File size: 33,957 Bytes
592b04b |
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 582 583 584 585 586 587 588 589 590 591 592 593 594 595 596 597 598 599 600 601 602 603 604 605 606 607 608 609 610 611 612 613 614 615 616 617 618 619 620 621 622 623 624 625 626 627 628 629 630 631 632 633 634 635 636 637 638 639 640 641 642 643 644 645 646 647 648 649 650 651 652 653 654 655 656 657 658 659 660 661 662 663 664 665 666 667 668 669 670 671 672 673 674 675 676 677 678 679 680 681 682 683 684 685 686 687 688 689 690 691 692 693 694 695 696 697 698 699 700 701 702 703 704 705 706 707 708 709 710 711 712 713 714 715 716 717 718 719 720 721 722 723 724 725 726 727 728 729 730 731 732 733 734 735 736 737 738 739 740 741 742 743 744 745 746 747 748 749 750 751 752 753 754 755 756 757 758 759 760 761 762 763 764 765 766 767 768 769 770 771 772 773 774 775 776 777 778 779 780 781 782 783 784 785 786 787 788 789 790 791 792 793 794 795 796 797 798 799 800 801 802 803 804 805 806 807 808 809 810 811 812 813 814 815 816 817 818 819 820 821 822 823 824 825 826 827 828 829 830 831 832 833 834 835 836 837 838 839 840 841 842 843 844 845 846 847 848 849 850 851 852 853 854 855 856 857 858 859 860 861 862 863 864 865 866 867 868 869 870 871 872 873 874 875 876 877 878 879 880 881 882 883 884 885 886 887 888 889 890 891 892 893 894 895 896 897 898 899 900 901 902 903 904 905 906 907 908 909 910 911 912 913 914 915 916 917 918 919 920 921 922 923 924 925 926 927 928 929 930 931 932 933 934 935 936 937 938 939 940 941 942 943 944 945 946 947 948 949 950 951 952 953 954 955 956 957 958 959 960 961 962 963 964 965 966 967 968 969 970 971 972 973 974 975 976 977 978 979 980 981 982 983 984 985 986 987 988 989 990 991 992 993 994 995 996 997 998 999 1000 1001 1002 1003 1004 1005 1006 1007 1008 1009 1010 1011 1012 1013 1014 1015 1016 1017 1018 1019 1020 1021 1022 1023 1024 1025 1026 1027 1028 1029 1030 1031 1032 1033 1034 1035 1036 1037 1038 1039 1040 1041 1042 1043 1044 1045 1046 1047 1048 1049 1050 1051 1052 1053 1054 1055 1056 1057 1058 1059 1060 1061 1062 1063 1064 1065 1066 1067 1068 1069 1070 1071 1072 1073 1074 1075 1076 1077 1078 1079 1080 1081 1082 1083 1084 1085 1086 1087 1088 1089 1090 1091 1092 |
1
00:00:05,080 --> 00:00:10,340
الحمد لله فاطر السماوات والأرض، المسبغ نعمه على
2
00:00:10,340 --> 00:00:16,200
خلقه ظاهرة وباطنة، لا تحيط بشكرها لسنة الشاكرين
3
00:00:16,200 --> 00:00:20,720
والمسبحين والذاكرين، والحمد لله الذي اصطفى من
4
00:00:20,720 --> 00:00:25,680
عباده النبي الأمي رسولا إلى العالمين، وأوحى إليه
5
00:00:25,680 --> 00:00:31,660
هذا القرآن بلسان عربي مبين ليكون ذكرا له ولقومه
6
00:00:31,660 --> 00:00:36,820
دهر الداهرين، الحمد لله وحده لا شريك له، وصلى الله
7
00:00:36,820 --> 00:00:42,540
على رسوله وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه، وصلى
8
00:00:42,540 --> 00:00:46,820
الله على أبويه الرسولين الكريمين إبراهيم وإسماعيل
9
00:00:46,820 --> 00:00:51,620
وعلى المبلغين رسالات ربهم من الأنبياء والمرسلين
10
00:00:52,140 --> 00:00:57,680
أما بعد، فإن علم الأدب من أجل العلوم وأعظمها، فبه
11
00:00:57,680 --> 00:01:03,360
تنحل عقدة اللسان، وتزاح عن المرء روءة الجنان، وهو
12
00:01:03,360 --> 00:01:09,480
أنيس في السفر، وزين في الحضر، وبه تزاد المروءة،
13
00:01:09,480 --> 00:01:14,500
وتزكو القلوب، وتنجلي غشاوتها، وعلم الأدب يمنح
14
00:01:14,500 --> 00:01:20,230
الإنسان القدرة على البيان عما في نفسه، وفهم ما
15
00:01:20,230 --> 00:01:24,850
يُلقى إليه من كلام، ولا يقتصر علم الأدب على ذلك
16
00:01:24,850 --> 00:01:29,370
فحسب، بل يتعداه إلى تبصير الإنسان بجميع مناحي
17
00:01:29,370 --> 00:01:34,070
الحياة، وقد نقل الإمام أبو إسحاق الحصري عن بعض
18
00:01:34,070 --> 00:01:40,170
العلماء قولهم: العقول لها صور مثل صور الأجسام، فإذا
19
00:01:40,170 --> 00:01:45,490
أنت لم تسلك بها سبيل الأدب حارت وضلت، وإن استها في
20
00:01:45,490 --> 00:01:50,890
أوديتها كلت وملت، فاسلك بعقلك شعاب المعاني والفهم
21
00:01:50,890 --> 00:01:57,130
واستبقه بالجمام للعلم، وارتد لعقلك أفضل طبقات الأدب
22
00:01:57,130 --> 00:02:02,610
وتوقع عليه آفة العطب، فإن العقل شاهدك على الفضل
23
00:02:02,610 --> 00:02:08,250
وحارسك من الجهل، وقد أدرك علماؤنا رحمهم الله أهمية
24
00:02:08,250 --> 00:02:13,510
الأدب وفضله، ولذلك تضافرت جهودهم في الكتابة عنه
25
00:02:13,510 --> 00:02:17,650
والتأليف فيه، ومن العلماء الذين كتبوا في الأدب
26
00:02:17,650 --> 00:02:23,350
و ألفوا فيه الإمام أبو إسحاق الحصري، وكتابه زهر
27
00:02:23,350 --> 00:02:28,980
الأداب يتربع على قبة كتب الأدب، لأهمية هذا الكتاب
28
00:02:28,980 --> 00:02:34,480
وفضله، فقد وقع اختياري عليه ليكون محور حديثي في هذه
29
00:02:34,480 --> 00:02:39,440
المحاضرة من مساق مصادر الأدب العربي بإشراف الأستاذ
30
00:02:39,440 --> 00:02:43,580
الدكتور وليد أبو ندا الذي لا يسعني في هذا المقام
31
00:02:43,580 --> 00:02:48,780
إلا أن أشكره على إتاحة الفرصة لي و لزملائي لتقديم
32
00:02:48,780 --> 00:02:54,320
هذا العمل، فجزاه الله عنا خير الجزاء، وأستهل حديثي عن
33
00:02:54,320 --> 00:02:59,100
هذا الكتاب بالتعريف بمؤلفه وجامعه، فهو الإمام أبو
34
00:02:59,100 --> 00:03:03,760
إسحاق إبراهيم بن علي بن تميم القيرواني الحصري
35
00:03:03,760 --> 00:03:09,640
نسبة إلى عمل الحصر أو بيعها، وقيل نسبة إلى قرية
36
00:03:09,640 --> 00:03:15,600
بجوار القيروان اسمها حصرو، والحصري لقب لقب به غير
37
00:03:15,600 --> 00:03:21,460
واحد من أهل الأدب، فهناك الشاعر أبو الحسن الحصري
38
00:03:21,460 --> 00:03:26,380
الدرير صاحب قصيدة يا ليل الصب، وهذا الشاعر ابن
39
00:03:26,380 --> 00:03:30,700
خالة أبي إسحاق، قال ابن الرشيق في كتاب العمدة
40
00:03:30,700 --> 00:03:35,780
في شعراء القيروان: نشأ أبو إسحاق على الوراقة
41
00:03:35,780 --> 00:03:41,820
والنسخ لجودة خطه، وكان منزله لزق جامع القيروان
42
00:03:41,820 --> 00:03:47,940
فكان الجامع بيته وخزانته، وفيه اجتماع الناس إليه
43
00:03:47,940 --> 00:03:53,840
ومعه، ولزمه شبان القيروان، وأخذ في تأليف الأخبار
44
00:03:53,840 --> 00:04:00,780
وصناعة الأشعار مما قربه إلى قلوبهم، فراز عندهم وشرف
45
00:04:00,780 --> 00:04:08,060
لديهم، ووصلت تأليفاته صقلية، وانتشرت الصلاة عليه، وكان
46
00:04:08,060 --> 00:04:14,390
شاعرا ناقدا عالما بتنزيل الكلام وتفصيل النظام، يحب
47
00:04:14,390 --> 00:04:19,530
المجانسة والمطابقة، ويرغب في الاستعارة، وعنده من
48
00:04:19,530 --> 00:04:24,990
الطبع ما لو أرسله على سبيته لجرى جرى الماء، ورق رقة
49
00:04:24,990 --> 00:04:30,110
الهواء، قال ابن بسام: كان أبو إسحاق هذا صدّ الندي
50
00:04:30,110 --> 00:04:35,770
ونقطة الخبير الجلي، وديوان اللسان العربي، راض صعابه
51
00:04:35,770 --> 00:04:42,160
وسلك أوديته وشعابه، وجمع أشتاته، وأحيا مواته حتى صار
52
00:04:42,160 --> 00:04:47,520
لأهله إمامة، وعلى جده وهزله زمامة، وطنت به
53
00:04:47,520 --> 00:04:52,240
الأقدار، وطنت به الأقدار، وشدت إليه الأقطاب
54
00:04:52,240 --> 00:04:57,740
والأكوار، وأنفق في ما لديه الأموال والأعمار، ولأبي
55
00:04:57,740 --> 00:05:03,260
إسحاق من المصنفات كتاب زهر الآداب وثمر الألباب
56
00:05:03,260 --> 00:05:08,800
وكتاب نور الظرف ونور الطرف، وكتاب المصون في سر
57
00:05:08,800 --> 00:05:13,580
الهوى المكنون، وكتاب جمع الجواهر في الملح والنوادر
58
00:05:13,580 --> 00:05:20,280
وله شعر فيه رقة، قال الذهبي: أبو إسحاق شاعر المغربي
59
00:05:20,280 --> 00:05:26,700
وشعره سائر مدون، ولم يصل إلينا من شعره إلا القليل،
60
00:05:26,700 --> 00:05:31,460
توفي الإمام أبو إسحاق سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة،
61
00:05:31,460 --> 00:05:36,180
وهذا ما ذكره ابن بسام، وقال ابن رشيق: مات
62
00:05:36,180 --> 00:05:41,760
بالمنصورة من القيروان سنة ثلاث عشرة وأربع مائة، وهذا
63
00:05:41,760 --> 00:05:46,900
التاريخ فيه نظر، لأن الحصري ذكر في كتابه أبا منصور
64
00:05:46,900 --> 00:05:51,800
السعالبي فقال: وأبو منصور يعيش إلى وقتنا هذا،
65
00:05:51,800 --> 00:05:57,840
والسعالبي توفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة، ومما يدل
66
00:05:57,840 --> 00:06:02,900
على صحة ما قاله ابن بسام ما ذكره الرشيد ابن الزبير
67
00:06:02,900 --> 00:06:10,290
من أنه ألف كتابه سنة خمسين وأربعمائة، كانت هذه أهم
68
00:06:10,290 --> 00:06:15,150
المحطات في حياة هذا الأديب، والآن ننتقل للتعريف
69
00:06:15,150 --> 00:06:21,890
بالكتاب: زهر الأداب وثمر الألباب، كتاب من أمهات كتب
70
00:06:21,890 --> 00:06:27,110
الأدب، جمع فيه أبو إسحاق روائع ما ورد من كتب الأدب
71
00:06:27,110 --> 00:06:33,510
التي ألفت قبله، فتراه يتبع الملحة بالطرفة، والقصيدة
72
00:06:33,510 --> 00:06:40,380
بالرسالة، وينتقل من جد إلى فكاهة، ويستدرج قارئه من
73
00:06:40,380 --> 00:06:48,040
حديث إلى حديث، ويتخلل كل ذلك وقفات نقدية تدل على
74
00:06:48,040 --> 00:06:54,720
ذوق رفيع، وأدب أصيل، واسم كتابه ينبئ عن ذلك، فهو
75
00:06:54,720 --> 00:07:00,950
زهر الأداب، أي أحسنها وأفضلها وأبهجها، وزهرة كل شيء
76
00:07:00,950 --> 00:07:07,070
أحسنه وأبهجه، وثمر الألباب أي خلاصة نتاج العقول
77
00:07:07,070 --> 00:07:12,710
وهذا العنوان غير مبالغ فيه، فالكتاب جمع من كتب
78
00:07:12,710 --> 00:07:18,210
الأدب أطيب ما فيها، وجمع خلاصة أقوال العلماء
79
00:07:18,210 --> 00:07:23,700
والأدباء والحكماء، فهو الزهر والثمر بحق، فحسنه له
80
00:07:23,700 --> 00:07:29,480
بريق ونور يزهر كما يزهر النجم المضيء في كبد السماء
81
00:07:29,480 --> 00:07:34,020
وقد بيّن الإمام أبو إسحاق السبب الذي دعاه إلى
82
00:07:34,020 --> 00:07:39,080
تأليف الكتاب، وهو رغبة أبي الفضل العباس بن سليمان
83
00:07:39,080 --> 00:07:44,400
ابن سليمان في الأدب، حيث حمله اجتهاده في طلبه على
84
00:07:44,400 --> 00:07:52,720
الارتحال للمشرق، مبذلا في ذلك ماله، مستعجبا فيه تعبه،
85
00:07:52,720 --> 00:07:58,320
إلى أن أورد من كلام بلغاء عصره وفصحاء دهره طرائف
86
00:07:58,320 --> 00:08:04,440
طريفة وغرائب غريبة، وطلب من الحصري أن يجمع له من
87
00:08:04,440 --> 00:08:12,890
مختارها كتابا يكتفي به عن جملتها، ويضيف إلى ذلك من
88
00:08:12,890 --> 00:08:18,670
كلام المتقدمين ما قاربه وقارنه، وشابهه ومثله،
89
00:08:18,670 --> 00:08:25,990
فسارع الحصري إلى مراده، وأعانه على اجتهاده، وألف
90
00:08:25,990 --> 00:08:31,900
له هذا الكتاب، ليستغني به عن جميع كتب الأدب، ومضمون
91
00:08:31,900 --> 00:08:38,340
كتاب زهر الأداب هو الأدب وفنونه النثرية والشعرية
92
00:08:38,340 --> 00:08:45,140
وموضوعاته متداخلة فيما بينها، وقد قدم الحصري لكتابه
93
00:08:45,140 --> 00:08:51,380
مقدمة وجيزة بيّن فيها دافعه لتأليف الكتاب ومنهجه
94
00:08:51,380 --> 00:08:58,040
ومصادره، ثم بدأ يسرد الكلام في الأدب وموضوعاته، وأسهل
95
00:08:58,040 --> 00:09:03,360
كتابه بالكلام على فضل البيان، ثم فضل الشعر وأثره،
96
00:09:03,360 --> 00:09:08,460
ثم تحدث عن البلاغة وذكر أقوال الأدباء في وصفها،
97
00:09:08,460 --> 00:09:13,160
وذكر فقرات من ألفاظ أهل العصر في صفة الكتب وما
98
00:09:13,160 --> 00:09:18,950
يتعلق بها، ثم انتقل إلى وصف الماء والدور والقصور
99
00:09:18,950 --> 00:09:24,090
وغيرها، ثم ذكر أخلاق الملوك والغزل ووصف الثغور
100
00:09:24,090 --> 00:09:31,230
وصفات الطعام، وفقرات في ذكر العلماء، وفقرات في مدح
101
00:09:31,230 --> 00:09:36,730
السفر، ثم ذكر السمر والمنادمة والطير والزجر، ووصف
102
00:09:36,730 --> 00:09:41,390
المحابر والأقلام، وذكر من فرائد المدح والرثاء
103
00:09:41,390 --> 00:09:46,490
والحنين إلى الأوطان، وذكر ألفاظ أهل العصر في وصف
104
00:09:46,490 --> 00:09:51,990
الأمكنة، وفضل الشعر، وألفاظ أهل العصر في طول الليل
105
00:09:51,990 --> 00:09:58,650
والسهر، ويستمر المؤلف على هذا النهج ينتقل من موضوع
106
00:09:58,650 --> 00:10:05,070
إلى آخر، ومن شاعر إلى آخر، وختم كتابه بذكر ألفاظ أهل
107
00:10:05,070 --> 00:10:10,520
العصر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، ويتضح لنا مما
108
00:10:10,520 --> 00:10:16,460
سبق ذكره من موضوعات، أنه لا يمكن تقديم تسلسل واضح
109
00:10:16,460 --> 00:10:23,520
لمخطط الكتاب، لتعذر التبويب فيه، فالموضوعات متداخلة
110
00:10:23,520 --> 00:10:29,100
فيما بينها، وخصوصا في الخلط بين الفنون الشعرية
111
00:10:29,100 --> 00:10:33,500
والنثرية، وخصوصا في الخلط بين الفنون الشعرية
112
00:10:33,500 --> 00:10:39,880
والنثرية، وبين عصر النقاد والشعراء والنظمين الزمرين
113
00:10:40,520 --> 00:10:45,720
ويمكن إجماله، موضوعات الكتاب التي تحدث عنها المؤلف
114
00:10:45,720 --> 00:10:53,000
في الفنون الشعرية والنثرية، فمن فنون الشعر فن الوصف
115
00:10:53,000 --> 00:10:59,500
وفن المدح، وفن الرسائل، وفن الهجاء، وفن الغزل، وتحدث
116
00:10:59,500 --> 00:11:04,160
عن الحنين إلى الوطن، ومن فنون النثر فن الأمثال
117
00:11:04,160 --> 00:11:09,780
والحكم، وفن الخطابة، وفن الرسائل، وفن اللهو والخمريات
118
00:11:10,220 --> 00:11:14,960
ويتوسع بإسهاب في ذكر الشعراء والنقاد والنظار
119
00:11:14,960 --> 00:11:21,460
والنظمين، وفي بسط ألفاظهم وعرض أقوالهم أو أشعارهم،
120
00:11:21,460 --> 00:11:26,740
وله إشارات نقدية وتعليقات مفيدة على كثير من
121
00:11:26,740 --> 00:11:32,750
الأشعار والأقوال، ومنهج المؤلف في الكتاب منهج أدبي
122
00:11:32,750 --> 00:11:38,510
بليغ، وقد أشار المؤلف إليه في مقدمة كتابه وبيّنه
123
00:11:38,510 --> 00:11:44,450
حيث ذكر أنه ليس له في تصنيفه إلا الاختيار، واختيار
124
00:11:44,450 --> 00:11:49,690
المرء قطعة من عقله، فقد اختار في الكتاب قطعة كاملة
125
00:11:49,690 --> 00:11:55,610
من البلاغات في الشعر والخبر والفصول والفقر، مما
126
00:11:55,610 --> 00:12:01,410
حسن لفظه ومعناه، واستدل بفحواه على مغزاه، ولم يكن
127
00:12:01,410 --> 00:12:07,210
شاردا حوشيا ولا ساقطا سوقيا، ولم يذهب في هذا
128
00:12:07,210 --> 00:12:12,150
الاختيار إلى مطولات الأخبار، فهو كتاب يتصرف الناظر
129
00:12:12,150 --> 00:12:17,770
فيه من نسره إلى شعره، ومطبوعه إلى مصنوعه، ومحاورته
130
00:12:17,770 --> 00:12:23,390
إلى مفاقرته، ومناقلته إلى مساجلته، وتشبيهاته
131
00:12:23,390 --> 00:12:28,590
المصيبة إلى اختراعاته الغريبة، وأوصافه الباهرة إلى
132
00:12:28,590 --> 00:12:34,930
أمثاله السائرة، وجده المعجب إلى هزله المطرَب، وقد نزع
133
00:12:34,930 --> 00:12:39,510
الحصري فيما جمع عن ترتيب البيوت، وعن إبعاد الشكل
134
00:12:39,510 --> 00:12:44,810
عن شكله، وإفراد الشيء من مثله، فجعل بعضه مسلسلا،
135
00:12:44,810 --> 00:12:51,580
وترك بعضه مرسلا، وقد يلحق الشكل بنظائره، ويعلق الأول
136
00:12:51,580 --> 00:12:58,120
بآخره، وتبقى منه بقية يفرقها في سائره، ليسلم من
137
00:12:58,120 --> 00:13:03,060
التطويل الممل، والتقصير المخل، وتظهر في التجميع
138
00:13:03,060 --> 00:13:08,720
إفادة الاجتماع، وفي التفريق لذة الامتاع، فيكمل
139
00:13:08,720 --> 00:13:14,480
منه ما يُونّق القلوب والأسماع، إذ كان الخروج من جد إلى
140
00:13:14,480 --> 00:13:21,200
هزل ومن حزن إلى سهل ينفي للكلل ويُبعد من الملل، وقد
141
00:13:21,200 --> 00:13:25,700
قال إسماعيل بن القاسم وهو أبو العتاهية: لا يصلح
142
00:13:25,700 --> 00:13:31,180
النفس إذا كانت مدابرة إلا التنقل من حال إلى
143
00:13:31,180 --> 00:13:35,920
حال، وقد رغب الحصري في التجافي عن المشهور في جميع
144
00:13:35,920 --> 00:13:40,460
المذكور، لأن أول ما يقرأ الآذان أدعى إلى
145
00:13:40,460 --> 00:13:45,780
الاستحسان، مما مجته النفوس لطول تكراره، ولفظه
146
00:13:45,780 --> 00:13:51,100
العقول لكثرة استمراره، ولم يُعرض إلا عن ما أهانه
147
00:13:51,100 --> 00:13:56,430
الاستعمال وأزاله الابتذال، وقد استدرك الحُصري على
148
00:13:56,430 --> 00:14:02,110
كثير ممن سبقه إلى مثل ما جرى إليه، واقتصر في هذا
149
00:14:02,110 --> 00:14:09,950
الكتاب عليه لملح أوردها كَنَواوِفِ السحر، وفَقَرَ نظمها
150
00:14:09,950 --> 00:14:15,130
كَالغِنى بعد الفقر من ألفاظ أهل العصر في محلول النسر
151
00:14:15,130 --> 00:14:20,870
ومعقود الشعر، وفيهم من أدركهم بعمره أو لحقهم أهل
152
00:14:20,870 --> 00:14:25,930
دهره، ولهم من لطائف الابتداء وتوليدات الاختراع
153
00:14:25,930 --> 00:14:31,130
أبكار لم تفترعها الأسماء، يصبوا إليها القلب والطرف
154
00:14:31,130 --> 00:14:37,830
ويقطروا منها ماء الملاحة والظرف، وقال في خاتمة كتابه
155
00:14:37,830 --> 00:14:43,310
إلى هذا المكان أمسكت العنان والاطناب في هذا الكتاب
156
00:14:43,310 --> 00:14:48,950
يعظم ويتسع، بل يتصل ولا ينقطع، إذ كان غرضي فيه أن
157
00:14:48,950 --> 00:14:54,590
ألمح المعنى من معانيه، ثم أنجر معه حيث انجر، وأمر
158
00:14:54,590 --> 00:15:01,090
فيه كيف مر، وآخذ فيه معنى آخر غير موصول بشكله ولا
159
00:15:01,090 --> 00:15:06,940
مقرون بمثله، نشرًا لبساط الانبساط، ورغبة في استدعاء
160
00:15:06,940 --> 00:15:13,140
النشاط، وهذا التصنيف لا تدرك غايته ولا تبلغ نهايته
161
00:15:13,140 --> 00:15:19,160
إذ المعاني غير محصورة بعدد ولا مقصورة إلى أمد
162
00:15:19,160 --> 00:15:26,500
ويمكن تلخيص ما سبق ذكره في النقاط الآتية: أولًا، لم
163
00:15:26,500 --> 00:15:31,020
يُحفظ الحصري بترتيب المسائل ولا بتبويب الموضوعات،
164
00:15:31,020 --> 00:15:35,500
وإنما يتصرف من الجد إلى الهزل، ومن الأوصاف إلى
165
00:15:35,500 --> 00:15:40,180
التشبيهات، ومن الشعر إلى النثر، وهذه الطريقة من
166
00:15:40,180 --> 00:15:44,560
أهم الطرق في التأليف، وإن عابها من لا يُفرّق بين
167
00:15:44,560 --> 00:15:49,810
الموضوعات العلمية والموضوعات الأدبية، فطريقته في
168
00:15:49,810 --> 00:15:56,190
التأليف طريقة أدبية لا تنحصر بموضوع معين، لأن الأدب
169
00:15:56,190 --> 00:16:02,830
كما يقول الشيخ سيد المرصفي: لا موضوع له. ثانيًا، يعني
170
00:16:02,830 --> 00:16:08,070
عناية خاصة بالكلام عن الصحابة والتابعين، فينقل
171
00:16:08,070 --> 00:16:13,780
أخبارهم ويدون آثارهم. ثالثًا، يكثر من الكلام عن
172
00:16:13,780 --> 00:16:18,860
البلاغة والبلغاء والشعر والشعراء والإنشاء وال
173
00:16:18,860 --> 00:16:23,880
منشئين. رابعًا، ذكر الحصري في كتابه الكثير من
174
00:16:23,880 --> 00:16:28,760
آداب اجتماعية التي كان يحمدها الناس لأهلها، فذكر
175
00:16:28,760 --> 00:16:34,450
ما يجمل في معاملة الملوك، وتحدث عن ألفاظ أهل العصر
176
00:16:34,450 --> 00:16:39,890
في ضروب التهاني وما يتعلق بها، وذكر ألفاظا لأهل
177
00:16:39,890 --> 00:16:44,470
العصر في التهنئة بالحد، وتفخيم أمر الحرم وتعظيم أمر
178
00:16:44,470 --> 00:16:50,940
المناسك والمشاعر وما يتصل بها من الأدعية. خامسًا، أقفل
179
00:16:50,940 --> 00:16:56,040
الحصري في كتابه ما يتصل بالمجون، فنجله يقول عن
180
00:16:56,040 --> 00:17:02,520
غاشد بن أرشد، وله مذهب استفرغ فيه أكثر شعره، وصنت
181
00:17:02,520 --> 00:17:08,310
الكتاب عن ذكره، فالغالب على موضوعات الكتاب الجد، فهي
182
00:17:08,310 --> 00:17:12,630
محصورة في دائرة الخلق والدين بعيدا عن العبث
183
00:17:12,630 --> 00:17:16,470
والمجون، ففيه أخبار النبي صلى الله عليه وسلم
184
00:17:16,470 --> 00:17:21,830
والصحابة والتابعين وأقوالهم، فكأن المؤلف أراد
185
00:17:21,830 --> 00:17:29,110
تنزيه الكتاب عما يشينه لما كان مشتملا على هذه
186
00:17:29,110 --> 00:17:34,470
الأخبار. سادسًا، عَنِيَ الحُصري بموضوع الوصف عناية
187
00:17:34,470 --> 00:17:39,530
خاصة، فأكثر من إيراد النصوص في وصف الليل والبلاغة
188
00:17:39,530 --> 00:17:45,450
والماء والرعد والبرق وغيرها. سابعًا، أسلوب المؤلف
189
00:17:45,450 --> 00:17:51,470
مستملح ويغلب فيه السجع المقبول الخالص من شوائب
190
00:17:51,470 --> 00:17:57,490
الصنعة والتكلف، والسجع في الأصل حلية وزينة، وفصول
191
00:17:57,490 --> 00:18:02,810
كتابه مليئة بالاستعارات والتشبيهات وألوان من
192
00:18:02,810 --> 00:18:08,750
البديع. ثامنًا، يميل الحصري إلى الشمولية، فنجده يشير
193
00:18:08,750 --> 00:18:13,830
إلى التاريخ والأدب والشعر والنقد، ويستطرد المؤلف في
194
00:18:13,830 --> 00:18:20,070
ذلك، إذ الاستطراد سمة ظاهرة في الكتاب. تاسعًا، يمتاز
195
00:18:20,070 --> 00:18:25,330
الكتاب بالاختصار، فالمؤلف لم يطل الكتاب ولم يطل
196
00:18:25,330 --> 00:18:31,560
أيضًا ما ذكره من الأخبار والأشعار. عاشرًا، أهمل الحصري
197
00:18:31,560 --> 00:18:36,520
توثيق النصوص التي نقلها، وفي بعض الأحيان يوثقها
198
00:18:36,520 --> 00:18:42,830
ويذكر المصادر. الحادي عشر، اهتم بذكر النوادر الأدبية
199
00:18:42,830 --> 00:18:47,970
نحو ذكر الأوائل في الأشياء وما اختص به بعض الأقوام
200
00:18:47,970 --> 00:18:53,370
واشتهر فيهم وما شبه ذلك. الثاني عشر، أكثر من نقض
201
00:18:53,370 --> 00:18:58,490
النصوص والتعليق عليها، فيبدي رأيه في النص ويفصل
202
00:18:58,490 --> 00:19:03,270
القول فيه بأسلوب عذب رشيق. وأما منهجه في اختيار
203
00:19:03,270 --> 00:19:08,680
المقطوعات الشعرية والنسرية فيتلخص فيما يأتي: أولًا،
204
00:19:08,680 --> 00:19:14,140
يختار منها ما حسن لفظه ومعناه، ولم يكن حوشيا ولا
205
00:19:14,140 --> 00:19:21,030
ساقطا. ثانيًا، اختار الأخبار القصيرة والمتوسطة، وترك
206
00:19:21,030 --> 00:19:27,190
مطولات الأخبار. ثالثًا، تجنب المشهور من الأخبار. رابعًا،
207
00:19:27,190 --> 00:19:32,470
أورد روائع العباسيين من الشعراء والكتاب حتى عصره
208
00:19:32,470 --> 00:19:37,910
وكاد لا يترك لهم مقطوعة شعرية بديعة ولا رسالة
209
00:19:37,910 --> 00:19:45,010
أدبية رائعة إلا دونها. يساعده في ذلك ذوق مصفى وحس
210
00:19:45,010 --> 00:19:51,250
دقيق وشعور دقيق، وأكثر من الاختيار لبديع الزمان.
211
00:19:52,570 --> 00:19:59,050
ومصادر الكتاب كثيرة ومتنوعة، وغالبها كتابية وبعضها
212
00:19:59,050 --> 00:20:04,890
سماعية، فهذا الكتاب محصلة حافظة قوية ووسعة اطلاع
213
00:20:04,890 --> 00:20:10,470
وحسن اختيار وجودة نظم وسبك. وقد ذكر الحصري في مقدمة
214
00:20:10,470 --> 00:20:16,610
كتابه أهم المصادر التي اعتمد عليها، فقال: وجعلته
215
00:20:16,610 --> 00:20:22,070
موشحا من بدائع البديع ولآلئ الميكالي وشهية
216
00:20:22,070 --> 00:20:28,530
الخوارزمي وغرائب الصاحب ونفيس قبوس وشذور أبي
217
00:20:28,530 --> 00:20:34,910
منصور بكلام يمتزج بأجزاء النفس لطافة وبالهواء رقة
218
00:20:34,910 --> 00:20:41,130
وبالماء عزوبة. كانت هذه أهم المصادر التي ذكرها، وله
219
00:20:41,130 --> 00:20:48,240
مصادر أخرى لم يذكرها. وتكمن قيمة الكتاب في أنه أغزر
220
00:20:48,240 --> 00:20:53,700
مادة من المصنفات الأدبية التي سبقته، لأن ذوق الحصري
221
00:20:53,700 --> 00:21:01,340
ذوق أدبي صرف بخلاف غيره، فقد كانت أهوائهم وزعة بين
222
00:21:01,340 --> 00:21:06,740
البلاغة والرواية والنحو والتصريف، فهو موسوعة أدبية
223
00:21:06,740 --> 00:21:13,160
جمع فيها الحصري أداب عصره والعصر الذي سبقه. وكتاب
224
00:21:13,160 --> 00:21:19,380
زهر الأداب مهم في تخريج النصوص الأدبية لأنه يشتمل
225
00:21:19,380 --> 00:21:24,920
على شعر أناس لا توجد دواوينهم كأبي العباس الناشئي
226
00:21:24,920 --> 00:21:29,580
وعلي بن محمد الإيادي وعبد الكريم بن إبراهيم
227
00:21:29,580 --> 00:21:35,080
النهشلي، كما أنه يشتمل على زيادات لا توجد في
228
00:21:35,080 --> 00:21:40,000
الدواوين والمطبوعات الأخرى. وقال ابن بسام في بيان
229
00:21:40,000 --> 00:21:46,020
قيمة الكتاب: عارض أبي بحر جاحظ بكتابه الذي وسمه
230
00:21:46,020 --> 00:21:52,480
بزهر الآداب وثمر الألباب، فلا عمري ما قصر مداه ولا
231
00:21:52,480 --> 00:21:58,580
قصرت خطاه، ولولا أنه شغل أكثر أجزائه وأنحائه بكلام
232
00:21:58,580 --> 00:22:04,720
أهل العصر دون كلام العرب، لكان كتاب الأدب لا ينازعه
233
00:22:04,720 --> 00:22:09,920
في ذلك إلا من ضاق عنه الأمد، وأعمى بصيرته الحسد
234
00:22:10,930 --> 00:22:16,710
وأعمى بصيرته الحسد. ويقول ابن سعيد عن أستاذه
235
00:22:16,710 --> 00:22:23,270
البطليوسي: كان بإشبيلية علما في إقراء فنون الأدب
236
00:22:23,270 --> 00:22:29,910
وطلبت منه أن أقرأ عليه الكامل للمبرد، فقال: أنصحك أم
237
00:22:29,910 --> 00:22:35,800
أدعك لهواك؟ فقلت: بالنصح أن تفعل. فقال: إن كان غرضك
238
00:22:35,800 --> 00:22:41,300
إقراء الأدب والاشتهار بكتبه فعليك بأركان الأدب
239
00:22:41,300 --> 00:22:46,660
الأربعة: البيان للجاهظ، والكامل للمبرد، والأمال
240
00:22:46,660 --> 00:22:55,730
للقالي، والزهرة للحصري. وقد أخذ على الكتاب عدم... عدم
241
00:22:55,730 --> 00:23:01,010
ترتيبه للأبواب، وقد ذكرت من قبل الرد على ذلك، وأن
242
00:23:01,010 --> 00:23:07,370
هذه الطريقة طريقة أدبية اتبعها غير واحد من أهل
243
00:23:07,370 --> 00:23:13,660
العلم. وأما بالنسبة لطبعات الكتاب فقد طبع زهر الأداب
244
00:23:13,660 --> 00:23:18,240
في البداية على هامش العقد الفريد من غير ضبط ولا
245
00:23:18,240 --> 00:23:23,900
شرح، ثم طبع منفصلا على يد الدكتور ذكي مبارك، وقد
246
00:23:23,900 --> 00:23:29,820
أضاف له عنوانًا من عنده، ثم طبعه وضبطه الأستاذ علي
247
00:23:29,820 --> 00:23:35,550
البيجاوي، فكانت طبعته أفضل طبعة للكتاب. وقد اعتمد في
248
00:23:35,550 --> 00:23:40,190
ضبط هذه الطبعة على مراجعة الأصول التي أخذ منها
249
00:23:40,190 --> 00:23:44,810
الكتاب، وعلى مختلف المعاجم والقواميس وكتب اللغة
250
00:23:44,810 --> 00:23:51,450
ودواوين الأشعار وغيرها. وقد اختصر الكتاب أبو الحسن
251
00:23:51,450 --> 00:23:58,010
علي بن محمد بن برّ في اقتطاف الزهر واجتناء الشعر
252
00:23:58,960 --> 00:24:03,220
وأختم حديثي عن الكتاب بذكر نموذج منه فقد قال
253
00:24:03,220 --> 00:24:08,460
الحصري في باب فضل الشعر ولما امتدح نصيب عبد الله
254
00:24:08,460 --> 00:24:13,880
بن جعفر رضي الله عنه أمر له بإبل وخيل وسياب
255
00:24:13,880 --> 00:24:19,320
ودنانير ودراهم فقال له رجل أتعطي لمثل هذا الأبد
256
00:24:19,320 --> 00:24:25,000
الأسود هذا العطاء فقال إن كان أسود فإن شعره أبيض
257
00:24:25,490 --> 00:24:30,810
وإن كان عبدًا فإن سناءه لحر ولقد استحق بما قال
258
00:24:30,810 --> 00:24:36,590
أكثر مما أعطى وهل أعطيناه إلا سيابًا تبلى ومالًا
259
00:24:36,590 --> 00:24:42,410
يفنى ومطايا تنضى وأعطانا مديحًا يروى وسناء يبقى
260
00:24:42,410 --> 00:24:47,250
وقد قيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لابنة
261
00:24:47,250 --> 00:24:52,740
هلم بن سنان ما وهب أبوك لزهير قالت أعطيناه مالًا
262
00:24:52,740 --> 00:24:57,880
وأساسا أثناه الدهر قال لكن ما أعطاكموه لا تفنيه
263
00:24:57,880 --> 00:25:04,100
الدهور وقد علق الحصري على هذا فقال وقد صدق عمرو رضي
264
00:25:04,100 --> 00:25:08,960
الله عنه لقد أبقى زهير لهم ما لا تفنيه الدهور ولا
265
00:25:08,960 --> 00:25:14,520
تخلقه العصور ولا يزال به ذكر الممدوح سامية وشرفه
266
00:25:14,520 --> 00:25:20,670
باقية فقد صار ذكرهم علما منصوبة ومثلا مضروبة كانت
267
00:25:20,670 --> 00:25:25,530
هذه أهم الوقفات التي أحببت أن أذكرها .. أن أذكرها
268
00:25:25,530 --> 00:25:30,390
في التعريف بكتاب زهر الأدب وسمر الألباب لأبي
269
00:25:30,390 --> 00:25:35,470
إسحاق الحصري القيرواني يا طالب الأدب والحكم دونك
270
00:25:35,470 --> 00:25:41,150
الكتاب فاقرأه قراءة المتيقظ المتدبر حتى تستفيد من
271
00:25:41,150 --> 00:25:46,340
أدبه وحكمته وفي الختام أرجو أن أكون قد وفقت في ما
272
00:25:46,340 --> 00:25:51,600
أردت قوله، وأسأل الله أن ينفعنا بما علمنا ويزيدنا
273
00:25:51,600 --> 00:25:54,500
علما، والسلام عليكم ورحمة الله
|