1
00:00:21,010 --> 00:00:24,470
أعوذ بالله السميع العلي من الشيطان الرجيم بسم الله

2
00:00:24,470 --> 00:00:29,330
الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم 

3
00:00:29,330 --> 00:00:33,150
على رسول الله الأمين محمد بن عبد الله الصادق

4
00:00:33,150 --> 00:00:38,010
الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين

5
00:00:38,010 --> 00:00:42,510
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهل وأنت تجعل الحزن إن 

6
00:00:42,510 --> 00:00:47,290
شئت سهل اللهم أعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا

7
00:00:47,920 --> 00:00:52,340
وزدنا علما إنك أنت العليم الحكيم وبعد نستكمل

8
00:00:52,340 --> 00:00:57,420
الحديث في الركن السادس من أركان الإيمان الإيمان 

9
00:00:57,420 --> 00:01:02,340
بالقضاء والقدر بعد أن عرفنا في اللقاء السابق

10
00:01:02,340 --> 00:01:09,820
القضاء والقدر لغة واصطلاحا وبيننا العلاقة بينهما أو

11
00:01:09,820 --> 00:01:14,740
الفرق بين القضاء والقدر اليوم نأتي لنبين معنى

12
00:01:14,740 --> 00:01:20,540
الإيمان بالقضاء والقدر ومراتبه وهل الإيمان بالقضاء

13
00:01:20,540 --> 00:01:27,500
والقدر يوجب الجبر نريد أن نستوضح هذه المسائل

14
00:01:27,500 --> 00:01:33,000
الثلاث المطلب الأول أو القضية الأولى معنى الإيمان 

15
00:01:33,000 --> 00:01:37,230
بالقضاء والقدر علمنا في اللقاء السابق أن القضاء

16
00:01:37,230 --> 00:01:42,390
والقدر الإيمان به ركن من أركان الإيمان الستة وأنه

17
00:01:42,390 --> 00:01:48,870
لا يقل عن أي واحدة من هذه الأركان الستة وأن المؤمن

18
00:01:48,870 --> 00:01:53,590
عليه أن يأتي بأركان الإيمان الستة رزمة واحدة حزمة

19
00:01:53,590 --> 00:01:59,010
واحدة فالتهون في أي ركن من هذه الأركان يعد كفر

20
00:01:59,010 --> 00:02:06,510
بهذه العقيدة ينقض الإيمان كله بإنكار أي واحد من

21
00:02:06,510 --> 00:02:10,910
هذه الأركان الستة فإذا الإيمان بالقضاء والقدر أصل

22
00:02:10,910 --> 00:02:15,730
من أصول الدين أصل من أصول الإيمان ركن من أركان 

23
00:02:15,730 --> 00:02:22,290
الإيمان نص عليه القرآن الكريم ونص عليه نبينا صلى

24
00:02:22,290 --> 00:02:26,450
الله عليه وسلم في حديث جبريل لما سأله صلى الله

25
00:02:26,450 --> 00:02:32,220
عليه وسلم من قبل جبريل ما الإيمان في حديث جبريل قال

26
00:02:32,220 --> 00:02:36,920
الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم 

27
00:02:36,920 --> 00:02:42,000
الآخر والقضاء والقدر خيره وشره فلبد من الإيمان

28
00:02:42,000 --> 00:02:46,560
بهذا الركن ما معنى الإيمان بالقضاء والقدر؟ ماذا

29
00:02:46,560 --> 00:02:50,900
يعني الإيمان بالقضاء والقدر؟ معنى ذلك أن المؤمن

30
00:02:50,900 --> 00:02:56,380
يجب عليه أن يؤمن أن يعتقد أن يصدق بعلم الله تعالى

31
00:02:56,380 --> 00:03:04,940
المطلق لما سيكون في هذا الكون لما سيكون قبل أن يكون

32
00:03:04,940 --> 00:03:12,780
وما سيصدر عن العبد من شيء قبل أن يكون ويؤمن بمشيئة

33
00:03:12,780 --> 00:03:17,520
الله تعالى وإرادته النافذة وقدرته الشاملة معنى ذلك

34
00:03:17,520 --> 00:03:25,580
أن العبد لا يعلم ما سيصدر عنه لكن الله تعالى يعلم

35
00:03:25,580 --> 00:03:30,720
فهو سبحانه وتعالى علام الغيوب يعلم ما كان وما 

36
00:03:30,720 --> 00:03:36,100
سيكون سبحانه وتعالى لا يعذب عن علمه مثقال ذرة في 

37
00:03:36,100 --> 00:03:41,680
السماوات ولا في الأرض يعلم ما كان وما سيكون فهو

38
00:03:41,680 --> 00:03:46,200
يعلم سبحانه وتعالى ما سيصدر من العبد قبل أن يصدر

39
00:03:46,200 --> 00:03:52,300
من طاعة أو من معصية من طاعة أو من معصية بل يعلم

40
00:03:52,300 --> 00:03:57,520
سبحانه وتعالى ما سيكون في هذا الكون من سكنة أو

41
00:03:57,520 --> 00:04:04,290
حركة أو ذهاب أو إياب أو قيام أو جلوس أو قعود أو

42
00:04:04,290 --> 00:04:11,990
طاعة أو معصية فما من شيء سيكون في هذا الكون ليس

43
00:04:11,990 --> 00:04:16,910
فقط يعلم ما كان إنما أيضا يعلم ما سيكون في هذا

44
00:04:16,910 --> 00:04:23,290
الكون قبل أن يكون وإلى هذا الحد لا مشكلة في ذلك

45
00:04:23,290 --> 00:04:26,370
لكن

46
00:04:26,370 --> 00:04:32,590
قد يبدو للبعض أن الله تبارك وتعالى كونه يعلم بما

47
00:04:32,590 --> 00:04:40,190
سيكون من العبد أن هذا العبد مجبور على أفعاله طالما

48
00:04:40,190 --> 00:04:47,890
أنه يعلم ما سيصدر عني من طاعة أو من معصية إذا هو 

49
00:04:47,890 --> 00:04:52,890
يجبرني على هذه الطاعة أو على هذه المعصية انتبهي

50
00:04:52,890 --> 00:05:00,040
معي حتى نجيب على هذا الإشكال في هذه الفقرة القصيرة

51
00:05:00,040 --> 00:05:06,160
وعلم الله وعلم 

52
00:05:06,160 --> 00:05:11,360
الله تعالى بما سيقع ووقوعه

53
00:05:11,360 --> 00:05:18,660
حسب هذا العلم لا تأثير له في إرادة العبد لا تأثير

54
00:05:18,660 --> 00:05:24,740
له في إرادة العبد فإن العلم صفة إنكشاف لا صفة

55
00:05:24,740 --> 00:05:31,870
تأثير صفة العلم لله تبارك وتعالى في اللقاء السابق

56
00:05:31,870 --> 00:05:39,550
بيّنت معنى القضاء قلنا معناه علم الله بما ستكون

57
00:05:39,550 --> 00:05:45,890
عليه الأشياء في المستقبل علم الله الأزلي بما ستكون

58
00:05:45,890 --> 00:05:51,310
عليه الأشياء في المستقبل فعلم الله بما سيقع بما

59
00:05:51,310 --> 00:05:57,780
سيكون للأشياء في المستقبل بما سيكون مني من طاعة أو

60
00:05:57,780 --> 00:06:03,340
من معصية هذا لا يعني أنني مجبور على الطاعة أو على

61
00:06:03,340 --> 00:06:10,240
المعصية فإن العلم صفة إنكشاف لا صفة تأثير الله عز

62
00:06:10,240 --> 00:06:16,260
وجل لابد أن يكون عالمًا هذه صفة أثبتها القرآن

63
00:06:16,260 --> 00:06:20,820
الكريم فهي صفة ثبوتية نقلية ثم هي صفة عقلية حتى

64
00:06:20,820 --> 00:06:27,680
العقل يوجب للخالق تبارك وتعالى صفة العلم صفة العلم

65
00:06:27,680 --> 00:06:36,140
صفة نقلية عقلية لابد أن يكون الإله عالمًا بما سيكون

66
00:06:36,140 --> 00:06:41,400
من عباده من طاعات أو من معصية بما سيكون منهم من

67
00:06:41,400 --> 00:06:46,660
حركات وسكنات وذهاب وإياب وأقوال وأفعال وغير ذلك

68
00:06:46,660 --> 00:06:54,300
وعلمه هنا علم إنكشاف لا علم تأثير والمثال على ذلك

69
00:06:54,300 --> 00:07:02,240
لتقريب الفكرة لو أن أستاذًا عرف

70
00:07:04,690 --> 00:07:11,770
عرف عن طالب من طلابه أنه سيرسب في هذا العام من

71
00:07:11,770 --> 00:07:23,170
خلال معرفة الأستاذ لمستوى الطالب واجتهاده من خلال

72
00:07:23,170 --> 00:07:28,850
معرفة الأستاذ لمستوى الطالب ودرجاته التي حصلها في

73
00:07:28,850 --> 00:07:35,090
الامتحانات الشهرية ونصف الفصل وما إلى ذلك علم هذا

74
00:07:35,090 --> 00:07:41,950
الأستاذ غالب على ظنه أن هذا الطالب سيرسب وفعلا عند

75
00:07:41,950 --> 00:07:49,770
النتيجة النهائية رسب هذا الطالب هل سيكون السؤال هل

76
00:07:49,770 --> 00:07:56,090
سبب فشل هذا الطالب علم الأستاذ بأنه سيرسب أم

77
00:07:56,090 --> 00:08:05,910
إهماله لأسباب النجاح والدراسة فلو أنه درس واجتهد

78
00:08:05,910 --> 00:08:14,050
لما رسب لحقق النجاح ولانقلبت النتيجة فلا يعقل لا 

79
00:08:14,050 --> 00:08:22,010
يجوز لمن يدخل النار في الآخرة أن يقول يا رب سبب

80
00:08:22,010 --> 00:08:30,050
دخولي للنار علمك بأنني سأدخل النار لا يقبل منه ذلك

81
00:08:30,050 --> 00:08:36,630
ولله عز وجل المثل الأعلى لا يجوز لهذا الراسب لهذا

82
00:08:36,630 --> 00:08:43,310
العاصي أن يقول يا رب دخول النار بسبب علمك أنك كنت 

83
00:08:43,310 --> 00:08:51,850
تعلم أنني سأدخل النار فعلم الله علم إنكشاف صفة

84
00:08:51,850 --> 00:08:58,290
إنكشاف لا صفة تأثير لا صفة تأثير هذا معنى هذه

85
00:08:58,290 --> 00:09:05,320
العبارة إذا فالمؤمن يجب عليه أن يؤمن بقضاء الله

86
00:09:05,320 --> 00:09:11,240
وقدره ومعنى ذلك تقدم

87
00:09:11,240 --> 00:09:19,660
علم الله تبارك وتعالى بما سيقع من الأمور فمعنى

88
00:09:19,660 --> 00:09:25,800
القضاء والقدر هو أن الله تعالى علم من القدم علم من

89
00:09:25,800 --> 00:09:32,960
الأزل ما سيكون في هذا الكون على صفات مخصوصة يعني

90
00:09:32,960 --> 00:09:37,280
يعلم سبحانه وتعالى ما سيكون في هذا الكون من

91
00:09:37,280 --> 00:09:41,980
تفصيلات ومن حيثيات من سكنات وحركات وذهاب وإياب

92
00:09:41,980 --> 00:09:49,900
وطاعات ومعاصي ومظالم وإحسان وبر وقصف

93
00:09:49,900 --> 00:09:57,180
وخصف ونصف وبناء وتطوير وتحديث وأقوال وكل ما سيكون

94
00:09:57,180 --> 00:10:01,990
في هذا الكون يعلم سبحانه وتعالى كل ما يعلمه الله

95
00:10:01,990 --> 00:10:05,770
تبارك وتعالى يقع حسب ما قدره سبحانه وتعالى هذا

96
00:10:05,770 --> 00:10:12,290
معنى الإيمان بالقضاء والقدر وهذا ما أشار إليه حديث

97
00:10:12,290 --> 00:10:15,990
النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس يا

98
00:10:15,990 --> 00:10:24,130
غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده اتجاهك إذا

99
00:10:24,130 --> 00:10:30,380
سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله والشاهد

100
00:10:30,380 --> 00:10:38,120
هنا وعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم

101
00:10:38,120 --> 00:10:43,560
ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن

102
00:10:43,560 --> 00:10:49,200
يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليه

103
00:10:49,200 --> 00:10:56,920
رفعت الأقلام وجفت الصحف فما قدّره الله تبارك وتعالى

104
00:10:56,920 --> 00:11:02,860
يقع ولا يكون في ملك الله تبارك وتعالى إلا ما شاء

105
00:11:02,860 --> 00:11:08,780
الله تبارك وتعالى وقدّره من الأزل فما يقع في هذا

106
00:11:08,780 --> 00:11:12,980
الكون كله بعلم الله تبارك وتعالى حتى ما يكون مني

107
00:11:13,770 --> 00:11:19,870
ومنك ومنه ومنها من طاعات أو من معاصي نحن نعم لا

108
00:11:19,870 --> 00:11:25,530
نعلم ما سيقع مننا الله تبارك وتعالى يعلم ما سيقع

109
00:11:25,530 --> 00:11:29,890
مننا من طاعات أو من معاصية وعلمه سبحانه وتعالى بما

110
00:11:29,890 --> 00:11:36,590
سيقع مننا هذا علم إنكشاف لا علم تأثير لا علم تأثير

111
00:11:36,590 --> 00:11:44,750
في ما نحن عليه ولذلك الآن سنعرض إلى هذا السؤال هل

112
00:11:44,750 --> 00:11:50,890
الإيمان بالقضاء والقدر يوجب الجبر؟ هل الإيمان

113
00:11:50,890 --> 00:11:56,110
بالقضاء والقدر .. هل كون الله تبارك وتعالى .. كون

114
00:11:56,110 --> 00:12:00,930
الله تبارك وتعالى يعلم ما سيصدر من العبد قبل أن

115
00:12:00,930 --> 00:12:06,990
يصدر؟ هل معنى ذلك أنه جبره .. أن الله عز وجل يجبره

116
00:12:06,990 --> 00:12:13,630
على .. على الطاعة أو المعصية؟ حاشاه سبحانه وتعالى

117
00:12:14,300 --> 00:12:18,400
الله عز وجل لا يجبر أحدا لا يكلف الله نفسا إلا

118
00:12:18,400 --> 00:12:24,380
وسعها لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها فالله تعالى

119
00:12:24,380 --> 00:12:31,800
لا يجبر أحدا الإنسان يصدر عنه أفعال وهذه الأفعال

120
00:12:31,800 --> 00:12:41,180
على نوعين أفعال لا إرادية وأفعال إرادية الأفعال

121
00:12:41,180 --> 00:12:48,060
اللا إرادية أو اللا اختيارية هذه الإنسان مسير فيها

122
00:12:48,060 --> 00:12:56,460
كدقات القلب ونطب الدم وحركة المعدة انقباضها

123
00:12:56,460 --> 00:13:05,720
وانبساطها ولون البشرة والأم والأب والوطن الذي

124
00:13:05,720 --> 00:13:13,180
يعني ينتمي إليه وطبع هذا النوع رعشة المرتعش

125
00:13:13,180 --> 00:13:19,060
الإنسان اللي معاه سكري مثلا يرتعش لكن لا إرادي هذا 

126
00:13:19,060 --> 00:13:22,440
النوع من الأفعال الأفعال التي لا إرادية الإنسان لا

127
00:13:22,440 --> 00:13:29,880
يحاسب عليه لا يحاسب عليه فهو مسير فيه فهو مسير فيه

128
00:13:29,880 --> 00:13:35,120
أما النوع الثاني من الأفعال وهي الأفعال الإرادية

129
00:13:35,120 --> 00:13:42,370
أو الأفعال الاختيارية هذه الإنسان مخير فيها بإمكانه 

130
00:13:42,370 --> 00:13:47,930
أن يفعل وبإمكانه أن لا يفعل أحضر المحاضرة أو لا

131
00:13:47,930 --> 00:13:53,830
أحضر المحاضرة هذا بإرادتي أحضر أو لا أو لا 

132
00:13:53,830 --> 00:14:00,050
أحضر بعد أن أكلت الله عز وجل يخلق فيا قوة هذه

133
00:14:00,050 --> 00:14:05,230
القوة يمكن أن أسخرها في الخير ويمكن أن أسخرها في

134
00:14:05,230 --> 00:14:10,530
الشر أنا الذي أختار أنا حر مختار في هذا الأمر

135
00:14:10,530 --> 00:14:17,290
الإنسان هنا مخير فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

136
00:14:17,290 --> 00:14:24,050
الإنسان هنا مخير بين الإيمان وبين الكفر وهديناه

137
00:14:24,050 --> 00:14:31,350
النجدين إما شاكرا وإما كفورا فالإنسان هنا مخير أن

138
00:14:31,350 --> 00:14:36,170
يشكر الله تبارك وتعالى أو أن يكفر بنعمة الله تبارك

139
00:14:36,170 --> 00:14:41,280
وتعالى هنا الإنسان مخير هذه القوة التي خلقها الله

140
00:14:41,280 --> 00:14:47,200
عز وجل فيا يمكن أن أذهب بها أن أستغلها أن أوظفها

141
00:14:47,200 --> 00:14:52,140
في الذهاب إلى المسجد أو دعوة الآخرين أو الإحسان

142
00:14:52,140 --> 00:14:56,300
إلى الفقراء والمساكين أو إعانة الضعفاء ويمكن أن

143
00:14:56,300 --> 00:15:00,780
أذهب بها والعياذ بالله إلى خمارة أو إلى فعل معصية

144
00:15:00,780 --> 00:15:06,580
فأنا هنا مخير هذا النوع من الأفعال هو الذي يحاسب

145
00:15:06,580 --> 00:15:11,490
عليه العبد هذا النوع من الأفعال النوع الثاني

146
00:15:11,490 --> 00:15:16,470
الأفعال الاختيارية الإرادية هي التي نحاسب عليها 

147
00:15:16,470 --> 00:15:24,510
يوم القيامة وهي يمكن أن نلاحظ أننا نحس ونشعر أننا

148
00:15:24,510 --> 00:15:32,110
فيها في هذا النوع أحرار مختارين لا يوجد ما يجبرنا

149
00:15:32,110 --> 00:15:38,840
أجلس على التلفاز أجلس على الأريكة على الكنبة وأمسك

150
00:15:38,840 --> 00:15:45,180
الـ Remote Control وأفتح جهاز التلفاز فأنا الذي

151
00:15:45,180 --> 00:15:51,760
أتحكم في هذا الجهاز في التلفاز بواسطة هذا الـ

152
00:15:51,760 --> 00:15:57,300
Remote أنا أحركه أنا أنتقل من محطة إلى محطة هذه

153
00:15:57,300 --> 00:16:01,570
محطة فيها طاعة هذه محطة فيها معصية أنا الذي أختار

154
00:16:01,570 --> 00:16:06,370
أنا الذي أختار يمكن لي أن أثبت على قناة فيها معصية

155
00:16:06,370 --> 00:16:11,330
ويمكن لي أن أثبت على قناة فيها طاعة هذا النوع من

156
00:16:11,330 --> 00:16:16,750
الأفعال هو الذي نحاسب عليه قال العلماء هذه القوة

157
00:16:16,750 --> 00:16:22,210
التي يخلقها الله تبارك وتعالى فينا تصلح للضياع تصلح 

158
00:16:22,210 --> 00:16:29,870
للخير كما تصلح للشر والذي يوظفها هو الإنسان هو

159
00:16:29,870 --> 00:16:36,110
الإنسان ويكفي أن نشعر من داخلنا أننا أحرار مختارين

160
00:16:36,110 --> 00:16:42,550
لا أحد يجبرنا في ذلك أنا أحس أنني حر مختار أفعل 

161
00:16:42,550 --> 00:16:49,950
بإرادتي دون غصب دون جبر على ذلك وضربت مثلا قبل

162
00:16:49,950 --> 00:16:57,640
قليل بهذا الطالب الفاشل الذي علم الأستاذ أنه سيرسب

163
00:16:57,640 --> 00:17:05,900
الأستاذ علم من حاله هذا علم انكشاف لا علم تأثير

164
00:17:05,900 --> 00:17:11,180
فكون الله تعالى يعلم ما سيقع مننا من طاعة أو من

165
00:17:11,180 --> 00:17:16,380
معصية لا يوجد فيه جبر إنما هو تقدم علم الله تعالى

166
00:17:16,380 --> 00:17:22,660
هو سبق علم الله تعالى فإذا الإيمان بالقضاء والقدر

167
00:17:22,660 --> 00:17:31,140
لا يوجد فيه جبر مطلقا كما يتوهم بعض الناس فالله

168
00:17:31,140 --> 00:17:36,660
سبحانه وتعالى بموجب الألوهية لابد أن يكون عالما

169
00:17:36,660 --> 00:17:42,780
بما سيفعله عباده من مختلف الأعمال وبما سيقع ويحصل

170
00:17:42,780 --> 00:17:49,720
في ملكه وإلا لكان ذلك نقصا في كماله وصفاته سبحانه

171
00:17:49,720 --> 00:17:53,280
وتعالى ثم لابد أيضا أن تقع هذه الأمور أيضا

172
00:17:53,280 --> 00:17:58,220
مطابقة لعلم الله مطابقة لعلم الله تبارك وتعالى

173
00:17:58,220 --> 00:18:02,940
ولذلك قلنا فيما سبق أن القدر هو تنفيذ القضاء

174
00:18:02,940 --> 00:18:07,140
القضاء هو علم الله بما ستكون عليه الأشياء في

175
00:18:07,140 --> 00:18:12,790
المستقبل القدر هو إيجاد الله للأشياء وفق علمه

176
00:18:12,790 --> 00:18:18,690
وإرادته وإلا لن قلب علمه سبحانه وتعالى جهلا وهو

177
00:18:18,690 --> 00:18:24,150
محال فتقع الأمور تماما بحسب ما أراد الله تبارك

178
00:18:24,150 --> 00:18:29,750
وتعالى بهذا يتضح لنا أنه لا علاقة لا علاقة لا

179
00:18:29,750 --> 00:18:36,890
علاقة للإيمان بالقدر والقدر بالجبر الإنسان ليس

180
00:18:36,890 --> 00:18:42,430
مجبورا هذا فيه رد على فرقة تسمى الجبرية تعتقد أن

181
00:18:42,430 --> 00:18:49,090
الإنسان مجبور على أفعاله هو كالميت بين يدي المغسل

182
00:18:49,090 --> 00:18:55,610
يقلبه كيف يشاء أو كريحشة في مهب الرياح الرياح

183
00:18:55,610 --> 00:19:04,860
تدفعها في أي اتجاه أو كالغصن يعني يحركه الريح كيف

184
00:19:04,860 --> 00:19:13,620
يشاء وإذا قلنا تحرك الغصن يعني نقول ذلك مجازا هذا

185
00:19:13,620 --> 00:19:19,600
رأيهم نقول ذلك مجازا فإذا قلنا فلان يصلي هذا مجازا

186
00:19:19,600 --> 00:19:23,600
هو مجبور على صلاته هذا فلان يشرب الخمر هذا مجازا

187
00:19:23,600 --> 00:19:28,490
هذا مجبور على أيّ شيء فهذا معذور وهذا معذور حتى شرب

188
00:19:28,490 --> 00:19:33,570
الخمر معذور واضح فكلاهما سَيّان شارب الخمر والمصلي

189
00:19:33,570 --> 00:19:40,690
الأمر ليس كذلك الأمر ليس كذلك كما سيتبين أن للعبد

190
00:19:40,690 --> 00:19:46,050
مشيئة كما أن لله تبارك وتعالى مشيئة فللعبد مشيئة

191
00:19:46,050 --> 00:19:51,730
وما تشاؤنا إلا أن يشاء الله قال الإمام النووي رحمه

192
00:19:51,730 --> 00:19:59,830
الله في شرحه لصحيح مسلم بعد أن عرف القضاء والقدر

193
00:19:59,830 --> 00:20:04,730
نقل عن الخطأ بهذا القول وقد يحسب كثير من الناس أن

194
00:20:04,730 --> 00:20:10,030
معنى القضاء والقدر إجبار الله سبحانه وتعالى العبد

195
00:20:10,030 --> 00:20:17,990
وقهره على ما قدره وقضاه وليس الأمر كما يتوهمونه

196
00:20:17,990 --> 00:20:26,870
إنما معناه إنما معناه الإخبار عن تقدم علم الله فقط

197
00:20:26,870 --> 00:20:31,870
هذا معنى الإيمان بالقضاء والقدر تقدم علم الله فعلم

198
00:20:31,870 --> 00:20:38,160
الله سبق ما سيكون منك سبق ما يكون مني ومنك من طاعات

199
00:20:38,160 --> 00:20:42,460
أو من معاصي من حركات أو سكنات أو ذهاب أو قيام أو

200
00:20:42,460 --> 00:20:47,600
أكل أو أفعال يعلم سبحانه وتعالى وعلمه كما قلنا

201
00:20:47,600 --> 00:20:53,180
علم انكشاف لا علم تأثير وإنما معناه الإخبار عن

202
00:20:53,180 --> 00:20:57,580
تقدم علم الله سبحانه وتعالى بما سيكون من أفعال

203
00:20:57,580 --> 00:21:04,020
العبد وصدورها عن تقدير منهم فإذا الإيمان بالقضاء

204
00:21:04,020 --> 00:21:10,040
والقدر لا يوجب الجبر البتة ننتقل الآن إلى مراتب

205
00:21:10,040 --> 00:21:15,400
الإيمان بالقضاء والقدر هي أربعة مراتب مستقاة من

206
00:21:15,400 --> 00:21:19,540
كتاب الله تبارك وتعالى يفهم من كتاب الله تبارك

207
00:21:19,540 --> 00:21:24,280
وتعالى أن الإيمان بالقضاء والقدر أربع مراتب أولها

208
00:21:24,280 --> 00:21:34,960
العلم وثانيها الكتابة وثالثها المشيئة ورابعها الخلق

209
00:21:34,960 --> 00:21:41,580
فهي أربع مراتب العلم والكتابة والمشيئة والخلق

210
00:21:41,580 --> 00:21:47,940
المرتبة الأولى المقصود بها فهذا ليس أمر غريب ولا

211
00:21:47,940 --> 00:21:54,720
جديد فقد بيناه في الكلام عن معنى القضاء فالقضاء هو

212
00:21:54,720 --> 00:22:00,070
علم الله صفة العلم لله فالإيمان بعلم الله فهو

213
00:22:00,070 --> 00:22:04,950
سبحانه وتعالى عالم بكل شيء وهو بكل شيء محيط فلا

214
00:22:04,950 --> 00:22:09,510
يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض فيعلم

215
00:22:09,510 --> 00:22:16,230
جميع خلقه قبل خلقهم ويعلم ما تكون عليه أحوالهم

216
00:22:16,230 --> 00:22:22,510
كلها سرها وعلانيتها فهو يعلم هذه الأصناف هذه

217
00:22:22,510 --> 00:22:30,580
المخلوقات وأشكالها وألوانها وحيثياتها وأحجامها

218
00:22:30,580 --> 00:22:36,300
وأرزاقها ومصيرها وكل تفصيلات كل ما سيكون لهذه

219
00:22:36,300 --> 00:22:41,960
المخلوقات هذا معنى العلم والآيات القرآنية الكثيرة

220
00:22:41,960 --> 00:22:47,980
التي تتحدث عن علم الله تبارك وتعالى قال تعالى وأن

221
00:22:47,980 --> 00:22:56,710
الله قد أحاط بكل شيء علما بكل شيء قال تعالى هو الله

222
00:22:56,710 --> 00:23:01,930
الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة صفة العلم

223
00:23:01,930 --> 00:23:07,290
أي آية في القرآن الكريم غير هذه الآيات يمكن أن

224
00:23:07,290 --> 00:23:12,050
تستشهد بها قوله تعالى مثلا في آخر كثير من الآيات

225
00:23:12,050 --> 00:23:17,810
وهو بكل شيء عليه مثلا يمكن لك أن تستشهد بأي آية من

226
00:23:17,810 --> 00:23:22,270
هذه الآيات التي تؤكد يؤكد الله تبارك وتعالى على

227
00:23:22,270 --> 00:23:28,330
علمه بالأشياء من الأحاديث حديث النبي سُئل رسول الله

228
00:23:28,330 --> 00:23:31,450
عن أطفال المشركين فقال النبي صلى الله عليه وسلم

229
00:23:31,450 --> 00:23:36,770
سُئل أهم في الجنة أم في النار فقال النبي الله أعلم

230
00:23:36,770 --> 00:23:43,410
بما كانوا عاملين إذ خلقهم إذ خلقهم فهو سبحانه

231
00:23:43,410 --> 00:23:48,730
وتعالى يعلم لو كبروا هؤلاء لو كبروا ماذا سيكون

232
00:23:48,730 --> 00:23:54,650
منهم من طاعات أو من معصية فهو سبحانه وتعالى يعلم ما

233
00:23:54,650 --> 00:24:00,850
سيكون من العباد قبل أن يكون أيضا الحديث النبي صلى

234
00:24:00,850 --> 00:24:04,750
الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من

235
00:24:04,750 --> 00:24:09,370
النار ومقعده من الجنة قالوا يا رسول الله أفلا نتكل

236
00:24:09,370 --> 00:24:14,070
على كتابنا وندعي العمل مدام ربنا سبحانه وتعالى يعلم

237
00:24:14,070 --> 00:24:18,890
وقد جهز لكل واحد مننا مقعد في النار ومقعد في الجنة

238
00:24:20,430 --> 00:24:24,750
قال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا هو لا يوجد

239
00:24:24,750 --> 00:24:31,430
فينا واحد يعرف أين سيكون مصيره ومقامه فلذلك النبي

240
00:24:31,430 --> 00:24:39,980
يوصينا قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من

241
00:24:39,980 --> 00:24:45,600
أهل السعادة فيُيسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من

242
00:24:45,600 --> 00:24:50,800
أهل الشقاء فيُيسر لعمل أهل الشقاء ثم قرأ النبي

243
00:24:50,800 --> 00:25:00,180
فأما من أعطى واتقى، لحظة، من الذي أعطى هنا؟ العبد،

244
00:25:00,180 --> 00:25:06,000
طبعا، فأما من أعطى واتقى ولا الاتقى الله عز وجل

245
00:25:06,000 --> 00:25:12,540
كمان إذا الإنسان العبد فأما من أعطى واتقى وصدق

246
00:25:12,540 --> 00:25:18,840
بالحسن هذا إذا الإنسان هو الذي يبدأ بداية الطريق

247
00:25:18,840 --> 00:25:23,640
من الإنسان فأما من أعطى واتقى إذا البداية من

248
00:25:23,640 --> 00:25:28,740
الإنسان من العبد فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسن

249
00:25:30,530 --> 00:25:39,870
فسنيسره لليسرى وأما من بخل من؟ العبد

250
00:25:39,870 --> 00:25:47,390
واستغنى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنة فالله عز 

251
00:25:47,390 --> 00:25:56,130
وجعل فعله فسنيسره للعسرى إذا الأمر بيد العبد قال

252
00:25:56,130 --> 00:26:04,660
تعالى فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم فلما زاغوا أزاغ 

253
00:26:04,660 --> 00:26:11,660
الله قلوبهم قال تعالى ونفس وما سواها فألهمها

254
00:26:11,660 --> 00:26:18,480
فجورها وتقواها انتبهي قد أفلح من زكاها وقد خاب من

255
00:26:18,480 --> 00:26:22,700
دسها إذا الأمر مرهون بإيه بإرادة العبد ابتداء

256
00:26:22,700 --> 00:26:33,910
اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن شاء فليؤمن ومن شاء

257
00:26:33,910 --> 00:26:41,090
فليكفر الإنسان هو الذي يختار لنفسه الكفر أو

258
00:26:41,090 --> 00:26:44,930
الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل الناس

259
00:26:44,930 --> 00:26:50,670
يغدو الغدو هو الخروج في الصباح كل الناس يغدو بصريح

260
00:26:50,670 --> 00:26:56,590
على عمله كل الناس يغدو فبائع نفسه فبائع نفسه

261
00:26:57,690 --> 00:27:03,990
فإما مغضقها أو موبقها فكل إنسان يعرض نفسه كأنه 

262
00:27:03,990 --> 00:27:15,190
يعرض نفسه للبيع فإما أن يعني يختار لنفسه الغضق في

263
00:27:15,190 --> 00:27:21,170
جنان الله تبارك وتعالى وإما أن يوبقها بأن توبق

264
00:27:21,170 --> 00:27:29,690
وتكون من أصحاب النار والعياذ بالله فالإنسان هو الذي

265
00:27:29,690 --> 00:27:35,970
يقرر أعماله فكله ميسر لما خُلق له لكن الله تبارك

266
00:27:35,970 --> 00:27:40,250
وتعالى يعلم ما سيكون منه من طاعات أو من معصية وكما

267
00:27:40,250 --> 00:27:44,110
بيّنت أكثر من مرة أن علم الله تبارك وتعالى علم

268
00:27:44,110 --> 00:27:50,090
إنكشاف لا علم تأثير لا علم تأثير أي نعم هذه

269
00:27:50,090 --> 00:27:54,790
المرتبة الأولى هذه المرتبة الأولى والأحاديث والآيات

270
00:27:54,790 --> 00:27:59,110
كثيرة التي تتحدث عن علم الله تبارك وتعالى ثم

271
00:27:59,110 --> 00:28:04,290
المرتبة الثانية مرتبة الكتابة فيجب على المؤمن أن

272
00:28:04,290 --> 00:28:09,190
يؤمن بأن الله تبارك وتعالى كتب مقادير خلقه في

273
00:28:09,190 --> 00:28:15,670
اللوح المحفوظ ولم يفرض في ذلك من شيء وعلى ذلك أدلة

274
00:28:15,670 --> 00:28:20,410
أيضًا الآيات في الكتابة آيات كثيرة منها هذه الآيات

275
00:28:20,410 --> 00:28:25,470
قال تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم 

276
00:28:25,470 --> 00:28:31,430
إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير

277
00:28:31,430 --> 00:28:36,290
قال تعالى ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماوات

278
00:28:36,290 --> 00:28:43,310
والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير قوله

279
00:28:43,310 --> 00:28:48,250
تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء إلى آخره آيات

280
00:28:48,250 --> 00:28:53,610
كثيرة ثم الأحاديث عن عبادة بن الصامت قال قال صلى

281
00:28:53,610 --> 00:29:00,470
الله عليه وسلم أول ما خلق الله القلم قال له أكتب

282
00:29:00,470 --> 00:29:06,730
قال ما أكتب قال أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة

283
00:29:06,730 --> 00:29:11,810
قال فكتب ما يكون وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة

284
00:29:14,360 --> 00:29:17,740
إذا أول ما خلق الله القلم وأمره الله عز وجل

285
00:29:17,740 --> 00:29:22,000
بالكتابة وكتب مقادير الخلق كلها إلى أن تقوم 

286
00:29:22,000 --> 00:29:30,700
الساعة هذا حديث صحيح وليس صحيحا الحديث الموضوع

287
00:29:30,700 --> 00:29:37,140
الذي وضعه الفلاسفة أول ما خلق الله العقل هذا حديث

288
00:29:37,140 --> 00:29:42,920
موضوع أول ما خلق الله العقل قال له أقبل فأقبل ثم

289
00:29:42,920 --> 00:29:48,740
قال له أدبر فأدبر هذا حديث موضوع وضعه الفلاسفة حتى

290
00:29:48,740 --> 00:29:53,140
يعني يستدلوا 

291
00:29:53,140 --> 00:29:59,400
أو حتى يحتجوا به في معتقدهم الباطل أن أول مخلوق 

292
00:29:59,400 --> 00:30:04,810
لله تبارك وتعالى ما يسمى عندهم العقل الفعال هذا 

293
00:30:04,810 --> 00:30:09,710
اعتقاد باطل وهو حديث موضوع أيضا هذا الحديث رقمها

294
00:30:09,710 --> 00:30:14,170
قبل قليل قرأناه هو هو حديث البخاري ما منكم من أحد

295
00:30:14,170 --> 00:30:19,590
إلا قد قد كتب مقعده من النار أو من الجنة حديث

296
00:30:19,590 --> 00:30:26,670
لبعده كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات

297
00:30:26,670 --> 00:30:34,940
والأرض بخمسين ألف سنة فكل الخلائق أقدارها أحجامها

298
00:30:34,940 --> 00:30:40,720
أرزاقها ألوانها حيثياتها كلها مكتوبة في علم الله

299
00:30:40,720 --> 00:30:44,180
تبارك وتعالى الله عز وجل يعلمها وأمر القلم

300
00:30:44,180 --> 00:30:51,640
بكتابتها كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق

301
00:30:51,640 --> 00:30:58,380
السماوات والأرض بخمسين ألف سنة هذه مرتبة الكتابة 

302
00:30:58,380 --> 00:31:04,300
أما المرتبة الثالثة وهي مرتبة المشيئة مرتبة

303
00:31:04,300 --> 00:31:10,940
المشيئة المقصود بها أن يؤمن العبد بمشيئة الله

304
00:31:10,940 --> 00:31:16,040
النافذة وقدرته الشاملة فما شاء الله تعالى كونه فهو

305
00:31:16,040 --> 00:31:21,520
كائن ولابد وما لم يشاء لم يكن فلا يخرج عن إرادته 

306
00:31:21,520 --> 00:31:26,630
شيء لا يكون في ملك الله عز وجل إلا ما شاء الله

307
00:31:26,630 --> 00:31:33,110
تبارك وتعالى هذه عقيدة يجب أن تستقر في قلوبنا لا 

308
00:31:33,110 --> 00:31:37,910
يكون في هذا الكون إلا ما شاء الله تبارك وتعالى إلا

309
00:31:37,910 --> 00:31:41,990
ما شاء الله والآيات عن مشيئة الله تبارك وتعالى 

310
00:31:41,990 --> 00:31:46,750
النافذة وقدرته الشاملة كثيرة جدا أيضا في القرآن 

311
00:31:46,750 --> 00:31:51,390
الكريم منها هذه الآيات وما تشاءون إلا أن يشاء الله

312
00:31:51,390 --> 00:31:56,410
وهذه الآية تحديدا آية التكوير يجب أن ننتبه إليها

313
00:31:56,410 --> 00:32:02,290
هنا مشيئتان مشيئة للعبد ومشيئة لله تبارك وتعالى

314
00:32:02,290 --> 00:32:08,830
مشيئة للعبد ومشيئة للخالق تبارك وتعالى مشيئة العبد

315
00:32:08,830 --> 00:32:15,240
لا تخرج عن مشيئة الله نحن نتحرك نذهب ونجيء نفعل، 

316
00:32:15,240 --> 00:32:20,340
نطيع، نعصي، نوحد، نشرك، هكذا العباد يصدر منهم كل

317
00:32:20,340 --> 00:32:25,260
ما يصدر عن العباد هو تحت مشيئة الله عز وجل لا يخرج

318
00:32:25,260 --> 00:32:30,760
عن مشيئة الله تبارك وتعالى شيء وما تشاءونه إلا أن

319
00:32:30,760 --> 00:32:37,760
يشاء الله فلو أنا قائلا قال أنا ساموت بطريقته هو

320
00:32:37,760 --> 00:32:43,810
لا يموت بطريقته إلا بمشيئة الله تبارك وتعالى وما

321
00:32:43,810 --> 00:32:50,490
تشاءون إلا أي شاء الله يفر الإنسان من القصف كما في

322
00:32:50,490 --> 00:32:55,270
حالة الحروب التي كانت عندنا إلى مكان آمن يحسب أنه

323
00:32:55,270 --> 00:33:00,070
ينجو وما تشاءون إلا أي شاء الله فيكون قصف آخر في

324
00:33:00,070 --> 00:33:07,980
المكان الذي حسب أنه آمن فيستشهد أو يتوفى وما تشاؤون 

325
00:33:07,980 --> 00:33:14,020
إلا أن يشاء الله فمشيئة الله تبارك وتعالى غالبة

326
00:33:14,020 --> 00:33:19,180
قال تعالى من يشاء الله يضله ومن يجعله على صراط

327
00:33:19,180 --> 00:33:23,980
مستقيم قال تعالى ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة إلى

328
00:33:23,980 --> 00:33:30,220
آخره من الآيات أيضا من الأحاديث من يرد الله بمعنى

329
00:33:30,220 --> 00:33:36,340
ما يشاء الله به خيرا يفقهه في الدين ما يشاء الله 

330
00:33:36,340 --> 00:33:41,800
ما يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فهذه المرتبة

331
00:33:42,640 --> 00:33:50,340
مرتبة المشيئة مرتبة هامة لابد أيضا من الاهتمام بها

332
00:33:50,340 --> 00:33:53,760
و

333
00:33:53,760 --> 00:33:59,660
الاعتناء بها ومعرفة أن كل ما يحصل في هذا الكون هو

334
00:33:59,660 --> 00:34:04,230
بمراد الله تبارك وتعالى هو بمراد الله تبارك وتعالى، 

335
00:34:04,230 --> 00:34:08,810
فهو الخالق وحده، وهو المتصرف وحده، فلا يجري في

336
00:34:08,810 --> 00:34:15,880
ملكه إلا ما يريد، لا رد لقضائه، لا معقب لحكمه هذا

337
00:34:15,880 --> 00:34:23,220
حقيقة يورثنا عقيدة صلبة قوية يجعلنا طالما أن الله

338
00:34:23,220 --> 00:34:28,100
تبارك وتعالى هو المتصرف في هذا الكون هو رب هذا

339
00:34:28,100 --> 00:34:32,720
الكون سبحانه وتعالى فهو الرازق هو المنعم هو

340
00:34:32,720 --> 00:34:39,240
المتفضل هو المحي هو المميت هذا يورثنا من الآثار

341
00:34:39,240 --> 00:34:44,860
العقيدة الشيء الكثير منها الشجاعة طالما أن الأمر

342
00:34:44,860 --> 00:34:49,480
بمشيئة الله تبارك وتعالى منها الشجاعة منها الإقدام

343
00:34:49,480 --> 00:34:56,030
منها الكرم والسخاء منها الثبات على المواقف الثبات 

344
00:34:56,030 --> 00:35:01,490
على المعتقدات الصحيحة منها يعني عدم التنازل عن

345
00:35:01,490 --> 00:35:07,310
المبادئ لأننا نعتقد أننا على حق وبالتالي لا يكون

346
00:35:07,310 --> 00:35:11,850
في هذا الكون إلا ما شاء الله تبارك وتعالى فتهديدات

347
00:35:11,850 --> 00:35:17,930
الأعداء لا تخيفنا لأننا نعتقد بأن الأمور مقدرة ولا

348
00:35:17,930 --> 00:35:22,360
يكون في هذا الكون إلا ما شاء الله تبارك وتعالى أما

349
00:35:22,360 --> 00:35:30,000
المرتبة الرابعة والأخيرة وهي الخلق ومعناها الإيمان

350
00:35:30,000 --> 00:35:35,600
بأن الله تعالى خالق كل شيء لا خالق غيره ولا رب

351
00:35:35,600 --> 00:35:43,420
سواه وهذا التعريف بالتحديد يذكرنا تماما بتوحيد

352
00:35:43,420 --> 00:35:48,760
الربوبية فهذا هو توحيد الربوبية الاعتقاد الجازم

353
00:35:48,760 --> 00:35:54,130
بأن الله رب كل شيء ولا رب سواه ولا رب سواء ولذلك

354
00:35:54,130 --> 00:35:58,570
أنا قلت في اللقاء السابق أن الإيمان بالقضاء والقدر

355
00:35:58,570 --> 00:36:04,110
هو فرع عن توحيد الربوبية فرع عن توحيد الربوبية

356
00:36:04,110 --> 00:36:08,950
الإيمان بالقضاء والقدر لأنه الذي يؤمن بتوحيد

357
00:36:08,950 --> 00:36:12,050
الربوبية بمعنى أن الله عز وجل هو الخالق والرازق 

358
00:36:12,050 --> 00:36:16,910
والمتصرف في هذا الكون يعتقد بأنه لا يكون في هذا

359
00:36:16,910 --> 00:36:22,500
الكون إلا ما قدّره الله تبارك وتعالى وكتبه فالمرتبة

360
00:36:22,500 --> 00:36:26,640
الخلق الاعتقاد الجازم بأن الله خالق كل شيء ولا

361
00:36:26,640 --> 00:36:35,360
خالق غيره ولا رب سواء ومن ذلك أمر هام أفعال العباد

362
00:36:35,360 --> 00:36:43,180
فلا يقع في هذا الكون شيء إلا والله خالقه فالله 

363
00:36:43,180 --> 00:36:48,780
خالق الإنسان وخالق أفعاله الله خالق الإنسان وخالق

364
00:36:48,780 --> 00:36:56,480
أفعاله هذه المرتبة قررها أهل السنة والجماعة ردًا 

365
00:36:56,480 --> 00:37:02,660
على المعتزلة الذين قالوا إن الإنسان يخلق أفعال

366
00:37:02,660 --> 00:37:08,220
نفسه قبل قليل مرت معنى مفهوم فيه رد على الجبرية

367
00:37:10,220 --> 00:37:14,760
على الجبرية والآن هذه مرتبة فيها رد على من؟ على 

368
00:37:14,760 --> 00:37:19,700
المعتزلة الذين قرروا وقالوا أن الإنسان يخلق أفعال

369
00:37:19,700 --> 00:37:24,680
نفسه هم حكموا بعقولهم وقالوا الله عادل وحتى يكون

370
00:37:24,680 --> 00:37:28,480
عادل لا يعقل أن يخلق الله عز وجل الإنسان ثم 

371
00:37:28,480 --> 00:37:33,140
يحاسبه على أفعاله حتى يكون عادلا لابد من أن يكون

372
00:37:33,140 --> 00:37:36,480
الله عز وجل خلق الإنسان والإنسان يخلق أفعال نفسه

373
00:37:36,480 --> 00:37:40,950
ثم يحاسبه الله تبارك وتعالى على أفعاله فهذا منطق

374
00:37:40,950 --> 00:37:46,810
معوج ومخالف للنصوص الواضحة الصريحة منها قول الله

375
00:37:46,810 --> 00:37:55,390
تبارك وتعالى الله خالق كل شيء كل تفيد العموم 

376
00:37:55,390 --> 00:38:02,530
والشمول وهو على كل شيء وكأنه قال تعالى وخلق كل شيء

377
00:38:02,530 --> 00:38:10,250
كل شيء فقدّره تقديرًا قال تعالى بديع السماوات

378
00:38:10,250 --> 00:38:20,790
والأرض قال تعالى والله خلقكم وما تعملون فالله خالق 

379
00:38:20,790 --> 00:38:26,510
الإنسان وخالق أفعاله في الحديث إن الله خالق كل

380
00:38:26,510 --> 00:38:31,690
صانع وصنعته فالله تبارك وتعالى هو خالق للإنسان

381
00:38:31,690 --> 00:38:40,050
وخالق أفعاله خالق الإنسان وخالق أفعاله ولا تنافي لا

382
00:38:40,050 --> 00:38:47,130
منافاة لا منافاة بين نسبة الفعل والعمل إلى العبد

383
00:38:47,130 --> 00:38:54,290
فعلًا ونسبته إلى الله خلقًا وإيجادًا فالعبد هو

384
00:38:54,290 --> 00:38:59,530
الذي يفعل الطاعة أو المعصية والله تبارك وتعالى هو

385
00:38:59,530 --> 00:39:05,480
الذي يخلق أفعاله يخلق حركاته سواء طاعة أو معصية

386
00:39:05,480 --> 00:39:14,300
لقوله تعالى الله خالق كل شيء لو قلنا إن الله عز

387
00:39:14,300 --> 00:39:20,300
وجل يخلق الإنسان ويخلق أفعاله كما تقول المعتزلة

388
00:39:20,300 --> 00:39:29,090
سنقع في تعدد الخالقين سيكون الله خالق وأنا خالق و

389
00:39:29,090 --> 00:39:34,510
هو خالق وهو خالق وأنت خالق وهي خالقة وهكذا

390
00:39:34,510 --> 00:39:39,910
تعدد الخالقين والخالق واحد نحن نعتقد أنه لا خالق

391
00:39:39,910 --> 00:39:45,790
إلا الله تبارك وتعالى هو خالق واحد والله تبارك

392
00:39:45,790 --> 00:39:51,350
وتعالى هذا الواحد خلق كل شيء والله خلقكم وما

393
00:39:51,350 --> 00:39:59,870
تعملون ولا منافاة مرة أخرى بين نسبة الفعل إلى العبد

394
00:39:59,870 --> 00:40:07,950
فعلًا فأنا الذي أفعل الفعل ونسبته إلى العبد

395
00:40:07,950 --> 00:40:14,110
ونسبته إلى الله خلقًا وإيجادًا فالعمل أو الفعل

396
00:40:14,110 --> 00:40:18,330
يُنسب إلي فعلًا أنا الذي فعلته سواء كان طاعة أو

397
00:40:18,330 --> 00:40:23,850
معصية وينسب إلى الله تبارك وتعالى خلقًا وإيجادًا

398
00:40:23,850 --> 00:40:29,250
هذه أركان الإيمان الأربع نص عليها علماء أهل السنة

399
00:40:29,250 --> 00:40:35,150
والجماعة استقوها من آيات القرآن الكريم المؤمن حتى

400
00:40:35,150 --> 00:40:40,570
يكون مؤمنًا بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره لابد من

401
00:40:40,570 --> 00:40:45,090
أن يؤمن بهذه الأركان الأربعة أو المراتب الأربعة

402
00:40:45,090 --> 00:40:49,990
بتفصيلاتها نكتفي بهذا القدر أقول قولي هذا واستغفر

403
00:40:49,990 --> 00:40:53,550
الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته