لوح التجارب هو لوح مسطح يستخدم كقاعدة لتوصيل المكونات الإلكترونية لبناء الدوائر الالكترونية. ووضع النماذج الأولية من الأجهزة الإلكترونية. وهو لا يحتاج إلى لحام وقابل لإعادة الاستخدام وهذا يجعل من السهل استخدامه لخلق نماذج مؤقتة وتجارب لتصميم الدوائر. وصفها. (كما بالرسم) تتكون اللوحة من مسطح من مادة غير موصلة غالبا البلاستيك وتحتوى على صفوف افقية من الفتحات متصلين افقيا يسمحوا بادخال المكونات الالكترونية بها. وعلى الجانيبن هناك عدد اخر من الفتحات لكن متصلين رأسيا بغرض استخدامهم لمداد الدائرة بالطاقة بسهولة.وفي منتصف اللوحة يوجد شق بعرض معين للسماح بتركيب الدوائر المتكاملة كما يقسم اللوحة لقسمين متشابهين. إثاسكون أرامبورو بالدا (بالإسبانية: Izaskun Aramburu Balda، ولدت في 22 ديسمبر 1975، سان سباستيان، غيبوثكوا، إسبانيا) رياضية إسبانية. تتنافس في رياضة كانو- كاياك (الكانوي)، تتخصص في سباق الكاياك (Kayak). حصلت على ميداليتين ذهبيتين في بطولات العالم للكانو كاياك، وعلى الميدالية الذهبية في بطولة أوروبا للكانو كاياك عام 1997. أبو منصور حسن بن نوح القُمري ( ت. نحو 380 هـ / نحو 990 م ) هو طبيب، من أهل بخارى. عاش في بخارى أثناء حكم السامانيين، وهم الأسرة الناطقة بالفارسية التي حكمت آسيا الوسطى وإيران منذ عام 819 وحتى عام 999. وقد حدد العديد من مؤرخي العصر الحديث وفاة أبي منصور قرابة عام 999. يؤكد ابن أبي أصيبعة على المكانة والاحترام الكبيرين اللذين حَظِي بهما أبو منصور في حياته، مشيرًا أيضًا إلى عمله طبيبًا بالبلاط لدى العديد من الحكام السامانيين. عاصر الأمير منصور الساماني (ت. سنة 366 هـ) و أخذ عنه ابن سينا. من آثاره: «علل العلل» (وهو عمل يبدو الآن أنه مفقود) و «الغنى والمنى». كتاب أبي منصور الطبي المسمّى «الغِنى والمُنى» هو على الأرجح أكثر أعماله شُهْرَةً ويُشار إليه عادةً بعنوان مختلف وهو «كُنّاش حسن» (ب: كُنّاشي أبو منصور). وكلمة كُنّاش تشير إلى نوع من الكتابة الطبية يجمع بين النظريات والممارسات الطبية، وهو مخصص لاستخدام الأطباء. وقد كتب أبو منصور عمله الغِنى والمُنى على هيئة ثلاثة أقسام: في الرياضيات، الدوال المثلثية العكسية أو الدوال القوسية هن الدوال العكسية للدوال المثلثية معرفة على مجالات محدودة مناسبة معينة. وبالتحديد، هن الدوال العكسية للدوال الست الجيب وجيب التمام والظل وظل التمام والقاطع وقاطع التمام، وتستخدم للحصول على زاوية من أي من النسب المثلثية للزاوية. تستخدم الدوال المثلثية العكسية على نطاق واسع في الهندسة التطبيقية والملاحة والفيزياء والهندسة الرياضية. الترميز. أول من استخدم الرموز و هو عالم الرياضيات جون هيرشل. كان ذلك في عام 1813. الترميز الأكثر استخدامًا هو تسمية الدوال المثلثية العكسية باستخدام البادئة "arc"، مثل: formula_1 ،formula_2 formula_3، ... وهكذا، هذا الترميز يقابله بالعربية: قوس الجيب، قوس جيب التمام، ... . غالبًا ما تستخدم تلك الترميزات التي أدخلها جون هيرشل، وهذا الاتفاق يتوافق مع ترميز دالة عكسية. قد يبدو هذا يتعارض منطقياً مع الدلالات الشائعة لعبارات مثل formula_4، والتي تشير إلى الأُس بدلاً من تركيب الدالة، وبالتالي قد تؤدي إلى الخلط بين مقلوب العدد والدالة العكسية. خصائص أساسية. القيم الرئيسية. بما أن الدوال المثلثية الست غير تباينية، تم اقتصارها حتى تكون لها دوال عكسية. لذلك، تكون أمدية الدوال العكسية مجموعات فرعية لأمدية الدوال الأصلية. فمثلا، على سبيل المثال، باستخدام الدالة بمعنى الدوال متعددة القيم، تمامًا كما يمكن تعريف دالة الجذر التربيعي من ، يتم تعريف الدالة كـ sin("y") = "x". العلاقات بين الدوال المثلثية العكسية. زوايا متتامة: مداخلها عبارة عن مقابل متغيرها: مداخلها عبارة عن مقلوب متغيرها: اشتقاق وتكامل الدوال المثلثية العكسية. اشتقاقات الدوال المثلثية العكسية. تُبين فيما يلي، اشتقاقات الدوال المثلثية العكسية بالنسبة لقيم عقدية أو حقيقية للمتغير x: المتساويتان التاليتان صالحتان فقط عندما يكون العدد x حقيقيا: على سبيل المثال، إذا توفر formula_18، فإنه يُحصل على ما يلي: تكاملات الدوال المثلثية العكسية. باستخدام التكامل بالتجزئة، نجد أن: المتسلسلات غير المنتهية. يمكننا تعبير عن بعض د.م.ع. بواسطة متسلسلة ماكلورين: حيث تشير إلى عاملي ثنائي (ميز عن "عاملي مرتين" ). الكسور المستمرة لدالة الظل العكسية. فيما يلي، كسران مستمران معممان يمثلان دالة الظل العكسية. قد يستعملان تعويضا لمتسلسلة القوى للتعبير عن دالة الظل العكسية. الشكل اللوغاريتمي للدوال. قد يتم التعبير عن هذه الدوال أيضًا باستخدام اللوغاريتمات العقدية. هذا يمَدِّد مجالاتهما إلى المستوي العقدي (المركّب) بطريقة طبيعية. تشبه هذه التعبيرات العبارات اللوغاريتمية للدوال الزائدية العكسية. التمثيلات البيانية للدوال. التمثيلات البيانية للدوال في المَعْلَم الديكارتي. نظام التصوير المحسن النوع C هو نظام يستعمل لقياس حساس الصورة وهو يعادل نظام التصوير المستخدم في الكاميرات الفيلمية القديمة، وتمتاز بسهولة تركيبها داخل الكاميرا، كما يمكن اخراج الفيلم من الكاميرا قبل الانتهاء منه كاملا ً ثم إعادته إلى الكاميرا لاكمال ما تبقى من الفيلم. في الرياضيات، عمدة العدد المركب () هي عدد حقيقي (بالرمز ) يوافق الزاوية المحصورة بين المحور الحقيقي وبين الخط الذي يربط بين النقطة الأصل والنقطة صورة العدد المركب. يعرف كذلك بالإزاحة الزاوية. متطابقات. formula_1 مثال. formula_2 أبو محمّد الجولاني أمّا اسمهُ الحقيقيّ تُشير مصادر إلى أنّ اسمهُ هوَ أحمد حسين الشرع فيما تقولُ مصادر أخرى أن اسمهُ الحقيقي هو أسامة العبسي الواحدي هو القائد الأعلى لهيئة تحرير الشام المُسلّحة التي تنشطُ في الحرب الأهلية. وكان أيضًا أميرَ جبهة النصرة – قبل أن تُغيّر اسمها – التي تُعدّ الفرع السوري لتنظيم القاعدة. صنّفت وزارة الخارجية الأمريكية الجولاني على أنه «إرهابي عالمي» في أيّار/مايو 2013، وبعد ذلك بأربع سنوات؛ أعلنت عن مكافأةٍ قدرها 10 ملايين دولار لكل من يُدلي بمعلومات تؤدّي إلى القبض عليه. كلمة «الجولاني» في اسمهِ غير الحقيقي مُشتقّة من هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل وضمتها جزئياً خلال حرب 1967. وكانَ الجولاني قد أصدرَ بيانًا صوتيًا في 28 أيلول/سبتمبر 2014 صرّح فيه بأنه سيحارب الولايات المتحدة وحلفائها وحث مقاتليه على عدم قبول مساعدة الغرب في معركتهم ضد داعش.، ولكن عاد وقام بتغيير رأيه ففى مقابلة أجراها الصحفي الأمريكي مارتن سميث مع الجولاني لعام 2021 مطلع فبراير/ شباط الماضي قال الجولاني إن هيئة تحرير الشام لا تشكل أي تهديد للولايات المتحدة الأمريكية وعلى الإدارة الأميركية رفعها من قائمتها للإرهاب وأضاف كنا ننتقد بعض السياسات الغربية في المنطقة، أما أن نشن هجمات ضد الدول الغربية، فلا نريد ذلك. الحياة المُبكّرة والتعليم. والد الجولاني كان موظفاً في إحدى الوظائف الحكومية في دير الزور حيث ولد أسامة هناك وانتقل مع عائلته في أول مراهقته إلى مدينته الأصلية إدلب وحصل على الشهادة الثانوية فيها ثم التحق بكلية الطب حيث درس الطب البشري سنتين وفي عام 2003 ومع غزو العراق غادر إلى العراق حيث كان في السنة الجامعية الثالثة وانضم إلى تنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي. المسيرة العسكريّة. حرب العراق. انتقلَ الجولاني إلى العراق لمحاربة القوات الأمريكية بعد الغزو عام 2003؛ وسُرعان ما ارتقى في صفوف تنظيمِ القاعدة في العراق حيثُ أصبح مقربًا من زعيم التنظيم آنذاك أبو مصعب الزرقاوي. بعد مقتل هذا الأخير في غارة جوية أمريكية في عام 2006؛ غادرَ الجولاني العراق وظل لفترة قصيرة في لبنان حيث قدم الدعم اللوجستي لجماعة جند الشام المُسلّحة. عادَ إلى العراق لمواصلة القتال لكنه اعتُقل هذه المرّة من قبل الجيش الأمريكي واحتُجز في معسكر بوكا الذي كان سجنًا لعشرات الآلاف من «المتشددين المشتبه بهم». في تلكَ الفترة؛ درَّس الجولاني اللغة العربية الفصحى للسجناء الآخرين فزادت شعبيّته. بعد إطلاق سراحه من سجنِ بوكا في عام 2008؛ استأنفَ الجولاني عمله العسكري حيثُ عملَ هذه المرة إلى جانب أبو بكر البغدادي رئيس دولة العراق الإسلامية آنذاك. برزَ بشكلٍ سريع في المعارك فعُيّنَ رئيسًا لعمليات دولة العراق الإسلامية في محافظة نينوى. الحرب الأهلية السورية. الانتفاضة عام 2011. بعد فترة وجيزة من اندلاع الانتفاضة ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011؛ لعب الجولاني دورًا مهمًا في التخطيطِ لتأسيسِ فرعٍ لدولة العراق الإسلامية في سوريا حيثُ أشرفَ على تشكيلِ ما عُرف باسمِ جبهة النصرة. كانت هذه المجموعة بمثابة الفرع السوري لدولة العراق الإسلاميّة بقيادة أبو بكر البغدادي الذي سهّل على الجولاني مأموريّته بعدما مدّهُ بالمُقاتِلين والأسلحة والمال. تختلفُ المصادر في الجولاني وما إذا كان هو صاحبُ فكرة تشكيل جبهة النصرة أم أن قائدًا آخر في دولة العراق الإسلامية هو من فعل؛ لكنّ الشيء الأكيد أنّ الجولاني قد عُيّنَ أميرًا للنصرة وذلك في كانون الثاني/يناير 2012. في نفس الفترة؛ أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن جبهة النصرة هي «منظمة إرهابية» مشيرةً إلى أنها كانت مجرد اسم مستعار جديد لتنظيم القاعدة في العراق (المعروف أيضًا باسم دولة العراق الإسلامية). تحت قيادة الجولاني؛ تطوّرت النصرة شيئًا فشيئًا لتُصبح واحدة من أقوى «الجماعات الجهاديّة» في سوريا. صعود داعش. اكتسبَ الجولاني مكانة بارزة في نيسان/أبريل 2013 عندما رفض محاولة البغدادي تصفية جبهة النصرة كمجموعة فرعية وإدماجها مباشرة في دولة العراق الإسلامية لتشكيلِ ما عُرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). هذه الخطوة كانت ستضعُ كل القادة والقرارات تحتَ سيطرة أبو بكر البغدادي ونفس الأمر بالنسبة للأراضي وما إلى ذلك. ومن أجل تجنب فقدان الحكم الذاتي والهوية الفردية لجبهة النصرة؛ تعهّدَ الجولاني بالولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهري الذي أيّد طلب الجولاني بالحفاظِ على جماعته ككيانٍ مستقل. على الرغم من ذلك فإن النصرة كانت قد أقسمت بالفعل على الولاء لتنظيم القاعدة عبر دولة العراق الإسلامية لكنها بعد هذه الخطوة تجاوزت الأخيرة وأصبحت تابعةً للأولى مباشرة. هذا التغيير في سلسلة الولاء جعل النصرة فرع القاعدة الرسميّ في سوريا. على الرغم من تقديمهِ يمين الولاء لأيمن الظواهري؛ إلا أن أبو بكر البغدادي رفض هذا القرار وأعلنَ أن مضيّهِ في توحيد المنظمتين تحتَ مظلّة واحدة مما تسبّبَ في اندلاع اشتباكات بين جبهة النصرة وداعش للسيطرة على الأراضي السورية. لقد احتكّت النصرة بفصائل أخرى من المعارضة السورية حيثُ هاجمتهم أحيانًا واستولت على أراضيهم في أحيان أخرى كما دخلت الجبهة في بعضِ المعارك ضدّ الجيش السوري الحر؛ وعلى الرغمِ من ذلك فهي تعملُ إلى جانبِ فصائله أحيانًا في بعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة خاصة أن معظم مقاتليها من السوريين الذين حاربَ الكثير منهم القوات الأمريكية في العراق. على النقيض من ذلك؛ هناك تنظيم داعش الغير مقبول في سوريا والذي يتألّف إلى حد كبير من مقاتلين أجانب. تعرّض هذا التنظيم – بغض النظر عن تصنيفهِ كمنظمة إرهابيّة عالمية – لانتقادات عدّة في الداخل السوري بسبب وحشيته ومحاولته فرض نسخة صارمة من الشريعة الإسلامية في المناطق الخاضعة لسيطرته. عودة النصرة. في أواخر أيار/مايو 2015؛ وأثناء الحرب الأهلية السورية أجرى الصحفيّ أحمد منصور مقابلة مع الجولاني بُثت على قناة الجزيرة حيث أُخفي وجهه. في تلك المقابلة؛ وصفَ الجولاني جنيف للسلام بأنه مهزلة وادعى أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة المدعوم من الغرب لا يمثل الشعب السوري وليس له وجود بريّ في سوريا. ذكر الجولاني أيضًا أن النصرة ليس لديها خطط لمهاجمة أهداف غربية؛ وأن أولويتها تُركّز على محاربة النظام السوري وحزب الله بالإضافةِ إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). لقد قالَ الجولاني حينها: عندما سُئل عن خطط النصرة لسوريا ما بعد الحرب؛ صرّح الجولاني أنه بعد انتهاء الحرب سيتم التشاور مع جميع الفصائل في البلاد وذلك قبل أن يُفكر أيّ شخص في «إقامة دولة إسلامية» في إشارةٍ للبغدادي كما ذكر أن النصرة لن تستهدفَ الأقليّة العلوية في البلاد على الرغم من دعمها لنظام الأسد؛ واسترسل: بحلول تشرين الأول/أكتوبر 2015؛ دعا الجولاني إلى شنّ هجمات عشوائية على القرى العلوية في سوريا حيثُ قال: كما دعا إلى شنّ هجمات ضدّ الروس بسبب دعمهم للنظام السوري. أعلنَ الجولاني في 28 تمّوز/يوليو 2016 في رسالة مسجلة أن جبهة النصرة ستُصبح من الآن فصاعدًا تحتَ الاسم الجديد جبهة فتح الشام، كما أكّد على أن مجموعتهُ ليس لها أي انتماء لأي جهة خارجية. تصريحهُ هذا قُرأ وفُسّر من بعض المحلّلين على أنه إعلانُ انفصال عن القاعدة إلا أن المجموعة لم يتم ذكرها على وجه التحديد كما لم يتخلَّ الجولاني عن يمين ولائه لأيمن الظواهري. الحياة الشخصية. لا يُعرف الكثير عن الحياة الشخصيّة للجولاني الذي يَحرصُ على عدم مشاركتها معَ وسائل الإعلام. ذكرت مجلة التايم في إحدى تقاريرها أنه في إحدى الاجتماعات التي ضمّت الجماعات المسلحة البارزة وحضره قادة كتائب أحرار الشام ولواء صقور الشام ولواء الإسلام وغيرها من الكتائب؛ أن أبا محمد الجولاني جلس مُتلثمًا رافضًا الكشف عن هويته وجرى تقديمه إلى الحضور بمعرفة أمراء الجبهة في حلب وإدلب. الجدير بالذكرِ هنا أنّ الجبهة عمومًا مصبوغة بهذا النوع من التكتم والسرية وترفض التصوير والتصريح لأحد إلا بإذنٍ مسبقٍ من الأمير، كما ترفض بتاتا الإدلاء بأي معلومة تخص أسماء القيادات أو أعداد المقاتلين أو مصادر التمويل. في 18 شباط/فبراير 2019؛ أعلنت وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك أن الجولاني قد أُصيب بشظية في رأسه جرّاء انفجارٍ في مدينة إدلب وتم نقله في غيبوبة إلى مستشفى في مقاطعة هاتاي التركية، لكن تركيا نفت كل هذه المزاعم. جون روبرت أرغند هو عالم رياضيات هاو غير محترف لمهنة الرياضيات. في عام 1806، بينما كان أرغند يعمل في مكتبة في باريس، نشر فكرة القراءة الهندسية للأعداد العقدية والمعروفة باسم المستوى العقدي. عرف أرغند أيضا لكونه أول من قدم برهانا صلبا على المبرهنة الأساسية في الجبر. هو تيمور ابن فتح علي خان بختياري، وهو الرئيس الأول لجهاز السافاك المخابراتي الإيراني، ، يلقب بـ( أب السافاك)، أبوه من رؤساء البختيارية، وهو ابن عم الملكة ثريا زوجة الشاه الثانية. ولادته ونشأته ودراسته. ولد في أصفهان عام 1914، وتعلم في سن العاشرة الرماية وركوب الخيل، ودرس بمدارسها حتى انتهى من المرحلة الثانوية، وعاش في تلك المرحلة في ظل صراع الشاه العسكري مع قبيلته حتى أصدر الشاه أوامره بقتل أبيه فتح علي خان بختياري وعمه سردار أسعد بختياري، فهرب تيمور بمساعدة عمه أبو القاسم خان إلى خارج إيران يرافقهم شاهبور بختيار واتجهوا إلى لبنان عام 1930. في لبنان درس في معهد لابيك الفرنسي في بيروت فتعلم العربية والفرنسية وتخرج منه بعد سنتين. بعد ذلك قرر الذهاب إلى فرنسا لدراسة المرحلة الجامعية على حسابه الخاص، فالتحق عام 1933 بكلية سن سير العسكرية ودرس فيها الفنون القتالية وتخرج منها بعد سنتين وعاد إلى إيران. في صفوف الموالاة للشاه. الترقي في الجيش. التحق بالجيش الشاهنشاهي فور عودته من فرنسا برتبة ملازم ثاني فأوكلت إليه مهمة رسم خرائط للحدود البلوشية شرق البلاد، وبعد سنة عين في طهران قائداً لفوج الخيالة ثم خدم في الأقاليم الأخرى وترقى إلى عدة مناصب عسكرية منها: الركن الرابع في جيش مكران في بلوشستان ثم قائداً للخيالة في إحدى الوحدات على الحدود العراقية الإيرانية، ثم قائداً لخيالة الجيش التاسع في أصفهان، فقائداً لقوات الخيالة للجيش في العاصمة، فمسؤولاً عن شعبة العشائر المركزية لقوات الجيش. في عام 1946 رقي إلى رتبة رائد وأصبح مديراً لدائرة التجنيد الإلزامي في مدينة زنجان، فنظم شبكة من الأنصار تضم أبناء العشائر الأذربيجانية مع القبائل البختيارية في المناطق الجبلية من محافظة أذربيجان لمحاربة الجمهورية الانفصالية التي أقامها الجيش الأحمر هناك عام 1945 والتي أدخل فيها عناصر من الروس والقوقازيين لمساعدة الانفصاليين الأذريين، وعلى الرغم من انتقاد محافظ زنجان له بحجة عدم قتاله بالمستوى المطلوب بعد إرسال الشاه تعزيزات عسكرية بقيادة ضياء الدين طبطبائي، إلا أنه أثبت جدارة كبيرة في مقاومة الانفصاليين. بعدها بسنتين رقي إلى رتبة مقدم وفي السنة التي تلتها حصل على المركز الأول في دورة القيادة والإدارة في الكلية العسكرية. في العام 1950 حصل على رتبة مقدم أول وأصبح رئيساً لمركز القيادة في القوات الخاصة، وبعد حلها تم تقسيمها إلى 3 فرق، عين منها على الفرقة الثالثة الجبلية في مدينة اردبشت عام 1953، وفي نفس السنة عين قائداً للفرقة المستقلة المدرعة في كرمنشاه، وساعده في هذا الارتقاء زواج الشاه من قريبته ثريا عام 1951. دوره خلال وبعد محاولة انقلاب مصدق. بعد هروب الشاه إلى إيطاليا أعلن تيمور عن استعداده لإسقاط حكومة مصدق مهدها باستعراض عسكري في 17 أغسطس 1953 وتعاون مع وكالة المخابرات الأمريكي في تنفيد خطة الانقلاب المسماة أجاكس. بعد فشل محاولة انقلاب مصدق عام 1953 والقبض عليه، عينه الشاه حاكماً عسكرياً لطهران مدة 3 سنوات، كانت أهم واجباته تتمثل فيما يلي: كما اشترك تيمور في محاكمة مصدق التي أقيمت في نفس العام بوصفه أحد أعضاء المحكمة الذين وقعوا على قرار إدانة مصدق. بعد ذلك أمعن تيمور في القسوة على المعارضين: فطارد واعتقل وأشرف على تعذيب أعضاء حزب توده وحزب فدائيي إسلام والجبهة الوطنية وكشف خلية عسكرية مكونة من 600 ضابط برتب عالية تابعة لتوده داخل الجيش، و 500 طالب خريج عسكري ينتمون للحزب المذكور وانتهى المطاف ببعضهم بالإعدام رمياً بالرصاص فتمت ترقية تيمور إلى رتبة أعلى. بعد استقالة زاهدي عين الشاه حسين علاء في المنصب بتاريخ 10 أبريل 1955 والذي تعرض لمحاولة اغتيال قبل سفره لحضور مؤتمر حلف بغداد نهاية هذا العام واتهمت الحكومة حزب فدائيي إسلام فصفت أبرز أعضائها منهم نواب صفوي وخليل كهماسب ومظفر ذو القدر وعبدالحسين واحدي، وكان دور تيمور هو ملاحقة منفذي الحادث خصوصاً وأنه لديه علاقات سابقة مع أعضاء تلك المنظمة. في السنة التي تلتها أسندت إليه -باللإضافة إلى مهامه- قيادة المجموعة الاستخبارية المدربة من وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية والتي كانت مهمتها القضاء على المجموعات المناهضة للحكومة الإيرانية والتي شكلت نواة السافاك فيما بعد، ولتأسيسه سافر تيمور إلى الولايات المتحدة لبحث طرق عمل ال CIA وFBI وقد ساعدته الحكومة الأمريكية بهذا الصدد لعلاقته الجيدة بهم وثقة الشاه به لكونه أحد أركان نظامه، وعلى الرغم من كره الناس له إلا أن الشاه عينه أول رئيس للسافاك ونائباً لرئيس الوزراء بمرسوم إمبراطوري عام 1956 كما عين حسن باكروان نائباً له لشؤون المعلومات الأجنبية وحسن علوي كيا نائباً آخر لشؤون الأمن الداخلي، وتولى تيمور المنصب بداية عام 1957. فترة رئاسته للسافاك. داخلياً. ابتدأ ولايته بتشديد قبضته على البلاد فقام بتأسيس مكاتب السافاك في كثير من المدن الإيرانية والتي بدورها قامت بعمليات قمع رهيبة في أوساط الشعب خصوصاً العمال والكسبة والطلاب والمعارضين وحتى السياسيين الموالين للشاه من قبيل حزبي مليون (الوطنيون) ومردم (الشعب) الذين تمت قيادتهما وتوجيههما من تحت الطاولة على يد السافاك، مما زاد العداء له. كما قام بمراقبة رجال الدين الشيعة داخل إيران، خصوصاً الذين يعارضون الشاه إلا أنه لم يتخذ اجراءات جسدية ضدهم لأنهم يشكلون مركز ثقل للمجتمع: فأرسل جواسيسه إلى جواد الحائري ورفعوا تقاريرهم إليه التي ذكرت بأنه يصف الشاه بالمتكبر والمغرور والكافر وبدون شرف، وانتقد النظام البهلوي والحكومة. أما السيد البروجردي فلم يتجرأ تيمور على إثارة غضبه، بل كان ينفذ جميع طلباته ويحاول كسب وده، حتى أنه أمر مدير فرع السافاك في مدينة قم بلقاءه وأوصل تحيات المسؤولين له وأعرب عن استعداد السافاك لتنفيذ أوامره. ونتيجة للخدمات التي قدمها للسافاك وخدمة النظام الشاهنشاهي فقد تم ترقيته إلى رتبة لواء عام 1960. غير أن هذا لم يشفع له أمام الشاه الذي لامه في السنة التي تليها نتيجة الاضطرابات التي رافقت انتخابات ذلك العام الذي فازت فيها أحزاب مليون ومردم الموالية بالتزوير والتي واجهتها السافاك بكل قسوة وبدون علم رئيس الوزراء جعفر شريف إمامي الذي دفعه في النهاية للاستقالة. خارجياً. في البداية اشتكى الشاه والسافاك من الأمريكيين لتلكؤهم في مساعدتهم ومستواهم التدريبي الهابط، فوجدوا ضالتهم في الموساد وكان تيمور من الأشخاص الذين ساعدوا في توثيق علاقة إيران بإسرائيل. ففي أوائل عام 1957 سافر إلى إسرائيل بأمر الشاه والتقى برئيس الموساد ايزر هاريل تعرف فيها عليه وعلى زملائه منهم يعقوب كاروز المستشار السياسي للسفير الإسرائيلي في فرنسا الذي رتب معه مقابلة السفير الإسرائيلي يعقوب تسور في باريس والتي تمت في بيته في سبتمبر 1957. استعرض الجانبان التطورات في الشرق الأوسط وأعربا عن قلقهما من التغلغل السوفيتي في مصر وسوريا ونشاطات الرئيس المصري السرية، ونقل تيمور عن الشاه اعجابه بالجيش الإسرائيلي وقدرته على التفوق على جيرانه العرب وأعرب عن قلق إيران من نوايا الدول العربية المطلة على ساحل الخليج العربي، كما اقترح على السفير باسم حكومته التعاون وتبادل الآراء بين البلدين، حكومة إسرائيل من جانبها استقبلت الاقتراح برحابة صدر وسرور. واستمر الاتصال بين الطرفين، ففي أكتوبر من نفس العام، ارسلت حكومة إسرائيل مبعوثها الخاص، رئيس الموساد آنذاك أيسر هرئيل ، مع يعقوب كروز للقاء تيمور في روما فساهم هذا الاجتماع بتعميق العلاقات أكثر، وتوجت هذه الاجتماعات بزيارة سرية ليعقوب كروز إلى طهران نهاية ذلك العام تمهيداً لتبادل الزيارات بين الوفود الرسمية للطرفين على مختلف المستويات في المستقبل، وكان هذا عاملاً مساعداً في تطوير العلاقة بين البلدين على مختلف الصعد. هذه الاتصالات أدت في النهاية إلى فتح ممثلية تجارية إسرائيلية في طهران عام 1958 والتي بدورها ساهمت في فتح 3 قواعد للموساد داخل إيران في كل من الأحواز، إيلام وكردستان مقابل رشاوى شهرية يقدمها عميل للموساد يدعى نمرودي إلى العميد في السافاك حسن علوي كيا ورئيس قسم الاستخبارات الخارجية للسافاك معتضد مقابل غض الطرف عنها لأن مهمتها مراقبة العراق والدول العربية. كذلك ساند الموساد السافاك في عملياته، وكان يرفع التقارير السرية بشكل منتظم للسافاك عن أنشطة مصر في الدول العربية، والتطورات في العراق وأنشطة الشيوعيين في إيران، واستمرت الزيارات المتبادلة بين مسؤولي الطرفين وتطورت العلاقة بين البلدين حتى قررت إيران استئناف بعثاتها الدبلوماسية في إسرائيل وبالمقابل فتح مكتب اتصال على مستورى السفارة الإسرائيلية في طهران واستمرت العلاقات حتى أواخر عهد تيمور الذي كان هو بعد الشاه في مقدمة مستقبلي الجنرال الإسرائيلي هرزوغ الذي زار البلاد في 4 يوليو 1961 لمدة 7 أيام. التدهور والإقالة. عندما تولى الرئيس الأمريكي جون كنيدي الرئاسة بداية العام 1961، بعث الشاه تيمور مع وزير الاقتصاد علي خاني علي ناغي في شهر فبراير من العام نفسه للتفاوض مع الرئيس الأمريكي للتفاوض بشأن المساعدات المالية والعسكرية، وبشكل سري أعرب للمسؤولين الكبار والرئيس الأمريكي عن رغبته بالانقلاب على الشاه. وعلى الرغم من إعجاب الرئيس الأمريكي بشخصية تيمور ووجد فيه الشخص الذي سيقود بلاده مستقبلاً إلا أن الأمريكيين رفضوا طلبه، بل أبلغوا الشاه بالموضوع فاستاء منه وعزم على إقالته. وجاءته الضربة الثانية بتعيين الشاه لعلي أميني في منصب رئاسة الوزاء خلفاً لجعفر امامي لأنه سعى كثيراً للحصول على المنصب وأدى إلى في النهاية إلى إقالته على يد رئيس الحكومة علي أميني بناء على طلب من الشاه في ربيع العام 1961. معارضته للشاه. المنفى الاختياري. بعد اقالته بعام سافر من طهران إلى روما ومنها إلى ألمانيا حيث أقام لفترة، ورفض ان يعود إلى بلاده. محاولة انقلاب على الشاه. لم يهدأ تيمور في المنفى وسعى لتدبير محاولة لقلب نظام حكم الشاه، فزار وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، عارضاً فيها على المسؤولين خدماته بما فيها خلع الشاه ثم بناء نظام آخر «أكثر ولاءً للأميركيين». لم يرق ذلك للأمريكيين بل ابرقوا إلى الحكومة الإيرانية بفحوى ما عرضه عليهم، مما حذى بالحكومة الإيرانية إلى محاكمته محاكمة عسكرية والحكم عليه بالإعدام غيابياً عام 1969. في تلك الأثناء سافر باختيار إلى بغداد للإعداد لذلك الانقلاب. وقُدمت له تسهيلات من قبل الحكومة العراقية -التي تؤوي معارضي الشاه آنذاك- وابتدأ بتجميع مجموعات من إيرانيين أعلنوا ولاءهم له ويعتقد أن من بينهم عملاء للسافاك توقيفه في مطار بيروت وقد أوقف في مطار بيروت الدولي في 4 أيار 1968 وحُكم عليه بالسجن 9 أشهر بتهمة تهريب أسلحة. طالب شاه إيران من سلطات بيروت تسليمه، لكن الرئيس شارل حلو رفض ذلك، رغم معارضة الرئيس شمعون صديق شاه إيران لموقف رئيس الجمهورية، لوساطة من البطريرك بولس المعوشي ولأنه ضد عقوبة الإعدام التي كانت ستُنَفّذ في طهران لو تم تسليمه. اغتياله. أغتيل بختيار في العراق من قبل جهاز السافاك -كما يعتقد- في يوم 12 آب 1970 خلال رحلة صيد. حياته الأسرية. تزوج في سن الثلاثين من امرأة قروية من نفس قبيلته وأنجب منها ابنة واحدة وعاشوا في غرفة متواضعة في شارع كاخ في طهران ثم تزوج من عدة نساء منهم السيدة اليخان ظفر وأنجب منها ومن نساء أخريات عدداً من الأولاد والبنات عاشوا في ظل تفكك أسري واستقر في النهاية على زوجة واحدة -مجهولة الاسم- انجبت له ولدان ولازمته في حياته حتى بعد خروجه من إيران فيما بعد ثم سافرت إلى سويسرا مع أولادها وظلت هناك. مبرهنة أساسية في مجال ما من الرياضيات هي مبرهنة تعتبر مركزية في ذلك المجال. يو إس إس هاري ترومان (CVN - 75) هي حاملة طائرات تابعة لبحرية الولايات المتحدة الأمريكية و مسماة باسم الرئيس الأمريكي الـ33 هاري ترومان. حضر حفل الافتتاح الرئيس الأمريكي بيل كلنتون وألقى حينها كلمة قبل الافتتاح احتفالاً بتلك المناسبة التي حضرها شخصيات سياسية وعسكرية مهمة أخرى. و بعد سنة 2001 دخلت حاملة الطائرات يو إس إس هاري ترومان (CVN - 75) في حروب مثل حرب أفغانستان و حرب العراق. أحمد بن أحمد السُّنَيْدار، فنان وملحن من مشاهير الغناء اليمني، له دور في إحياء وتطوير التراث الغنائي اليمني القديم واللون الصنعاني على وجه الخصوص المعروف بثرائه وصعوبته. حياته. ولد أحمد السنيدار في حارة الأبهر في صنعاء القديمة عام 1939م، متزوج وله بنتان وأربعة ذكور. بداياته. أحب الغناء منذ الصغر حيث كان والده يمتلك عوداً صنعانياً ليستخدمه ضيوفه من أصدقائه الفنانين في المقيل ومنهم: تأثر بالفنان قاسم الأخفش وأحمد طاهر الكوكباني وغيرهم من فناني تلك الفترة. بداية ظهوره الفني في منتصف الخمسينات من خلال إذاعة صنعاء حيث أول أغنية أذيعت له كانت أغنية (أراك طروباً) وكانت جلسة، أما أول أغنية سجلت له في الإذاعة فكانت (يامن بحبه قد بلاني)، أثناءها كان يعمل كاتباً في الجيش لأربع سنوات تلاها انتقاله للعمل في مصلحة الهاتف عند تأسيسها. حصل على منحة دراسية لدراسة الموسيقى في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة عام 1960م، وعند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م، قطع دراسته بالقاهرة وعاد إلى اليمن وساهم من خلال أناشيده الوطنية في الثورة ومنها: ما بعد الشهرة. قام بتكوين فرقة من مجموعة من الفنانين تحت مسمى جمعية الفنانين وأقاموا أول معهد موسيقى في صنعاء عام 1964 وذلك لإقامة حفلات الذكرى الأولى للثورة ومن ضمن المشاركين من الفنانين محمد مرشد ناجي ومحمد سعد عبد الله ومحمد حمود الحارثي وحمود زيد عيسى وفضل محمداللحجي وغيرهم. سافر إلى عدن عام 1965 حيث أحيا سهرة لتليفزيون عدن المحلي نالت إعجاب المشاهدين، بعد رحلة عدن سافر إلى بيروت لتسجيل عدد من الأناشيد والأغاني في إسطوانات. في عام 1966م وصلت فرقة موسيقية من عدن بقيادة الفنان احمد تكرير حيث تعاون معها وساهم معهم في أحياء الحفلات وكذلك تسجيل الأناشيد والأغاني في إذاعة صنعاء وإحياء جمعية الفنانين من جديد . في عام 1967 أنتقل للعمل في إذاعة صنعاء بطلب من قائد الثورة الرئيس عبد الله السلال في إدارة تنسيق البرامج حيث كان قبلها يعمل بإدارة الهاتف والمركبات بوزارة المواصلات. دوره في حصار السبعين. حدث حصار السبعين أثناء تواجده مع الفرقة في محافظة تعز لمواصلة الاحتفالات الفنية وبسبب الحصار تم تكليفة بالعمل بإذاعة تعز والتي أقيمت بمساعدة الخبرات المصرية حيث عمل بإدارة تنسيق البرامج والمكتبة، ثم انتقل من محافظة تعز إلى صنعاء أثناء الحصار وحمل السلاح مع زملائه في إذاعة صنعاء للدفاع عن الإذاعة مع استمرار عملة في إدارة تنسيق البرامج . من ضمن الأناشيد التي غناها أثناء حصار السبعين : في بداية الثمانينات أنتخب أميناً عاماً لنقابة الفنانين. من الشعراء الذين غنى لهم. وغيرهم التكريم والمشاركات. عام 1982م منح وسام الفنون من الطبقة الأولى من رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح . نال العديد من الأوسمة وشهادات التقدير من الدولة وعدة جهات أهلية وشعبية منها شهادة التقدير والعرفان والتي منحته إياها وزارة الإعلام تقديراً لمساهمته ومجهوده في الدفاع عن إذاعة صنعاء أثناء حصار السبعين. من أغانيه. من أغانيه المشهورة. وغيرها الفخارة أكلة شعبية فلسطينية ويشتق اسم وجبة الفخارة الفلسطينية من الفخار. وهي تتكون من الخضار واللحم والتوابل وتسوى تقليديا على الحطب المشتعل. نبذة. واستخدام الآنية المصنوعة من الفخار في الطهي تقليد قديم يرجع إلى قبل عصر الرومان. ويطهى الطعام بإضافة الماء إلى المكونات وإحكام إغلاق الإناء. وتعتبر الفخارة التي تماثل إلى حد بعيد وجبة الطاجن التقليدية في شمال أفريقيا رمزا للتراث الفلسطيني في الطهي.وهي من الأكلات الشعبية الفلسطينية المشهورة، وهناك مطاعم في القدس لا تزال تقدمها كوجبة للزبائن حيث يتم طبخها على الطريقة القديمة بفرن الحطب والفخارة تراثية وشعبية ومن تراث الأهل والأجداد." ويتزايد الإقبال في الآونة الأخيرة على استخدام أواني الفخار في الطهي خاصة بين الذواقة في الغرب الذين يعتبرون الطعام المطهو في هذا النوع من الأواني طبيعيا وصحيا. ومن الشعوب التي تستخدم أواني الفخار في الطهي أيضا منذ العصور القديمة الصينيون واليابانيون والفيتناميون والإسبان والألمان. الطريقة. تغسل اللحمة جيدا وتوضع في صينية، تقشر الخضار وتغسل جيدا ويترك كما هو حب كبير بدون تقطيع، تخلط جميع المقادير دون اللحم، ثم توضع على اللحمة، بعدها يتم إضافة الملح والبهارات وخلطها جيدا يتم وضع جميع المقادير في الفخارة ويضاف إليها ملعقة من السمن وكاس ماء واحد عليها فقط ( لان فرن الحطب يكون شديد الحرارة)، ويحكم إغلاق الوعاء بالقصدير وتوضع في الفرن مدة ساعتين إلى ثلاث ساعات (بدرجة حرارة 180 درجة مئوية) من دون الكشف عنها تقدم مع اللبن الرائب والخبز الفلاحي أو الأرز النُّعمان بن حُميضة البارِقي، من بني حميضة، من بارق، من الأزد: من فصحاء العرب المشهورين، وكان من الخطباء البلغاء، ومن الأشراف الرؤساء في الجاهلية. أورد له الأصبهاني رسالة من أفصح وأبلغ ما كتب العرب. صاحب المقولة المشهورة : قد حلبت الدهر أشطره فعرفت حلوه ومره، كل زمان لمن فيه في كل يوم ما يكره ، كل ذي نصره سيخذل، إن قول الحق لم يدع لي صديقاً. وقد استعمل عمر بن الخطاب مقولة النعمان قد حلبت الدهر أشطره في أحد خطبة. وهو والد الصحابي حميضة بن النعمان حميضة البارقي. من ما اثر عنه رسالته إلى أكثم بن صيفي. النسب. النعمان بن حميضة بن الحارث بن عوف بن عمرو بن سعد بن ثعلبةَ بن كنانة البارقي بن بارق بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امريء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد. حكمته. كتب النعمان بن حميضة البارقي إلى أكثم بن صيفي فقال: قد حلبت الدهر أشطره، فعرفت حلوه ومره. عين عرفت فذرفت. إن أمامي مالا أسامي. رب سامع بخبري لم يسمع بعذرى. كل زمان لمن فيه. في كل يوم ما يكره. كل ذي نصرة سيخذل. تباروا فإن البر ينمى عليه العدد. كفوا ألسنتكم فإن مقتل الرجل بين فكيه، إن قول الحق لم يدع لي صديقاً. لا ينفع مع الجزع التبقي، ولا ينفع مما هو واقع التوقي. ستساق إلى ما أنت لاق في طلب المعاني يكون العز الاقتصاد في السعى أبقى للجمام. من لم يأس على ما فاته ودع بدنه. من قنع بما هو فيه قرت عينه. أصبح عند رأس الأمر خير من أن تصبح عند ذنبه. لم يهلك من مالك ما وعظك. ويل لعالم أمر من جاهله. الوحشة ذهاب الأعلام. البطر عند الرخاء حمق. لا تغضبوا عند اليسير فربما جنى الكثير. لا تضحكوا مما لا يضحك منه. حيلة من لا حيلة له الصبر. كونوا جميعاً فإن الجميع غالب. تثبتوا ولا تسارعوا، فإن أحزم الفريقين الركين. رب عجلة تهب ريثاً. ادرعوا الليل، واتخذوه جملاً فإن الليل أخفى للويل. لا جماعة لمن اختلف. قد أقر صامت. المكثار كخاطب الليل. من أكثر أسقط. لا تفرقوا في القبائل فإن الغريب بكل مكان مظلوم. عاقدوا الثروة وإياكم والوشائظ، فإن الذلة مع القلة. لو سئلت العارية لقالت: أبغي لأهلي ذلاً. الرسول مبلغ غير ملوم. من فسدت بطانته كان كمن غص بالماء. أساء سمعاً فأساء جابة . الدال على الخير كفاعله. إن المسالة من أضعف المكسبة. قد تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها. لم يجر سالك القصد، ولم يعم قاصد الحق. من شدد نفر، ومن تراخى تألف. السرو التغافل. أوفى القول أوجزه. أصوب الأمور ترك الفضول. التغرير مفتاح البؤس. التواني والعجز ينتجان الهلكة. لكل شيء ضراوة. أحوج الناس إلى الغني من لا يصلحه إلا الغنى، وهم الملوك. حب المدح رأس الضياع. رضا الناس غاية لا تبلغ، فلا تكره سخط من رضاه الجور. معالجة العفاف مشقة فتعوذ بالصبر. أقصر لسانك على الخير، وأخر الغضب؛ فإن القدرة من ورائك. من قدر أزمع. ألأم أعمال المقتدرين الانتقام. جاز بالحسنة ولا تكافئ بالسيئة. أغنى الناس عن الحقد من عظم عن المجازاة. من حسد من دونه قل عذره. من جعل لحسن الظن نصيباً روح عن قلبه. عي الصمت أحمد من عي المنطق. الناس رجلان، محترس ومحترس منه. كثير النصح يهجم على كثير الظنة. من ألح في المسألة أبرم. خير السخاء ما وافق الحاجة. العلم مرشد وترك ادعائه ينفي الحسد. الصمت يكسب المحبة. لن يغلب الكذب شيئاً إلا غلب عليه. الصديق من الصدق القلب قد يهتم وإن صدق اللسان. الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة، وتقريبهم مكسبة لقرين السوء، فكن من الناس بين القرب والبعد، فإن خير الأمور أوساطها. فسولة الوزراء اضر من بعض الأعداء. خير القرناء المرأة الصالحة. عند الخوف حسن العمل. من لم يكن له من نفسه زاجر لم يكن له من غيره واعظ، وتمكن منه عدوه على أسوأ عمله. لن يهلك امرؤ حتى يملك الناس عتيد فعله، ويشتد على قومه، ويعجب بما يظهر من مروءته، ويغتر بقوته، والأمر يأتيه من فوقه. ليس للمختال في حسن الثناء نصيب. لا نماء مع العجب. إنه من أتى المكروه إلى أحد بدأ بنفسه. العي أن تتكلم فوق ما تشد به حاجتك . لا ينبغي لعاقل أن يثق بإخاء من لا تضطره إلى إخائه حاجة. أقل الناس راحة الحقود. من تعمد الذنب فلا تحل رحمته دون عقوبته، فإن الأدب رفق، والرفق يمن. وفي وصية أكثم بن صيفي لأبنائه قال لهم جزء من ما كتب له "النُّعمان بن حُميضة" فقال : «يابني قد أتت علي مائتا سنة وإني مزودكم من نفسي، عليكم بالبر ينمي العدد وكفو ألسنتكم فإن مقتل الرجل بين فكيه، إن قول الحق لم يدع صديقاً، وإنه لا ينفع من الجزع التبكي ولا مما هو واقع التوقي، وفي طلب المعالي يكون الغرر". وهي وصية طويلة جاء في أخرها : "يابني لا يغلبنكم جمال النساء عن صراحة النسب فإن المناكح الكريمة مدرجة للشرف». الموسيقى المسيحية استخدمت في طقوس العبادة والصلوات المسيحية. واخذ الغناء شكل فردي وجماعي، وشكل جوقة أو خُورُس. في القرن الرابع بعد انتهاء عصر اضطهاد المسيحيين قام آباء الكنيسة بتأسيس نظام للطقوس الدينية المؤلفة من الأناشيد التي ُترنم في المناسبات المختلفة طوال السنة، وقام بكتابة كلمات وموسيقى الأناشيد الدينية وتأثروا من الشعر الغنائي في العهد القديم أو المزامير. ثم اخذت كل كنيسة تضع موسيقى واناشيد خاصة فيها، وقد هذب البابا غريغوري الأول الموسيقى اللاتينية الكنسية فاحدث الترانيم الغريغورية وهي ألحان في الكتاب المقدس للموسيقى الكنسية اللاتينية. ويعتبر فن موسيقي غنائي جاد، ذو سير لحني غير مرافق بآلات موسيقية. ويرتكز الغناء الغريغوري على ثمانية سلالم موسيقية. تاريخ. الموسيقى المسيحية المبكرة. في بدايات المسيحية استعمل المسيحيون نفس الموسيقى الموجودة عند اليهود، إذ كان المسيحيون يرتلون في طقوسهم المزامير بنفس الألحان القديمة المستعملة عند اليهود بأسلوب يدعى “التنغيم البسيط”. كما أخذ المسيحيون بدورهم بتأليف تراتيل جديدة سميت (المزامير الخاصة) وصلنا منها ترتيلة “يا نوراً بهياً” التي تقال في صلاة الغروب حتى اليوم والذي تعد أقدم ترتيلة مسيحية وصلت إلينا، وكذلك المجدلة “المجد لك يا مظهر النور”. السجل الوحيد في الانجيل للموسيقى الدينية كان خلال العشاء الأخير للتلاميذ قبل صلب المسيح. خارج الإنجيل، هناك إشارات للموسيقى المسيحية تعود إلى بولس الذي قام بتشجيع أهل أفسس وكولوسي لإستخدام المزامير، التراتيل والأغاني الروحية خلال اجتماعاتهم الدينية. التدوين الموسيقي كان بنفس أسلوب اليهود باستعمال الحروف الأبجدية، كذلك استخدم المسيحيون الاساليب اليونانية في التدوين التي تعتمد أيضاً على الحروف الأبجدية. في وقت لاحق، كانت هناك إشارة تعود لبلينيوس الأصغر الذي كتب إلى الإمبراطور تراجان (61-113) طالبًا الحصول على المشورة حول كيفية ملاحقة المسيحيين في البيثنية، واصفًا ممارساتهم بالاجتماع قبل طلوع الشمس وتكرار ترنيمة «ترنيمه للمسيح والله». غالبًا ما كانت التراتيل مقاطع من المزامير. وفقًا للمؤرخ سقراط من القسطنطنية أخذت الترانيم شكلها البارز في العبادة المسيحية بسبب أغناطيوس الأنطاكي (توفي عام 107). تم استخدام الأدوات الموسيقية في وقت مبكر الا أنه يبدو أنها أثار استعمالها بعض الجدل. في أواخر القرن الرابع أو أوائل القرن الخامس كتب القديس جيروم كتب تحفظاته حول استعمال الآلات الموسيقية في القداس. ويعتقد ان جهار الأورغ الموسيقي التقليدي ظهر في الكنائس خلال الفترة البابوية للبابا فيتالين في القرن السابع. من القرن الرابع حتى القرن الرابع عشر. الموسيقى المسيحية في العالم الشرقي. في القرن الرابع ظهرت بعض الخلافات العقائدية بين المسيحيين حول طبيعة المسيح وقد عَمد القديس أفرام السرياني الذي كان شاعرًا إلى مجابهة ما كان بالنسبة له هرطقات بتأليف التراتيل وتلحينها وتعليمها ومن أجل هذه الغاية ظهرت الحاجة إلى وضع نظام للموسيقا الكنسية، فاستشار علماء الموسيقا في عصره وعَمد إلى الأخذ عن الموسيقى الفارسية المبنية على اثني عشر لحنًا (اثني عشر مقاماً) وهي مأخوذة بدورها عن موسيقا بلاد بين النهرين. في القرن السادس أول من وضع نظامًا موسيقيًا مبنيًا على ثمانية ألحان هو سويرس السرياني أسقف إنطاكية وتم توزيع الألحان إلى أربع ألحان أصلية وأربع ألحان مشتقة. اللحن يعني تصنيفاً موسيقياً يُعتمد في تحديده على السلم الموسيقي والمجال اللحني ودرجة القرار النهائي، وهكذا تكون جميع التراتيل التي يتبع لحنها مجالاً لحنياً معيناً أو قراراً معيناً ضمن نفس اللحن أي ضمن نفس التصنيف اللحني. هذا التصنيف الثماني الألحان كان أساس الموسيقى الكنسية السريانية والبيزنطية وكذلك أساس الموسيقى الغربية أيضًا، إذ أن البابا غريغوريوس الذي وضع نظام ترنيم الكنيسة اللاتينية المعروف بالترنيم الأمبروسي أو الغريغوري أخذ هذا النظام عن الشرق مستعملاً أسس الموسيقى الكنسية الشرقية المبنية على ألحان ثمانية، وقد عرف البابا غريغوريوس هذا النظام بحكم أنه كان موظفاً في البلاط القسطنطيني قبل أن يصبح أسقفًا. في القرن الثامن ثبت القديس يوحنا الدمشقي التقسيم إلى ثمانية ألحان في الموسيقا الكنسية بتأليفه كتاب الأكتويخس (أي الألحان الثمانية) وهو عبارة عن تراتيل مقسمة حسب الألحان لكل لحن تراتيله الخاصة، كما ألف تراتيل كنسية كثيرة ووضع ألحانها بمشاركة مجموعة من الرهبان الدمشقيين هم القديس قزما الدمشقي والقديس اندراوس أسقف كريت الدمشقي الأصل والقديس ثيوفانس الذي صار أسقفاً على إزمير. في القرن العاشر تم تنصر بلاد الروس فأخذوا بنظام الترتيل المعمول فيه بالشرق وسرعان ما طوروا به وأنشأوا ألحانًا تبعًا لذوقهم الخاص، إلا أنهم في مرحلة لاحقة تبنوا النظام الموسيقي الغربي المبني على تعدد الأصوات (الهارمونية). الموسيقى المسيحية في العالم الغربي. تعود جذور الموسيقى المسيحية في أوروبا للعام 500 ميلادي حيث بدأت في تراتيل الكنائس ثم تطورت إلى ما عرف بالموسيقى عصر النهضة منذ مطلع القرنين الرابع عشر والخامس عشر والتي عرفت بمرحلة الفن الحديث جيث وصلت العلامات الموسيقية إلى درجة كبيرة من التقدم كما وصلت الموسيقى ذات الأنغام المتعددة إلى درجة كبيرة من التعقيد لم يسبق لها مثيل. وفي أثناء أواخر القرن الخامس عشر ظهرت المدرسة البرجندية بزعامة وليم دوفاي وهي مدرسة موسيقة مسيحية راقية يرجع لها الفضل في ازدهار الموسيقى الغربية ذات الأنغام المتعددة خلال القرن السادس عشر ومن أبرز مؤلفي هذه المدرسة جوسكين دي برس وأولاندو دي لاسو وبنزوح مؤلفي المدرسة الفلمنكية إلى إيطاليا ظهرت بالبندقية المدرسة الموسيقية التي أسسها أدريان ويللارت وإنضم إليها أندريا وجوفاني جأبريللي وقد قام باليسرينا الذي كان ينافسه لاسو في عصر النهضة بتأسيس المدرسة الرومانية للموسيقى الكنيسة ذات الأنغام المتعددة والتي استمرت حتى أيام لويس الرابع عشر. ومنذ عام 1750 حتى عام 1800 انتشرت الموسيقى التي عرفت فيما بعد بالموسيقى الكلاسيكية والتي إتسمت بظهور السيمفونيات الموسيقية المسيحية على أيدي عدد كبير من الموسيقيين البارزين مثل هايدن وموتزارت قبل أن تظهر موجة جديدة هي فترة ظهور الموسيقى الرومانسية خلال القرن التاسع عشر ويمثل بيتهوفن أوج المرحلة الكلاسيكية وبداية المرحلة الرومانسية في الموسيقى. ان اللحن الذي يتابع خيطًا واحدًا بصوت منفرد أو صوت جماعة كان المبدأ الأول. ثم جاء تعدد الأصوات التي تتفاوت ألحانها داخل بهو الكنيسة المفعم بالروح الدينية حيث تنفرد الحناجر البشرية (الكورس) دون آلات موسيقية، ولقد أعطت البروتستانتية دفعة كبرى باتجاه حرية الموسيقي من الانتفاع من الموسيقى الدنيوية ومن الهارموني والتقنيات الأخرى. الإيطالي باليسترينا (1525-1594) نشأ ونضج تحت ظل البابوية الكاثوليكية وحتى رأى البابا فيه وفي موسيقاه حصنا منيعا في وجه موجات التجديد البروتستانتية التي ذهبت في مداها بعيدًا، ولكن من جهة أخرى، كانت موسيقاه حصنًا للدفاع عن الموسيقى ذاتها وإبقائها داخل حرم الكنيسة. القداس. في القداس ترافه أشكال من الموسيقى الدينية التي ترتبط بأجزاء من القداس الإلهي أو الفخارستيا وهو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية والأنجليكانية واللوثرية أو أحد السرين المقدسين في الكنيسة البروتستانتية. معظم التقاليد الموسيقية في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية خلال القداس هي باللغة اللاتينية، وهي اللغة التقليدية للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، ولكن هناك عددًا كبيرًا من ترانيم القداس مكتوبة في لغات البلدان الغير الكاثوليكية حيث كانت العبادة في اللغة العاميّة ذات قاعدة رئيسية ولها تقاليد طويلة. على سبيل المثال، هناك العديد من الترانيم في القداس مكتوبة باللغة الإنجليزية لكنيسة إنجلترا. ترانيم القداس تتنوع بطرق مختلفة منها كبلا أي ترانيم ترافق صوت شخص وحيد، أو أنها يمكن أن تكون مصحوبة بأوركسترا كاملة. عمومًا تكوين القداس يتشكل بشكل ثابت من خمسة أقسام: قائمة كبيرة من الملحنين والموسيقيين الذين انتجوا أعمال فنية سميت «بالموسيقى المقدسة» بما في ذلك ملحنين أمثال بيير دي لا رو، بيدرو دي اسكوبار، أنطوان دي فيفين، موراليس، باليسترينا، توماس لويس دي فيكتوريا، موزارت، برليوز، برامز، بروكنر، ودفورجاك، فريدريك دليوس، فور، يزت، فيردي، هربرت هاولز، سترافينسكي، بريتن، هينز وأندرو لويد ويبر. التراتيل. شكلت التراتيل على مر العصور، موضوعًا لعدد من الأناشيد والقصائد الملحنة في الكنيسة والمجتمع، وغالبًا ما يكون لهذه التراتيل ذات الطابع الشعبي. غالبيّة هذه التراتيل الشعبيّة تتمحور حول عيد الميلاد وإلى حد أقل بكثير حول عيد الفصح. شكل عيد الميلاد على مر العصور، موضوعًا لعدد من الأناشيد والقصائد الملحنة في الكنيسة والمجتمع، بشكل عام، يعود لفترة القرون الوسطى نشوء عدد وافر من الأغاني الشعبية والترانيم الكنسيّة الشهيرة عن الميلاد مثلاً الترنيمة اللاتينية «"تعال إلى جميع المؤمنين"» (باللاتينية: "Adeste Fidelis"، نقحرة: "آديستي فيديلس") ترجع كلماتها للقرن الثالث عشر، رغم أن موسيقاها الحالية وضعت في منتصف القرن الثامن عشر؛ إلى جانب آديستي فيديليس التي تعتبر من أشهر وأقدم ترانيم الميلاد فإن عددًا آخر من الأغاني الشعبية تعود لتلك المرحلة، رغم أنها ليست بالضرورة مرتبطة بالكنيسة ورجالها. بعض الترانيم رغم أنها ظهرت في فترة متأخرة من العصور الوسطى إلا أنها استعملت نصوصًا سابقة أمثال «"في هذا اليوم سترقص الأرض"» (باللاتينية: "Personent hodie") والتي نشأت في فرنسا عام 1582 ونصوصها وموسيقاها ترقى للقرن الثالث عشر. التأليف لعيد الميلاد، اكتسب زخمًا جديدًا مع الإصلاح البروتستانتي في ألمانيا وشمال أوروبا، على سبيل المثال قام مارتن لوثر بكتابة الترانيم الخاصة بالميلاد وشجع استخدامها في الاحتفالات الدينية والاجتماعية، وقد حفظت هذه الترانيم وانتشرت في المجتمعات العامة سيّما الريفيّة، ومكثت حتى القرن التاسع عشر حيّة في الذاكرة الأوروبية؛ كذلك فإنه يعود لفترة العصور الوسطى المتأخرة تلحين عدد من المزامير المنسوبة للنبي داود وجعلها خاصة بعيد الميلاد، وكانت لهذه المزامير المرنّمة أهمية خاصة في الولايات المتحدة. في عام 1818 ظهرت واحدة أخرى من أشهر ترانيم الميلاد هي «"ليلة صامتة"» (بالإنجليزية: "Silent Night") وذلك من النمسا لمناسبة الاحتفال بعيد القديس نقولا عام 1818، وفي عام 1833 نشر بالإنكليزية كتاب خاص عن ترانيم عيد الميلاد القديمة والحديثة، شكل أول كتاب حديث مطبوع يحوي ترانيم وأغاني الميلاد الكلاسيكية باللغة الإنكليزية، وهو ما ساهم بإحياء الترانيم خلال العهد الفيكتوري. تزامن ذلك مع تزايد الأغاني الميلادية، أي تلك التي لا تمس البعد الديني للموضوع - بدأ انتشارها إلى جانب عدد وافر من أشهر أغاني الميلاد اليوم منذ أواسط القرن الثامن عشر، على سبيل المثال وضع هاندل سمفونية «"هللويا"» الشهيرة للمناسبة عام 1741، وظهرت الأغنية الشعبية «الفرح للعالم، جاء السيّد» (بالإنجليزية: "Joy to the World") عام 1719 وظهرت «"أجراس الأغنية"» (بالإنجليزية: "Jingle Bells"، نقحرة: "جينغل بيلز") عام 1857، وتكاثرت من بعدها طوال القرنين التاسع عشر والعشرين الأغاني الروحية والمدنيّة حول عيد الميلاد، بما فيها أغان تتبع موسيقى البوب والجاز وحتى الروك وسواها. الموسيقى الغريغورية. الموسيقى الغريغورية هي الموسيقى الدينية الأبرز في تاريخ المسيحية الغربية وهي ذي ألحان وكلمات مأخوذة من الكتاب المقدس للموسيقى الكنسية اللاتينية. وهو فن موسيقي غنائي جاد، ذو سير لحني منفرد (أحادي الصوت) غير مرافق بآلات موسيقية. رأى البابا غريغوري الكبير (540-605)، قبل أن يعتلي كرسي البابوية عام 590، تشذيب الغناء الكنسي اللاتيني وتهذيبه؛ فجمع الأغاني الدينية الأصيلة ونظمها في كتاب «ترديد غنائي تجاوبيّ» صار مرجعًا غنائيًا كنسيًا، واتخذت الألحان اسمه «الموسيقى الغريغورية». وقد استخدم هذا الغناء بهذا الاسم للمرة الأولى في المراسم والطقوس الكنسية في نهاية القرن الثامن. وكانت تلك التراتيل الأولى أساسًا للغناء الكنسي الذي شاع في معظم البلاد المسيحية الأوربية بوساطة الرهبان المؤمنين اللاتينيين. بدأ شارلمان في فرنسا بتحديد الأغاني الدينية وتوحيدها بغية انتشار الغناء الغريغوري، فألغى الغناء «الغاليكاني» (نوع من الموسيقى الدينية الفرنسية)، والترانيم «المستعربة» (موسيقى دينية إسبانية قديمة للمستعربين المسيحيين الذين خضعوا للحكم العربي الأندلسي) من الطقوس الدينية، واتخذ الغناء الغريغوري أساساً في كثير من الأديرة الأوربية المختلفة. في نهاية القرن التاسع، ومع بداية ابتكار التدوين الموسيقي، كانت الأغاني الدينية تتناقل سماعيًا متأثرة ببعض الألحان المحلية. كما كان لأغاني الشعراء الجوالين (التروبادور)، وانتشار الموسيقى البوليفونية (متعددة الأصوات) أثر واضح في الموسيقى الغريغوري منذ القرن الحادي عشر. ومنذ بداية القرن السادس عشر، عانى الغناء الغريغوري الانحطاط والجمود؛ إذ تشوهت الأغاني الكنسية المرافقة للمناسبات الدينية السنوية. مما جعل رؤساء بعض أديرة الرهبان الإيطاليين، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، يهتمون بعلاج هذا الركود. فبدؤوا بتنقيح الغناء الغريغوري ورده إلى أصوله بعد تدوينه. ففي عام 1889 بُدئ بطباعة المجموعة الغنائية الدينية المقررة ونشرها حسب «علم قراءة النصوص الموسيقية القديمة» Paléographie musicale. ودعت الحاجة بذلك إلى تصنيف الأغاني الكنسية الأصيلة وتوحيدها، وإزالة الشوائب منها. وبدأت إدارة الفاتيكان، منذ عام 1905، طباعة الأغاني الغريغورية المقررة في الطقوس الدينية، في مجموعة «منشورات الفاتيكان» والمسجلة حسب التدوين الموسيقي القديم في المدرج الموسيقي ذي السطور الأربعة Tetragramma، ورؤوس العلامات الموسيقية مربعة الشكل، ومايزال هذا التدوين الموسيقي قيد الاستخدام كنسيًا حتى اليوم. موسيقى مسيحية مقدسة. كتب توماس الأكويني في مقدمة تعليقه على المزامير حول أهميّة الأناشيد المسيحية: "Hymnus est laus Dei cum cantico; canticum autem exultatio mentis de aeternis habita, prorumpens in vocem" (الترنيمة هي حمد الله مع أغنية؛ الأغنية هي اغتباط مسّكن للعقل على الأشياء الأبدية، متخلصَا عليها في صوت). وردت أقدم التراتيل المسيحية في حوالي سنة 64 من قِبل بولس في رسائله. وكانت هذه الترانيم باللغة اليونانية، ومن قِبل القديس باسيليوس الكبير حوالي عام 370. ظهرت التراتيل باللغة اللاتينية في نفس الوقت تقريبًا، وتأثرت بالقديس أمبروز من ميلانو. كان برودينتس وهو شاعر إسباني في أواخر القرن 4 واحدًا من أهم كتاب الترتيلة المسيحية في ذلك الوقت. ارتبط التراتيل السلتيكية المبكرة مع القديس باتريك وكولومبا. أدى الإصلاح البروتستانتي إلى ظهور اثنين من المواقف المتضاربة حول التراتيل. النهج الأول الذي تأثر في الكالفينية حيث لم يكن للموسيقى مكانة في الأجواء الكالفينية بشكل عام. بدلاً من التراتيل استخدمت مزامير الكتاب المقدس وفي معظم الأحيان من دون مرافقة أدوات موسيقية. النهج الثاني كان من خلال مارتن لوثر حيث ترك لوثر إرثًا غزيرًا من الترانيم، التي جاء بعضها تلحينًا لمقاطع من الكتاب المقدس، أو وحيًا من مقاطع بعينها منه. قدّم لوثر ألحانًا للطبقات العليا، وكذلك استخدم الموسيقى الشعبية، بحيث تجمّع حول ترانيمه رجال الدين والرجال العاديين والنساء والأطفال. انتشرت ترانيم لوثر في العبادات، والمدارس، والمنازل، والساحات العامة. الكثير من ترانيم لوثر، كانت مرتبطة بمواقف معينة من حياته لاسيّما كفاحه في سبيل الإصلاح، فمناظراته مع الكنيسة الرومانيّة هي التي دفعت لتقديمه ترنيمة "نشيدًا جديدًا، نرفع نحن." (بالألمانية: Ein neues Lied wir heben an) والتي ترجمت لاحقًا إلى الإنجليزية ولحنتها ماريا تيدمان عام 1875. في عام 1524 قدّم لوثر ترنيمته العقائديّة التي تشرح وجهة نظره للمعتقدات المسيحية بعنوان "نحن جميعًا نؤمن بإله واحد حقيقي" (بالألمانية: Wir glauben all an einen Gott) وهي من ثلاث مقاطع تشرح إيمان الرسل، وتشكل أحد أساسات التعليم المسيحي؛ وتم توسعتها وتطويرها في مراحل لاحقة وباتت أحد أهم الاناشيد الواسعة الانتشار في الكنائس اللوثرية، كما تعتبر من أشهر الترانيم اللاهوتيّة في القرن الثامن عشر، غير أن لحنها الصعب جعل استخدامها نادرًا في القرن العشرين. نشر الأخون تشارلز وجون ويسلي مؤسسي الميثودية ترانيم ذات أهمية ليس فقط داخل الكنيسة الميثودية ولكن في معظم الكنائس البروتستانتية. تم جمع عدد كبير من هذه الترانيم من خلال جون ويسلي. وكتتويج لعملية طويلة من إعداد كتاب الترانيم الشعبية الذي ضمّ أكثر من 525 ترنيمة. يُذكر أنّ كان جون ويسلي قد ألف أو ترجم بعض الترانيم المؤثرة، وكان تشارلز قد كتب مجموعة ضخمة من التراتيل. وضع الأمريكيين من أصل أفريقي عدد كبير من الترانيم الروحية خلال أوقات العبودية. أدت الصحوة الكبرى الثانية في الولايات المتحدة، إلى ظهور نمط شعبي جديد من الموسيقى البروتستانتية الروحيّة أو ما تسمى بموسيقى الغوسبل وهو غناء ديني مسيحي تطوّر في الثلاثينات أولاً عند الأمريكيين الأفارقة وبيض جنوب الولايات المتحدة ثم غزا بقية العالم. أمّا المواضيع فمأخوذة من العهد الجديد. إحد أبرز هذه الترانيم ترنيمة نعمة مدهشة وهي ترنيمة مسيحية كتبها الشاعر الإنكليزي ورجل الدين نيوتن جون (1725–1807)، ونشرت في 1779. تتضمن هذه الترنيمة رسالة توحبي بأن الغفران والخلاص ممكنين بصرف النظر عن ارتكاب الخطايا، وأنه من الممكن للروح الخلاص من اليأس من خلال رحمة الله. تعتبر أمازينغ غريس من أكثر الأغاني المعروفة في العالم الناطق باللغة الإنكليزية. كتب نيوتن هذه الترنيمة عن تجربة شخصية، حيث أنه ترعرع دون أي عقيدة دينية معينة ولكن تم تشكيل مسار حياته بمجموعة متنوعة من الصدف التي كثيرا ما كانت موضع للعصيان العنيد والتقلبات. يقول تشيس جيلبرت بأن «أمازينغ غريس هي بدون شك الترنيمة الأكثر شهرة من بين جميع الترانيم الشعبية» ويقدر جوناثان أيتكين، كاتب السيرة نيوتن، بأن الترنيمة تغنى لحوالي 10 ملايين مرة سنوياً. شهدت ترنيمة أمازينغ غريس انتعاشًا في الشعبية في الولايات المتحدة خلال الستينات وتم تسجيلها آلاف المرات منذ ذلك الوقت. انتشر خلال القرن التاسع عشر هذا النوع من الأغنية الدينية بسرعة داخل البروتستانتية، وإلى حد أقل ولكن لا يزال ذو تأثير واضح في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. هذا النوع الموسيقي غير معروف في العبادة في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، والتي تعتمد حصرًا على الهتافات التقليدية. الموسيقى المسيحية الشرقية. تطورت الموسيقى في الكنائس الشرقية، فظهرت في الكنائس ذات التقليد السرياني، الموسيقى الكنسية السريانية تستخدم هذه الموسيقى ثمان مقامات شرقية، ويرجأ تاريخها إلى مار أفرام السرياني. تكوّنت الموسيقى المقدّسة الخاصة بالكنيسة الأرمنيّة، ونشأت في ظروف غامضة وتطوّرت الصلوات والتراتيل الطقسية، وتعدّدت الألحان، فجُمعت في ثماني فرق. ولكن فعليا ً، هناك أكثر من عشرين فرقة نغميّة متداولة في الطقس الأرمنيّ، وهي محفوظة تراثيّا ً وشفهيا ً، أيّ أنّ كلّ مركز كنسيّ هامّ له تراثه الشفهي الخاص لهذه الألحان. وتطورت الموسيقى الكنسية البيزنطية في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وهي موسيقى صوتية بالكلية ولم تستعمل الآلات الموسيقية كما أنها آحادية الصوت مقابل تعدد الأصوات. المؤرخ تيارد تيلرد يقول أن الموسيقى البيزنطية كانت صوتية وكانت ترتل من قِبَل مرتل أو جوقة مدربة على الترتيل بتناغم. وأثّرت الموسيقى البيزنطية على الموسيقى الروسية والأوكرانية والبلغارية والرومانية والصربية وغيرها من دول البلقان وأوروبا الشرقية وتبّنت عناصر موسيقية محلية شعبية، وعُرفت خلال القرن 15 والقرن 17 عصرها الذهبي حيث وصلت إلى أوج ازدهارها وانتشرت مدارس الموسيقى الليتورجية في جميع أرجاء أوروبا الشرقية ودول البلقان، وابتكر الملحنيين الأرثوذكس موسيقى كنيسة من ثمان مقامات تختلط فيها الموسيقة الكنيسة البيزنطية-اليونانية وعناصر موسيقية من اللغات المحليّة. ظهرت في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الموسيقى الكنسيّة القبطية وهي من هي أقدم موسيقي كنسية موجودة، وقد وصفها عالم الموسيقي الإنجليزي، ايرنست نيولاند سمث، بجامعات أكسفورد ولندن: الموسيقى البيزنطية. الموسيقى البيزنطية (باليونانية: Βυζαντινή Μουσική). هي الموسيقى الدينيّة التي نشأت في الإمبراطورية البيزنطية وفي البلاط الإمبراطوري في مدينة القسطنطينية. تعد الموسيقى البيزنطية نظام موسيقي عريق بدأ مع بداية المسيحية وتطور باستمرار عبر التاريخ ويستمر إدخال التطويرات والتعديلات الطفيفة عليه حتى اليوم، ولكن بنوع من الحذر. يستعمل هذا النظام الموسيقي في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وعدد من الكنائس الكاثوليكية الشرقية ذات التقاليد البيزنطية ويدعى هذا النظام الموسيقي “البيزنطي” وذلك لأنه يشير إلى الحضارة البيزنطية وقد أخذت اسمها من اسم المدينة “بيزنطة” وهي المدينة التي شيدت مكانها مدينة القسطنطينية. ولا تزال تعتبر الموسيقى البيزنطية أقدم نوع من الموسيقى الموجودة. المؤرخين اليونانيين يتفقون على أن نغمات الموسيقى الكنسيّة ترتبط بصفة عامة ارتباط وثيق مع الموسيقى البيزنطية. الموسيقى البيزنطية قائمة على ثمانية ألحان (أو مقامات، يتميز كل منها بقرار وجواب ومحطات)، حيث أربعة منها أساسية وأربعة أخرى تدعى الألحان «الشقيقة». كما أن هناك تعدد في النظريات والمبادئ بين مدرسة (منهج، مذهب...) وأخرى؛ فمثلا تقضي نظرية سيمون كاراس بأن الألحان الثمانية هي مربعة الأوتار(أي أنها تدور حول أربعة نوطات بشكل أساسي). بينما تقضي نظرية أخرى، نظرية "Monumenta Musicae Byzantinae" وهي أقدم ومنطقية أكثر (وهي النظرية التقليدية والمعتمدة لدى غريغوريوس ستاثيس عميد كلية الموسيقى في أثينا)، بأن الألحان الأساسية مربعة الأوتار، أما الألحان الشقيقة فهي مخمسة الأوتار. النغمات المستخدمة في الموسيقى البيزنطية هي سبعة على غرار الموسيقى الغربية والموسيقى الشرقية. أما أسماؤها فهي مختلفة: ني(Νη)، با(Πα)، فو(Βου)، غا(Γα)، ذي(Δι)، كه(Κε)، زو(Ζω)؛ فتكون نغمة «ني» موازية لنغمة «دو» ونغمة «زو» موازية لنغمة «سي»، في الموسيقى الغربية. أما من ناحية السلالم القائمة على هذه النغمات السبعة، فالسلالم الأساسية المستخدمة في الموسيقى البيزنطية هي أربعة: السلم الذياتونيكي (وهو «أبو السلالم» وأقدمها)، والسلم الإنرموني، والسلمان الخروماتيكيان اللين والقاسي. وحدة القياس المستعملة في سلالم الموسيقى البيزنطية هي الكومة (le coma). الموسيقى المسيحية الغربية. بلغت الموسيقى الغربية مع الكنيسة ذروة مجدها من ناحيتي الأداء الغنائي وانتشار العلوم والبحوث والدراسات الموسيقية. فالرهبان وضعوا أول أشكال تدوين الموسيقى الغربية الحديثة من أجل توحيد القداس الكنسي في جميع أنحاء العالم، وقد ألف عدد هائل من الموسيقى الدينية على مر العصور. أدى هذا مباشرة إلى نشوء وتطور الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية، والعديد من مشتقاته. وشجعت الكنيسة الكاثوليكية على وجه الخصوص النمط الباروكي، وشمل ذلك الموسيقى والفن والعمارة، وذلك في مرحلة ما بعد الإصلاح البروتستانتي فقد شجعت الكنيسة هذا النوع الديني من الفنون كوسيلة لتحريك العاطفة، ما أدى إلى تحفيز الحماس الديني. قائمة كبيرة من الملحنين والموسيقيين الذين انتجوا أعمال فنية سميت «بالموسيقى المقدسة» والتي لها مكانة بارزة في الثقافة الغربية وشهرة واسعة النطاق، بعضها تخص الكنيسة الكاثوليكية كقصيدة «إلى السعادة» للودفيج فان بيتهوفن، اوبرا «افي فيروم كوربوس» لفولفغانغ أماديوس موتسارت؛ والعمل الفني الشهير «السلام عليك يا مريم» لفرانز شوبرت، عمل سيزار فرانك في «الخبز الملائكي»، أنطونيو فيفالدي في اوبرا «المجد لله». وبعضها الاخر موسيقى تخص الكنائس البروتستانتية كسمفونية هللويا لجورج فريدريك هاندل والعديد من اعمال يوهان سباستيان باخ وأوراتوريو الخلق وأوراتوريو الفصول لجوزيف هايدن. في العصور الحديثة ظهر نوع جديد من الموسيقى المسيحية داخل البروتستانتية مثل موسيقى الغوسبل وهي نوع من الغناء الأنجيلي المسيحي الذي تطوّر في الثلاثينات أولاً عند الأمريكيين الأفارقة وبيض جنوب الولايات المتحدة ثم غزا بقية العالم. معنى كلمة غوسبل بالإنكليزية «الإنجيل» أو «البشارة». وهو أسلوب يعتمد على أصوات الجوقة وصفق الأيدي وما إلى ذلك. أمّا المواضيع فمأخوذة من العهد الجديد. كما وظهر نوع جديد في التيار الإنجيلي مثل الروك المسيحي وهو نوع من موسيقى الروك، يغنى في الفرق التي أعضائها مسيحيون والذين غالباً ما تركز كلماتهم على الإيمان المسيحي. يختلف مدى الكلمات المسيحية بين الفرق. يصف الفن المسيحي الفنون البصرية ذات المواضيع والتأثيرات المسيحية منذ العصور القديمة حتى الوقت الحاضر. كان للمسيحية بشكل عام وللكنيسة الكاثوليكية بشكل خاص دور في تطوير وتألق الفن الغربي. ويتألف هذا من جميع المصنفات المرئية المنتجة في محاولة لتوضيح تعاليم المسيحية الدينية. ويشمل هذا الرسم والنحت والفسيفساء، صنع الأدوات المعدنية، التطريز، الايقونات وحتى العمارة. وقد لعبت الكاثوليكية والأرثوذكسية دورًا بارزا في تاريخ وتطور الفن الغربي منذ القرن الرابع على الأقل. ومن المواضيع الرئيسية التي استلهمت في أعمال الفن المسيحي حياة يسوع المسيح، جنبا إلى جنب حياة تلاميذه، والقديسين، وأحداث من العهد القديم. تاريخ. من أوائل الفنون المسيحية التي ما زالت واضحة العيان هي اللوحات الجدارية التي رسمت على جدران المنازل وسراديب الموتى أثناء اضطهاد المسيحيين ايام الامبراطورية الرومانية. والتوابيت الحجرية التي صنعها الرومان المسيحيين حوت تماثيل منحوتة تصور يسوع ومريم وشخصيات توراتية أخرى. عقب نهاية الاضطهاد اعتمد الفن المسيحي أشكال أكثر ثراًء مثل الفسيفساء والمخطوطات المزخرفة. وقد اختلف موقف الكنائس المسيحية الشرقية والغربية تجاه الفنون خاصة تجاه مسألة التماثيل داخل الكنائس، فعلى حين رفضت كنائس القسطنطينية وأنطاكية والإسكندرية ذلك وطورت فنها الخاص خاصًة فن الايقونات، فقد سمحت بها الكنيسة الكاثوليكية في روما وما يتبعها من كنائس في الغرب الأوروبي، وذلك عبر استغلال الفن المسيحي الذي شيد التماثيل ذات الدلالة الدينية المسيحية، والتي استخدمت أيضاً في نشر الدين الجديد في أوساط الغرب الأوروبي الذي يعاني من الجهل بالقراءة والكتابة، وهكذا تم استغلال التماثيل المسيحية من أجل هدف تعليمي وتثقيفي بحت. المسيحية الشرقية. اتبعت الكنائس المسيحية الشرقية مسار مختلف في الفنون، إذ تطور فن الايقونات خاصة في القسطنطينية وفي ظل الامبراطورية البيزنطية والتي كانت مزيجاً من الثقافة الكلاسيكية وتعاليم المسيحية، فلم تصبح مركزًا دينيًا للمسيحية الأرثوذكسية الشرقية، بل ومركزًا حضاريًا وفنيًا ومتحفًا واسعًا للفن المسيحي البيزنطي. تطور فن موزاييك والفسيفساء من الرخام أو الزجاج وزخرفة المخطوطات، وانقسم الفن البيزنطي إلى ثلاث مراحل مختلفة: المرحلة الأولى يطلق عليها مؤرخو الفنون اسم العصر الذهبي، أي من أول حكم الإمبراطور جستنيان حتى الثورة على الأيقونات، أما العصر الذهبي الثاني فيبدأ منذ العام 867-1204، أي خلال عصر الأسرة المقدونية نشأت فنون أخرى بعيداً عن السلطات الرسمية أو الدينية كتلوين الزجاج مع أوراق الذهب والفضة والمرمر فضلاً عن الأحجار الكريمة، وفي أسرة آل كومنينوس تطورت الأشكال الفنية، ونشأت في ظل هذه الأسرة حركة إحياء فنية استمرت حتى نهاية العهد البيزنطي، وتجلى ذلك عبر نشاط ملحوظ في تشييد الكنائس وزخرفتها، والاعتماد على تصاوير وجداريات منبثقة من كتابات العهد الجديد. والمرحلة الثالثة هي مرحلة العصر المتأخر تحت حكم آل باليولوغس 1261-1453 فقد انتشر الفن المسيحي البيزنطي في عهد أسرة باليولوغس حتى وصل إلى روسيا وإلى يوغوسلافيا ورومانيا. وفي عهد الأسرة كان طابع الفن البيزنطي قصصي أكثر منه فناً صريحاً. عقب سقوط القسطنطينية انتقل مركز فن الايقونات إلى روسيا والتي طورت اساليب جديدة في فن الايقونات، ولا تزال روسيا حتى اليوم مركز للايقونات الشرقية. ونتيجة للضغوطات التي مارسها العثمانيون وحضاراتهم المتكررة للقسطنطينية، ونتيجة أيضاً لظهور النهضة الإيطالية في الغرب الأوروبي، والتصورات الجديدة للفنانين الإيطاليين، هاجر العديد من الفنانين والمثقفين البيزنطيين ومن المؤكد أنهم أسهموا أيضاً -بما يحملونه من تراث فكري عميق- في بزوغ النهضة الإيطالية. كذلك طوّرت الكنائس الأرثوذكسية المشرقية فنونها الخاصة التي ارتبطت بهويتها ففي الكنيسة القبطية عرفت في التصوير الجداري وفن الزخرفة القبطية كذلك الأمر بالنسبة كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية التي طورت فن أفريقي مسيحي فريد. وطورت أيضًا كنيسة مالانكارا في الهند فن ذات عناصر هندية وسريانية. الإصلاح البروتستانتي وعصر النهضة. خلال الإصلاح البروتستانتي ظهرت حركة دعت إلى تدمير الصور الدينية فالبروتستانتية لم تحبذ التصوير، ادّى ذلك إلى نشوء نوع فن جديد في الكنيسة الكاثوليكية وهو فن الباروك والروكوكو. نشطت خلال عصر النهضة حركة فن الرسم والنحت واحتكر الفاتيكان أغلب الفنانين: ليوناردو دافنشي، ميكيلانجيلو، رافائيل وغيرهم. كما إن أغلب التحف الفنية القائمة حتى اليوم في مختلف أنحاء أوروبا والتي تعود لعصر النهضة، يعود الفضل في بنائها لتشجيع بابوات ذلك العصر. شهد عصر النهضة في العالم المسيحي الغربي زيادة في الأعمال الفنيّة العلمانية الضخمة، خلال عصر النهضة ظهرت عمارة النهضة والذي كان عصر انبعات للفنون الرومانية. كما وجلب الإصلاح البروتستانتي على يد مارتن لوثر في القرن السادس عشر تغييرات متطرفة على الهندسة المعمارية، ففي الكنائس البروتستانتية ازيلت التماثيل وشجعت على نمط معماري بسيط خالي من الزخرفة. فظهرت الفن والعمارة الباروكية والروكوكو في الكنيسة الكاثوليكية من خلال الإصلاح المضاد وانتشرت في جميع أنحاء إيطاليا وأجزاء أخرى من أوروبا. وقصد الفنيالباروكي أن يترك أثرًا دراميًا من خلال أعماله. والمبنى الباروكي النموذجي يتصف بالأشكال المنحنية والاستخدام المتقن والمعقد للأعمدة والمنحوتات واللوحات المزخرفة من أجل الزينة. وكان أهم المؤيدين لفنون الباروك الكنيسة الكاثوليكية وملوك أوروبا الكاثوليك خصوصًا من قبل آل هابسبورغ في النمسا وآل بوربون في فرنسا وإسبانيا، الذين أعتبروا حماة الكنيسة الكاثوليكية. العصور الحديثة. نشأ فن علماني وعالمي في القرن 19 في أوروبا الغربية، والتالي بدأ جمع وتقدير الفن المسيحي القديم والوسيط وتقديره فنيًّا. وأستوحى العديد من الفنانين استوحى موضوعات لوحاته من العقيدة المسيحية أمثال ستانلي سبنسر وويليام بوغيرو وإدوار مانيه كما أنّ العديد من فناني العصر الحديث مثل إريك غيل، مارك شاغال، هنري ماتيس، جيكوب إبستين، إليزابيث فرينك وغراهام ساذرلاند أنتجوا أعمال معروفة من الفن المسيحي والكنائسي. فن العبادة الشعبي. منذ ظهور الطباعة، وقد تم بيع نسخ من أعمال دينية والتي تشكل عنصرًا رئيسيًا من الثقافة المسيحية الشعبية. في القرن التاسع عشر، شملت هذه الأعمال لرسامين أمثال ميخالي موناكسي. أدى اختراع المطبعة إلى تداول البطاقات المقدسة واسعة الانتشار. في العصر الحديث هناك الكثير من الشركات المتخصصة في الفن المسيحي التجاري. إعادة ميلاد الفنون الجميلة المسيحية. في الجزء الأخير من القرن العشرين والجزء الأول من القرن الواحد والعشرين شهد جهود مركزّة من قبل فنانين الذين يدعون الإيمان بالمسيح إلى إعادة تأسيس الفن مع الموضوعات التي تدور حول الإيمان، المسيح، الله، الكنيسة، الكتاب المقدس وغيرها من المواضيع المسيحية الكلاسيكية والتي استحقت الاحترام من قبل العالم الفني العلماني. بعض الكتّاب مثل جريجوري وولف اعتبر هذا الانبعاث كجزء من نهضة أكبر من الإنسانية المسيحية. كان لفنانون مثل ماكوتو فوجيمورا تأثير كبير سواء في الفنون المقدسة والعلمانية. وتشمل القائمة فنانين مرموقين آخرين أمثال لاري الكسندر دال وجون سوانسون أغسطس. أعمال فنية غربية مرتبطة بالمسيحية. أغلب الأعمال الفنية الكبرى في الحضارة الغربية من مختلف الأصعدة كانت مرتبطة بالمسيحية، فالقسم الأكبر منها مأخوذ من الكتاب المقدس أو يمثل مقاطعًا وأحداثًا منه؛ ومن ابرز هذه الأعمال بيتتا، سقف كنيسة سيستينا، منحوتة قبر يوليوس الثاني وتمثال داوود لميكيلانجيلو، عذراء الصخور والعشاء الأخير لليوناردو دا فينشي ونافورة تريفي التي بنيت بطلب البابا أوربان الثامن وغيرها. نماذج من أعمال فنية مسيحية الأخلاق المسيحية ترتكز على تعاليم يسوع خاصةً عظة الجبل، وشكلت تعاليم الكتاب المقدس وآباء الكنيسة والمجامع المسكونية، المرجع الأخلاقي الرئيسي للمسيحية. وفي القرون الوسطى تبنّى القديس توما الإكويني الفضائل الأربعة الرئيسية لأفلاطون وهي العدالة والشجاعة والاعتدال والحكمة وأضاف إليها الفضائل المسيحية مثل الأمل والإيمان والإحسان، والتي ذكرها القديس بولس. وشملت أيضًا السبع خطايا المميتة والفضائل السبع وهي العفة، والاعتدال، والإحسان والاجتهاد والصبر واللطف والتواضع، لتصبح ركائز الأخلاق المسيحية. تاريخ. دعا يسوع المسيح إلى مساعدة الآخرين والكنيسة تطلق على هذه المساعدات اسم "أعمال الرحمة"، وتأخذ هذه الأعمال أهمية خصوصًا لدى الكنيسة الكاثوليكية، والأرثوذكسية والميثودية وينظر إلى هذه الأعمال كوسيلة لنيل النعمة والقداسة. تقليديًا تم تقسيم أعمال الرحمة إلى فئتين، في كل منها سبعة عناصر: أعمال الرحمة البدنية والتي تهتم بالاحتياجات المادية للآخرين، وأعمال الرحمة الروحية التي تهتم بالاحتياجات الروحية للآخرين. واتباعًا لتعاليم يسوع في خدمة الآخرين أنشأت الكنيسة المستشفيات والمدارس والجامعات والجمعيات الخيرية ودور الأيتام والملاجئ لمن هو بلا مأوى. وخلال القرون الوسطى ظهرت فرق دينية كاثوليكية من الفرسان وكانت وظيفتهم حماية العزّل والضعفاء والعجزة، والكفاح من أجل المصلحة العامة للجميع. كانت هذه بعض الإرشادات والواجبات الرئيسية لفرسان القرون الوسطى؛ التي بنيت على مبدأ رئيسي في توجيه حياة الفرسان وهو الرجولة والشهامة، وقد رُمز الشهامة بتناول ثلاثة مجالات رئيسية هي: الجيش، والحياة الاجتماعية، والدين. وقد تأثر مبدأ الشهامة من الأخلاق المسيحية، وساعدت الحملات الصليبية في وقت مبكر لتوضيح رمز الشهامة وارتباطه الأخلاقي بالدين. نتيجة لذلك، بدأت فرق الفرسان المسيحية تكريس جهودها لخدمة أغراض مقدسة. ومع مرور الوقت، طالب رجال الدين الفرسان استخدام أسلحتهم في المقام الأول من أجل حماية النساء والضعفاء والعزل بشكل خاص، واليتامى، والكنائس. في العهد الجديد ركزّت تعاليم يسوع على المحبة والتسامح وعدم اللجوء إلى العنف، وفي العصور المسيحية المبكرة اعتبرت المسيحية بحسب المؤرخين ديانة مسالمة، لكن طرأت تغييرات بعدما أعلنت المسيحية كديانة رسمية للامبراطورية الرومانية إذ تم تسيس المسيحية. خلال القرون الاولى للمسيحية، رفض العديد من المسيحيين الانخراط في المعارك العسكرية. في الواقع، كان هناك عدد من الأمثلة الشهيرة من الجنود الذين أصبحوا مسيحيين، ورفضوا الانخراط في القتال بعد اعتناقهم الدين، وأعدم لاحقًا الكثير منهم لرفضهم القتال. ويرجع سبب التزام السلمية ورفض الخدمة العسكرية حسب المؤرخ مارك المان إلى مبدأين: «أولًا كان ينظر إلى استخدام القوة والعنف كتناقض مع تعاليم يسوع. وثانيًا كان ينظر إلى الخدمة في الجيش الروماني كنوع من العبادة المطلوبة لتأليه الإمبراطور الذي هو شكل من أشكال الوثنية بالنسبة للمسيحيين». معارضة العنف. تاريخيًا تمتلك المسيحية تقليدًا طويلاً مع معارضة العنف، لعلّ كتابات آباء الكنيسة أبرز تجلياته، فكتب أوريجانوس: «لا يمكن أبدا أن يذبح المسيحيين أعدائهم، حتى لو كان أكثر الملوك والحكام والشعوب اضطهادًا لهم، وكان ذلك سببًا لزيادة في عدد وقوة المسيحيين». وكتب إكليمندس الإسكندري: «قبل كل شيء، لا يسمح للمسيحيين في استعمال العنف». كما جادل ترتليان بقوة ضد كل أشكال العنف، معتبرًا الإجهاض والحرب والعقوبات القضائية حتى الموت شكل من أشكال القتل. وتعتبر هذه المواقف لثلاثة من آباء الكنيسة والتي تتمسك بها اليوم كل من الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية. وقد نشأت في الوقت الحاضر عدة كنائس مسيحية دعيت باسم "كنائس اللاعنف"، وتدعو إلى الاعتراض الضميري على الخدمة العسكرية، جزء أساسي من الإيمان. في القرن العشرين تبنّى مارتن لوثر كنغ أفكار غاندي اللاعنفية وكيفها في لاهوت الكنيسة المعمدانية وسياستها، كما برزت العديد من الجمعيات والحركات المسيحيّة النسويّة في مجال مناهضة العنف ضد المرأة. أثرت الكنيسة على النظرة الاجتماعية للمرأة في جميع أنحاء العالم بطرق هامة، حسب بعض المؤرخين أمثال جيوفيري بلايني. أما في تاريخ المسيحية، فيختلف دور المرأة إلى حد كبير اليوم عما كان في القرون السابقة، وذلك بسبب التطور التاريخي الكبير الذي حدث منذ القرن الأول للميلاد. وهذا ينطبق بشكل خاص في الزواج وفي المناصب الكهنوتية الرسمية داخل بعض الطوائف المسيحية والكنائس والمنظمات الكنسية. تم حصر العديد من الأدوار القيادية في الكنيسة بالذكور. ففي الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، الرجال فقط يمكنهم أن يصبحوا كهنة أو شمامسة. والذكور فقط يخدمون في المناصب القيادية مثل البابا، البطريرك، والأسقف، لكن يمكن للمرأة أن تكون بمثابة راهبة. تحاول معظم الطوائف البروتستانتية السائدة تخفيف القيود المفروضة منذ زمن بعيد على رسامة النساء كأساقفة، وذلك على الرغم من وجود بعض المجموعات الكبيرة التي تشدد هذه القيود كنوع من ردة الفعل. في حين تبنت الكنائس الكاريزماتية والعنصرة سيامة النساء منذ تأسيسها بهم. التقاليد المسيحية التي تعترف رسمياً بالقديسين كأشخاص لهم قداسة استثنائية في الحياة تتضمن لائحة بأسماء نساء في تلك المجموعة. أبرزهن هي مريم، أم يسوع التي تحظى بمكانة عالية في جميع الطوائف المسيحية، ولا سيما في الكاثوليكية الرومانية والتي تعتبرها "أم الله". كما تشمل اللائحة نساءً بارزاتٍ عاصرن يسوع، لاهوتياتٍ أتين لاحقاً، راهبات، صوفيات، وطبيبات، ونساء أسسن جماعات دينية أو قادة عسكريين وملكات وشهيدات. وهذا ما يثبت الأدوار المتنوعة التي لعبتها المرأة في الحياة المسيحية. أولى بولس الرسول النساء في هذا الصدد اهتماماً كبيراً، وأقرّ بأنها تستحق مناصب بارزة في الكنيسة، على الرغم من أنه كان حريصاً على عدم تجاهل الرموز المتعلقة بتنظيم الحياة المنزلية للعهد الجديد، أو ما يطلق عليه قانون الأحوال الشخصية اليوناني الروماني والذي كان معمولاً به في القرن الأول للميلاد. بزغت المسيحية من اليهودية والثقافة اليونانية والرومانية، حيث كانت المجتمعات أبوية جعلت للرجال سلطة أكبر في الزواج والمجتمع والحكومة. ويذكر العهد الجديد أسماء تلاميذ يسوع المسيح الاثني عشر وقد كان جميعهم من الذكور، على الرغم من النساء تم تكريمها بوضوح بوصفها من الأتباع الهامين ليسوع. وكانت النساء أول من اكتشف قيامة المسيح ونقلْن الخبر إلى التلاميذ الأحد العشر المتبقين. دوّن الكتبة مفهوم الكهنوت فيما يسمى العهد الجديد، لكن كتبه الـ39 لا تحتوي على مواصفات وطرائق رسم الكهنة. وفي وقت لاحق، وضعت وطوّرت الكنيسة الكاثوليكية الأولى التقليد الرهباني الذي شمل قانون الرهبنة للنساء، والأوامر الدينية للأخوات والراهبات، وكهنوت نسائي ضخم استمر إلى يومنا هذا من خلال نشاطاته بإنشاء المدارس والمستشفيات، بيوت التمريض والمستوطنات الرهبانية. اللاهوت. اللاهوت. تلاحظ "ليندا وودهيد" أن اللاهوت المسيحي الناشئ قد استند على سفر التكوين في تشكيل موقفه بشأن دور المرأة، حيث توصّل القرّاء إلى استنتاج مفاده أن النساء أقل من الرجال و"أن صورة الله تكون أكثر بهاءً في الرجال عن النساء ". وتشير وودهيد إلى أن " في أي موضع من الكتاب المقدس يظهر فيه بوضوح ودون أي لبس أن النساء والرجال متساوين في الكرامة والقدر، وأن المرأة لا ينبغي أبدا أن تعامل على أنها أقل شأناً من الرجال، وأن هيمنة أحد الجنسين على الآخر خطيئة"." وتعرض الآراء اللاهوتية التالية أدوار النساء: سلطة الكتاب المقدس والعصمة. بشكل عام، كل الإنجيليين يشاركون في المطالبة بأن يلتزم ويتقيد كلا الجنسين بسلطة الكتاب المقدس. يجادل أتباع المذهب المساواتي عادة أن النزاع قد نشأ بسبب الاختلافات في تفسير مقاطع معينة. ومع ذلك، وايان غروديم وآخرون من أتباع المذهب التتمّي اتهموا بعض المساواتيين بالغرور وإنكار سلطة الكتاب المقدس. الوظائف الكنسيّة. كان الزعماء المسيحيون عبر التاريخ من البطاركة، مع ألقاب تؤكد قيادة الذكور في الكنيسة. وتشمل مثلاً "الأب" (father)، " رئيس الدير" (abbot: abba = father)، والبابا (pope: papa = father). تلاحظ ليندا هولم أن" مثل هذه اللغة ... تستثني المرأة من ممارسة هذه الأدوار. ويوضح بولس أن المرأة يجب أن تغطي رأسها في الكنيسة كإشارة إلى تبعيتها للرجل ذلك "لأن الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح هو رأس الكنيسة" ولهذا يقول: "لتصمت نساؤكم في الكنائس. ألا إنه ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن، بل يخضعن كما يقول الناموس أيضاً. تأويل الكتاب المقدس. تتباين مواقف المساواتيين والتتميين تبايناً كبيراً في نهجهم إلى التأويل، وتحديداً في تفسيرهم للتاريخ التوراتي. ويعتقد المسيحيون المساواتيون بأن الذكور والإناث قد خُلقوا متساوين (تكوين 1: 2) دون أي تسلسل هرمي من الأدوار. فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا وانثى خلقهم". فجعل الله أول زوجين شركاء على قدم المساواة في القيادة على الأرض. وقد كلفهما كليهما معاً أن "اكثروا واملاوا الارض واخضعوها و تسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض". (تكوين 1: 28) وفي الخريف، تنبأ الله لحواء أن إحدى نتائج دخول الخطيئة إلى الجنس البشري ستكون "تسلط زوجها عليها". (تكوين 3: 16) يشير اللاهوتي المسيحي المحافظ جيلبرت بلزيكيان إلى أنه طوال حقبة العهد القديم وما تلاها، تماماً كما كان الله قد تنبأ، واصل الرجال التسلط على النساء في نظام أبوي كان ينظر إليه على أنه "حلاً وسطاً" أو " توفيقاً" بين واقع الخطيئة والمثل الإلهية العليا. ويُفسر مجيء يسوع على أنه تجاوز للعهد القديم الأبوي، وإعادة تأسيس دستوراً يستند على المساواة الكاملة بين الجنسين من حيث المكانة، كما وردت بإيجاز في (غلاطية 3:28). بعض مقاطع العهد الجديد مثل: "22 ايها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. 23 لان الرجل هو راس المراة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة.وهو مخلص الجسد. 24 ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء". (أفسس5:22-24) تُدرّس طاعة الزوجات لأزواجهن، وتُفهم هذه المقاطع عادة من قبل المساواتيين كتكييف مؤقت مع ثقافة القرن الأول القاسية. تم رفد حركة التأويل المساواتي المسيحي بمعالجة منهجية للغاية من خلال مساهمات وليام ج. ويب، أستاذ العهد الجديد في التراث اللاهوتي، أونتاريو، كندا. يقول ويب أن التحدي الرئيسي هو تحديد أي من الأوامر الواردة في الكتاب المقدس بالإمكان تطبيقها اليوم، وأي منها لا تنطبق إلا على الأصل الكتابي (القرن الأول للميلاد) انسجاماً مع الثقافة السائدة وقتها. هذه الحركة تجد ما يبرر جنوحها إلى التأويل عن طريق استشهادها بمثال العبودية، والتي يراها ويب تعبيراً عن خضوع المرأة. المسيحيين اليوم ينظرون إلى حد كبير إلى أن الرق كان نتاجاً لسياق تاريخي وثقافي ساد في العصور القديمة وليس شيئاً ينبغي إعادة تطبيقه، ولا يوجد مبرر لذلك، على الرغم من أن العبودية (أ) وجدت في الكتاب المقدس و (ب) لم تحظر صراحة فيه. يوصي ويب بأن يتم فحص أوامر الكتاب المقدس في ضوء السياق الثقافي الذي كُتبت به أصلاً. ووفقاً للـ "نهج التعويضي"، تم العثور على العبودية والتبعية المرأة في الكتاب المقدس. ومع ذلك، يحتوي ذات الكتاب أيضاً على أفكار ومبادئ يمكن -إذا ما تم تطويرها وتناولها بصورة منطقية- أن تؤدي إلى إلغاء هذه المؤسسات. وفقاً لهذه المثل العليا، يجب أن يتم استبدال النظام الأبوي للعهد القديم بالمبدأ الجديد الذي قدمه العهد الجديد بقوله: "ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعاً واحدٌ في المسيح يسوع. (غلاطية 3 : 28) بعض تعليمات العهد الجديد الأخرى التي تعتبر في كافة أرجاء العالم تقريباً تتبع للثقافة السائدة فقط، وبالتالي لا تنطبق إلا على الأصلي (القرن 1) هي: "وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه. 6 إذ المراة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها. وإن كان قبيحاً بالمرأة أن تقص أو تحلق فلتتغط." (كورنثوس الأولى 11: 5-6). وكذلك مسألة غسل أقدام المسيحيين لبعضهم، وهي أمر مباشر من يسوع في اجتماع العلية: فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض" (يوحنا 13: 14-15)، وهي كانت تبرر وتشرعن العبودية حيث نُقل على لسان يسوع قوله: "الحق الحق أقول لكم : إنه ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مرسله" (يوحنا 13: 16) وعلى النقيض من تعاليم المساواتيين، ترتكز تعاليم التتميين على أن الأولوية للذكوروالقيادة الموكلة إليهم أقيمت قبل السقوط في الخطيئة (التكوين 1-2). التتميون يُعلّمون أن القيادة الذكورية التي يمكن التماسها في كل أجزاء العهد القديم (أي البطريركية، والكهنوت، والحكومات الملكية المطلقة) ما هي إلا تعبير عن مثالية الخلق. ومثلما اختار يسوع تلاميذه الإثني عشر من الذكور فقط، فكذلك يجب أن تقتصر قيادة الكنيسة على الرجال فقط (تيموثاوس الأولى 2: 11-14) ينتقد التتميون أسلوب التأويل الذي اتبعه ويب. يقول جروديم أن ويب يتوقع من المسيحيين السير بحسب "الأخلاقيات المتفوقة" التي قدّمها العهد الجديد، مما يؤدي إلى تقويض السلطة والاكتفاء بالكتاب المقدس. جروديم ادعى أن ويب وبعض الإنجيليين الآخرين أساؤوا تفسير كل من العبودية والنساء. كتب جروديم أن العبودية مثبتة في الكتاب المقدس لكن يمكن انتقادها ببعض الحالات. في حين لا يجوز بأي حال من الأحوال انتقاد طاعة الزوجات لأزواجهن أو القيادة الذكورية. يعتقد جروديم أن حركة التأويل ممثلة بويب تعتمد في نهاية المطاف على أحكام ذاتية عاجزة على الوصول إلى اليقين فيما يتعلق بالقيم الأخلاقية. الجنسين وصورة الله. اتفق التتميين تقليدياً على أن الكهنة المسيحيية يجب أن يكونوا من الرجال، وذلك بسبب الحاجة لتمثيل يسوع المسيح، الذي كان "ابن" الله، والمتجسد كإنسان ذكر. وعلى صعيد آخر، ففي حين أن كلاً من الذكر والأنثى قد خُلقا على صورة الله ومثاله، فإن المرأة تستمد صورتها الإلهية من الرجل، ذلك لأنها خلقت من صلبه، وتعتبر تجسيداً لـ "مجده".(كورنثوس الأولى 11: 7-8) المسيحيون المساواتيون تجيب بالقول بأن الله ليس له جنس، وأن الذكور والإناث صورة الله على قدم المساواة ودون أي خلافات. وبالإضافة إلى ذلك، مصطلحات مثل "الأب" و "الابن"، والتي تستخدم في إشارة إلى الله، ينبغي أن تُفهم كتشبيهات أو استعارات استخدمها مؤلفو الكتاب المقدس لإيصال الإيمان المسيحي ضمن قالب يستطيع المجتمع فهمه، حيث كانت الثقافة السائدة تنظر إلى الرجال كامتياز الاجتماعي. وبالمثل، أصبح المسيح "ذكراً" ليس لأنه كان من الضروري لاهوتياً أن يكون كذلك، ولكن لأن الثقافة اليهودية في القرن الأول لم تكن لِتقبل بالمسيح كأنثى. في حين يستبعد وايان جروديم ادعاءات المساوات هذه، مصراً على أن ذكورية المسيح كانت ضرورية لاهوتياً، كما يزعم أيضاً بأن المساواتيون يدعون بأن الله يجب أن يكون من حيث الفكرة "أنثى" كما هو "ذكراً"، وهي خطوة يراها ليبرالاهوتية. أصبحت العقيدة المسيحية المتمثلة بـ "الثالوث" محوراً رئيسياً للنقاش المعاصر الدائر حول الجنس، وتحديداً فيما يتعلق بـ(كورنثوس الأولى 11: 3). في عام 1977، قال جورج فارس III في كتاب حول أدوار الجنسين أن تبعية المرأة للرجل هي مماثلة لاهوتياً لتبعية الابن للآب في الثالوث. وقد أجاب اللاهوتي الأسترالي كيفين جايلز في الآونة الأخيرة بأن المساواتيون قد "ابتدعوا" عقيدة الثالوث لدعم نظرتهم لكل من الرجال والنساء، مما يوحي بأن بعض المساواتيون يتبنون وجهة نظر مهرطقة من الثالوث مماثلة للآريوسية. نتج عن ذلك مناقشات نشطة، مع بعض التتميين تتجه نحو فكرة أن هناك "تبعية متبادلة" داخل الثالوث، بما في ذلك "التبعية من الآب إلى الابن"، والتي يجب أن تنعكس في العلاقة بين الجنسين. وقد أورد ويان جروديم هذا من قبل، مؤكداً على أن الطاعة المتبادلة داخل الثالوث لا يمكن أن تكون مدعومة من الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة. العلاقة بين الأنتولوجيا والأدوار. يجادل أنصار المذهب المساواتي الحديث بأن سفر التكوين 1: 26-28 وغلاطية 3:28 تؤسس لمساواة كاملة بين الذكور والإناث من حيث الوضع والقيمة والكرامة. الأدوار التكميلية في الزواج وقيادة الكنيسة، بما في ذلك السلطة القيادية للرجال وخضوع الزوجات، لا يعتقد بأنها تتعارض مع مبدأ المساواة الوجودي. وتعتبر المساواة في الأدوار أو التبعية الوظيفية ومركّب الدونية إحدى مواطن الالتباس. وقد اعترضت الكاتبة ريبيكا ميريل جروثويس إحدى رائدات المذهب المساواتي على هذه الوضعية. وتقول إن "المساواة الروحية والوجودية للمرأة مع الرجل تستبعد هذا النوع من التبعية التقليدية بين الجنسين". النساء البارزات في العهد القديم. نشأت المسيحية بوصفها طائفة اليهودية في القرن الأول للميلاد، فورثت الصورة النمطية للنساء المستقاة من الكتاب المقدس العبري (المعروف للمسيحيين باسم العهد القديم). يروي سفر التكوين (أول أسفار العهد القديم) قصة الخلق، ليكون وفقاً له آدم وحواء الرجل الأول والمرأة الأولى. وبحسب النص التوراتي، قام الله بخلق آدم أولاً، ومن ثم خلق حواء من ضلع آدم. يقترح بعض المفسرين أن خلق حواء ثانياً ما هو إلا إشارة إلى دونية الأنثى، ولكن يرد على ذلك آخرون مستشهدين بهذه الآية: " فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي". ، فيحاججون بأن ما سبق يعني ضمناً وجود مساواة بين الجنسين. وقد برزت بعض النساء في أسفار راعوث وأستير. فتتمحور أحداث سفر راعوث حول امرأة مؤابية شابة من أم يهودية قانوناً تدعى راعوث، ويروي إخلاصها إلى بني إسرائيل، واستعدادها للانتقال إلى أراضيهم لتسكن معهم وتصبح جزءاً من ثقافتهم. ويُختَم السفر بحصولها على نعمة ومباركة إذ تزوجت من رجل إسرائيلي، ونبوءةٌ بأن يأتي من نسلها الملك داوود. أما سفر أستير، فيشيد بامرأة شابة تدعى أستير من نسب يهودي على شجاعتها، حيث أصبحت ملكة بلاد فارس، وبفضل توسلاتها قام ملك الفرس بإنقاذ أرواح عديدة من بني إسرائيل. النساء في العهد الجديد. يعكس العهد الجديد الرسالة التي أتى بها يسوع المسيح، والتي تتضمن في جانب منها نظرة جديدة تجاه المرأة، فاختلفت مكانتها ودورها في المجتمع. يسوع والمرأة. تشير تعاليم يسوع المسيح كما دونها الإنجيليون إلى أن يسوع لم يشرّع أي تسلسل هرمي في العلاقات المسيحية: فدعاهم يسوع إليه وقال لهم: "تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونها، وأن عظماءها يتسلطون عليها، فلايكن هذا فيكم" (متى 20: 25-26a) (مرقس 10: 42-43) (لوقا 22: 25). يأتي العهد الجديد على ذكر عدد من النساء المقربات من يسوع المسيح، في مقدمتهم أمه مريم، ومريم المجدلية المعروفة باسم "رسولة الرسل"، وهي التي اكتشفت قبر المسيح الفارغ وكُلّفت بتبليغ تلاميذ المسيح الأحد العشر (المتبقين بعد انتحار يهوذا) بقيامة المسيح، وذلك وفقاً للأناجيل. يتطرق إنجيل يوحنا إلى قضية الأخلاق وكيفية تعامل يسوع بشكل مباشر معها، حيث يروي عن حادثة تواجه فيها يسوع مع الكتبة والفريسيين لمناقشة عقوبة الرجم التي كانت فرضاً يجب تطبيقه على المرأة التي ترتكب خطيئة الزنا. فقال يسوع: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر" (يوحنا 8 : 7) واستطاع بذلك تفريق الحشود: "فلما سمعوا هذا الكلام، أخذت ضمائرهم تبكتهم، فخرجوا واحداً بعد واحد، وكبارهم قبل صغارهم، وبقي يسوع وحده والمرأة في مكانها. فجلس يسوع وقال لها أين هم يا امرأة؟ أما حكم عليك أحد منهم؟ . فأجابت لا يا سيدي، فقال لها يسوع وأنا لا أحكم عليك . اذهبي ولا تخطئي بعد الآن. (يوحنا 8: 9-11). ومن النساء الذين تعامل معهن يسوع أيضاً مرثا ومريم، فحينما أتى يسوع لزيارتهما في منزلهما راح يعظ ويتحدث في أمور تتعلق بالإيمان والبعث والقيامة، وأمضت مريم كل وقتها تستمع إلى مواعظه جالسة عند قدميه، بينما كانت مرثا منهمكة في المطبخ لإعداد الطعام. فاشتكت مرثا تقاعس أختها عن المساعدة في أمور المنزل، لكن يسوع أجابها: "مرثا مرثا أنت تقلقين وتهتمين بأمور كثيرة، مع أن الحاجة إلى شيء واحد. فمريم اختارت النصيب الأفضل، ولن ينزعه أحد منها". (لوقا 10: 41-42). قصة أخرى ترد في (مرقس 5: 23-34) وهي تعكس تحدي يسوع للأعراف الثقافية اليهودية في ذلك الوقت، حيث قرر أن يشفي امرأة ظلت تنزف لمدة 12 سنة، وهو ما كان محرّماً وفقاً للشريعة اليهودية، حيث يتم استبعاد النساء الحائضات أو اللاتي أنجبن من المجتمع. وهذا هو سبب النبذ الاجتماعي لمدة 12 سنة الذي تعرضت له المرأة المروي عنها في إنجيل مرقس. وبذلك عالج يسوع الرجال والنساء دون تفرقة، كشفاء حماة بطرس. (متى 8: 14) كلاً من المساواتيين والتتميين يرون أن معاملة يسوع للمرأة تتسم بالرحمة. كما أن أناجيل العهد الجديد، ولا سيما لوقا، يذكر أن يسوع كان يتحدث مباشرة مع النساء أو يقدم لهن المساعدة علناً. فأخت مرثا (مريم) تجلس عند قدمي يسوع بينما هو يقوم بتلقينها تعاليم الشريعة، وهذا كان امتياز يحظى به الرجال فقط في اليهودية. فجاء يسوع ليخرج عن المألوف، ويخصص لنفسه أتباع إناث حظين برعايته (لوقا 8: 1-3)، كما أمر النساء أن يتوقفن عن البكاء والنحيب وهو في طريقه ليُصلب (لوقا 23: 26-31). كما أن ذكر مريم المجدلية في الأناجيل كأول شخص يرى يسوع بعد قيامته، وتكليفها بإبلاغ الجميع ما هو إلا دليل على مكانة متميزة تمتعت بها المرأة في الديانة الناشئة، في زمن كانت شهادة المرأة به لا تعتبر صالحة. (مرقس 16: 9). كتب المؤرخ جيفري بلايني أن مكانة المرأة تختلف بين الفترة الوجيزة التي عاش بها يسوع، وبين الألف عام قادم التي تلت وفاته. ارتكز بلايني إلى شهادات الإنجيل حول قيام يسوع بتلقين تعاليمه للمرأة، كما هو الحال مع المرأة السامرية قرب البئر، ومريم من بيت عنيا، التي أخذت تفرك شعره بالدهن والطيب. وكذلك علاج يسوع للمرضى والنساء علناً معرباً عن إعجابه بالأرملة الفقيرة التي تبرعت ببعض النقود النحاسية إلى خزينة الهيكل، وكذلك خطوته الجريئة نحو مساعدة المرأة المتهمة بالزنا، بالإضافة إلى وجود مريم المجدلية إلى جانب يسوع أثناء صلبه. ويخلص بلاتيني: "كانت مكانة المرأة متدنية في فلسطين، لذلك فلم يوافق الكثيرون على نظرة يسوع الرحيمة تجاههن، وبدعة المساواة التي جاء بها، فاصطدمت تعاليمه دائماً بأولئك الذين آمنوا بحرفية النصوص" ووفقاً لبلايني، شكلت النساء على الأرجح أغلب المعتنقين للمسيحية في القرن الأول بعد المسيح. بولس الرسول. تشتمل كتاباته على آراء متناقضة حول المرأة. في رسالته إلى أهل غلاطية، أكد بولس الرسول على أن المسيحية هي دين مفتوحة للجميع: رسائل القديس بولس تعود إلى منتصف الالقرن الأول للميلاد، وتطلعنا التحيات التي ضمّنها بولس في رسائله على السمة البارزة لوضع النساء اليهوديات وغير اليهوديات في المسيحية المبكرة. كما توفر رسائله أدلة على الأنشطة المختلفة في الحياة العامة والتي كانت تشارك النساء فيها. - يثني مع حب كبير على جهود الأخت فيبي، والتي كانت تعمل كخادمة: "أوصي إليكم بأختنا فيبي، التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا، كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين، وتقوموا لها في أي شيء احتاجته منكم، لأنها صارت مساعدة لكثيرين ولي أنا أيضاً" (رومية 16: 1-2) - يحيي بريسكلا (بريسكا)، يونياس، جوليا، وشقيقة نيريوس (رومية 16: 3,7,15) وعندما يشير إلى بريسكلا وأكيلا، فهو يذكر بريسكلا أولاً، ويستدل بعض العلماء من ذلك على أنها كانت على رأس جماعة: "وعلى الكنيسة التي في بيتهما" (رومية 16: 3). - كما يذكر بولس أن برسكلا وزوجها قد كانا مستعدين لافتدائه بحياتيهما: "اللذين وضعا عنقيهما من اجل حياتي" (رومية 16: 3-5) - كما أشاد بيونياس (Junia) ووصفها بـ "المشهورة بين الرسل"، والتي سُجِنَت لكدحها ونشاطها. يفسر بعض اللاهوتيون بأن الاسم هو لامرأة، مما يشير إلى أن بولس اعترف بالإناث كرسل في الكنيسة. (رومية 16: 7) - كما أثنى على جهود تريفينا وتريفوسا، ومريم وبرسيس على عملهم الشاق. (رومية 16: 6,12). - دعا أفودية وسنتيخي بزميلاته العاملين بحسب الإنجيل. (فيلبي 4: 2-3) يعتقد بعض اللاهوتيون لأن توفر هذه الدلائل الكتابية سابقة الذكر تثبت الدور القيادي الذي لعبته المرأة في نشر رسالة المسيح. في حين يرفض آخرون مثل هذا القول. وفي المقابل، هنالك آيات عديدة من رسائل القديس بولس تدعم الفكرة القائلة بأن المرأة في المسيحية المبكرة ما كانت إلا تابعاً للرجل، لا بل كائناً أدنى: - "لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع. ولكن لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت. لأن آدم جبل أولاً ثم حواء وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي. ولكنها ستخلص بولادة الأولاد إن ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل". (تيموثاوس الأولى 2: 11-15) - "خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله . أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. 23 لأن الرجل هو رأس المراة كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة. وهو مخلص الجسد. ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء. 25 أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب". (أفسس 5: 21-27) - "ولكن أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح. وأما رأس المرأة فهو الرجل. ورأس المسيح هو الله. كل رجل يصلي أو يتنبأ وله على رأسه شيء يشين رأسه. وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه. إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها. وإن كان قبيحاً بالمرأة ان تقص أو تحلق فلتتغط. فإن الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده. وأما المرأة فهي مجد الرجل. لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل. ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل. لهذا ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة. غير أن الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل في الرب. لأنه كما أن المرأة هي من الرجل هكذا الرجل أيضاً هو بالمرأة. ولكن جميع الأشياء هي من الله". (كورنثوس الأولى 11: 3-12) - "لأن الله ليس إله تشويش بل إله سلام. كما في جميع كنائس القديسين. لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضاً. ولكن إن كن يردن أن يتعلمن شيئاً فليسألن رجالهن في البيت لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة. (كورنثوس الأولى 14: 32-35) النساء عبر تاريخ الكنيسة. العصر الرسولي. منذ البدايات المبكرة للمسيحية كانت النساء من الأعضاء المهمين في الحياة العامة، على الرغم من أن البعض شكى من تجاهل الكثير من نصوص العهد الجديد والمتعلقة بعمل المرأة. لكن البعض الآخر يرى بأن "كنيسة الرجل" ما هي إلا مبدأ مستقى من نصوص العهد الجديد وتفاسيره، وهو الذي كتب جميع أسفاره "رجال". مؤخراً، بدأ العلماء بأبحاث موسّعة لدراسة اللوحات الجدارية والفسيفساء والنقوش التي تعود إلى تلك الفترة من أجل التعرف على الدور الذي لعبته المرأة في الكنيسة الأولى. يرى المؤرخ جيفي بلايني أن النصوص المسيحية الأولى تشير إلى مختلف الأنشطة التي مارستها النساء في ظل الكنيسة الأولى. إحداهن امرأة تدعى "سانت بريسكلا، والتي كانت مسؤولة عن التبشير في روما، كما ساعدت في تأسيس المجتمع المسيحي في كورنثوس. سافرت مع زوجها والقديس بولس بهدف التبشير، ودرست اليهودية على يد العلّامة أبلوس تعد مع أربعة نساء أخريات من قيصيرية في فلسطين من الرسل والأنبياء، كما استضفن القديس بولس في بيتهن، وذلك بحسب رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبس. عصر آباء الكنيسة. منذ بواكير العصر الآبائي، كانت مناصب الكهنوت حكراً على الرجال في الشرق والغرب. وكتب القديس ترتليان بأنه: "لا يجوز للمرأة أن تتحدث في الكنيسة، كما لا يجوز لها التدريس، والتعميد، والمناولة، أو أن تمارس أي مهمة تناسب الرجال، أو تتقلد أي وظيفة مخصصة للرجال، وعلى أقل تقدير الوظائف الكهنوتية". (على حجاب العذارى) وقال القديس أوريجانوس السكندري (185 - 254 م) كذلك: حتى لو تم منح المرأة إمكانية الكهانة، لكنه لا يسمح لها التحدث بين الجموع. عندما تحدثت النبية مريم، كانت تقود جوقة (كورَس) من النساء ... لذلك (وكما يقول بولس) "لست آذن للمرأة أن تُعلم ولا تتسلط على الرجل". في العصور المبكرة، سمحت الكنيسة الشرقية للنساء على نطاق محدود بتولي المناصب الكنسية، كالشماس. رُسمت العديد من النساء في القرون المسيحية الأولى كقديسات، وهن اللواتي استشهدن وذهبن ضحية الاضطهاد الذي لحق بالمسيحيين في ظل الإمبراطورية الرومانية، مثل أغنيس من روما، وسانت سيسيليا، وأجاثا من صقلية وبلنديا. "قصة عشق القديستين بربتوا وفيليستي"، كتبته بيربيتوا خلال فترة سجنها المؤبد في عام 203، وهي سيرة ذاتية تروي عذابهما حتى استشهادهما. ويعتقد أن هذه القصة واحد من أقدم الوثائق التي كتبت من قبل امرأة في المسيحية المبكرة. في أواخر العصور القديمة، كانت القديسة هيلانة مسيحية وهي زوجة الإمبراطور قسطنطين، وأم الإمبراطور قسطنطين الأول. وبالمثل، كانت القديسة مونيكا مسيحية تقية وهي والدة القديس أوغسطينوس. في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكاثوليكية، الكهنوت منوط بالمطران، والبطريرك، والبابا، وبذلك اقتصرت هذه الوظيفة على الرجال. ونهى مجمع أورانج الأول (441) رسامة النساء كشمامسة. العصر الوسيط. في الوقت الذي انتقلب به أوروبا الغربية من العصر الكلاسيكي إلى القرون الوسطى، أصبحت الذكورية ممثلة بالبابا لاعباً مركزياً في السياسة الأوربية. ازدهر التصوف والزهد، وأصبحت الأديرة والرهبنة مؤسسات تشكّل مجتمعات نسائية كاثوليكية داخل أوروبا. مع تأسيس الرهبنة المسيحية، فُتح أمام المرأة مجالات إضافية للعمل. فمن القرن الخامس للميلاد فصاعداً أتاحت الأديرة المسيحية فرصة لبعض النساء للهرب من الزواج وتربية الأطفال، وتعلم القراءة والكتابة، ولعب دور ديني أكثر تأثيراً من السابق. وفي أواخر العصور الوسطى تمكنت بعض النساء مثل القديسة كاترين من سيينا والقديسة تريزا من أفيلا من لعب دور مركزي في تطوير أفكار لاهوتية جدلية داخل الكنيسة، كما استطاعت النساء ممارسة مهنة الطب في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. اقترحت الراهبة البلجيكية القديسة جوليانا لييج (1193-1252) إقامة عيد للاحتفال بجسد المسيح كقربان مقدس، وهو ما أصبح عيداً كبيراً في جميع أنحاء العالم المسيحي. في حركة الفرنسيسكان في القرن الثالث عشر، لعبت النساء الملتزمات دينياً مثل القديسة كلير الأسيزي دوراً كبيراً. وفي وقت لاحق، حملت جان دارك السيف وحققت انتصارات عسكرية هامة لصالح فرنسا، وذلك قبل إلقاء القبض عليها، ومحاولة إظهارها كـ "ساحرة وزنديقة"، ومن ثم إحراقها على عمود. وأشار التحقيق البابوي في وقت لاحق بأن المحاكمة كانت غير قانونية. وتم اعتبارها بطلة فرنسية، ومع تنامي التعاطف الشعبي مع جان حتى في إنكلترا، قام البابا بندكتس الخامس بتطويبها قديسة في عام 1920. كتب المؤرخ جيفري بلايني أن المرأة برزت في حياة الكنيسة خلال العصور الوسطى أكثر من أي وقت مضى في تاريخها، بتزامن مع إصلاحات بدأتها الكنيسة. في القرن الثالث عشر، شاعت أساطير حول البابا الأنثى جون التي تمكنت من إخفاء جنسها حتى تم افتضاح أمرها لولادتها أثناء مرورها بموكب في روما. بلايني يستشهد بالتبجيل المتزايد لكل من مريم العذراء ومريم المجدلية كدليل على ارتفاع مكانة المرأة بين المسيحيين في ذلك الوقت. فقد مُنحت مريم العذراء ألقاباً جديدة مثل والدة الإله وملكة السماء، وفي عام 863 تم تخصيص يوم لها تحت اسم "عيد السيدة العذراء، وتم اعتبار هذا العيد مساو في الأهمية لكل من عيد الفصح وعيد الميلاد. واحتفل بعيد مريم المجدلية بشكل جدي ابتداءاً من القرن الثامن، وتم تجسيدها بلوحات وأيقونات مع غيرها من النساء الذين قابلهن يسوع في حياته. وبجانب المؤسسة اللاهوتية، كانت المؤسسة الملكية الأوربية الكبرى البديل الآخر عن الزواج وتربية الأطفال بالنسبة للنساء. ومن الملوك النساء في تلك الحقبة: أولغا والتي أصبحت أول حاكم روسي يتحول للمسيحية نحو عام 950 م. الإيطالية ماتيلدي (1046 - 1115)، خُلدت إنجازاتها العسكرية لكونها الداعم الرئيسي للبابا غريغوري السابع أثناء النزاع على الكرسي البابوي. دعمت سانت هيدفيج من سيليسيا (1174-1243) الفقراء والكنيسة في أوروبا الشرقية. أما جادويجا من بولندا فقد حكت بولندا بالاشتراك مع الكنيسة الكاثوليكية، فقد تشرفت بحمل لقب شفيعة الملكات وأوروبا الموحدة. وكانت سانت إليزابيث من المجر (1207-1231) رمزاً للمحبة المسيحية من خلال إنشائها للمستشفيات ورعايتها للفقراء من مالها الخاص. وقد اعتبر البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته Mulieris Dignitatem أن أولئك النسوة جميعاً نموذج للمرأة المسيحية. مكانة المرأة في المسيحية. في اللاهوت المسيحي يتساوى الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، استنادًا إلى تعاليم يسوع في المساواة بين الجنسين، ولعل من أبرز مظاهر تكريم ورفع شأن المرأة هو التكريم الخاص لمريم العذراء، لدى أغلب كنائس وطوائف العالم المسيحي، و"اللاهوت المريمي" أحد فروع علم اللاهوت العقائدي الذي يدرس دور مريم في العقيدة المسيحية، ويعرف أيضًا باسم "الماريولوجي". اعتبرت الكنيسة علاقتها مع مريم العذراء علاقة بنوّة، وهو ما أثر على عدد وافر من الفنانيين في صورة مريم العذراء والتي أطلق عليها لقب "السيّدة" أو "مادونا". وكانت موضوعًا محوريًا للفن والموسيقى الغربية والأمومة والأسرة، فضلاً عن ترسيخ مفاهيم التراحم والأمومة في قلب الحضارة الغربية، كما يعتقد عدد وافر من الباحثين منهم آليستر ماكراث؛ وعلى العكس من ذلك، فقد أثرت القصة التوراتية لدور حواء على النظرة للمرأة في المفهوم الغربي بوصفها "الفاتنة". غير أن الأمر لا يخلو من الانتقادات، إذ إن الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية ترفض منح سر الكهنوت للمرأة، ما وجده البعض انتقاصًا من حقوق المرأة ومساواتها؛ عمومًا ذلك لا يمنع التأثير الكبير لها في المؤسسات المسيحية وخاصة في الرهبنات وما يتبع لها من مؤسسات، كما كانت هناك العديد من القديسيات في هذه الكنائس. لعلّ القديسة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين والقديسة مونيكا والدة القديس أوغسطينوس، من أكثر النساء تأثيرًا في التاريخ الكنسي، أما في العصور الوسطى تزايدت الأعلام النسويّة البارزة وأدوارها القيادية في الأديرة مثل القديسة كلارا الأسيزي، وحتى سياسيات وعسكريات أمثال القديسة جان دارك "شفيعة فرنسا"، وإليزابيث الأولى ملكة إنكلترا التي ركّزت المذهب البروتستانتي في البلاد والامبراطورة البيزنطية تيودورا والتي بدورها دعمت الأرثوذكسية اللاخليقدونية في الإمبراطورية البيزنطية، أما من مؤسسات المذاهب سطعت إيلين وايت مؤسسة الأدفنتست وماري بيكر إيدي مؤسسة العلم المسيحي. في القرن العشرين، أطلقت الكنيسة الكاثوليكية لقب معلم الكنيسة الجامعة على ثلاثة نساء هنّ القديسة الإسبانية تريزا الإفيلية، والقديسة كاترين السينائيّة والراهبة الفرنسية القديسة تيريز الطفل يسوع. يُذكر أيضًا الأم تريزا التي نافحت عن العدالة الاجتماعية ورعت مساعدة الفقرات وحازت على جائزة نوبل للسلام. حقوق المرأة في المسيحية. تعارض المسيحية عددًا من العادات الاجتماعية التي هي في نظرها مذمومة ومنها وأد البنات، والطلاق، وسفاح المحارم، وتعدد الزوجات والخيانات الزوجية وتقوم بمساواة الخطيئة بين الرجل والمرأة. وتتجلى مظاهر المساواة حسب الكنيسة في قوانين الكنيسة وتشريعاتها مع وجود الاختلافات بين الأحوال الشخصية لمختلف الكنائس، إلا أنها تشترك في عدد من التشريعات مثل قضية الإرث حيث يتساوى الرجل والمرأة في حصته من الإرث، وكذلك في حالتي الطلاق بما فيه فسخ الزواج أو الهجر، حيث يشترك الأب والأم في النفقات وتقاسم الثروات المدخرة بشكل متساوي إلا في بعض الحالات الخاصة، كما تعطى الحضانة للمرأة، في سنين الطفولة الأولى. تعود العلاقة بين المسيحية والتعليم إلى العصور المسيحية المبكرة وقد دعى آباء الكنيسة إلى ضرورة التعليم لكل عضو في الكنيسة، إن كان طفلًا أو معتنقًا للمسيحية، وذلك استنادًا إلى تعاليم الكتاب المقدس. على مر العصور أسست الكنيسة المسيحية أسس النظام التعليمي الغربي. من بدايتها واجهت الجماعة المسيحية تحديات خارجية وداخلية لإيمانها، مما دعا إلى تطوير واستخدام الموارد الفكرية والتربوية من أجل الدفاع عن الإيمان. ويطلق على هذا النوع من الرد اسم اللاهوت الدفاعي هي مجال اللاهوت المسيحي الذي يهدف إلى تقديم أساس عقلاني للإيمان المسيحي والدفاع عنه ضد اعتراضات من خلال فضح العيوب الظاهرة في نظرات عالمية أخرى. وقد أخذت الدفاعيات المسيحية أشكالاً كثيرة عبر القرون، ابتداء من بولس الطرسوسي ومروراً بأوريجانوس وأوغسطينوس، وحتى المسيحية الحديثة من خلال جهود الكاتبين من مختلف التقاليد المسيحية مثل سي. إس. لويس. واستدل الدفاعيون المسيحيون بالأدلة التاريخية، والحجج الفلسفية، والتجريبات العلميّة، والإقناع الخطابي وغيرها من التخصصات. تاريخ. خلال القرون الوسطى. في عام في 530 كتب بندكتس كتاب الحكمة الرهبانية، والذي أصبح نموذجا لتنظيم الأديرة في جميع أنحاء أوروبا. حافظت هذه الأديرة الجديدة على الحرف التقليدية والمهارات الفنية وحافظت أيضًا على الثقافة الفكرية والمخطوطات القديمة داخل مدارسها ومكتباتها. فضلًا عن توفير حياة روحية لرهبانها، كانت الأديرة أيضًا مركز إنتاج زراعي واقتصادي، لا سيما في المناطق النائية، وأصبحت الأديرة إحدى القنوات الرئيسية للحضارة. قبل القرن الثامن والتاسع، أنشئت مدارس الكاتدرائية لتوفير التعليم الأساسي في قواعد اللغة اللاتينية والعقيدة المسيحية لرجال الدين، وبحلول القرن الحادي عشر برزت هذه المدارس كمراكز للتعليم العالي. بعد إصلاح كلونياك داخل الأديرة الرهبانيّة عام 910، تطورت الأديرة وتوسعت وأصبحت مركز علمي وتكنولوجي. فقدمت الأديرة عدة اخترعات وابتكارات وتم الحفاظ داخل الأديرة على الآداب والمخطوطات والعلوم القديمة. كما وتم بناء داخل الأديرة مدارس ومكتبات. كما وألف الرهبان في أديرتهم عدد من الموسوعات المتخصصة بالمسيحية ومواضيع أخرى، وألّف القديس ايسيدورو من إشبيلية، أحد أهم علماء العصور الوسطى، موسوعة شاملة أُعتبرت إحدى أهم معارف القرون الوسطى. ظهرت خلال القرون الوسطى مدارس قرب الكنائس والكتدرائيات، ودعيت بمدارس الكاتدرائية. وكانت هذه المدارس مراكز للتعليم المتقدم، وبعض من هذه المدارس أصبحت في نهاية المطاف الجامعات الأولى في الغرب. مع ظهور مدارس الكاتدرائية في أوائل القرون الوسطى تحولت هذه المؤسسات إلى مراكز تعليم متقدمة، ومتطورة في كثير من الأحيان وشكلت نقطة انطلاق لكثير من الإنجازات في أوروبا الغربية وأُعتبرت مدرسة كاتدرائية شارتر أكثر المدارس شهرةً وتأثيرًا. وكانت الجامعات المسيحية في العصور الوسطى في دول أوروبا الغربية، قد شجعت حرية البحث وخرّجت مجموعة كبيرة ومتنوعة من العلماء والفلاسفة. وتعتبر جامعة بولونيا ذات الأصول المسيحية أقدم جامعة في العالم. ثمة تطور آخر في تاريخ التعليم المسيحي وكان من خلال تأسيس الجامعات. ويمكن تتبع أصول الجامعة إلى القرن الثاني عشر، وبحلول القرن الثالث عشر وصلت الجامعة في العصور الوسطى إلى شكلها المعروف حاليًا. تم تأسيس الجامعات خلال العصور الوسطى في جميع أنحاء أوروبا وانتشرت من هناك إلى القارات الأخرى بعد القرن 16. حلّت الجامعات محل مدارس كاتدرائية كمراكز للدراسات المتقدمة وكانت هذه الجامعات مرتبطة بالكنيسة والمؤسسة المسيحية، طورّت الجامعات ذات الأصول المسيحية: أساليب تدريس لمحاضرات ومناظرات، والعيش المشترك في الكليات ومساكن الطلبة، والقيادة المتغيرة دوريًا لعميد المنتخبين، والبنية الداخليّة وفقًا للكليات وفكرة الدرجات الأكاديمية. قدمت الجامعات تدريس في الفنون فضلًا عن دراسات متقدمة في تخصصات القانون والطب، والأهم من ذلك اللاهوت. العديد من علماء الدين ذووي الأثر على الفكر المسيحي والغربي قد ارتبط اسمهم مع الجامعات منهم على سبيل المثال القديس والفيلسوف توما الأكويني. خلال القرن الثالث عشر ظهرت الرهبانية الفرنسيسكانية والدومينيكان، وكان لهم أثر كبير في نشر المعرفة في المناطق الحضرية. وطور هؤلاء من أساليب التعليم في مدراس الكاتدرائية. ولعلّ أهم اللاهوتيين الدومينيكان توما الأكويني الذي عمل في عدة جامعات، وأنجز مؤلفات في الفلسفة وفي الفكر الأرسطي والمسيحية. عصر النهضة. حافظ الباباوات على حفظ العلوم والفكر، إذ أٌفتتحت مكتبة الفاتيكان التي ضمت أعدادًا هائلة من المخطوطات والكتب النفيسة خصوصًا إثر سقوط القسطنطينية بيد السلطان محمد الفاتح العثماني، وتهريب نفائس المدينة وكنوزها نحو أوروبا. وتعتبر مكتبة الفاتيكان مركزًا لعلوم اللاهوت، القانون، الفلسفة، الشعر، والتاريخ، أسسّ إغناطيوس دي لويولا الأسباني جمعية اليسوعيين في عام 1540. وأُعتبر اليسوعيين نخبة المجتمع الأوروبي وعمل عدد منهم كمربين للملوك في الدول الكاثوليكية. ومع افتتاح عصر التبشير وصل اليسوعيين إلى الهند واليابان والصين وكندا وأميركا الوسطى والجنوبية وأستراليا وبنوا عدد كبير من المؤسسات التعليمية. وخرّجت مدارسهم وجامعتهم نخبة وصفوة المجتمعات الغربية. كما وأسس القديس جان باتيست دي لاسال رهبانية إخوة المدارس المسيحية أو الفرير عام 1684 في مدينة رانس في فرنسا، وأدارت الرهبانية مدارس ابتدائية وثانوية ومدارس داخليّة وكليات ومعاهد لتدريب المعلمين فادّى ذلك إلى رفع مستوى التعليم في الغرب. سيطرت أيضًا الرهبنة الدومينيكانية والتي أسسها القديس دومينيك عام 1215 على الحياة الفكرية والعلميّة في العالم الكاثوليكي، فكانت مثلًا جامعة السوربون تحت نفوذهم فضلًا عن جامعة بولونيا وجامعة سلامنكا التي خرجّت وعلّم فيها عدد هام من كبار اللاهوتيين والفلاسفة المسيحيين. كما وبنى الرهبان الدومينيكانيين عدد كبير من من المدارس والجامعات في أمريكا اللاتينية وآسيا ولعلّ أبرزها جامعة سانتو توماس في الفلبين التي تعد من أفضل الكليات في العالم والجامعات وذلك وفقًا للتصنيف الأكاديمي لجامعات العالم. أدّى ظهور النزعة الإنسانية والإصلاح البروتستانتي، فضلًا عن الإصلاحات التي بدأها بعض أعضاء الهيئة التدريس الجامعية، إلى خلق وضعًا جديدًا لجميع أنظمة التعليم، وخاصًة الجامعات. طالب الإنسانيين خطط جديدة لتوفير الأماكن المخصصّة للبحوث الحرّة في الأكاديميات التي كانت تسيطر عليها المؤسسة الكنسيّة والدولة. من ناحية أخرى، ازداد تأسيس الجامعات في الدول البروتستانتية مما زاد من التنافس العلمي وتطوير المناخ العلمي والأكاديمي من هذه الجامعات الجديد؛ كانت جامعة ماربورغ في عام 1527، كونيجسبيرج عام 1544، وجامعة جينيف في عام 1558. وعلى الطرف الآخر استمر اليسوعيون في قيادة الجامعات القديمة في العالم الكاثوليكي داخل أوروبا وخارجها. العصور الحديثة. وجدت دراسة "الدين والتعليم حول العالم" قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2016 أنَّ المسيحيون هم المجموعة الدينيَّة الثانية الأكثر تعليمًا في العالم بعد اليهود، فيما يُعد كل من المسلمون والهندوس الأقل حصولاً على تعليم رسمي وذلك وفقًا لدراسة ديمغرافية شملت 151 بلدًا عن تباين التعليم بين الأديان ومسح استند على بيانات متوفرة عن فئة متوسط العمر فيها 25 سنة وما فوق. وفقًا للدراسة يتصدر المسيحيين المرتبة الثانية كأكثر الجماعات الدينية تعليمًا، إذ تصل معدل سنوات الدراسة للمسيحي في العالم حوالي 9.3 سنة، وهو أعلى من المعدل العام الذي يبلغ 7.7 سنة، بالمقابل تصل معدل سنوات الدراسة لليهودي في العالم حوالي 13.4 سنة، ويصل معدل سنوات الدراسة للملحدين واللادينيين حوالي 8.8 سنة، أما المسلمون والهندوس فيصل معدل سنوات الدراسة حوالي 5.6 سنة. في المجمل يُعد المسيحيين من الجماعات الدينيَّة الأكثر تعليمًا في العالم، إذ أنَّ الغالبية العظمى (91%) من المسيحيين الذين تتراوح أعمارهم من 25 وما فوق حصلوا على التعليم الرسمي، وحصل حوالي 67% منهم على تعليم ثانوي، كما أن حوالي خُمس المسيحيين في العالم يحملون شهادات جامعية وهي ثاني أعلى نسبة بعد اليهود. في عام 2010 تحصَّل الأغلبيَّة الساحقة من مسيحيين أمريكا الشمالية وأوروبا (98% أو أكثر) على التعليم الرسمي، وكذلك الحال بالنسبة لمسيحيين أمريكا اللاتينية وآسيا وأوقيانوسيا (90% أو أكثر). في المقابل فإن حوالي 30% من مسيحيين أفريقيا جنوب الصحراء لم يحصل على أي شكل من أشكال التعليم الرسمي. ويعتبر مسيحيين أمريكا الشمالية المجموعة المسيحية الأكثر تعليمًا مع معدل سنوات دراسة يصل إلى 12.7 سنة، يليهم مسيحيين أوروبا (10.8 سنة)، وآسيا وأوقيانوسيا (9.4 سنة)، ومسيحيين أمريكا اللاتينية (7.3 سنة)، ومسيحيين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (7.3)، ومسيحيين أفريقيا جنوب الصحراء (6.0 سنة). يُذكر أن الدراسة وجدت أنه لدى المسيحيين في المجتمعات والدول التي يشكل فيها المسيحيين الغالبيَّة معدل سنوات دراسة مرتفع، ويتصدر مسيحيين ألمانيا (13.6 سنة) ومسيحيين نيوزيلندا (13.5 سنة) ومسيحيين ليتوانيا (13.0 سنة) المجتمعات المسيحية الأكثر تعليمًا. تشير الدراسة أنَّ ارتفاع المستوى التعليمي للمسيحيين في العديد من الدول يعود لعدة أسباب منها قيام الرهبان المسيحيين في الشرق الأوسط وأوروبا في بناء المكتبات والمطابع، حيث قاموا في الحفاظ على الثقافة الفكريَّة والمخطوطات القديمة داخل مدارسها ومكتباتها، وفي كثير من الحالات، تطورت هذه الأديرة المسيحية إلى جامعات مرموقة. تأسست جامعات أخرى، ولا سيَّما في الولايات المتحدة وأوروبا، بنيت من قبل الطوائف المسيحيَّة المختلفة لتثقيف رجال الدين وأتباعها. وعلى الرغم من أنَّ معظم هذه المؤسسات أصبحت لاحقًا علمانية في التوجه، ولكن وفقًا للدراسة فإن وجود هذه المؤسسات قد يساعد في تفسير سبب كون السكان في الولايات المتحدة وأوروبا حاصلين ومؤهلين على تعليم عالي. وفقًا للدراسة يتصدر المسيحيين المرتبة الثانية كأكثر الجماعات الدينية الحاصلة على تعليم عال أو تعليم جامعي، أمَّا من حيث العدد بغض النظر عن النسب المئوية فإن المسيحيين يحلّون في المرتبة الأولى من حيث عدد حملة الشهادات الجامعيَّة. ولدى مسيحيين أمريكا الشمالية أعلى نسب من حيث التوجه للتعليم العالي والحصول على الشهادات الجامعيَّة (38%)، في أنَّ حوالي رُبع مسيحيين أوروبا وآسيا وأوقيانوسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حملة الشهادات الجامعيَّة، بالمقابل حوالي 13% من مسيحيين أمريكا اللاتينية و6% من مسيحيين أفريقيا جنوب الصحراء من حملة الشهادات الجامعيَّة. بين المجتمعات المسيحيَّة المختلفة يتصدر مسيحيي سنغافورة على أعلى نسب من حيث التوجه للتعليم العالي والحصول على الشهادات الجامعيَّة (67%)، يليهم مسيحيين إسرائيل (63%)، ومسيحيين جورجيا (57%)، ومسيحيين ليتوانيا (53%)، ومسيحيين كندا (52%)، ومسيحيين إستونيا (46%)، ومسيحيين نيوزيلندا (41%)، ومسيحيين كوريا الجنوبية (40%)، ومسيحيين الولايات المتحدة (36%). يتفوق المسيحيون تعليميًا (مع متوسط سنوات دراسة 6.0 سنة) في مناطق أفريقيا جنوب الصحراء على المسلمين (مع متوسط سنوات دراسة 2.6 سنة)، وعزا بعض علماء الاجتماع ذلك إلى جوانب تاريخية مثل الأنشطة التبشيرية المسيحية خلال فترات الاستعمار الغربي، ويشير روبرت د. ودبيري عالم اجتماع في جامعة بايلور أن للمُبشرين البروتستانت في أفريقيا "كان لهم دور فريد في نشر التعليم الشامل" بسبب الأهمية الدينية لدراسة وقراءة الكتاب المقدس، حيث قام المُبشرين في ترجمة الكتاب المقدس للغات المحليَّة وفي إنشاء المدارس لتعزيز معرفة القراءة والكتابة، ويشير ناثان نان أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد أنَّ التعليم "هو المكافأة الرئيسية قبل المبشرين لجذب الأفارقة للمسيحية". كما وشجع المبشرين البروتستانت على تعليم المرأة ومحو الأمية بين النساء. الفجوى بين متوسط الدراسة بين الرجال المسيحيين (9.5 سنة) وبين النساء المسيحيات (9.1 سنة) قليلة (0.4) بالمقارنة مع الجماعات الدينية الأخرى. في العديد من الدول تعتبر النساء المسيحيات أكثر تعلمًا من الرجال خصوصًا في أوروبا وأمريكا الشمالية، على سبيل المثال في عام 2010 حصلت حوالي %43 من الشابات المسيحيات في أوروبا على الشهادات الجامعيَّة بالمقارنة مع 30% من الشباب المسيحيين، وحصلت حوالي 44% من الشابات المسيحيات في أمريكا الشمالية على الشهادات الجامعيَّة بالمقارنة مع 34% من الشباب المسيحيين. يعود ارتفاع نسب المتعلمين بين النساء المسيحيات لعدة أسباب حيث تشير الدارسة أن واحدة من الأسباب هي تشجيع المصلحين البروتستانت أمثال مارتن لوثر وقادة حركة التقوية المسيحيَّة على تعليم وتثقيف المرأة مما أدى إلى محو الأمية بين النساء في المجتمعات البروتستانتية في وقت مبكر. وفي بحث قامت به جامعة ميونخ لبيانات بالنسبة للتعليم في البلدان الأوروبية يعود لعام 1970، وجد أنَّ البلدان ذات النسبة العالية من البروتستانت فيها تكافؤ ملحوظ بين الرجال والنساء في سنوات التعليم. الطوائف المسيحية والتعليم. الكنيسة الأرثوذكسية. لعبت الكنيسة الأرثوذكسية أدوارًا مماثلة في التعليم، وكان لها تأثير كبير على اللغات واللسانيات وعلم النحو؛ فمثلًا أوجد الراهب الأرمني ميسروب ماشدوتس الأبجدية الأرمنية، ووضع القديسين كيرلس وميثوديوس الأبجدية الكيريلية. كما تطور علم قواعد اللغات خاصةً تلك التي اكتسبت أهمية دينية خاصة مثل اللغة اللاتينية التي أعتبرتها الكنيسة الكاثوليكية لغة مقدسة واللغة اليونانية في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية واللغة السريانية للكناس ذات التراث السرياني؛ وعُرف القديس أفرام السرياني كأحد رواد تطور هذه اللغة. أمّا في المجال التعليمي فقد دعمت الكنيسة التعليم في الإمبراطورية البيزنطية، فأنشأت المدارس والمعاهد وأهمها جامعة القسطنطينية التي كانت تُدرّس الفلسفة والقانون والطب ونحو اللغة اللاتينية واليونانية وبلاغتها، في حين نشطت المدارس الأكاديمية الفلسفيّة والفلكيّة في الإسكندرية وأهمها مدرسة الإسكندرية المسيحية،.وبنيت أيضًا المدارس الرهبانية التي ركزت على الكتاب المقدس واللاهوت والليتورجيا، لكنها تضمنت أيضًا تعليم نصوص أدبية وفلسفية وعلمية في المناهج الدراسية، وبذل الرهبان الأرثوذكس جهودًا في نسخ المخطوطات الكنسية، وكتب الأدب القديمة. أدى سقوط القسطنطنية والتي كانت المدينة الرائدة في العالم المسيحي من حيث الحجم والثراء والثقافة، إلى هروب وهجرة العلماء البيزنطيون والرهبان الأرثوذكس إلى أوروبا الغربية حاملين معهم العلوم والفكر اليوناني والبيزنطي والتي كانت إحدى الأسباب الرئيسية في احياء الآداب اليونانية القديمة والدراسات النحوية والأدبية والعلميّة في إيطاليا مطلع عصر النهضة ومن ثم كافة أنحاء أوروبا. كان لكهنة الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بعد سقوط القسطنطنية فضل في نشر التعليم، وقد أعتبروا التنويريين والمربين لمجتمعات أوروبا الشرقية، فقد كان لرجال الدين وأسرهم دور في محو الأمية في أوروبا الشرقية. ونشروا أيضًا علم النحو وعملوا على ترجمة الكتب والمؤلفات إلى اللغات السلافية. وصدرت أول الصحف في أوكرانيا بدعم من الكنيسة. وقد لعبت أيضًا زوجات وبنات الكهنة أدورًا هامة في رفع المستوى التعليمي لدى المرأة في مجتمعات شرق أوروبا. كذلك كان الأمر بالنسبة لإكليروس أوكرانيا الغربية الكاثوليكي الشرقي، إذ شكّل رجال الدين وأبناؤهم سلالات كهنوتية لعبت أدواراً هامة في الثقافة والتعليم ورفع مستوى التعليم والجامعات والاقتصاد وقادت المجتمع الأوكراني غربي. الكنائس المسيحية السريانية. تأسس في الشرق المسيحي العديد من المدارس التي علّمت اللاهوت والفلسفة والتي أضحت من أهم معاهد التعليم الديني في العالم المسيحي الشرقي. منها على سبيل المثال لا حصر مدرسة الإسكندرية التي أسسها مرقس، والتي أصبحت من أهم معاهد التعليم الديني في المسيحية. تعلّم في هذه المدرسة كثير من الأساقفة البارِزين من مختلف أنحاء العالم، كما درّس فيها العديد من العلماء المسيحيين وآباء الكنيسة؛ لم يكن التعليم محصورًا على الأمور اللاهوتية، بل درّت أيضاً علوم أخرى كالعلوم والرياضيات وعلوم الاجتماع. من المدارس اللاهوتية يُذكر أيضًا مدرسة مدرسة نصيبين ، وهي مدرسة لاهوتية مسيحية سريانية نشأت في مدينة نصيبين (حالياً في تركيا). يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 350 وذلك عندما سقطت مدرسة الرها بيد الساسانيين ما حدا بأفرام السرياني ومجموعة من تلاميذه إلى النزوح إلى نصيبين، فأسسوا مدرسة لاهوتية فيها. كما علا شأن هذه المدرسة عندما أمر الإمبراطور البيزنطي زينون بإغلاق مدرسة الرها نهائيًا فانتقل أساتذتها إلى نصيبين حتى أصبحت تلقب بأول جامعة في التاريخ. وكانت للمدرسة حينئذ ثلاث أقسام تهتم باللاهوت والفلسفة والطب. في حين يرجع تاريخ تأسس مدرسة الرها ، وهي إحدى المدارس اللاهوتية ذات المكانة المرموقة في العلوم الدينية المسيحية، إلى القرن الثاني الميلادي من قبل سلالة الأباجرة الذين حكموا مدينة الرها (شانلورفا حاليًا)، إلا أنها تعد بذلك أقدم مدرسة لاهوتية مسيحية. يُعد أفرام السرياني من أبرز من علّموا فيها، حيث كانت له صومعة بمدينة الرها؛ غير أنه نزح عنها بعد سقوطها بيد الساسانيين سنة 363 إلى مدينة نصيبين فأسس فيها مدرسة نصيبين. كُتبت في هذه المدرسة أطروحات أفراهاط بأوائل القرن الرابع والتي تتميز بخلوها من التأثيرات اليونانية، والنسخة السريانية من إنجيل الدياسطرون. ومن المدارس التي تركت تأثيراً على اللاهوت المسيحي الشرقي مدرسة جنديسابور التي أفتتحت لتدريس الطب، والفلسفة، واللاهوت والقانون الكنسي وعرفت بكثرة علماء الدين واللاهوتيين فيها، الذين تركوا مؤلفات هامة حول الدراسات المسيحية والليتورجيا. تأثير الإصلاح البروتستانتي. كان لنشوء البروتستانتية دور هام في تحسين مستوى التعليم ونشر المعرفة، ودعا مارتن لوثر إلى حق الفرد في تفسير الإنجيل، وشجّع على قراءة ودراسة الكتاب المقدس. كان للبروتستانتية دور في إدخال الاجتهاد والتفكير الحر على الفكر الغربي، فقد قام مارتن لوثر بترجمة جديدة للكتاب المقدس من اليونانية إلى الألمانية فأُعتبر ذلك العمل الضخم حجر الأساس في تاريخ الأدب الألماني. شدّد المصلحين البروتستانت كل من مارتن لوثر وجان كالفن وغيرهم على أهمية التعليم. في عام 1578 أصدر مجلس الكنائس البروتستانتية الفرنسية منشور يجبر فيه الوالدين تعليم أبناءهم إذ رأى المصلحون البروتستانت في أهمية التعليم داخل الأسرة باعتبارها الوحدة الأساسيّة لتعزيز الاعتقاد الديني، والاستقرار الاجتماعي، لذلك طالبوا بتوجه المزيد من الاهتمام للأطفال ولتعليمهم ومحاولة نشر القراءة والكتابة حتى يتسنى للجميع قراءة الكتاب المقدس، وبالتالي فان الدول البروتستانتية كانت تولي أهمية للتعليم في المنزل وللحياة المنزليّة وفي كيفية الاعتناء بها. كان أيضًا لطبعة الكتاب المقدس للملك جيمس، تأثير قوي، لا في أميركا أو بريطانيا فقط، بل في أي مكان وصلت إليه اللغة الإنكليزية، أي جميع المستعمرات بما فيها كندا وأستراليا ونيوزيلندا والدول الأفريقية المتحدثة بالإنكليزية. وقد أثرت الطبعة في شعر جون ميلتون وخطب مارتن لوثر كينغ. وبما أن إنجيل الملك جيمس هو مراجعة لترجمة ويليام تيندال وغيره من مترجمي القرن السادس عشر فإنه لا يعتبر ترجمة جديدة بحد ذاته بل هو تصاهر بين أفضل الترجمات التي سبقته. مع ظهور الإصلاح البروتستانتي كان هناك توجه واسع النطاق للتعليم لأنه كان مطلوب من الاصلاحيين أن يكونوا قادرين على قراءة الكتاب المقدس. فقد قال لوثر أنه من الضروري للمجتمع تعليم شبابها. ورأى أنه كان من واجب السلطات المدنية إجبار رعاياهم لإبقاء أطفالهم في المدرسة. ونتيجة لأهمية التعليم فقد بنيت بالقرب من الكنائس مدارس، ومنها مدارس للبنات، إذ دعا المصلحون البروتستانت أيضًا لتعليم المرأة. وكان أيضًا للتطهريين في الولايات المتحدة شأن هام في إفساح المجال للمرأة في التعليم. إتبعت المدارس والجامعات البروتستانتية خط مختلط عن المنهاج الكاثوليكي. فقد شددت المؤسسات التعليمية البروتستانتية على إرساء القيم البروتستانتية من الانضباط، والتعلّم والمعرفة. وشدّدت فيه على احياء اللغات الوطنية، فتطور علم النحو والقواعد للغات الأوروبية، وكان مركز اهتمامهم تعليم ودراسة الكتاب المقدس. التبشير والتعليم. لقد أدرجت كل من الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية التعليم كجزء أساسي من التبشير. أولى الرهبانيات التي وضعت التعليم العالي في صدارة برنامجها التبشيري كانت الرهبنة الدومينيكانية. يُظهر التاريخ أنه خلال التبشير، كان يتم فتح مدارس من قبل المبشرين الكاثوليك والبروتستانت، وكانت مهمة التعليم المسيحي ذات شقين؛ أولاً، كان وظيفتها إرساء أساس تعليم العقيدة المسيحية للتبشير بين الشعوب غير المسيحية من خلال تشكيل نظام تعليمي لجميع المستويات من المدرسة الثانوية إلى الجامعة. وثانيهما، رعاية تعليم المستوطنين الأوروبيين. تشابكت إلى حد كبير القوى الإستعمارية الأوروبيّة مع تشكيل النظام التعليمي الكنسي. في المناطق الإستعمارية الإسبانية في الأمريكتين، قد تم تأسيسها الجامعات الرومانية الكاثوليكية في وقت مبكر جدًا (على سبيل المثال جامعة سانتو دومينغو في 1538، وأولى جامعات المكسيك وليما في عام 1551، وفي غواتيمالا في عام 1562، وجامعة بوغوتا عام 1573 وجامعة قرطبة الوطنية في الأرجنتين عام 1613). في الصين، كان المبشرين اليسوعيين أشبه بوكلاء في التربية والتعليم والثقافة الأوروبية (على سبيل المثال كان لهم مساهمات هامة في علم الفلك، والرياضيات، والتكنولوجيا) فضلًا عن مواقعهم كموظفين مدنيين في المحاكم. منذ القرن الثامن عشر، أدّت أنشطة الطوائف المسيحية المتنافسة في مناطق البعثات إلى تكثيف إنشاء مؤسسات النظام التعليمي المسيحي في آسيا وأفريقيا. حتى يكون للدول الأفريقية والآسيوية نظامهم الخاص من المدارس والجامعات، والمؤسسات التعليميّة المسيحية والتي أدت وظيفة هامة بعضها تعتبر مؤسسات تعليمية مرموقة على مستوى العالم منها جامعة سانت فرنسيس كسفاريوس في بومباي، وجامعة صوفيا في طوكيو، وجامعة دوشيشا ذات الخلفية المشيخية في كيوتو اليابانية. في أمريكا الشمالية، إتخذ التعليم المسيحي مسارًا مختلفًا. منذ البداية، عملت الكنائس من مختلف الطوائف من خلال إنشاء المؤسسات التعليمية العامة عملًا رائدًا في مجال التعليم. في المستعمرات الإنجليزية، وهي ما ستُعرف وقت لاحق في الولايات المتحدة، أسست الطوائف المسيحية الكليات اللاهوتية لغرض تثقيف رجال الدين ومن ثم الجامعات والتي أنشئت لهدف التعامل مع جميع التخصصات الرئيسية، بما في ذلك علم اللاهوت، وغالبًا ما كان التعليم من وجهة نظر مذهبية. تأسست جامعة هارفارد عام 1636 وجامعة ييل عام 1701 على يد رجال دين من الطائفة البروتستانتية الأبرشانية، قي حين تأسست كلية وليام وماري في عام 1693 كمؤسسة أنجليكية. ازداد عدد الجامعات البروتستانتية خلال القرن 19 منها على سبيل المثال، الجامعة الميثودية الجنوبية، في دالاس والجامعات الكاثوليكية (على سبيل المثال، جامعة نوتردام) والكليات (على سبيل المثال، كلية بوسطن في ماساشوستس). وبالإضافة إلى ذلك، استندت العديد من الجامعات الخاصة على فكرة المسيحية في التعليم وذلك فقًا لرغبات مؤسسيها. وقد اضطلع التعليم المسيحي في مجموعة متنوعة من الأشكال. نظام مدارس الأحد هو نظام تعليم مسيحي عالمي يتواجد في جميع الطوائف المسيحية. لا يزال هذا التأثير واضح للعيان فمثلًا في كل من أستراليا ونيوزيلندا يدرس حوالي 11% من الطلاب في مدارس كاثوليكية وفي الهند تملك الكنيسة الكاثوليكية وحدها حوالي 25,000 مدرسة. في بعض البلدان، تعتبر الكنيسة المزود الرئيسي للتعليم وأحيانًا أخرى يكون نظامها التعليمي أفضل من الحكومي. في الوقت الحاضر، لدى الكنيسة الكاثوليكية شبكة كبيرة من المدارس وعددها 125,016 وتمتلك أكبر تنظيم تعليمي غير حكومي في العالم. يظهر تأثير وأهمية التعليم في عدد من المجتمعات المسيحية من خلال نسبتهم في المؤسسات الأكاديمية على سبيل المثال في هونغ كونغ وفقًا لإحصاء جامعة هونغ كونغ، هناك ما يقرب من 24.3% من طلاب الجامعات هم من المسيحيين وذلك اعتبارًا من العام الدراسي 2010/2011 على الرغم من أنهم يشكلون 10% من السكان، في إسرائيل مثلًا تبلغ نسبة المسيحيون من الطلاب العرب المتعلمين في الجامعات الإسرائيلية 40% مع انهم يشكلون 9% من المواطنين العرب في إسرائيل. يُذكر أن 7 دول ذات أغلبّية مسيحية من أصل 10 تتربع على قائمة الدول العشرة الأكثر تعليمًا في العالم من حيث نسبة السكان الحاصلين على شهادة جامعية والتي أعدتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. الجامعات. تعود عمومًا الجامعة كمؤسسة للتعليم العالي إلى القرون الوسطى ويشير الباحثين إلى كون الجامعة ذات جذور مسيحية. فقبل قيامها رسميًا، عملت العديد من الجامعات في العصور الوسطى لمئات السنين كمدارس المسيحية ومدارس رهبانية، وعلّم فيها الرهبان والراهبات، كذلك تعتبر منح الشهادة الجامعية بعد إنهاء التعليم نتاج مسيحي. ويرى المؤرخ جيفري بلايني أن الجامعة أصبحت سمة مميزة للحضارة المسيحية. أوائل الجامعات التي أرتبطت بالكنيسة الكاثوليكية بدأت كمدرسة كتدرائية أو مدرسة رهبانية ثم سرعان مإنفصلت مع زيادة عدد الطلاب ومن هذه الجامعات كانت جامعة بولونيا، جامعة باريس، جامعة أوكسفورد، جامعة مودينا، جامعة بلنسية، جامعة كامبردج، جامعة سالامانكا، جامعة مونبلييه، جامعة بادوفا، جامعة تولوز، جامعة نيو اورليانز، جامعة سيينا، جامعة بودابست، جامعة كويمبرا، جامعة روما سابينزا وجامعة جاجيلونيان في كراكوف وشغل نسبة كبيرة من رجال الدين والرهبان المسيحيين مناصب كأساتذة في هذه الجامعات، كان يتم التدريس فيها كافة المواضيع كللاهوت والفلسفة والقانون والطب والعلوم الطبيعية. وقد وضعت هذه الجامعات تحت رعاية الكنيسة الكاثوليكية عام 1229 على إثر وثيقة بابوية. وكان عدد الجامعات الأوروبية غداة الإصلاح البروتستانتي قد إزداد بشكل كبير إذ أن التنافس الكاثوليكي-البروتستانتي في بناء الجامعات والمؤسسات التعليمية، أدى إلى انتعاش ورفع المستوى في التعليم والعلوم والفكر. ولا يقتصر هذا الأمر على أوروبا ففي الولايات المتحدة عدد من الجامعات المرموقة ذات خلفية مسيحية خاصًة البروتستانتية، وبعضها من جامعات رابطة اللبلاب، منها جامعة هارفارد التي تأسست على يد القس البروتستانتي جون هارفارد وجامعة ييل التي تأسست على يد مجموعة من رجال الدين البروتستانت وجامعة برنستون التي أرتبطت بالكنيسة المشيخية الأمريكية. وجامعة بنسلفانيا التي أسسها رجال دين من الكنيسة الأسقفية والميثودية وجامعة كولومبيا التي أرتبطت بالكنيسة الأسقفية وجامعة براون التي أسستها الكنيسة المعمدانية أمّا كلية دارتموث فقد أسسها القس الأبرشاني إلياعازر ويلوك كجامعة تبشيرية وجامعة ديوك التي أسسها رجل الأعمال واشنطن ديوك وأرتبطت تاريخيًا ورسميًا ورمزيًا مع الكنيسة الميثودية، كذلك فان أولى الجامعات في أمريكا اللاتينية تأسست على يد الكنيسة الكاثوليكية أقدمها جامعة سانيا كروز في المكسيك وجامعة توما الأكويني في جمهورية الدومنيكان وجامعة سان ماركوس الوطنية في البيرو وهي أقدم مؤسسة تعليم عالي في العالم الجديد، تأسست في 12 مايو 1551 وجامعة قرطبة الوطنية في الأرجنتين وهي من أقدم الجامعات في قارة أمريكا الجنوبية حيث تأسست عام 1613. تمتلك اليوم كافة الكنائس المسيحية جامعات خاصة بها، تأتي في المقدمة الكنيسة الكاثوليكية والتي تملك 1,358 جامعة حول العالم. عدد من هذه الجامعات يعتبر من أفضل جامعات العالم مثل جامعة لوفان في بلجيكا، والتي حسب التصنيف الأكاديمي تحتل بين أفضل 100 جامعة في العالم، وجامعة جورجتاون وجامعة النوتردام وجامعة يونيفرسيداد بونتفشالي كاتوليكا دي تشيلي في سانتياغو وتتصدر المركز الثاني بين 100 جامعة في أمريكا اللاتينية وذلك وفقاً للتصنيف للتصنيف الأكاديمي لجامعات العالم. وكلية بوسطن في الولايات المتحدة وجامعة نافارا في إسبانيا ويملكها الأوبوس داي وتعتبر من أفضل جامعات أوروبا، كذلك يُعرف الأوبوس داي بامتلاك عدد كبير من مساكن للطلاب الجامعيين خاصًة في إسبانيا والبرتغال وأمريكا اللاتينية، وتعرف أيضًا الجامعات اليسوعية الكاثوليكية بمستواها التعليمي والأكاديمي العالمي، لا يقتصر وجود الجامعات على الكنيسة الكاثوليكية فقط، فالكنائس البروتستانتية والأرثوذكسية تمتلك أيضًا عدد كبير من الجامعات. صور مخلتفة لجامعات مسيحية حول العالم تمركزت الحياة الروحية والفكرية في المسيحية حول الكنيسة لذا صمم المعماريون الكنائس والأديرة والمباني الدينية الأخرى، كما صمموا القلاع والحصون والمنشآت الأخرى غير الدينية. والعمارة الكنسية هو مصطلح يشير إلى الهندسة المعمارية للمباني الكنائس المسيحية. وقد تطورت أنواع هذه العمارة على مدى الفي سنة من الدين المسيحي، وذلك عن طريق الابتكار، من خلال التشبه الطرز المعمارية الأخرى، فضلًا عن الاستجابة للمعتقدات والممارسات والتقاليد المحلية. من ولادة المسيحية وحتى الآن، كان للمسيحية اثر في تطور العمارة والهندسة المعمارية من خلال التصماميم المسيحية للكنائس من العمارة البيزنطية، والكنائس والاديرة الرومانية، الكاتدرائيات القوطية وكنائس عصر النهضة. وكانت هذه المباني الكبيرة، مركزًا معماريًا مرموقًا ومن البناي المهيمنة في المدن والريف. وقد طوّرت العمارة المسيحية تقنيّات وفنون وديكورات الهندسة المعمارية. مآثر للعمارة المسيحية. لعل أبرز المآثر للعمارة المسيحية هي الكاتدرائيات والبازيليكا. البازيليكيا والكاتدرائيات على وجه الخصوص، حوت أشكال هيكلية معقدة والتي توجد في كثير من الأحيان بشكل أقل في كنائس الرعية. كما أنها تميل إلى عرض مستوى أعلى من النمط المعماري المعاصر والعمل مع عدد كبير من الحرفيين من اجل إنجازه، واحتلت الكاتدرائية مكانة اجتماعية وثقافية وتاريخية هامة في الحضارة الغربية. عدد من الكاتدرائيات والكنائس والاديرة، تعتبر من بين الأعمال الأكثر شهرة في فن العمارة على كوكب الأرض. وتشمل هذه بازيليك القديس بطرس في روما؛ نوتردام دي باريس، وكاتدرائية كولونيا، وكاتدرائية ساليسبوري، وكاتدرائية براغ، وكاتدرائية لنكولن، ودير القديس دينيس في باريس، وبازيليك سانتا ماريا ماجوري في روما، وكنيسة سان فيتالي في رافينا؛ بازيليك القديس مرقص في البندقية، كنيسة وستمنستر في لندن، وكاتدرائية القديس باسيل في موسكو، كاتدرائية واشنطن الوطنية، ساغرادا فاميليا في برشلونة وكنيسة آيا صوفيا في إسطنبول، وهو الآن متحف. تضم قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو حوالي 560 كنيسة كاثوليكيَّة، وتأتي إيطاليا (126) في مقدمة الدول الأوروبية التي تضم أكبر عدد من الكنائس الكاثوليكيَّة الموجودة في قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو تليها إسبانيا (72)، وفرنسا (37)، وألمانيا (30) وبولندا (29). عمارة المسيحية المبكرة. نشأت العمارة المسيحية المبكرة وتطورت أثناء القرون الأولى للمسيحية عدد من الثقافات والطرز المعمارية الإقليمية في أوروبا والشرق الأوسط، ولكن معظم المعماريين المسيحيون الأوائل اقتبسوا كثيرًا من الرومان، واستخدموا العَقْد والقبو المعماري، واتخذوا تصميم القاعات الرومانية الكبيرة، التي كانت تُستخدم للاجتماعات العامة، كقاعدة لتصميم النوع الرئيسي من الكنائس، أي البازيليكا. ويمكن اعتبار كنيسة القديس بطرس القديمة والتي كان قد بَدْءُ بنائها حوالي عام 330 كأول وأهم بازيليكا مسيحية مبكرة، وهي تقع في نفس مكان كنيسة القديس بطرس الحالية في روما. وقد أستخدم في بناء معظم البازيليكات طوب عادي أو حجر أمّا من الداخل فإنها تزدان بالفسيفساء والتصوير الجصي الفريسكو، وتتكون الفسيفساء من قطع من الزجاج والرخام أو الحجر تُجمع معًا وتشكل صورة أو تصميمًا ما، والتصوير الجصي لوحات تنفَّذ على الجص الرطب. و لا تزال بعض الكنائس التي تعود إلى المسيحية المبكرة قائمة ومنها كنيسة المهد في بيت لحم، والتي تعتبر إحدى أقدم كنائس العالم. ولا تزال أيضًا العديد من الكنائس المسيحية المبكرة موجودة في سوريا وأرمينيا، ومعظمهم في حالة خراب. وتظهر معالمها المعمارية كرومانية بدلًا من المعالم المعمارية البيزنطية، ولكن لها طابع إقليمي متميزة عن تلك التي في روما. تقسيم الإمبراطورية الرومانية في القرن الرابع، أسفرت عنه اختلاف الطقوس المسيحية فتطورت بطرق مختلفة بين الأجزاء الشرقية والغربية للإمبراطورية. وكان الفاصل النهائي الانشقاق الكبير في عام 1054. نماذج من العمارة المسيحية حول العالم هناك مجموعة متنوعة من وجهات النظر المسيحية حول الفقر والغنى. وفقا لإحدى وجهات النظر، تعتبر الثروة والمادية شرًا يجب تجنبه وحتى مكافحته. على الجانب الآخر، هناك وجهة نظر تعتبر الرخاء والرفاهية على أنها نعمة من الله. كثيرون ممن يطرحون وجهة النظر الأولى يتعاملون مع الموضوع من ناحية علاقته بالرأسمالية النيوليبرالية التي تشكل العالم الغربي. وجادل اللاهوتي الأمريكي جون بي كوب بأن "الاقتصاد الذي يحكم الغرب و-من خلاله- الكثير من الشرق" يتعارض بشكل مباشر مع العقيدة المسيحية التقليدية. يستشهد كوب بتعليم يسوع " لا تقدرون أن تخدموا الله والمال". ويؤكد أنه من الواضح أن "المجتمع الغربي منظم في خدمة الثروة" وبالتالي انتصرت الثروة على الله في الغرب. يقول اللاهوتي الاسكتلندي جاك ماهوني أن أقوال يسوع في "طبعت نفسها بعمق على المجتمع المسيحي على مر القرون حتى أن أولئك الأثرياء، أو حتى المرتاحين ماديا، غالباً ما يشعرون بعدم الارتياح وتأنيب الضمير". بالمقابل بحسب الباحث رودني ستارك فإن العقلانية المسيحية هي المحرك الأساسي وراء نجاح الرأسمالية وصعود الغرب. كما وقدم عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر أطروحة مفادها أن البروتستانتية وأخلاقياتها هي التي ولدت القيم التي كانت أحد أسباب نشأة الرأسمالية الحديثة، ويجادل عدد من المؤرخين أنه كان للبروتستانتية دوراً بارزاً في صعود الطبقة المتوسطة والبرجوازية. على الجانب الآخر يجادل بعض المسيحيين بأن الفهم الصحيح للتعاليم المسيحية حول الثروة والفقر يحتاج إلى إلقاء نظرة أوسع بحيث أن تراكم الثروة ليس هو المحور الرئيسي لحياة الفرد بل هو مورد لتعزيز "الحياة الجيدة". قام ديفيد و. ميلر ببناء نموذج مكون من ثلاثة أجزاء يقدم ثلاثة مواقف سائدة بين البروتستانت تجاه الثروة. وفقًا لهذا النموذج، نظر البروتستانت إلى الثروة على أنها إما: (1) جريمة في حق الإيمان المسيحي أو (2) عقبة أمام الإيمان أو (3) نتيجة للإيمان. تاريخ. العصور الوسطى. يُشير مفهوم التمويل المسيحي إلى الأنشطة المصرفية والمالية التي ظهرت منذ عدة قرون. تٌحظر عدد الكنائس المسيحية، مثل الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الإصلاحية، تقليديًا الربا باعتباره خطيئة ضد الوصية الثامنة المذكورة في الوصايا العشر. وقد تكون أنشطة فرسان الهيكل (القرن الثاني عشر)، أو جبل التقوى (ظهرت عام 1462) أو الغرفة الرسولية المرتبطة مباشرة بالفاتيكان، قد أدت إلى عمليات ذات طبيعة مصرفية أو ذات طبيعة مالية (مثل إصدار الأوراق المالية والاستثمارات). وتشمل العائلات المصرفية الكاثوليكية كل من آل ميديشي، وفلسر، وفوغر، وبيروتسي وعائلة باردي. في بداية القرون الوسطى، كانت أخلاقيات الأبوية المسيحية، راسخة تمامًا في ثقافة أوروبا الغربية. وقد أدانت الكنيسة الربا والمادية مثل الجشع والطمع، والخداع واعتبرتها أعمال غير مسيحية. اعتبر الراهب والمفكر الكاثوليكي فرانثيسكو دي فيتوريا تلميذ مدرسة توما الأكويني والذي درس قضية تتعلق بحقوق الإنسان للمواطنين إبّان الاستعمار، من قبل الأمم المتحدة بمثابة الأب للقانون الدولي، وأيضًا يعتبر من قبل مؤرخي الاقتصاد والديمقراطية بالقائد والمحارب من أجل الديمقراطية والتنمية الاقتصادية في الغرب. كتب جوزيف شومبيتر وهو خبير اقتصادي، في إشارة إلى السكولائية "كونهم المؤسسين الحقيقيين للإقتصاد العلمي". وكان أيضًا قد أدلى عدد من المؤرخين الاقتصاديين مثل ريموند دي روفر، مارجوري جريس - هتشينسون، واليخاندرو شوفين تصريحات مماثلة. وكتب بول لوتوكو مؤرخ من جامعة ستانفورد أن الكنيسة الكاثوليكية كانت "مركز لتنمية القيم والأفكار والعلوم والقوانين والمؤسسات، أي التي تشكل ما نسميه الحضارة الغربية". كما وقد شجعت الكنيسة الكاثوليكية على التبرع ومساعدة من هم بحاجة. وكان آباء الكنيسة قد أشادوا في أعمال الصدقة والخير. ويرى المؤرخ الآن كوهين في أن تعاليم يسوع في رفع قيمة الفقراء كانت ثورة في عالم الفقر والثروة إذ كانت فكرة الإحسان واحترام الفقراء غائبة في الفكر الروماني واليوناني. وما تزال عقلية التبرع ومساعدة الغير راسخة في الفكر الغربي. جبل التقوى (بالإيطالية: monte di pietà؛ بالإسبانية: monte de piedad؛ بالفرنسية: mont de piété) هي منظمة غير ربحية تعمل كمرتهن مؤسسي وكجمعية خيرية في أوروبا؛ ظهرت في العصور الوسطى وما تزال تعمل حتى اليوم. أنشئت مؤسسات مماثلة في المستعمرات التابعة إلى الدول الكاثوليكية. ونشأت هذه المؤسسة في إيطاليا في القرن الخامس عشر في المدن من خلال حركة إصلاح ضد إقراض المال، وكانت واحدة من أبرز الأشكال المبكرة للأعمال الخيرية المنظمة. وتم تنظيم الوظائف وإدراتها من خلال الكنائس الكاثوليكية حيث تم تقديم القروض المالية في فائدة معتدلة إلى المحتاجين. انتشرت هذه المنظمات في أوروبا الغربية خلال العصور الوسطى، ويعود الفضل في انتشارها إلى الوعظ من قبل الفرنسيسكان وإدانتهم إلى الربا، مع دعم لاحق من قبل كل من الدعاة الدومينيكان والمثقفين الإنسانيين في القرن الخامس عشر. الإصلاح البروتستانتي. عقب الإصلاح البروتستانتي غيّرت البروتستانتية في العقلية والفكر الغربي، فبينما كانت الكاثوليكية لا تحبذ تراكم الثروات، شجعت البروتستانتية تراكم الثروات واعتبرتها نعمة من عند الله متأثرة في ذلك في العهد القديم. ساهم صعود البروتستانتية في القرن السادس عشر في تطوير الأعمال المصرفية في أوروبا الشمالية. في أواخر القرن الثامن عشر، بدأت العائلات التجارية البروتستانتية في الانتقال إلى الأعمال المصرفية بدرجة متزايدة، خاصةً في البلدان التجارية مثل المملكة المتحدة (آل بارينجز)، وألمانيا (عائلة شرودرز وعائلة بيرنبرغ)، وهولندا (هوب وشركاه، وجولشر ومولدر) في الوقت نفسه، وسعت أنواع جديدة من الأنشطة المالية نطاق الخدمات المصرفية إلى ما هو أبعد من أصولها. تنسب إحدى المدارس الفكرية الكالفينية إلى أنها مهدت الطريق للتطور اللاحق للرأسمالية في شمال أوروبا. عائلة مورجان هي عائلة أسقفيَّة أمريكية وسلالة مصرفية، والتي أصبحت بارزة في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في عالم الصيرفة. واستنادًا إلى ماكس فيبر فأخلاق العمل البروتستانتية، خاصة المذهب الكالفيني، من انضباط وعمل شاق وإخلاص، كانت وراء ظهور العقلية الرأسمالية في أوروبا، وذلك لقولها بأن النجاح على الصعيد المادي هو دلالة على نعمة إلهية واختيار مسبق للخلاص. وبعض الباحثين يربطون أيضًا دور التطهريين وهم من الكالفينين في الاقتصاد والرأسمالية في الولايات المتحدة. فقد حثت تعاليمهم بان يكونوا منتجين بدلاً من مستهلكين ويستثمروا أرباحهم لخلق المزيد من فرص العمل لمن يحتاج وبذلك تمكنهم في المساهمة في بناء مجتمع منتج وحيوي. ومن الآثار المهمة للحركة التطهرية، بسبب تأكيدها حرية الفرد، ظهور برجوازية جديدة، فالحرية الفردية وما رافقها من نجاح في مجال الصناعة، جعل أتباع البيوريتانية يهتمون بالثروة والمتعة وحب التملك بدلاً من البحث عن خيرات الأرض بالسعي والجد. ويعتبر اليوم أحفاد التطهريين أو ما يعرفون بالواسب الطبقة الثرية والمتعلمة في الولايات المتحدة، وهم بمثابة النخبة الاجتماعية التي تتحكم في الاقتصاد والسياسة والمجتمع الأمريكي. كذلك كانت أخلاق العمل البروتستانتية كقيم الموثوقية، والادخار، والتواضع، والصدق، والمثابرة والتسامح، أحد أسباب نشأة الثورة الصناعية. وقد تم فحص العلاقة المفترضة بين البروتستانتية والتعليم والنجاح الاقتصادي بشكل صريح من قبل بيكر ووسمان في عام 2009، وتفيد دراستهم أنَّ البروتستانتية، من خلال زيادة في الرأس المال، كان له تأثير إيجابي على النمو الاقتصادي في القرن التاسع عشر في بروسيا. في المقابل، فإن كانتوني في عام 2009 نظرت عبر 272 مدينة داخل ألمانيا من عام 1300 إلى عام 1900، ووجدت أنه لا تشكل أي آثار للبروتستانتية على نمو سكان المدينة. أدى صعود البروتستانتية إلى تحرير أوروبا المسيحية إلى ازدياد نظرة روما ضد الربا. في أواخر القرن 18، بدأت العائلات التجارية البروتستانتية للانتقال إلى العمل المصرفي بدرجة متزايدة، ولا سيّما في البلدان التجارية مثل المملكة المتحدة (آل بارينجز)، وألمانيا (أسرة شرودرز وبرينبرغ) وهولندا. كما ولعبت النخب البروتستانتية الغنيّة دور كبير اقتصادي مثالًا على ذلك عندما تحولت جنيف إلى البروتستانتية في 1536 وذلك بعد وصول جون كالفين إلى هناك. بحيث ظهر التأثير البروتستانتي في سويسرا وعلى المجتمع السويسري خاصًة في المجال العلمي والاقتصادي إذ تشكل البروتستانت من المتعلمين والحرفيين والبرجوازيين، وعمل البروتستانت خاصًة الهوغونوتيون في إنشاء البنوك وعملوا في الذهب والتجارة. كما لعبت العائلات الغنية العريقة البروتستانتية دور اقتصادي هام، كعائلة بيكتات، التي مَـنحت إسمها لمصرف بيكتات الخاص. كان رحيل الهوغونوت إنجلترا وجمهورية هولندا وأمريكا وسويسرا وجنوب أفريقيا كارثة لمملكة فرنسا، حيث كلفها الكثير من نفوذها الاقتصادي. ففي بعض المدن الفرنسية كانت الهجرة الجماعية تعني خسارة نصف السكان العاملين. أعتبرت هجرة الهوغونوتيين هجرة الأدمغة، إذ كان عدد كبير منهم من المتعلمين والحرفيين والبرجوازيين، في المهجر عمل الهوغونوتيين في إنشاء البنوك وعملوا في الذهب والتجارة. كان الهوغونوت غزيروا الإنتاج، بشكل خاص في صناعة النسيج، وكانت مدن أوروبية كثيرة حريصة على جذب الهوغونوت وتنافس على إغرائهم، إذ إنّ تدفق العمال المهرة والمتعلمين يمكن أن يساعد في إنعاش اقتصاداتهم، وهو ما حدث بالفعل في مدن مثل برلين الألمانية وأمستردام الهولندية وجنيف السويسرية. ظهر أيضًا التأثير الكالفيني في هولندا وعلى المجتمع والاقتصاد الهولندي، يعزو الاقتصاديان رونالد فيندلي وكيفن أورورك أنَّ جزءاً من صعود هولندا إلى أخلاقيات العمل البروتستانتية القائمة على الكالفينية، والتي عززت التوفير والتعليم. وقد ساهم ذلك وفقاً لهم في "أدنى أسعار الفائدة وأعلى معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة في أوروبا. ومكنت فرة رأس المال من الاحتفاظ بمخزون ثروة مثير للإعجاب، ليس فقط في الأسطول الكبير ولكن في المخزونات الوفيرة من مجموعة من السلع التي كانت تستخدم لتحقيق الاستقرار في الأسعار والاستفادة من فرص الربح". وكان لهجرة الهوغونوتيون الذين قدموا من فرنسا، والبروتستانت الذين قدموا من جنوب هولندا إلى مدينة أمستردام دوراً في تطوير الاقتصاد. وأدت هذه الهجرات إلى إنشاء العديد من الأعمال المصرفيّة والصناعيّة الكبرى. يظهر قول يعكس الوضع آنذاك في القرن السادس عشر: العصر الحديث. وفقًا للمؤرخ وعالم الأنساب إريك بونجنر، فإنه "بُنيت أسطورة المجتمع البروتستانتي الراقي حول رؤساء بنك فرنسا في ظل الإمبراطورية الفرنسية الأولى، والمؤلفة من عدد صغير جدًا من الأسر، الغنية جدًا، والتي تزاوجت من بعضها البعض". وظهر مصطلح المجتمع البروتستانتي الراقي في القرن التاسع عشر، ويشير المصطلح إلى مجموعة من العائلات الثرية البروتستانتية، والتي كانت على استعداد للتضامن المتبادل والسلطة الغامضة جزئياً داخل "النخبة (والمجتمع) الفرنسي ذات الأغلبية الكاثوليكية". وبالتالي ينطبق هذا المصطلح أساساً على الأفراد والأسرة البرجوازية البروتستانتية الكبيرة والتي كانت تتألف من كبار الصناعيين والمصرفيين والتجار والحرفيين، والتي تعود ثرواتها وشبكات نفوذها إلى القرن التاسع عشر. في العصر الحديث، دعت الكنيسة الكاثوليكية من خلال الرسائل البابوية إلى اعتماد الأخلاق المسيحية من قيم مساعدة الآخر والنزاهة في العمل، في الاقتصاد. التوزيعية هي نظرية اقتصادية تؤكد أن الأصول المنتجة في العالم يجب أن تُملَك بدلًا عن التركيز عليها. نشأت في أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وارتكزت على مبادئ التعاليم الاجتماعية الكاثوليكية وخصوصًا تعاليم البابا ليو الثالث عشر في منشوره البابوي ريروم نوفاروم 1891 والبابا بيوس الحادي عشر في كوادراغيسيمو آنو 1931. ترى التوزيعية أن كلًا من الرأسمالية والاشتراكية معاب ومستغِل وتفضل الآليات الاقتصادية كالتعاونات الصغيرة والأعمال العائلية وأنظمة مكافحة الاحتكار الكبيرة. دعت بعض الأحزاب السياسية الديمقراطية المسيحية إلى التوزيعية في سياساتها الاقتصادية. تعتبر العديد من المجتمعات المسيحية واحدة من من أكثر المجتمعات تقدمًا، فمثلًا في الهند يعتبر المسيحيين أكثر المجتعات الدينية تقدمًا. وتأثير المسيحيين من سكان المناطق الحضرية يظهر جليًا في الاقتصاد فالقيم المسيحية المتأثرة من التقاليد الأوروربية تعتبر ميزة ايجابية في بيئة الأعمال والتجارة في الهند الحضرية؛ يعطى هذا كتفسير للعدد الكبير من المهنيين المسيحيين في قطاع الشركات في الهند، أما في كوريا الجنوبية فمعظم الشركات الكبرى بالبلاد يديرها مسيحيون وعلى الرغم من أن المسيحيين ليسوا الغالبية في كوريا الجنوبية. واستنادًا إلى نموذج بارو وماكليري، فإن المسيحية قد لعبت دورًا رئيسيًا في نجاح كوريا الجنوبية في المجال الاقتصادي. بالمقابل فإن هذه الدراسة أنتقدت من قبل بعض الباحثين مثل دولراف وتان. كذلك يظهر تأثير المسيحيين الاقتصادي في عدد من دول العالم الإسلامي. وفي دراسة معروفة قام بها عدد من الباحثين في مطلع الألفية ويمكن اختصار اسمها كالتالى: (CMRP) وجد عدد من الباحثين أن المجتمعات التي تسيطر عليها الثقافة البروتستانتية (تشمل الولايات المتحدة، الدول الإسكندنافية، ألمانيا، المملكة المتحدة، هولندا، سويسرا، كندا، أستراليا ونيوزيلندا وهي دول أعطتها البروتستانتية شكلها الحضاري والثقافي) تميل إلى العمل والاجتهاد والإنجاز والابتكار أكثر من المجتمعات التي تسيطر عليها ثقافات دينية أخرى مثل الإسلام والبوذية والهندوسية. ووفقًا للدراسة فالدول ذات الثقافة والأغلبية البروتستانتية لديها مؤشر التنمية البشرية والناتج المحلي مرتفع، كما وتتربع العديد من الدول البروتستانتية قائمة أغنى دول العالم، والدول الأقل فساداً في العالم. يُذكر أن 6 دول مسيحيّة من أصل 10 تتربع قائمة أكثر دول العالم تطورًّا في مجال التكنولوجيا والتقنية العالية. خلصت دراسة أجرتها مجلة فورتشن أنّ واحد من كل خمسة أكبر الشركات في الولايات المتحدة تُدار من قبل الأسقفيين. واحدة من ثلاثة أكبر وأقوى البنوك في البلاد، يرأسُه أسقفيين. تاريخيًا إنتمت العديد من العائلات الأمريكية الثرية والغنية الشهيرة مثل عائلة روكفلر، ومورجان، وفورد، وروزفلت، وفاندربيلت، وكارنيغي، ودو بونت، وآستور، وفوربس، وعائلة بوش إلى الكنيسة الأسقفية الأمريكية. كما وجدت دراسة أجرتها مجلة فورتشن عام 1976 حول أهم 500 رؤساء تنفيذيين لأهم الشركات والمؤسسات التجاريّة في الولايات المتحدة حضور طاغ للبروتستانت من الكنيسة الأسقفية الأمريكية والكنيسة المشيخية في أمريكا والأبرشانيّة. الوضع الراهن. كشف تقرير نشرته مؤسسة "نيو ورلد ويلث" سنة 2015 المتخصصة في أبحاث الثروة العالمية عن سيطرة المسيحيين على السواد الأعظم من الثروات العالمية، يليهم المسلمون والهندوس واليهود. وأوضح التقرير أن إجمالي الثروات التي يمتلكها المسيحيون تصل إلى 107.280 مليار دولار، ما يمثل أكثر من 55% من الثروات العالمية، يليهم المسلمون في المرتبة الثانية بإجمالي ثروة تُقدر بـ 11.335 مليار دولار (5.8%) ثم الهندوس بإجمالي ثروة تبلغ قيمتها 6.505 مليار دولار، بما يعادل نسبته 3.3%. وأشار التقرير إلى أن اليهود يمتلكون إجمالي ثروة تقدر بـ 2.079 مليار دولار (1.1%). وحوالي (67.832 مليار دولار، ما يعادل 34.8%) تقع في أيدي أفراد لا ينتمون لأي دين أو حتى في أيدي أشخاص يؤمنون بديانات أخرى. وعلاوة على ذلك، خلص التقرير إلى أن سبعة من بين أكثر عشرة دول ثراء في العالم (على أساس تصنيف عدد الأفراد الذين لديهم صافي أصول عالية) هي دول يبرز فيها الدين المسيحي كديانة أولى وتضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وسويسرا وكندا وفرنسا وأستراليا، مستثنيًا منها كلا من الصين واليابان والهند. وجدت دراسة تعود ليناير 2015 من قِبل شركة أبحاث الثروة الغير حزبية "نيو وورلد ويلث" أن ثُلثي 13.1 مليون مليونير في العالم يعتنقون ديانة معينة عند سؤالهم عن دينهم. وبحسب الدراسة حوالي 56.2% من مجمل المليونيرات في العالم مسيحيون (أي 7.1 مليون مليونير)، يليهم 31.7% لادينيين وأتباع ديانات أخرى، و6.5% مسلمون، و3.9% هندوس و1.7% يهود. في العصر الحديث يستمر التمويل الإكليرسي الكاثوليكي من خلال بنك الفاتيكان (IOR)، أو من خلال التمويل الكاثوليكي العلماني الموجود أيضًا في كل من ألمانيا (مثل باكس بنك وبنك ليغا) أو الولايات المتحدة الأمريكية (على سبيل المثال الاتحاد الائتماني الفيدرالي للعائلة الكاثوليكية واتحاد الائتمان هولي روزاري). العديد من الفعاليات المسيحية البروتستانتية الأخرى موجودة (على سبيل المثال اتحاد الائتمان الجماعة المسيحية، وبنك كينغدوم). العدالة الاجتماعية في المسيحية لقد ساهمت الكنيسة في المجتمع من خلال عقيدتها الاجتماعية التي قادتها لتعزيز العدالة الاجتماعية وتوفير الرعاية للمرضى والفقراء. وقد تم تبني الأفكار التي تضمنتها "العظة على الجبل" وامثال المسيح مِثل مَثل السامري الصالح كرسالتها في المجتمع، كالدعوى إلى عبادة الله، والعمل من دون عنف أو تحامل ورعاية المرضى والجياع والفقراء. هذه التعاليم كانت الدافع الرئيسي وراء بناء المؤسسات الاجتماعية، والمستشفيات ودور الرعاية الصحية. تاريخ. فترة العصور الوسطى. قاد إعلان المسيحية كديانة رسمية في الإمبراطورية الرومانية إلى التوسع في توفير الخدمات والرعاية الاجتماعية. بعد مجمع نيقية في عام 325 تم بناء في كل مدينة مستشفى قرب الكاتدرائية. ومن أوائل المستشفيات التي اقيمت كانت من قبل الطبيب القديس سامبسون في القسطنطينية، وباسيل أسقف قيصرية في تركيا المعاصرة. وقد بنى باسيل مدينة دعيت "بباسيلاس"، وهي مدينة شملت مساكن للأطباء والممرضين ومبان منفصلة لفئات مختلفة من المرضى. وكان هناك قسم منفصل لمرضى الجذام. بعض المستشفيات حوت على مكتبات وبرامج تدريب، وجمع الأطباء دراستهم الطبية والدوائية في مخطوطات حفظت في مكتباتها. وبالتالي ظهرت الرعاية الطبية للمرضى في معنى ما نعتبره اليوم المستشفى، وكان يقودها الكنيسة الأرثوذكسية والاختراعات والابتكارات البيزنطية واعمال الرحمة المسيحية. اقامت الكنيسة الكاثوليكية أيضًا عدد من المستشفيات التي أوت المرضى، بعضها كانت قرب أماكن الحج. خلال الحروب الصليبية ظهرت فرق عسكرية كانت اشبه بكهيئة خيرية هدفها رعاية الحجاج المسيحيين. وبنت عدد من المستشفيات ومن هذه الفرق فرسان القديس يوحنا وفرسان الهيكل. وقد أقامت فرق الفرسان عدد من المضافات قرب الأماكن المقدسة المسيحية في فلسطين وفي جميع أرجاء أوروبا لرعاية وإستقبال الحجاج، وكانت هذه المضافات النواة الأولى للفنادق. وتعرف هذه الفنادق بإسم الفنادق المسيحية أو فنادق الكنيسة. الثورة الصناعية. جلبت الثورة الصناعية العديد من المشاكل الاجتماعية كما كانت ظروف العمل والمعيشة المتردية للعمال موضوع مقلق بالنسبة للكنيسة. وقد نشر البابا ليون الثالث عشر في عام 1891 منشور، وحدد فيه التعاليم الكاثوليكية في السياق الاجتماعي، ودعا فيه إلى تحسين ظروف العمال حقهم في تشكيل نقابات عمالية. في 15 مايو 1931، اصدر البابا بيوس الحادي عشر، مرسوم دعي «في العام الأربعين» وانتقد فيه الطمع الرأسمالي في النظام المالي العالمي بالإضافة فقد ركز على الآثار الأخلاقية للنظام الاجتماعي والاقتصادي. ودعا إلى إعادة بناء نظام اجتماعي قائم على مبدأ التضامن والتبعية. البابا بيوس الثاني عشر اعاد ذكر باهمية هذه التعاليم، وطالب بتطبيقها، ليس فقط للعمال وأصحاب رؤوس الأموال، ولكن أيضا لمهن أخرى مثل السياسيين والمربين وربات البيوت، كاتبو الحسابات المزارعين، والمنظمات الدولية، وجميع جوانب الحياة بما في ذلك الجيش. وطالب ان تطبق التعاليم الاجتماعية في كافات المجالات من الطب وعلم النفس والرياضة، والتلفزيون، والعلم والقانون والتعليم. ودعي البابا بيوس الثاني عشر بابا التكنولوجيا، لاستعداده وقدرته على دراسة الآثار الاجتماعية المترتبة بسبب التقدم التكنولوجي، وكان شغله الشاغل الدفاع عن حقوق وكرامة الفرد. خلال الثورة الصناعية ظهرت عدد من العديد من المشاكل الاجتماعية، أدى ذلك إلى ظهور حركات دينية في الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية، والتي حاولت ايجاد حلول لهذه المشاكل. في عام 1859 انشأ دون بوسكو الرهبانية الساليزية، وهدفها خدمة الشبيبة المحرومة، وقد قام دون بوسكو ببناء العديد ببناء من المعاهد التي تقوم علي لم شمل الشباب وتعليمهم حرفه أو مهنه. العصور الحديثة. ظهرت داخل الكنيسة الكاثوليكية في اميركا اللاتينية حركة إصلاح دعيت بلاهوت التحرير، والتي ناضلت من أجل العدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر والديكتاتورية والدفاع عن المظلومين. وظهرت داخل الكنائس البروتستانتية منظمات خيرية مثل «جيش الخلاص» و«جمعية الشبان المسيحيين» والتي تدير مؤسسات متعددة تشمل مستشفيات ومراكز تأهيل لمدمني الكحول والمخدرات، ومعسكرات وأندية للصبية والفتيات، وأماكن إقامة للمسنين وأندية ومراكز للعناية اليومية، كما تقدم برامج تعليمية للأمهات غير المتزوجات، ودعمًا للمسجونين وعائلاتهم. بعد ان كانت المؤسسات الاجتماعية في الدول الغربية محتكرة بيد الكنائس، فقد اختلف الوضع اليوم إذ تمول وتنظم الحكومات الغربية المؤسسات الاجتماعية، وغالبية مؤسسات الخدمة الاجتماعية اليوم هي بيد الحكومة، بالرغم من ذلك لا تزال الكنيسة تحتفظ بشبكة واسعة من مؤسسات الرعاية الصحية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم. ففي الولايات المتحدة، واحد تقريبًا من كل ستة مرضى، يعالج في مستشفى كاثوليكي. وتعتبر مؤسسة الصحة الكاثوليكية أكبر مؤسسة اجتماعية غير حكومية في أستراليا، إذا تمثل حوالي 10% من القطاع الصحي. وتمتلك الكنيسة الكاثوليكية اليوم حوالي 5,853 مستشفى و8,695 من ملاجئ ايتام و13,933 من بيوت مسنين ومعاقين و74,936 من مستوصفات ومختبرات ودور حضانة. أمّا في ماكاو وسنغافورة وهونغ كونغ تدير الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية عدد من المستشفيات التي تشكل أكثر من 90% من المستشفيات الخاصة. في الصين كانت للإرساليات البروتستانتية الطبيّة الأثر الأكبر في ادخال الطب الحديث للصين خاصًة من خلال المبشرين أمثال الجراح روبرت موريسون والقس جون ليفينغستون. كما هو الحال مع التعليم، فقد لعبت المرأة دورًا حيويًا في إدارة مؤسسات الرعاية الكاثوليكية من خلال رهبانيات كراهبات الرحمة، وراهبات الفقير الصغير وراهبات القديسة مريم وجمعية اخوة المحبة التي اسستها الأم تريزا اللواتي بنين المستشفيات ودور الأيتام والمسنين والمشردين ودرّسوا التمريض. وبسبب الدور المؤثر للراهبات على هذه المهن فقد نظر اليها في الغرب على انها مهن نسائية. الطهارة في المسيحية هي شكل من أشكال التخلص من الأدناس، وهي على عدة أوجه: جسديّة، وروحيّة، وعقليّة، وأدبيّة. فجسديًا مطلوب من المؤمن المسيحي الاهتمام بنظافة بدنه، وفي مظهره الخارجي وفي نظافة ثيابه والاهتمام بالطيب والتعطر بالروائح العطرة، أما روحيًا فتعني الابتعاد عن النجاسة الروحيّة وهي الخطيئة حسب المفهوم المسيحي والتي تنبع من القلب ومصدرها القلب وحده حسب المفهوم المسيحي، أمّا من الناحية العقلية فهي اجتناب الأفكار النجسة مثل الاشتهاء. الطهارة في الدين غسل جزء من أو كل الجسم ما يغطّيه، مثل الملابس بهدف التطهر، وهناك شكل آخر من التطهير، وهي الطهارة الروحية. ويُعتبر كل من طقس المعمودية وغسل الأرجل وغسل اليدين خلال القداس الإلهي وغسل اليدين والوجه قبل صلوات الساعات من طقوس الطهارة الجسدية والروحية في المسيحية. وفي زمن ترتليان، أحد آباء الكنيسة الأوائل، كان من المُعتاد أن يغسل المسيحيون أيديهم وجوههم وأقدامهم قبل الصلاة أو الدخول إلى الكنيسة، وكذلك قبل تلقي القربان. في الكتاب المقدس هنالك عدد من الآيات التي تحث وتدعو إلى النظافة الشخصية. منها على سبيل المثال حث بولس الطرسوسي في رسالته: «أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ».<ref name="كورنثوس الثانية 7/1">كورنثوس الثانية 7/1</ref> كذلك فإن الغسل واجب اجتماعي له أهميته، فضلًا عن غسل الجسم كله، وغسل الأيدي والأرجل. شجعت الديانة المسيحية على الاعتناء بالنظافة الشخصية. كما وشكلت إيديولوجية النظافة والتقدّم الاجتماعي جزءًا من الفرائض للطوائف والمجتمعات المسيحيّة. في الكتاب المقدس. في الكتاب المقدس، خاصة في العهد القديم، هناك عدد من طقوس الطهارة المطلوبة والمتعلقة في الولادة، والحيض، والعلاقات الجنسية، والانبعاثات الليليّة، وسوائل الجسم غير العادية، وأمراض الجلد، والموت والذبائح الحيوانية. تسمى شرائع الطهارة "بالشرائع الاجتماعية"، وهي متنوعة فمثلًا نظافة الأسنان والفم مطلوبة، وفي الفصل الثاني عشر من سفر اللاويين هناك تنظيم لقواعد الحبل والولادة وكيفية الطهور بعدها إذ إن المرأة الحامل والحائض تعتبر نجسة. كذلك مراسيم الطهارة بعد الجماع وبعد أي سائل آخر يخرج من الجسم والذي يُعتبر عملاً نجسًا يجب الطهر منه، بالإضافة إلى عادة غسل الميت وفيها يتم غسل جسده كاملًا ويرتدي قبل الدفن أفضل الملابس، يُذكر أن هذه العادة تأخذ حيّز هام لدى الكنائس المسيحية الشرقية. وتنص شريعة العهد القديم على ضرورة الاغتسال للتطهر قبل تأدية فرائض دينية معينة، وبعد أي شيء يسبِّب النجاسة. وهناك ثلاثة أشكال للطهارة: كما وتنص شريعة العهد القديم على ضرورة غسل اليدين قبل الأكل أو الصلاة، وبعد الاستيقاظ من النوم، وبعد زيارة المدافن أو دخول دورة المياه. في المسيحية هناك عدة أوجه للنظافة: نظافة جسديَّة، وروحيَّة، وعقلية، وأدبية. فجسديًا مطلوب من المؤمن المسيحي الاهتمام بنظافة بدنه، وفي مظهره الخارجي وفي نظافة ثيابه والاهتمام بالطيب والتعطر بالروائح العطرة، أما روحيًا فتعنى الابتعاد عن النجاسة الروحية وهي الخطيئة حسب المفهوم المسيحي والتي تنبع من القلب ومصدرها القلب وحده حسب المفهوم المسيحي، أما من الناحية العقلية فهي اجتناب الأفكار النجسة مثل الاشتهاء فمثلًا قال يسوع: «وسمِعتُمْ أنّهُ قيلَ: لا تَزنِ. أمّا أنا فأقولُ لكُم: مَنْ نظَرَ إلى اَمرأةٍ لِيَشتَهيَها، زَنى بِها في قلبِهِ.». طقوس الطهارة. طقس غسل الأرجل. خلال العشاء الأخير، قام يسوع بغسل أرجل تلاميذه، حيث قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا، وصَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا، وقد انفرد إنجيل يوحنا بتفصيل ذلك الحدث، ويضيف على لسان يسوع، أن السبب الذي دفعه للقيام بغسل أرجلهم هو تقديم مثال بالتواضع وتبيان أهمية خدمة الآخرين والمساواة بين جميع الناس، وقد فسّرَ لهم ذلك بالقول: "إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ، إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ". تعود جذور طقوس غسل الأرجل إلى الكتاب المقدس، واستمرت ممارسة الطقس حتى بعد وفاة رسل المسيح الاثنا عشر أو نهاية ما يسمى العصر الرسولي. ويبدو أن الطقس مُورس في القرون الأولى للمسيحية على سبيل المثال، يذكر ترتليان (145-220) الممارسة في مؤلفاته "دي كورونا"، ولكنه لا يعطي أي تفاصيل عن الجهة التي تمارس أو الطريقة التي كانت تُمارس بها. كما أن هناك بعض الوثائق تُشير إلى أن الجماعات المسيحية مارست الطقس في ميلانو حوالي سنة 380 للميلاد، كما تمت الإشارة إلى الطقس من قبل أوغسطين حوالي سنة 400 للميلاد. واستمر ممارسة طقس غسل الأرجل في وقت المعمودية في شمال أفريقيا، وفرنسا، وألمانيا، وميلانو، وشمال إيطاليا وأيرلندا. هناك بعض الأدلة المذكورة حول إحياء الهوسيين لهذه الممارسة، حيث كانت هذه الممارسة جزءاً مهماً من الإصلاح البروتستانتي في القرن السادس عشر. غالبًا ما "أُعيد اكتشاف" غسل القدمين أو "استعادة" الممارسة من قبل المصلحين البروتستانت. تبنّت العديد من الكنائس المسيحية ممارسة طقس غسل الأرجل بناءً على الحدث المذكور في الكتاب المقدس واقتداء في يسوع. يرمز الطقس حسب التقاليد المسيحية إلى المحبة والتواضع ومبادئ العطاء، ولا يزال معظم الطوائف المسيحية تمارس الطقس بشكل خاص في يوم خميس العهد. في كثير من الأحيان في هذه الخدمات، يقوم الأسقف أو رجال الدين أو رؤساء الأديرة في عملية غسل الأرجل. وقد مارست مجموعات كثيرة عبر تاريخ المسيحية غسل الأقدام بطريقة حرفية كفريضة كنسية. حتى عام 1818 مارست الكنيسة المورافية غسل الأقدام كفريضة في إجتماعات الكنيسة. تطور طقس غسل الأرجل لتتبناه الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، غير أن البابا فرنسيس عام 2013 أدخل بعض التعديلات على هذه الطقوس، حيث كسر قاعدة اعتمادها بالنسبة للرجال فقط، وأباح غسل أرجل النساء بنفس الطريقة، كتقليد جديد. وخلال حبريته قام البابا بغسل الأقدام في أماكن مثل السجون والمستشفيات ودور التقاعد أو الأحياء الفقيرة. وتقليدياً كان البابا يقوم بممارسة الطقس في كاتدرائية القديس يوحنا اللاتراني، في الغالب على اثنا عشر شخصاً في إشارة رمزية إلي رسل المسيح الاثنا عشر الذين حضروا العشاء الأخير ليسوع. تمارس العديد من الكنائس المعمدانيّة طقس غسل الأرجل كفريضة دينية بشكل منتظم، إلى جانب العديد من المجموعات البروتستانتية بما في ذلك الأدفنتست، والطوائف الخمسينية وبعض القائلون بتجديدية العماد مثل الأميش والمينونات. كما أنّ طقس غسل الأرجل هو من الفرائض الدينية في شرائع الرهبانية الأوغسطينية والبندكتية والتي ضمت أيضاً على شرائع خاصة بطقوس الطهارة. تاريخيًا إشترك معظم ملوك أوروبا في طقوس غسل الأرجل المُقامة في البلاط الملكي يوم خميس العهد، وهي ممارسة استمرت من قِبل إمبراطور الإمبراطورية النمساوية المجرية وملك إسبانيا والعائلة المالكة البريطانية. غسل اليدين خلال الإفخارستيا. في الكنائس القديمة والكنائس الرومانية الكاثوليكية الحديثة، هناك عدد من أحواض الوضوء المخصصة للعلمانيين لاستخدامات رمزيّة وطقسيّة ترمز إلى تطهير النفس، حيث يقوم المؤمن عادًة بغمس الأصابع في الماء المقدس، ومن ثم القيام بعلامة الصليب. تحوي الكنائس التقليديّة على أحواض الوضوء والتي تكون في أغلب الأحيان جزءًا لا يتجزأ من جدار الكنيسة، ويسخدم الكاهن والشماس حوض الوضوء لغسل أيديهم قبل القداس. بُنيت في العديد من الكنائس القديمة والأديرة نوافير كبيرة في الفناء من أجل طقوس الطهارة. حيث كان التقليد المتبع بين المسيحيين آنذاك الغسل قبل الدخول إلى الكنيسة للعبادة. شُرّع هذا الطقس في قوانين رهبانيّة بندكت النيرسي، ونتيجة لذلك تم بناء العديد من أحواض الوضوء في أديرة العصور الوسطى. كما يذكر كل من يوحنا فم الذهب وكيرلس الأورشليمي في مؤلفاتهم طقس غسل المسيحيين أيديهم قبل الدخول إلى الكنيسة للعبادة. في الطقس الرومانّي والغلياني وفي التقاليد المسيحية الغربية عمومًا يغسل الكاهن يديه عند قبل تلاوة طقس الأفخارستيا، كذلك الأمر في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الكاثوليكية الشرقية؛ بالمقابل في التقاليد الأرثوذكسية المشرقية مثل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية يغسل الكاهن يديه بعد تلاوة قانون الإيمان. قبل صلوات الساعات ("أجبية") وهي سبع صلوات تُقام على مدار اليوم من الفجر وحتى الغروب، يقوم الأرثوذكس المشرقيون مثل أتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية الأرثوذكسية وكنيسة مالنكارا السريانيَّة الأرثوذكسية وكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية بغسل أيديهم ووجوههم وأقدامهم. المعمودية. المعمودية هي طقس مسيحي يمثل دخول الإنسان الحياة المسيحية. تتمثل المعمودية باغتسال المعمّد بالماء بطريقة أو بأخرى. ويعتبر سر المعمودية أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية وأحد السرين المقدسين في الكنائس البروتستانتية. ويُعتبر طقس المعمودية، شكل من أشكال طقوس الوضوء والطهارة في المسيحية. تعتبر الطوائف المسيحية الشرقية أن المعمودية لا تصح إلا بتغطيس الإنسان كاملا تحت الماء لأنها تشير إلى أن المعتمد بحسب التقاليد المسيحيّة دُفن مع يسوع وقام معه بناءً على الآية القائلة: «أمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ». أو بتغطيسه ثلاث مرات على اسم الثالوث الأقدس وليس مرة واحدة. في حين تكتفي الطوائف المسيحية الغربية برش الماء على الوجه، لأنّ المقصود من وضع الماء هو الإشارة إلى غسل الروح القدس. يعتبر بعض المسيحيين من البروتستانت مثل الكنيسة المعمدانية وتجديدية العماد أنه لا لزوم لتعميد الأطفال وأنّ الاعتماد للمؤمنين فقط، أي الذين تعدوا مرحلة الطفولة وبلغوا سن الرشد، بحيث يمكن لهم فهم الخلاص والاعتراف بالتوبة بحسب المعتقدات المسيحية. بالرغم من وجود أقليّة ترفض معمودية الأطفال الّا أنّ أغلبية المسيحيين تعتبر معمودية الصغار واجبة ما داموا أطفالاً لمؤمنين. وذلك علامة على الميثاق بين الله وبينهم بحسب المعتقدات المسيحيّة. استنادًا للمعتقدات المسيحية يعتبر العماد ختم أبدي وبالتالي كل شخص نال سر المعمودية يبقى مسيحيًا حتى الممات. وقد فسّر العلماء المسيحيون التعميد عن طريق غمر الجسد أو قسم منه بالماء ضمن طقوس كنسيّة، عبر ربطهم المياه بخلق الحياة، فقد جاء في سفر التكوين: وجاء أيضاً في وصف الأرض قبل الخليقة: ، وقال المفسّرون أنّ الحياة خرجت من الماء على هذا الشكل، وأنّ هناك ربطًا ما بين الماء وروح الله. ويستند المسيحيّون إلى ما ورد في إنجيل يوحنا من أنّ التعميد بالمياه ضروري للميلاد الثاني، أي دخول الشخص في المسيحية، فقد ورد في هذا المجال: ، وفسّر العلماء ذلك بأنّ الولادة المذكورة هنا إنّما ذكرت صراحة وليس رمزيّاً. كذلك، يعدّ التبرّك بالماء المقدّس من الأمور ذات الأهمّيّة والمكانة عند أغلب الكنائس المسيحيّة. غسل اليدين والوجه والقدمين قبل الصلاة. في زمن ترتليان، أحد آباء الكنيسة الأوائل، كان من المُعتاد أن يغسل المسيحيون أيديهم (باللاتينيَّة: "manulavium"، نقحرة: "مانولافيوم") ووجههم (باللاتينيَّة: "capitilavium"، نقحرة: "كابيتيلافيوم") وأقدامهم (باللاتينيَّة: "pedilavium"، نقحرة: "بيدلافيوم") قبل الصلاة أو الدخول إلى الكنيسة، وكذلك قبل تلقي القربان. وهكذا بُنيت الكنائس منذ عهد قسطنطين العظيم مع ردهة تضم نافورة "الكانثار" حيث يغسل المسيحيون أيديهم ووجوههم وأقدامهم قبل دخول الكنيسة. ممارسة الوضوء قبل الصلاة والعبادة في المسيحية ترمز إلى "الانفصال عن خطايا الروح والاستسلام للرب" وفقاً لتعاليم الكنيسة. سجلّ المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري هذه الممارسة للكانثار الواقعة في باحات الكنائس، حيث يغتسل المؤمنون قبل دخولهم دار العبادة المسيحية. وتعود أصول هذه الممارسة إلى الممارسة اليهودية للوضوء قبل الدخول في حضرة الله المذكورة في سفر الخروج، حيث كان على هارون وأبناؤه أن يغتسلوا قبل الاقتراب من المذبح. وهنا يتم استخدام الماء كرمز للطهارة والكفارة. على الرغم من أن الكانثار لم تعد منتشرة في الكنائس المسيحية الغربية، إلا أنها موجودة في الكنائس المسيحية الشرقية والمشرقيَّة، في العديد من الكنائس الأرثوذكسية اليوم، يخلع المصلون أحذيتهم ويغسلون أقدامهم قبل دخول الكنيسة كما يفعل المسلمون قبل دخول المسجد. الكانثار هو ينبوع يستخدمه المسيحيون للوضوء قبل دخول الكنيسة. وتشمل طقوس الوضوء غسل كل من اليدين والوجه والقدمين. ويقع الكنثار تقليدياً في الجزء الخارجي من الكنيسة. ويجب أن تكون المياه المنبعثة من الكانثار مياهًا جارية. وكانت هذه الممارسة جزءًا من حياة الكنيسة الأولى، لدرجة أنه في الفترة التي تلت قسطنطين، أصبحت "الكانثار"، أو نافورة المياه، عنصرًا أساسيًا إلى مجاز الكنيسة للسماح للمؤمنين بتطهير أنفسهم قبل الدخول في "محضر الله" بحسب المعتقدات المسيحيَّة. غسل الميّت. عندما يموت أحد رعايا الكنائس المسيحية الشرقية، يتم غسل جسد الميت كاملًا وإلباسه قَبل الدفن أفضل الملابس وتعطره بالروائح الطيبّة. في الغالب الأسرة والأقرباء هم من يقوم بغسل الميّت حسب التقاليد المسيحية الشرقية. في حالة موت كاهن أو أسقف يتم تنفيذ غسل الميت من قبل رجال الدين أو الرهبان، وفي حالة موت راهبة، فإن الراهبات اللواتي أقمن معها في نفس الدير من يقومن في غسل جسدها. في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، إلى جانب غسل جسد الميت كاملًا وهو تقليد تقوم به أسرة وأقارب الميت، يتم الصلاة على الميت وطلب الغفران على روحه، حيث تُعتبر هذه الصلوات طهارة رمزية للجسم المتوفى، وبعد نهاية الصلاة يرش الكاهن الماء المقدس على التابوت. طقوس الطهارة حسب الطائفة. في الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية. تضع كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية ثاني أكبر الكنائس المسيحية الشرقية في العالم تركيز أكثر على تعاليم العهد القديم مقارنًة في الكنائس المسيحية الأخرى، وتحث أتباعها على التمسك في بعض الممارسات التي ما تزال موجودة في الديانة اليهودية، خصوصًا لدى اليهودية الأرثوذكسية. تلتزم كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية في شريعة الطهارة الموجودة في العهد القديم والتي تحث على ضرورة الاغتسال للتطهر قبل تأدية فرائض دينية معينة، وبعد أي شيء يسبِّب النجاسة. فضلًا على ضرورة غسل اليدين قبل الأكل أو الصلاة، وبعد الإستيقاظ من النوم، وبعد زيارة المدافن أو دخول دورة المياه، وكذلك مراسيم الطهارة بعد الجماع. تمنع كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية المرأة التي تكون في فترة الحيض والأشخاص غير الطاهرين وفقًا للشريعة من دخول الكنيسة (على سبيل المثال لا يدخل الرجال الكنيسة في اليوم واليوم التالي بعد أن كان هناك جماع مع الزوجة). يُذكر أن منع المرأة التي تكون في فترة الحيض من دخول الكنيسة حتى نهاية فترة الحيض موجود أيضًا من قبل الكنائس المسيحية الشرقية الأخرى. وتلتزم كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية في تنظيم قواعد الحبل والولادة المذكورة في سفر اللاويين وكيفية الطهور بعدها إذ إن المرأة الحامل والحائض تعتبر نجسة. ويعتبر شهر باغمي من الشهور المقدسَّة حسب معتقدات كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية، ومن طقوس الشهر يقوم أتباع الكنيسة الإثيوبية بالاغتسال لمدة ستة أيام في الأنهار، حيث يعد الاغتسال في الأنهار «غسلاً وتطهراً من الذنوب». تفرض كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية إلى جانب كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية شريعة الختان على الذكور وتعطيه بُعد ديني. كما تقوم كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية إلى جانب الكنيسة الرسولية الأرمنية والأدفنتست بفرض سلسة من الشرائع على الطعام وهي تشابه القيود الموجودة في الديانة اليهودية والتي تعرف بالكشروت. وتلزم كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية المشرقيَّة، أتباعها بغسل اليدين قبل وبعد تناول الطعام. تليها الصلاة، حيث يُصلي المسيحيون في كثير من الأحيان ليطلبوا من الله الشكر ومباركة طعامهم قبل تناوله، مثل الإفطار. في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. تمارس كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة طقس غسيل الجسد بشكل كامل إلى جانب مسحة الميرون وهو ما يعرف باسم طقس "الغسل والمسحة" (بالإنجليزية: Washing and anointing) كجزء من الطقوس الدينية أو إعلان الإيمان. كما أن الطقس هو من طقوس الطهارة عند البالغين، وعادة ما يبدأ المورموني بممارسة الطقس بعد سنة على الأقل من حصوله على سر المعمودية. في طقس الغسل يتم غسل الجسد بالماء ومسحه مع العطور كرمز لغسل "الدم والخطايا من هذا الجيل". بعد الغسل، يتم مسح رأس الشخص بالميرون أو زيت مكرس. بعد طقس الغسل والمسحة، يرتدي المشارك في الطقوس الدينية ثوب أبيض دلالة على الطهارة. يربط المورمون طقوس الغسل والمسحة في الكتاب المقدس. منذ 27 مارس عام 1836 تبنت كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة الطقس الكتابي غسل الأرجل والوجوه. ومن طقوس الطهارة الروحية والعقلية لدى المورمون الامتناع عن العلاقات الجنسية قبل الزواج؛ وشرب الخمر إذ تـُحرّمُ كنيسة قديسي الأيام الأخيرة، كما أن المورمون لا يشربون الشاي والقهوة وكل ما يحتوي على الكافيين، ولا يدخنون السجائر. وبعض المتشددين من المورمون يمنعون النساء من لبس التنانير القصيرة وسراويل كدلالة على الطهارة الأدبيّة. تاريخ. العصور المبكرة. في الكتاب المقدس، خاصةً في العهد القديم، هناك عدد من طقوس الطهارة المطلوبة والمتعلقة في الولادة، والحيض، والعلاقات الجنسية، والانبعاثات الليليّة، وسوائل الجسم غير العادية، وأمراض الجلد، والموت والذبائح الحيوانية. في سفر اللاويين، ينتقل الفصل الثاني عشر لتنظيم قواعد الحبل والولادة وكيفية الطهور بعدها إذ إن المرأة الحامل والحائض تعتبر نجسة. كذلك يتطرق السفر إلى مراسيم الطهارة بعد الجماع وبعد أي سائل آخر يخرج من الجسم والذي يُعتبر عملاً نجسًا يجب الطهر منه. وكان يُستخدم الميكفاه في الكتاب المقدس من أجل الاستحمام التعبدي. في زمن ترتليان، أحد آباء الكنيسة الأوائل، كان من المُعتاد أن يغسل المسيحيون أيديهم (باللاتينيَّة: "manulavium"، نقحرة: "مانولافيوم") ووجههم (باللاتينيَّة: "capitilavium"، نقحرة: "كابيتيلافيوم") وأقدامهم (باللاتينيَّة: "pedilavium"، نقحرة: "بيدلافيوم") قبل الصلاة أو الدخول إلى الكنيسة، وكذلك قبل تلقي القربان. وهكذا بُنيت الكنائس منذ عهد قسطنطين العظيم مع ردهة تضم نافورة "الكانثار" حيث يغسل المسيحيون أيديهم ووجوههم وأقدامهم قبل دخول الكنيسة. وترمز ممارسة الوضوء قبل الصلاة والعبادة في المسيحية إلى "الانفصال عن خطايا الروح والاستسلام للرب" وفقاً لتعاليم الكنيسة. كما وسجلّ المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري هذه الممارسة للكانثار الواقعة في باحات الكنائس، حيث يغتسل المؤمنون قبل دخولهم دار العبادة المسيحية. دافع بعض آباء الكنيسة عن إقصاء النساء خلال فترة الحيض من دخول الكنائس على أساس فكرة النجاسة. في حين وضعت المسيحية دائمًا تركيزًا قويًا على النظافة؛ كانت الحمامات العامة الرومانيَّة مختلطة الجنسين، حيث يستحم الرجال والنساء عراة سويًة مما جعل رجال الدين المسيحيين في وقت مبكر التنديد والشجب بنمط الإستحمام المختلط بين الجنسين في الحمامات العامّة الرومانية، حيث انتقد العديد من اللاهوتيين المسيحيين عادة استحمام المرأة إلى جانب الرجال، ولكن هذا لم يمنع الكنيسة من حث أتباعها للذهاب إلى الحمامات العامَّة للإستحمام من أجل النظافة والصحة. حثَّ اللاهوتي كيرلس الأورشليمي على الاهتمام والإستحمام، وأشار إلى أن يسوع كان يتردد على الحمامات العامة في القدس من أجل الإسترخاء. وكان يعتبر الإستحمام عادة جيدة للصحة. وأعتبر بندكت النيرسي الإستحمام علاجًا صحيًا وكان ترتليان يتردد على الحمامات العامة، وفي حين نددَّ إكليمندس الإسكندري على التجاوزات الأخلاقية التي قد تحدث في الحمامات، الأ أنه حث أتباعه على الإستحمام كعادة تساهم على الصحة الجيدة والنظافة من خلال تقديمه لمبادئ توجيهية للمسيحيين الذين يرغبون في الذهاب إلى الحمامات العامة. وتتضمن الديدسكاليا أحد مصادر التشريع المسيحي إرشادات موجهة خاصة إلى الأزواج والزوجات، وتُحذّر من الآداب الوثنية والاختلاط بين الرجال والنساء في الحمامات العامة، وتَحُثَ الديدسكاليا المسيحيين على الإستحمام كعادة تساهم على الصحة الجيدة والنظافة، وتُقدم مبادئ توجيهية للمسيحيين الذين يرغبون في الذهاب إلى الحمامات العامة. تفرض كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية إلى جانب كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية شريعة الختان للذكور وتُعطيه بُعد ديني. في التقاليد الأرثوذكسية المشرقية القديمة يقوم أتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية الأرثوذكسية وكنيسة مالنكارا السريانيَّة الأرثوذكسية وكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية بغسل أيديهم ووجوههم وأقدامهم قبل صلوات الساعات ("أجبية")؛ وهي سبع صلوات تُقام على مدار اليوم من الفجر وحتى الغروب. خلال القرن الثاني ظهرت طائفة من الرهبان الزهاد الذين يُمارسون العبادة الصارمة المتزمتة في عزلة عن الناس وبطريقتهم الخاصة والتَّبَتُّلَ، وكان المتطرفون في تقواهم ينبذون العالم ويعيشون في صوامع منعزلة يمارسون فيها حياة تقشف مبالغا فيه، حيث تخلى البعض منهم عن النظافة الشخصية مثل عدم الكشف عن أنفسهم من تحت ملاءات الاستحمام خلال أخذ حمامات الغطس، واعتماد أسلوب حياة خشنة. يذكر أن الكنيسة نددت بهذه الممارسات. خلال عصر الإمبراطورية البيزنطية بُنِيَت العديد من الحمامات العامة من أجل النظافة؛ وتم بناء حمامات عامة كبيرة في المراكز الحضرية البيزنطية مثل القسطنطينية وأنطاكية، وتبعت هذه الحمامات الهيكليَّة الأصليَّة والنموذجيَّة للحمامات الرومانية، والتي كان فيها حمام ساخن في كل الغرف. لكن على خلاف الحمامات الرومانية تم بناء أقسام منفصلة بين الرجال والنساء تأثرًا بالأخلاقيات المسيحيَّة. وأشتهرت مدينة القسطنطينية في حماماتها الشعبيَّة الفاخرة مثل حمامات زاكبيكوس. ومنذ أوائل العصور الوسطى بَنيت الكنيسة حمامات عامة للإستحمام تفصل بين الرجال والنساء بالقرب من الأديرة ومواقع الحج المسيحيَّة. بحسب التقاليد المسيحية تعتبر القديسة فيرينا شفيعة النظافة الشخصية؛ حيث وفقًا للتقاليد المسيحيَّة علّمت فيرونا أهل سويسرا النظافة، منذ أكثر من خمسة عشر قرنًا. العصور الوسطى. خلال العصور الوسطى عُرفت الأديرة باتباعها معايير عالية من النظافة، فقد فُرض على الرهبان الإستحمام بالإضافة إلى غسل الأرجل والشعر يوميًا، وهو من الطقوس المهمة في نظام القديس بينديكت، حيث إحتوت قواعد الجماعات الدينية الكاثوليكية مثل الرهبنة الأوغسطينية والبندكتية على طقوس طهارة. وفقاً للباحث إيان برادلي، شجعّ بندكت النيرسي على ممارسة الاستحمام العلاجي؛ واستلهاماً من تعاليمه لعب الرهبان البينديكتين دوراً في تطوير وتعزيز المنتجعات الصحية. كذلك فقد حثّ البابا غريغوري الأول عامة الشعب على الاهتمام بالنظافة الشخصية والاستحمام خاصةً عشية يوم السبت ويوم الأحد، إذ أعتبر النظافة حاجة لاحتياجات البدن. وبينما نددَّت وحظرّت سلطات الكنيسة الرومانية الكاثوليكية الحمامات العامة مختلطة الجنسين، والتي نظرت إليها بريبة بسبب سمعتها وارتباطها بالدعارة وكإجراء وقائي لمنع انتشار مرض الزهريّ، الا أنَّ هذا لم يمنع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية من حث أتباعها للذهاب إلى الحمامات العامَّة منفصلة الجنسين أو الخاصة للإستحمام من أجل النظافة والصحة. واصل الباباوات بناء الحمامات العامة الواقعة داخل كنائس البازيليكا والأديرة منذ أوائل العصور الوسطى. وخصصَّ الباباوات لأهل روما حمامات عامة في "الدياكونيا" (باللاتينيَّة: Diaconia)، أو في حمامات قصر لاتيرانو الخاصة، أو حتى في عدد لا يحصى من الحمامات الرهبانية التي كانت تعمل في القرنين الثامن والتاسع. كما وحافظ الباباوات على ثقافة الحمامات المُترفة في مساكنهم، ودُمجت الحمامات العامة بما في ذلك الحمامات الساخنة في مباني الكنيسة المسيحيَّة أو تلك الموجودة في الأديرة، والتي كانت تُعرف باسم "الحمامات الخيرية" بسبب خدمتها لرجال الدين والفقراء المحتاجين. وبنى العديد من البابوات حمامات في بلدة فيتيربو والتي دُعيت لاحقًا باسم «حمامات البابوات» (بالإيطاليَّة: Terme dei Papi)، ويُعد «حمام البابا» (بالإيطاليَّة: Bagno del Papa) الذي بُني خلال حبريَّة البابا نقولا الخامس في القرن الخامس عشر أبرزها وأفخمها، وقد وصفه نيكولا ديلا توتشيا بأنه مبنى متشابك، يشبه القلعة مع أبراج عالية في زوايا الواجهة الجنوبية. في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، كان الاستحمام ضروريًا للطبقة العليا في أوروبا الغربية: كانت أديرة كلونياك التي لجأوا إليها مزودة دائمًا بحمامات ساخنة، وحتى الرهبان كانوا مطالبين بأخذ حمامات غطس كاملة. على عكس الصورة النمطية الخاطئة المتواجدة اليوم حول العصور الوسطى؛ فقد كان الإستحمام خلال العصور الوسطى منتشراً في المجتمعات الأوروبية، خاصًة في الصباح كما أنّ الصابون كان منتشرًا. كما لم تفقد أوروبا مظاهر الاستحمام والصرف الصحي مع انهيار الإمبراطورية الرومانية. كانت الحمامات العامة شائعة في المدن والبلدات الكبرى في العالم المسيحي القرسوطي مثل باريس وريغنسبورغ ونابولي، وتُشير وثائق تاريخية إلى وجود اثنان وثلاثون حماماً عاماً في مدينة باريس بالقرن الثالث عشر. كما وتواجدت الحمامات العامة وثقافتها في إيطاليا، وألمانيا، والمجر، وروسيا، وفنلندا وغيرها من الدول خلال العصور الوسطى. وبُنيت الحمامات العامة والتي دُعيت (بالإسبانيَّة: Baño) في مختلف مدن إسبانيا المسيحيَّة، وفرَضت القوانين الحضرية على الرجال والنساء، المسيحيون واليهود، بزيارة الحمامات العامة للإستحمام في أوقات مختلفة ومنفصلة. بالإضافة إلى ذلك، خلال عصر النهضة والإصلاح البروتستانتي، كان يعتقد أن نوعية وحالة الملابس تعكس روح الفرد، وكانت تعكس الملابس النظيفة أيضَا الوضع الاجتماعي للفرد. وظلّت ثقافة الساونا ظاهرة شائعة في فنلندا والدول الإسكندنافيَّة، حتى أنها توسعت خلال فترة الإصلاح البروتستانتي. وفقاً للباحث إيان برادلي، لعبت المسيحية البروتستانتية دوراً بارزاً في تطوير المنتجعات الصحيَّة البريطانية. أصبحت صناعة الصابون في البداية تجارة راسخة خلال ما يُسمى بـ "العصور المظلمة". استخدم الرومان الزيوت المعطرة (معظمها من مصر)، من بين بدائل أخرى. بحلول القرن الخامس عشر، أصبحت صناعة الصابون في العالم المسيحي شبه صناعية، مع وجود مراكز لها في أنتويرب وقشتالة ومارسيليا ونابولي والبندقية. في القرن السابع عشر، تسبب الصابون القشتالي حالة من الجدل الطائفي في إنجلترا، بعدما أحتكر واشترى المصنعون الكاثوليك الإسبان من حكومة تشارلز الأول ملك إنجلترا صناعة الصابون القشتالي. وقد تسببت علاقة الشركات مع الكاثوليكية إلى قيام حملة علاقات ظهور شرك للصابون محلي يديرها بروتستانت التي تُبين كيف أنها أكثر فعالية بكثير من الصابون القشتالي. أثار احتكار وبيع الصابون القشتالي في إنجلترا البروتستانتية لشركة كاثوليكية ضجة كبيرة، والتي أدّت في نهاية المطاف إلى تجريد الشركة الكاثوليكية من الاحتكار. منذ العصور الوسطى ظهرت في التقاليد المسيحية الشرقية وخاصًة الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية مظاهر الغطس والإستحمام خلال عيد الظهور الإلهي أو عيد الغطاس وأحد الشعانين؛ حيث أنّ من مظاهر العيد في المجتمعات والدول ذات الطابع الأرثوذكسي مثل روسيا وبلغاريا واليونان والقسطنطينية الغطس في بِرك المياه المتجمدة والتي غالباً ما تكون على شكل صليب مسيحي. اذ يَرمز العيد ومظاهره إلى التطهر من الخطايا وغَسلها. وتشير العديد من المصادر التاريخية أنه في عصور الدولة العباسية والدولة الفاطمية كان العديد من المسلمين يُشاركون المسيحيين في الاحتفال بالأعياد المسيحية كعيد الغطاس وأحد الشعانين، ويقومون أيضًا بطقوس الغطس في البرك المخصصة للمناسبة جنبًا إلى جنب المسيحيين الشرقيين. العصور الحديثة. بشكل عام، ينصح العهد القديم إلى التمسك بمعايير عالية من النظافة البدنية، فضلًا عن ذكر لبعض الطقوس التي تتعلق في النظافة. ويعود استخدام الماء في العديد من البلدان المسيحية جزئياً إلى آداب استخدام المرحاض الكتابيَّة التي تشجع على الاغتسال بعد كل حالات التبرز، ويُستخدم الشطاف الصحي أو مرحاض الشطف أو البيديه من أجل التنظيف من أثر البول والغائط بالماء كما جاء في شريعة العهد القديم. يُستخدم الشطاف الصحي أو البيديه في العديد من البلدان المسيحيَّة وفي معظم البلدان الكاثوليكيَّة، مثل الفلبين والدول الأوروبية الجنوبية والأمريكية اللاتينيَّة، ومن ضمنها إيطاليا حيث استنادًا لدراسة فإنّ حوالي 95% من المنازل الأسرية تملك البيديه، والبرتغال حيث يتواجد مرحاض شطف في معظم الشقق (92%). بالإضافة إلى ذلك، فهو متواجد على نطاق واسع في فرنسا (وجدت دراسة تعود لسنة 1970 أن 95% من المنازل تملك شطافة أو البيديه) وإسبانيا، وفي أرمينيا، وكرواتيا، وسلوفينيا، والمجر، وبلغاريا، وجمهورية مقدونيا، ومالطا، واليونان، وقبرص وفنلندا. يُستخدم مرحاض الشطف أو البيديه في بعض البلدان في الأمريكتين، وهو متواجد في غالبيّة المنازل والمباني من فنادق وغيرها في الأرجنتين (90% من المنازل تحوي البيديه) وباراغواي وأوروغواي والبرازيل والمكسيك وفنزويلا وكولومبيا وغيرها من دول أمريكا اللاتينية. في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية يصوم المؤمنون بعد منتصف الليل و"يُحرِّم الاتصال الجنسي في الليلة التي تسبق المناولة". كما ولا يُسمح للنساء المسيحيات الأرثوذكسيات بالحصول على المناولة أثناء فترة الحيض، هذه الممارسة شائعة إلى حد ما في جميع أنحاء اليونان وروسيا ودول مسيحية أرثوذكسية أخرى، وكذلك من قبل المسيحيين الأرثوذكس في البلدان التي يمثلون فيها أقليَّة، بما في ذلك مصر والهند وسوريا وتركيا. أثرَّت المسيحية بشدة على تطوير الآبار المقدسة في أوروبا والشرق الأوسط، ومياهها معروفة بخصائصها العلاجية. عقيدة النظافة من الإيمان. بحلول القرن التاسع عشر تبنّت عدد من الحركات المسيحية نشر والتوعية عن النظافة الشخصية خاصًة خلال الثورة الصناعية، وذلك من خلال عقيدة النظافة من الإيمان، ومنها حركات الإنجيل الاجتماعي التي ظهرت داخل الكنائس البروتستانتية، ولعلّ أبرز هذه الحركات «جيش الخلاص» الذي شكَّله الزوجين وليم وكاثرين بوث، وقد كان لهم دور في نشر والتوعية عن النظافة الشخصية؛ ونقلًا عن كتاب الصحة والطب في التعاليم الانجيلية، كان أحد شعاراتهم الأبكر: «الصابون، الحساء، والخلاص». فضلًا عن تشديدهم على الإستحمام خاصًة عشية يوم السبت ويوم الأحد تحضيرًا للقداس وتقديمهم وإنتاج منتجات خاصة بالنظافة الشخصيّة، مثل فرشاة الأسنان ومعجون الأسنان والصابون. وشكلَّت الطبقات الوسطى الإنجليزية المتمدنة أيديولوجية النظافة المصنفة جنبًا إلى جنب مع المفاهيم الفيكتورية النموذجية، مثل المسيحية والاحترام والتقدم الاجتماعي. من الشخصيات التي برزت في هذه الفترة أيضًا فلورنس نايتينجيل وهي قديسة في الكنيسة الأنجليكانية، فقد اهتمت فلورنس بالنظافة وقواعد التطهير، وبتمريض الصحة العامة في المجتمع وتعتبر أول من وضع قواعد للتمريض الحديث وأسس لتعليم التمريض ووضعت مستويات للخدمات التمريضية والخدمات الإدارية في المستشفيات. كما ساعدت البعثات التبشيريَّة المسيحيَّة في تطبيق ممارسة النظافة وتشجيعها في الهند، ويظهر ذلك في نمط حياة المجتمعات الهندية المسيحية، على سبيل المثال أعلنت مجلة "اكتشف الهند" قرية ماولينّونغ المسيحيَّة الواقعة في ميغالايا، أنها أنظف القرى في آسيا عام 2003، والأنظف في الهند عام 2005. من الموروثات المسيحية حول العادات الصحية والنظافة، المثل الشعبي "النظافة من الإيمان" (بالإنجليزية:Cleanliness Is Next To Godliness)، الذي أطلقه القس البروتستانتي جون ويزلي مؤسس الميثودية خلال احدى عظاته الدينية. يُذكر أنّ ويزلي عُرف في تأكيده على النظافة والصحة والعيش البسيط. كما وأعتبر بوصفه رائدًا للطب الوقائي. وقد وصفة كتاب آمايزينغ جون ويزلي و ارتبطت المسيحية والسياسة تاريخيًا نتيجة تأثير العقيدة المسيحية التي تستند إلى حياة وتعاليم يسوع، على الحضارة الغربية بمختلف فروعها، سيّما عقيدة الوصايا العشرة. مما أدى لظهور وحركات اجتماعية تنادي بمبادئ الإيمان المسيحي. تاريخ. من عصر الاضطهاد إلى الديانة الرسمية. واجه المسيحيون اضطهادات شتى من قبل الإمبراطورية الرومانية وذلك من عام 58 حتى 312 بسبب رفضهم الاعتراف بعبادة الأباطرة. ومع ذلك، فإن الدين المسيحي، انتشر عن طريق الكنيسة والتجار والمبشرين في أنحاء العالم القديم، ونمت المسيحية بسرعة إن كان في الحجم والتأثير. أنهى مرسوم الإمبراطور قسطنطين المسمى في التاريخ باسم مرسوم ميلانو عام 313 مرحلة الاضطهادات وشكل اعتناقه للمسيحية نقطة تحول هامة في التاريخ. وبعد المرسوم المذكور سنّ قوانين وسياسات بما يتفق مع المبادئ المسيحية؛ فجعل يوم الأحد عطلة رسميّة بالنسبة للمجتمع الروماني، وشرع في بناء الكنائس قبل أن يعلن المسيحية دينًا للإمبراطورية ويترأس مجمع نيقية عام 325. ومع ازدياد السكان والثروة في الامبراطورية الرومانية الشرقية أدى إلى أنشأ قسطنطين مدينة القسطنطينية لتكون عاصمة للامبراطورية البيزنطية، وغدت مركز حضاري سيّما بالنسبة للمسيحية الشرقية ومقر بطريركية القسطنطينية المسكونية وبالتالي ظهرت منافسة سياسية بين بطريرك القسطنطينية والبابا في روما حول زعامة العالم المسيحي، وكان حصار روما من قبل القوط الغربيين والوندال في عام 410 وفي عام 455 قد صعّد من أجواء المنافسة. على الرغم من التواصل الثقافي والتبادل بين الشقيّن الشرقي والغربي للإمبراطورية الرومانية، فإن تاريخ المسيحية وكل من المسيحية الشرقية والغربية أخذت مسار ثقافي متباين، مع الانشقاق العظيم بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية عام 1054. وقد تجلى تحول المسيحية من طائفة هامشية، إلى قوة رئيسية داخل الإمبراطورية الرومانية من تأثير إمبروسيوس أسقف ميلانو. وهو أحد معلمي الكنيسة الجامعة وواحد من أكثر الشخصيات الكنسية تأثيرًا في القرن الرابع، أصبح إمبروسيوس لاعب في السياسة الإمبراطورية، ويتودد لنفوذه المتنافسون على العرش الامبراطوري. عندما أمر الإمبراطور ثيودوسيوس الأول بمذبحة عقابية ضد الآلاف من المواطنين في سالونيك، منعه إمبروسيوس من دخول الكنيسة وقبول سر القربان حتى يقدم توبة وكفارة عمليّة وعلنيّة ويصلح ما أمكن من آثار هذه المذابح. وهو ما كان بداية سيطرة الكنيسة على الحياة السياسية في أوروبا. عام 543 قام الإمبراطور جستينيان الأول بجمع القوانين بما يتلائم مع تعاليم المسيحية والتي دعيت بقانون جستينيان تم ذلك بمساعدة من رجال دين مسيحيين وقد عُرف عن هذه المجموعة أنها من أكبر الإسهامات الرومانية في مجال الحضارة، هيمنت هذه القوانين على العالم الأرثوذكسي لعدة قرون، ولا تزال الكنائس المسيحية الشرقية تُطبق قانون جستنيان في مسائل الأحوال الشخصية. بعد سقوط روما أصبحت البابوية مصدر استمراري للسلطة وسيطرت على المسائل العسكرية؛ قام البابا غريغوري الكبير بإصلاحات صارمة في إدارة الكنيسة، وبرز كمحامي روماني ومسؤول، وراهب، ومثل التحول من الكلاسيكية إلى آفاق القرون الوسطى، وكان أبًا لكثير من الهياكل التابعة للكنيسة الكاثوليكية في وقت لاحق. وفقًا للموسوعة الكاثوليكية، فإنه تطلع إلى الكنيسة والدولة كوحدة مشتركة، ولكنها عملت في مجالين متميزين، الكنسية والعلمانية والإكليريكية، وبحلول وقت وفاته، كانت البابوية قوة عظمى في إيطاليا: ارتبطت أيضًا بعض الكنائس المسيحية الشرقية في السياسية، فمثلًا حصلت كل من السلالة السليمانية في إثيوبيا وأسرة بجرتيوني في جورجيا على الشرعية من كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية والكنيسة الجورجية الرسولية الأرثوذكسية، باعتبارهم من سلالة الملك داود وسليمان، فأرتبطت الكنيسة والدولة ارتباطًا وثيقًا في كل من إثيوبيا وجورجيا. القرون الوسطى. بحلول القرن الحادي عشر من خلال جهود غريغوري السابع، نجحت الكنيسة بتأسيس واعلان نفسها بأنها «كيان مستقل من الناحية القانونية والسياسية داخل المسيحية الغربية». مما أتاح للكنيسة قوة سياسية وتأثير كبير على المجتمع الغربي؛ وكانت قوانين الكنيسة وتشريعاتها القانون النافذ ويمتد تأثيرها إلى السلطات القضائية وحياة والشعوب في جميع أنحاء أوروبا، مما أتاح لها سلطة بارزة. ومن خلال نظام المحاكم الخاص بها، احتفظت الكنيسة الولاية على جوانب كثيرة من الحياة العادية، بما في ذلك الميراث، والتعليم، والوعود شفوية، وخطاب القسم، والجرائم الأخلاقية، والزواج. وباعتبارها واحدة من أقوى المؤسسات في العصور الوسطى، فقد انعكست المواقف الكنيسة على القوانين العلمانية الحديثة. كانت الكنيسة الكاثوليكية في القرون الوسطى أقوى مؤسسة في أوروبا وأكثر عالميّة وديموقراطيّة، خصوصًا في المنظمات الرهبانية التي تتبع قوانين القديس بندكت. وغدت الأديرة الملجأ الثقافي والعلمي في أوروبا، وإليها لجأت مختلف النُخب لتبرز في الآداب والعلوم وغيرها من الثياب الرهبانيّة أو الأسقفيّة، ولعلّ نشاط دير كلوني أحد أبرز علائم تلك المرحلة. في كثير من الأحيان خلال العصور الوسطى تم استبعاد النساء من الحياة السياسية والتجارية، ومع ذلك كانت الحياة الرهبانية استثناء لذلك الاستبعاد. فرؤساء الأديرة والمنازل الرهبانية من الإناث كان لهنّ تأثير يكاد يساوي تأثير رؤساء الأديرة من الذكور. «لقد عوملن مثل الملوك والأساقفة، وأعظم البارونات وعلى قدم من المساواة الكاملة، وكنّ حاضرات في جميع الاحتفالات الدينية والوطنية المهمة، وعرفنّ في إخلاصهن للكنيسة، وعوملن مثل الملكات، وشاركن في المجالس والمداولات الوطنية». ومع ازدياد شعبية الإخلاص لمريم العذراء، أم يسوع، كان له الفضل في جعل قيمة الأمومة قيمة مركزية في المجتمعات الأوروبية. وقد كتب كتب كينيث كلارك أن "تكريم العذراء" في أوائل القرن الثاني عشر: «قد علمت البرابرة ذوي الطباع الصارمة والقاسية فضائل الحنان والرحمة». أصبح شارلمان إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، غزا البلدان المنخفضة، وشمال ووسط إيطاليا وفي عام 800 توّج البابا ليون الثالث شارلمان إمبراطورًا للإمبراطورية الرومانية المقدسة. خلال القرون الوسطى كانت القوى المؤثرة على الصعيد السياسي في المجتمع الغربي هي: النبلاء ورجال الدين والملوك، وقد نتج عن ذلك صراع في بعض الأحيان بينهم. وكانت سلطة الباباوت قوية بما يكفي لتحدي سلطة الملوك. ولعلّ نزاع التنصيب أهم صراع بين الكنيسة والدولة في أوروبا خلال القرون الوسطى. إذ تحدت مجموعة من الباباوات سلطة الملكيات في السيطرة على التعيينات لمسؤولين عن الكنائس مثل الأساقفة ورؤساء الأديرة. سيّما بلاط الامبراطور فريدريك الثاني، ومقره في جزيرة صقلية، إذ واجه توتر وخصومة ومنافسة مع البابوية من أجل السيطرة على شمال إيطاليا. وكانت أحد أسباب فترة بابوية أفينيون خلال الأعوام 1305 حتى 1378 الصراع بين البابوية والتاج الفرنسي. في عام 1054 وبعد قرون من العلاقات المتوترة، وقع الانشقاق العظيم وقسم العالم المسيحي بين الكنيسة الكاثوليكية وتركزت في روما وسادت في الغرب، والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، والتي تركزت في القسطنطينية، عاصمة الامبراطورية البيزنطية. وكان نظام الحكم في القسطنطينية مركز الأرثوذكسية الشرقية، نظام ثنائي في قيادة الكنيسة بين الاباطرة البيزنطيين وبين البطاركة، فوظيفة الإمبراطور البيزنطي حماية الكنيسة الشرقية وإدارة إدارتها بواسطة ترأس المجامع المسكونية وتعيين البطاركة وتحديد الحدود الإقليمية لولايتها. ولا يستطيع بطريرك القسطنطينية أن تولي منصبه إذا لم يحصل على موافقة الإمبراطور. وقد عارض بشدة عدد من آباء الكنيسة الشرقيين مثل يوحنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية وأثناسيوس بطريرك الإسكندرية، سيطرة الأباطرة البيزنطيين على الكنيسة الشرقية. في عام 1095 دعا البابا أوربان الثاني إلى الحروب الصليبية من أجل استرداد الأرضي المقدسة من الحكم الإسلامي، بعدما منع السلاجقة المسيحيين من زيارة الأماكن المقدسة حسب العقائد المسيحية في فلسطين وهدم كنيسة القيامة. وعلى الرغم من النجاح الأولي من الحملة الصليبية الأولى، فقد انتهت الحملات في نهاية المطاف بالفشل بعد نحو قرنين من التواجد في المشرق. أُنتج في هذه الفترة فن فيه مزيدًا من الإسراف وفنون العمارة، وظهر أيضًا من نادى بالبساطة الحميدة من مثل فرنسيس الأسيزي، والملحمة الشعرية الكوميديا الإلهية لدانتي. ومع ازدياد نمو قوة وثراء الكنيسة، سعى الكثير من أجل إصلاح الكنيسة. مثل الدومينيكان والفرنسيسكان والتي شددت على الفقر والروحانية. من عصر النهضة إلى اليوم. شهدت مرحلة عصر النهضة الإصلاح البروتستاني في ألمانيا على يد مارتن لوثر، إذ انتقد مارتن لوثر الفساد في الكنيسة الكاثوليكية وفي مقدمة ما انتقد قضية صكوك الغفران، وشراء بعض المناصب العليا في الكنيسة والمحسوبية إضافة إلى ظهور ما يشبه "عوائل مالكة" تحتفظ بالكرسي الرسولي مثل آل بورجيا. ظهرت فيما بعد عدد من المذاهب البروتستانتية والتي ارتبطت مع الدولة التي نشأت بها، مثل المذهب اللوثري في النرويج والدنمارك والكنيسة الأنجليكانية في إنكلترا حيث يكون الملك رأس الكنيسة، فهي تجعل من الملك رئيسًا لهذه الكنيسة بدلاً من البابا، وغالبًا ما تكون سلطة الملك فخرية في حين يتولى رئيس أساقفة معين من قبل الملك شؤون الإدارة الفعلية. ونجح جان كالفن مؤسس الكالفينية بتشكيل حكومة ثيوقراطية في جنيف عرفت بنظامها المتشدد، إذ اعتبر كالفن الكتاب المقدس بأنه المرجعية الأولى ذات الشرعية والسلطة والتي يجب أن تخضع لها السلطات الأرضية. كما أسس الراهب الدومينيكاني جيرولامو سافونارولا حكومة ثيقراطية في فلورنسا مميزًا أيّاها بأنها «جمهورية مسيحية ودينية» بعد صراع مع آل ميديشي وانتقال السلطة اليه. عام 1453 استطاعت الدولة العثمانية فتح القسطنطينية وسقطت الإمبراطورية البيزنطية، وتحول ثقل الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية إلى روسيا؛ وروسيا كانت الكنيسة الأرثوذكسية مؤسسة قوية، فقد أعاد الأباطرة الروس من أسرة رومانوف الثنائية التقليدية في قيادة الكنيسة بينهم وبين البطاركة، وأصبحت روسيا قائدة العالم الأرثوذكسي. وظهر في هذه الفترة مبدأ "الحق الإلهي" من قبل الملوك لتبرير الحكم المطلق، يجة لاعتماد العهد القديم من الكتاب المقدّس كمرجعية للحكم، وبالذات نموذج "الملكية الداودية"، ووراثة سليمان العرش عن والده داود، كما تقوى هذا المفهوم بمبدأ "الملك أبداً لا يموت"، فما أن يموت الملك الحالي تنتقل الملكية رأسًا إلى الأول في ترتيب وراثة العرش من بعده، وحماية هذا المبدأ تطلّبت منع الملوك من محاولة تعديل نظام الترتيب هذا. ومن هؤلاء لويس الرابع عشر الذي زعم أن سلطته الممنوحة له من الله لا حقّ لأحد من رعاياه حدها. كما حاول جيمس الأول وتشارلز الأول ملك إنجلترا، ملوك إنجلترا، استيراد هذا المبدأ وعليه نمت المخاوف بأن تشارلز الأول بصدد تأسيس حكم استبدادي، وتمخضت تلك المخاوف باندلاع الحرب الأهلية الإنجليزية. كما وصل رجال دين مناصب هامة وخطيرة في الدول الأوروبية مثل الكاردينال ريشيليو الذي كان وزير الملك الفرنسي لويس الثالث عشر والكاردينال جول مازاران وكان رئيس الوزراء في عهد لويس الرابع عشر. خلال القرن الثامن عشر نضجت الأفكار القومية والإلحادية في أوروبا، وتزامنت مع تجربتين لهما عميق التأثير في المسيحية: التجربة الأولى ممثلة بقيام الولايات المتحدة الإمريكية سنة 1789: كانت الولايات المتحدة مزيجًا من طوائف بروتستانتية عديدة لا تنظمها سلطة مركزية، لذلك فقد كان اعتماد إحدى هذه الطوائف دينًا للدولة أو لإحدى الولايات سيؤدي إلى مشاكل عديدة تؤثر على حالة الاتحاد الفدرالي لذلك كان لا بدّ من فصل الدين عن الدولة، وبالتالي كان الدين السبب الرئيس في خلق أول جمهورية علمانية، لقد وجد المسيحيون الأمريكيون، النظام الجديد بما يتيحه من حرية إنجاز الله تمامًا كما حصل مع موسى وداوود وفق الكتاب المقدس، فرغم علمانيتهم ظل الإمريكيون مخلصين لمسيحيتهم؛ كذلك فحسب الموسوعة البريطانية فقد تأثر الآباء المؤسسون للولايات المتحدة عند كتابة دستور الولايات المتحدة من تعاليم الكتاب المقدس والقيم المسيحية؛ التجربة الثانية كانت الثورة الفرنسية سنة 1789 والتي قامت تحت شعار حقوق الإنسان وفصل الدين عن الدولة، لكن التجربة الفرنسية وعلى عكس التجربة الإمريكية كانت هجومية ومضادة للكنيسة فقد تم مصادرة أملاك الأوقاف بما فيها الكنائس والأديرة وإخضاعها لسلطة الدولة الفرنسية، كما واحتلّ نابليون الأول إيطاليا، وثبتت الاتفاقية الموقعة بينه وبين الكرسي الرسولي سنة 1801 وبكذلك فقد أصبح تعيين الأساقفة والكهنة وإدارة شؤونهم بيد السلطات الفرنسية وليس بيد الفاتيكان. وخلال فترة عصر القوميات تنامت فكرة القومية الإيطالية منذ عام 1814، ومع تفاقم عقيدة القومية الإيطالية أدت في النهاية إلى سيطرة المملكة الإيطالية على الدولة البابوية عام 1870 مع تخلي فرنسا عن مواقعها في روما مما سمح للمملكة الإيطالية بملء الفراغ وانتزاع الدولة البابوية من السيادة الفرنسية. رغم ذلك فإن الفاتيكان والمباني المحيطة به ظلت ذات حكم خاص في ظل هذا الوضع الذي دعي به البابوات بشكل مجازي "سجناء روما"؛ واستمرت العلاقة بشكل غير منظم قانونيًا حتى عام 1929 حين أبرمت اتفاقيات لاتران الثلاثة، التي أوجدت الفاتيكان بالشكل المتعارف عليه اليوم، ونظمت التعاون السياسي، الاقتصادي والأمني بين إيطاليا والفاتيكان. كانت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية مؤسسة قوية في الامبراطورية الروسية، وأرتبطت بالأسرة الحاكمة، وشكّل النفوذ المتزايد للقس غريغوري راسبوتين أحد الأسباب التي سببت قيام الثورة الروسية عام 1917. أدى قيام الشيوعية سنة 1917 إلى تأثير سلبي على الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية،. وقادت الكنيسة الكاثوليكية، خلال حبرية يوحنا بولس الثاني معارضة عالمية ضد الشيوعية انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي. لعبت المسيحيّة دورًا هامًا في إحياء الأفكار الوطنية ودفع التطور في دول الشرق الأقصى، مثلًا لعبت الكنيسة المشيخية في تايوان دورًا سياسيًا هامًا من خلال دعهما للحركة الديمقراطية في تايوان وإنتمت العديد من العائلات السياسيّة العريقة في تايوان للكنيسة المشيخية. ولعبت المدارس المسيحية في كوريا الجنوبية دورًا بارز في تقوية الوعي الوطني بين الشعب الكوري. لا تزال المسيحية تلعب دور سياسي مؤثر في المجتمعات الغربية ففي الولايات المتحدة مثلًا استطاع اليمين الانجيلي منذ سبعينات القرن الماضي السيطرة على الحزب الجمهوري وكان مسؤولاً عن تحديد رئيس الجمهورية منذ جيمي كارتر عام 1976، حتى جورج بوش الابن سنة 2000. وفي أمريكا اللاتينية من خلال لاهوت التحرير، ناضلت الكنيسة الكاثوليكية من أجل العدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر والديكتاتورية والدفاع عن المظلومين. أما في أوروبا فالاحزاب الديموقراطية المسيحية وهي أحزاب ذات خلفية كاثوليكية، تلعب دور فعال في السياسة الأوروبية وقد نشأت أولًا في بلجيكا وسرعان ما انتشرت في كافة أرجاء أوروبا، ولعل أبرز الأحزاب المسيحية هو الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا الذي يشترك في الائتلاف الحاكم مع الحزب الديمقراطي الحر منذ عام 2009. ومن جماعات الضغط السياسي المسيحية في الاتحاد الأوروبي أوبوس داي وسانت إيجيديو. كذلك فقد كان للكنيسة الكاثوليكية نفوذ سياسي واجتماعي وثقافي قوي في كيبك في كندا حتى عام 1960 مع بداية الثورة الهادئة. أما في قبرص فقد ترأس المطران مكاريوس الثالث رئيس وكبير أساقفة الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية كأول رئيس لقبرص المستقلة من عام 1955 وحتى وفاته عام 1977. وفي اليابان ترأس سبعة مسيحيين منصب رئيس وزراء اليابان مما يعكس تأثيرهم على المجتمع. اليوم فإن غالِبيّة الدول التي يشكل فيها المسيحيون أغلبية، تَتَّبَنّى النظام العلماني حيث يتم دعم الفكرة من تعاليم الكتاب المقدس: «أعْطُوُا إِذَاً مَا لِقَيْصَرْ لِقَيْصَرْ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ»، ومع ذلك فالديانة المسيحية هي دين الدولة في عدة بلدان حيث أنّ المسيحية هو المعتقد الديني الرسمي الذي تتخذه هذه الدول عادةً في دساتيرها بشكل رسميّ وهذه الدول: الأرجنتين وموناكو حيث المذهب السائد هو الكاثوليكية، وأرمينيا حيث المذهب السائد هو الأرثوذكسية المشرقية الأرمنية واليونان حيث المذهب السائد هو الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية، وعدد آخر من الدول. هناك العديد من بلدان أخرى، مثل قبرص والدول الإسلامية، التي وإن كانت لا تملك كنيسة رسمية، لا تزال تعطي اعترافاً رسمياً إلى مذاهب مسيحية مُحَددّة. هذه قائمة للدول حسب إنتاجها للسيارات بالاعتماد على تقرير المنظمة الدولية لصانعي السيارات . الأرقام تشمل السيارات، سيارات النقل الخفيفة، الشاحنات و الحافلات بأنواعها الثلاثة: الصغيرة، العادية و الضخمة. وقد شهدت صناعة السيارات خلال عام 2011 نسبة نمو 45% بالنسبة لدولة النمسا وحوالي 41.7% بالنسبة لروسيا وتراجعت نسبة صناعة السيارات في فنلندا نحو -61% ووجود الدول العربية في هذه القائمة متمثلًا بالمغرب الذي يُعد الأول من حيث كمية الإنتاج في الوطن العربي والتاسع والعشرون عالميًا، يُذكر كذلك الجزائر مصر. الضفادع في اللغة الأغريقية (Ancient Greek: Βάτραχοι Bátrachoi) مسرحية كوميدية من تأليف الكاتب المسرحي اليوناني أريستوفان. ملخص المسرحية. تبدأ المسرحية، فيظهر (ديونوسوس) إله المسرح وقد ارتدى ملابس (هيراكليس) ، ثم يتجه الإله مع خادمه إلى منزل هذا البطل ليسأله النصح قبل أن يذهب إلى عالم الموتى، ليرجع يورببيديس إلى أثينا التي كانت قد أقفرت، بعد موته، من شعراء المأساة الممتازين. وبعد أن يوضح له هيراكليس معالم الطريق الذي سبق أن اتبعه في الذهاب إلى العالم الآخر. يشرع ديونوسوس في رحلته مع خادمه كسانثياس. فلما يصلان إلى البحيرة التي تقع على شواطئ (هاديس) يعبرها ديونوسوس في زورق الملاح خارون الذي يقوم بنقل الموتى، ويسمع الإله أثناء عبوره نشيد الضفادع التي تسكن مستنقعاً قريباً من البحيرة فيقاطعها ويتحداها في المقدرة على الأنشاد وتجري بينه وبينها مباراة غنائية تنتهي بفوزه. أثناء ذلك يكون (كسامثياس) قد أنتهى من الدوران حول البحيرة على قدميه، إذ لم يكن من حق العبد أن يعبر في الزورق مع سيده. وبعد بلوغهما الشاطئ تأخذ الجوقة في ترديد مقطوعات دينية وسياسية، ثم يقترب ديونوسوس وكسامثياس من مملكة (بلوتون) إله الموتى، فيقابلان (أياكوس) حارس القصر، فيمنعهما من الدخول، ويلجأ إلى الشرطة لتعاونه في اجراء واجبه. عندئذ يتبادل الزائران ملابسهما رغبة من ديونوسوس في أن يخدع أياكوس ويضلله، وفجأة يصل خادم آخر بعثت به ( بروسربينا) زوجة بلوتون ليدعو هيراكليس المزيف (أي الخادم بعد أن ارتدى ثيلب ديونوسوس) لحضور مأدبة ملكية. ويأمر ديونوسوس الخادم من جديد بأن يغير ملابسه. لكن بعد لحظات من تبديل الثياب يدخل أثنان من أصحاب الفنادق ويتهمان ديونوسوس بأنه أحتال عليهما أثناء زيارته السابقة لعالم الموتى ويهددانه بالأنتقام، ثم يخرجان. بعدئذ يعود أياكوس – حارس القصر – ومعه نفر من الشرطة القساة فيداهمون كسانثياس، ويهجمون عليه في عنف شديد ظناً منهم أنه هيراكليس، فيؤكد الخادم أنه لم يأت إلى ذلك المكان من قبل، ثم يقترح معاقبة تابعه إذا ثبت أنه قد جاء إلى هذه الديار فيما مضى. عندئذ يعلن ديونوسوس (وقد أرتدى ثياب الخادم) بأنه إله وأن كسانثياس عبد، ثم يطلب الاثنان إلى أياكوس أن ينهال عليهما ضرباً بالسياط ليعرف الحقيقة فيضربهما ضرباً مبرحاً ليتعرف على شخصيتهما، فالإله سوف يتحمل الضرب لأن الآلهة بطبيعتهم لا يتألمون، ويفشل أياكوس ولا يستطيع التمييز بينهما فيتخلى عن هذه المهمة ويعهد بهما إلى إله العالم الآخر وزوجه. عندئذ يخرج جميع الممثلين من المسرح وتبقى الجوقة وحدها تنشد مقطوعة عن أفكار اريستوفان السياسية ثم يظهر كسانثياس مع خادم بلوتون. وهنا ينتهي الجزء الفكاهي من الملهاة، وهنا أيضاً ينقلنا الشاعر إلى الفكرة الرئيسية للمسرحية والتي تدور حول دراسة الشعر التمثيلي في عصره. ولقد لاقت هذه الملهاة نجاحاً كبيراً حين قدمها اريستوفان على مسرح الآثينين لأول مرة عام 405 ق.م. ولا أدل على أعجاب اليونان بها من أنهم طالبوا بعرضها مرة ثانية، وهذا تقدير لم تنله إلا الإلياذة. اصداء مسرحية ملهاة الضفادع. محتمل أنها نالت إعجاب الآثينين لأهميتها السياسية ولكنها في الواقع لم تشتهر في العالم الحديث من أجل ذلك إنما أثارت أهتمام الباحثين لأنها أقدم نص أدبي يتضمن دراسة مفصلة للمأساة اليونانية وتحليلاً دقيقاً لمسرحيات أيسخولوس وسوفوكليس ويورببيدس، وشرحاً واضحاً لرأي الأول والثالث في وظيفة الشعر وطبيعته، لذا وصف الغربيون “ الضفادع “ بأنها تفوق أعمال (دريدن) ومقالات (كولردج) عمقاً، وأبحاث (أرنولد) و(سان بيف) أصالة. هذه الملهاة بعد أن كان زعماء المأساة الثلاثة قد أنتقلوا إلى عالم الموتى وخلت أثينا من شعرائها الكبار وأصبحت تعج، كما قال ديونوسوس، بمئات من المتشاعرين الذين حطوا من قدر الفن: “ فلم يوجد بينهم شاعر أصيل ينظم شعراً سامياً، بل كانوا جميعاً يبوؤون بالفشل وتختفي أسماؤهم من عالم الأدب بعد عرض أول مسرحية يقدمونها. لذلك رأى إله المسرح أنه لابد من التوجه إلى هاديس لإرجاع يورببيديس إلى عالم الأحياء لأن أثينا كانت بحاجة إلى شاعر مبتكر. وما أن وصل ديونوسوس مملكة بلوتون حتى سمع بخلاف شديد قد أحتدم، قبل مجيئه بلحظات بين أيسخولوس الذي تربع على عرش المأساة، وبين يورببيديس الذي يريد أن يغتصب العرش منه ويحتل مكانه. ويقترب ديونوسوس من الشاعرين المتخاصمين ليقف على تفاصيل الموضوع، فيطلبان إليه أن يحكم بينهما، فيقبل التحكيم، ثم تبدأ المباراة، فينتقد كل منهما الآخر في لغته وأسلوبه وفلسفته الخلقية، وفي مقدمة مآسيه وفي تركيبها ووظيفتها وفي أوزانه وأشعاره الغنائية، ورغم ذلك كله يصعب على الإله أن يفضل شاعر على الأخر. فيلجأ إلى وسيلة جديدة للموازنة بينهما، فيسأل كلا منهما رأيه في سياسة القائد الآثيني المشهور (الكبياديس) فيقول يورببيديس “ إنه يكره الرجل الذي يتلكأ في خدمة وطنه ويسارع إلى الحاق الضرر بالوطن، الرجل الذي يسعى إلى تحقيق مآربه الشخصية ولا يؤدي واجباته القومية”. ويرد أيسخولوس قائلاً: “ لا ينبغي أن نربي أشبالاً في المدينة، أما إذا ربينا واحداً وكبر بيننا فيجب أن نرضى عن تصرفاته” . لكن الحكم لا يرضى عن إجابة الشاعرين ويطلب إلى كل منهما أن يوجه النصح السديد إلى أثينا في محنتها الشديدة، فيعبر يورببيديس عن رأيه قائلاً: “ يجب علينا أن نرتاب من هؤلاء الذين نثق فيهم اليوم، ونعتمد على الذين لم نثق فيهم من قبل، وأن نلجأ إلى وسائل غير تلك التي أتبعتاها فيما مضى. أما أيسخولوس فينادي بدفع الضرائب والأستمرار في الحرب. وعندئذ يقترب (بلوتون) إله الموتى من ديونوسوس ويطلب إليه أن يختار الشاعر الذي يفضله، فيقرر فجأة إرجاع أيسخولوس إلى أثينا.ومع أن أريستوفان لم يعتمد على التفوق الأدبي في تفضيل شاعر على آخر، وإلا أنه عقد مقارنة مفصلة بين الأثنين، أبرز فيها محاسن كل منهما ومثالبه. فنراه يبدأ بمدح يورببيديس ويثني على منطقه القوي وحججه البراقة ويشير إلى تمسكه بقافية (بوزن) الشعر بيتاً بيتاً وكلمة كلمة، وقياس الأبيات قياساً دقيقاً يوصفها في القوافي (الموازين) والقوالب المربعة، ثم يرينا أيسخولوس غاضباً ثائراً من هذه الفكرة التي تحط من قدر المأساة. ومع ذلك تبدأ المباراة ويعيب بورببيديس على زميله الطريقة التي كان يستهل بها مسرحيته، وذلك بأن يظهر شخصيته تجلس صامتة، وقد أخفت وجهها لا تلفظ ببنت شفة، رغبة منه في خلق جو رهيب وغامض، ثم ينتقد لغته التي يحشوها بألفاظ طنانة ضخمة كخوار الثيران، وكلماته غريبة لا يفهمها المتفرجون، مما دفع يورببيديس إلى تخليص المأساة من كل طنان رنان وتجنب الغموض وجعل أول شخصيته تشرح بمجرد ظهورها الفكرة الجوهرية للمسرحية، ولم يسمح للمثل أن يقف خاملاً بلا حراك، بل أشرك الجميع في الحوار، السيد والسيدة، الصبية والعجور، والعبد أيضاً. كما عَلَمَ الآثينيين كيف يوازنون ويقيسون الشعر وكيف يخضعونه لقواعد دقيقة في الموازنة، وكيف يقلبون كل شيء على كافة الوجوه، وحبب إليهم البحث والتحليل. فيرد أيسخولوس على هذه الأتهامات قائلاً: “ يتحتم على شاعر المأساة أن يبتكر عبارات سامية تناسب الأفكار النبيلة والحكم الرائعة التي تتضمنها”. وهذا ما نادى به أرسطو بعد ذلك في كتابه (فن الشعر) عندما قال: “ إن المأساة محاكاة فعل نبيل تام بلغة ملائمة”. ثم يفتخر أيسخولوس بأنه ملأ المأساة “ بالحرب والجنود البواسل والشباب القوي الذين يعيشون بين الحراب والرماح والقبعات والخوذات. لأنه كان يعتقد أن وظيفة الشاعر هي معالجة المواضيع الهامة النافعة، ويدلل على ذلك بأن أشهر منشدي اليونان وشعرائهم هم الذين علموا أسرار الدين والنبوءات والطب والفلاحة وأعمال الزراعة وتنظيم المعارك والشجاعة في الحروب. (الأشارة هنا إلى أورفيوس وموسايوس وهما منشدان عاشا قبل هوميروس بقرنين أو ثلاثة، ثم إلى هوميروس نفسه وإلى هيسيودوس الذي يصغره ببضعة سنين) . ويتضح من ذلك أن أيسخولوس كان يرى أن رسالة الشاعر في المجتمع هي لتلقين الشباب مبادئ الفضيلة وتعليمهم الأمور النافعة. والغريب أن اريستوفان ينطق شاعر المأساة بمثل هذه العبارات ثم ينساها أو يتناساها في نهاية الملهاة حيث يترك للحكم حرية مطلقة في تفضيل الشاعر الذي تميل إليه نفسه، ويتوق إلى سماعه، فيختار أيسخولوس. ولكن لماذا ؟ هذا ما لم يوضحه لنا كأنه أراد أن يفرض علينا حكماً معيناً، مع أنه أعترف أكثر من مرة ببراعة يورببيديس الفنية التي تظهر بوضوح في تركيب مآسيه وصياغتها في أسلوب فياض متدفق، بلغة مبتكرة تمتاز بألفاظها السهلة وأنغامها العذبة، كما أعترف ببراعة في تصوير شخصياته تصويراً حياً صادقاً. فلماذا إذن فضل عليه أيسخولوس ؟ الأنة كان يملأ مآسيه بالحروب التي يصفها ويتغنى بها ويشيد بمن يخوضون غمارها؟ أم لأنه كان، في رأي أريستوفان يعالج موضوعات أجل من تلك التي يتنازلها يورببيديس ؟ إن روح هذه الملهاة وأفكار الناقد في مسرحياته ( أهتم أريستوفان بدراسة الحركة الأدبية المعاصرة – في زمانه – في كثير من مسرحياته بخاصة في: أهل أخارناي، السحب، النساء في أعياد ديمينز)، الضفادع) الأخرى وتدفعنا إلى هذه النتيجة وتبين بوضوح أن أريستوفان أدرك تماماً أن عظمة الشاعر تتوقف على أمرين: - وآمن بأن أيسخولوس ويورببيديس يستحقان التمجيد لآن أحدهما موهوب في أختيار موضوعاته، والآخر بارع في فنه. فإذا لم يشأ أريستوفان الإفصاح عن هذه الحقيقة، فذلك لأن الظروف السياسية آنئذ فرضت عليه يمدح يورببيديس الذي كان يهاجم الحروب ودعاتها، وألا ينسى أنتصار الآثينيين في ماراثون وسلاميس، وأن يشيد بالآخلاق والتقاليد التي أدت إلى إحرازه. يجب أذن أن نفهم موقف أريستوفان على حقيقته. لقد عبر عن رأيه في تحفظ شديد، فلم يشأ أن يُغضب الساسة والمحافظين – أعداء يورببيديس- ولم يشأ أيضاً أن يرضيهم على حساب شاعر كان يقدر فنه ويعجب ببراعته. ودليلنا على ذلك أن كثير من الآراء التي أصدرها ضد يورببيديس لاتزيد على فكاهات أوردها في ملهاته بقصد التسلية والترويح. فمثلاً قوله على لسان أيسخولوس:” إنني أرفض المباراة مع يورببيديس لأن شعري لم يمت، في حين أن شعر زميلي قد مات وآتى معه إلى عالم الموتى”. ليس إلا دعابة طريفة. وكذلك وضع الشعر في الميزان وتقويمه بالمقاييس ليس إلا فكاهة مثيرة أراد بها أن يضحك المتفرجين ويبين لهم أن تحليل الشعر تحليلاً دقيقاً كان من أبتكار يورببيديس. يضاف إلى ذلك أن أريستوفان يشعرنا في المسرحيات التي تناول فيها دراسة الشعر التمثيلي بأنه كان معجباً بيورببيديس الذي كان يتمتع بشهرة فائقة وأصبحت أشعاره على كل لسان كما يتضح من عشرات الأبيات الرقيقة التي أستشهد بها أريستوفان في الملهاة “ النساء في عيد شموفوريا” حيث صدر يورببيديس في صورة “ رجل مخلص لصديقه، بارع في فنه، عميق في تفكيره” وقد بلغ إعجاب الناقد بشاعر. العلم البحري هو العلم المخصص للاستخدام على السفن والقوارب والزوارق وغيرها. وتعتبر الأعلام بحرية هامة في البحر، وتطبق بشكل صارم لقواعد وأنظمة الأعلام المرفرفة. ويرتبط العلم المرفرف إلى البلاد لدرجة أن كثيرا ما يستخدم لفظة "العلم" رمزيا كمرادف ل "البلد المسجل". وعادة ما يطلب من السفن ان يكون العلم مرفوعا عند دخول ومغادرة الميناء، وعندما تبحر في المياه الأجنبية. السفن الحربية ترفع العلم في مراسم صباحية وعند غروب الشمس عندما تكون راسية، وفي جميع الأوقات عندما تشارك في المعارك ترفع "راية المعركة". وفي معركة حربية ترفع أكثر من علم في كثير في معارك متعددة. هذا التقليد يعود تاريخه إلى عهد السفن الشراعية. سي سبارو(RIM-7): هو صاروخ أمريكي الصنع وهو مضاد للطائرات حيث يمكن إطلاقه من الطائرات أو من السفن وحاملات الطائرات رغم أنه يستعمل غالباً على حاملات الطائرات. وهو قادر على التعامل مع الطائرات والصواريخ المضادة جواً أو الصواريخ الطافية على الماء. ويتم استعماله من قبل دول كثيرة حول العالم. ويتميز بإمكانية تلقيه أوامر رإدارية لتعديل مساره، أثناء كل مراحل الطيران. سامانثا بيزيك: في لاعبة جمباز أمريكية (14 ديسيمبر 1991) في مدينة إنديانابوليس، إنديانا و هي الحاصلة على فضية الجمباز الفرقي للسيدات في اولمبياد بكين 2008 و لكن بعد بطولة الجماز الفرقية للسيدات اصيبت في الكاحل مما منعها من المشاركة في منساقات الفردي. و لكنها قالت بأنها تحب أن تكمل مسيرتها في رياضة الجمباز. تنتمي سامانثا إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. اليشيا ساكرامون هي لاعبة جمباز أمريكية حصلت على الميدالية الفضية الفرقية للسيدات مع المنتخب الأمريكي للجمباز للسيدات في أولمبياد بكين 2008. سرقات مشروعة هو كتاب يستعرض صفحات مجهولة من تاريخ سرقة ونهب وتهريب آثار مصر وتراثها في القرنين الأخيرين. لمؤلفه الذي يعمل قاضيا بمحكمة استئناف القاهرة, وكان مستشارا قانونيا للمجلس الأعلى للآثار في السنوات العشر الأخيرة, وتولى مسؤولية ملف استرداد الآثار المصرية المهربة, ونجح -مع آخرين- في استعادة أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية حتى عام 2011. يتكون الكتاب من أربعة فصول، يتناول الأول نشأة النظام القانوني في مصر لحماية الآثار, ابتداء من صدور أول مرسوم في عام 1835 ينظم التعامل مع الآثار، في عهد محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة, وكذلك إنشاء أول متحف للآثار، تنظيمية للحفائر, ولائحة أخرى في عام 1874 سمحت بنظام قسمة الآثار التي يتم اكتشافها، وبموجب هذه اللائحة, تقسم الآثار إلى قسمين متساويين، أي 50% لكل طرف، وفي عام 1880 صدر مرسوم بحظر تصدير الآثار نظرا لتزايد أعداد الأجانب الذين يغادرون مصر محملين بقطع أثرية. وفي عام 1912 صدر القانون رقم 14، وهو أول قانون متكامل بالمعنى المتعارف عليه اليوم, يتضمن تعريفا للأثر وضوابط تداوله وعقوبات لمخالفة أحكامه, واستبعد المشرّع منها كافة الآثار الإسلامية من التصدير للخارج. في عام 1951 صدر القانون رقم 215 بغرض وضع إجراءات عملية حاسمة للقضاء على تجارة الآثار غير المشروعة, وفي عام 2010 صدر القانون رقم 3 الذي منع الاتجار والتصرفات بالبيع والشراء نهائيا. يتناول المؤلف في الفصل الثاني صفحات مثيرة من تاريخ نظام القسمة، والملكية الخاصة، وتجارة وإهداء الآثار المصرية، فيقول: "عندما تتجول بالجناح المصري بمتحف المتروبوليتان بنيويورك, أو تدخل متحف اللوفر بعاصمة النور باريس, سوف تتملكك الدهشة من كم الآثار المصرية المعروضة, التي يفوق عددها بالمتحف البريطاني بلندن ما هو موجود لدينا ببعض متاحفنا." يتناول المؤلف في الفصل الثالث جانبا من تاريخ استرداد آثار مصر المهربة، أم الفصل الرابع والأخير فقد تناول فيه المؤلف استعادة الآثار من داخل مصر, حيث يشير إلى أن حوادث سرقة الآثار طوال فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين. إدموند دادلي (1462 تقريبًا أو 1471/1472 تقريبًا - 17 أغسطس 1510) رجل دولة إنجليزي ومستشار مالي للملك هنري السابع ملك إنجلترا. عمل دادلي كمتحدث باسم مجلس العموم وكرئيس لمجلس الملك. وبعد تنصيب الملك هنري الثامن ملك إنجلترا، سجن في برج لندن وأعدم بعد ذلك بنحو عام بتهمة الخيانة العظمى، من أبنائه جون دادلي، دوق نورثمبرلاند الذي كان رئيس الحكومة في عهد إدوارد السادس، وأيضا أصبح حفيده غيلدفورد دادلي قرين ملكة إنجلترا لفترة وجيزة قبل سقوط زوجته الملكة جين غراي. زوندا Zonda هي رياح غربية حارة جافة ومتربة - من نموذج رياح الفوهن - تهب على الأجزاء الغربية من الأرجنتين في فصل الربيع قبيل هبوب رياح البامبيرو. المصدر: المعجم الجغرافي المناخي فاكهة الأساي أو الأكاي هي فاكهة عضوية(تنبت طبيعياً بدون تدخل بشري) تنمو على ضفاف نهر الأمازون في البرازيل ولا يمكن إعادة استزراعها أو نقلها في مكان آخر حول العالم لعدم تكيفها في بيئة غير بيئة نهر الأمازون في البرازيل. لها عدة فوائد صحية لاحتوائها مضادات للأكسدة عالية جداً بالنسبة لغيرها من الفواكه, كما تحتوي على زيوت أوميغا 3 و6 و9 وتحتوي على فيتامينات ومكملات غذائية رائعة ما يجعلها تسمى الفاكهة رقم واحد في العالم أو أقوى فاكهة في العالم, وكما يسميها البعض (الغذاء السوبر). برلينر، أو «ميدي»، هو تنسيق صفحات الجريدة وفق قياس 315 × 470 مم (12.4 × 18.5 في)، بحيث يكون تنسيق برلينر أطول وأوسع قليلاً من شكل التابلويد / المدمجة، وكلاهما أضيق وأقصر من شكل الصحيفة المتعارف عليه. صحف أوروبية. يستخدم شكل برلينر في الكثير من الصحف الأوروبية بما في ذلك الصحف اليومية مثل صحيفة لوموند الفرنسية، ولي تن السوسرية، ولا ريبوبليكا ولا ستامبا في إيطاليا والباييس والموندو في إسبانيا، ودي مورغن، ولو سوار في بلجيكا، و منذ 12 سبتمبر 2005 تم استخدام هذا الشكل في الغارديان في المملكة المتحدة. كما وتصدر بهذا الشكل الصحيفة الاقتصادية الفرنسية ليزيكو منذ سبتمبر 2003، وكذلك تصدر بهذا الشكل كبرى الصحف اليومية في كرواتيا وصربيا. وانضمت حديثاً في 13 مارس 2012 لاستخدام هذا الشكل العديد من الصحف الأوروبية مثل دي تيجد ولايكو وهما من أبرز الصحف الاقتصادية البلجيكية. ويُصدر الطلبة صحيفة يونيفرستي اوبزيرفر في أيرلندا على شكل برلينر منذ سبتمبر 2009 يعود أصل التسمية إلى مدينة برلين الألمانية بالرغم من ان هذا الحجم كان يتناقض مع الإحجام في ألمانية الشمالية وفرنسا في أوائل القرن 20، ومن الطريف أن صحيفة برلينر تسايتونج لا تستخدم هذا الشكل في اصداراتها، بالرغم من تسميتها برلينر. يستخدم هذا الشكل في ألمانية صحيفتان وطنيتان يوميتان فقط هما، دي تاج تسايتونج ويونج فيلت. صحف أمريكا الشمالية. استخدمت ديلي جورنال وكوريور في لافاييت بولاية انديانا شكل برلينر لطبعتها اليومية في 31 تموز 2006، وكانت أول صحيفة في أميركا الشمالية يتم إنتاجها في هذا الشكل. واستخدمت صحيفة لوريل في ميسيسيبي هذا الشكل في أبريل 2012. ومنذ ذلك الحين، بدأت العديد من الصحف جميع أنحاء الولايات المتحدة باستخدام صفحات مشابهة لشكل برلينر، على الرغم من بعضها قد يكون أطول قليلاً. في الواقع تم تقليص عرض الصفحات بينما بقي طولها نفسه أو مقارب له، على سبيل المثال تستخدم نيو يورك تايمز الطول التقليدي مقاس 22 بوصة (559 ملم) وعرض 15 بوصة (381 ملم)، وقد تم تقليص حجمها في العام 2007 إلى 22 في 12 بوصة (559 من 305 مم). صحف آسيا. من أحدث الصحف التي تم اصدارها على شكل برلينر بيزنيس ديلي مينت ووول ستريت جورنال في العام 2007 في الهند. وفي النيبال فإن الصحيفة الوحيدة التي تصدر بهذا الشكل هي نيبالي تايمز. في باكستان تصدر صحيفة ديلي باكستان على شكل برلينر وهي صحيفة يومية باللغة الإنجليزية. كما وتصدر الصحيفة الإسرائيلية هآرتز على شكل برلينر منذ 18 فبراير 2007. اعتمدت [[كوريا الجنوبية على اصدار صحيفتها جونج أنج إلبو على شكل برلينر في مارس 2009، وبذلك اصبحت أول صحيفة كورية تستخدم هذا الشكل. وفي ذات الشهر اعتمد الصحيفة التركية غازيت هابرترك مقاييس مختلفة وهي 350 من 500 مم (13.78 في 19.69)، واصبحت بذلك أول صحيفة [[اللغة التركية|تركية]] تقوم بذلك، ويطلق على هذا الشكل اسم «سينر» لانه فريد من نوعه. .في 1 يونيو 2012، اعتمدت الصحيفة الإماراتية الرائدة والتي تصدر باللغة الإنجليزية، جلف نيوز استخدام شكل برلينر. صحف أمريكا الجنوبية. بدأت جورنال دو برازيل وهي صحيفة يومية برازيلية تأسست في عام 1891 باستخدام شكل برلينر في 16 أبريل 2006 حتى 31 آب 2010، حيث توقفت عن الإصدار الورقي واتجهت إلى الإصدار الإلكتروني. في [[السلفادور]] تصدر صحيفة كوريو (تعرف رسمياً باسم كوريو دا باهيا) على شكل برلينر عوضاً عن الشكل التقليدي. المراجع. [[تصنيف:صحافة]] [[تصنيف:صحف حسب النوع]] [[تصنيف:صحف يومية]] [[تصنيف:طباعة]] الناشزة القذالية الخارجية هي بارزة واضحة من صدفة العظم القذالي، والقمحدوة هي أعلى نقطة من الناشزة القذالية الخارجية. اللهو مع الخلان هي أغنية فلكلورية إنجليزية كتبها الملك هنري الثامن ملك إنجلترا في الأعوام الأولى من القرن السادس عشر، بعد وقت قصير من تتويجه، وهي تعد أشهر مؤلفاته الموسيقية. وقد أصبحت من الأغاني المحبوبة في إنجلترا وبعض البلدان الأوروبية الأخرى خلال فترة عصر النهضة. ويعتقد أن هنري الثامن كتبها لزوجته الأولى كاثرين أراغون. جان شاريه (أيضاً: جان شاريست) أو جون جيمس شاريه (اللفظ: ) (مواليد شيربروك، كيبك، )) سياسي كندي، وهو رئيس وزراء كيبك التاسع والعشرون منذ سنة 2003، وشغل منصب نائب رئيس وزراء كندا بين 25 يونيو و3 نوفمبر 1993، وكان قائد الحزب المحافظ التقدمي الفيدرالي من سنة 1993 حتى 1998، وهو زعيم حزب كيبك الليبرالي منذ سنة 1998 حتى 5 ديسمبر 2012 حيث أعلن استقالته واعتزاله العمل السياسي عشية خسارة حزبه في الانتخابات البرلمانية العامة في إقليم كيبيك (2012). يحمل إجازة في القانون من جامعة شيربروك. متزوج من ميشيل ديون ولديهما ثلاثة أولاد يتكلمون اللغتين الفرنسية والإنكليزية بطلاقة كاملة. ميشيل كورشين (أو ميشال كورشيسن) [مواليد تروا ريفيير، كيبك في ] سياسية كندية، عضو في حزب كيبك الليبرالي وعضو في المجلس القومي عن منطقة فابر في مدينة لافال، وهي أيضاً الوزيرة المسؤولة عن إقليم لافال ووزيرة التربية ونائبة رئيس الوزراء في كيبك. تحمل إجازة في علم الاجتماع ودرجة ماجستير في التخطيط العمراني من جامعة مونتريال. وقعت معركة جوينجيت أو معركة المناخس في 16 أغسطس 1513، كجزء من حرب عصبة كامبراي إحدى حروب سلسلة الحروب الإيطالية، حيث فاجأ الجنود الإنجليز وجنود الإمبراطورية الرومانية المقدسة بقيادة الملك هنري الثامن والإمبراطور ماكسيميليان الأول مجموعة من الفرسان الفرنسيين بقيادة جاك دي لا بليس. كانت قوات الكاردينال توماس وولسي مسلحة بأنواع مختلفة من الأسلحة والتي شملت الفرسان والمدفعية والمشاة وحاملي الرماح المصنوعة من الصلب والمصممة لاختراق الدروع. أما القوات الفرنسية فكانت مشكلة من عدد من الفرسان وحاملي الرماح. سميت المعركة بمعركة المناخس لاستخدام الفرسان الفرنسيين للمناخس في همز الخيل للهروب من المعركة، وكان من ضمن الأسرى قائد الجيش الفرنسي جاك دي لا بليس، وكنتيجة للمعركة ضم هنري الثامن مدن ثيروان في 22 أغسطس، وتورناي في 23 سبتمبر. حركة مهاجري الرحمة هي حركة تمرد شعبية في يورك، إنجلترا في عام 1536، بقيادة روبرت آسك وتوماس دارسي وروبرت كونستابل وفرانسيس بيجود اعتراضًا على الصدام بين الملك هنري الثامن ملك إنجلترا والكنيسة الرومانية الكاثوليكية والذي نتج عنه حل الأديرة، وما تلاه من تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية. انتهى التمرد على يد جيش بقيادة توماس كرومويل في فبراير 1537. سيرجي إسكوبار روي (بالإسبانية: Sergi Escobar Roure، ولد في 22 سبتمبر 1974، لاردة، إسبانيا) دراج إسباني. حاز على ميداليتين برونزيتين في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2004 في أثينا، كما حاز على الميدالية الذهبية في بطولة العالم للدراجات الهوائية على المضمار عام 2004. سعدية بن سالم أستاذة مساعدة في الجامعة التونسيّة، كاتبة وباحثة، ولدت بمدينة دقاش بالجريد التونسي زاولت تعليمها حتى المرحلة الثانوية بمدينة دقاش. حصلت سعدية على الإجازة في اللغة العربية و ادابها من كلية الآداب برقادة بالقيروان كما حصلت على الماجستير في تعلمية اللغة العربية من المعهد الأعلى للتربية و التكوين المستمر ببوشوشة تونس 2008. وعلى شهادة الدكتوراه من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس عن بحث بعنوان الانسجام في الخطاب الحجاجي: شروطه وتجلياته (بحث تأصيلي تطبيقي في ضوء بعض النظريات التداولية والتداولية العرفانية). (2015). من مؤلفها. في الرواية: في القصّة: في العمل التربوي: في السيرة: بحلوها وبمرها حكاية امرأة من باب الأقواس، في سيرة المناضلة شريفة الدالي السعداوي. (2015) في النقد: - عوالم سردية تونسيّة (2017) وسام سيرافيم: هو وسام ملكي يمنحه ملك السويد وهو تقليد بدأ في 23 فبراير 1748. شركة ناقلات النفط العراقية (IOTC) هي شركة عراقية مملوكة للدولة متخصصة في النقل البحري للنفط الخام والمنتجات المكررة، تم تأسيسها في عام 1972. ولاية كاليفورنيا هي ثالث أكبر ولاية في الولايات المتحدة مساحة، حيث تقدر مساحتها ب 423,970 كم مربع. تعد جبال سييرا نيفادا، والأراضي الخصبة في سنترال فالي، وصحراء موهافي في الجنوب من أبرز المعالم الجغرافية في الولاية. كما أن ولاية كاليفورنيا هي موطن لأطول (سيكويا دائمة الخضرة) وأضخم (سكويا عملاقة) وأقدم (صنوبر بريستلكون) الأشجار في العالم. كما أنها موطن أعلى (جبل ويتني) وأخفض (وادي الموت) نقطة في الولايات الأمريكية ال48 المتجاورة. تقسم الولاية عادة إلى شمال وجنوب كاليفورنيا، على الرغم من أن الحدود بين القسمين غير واضحة تماما. تعتبر سان فرانسيسكو واقعة في الشمال، بينما لوس أنجلوس تعد واقعة في الجنوب بينما المناطق فيما بينهما لا تمتلك هوية محددة. روبرت آسك (1500 - 12 يوليو 1537) محامي إنجليزي قاد حركة تمرد مهاجري الرحمة في يورك عام 1536، وأعدم بأمر الملك هنري الثامن ملك إنجلترا بتهمة الخيانة عام 1537. سيرته. روبرت آسك هو الابن الأصغر للسير روبرت آسك من أوغتون بالقرب من يوركشاير، وتربطه صلة قرابة بالملكة جين سيمور. عمل آسك كمحام، وعارض إصلاحات هنري الدينية، وخاصة حل الأديرة. وعندما بدأ التمرد في يورك ضد الملك هنري الثامن، غادر آسك لندن إلى يوركشاير. ورغم أنه لم يشارك في التمرد من البداية، إلا أنه قاد حركة مهاجري الرحمة. ومع الوقت، إنضمت معظم يوركشاير وأجزاء من نورثمبرلاند ودورهام وكمبرلاند وويستمورلاند إلى المتمردين. وفي 13 نوفمبر 1536، تفاوض آسك مع ممثلي الملك وحصل على وعد بمقابلة الملك لتقديم مطالب المتمردين في لندن. وما أن عاد إلى الشمال، تجدد القتال. تسبب تجدد القتال في دفع هنري لتغيير رأيه، فأمر باعتقال آسك وإرساله إلى برج لندن. حوكم آسك بتهمة الخيانة العظمى في قصر وستمنستر، واقتيد إلى يورك حيث أعدم شنقًا في يوليو 1537. في الدراما. لعب شون بين دور آسك في المسلسل التلفزيوني هنري الثامن، والتي أظهرته على العكس من الحقيقة، كقائد سابق في جيش هنري الثامن. كما لعب جيرارد ماكسورلي دور آسك في الموسم الثالث من مسلسل أسرة تيودور. عمر ماكسورلي وقت تصوير المسلسل كان أكبر من عمر آسك عند وفاته بعشرين عامًا، كما صور المسلسل أن آسك توفي عن أسرة صغيرة، بينما في الواقع لم يكن آسك قد تزوج عند وفاته. أبو جعفر بن هارون الترجالي (ت. نحو 575 هـ / نحو 1180 م) هو طبيب ، من أهل إشبيلية. ولد في ترجالة وتوفي بإشبيلية. ترجمه ابن أبي أصيبعة في طبقاته. حزب القراصنة تسمية لواحد من أحزاب القراصنة: