PL9fwy3NUQKwaZV3azJygmELI1Des-NqnB/FNWS6TA0gtI.srt

1
00:00:20,840 --> 00:00:24,120
أعوذ بالله السميع العلي من الشيطان الرجيم بسم الله

2
00:00:24,120 --> 00:00:28,800
الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم 

3
00:00:28,800 --> 00:00:32,600
على رسول الله الأمين محمد بن عبد الله الصادق

4
00:00:32,600 --> 00:00:37,160
الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين

5
00:00:37,160 --> 00:00:41,540
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا وانت تجعل الحزن إن

6
00:00:41,540 --> 00:00:45,980
شئت سهلًا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا

7
00:00:45,980 --> 00:00:52,090
وزدنا علمًا إنك أنت العليم الحكيم وبعد،اليوم نستكمل

8
00:00:52,090 --> 00:00:57,530
بمشيئة الله تبارك وتعالى موضوعات الرقم السادس من 

9
00:00:57,530 --> 00:01:02,370
أركان الإيمان الإيمان بقضاء الله وقدره نتحدث اليوم

10
00:01:02,370 --> 00:01:07,730
في القضاء والقدر عند السلف في مطلبين المطلب الأول

11
00:01:07,730 --> 00:01:13,070
كراهية الخوض في القدر عند السلف ثم في المطلب

12
00:01:13,070 --> 00:01:18,250
الثاني عقيدة أهل السنة والجماعة في القضاء والقدر

13
00:01:19,480 --> 00:01:23,600
أما المطلب الأول وهو كراهية الخوض في القدر عند

14
00:01:23,600 --> 00:01:30,360
السلف فالسلف رضوان الله عليهم أجمعين كانوا حريصين

15
00:01:30,360 --> 00:01:34,700
على تعليم أبنائهم القضاء والقدر فهذا نبينا صلى

16
00:01:34,700 --> 00:01:40,500
الله عليه وسلم قدوتنا يعلم ابن عمه ابن عباس رضوان

17
00:01:40,500 --> 00:01:48,570
الله عليهم القضاء والقدر في الحديث المشهور يا غلام 

18
00:01:48,570 --> 00:01:54,790
احفظ الله احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل

19
00:01:54,790 --> 00:02:00,140
الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلموا هنا الشاهد أن

20
00:02:00,140 --> 00:02:04,760
الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لينفعوك بشيء

21
00:02:04,760 --> 00:02:10,140
إلا ما قد كتبه الله لك واعلم أن الأمة لو اجتمعت على

22
00:02:10,140 --> 00:02:15,420
أن يضروك بشيء ليضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك

23
00:02:15,420 --> 00:02:20,320
رفعت الأقلام وجفت الصخور فما قدره الله تبارك 

24
00:02:20,320 --> 00:02:26,760
وتعالى مكتوب الحتمي ولابد من أن يقع كما قدر وقضى

25
00:02:26,760 --> 00:02:31,730
المولى تبارك وتعالى وكانوا يعلمون أبنائهم أيضًا أن

26
00:02:31,730 --> 00:02:36,910
ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك

27
00:02:36,910 --> 00:02:43,550
ولكن مع حثهم.. مع حثهم ومع حرصهم على تعليم

28
00:02:43,550 --> 00:02:51,100
أبنائهم القضاء والقدر وقضاياه ومراتبه ومعناه وأنه

29
00:02:51,100 --> 00:02:56,000
لا يتنافى الإيمان بالقضاء والقدر مع التعلق بالأسباب

30
00:02:56,000 --> 00:03:01,540
وأنه لا يجوز الاحتجاج بالقضاء والقدر على فعل

31
00:03:01,540 --> 00:03:06,020
المعاصي مع حرصهم على تعليم أبنائهم هذه المعتقدات

32
00:03:06,020 --> 00:03:11,140
الصحيحة في القضاء والقدر إلا أنهم كانوا ينهون عن

33
00:03:11,140 --> 00:03:15,950
الخوض فيه كانوا ينهون عن الخوض فيه عن المسائل

34
00:03:15,950 --> 00:03:21,710
الغامضة فيه فالعقل قاصر لا يستطيع أن يدرك بعض 

35
00:03:21,710 --> 00:03:27,630
مناحي بعض قضايا بعض مسائل القضاء والقدر هذا نبينا

36
00:03:27,630 --> 00:03:32,460
صلى الله عليه وسلم قد خرج على الصحابة الكرام وهم

37
00:03:32,460 --> 00:03:37,960
يتحدثون كما يروي الإمام أحمد عن عمر بن شعيب عن

38
00:03:37,960 --> 00:03:43,060
أبيه عن جده قال خرج رسول الله ذات يوم والناس

39
00:03:43,060 --> 00:03:48,360
يتكلمون في القدر قال وكأنما تفقق في وجهه الرمان

40
00:03:48,360 --> 00:03:53,920
النبي غضب غضبًا شديدًا عندما سمعهم يتكلمون في القدر

41
00:03:53,920 --> 00:04:00,230
حتى أصبح وجهه محمرًا كحب الرمان الأحمر من الغضب فقال

42
00:04:00,230 --> 00:04:05,930
لهم ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض بهذا هلك من 

43
00:04:05,930 --> 00:04:13,050
كان قبلكم بهذا بهذا الفعل بهذا الفعل بالحديث في 

44
00:04:13,050 --> 00:04:19,090
القضاء والقدر ومسائله الشائكة هلك من كان قبلكم

45
00:04:19,760 --> 00:04:23,260
فالنبي صلى الله عليه وسلم وجد الصحابة الكرام

46
00:04:23,260 --> 00:04:27,920
يتحدثون مثلًا عن فريق منهم يتناول آيات الهدايا

47
00:04:27,920 --> 00:04:34,120
ويستدلوا بها وفريق آخر يستدل بآيات الضلال، يستشهد

48
00:04:34,120 --> 00:04:39,390
بآيات الضلال ويستدل بها هكذا يضربون كتاب الله بعضه

49
00:04:39,390 --> 00:04:45,110
ببعض أو أن هناك فريق من الصحابة الكرام يتناول

50
00:04:45,110 --> 00:04:49,690
الآيات التي تسند العمل إلى الإنسان وتبين أنه حر

51
00:04:49,690 --> 00:04:55,080
مختار وهناك فريق آخر من الصحابة يتناول ويستدل

52
00:04:55,080 --> 00:05:00,320
بالآيات التي تسند الفعل إلى الله تبارك وتعالى وأنه 

53
00:05:00,320 --> 00:05:04,040
تبارك وتعالى الفاعل المتصرف في هذا الكون وحده

54
00:05:04,040 --> 00:05:09,280
تبارك وتعالى كقوله تعالى الله خالق كل شيء والله

55
00:05:09,280 --> 00:05:15,120
خلقكم وما تعملون في مقابل الآيات التي تقول مثلًا

56
00:05:15,120 --> 00:05:19,860
جزاء بما كنتم تكسبون جزاء بما كنتم تعملون فمن شاء

57
00:05:19,860 --> 00:05:24,940
فليؤمن ومن شاء فليكفر فتناول هذه الآيات في وجه بعض

58
00:05:24,940 --> 00:05:32,030
للبعض هو حقيقة ضرب لكتاب الله بعضه ببعض هذا الفعل

59
00:05:32,030 --> 00:05:38,710
يؤدي إلى نتائج سلبية لو الإنسان اجتزأ آية أو نوع

60
00:05:38,710 --> 00:05:43,230
من الآيات القرآنية واعتمدها دون غيرها دون ما

61
00:05:43,230 --> 00:05:49,530
يقابلها فهذا يؤدي إلى نتائج نتائج سلبية لا سيما أن

62
00:05:49,530 --> 00:05:55,100
القضاء والقدر قضاء الله وقدره سر استأثر الله بعلمه،

63
00:05:55,100 --> 00:05:59,340
لم يطلع سبحانه وتعالى عليه لا نبي مرسل ولا ملك

64
00:05:59,340 --> 00:06:04,240
مقرب، فهو مما طواه الله عز وجل عن علم الإنسان،

65
00:06:04,240 --> 00:06:09,380
فالبحث في سر القدر والتعمق بالنظر في دقائقه ربما

66
00:06:09,380 --> 00:06:13,050
يفضي بالإنسان إلى الكفر والإلحاد والزيغة عن طريق

67
00:06:13,050 --> 00:06:18,790
الإسلام القويم فالخوض والجدال فيه أي في القدر مضلة

68
00:06:18,790 --> 00:06:24,330
للأفهام ومزلة للأقدام وحيرة للعقول في مضطرب من

69
00:06:24,330 --> 00:06:30,730
المذاهب والآراء وذلك يدفع إلى الفرقة والانقسام وهذا

70
00:06:30,730 --> 00:06:35,190
ما حصل حقيقة في الأمة الإسلامية ما افترقت الفرق

71
00:06:35,190 --> 00:06:41,230
المعتزلة والقدرية والجهمية والكرامية وغيرها من

72
00:06:41,230 --> 00:06:46,050
الفرق ما انقسمت ما وصلت إلى الفرقة والانقسام إلا

73
00:06:46,050 --> 00:06:53,130
بسبب النقاش والكلام والخوض في مثل هذه القضايا

74
00:06:53,130 --> 00:06:59,250
فإثارة الجدل فيه أمر ليس في سلطان المجادل الإقناع

75
00:06:59,250 --> 00:07:03,390
فيه لأنه يتكلم في سر من أسرار الله تبارك وتعالى

76
00:07:05,480 --> 00:07:10,100
وليس بيد أحد من الأدلة العقلية ما يحسم به الخلاف

77
00:07:10,100 --> 00:07:15,780
ويقطع في الموضوع لذلك نجد أن السلف رضوان الله

78
00:07:15,780 --> 00:07:21,640
عليهم كانوا ينهون علماء السلف كانوا يكرهون الجدالة

79
00:07:21,640 --> 00:07:31,890
في القدر بل ويظمون من خاض فيه وينهونهم أشد النهي بل

80
00:07:31,890 --> 00:07:38,690
إنهم كانوا يحذرون وكانوا يجذّرون من يقدم على هذا

81
00:07:38,690 --> 00:07:44,290
الفعل أو يهم به أو ينشط له نجد مثلًا من هؤلاء علي

82
00:07:44,290 --> 00:07:49,050
بن أبي طالب رضوان الله عليه جاءه رجل فقال يا إمام

83
00:07:49,050 --> 00:07:54,620
أخبرني عن القدر قال طريق مظلم فلا تسلكه هذا القدر

84
00:07:54,620 --> 00:08:00,660
طريق مظلم، لا أنصحك بمشي فيه، لا تسلكه، قال أخبرني

85
00:08:00,660 --> 00:08:07,000
عن القدر، قال بحر عميق، فلا تلجه، لا تحاول السباحة

86
00:08:07,000 --> 00:08:14,430
فيه، قال أخبرني عن القدر، قال في النهاية عليه

87
00:08:14,430 --> 00:08:19,290
الرضوان الله عليه قال سر الله فلا تكلفه هذا سر من

88
00:08:19,290 --> 00:08:25,110
أسرار الله لا تكلف نفسك لا تحمل نفسك فوق ما تطيقها

89
00:08:25,110 --> 00:08:31,830
لا تحاول لا يستطيع الإنسان لمعرفته سبيلة لا يمكن

90
00:08:31,830 --> 00:08:37,010
للإنسان أن يعرف ذلك جاء رجل إلى الإمام أبي حنيفة

91
00:08:37,010 --> 00:08:42,850
يجادله في القدر فقال الإمام أبو حنيفة له أما علمت

92
00:08:44,240 --> 00:08:49,540
أن الناظر في القدر كالناظر في عين الشمس كلما ازداد

93
00:08:49,540 --> 00:08:57,020
نظرًا يزداد تحيرًا كالذي ينظر إلى قرص الشمس في رابعة

94
00:08:57,020 --> 00:09:04,500
النهار في الظهيرة في الصيف وتكون الشمس ساطعة أشد

95
00:09:04,500 --> 00:09:11,690
سطوعًا كلما نظر إليها كلما ازداد نظرًا ازداد عجزًا لا

96
00:09:11,690 --> 00:09:17,910
يستطيع الإنسان بقدرته البشرية بطبيعته أن ينظر إلى

97
00:09:17,910 --> 00:09:24,830
الشمس يعجز عن ذلك وكذلك الناظر في القدر قال الإمام

98
00:09:24,830 --> 00:09:31,150
الطحاوي موضحًا هذا الأمر وأصل القدر سر الله تعالى

99
00:09:31,150 --> 00:09:39,710
في قلبه سرسر والسر هو ما حكى في صدرك السر هو ما

100
00:09:39,710 --> 00:09:44,530
حكى في صدرك إن أفشاه الإنسان إلى أحد لا يصبح سرًا،

101
00:09:44,530 --> 00:09:51,830
لا يعود سرًا السر هو ما حكى في الصدر فقط واصف القدر

102
00:09:51,830 --> 00:09:56,670
سر الله تعالى في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب

103
00:09:56,670 --> 00:10:02,680
ولا نبيه المرسل لا أحد يعلم لم يطلع الله عز وجل أحد

104
00:10:02,680 --> 00:10:07,560
لا الملائكة لا جبريل ولا ميكائيل ولا إسرافيل ولا

105
00:10:07,560 --> 00:10:13,060
ملك الموت ولا أي نبي من أنبيائه ولا نبي مرسل

106
00:10:13,060 --> 00:10:21,480
والتعمق في ذلك لاحظ كيف يحذرون من الخوض في القدر

107
00:10:21,480 --> 00:10:28,200
التعمق والنظر في ذلك ذريعة للخذلان وسيلة للحرمان

108
00:10:30,210 --> 00:10:37,410
ودرجة للطغيان فالحظر كل الحظر من ذلك نظرًا وفكرًا

109
00:10:37,410 --> 00:10:46,730
وسوسة السبب فإن الله قوى علم القدر عن أنامه عن

110
00:10:46,730 --> 00:10:54,030
خلقه ونهاهم عن مرامه عن أنهم يحاولوا معرفته كما

111
00:10:54,030 --> 00:10:59,170
قال تعالى لا يُسأل عن ما يفعل وهم يُسألون فمن سأل

112
00:10:59,170 --> 00:11:07,810
لماذا فعل فقد رد حكم الكتاب من سأل لماذا فعل من

113
00:11:07,810 --> 00:11:12,710
سأل عن أفعال الله لماذا فعل الله كذا فقد رد حكم

114
00:11:12,710 --> 00:11:17,550
الكتاب ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين هذا الجزء

115
00:11:17,550 --> 00:11:24,350
هذا الكلام هذا المنقول هو للطحاوي من متن العقيدة

116
00:11:24,350 --> 00:11:30,050
الطحاوية قال شارحه ابن أبي العز الحنفي شارح

117
00:11:30,050 --> 00:11:39,050
الطحاوية شارحًا لهذا النص الأخير من سأل لما فعل فقد 

118
00:11:39,050 --> 00:11:43,390
رد حكم الكتاب ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين

119
00:11:43,390 --> 00:11:50,710
تلاّن هي شرح هذا القول قال اعلم أن مبنى العبودية..

120
00:11:50,710 --> 00:11:55,850
مبنى العبودية يعني العبودية تبنى اعلم أن مبنى 

121
00:11:55,850 --> 00:12:02,010
العبودية والإيمان بالله وكتبه ورسوله على أيّه؟ على

122
00:12:02,010 --> 00:12:06,270
أي شيء يقوم تقوم العبودية والإيمان بالغيبيات هذه

123
00:12:06,270 --> 00:12:12,610
يقوموا على التسليم وعدم الأسئلة عدم الأسئلة عن

124
00:12:12,610 --> 00:12:20,370
تفاصيل الحكمة في الأوامر والنواهي والشرائع ليس من

125
00:12:20,370 --> 00:12:26,850
الحكمة ليس من الصواب ليس لنا لا يحق لمؤمن أن يقول

126
00:12:26,850 --> 00:12:33,610
لماذا نعبد الله بالصلاة ولماذا كانت صلاة الفجر 

127
00:12:33,610 --> 00:12:42,490
ركعتين مثلا وصلاة الظهر أربع ركعات وصلاة العصر أربع

128
00:12:42,490 --> 00:12:46,750
ركعات بينما المغرب ثلاث ركعات بينما العشاء أربع 

129
00:12:46,750 --> 00:12:51,770
مرة ثانية أربع ركعات لماذا الركوع والسجود لماذا لم

130
00:12:51,770 --> 00:12:57,110
تكن الصلاة بغير هذه الهيئة لماذا فرض الله علينا

131
00:12:57,110 --> 00:13:00,470
الذكاء 2.5% لماذا لم يكن 2% 

132
00:13:00,470 --> 00:13:04,590
أو لماذا لم تكن الذكاء 3% لماذا الصوم

133
00:13:04,590 --> 00:13:10,230
تحديدا في شهر رمضان ولماذا شهر كامل ولماذا شهر

134
00:13:10,230 --> 00:13:15,210
كامل؟ إلى آخره من الأسئلة مثل هذه الأسئلة لا

135
00:13:15,210 --> 00:13:20,350
تصدر من إنسان مؤمن ولهذا كان السلف السلف الأمة

136
00:13:20,350 --> 00:13:25,890
التي هي أكمل الأمم عقولا ومعارف وعلوما لا تسأل

137
00:13:25,890 --> 00:13:31,970
نبيها لماذا أمر الله بكذا؟ ولماذا نهى عن كذا؟

138
00:13:31,970 --> 00:13:37,790
ولماذا قدر كذا؟ لا تجد في السنة النبوية إطلاقا أن

139
00:13:37,790 --> 00:13:45,030
الصحابة الكرام سألوا مثل هذه الأسئلة مطلقا ولم يفعلوا 

140
00:13:45,030 --> 00:13:53,190
كذا مطلقا لا تجد في السنة النبوية عن الصحابة

141
00:13:53,190 --> 00:13:58,570
الكرام أنهم سألوا نبيهم مثل هذه الأسئلة لماذا؟

142
00:13:58,570 --> 00:14:05,620
لعلمهم أن ذلك مضاد للإيمان والاستسلام وهذه العبارة

143
00:14:05,620 --> 00:14:11,080
تُكتب بماء الذهب حقيقة التي سأقولها الآن وإن قدم

144
00:14:11,080 --> 00:14:19,380
الإسلام لا تثبت إلا على درجة التسليم قدم الإسلام

145
00:14:19,380 --> 00:14:28,460
بشبه الإسلام كإنسان كرجل لا تثبت أقدامه إلا على

146
00:14:28,460 --> 00:14:34,440
درجة التسليم فلابد من التسليم، لابد من الإذعان،

147
00:14:34,440 --> 00:14:41,320
لابد من التصديق، فقدم الإسلام لا تثبت إلا على درجة

148
00:14:41,320 --> 00:14:46,590
التسليم، هكذا كان السلف رضوان الله عليهم يسلمون،

149
00:14:46,590 --> 00:14:50,190
وهذا هو الإسلام، الإسلام هو الاستسلام والخضوع

150
00:14:50,190 --> 00:14:57,330
والإذعان لله تبارك وتعالى، فيما قضاه وقدره، فيما

151
00:14:57,330 --> 00:15:02,230
أمر به وحكم، فيما شرع سبحانه وتعالى، هذا هو

152
00:15:02,230 --> 00:15:10,700
الإسلام، وطالما أن الأمر كذلك كما ولذلك فطالما أنه

153
00:15:10,700 --> 00:15:15,640
لا يجوز لنا الخوض في القضاء والقدر فما علينا إلا

154
00:15:15,640 --> 00:15:20,140
أن نطيع الله تبارك وتعالى فيما أمرنا به وأن

155
00:15:20,140 --> 00:15:27,640
نجتنب ما نهانا عنه وحسبنا في ذلك كلام دقيق أننا

156
00:15:27,640 --> 00:15:36,560
نعلم ونحس ونشعر بأننا مختارون فيما نفعل وأننا في

157
00:15:36,560 --> 00:15:43,660
استطاعتنا أن نفعل وأن لا نفعل وأنه يكفي لذلك لنشعر

158
00:15:43,660 --> 00:15:50,780
بما يجب علينا وما لا يصح لنا إن الاشتغال عن ذلك

159
00:15:50,780 --> 00:15:56,820
بتعرف أمر مغلق اللي هو القضاء والقدر الذي هو سر

160
00:15:56,820 --> 00:16:01,940
الله الذي لم يطلع الله عز وجل عليه لا نبيه المرسل

161
00:16:01,940 --> 00:16:06,960
ولا ملكه المقرب إن الاشتغال عن ذلك بتعرف أمر مغلق

162
00:16:06,960 --> 00:16:14,240
قد ضاع مفتاحه يعني كأن الإيمان بالقدر والقدر موضوع

163
00:16:14,240 --> 00:16:20,640
في صندوق والصندوق هذا مغلق وضاع مفتاح هذا القفل

164
00:16:20,640 --> 00:16:25,280
الذي أغلق به هذا الصندوق الاشتغال بالقضاء والقدر

165
00:16:25,280 --> 00:16:30,900
كأننا مشتغلين بفتح هذا الصندوق ماله لو ماله لا

166
00:16:30,900 --> 00:16:35,280
يجدي فتيلة هذا الفعل لا يجدي فتيلة وسيت إن شاء

167
00:16:35,280 --> 00:16:41,660
الله تعالى في اللقاء القادم أن هناك فرق بين ما

168
00:16:41,660 --> 00:16:48,760
أراده الله بنا وما أراده الله مننا فما أراده الله

169
00:16:48,760 --> 00:16:54,850
بنا اللي هو القضاء والقدر ما أراده الله بنا طواه

170
00:16:54,850 --> 00:17:03,770
عنّا أخفاه عنّا لا نعلمه هو سر سر الله قضاء الله

171
00:17:03,770 --> 00:17:07,230
وقدره سر لم يطلع الله عز وجل عليه لا نبيه المرسل

172
00:17:07,230 --> 00:17:15,310
ولا ملكه المقرب وما أراده منّا بيّنه لنا أمرنا به

173
00:17:15,310 --> 00:17:21,930
قال لنا في القرآن وفي السنة افعل ولا تفعل الأوامر

174
00:17:21,930 --> 00:17:25,770
والنواهي في كتاب الله تبارك وتعالى وفي سنة نبيه

175
00:17:25,770 --> 00:17:34,030
فيكفينا ذلك أن نعلم أن نعلم ونحن أمام الأفعال

176
00:17:34,030 --> 00:17:40,350
الاختيارية الأعمال الاختيارية التي بمقدورنا أن

177
00:17:40,350 --> 00:17:45,730
نفعلها أو أن نمتنع عنها فالذي

178
00:17:45,730 --> 00:17:53,280
أمرنا الله عز وجل به أو نهانا عن إتيانه حسبنا أننا

179
00:17:53,280 --> 00:17:58,880
نعلم أننا مختارون فيما نفعل وإن في استطاعتنا أن

180
00:17:58,880 --> 00:18:05,060
نفعل أو أن لا نفعل هذا هو النوع من الأعمال التي

181
00:18:05,060 --> 00:18:13,700
نحاسب عليه وليس لنا بعد ذلك أن نسأل عن أمور القضاء

182
00:18:13,700 --> 00:18:21,230
والقدر الخفية التي ليس بمقدور العقل البشري معرفتها

183
00:18:21,230 --> 00:18:26,710
أو الوقوف على حقيقتها فلا يعلن بذلك إلا الله تبارك

184
00:18:26,710 --> 00:18:33,290
وتعالى يهدي من يشاء يضل من يشاء يرزق من يشاء يفقر

185
00:18:33,290 --> 00:18:38,730
من يشاء يغني من يشاء سبحانه وتعالى ينعم من يشاء

186
00:18:38,730 --> 00:18:43,670
يقتر من يشاء الله عز وجل لا يسأل عن ما يفعل وهم

187
00:18:43,670 --> 00:18:49,530
يسألون لماذا أمر بكذا؟ لماذا فعل كذا؟ لماذا نعبدنا

188
00:18:49,530 --> 00:18:56,100
بالطريقة الفلانية؟ هذه كلها أمور لا يجوز للمسلم أن

189
00:18:56,100 --> 00:19:03,240
يسأل عن علتها أو عن الحكمة فيها يجب أن تسليم لله

190
00:19:03,240 --> 00:19:06,880
تبارك وتعالى كما قال العلماء فإن قدم الإسلام لا

191
00:19:06,880 --> 00:19:13,340
تثبت إلا على درجة التسليم وهذا الذي قرره أهل العلم

192
00:19:13,340 --> 00:19:19,500
في القدر يضع لنا عدة قواعد في غاية الأهمية الأولى

193
00:19:19,500 --> 00:19:25,240
وجوب الإيمان بالقدر وهو ركن من أركان الإيمان الستة

194
00:19:25,240 --> 00:19:29,840
ذكرنا سابقا أنه لا يجوز التهاون في أي ركن من أركان

195
00:19:29,840 --> 00:19:35,980
الإيمان وهذا الركن الإيمان بالقضاء والقدر كغيره من

196
00:19:35,980 --> 00:19:41,320
الأركان كالأركان الخمسة السابقة تماما لا يقل أهمية

197
00:19:41,320 --> 00:19:46,780
عن هذه الأركان الخمسة الأمر الثاني الاعتماد في

198
00:19:46,780 --> 00:19:51,660
معرفة القدر وحدوده وأبعاده على الكتاب والسنة

199
00:19:53,080 --> 00:20:00,020
فالمصدر لمعرفتنا للقضاء والقدر فقط هو الكتاب

200
00:20:00,020 --> 00:20:06,800
والسنة فقط الوحي فقط وحي الله تبارك وتعالى وترك

201
00:20:06,800 --> 00:20:11,540
الاعتماد في ذلك على نظر العقول لا يستطيع العقل

202
00:20:11,540 --> 00:20:18,140
العقل هنا قاصر لا يستطيع معرفة الغيبيات فالغيبيات

203
00:20:19,000 --> 00:20:23,980
لا يمكن الوقوف عليها ومعرفتها إلا عن طريق النص إلا

204
00:20:23,980 --> 00:20:29,000
عن طريق الوحي وإذا فقد الوحي إذا فقد النص الأصل أن

205
00:20:29,000 --> 00:20:34,540
يتوقف الإنسان ويسلم لله تبارك وتعالى فالغيبيات لا

206
00:20:34,540 --> 00:20:38,860
سبيل لمعرفتها إلا عن طريق النص أما الاعتماد على

207
00:20:38,860 --> 00:20:44,220
محض العقل على العقل لوحده فهذا ضرب من التيه

208
00:20:44,220 --> 00:20:50,810
والضلال العقل قاصر والعقل غير معصوم أما الوحي

209
00:20:50,810 --> 00:20:58,010
فالعصمة كل العصمة للوحي الأمر الثالث ترك التعمق في

210
00:20:58,010 --> 00:21:04,730
البحث في القدر ترك التعمق هذا ما يجب أن نعيه فهناك

211
00:21:04,730 --> 00:21:09,430
جوانب في القضاء والقدر لا يمكن للعقل الإنساني مهما

212
00:21:09,430 --> 00:21:15,360
كان نبوغه أن يستوعبها وبعضها الآخر لا يستوعبها إلا

213
00:21:15,360 --> 00:21:23,480
بصعوبة كبيرة حتى أن العلماء منهم ابن رشد وابن الوليد

214
00:21:23,480 --> 00:21:28,580
عليه رحمة الله لما أراد أن يتكلم في مسألة أفعال

215
00:21:28,580 --> 00:21:33,840
العباد وعلاقتها بالقضاء والقدر قال هذه المسألة من

216
00:21:33,840 --> 00:21:41,040
أعواص المسائل من أعواص نعم هي من أشكل وأصعب

217
00:21:41,040 --> 00:21:46,330
المسائل نجد أن الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم

218
00:21:46,330 --> 00:21:52,110
يدلوا تدل الآيات هناك آيات تدل على أن الله يهدي

219
00:21:52,110 --> 00:21:59,130
من يشاء ويضل من يشاء سبحانه وتعالى هناك آيات تدل

220
00:21:59,130 --> 00:22:05,410
على أن الإنسان هو الذي يفعل أفعاله وهو الذي يتحكم

221
00:22:05,410 --> 00:22:12,920
فيها وهناك آيات في المقابل تدل على أن الفاعل هو

222
00:22:12,920 --> 00:22:18,540
الله تبارك وتعالى وحده فهذا

223
00:22:18,540 --> 00:22:25,280
النوع من الآيات لا يجوز اجتزاءه والأخذ بنوع واحد

224
00:22:25,280 --> 00:22:34,010
من هذه الآيات لابد من أخذ النوعين معا ليتشكل لنا

225
00:22:34,010 --> 00:22:39,030
مذهب المذهب الصحيح في الاعتقاد مذهب أهل السنة

226
00:22:39,030 --> 00:22:44,010
والجماعة الذي يأخذ بالقرآن كله المتكامل يعمل

227
00:22:44,010 --> 00:22:49,610
النصوص كلها يجمع بين هذه النصوص فالله عز وجل يهدي

228
00:22:49,610 --> 00:22:56,490
من يشاء ويضل من يشاء نأخذ بالآيات جميعها والإنسان

229
00:22:58,140 --> 00:23:04,020
صحيح أنه له مشيئة يفعل ما يشاء لكن مشيئة العبد لا

230
00:23:04,020 --> 00:23:08,520
تخرج عن مشيئة الله تبارك وتعالى كما قال سبحانه

231
00:23:08,520 --> 00:23:14,300
وتعالى وما تشاءون إلا أن يشاء الله إذًا هذا هو نهج

232
00:23:14,300 --> 00:23:18,800
السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعهم في النهي

233
00:23:18,800 --> 00:23:23,920
عن الخوض في القدر والتعمق فيه والمقصود بهذا النهي

234
00:23:23,920 --> 00:23:29,760
عن الخوض هو الإمساك عن التنطع والتعمق في القدر

235
00:23:29,760 --> 00:23:34,760
ومحاولة معرفته عن طريق العقل عن طريق العقل

236
00:23:34,760 --> 00:23:39,000
الاستقلال بالعقل الاستقلال بالعقل هو الأمر الذي

237
00:23:39,000 --> 00:23:45,360
نحذر منه هو الأمر الذي نحذر منه أما أن نعتمد في

238
00:23:45,360 --> 00:23:51,410
معرفة القضاء والقدر وأحكامه ومراتبه والإيمان به

239
00:23:51,410 --> 00:23:55,670
وتعليمه للناس وإحقاق الحق وإبطال الباطل أمام

240
00:23:55,670 --> 00:24:01,950
المخالفين من خلال نصوص الكتاب والسنة فهذا ما أمرنا

241
00:24:01,950 --> 00:24:06,870
الله تبارك وتعالى به وهو

242
00:24:06,870 --> 00:24:10,250
داخل في مقتضى الإيمان بالقضاء والقدر أنا كيف سأؤمن

243
00:24:10,250 --> 00:24:14,310
بالقضاء والقدر وأنا لا أعرفه لابد من معرفة الإيمان

244
00:24:14,310 --> 00:24:18,640
بالقضاء والقدر وأننا ندرس هذا الركن ولا أشرح

245
00:24:18,640 --> 00:24:23,320
معانيه شرحنا معناه لغة واصطلاح والعلاقة بين

246
00:24:23,320 --> 00:24:28,260
القضاء والقدر وبيننا مراتب الإيمان بالقضاء و

247
00:24:28,260 --> 00:24:35,620
القدر مرتبة العلم ومرتبة الكتابة ومرتبة المشيئة

248
00:24:35,620 --> 00:24:39,960
ومرتبة الخلق وهنا نحن نحذر وسيأتي موضوع آخر

249
00:24:39,960 --> 00:24:47,210
أيضا أو موضوعان موضوع حكم الاحتجاج بالقضاء والقدر

250
00:24:47,210 --> 00:24:54,410
على فعل المعاصي سندرس هذا الأمر وسندرس أيضا الأخذ 

251
00:24:54,410 --> 00:24:57,670
بالأسباب وعلاقتها بالقضاء والقدر فالأخذ بالأسباب

252
00:24:57,670 --> 00:25:01,190
لا يتنافى مع الإيمان بالقضاء والقدر مثل هذه

253
00:25:01,190 --> 00:25:05,830
الموضوعات عندما ندرسها ونتعلمها هذا هو من الإيمان

254
00:25:05,830 --> 00:25:10,710
بالقضاء والقدر هذا من معاني الإيمان بالقضاء والقدر

255
00:25:10,710 --> 00:25:15,130
لكن لا يجوز في كل هذه القضايا وغيرها أن نعتمد على

256
00:25:15,130 --> 00:25:20,150
العقل وحده لا يجوز لا يجوز أن نعتمد على العقل وحده

257
00:25:20,820 --> 00:25:24,840
أما المطلب الثاني وهو مذهب أهل السنة والجماعة في 

258
00:25:24,840 --> 00:25:29,320
القضاء والقدر فيتلخص في الأمور الأربعة الآتية

259
00:25:29,320 --> 00:25:37,980
الأمر الأول أن الله تعالى علم كل شيء وكتبه وشاءه 

260
00:25:37,980 --> 00:25:43,740
وخلقه وهذه هي مراتب الإيمان بالقضاء والقدر الأربعة

261
00:25:43,740 --> 00:25:53,090
العلم والكتابة والمشيئة والخلق هذا أول ما يقال في

262
00:25:53,090 --> 00:25:57,970
مذهب أهل السنة والجماعة هذا أول أمر هذا ما يجب أن

263
00:25:57,970 --> 00:26:03,610
يستقر في القلوب حتى يكون إيمان واحد مننا إيمانًا

264
00:26:03,610 --> 00:26:07,410
صحيحًا بقضاء الله وقدره لابد من أن نؤمن بهذه

265
00:26:07,410 --> 00:26:15,090
المراتب الأربع أن الله تعالى علم مخلوقاته وأصنافها

266
00:26:15,090 --> 00:26:21,800
وأرزاقها وأطوالها وألوانها وآجالها وكل ما يتعلق بها

267
00:26:21,800 --> 00:26:29,180
ثم ما علمه الله تبارك وتعالى أمر القلم بكتابته أمر 

268
00:26:29,180 --> 00:26:33,660
القلم بكتابته كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق

269
00:26:33,660 --> 00:26:37,860
السماوات والأرض بخمسين ألف عام في الحديث أول ما

270
00:26:37,860 --> 00:26:41,740
خلق الله القلم قال اكتب قال ما أكتب قال اكتب ما هو

271
00:26:41,740 --> 00:26:47,260
كائن إلى يوم القيامة فكل شيء مكتوب ما فرطنا في

272
00:26:47,260 --> 00:26:52,980
الكتاب من شيء المرتبة الثالثة المشيئة ما شاء الله

273
00:26:52,980 --> 00:26:59,380
كان وما لم يشأ لم يكن فلا يكون في ملك الله إلا ما

274
00:26:59,380 --> 00:27:04,160
شاء الله تبارك وتعالى مشيئة الله النافذة وقدرته

275
00:27:04,160 --> 00:27:10,820
الشاملة ثم مرتبة الخلق الاعتقاد والتصديق الجازم بأن

276
00:27:10,820 --> 00:27:15,480
الله تبارك وتعالى خالق كل شيء خالق الإنسان وخالق

277
00:27:15,480 --> 00:27:22,620
أفعاله والله خلقكم وما تعملون الله خالق كل شيء وهو

278
00:27:22,620 --> 00:27:27,700
على كل شيء وكيد هذا الأمر الأول أن الله تعالى علم

279
00:27:27,700 --> 00:27:35,750
كل شيء وكتبه وشاءه وخلقه الأمر الثاني أن للعبد قدرة

280
00:27:35,750 --> 00:27:44,450
ومشيئة واختيار بها تتحقق أفعاله العبد له مشيئة نعم

281
00:27:44,450 --> 00:27:50,830
لله مشيئة لكن أيضًا للعبد مشيئة قال تعالى لمن شاء

282
00:27:50,830 --> 00:27:57,710
منكم أن يستقيم قال سبحانه وتعالى فمن شاء فليؤمن ومن

283
00:27:57,710 --> 00:28:04,750
شاء فليكفر فالعبد له مشيئة العبد له مشيئة وبمقتضاها

284
00:28:04,750 --> 00:28:09,030
يكون الثواب والعقاب بناء على مشيئة هذا العبد هو

285
00:28:09,030 --> 00:28:13,730
الذي يختار قد 

286
00:28:13,730 --> 00:28:23,950
أفلح من زكاها وقد خاب من دساها فالعبد مشيئة للعبد

287
00:28:23,950 --> 00:28:32,070
مشيئة فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنة فسنيسره

288
00:28:32,070 --> 00:28:39,310
لليسرة وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنة فسنيسره

289
00:28:39,310 --> 00:28:44,110
للعسرة فالعبد له مشيئة إذن هذا أمر ثابت وهذا ما

290
00:28:44,110 --> 00:28:49,250
أشعر به أنا وأنتِ وكل واحد من البشر يشعر أن له

291
00:28:49,250 --> 00:28:56,620
مشيئة وهذه المشيئة حرة مرة مختارة بإمكانه أن يفعل

292
00:28:56,620 --> 00:29:01,680
وبإمكانه أن لا يفعل نعم لله مشيئة لكن أيضًا للعبد

293
00:29:01,680 --> 00:29:07,100
مشيئة هذا ما يجب أن ننتبه إليه الأمر الثالث أن 

294
00:29:07,100 --> 00:29:14,060
قدرة العبد ومشيئته غير خارجة عن قدرة الله ومشيئته

295
00:29:14,060 --> 00:29:21,760
فنحن نتحرك نؤمن أو نكفر نواحد أو نشرك نطيع أو نعصي

296
00:29:22,520 --> 00:29:27,260
ذهابًا إيابًا قيامًا جلوسًا سكونًا حركة أقوالًا و

297
00:29:27,260 --> 00:29:36,280
أفعالًا كل ما يصدر عننا كل ما نشاء كل ما نريد كل ما

298
00:29:36,280 --> 00:29:41,860
يصدر عننا من سكنات وحركات وقيام وقعود وطاعات و

299
00:29:41,860 --> 00:29:44,860
معاصي وأفعال كلها

300
00:29:46,690 --> 00:29:51,850
كل ما يصدر عن العباد هو بمشيئة الله تبارك وتعالى،

301
00:29:51,850 --> 00:29:56,690
كلها بمشيئتنا، ولا تخرج عن مشيئة الله تبارك وتعالى

302
00:29:58,180 --> 00:30:04,300
نحن نشاؤها لكن ما نشاؤه ما نختاره ما نريده لا يخرج

303
00:30:04,300 --> 00:30:08,560
عن مشيئة الله تبارك وتعالى فهو الذي منح العبد ذلك

304
00:30:08,560 --> 00:30:14,000
وجعله قادرًا على التمييز والاختيار فأي الفعلين

305
00:30:14,000 --> 00:30:19,660
اختار لم يخرج عن كونه داخلًا تحت مشيئة الله وقدرته

306
00:30:19,660 --> 00:30:27,500
وخلقه كما قال تعالى وما تشاؤنا إلا أن يشاء الله فما

307
00:30:27,500 --> 00:30:31,760
يشاءه العبد داخل تحت مشيئة الله تبارك وتعالى

308
00:30:31,760 --> 00:30:41,200
الأزلية القديمة الأمر الرابع والأخير أنه يجب 

309
00:30:41,200 --> 00:30:47,760
الإيمان بالقدر خيره وشره على وجه التسليم وعدم

310
00:30:47,760 --> 00:30:54,200
الخوض فيه فما على العبد المؤمن الذي رضي بالله ربه

311
00:30:54,200 --> 00:30:59,720
وبالإسلام دينًا وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبي

312
00:30:59,720 --> 00:31:05,640
ورسولَه الذي رضي بلا إله إلا الله منهج حياة إلا أن 

313
00:31:05,640 --> 00:31:10,920
يسلم بقضاء الله وقدره وألا يخوض في هذا القضاء

314
00:31:10,920 --> 00:31:16,380
والقدر فكما بينا هناك جوانب في القضاء والقدر غامضة

315
00:31:16,380 --> 00:31:22,740
لا يستطيع العقل بمفرده التعرف عليها لأن كل ما قدره

316
00:31:22,740 --> 00:31:28,020
الله تبارك وتعالى حكم وعدل وخير ورحمة فما على

317
00:31:28,020 --> 00:31:34,340
العبد إلا أن يقبل وينشغل بما أمره الله تبارك

318
00:31:34,340 --> 00:31:41,080
وتعالى به فكما قلت هناك فرق بين ما أراده الله بنا

319
00:31:41,080 --> 00:31:48,160
وما أراده الله مننا ما أراده الله بنا طواه عننا

320
00:31:48,160 --> 00:31:56,570
بمعنى أخفاه عننا وما أراده مننا بينه لنا أفصحًا أفسح

321
00:31:56,570 --> 00:32:02,190
عنه في القرآن الكريم في صورة أوامر ونواهي فما على 

322
00:32:02,190 --> 00:32:06,530
العبد إلا أن ينصع وينقاد لأوامر الله تبارك وتعالى

323
00:32:06,530 --> 00:32:12,690
ونواهيه ويسلم فيما قدر الله وقضاه أقول قولي هذا

324
00:32:12,690 --> 00:32:16,190
وأستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله

325
00:32:16,190 --> 00:32:16,730
وبركاته