مهندس الكون العظيم أو المهندس العظيم للكون هو مفهوم ظهر في وقتٍ ما وزدات شهرته عندما ناقشهُ العديد من المسيحيين اللاهوتيين والمدافعين. يُستعمل هذا المفهوم أو التعبير في المحافِل الماسونية حيثُ يشير إلى الإله دون تحديده بالضبط. يتشاركُ هذا المفهوم معَ مفهوم خالق الكون المادي الذي يُستعمل في بعض الديانات وفي الفلسفة كذلك. المسيحية. استُخدم مفهوم المهندس العظيم للكون في مرّات عديدة للإشارة للإله في المسيحية، وكمثال على ذلك يُمكن العثور على هذا التعبير في الكتاب المقدس فضلا عن استعماله من قِبل العديد من المسيحيين في العصور الوسطى. ذكرَ توما الأكويني في الخلاصة اللاهوتية: أمّا جون كالفن فقد ذكر في تأسيس الديانة المسيحية (1536) أنّ مهندس الكون هوَ الله مشيرًا أيضا إلى أعماله المتميّزة في «عمارة الكون» وفي تعليقه على مزمور 19 يُشير كالفن إلى أن إله المسيحيين هو «مهندس كبير» أو «مهندس الكون». الإسلام. مسألة وصف الخالق أو تسميته في الإسلام مسألة دقيقة، ولا يقبل فيها الوصف التقريبي، ويعبر عن ذلك بأن أسماء الله توقيفية أي يجب أن ترد في نص معتبر ولا يقبل فيها القياس العقلي أو الرغبة الشخصية ويعتبر الاقتصار بوصف الله وتسميته على ما ورد منه أدب شرعي عبر عنه الدعاء النبوي وبالتالي يصح وصف الله بأنه خالق الكون، والخلق بمعنى التقدير، ووصفه بأنه الصانع وأنه البديع أي مبدع الكون، وأنه فاطر السموات والكون أي مبتدئ إنشائهما، وأنه العليم القدير، وإن كانت مجمل هذه الصفات مما يمكن (مجازًا) أن يعبر عنها بلفظ المهندس وقد استعمل بعض الكتاب المعاصرين هذا ضمن سردهم الأدبي لوصف خلق الله وصنعه ولم يستخدم في سياق كتب العقيدة، وقد ورد إنكار هذا الاستعمال من ابن عثيمين وغيره من العلماء وهذا توجه تفضيلي عند علماء المسلمين إذ يرجحون عادة استعمال اللفظ الوارد في الكتاب والسنة، فيقولون: الأول بدل القديم، و القيوم بدل القيام بالنفس، و الآخر بدل الأزلي والأبدي، وقد ميز العلماء بين استعمال كلمة مهندس وكلمة طبيب للإخبار عن الله وبين استعمال الكلمة نفسها كاسم علم أو ما يسمى العَلمية، وهذا موقف مجمع عليه تقريبًا وقد نقل السبكي عن الأشعري قوله: ، وقد ذكر ابن القيم في مدارج السالكين ملاحظة مهمة بأن أفعال الخالق لا يشتق منها أسماؤه الماسونية. يُؤكد مؤرخو الماسونية مثل وليام بيسي، غاري ليزر، وبرنت موريس أن الماسونية تستخدمُ كلمة المهندس العظيم للكون للإشارة إلى الإله. حسب نفس المؤرخين فإنّ هذا المفهوم قد ظهرَ في "كتاب الدساتير" المكتوبِ عام 1723 من قبل القسّ جيمس أندرسون. في السياق ذاته شرحَ كريستوفر هافنر كيف استخدمت الماسونية تعبيرَ المهندس الأعظم للكون باعتباره إله المُنضمين للمحافل. الهرمسية. تُشير بعض المصادر إلى اعتماد تعبير المهندس العظيم للكون في بعض كُتب الديانة الهرمسية؛ حيث وُجدَ في بعض المقالات: يُشير المهندس العظيم أيضا في هذه الديانة إلى المُراقب الذي خلق الكون وبالتالي فهوَ المهندس المعماري الذي صمّم العالم. الغنوصية. يتواجد هذا المفهوم كذلكَ في الديانة الغنوصية التي تعتبرُ خالق الكون المادي هو المُهندس العظيم للكون وهو إله العهد القديم لذلكَ فهو الإله الحقيقي. سلوى عثمان (29 فبراير 1960 -)، فنانة و ممثلة مصرية. عن حياتها. هي أبنة الفنان عثمان محمد علي. تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية. دخلت في المجال الفني و السينمائي عام 1979، وعملت في الإذاعة والسينما والمسرح، والتليفزيون، من المسلسلات التي لفتت إليها الأنظار البشاير، الحل الوحيد، "النهر لا يحترق، قبل الضياع وبوابة المتولي. التماثيل فوق المسنم ، شكول منحوتة في هيئة الإنسان والحيوان لتتزين أسقف المباني عامة أو المسنم (الجملون) في الطراز الدوري وموقع هذه الشكول على أطراف المسنم الثلاثة. وادي ريغ بكاملها، التي تقع في منخفض مستطيل الشكل، يبتدئ من رأس الوادي بأعالي مدينة المغير وبالضبط بقرية عين الصفراء بلدية أم الطيور ولاية الوادي الجزائرية عند شط ملغيغ شمالا، ويمتد في شكل مستطيل على نحو 160 كلم جنوبا إلى غاية قرية قوق التابعة لبلدية بلدة عمر التي يوجد بها ضريح الولي الصالح سيدي بوحنية. وتبعا للوحدة التاريخية والعرقية لهذا الإقليم فإنه حظي بكتابات بعض المؤرخين العرب والعجم أمثال ياقوت الحموي الذي سماه (الزاب الصغير) في معجمه البلدان وابن خلدون (بلاد ريغ أو أرض ريغ) وهو الذي حدد جنس سكانه يقوله (ريغة وسنجاس من بطون مغراوة وقد اختطوا قرى كثيرة في عدوة واد ينحدر من الغرب إلى الشرق، ويشتمل على مصر الكبير والقرية المتوسطة، والأطم، وقد رف عليها الشجر ونضدت حوافيها النخيل، وانسابت خلالها المياه وزهت ينابيع الصحراء وكثر في قصورها العمران، من ريغة هؤلاء، وبهم تعرف إلى هذا العهد. سكن هذا الإقليم عبر المراحل التاريخية العريقة قبائل وأجناس كثيرة ومتداخلة قي أنسابها وأصولها، قسمها بن خلدون والدرجيني في كتاب الطبقات إلى ثلاث عناصر أساسية نتج عنها عنصر رابع وهو المولدون بعد عملية التزاوج بين هذه الأجناس الثلاثة. سكان وادي ريغ. وتتمثل العناصر الثلاثة لسكان إقليم واد ريغ بداية بالحشاشنة أو الرواغة، نسبة إلى وادي ريغ، وهم سلالة من قبيلة زناته البربرية تسمى بهم الإقليم لكونهم يشكلون أغلب سكانه ثم العرب، وهم تلك الأجناس التي وفدت من مختلف الجهات خاصة الزيبان والجريد التونسي والمغرب الأقصى، إضافة إلى الذين جاءوا مع اجتياح قبيلتي هلال وسليم، منهم من تمدن، ومنهم من حافظ على حياة الترحال، وأخيراً الزنوج وهم العبيد الذين جيء بهم من أعماق أفريقيا في زمن تجارة الرق، حيث كان سوق تقرت مثل ورقلة يشكل نقطة عبور هامة في هذه التجارة. ومع تعاقب العصور التاريخية والتمازج هذه الأجناس البشرية الثلاثة نتج عنصر جديد سمي بالمولودين، وهم خليط بشري بين الرواغة والعرب والزنوج، إثر التزاوج والتصاهر فيما بينهم.ويقول الشيخ عبد الحميد قادري في كتابه أنه بطول الزمن وتعاقب الأجيال اندمجت هذه العناصر الثلاثة في بوتقة واحدة، وأصبحت تشكل مجتمع واحدا متماسكا يعمر القصور والقرى على امتداد الوادي وانمحت سلسلة الأنساب، ولم يعد هناك فوارق جوهرية بين هذه الأجناس وبسبب عدم وجود آثار لحياة علمية – قد يعود ذلك لانعدام التدوين والتأريخ خلال عدة عصور وأزمان – فأن التطور العلمي بالمنطقة يكاد يرتبط بالإباضيين، الذين تشير بعض المصادر التاريخية إلى امتداد تزعمهم المنطقة إلى القرن الثامن الهجري، حيث عم في فترتهم العمران ونمت غابات النخيل وتكاثر عددها وإنتاجياتها المختلفة، كما ازدهرت العلوم، واشتهر من علمائهم رجل العلم أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المولود عام 340 هجري ب (تنسلي) بلدة عمر أو تنعمر وهو الذي يعرفه بعض الكتاب بأنه هو الولي الصالح سيدي محمد السايح جد أولاد السايح والعالم عبد الرحمان بن معلي مؤسس طريقة الحلقة بالجامع الكبير تقرت. ومع تقدم الزمن وتميز أهالي واد ريغ بتبجيل العلماء ووضعهم موضع رفعة وإجلال، برز علماء آخرون أمثال الداعية الكبير محمد بن عبد الكريم المغيلي، الذي اعتكف بالمسجد الكبير بتقرت، يدرس ويعلم، وكذلك فعل سيدي الحاج سعيد المغراوي، دفن بتقرت الذي قام بأعمال جليلة علما وعملا، والحاج عبد الله مشيد مسجد تماسين المعروف باسمه مسجد سيدي الحاج عبد الله. وإن كانت حركة التدوين وغيابها هي المتسبب الرئيسي في انعدام أي أثر هذه الحركات العلمية فإن بعض الكتابات على قلتها لم تخل من بعض الإشارات، حيث نجد الرحلة العربي العياشي في وصفه لمدينة تقرت، يتحدث عن فقهائها ومكتبة الإمام بالمسجد الكبير، العامرة بأنفس الكتب وأثمنها وأندرها، كما خصص الشيخ إبراهيم العوامر بعض الصفحات من كتابه الصروف في تاريخ الصحراء وسوف للحديث عن مدينة تقرت حيث يقول أن أهل تقرت ومنطقتها يمتازون بانتشار الثقافة الحديثة والأسلوب الحضاري في العيش، وحبهم للعلم والعلماء فقد نشأت بهذه المنطقة منذ القديم حركات علمية وثقافية كانت نتيجة لوجود الروح الإسلامية العربية لدى أهاليها، ثم تعددت هذه الروح بفضل الصلة الثقافية العميقة الجذور عبر التاريخ المشترك بين واحة تقرت وواحة واد سوف من ناحية، وبين واحة تقرت وواحة الجريد التونسي من ناحية أخرى. ويضيف الشيخ إبراهيم العوامر أن علماء واد سوف ونفطة وتوزر كانوا يفدون أفراداً وجماعات إلى تقرت وضواحيها، ومنهم الشيخ مبارك المازقي وعثمان بن المكي من توزر بتونس والشيخ العربي العدواني، الذين كانوا يحلون سنويا بتماسين، ويجتمعوا بمحل الشيخ أحمد بوبكري الذي خصص بيتا للوافدين من طلبة العلم، كما كان له الفضل الكبير في تدريس علوم النحو والصرف والفقه والحديث والفرائض والأصول هذا إضافة إلى أسر أخرى برزت في مجالات العلمية والفقهية أمثال أسرة الشيخ أحمد الزكيزكي، صاحب دار لالة ماما التي خصصها هو الآخر لينزل بها العلماء وطلاب العلم، وكذلك أسرة بالربح التي اشتغل كثير من أفرادها في القضاء والتدريس ومن هؤلاء كثيرا تركوا أثرهم في جميع قرى الوادي. تاريخ. الفترة الأولى للحكم الإسلامي. تأثرت منطقة وادي ريغ كغيرها من مختلف مناطق الجزائر بالصراعات المذهبية، حيث كانت الوثنية ضاربة أطنابها بالمغير عل بعد 100 كلم شمال مدينة تقرت في عصر الأمويين وقد مست مجموعة قبائل البربر بواد سوف وريغ. ومع التسلسل الزمني في حدود القرن العاشر انقسمت قصور المنطقة بين السنيين المتمثلين في الأغالبة والإباضية، ثم ارتبطت بالحماديين ببجاية. وبسقوط هذه المملكة تزعمت قبيلة بني هاشم الهلالية قصور واد ريغ، وتجدرو بالمنطقة أسلوب المقايضة بين الأهالي، بمنتجاتهم الفلاحية والزراعية، والبدو الرحل باللحوم والألبان الصالحين، وكان من هذه القرى سيدي سليمان، سيدي راشد، سيدي عمران وسيدي خليل وغيرها وقد عبر عن ذلك ابن خلدون حين قال : . ويروى أن المنطقة عرفت فيما بعد تشرد وتشتت سكانها، وتحطم مبانيها ومزروعاتها بفعل هجمات ابن غانية خلال محاربته الموحدين، فغادر الإباضيون وعلماؤهم المنطقة، التي عرفت فيما بعد حملات المايوركي، وسيطرة الحفصيين، وغارات بني حماد، واجتياح قبائل هلال وسليم، وما خلف ذلك من محن وصعوبات، اضطرت الأهالي إلى مغادرة الإقليم نحو الجريد التونسي وفزان الليبية، وحتى إلى المشرق العربي. امارة تقرت. واستوطن المنطقة وافدون جدد جاءوا مع هذه الحملات من عرب وأعراب وزنوج. ونتيجة لهذه الصراعات استقل كل قصر وكل دشرة علي حدى تحت إشراف شيوخ وأمراء واعيان وإشراف. واصدق من عبر عن هذه الفترة العلامة عبد الرحمان ابن خلدون حين قال: وبقي الإقليم إلى غاية القرن الخامس عشر ميلادي يعيش التشرد والانفصال والفوضي العارمة إلى أن عاد إليه الاستقرار والتوحد تحت راية بني يوسف الدواودة باستثناء قصر تماسين الذي ظل منفصلا عن تقرت تحت حكم بني إبراهيم الريغيين. ولكن الوضع لم يستمر على هذا الحال إذ وبعد دفع الجزية ومحاولة الانفصال عن الدولة الحفصية بتونس سنة 1439م أبا عمر عثمان السلطان الحفصي مهاجمة عاصمة الإقليم في عهد يوسف بن الحسن وبذلك انتهى عهد الاستقرار وعادت الفوضى لتعم من جديد ولم يستقر الحال إلا مع مجيء رجل يدعي محمد بن يحي الريغي دفين تقرت من قبيلة ريغة من سطيف *1 وتزعمه إقليم وادي ريغ وسوف بعد القضاء على الخلافات التي كانت قائمة بين الشيوخ واعيان القصور الذين تمكن استمالتهم إليه وأصبحوا يمثلونه في قصورهم بما اشتهروا به من صلاح ورجاحة الرأي منهم خليل بن سالم.عمران بن محمد.راشد بن حامد. مبارك الصايم ويحي بلقاسم وسليمان بالحاج وأحمد السايح وغيرهم، وعم على إثر ذلك الأمن والهدوء بفعل تأسيس المسجد الذي حمل اسم مؤسسة سلطان واد ريغ سيدي محمد بن يحيى، الذي هو عبارة عن دار للخلافة كما أسماه الشيخ عبد الحميد قادري، يجتمع فيه الأعيان والقضاة للفصل في الخلافات وتدارس الأمور، وبذلك انمحت الفوارق، وأزدهر الإقليم بعد أن تمكن السلطان من عقد الصلح بين قبائل العرب التي كانت تجوب الإقليم بأكمله لحراسته وحمايته بما تميز به من فراسة وركوب الخيل، منها السلمية والدراسية والرحمانية وأولاد مولات وسعيد أولاد عمر وشعانبة وداي سوف والفتايت وغيرهم حتى أصبحت المنطقة وجهة للقوافل التجارية ومحطة أساسية لعبور الحجيج القادمين، سواء من الجنوب أو من الغرب والذين راق لكثير منهم الاستقرار بها وتعميرها. وبذلك عرف الإقليم توافد أعداد كبيرة من الناس لاسيما التجار القادمين من المغرب الأقصى وما كانوا يجلبونه من أصداف وجلود وأواني نحاسية واستبدالها بما تنتجه المنطقة من تمور وما إلى ذلك من المنتجات، التي يحتاج إليها الحجاج في طريقهم إلى البقاع المقدسة والعودة منها. وفي هذه الظروف ظهرت أسرة بني جلاب ذات العطاء السخي بما أنعم الله عليها من بسطة الرزق، لقد كان أفرادها يتاجرون مثل غيرها من العائلات المغربية في الأصواف، وزيت الزيتون والنحاس والجلود والزرابي ومختلف المواد المنتجة بالمغرب، وكان يرأس هذه الأسرة رجل اتسم بالورع والعلم والكرم والتصدق من أملاكه في كل ذهاب أو عودة من البقاع المقدسة، إنه الحاج سليمان المريني، من أسرة بني مرين بمملكة فاس، الذي أغدق على أهالي الإقليم بعطاياه وذلك كان يفعل اتباعه حتى انهم كانوا يقرضونهم دون أن يلحوا عليهم في طلب تسديد الديون المترتبة على ذلك ومع مرور الوقت كثرت الديون في آخر عهد السلطان سيدي محمد بن يحي الذي دله ورعه وتقواه إلى خطة محكمة تجنب الرعية خطر اليهود، الذين بدأوا يستغلون هذه الظروف لصالحهم بعرض أموالهم التي جنوها من تجارة الذهب للاستدانة والتحكم في رقاب الناس، بفعل تنامي الديون والربى، ومن ثم يحتمون عليهم التنازل لهم عن أملاكهم، من نخيل ومنازل وحيوانات ويجردونهم من كل شي، بما في ذلك حرياتهم الشخصية، وللحيلولة دون ذلك ومع تنامي خطر الفقر والجفاف، الذي يكون قد أصاب الإقليم في تلك الفترة–منتصف القرن الخامس عشر ميلادي-عمد السلطان سيدي محمد بن يحي، بعد استشارة الأعيان وكبار المنطقة، إلى التضحية بمقاليد المشيخة إلى سليمان المرني، مقابل تنازل عشيرته، الأسرة المرينية الفاسية، عن مستحقاته من ديون لدى الأهالي، ومواجهة جشع اليهود بتسديد ما على الناس من أموال تجاههم. وقد عبر عن ذلك شارل فيرو بقوله كانت بوادي ريغ وسوف جماعة يرأسها محمد يجتمعون عند الرئيس محمد بن يحي فيقررون ما يهمهم –كل يدلي بما تحتاجه قريته ثم يفترقون، وحين هلك رئيسهم المذكور ولم يستطع خلفاؤه ما كان يقوم به من مصالح وطنهم، انسحبوا من الميدان وهاجروا إلى شمال البلاد، وكان الولاء التام لهذه الآسرة تحت مشيخة سليمان المريني الجلابي منذ سنة 1445، وتولى من بعده أولاده وأحفاده طيلة قرابة أربعة قرون ونصف بدون انقطاع. ومن ثم بقي الحكم في أيدي بني جلاب، الذين عملوا على تثبيت مذهبهم المالكي مقابل الأباضي الذي عرف تراجعا كبيرا، كما تمكنوا من استرجاع الأمن والطمأنينة بعد تنظيم أمور المملكة حيث قام الشيخ سليمان بتكوين جيش من قبائل أولاد مولات وسعيد أولاد عمر وأولاد السايح، تمكن بواسطته من مد نفوذ المشيخة في بعض الحالات إلى غاية نفطة بتونس شرقا وأولاد جلال في الشمال المغربي في بداية عهد الجلالبة عرف إقليم وادي ريغ ازدهارا ثقافيا وعلميا واقتصاديا كبيرا، إذ تم جلب أصحاب الحرف والصناعات اليدوية، كما شيدت المساجد والقصور ومن أشهرها المسجد الكبير بتقرت ذي القبة المنمنمة بالفسيفساء، والمنبر الذي جلب من تونس وقد نقش عليه تاريخ صنعه وبعض الآيات القرآنية وبذلك تشير بعض المصادر التاريخية إلى ازدهار الإقليم، بفعل بناء وتشييد المساجد والمدارس القرآنية، وتطور العلم بشكل، كبير حتى أصبحت هذه المساجد تمثل مراكز للإشعاع الحضاري والفكري، عمرها العلماء والمدرسون. فترة حكم إيالة الجزائر. تغير أمر حكام المشيخة وشاع بينهم الغدر والخداع بفعل تنامي التنافس بين الأحفاد، الذين تناسوا المشيخة وراحوا يتصارعون على العرش وصل بهم الأمر إلى العصيان والتمرد على الدايات التركية بالجزائر والسلطة المباشرة التي كانت تحت أشراف صالح رايس، الذي لم يتوان في تنظيم حملة تأديبية سنة 1552 على الإمارة لإخضاعها وحملها على دفع الجباية، وإبقائها تحت حكم الأتراك وسلطتهم المباشرة بزحفه على المنطقة بجيش ضخم حسب وصف الراهب الإسباني هايدو HAIDOU الذي يقول في هذا الإطار: (..قرر باشا الجزائر مهاجمة تقرت بما يزيد عن 1000 فارس و3000 رجل من الرماة وقطعتين من المدافع، وبعد رحلة دامت قرابة واحد وعشرين يوما حاصر الإمارة وابتدأ بقرية انسيغة بنواحي المغير، فقتل الأهالي وانتهك الحرمات وسوى في ذلك بين الشيخ الكبير والطفل الصغير، وواصل على هذا المنوال إلى حدود تقرت مقر المشيخة التي احكم عليها الحصار، وأمر بإحضار سلطانها، الذي كان شابا يافعا لم يتجاوز عمره ستة عشر سنة، ولما عوتب على خروجه عن طاعة الباشا تبرا وارجع مسؤولية ذلك إلى القاضي، الذي كان الحاكم الفعلي، فأحضر القاضي الذي تبينت عليه الحجة وأعدم بوضعه في فوهة إحدى المدافع وأطلقت النار. وبعد أن ضمن الباشا ولاء سلطنة تقرت وورقلة ألزمها ضريبة سنوية لا تقل على ثلاثين عبدا من عبيد السودان ثم عاد إلى مقر الحكم بالجزائر) وبقيت الأمور على ذلك قرابة قرن من الزمن، لم يجرؤ خلالها أي من الشيوخ الجلالبة على معاودة الكرة ومحاولة الانفصال بالإمارة عن الحكم العثماني الذي اكتفى بتحصيل الجباية وإعلان الولاء إلى أن اعتلى العش أحد الحكام الجلالبة لم نتمكن من العثور على اسمه- وأعلن بدوره قراره بعدم اعترافه بولاء مشيخته للسلطة المركزية، مما حدى بيوسف باشا القيام بحملة ثانية سنة 1646 م استطاع خلالها أن يهزم جيش الإمارة وتغريمها بضربة سنوية لا تقل عن عشرين عبدا. وبعد حوالي قرن ونصف من الزمن قام صالح بأي بقسنطينة بتوجيه دعوة إلى السلطان الجلابي للالتقاء بزريبة الوادي قرب بسكرة، وتم إمضاء اتفاقية ولاء مشيخة تقرت لبايلك قسنطينة سنة 1787. ويبدو أن أعيان السلطنة لم ترضهم هذه الاتفاقية، فقرروا مقاطعتها، مما جعل صالح بأي يزحف عليهم سنة 1788 لكنه فشل في اقتحام مقر المشيخة رغم الحصار الذي دام 22 يوما - وفي إحدى الروايات 06 أشهر – وضربها خلالها بالمدافع حيث قرر رفع الحصار بعد أن أنهك جيشه والعودة من حيث اتى تاركا وراءه المدافع التي لم يستطع سحبها معه بسبب البرك المائية التي كانت تحيط بقصر المقارين الذي كان يعسكر به. ثم بعد ذلك وفي عهد الحاكم الشيخ محمد بن جلاب قاد أحمد باي مملوك قسنطينة وبتحريض من حاكم بسكرة فرحات بن سعيد غارة جديدة على إقليم وادي ريغ سنة 1818 – وفي بعض المصادر الأخرى سنة 1812 – وحاصر البلدة لمدة شهرين كاملين ولما عجز عن اقتحامها لجأ إلى تخريب بعض الديار واقتلاع أشجار النخيل وردم كل منابع المياه التي واجهته في طريقه. وخوفا من هلاك الأهالي بالجوع، ونفاذ مخزون الإمارة، وضياع أملاكها بسبب النهب والتدمير الذي خلفته جيوش أحمد بأي، اجتمع أعيان الإقليم ومشايخه تحت إشراف الشيخ محمد بن جلاب، وقرروا التفاوض مع الغزاة، حيث تقول بعض المصادر أنهم أرسلوا إليهم مجموعة من الأعيان يقودهم الشيخ بن جاري وتم الاتفاق بين الطرفين على ضمان دفع جزية سنوية لا تقل عن مائة قطعة ذهبية وفي مصادر أخرى وجدنا أن الشيخ محمد بن جلاب ونكاية في فرحات بن سعيد سلطان الزاب بسكرة، الذي كان يطمع في إخضاع إمارة وادي ريغ لسلطته، قد وعد الغازي أحمد مملوك بدفع مبلغ مالي مقابل تمكينه من بسط نفوذه على هذا الإقليم، حيث تشير هذه المصادر إلى أن السلطان الجلابي سارع إلى إعطاء أوامر بفتح حصنه إما أحمد بأي وخصه باستقبال حار، في محادثات أسفرت عن تعهده بضمان تقديم ضريبة سنوية قدرها مائة ريال، وهو ما كان يمثل ضعف ما وعده به حاكم بسكرة. ولتفادي هذه المواجهات عمدت أيالة الجزائر وقسنطينة إلى تشجيع النعرات القبلية والصراعات على عرش المشيخة بين أفراد بن جلاب. فترة الاستعمار الفرنسي. أخذت الصراعات على عرش المشيخة طيلة الأربعة قرون تتعدد وتتفرع وتتكاثر حيث كان الصراع على أشده بين الأخوة وأبناء العمومة، فمنهم من انفرد بواحة تماسين، وراح يكيل الضربات لتقرت ومنهم من استمال إليه واحة واد سوف وحتى وصل بهم الأمر إلى الاستعانة بالسلطة الاستعمارية الغازية للبلاد، التي عملت على تزكية هذا الصراع، لتواصل زحفها نحو الجزائر العميقة، ومن ثم احتلال الإقليم بداية بالمغير في م، وبقيت تتوغل في القرى والمداشر، إلى أن دخلت تقرت وأعلنت احتلالها يوم م لتقضي بذلك على إمارة الجلابة بواد ريغ في عهد سلمان الجلابي ولتكون بذلك قد وضعت حد لحكم دام أكثر من أربعة قرون. يعود تاريخ كوريا إلى العصر الحجري القديم السفلي قبل حوالي 400,000 إلى 700,000 سنة ماضية عندما سُكِنَتْ شبه الجزيرة الكورية. أقدم فخار كوري معروف يعود لحوالي 8000 سنة قبل الميلاد, والعصر الحجري الحديث بدأ بعد سنة 6000 قبل الميلاد، ثم تبعه العصر البرونزي في سنة 800 قبل الميلاد, ثم العصر الحديدي في سنة 400 قبل الميلاد. وفقاً للتاريخ الأسطوري في تذكارات الممالك الثلاث, تأسست غوجوسون (جوسون القديمة) في منشوريا والجزء الشمالي من كوريا في 2333 قبل الميلاد. غجا جوسون أسست في القرن الإثني عشر قبل الميلاد، وجودها ودورها السياسي مختلف عليه في عصرنا الحاضر. أسست دولة جن في الجزء الجنوبي من كوريا في القرن الثالث قبل الميلاد. في القرن الثاني قبل الميلاد، استبدلت غجا جوسون بمملكة ومان جوسون والتي هزمت على أيدي مملكة هان الصينية بقرب نهاية القرن. أدى سقوط غوجوسون إلى خلافة العديد من الدول لها، حيث استمرت الممالك الثلاث البدائية إلى العصر الحديدي. منذ القرن الأول، نمت وسيطرت غوغوريو, وبايكتشي وشلا على شبه الجزيرة الكورية ومنشوريا وعرفت باسم الممالك الثلاث (من 57 قبل الميلاد إلى 668 بعد الميلاد) حتى التوحيد على يد aلا في 676. في 698, أسس داي جويونغ مملكة بالهاي على الأراضي القديمة لغوغوريو, والتي قادت لعصر دول الشمال والجنوب (698 إلى 926). في أواخر القرن التاسع، قسمت مملكة شلا إلى ما عرف باسم ممالك كوريا الثلاث الأخيرة (892 إلى 936), والتي انتهت بتوحيد وانغ غون لتعرف باسم مملكة غوريو. في الوقت نفسه سقطت بالهاي بعد غزوة من قبل مملكة لياو الخيطان حيث هرب اللاجئون بما فيهم آخر ولي للعهد إلى غوريو. خلال عصر غوريو، دونت القوانين، وأنشئ نظام الخدمة المدنية، وتأثرت الحضارة بالبوذية المزدهرة. في 1392 أنشأ إي سونغ غاي مملكة جوسون (1392 إلى 1910) بعد الانقلاب في 1388. نفذ الملك العظيم سيجونغ (1418 إلى 1450) العديد من الإصلاحات الإدارية والاجتماعية والاقتصادية، وأنشأ السلطة الملكية في السنوات الأولى من المملكة، كما نشر الهانغول, الأبجدية الكورية. ابتداء من أواخر القرن السادس عشر، واجهت مملكة جوسون العديد من الغزوات الخارجية، وصراعات داخلية على السلطة والعديد من التمردات وأخذت في السقوط سريعاً في أواخر القرن التاسع عشر. في 1897, خلفت الإمبراطورية الكورية (1897 إلى 1910) مملكة جوسون. على العموم أجبرت الإمبراطورية اليابانية كوريا على توقيع معاهدة الحماية, وفي عام 1910 قامت بضم الإمبراطورية إليها. فيما بعد تم التأكيد على أن جميع المعاهدات ملغية وباطلة. تجلت المقاومة الكورية السلمية على نطاق واسع في حركة 1 مارس من عام 1919. بعد ذلك نشطت حركات المقاومة بالتنسيق مع حكومة جمهورية كوريا المؤقتة في المنفى, وخصوصاً في الدول المجاورة: منشوريا، والصين, وسيبيريا. بعد التحرر في 1945, أنشأ تقسيم كوريا دولتين حديثتين وهي شمال كوريا وجنوب كوريا. في 1948 أنشئت الحكومة الجديدة, كوريا الجنوبية الديمقراطية ("جمهورية كوريا"), وكوريا الشمالية الشيوعية ("الجمهورية الشعبية الديمقراطية الكورية") مقسمة عند 38 الموازي. التوترات التي لم تحل الناتجة عن التقسيم في الحرب الكورية عام 1950, عندما غزت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية. قبل التاريخ وغوجوسون. لم يتم العثور بشكل واضح على الإنسان المنتصب في شبه الجزيرة الكورية, مع أنه تم الإبلاغ عن وجود محتمل للإنسان المنتصب. أدوات لصنع التحف وجدت من العصر الحجري القديم في هامغيونغ الشمالية, وبيونغان الجنوبية, وغيونغي, وشمال وجنوب مقاطعة تشنغتشونغ. يعود تاريخ العصر الحجري القديم إلى نصف مليون سنة مضت, مع أنه ربما بدأ في وقت متأخر من ذلك قبل 400,000 سنة أو مبكراً من ذلك في 600,000 أو 700,000. الرأي السائد حالياً أن الشعب الكوري ليس من نفس العرق الذي يمتلكه سكان العصر الحجري القديم. عصر جلمن الفخاري. أقدم فخار كوري معروف يعود تاريخه إلى حوالي 8,000 قبل الميلاد, تم العثور على أدلة حول حضارة السيراميك المشطي في العصر الحجري الأوسط (فخار ينغمن) في جميع أنحاء شبه الجزيرة الكورية. من أمثلة عصر ينغمن العديد من المواقع في جيجو. وجد جلمن أو الفخار المطرز المشطي بعد 7,000 قبل الميلاد، حيث تركز الفخار المطرز المشطي الموجود على جميع الأواني في غرب ووسط كوريا، حيث تواجدت العديد من المستوطنات مثل أمسا (حي صغير). يحمل فخار جلمن تصميماً أساسياً وأوجه شبه لأشكال في المقاطعات البحرية الروسية، ومنغوليا, وحوضي نهري آمور وسونغهوا في منشوريا وفترة جومون في اليابان. عصر ممن الفخاري. الأدلة الأثرية تظهر أن المجتمعات الزراعية وأقدم أشكال التعقيد الاجتماعي السياسي ظهر في عصر ممن الفخاري (1500 إلى 300 قبل الميلاد). اعتمد سكان الجزء الجنوبي من كوريا بشكل مكثف على الحقل الجاف وحقول الأرز وعلى العديد من المحاصيل الزراعية في عصر ممن الفخاري (1500 إلى 300 قبل الميلاد). ظهرت المجتمعات الأولى بقيادة رجال كبار أو رؤساء في ممن الأوسط (850 إلى 550 قبل الميلاد), ويمكن إرجاع أول مراسم دفن للنخبة بشكل متباه إلى ممن الأخير (550 إلى 300 قبل الميلاد). بدأ الإنتاج البرونزي في ممن الأوسط وأصبح ذا أهمية متزايدة في المجتمع السياسي وفي الاحتفاليات بعد 700 قبل الميلاد. الأدلة الأثرية من سونغكري, ودايبيونغ, وإغمدونغ, وبقية الأماكن تشير إلى أن عصر ممن هو الأول الذي ارتفع فيه منصب رؤساء القبائل وتوسعت سلطتهم وانهارت. الوجود المتزايد للتجارة بعيدة المدى، وزيادة الصراعات المحلية، واستحداث المعادن البرونزية والحديدية أشارت إلى نهاية عصر ممن حوالي 300 قبل الميلاد. غوجوسون. غوجوسون هي أول مملكة كورية. أسطورة تأسيس غوجوسون، والتي سجلت في كتاب تذكارات الممالك الثلاث (1281) وغيرها من الكتب الكورية في العصور الوسطى, تنص على أن الدولة تأسست في 2,333 قبل الميلاد بواسطة دانغن الذي يقال أنه نزل من السماء. في حين لم يتم العثور على أدلة أثرية كبرى تدعم هذه الادعاءات، فقد لعبت دورا هاما في تطوير الهوية الوطنية الكورية. أول مملكة كورية من غوجوسون والتي تمتلك أدلة تاريخية يمكن التحقق منها هي غجا جوسون، والتي تأسست في القرن الثاني عشر قبل الميلاد بواسطة أحد أحفاد الأسرة الملكية في مملكة شانغ الصينية، واستمرت حتى 194 قبل الميلاد. يمكن العثور على السجلات ذات الصلة في سجلات المؤرخ الكبير في 91 قبل الميلاد, كتاب هان في 111 بعد الميلاد, كتاب هان الأخيرة في القرن الخامس الميلادي, وسجلات الممالك الثلاث في القرن الثالث الميلادي. وجودها (هناك القليل من الأدلة الأثرية المتعلقة بهذه المسألة) ودور غجا في التاريخ الكوري (سواء أكان غجا استبدل الحكومة المركزية للدولة القائمة آنذاك، مؤسساً أول دولة كورية، أو أنهم متخفين في منطقة خارجية) والذي أصبح مثاراً للجدل في القرن العشرين. مملكة غوجوسون التاريخية ذكرت لأول مرة في السجلات الصينية في بداية القرن السابع قبل الميلاد, وبقرب القرن الرابع قبل الميلاد كان وجودها معروفاً بشكل جيد في الصين. حول القرن الرابع الهجري قبل الميلاد، انتقلت عاصمتها إلى بيونغيانغ. في 194 قبل الميلاد، هرب الملك جن إلى دولة جن بعد انقلاب ومان, والذي أسس ومان جوسون. فيما بعد هزمت مملكة هان, ومان جوسون وتم إنشاء مقاطعات هان الأربعة في 108 قبل الميلاد. كان هناك وجود مهم للصين في الأجزاء الشمالية في شبه الجزيرة الكورية في القرن التالي، واستمرت مقاطعة ليلانغ لمدة أربع مئة عام حتى غزتها غوغوريو. نشأت دولة جن حوالي 300 قبل الميلاد في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية. لا يعرف سوى القليل عن دولة جن، إلا أنها أسست علاقات مع هان الصينية وقامت بتصدير التحف إلى يايوي اليابانية. في حوالي سنة 100 قبل الميلاد، تطورت جن إلى كونفدرالية سامهان. نشأت العديد من الدول الصغيرة من أراضي غوجوسون السابقة مثل: بيو, وأوكجو, ودونغ يي, وغوغوريو, وبايكتشي. ممالك كوريا الثلاث تشير إلى غوغوريو, وبايكتشي, وشلا, مع أن بيو وكونفدرالية غايا نشأتا في القرنين الخامس والسادس على التوالي. التعدين. غالباً ما يتم اعتبار العصر البرونزي قد بدأ حوالي 900 إلى 800 قبل الميلاد في كوريا, مع أن الانتقال إلى العصر البرونزي ربما يكون قد بدأ في وقت سابق يعود إلى 2300 قبل الميلاد. تم العثور على خناجر برونزية، ومرايا, وأسلحة بالإضافة إلى بلدان مسورة لها أنظمة سياسية. تمت زراعة الأرز، والفاصوليا الحمراء، وفول الصويا، وحبوب الدخن، بيوت الحفر مستطيلة الشكل، ومواقع دفن دولمن وجدت بشكل متزايد عبر شبه الجزيرة الكورية. السجلات المعاصرة تقترح أن غوجوسون انتقلت من الاتحاد الفدرالي الإقطاعي للمدن المسورة إلى مملكة مركزية على الأقل قبل القرن الرابع قبل الميلاد. يعتقد أنه بحلول القرن الرابع قبل الميلاد، تطورت حضارة الحديد في كوريا بسبب إبعاد الولايات المتحاربة في الصين ودفع اللاجئين إلى الشرق والجنوب. الممالك الثلاث البدائية. يسمى عصر ممالك كوريا الثلاث البدائية أحياناً باسم عصر الدول العديدة ("yeolgukshidae"열국시대), هذا العصر هو الفترة قبل صعود ممالك كوريا الثلاث بما فيها غوغوريو, وشلا, وبايكتشي, وبعد سقوط غوجوسون. تألفت هذه الفترة الزمنية من العديد من الدول التي برزت إلى الوجود من أراضي غوجوسون السابقة. من بين هذه الدول كان أكبرها وأكثرها نفوذاً هي دونغبيو، وبكبيو. بيو والولايات الشمالية الأخرى. بعد سقوط غوجوسون, نشأت بيو فيما يعرف اليوم باسم كوريا الشمالية ومنشوريا الجنوبية، من القرن الثاني قبل الميلاد إلى 494 ميلادي. تم استيعاب بقايا غوجوسون من غوغوريو في 494 حيث اعتبرت كل من غوغوريو وبايكتشي (مملكتان من ممالك كوريا الثلاث) أنفسهما كوريث لها. مع أن السجلات متفرقة ومتناقضة، إلا أنه يعتقد أنه في 86 قبل الميلاد قد تفرعت دونغبيو (بيو الشرقية) والتي يشار لبيو الأصلية باسم بكبيو (بيو الشمالية). كانت جولبون بيو السلف لغوغوريو وفي 538 أعادت بايكتشي تسمية نفسها باسم نامبيو (بيو الجنوبية). كانت أوكجو دولة قبلية تقع في شمال شبه الجزيرة تأسست بعد سقوط غوجوسون. كانت أوكجو جزءاً من غوجوسون قبل سقوطها. ولكنها لم تصبح أبداً مملكة متطورة بسبب تدخل الدول المجاورة لها. أصبحت أوكجو أحد روافد غوغوريو، وضمت في نهاية المطاف إلى غوغوريو من قبل غوانغايتو ملك غوغوريو في القرن الخامس. كانت دونغ يي مملكة صغيرة أخرى تقع في شمال شبه الجزيرة الكورية. كانت دونغ يي تحد أوكجو وواجهت نفس مصيرها بأن أصبحت أحد روافد غوغوريو الإمبراطورية المتوسعة. أيضاً كانت دونغ يي في السابث جزءاً من غوجوسون قبل سقوطها. سامهان. سام هان (삼한 | 三韓) تشير إلى الكونفدراليات الثلاث ماهان وجنهان وبيونهان. تقع سامهان في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية. دول سامهان حكمت بالقانون الصارم، كما لعب الدين دوراً هاماً. ماهان كانت الأكبر وتضم 54 ولاية، وفرضت هيمنة سياسية واقتصادية وثقافية. بيونهان وجنهان كلاهما كانتا تضمان 12 ولاية، ومجموعها 78 ولاية ضمن سامهان. دول سامهان تم غزوها في النهاية من قبل بايكتشي, وشلا, وغايا في القرن الرابع. عصر الممالك الثلاث. غوغوريو. تم تأسيس غوغوريو في 37 قبل الميلاد بوساطة جمونغ (اسمه بعد الوفاة هو: دونغميونغسونغ). فيما بعد قام الملك تايجو بتحويل الحكومة إلى حكومة مركزية. تعتبر غوغوريو أول مملكة كورية تعتمد البوذية كدين لها في 372 بعد الميلاد، في عهد الملك سوسرم. بلغت غوغوريو أوجها في القرن الخامس عندما وسع الملك غوانغايتو العظيم وابنه الملك جانغس الدولة لتضم منشوريا وجزءاً من منغوليا الداخلية، كما استولت على سول من مملكة بايكتشي. قام غوانغايتو وجانغس بعقد هدنة مع بايكتشي وشلا في عصرهم. قامت غوغوريو بهزيمة الغزوات الصينية الضخمة في حروب غوغوريو مع سوي من 598 إلى 614 والتي ساهمت في سقوط سوي, واستمرت بصد مملكة تانغ تحت قيادة العديد من الجنرالات بما فيهم يون غايسومن ويانغ مانتشن (شاهد حروب غوغوريو مع التانغ). على العموم العديد من الحروب مع الصين استنفدت قوى غوغوريو وسقطت لتصبح دولة ضعيفة. وبعد العديد من الصراعات الداخلية على السلطة، تم احتلالها من قبل قوات شلا وتانغ في 668. بايكتشي. تأسست بايكتشي بوساطة الملك أنجو في سنة 18 قبل الميلاد كما هو منصوص في سامغك ساغ حيث تلت غوغوريو وشلا. ذكرت سجلات الممالك الثلاث أن بايكتشي هي جزء من كونفدرالية ماهان في حوض نهر الهان (قرب ما يعرف اليوم بسول. قامت بالتوسع إلى الجنوب الغربي (مقاطعتي تشنغتشونغ وجولا) من شبه الجزيرة، وأصبحت قوة سياسية وعسكرية كبيرة. في نطاق التوسع، دخلت بايكتشي في مواجهات عنيفة مع غوغوريو والمقاطعات العسكرية الصينية في محيط طموحاتها الإقليمية. استوعبت في ذروتها في القرن الرابع الميلادي في عهد الملك غنتشوغوجميع دول ماهان وأخضعت معظم جهات شبه الجزيرة الكورية الغربية (بما فيها مقاطعات غيونغي, تشنغتشونغ, جولا, وأيضاً جزءاً من هوانغهاي وغانغوون) وحولت الحكومة إلى حكومة مركزية. اكتسبت بايكتشي ثقافة صينية والعديد من التقنيات من خلال اتصالها مع الممالك الجنوبية عندما توسعت أراضيها. لعبت بايكتشي دوراً أساسياً في نقل النمو الثقافي كالحروف الصينية, والبوذية, وصناعة الحديد, والفخار المتقدم، والمدافن الاحتفالية اليابانية القديمة. كما انتقلت جوانب أخرى من الحضارة عندما استسلم بلاط بايكتشي الملكي لليابان بعد غزوها لبايكتشي. هزمت بايكتشي بوساطة اتحاد قوات شلا وتانغ في 660 ميلادي. شلا. وفقاً للأسطورة فإن شلا بدأت مع توحد ست رؤساء قبائل في كونفدرالية جنهان بوساطة باك هيوكغوسي في 57 قبل الميلاد، في جنوب شرق كوريا. شملت أراضيها ما يعرف يوم بميناء مدينة بوسان, وظهرت شلا فيما بعد كقوة بحرية دمرت القراصنة اليابانيين خاصة خلال عصر شلا الموحدة. تحف شلا تضم قطعاً ذهبية فريدة من نوعها، تظهر تأثير السهوب البدوية الشمالية، مع تأثير أقل للصين عما يظهر في غوغوريو وبايكتشي. توسعت شلا بسرعة بعد احتلال حوض نهر ناكدونغ وتوحيد المدن الدولية. بحلول القرن الثاني الميلادي، كانت شلا دولة كبيرة تحتل وتأثر على الدول القريبة. اكتسبت شلا القوة مجدداً عندما ضمت كونفدرالية غايا في 562 ميلادي. واجهت شلا دائماً ضغطاً من غوغوريو، وبايكتشي, واليابان وفي أوقات مختلفة تحالفت مع بايكتشي وحاربت غوغوريو. في 660 ميلادي أمر الملك ميول جيوشه بمهاجمة بايكتشي. قام الجنرال كم يشن بمساعدة قوات مملكة تانغ باحتلال بايكتشي، وفي 661 ميلادي هاجمت شلا وتانغ مملكة غوغوريو إلا أنهما هزمتا. بدأ الملك منمو ابن الملك ميول وابن أخ كم حملة أخرى في 667 ميلادي وسقطت غوغوريو في السنة التالية. غايا. غايا هي كونفدرالية لممالك صغيرة في وادي نهر ناكدونغ في جنوب كوريا, نمت من كونفدرالية بيونهان من عصر سامهان. كانت سهول غايا غنية بالحديد لذا كان تصدير الأدوات الحديدية ممكناً, كما ازدهرت الزراعة. في القرون الأولى قادت مدينة غمغوان غايا الكونفدرالية في فترة غمهاي. على العموم تحولت سلطتها القيادية إلى الدولة المدنية دايغايا في فترة غوريونغ بعد القرن الخامس الميلادي. كانت دائماً في حالة حرب مع الممالك الثلاث التي تحيط بها، لم تتطور غايا لتشكل دولة موحدة ولكنها ضمت في النهاية إلى شلا في 562 ميلادي. دولتا الشمال والجنوب. مصطلح دولتي الشمال والجنوب يشير إلى دولتي شلا الموحدة وبالهاي, في الوقت الذي سيطرت فيه شلا على غالبية شبه جزيرة كوريا بينما توسعت بالهاي في منشوريا. خلال هذا الوقت، تقدمت التقنية والثقافة بشكل ملحوظ ولا سيما في شلا الموحدة. شلا الموحدة. بعد حروب التوحيد، أسست مملكة تانغ بؤراً استيطانية في غوغوريو السابقة، وبدأت في إنشاء مجتمعات إدارية في بايكتشي. هاجمت شلا قوات تانغ في بايكتشي وشمال كوريا في 671. ثم غزت تانغ مملكة شلا في 674 ولكن شلا أبعدت قوات تانغ لخارج الجزيرة ليصلوا لتوحيد شبه كامل لشبه جزيرة كوريا. ازدهرت الفنون الكورية بشكل كبير في عصر شلا الموحدة كما أصبحت البوذية جزءاً كبيراً من الثقافة. الأديرة البوذية كمعبد بلغكسا ومغارة سوكغرام (من مواقع التراث العالمي) هي أمثلة على العمارة الكورية المتقدمة والتأثير البوذي. الفنون والهندسة العمارية الأخرى التي دعمتها الدولة في هذه الفترة تتضمن معبد هوانغنيونغسا ومعبد بنهوانغسا. بدأت شلا تتعرض لمشكلات سياسية في نهاية القرن الثامن. أضعف هذا الأمر شلا بشكل كبير وبعد ذلك بوقت قصير، أنشأ أحد المتحدرين من بايكتشي السابقة مملكة بايكتشي الأخيرة. في الشمال أعاد الثوار إحياء غوغوريو السابقة وإنشاء غوغوريو الأخيرة ليبدأ عصر ممالك كوريا الثلاث الأخيرة. استمرت شلا الموحدة لمدة 267 عاما حتى سلم الملك غيونغسن الدولة لمملكة غوريو في 935, بعد 992 عاماً وستة وخمسين حاكماً. بالهاي. تأسست بالهاي بعد ثلاثين عاماً من سقوط غوغوريو. تم تأسيسها في الجزء الشمالي من الأراضي السابقة لغوغوريو بوساطة داي جويونغ, جنرال سابق في غوغوريو. سيطرت بالهاي على المناطق الشمالية من شبه الجزيرة الكورية, وجزء كبير من منشوريا (مع أنها لم تسيطر على شبه جزيرة لياودونغ لمدة طويلة) وتوسعت فيما يعرف اليوم باسم بريمورسكي كراي (الكيان الفدرالي الروسية). نصبت بالهاي نفسها خلفاً لغوغوريو. كما أنها تبنت حضارة مملكة تانغ، مثل الهيكل الحكومي والنظام الجغرافي السياسي. في وقت من السلام النسبي والاستقرار في المنطقة، ازدهرت بالهاي، وخصوصاً خلال عهد الملك من الثالث (حكم من 737 إلى 793) وعهد الملك سون. وعلى العموم ضعفت بالهاي بحلول القرن العاشر، وغزت مملكة لياو الخيطان مملكة بالهاي في 926. هاجر عشرات الالاف من النازحين، بما فيهم داي غوانغهيون، آخر ولي عهد إلى غوريو. لم ينج أي سجل تاريخي من مملكة بالهاي، كما لم تترك لياو أي تواريخ عن بالهاي. في حين سيطرت غوريو على بعض أراضي بالهاي واستقبلت اللاجئين إليها، إلا أنه لا يوجد أي جمع تاريخي آخر بينهما. يتضمن سامغك ساغي (تاريخ الممالك الثلاث) على سبيل المثال مقاطع عن بالهاي، ولكنه لا يتضمن تاريخاً شخصياً لبالهاي. في القرن الثامن عشر، قام مؤرخ مملكة جوسون يو دكغونغ بالدفاع عن تاريخ بالهاي باعتباره جزءاً من التاريخ الكوري، كما قام بصياغة مصطلح "عصر دولتي الشمال والجنوب" للإشارة لهذا العصر. الممالك الثلاث الأخيرة. ممالك كوريا الثلاث (892 إلى 936 ميلادي) تتضمن شلا (في آخر أيامها), بايكتشي الأخيرة (هبايكتشي), وتايبونغ (تعرف أيضاً باسم هغوغوريو | غوغوريو الأخيرة). تم تأسيس الأخيرتين بعد ضعف شلا الموحدة, وادعت أنهما وريثتان لبايكتشي وغوغوريو. قاد غنغ يي مملكة تايبونغ (غوغوريو الأخيرة), وهو راهب بوذي وهو من أسس غوغوريو الأخيرة. غنغ يي غير المشهور خلع من حكمه بوساطة وانغ غون في 918. كان وانغون مشهوراً بين شعبه وقرر توحيد شبه الجزيرة بأكملها تحت حكومة واحدة. قام بمهاجمة بايكتشي الأخيرة في 934 وحصل على استسلام شلا في السنة التالية. في 936 غزت غوريو مملكة بايكتشي الأخيرة. غوغوريو الأخيرة. تايبونغ أو غوغوريو الأخيرة (هغوغوريو) هي دولة أنشئت بوساطة غنغ يي (궁예 | 弓裔) في شبه الجزيرة الكورية في 901, خلال عهد ممالك كوريا الثلاث الأخيرة. بايكتشي الأخيرة. هبايكتشي أو بايكتشي الأخيرة هي أحد ممالك كوريا الثلاث الأخيرة, جنباً إلى جنب مع غوغوريو الأخيرة وشلا. تم تأسيسها بوساطة الجنرال المنشق غيون هوون من شلا في 900, وسقطت على يد جيش وانغ غون ملك غوريو في 936. عاصمتها كانت جونجو, وهي في الوقت الحاضر في مقاطعة جولا الشمالية. معظم المعلومات عن هذه المملكة مأخوذة من كتاب تذكارات الممالك الثلاث وكتاب تاريخ الممالك الثلاث. غوريو. تم تأسيس غوريو في 918 ميلادي وأصبحت المملكة الحاكمة في كوريا بحلول 936. سميت غوريو بهذا الاسم لأن وانغ غون اعتبر دولته خلفاً لغوغوريو. ظلت المملكة حتى 1392, وهي المصدر للاسم (korea) الإنجليزي. تم تدوين القوانين خلال هذا العصر، وإدخال نظام الخدمة المدنية. ازدهرت البوذية, وانتشرت في أنحاء شبه الجزيرة. كما ازدهر وتطور فخار السيلادون في القرن الثاني عشر والثالث عشر. نشرت تربتاكا كوريانا على 81,258 لوح واخترعت الطابعة المنقولة المعدنية النوع والتي تشهد على إنجازات كوريا الثقافية. في عام 1231 بدأ المغول حملاتهم ضد كوريا, وبعد 25 سنة من النضال، خضعت غوريو من خلال التوقيع على معاهدة مع المغول. استمرت غوريو بعد المعاهدة لمدة 80 سنة كحليف رافد للمغول الذين حكموا مملكة يوان في الصين. في 1350 بدأت مملكة يوان بالسقوط بسرعة بسبب الصراعات الداخلية، مما مكن الملك غونغمن من إصلاح حكومة غوريو. كان هناك العديد من المشاكل التي كان على غونغمن التعامل معها، بما فيها إبعاد الأرستقراطيين والمسؤولين العسكريين الموالين للمغول، وقضية ملاك الأراضي، وتهدئة العداء المتزايد بين البوذيين وعلماء الكونفوشيوسية. استمرت مملكة غوريو حتى 1392. سيطر تايجو ملك جوسون ومؤسسها على السلطة بانقلاب عام 1388 وبعد أن حكم من خلف عرش ملكين اثنين، أنشأ مملكة جوسون في 1392. جوسون. جوسون (يوليو 1392 - أكتوبر 1897), دولة كورية أسسها إي سونغ غاي واستمرت قرابة الخمس قرون. تأسست مملكة جوسون بعد الإطاحة بمملكة غوريو وعاصمتها غايسونغ, في وقت مبكر من تاريخ المملكة تم إعادة تسمية كوريا ونقل العاصمة إلى المدينة التي تعرف في عصرنا باسم سول. جرى توسيع الحدود الشمالية للمملكة حتى وصلت إلى نهر يالو (يعرف باسم أمنوك) ونهر تومين عبر إخضاع الجورشن. تعتبر جوسون آخر مملكة في التاريخ الكوري، وأطول مملكة حكمت بالتعاليم الكونفوشيوسية. التاريخ السياسي. في 1392, أنشأ الجنرال إي سونغ غاي (عرف باسم تايجو لاحقاً) مملكة جوسون (1392 - 1897) وسميت بهذا الاسم تكريماً للمملكة السابقة غوجوسون, واستندت على أيدولوجيات الكونفوشيوسية المثالية. نقل تايجو العاصمة إلى هانيانغ (سول الحديثة) وبنى قصر غيونغبوك. في 1394 تبنى النوكونفوشيوسية كديانة رسمية للبلاد، وسعى إلى إقامة دولة بيروقراطية قوية. ابنه وحفيده الملك تايجونغ والملك العظيم سيجونغ نفذا العديد من الإصلاحات الإدارية والاجتماعية والاقتصادية وأسس سلطة ملكية قوية في السنوات الأولى من عهد المملكة. عانت الأمة في السنوات التي تلت ذلك العديد من الصراعات الداخلية في البلاط الملكي، والعديد من الاضطرابات المدنية والصراعات السياسية، والتي ازدادت سوءاً بغزو اليابان لكوريا بين 1592 و 1598. حشد تويوتومي هيده-يوشي قواته وحاول غزو قارة آسيا من خلال كوريا، ولكن في نهاية المطاف تم صد قواته من قبل الجيش الصالح, والجيش الكوري والبحرية، بمساعدة من مملكة مينغ الصينية. هذه الحرب شهدت بروز الأميرال إي سن شن والسفينة السلحفاة. كانت جوسون تسعى جاهدة لإعادة بناء نفسها بعد الحرب، لكنها عانت من غزوات المانشو في 1627 وأيضا في 1636. وجهات نظر مختلفة بشأن السياسة الخارجية قسمت البلاط الملكي، والصعود إلى العرش كان يتم بعد صراع سياسي كبير ونضال من أجله. تبع ذلك فترة من السلام في القرن الثامن عشر خلال سنوات الملك يونغجو والملك جونغجو, والذين قادا مملكة جوسون للنهضة الجديدة، بإصلاحات جوهرية لتخفيف التوتر السياسي بين علماء الكونفوشيوسية، الذين تولوا مناصب عالية. ومع ذلك، ساد الفساد في الحكومة والاضطرابات في المجتمع في السنوات التالية، مما تسبب في العديد من الانتفاضات المدنية والثورات. قدمت الحكومة إصلاحات شاملة في أواخر القرن التاسع عشر، ولكنها تمسكت بالانعزالية الصارمة مما أكسبها لقب "مملكة الناسك". هذه السياسة أنشأت حماية ضد الإمبريالية الغربية في المقام الأول، ولكن جوسون اضطرت لفتح تجارتها، ليبدأ العصر المؤدي إلى الحكم الاستعماري الياباني. الثقافة والمجتمع. استندت ثقافة جوسون على فلسفة النوكونفوشيوسية, والتي تؤكد على الأخلاق والاستقامة والآداب العلمية. نتج الاهتمام الواسع بالدراسات العلمية في إنشاء الأكديميات والمؤسسات التعليمية الخاصة. كتبت العديد من الوثائق عن التاريخ والجغرافيا والطب ومبادئ الكونفوشيوسية. ازدهرت الفنون في الرسم والموسيقى والخط والرقص والسيراميك. الحدث الثقافي الأبرز في هذا العصر هو إصدار الأبجدية الكورية الهانغول من قبل الملك العظيم سيجونغ في 1446. كما شهد هذا العصر تطور مختلف الثقافات الأخرى والعلوم والتقنيات. خلال جوسون، تم إيجاد نظام التسلسل الهرمي الاجتماعي الذي أثر بشكل كبير في التطور الاجتماعي الكوري. كان الملك والعائلة الحاكمة على قمة النظام الوراثي، في الطبقة التالية هي فئة من المدنيين أو المسؤولين العسكريين وملاك الأراضي المعروفين باسم اليانغبان, والذين عملوا لحساب الحكومة ويعيشون على جهود المزارعين المستأجرين والعبيد. الطبقة الوسطى (جنغن) كانوا متخصصين في التقنيات مثل النساخ والأطباء والفنيين في المجالات ذات الصلة كالعلوم والفنانين والموسيقيين. العوام مثل الفلاحين كانوا يشكلون أكبر فئة من جوسون. كان عليهم التزامات كدفع الضرائب، والعمل, والخدمة في الجيش. عن طريق دفع ضرائب الأراضي للدولة، سمح لهم بزراعة الأراضي والمزارع. الطبقة السفلى تضم المزارعين المستأجرين، والعبيد, والفنانين والحرفيين، والبغايا, والعمال، والشامانيين, والمتشردين, والمنبوذين والمجرمين. على الرغم من كون منصب العبيد هو منصب وراثي, كان يمكن بيعهم إو إطلاق سراحهم مقابل أسعار محددة رسمياً, وسوء معاملة العبيد كان ممنوعاً. نظام اليانغبان المرتكز عليهم بدأ في التغير في أواخر القرن السابع عشر مع التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي حصلت. بحلول القرن التاسع عشر, ظهرت مجموعات تجارية جديدة, والمنصب الاجتماعي النشط المتنقل جعل اليانغبان يزيدون. مما أدى إلى إضعاف النظام الطبقي القديم. أمرت حكومة جوسون بإطلاق سراح العبيد الحكوميين في 1801. تم حظر نظام الطبقات تماماً في جوسون في 1894. الغزوات الأجنبية. تعاملت جوسون مع غزوتين يابانيتين من 1592 إلى 1598 (حرب إمجن أو حرب السبع سنوات). قبل الحرب, أرسلت كوريا سفيرين من أجل الكشف على علامات لنية اليابان على غزو كوريا. مع ذلك عاد الاثنان بتقريرين مختلفين, وانقسم السياسيون لجانبين, القليل من التدابير السابقة تم اتخاذها. أدى هذا الصراع لبروز الأميرال إي سن شن والذي ساهم في صد القوات اليابانية في نهاية المطاف مع استخدامه لاختراعات مبتكرة مثل السفينة السلحفاة الضخمة والسريعة ذات مدفع ومزودة بمسامير حديدية (وفقاً لبعض المصادر, كان هناك شرفة مطلية بالحديد). استخدام هواتشا كان فعالاً بشكل كبير في صد الغزاة اليابانيين من على البر. بعد ذلك تعرضت كوريا لغزو المانشو في 1627 وتعرضت لغزوة أخرى في 1636, وانتهت باعتراف مملكة جوسون بسيادة إمبراطورية تشينغ. خلال القرن التاسع عشر, حاولت جوسون السيطرة على النفوذ الأجنبي بإغلاق جميع الحدود أمام جميع الدول ما عدا الصين. في 1853 زارت يو إس إس الأمريكية الجنوبية (مدمرة حربية أمريكية) بسان لمدة 10 أيام وأقامت علاقات ودية مع المسؤولين المحليين. العديد من الأمريكيين الناجيين من الغرق تم علاجهم في كوريا في 1855 و1865 وأرسلوا إلى الصين لإعادة التوطين. كان بلاط جوسون على علم بالغزوات الأجنبية والمعاهدات مع تشينغ الصينية, فضلاً عن حروب الأفيون الأولى والثانية, حيث اتبعت سياسة حذرة وبطيئة التصرف مع الغرب. في 1866 كرد فعل على الأعداد الكبيرة للكوريين المتحولين إلى الكاثوليكية على الرغم من موجات الاضطهاد العديدة, شن بلاط جوسون باستمرار حملات عليهم, تم ذبح المبشرين الكاثوليك الفرنسيين والكوريين المتحولين على حد سواء. في وقت لاحق من السنة غزت واحتلت فرنسا أجزاء كبيرة من جزيرة كانغهوا. فقد الجيش الكوري الكثير, ولكن الفرنسيين تخلوا عن الجزيرة. حاول الجنرال شيرمان (وهو تاجر أسلحة أمريكي في البحرية) فتح التجارة مع كوريا في 1866. بعد سوء فهم أولي, أبحرت السفينة عكس مجرى النهر وعلقوا قرب بيونغيانغ. بعد أن أمروا بالمغادرة من قبل المسؤولين الكوريين, قتل أفراد الطاقم الأمريكي أربع أشخاص كوريين, وخطفت ضابطاً عسكرياً, واشتركت في قتال متقطع استمر لأربة أيام. بعد محاولتين لتدمير السفينة إلا أنها فشلت, وأخيراً تم إشعال النار فيها من قبل سفن النار الكورية المحملة بالمتفجرات. ورداً على ذلك, واجهت الولايات المتحدة كوريا عسكرياً في 1871, لتقتل 243 كورياً في جزيرة غانغهوا قبل أن تنسحب. هذا الحادث يسمى شنميانغيو في كوريا. بعد خمس سنوات وقعت كوريا معاهدة مع اليابان, وفي 1882 وقعت معاهدة مع الولايات المتحدة, لتنهي قروناً من العزلة. في 1885, احتلت المملكة المتحدة جزيرة غومن فيما يعرف باسم حادث ميناء هاملتون, وانسحبت منها 1887. بعد الحداثة السريعة لليابان , أُجبرت كوريا على فتح موانئها في 1876, ونجحت في تحدي إمبراطورية تشينغ في الحرب الصينية اليابانية (1894 إلى 1895). في 1895 تورطت اليابان في مقتل الإمبراطورة ميونغسونغ والتي سعت لطلب المساعدة من روسيا, واضطر الروس أن ينسحبوا من كوريا في هذه المرة. الإمبراطورية الكورية. تم إبرام معاهدة شيمونوسيكي في 1895 بين الصين واليابان, كنتيجة للحرب الصينية اليابانية (1894 - 1895). نصت المعاهدة على إلغاء العلاقات التقليدية التي كانت بين كوريا والصين, حيث كانت الأخيرة تعترف بالاستقلال الكامل لجوسون, وتبرأت من النفوذ السياسي السابق على هذه الأخيرة. في 1897 تم تغيير اسم مملكة جوسون إلى الإمبراطورية الكورية, وأصبح الملك غوجونغ الإمبراطور غوجونغ. هدفت الحكومة الإمبراطورية لأن تصبح قوية ومستقلة من خلال تنفيذ الإصلاحات الداخلية, وتعزيز القوات العسكرية, وتطوير التجارة والصناعة, ومسح الأراضي وملاكها. منظمات مثل نادي الاستقلال أخذت تطالب وتؤكد على حقوق شعب جوسون, ولكنها اشتبكت مع الحكومة والتي أعلنت الملكية المطلقة والقوة. النفوذ الروسي في الإمبراطورية كان قوياً حتى هزمت من قبل اليابان في الحرب الروسية اليابانية (1904 - 1905). أصبحت كوريا محمية بشكل فعال من اليابان في 17 نوفمبر 1905, بعد أن صدرت معاهدة 1905 بدون الحاجة إلى ختم الإمبراطور غوجونغ أو تفويضه. بعد توقيع المعاهدة, أنشأ العديد من المفكرين والعلماء العديد من المنظمات والرابطات وشرعوا في حركة الاستقلال. في 1907, أجبر غوجونغ على التنازل عن العرش بعد أن علمت اليابان أنه أرسل مبعوثين سريين إلى مؤتمر لاهاي الثاني للاحتجاج على معاهدة الحماية, مما أدى لصعود ابن الإمبراطور غوجونغ, الإمبراطور سنجونغ إلى العرش. في 1909 قام ناشط الاستقلال آن جنغ غن باغتيال إيتو هيروبومي, القائد العام لكوريا, بسبب تدخلاته في شأن السياسة الكورية. وهذا ما حدا اليابان لحظر جميع المنظمات السياسية والمضي قدما ً في خطط الضم. الاستعمار الياباني. في 1910 ضمت اليابان كوريا بموجب معاهدة الضم بين كوريا واليابان, والتي جنباً إلى جنب مع غيرها من المعاهدات بين كوريا واليابان تم التأكيد على بطلانها وإلغائها في 1965. بينما أكدت اليابان أن المعاهدة تم إبرامها قانونياً, ولكن هذه الحجة غير مقبولة في كوريا لأنه لم يتم توقيعها من قبل إمبراطور كوريا كما هو مطلوب كما أنها انتهكت الاتفاقيات الدولية بشأن الضغوط الخارجية بشأن المعاهدات. تمت السيطرة على كوريا من قبل اليابان ووضعت تحت حكم القائد العام لكوريا حتى استسلمت اليابان لقوات الحلفاء في 15 أغسطس 1945, مع سيادة المساواة القانونية والانتقال من مملكة جوسون إلى حكومة جمهورية كوريا المؤقتة. بعد الضم, سعت اليابان إلى قمع التقاليد والثقافة الكورية, ووضع وتنفيذ السياسات التي تفيد مصالح اليابان. تم إنشاء شبكات نقل واتصال على الطراز الأوربي في مختلف أنحاء البلاد من أجل استخراج الموارد والعمل للشعب الكوري, معظم هذه الشبكات تم تدميرها في وقت لاحق في الحرب الكورية. تم دمج النظام المصرفي وإلغاء العملة الكورية. أزال اليابانيون التسلسل الهرمي لجوسون, ودمروا أجزاء كبيرة من قصر غيونغبوك واستعاضوا عنها بمباني المكاتب الحكومية. بعد أن مات الإمبراطور غوجونغ في يناير 1919, مع إشاعات حول تسميمه, قامت مظاهرات تطالب بالاستقلال ضد الغزاة اليابانيين والتي أخذت مكانها في الصعيد الوطني في 1 مارس 1919 (حركة 1 مارس). تم قمع هذه المظاهرات بالقوة وقتل حوالي 7,000 جندي ياباني وشرطي. شارك 2 مليوني شخص في المسيرات المؤيدة للتحرر السلمي, مع أن السجلات اليابانية تذكر أن عددهم كان أقل من نصف مليون شخص. تأثرت هذه الحركة بخطاب رئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون في 1919, معلناً دعم حق تقرير المصير وإنهاء الحكم الاستعماري الأوروبي. لم يعلق ويلسون حول الاستقلال الكوري, وربما وصفها بالفصيل الموالي لليابان في الولايات المتحدة الساعية إلى اختراق التجارة في الصين من خلال شبه الجزيرة الكورية. تم إنشاء حكومة جمهورية كوريا المؤقتة في شانغهاي, الصين, في أعقاب حركة 1 مارس, والتي نسقت جهود التحرير والمقاومة ضد السيطرة اليابانية. تشمل إنجازات الحكومة المؤقتة معركة تشنغشانل في 1920 والكمين للقيادة العسكرية في الصين في 1932. تعتبر الحكومة المؤقتة هي الحكومة القانونية للشعب الكوري بين 1919 و 1948, ونص على شرعيتها في ديباجة دستور جمهورية كوريا. أدى استمرار الانتفاضات المناهضة لليابان, كالانتفاضة الوطنية للطلاب في نوفمبر 1929 مما عزز الحكم العسكري في 1931. بعد اندلاع الحرب الصينية اليابانية سنة 1937 والحرب العالمية الثانية, هدفت اليابان للقضاء على الأمة الكورية. أصبحت الثقافة الكورية نفسها غير قانونية. وأصبحت العبادة عند أضرحة الشنتو اليابانية إلزامياً. كما حصل تعديل جذري في المناهج المدرسية للقضاء على تدريس باللغة الكورية والتاريخ. تم حظر اللغة الكورية وأجبر الكوريين على تبني الأسماء اليابانية, كما حظرت الصحف من النشر في كوريا. العديد من القطع الأثرية من الحضارة الكورية قامت اليابان بتدميرها أو أخذها لليابان. وفقاً لتحقيق أجرته حكومة كوريا الجنوبية, فقد تم أخذ 75,311 من الممتلكات الثقافية من كوريا. ترك بعض الكوريين شبه جزيرة كوريا إلى منشوريا وبريمورسكي كراي. شكل الكوريين في منشوريا فصائل للمقاومة عرفت باسم دونغنبغن (جيش التحرير). والذين سافروا عبر الحدود الكورية الصينية, والقيام بحرب العصابات مع القوات اليابانية. البعض منهم اجتمع في 1940 في جيش التحرير الكوري والذي شارك كحليف فعال في الصين وأجزاء من جنوب شرق آسيا. عشرآت الآلاف من الكوريين انضموا إلى جيش التحرير الشعبي والجيش الوطني الثوري. خلال الحرب العالمية الثانية، أجبر الكوريون في الوطن لدعم المجهود الحربي الياباني. عشرات الآلاف من الرجال تم تجنيدهم في الجيش الياباني. حوالي 200,000 فتاة وامرأة, معظمهم من كوريا والصين, تم تجنيدهم في العبودية الجنسية, وسموا كناية "نساء المتعة". احتج نساء المتعة الكوريات السابقات ضد الحكومة اليابانية لتعويضهم حول معاناتهم. تقسيم كوريا. في مؤتمر القاهرة في 22 نوفمبر 1943 تم الاتفاق على أنه " في الوقت المناسب كوريا يجب أن تصبح حرة ومستقلة" في جلسة لاحقة في يالطا في فبراير 1945, تم الاتفاق على إنشاء أربع أوصياء أقوياء على كوريا. في 9 أغسطس 1945, دخلت الدبابات السوفيتية شمال كوريا من سيبيريا, لتواجه مقاومة ضئيلة. استسلمت اليابان لقوات التحالف في 15 أغسطس 1945. أدى الاستسلام غير المشروط لليابان, جنباً إلى جنب مع التحولات الجوهرية في السياسة العالمية والأيدولوجية, إلى تقسيم كوريا إلى منطقتين محتلتين جديدتين ابتداء من 8 سبتمبر 1945, حيث أدارت الولايات المتحدة النصف الجنوبي من شبه الجزيرة في أدار الاتحاد السوفيتي المنطقة الواقعة شمال خط العرض 38. تم تجاهل الحكومة المؤقتة, بسبب اعتقاد الحكومة الأمريكية أنها منحازة إلى الشيوعية. كان من المفترض أن يكون هذا التقسيم مؤقتاً ومن المقصود أن تعود كوريا الموحدة لشعبها بعد أن تنظم الولايات المتحدة, المملكة المتحدة, الاتحاد السوفيتي, جمهورية الصين حكومة واحدة. في ديسمبر 1945, تم عقد مؤتمر موسكو لمناقشة مستقبل كوريا. تم مناقشة وصاية مدتها خمس سنوات, وتم تأسيس لجنة أمريكية سوفيتية مشتركة. التقت اللجنة بصورة متقطعة في سول ولكن الطريق كان مسدوداً حول قضية تشكيل حكومة وطنية. في سبتمبر 1947, ومع عدم وجود حل في الأفق, اقترحت الولايات المتحدة مسألة للكوريين في الجمعية العامة للأمم المتحدة. تبخرت الآمال الأولية لقيام كوريا موحدة ومستقلة بسرعة بسبب سيادة الحرب الباردة ومعارضة خطة الوصاية الشيوعية من قبل مناهضي الشيوعية, مما نتج في النهاية في 1948 إلى تأسيس الدولتين المنفصلتين المتناقضتين في النظان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. في 12 ديسمبر 1948, أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة جمهورية كوريا كالحكومة الشرعية الوحيدة في كوريا. في 25 يونيو 1950 اندلعت الحرب الكورية عندما اخترقت كوريا الشمالية خط 38 الموازي لغزو الجنوب, مما اعتبر ناهياً لأي أمل في إعادة التوحيد السلمي في الوقت الراهن. بعد الحرب, فشل مؤتمر جنيف سنة 1954 في اعتماد كوريا الموحدة. بدأ إي سنغ مان, سلسلة من الحكومات الاستبدادية القمعية بعد توليه السلطة في جنوب كوريا مع دعم أمريكا ونفوذها. أصبحت البلاد في نهاية المطاف ديمقراطية ذات توجه نحو السوق وبالتحديد في 1987 بسبب المطالب الشعبية للإصلاح بحد كبير, وأصبح اقتصادها ممتازاً في 2000. بسبب النفوذ السوفيتي, أسست كوريا الشمالية حكومة شيوعية تقوم بتوريث منصب القيادة, والتي كان لها علاقات مع الصين وروسيا. "طالع أيضا: تاريخ كوريا الشمالية ومقالة تاريخ كوريا الجنوبية لفترة ما بعد الحرب." تماثيل العذارى ، تنسب إلى عذارى قرية كارواي باقليم لاكونيا جنوب بلاد اليونان حيث كن يقيمن بالرقص في العيد السنوي للمعبودة أرتيميس وقد اعتبرهن الإغريق سبايا بسبب انضمام أهل قريتهن إلى الفرس في الحروب التي جرت بينهم وبين الإغريق وجعلوا لهن تماثيل تفوق قدودهن الطبيعية وأسموها Καρυάτιδες أي العذارى، وحملوها سقوف المعابد. وأشهر تلك التماثيل ستة في الرواق الجنوبي بمعبد ايريخثيون. مجيد 2012 البوم لم يحمل عنوان وحمل صفة ميني البوم طرحة الفنان عبد المجيد عبد الله في يوليو 3 / 2012 ويحتوي على 4 أغاني كيوشي أويماتسو تريفينيو (بالإسبانية: Kiyoshi Uematsu Treviño، ولد في 10 يوليو 1978، بورتغاليتي، بيسكاي، إسبانيا) لاعب جودو إسباني. يتخصص في وزن تحت 73 كيلوغرام. حصل على في الميدالية الذهبية في بطولة العالم أوروبا عام 2004. رويال يونيون سان خيلويزي أو كما يُعرف اختصارًا باسم يونيون سان خيلويزي ، هو نادي كرة قدم بلجيكي محترف يلعب في الدوري البلجيكي الدرجة الثانية. تأسس الفريق بتاريخ 1 نوفمبر 1897 ومقره في سان جلي الواقعة في العاصمة البلجيكية بروكسل. يعد الفرق أحد أفضل الفرق وأكثرهم نجاحًا في بلجيكا قبل الحرب العالمية الثانية، حيث حصل الفريق على الصعيد المحلي على الدوري البلجيكي الممتاز 11 مرة بين عامي 1904 و 1935، وعلى كأس بلجيكا مرتين، وعلى الدوري البلجيكي الدرجة الثانية مرة واحدة، وعلى الدوري البلجيكي الدرجة الثالثة أ مرتين، وعلى الدرجة البلجيكي الدرجة الثالثة ب مرة واحدة، وعلى الصعيد الدلي حصل الفريق على كأس فان دير سترايتن بونتوز 3 مرات. كان مقر النادي السابق منذ عشرينيات القرن الماضي في ستاد جوزيف مارين في الجوار من بلدية الغابة. يعتبر النادي من أنجح الأندية في تاريخ كرة القدم البلجيكية، لكنه يلعب حاليًا في دوري الدرجة الثانية. ألوان الفريق هي الأزرق والأصفر. ويتمتع الفريق بشعبية تقليدية بين السكان الأصليين الناطقين باللغة الفلمنكية والفرنسية في بروكسل والجامعات الحرة الناطقة بالفرنسية والفلمنكية. التاريخ. تأسس النادي عام 1897، وحصل على أول لقب عام 1904، وحصل علي أحد عشر لقبًا من الدوري البلجيكي. لعب الفريق من عام 1933 إلى عام 1935 لعب 60 مباراة متتالية دون هزيمة، مسجلاً رقماً قياسياً لم يكسر في بلجيكا. كان النادي لديه فترة مهيمنة في بعض مسابقات الكأس "الأوروبية" الأولى التي أقيمت في أوائل القرن العشرين قبل ظهور منافسات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المعتمدة رسميًا. حقق النادي بين عامي 1958 و 1965 فترة قصيرة من النجاح الأوروبي، حيث لعب كأس المعارض الأوروبية، ووصل إلى الدور نصف النهائي في نسخة 1958-60 بعد فوزه في المباراتين على روما. هبط النادي في عام 1963 إلى دوري الدرجة الثانية، انخفض تصنيف النادي في عام 1980 إلى دوري درجة الصعود البلجيكي. استثمر توني بلوم رئيس فريق برايتون آند هوف ألبيون في الدوري الإنجليزي الممتاز في النادي، وحصل علي أغلبية الأسهم. كان أليكس موزيو رئيس مجلس إدارة يونيون مستثمرًا مشاركًا مع توني بلوم في عام 2018، ويمتلك حصة الأقلية في النادي. المشجعون والمنافسات. ينتمي مشجعي يونيون بشكل أساسي في منطقة بروكسل خاصة جنوب العاصمة البلجيكية. تُعرف ألتراسهم باسم Union Bhoys ، ويجلسون في منطقة "Tribune Est". لدى Union Bhoys صداقات مع مشجعي نادي لييج وسيركل بروج. يشترك يونيون في ديربي مدينة بروكسل المعروف باسم "ديربي " مع نادي Racing White Daring Molenbeek ، والذي ينبع من التنافس القديم مع دارينغ مولينبيك، والذي تم تجسيده في مسرحية بروكسل المغلقة Bossemans et Coppenolle. يقال إن الاثنين لديهما علاقة حب وكراهية، حيث واجه صعوبات مالية في العصر الحديث، ونظموا اللقاءات الودية معًا للدعم. يونيون لديه أيضًا منافسة مع جاره رويال أندرلخت، على الرغم من أن الاثنين قد التقيا مرات أقل في العصر الحديث من RWDM و يونيون. التقيا للمرة الأولى منذ عام 1979 في كأس بلجيكا عام 2018، وفاز يونيون على أندرلخت 0-3 على ملعب كونستانت فاندن ستوك. الفريق. التشكيلة الحالية. "آخر تحديث للتشكيلة كان بتاريخ 23 ديسمبر 2020: الجهاز الفني والإداري. "آخر تحديث كان بتاريخ 23 ديسمبر 2020 : " الإدارة. مدير الفريق أنيليس مينتين مدير الملابس روك جريليك الجهاز الطبي. الأطباء فيزيوس المدربون. تعاقب 35 مدربًا على تدريب رويال يونيون سان خيلويزي من موسم 1905-1906 إلى موسم 2015-2016. روابط خارجية. الموقع الرسمي ليونيون سانت خيلويزي كونينكلييك بيرخيم سبورت 2004 نادي كرة قدم بلجيكي يقع في مدينة بيرخيم. يلعب حاليا في دوري درجة الصعود ب (المستوى الرابع). سبق له اللعب في الدرجة الأولى. تأسس النادي في 13 أغسطس 1906 وانضم إلى الاتحاد البلجيكي لكرة القدم في 22 أبريل 1908. في 1931 تم إضافة لقب رويال (الملكي) قبل اسم النادي. الثورة المضادّة، كما حدّدها علماء السياسة منذ أيام الثورة الفرنسية عام 1789، تشير إلى الحركات التي ترفض ثورة ما، فتعمل على إعادة الأمور أو المبادئ السابقة إلى ما كانت عليه قبل الحِقبة الثورية.. فعي بهذا المعنى، يمكن أن تكون سلبية أو إيجابية. هي سلبية، إذا ما أرادت وقْف مسيرة التطوّر. وهي إيجابية، إذا ما عملت على إعادة الأمور إلى نصابها، مثلاً كاستئناف العمل بالقواعد الدستورية، والديمقراطية. الثورة المضادة هي معارضة ثورة، بالذات وأولئك الذين يحاولون بعد ثورة الانقلاب عليها أو عكسها بالكامل أو جزئيًّا. تلك ما ويكون من شأنها إذا نجحت إبطال ما أحدثته الثورة الأولى من أعمال ويرتبط المصطلح بالأفراد والحركات التي تحاول استعادة الأوضاع أو المبادئ التي سادت في فترة "ما قبل الثورة" الثورة المضادة قد تكون إيجابية أو سلبية في نتائجها؛ اعتمادا -بشكل جزئي- على الشخصية المستفيدة أو المتطفلة على الثورة التي يتم عكسها فعلى سبيل المثال، النصر المؤقت لأجيس الرابع وكليومينس الثالث في إسبارطة القديمة في إسترداد دستور Lycurgus of Sparta عُد من بلوطارخوس على أنه ثورة مضادة بمنطق إيجابي. خلال الثورة الفرنسية، رأي اليعاقبة أن في الثورة المضادة في Vendée سلبية بوضوح ويُقال أنَّه:إذا كانت الثورة هي التمرد الشعبي على السلطة المستبدة، فإن الثورة المضادة كما جرى تحديدها وممارستها، هي التمرد (الذي يُدعم بفئات شعبية، أو عبر انقلاب عسكري) على سلطة شعبية كل ثورة يكون لها في الغالب ثورة مضادّة. هذا من طبائع الأمور، لأن من البديهي أن تقوم أطراف الأمر الواقع في أي نظام بالدفاع عن سلطتها، ومصالحها بكل الوسائل الممكنة. أما احتمال نجاح أو فشل الثورات المضادّة، فيعتمد بالدرجة الأولى على عاملين إثنين: نماذج الثورات المضادّة في التاريخ. الثورة المضادّة للملكيين الفرنسيين. الثورة المضادة الفرنسية، اتخذت طابع الصراع الإقليمي، الذي شمل أوروبا كلها، فبعد انتصار الثوار الفرنسيين على الملك لويس السادس عشر عام 1789، وإعلانهم تحويل فرنسا ملكية دستورية، تداعت قوى عديدة لوأد الثورة الوليدة. وكان من ضمن هذه القوى: وقاد الثورةَ المضادةَ الأوربية، امبراطور النمسا ليوبولد الثاني، شقيق ماري آنتوانيت زوجة الملك الفرنسي، فاستنفر الملوك الأوربيين لإنقاذ "الملكية الفرنسية"، وأصدر هو وحلفاؤه الأوربيون "إعلان بيلنيتز" دعما لملك فرنسا. وتأسس حلف عسكري عريض من الملكيات الأوربية ضد فرنسا الثورية، وضم الحلف بريطانيا، والنمسا، وبروسيا وهولاندا، وإسبانيا، وسردينيا. لكن كل ذلك لم يُجد نفعا، ولم ينقذ ملك فرنسا وزوجته من المقصلة. الثورة المضادة في بريطانيا العظمى. انتهج ملك بريطانيا جيمس الثاني 1685، نهجا استبداديا استفزازيا في التعاطي مع شعبه، فبالغ في مطالبة البرلمان بفرض الضرائب الفاحشة لتمويل حروبه وتطوير جيشه، وطالب البرلمان بإلغاء "قوانين اختبار العقيدة" التي تضمن أن لا يكون أي موظف حكومى كاثوليكيا. وحين رفض البرلمان كلا الطلبين علق جيمس عمل البرلمان، وتجاهل القوانين السائدة، وملأ بلاطه وإدارته بالكاثوليك، واستقبل (فرديناندو دادَّا) سفيرا دائما للبابا في بلاطه. ثم عين لجنة دينية موالية للتمكين للكاثوليك في الدولة والمجتمع، وكان من أول قراراتها أن عزلت أسقف لندن البروتستنتي هنري كومبتون. وفي عام 1686 أصدر الملك جيمس الثاني، إعلانا استفزازيا يتمنى فيه لو كان جميع سكان مملكته كاثوليكا، وأمر جميع رجال الدين (وغالبيتهم بروستانت)- أن يقرأوا هذا الإعلان من فوق منابر كنائسهم. وحينما رفض سبعة من الأساقفة الأنجليكان قراءة الإعلان على كنائسهم أمر باعتقالهم. وفي نفس الظروف ولد لجيمس الثاني ابنُه جيمس فرانسيس أدوارد، فعمَّده كاثوليكيا. وبعد بضعة أيام من تعميد ولي العهد المفترض كاثوليكيا، كتب سبعة سياسيين بريطانيين إلى أمير هولندا وليام أوف أورانج، وهو زوج ابنة الملك جيمس الثاني (ماري) وسليل الأسرة البريطانية المالكة من جهة أمه، بحيث يحثونه على التدخل لإنقاذ بريطانيا. فغزا ويليام بريطانيا ببحريته، وانضم إليه قسم من الجيش البريطاني، ومن النبلاء البريطانيين، بسبب ضعف الثقة في الملك جيمس الثاني. واقتحم ويليام لندن يوم 19 ديسمبر/كانون الأول 1688، وهرب الملك جيمس الثاني، إلى فرنسا الكاثوليكية، العدو التقليدي لبريطانيا، ليموت هناك. ثم التحقت ابنته ماري بزوجها ويليام، ليتم تتويجهما ملكا وملكة لبريطانيا، لكن على أساس عقد اجتماعي وسياسي جديد. الثورة المضادة الأميركية. وفي أميركا اتخذت الثورة المضادة وجه الحرب الامبراطورية الخرقاء، إذ لم يكن الأميركيون يرون أنفسهم أكثر من مواطنين بريطانيين يعيشون بعيدا عن موطنهم. لكن بريطانيا استمرت في طغيانها، ففرض ملك بريطانيا جورج الثالث، ضرائب فاحشة على رعاياه الأميركيين، بعد حرب الأعوام السبعة مع فرنسا التي أنهكت ميزانيته. وردا على هذا التصرف المنافي للأعراف السياسية السائدة بين المستعمرات الأميركية والوطن الأم، تقدم قادة المستعمرات البريطانية في أميركا بالتماسات عدة إلى ملك بريطانيا، يسترحمونه ويؤكدون على ولائهم له، ويطالبون بإلغاء الضرائب. ولكن بعد يأس من الملك وشد وجذب معه، أعلن قادة المستعمرات البريطانية في أميركا استقلالهم عن بريطانيا في مؤتمرهم القارّي 1775-1776، وتأسيس جمهوريتهم الخاصة. وسرعان ما أصر جورج الثالث على موقفه، وبدلا من البحث عن حل وسط يحفظ به وحدة امبراطوريته، ويُبقي بيدها مستعمراتها الثرية في أميركا الشمالية، أعلنها حربا انتهت بهزيمته بعد ثمانية أعوام من المواجهات الدموية، وباعتراف بريطانيا راغمة باستقلال أمريكا، في معاهدة باريس عام 1783. وهكذا دفع جورج الثالث، بعناده وسوء حساباته الأميركيين إلى بناء هوية موحَّدة فيما بينهم، والانفصال عن الامبراطورية البريطانية. الثورة المضادة في النمسا. في الإمبراطورية النمساوية، حدثت ثورة ضد نابليون، المسمية التمرد التيرولي في عام 1809. بقيادة مدبر تيرول أندرياس هوفر. قاتل 20.000 من المتمردين التيروليين بنجاح ضد قوات نابليون. ومع ذلك، تعرض "هوفر" في نهاية المطاف للخيانة، بموجب معاهدة شونبرون، مما أدى إلى حل قواته، وتم القبض عليه، وإعدامه في عام 1810. الثورة المضادة في أسبانيا. كانت الحرب الأهلية الإسبانية في بعض النواحي ثورة مضادة. والملكية، والقومية وحدوا قواهم ضد الجمهورية الإسبانية (الثانية) في عام 1936. رأى المناهضون للثورة أن الدستور الإسباني لعام 1931، يعد وثيقة ثورية تتحدى الثقافة والتقاليد والدين الإسباني. على الجانب الجمهوري، يمكن أيضًا اعتبار أعمال الحزب الشيوعي الإسباني ضد التجمعات الريفية معادية للثورة. بدأت قضية كارلية مع حرب كارلية الأولى في عام 1833 واستمرت حتى الوقت الحاضر. الثورة المضادة في الصين. استخدم حزب الكومينتانغ المناهض للشيوعية في الصين مصطلح "معاد للثورة" للإستخفاف بالشيوعيين، والمعارضين الآخرين لنظامه. كان شيانج كاي شيك، زعيم حزب الكومينتانغ، وهو المستخدم الرئيسي لهذا المصطلح. كما استخدم الكومينتانغ، وشيانج كاي شيك، كلمات مثل: "الإقطاعية"، و"المضادة للثورة"، كمرادفات للشر، والتخلف، وأعلنوا بفخر أنهم ثوريون. دعا تشيانج أمراء الحرب الإقطاعيين، وكذلك أنصار الكومينتانغ للقضاء على الإقطاعيين المعادين للثورة. أظهر تشيانج غضبًا شديدًا عندما تم وصفه بأمير الحرب، بسبب دلالاته السلبية الإقطاعية. كما سحق شيانغ تجار شنغهاي، وسيطر عليهم في عام 1927، وحصلوا على قروض منهم، مع تهديدات بالقتل أو المنفى. بعد ذلك تم القبض على التجار الأغنياء، والصناعيين، ورجال الأعمال، من قبل تشيانغ، واتهمهم بأنهم "مناهضون للثورة"، وبالشيوعية، واحتجزهم، حتى دفعوا الأموال إلى الكومينتانغ. كما فرض شيانغ مقاطعة معادية لليابان، وأرسل وكلاءه لطرد متاجر أولئك الذين باعوا مواد يابانية الصنع وتغريمهم. كما تجاهل التسوية الدولية المحمية دوليًا، ووضع أقفاصا على حدودها وهدد بوضع التجار فيها. كما أتاح تحالف الكومينتانغ مع العصابة الخضراء، بتجاهل حدود الامتيازات الأجنبية. منذ عام (1927م)، الذي شهد انهيار الوحدة بين القوميين والشيوعيين، وبعد أن هزم (الكومينتانغ) ملاك الأراضي، ووحدوا البلاد تحت سيطرتهم بدعم من الإمبريالية والاستعمار العالمي، تحولوا للقضاء على الشيوعيين، وبدأت الحرب الأهلية بين الكومينتانغ، والحزب الشيوعي الصيني، حيث هاجم شيانج كاي شيك معقل الشيوعيين في 1924م في جيانجزي، فاضطروا للفرار لتبدأ المسيرة الكبرى الشهيرة، وعلى مدى ستة آلاف ميل من التراجع من جيانجزي إلى بلدة يانان، في إقليم شانزي بأقصى الشمال، وخسر الحزب الشيوعي الصيني، في هذه المعركة أكثر من سبعين ألفاً من جنوده ومقاتليه ومن الناس الذين كانوا يرافقونه من النساء والأطفال. في عام (1937م) غزت اليابان الصين، مما اضطر الأخوة الأعداء، لتجديد التحالف فيما بينهم، بتشجيع من القوى الجمهورية في البلاد ومن الكومنترن، وفي تلك الفترة زادت قوات الجيش الأحمر لتصل إلى مليون جندي ومقاتل وبسط (ماو) سيطرة الحزب الشيوعي الصيني لتصل إلى حوالي (100) مليون صيني، وفي أوسع جبهة وطنية وجماهيرية صينية لمواجهة الغزو الياباني، وتولى (ماو) قيادة الحزب الشيوعي الصيني في هذه المرحلة . وبعد عام واحد من هزيمة اليابان وانسحابها، دخل الحزب الشيوعي الصيني والكومينتانغ بقيادة شيانج كاي شيك، في حرب أهلية جديدة، حُسِمت في عام 1949م بهزيمة القوميين، وهروب شيانج كاي شيك إلى تايوان، وأصبح ماو تسي تونغ رئيس الحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبيةالوليدة، ورئيس اللجنة العسكرية التي تقود جيش التحرير الشعبي. الثورة المضادة في سوريا. التظاهرات العفويّة التي انطلقت في شوارع درعا ، ومن ثمّ في حمص وغيرها من المدن السّوريّة، صادرتها تيّارات سياسيّة إسلامويّة وعلى رأسها الإخوان المسلمين، وتنظيم القاعدة، وركبت موجة الاحتجاجات لتديرها وفق أهوائها، ولتغدو سوريا ساحة لتصفية الحسابات، والاقتتال المذهبيّ، والطائفيّ بين المجموعات العسكريّة المتعدّدة، ثمّ لتربط مصيرها بدول إقليميّة، غذّت التطرّف ومدّتها بكافة وسائل وأساليب تصفية الثورة، حتّى أضحت الأخيرة ضحيّة تقاذفها اللاعبون الإقليميّون والدوليّون وفق مصالحهم وإستراتيجيّاتهم. إنّ أحد أساليب "الثورة المضّادة"، هي أن محاسبة الشعب واعتباره “مذنباً” يستحقّ “التأديب” والعقاب، حتّى يخنع لإرادة القوى التي تُعدّ نفسها المحرّك الرئيسيّ للثورة، وكذلك رفض كلّ الأصوات الأخرى، وبأنّها تعدّي على الثورة، وبالتالي يحقّ لها “محاسبتها” وفق قوانينها “الثورويّة” التي وضعتها هي. ومن الأمثلة على ذلك: الإخوان المسلمين، وركوبهم موجة الثورة. حيث استغل الإخوان المسلمين الثورة السورية، وادعوا أنهم قيادتها، فأطلقوا منذ البداية شعارات تحتوي على بعد أيديولوجي ديني إسلامي، اتخذ من مسألة الحرية الفضفاضة في دلالاتها، والحاكمية لله، ومن رمز الرسول، والصحابة، شعارات لها، بدلاً من برنامج عمل، وأهداف واضحة تماماً، لما هو مطلوب أو مراد من هذه الثورة، كما أنهم أطلقوا على أنفسهم اسم معارضة بدلا من ثوار، لتغيير المسار الثوري، وخدمة لتوجههم السياسي المعارض للحكم في سوريا. لذلك اشتغل من كان وراء تحريك هذه الثورة من الداخل والخارج، على استغلال الوعي الديني المتجذر والمشوه في عقليّة المواطن السوري، وبالتالي تحريك هذا المواطن نحو أهداف ضبابية غير واضحة المعالم، وهذا ماساهم في انتشار الفوضى، التي تجلت في تشكل الجماعات والفرق الإسلامية المسلحة، ودخول أو إدخال القوى الإسلامية المتشددة إلى سورية من كل حدب وصوب، بغية إقامة الخلافة الإسلامية. وهذا ما ساهم في تضارب المصالح والأهداف منذ البداية ما بين القوى الدينية والقوى العلمانية من جهة، وهي التي راحت تقول بأن الثورة قد انحرفت عن أهدافها وصودرت، وبين هذه القوى الإسلامية من داخل الكيان السوري والقوى الوافدة من الخارج، على المصالح والأهداف أيضاً من جهة ثانية، هذا مع تأكيدنا على استغلال الدين الإسلامي أبشع استغلال من اجل تحقيق مصالح وأجندات داخلية وخارجية، عبر فتاوى لا تمت إلى الإسلام بصلة، الأمر الذي أساء للإسلام والمسلمين العقلانيين عموماً. فمسألة نكاح الجهاد، والذبح بالسكين، واستخدام السوط في محاسبة المخالف لتعاليم الإسلام كما فهمهما هؤلاء، ثم فرض سلوكيات وقيم تجاوزها الزمن وغير ذلك من ممارسات,  تركت عند الكثير من المسلمين والعلمانيين وحتى عند أصحاب الديانات الأخرى ردود فعل تجاه الإسلام وعقيدته، على انه إسلام قتل وذبح ودعارة وظلم، وليس إسلام محبة ورحمة وإنسانية وأخلاق. الثورة المضادة في سورية، أمريكية الصنع، روسية التنفيذ. عندما حدثت الثورة السورية ضد الدكتاتور المدعوم أمريكيا .. وظهرت بوادر نجاحها اجتماعيا وسياسيا، كانت ردة الفعل الأمريكية (بعد أن حفظت درسها من العراق، وأفغانستان) هي اتباع سياسة بثلاثة مسارات: ففي السياسة الأمريكية، لا توجد علاقات استراتيجية دائمة، بل فقط مصالح امبريالية، أي المحافظة على أجهزة الدولة العميلة، وعندما يقترب الخطر من مؤسسات الدولة وأجهزتها ..حينها تقوم بتدبير الاغتيالات للحكام الغير راغبين في الإصلاح أو التنحي، أو توفر لهم ملاذا آمنا بالخارج، أو تمارس الضغوط على البعض الآخر، من أجل تقاسم السلطة .. فكل من يعتقد بوجود علاقة استراتيجية بينه وبين واشنطن فهو وأهم، ومصيره إلى محرقة التاريخ. أما عن موعد إجراء هذه التعديلات على العصابة القرداحية، فتتوقف حسابات واشنطن على عدة معايير:  الضوء في إحاطة العالم (بالإنجليزية:The Light at the Edge of the World)، هي فيلم أمريكي من نوع المغامرة، أنتجت سنة 1971، من بطولة كيرك دوغلاس ويول براينر. يصور القصة حول مجموعة من القراصنة الهمجيون يقطعون الطريق على الناس لقتلهم وأكل لحومهم سنة 1865، فيقوم دوغلاس بالانتقام من موت أصدقائه وحبيبته لقتل القراصنة. سامانثا إيقر (بالإنجليزية:Samantha Eggar)، ممثلة بريطانية، ولدت بتاريخ 5 مارس 1939، وممثلة تؤدي الدور الصوتي، وشاركت في عدة أفلام. فيكتور إسرائيل (بالإسبانية:Víctor Israel)، من مواليد 13 يونيو 1929 بمدينة برشلونة في إسبانيا هو ممثل إسباني مشهور، بدأ سيرته الفنية منذ سنة 1961، حيث شارك 140 فيلما. وصلات خارجية. [[تصنيف:ممثلو أفلام إسبان]] [[تصنيف:ممثلون إسبان]] [[تصنيف:مواليد 1929]] [[تصنيف:مواليد في برشلونة]] [[تصنيف:وفيات 2009]] [[تصنيف:وفيات في إسبانيا]] [[تصنيف:ممثلو أفلام ذكور من كتالونيا]] قصص التهريج (Burlesque) هي التي تناول الموضوعات الخفيفة وتبعث على الضحك الكثير، وهي ايضا مسرحية هزلية ساخرة، وأحيانا من قبيل المبالغة. في القرن العشرين وبالأخص في الولايات المتحدة، أصبحت مرتبطة بأشكال متنوعة من العروض المسرحية حيث يظهر التعري الذي كان له جذب كبير. ماغي بو غصن (18 سبتمبر 1975 -) ممثلة لبنانية. حياتها مشوارها المهني. ولدت في بصاليم في قضاء المتن، وهي الفتاة الوحيدة بين أخويها جهاد ووسام وترتيبها في الوسط. تلقّت دروساً في الموسيقى عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها في المعهد العالي للموسيقى، حصلت على الميدالية الذهبية في برنامج لمواهب الأطفال يدعى «واحة الاولاد» على تلفزيون لبنان بعد أن غنّت للسيدة فيروز. درست التمثيل و الإخراج في الجامعة اللبنانية، توقفت لعامين قبل أن تكمل الدراسة. بدأت التمثيل مع المخرج الراحل أنطوان ريمي في مسلسلي "الأخوان" و"المغاور" على قناة الجديد، انطلاقتها الفعلية كانت من خلال الدراما السورية بعد انتقالها لسوريا بسبب قلة الإنتاج في الدراما اللبنانية وتلقيها العديد من العروض حيث شاركت في عدة أعمال واستطاعت تعلم واتقان اللهجة السورية الشامية أول من أخذها إلى الاعمال السورية المخرج بسام الملا عبر مسلسل «الخوالي»، كما نقلها بعد ذلك إلى عمل اخرجه باللهجة السعودية التي اتقنتها. قدمت الفوازير مرتين مع الممثل الكويتي داوود حسين عام 1998 من خلال برنامج الكوميدي «داوود في هوليود» حياتها الأسرية. تزوجت مرتين وانفصلت عن زوجها بعد معاناتها معه تزوجت للمرة الثانية في 4 تشرين الأول2003 من المنتج جمال سنان رزقت منه بولد وبنت هما ريان ويارا. مشاركتها في برنامج ديو المشاهير. عام 2011 شاركت في برنامج ديو المشاهير بموسمه الثاني على شاشة ال بي سي وفازت في المرتبة الأولى وتبرعت بالجائزة بمبلغ 50 الف دولار، لصالح جمعية سان جود لعلاج سرطان الأطفال. إصابتها بورم دماغي وشفائها. في 22 يوليو 2019 خضعت لعملية إزالة ورم دماغي حميد بقيت على أثره في المستشفى لأسابيع لكنها تعافت منه ً طوق النجاة هو عبارة عن عجلة غالبًا ما تصنع من الفلين أو المطاط ،تتخذ في السفن لكي يستعين ركابها على النجاة، بعض الأنواع الحديثة منها يتم تزويدها بأضواء تعمل عند التلامس مع ماء البحر أو أضواء للإنقاذ في الليل. وتستعمل أيضا لتعلم السباحة. نايت فلايت فروم موسكو (بالفرنسية:Le Serpent ) (بالإنجليزية:Night Flight from Moscow) هي فيلم فرنسي من نوع إثارة وحرب الجواسيس، أنتج الفيلم سنة 1973 ، وتدور القصة حول قيام لجنة أمن الدولة بالذهاب إلى فرنسا لغرض التجسس لمطاردة فرق الجواسيس الأمريكيين. وست وورلد هي فيلم أمريكي من نوع خيال علمي، أنتجت سنة 1973، وتتحدث الفيلم عن ظاهرة الرجل الآلي الخارق، وشارك في الفيلم الممثل الأمريكي المعروف يول براينر. بورت أوف نيويورك (بالإنجليزية:Port of New York)، هو فيلم أمريكي قصير، أنتج سنة 1949، ومدة الفيلم 83 دقيقة، وكان الممثل الأمريكي الجديد يول براينر، أول ممثل أمريكي يشارك في الفيلم القصير، وتتحدث القصة حول أمور غمضة حدثت في جريمة القتل في مدينة نيويورك الأمريكية. تل شيحان هو بركان ثار قبل ملايين السنين، وكان لمقذوفاته دور أساسي في تكوين هضبة اللجاة البازلتية في جنوب سوريا، وهو أحد تلال شهبا الأربعة البركانية. يقع تل شيحان على طرف اللجاة الشرقي وعلى مسافة صغيرة من مدينة شهبا إلى جهة الشمال الغربي، كما أنه يقع منطقة جبل العرب في محافظة السويداء، ويبلغ ارتفاعه عن مستوى البحر 1,140 متراً. وهو مزار ديني قديم، بني على قمته مبنى مرتفع فوق ما يسمى "مزار النبي شيحان"، ويزوره أهالي المنطقة عادة للتبرك بقبره. تل شيحان إهليجي الشكل، وتقع على سطحه الغربي فوهة بركانية قطرها 300 متر، كما توجد مغارة كبيرة في قمته. تغطي تل شيحان تربة بركانية مكن الرمل الأسود والطف البركاني النقي، وهو ما يجعله ذو قيمة اقتصادية كبيرة. وقد استخدمت هذه التربة بالفعل في تعبيد الطرق والبناء بالمنطقة. ويعتقد سكان المنطقة أن أحد أولياء الله الصالحين سكن التل منذ زمن بعيد، فسمي التل باسمه "شيحان". كما أن هناك رواية أخرى، تقول أن شيخين جاءا إليه وكانا يكثران التعبد فيه، ومع الوقت تحرفت كلمة "شيخان" إلى "شيحان". وقد بني بناء من تبرعات الأهالي كلفته مليون ليرة سورية وطريق معبد تكفلت به بلدية شهبا لضمان وصول الناس إلى قمة التل بسهولة، وذلك لقيمته الكبيرة كمقام ديني مقدس عند أهل المنطقة. البساط المتحرك شريط تحركه قوة كهربائية لنقل الأشخاص والأمتعة. إيجيبو أودي هي مدينة وإحدى المناطق الحكومية في جنوب غرب نيجيريا. تبعد المدينة 110 كم عن العاصمة الاقتصادية لاغوس. عدد السكان فيها 222,653 حسب عام 2007. وهي ثاني أكبر في ولاية أوغون بعد أبيوكوتا. في فترة ما قبل الاستعمار كانت هي عاصمة مملكة إيجيبو. قوس جيت واي أو قوس المدخل هو قوس من الفولاذ غير القابل للصدأ يقع في سانت لويس قام بتصميمه المهندس المعماري يويو سارينين في مسابقة التصميم عام 1947، بدأ العمل عليه عام 1961، وانتهى عام 1966 بطول 630 قدم ومساحة 630 قدم رأسًا وأساس 60 قدم تحت الأرض. الركام حبيبات من الحصى ذات أحجام مختلفة، تستعمل في خلط الخرسانة (الباطون) مع الأسمنت والماء والرمل. الاسم. في مصر اسمه «زلط» وفي غزة تُعد «الحصمة» من مواد البناء الأساسية. الأهمية. ان لنوعية وخواص الركام تأثيرا كبيرا على خواص الخرسانة ونوعيتها لكونه يشغل حوالي (70-75%) من الحجم الكلي للكتلة الخرسانية. ويتكون الركام بصورة عامة من حبيبات صخرية متدرجة في الحجم منها حبيبات صغيرة كالرمل والأخرى حبيبات كبيرة كالحصى أو الزلط وإضافة إلى كون الركام يشكل الجزء الأكبر من هيكل الخرسانة والذي يعطي للكتلة الخرسانية استقرارها ومقاومتها للقوى الخارجية والعوامل الجوية المختلفة كالحرارة والرطوبة والانجماد فإنه يقلل التغيرات الحجمية الناتجة عن تجمد وتصلب عجينة الاسمنت أو عن تعرض الخرسانة للرطوبة والجفاف. ولذا فإن الركام يعطي للخرسانة متانة أفضل مما لو استعملت عجينة الاسمنت وحدها. مما ورد سابقا يتضح أن خواص الركام تؤثر بدرجة كبيرة على متانة وسلوك هيكل الخرسانة. وعند اختيار الركام لغرض الاستعمال في خرسانة معينة يجب الانتباه بصورة عامة إلى ثلاثة متطلبات هي: اقتصادية الخليط، المقاومة الكامنة للكتلة المتصلبة، والمتانة المحتملة لهيكل الخرسانة. و من الخواص المهمة الأخرى لركام الخرسانة هي تدرج حبيباته، ولغرض الحصول على هيكل خرساني كثيف يجب أن يكون تدرج ركام الخرسانة مناسبا وذلك بتحديد نسبة الركام الناعم والركام الخشن في الخليط. بالإضافة إلى ذلك يكون تدرج حبيبات الركام عاملا مهما في السيطرة على قابلية تشغيل الخرسانة الطرية. فعند تحديد كمية الركام الموجود في وحدة الحجم للخرسانة تكون قابلية تشغيل الخليط أكثر عندما يكون تدرج الركام مناسبا وبذلك تكون الحاجة لكمية الماء اللازمة للخليط أقل وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة مقاومة الخرسانة الناتجة. كما ويؤثر الركام على الكلفة الكلية للخرسانة. وبصورة عامة فإنه كلما كانت كمية الركام الموجود في حجم معين من الخرسانة أكثر كلما كانت الخرسانة الناتجة اقتصادية أكثر وذلك لكون الركام أرخص من الأسمنت. ولغرض الحصول على خرسانة متينة يجب أن يتميز ركامها بعدم تأثره بفعل العوامل الجوية المختلفة كالحرارة والبرودة والانجماد والتي تؤدي إلى تفكك الركام كما ويجب أن لا يحصل تفاعل ضار بين معادن الركام ومركبات الأسمنت، إضافة إلى ضرورة خلو الركام من الطين ومن المواد غير النقية والتي تؤثر على المقاومة والثبات لعجينة الأسمنت. ويجب أن يكون الركام نظيفا قويا مقاوما للسحق والصدم ومناسبا منحيث الامتصاص ذا شكل وملمس مناسبين وغير قابل للانحلال، ومقاوما للتآكل والبري. هو الزمن الذي يمضى من لحظة إضافة الماء للأسمنت الجاف (بنسبة ماء العجينة القياسية ) إلى اللحظة التي تستطيع إبرة جهاز فيكات أن تنفذ في عجينة الأسمنت القياسية بحيث يبعد طرفها مسافة لا تزيد عن ( 5مم) من قاع قالب جهاز فيكات . زمن الشك الابتدائي يبدأ منذ إضافة الماء إلى زمن ساعتين هذا في الظروف العادية للخرسانة لكن في حالة الخرسانة الجاهزة في المصانع فإنهم يضيفون مواد تزيد من طول فترة الشك الابتدائي تصل إلى 4 ساعات هو ملعب يقع في مدينة كانزاس سيتي، ميزوري، وهو ملعب فريق كانساس سيتي تشيفس المنافس في دوري كرة القدم الأمريكية. ويشار إلى الملعب بإسم "بيت التشيفس" في بداية كل مباراة خلال غناء النشيد الوطني الأمريكي. . ويعتبر رقم 27 بترتيب أكبر الملاعب في أمريكا الشمالية ورابع أكبر ملعب في دوري كرة القدم الأميركية من حيث عدد المقاعد، فقط خلف ملعب دالاس كاوبويز وملعب ميتلايف، وحقل فيديكس. ولذلك يعتبر الملعب أكبر منشأة رياضية، من حيث الإستيعاب والقدرات، في ولاية ميسوري. تم تجديد وترميم الملعب بكلفة 375 مليون دولار أمريكي من الملعب في عام 2010. هو ملعي رياضي أميركي يقع في مدينة سينسيناتي، أوهايو. يعتبر الملعب هو ملعب فريق سينسيناتي بنغالز المنافي في كرة القدم الأمريكية. تم افتتاحه تاريخ ب19 آب، 2000. سمي الملعب بعد مؤسس الفريق بول براون. و مساحة الملعب في حوالي 22 فداناً (8.9 هكتار) من الأرض، وله قدرة إستيعاب 65535 متفرج. يلقب ملعب بول براون من قبل الجماهير بإستاد "الغابة"، في إشارة إلى موطن اسم الفريق بنغالز والذي يعني نمور البنغال مترجماً من الإنكليزية. تستمتع الجماهير بخيارات جلوس متعددة منها الأجنحة الخاصة وعددها 114 مقعداً ومنها مقاعد الدرجة الأولى وعددها 7600 مقعداً. تتضمن وسائل الراحة في مقعد مثل المواد الغذائية والمشروبات وخدمة الوصول إلى صالات الفريق ومطاعمه لتناول الطعام بشكل. و هناك أيضاً العديد من وحدات السكانية الموجودة في جميع أنحاء الملعب. ميرثيديس بيريس مينغيت (بالإسبانية: Mercedes Peris Minguet، ولدت في 5 يناير 1985، بلنسية، إسبانيا) سبّاحة إسبانية. حصلت على الميدالية الذهبية في بطولة أوروبا للسباحة عام 2012. صليب باشا سامي (1891م - 1958م)، سياسي قبطي، تولى منصب الوزارة تسع مرات خلال الفترة من 1933م - حتى 1953م، وكان أول وزير مدني وقبطي لوزارة الحربية والتي انتقل إليها مباشرة بعد وزارته للخارجية. حياته. ولد بالقاهرة عام 1885م ونشأ بعدة مدن كان يتنقل فيها مع والده لظروف عمله فقد انتقلت الأسرة إلى بنها ثم دمنهور ثم طنطا، وكانت أسرته من أكبر الأسر القبطية في مصر حيث كانت تمتلك 1500 فدان. التحق صليب سامي بمدرسة دمنهور الأبتدائية عام 1891م ثم ألتحق بالمدرسة التوفيقية بالقاهرة عام 1895م وحصل على شهادة البكالوريا في عام 1901م، ثم التحق بمدرسة الحقوق الخديوية وتخرج في القسم الفرنسى منها عام 1905م وكان ذلك بعد تخرج الزعيم الكبير مصطفى النحاس باشا بأربع سنوات. بدأ حياته بالأشتغال بالمحاماة ولمع اسمه في هذا المجال واختير وكيلًا لنقابة المحامين عام 1925م وأنضم إلى حزب الأحرار الدستوريين وكان عضوا بمجلس إدارته عام 1926م وخاض الانتخابات البرلمانية في نفس العام، وأنفصل عنه في أوائل الثلاثينيات وانضم إلى حزب الأتحاد. توفيت زوجته في 19 أبريل 1916م وهي في سن السادسة والعشرين بعد صراع مع المرض تاركة له أربعة أبناء أصغرهم في الثانية، وتوفي ولده راجح في 16 يناير 1945م وهو في سن السادسة والثلاثين. مشواره السياسي. عمل صليب سمي مستشارا ملكيا لوزارات الزراعة والمعارف والحربية في 30 يناير 1929م، وكان التقليد في ذلك الوقت يسمح باختيار المستشارين من بين نوابغ المحامين، وبعد عامين أصبح صليب سامى رئيسًا لقسم قضايا المرافعات الأهلية. اختير وزيرًا للخارجية في عهد وزارة إسماعيل صدقي باشا الأولى في يوليو 1933م حتى سبتمبر 1933م، وفي الوزارة التالية وهي وزارة عبد الفتاح يحيى (1933- 1934)، وتولى وزارة الحربية طيلة عهد الوزارة. بعد نحو ست سنوات شارك صليب سامى في وزارة حسن صبري وزيرًا للتموين من بداية الوزارة في 28 يونيو 1940م، وكان بهذا أول وزير للتموين إذ لم تنشأ تلك الوزارة إلا في ذلك الوقت، وقد استمر حتى 21 سبتمبر 1940م، عندما خرج الوزراء السعديون من الوزارة فترك صليب سامى وزارة التموين وتولى وزارة التجارة والصناعة خلفا لإبراهيم عبد الهادي باشا، على حين خلفه في وزارة التموين عبد المجيد إبراهيم صالح وزير الدولة وكان من الأحرار الدستوريين، واحتفظ صليب سامى بالتجارة والصناعة عند تشكيل وزارة حسين سري الأولى في 15 نوفمبر 1940م وحتى 26 يونيو 1941م، حيث ترك التجارة والصناعة ليتولى الخارجية وكان رئيس الوزراء يتولاها بنفسه، حتى نهاية عهد هذه الوزارة في 13 يونيو 1941م. في وزارة حسين سرى باشا الثانية احتفظ صليب سامى بوزارة الخارجية طيلة عهد الوزارة 31 يوليو 1941 حتى 4 فبراير 1942،والتي حدثت فيها أزمة سياسية كبرى بقطع العلاقات مع حكومة فيشي. ظل صليب سامى بعيدا عن المناصب الوزارية طيلة حكم الوفد في الفترة من فبراير 1942م حتى أكتوبر 1944م، والأحزاب المؤتلفة من أكتوبر 1944 حتى فبراير 1946، لكنه في نهاية عهد وزارة إسماعيل صدقى في 10 نوفمبر 1946 بالتحديد عاد إلى الوزارة ليتولى وزارة التجارة والصناعة طيلة الشهر الأخير من حكم إسماعيل صدقي. شكل سرى باشا وزارته الرابعة في نوفمبر 1949م، وتولى صليب سامى فيها وزارة التجارة والصناعة على نحو ما فعل من قبل مع صدقى باشا وسرى باشا، ثم يتولى الوفد الحكم في الفترة من 1950م حتى 1952م فلا يكون لصليب سامي نصيب من المناصب الوزارية. تولى وزارة الزراعة في عهد وزارة علي ماهر الثالثة والتي تولت في 23 يناير وانتهت في مارس 1952م ويتولى الوزارة لمدة عشرة أيام من 27 يناير 1952 حتى 7 فبراير 1952)، ويكون هذا أول عهده بالعمل مع على ماهر باشا، وفي 7 فبراير 1952 يتولى وزارة المواصلات حتى نهاية عهد وزارة على ماهر في أول مارس 1952م، وأستمر في الوزارة التالية لأحمد ماهر كوزير لوزارة الصناعة والتجارة والتموين في وزارة الهلالى والتي تولت في مارس وأنتهت في يوليو عام 1952م قطع العلاقات مع حكومة فيشي. حدثت أزمة قطع العلاقات السياسية مع حكومة فيشي في عام 1942م في عهد وزارة حسين سري باشا، وكان قرار قطع العلاقات صادر من صليب سامي ويري بعض المؤرخين أن القرار كان بإيعاز من حسين سري نفسه، وترتب على هذا القرار أن فجر أزمة بين الملك فاروق وحكومة حسين سري، وفضل سامي تقديم استقالته متحملا المسئولية وليحل الأزمة بين الحكومة والملك ولكن هذا لم يكن حلًا وهكذا اضطرت الوزارة إلى أن تستقيل بالكامل في 4 فبراير. عمل صليب سامي بالمحاماة بعد قيام ثورة 23 يوليو واعتزل المحاماة في 3 مارس 1958م. شولتهس (1868 - 1922 م) هو مستشرق سويسري. من آثاره نشر ديوان حاتم بن عبد الله بن الطائي و شعر منسوب إلى أمية بن أبي الصلت ، وفي ميدان الدراسات السريانية: «نموذج من رواية سريانية لحياة القديس أنطون» وهي رسالة الدكتوراه الأولى ونشر ترجمة سريانية لـ «كليلة ودمنة» وترجمها إلى الألمانية. يطلق اسم البردى على نبات مائي عرفه المصري القديم منذ آلاف السنين، ولقد أخذ هذا النبات شهرة عن غيره من النباتات عبر التاريخ وهذا لاستخداماته العديدة في الحياة المصرية القديمة ومن أشهر هذه الاستخدامات هي الكتابة. يصنف علماء النبات نبات البردى بأنه أحد أجناس الفصيلة السعدية سيبرس وغالبية نباتات هذه الفصيلة تنمو في المستنقعات العذبة المياه أو الضاربة إلى الملوحة. ونجد نبات البردى قديمآ ينمو في الأراضي الزراعية وعلى جوانب الترع والمصارف والبرك والمستنقعات والأنهار وغيرها. ينقسم نبات البردى في تكوينه إلى ثلاثة أقسام وهي : 1- الجزء السفلى المغمور في المياه وهو عبارة عن ساق أرضية تعرف باسم الرايزوم وتمتد هذه الساق دائمآ لأسفل لامتصاص الغذاء من أعماق التربة لنمو النبات الذي قد يصل طوله أحيانا إلى ثلاثة أو أربعة أمتار تقريبآ. 2- القسم الثاني وهو القسم الظاهر فوق سطح الأرض وهو عبارة عن ساق طويلة ممتدة لأعلى بشكل فارع غليظ من أسفل ثم تصغر تدريجيآ كلما اتجهنا إلى زهرة النبات في قمة هذه الساق والتي يطلق عليها أحيانآ الأغصان الهوائية وهي ذات قطع ثلاثى الأمر الذي يدعم صلابتها ومقاومتها للريح والعواصف. وبسبب تميز هذا النبات عن غيره من النباتات الشبيهة له في عدم احتوائه على عقد فهذا جعل من البردى مادة فريدة وغنية لصنع أوراق غاية في الإبداع منذ قديم الزمان وحتى اليوم. 3- القسم الأخير وهو في قمة النبات وهو عبارة عن زهرة أطلق عليها العالم العربي ابن البيطار قيقلة. هذه الأقسام الرئيسية لنبات البردى الذي تعددت استخدامه في مصر القديمة وإلى ان جاء فتح مصر على يد عمرو ابن العاص - زمن الخليفة عمر ابن الخطاب (13-23 هـ / 634-644 م). أسماءالبردى. حظى نبات البردى بعشرات الأسماء في مختلف اللغات القديمة والحديثة بعضا من هذه الأسماء عبارة عن وصف حالاته المختلفة وقت زراعته ونموه وعندما يصير غضآ طريآ وهناك أسماء أخرى تصف الأماكن التي يزرع فيها هذا النبات، وأسماء تدل على الإستعمالات والاستخدامات المتنوعة كالكتابة والوصفات الطبية ووسائل حفظ الأطعمة والوسائد وغيرها كثير. وفي الواقع أن أول من أوجد هذه الأسماء لهذا النبات هم القدماء المصريين ثم ظهرت الأسماء الأخرى في اللغة اليونانية والعبرية والقبطية ثم العربية. أنظر أيضآ. 1- فافير (البردى) فافير 2- كتاب "البرديات العربية في مصر الإسلامية" لدكتور سعيد مغاورى محمد http://dar.bibalex.org/webpages/mainpage.jsf?PID=DAF-Job:128297&q= 3- كتاب "البرديات العربية" لدكتور عبد العزيز الدالى http://dar.bibalex.org/webpages/mainpage.jsf?PID=DAF-Job:61603&q= عملية البلانش (سلق الخضار) أصل الكلمة تعني تبيض بالفرنسية لكنها أخذت منحنا أخر في معناها. هي طريقة أولية لطبخ الطعام. تتلخص الطريقة في وضع الطعام في ماء مغلي ومالح. لا يوضع الطعام المراد طهوه بهذه الطريقة لوقت طويل لأن ذلك يؤدي إلى فقدان لون الخضار ويجعل بنيتها هشة. بعد السلق نضع الطعام مباشرة في ماء يحتوي ثلج لإيقاف عملية الطهو كليا. يمكن عمل بلانشنج للطعام في ماء مغلي أو زيت درجة حرارته بين 130-150 درجة مئوية، تتلخص فوائد هذه الطريقة في أن الطعام جاهز للتقديم بفترة قصير كمالأنه مطهي مسبقا فقط عليه استخدام طريقة أخرى لإكمال عملية طهوه، كما أننا نتأكد من الطعام قد طهي من الداخل بشكل كامل فمثلا عمل بلانشنج للبطاطا في زيت حرارته بين 130-150 درجة مؤوية لدقائق معدودة ثم قليه على درجة حرارة فوق 180 درجة مؤوية في زيت حارة تجعلنا نتأكد ان البطاطا طهيت بشكل كامل وبسرعة أكبر نظرا لانها طهية مسبقا. يمكننا القول أن البلانشنج هو عملية سلق للطعام لكن الفرق أن الطعام لم يطهى لفترة طويلة لذلك ليس جاهز لتقديم بل يحتاج لطريقة طهو أخرى لإكمال عملية الطهو. زكذلك لا يمكننا عمل بلانشنج لجميع أنواع المأكولات حيث يمكننا استخدام الفواكه والخضراوات وخصوصا الورقية منها، بالإضافة للفطر. قلي غير عميق هي أسلوب طبخ الطعام في القليل من الزيت. تستخدم الطريقة لإعداد قطع من اللحم أو السمك، كما يمكن إستخدامها لطهي الخضراوات. تعتمد الطريقة على وجود حرارة عالية، والهدف يكون إعطاء لون للطعام جميل للطعام المراد طهيه فمثلا تستطيع قلي قطعة لحم في كمية قليلة من الزيت لإطاء سطح بني جميل لقطعة اللحم ثم المباشرة بطهيها بطريقة أخرى. يسمى إعطاء اللون ابني للطعام بتفاعل ميارد وتستطيع ملاحظته في عملية إعطاء لون بني للخبز. تفاعل ميارد عبارة عن تفاعل بين البروتين والكاربوهيدرات في قطعة اللحم، أو الخبز. البروتين في اللحم يسمى جلوبين أما في القمح يسمى جلوتين (فالتفاعل بين الجلوتين والكاربوهيدرات يعطي اللون البني للخبز). السلق (أو بوتشنج poaching) هو أسلوب لطهي الطعام تحت درجة الغليان حيث تتراوح درجة الحرارة بين 65-80. هناك خمس طرق لعمل بوتشنج للطعام وهي: في كمية قليلة من السائل مثل المرق، بغمر الطعام في سائل حيث يكون الطعام مغمورا كليا في السائل، على سائل (حيث لا يكون الطعام ملامسا للسائل بل موجود في وعاء على سائل مع تحريكه)، في سائل (حيث لا يكون الطعام ملامسا للسائل لكن بدون تحريك وعادة هنا يوضع في الفرن)، أو في آلة تعمل بالبخار. غَوْنَاق حيوان بري من فصيلة الجمليات يعيش في أمريكا الجنوبية. يعتبر صنفا فرعيا من اللاما، فالشبه واضح جدا إلا أنه عكس اللاما فإنه ظل حيوانا بريا لم يستأنس. يصل وزن الإناث إلى 75 كغ والذكور 100 كغ بقياسات تتفاوت بين 1.07 و 1.22 مترا. أبو الوفا إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي برهان الدين الحلبي (753 - 841 هـ = 1352 - 1438 م) المعروف بـ سبط ابن العجمي، أو البرهان الحلبي، مُحدث وفقيه شافعي شامي عالم بالحديث ورجاله، من كبار الشافعية. أصله من طرابلس الشام، ومولده ووفاته في حلب. وفي أيامه هاجمها تيمورلنك. وهو والد المؤرخ أحمد بن إبراهيم. سيرته. سُمى بسبط ابن العجمي لأن جده لأمه من بني العجمي، ولد بالجلوم من حلب في 28 رجب سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة وقيل 22 رجب، مات والده وهو طفل، وكفلته أمه، وتحولت به إلى دمشق فأقام معها وحفظ، ورحل إلى فلسطين ومصر والحجاز، وأخذ عن علمائها. توفي بالطاعون، يوم الاثنين 16 شوال 841 هـ، وصلى عليه بالجامع الأموي، ودفن بمقبرة بني العجمي بالجبيل. أُبان بن صمعة الأَنْصارِيّ البَصْرِيّ، (- 153 هـ)، أحد رواة الحديث النبوي، من تابعي التابعين من أهل البصرة. وهو والد عتبة الغلام المشهور بالزهد. مات في سنة ثلاث وخمسين ومائة. النسر الأصغر أصفر الرأس، ويطلق عليه أيضا نسر السفناء هو أحد أنواع الجوارح المُنتمية إلى فصيلة نسور العالم الجديد. شكلت هذه الطيور نوعًا واحدًا مع النسر الأكبر أصفر الرأس حتى رأى العلماء فصلها سنة 1964 إلى نوعين مُستقلين. تنتشر النسور الصغرى صفراء الرأس في المكسيك، والأمريكتين الوسطى والجنوبية، وأبرز موائلها الطبيعيَّة هي الأراضي المنخفضة العشبية الرطبة أو المغمورة، والمستنقعات. طيورٌ كبيرة الحجم، يتراوح باع جناحيها بين 150 و165 سم. الريش أسود اللون، والرأس والرقبة العاريان تقريبًا، برتقالية شاحبة مع مساحات حمراء أو زرقاء. تفتقر هذه الطيور لمصفار، لذلك تقتصر أصواتها على همهمات وهسهسة منخفضة. يتغذى النسر الأصغر أصفر الرأس على الجيف ويحدد موقعها عبر الشم والبصر في آن، وهذا أمر نادر في الطيور القمامة، التي غالبًا ما يقتصر اعتمادها على حاسة الشم عند البحث عن الطعام. تعتمد النسور الصغرى على أنواع النسور الأكبر حجمًا مثل ملك النسور لتمزيق جلود الحيوانات الكبيرة النافقة، نظرًا لأنها غير قادرة على ذلك، فهي لا تتمتع بالقوة اللازمة. يستخدم النسر الأصغر، كباقي نسور العالم الجديد، التيارات الهوائية الحرارية للبقاء في الجو طويلاً مع حد أدنى من الجهد الناجم عن الرفرفة، فينسابُ مع الهواء ولا يخفق جناحيه إلا لتغير اتجاهه أو للهبوط. تضع الأنثى بيوضها على سطوح مستوية مثل سطوح الكهوف، وتطعم فراخها بواسطة القلس. التصنيف. وصف النسر الأصغر لأول مرة في سنة 1845 من قبل جون كايسن. يعتبر بعض العلماء أن هناك سلالتين من هذه الطيور، الأولى "Cathartes burrovianus urubitinga" وصفها عالم الطيور النمساوي أوغست فون بليزيلن سنة 1851، وهي السلالة الأكبر، وتنتشر من شمال الأرجنتين إلى كولومبيا، أما الثانية، وهي مستبعدة، "Cathartes burrovianus burrovianus" فهي أصغر وتنتشر من شمال شرق أمريكا الجنوبية إلى المكسيك. جنس النسر الأصغر، "كاثارتيس" يعني النقي وهو من اللاتينية المُشتقة من اليونانية kathartēs/καθαρτη، ويعني "الملين"، أما اسمه الشائع "vulture" فمشتق من الكلمة اللاتينية " vulturus" وهو يعني التمزيق إلى أشلاء، وذلك يشير إلى عادات تغذيته. لايزال التصنيف الدقيق للنسر الأصغر أصفر الرأس والأنواع الستة الباقية من نسور العالم الجديد غير واضح. بالرغم من أن نسور العالمين الجديد والقديم متشابهة في المظهر والأدوار البيئية، إلا أنها تطورت من أسلاف مختلفة. والفرق بين الفصيلتين حالياً قيد المناقشة، لكن هناك من اقترح سابقًا بأن نسور العالم الجديد وثيقة الصلة أكثر باللقالق. حالياً، هناك عدة مراجع علمية حافظت على التوجه العام لوضع نسور العالم الجديد ضمن رتبة صقريات الشكل مع نسور العالم القديم، أو وضعها في رتبة خاصة بها هي "نقية الشكل". قام اتحاد علماء الطيور الأمريكي بإزالة نسور العالم الجديد من رتبة اللقلقيات، وإدرجها ضمن الأصناف غير المحددة، مع الإبقاء على المُلاحظة القائلة بإمكانية إدراجها ضمن رتبة صقريات الشكل. ككل نسور العالم الجديد، يصل عدد الصبغيات في الصيغة الصبغية عند النسور الصغرى صفراء الرأس إلى 80 صبغية (كروموسوم). الوصف. القد. يتراوح طول النسر الأصغر أصفر الرأس بين 53 و66 سم، وباع جناحيه بين 150 و165 سم وطول ذيله بين 19 و24 سم. أمّا زنته فتتراوح بين 0.95 و1.55 كجم. الهيئة الخارجية. ريش الجسد أسود اللون أخضر اللمعان. يقل الريش عند منطقة الحلق وجوانب الرأس وينعدم وجوده في الرقبة والرأس، والأخير أصفر ذو جبهة محمرة وتاج رمادي مُزرق. قزحيتيّ العينان حمراء والسيقان بيضاء، أمَّا المنقار فأحمر لحميّ. عيون هذه النسور تتمتع بصف غير مكتمل الرموش على الجفن العلوي وصفين تحت الجفن السفلي. الذيل ملتف وقصير نسبياً بالنسبة لنسر، وطرفا الجناحين ينتشرا خلف الذيل عند إغلاقهما. ريش النسور اليافعة بني، ورأسها داكن وقفاها أبيض. المنقار سميك مُدوَّر، ومعقوف عند الحافة. أمّا أصابع القدم الأمامية فطويلة ذات شبكات صغيرة في قاعدتها، وهي غير قابضة (لا تصلح للإمساك بالطرائد الحية). المنخر طولي ويفتقر للوتيرة . ككل نسور العالم الجديد، يفتقر النسر الأصغر للمصفار، ولذلك هو غير قادر على إصدار أية أصوات سوى الهسهسات المنخفضة. يمكن تمييز النسر الصغير عن قريبه النسر الأكبر أصفر الرأس عبر عدة خصائص شكلية. فهو أقل منه قدًا كما يدل اسمه، وذيله أصغر وأنحف، وساقي النسر الأصغر أفتح لوناً ورأسه يميل للبرتقالي أكثر من رأس النسر الكبير، كما أن طيرانه أقل ثبوتاً من طيران النسر الأكبر. أخيراً يفضل النسر الأصغر العيش في السفناء بينما يفضل الآخر العيش في الغابات. يتشابه كلا النوعين سالفا الذكر مع نسر الرومي. السلوك. المعيشة. تُحلِّقُ هذه الطيورُ مُنفردة، مُثنية جناحيها قليلًا بحيثُ تتعامد مع جسدها، وهي تنزلقُ مع التيَّارات الهوائيّة الساخنة على ارتفاعات منخفضة فوق الأراضي الرطبة أثناء بحثها عن الطعام، وتجثم على أعمدة الأسيجة وغيرها من المجاثم المنخفضة. طيورٌ انفراديَّة، نادرًا ما تُرى وهي تحلق في أزواج أو في أسراب. طيران هذه النسور مثال بارز على التحليق الساكن، فهي تستخدم التيارات الهوائية الساخنة لتحافظ على ارتفاعها دون الحاجة لأن تخفق جناحيها، ويندر لها أن تُحلق على ارتفاعات شاهقة، بل تُفضل تلك المنخفضة. يُعتقد بأن هذه النسور مهاجرة جزئية، وأنها تنتقل من مواقع سكناها بالتزامن مع تغير منسوب المياه فيه، وهي كغيرها من نسور العالم الجديد، تقوم بتبريد نفسها بفضلاتها، حيثُ يتغوَّط الطائر أو يبول على ساقيه عمدًا، ويترك تلك السوائل تتبخر، الأمر الذي يخفض من حرارة جسده. التغذية. النسور الصغرى صفراء الرأس طيور قمامة (تتغذى على الجيفة)، وقد تقتات على جيفة أي حيوان بما فيها تلك المدهوسة على الطرقات، غير أنها قد تصيد طعامها أحياناً، وخصوصاً الحيوانات الصغيرة المائية قاطنة المستنقعات. تفضل هذه النسور اللحم الطازج، ولكنها في كثير من الأحيان لا تتمكن من قطع جلد الجيفة بسبب ضعف وصغر منقارها. ولا تتغذى النسور الصغرى على أي جزء من الجيفة التي دبَّ إليها التعفن الشديد، حيث أنها تصبح ملوثة بالمسممات الجرثومية. كغيرها من النسور، تلعب النسور الصغرى دوراً مهماً في النظام البيئي لموطنها بتخليصه من الجيف التي لو بقيت قد تصبح مصدرا للعديد من الأمراض والأوبئة. يجد النسر الأصغر طعامه باستخدام بصره الحاد لتحديد موقع الجيف على الأرض، كذلك قد يستخدم حاسة الشم لإيجادها، وهذه قدرة غير شائعة في عالم الطيور. وهو يحدد موقع الجيف بكشف رائحة الإيثانول، وهو غاز ينبعث من الحيوانات الميتة التي تبدأ بالتعفن. فص الشم في دماغها المسؤول عن تحديد الروائح كبير جداً مقارنةً بالحيوانات الأخرى، وقد استخدم البشر هذه الخصائص التي تتمتع بها نسور العالم الجديد، فالإيثانول يُحقن داخل خطوط الأنابيب، التي بها تسرب ثم يبحث المهندسون عن التسرب في الأنابيب بتتبع النسور الجائعة. يفتقد ملك النسور لحاسة الشم الفائقة التي تتمتع بها النسور الصغرى، فيتبعها للوصول للجيفة، حيث يقوم بتمزيق جلدها والاقتيات، فاتحاً المجال للنسور الصغرى كي تقتات منها بعد مغادرته، نظراً لأنها لا تستطيع تمزيق جلود الحيوانات الكبيرة. وهذا مثال على التكافل التبادلي بين النوعين. غالباً ما تطرد النسور الصغرى عن الذبائح إن اجتمعت مع نسور الرومي وملوك النسور. التكاثر. لا تبني هذه النسور أعشاشاً، بل تفضل أن تضع بيوضها على الأرض، أو في جدران الكهوف، أو على حواف الأجراف وفي الجذوع المجوفة. لون بيوضها قشديّ وهي مبقعة ببقع بنية ورمادية خصوصاً عند مؤخرتها. يصل عدد البيوض في الحضنة إلى اثنتان في العادة. تفقس الفراخ عارية وعمياء وكلية الاعتماد على والديها، ولا ينمو لها زغب إلا بعد حين. يطعم الأبوان صغارهما بواسطة القلس، حيث يهضم الطائر البالغ الطعام ثم يتقيأه في فم الفراخ ولذين يشربونه بدورهم. تكتسي الفراخ بالريش بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من الفقس. الانتشار. الموطن. تنتشر النسور الصغيرة صفراء الرأس في كُلٍ من: الأرجنتين، وبليز ، وبوليفيا ، والبرازيل ، وتشيلي ، وكولومبيا، وكوستاريكا، والإكوادور، والسلفادور، وغيانا الفرنسية، وغواتيمالا، وغيانا، والهندوراس، والمكسيك، ونيكاراغوا، وبنما، والباراغواي، والبيرو، وسورينام، والأوروغواي، وفنزويلا. الموائل الطبيعية. موائلها الطبيعية هي المناطق شبه الاستوائية أو المدارية في الرطبة الأراضي المنخفضة الرطبة أو المغمورة والأراضي العشبية، والمستنقعات، وغابات الأيكات الساحلية. بالإضافة إلى الغابات المحتطبة. وعادة ما تتجنب هذه النسور المناطق المرتفعة. أعطت هذه الطيور بسبب هيئتها المشابهة للغراب، اسم "وادي الغربان" لإحدى المناطق في الأوروغواي، حيث تتجمع هي والنسور السوداء ونسر الرومي. الحماية. بحسب الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، فإن النسر الأصغر أصفر الرأس غير مهدد بالانقراض، فهو فأعداده غزيرة تقدر بما بين 100,000 و1,000,000 طائر تنتشر على مساحة تقدر بحوالي 7,800,000 كيلومتر مربع (3,000,000 ميل مربع). المارشال بوريس ميخائيلوفيتش شابوشنيكوف وُلد في زلاتؤوست بتشيليابينسك أوبلاست بالإمبراطورية الروسية بتاريخ 2 أكتوبر 1882 (بحسب التقويم الجديد أو 20 سبتمبر 1882 بحسب التقويم القديم)، وتوُفي بمدينة موسكو بروسيا السوفيتية في 26 مارس 1945، وهو أحد قادة الجيش السوفيتي خلال معارك الحرب العالمية الثانية وتدرج في المناصب العسكرية حتى نال رتبة مارشال عام 1940. المصادر. النص مترجم عن النسختين و للموضوع نفسه. التركيبة السكانية لإستونيا في القرن الحادي والعشرين هي نتيجة الاتجاهات التاريخية على مدى أكثر من ألف سنة، تماما كما في معظم البلدان الأوروبية، ولكن قد تأثرت بشكل غير متناسب من قبل الأحداث في النصف الأخير من القرن العشرين. كان له تأثير من صعود وسقوط الاتحاد السوفياتي، بما في ذلك الضم والاستقلال في نهاية المطاف من استونيا، له تأثير كبير على التركيبة العرقية في أستونيا والتحصيل العلمي. اللغات التي يتحدث بها في استونيا هي انعكاس إلى حد كبير من الجماعات العرقية المكونة للبلد، وبالتالي قد تغيرت مع الاتجاهات التاريخية التي تؤثر على التركيبة العرقية للبلاد. يلعب الدين دورا صغيرا في حياة معظم الاستونيين، إلى حد كبير نتيجة للاحتلال السوفياتي 1944-1991. العلاقات التاريخية. الاستونيين لديها علاقات قوية مع بلدان الشمال الأوروبي وألمانيا الناجمة عن تأثيرات قوية والثقافية والدينية المكتسبة على مدى قرون في عهد الدانماركية والألمانية والسويدية والاستيطان. هذا مجتمع متعلم جدا تركيزا قويا على التعليم، والذي هو مجاني وإلزامي حتى سن 16 عاما. في القرن العشرين، تم تغيير التركيبة العرقية في استونيا جذريا عن السياسات التي تنفذها الحكومة السوفياتية. وتحفيز أعداد كبيرة من الروس على الانتقال إلى الجمهوريات غير الروسية، بما في ذلك استونيا. تم تغيير زيادة عدد السكان من قبل الترحيل الجماعي جوزيف ستالين وعمليات الإعدام في حين غادر كثير من الناس ببساطة نتيجة الحرب العالمية الثانية. عدد السكان. وفقا لبيانات من استونيا الإحصائيات، فإن عدد سكان استونيا آخذة في التقلص. في حين أن هناك دول أوروبية أخرى مثل استونيا مع معدل المواليد الذي هو أقل من مستويات الإحلال، استونيا يفتقر إلى الهجرة لتعويض الزيادة الطبيعية السلبية. في الواقع، فإن عدد المهاجرين أكبر من عدد السكان الأصليين. على هذا النحو، فإن السكان في اتجاه نزولي بطيء. ازداد عدد السكان من 1351640 في يناير كانون الثاني عام 1970 إلى 1570599 في يناير كانون الثاني عام 1990. منذ عام 1990، خسرت استونيا حوالي 15٪ من سكانها (230,000 نسمة). انخفض عدد السكان إلى 1340194 في يناير 2011، وهو أقل بكثير من عدد الناس الذين يعيشون في استونيا في عام 1970. بالرغم من وجود منحنى السكان نحو الانخفاض، وأوضح من قبل وفاة أكبر من معدل المواليد، فضلا عن عدد أكبر من المهاجرين من المهاجرين، ورسم الخط البياني للزيادة الطبيعية في عدد السكان تبين أن معدل انخفاض عدد السكان وتناقص ببطء. العمر هيكل. بين عامي 1970 و 1990 الهيكل العمري للإستونيا مستقر وليس مع حوالي 22٪ من السكان في الفئة العمرية 0-14 سنة، 66٪ بين 15 و 65، بينما 12٪ كان 65 عاما أو أكثر . نظرا لانخفاض معدلات المواليد بعد عام 1990، ونسبة السكان انخفضت من سن 0-14 سنة إلى 15٪ في عام 2009، في حين أن نسبة 65 عاما أو أكثر تدريجيا إلى 17٪ في عام 2009. نسبة الفئة العمرية 15-64 أيضا زيادة طفيفة إلى 68٪ في عام 2009. ولادات ووفيات. من 1947-1989 كان عدد الولادات يفوق عدد الوفيات، ولكن اعتبارا من عام 1990 عدد الوفيات فاق عدد المواليد. معدل المواليد الخام عام 2008 كان 11.76 (15763 ولادة) ومعدل الوفيات الخام من عام 2008 كان 12.00 (16081 حالة وفاة)، مما يجعل معدل الزيادة الطبيعية -0.24 (-318). للحصول على بيانات تاريخية أكثر تفصيلا، انظر جدول معدلات المواليد والوفيات أدناه. معدل الخصوبة الكلية. بين عامي 1970 و 1990، كان معدل الخصوبة الكلي (TFR) يزيد قليلا عن 2 طفل لكل امرأة . حدث انخفاض سريع في معدل الخصوبة الإجمالي بعد الاستقلال. في عام 1998 وسجلت أدنى معدل: 1,28 طفل لكل امرأة. ومعدل الخصوبة الإجمالي انتعشت بشكل طفيف في السنوات اللاحقة. كان معدل الخصوبة الإجمالي 1,66 في عام 2008 EN 1,63 في عام 2009. معدل وفيات الرضع. وقد انخفض معدل وفيات الرضع في استونيا بشكل كبير خلال العقود الماضية. في عام 1970 كان معدل 17.7 في 1000 ولادة حية . انخفض معدل إلى 17.1 في عام 1980 و 12.3 في عام 1990 و 8.4 في عام 2000. وسجل معدل وفيات الرضع أدنى معدل في عام 2009: 3.6. العمر المتوقع عند الولادة. متوسط العمر المتوقع في استونيا أقل مما هو في معظم بلدان أوروبا الغربية. خلال حقبة الحياة expactancy السوفياتي في الذكور ما بين 64 عاما و 66 EN في الإناث بين 73 و 75 عاما . بعد الاستقلال، وانخفاض متوسط العمر المتوقع لعدد من السنوات. في عام 1994، تم تسجيل أدنى متوسط العمر: 60.5 سنة للذكور و 72.8 في الإناث. بعد عام 1994، ازداد متوسط العمر المتوقع تدريجيا لتصل إلى 68,0 سنة للذكور و 79.0 للإناث في عام 2011. هجرة. كما التراكمي النمو الطبيعي بلغ نحو 82000 سلبي خلال 1991-2010، كان السبب في ما تبقى من انخفاض عدد السكان في استونيا منذ عام 1990 (230,000 شخصا في المجموع) من قبل الهجرة (150,000 نسمة أو حوالي 10٪ من سكان استونيا في عام 1990). الروس أساسا، هاجر من أوكرانيا وبيلاروسيا. انخفضت بالتالي نسبة من هذه المجموعات العرقية كما يمكن أن يرى في نتائج التعداد السكاني لعام 2000 (انظر أدناه). بيانات من 2000-2009 يبين أيضا أن عدد المهاجرين أكبر من عدد المهاجرين، ولكن على وسيلة للضغط أقل بكثير مما في 1990. مجموعات عرقية. اليوم، استونيا هو بلد التنوع العرقي إلى حد ما، لتحتل المرتبة 97 من أصل 239 بلدا وإقليما في عام 2001 دراسة قام بها كوك خنج يوه. وفي عام 2008، 13 من مقاطعات استونيا 15 وكان أكثر من 80٪ العرقية الاستونية. المقاطعات مع استونيا أعلى نسبة هي Hiiu مقاطعة (98.4٪)، وSaare مقاطعة (98.3٪). ومع ذلك، في مقاطعة Harju (والتي تشمل رأس المال الوطني، تالين) والمؤسسة الدولية للتنمية مقاطعة فيرو، الاستونيين العرقية لا تشكل سوى 59.6٪ (55.0٪ في تالين) و 19.7٪ من السكان، على التوالي. في هذه البلدين، لحساب الروس 32.4٪ (36.4٪ في تالين) و71.2٪ من السكان، على التوالي. في البلاد ككل، ويشكل الروس 25.6٪ من إجمالي عدد السكان. بعد حصولها على الاستقلال الحرب العالمية بعد أنا عقد التعداد السكاني في عام 1922 و 1934. في ذلك الوقت كان لا يزال الاستونيين المجموعة العرقية السائدة، في حين أن كل الآخرين وتشكل 12٪ من سكان استونيا. وكانت الجماعات اليهودية الرئيسية الموجودة في استونيا بين عامي 1918 و 1940 في تالين، بارنو، Kilingi Nõmme، نارفا، تارتو، فالجا، وفارو. نتيجة للسياسات السوفياتي المذكورة آنفا، انخفضت حصة الإستونيين العرقية في السكان المقيمين داخل حدود محددة في الوقت الراهن من استونيا إلى 61.5٪ في عام 1989، مقارنة ب 88٪ في عام 1934. ولكن في السنوات العشر التي تلت إعادة الاستقلال تسبب هجرة كبيرة الحجم من أصل روسي، فضلا عن المجموعات العرقية في بلدان أخرى السوفياتي السابق، وإزالة القواعد العسكرية الروسية في عام 1994 نسبة العرق الإستوني في استونيا لزيادة من 61.5٪ في عام 1989 إلى 68.7٪ في عام 2008. في الفترة نفسها انخفضت نسبة الروس من 30.0٪ إلى 25.6٪، ونسبة من الأوكرانيين العرقية انخفضت من 3.1٪ إلى 2.1٪، ونسبة من البيلاروسيين العرقية انخفضت من 1.8٪ إلى 1.2٪. اعتبارا من عام 2008، وهي أكبر المجموعات العرقية في استونيا واستونيا (68.7٪)، الروس (25.6٪) والأوكرانيين (2.1٪)، روسيا البيضاء (1.2٪)، والفنلنديون (0.8٪). قدمت هذه المجموعات الخمس حتى 98.4٪ من سكان استونيا. لغات. ويتحدث العديد من اللغات في إستونيا، بما في ذلك الاستونية (رسمية)، الروسية، الأوكرانية، الإنجليزية، الفنلندية، الألمانية وغيرها. ترتبط ارتباطا وثيقا الإستونية والفنلندية، الذين ينتمون إلى نفس Finnic فرع من الأورالية عائلة اللغات. ومع ذلك، فإن اللغتين ليست واضح بعضها بعضا، على الرغم من المتعلمين الناطقين يمكن قراءة لغة أخرى مع وجود درجة أكبر أو أقل من التفاهم. والإستونية والفنلندية فقط بعيدة الصلة إلى المجرية. كتب مع الأبجدية اللاتينية، هي اللغة الاستونية الشعب الإستوني واللغة الرسمية للبلاد. مشتق ثلث من المفردات القياسية من إضافة لاحقات لكلمات الجذر. أقدم الأمثلة المعروفة من كتابة الاستونية تنشأ في سجلات القرن 13th. خلال العهد السوفياتي، و اللغة الروسية فرض بالتوازي مع، وبدلا من ذلك في كثير من الأحيان، الاستونية في استعمال الرسمي. الدين. ووفقا للاستطلاع يوروباروميتر أحدث عام 2005, وردت 16٪ من المواطنين الاستونيين "انهم يعتقدون أن هناك إله"، في حين أجاب 54٪ أنهم "نعتقد أن هناك نوعا من الروح أو قوة الحياة" وأن 26٪ "انهم لا نعتقد أن هناك أي نوع من روح الله، أو قوة الحياة". هذا، وفقا للمسح، لكان قد أدلى الاستونيين أكثر الناس غير دينية في الاتحاد الأوروبي من 25 عضوا. وأظهر مسح أجري في 2006-2008 قبل مؤسسة غالوب أن 14٪ من الاستونيين أجاب بالإيجاب على السؤال: "هل الدين جزء مهم من حياتك اليومية؟"، والتي كانت أقل بين 143 بلدا شملهم الاستطلاع. أقل من ثلث السكان يعرفون أنفسهم كمؤمنين، ومن بين هؤلاء، وغالبية تلك اللوثرية، في حين أن الأقلية الروسية الأرثوذكسية الشرقية. وتعقد التقاليد القديمة الاعتدالي (مثل عيد القديس يوحنا) في ارتفاع الصدد. في عام 2000، وفقا لتعداد عام، يعتبر 29.2٪ من السكان لتكون ذات صلة إلى أي دين أنفسهم، منها: هناك أيضا عدد من الجماعات البروتستانتية الصغيرة واليهودية، والبوذية. وMaavalla منظمة كودا يوحد أتباع الديانات التقليدية الوثنية. الجدول من معدلات المواليد والوفيات. الإحصاءات الحيوية الراهنة. انخفض عدد المواليد خلال الأشهر من يناير إلى يونيو 2012 من قبل 354 خلال الفترة نفسها من عام 2011. عدد المواليد، من يناير إلى يونيو 2010 = 7947 عدد المواليد، من يناير إلى يونيو 2011 = 7226 عدد المواليد، من يناير إلى يونيو 2012 = 6872 زيادة عدد الوفيات خلال شهري يناير إلى يونيو 2012 من قبل أكثر من 33 نفس الفترة من عام 2011. عدد الموت، من يناير إلى يونيو 2010 = 7983 عدد الموت، من يناير إلى يونيو 2011 = 7912 عدد الموت، من يناير إلى 2012 يونيو = 7945 خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2012 هل كانت الزيادة الطبيعية: الزيادة الطبيعية في عدد من يناير إلى مايو = - 36 الزيادة الطبيعية في عدد من يناير إلى مايو 2011 = - 686 الزيادة الطبيعية خلال الفترة من يناير إلى 2012 مايو = - 1073 حسين حرفوش, ولد في محافظة البحيرة. شاعر مصري. تخرج من كلية الآداب والتربية قسم اللغة العربية عام 1988 بتقدير جيد جداً بمرتبة الشرف. حياته العملية. يعمل ككاتب وشاعر وباحث ومدقق ومصحح لغوي، بالإضافة إلى عمله التربوي كمشرف في مادة اللغة العربية في الهيئة الملكية في الجبيل وينبع ووزارة المعارف السعودية، له كتابات عدة مابين شعر ومقال في القسم الثقافي في صحيفة وطن، صحيفة اليوم السابع، صحيفة الشرق القطرية، صحيفة الراية القطرية، صحيفة الديار اللندنية والقدس العربي اللندنية، وعرب تايمز. شارك في عدة مهرجانات شعرية مصرية وعربية، ونال خلالها عدة دروع للتميز، في مهرجان الشعر العربي في الإسكندرية نوفمبر 2012 ، ومن مهرجان داريا في سوريا 2010، ومن نقابة المهندسين المصرية 2014، ومن وزارة الثقافة القطرية في 2015 ، ومثل مصر في مهرجان يوم الشعر العالمي في الدوحة 2015. عضو اتحاد كتاب مصر، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية فرع الدوحة. شارك في العديد من الأمسيات الشعرية التي نظمتها وزارة الثقافة القطرية، والتي نظمتها جهات أدبية ومنتديات مصرية. عضو مؤسس لجماعة إيزيس الأدبية في كرمة ابن هانئ في القاهرة مع الشاعر عصام مهران . كما أنه عضو في عدة جمعيات أدبية مصرية. عمل محرراً للصفحة الثقافية لجريدة ثورة اللواء العربي التي كانت تصدر في القاهرة عام 2011. عضو نقابة الصحفيين المصريين المستقلة منذ عام 2011. أمينة موسى (29 مارس 1968 -)، ممثلة عمانية. بدأت حياتها الفنية بأواخر الثمانينات من القرن العشرين وقدمت العديد من الأعمال الفنية والتي مازل الجمهور يذكرها حتى الآن ولكنها لم تستمر في هذا المجال وابتعدت عن المجال الإعلامي عدة سنوات ألا انها عادت مجددأ من خلال المسلسل الكارتوني (عائلة شمسة). أعمالها. المسلسلات التلفزيونية. صيف حار سلوم الحافي سعيد وسعيدة المسلسل الكارتوني عاى لة شمسة ومع مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي مسلسل آخر العنقود ومع تلفزيون قطر مسلسل الوريث ومسلسل الناس بيزات وفي الإذاعة قدمت العديد من المسلسلات اهمها مسلسل اللي يعيش يا ما يشوف بالإضافة إلى مسرحية أفراح وجراح للمسيحية في لبنان تاريخ طويل حيث انتشرت في لبنان منذ القرن الأول للميلاد، وبحسب التقليد المسيحي فقد زارها يسوع وقام بشفاءات إعجازية. وفي لبنان يتواجد أعلى نسبة للمسيحيين في الوطن العربي؛ حوالي 40.5% من السكان البالغين 22 سنة في لبنان، ينتمون إلى الديانة المسيحية، وهو البلد الوحيد في الوطن العربي الذي يتولى رئاسته مسيحيون بحكم عرف دستوري. ويتوزع الشعب اللبناني على 18 طائفة معترف بها، كما أن اللبنانيين منتشرون حول العالم كمهاجرين ومغتربين أو منحدرين من أصول لبنانية. ويبلغ عدد سكان لبنان بحسب تقدير الأمم المتحدة لعام 2008 حوالي 4,099,000 نسمة. ويُقدر عدد اللبنانيين المغتربين والمتحدرين من أصل لبناني في العالم بحوالي 8,624,000 نسمة، وفقا لإحصائية من سنة 2001، ينتمي أكثرهم إلى الديانة المسيحية، وذلك لأن الهجرة اللبنانية أول ما بدأت من متصرفية جبل لبنان ذات الأغلبية المسيحية. شكل المسيحيون قبل الحرب الأهلية اللبنانية نسبة 65% من السكان وبسبب الهجرة والتهجير وصلت نسبة المسيحيين في لبنان إلى 40.5% وهي أعلى نسبة للمسيحيين في دول الوطن العربي. ساهم المسيحيون في لبنان خلال القرنين التاسع عشر والعشرين في حركة النهضة العربية، فلعبوا دوراً هاماً في النهضة الثقافية والسياسية العربية كفتح المدارس، إحياء اللغة العربية، إصدار الصحف، تأسيس الجمعيات، والأهم المساهمة في تأسيس الجمعيات السياسية العربية مع المسلمين والمطالبة باللامركزية وبجعل اللغة العربية رسمية في إدارة الدولة والمحاكم وغيرها. لعبت الطائفة المارونيّة دوراً مهماً في تشكيل دولة لبنان الحديثة، وكان الموارنة ينتمون إلى الطبقة الحاكمة، حيث تقاسموا في البداية السلطة مع الموحدون الدروز، ثم لاحقاً مع المُسلمين السُّنة. لا يعتبر الدولة الوحيدة في الوطن العربي التي يرأسها مسيحي، بل الدولة الوحيدة أيضًا التي يلعب فيها المسيحيون دورًا فاعلاً وأساسيًا في الحياة العامة؛ وخلال الفترة الممتدة بين 1943 و1975 شهد لبنان ازدهارًا اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا غير مسبوق حتى دعي "سويسرا الشرق" وما عاق هذا التقدم هو اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية على أسس مذهبية في 13 أبريل 1975. تاريخ. العصور الأولى. حسب التقليد المسيحي طاف يسوع قرى الجليل، واليهودية، وجنوب لبنان وذلك خلال رسالته العلنية. في سوريا الرومانية انتشرت المسيحيّة بقوة في الأماكن الساحليّة وبعض المناطق الداخلية بجهود المبشرين الأوائل خلال القرون الأولى وتوسعت بعد مرسوم ميلانو، مع بقاء نفوذ قوي للوثنية لاسيّما في الريف، ومن بين هذه المناطق كانت القورشية حيث نشط مار مارون. إن المرجعين الأساسيين الباقيين عن حياته، رسالة وجهها يوحنا ذهبي الفم من منفاه في القوقاز حوالي العام 405؛ وشهادة ثيودوريطس أسقف قوروش، في كتاب أعده خصيصًا للحديث عن الرهبان في القورشيّة وضواحيها؛ ورغم عدم وجود رابط بين مارون يوحنا ذهبي الفم، ومارون ثيودوريطس، إلا أن المؤرخين استبعدوا احتمال وجود مارونيين، في القورشية عاشا خلال الفترة ذاتها، ولم ينل التأريخ سوى واحدًا منها، ما دفع إلى القول أن كلا المرجعين يشيران إلى مارون، أبي الطائفة المارونيّة. نشأ المذهب الماروني وهو المذهب الذي ينتمي له غالبية مسيحيي لبنان قرب أنطاكية في سوريا في أوائل القرن الخامس حين تجمع عدد من أتباعه حوال مار مارون واستمروا بعد وفاته التشبه بمسلك التنسك والعبادة. انفصل الموارنة عمليًا عن أنطاكية في القرن التاسع وانتخبوا لانفسهم بطريركًا حين كان الكرسي الأنطاكي شاغرًا وحافظوا على وحدتهم عبر التاريخ. هجروا في مطلع القرن الثامن مكان اقامتهم على ضفاف نهر العاصي وحلب وانطاكية واعتصموا بجبل لبنان حيث يشكلون غالبية المسيحيين في لبنان. ومارسوا زراعة التوت لتصنيع الحرير والتجارة به. عرف عن الموارنة تدخل رؤساء كنيستهم في الامور السياسية ورغبتهم في الاستقلال. الأمويون والعباسيون. إثر الفتح العربي، فقد الملكيون البيزنطيون حظوتهم لدى السلطة لأن الخلفاء الأمويين تخوفوا من الرابط بين الملكيين وبيزنطة، فمُنع الملكيون من إقامة بطاركة لهم، فأقام الأباطرة البيزنطيون بطاركة إسميين لأنطاكية في القسطنطينية، وظل الشغور ما يفوق الأربعين عامًا، وبعضًا من هؤلاء البطاركة عينوا تعينًا ولم ينتخبوا انتخابًا، وسوى ذلك فإن أغلب سكان الرعيّة الأنطاكية، سيّما في الأرياف إن كانوا خليقدونيين فهم من الموارنة لا من الملكيين؛ في هذه الظروف اجتمع أساقفة دير مارون وربما عدد آخر من الأساقفة وانتخبوا في دير مارون يوحنا مارون بطريركًا قرابة عام 685 إثر وفاة البطريرك ثيوفانس في القسطنطينية وشغور الكرسي الإنطاكي، فأصبح الموارنة بذلك طائفة وفق المفهوم المتوافق عليه للكلمة، وبحسب الاعتقاد السائد في الكنيسة فهم قد ورثوا رئاسة الكرسي الأنطاكي. بكل الأحوال، فإن الوثائق والمعلومات عن يوحنا مارون وبطريركيته لا تتوافر أدلة موثوقة عنها، فالوثائق القديمة وإن كانت تشير إلى بطاركة موارنة في القرن الثامن لكنها لم تشر إلى أعمالهم أو أسمائهم؛ هناك مرجع وحيد يسميه الدويهي "معتقد اليعاقبة"، يذكر شخصًا باسم يوحنا مارون كان أسقفًا على البترون التي تحوي دير ريش مورو، تلقى رسامته الأسقفية على يد مبعوث بابوي إلى المشرق، أما عن عقيدته فهي الديوثيلية، أي أنه لم يكن مونوثيليًا، لكن ما يزيد الأمر تعقيدًا تضارب رواية البطريرك الدويهي والسمعاني وهما من كبار المؤرخين الموارنة في سيرهما حول بطريركية يوحنا مارون ومؤلفاته، فلا يسع في ظل غياب المراجع والوثائق وتضارب الروايات إلا القول بأن الموارنة تولوا شؤون الكرسي الأنطاكي أواخر القرن السابع على الأرجح، وكان أول من تسلم زمام الكرسي الإنطاكي يوحنا مارون. عندما عادت حظوة الملكيين لدى الخلفاء الأمويين سمح مروان بن محمد عام 745 برسامة بطريرك لهم هو ثيوفلاكت بن قنبرة، فقاد البطريرك الجديد حملة على دير مارون على العاصي لكن حملته هذه قد فشلت ولم تحقق أهدافها، وفي إثرها أخذ الموارنة والملكيون ببناء كنائس منفصلة، في المناطق المختلطة بينهم كمدينة حلب. ولم يذكر مؤرخ هذا الحادث، أثناسيوس التلمحري، أن في الدير بطريركًا لأن البطريرك كان قد انتقل إلى شمال لبنان؛ ويذكر التلمحري عدة أسباب لهذه الحملة منها أسباب طقسية كاستعمال الموارنة للتقديسات الثلاث، ومنها عقائدية تتعلق بالمونوثيلية، ومنها رغبة الملكيين بالاحتفاظ بالكرسي الأنطاكي الذي كان قد آل إلى سيطرة الموارنة، ويمكن القول أنه وإثر هذه الحملة ومثيلاتها التي تكررت من قبل البدو والسلاطين خلال فترة اضطهاد المسيحيين بدءًا من عهد المتوكل على الله، فقد دمر دير مارون، وأخذ الموارنة يتحولون تدريجيًا نحو جبال لبنان، فالمسعودي يذكر أن دير مارون والصوامع المحيطة به قد دمرت من جراء غزوات البدو وظلم الحكام، ولم يبق من الموارنة في وادي العاصي حوالي سنة 956 - سنة وفاة المسعودي - سوى جماعات صغيرة متفرقة أما القسم الأكبر فقد كان في جبال لبنان الشمالية، حيث يذكر المستشرق جورج تشالنكو أن النزوح هذا ساعد في الحفاظ على هوية الطائفة، فتنظم الموارنة في ظل الجبال، التي حوت لاحقًا أقليات الأخرى، ضمن مجتمع بيروقراطي منظم بقيادة الإكليروس وكبار العائلات تنظيمًا قويًا، ولم تكن طبيعة جبال لبنان تسمح بقيام المدن فقامت القرى الكبيرة عوضًا عنها. ويعود لتلك الفترة أيضًا انتشار الكنيسة المارونية في قبرص. القرون الوسطى. انطلقت الحملة الصليبية الأولى بمباركة البابا أوربان الثاني عام 1096، من أوروبا عبر أراضي الإمبرطوريّة البيزنطية، ووصلت إلى سهول كليكية عام 1097 ومنها اجتازت جبال طوروس تجاه أنطاكية التي سقطت بأيديهم في حزيران سنة 1098، وسار الصليبيون على الطريق الساحلي جنوبًا وبلغوا طرابلس في ربيع عام 1099 حينئذ حصل الاتصال الأول بين الموارنة والصليبيين في بلدة عرقا شمال لبنان، ولم يكن الموارنة هم السباقون، كما هو شائع لاستقبال الصليبيين، إذ سبقهم إلى ذلك ابن عمار صاحب طرابلس الفاطمي، وقدم لهم الهدايا وزودهم بالمؤن.، ذلك إن الاضطهادات العباسية لمختلف الأقليات لم تترك لهم مواليًا في الداخل. واستمر الصليبيون بالزحف ووصلوا القدس في حزيران واقتحموها في تموز سنة 1099، أما عن الموارنة خلال هذه الفترة فيقدم المؤرخ والأسقف ويليام الصوري شهادة هامة عنهم: يخبر ويليام الصوري أن أربعين ألفًا من الموارنة ساعدوا الجيش الصليبي، في مختلف الأصعدة، ويبدو الصوري سعيدًا بهذه العلاقة، وقد تمتع الموارنة بالحقوق الكاملة في ظل الدولة الصليبية، ويذكر أيضًا، في شهادته أن الموارنة قد كانوا مونوثيليين - صيغة هرقل في المشيئة الواحدة- لكن شهادته في هذا المضمار مشكوك بصحتها، إذ إنها استندت إلى شهادة سعيد بن بطريق بطريرك الإسكندرية الملكي، الذي أجمع الباحثون من مختلف الفئات على اعتبار تاريخه بشكل عام مغلوط وغير صادق، وسوى هذه الشهادة هناك كتاب الهدى الماروني لتوما أسقف كفرطاب قرب معرة النعمان والذي يربط بين الموارنة والمونوثيلية، إلا أن المشيئة الواحدة كما تظهر في هذا الكتاب مختلفة عن عقيدة هرقل التي نشأت في القرن السابع والتي أدانها المجمع المسكوني السادس عام 685، بمعنى آخر أنه كما يمكن قبول نشيد التقديسات الثلاث (قديشات آلوهو)، الشهير في الكنيسة، ملحقًا بعبارة "يا من صلبت لأجلنا" بمعنين هرطوقي وآخر سليم، وهو ما قائم حتى اليوم، فإن المشيئة والمشيئتين تفهم بالطريقة ذاتها. سوى ذلك فإن المجمع السادس سمى بشكل مفصل وموسع من أدانهم ولم يذكر شيءًا عن الموارنة أو ديرهم، ولو أنهم تمسكوا بالمونوثيلية لكان المجمع السادس أشار إلى ذلك صراحة، فلا يمكن إثبات المونوثيلية على الموارنة وفي الوقت نفسه لا يمكن نفيها عنهم بأدلة قاطعة. هاجم المماليك جبة بشري أول مرة عام 1268، وأعادوا الكرة عام 1283 وتابعوا نحو إهدن، ثم طالت حملاتهم كسروان عام 1305 وشملت تهجير قاطنيها من الشيعة، وفي العام 1365 قام المماليك بالقبض على البطريرك جبرائيل الحجولي وأحرقوه حيًا في طرابلس. ويذكر التاريخ أن الظاهر بيبرس قد قتل 16 ألف شخصًا لدى استرجاعه أنطاكية وأنه هدم حصن طرابلس بمن فيه، فضلاً عن مذبحتي عاصي الحدث وقلعة الحوقا، لذلك يصفه المؤرخون بأنه قد أفرط في استعمال القوة بحق شعبه، وإن كانت فترة حكم المماليك البحرية مأساوية فإن الحال قد تبدلت بعد وصول السلطان برقوق إلى السلطة وقيام دولة المماليك البرجية، إذ أكرم هذا السلطان ومن تلاه، الموارنة وجعل دير قنوبين متقدمًا على سائر الأديار ودعم المقدمين، وهم حكام محليين موارنة في القرى، وجعل أيوب مقدم بشري رئيسًا عليهم، واستمر هؤلاء يتولون شؤون الحكم حتى مطلع القرن السابع عشر وقد كانت علاقتهم بالكنيسة والبطريركيّة قوية للغاية حتى أنهم قبلوا رتبة الشدياق الكنسية كعلامة خضوعهم لها، وقد شارك البطريرك خلال تلك الفترة عن طريق ممثليه في مجمع فلورنسا الرابع عام 1439، وإثر عودة المبعوثين حصلت قلاقل والسلنطة المملوكية ما حدا بالبطريرك يوحنا الجاجي مغادرة الكرسي البطريركي في ميفوق وانتقاله إلى وادي قاديشا في قنوبين. وفي الشَّام، شدَّد المماليك الخناق على الموارنة بِالذات من بين سائر الطوائف المسيحيَّة الشاميَّة، وذلك بِسبب علاقة أُمرائهم ومُقدميهم الوثيقة بِالقوى الصليبيَّة في أوروپَّا وقبرص، وبِسبب اتباع الكنيسة المارونيَّة لِلبابويَّة الكاثوليكيَّة، مُحرِّكة الحملات الصليبيَّة ضدَّ ديار الإسلام. فعندما حاصر المماليك طرابُلس لاسترجاعها من الصليبيين، تصدَّى لهم موارنة شمال لُبنان، فهاجمت العساكر الإسلاميَّة جبَّة بشرِّي، وحاصرت قرية إهدن مقر الكُرسي البطريركي وأسقطتها، ثمّ اعتقلت وقتلت البطريرك دانيال الحدشيتي. وبعد جلاء الصليبيين عن المشرق، بقي البابوات الكاثوليك على اتصالٍ دائم بِبطاركة الموارنة لِأسبابٍ دينيَّة وأُخرى سياسيَّة وعسكريَّة، ممَّا أثار خشية سلاطين المماليك في القاهرة وعُمَّالهم في طرابُلس الشَّام، الأمر الذي أدَّى إلى غضب السُلطة المركزيَّة على زعامات الطائفة المارونيَّة الدينيَّة والسياسيَّة، وأفضى إلى عاصفة اضطهاد ضدَّهم. في ظل الدولة العثمانية. مع عودة الأمير فخر الدين إلى لبنان عام 1618، أي بعد غياب خمس سنين قضى منها سنتين في توسكانا، وثلاث سنوات في أراضي تابعة لإسبانيا، وكانت أقوى دول أوروبا في ذلك الحين. وخلال هذه المدة اتصل فخر الدين برجال فرنسا، بالمراسلة، واتصل بالكرسي الرسولي بواسطة رجال الدين الموارنة المقيمين في روما. نظّم فخر الدين إمارته تنظيما إداريّا يكفل له الإشراف على أمورها العامة، فجعل فيها موظفين مسؤولين يعينهم بنفسه، وحدد لهم مرتبات يتقاضونها من خزينة الإمارة. واختار للمناصب السياسية والإدارية والعسكرية رجالا أذكياء مخلصين من غير أن يلتفت إلى طوائفهم. فكان يعاونه من الموارنة: أبو صافي الخازن، وإبراهيم الخازن، وخازن الخازن الذي كان مديرا أو وزيرا للأمير، وأقام يونس حبيش خازنا لبيت المال، كما اختار أعوانه الآخرين من الدروز والسنّة والشيعة. وأنشأ فخر الدين المعني الثاني تعايشاً دقيقاً بين الموارنة في كسروان ودروز جبال الشوف. وساهم أمير الدروز فخر الدين المعني الثاني، عن غير وعي بأفول نجم الدروز. فبسبب الحملات العثمانية لتأديبهم، تضاءل عددهم حتى اضطروا، بمباركة فخر الدين، إلى السماح أو حتى التشجيع على هجرة المسيحيين، أو الموارنة منهم، من جبل لبنان الشمالي نحو جبل الدروز. ومع مرور الزمن، أصبح الوافدون المسيحيون أكثر عدداً من أصحاب الأرض، وقد عمل المسيحيين في الإمارة الدرزية في مهن مثل النجارة والحدادة والصياغة والصناعات الخفيفة. وبسبب ظروف سياسية وتاريخية أخرى استطاع المسيحيون الإمساك بزمام السلطة. في عهد بشير الثاني الشهابي اعتنق البعض من الشهابيين والدروز المسيحية ديناً، كما وتحولت عشيرة أبي اللّمع الدرزيَّة النافذة إلى الكنيسة المارونية، وكان من بين الشهابيين الذين تحولوا إلى المسيحية كلّ من أبناء الأمير بشير وبشير نفسه بحسب الظاهر، ومما هو متوافق عليه من أسباب تحولهم، هو التأثير الذي خضعوا له من قبل مربيهم ومستشاريهم المسيحيين منذ طفولتهم، وعيشهم في جبل لبنان ذي الأغلبية المسيحية المارونية والدرزية، فشكلت كل هذه العناصر بروداً لعلاقتهم مع دين آبائهم وأجدادهم أي الإسلام. يُقال أن الأمير علي الشهابي، كان أول من اعتنق المسيحية سرّا وذلك في عهد الأمير يوسف، وفي هذه الرواية المزعومة، كان الأمير قد أحب امرأة درزية وبادلته الحب، لكنها خافت أن يستخدم حقه الشرعي ويتزوج عليها في المستقبل إن دخل علاقتهما أي ملل، من هنا توجهت نحو الدين الذي يؤمن لها مرادها، وبواسطة بطريرك ماروني موهوب، نجحت في تحويل زوجها إلى المسيحية. ويقول بعض المؤرخين أن بشير الثاني اعتنق المسيحية سرّا واستمر بتأدية الفرائض الإسلامية، كأن يُصلي في المسجد يوم الجمعة، ويصوم شهر رمضان علناً، ولكنه كان أيضاً يقيم في قصره قدّاسا يوميّا يخدم فيه راهب كاثوليكي، تحت ستار مفاده أن زوجته الشركسية اعتنقت الدين المسيحي. ويقول بعض الرحالة، مثل لامارتين الذي زار لبنان سنة 1832، أن دين الأمير كان في واقع الأمر لغزاً محيراً، حيث لم يستطع أحد إثبات شيء عليه. بدأت أعداد كبيرة من الموارنة بالنزوح من شمال لبنان إلى كسروان والشوف بتشجيعٍ من الأمير فخر الدين المعني الثاني ولاحقاً الأمير بشير الثاني الشهابي. قبل نزوحهم إلى هذه المناطق لم يكن الموارنة في مناطقهم الأصلية أقل عشائرية من الدروز. وكان ينظر المسيحيون إلى مشايخهم في مناطق كسروان كما في مناطق الشوف كسادةٍ إقطاعيين ووجهاء يتبعون الأمير الشهابي، كان الدروز على خلاف ذلك ينظرون إلى مشايخهم وخصوصا آل جنبلاط الذين كانوا الأقوى بين سائر الأُسَر الدرزية. قاد طانيوس شاهين سعادة الريفوني (1815-1895) وهو مُكارِي وزعيم الفلاحين الموارنة في جبل لبنان، ثورة الفلاحين في منطقة كسروان عامي 1858 و1860، ضد آل الخازن الإقطاعيين الموارنة في المنطقة. ثم أعلن بدعم من الفلاحين إنشاء الجمهورية في كسروان. وقد اُعتبر على نطاق واسع من قبل الإكليروس المارونيين والقناصل الأوربيين بأنه شخص همجي وذو سمعة سيئة، بينما نظر له عوام المسيحيين على أنه شخصية شعبية واعتبروه وصياً على مصالحهم. وهي النظرة التي روج لها شاهين نفسه. وفي أعقاب انتصاره في كسروان، أطلق شاهين ومقاتليه غارات متقطعة ضد القرى في المناطق المجاورة، مثل جبيل والمتن، رافعاً عنوان الدفاع عن حقوق المسيحيين المحليين. بمُوازاة ذلك بدأت تحصل تحوّلات اجتماعية في المنطقتين بين الموارنة. ظهرت طبقة من الموارنة الأثرياء من عامة الشعب. في العام 1854 نجح أحد أبناء العامة أيضاً في كسروان، وهو بولس مسعد في الوصول إلى المنصب البطريركي في بكركي. منذ ذلك التاريخ فقدت أسرتا المشايخ من آل الخازن وآل حبيش في كسروان النفوذ الذي كان معقوداً لهما في تأمين وصول أعضاء منهما إلى الكرسي البطريركي لفترةٍ من الزمن. وكانتا بموازاة ذلك تفتقدان سطوتهما أمام أسرة أبي اللمع التي فازت بمنصب القائمقام. وقد قادت غارات طانيوس شاهين سعادة الريفوني المتعددة في النهاية إلى اندلاع الحرب الأهلية في جبل لبنان عام 1861، لا سيما في معركة بيت مري بين الموارنة والدروز المحليين، والتي كان شاهين المحارب الرئيسي فيها. وعلى الرغم من ادعائه أن بإمكانه جمع جيش من 50,000 للقضاء على قوات الإقطاعيين الدروز، إلا أنه صرح بأنه لن يوسع مشاركته في الحرب. وبعد انتهاء الحرب، خسر شاهين الصراع على النفوذ في الشؤون المارونية لمصلحة يوسف بك كرم. ليتخلى شاهين لاحقاً عن جمهوريته، ثم عمل في سلك القضاء في قريته، ريفون. وعندما فَقَدَ موارنة كسروان وجبل الشوف تنظيمهم العشائري الأصلي بتحوّلهم إلى فلاحين ومُرابعين لحساب مشايخ من الموارنة أو الدروز، لم يعد باستطاعتهم أن يحافظوا على تضامنهم الاجتماعي كجماعةٍ إلا بالتحوّل إلى كنيستهم بحثاً عن قيادةٍ لهم. تعايش كل من الموارنة والموحدون الدروز على مدار قرون، وشجعت الأمارة المعنية الإمارة الشهابية على انتشار الأديرة والكنائس وشجعت دخول الإرساليات التبشيرية، ولعبت هذه الأديرة والكنائس والمدارس التابعة لها في نشر النهضة الثقافية والتعليم في منطقة جبل لبنان وايضاً في مساعدة المحتاجين خلال المجاعات والحروب. تاريخيًا كانت العلاقات بين المسيحيين والدروز وديّة؛ بإستثناء بعض الفترات كالفتنة الطائفية الكبرى لعام 1860 وما نجم عنها من مذابح في جبل لبنان ودمشق وسهل البقاع وجبل عامل بين المسلمين والمسيحيين عمومًا، والدروز والموارنة خصوصًا. وابتدأت أحداث الفتنة الكبرى لعام 1860 في صيف سنة 1859 بخلاف بسيط على لعبة گلّة بين ولدين درزي وماروني في بلدة بيت مري، ثم اشترك في هذا الخصام أهل كل منهما، وتحوّل الخصام إلى معركة دموية، اشترك فيها أبناء الطائفتين من بيت مري، ثم من سائر قرى المتن. وفي ربيع عام 1860 تجدد القتال، عندما قامت مجموعة صغيرة من الموارنة بإطلاق النار على مجموعة من الدروز عند مدخل بيروت، لتقتل درزيًا وتصيب اثنين. الحادث كان بمثابة الشرارة التي أشعلت موجة من العنف اجتاحت جبل لبنان وسهل البقاع وجبل عامل ودمشق، ففي غضون ثلاثة أيام، من 29 إلى 31 مايو/أيار سنة 1860، تم تدمير 60 قرية حول بيروت، كما لقي 33 مسيحيًا و48 درزيًا مصرعهم، وبحلول حزيران/يونيو كانت الاضطرابات قد انتشرت إلى القرى والبلدات المختلطة في جنوب لبنان وجبال لبنان الشرقية، حتى صيدا، وحاصبيا، وراشيا، ودير القمر، وزحلة، ودمشق. وقام الفلاحون الدروز بمحاصرة الأديرة والإرساليات الكاثوليكية، سواء الفرنسية أو اللبنانية، وحرقوها وقتلوا الرهبان. بلغ عدد القتلى اثني عشر ألفًا، وكان الدروز أعنف قتالاً وأشد بأسًا، فقيل بأنه من أصل 12,000 قتيل، شكّل القتلى المسيحيون حوالي 10,000 منهم. وقُدّرت الخسائر في الممتلكات بأربعة ملايين جنيه استرليني ذهبي، وقد وقعت الفتنة في موسم الحرير الذي كان دعامة الاقتصاد الشامي عمومًا والجبلي اللبناني خصوصًا، فأتلفته وقضت عليه، وهاجر كثير من الحرفيين المسيحيين من دمشق خوفًا على حياتهم، فتراجعت صناعة الصلب الدمشقي الشهير تراجعًا كبيرًا. ولم يخفف من شر الفتنة إلا مروءة ذوي النفوس الشريفة، فقد دافع بنو تلحوق الدروز عن الرهبان وآووهم في بيوتهم، وظل بعض النصارى في حمى مشايخ الدروز في أمان من أيّ أذى يصيبهم، وفي دمشق حمى الأمير عبد القادر الجزائري المسيحيين فآواهم في بيته وفي القلعة، واستغل ما كان له من نفوذ في بيروت لحمايتهم كذلك الأمر. وفي بيروت أيضًا فتح رجال الدين المسلمون وعدد من وجهاء المدينة بيوتهم للمنكوبين من الموارنة، وكذلك فعل زعماء الشيعة في جبل عامل. من نتائج هذه الأحداث، انتداب فؤاد باشا كقائد للجيش العثماني لقمع الفتنة، فتولى التحقيق في المجازر، وأعدم الكثيرين ممن ظهرت لهم يد بالضلوع بها بما فيهم والي دمشق نفسه، لكن ذلك لم يكن كافيًا في نظر الدول الكبرى إذ إن المجازر تكررت كل عقد من الزمان تقريبًا، فأرسلت فرنسا جيوشها إلى بيروت في آب من سنة 1860 واستعمرت جبل لبنان ولم تنسحب منه حتى حزيران من سنة 1861، وفي هذا الوقت وُقّع بروتوكول القسطنطينية الذي نصّ على دفع تعويضات مالية للمسيحيين المتضررين من الحوادث واستحداث متصرفية جبل لبنان وهي ولاية ممتازة تخضع للباب العالي مباشرة، يكون الوالي فيها مسيحي عثماني غير تركي وغير لبناني، كذلك نص البروتوكول على أن يقيم الباب العالي حامية عسكرية عثمانية مؤلفة من ثلاثمائة جندي سريعة التدخل على الطريق بين بيروت ودمشق، وعين بالإجماع داوود أفندي الأرمني الجنسية واليًا على الجبل ما حقق استقرارًا نسبيًا في الأوضاع. قامت متصرفية جبل لبنان على عهد البطريرك بولس مسعد مؤسس المدرسة البطريركيّة المارونية التي كانت من أكبر الجامعات الشرقية خلال القرن التاسع عشر. وفي عام 1895 شكل المسيحيين حوالي 79.9% من سكان متصرفية جبل لبنان، منهم 57.7% من الموارنة، وشكل الموحدون الدروز حوالي 12.5% من السكان، وشكل أتباع الطوائف الإسلامية السنية والشيعية حوالي 7.6% من السكان. عندما احتلت بريطانيا مصر سنة 1882 ساد الأمن وازدهرت التجارة ازدهارًا عظيمًا فقصدها المهاجرون المسيحيين اللبنانيون، إما هربًا من جور الإقطاعيين والولاة، أو طلبًا للرزق. وقد أصاب كثيرون منهم النجاح فجمعوا الثروات الطائلة وتبوأوا مراكز مرموقة في الإدارة والصحافة والتجارة. ومن أبرز الذين استوطنوا مصر سليم وبشارة تقلا مؤسسا جريدة الأهرام، ويعقوب صرّوف وفارس نمر مؤسسا جريدة المقتطف وجريدة المقطّم، والشيخ رشيد رضا مؤسس مجلة المنار، وجرجي زيدان مؤسس دار الهلال وصاحب المؤلفات الكثيرة في الأدب والتاريخ. وبعد مصر اتجه المهاجرون المسيحيين اللبنانيون نحو البلدان الأمريكية الشمالية واللاتينية مثل الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والبرازيل والأرجنتين. أدت هجرة المسيحيين اللبنانيين إلى العالم الجديد إلى انشاء جاليات كبيرة، حتى تفوق عددهم على أعداد المقيمين في المناطق التقليدية، ومن البلدان التي توجد فيها جالية كبيرة من المسيحيين ذوي الأصول اللبنانيَّة كل من فرنسا، وكندا، والبرازيل والولايات المتحدة. النهضة العربية. أنشأت متصرفية جبل لبنان في عهد التنظيمات الإدارية التي بدأها السلطان عبد المجيد الأول في محاولة لانتشال الدولة العثمانية مما كانت تتخبط فيه من المشاكل الداخلية، وقد أٌقرّ بعد الفتنة الطائفية الكبرى لعام 1860 وما نجم عنها من مذابح مؤلمة في جبل لبنان ودمشق وسهل البقاع وجبل عامل بين المسلمين والمسيحيين عمومًا، والدروز والموارنة خصوصًا؛ تلك الفتنة التي استغلتها الدول الأوروبية كي تضغط على السلطان بشكل يحقق مصالحها الاقتصادية والأيديولوجية في الشرق العربي. شكّل المسيحيون أغلبية سكّان متصرفية جبل لبنان، وأغلب هؤلاء كان يتبع الملّة السريانية المارونية، وقد تمركز الموارنة منذ أن استوطنوا جبل لبنان في شماله، وفي عهد المتصرفية كان الموارنة ينتشرون في شمالها، أي في أقضية كسروان والبترون والكورة وزحلة وفي دائرة دير القمر، وما زالت هذه المناطق حتى اليوم تقطنها أغلبية مارونية. أما في باقي الأقضية، فقد اختلط الموارنة مع الطوائف المسيحية الأخرى ومع الدروز، الذين شكلوا ثاني أكبر طائفة في الجبل، وأغلبية سكان قضائيّ الشوف والمتن. كذلك كان هناك وجود ملحوظ للروم الأرثوذكس في كلا القسمين من الجبل، أما الشيعة والسنّة فكان وجودهما، وما زال، قليل جدًا. وتشكل النظام الحاكم والاجتماعي في متصرفية جبل لبنان من الثنائية المارونية - الدرزية، وسمح الاستقرار الأمني والتعايش الدرزي-الماروني في المتصرفية بتطور الاقتصاد ونظام الحكم. كان للإرساليات الأجنبية التي نزلت لبنان لأهداف دينية أثر بعيد في تطوّر الحياة الفكرية. فقد رأى المرسلون أن خير الوسائل لنشر مذاهبهم الدينية هي إنشاء المدارس. فأسسوا عشرات المدارس الابتدائية وعددًا من المدارس الثانوية. وأنشأ المرسلون الأمريكيون "الكليّة السورية الإنجيلية" في سنة 1866، التي أصبحت فيما بعد الجامعة الأمريكية في بيروت، وأسس اليسوعيون جامعة القديس يوسف سنة 1874. وإلى جانب هذه المدارس كان للمرسلين الأمريكيين واليسوعيين مطبعتان في بيروت. وكان لهذه المدارس والمطابع فضل كبير جدًا في نشر العلم وتقدم الحياة الفكرية في لبنان. خلال عصر النهضة العربية لعب مسيحيين لبنان دورًا رائدًا في النهضة الثقافية العربية التي انطلقت من جبل لبنان وتعدته لتشمل الشرق الأوسط برمته. افتتحت الجامعة الإمريكية في بيروت عام 1866 بجهود المرسلين الإنجيليين مما دفع إلى قيام جامعة القديس يوسف عام 1875 من قبل الرهبان اليسوعيين كمنافس طبيعي لها ما أدى بدوره إلى انتعاش الحركة الفكرية، وسبق ذلك افتتاح الآباء اللعازريين كلية لاهوتية خاصة في عينطورة، فضلاً عن المدرسة البطريركية المارونية في غزير، وما إن وافت سنة 1860 حتى كان عدد المدارس في جبل لبنان ثلاثًا وثلاثين مدرسة على رأسها مدرسة "عين ورقة" في البترون والتي دعيت "أم المدارس في المشرق". وأنشأت شخصيات كنسيّة أو علمانية مسيحية لبنانيَّة خلال النهضة مرافق عديدة، وأنشأ رئيس أساقفة بيروت المارونية يوسف الدبس "مدرسة الحكمة" التي تحولت لاحقًا إلى "جامعة الحكمة"، وأنشأ أيضًا عددًا كبيرًا من المدارس والمكتبات العامة في بعبدا وعاليه، وقد تخرج من مدرسة الحكمة، عدد كبير من وجوه المسيحيين اللبنانيين الذين وصلوا إلى العالمية بأدبهم، كجبران خليل جبران ونعوم مكرزل ووديع عقل وميخائيل نعيمة ومي زيادة وأمين الريحاني وشفيق معلوف وإلياس فرحات، وقد بنى الأسقف الدبس أيضًا كاتدرائيّة مار جرجس المارونية الشهيرة وسط بيروت. وأدخلت أول مطبعة في الشرق الأوسط بدير مار أنطونيوس قزحيا الواقع في قضاء زغرتا. لعبت عدد من الأسر الأرثوذكسية اللبنانيَّة البرجوازيَّة أدوارًا هامة في المجال الاقتصادي وفي حياة بيروت الاجتماعية، وقد سكنت عدد من هذه العائلات الأرستقراطية المسيحيَّة الأرثوذكسيةَّ حي الأشرفية في العاصمة بيروت وكان لها دور اجتماعي واقتصادي بارز وبنت قصورها في هذه المنطقة مثل آل سرسق، وتويني، وبسترس، وطراد، وداغر، وفرنيني، وفياض. وقد نجحت أسرة سرسق بفضل ثروتها، في نسج علاقات وطيدة مع الحكام الأجانب، بدءا من السلطنة العثمانية ولاحقاً سلطنة الانتداب الفرنسي. ومنذ عام 1860 بدأت العناصر المسيحيّة تطغى على مدينة بيروت، بحيث في أواخر القرن التاسع عشر بلغ عدد سكان بيروت حوالي 120 ألف نسمة، كان ثلثهم من المُسلمين والثلثان (40 ألفاً) من المسيحيين، وأغلبهم من الكاثوليك. وسيطر المسيحيون في بيروت على القسم الأكبر في التجارة، وكانت بيدهم المصارف والأعمال التقنية وكل المهن الحرّة تقريباً. وبينما بقيت الغلبة العددية في بقية المدن الساحليّة ظلّت إسلاميّة، لكن العناصر المسيحيّة شهدت "ترقياً اجتماعياً" ملحوظ. وأشتغلت الطوائف المسيحيّة في مدينة صور بالتجارة وأمتلكوا شبكة من المؤسسات الدينيّة والعلميّة. في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين تدهورت أحوال طبقة المتولين المسيحيين في مدينة طرابلس بسبب هجرة أغنياء المسيحيين في طرابلس إلى مصر. العصور الحديثة. توسعت حدود متصرفية جبل لبنان مع بداية القرن العشرين فانضمت إليها جونيه عام 1912 وبعدها ميناء النبي يونس في الشوف، إلا أن جمال باشا الملقب بالسفاح وإثر اندلاع الحرب العالمية الأولى ألغى نظام المتصرفية عام 1915، وكانت السلطنة قد ألغت عام 1914 الامتيازات الأجنبية ومن ضمنها الامتيازات المقدمة من قبل فرنسا للموارنة؛ خلال سنوات الحرب حاصر العثمانيون جبل لبنان، ثم غزاه الجراد فمات ما يقارب ثلث الجبل جوعًا، وتسارعت وتيرة الهجرة فلم يبق من سكان الجبل سوى ثلثه بعد نهاية الحرب. في الفترة من عام 1915 إلى عام 1918، عانى سكان جبل لبنان من المجاعة الكبرى والتي كانت من أسبابها السياسة العثمانية في احتكار جميع المنتجات الغذائية المنتجة في المنطقة للجيش والإدارة العثمانية، ومنع إرسال أي إنتاج إلى المسيحيين من سكان جبل لبنان، يشير بعض الباحثين إلى أن تلك المجاعة كانت مدبرة عمداً كجزء من السياسة العثمانية والتي هدفت إلى تدمير المسيحيين الموارنة، تمشياً مع السياسية التي إتبعتها ضد الأرمن، والآشوريين والإغريق. تشير التقديرات إلى أنّ عدد الضحايا المسيحيين الموارنة، والذي يرجع أساساً إلى الجوع والمرض يُقدر بحوالي 200,000. كان الموارنة ينتمون إلى الطبقة الحاكمة وتقاسموا السلطة مع دروز لبنان في البداية، ولعبت الطائفة المارونيّة والدرزية دوراً مهماً في تشكيل دولة لبنان الحديثة، في 1 سبتمبر 1920 أعلن الجنرال غورو دولة لبنان الكبير بعد إعادة ترسيم الحدود بين البلاد التي كانت خاضعة للحكم العثماني ومن بينها سوريا ومتصرفية جبل لبنان معلنًا بيروت عاصمة لها. ووصفت الدولة الجديدة باسم لبنان الكبير على أساس إضافة البقاع ذات الأغلبية الشيعيّة وبعض القرى في عكار ذات الأغلبية السنيّة وصور وصيدا وطرابلس إلى المنطقة التي عرفت تاريخيًا بمتصرفية جبل لبنان الذاتية الحكم والتابعة للدولة العثمانية. شكل المسيحيون حوالي 55.1% من سكان دولة لبنان الكبير، وشكل المسلمون حوالي 45% من سكان دولة لبنان الكبير، وهذا ما أزاح الثنائية المارونية - الدرزية، لتحل مكانها ثلاثية مارونيّة - سنيّة - شيعيّة ستتبلور أكثر فأكثر في العقود اللاحقة. شهد عام 1926 إقرار الدستور اللبناني وانتخب شارل دباس رئيسًا، إلا أن البطريركية المارونية اعترضت لكونه أرثوذكسيًا، وتلاه حبيب السعد عام 1934 قبل أن تظهر الثنائية التقليدية في السياسة المارونية بين بشارة الخوري وإميل إده، في انتخابات عام 1936 والتي أدت لفوز إده تلاه الخوري الذي قامت في عهده الأحداث المعروفة باسم أحداث بشامون، والتي أدت لنيل لبنان استقلاله عام 1943 خلال عهد البطريرك أنطون بطرس عريضة الذي خلف الحويك على كرسي بكركي عام 1932، وقد شهد الاستقلال ميلاد ما يعرف باسم "الميثاق الوطني اللبناني" الذي ضمن أن يكون رئيس الجمهورية مارونيًا، كذلك حصل الموارنة على عدد من المناصب المهمة في إدارة الدولة، كقائد الجيش ومدير مخابرات الجيش وحاكم مصرف لبنان، وعدد من الوزارات بالمداورة وكذلك المقاعد النيابية والمحافظين. شهد لبنان في منتصف القرن العشرين انتعاشًا اقتصاديًا كبيرًا ووصل متوسط دخل الفرد إلى 2100 دولار أمريكي، واستطاع لبنان أن يتبوأ مركزًا عالميًا مهمًا، حتى دعي "سويسرا الشرق" وما عاق هذا التقدم هو اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية على أسس مذهبية في 13 أبريل 1975. وكانت لبنان عشية الحرب الأهلية بلد متعدد الطوائف حيث شكل كل من المسلمون السنّة والمسيحيون الأغلبية في المدن الساحليّة، وشكل المسلمون الشيعة الأغلبية في الجنوب وفي البقاع، وشكلّ كل من المسيحيون والموحدون الدروز الأغلبيّة في الجبل. وكانت الحكومة اللبنانية تدار تحت تأثير كبير من النخب المسيحية المارونية، وتم تعزيز الصلة بين السياسة والدين في إطار القوة الإستعمارية الفرنسية في الفترة من عام 1920 إلى عام 1943، وحصل المسيحيين على امتيازات اقتصادية وتجارية وأكاديميّة وسياسية. ومع ذلك، كان البلد يضم على عدد كبير من السكان المسلمين، كما أن العديد من جماعات الوحدة العربية واليسارية قد عارضت الحكومة الموالية للغرب. وقد ساهم إنشاء دولة إسرائيل ونزوح مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان خلال عام 1948 وعام 1967 في تغيير التوازن الديموغرافي لصالح السكان المسلمين. وكان للحرب الباردة تأثير غير مباشر وقوي على لبنان، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحالة الاستقطاب التي سبقت الأزمة السياسية في عام 1958، منذ أن انحاز الموارنة إلى جانب الغرب، في حين انحازت المجموعات اليسارية والعربية إلى جانب الدول العربية المنحازة إلى الاتحاد السوفيتي. أدت الظروف الإقليمية إثر هزيمة العرب أمام إسرائيل عام 1967 وطرد المقاومة الفلسطينية من الأردن عام 1970 فيما عرف بأيلول الأسود ونزوح المقاومة نحو لبنان، وتصاعد المعارضة الشعبية لسياسة الحكومة اللبنانية، كانت عوامل أدت إلى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 والتي سرعان ما أخذت بعدًا طائفيًا بين المسلمين والمسيحيين. كانت بيروت الشرقية محاطة بمخيمات الفلسطينين المحصنة مثل منطقة الكرنتينا ومخيم تل الزعتر. في 18 يناير 1976، قامت الميليشيات المسيحية باقتحام منطقة الكرنتينا ذات الأغلبية المسلمة والواقعة تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية والتي كان يسكنها أكراد وسوريون وفلسطينيون. قتلت الميليشيات المسيحية العديد من سكان المنطقة. ردت الميليشيات الفلسطينية بعدها بيومين باقتحام بلدة الدامور المسيحية وقتل المئات من السكان المسيحين. هرب الآلاف من السكان بحراً حيث كانت الطرق مقطوعة. أدّت هاتين الحادثيتين إلى هجرة جماعية للمسلمين والمسيحين حيث لجأ كل منهم إلى المنطقة الواقعة تحت نفوذ طائفته. انقسمت بيروت الشرقية وبيروت الغربية بشكل متزايد إلى بيروت المسيحية والمسلمة. تدخلت سوريا عام 1976 بناءً على تفويض من جامعة الدول العربية لوقف الاقتتال، غير أنها فشلت في تحقيق ذلك. كما تدخلت إسرائيل تحت شعار "سلامة الجليل" فحصل الاجتياح الأول عام 1978 والاجتياح الثاني عام 1982 واستطاع شارون أن يجعل قوات جيشه تصل إلى بيروت وتدخل مقر الرئاسة اللبنانية في بعبدا. القضايا الاجتماعية والسياسية الحالية. ساعد اتفاق الطائف إلى إنشاء نظام لتقاسم السلطة بين الأحزاب السياسية اللبنانية المسيحية والإسلاميّة. وقد تحسن الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان. وقد أعيد بناء بنيتها التحتية التي تضررت بسبب الحرب الأهلية اللبنانية. ينقسم المجتمع اللبناني المسيحي حاليًا سياسيًا بين تحالفات بين 8 آذار و 14 آذار وينطوي المسيحيين حزبيًا بين الأحزاب المسيحية من حزب الكتائب اللبنانية، التيار الوطني الحر تحت قيادة ميشال عون، تيار المردة برئاسة سليمان طوني فرنجيّة، القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع. على الرغم من أن اتفاق الطائف قد اعتبره البعض سيكون سببًا في إضغاف الدور المسيحي في لبنان بسبب تقليل الكثير من الصلاحيات لرئيس الدولة (وهو منصب يعطى إلى الموارنة) وزيادة صلاحيات رئيس الوزراء (وهو منصب مخصص لأبناء الطائفة السنية)، كما أنَّ رئاسة مجلس النواب فهي للشيعة، لكن لا يزال الرئيس اللبناني يلعب دورًا رئيسيًا في السياسة اللبنانية كما انه لا يزال القائد العام للقوات المسلحة ولا يمكن تشكيل أي حكومة دون موافقته وختم الرئاسية. لعب البطريرك نصر الله بطرس صفير دور أساسي في ولادة اتفاق الطائف عام 1989 وتغطيته مسيحيًا، ولعب دوراً بارزاً في المصالحة المارونية / الدرزية في الجبل والتي كرسها بزيارته التاريخية بعام 2001، حيث قام بطريرك الموارنة نصر الله بطرس صفير بجولة في منطقة الشوف ذات الأغلبية الدرزية في جبل لبنان وقام بزيارة قرية مُختارة، معقل أجداد زعيم الدروز وليد جنبلاط. وكان الإستقبال الذي تلقاه البطريرك صفير لا يعني فقط مصالحة تاريخية بين الموارنة والموحدون الدروز، الذين خاضوا حرباً دموية في عام 1983 وعام 1984، لكنه أكد على حقيقة أن لواء السيادة اللبنانية كان له جاذبية واسعة متعددة الطوائف بالنسبة لثورة الأرز في عام 2005. وقام البطريرك بإطلاق شرارة ثورة الأرز في النداء الأول في مجلس المطارنة الموارنة عام 2000، والتي أدت إلى اندلاع الثورة في 14 مارس 2005، وقد أدى انسجام مواقفه مع بعض طروحات تحالف 14 آذار إلى حصول مقاطعة من القوى المسيحية الأخرى لبكركي وذلك لما اعتبروه انحيازًا منه ضدهم. واتخذ موقف واضح وحاد من مسألة سلاح حزب الله. وعلى الرغم من ذلك يجد حزب الله الشيعي الإسلامي المسلح دعمًا من داخل بعض المناطق المسيحية في لبنان والتي هي معاقل حزب الله. وفقًا لاستطلاع أجرته شركة إيبسوس في نهاية حرب لبنان 2006، فإن 84% من الشيعة وحوالي 46% من السُنَّة يعتقدون أن حزب الله "يجب أن يحتفظ بسلاحه"، في حين أنَّ 21% فقط من الموحدون الدروز وحوالي 23% من المسيحيين يعتقدون ذلك. يقوم المجلس النيابي اللبناني بالمهام التشريعية وهو مؤلف من 128 نائباً. ويتم انتخابهم من الشعب مباشرة بالاقتراع السري. ويقسم عدد النواب بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين حالياً، وبنفس الوقت، يتم توزيعهم بحسب نسبة المذاهب في كل طائفة وبحسب المناطق. وقبل عام 1990 كانت نسبة النواب في المجلس تساوي 6 للمسيحين مقابل 5 للمسلمين، ولكن اتفاق الطائف الذي وضع حداً للحرب الأهلية اللبنانية قام بتعديل هذا الأمر فأصبح عدد النواب المسيحيين مساوي لعدد النواب المسلمين. ويتم انتخاب أعضاء المجلس كل أربع سنوات. يشغل المسيحيون أيضًا منصب رئيس الجيش وهو يرأس أيضًا كل القوات المسلحة وعليه تقديم تقارير مباشرة إلى القائد العام ورئيس الجمهورية، خُصص هذا المنصب إلى الموارنة منذ تأسيس الجيش اللبناني. رئيس البنك المركزي اللبناني هو أيضًا منصب مخصص للمسيحيين اللبنانيين، يعود ذلك أساسًا إلى أنّ معظم الأنظمة المصرفية والبنوك الخاصة في لبنان والتي تشكل أقوى وأكبر البنوك في منطقة الشرق الأوسط تُمتلك وتُدار هذه البنوك إلى حد كبير من قبل المسيحيين. لا يوجد اختلافات ثقافيّة كبرى بين المسيحيين اللبنانيين والمحيط اللبناني العام، بعض الاختلافات تنشأ من الفروق الدينية، ففي المناسبات الاجتماعية التي يكون المشاركون فيها من مسيحيين غالبًا ما تقدم مشروبات كحولية على خلاف ما هو سائد لدى أغلب المجتمعات العربيّة لكون الشريعة الإسلامية تحرّم مثل هذه المشروبات. المسيحيون في لبنان، يختنون ذكورهم في الغالب كالمسلمين رغم أن شريعة الختان قد أسقطت في العهد الجديد أي أن مختلف الكنائس لا تلزم أتباعها بها. يجيد المسيحيون في لبنان التحدث بطلاقة لثلاثة لغات اللغة العربية، واللغة الفرنسية واللغة الإنكليزية. وهناك عدد كبير من العطل الرسمية في لبنان حالياً كنتيجة لتنوعه الطائفي والمذهبي، وفي وقت سابق كان بعض الأعياد لا يُعطل فيها سوى أبناء الطائفة أو الدين المخصص لهم هذا العيد، قبل أن يتم تعديل هذا الأمر وتصبح العطل الدينية مفروضة على الجميع سواء كانوا من أتباع هذا الدين أو لم يكونوا. بحسب مركز بيو للأبحاث عام 2010 لدى المسلمون اللبنانيون وجهات نظر إيجابيَّة للغاية حول المسيحيين، حيث أظهر 96% منهم آراء إيجابيَّة عن المسيحيين. تعترف الدولة اللبنانيَّة بـ 18 طائفة دينيَّة، وتعتمد الدولة على شكل من أشكال العزل المجتمعي للطوائف السياسية، حيث أنَّ لكل طائفة أحزابها السياسيَّة ومناصبها السياسيَّة، ومؤسساتها الاجتماعية الخاصة بها كالمدارس والمستشفيات والجامعات والصحف والإذاعات والقنوات التلفازيَّة والفرق الرياضية وغيرها. ويختلف قانون الأحوال الشخصية في لبنان من طائفة إلى أخرى؛ مما ينتج عنه 15 مجموعة مختلفة من القوانين حول أمور مثل قواعد الزواج والطلاق والحضانة وزيارة الأطفال. وتعتبر بعض المناصب مثل رئاسة الجيش والأمن العام ورئاسة مجلس الشورى ورئاسة الجمارك وحاكمية المصرف المركزي حكراً على المسيحيين. أسست عدد من العائلات المسيحيَّة السياسيَّة نظاماً عائلياً وسياسياً وما تزال تُسيطرعلى المشهد المسيحي السياسيّ، ومنها آل فرنجية وآل الجميّل وآل الخازن وآل معوض وآل شمعون وآل شهاب. ولأسباب تاريخيَّة وسياسيَّة، تتفاوت الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية بين الطوائف اللبنانية، حيث هيمن المسيحيين في بيروت على القطاعات الماليَّة والتجاريَّة الأكثر أربحية في وقت كان فيه المسلمون يسجلون حضورًا ملموسًا في القطاعات الصناعية الواقعة في أدنى سلم القيم المضافة، وشكلّ المسلمون عمومًا الجزء الأكبر من الطبقة العاملة في حين كان المسيحيون هم غالبية الطبقتين الوسطى والعليا والذين امتلكوا أيضاً معظم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ولاحظ الباحث غوردون أنّ دخل المسيحيين المالي عام 1980 كان أعلى بحوالي 16% من الدروز وبحوالي 58% من الشيعة. يُعتبر التزاوج بين أتباع الأديان المختلفة من المحرمّات الإجتماعية في لبنان، وبحسب دراسة فإن عقود الزواج بين المسلمين والمسيحيين لا تستحوذ سوى على نسبة ضئيلة (6.2%) من مجمل عقود الزواج المختلط، ووجدت الدراسة أنه في محافظة بيروت عام 2013 كان هناك 2,146 امرأة سنيَّة متزوجة من مسيحي، وحوالي 1,189 امرأة شيعيَّة متزوجة من مسيحي، وحوالي 240 امرأة درزيَّة متزوجة من مسيحي، في حين أنَّ 1,685 امرأة مارونيَّة وحوالي 1,528 امرأة أرثوذكسيَّة متزوجة من مسلم. وكانت حوالي 68% من مجمل عقود الزواج المختلطة هي لمسيحيين من مذاهب مسيحية مختلفة. ومن بين الشخصيات السياسية في لبنان التي تزوجت زواج مختلط النائب غسان تويني (مسيحي أرثوذكسي) الذي تزوج من نادية حمادة (درزيَّة)، والنائب سامي الجميل (مسيحي ماروني) الذي تزوج من كارين تدمريّ (مُسلمة سنيَّة)، والنائب طوني فرنجيّة (مسيحي ماروني) الذي تزوج من لين محمد زيدان (مسلمة). كما وتزوجت نايلة تويني (مسيحيَّة أرثوذكسيّة) من الإعلامي مالك مكتبي (مسلم شيعي). بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الإعلامية أو الفنية التي تزوجت زواج مختلط مثل وسام بريدي ونجوى كرم وغيرهم. ديموغرافيا. لسنوات عديدة كان عدد مسيحيون لبنان محط شك، لم يكن هناك أي تعداد رسمي في لبنان منذ عام 1932. الوثائق الرسمية تؤكد أن في عام 1926 عندما أعلن رسميًا عن دولة لبنان وأعترف بها من قبل الحلفاء شكل المسيحيين 84% من السكان. وجدت تقديرات كتاب حقائق العالم إلى أنّ نسبة المسيحيين من سكان لبنان في عام 2012 هي 40.5%. وهي أعلى نسبة للمسيحيون في الشرق الأوسط. انخفاض نسبة المسيحيين في لبنان يعود أساسًا إلى الهجرة المسيحية الكبيرة إلى الأمريكتين وأستراليا وأوروبا. حيث تضم الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك، والبرازيل، والأرجنتين، وفرنسا وأستراليا جاليات مسيحية لبنانيّة كبيرة. ويمثل اللبنانيون المسيحيون أكثرية بين الشعب اللبناني (في داخل وخارج البلاد) لكنهم يمثلون أقلية داخل لبنان. خلال العقود الماضية، طرأت تعديلات كبيرة على المشهد الديني أو الطائفي نتيجة التغيرات الديموغرافية. فنسبة المسيحيين، خصوصاً الموارنة، آخذة في النقصان، بينما نسبة المسلمين، خاصةً الشيعة، في ازدياد واضح. ويعود ذلك بحسب المحللين والباحثين إلى ميل الموارنة إلى أن يكونوا من الطبقة الوسطى، وأن يحصلوا على تعليم أفضل، وأفضل حالاً مالياً واقتصادياً من الشيعة الذين ينتمون تقليدياً إلى الطبقة الأشد فقراً في البلاد، بالإضافة إلى نسبة مرتفعة من الأمية (مع أن هذا يتغير في الوقت الراهن أيضاً). ونتيجة لذلك، فعائلات الموارنة تكون أصغر بكثير بالمقارنة مع العائلات الشيعية. وبما أنهم أيضاً يهاجرون أكثر، يتقلص عددهم. وكما كان الموارنة ينتمون إلى الطبقة الحاكمة، حيث تقاسموا في البداية السلطة مع الموحدون الدروز، ثم لاحقاً مع المُسلمين السُّنة. وهذا أيضاً يتغير في الوقت الراهن، وذلك نظراً لظهور حزب الله الشيعي، والذي ظهرت لأول مرة في منتصف عقد 1980، ونمت بسرعة على الصعيدين الشعبي والسياسي، فضلاً عن الجانب العسكري الذي أظهره مؤخراً. واليوم، يشكل الوزراء الذين ينتمون أو يتحالفون مع حزب الله نحو ثلث المناصب الحكومية تقريباً. وفقاً لمركز بيو للأبحاث، بلغت نسبة المسيحيين في لبنان نحو 38.3% من السكان عام 2010، ومن المتوقع أن تصبح نسبتهم 38.2% عام 2050، ومن المتوقع أن ترتفع أعداد المسيحيين من 1.6 مليون في عام 2010 إلى 1.8 مليون في عام 2050؛ ويعود السبب لمعدل الخصوبة المنخفضة نسبياً للمسيحيين اللبنانيين بالمقارنة مع المسلمين، ولهجرة المسيحيين من لبنان لأوروبا والأمريكتين. بحسب دراسة أجرتها هيئة الإحصاء اللبنانية عام 2012 كانت نسب المجموعات الدينية الرئيسية بين اللبنانيين داخل لبنان كالتالي: المُسلمون السنَّة (27%)، والشيعة (27%)، والمسيحيون الموارنة (21%)، والمسيحيون الأرثوذكس الشرقيون (8%)، والموحدون الدروز (5.6%)، والمسيحيون الروم الملكيين (5%)، وشكلّ أتباع الطوائف المسيحية الأخرى 6.5% من السكان. بالمقابل أشار تقرير عام 2013 إلى أن نسبة المسيحيين في لبنان في ازدياد ويمكن أن ترتفع بأكثر من الثلث بحلول عام 2030. قدرّت الحكومة الأمريكية عام 2017 نسب المُسلمون بحوالي 57.7% (28.7% مُسلمون سُنَّة وحوالي 28.4% شيعة)، والمسيحيون بحوالي 36.2%، والموحدون الدروز بحوالي 5.2% من مجمل السكان. التوزيع الطائفي. الكنيسة المارونية وهي كنيسة جزء من الكنيسة الكاثوليكية، هي الكنيسة اللبنانيَّة الأكبر والأكثر نشاطًا سياسيًا وتأثيرًا في لبنان. تشكل الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية ثاني أكبر تجمع مسيحي لبناني. كنيسة الأرمن الأرثوذكس لها حضور مميز في لبنان وتشكل جزء كبير من السكان المسيحيين فيها. هناك حضور لكنيسة الروم الكاثوليك وهي كنيسة كاثوليكية شرقية تخضع للبابا، ولها حضور كبير في زحلة. تُعد كل من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، والكنيسة القبطية، وكنيسة المشرق الآشورية والكنيسة السريانية الأرثوذكسية هي أيضًا من الكنائس المسيحية الهامة داخل لبنان. هذه الفروع المسيحية لها دور مؤثر جدًا في الأعمال اليوميَّة والاقتصاديَّة في لبنان. وللمسيحيين في البرلمان اللبناني 64 مقعدًا جنبُا إلى جنب مع 64 مقعدًا للمسلمين. للكنيسة المارونية نصيب الأسد مع 34 مقعدًا، ومن ثم الروم الأرثوذكس مع 14 مقعد، ويتوزع الأرمن والروم الكاثوليك والبروتستانت على ما تبقى من 22 مقعد. وفقًا لدراسة "المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي" وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أنَّ حوالي 2,500 مواطن مُسلم لبناني تحول إلى المسيحية. حسب المحافظات. يتوزع الموارنة في مختلف ربوع لبنان، ويتركز تجمعهم في كل من محافظة جبل لبنان وشمال محافظة بيروت، وفي الشمال في قضاء البترون وبشري وزغرتا، أما في محافظة لبنان الجنوبي ذات الأغلبية الشيعيَّة فيشكلون الأغلبية الدينية في قضاء جزين، ويتواجد الموارنة أيضاً في البقاع خصوصاً في قضاء راشيا وقضاء زحلة. ويتواجد الروم الأرثوذكس بشكل خاص في محافظة لبنان الشمالي في مدينة طرابلس وفي قضاء الكورة حيث يشكلون الأغلبية السكانية، وهم ثاني كبرى الطوائف المسيحية في مدينة بيروت، كما أنّ هناك تجمعات أرثوذكسية هامة في جنوب شرق النبطية خصوصاً في قضاء مرجعيون وقضاء حاصبيا، والبقاع حيث يشكلون ربع السكان في قضاء راشيا، وفي قضاء عكار حيث يشكلون ثاني كبرى الطوائف، وجبل لبنان خصوصاً في قضاء عاليه ذات الأغلبية الدرزيَّة. ويتركز الروم الملكيين في بيروت، والبقاع خصوصاً في مدينة زحلة وقضاء البقاع الغربي وراشيا، وفي جبل لبنان خصوصاً في قضاء الشوف، وفي جنوب لبنان خصوصاً في قضاء صور، وفي ضواحي صيدا، وتُعد كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك كبرى الطوائف المسيحية في مدينة صيدا ذات الأغلبية السُنيَّة، وهناك تواجد مسيحي ملحوظ في محافظة بعلبك الهرمل خصوصاً في مدينة بعلبك. ويتركز وجود كل من الأرمن الأرثوذكس، والأرمن الكاثوليك، والبروتستانت في مدينة بيروت وضواحيها. يشكل الموارنة كبرى الطوائف في قضاء جبيل، وقضاء كسروان، وقضاء المتن، وقضاء بعبدا، وقضاء زغرتا، وقضاء البترون، وقضاء بشري وقضاء جزين. ويشكل الروم الأرثوذكس أكبر الطوائف في قضاء الكورة. ووفقًا لبيانات سجلات الناخبين المسجلين، فإن نسبة السكان المسيحيين في قضاء بشري وقضاء كسروان هي أعلى نسبة مئوية في البلاد، مع 99.9% وحوالي 97.9% من الناخبين من المسيحيين على التوالي، ومعظمهم من الموارنة. وتعتبر زحلة أكبر مدينة مسيحية في لبنان والشرق الأوسط، تليها كل من جونيه والبترون. في حين أن العديد من مدن الشرق الأوسط (حلب والقاهرة ودمشق والإسكندرية وغيرها) بها مجتمعات مسيحية أكبر من الناحية العدديَّة، إلا أنها لا تشكل غالبية سكانية. في لبنان من الناحية العددية يوجد في بيروت عدد أكبر من المسيحيين من زحلة، لكن لا يشكلون أغلبية سكانية فيها ككل، لكن في بيروت الشرقية أكثر سكانها مسيحيون، مع أقليّة سنيّة، بينما بيروت الغربية أكثر سكانها مسلمون سنّة، وفيها أقليّة مسيحية وشيعيّة. ويسكن ضاحية بيروت الجنوبية أكثرية شيعيّة، مع وجود أقليّة صغيرة من السنّة والمسيحيين. القائمة تستعرض تقديرات بيانات الناخبين المُسجلين المسيحيين بحسب المحافظة، حيث لا توجد إحصائيات رسمية: الطوائف المسيحية. الكنيسة المارونية. يرتبط مذهب الكنيسة المارونية بلبنان واستقلاله، وتُعتبر روح تأسيس الموارنة كجماعة دينيَّة هي هجرتهم من السهول السورية إلى "حرية" و"نقاء" وطنهم في جبل لبنان. نشأت الكنيسة المارونية قرب أنطاكيا في سوريا في أوائل القرن الخامس، وتشكلت على أثر تعاليم مار مارون. تعرضهم للاضطهادات دفعهم إلى اللجوء إلى لبنان، الذي أصبح معقلهم ومركزهم العالمي. الكنيسة المارونية (سريانية: ) هي جزء من الكنائس الكاثوليكية الشرقية منذ عام 1182، وهي كنيسة أنطاكيّة، وسريانية، وشرقية، وكاثوليكية، وشبه وطنية؛ اجتمعت نواتها الأولى حول القديس مارون بهيئة حركة رهبانيّة ما لبثت أن ضمّت علمانيين، لذلك دعيت باسمه. وقد أكد المجمع البطريركي الماروني الذي ختم أعماله عام 2006 هوية الكنيسة بأنها: ”كنيسة أنطاكية سريانية ذات تراث ليتورجي خاص“. يعتبر الموارنة أيضًا من دوحة الكنيسة السريانية تاريخيًا وطقسيًا وثقافيًا، أما إيمانيًا، فهم جزء من الكنيسة الكاثوليكية التي تقرّ بسيادة البابا، رغم ذلك، فللكنيسة المارونيّة بطريركها الخاص وأساقفتها. ويقيم البطريرك في بكركي الواقعة ضمن قضاء كسروان اللبناني، ويعاونه في الإدارة المجمع المقدس، وهي الكنيسة الشرقية الوحيدة الكاثوليكية كاملاً. وبصفتها كنيسة كاثوليكية شرقية فلها طقوس دينية خاصة بها والتي في أساسها هي طريقة عبادة أنطاكية باللغة السريانية. تسمح الكنيسة المارونيَّة بزواج رجال الدين، حيث أنَّ أكثر من نصف رجال الدين الموارنة متزوجون، في حين أنَّ الأغلبيَّة من رجال الدين الموارنة في المناطق الشماليَّة مثل طرابلس والبترون، وفي جبل لبنان وزحلة وصور من المتزوجين. الموارنة هم أكبر الجماعات المسيحية في لبنان وتعد الكنيسة المارونية الكنيسة الوطنية للبلاد، في عام 2012 شكَّل أتباع الكنيسة المارونية حوالي 20% من مجمل سكان لبنان. والموارنة متوطّنون بقوة على المنحدرات الغربية لجبال لبنان، وهم الأغلبيَّة في الشمال من كسروان إلى منطقة زغرتا؛ إلاّ أنهم يختلطون في أكثر الأحيان مع الشيعة في الجزء الجنوبي من لبنان (الجنوب وجبيل)، ومع الموحدين الدروز في الشوف وعاليه والمتن، أو مع الروم الأرثوذكس في المتن والكورة. وتعود تسمية "الموارنة" إلى مار مارون الراهب السرياني الذي عاش في شمال سوريا خلال القرن الرابع وانتقل اتباعه لاحقا إلى جبل لبنان ليقترن اسمهم به منذ القرن العاشر الميلادي مؤسسين بذلك الكنيسة المارونية. تمكن الموارنة من الحفاظ على كيان شبه مستقل في خلال فترتي الخلافة الاموية والعباسية محافظين بذلك على ديانتهم المسيحية ولغتهم السريانية حتى القرن الثالث عشر عندما تمكن المماليك من إخضاعهم. هيمن الموارنة لاحقا على كل من متصرفية جبل لبنان العثمانية بالقرن التاسع عشر وجمهورية لبنان الكبير برعاية دول أوربية. غير أن هجرة أعداد كبيرة منهم إلى الأمريكيتين ونشوب الحرب الأهلية اللبنانية أدت إلى تقلص اعدادهم بشكل حاد حيث يشكلون حاليًا حوالي ربع عدد سكان لبنان. لطالما احتل الموارنة قمة الهرم الاجتماعي في لبنان، وغالبًا ما يعتبر قادة الموارنة أنّ الكنيسة المارونية هي "أساس الأمّة اللبنانية". وقد استمدوا تاريخياً دورهم السياسي من قوتهم الذاتية التي تمثلت في قدراتهم الاقتصادية والعلمية والتربوية التي مكّنتهم في المراحل المختلفة التي مرت بها البلاد، من تأدية دور سياسي كبير وبارز وفعّال ساهم في تشكيل صورة لبنان وأوضاعه. وبعد الاستقلال، وبمحاصصة تسوية رعتها فرنسا، حلَّت "المارونيَّة السياسيَّة" في قيادة الدولة اللبنانية، والتي انتهت في عقد 1990. ولا تزال للمسيحيين اللبنانيين أهمّية على الصعيد الاقتصادي. يعتبر بطريرك أنطاكية رأس الكنيسة المارونية هو سلطة مكانية ورعائية ومقوننة وفق الشرائع الكنسيّة على الإكليروس ومؤمني الكنيسة ويعتبر "أب الآباء" و"رئيس الرؤساء" و"الراعي" و"المدبر"، ويعاون البطريرك المجمع المقدس للكنيسة المارونية الذي يتألف من مطارنة الأبرشيات والوكالات والمطارنة المتقاعدين، ويبلغ عدد الأبرشيات سبعًا وعشرين أبرشية وعدد أعضاء المجمع ستة وأربعين عضوًا. بدأ الكنيسة المارونية في القرن التاسع عشر وتفاقهم خلال الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية اللبنانية، حتى بات موارنة المغترب ضعفي موارنة لبنان حاولت الكنيسة الحفاظ على الصلات مع المغتربين عن طريق إنشاء رعايا لها في المغترب ثم ما عرف باسم "أبرشيات المهجر" و"المؤسسة المارونية للانتشار". الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. تشكل بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، وهي كنيسة أرثوذكسية شرقية مؤسساها بحسب تقليدها الكنسي هما بطرس وبولس الرسولين. ومقرها الحالي دمشق في سوريا، ثاني أكبر الطوائف المسيحية في لبنان. وهي كنيسة بيزنطيَّة الطُقوس. تاريخيًا، نمت هذه الكنيسة كجزء من البطريركيات الشرقية الأربع (القدس وأنطاكية والإسكندرية والقسطنطينية). لسنين عديدة خاصة خلال العصر العثماني لعبت الأسر الأرثوذكسيَّة البرجوازية أدوارًا هامة في المجال الاقتصادي وقد سكنت عدد من العائلات الأرستقراطية المسيحيَّة الأرثوذكسيَّة منطقة الأشرفيَّة وكان لها دور اجتماعي واقتصادي بارز حيث بنت قصورها في هذه المنطقة من بين هذ الأسلا كانت آل سرسق، وتويني، وبسترس، وطرّاد، وداغر، وفرنيني، وفياض. وكثيرًا ما يُطلق على هذه الأسر باسم "العائلات الستة" الثرية في بيروت. فهم كانوا من أصحاب العقارات والإقطاعيين في السابق، واليوم هم من أصحاب الأعمال، والأطباء، والفنانين، وأهل الأعمال الخيرية في لبنان والخارج. ويُعتبر الروم الأرثوذكس أكثر الطوائف الدينية في لبنان تعلمًا خاصة من خلال نسب حملة الشهادات الجامعية. تعرف الطائفة بتوجهها القومي العربي، وقد أنجبت الكنيسة أسماء كثرة من القوميين العرب منهم أنطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، وجورج أنطونيوس أول مؤرخ للقومية العربية، وجرجي زيدان وهو من أوائل المفكرين الذين ساعدوا في صياغة نظرية القومية العربية، ونجاح واكيم وغيرهم. وكثيرًا ما خدمت الكنيسة كجسر بين المسيحيين اللبنانيين والدول العربية. في عام 2012 شكل أعضاء الكنيسة حوالي 8% من السكان في لبنان. اليوم العديد من الروم الأرثوذكس من أصحاب المهن الأكاديميَّة وذوي المستوى الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي العالي، وقد هيمنت على المجتمع الأرثوذكس من خلال كبار ملاك الأراضي بشكل أقل من باقي الطوائف المسيحية الأخرى. في الوقت الحاضر، أصبحت الطائفة الأرثوذكسية الطائفة الأكثر تحضرًا، وتشكل جزءًا كبيرًا من الطبقة التجارية والمهنية في بيروت وغيرها من المدن. هناك تجمعات أرثوذكسية هامة في جنوب شرق النبطية والبقاع، وفي شمال البلاد بالقرب من طرابلس، ويشكل المسيحيين في مدينة طرابلس ومعظمهم من الروم الأرثوذكس حوالي 5% من السكان. ويتواجد مجتمع مسيحي قدر عام 2010 بحوالي 15% من سكان مدينة صور. للأرثوذكس حضور تقليدي قوي في المدن الساحلية الكبرى مثل طرابلس وبيروت، وفي المناطق الريفية هم في حالة اختلاط في المتن وجبال لبنان الوسطى، وكذلك في جنوب شرق لبنان، وفي البقاع الأوسط وفي هضاب عكار. وهم لا يشكلون الأغلبية إلاّ في الكورة. كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك. تأسست كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك عام 1724، نتيجة لانشقاق وذلك عندما أسس المطران سيريل الرابع أخوية دير المخلص قرب صيدا في لبنان في أواخر القرن السابع عشر. والكنيسة الملكانيَّة هي كنيسة كاثوليكيَّة شرقيَّة مستقلة مرتبطة في شركة تامة مع الكنيسة الكاثوليكية في روما بشخص رئيسها البابا. والموطن الأصلي لهذه الكنيسة هو الشرق الأوسط، وينتشر اليوم قسم من الروم الكاثوليك في بلاد الاغتراب، شأنهم في ذلك كشأن باقي مسيحيي الشرق. أمّا اللغة الطقسية الليتوروجية لهذه الكنيسة فهي اللغة العربية. ولدى كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك درجة عالية من التجانس العرقي، حيث تعود أصول الكنيسة في الشرق الأدنى، خصوصًا في سوريا ولبنان. كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك هي ثاني أكبر كنيسة كاثوليكية شرقية في لبنان. ظهروا كمجموعة متميزة في أوائل القرن السابع عشر عندما انشقت عن الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. على الرغم من أنها تقبل بالكامل العقائد الكاثوليكية على النحو المحدد من قبل الفاتيكان، فإنها بقيت عمومًا على مقربة من الكنيسة الأرثوذكسية من ناحية الطقوس والثقافة. تستخدم الكنيسة في طقوسها اللغة العربية واليونانية وتبعًا للطقوس البيزنطية. يقطن أبناء الكنيسة من الروم الكاثوليك أساسَا في الأجزاء الوسطى والشرقية من البلاد، وفي العديد من القرى. ويتركز أبناء هذه الكنيسة في بيروت، ومدينة زحلة وقضائها، وضواحي صيدا وصور، كما وتعد كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك كبرى الطوائف المسيحية في مدينة صيدا. لديهم أعلى مستوى نسبيًا من التعليم مقارنة بالطوائف الأخرى. ومرتبطون بشكل وثيق مع التراث العربي، وكان الروم الكاثوليك قادرين على تحقيق توازن بين انفتاحها على العالم العربي والعلاقة مع العالم الغربي، خصوصًا الولايات المتحدة. في عام 2012 قدَّرت نسبة الروم الكاثوليك بحوالي 5% من السكان. الكنيسة الأرمنية الرسولية. تأسست الكنيسة الأرمنيّة عام 301 عندما تنصرت أرمينيا، هي من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية التي لم تقبل مع كنائس شرقية أخرى عام 451 مقررات مجمع خلقدونية. وهي واحدة من بين أقدم كنائس العالم، وكانت أرمينيا هي أول بلد في العالم تعتبر الديانة المسيحية هي الدين الرسمى عام 301. ويقع الكرسي الرسولي لقيليقية في انطلياس وهي ضاحية شمالية في بيروت. تم نقل الكرسي إلى هناك في عام 1930 من قيليقية التاريخية، والتي تقع حالياً في تركيا، بعد الإبادة الجماعية للأرمن. وتقع المدرسة اللاهوتيَّة للكنيسة الرسولية الأرمنية في بكفيا. بيد أن شؤون السكان الأرمن الأرثوذكس اللبنانيين تُدار من قبل هيئة مستقلة وهي الأسقفية الأرمنية في لبنان. كان الأرمن في لبنان من اللاجئين الذين فروا من تركيا خلال وبعد الحرب العالمية الأولى هربًا من مذابح الأرمن. معظمهم يقيمون في بيروت وضواحيها الشمالية وكذلك في عنجر. ويُعرف عن الأرمن مهاراتهم والحرفية والاجتهاد، والتي مكنتهم من الحصول على مناصب بارزة الاقتصادية. سياسيًا يعتبر الأرمن معتدلين سياسيًا. ومن المناطق التي تتواجد فيها جاليات لبنانية أرمنية كبرى في منطقة برج حمود. كان الأرمن من أول اللاجئين إلى بيروت في المرحلة المعاصرة، وبدأ وصول الأرمن إلى لبنان سنة 1915 بعد ارتكاب الإبادة الجماعية بحقهم من قبل الأتراك، وأول منطقة سكنوها كانت منطقة الكرنتينا ومن ثم برج حمود، حيث لا يزال المتحدرين منهم يقيمون هناك حتى اليوم. في عام 2012 شكل أعضاء الكنيسة حوالي 4% من مجمل السكان في لبنان، أثناء الحرب الأهلية اللبنانية هاجر الكثير منهم إلى أوروبا وأمريكا، ينتشرون بشكل أكبر في بيروت وضواحيها ويتواجدون أيضاً في عنجر ومزهر وفي مناطق أخرى وللأرمن في لبنان أحزاب سياسية ممثلة لهم. وبخلاف الكنيسة المارونية وغيرها من الجماعات الدينية في لبنان، فإن الكنيسة الرسولية الأرمنية ليست جهة فاعلة سياسية في حد ذاتها. لكن الأرمن يتمتعون بتمثيل سياسي في حكومة لبنان متعددة الأديان. منذ عصر الحرب الباردة، شاركت الكنيسة الرسولية الأرمنية في السياسة كبديل لحزب الطاشناق القومي المتطرف. البروتستانت. يعود وجود البروتستانت في لبنان على يد المبشرين والمعلميّن الإنجليز والأمريكيين في المقام الأول، خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث قاموا ببناء المدراس والكنائس والمستشفيات و الجامعة اللبنانية الأمريكية. وركزّ المبشرون البروتستانت في البداية على منطقة الشوف الأكثر تجانساً والتي كان يُهيمن عليها الموحدون الدروز؛ ومن خلال التواصل مع السكان المحليين تحوّل بعض المسيحيين الأرثوذكس وكذلك بعض الموحدون الدروز إلى المذهب البروتستانتيّ. ومع هجرة الموحدون الدروز إلى العالم الجديد، تحوّل العديد منهم إلى الديانة المسيحية إسمياً، وخصوصاً إلى الكنيسة المشيخية والميثودية. ساهمت الإرساليات البروتستانتيَّة الأجنبية إلى حد كبير في تكوين وازدهار النهضة الأدبية والعلمية التي عرفها لبنان، زمن متصرفية جبل لبنان. وينقسم البروتستانت إلى عدد من الطوائف، وأهمها المشيخيين، والأبرشانيين، والأنجليكان. ينتمي اليوم غالبية البروتستانت اللبنانيين وعلى غرار الموارنة والروم الملكيين الكاثوليك والأرثوذكس، إلى الطبقة الوسطى والعليا، فضلًا عن أن الطائفة تحظى بمعدل عالي من المتعلمين وحملة الشهادات الجامعية. وهي تشكل ما يقرب من 1% من السكان، أي حوالي 40,000 نسمة، ويعيشون أساسًا في بيروت الكبرى، وتنتشر مراكز ومؤسسات البروتستانت في مختلف المناطق اللبنانية، ولكنها تحتل المساحة الأكبر في منطقة المتن في جبل لبنان، التي تعد المركز الرئيس لها ولمؤسساتها الروحية والتربوية والاجتماعية. وتملك الطائفة عشر مدارس تعتمد جميعها اللغة الإنكليزية، ويبلغ عدد تلاميذها من إنجيليين وغير إنجيليين 3,830 طالباً، وأربعة معاهد للاهوت، وجامعة الشرق الأوسط السبتيَّة التي نقلت من المصيطبة إلى سد البوشرية في شمال بيروت. وأسس البروتستانت الجامعة الأميركية في بيروت ولكنها أصبحت الآن ذات صبغة علمانية، إضافة إلى الجامعة اللبنانية الأمريكية، والتي بقيت محافظة على صبغتها البروتستانتية من خلال مجلس الأمناء الذي يمثلها، في حين أن جامعة هايكازيان لا زالت محافظة على طابعها الإنجيلي. وتملك الطوائف البروتستانتية شبكة من المستشفيات العديدة وعلى رأسها مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، ومستشفى العصفورية للأمراض العقلية، كانت من أهم إنجازات البروتستانت الأوائل، ولا يزال مستشفى "هملن" في بلدة حمانا، ومركز القديس لوقا، ومياتم عدة في لبنان تحت رعاية البروتستانت، ناهيك عن المستوصفات والمؤسسات الاجتماعية الأخرى. الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. الكنيسة السريانية الأرثوذكسية هي كنيسة أنطاكية أرثوذكسية مشرقية، ومقرها دمشق تتمركز في منطقة الشرق الأوسط وينتشر أفرادها في مختلف بقاع العالم، وهي كنيسة مستقلة. مرتبطة بباقي الكنائس الأرثوذكسية بوحدة الإيمان والأسرار والتقليد الكنسي. تمتد ولاية البطريركية الأنطاكية إلى سوريا ولبنان والعراق والكويت وتركيا والهند وإيران والجزيرة العربية وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والوسطى وأستراليا ونيوزيلندا. يطلق على هذه الكنيسة تسميات أخرى كالمونوفيزية واليعقوبية نسبة ليعقوب البرادعي، ولكن الكنيسة السريانية اليوم ترفض تلك التسميات. لغة الكنيسة الرسمية هي السريانية وتستخدم الكتابة السريانية في مخطوطاتها الدينية. يعود غالبية أصول أبناء الكنيسة في لبنان إلى طور عابدين ومناطق ماردين في تركيا الحالية هربًا من المذابح الآشورية. كنيسة المشرق الآشورية. هي كنيسة مسيحية شرقية تمركزت تاريخياً في بلاد ما بين النهرين. تعتبر الكنيسة الآشورية امتدادا تاريخيا وعقائديا لكنيسة المشرق التي عرفت خطأ بالنسطورية. وجود الكنيسة حديث نسبيًا يعود أساسًا إلى اللاجئين من جنوب شرق تركيا من منطقة ماردين حاليًا الذين قدموا إلى لبنان أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى وخلال الإبادة الجماعية السريانية، وإلى مسيحيين العراق ممن هربوا إلى سوريا ولبنان هربًا من القتل والتهجير بعد حرب العراق عام 2003. طوائف أخرى. فرّ أعضاء الكنيسة السريانية الكاثوليكية من جنوب شرق تركيا ومن منطقة ماردين حاليًا إلى لبنان أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى وخلال الإبادة الجماعية السريانية. حتى اليوم يواصل اللاجئون السريان الفرار من شمال العراق وشمال شرق سوريا إلى لبنان أو الأردن بسبب الاضطرابات المستمرة في العراق وسوريا. ويقع مقر الأبرشية السريانية الكاثوليكية في بيروت. فرّ أعضاء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية من جنوب شرق تركيا ومن منطقة ماردين حاليًا إلى لبنان أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى وخلال الإبادة الجماعية السريانية. حتى اليوم يواصل اللاجئون السريان الفرار من شمال العراق وشمال شرق سوريا إلى لبنان أو الأردن بسبب الاضطرابات المستمرة في العراق وسوريا. الأبرشية الكلدانية الكاثوليكية في بيروت هي الأبرشية الوحيدة التابعة للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وتتبع بشكل مباشر إلى سلطة بطريرك بابل الكاثوليكي في بغداد في العراق. يتكون المجتمع القبطي في لبنان من المهاجرين أو اللاجئين القادمين من مصر وليبيا والسودان. ويُقدر عدد الأقباط في لبنان بما يتراوح بين 3,000 إلى 4,000 نسمة؛ والكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي واحدة من الطوائف الدينية الثمانية عشرة المعترف بها في الدستور اللبناني. المجتمع. الحضور في المجتمع. عدد من المسيحيين اللبنانيين برز على صعيد الشرق الأوسط والعالم، على صعيد الأدب هناك العديد من الأدباء المشهورين على مستوى الشرق الأوسط، والذين ينتمون للطائفة المسيحية، مثل أمين الريحاني وميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران ومي زيادة وجرجي زيدان وفرح أنطون وإيليا أبو ماضي وأمين معلوف ولويس معلوف وسعيد عقل ويوسف الخال وغيرهم، وفي فقه اللغة العربية يذكر إبراهيم اليازجي وناصيف اليازجي وبطرس البستاني، وعلى صعيد الصحافة والإعلام هناك بشارة تقلا وسليم تقلا مؤسسي جريدة الأهرام وغسان تويني وجبران غسان تويني وشارل أيوب وسمير قصير ومي شدياق وأوكتافيا نصر وجورج قرداحي ومارسيل غانم وطوني خليفة وبولا يعقوبيان وغيرهم، على صعيد الفن الطربي هناك عدد من المغنين المشهورين على مستوى الشرق الأوسط، والذين ينتمون للطائفة المسيحية، مثل فيروز، ووديع الصافي، وغسان صليبا، وملحم بركات، وماجدة الرومي، وجوليا بطرس، والأخوان رحباني، وجوزيف صقر، وجوزيف ناصيف، ومارسيل خليفة، وسامي كلارك، وكذلك ليديا كنعان ونوال الزغبي ونجوى كرم وصباح وإليسا وسيرين عبد النور ونانسي عجرم وكارول سماحة وعبير نعمة وهبة طوجي ويارا ووائل كفوري ومروان خوري وجوزيف عطية وريان وفارس كرم وغيرهم على صعيد الفن الشعبي، أما على صعيد الرياضة فهناك العديد من الفرق ذات الطابع الماروني سيّما في كرة السلة ومن أبرز وجوهها إيلي مشنتف، أما على صعيد السياسية فهناك إلياس بطرس الحويك وبشير الجميّل وأنطون سعادة وبشارة الخوري ويوسف بك كرم وشارل مالك وفؤاد أفرام البستاني وغيرهم، وأسست عدد من العائلات المسيحيَّة السياسيَّة نظاماً عائلياً وسياسياً وما تزال تُسيطر على المشهد المسيحي السياسيّ، ومنها آل فرنجية وآل الجميّل وآل الخازن وآل معوض وآل شمعون وآل شهاب، وفي مجال تصميم الأزياء فهناك إيلي صعب وجورج حبيقة وجورج شقرا وزهير مراد، أما في المجال الاقتصادي فهناك بيار الضاهر وميشال غابريال المر وجمانة باسيل شلالا وفرانسوا سمعان باسيل وسمير عساف وبطرس الخوري وأنطون صحناوي وآل سرسق وآل تويني وآل بسترس، وآل طراد وغيرهم. سطع نجم عدد كبير من المسيحيين ذوي الأصول اللبنانية في المهجر ووصل بعضهم إلى مراكز مرموقة أمثال ميشال تامر رئيس البرازيل السابع والثلاثون، وجيمس عبد النور وجميل معوض وخوليو تيودورو سالم وعبد الله بوكرم رُؤَسَاءُ الإكوادور في السابق وهم من أصول لبنانية، والبرتو عبد االله الذي تولى منصب نائب الرئيس من عام 1967 حتى عام 1972 وينحدر من أصول لبنانيَّة ومارونية، وإدوار صائغ الذي تولى منصب رئيس الحكومة في جامايكا، وماريو عبده بينيتز الرئيس الرابع والأربعون لدولة باراغواي، ولويس أبي نادر الرئيس الرابع والخمسون لجمهورية الدومنيكان، ورالف نادر المرشح للرئاسة الولايات المتحدة سابقًا ودونا شلالا وجورج ميتشل وماريا موراني؛ هناك على الصعيد الاقتصادي رجال الأعمال والملياردير كارلوس سليم وهو واحد من أغنياء العالم وهو لبناني الأصل وإبنه كارلوس سليم دوميت، وتم تصنيف كارلوس سليم كأغنى شخص في العالم من قبل مجلة فوربس للأعمال بين عام 2010 إلى عام 2013، إلى جانب نيكولا حايك مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة سواتش وينتمي للطائفة الأرثوذكسية، وسيمون حلبي، وكارلوس غصن الرئيس التنفيذي لشركتي نيسان ومجموعة رينو، وأسرة معلوف مالكة سلسة من الفنادق والإن بي أي، ورجل الأعمال جاك نصر والذي شغل منصب لعدد من الشركات من ضمنها شركة بي اتش بي وكوتش القابضة، والمصرفي جون جاي ماك، ولوسي صالحاني التي شغلت منصب مديرة شبكة فوكس التلفزيونية، وأسرة روبرت معوض مالكو مجموعة معوض للمجوهرات؛ وفي الصحافة هيلين توماس رئيسة قسم البيت الأبيض في وكالة يونايتد برس وتنتمي للطائفة الأنطاكية الأرثوذكسية. وفي عالم السينما هناك توماس لانغمان وماريو قصار وغيرهم. ومن العلماء هناك بيتر مدور الحائز على جائزة نوبل في الطب عام 1960 وهو من أصول مارونية، وإلياس جيمس خوري الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1990 وهو من أصول لبنانية مسيحية، وآرديم باتابوتيان الحائز على جائزة نوبل في الطب عام 2021 وهو من أصول أرمنية لبنانية، والسير مايكل عطية واضع عدة نظريات في الرياضيات والهندسة الرياضية وهو من أصول رومية أنطاكية، وشارل العشي مسؤول في وكالة الفضاء الأميركية ناسا وهو من أصول مارونية، والطبيب جورج حاتم ومايكل دبغي وهم من رواد جراحة القلب، والمخترع غسان أفيوني، وأنتوني عطالله رئيس قسم جراحة المسالك البولية في جامعة ويك فوريست مدرسة الطب، وطبيب القلب وليم زغبي، وعالمة الوِرَاثِيَّات هدى الزغبي والتي رُشحت لجائزة نوبل في الطب عام 2020، وعالمة نباتات والوراثة جوان خوري، والباحث والعالم في الإحصاء الرياضي نسيم نقولا طالب، والباحثة العلميَّة منى نمر وغيرهم. تضم قائمة علماء الكمبيوتر والشخصيات التي برزت في عالم التكنولوجيا كل من طوني فاضل وهو أحد مخترعي مشغل آي بود وهاتف آي فون وهو من أصول رومية أنطاكية، وريتشارد راشد مؤسس "أبحاث مايكروسوفت"، وعالم هندسة الحاسوب جرير حداد المطور المشارك والمصمم لآلة معالجة البيانات الإلكترونية IBM 701، وجين باولي أحد مؤسسي لغة الترميز القابلة للامتداد. ومن الشخصيات الأرمنية اللبنانية التي برزت في المهجر نوبار أفيان وهو رجل أعمال ومخترع وفاعل خير من أصل أرمني لبناني، اشتهر بمشاركته في تأسيس شركة التكنولوجيا الحيوية "موديرنا" والتي تُركز على اكتشاف الدواء وتطوير العقاقير واللقاح، ومن بينها لقاح كوفيد-19. هناك أيضًا عدد من النجوم العالميين من أصول لبنانية مسيحية أمثال طوني شلهوب وشاكيرا وسلمى حايك وديميان بيشير وجو هاشم وجينا ديوان وفينس فون وكارل وولف وبول عنقا وداني توماس وتيرينس ماليك وجيم باكوس وزوي سالدانا وجيمس ستايسي وكاثرين كينر وإيمي ياسبيك واسكندر كينز وباربرا موري وجون ليجويزامو وريكاردو دارين وإكسافيير دولان وغبريال يارد وأرماند فان هيلدن وتايلر جوزيف وتوماس ريت وميكا ومارلو توماس ودانييلا ساراهيبا وياميلا دياز وغيرهم كثر. أما في مجال الرياضة فهناك فيليبي نصر وهو سائق فورملا 1 برازيلي من أصل لبناني مسيحي، وتوني كنعان وناصيف إلياس وجوش منصور وميغيل لايون وترافيس روبنسون وروني صيقلي وماركوس باجداتيس وكيلي سلاتر وجنيفر شاهد وماريو زاغالو وبوبي رحال وماثيو عبود وثيسا مينيزيس وغيرهم. النهضة الثقافيّة. لعب المسيحيين اللبنانيين دورًا رائدًا في النهضة الثقافية العربية التي انطلقت من جبل لبنان وتعدته لتشمل الشرق الأوسط برمته. بدأت النهضة أساسًا بمدارس وكليّات البعثات الأجبنية الإمريكية البروتستانتية والفرنسية الكاثوليكية مثل جامعة القديس يوسف عام 1875؛ وهو ما أدى إلى انتعاش الحركة الفكرية، بما فيه على الصعيد الكنسي من خلال افتتاح كليات ومدارس لاهوتية مثل مدرسة الآباء اللعازريين في عينطورة، والمدرسة البطريركية المارونية في غزير، وما إن وافت سنة 1860 حتى كان عدد المدارس في جبل لبنان ثلاثًا وثلاثين مدرسة على رأسها مدرسة "عين ورقة" في البترون والتي دعيت "أم المدارس في المشرق". أنشأت شخصيات كنسيّة أو علمانية مارونية خلال النهضة مرافق عديدة، رئيس أساقفة بيروت المارونية يوسف الدبس على سبيل المثال له الفضل في تأسيس "جامعة الحكمة"، وعددًا كبيرًا من المدارس والمكتبات العامة في بعبدا وعاليه؛ وقد تخرج من مدرسة الحكمة، عدد كبير من وجوه الموارنة الذين وصلوا إلى العالمية مثل جبران خليل جبران. وسوى المدارس، فقد شيّد كاتدرائية مار جرجس وسط بيروت أهم كاتدرائية مارونية في العاصمة، وقد استوحي بنائها من كنيسة سانتا ماريا ماجيوري. أحد أوجه النهضة كان الاهتمام بالصحافة، سواءً في جبل لبنان أو في مصر التي كانت تحت حكم الخديوي إسماعيل تنعم بجو من الحرية الليبرالية فتحولت إلى المكان المثالي لهجرة المثقفين؛ يمكن عدّ الكثير من الصحف والدوريات الاجتماعية والثقافية التي أطلقها موارنة خلال تلك الفترة، مثل «نفير سوريا» التي أطلقها بطرس البستاني و«حديقة الأخبار» لخليل الخوري؛ أما بخصوص صحف خارج الجبل، يذكر على سبيل المثال «المحروسة» لأديب إسحق وسليم النقاش. الحركة الثقافية ساهمت على وجه الخصوص بمقارعة سياسة التتريك التي تبنتها الحكومة العثمانية آنذاك. تذكر المكتبات، والمسارح، والجمعيات السياسية والأدبية أيضًا، وغزارة الأدباء والشعراء الموارنة، بوصفها إحدى ثمار عصر النهضة، فعلى سبيل المثال الرابطة القلمية أحد أركانها الأساسيين مارونيان هما جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة. كان أعضاء الرابطة القلميّة جميعهم من المسيحيين، سوريين ولبنانيين، بل إنّ بعضهم كانوا تلقّوا تعليمهم في المدارس التبشيريّة أيضاً. ذلك ما دعا، وفقاً لباحثين مثل شموئيل موريه ومحمد مصطفى بدوي وأنس داود إلى القول بأنّ الثقافة المسيحية كانت الأساس لتجديداتهم، وإلى إبراز الموتيفات والملامح المسيحيّة في نتاجهم أيضاً، وشكلَّت الثقافة المسيحيَّة مقوّماً واضحاً في نتاجهم الأدبي، الشعري والنثري. التعليم. حسب الموفد البابوي جيروم دنديني الذي زار الموارنة أواخر القرن السادس عشر، وكما كان الحال في أغلب بلاد الشام خلال الحكم العثماني، فإن الأميّة كانت متفشية، "وحتى الكهنة، هم أيضًا كانوا جهلة لا يعرفون إلا القراءة والكتابة". أخذ الوضع بالتبدّل منذ أواخر القرن السابع عشر، ففي عام 1696 تأسست مدرسة مار يوسف في زغرتا لتعليم الأولاد وفي عام 1721 بات من واجب الرهبان تعليم أولاد القرى القراءة والكتابة، ومن ثم أجبر المجمع اللبناني عام 1736 الأهل إلى إرسال أولادهم للدراسة في المدارس التي كانت غالبًا ما تتبع الكنيسة ورهبانياتها بنظًا لغياب الدولة، وقد جاء في قرارات المجمع تعليم البلاغة العربية والفلسفة والرياضيات والمساحة الوفلك واللاهوت والحقوق وغيرها من العلوم العالية. كما ساهم خريجو المعهد الماروني في روما في نشر العلم والثقافة. هذا التثقيف في القرن الثامن عشر هو من ولد النهضة الثقافية في القرن التاسع عشر، والتي توجت بتأسيس أولى جامعات المشرق، منها ذات الطابع الماروني مثل جامعة القديس يوسف وجامعة الروح القدس ومعهد الحكومة وسواها. وفي الربع الأول من القرن العشرين تأسست الكلية الأميركية للبنات وهي ما يعرف اليوم بالجامعة اللبنانية الأميركية وهي تماما مثل الجامعة الأميركية في بيروت كانت نتيجة جهود بعض المرسلين من الطائفة الإنجيلية للمشيخية الأميركية. تشمل المؤسسات التعليمية أيضًا المدارس الابتدائية والثانوية والجامعات في لبنان وهي منظمة عن طريق الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان، كذلك فإن المجمع البطريركي الماروني قد أفرد نصًا خاصًا عن المؤسسات التعليمية التابعة للكنيسة. الإعلام الديني. يتبع للكنيسة المارونية في لبنان عن طريق الرهبنات أو الأبرشيات مجموعة من الأدوات الإعلامية الخاصة، مثل فضائية نور سات وإذاعة صوت المحبة، وعدد من المجلات والدوريات على رأسها "المجلة البطريركيّة"، وتتوحد إدارة مختلف أجهزة الإعلام الكنسية تحت إدارة "المركز الكاثوليكي للإعلام" والذي أنشأ بناءً على توصيات المجمع الفاتيكاني الثاني. أما سات 7 فهي شبكة تلفزيون مسيحية ناطقة في اللغة العربية والفارسية والتركية في 22 بلدًا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جنبًا إلى جنب 50 دولة في أوروبا ولها مكاتب في لبنان. الدراسات الجينية. هناك تنوّع جيني واضح في لبنان وصل لخمس عشرة سلالة منتشرة، لكن نسب انتشارها بين الطوائف متقاربة. فيما يخصّ المورثة J1، بلغت نسبة انتشارها بين الموارنة 18% وبين الروم الأرثوذكس والكاثوليك 18% أيضًا وبين سنة لبنان وشيعته 21%. أما السلالة J2، فتنتشر بين الموارنة بنسبة 35% والروم الأرثوذكس والكاثوليك بنسبة 26% وبين السُنَّة والشيعة في الجمهورية بنسبة 26% أيضًا. بالنسبة للمورثة R1a1 يبلغ معدل انتشارها بين المسيحيين 5% وبين المسلمين 6%، والمورثة G تنتشر بين المسيحيين بنسبة 8% وبين المسلمين بنسبة 10%. أما المورثة R1a1، فتنتشر بين المسيحيين بنسبة 3% وبين المسلمين بنسبة 4%. وفقاً للباحث مارك هابر أصبح للمسيحيون والدروز اللبنانيون عزلة وراثية في العالم الإسلامي، حيث كان كل من المسيحيين والدروز في لبنان معزولين وراثيًا في البيئة الثقافية الجديدة، وتتشابه السلالات الوراثية بين المسيحيون اللبنانيون والدروز، في حين تمتد السلالات الوراثية بين المسلمون اللبنانيون إلى السوريين والفلسطينيين والأردنيين، وهم قريبون من السعوديين والبدو. الهوية. تنتشر الفرانكوفيلية بين المسيحيين الموارنة في لبنان والذين ينظرون إلى فرنسا منذ القرن التاسع عشر على أنها "الملاك الحارس"، وحامية وصديقة الموارنة في نضالهم ضد المسلمين. أصدر لويس الرابع عشر، بموافقة السلطان العثماني في شهر لأبريل من سنة 1649 مرسومًا يقضي بوضع الطائفة المارونية تحت حماية فرنسا، ضمنت هذه الحماية للموارنة حق التقاضي أمام محاكم خاصة هي أسرع من نظيرتها العثمانية والاستفادة من التعليم في المدارس والبعثات القنصلية الأوروبية والإعفاء من الضرائب وسهولة السفر إلى أوروبا. في عام 1860 تدخل الفرنسيون لوقف المذابح ضد الموارنة من قبل المسلمين والدروز التي سمحت بها السلطات العثمانية، وكسبهم الشكر الدائم للموارنة. ابتداءً من القرن التاسع عشر، درس الكثير من النخبة المارونية في المدارس اليسوعية في فرنسا، مما جعل الموارنة من أكثر المجموعات الناطقة بالفرنسية في الدولة العثمانية. الكاتب اللبناني شارل قرم في سلسلة قصائد باللغة الفرنسية نشرت بعد الحرب العالمية الأولى صوّر اللبنانيين على أنهم "فينيقيون"؛ حيث وفقاً له جعلتهم الديانة المسيحية والفرانكوفيلية جزءًا من الغرب وليس لهم علاقة بالعرب أو الإسلام. تبنى العديد من المسيحيون اللبنانيون أولاً، ولا سيّما الموارنة، الهوية الفينيقية وهي شكل من أشكال القومية اللبنانية، وقت إنشاء لبنان الكبير. ويشير مؤيدو الاستمرارية الفينيقية بين المسيحيين الموارنة إلى أن الهوية الفينيقية، بما في ذلك عبادة الآلهة الفينيقية قبل المسيحية مثل بعل وإيل وعشتروت وأدون، ما زالت لها أدلة حتى منتصف القرن الرابع الميلادي، واستبدلت بالمسيحية تدريجياً فقط خلال القرنين الرابع والخامس. علاوة على ذلك، حدث كل هذا "قبل" قرون من الفتح العربي الإسلامي. الأصول الفينيقية لها جاذبية إضافية للطبقة الوسطى المسيحية، لأنها تعرض الفينيقيين كتجار، والمهاجر اللبناني كمغامر فينيقي في العصر الحديث، بينما بالنسبة للمسلمين السُنّة فإنها مجرد طموحات خفية للإمبريالية الفرنسية، عازمة على تخريب الوحدة العربية. ويرى المؤرخ اللبناني عادل إسماعيل أن الهوية الفينيقية ناتجة عن "محاولة الإرساليات الأجنبية ولاسيما الكاثوليكية ضم المسيحيين اللبنانيين عضوياً وفكرياً إلى المجتمع الكاثوليكي الغربي". خلال الفترة الممتدة من القرن الثاني عشر وحتى التاسع عشر وكما يذكر رستلهوبر، قنصل فرنسا في بيروت فإن الموارنة كانوا قد شكلوا بقيادة الكنيسة والإقطاع المحلي تنظيمًا قويًا، وأنشؤوا القرى الكبرى والبلدات، وعاشوا في جبلهم مدة طويلة في شبه عزلة. غير أنه ومع القرن التاسع عشر وما شهده من نهضة ثقافية وقومية عربية، كان من روادها عدد كبير من الموارنة، دفعت عدد من المؤرخين من أمثال طانيوس نجيم الذي ناقش موضوع "عروبة الموارنة" للقول: "إن لم يكن الموارنة عربًا بالعرق، فهم حكمًا عرب بالثقافة، وبما قدموه للثقافة العربية". يمكن أن يذكر في هذا الصدد جرمانوس فرحات رئيس أساقفة حلب والذي قاد حملة مكافحة التتريك التي نظمتها جمعية الاتحاد والترقي، ويمكن أن يذكر أيضًا ناصيف اليازجي وبطرس البستاني، كما أن المدارس والجماعات التي بدأت أولاً في جبل لبنان كانت "أمهات جامعات المشرق"، ويذكر أيضًا أدوار مماثلة للموارنة في الأدب والشعر العربيين والمسرح والصحافة، ليس فقط في لبنان، إذ إن أعدادًا كبيرة قد هاجرت نحو مصر خلال عهد الخديوي إسماعيل، وإلى العالم الجديد خصوصًا نيويورك التي شهدت ميلاد الرابطة القلمية وريو دي جنيرو حيث نشط إلياس فرحات وسواه. وقد اعترف مؤرخو العرب الحديثون من مسلمين وسواهم بهذا الدور الهام للموارنة في الثقافة العربية، حيث لعب أبناء الطوائف السريانية في لبنان دورًا رائدًا في النهضة القومية والأدبية العربية، وبينما ظهر عدد من الباحثين الذين دعوا وقاموا بمحاولات لإحياء اللغة السريانية وإعادة نشرها، غير أن الوضع المسيحي العام في سوريا ولبنان كان يميل إلى الانخراط في النهضة العربية. على الجانب الآخر تبنى الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك والبروتستانت في لبنان الهوية العربية، وكان عدد من المثقفين الأرثوذكس والبروتستانت من أبرز القوميين العرب منهم أنطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، وجورج أنطونيوس أول مؤرخ للقومية العربية، وجرجي زيدان وهو من أوائل المفكرين الذين ساعدوا في صياغة نظرية القومية العربية، وكمال الصليبي وغيرهم. تحافظ الأقلية الأرمنيَّة والآشورية والسريانية على هويتها الإثنيَّة وخصوصيتها عبر تشييد مدارس وجامعات، وتعتبر جامعة هايكازيان التي تأسست عام 1955 أهمها على الإطلاق، حيث تعد الجامعة الأرمنية الوحيدة في الشرق الأوسط. كما وتملك صحف ونوادي ومحطات إذاعية خاصة بها. المهجر. يُقدر عدد اللبنانيين المغتربين والمنحدرين من أصل لبناني في العالم بحوالي 8,624,000 نسمة، وفقا لإحصاء سنة 2001، ينتمي أكثرهم إلى الدين المسيحي، لأن الهجرة اللبنانية بدأت من متصرفية جبل لبنان ذات الأغلبية المسيحية. ويتركز الاغتراب المسيحي اللبناني، أوروبيًا في فرنسا وأمريكيًا في الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك. كذلك يوجد عدد كبير من الموارنة في أستراليا ودول الخليج العربي وغرب أفريقيا. فُتحت باب الهجرة مع الامتيازات القنصلية للمسيحيين وهي في تلك المرحلة كانت هجرة بمعدلات طبيعية، لكنها تعمقت وتسارعت وتيرتها في أعقاب منتصف القرن التاسع عشر في بلاد الشام، تحديدًا في أعقاب مجازر 1860. وكانت الركائز الرئيسية لأسباب هجرة المسيحيين، الأول ممثلة بالعامل الاقتصادي وتدهور الحالة المعيشية كما حصل خلال الحرب العالمية الأولى في جبل لبنان وهو بكل الأحوال يفتح مجالاً لهجرة عامة غير أنها أعلى في أوساط المسيحيين، ولا يزال المسيحيون اللبنانيين يحتفظون بالطقوس الشرقية كاملة، وتنظم شؤونهم الكنيسة ما يُعرف في الكنائس الشرقية عامة باسم "أبرشيات المغترب"، لعب المسيحيون العرب عموماً واللبنانيين خصوصاً في المهجر دورًا بارزًا في النهضة العربية تمثل على سبيل المثال لا الحصر في الرابطة القلمية في نيويورك، وكذلك الحال فقد ساهموا في بناء مجتمعاتهم الجديدة واستنادًا إلى كريسشان ساينس مونيتور يعتبر المسيحيون العرب عموماً واللبنانيين خاصةً في المهجر "اغنياء ومتعلمون وذوي نفوذ". كذلك فتحويلات مسيحيين المهجر لأفراد أسرهم في لبنان تمثل نسبة عالية من الاقتصاد. المجتمعات المسيحية المشرقية من أصول لبنانية في أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة وأستراليا وفرنسا لها وجود بارز وهي مندمجة بشكل جيد، ويبرز أبنائها في مجال الأعمال التجارية، التجارة، الخدمات المصرفية، الصناعة، والسياسة خصوصًا في مدينة مكسيكو وساو باولو وريو دي جانيرو وبوينس آيرس وبوغوتا وغيرها من المدن. كما وتركت الجاليات المسيحية الشرقية بصمات واضحة بشكل واسع وانخرطوا في المجتمع وبرزوا في نواحي الحياة كافة السياسية والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة، واحتلوا مناصب رفيعة في الدولة وأسسوا الجمعيات المختلفة. وقد صنف المسيحيين المشارقة من أصول لبنانية وسورية كأقلية وسيطة في أمريكا اللاتينية. بعض المسيحيين اللبنانيين قد انخرط في المجتمع بشكل كامل، حتى فقد كامل الهويّة الشرقيّة أو اللبنانية عمومًا وأغلب هؤلاء هم أحفاد الجيل الخامس أو السادس بعد الهجرة، وبعض المهاجرين قد اندمج كليًا في المجتمع الغربي بنتيجة عدم وجود كنائس شرقيّة، أول ما بدأت الهجرة، لتحفظ الهويّة، أي قبل إنشاء أبرشيات المغترب. المسيحيين من أصول لبنانيَّة في أمريكا اللاتينية معروفون بتأثيرهم الكبير في قطاعات الاتصالات والمنسوجات ووسائل الإعلام والبناء وغيرها، حيث يتولون مهنًا مثل الأطباء والمحامين والمهندسين ورجال الدين، ونتيجة لذلك، أكسبتهم نجاحاتهم قدرًا هائلًا من الدعم بين مجتمعاتهم في الشتات، هذه المنظمات السياسية والنوادي الاجتماعية والمؤسسات الدينية والمدارس أفسحت المجال لأجيال من رد الجميل لمجتمعاتها الكبرى، من خلال بناء المستشفيات وملاعب كرة القدم والتبرع لقضايا إقليمية، ما ساعد في اكتساب المجتمعات العربية اعترافًا بأنها ليست واحدة من أكثر المجموعات ثراءً أو نشطة سياسيًا فحسب، بل أيضًا واحدة من الأكثر عطاءً. وظهرت مجموعة كبيرة من أسماء العائلات اللبنانية المؤثرة في الشتات مثل آل معلوف وآل سعد وآل مظلوم وآل حلو وآل خوري وآل أيوب، وغيرها التي بلغت مناصب ومراكز رفيعة في رئاسة البلديات والبرلمانات وحتى المناصب القضائية والإعلامية. في البرازيل على سبيل المثال على الرغم من أنهم السكان ذوي الأصول اللبنانية يشكلون أقل من 5 في المائة من السكان، فإن 10 في المائة من أعضاء البرلمان البرازيلي من أصول لبنانية عام 2014. ويميل المسيحيين اللبنانيين في الولايات المتحدة أن يكونوا أكثر ثراءاً وتعليماً من المتوسط العام، في عام 2000 عمل 42% منهم كعمال الياقات البيضاء، وحمل 64.9% منهم شهادة جامعية. وبرزت أسماء منهم في مجالات إدارة الأعمال، والأكاديمية، والفنون والترفيه كما كان لهم تأثير كبير في السياسة. وتضم بلجيكا جاليّة أرمنيّة ومارونية من أصول لبنانية ذات شأن في أنتويرب وبروكسل؛ ويهيمن الأرمن والموارنة، إلى جانب اليهود الحاسيديم والهنود الجانيين، على سوق تجارة ألماس. الثقافة. تُمثل المسيحية في لبنان والشرق الأوسط عموماً جزءًا كبيرًا من فسيفساء الثقافة المتنوعة في المنطقة. حيث يوجد هناك أقدم الآثار المسيحية إضافة إلى الليتورجية والتراتيل التي انتشرت منذ القرن الثاني الميلادي في جميع أنحاء المنطقة. لعب المسيحيون الشرقيون دوراً حضارياً وثقافياً وعلمياً في البلدان العربيّة، وساهم المسيحيون في لبنان خلال القرنين التاسع عشر والعشرين في حركة النهضة العربية، فلعبوا دوراً هاماً في النهضة الثقافية والسياسية العربية كفتح المدارس، إحياء اللغة العربية، إصدار الصحف، تأسيس الجمعيات، والأهم المساهمة في تأسيس الجمعيات السياسية العربية مع المسلمين والمطالبة باللامركزية وبجعل اللغة العربية رسمية في إدارة الدولة والمحاكم وغيرها. لا يوجد اختلافات ثقافيّة كبرى بين المسيحيين والمحيط اللبناني العام، بعض الاختلافات تنشأ من الفروق الدينية، ففي المناسبات الاجتماعية التي يكون المشاركون فيها من مسيحيين غالبًا ما تقدم مشروبات كحولية على خلاف ما هو سائد لدى أغلب المجتمعات العربيّة لكون الشريعة الإسلامية تحرّم مثل هذه المشروبات. المسيحيون اللبنانيون، يختنون ذكورهم في الغالب كالمسلمين واليهود رغم أن شريعة الختان قد أسقطت في العهد الجديد أي أن مختلف الكنائس لا تلزم أتباعها بها، ومن ناحية ثانية فإن المسيحيين اللبنانيين يستخدمون لفظ الجلالة "الله" للإشارة إلى الإله الذي يعبدونه، علمًا أن لفظ الجلالة المذكور قادم من الثقافة الإسلامية ولا مقابل لدى مسيحيي العالم الآخرين، باستثناء مالطة، حيث يستخدم مسيحيو الجزيرة لفظ الجلالة أيضًا. المجتمع اللبناني المسيحي مُتدين ومُحافظ بالمجمل، حيث وفقاً لدراسة نشرتها مركز بيو للأبحاث عام 2013 فإنَّ حوالي 37% من المستطلعين المسيحيين اللبنانيين قالوا أنهم يترددون على الكنائس للصلاة مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، وبحسب الدراسة يميل المسيحيين من عمر 40 وما فوق أن يكونوا أكثر ترددا على الكنائس بالمقارنة مع المسيحيين من جيل 18 إلى 39 بفارق 11 نقطة، وبفارق 9 نقاط بالنسبة للصلاة بشكل يومي. يذكر أن فوارق التدين والإلتزام الديني بين الشرائح العمرية بين المسيحيين اللبنانيين أقل بالمقارنة مع الفوارق في التدين والإلتزام الديني بين الفئات العمرية بين المسلمين اللبنانيين. وفقاً لدراسة نشرتها مركز بيو للأبحاث عام 2020 حول وجهات نظر الكاثوليك في العالم حول المثلية الجنسية تبين أنَّ 84% من اللبنانيين الكاثوليك يقولون أنه لا ينبغي أن يقبل المجتمع المثلية الجنسية، بالمقارنة مع 14% قالوا أنه ينبغي أن يتقبل المجتمع المثلية الجنسية. الثقافة المسيحية في لبنان