التابع للكاتدرائية ("Domkapitelfriedhof") في شباير، بالقرب من حديقة كونراد أديناور وتبعد الكاتدرائية عن مكان الدفن حوالي بضعة مئات من الأمتار باتجاه الشمال الغربي. لم يشارك أي من أبناء أو أحفاد كول في أي من المراسم، بسبب نزاع مع زوجة كول الثانية المثيرة للجدل مايكه كول-ريتشر، والتي من بين الأمور التي قامت بها هي منعهم من توديعه في منزله، تجاهلها لرغبتهم بإجراء مراسم في برلين ورغبتهم بأن يتم دفن كول مع والديه وزوجته السابقة هانيلوره كول في مدفن العائلة. حمام الشط، مدينة تونسية في الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة تقع على بعد 25 كيلومترا من وسط المدينة. وتنتمي إلى ولاية بن عروس. و قد نفذت فيها، إسرائيل عملية ارهابية اطلق عليها اسم عملية الساق الخشبية حيث قصفها الطيران الإسرائيلي في 1 أكتوبر 1985 بهدف ضرب مقر منظمة التحرير الفلسطينية والحصيلة 68 قتيلا أغلبهم مدنيون و مئات الإصابات التونسية والفلسطينية. و كان الزعيم ياسرعرفات هو المستهدف الرئيسي في القصف مع عدد من قيادات منظمة التحرير و حركة فتح . جان برتران أريستيد، الساليزيان دون بوسكو (مواليد 15 يوليو 1953) سياسي هايتي، قسيس وأسقف كاثوليكي سابق، شغل لوقت قصير منصب رئيس جمهورية هايتي في 1991 قبل أن يطاح به في انقلاب عسكري في 1 أكتوبر من نفس العام. ليشغل منصب رئيس مجدداً بين 1994 و1996، ومن 2001 إلى 2004 حيث خُلِع عن الحكم بانقلاب عسكري آخر ليتهم الولايات المتحدة الأمريكية بالوقوف وراء خلعه, انتقل بعدها إلى المنفى ليستقر في جمهورية جنوب أفريقيا. أحمد سيكو توري (9 يناير 1922 - 26 مارس 1984) كان رئيساً لغينيا منذ 2 أكتوبر 1958 بعد استقلالها. انتدبته منظمة المؤتمر الإسلامي للقيام بجهود الوساطة من أجل السلام في الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) ولم تنجح مهمته. كانت أبرز أعمال توري أنه استطاع الحفاظ على حياد البلاد في السياسة الدولية، كما أنه كان مؤيدا لحركات الاستقلال الإفريقية. عمل قبل استقلال غينيا رئيسا لنقابة العمال في غينيا الفرنسية في حقبة الاحتلال الفرنسي. البداية. لعب أحمد سيكوتورى دورا هاما في مسيرة التحرر الإفريقي وهو مولود في قرية فرانا في التاسع من يناير 1922 لعائلة مسلمة ودرس في المدرسة القرآنية ثم في المدرسة الفرنسية في كوناكري (العاصمة) وفصل منها بسبب نشاطه السياسي إذ قام بقيادة إضراب نظمه الطلاب ضد إدارة المدرسة مما اضطره لمواصلة دراسته الثانوية ثم العليا بالمراسلة. نشاطه السياسي. دفع به نشاطه النقابي سريعا إلى دائرة الضوء السياسية بعدما رأس العمل النقابي في 1945، ثم أصبح سكرتيرا عاما لاتحاد نقابات عمال غينيا. انتخب سيكو توري عضوا في المؤتمر التأسيسي لحزب التجمع الإفريقي الديمقراطي وفي 1947 أسس الحزب الديمقراطي الغيني لتحقيق الاستقلال الوطني وقد تمكن سيكو توري خلال نضاله في عام 1953 من إجبار الاستعمار الفرنسي على تطبيق قانون العمل في غينيا إثر إضراب استمر «73» يوما. في 1956 انتخب نائبا في الجمعية الوطنية الفرنسية ممثلا عن غينيا وأصبح رئيسا لغينيا في مثل هذا اليوم الثاني من أكتوبر 1958، وخلال حكمه قاد الشعب الغيني بنزاهة وإخلاص وظلت الجماهير تسانده في كل مراحل المحن والشدائد. رفض سيكو توري الاندماج الذي دعا إليه الجنرال ديجول في 1958 وفعل الشيء نفسه مع السوفييت عندما طرد سفيرهم من غينيا العام 1961 لأنه رأى في الحضارة الأفريقية الأصيلة والحضارة الغربية شخصيتين مختلفتين تماما، وأن أى محاولة لإيجاد مجتمع مصطنع التركيب عن طريق المزج بينهما ليس سوى محاولة تتعارض مع الواقع لقد كان سيكوتوري أحد الوجوه التحررية البارزة في إفريقيا مع الزعماء عبد الناصر وكوامي نكروما وباتريس لومومبا. كان لسيكوتوري علاقات حميمة بالزعماء العرب وعلى رأسهم جمال عبد الناصر الذي سميت باسمه أكبر جامعة في غينيا وهي جامعة جمال عبد الناصر في كوناكري فضلا عن العلاقات المتميزة التي ربطت بين الشعبين المصري والغيني بفضل الزعيمين وقد حصل سيكوتوري على العديد من الجوائز اعترافا بدوره المتميز في القارة السمراء منها جائزة لينين للسلام في مايو 1961 وقلادة النيل من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أثناء زيارته لمصر في 1961 والدكتوراه الفخرية في التاريخ الإسلامي من جامعة الأزهر الشريف تقديرا لدوره وكفاحه ضد المستعمر في القارة الأفريقية . كان أحمد سيكو توري رئيسا محبوبا على الساحة الأفريقية أيضا وذلك لجهوده من اجل سلام واستقلال الدول الأفريقية فقد سميت باسمه ثاني كأس لعبت عليها دوري أبطال أفريقيا. وفاته. توفي أحمد سيكو توري عام 1984 خلال عملية جراحية أُجريت له في كليفلاند (أوهايو، الولايات المتحدة)، ودُفن في حدائق مسجد كوناكري الكبير في غينيا. معاهدة فيينا، - معاهدة بين النمسا وإيطاليا في 3 أكتوبر 1866 أدت إلى أنهاء الحرب بينهما. وكانت النمسا قد فقدت إقليم فينيتيا لصالح فرنسا ثم لصالح إيطاليا «تحت التحفظ «التشاور حسب الأصول لأخذ موافقة الشعب»». لونا 19 هي رحلة فضائية سوفيتية غير مأهولة أطلقت في إطار برنامج لونا اتخذت مدارا حول القمر في 3 أكتوبر 1971. فريديريك اوغست بارتولدي ؛ (2 أغسطس 1834 - 4 أكتوبر 1904)، نحات فرنسي شهير. عرف أيضا باسم مستعار هو "اميلكار هاسيلفراتز". من أشهر أعماله تمثال الحرية الموجود قبالة سواحل نيويورك. حياته المبكرة. ولد في مدينة كولمار في إقليم الألزاس الفرنسي المجاور للحدود مع ألمانيا، توجه إلى باريس ليكمل دراسته في العمارة والرسم. قام بعدها برحلة طويلة إلى مصر واليمن، حيث سمع بمشروع شق قناة السويس. عاد بعدها إلى مسقط رأسه ليصبح معماريا، عرف عنه انتمائه للبنائين الأحرار ، كانت أولى أعماله نصب الجنرال ""جون راب" في كولمار، حاز بعدها على نجاح مضطرد في الألزاس. تمثال الحرية. العمل الذي جعل من بارتولدي الأكثر شهرة هو تمثال الحرية. الذي اهدي في العام 1886 من قبل "الاتحاد الفرانكو-أمريكي"" ليكون هدية من شعب فرنسا إلى شعب الولايات المتحدة الأمريكية. ظهرت شائعة وقتها في فرنسا "بأن وجه التمثال صمم ليشابه وجه أم بارتولدي". سافر بارتولدي خصيصا إلى الولايات المتحدة للاشراف علي عملية اختيار الموقع الذي سيتم نصب التمثال فيه. أثناء وجود بارتولدي في مصر وقت شق قناة السويس، طرأت له فكرة وجود منارة ضخمة على مدخل القناة لإرشاد السفن، على هيئة آلهة الحرية في المثيولوجيا الرومانية وتصمم بارتداءها ملابس فلاحة مصرية ترفع يدها حاملة شعلة يخرج منها ضوء لإرشاد السفن. عرض بارتولدي رسوماته وخططه لأول مرة على خديوي مصر وقتها إسماعيل باشا في 1867، ومرة أخرى بعد إجراء التنقيحات في 1869. لكن المشروع لم يتم أبدا. حمل مشروع التمثال وقتها اسم "مصر تجلب النور إلى آسيا". تمت اعادة تنقيح المشروع ليتم في الولايات المتحدة حيث تحول المشروع الفاشل للتمثال إلى نجاح تام في الولايات المتحدة، حيث يعد التمثال من أشهر المعالم العالمية في مدينة نيويورك. صار بارتولدي بعدها أحد أكثر النحاتين شهرة في أوروبا وأمريكا الشمالية. أعمال رئيسية أخرى. صنع بارتولدي عدة أعمال أخرى في مسقط رأسه إضافة إلى أعمال في مدينة باريس. ومن بين أعماله الشهيرة في أوروبا أسد بلفور في مدينة بلفور في فرنسا ،و الذي يعد من أشهر أعماله وهو عبارة عن منحوتة كبيرة لأسد يتكئ على جبل يطل على المدينة ليبدو كأنه يحرسها من العدو. صمم الأسد تخليدا لذكرى الحرب البروسية-الفرنسية، حيث كان بارتولدي نفسه ضابطا في تلك الفترة.