1 00:00:05,400 --> 00:00:07,760 أعوذ بالله السميع العليم من الشياطين الرجيم بسم 2 00:00:07,760 --> 00:00:10,600 الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على 3 00:00:10,600 --> 00:00:14,800 رسول الله اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه 4 00:00:14,800 --> 00:00:19,580 وسلم أجمعين، أعزائي الطلاب، قبل بدء المحاضرة أرحبكم جميعا 5 00:00:19,580 --> 00:00:23,800 في بداية محاضرة جديدة وأحييكم بتحية الإسلام العظيم 6 00:00:23,800 --> 00:00:29,510 فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، فقد انتهينا 7 00:00:29,510 --> 00:00:34,790 من الفصل التمهيدي، واليوم نرحل بصحبتكم إلى الفصل 8 00:00:34,790 --> 00:00:39,110 الثاني وهو نظام العبادة في الإسلام، وقد قلنا بأن 9 00:00:39,110 --> 00:00:44,190 الفصل الأول وهو العقيدة غير مطلوب في الامتحانات 10 00:00:44,190 --> 00:00:52,810 لأنه سيقرر عليكم في مساق مستقل في كلية اصول الدين 11 00:00:52,810 --> 00:00:58,130 شرح وصول العقيدة الإسلامية لزميلنا الدكتور نسيم 12 00:00:58,130 --> 00:01:07,560 شيحادة ياسين، نبدأ على بركة الله، فالعبادة سوف نتعرض 13 00:01:07,560 --> 00:01:12,300 لها في مباحث ثلاثة: أولا تعريف العبادة لغة 14 00:01:12,300 --> 00:01:18,760 واصطلاحا، وثانيا غاية العبادة وحكمتها، أما ثالثا و 15 00:01:18,760 --> 00:01:25,300 أخيرا خصائص العبادة في الإسلام، أما العبادة في 16 00:01:25,300 --> 00:01:30,350 اللغة فهي من الفعل عبد، من الفعل الثلاثي المجرد 17 00:01:30,350 --> 00:01:35,070 العين والباء والدال، وهي في لغة العرب تأتي بمعنى 18 00:01:35,070 --> 00:01:44,530 خضوع وذلة، ولذا يقال عند العرب أرض معبدة، أرض معبدة 19 00:01:44,530 --> 00:01:50,290 بمعنى ممهدة ومذللة 20 00:01:51,370 --> 00:01:57,930 للعبد جاه فيها، وكذلك يقال دابة معبدة، بمعنى أيضا 21 00:01:57,930 --> 00:02:05,370 مذللة وخاضعة لصاحبها فلا تعصي أوامره، وكذلك هي 22 00:02:05,370 --> 00:02:10,370 العبادة في الإسلام: التزلل لله والخضوع بين يدي الله 23 00:02:10,370 --> 00:02:17,470 سبحانه وتعالى، أما العبادة اصطلاحا فهي فعل مكلف على 24 00:02:17,470 --> 00:02:26,170 خلاف هوى نفسه تعظيما لربه، مرة ثانية، العبادة في 25 00:02:26,170 --> 00:02:34,670 الاصطلاح فعل المكلف على خلاف هوى نفسه تعظيما لربه 26 00:02:34,670 --> 00:02:43,410 والمكلف هو المسلم البالغ العاقل، لأن غير المكلف لا 27 00:02:43,410 --> 00:02:50,050 تجب عليه عبادة في الإسلام، بحديث رفع القلم عن ثلاثة: 28 00:02:50,050 --> 00:02:56,050 من النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن 29 00:02:56,050 --> 00:03:02,370 المجنون حتى يعقل، وإذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب، كما 30 00:03:02,370 --> 00:03:09,950 يقولون، فالعبادة فعل مكلف، وهو المسلم البالغ العاقل 31 00:03:09,950 --> 00:03:18,110 على خلاف هوى نفسه تعظيما لربه، لأن النفس قد تأمر 32 00:03:18,110 --> 00:03:26,190 بالمعصية، وقد تأمر بالفحشاء، فالعبادة تعني أن يخالف 33 00:03:26,190 --> 00:03:33,270 المسلم هواه وأن يحارب نفسه الأمارة 34 00:03:33,270 --> 00:03:40,690 بالسوء، فاما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن 35 00:03:40,690 --> 00:03:47,310 الجنة هي المأوى، وهذه النفس التي بين جنبيك كما جاء 36 00:03:47,310 --> 00:03:53,230 في الأثر هي أعداء أعدائك، أعداء أعدائك، نفسك التي 37 00:03:53,230 --> 00:04:02,770 بين جنبيك، ولذلك كانت من الأعداء مع مجموعة من 38 00:04:02,770 --> 00:04:09,590 الأعداء الآخرين كالهوى والشيطان والدنيا، وقد قال 39 00:04:09,590 --> 00:04:14,870 الشاعر العربي: إن ابتليت بأربع ما صلطوا إلا لشدة 40 00:04:14,870 --> 00:04:20,490 شقوتي وعنائي، إبليس والدنيا ونفسي والهوى، كيف الخلاص؟ 41 00:04:20,490 --> 00:04:28,570 وكلهم أعداء، والنفس في القرآن الكريم ثلاثة: نفس 42 00:04:28,570 --> 00:04:36,970 أمارة بالسوء، وهي أشقاها، كما في قصة يوسف على لسان 43 00:04:36,970 --> 00:04:44,410 امرأة العزيز، وما أبرؤ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء 44 00:04:44,410 --> 00:04:50,530 هي النفس التي تأمر بالفحشاء والمنكر والمعصية 45 00:04:50,530 --> 00:04:56,950 والسوء، والنفس الثانية هي النفس اللوامة كما في صدر 46 00:04:56,950 --> 00:05:04,880 صورة القيامة: لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس 47 00:05:04,880 --> 00:05:12,380 اللوامة، لماذا سميت النفس لوامة؟ لأمرين: لأنها تلوم 48 00:05:12,380 --> 00:05:22,300 صاحبها إذا قصر في الطاعات، نعم، وتلوم صاحبها إذا فعل 49 00:05:22,300 --> 00:05:30,030 المعصية، وهذه نفس المؤمن، فالمؤمن ليس ملكا كما أسلفنا 50 00:05:30,030 --> 00:05:35,370 قد يتعرض إلى الطاعة وقد يتعرض إلى المعصية، والنبي 51 00:05:35,370 --> 00:05:39,110 عليه الصلاة والسلام قال: كل بني آدم خطاء، وخير 52 00:05:39,110 --> 00:05:45,230 الخطائين التوابون، فنفس المؤمن تلومه إذا قصر في 53 00:05:45,230 --> 00:05:54,410 الطاعات أو فعل الخطيئات، أما النفس الثالثة وهي نفس 54 00:05:54,980 --> 00:06:01,700 المُخلّصين أو المُخلّصون الذين أخلصهم الله تبارك 55 00:06:01,700 --> 00:06:08,460 وتعالى لعبادته، وهي النفس المطمئنة التي انتصرت على 56 00:06:08,460 --> 00:06:14,780 الهوى وانتصرت على الشيطان واطمأنت إلى جنب الله وإلى 57 00:06:14,780 --> 00:06:20,120 ذكر الله، يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك 58 00:06:20,120 --> 00:06:25,640 راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي، هذا هو 59 00:06:25,640 --> 00:06:31,140 المصطلح الأول وهو المصطلح المطلوب منه في الامتحان 60 00:06:31,140 --> 00:06:35,600 لأن الامتحان كما ذكرنا أكثر من مرة سيأتي على صور 61 00:06:35,600 --> 00:06:45,260 سهولة، صح أو خطأ، واختيار متعدد، ومصطلح توصيل، إذا كان 62 00:06:45,260 --> 00:06:50,920 الامتحان إلكترونيا، أو اذكر المصطلح الذي يناسب 63 00:06:50,920 --> 00:06:56,320 العبارات التالية إذا كان الامتحان ورقيا، إذا 64 00:06:56,320 --> 00:07:03,630 العبادة كما هي في المصطلح الشرعي هي فعل مكلف على 65 00:07:03,630 --> 00:07:10,310 خلاف هوى نفسه تعظيما لربه، أو كما قال هنا هي حب 66 00:07:10,310 --> 00:07:17,950 الله تبارك وتعالى والخضوع والتزلل له، وكما نرى ثمة 67 00:07:19,000 --> 00:07:24,680 ارتباطا بين المعنيين اللغوي والشرعي، فقد قلنا بأن 68 00:07:24,680 --> 00:07:29,260 العبادة في اللغة من الفعل عبد بمعنى خضوع وتزلل 69 00:07:29,260 --> 00:07:35,540 وكذلك العبادة في الشرع هي الخضوع لله والتزلل لله 70 00:07:35,540 --> 00:07:41,260 وحب الله، لأن العلاقة التي تربط العبد بربه أو 71 00:07:41,260 --> 00:07:48,090 المخلوق بخالقه هي علاقة الحب، بل علاقة الود، لأن الله 72 00:07:48,090 --> 00:07:52,850 تبارك وتعالى يقول: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات 73 00:07:52,850 --> 00:08:00,330 سيجعل لهم الرحمن وده، ووده هو أعلى درجات الحب كما 74 00:08:00,330 --> 00:08:07,400 قال أهل التصوف: ليتك تحلو والحياة مريرة، وليتك ترضى 75 00:08:07,400 --> 00:08:13,200 والأنام غضابه، وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين 76 00:08:13,200 --> 00:08:19,580 العالمين خرابه، إذا صح منك الود فالكل هين، فكل الذي 77 00:08:19,580 --> 00:08:24,600 فوق التراب ترابه، فإن الحب هو الذي يربط العبد بربه 78 00:08:24,600 --> 00:08:29,740 كما قال الله تبارك وتعالى في عباده المؤمنين 79 00:08:29,740 --> 00:08:36,710 الصالحين: يحبهم ويحبونه، هذا هو تعريف العبادة 80 00:08:36,710 --> 00:08:46,190 الاصطلاحي، لكن العبادة في حقيقة معناها ومفهومها لا 81 00:08:46,190 --> 00:08:54,150 تقتصر على أركان الإسلام، وهنا أعزائي الطلاب لابد أن 82 00:08:54,150 --> 00:09:00,150 نقف قليلا عند هذه العبارة، لأن البعض يظن أن العبادة 83 00:09:00,150 --> 00:09:06,550 فقط هي أركان الإسلام الأربعة من صوم وصلاة وحج وزكاة 84 00:09:06,550 --> 00:09:14,230 وما هذه إلا صور من صور العبادة في الإسلام، وإلا كيف 85 00:09:14,230 --> 00:09:18,030 يقول الله تبارك وتعالى في أواخر سورة الذاريات: وما 86 00:09:18,030 --> 00:09:25,010 خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، فالعبادة هنا بالمعنى 87 00:09:25,010 --> 00:09:32,270 العام، ولا تقتصر العبادة بمعناها ومفهومها العام على 88 00:09:32,270 --> 00:09:39,630 الصلاة والصوم والحج والزكاة، إذا العبادة بمعناها 89 00:09:39,630 --> 00:09:50,570 العام كل أمر أو فعل أو شيء يبتغى به وجه الله تبارك 90 00:09:50,570 --> 00:09:58,060 وتعالى، فكل ما يبتغى به وجه الله هو عبادة، فالجهاد في 91 00:09:58,060 --> 00:10:07,240 سبيل الله عبادة، بر الوالدين عبادة، حتى التبسم في 92 00:10:07,240 --> 00:10:11,720 وجه أخيك المسلم عبادة، ألم نتكلم على ذلك في 93 00:10:11,720 --> 00:10:19,180 المثالية من خصائص النظم الإسلامية وهي الخاصية 94 00:10:19,180 --> 00:10:24,830 السابعة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: تبسمك في وجه 95 00:10:24,830 --> 00:10:30,090 أخيك صدقة، كما في حديث عائشة أيضا رضي الله عنها: لا 96 00:10:30,090 --> 00:10:36,070 تحكرن من المعروف شيئا ولو أنطلق أخاك بوجه طليق 97 00:10:36,070 --> 00:10:43,350 نعم، وكذلك إيثار الآخرين عبادة، حب الوطن عبادة، 98 00:10:43,350 --> 00:10:50,570 إتقان العمل وعدم الغش أيضا باب من أبواب العبادة 99 00:10:50,570 --> 00:10:58,200 وكذلك النفقة على الأقارب ونبذ الأنانية وصلة الأرحام 100 00:10:58,200 --> 00:11:05,460 كل ذلك من ألوان ومن صور العبادة في الإسلام، وكذلك 101 00:11:05,460 --> 00:11:11,120 إكرام الضيف وإكرام الجار، بل إماطة الأذى عن الطريق 102 00:11:11,120 --> 00:11:16,620 وتعلم السباحة والرماية والتمرس بفنون الحرب و 103 00:11:16,620 --> 00:11:22,420 القتال، كل ذلك يدخل في معنى العبادة بمفهومها الواسع 104 00:11:22,420 --> 00:11:29,360 ومعناها العام، إذا أعود إلى بداية المحاضرة فأقول بأن 105 00:11:29,360 --> 00:11:35,280 العبادة في الإسلام لها معنى خاص وهذا 106 00:11:35,280 --> 00:11:41,880 المعنى الخاص غير مطلوب وهو أركان الإسلام الأربعة بعد الشهادتين 107 00:11:41,880 --> 00:11:46,640 الصلاة والصوم والحج والزكاة، هذا هو المعنى الخاص 108 00:11:46,640 --> 00:11:53,410 للعبادة، أما المطلوب في هذا الفصل هو العبادة 109 00:11:53,410 --> 00:11:58,210 بمفهومها العام، لأن البعض يتساءل ويقول: إذا كانت 110 00:11:58,210 --> 00:12:06,490 العبادة هي أركان الإسلام، فمتى نعمل؟ ومتى نتزوج؟ ومتى 111 00:12:06,490 --> 00:12:12,410 نصل الأرحام؟ ومتى نجاهد في سبيل الله؟ فنقول: إذا كان 112 00:12:12,410 --> 00:12:19,780 ذلك مشفوعا بالنيه فهو عبادة بل له أجر، كما سيأتي 113 00:12:19,780 --> 00:12:26,320 معناه في باب النفقة من حقوق الزوجة عند الحديث عن 114 00:12:26,320 --> 00:12:31,700 الفصل الرابع إن شاء الله، نظام الأسرة في الإسلام 115 00:12:31,700 --> 00:12:40,300 فالرجل يعمل ويكسب ويجد ويجتهد ويأتي بالمال لينفق 116 00:12:40,300 --> 00:12:47,460 على أهله ليضع اللقمة في فم زوجته وولده، وهو يحتسبها 117 00:12:47,460 --> 00:12:53,120 وسنأتي إلى ذكر الحديث إن شاء الله، فهي صدقة متقبلة 118 00:12:53,120 --> 00:12:57,040 عند الله، ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال: هذا 119 00:12:57,040 --> 00:13:03,380 الذي يعمل ويبتغي وجه الله ويحتسبها صدقة في سبيل 120 00:13:03,380 --> 00:13:12,680 الله له أجر، نعم، كما قال في قصة موسى عليه السلام 121 00:13:12,680 --> 00:13:22,140 كأم موسى ترضع ولدها وتأخذ أجرها، نعم، كأم موسى، هكذا 122 00:13:22,140 --> 00:13:26,460 النبي عليه السلام يشبه هذا الرجل الذي يعمل من أجل 123 00:13:26,460 --> 00:13:31,500 الدنيا ويبتغي وجه الله، كأم موسى ترضع ولدها وتأخذ 124 00:13:31,500 --> 00:13:39,230 أجرها، ولذلك إذا جاءكم سؤال في الامتحان: إن معنى 125 00:13:39,230 --> 00:13:45,010 العبادة هو الصلاة والصوم والحج والزكاة، فالإجابة 126 00:13:45,010 --> 00:13:52,390 خطأ وليست صحيحة، لأن العبادة أشمل من ذلك، فهي تشمل 127 00:13:52,390 --> 00:14:01,070 كما أسلفنا كل فعل أو كل عمل يبتغى به وجه الله، حتى و 128 00:14:01,070 --> 00:14:06,790 لو كان عملا كالكسب وجمع المال والسعي على الأهل 129 00:14:06,790 --> 00:14:12,650 من أجل أن يسطر نفسه ويسطر زوجته وولده، وألا يتكسب 130 00:14:12,650 --> 00:14:22,110 بالسؤال ومد اليد إلى الآخرين، والنبي عليه الصلاة 131 00:14:22,110 --> 00:14:28,410 والسلام قال: اليد العليا خير من اليد السفلى، نعم. 132 00:14:28,410 --> 00:14:37,230 الآن، بعد المبحث الأول الذي عرفنا فيه العبادة لغة 133 00:14:37,230 --> 00:14:42,910 واصطلاحا، نأتي إلى المبحث الثاني وهو بعنوان: غاية 134 00:14:42,910 --> 00:14:49,230 العبادة وحكمتها، فالعبادة ليست من أجل الرياضة ومن 135 00:14:49,230 --> 00:14:55,310 أجل الحركات أو من أجل القيام والقعود، وإنما لها 136 00:14:55,940 --> 00:15:04,040 غاية، نعم، ولها حكمة، نعم، أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا 137 00:15:04,040 --> 00:15:09,480 وأنكم إلينا لا ترجعون؟ وهنا لابد من التفريق بين 138 00:15:09,480 --> 00:15:17,000 المبحث الثاني الذي هو بعنوان: غاية العبادة وحكمتها 139 00:15:17,000 --> 00:15:25,000 وبين المبحث الثالث الذي هو: خصائص العبادة في 140 00:15:25,000 --> 00:15:30,840 الإسلام ومزاياها، فانتبهوا إلى ذلك عند السؤال وعند 141 00:15:30,840 --> 00:15:37,720 الامتحان لأنه قد يأتي سؤال مثلا تحقيق العبودية لله 142 00:15:37,720 --> 00:15:44,400 وحده عند الاختيار المتعدد هل هذا من الغايات أم هذا 143 00:15:44,400 --> 00:15:52,700 من الخصائص نعم دققوا في ذلك وانتبهوا إليه وغاية 144 00:15:52,700 --> 00:15:59,240 العبادة وحكمتها ثلاثة أولها تحقيق العبودية لله 145 00:15:59,240 --> 00:16:05,920 وحده وذلك بمعنى أن تكون العبودية من الإنسان لله 146 00:16:05,920 --> 00:16:15,230 الخالق وحده دون سواه فالله له العبادة وحده لا شريك 147 00:16:15,230 --> 00:16:21,750 له سبحانه وتعالى فلا سجود إلا لله ولا ركوع إلا لله 148 00:16:21,750 --> 00:16:28,510 ولا خضوع إلا لله ولا تذلل إلا بين يدي الله سبحانه 149 00:16:28,510 --> 00:16:35,470 وتعالى ثانيا تغذية الكيان الروحي في الإنسان لأن 150 00:16:35,470 --> 00:16:39,150 الإنسان له كيانان كيان 151 00:16:40,400 --> 00:16:54,260 طيني من التراب وكيان روحي من الله ولكل غذائه فغذاء 152 00:16:54,260 --> 00:17:03,560 الشق الطيني من الأرض من طعام وشراب ونحو ذلك منها 153 00:17:03,560 --> 00:17:11,850 خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم ثرة أخرى أما غذاء 154 00:17:11,850 --> 00:17:18,930 الروح من السماء من عند الله تبارك وتعالى والإنسان 155 00:17:18,930 --> 00:17:27,950 بشقه الروحي وليس بشقه الطيني لو كان الإنسان بالطين 156 00:17:27,950 --> 00:17:34,810 ولو كان الإنسان بالتراب ولو كان الإنسان بالطول 157 00:17:35,360 --> 00:17:44,120 والعرض ونحو ذلك لكانت الحيوانات أعزكم الله أعظم 158 00:17:44,120 --> 00:17:51,380 قدرا من الإنسان انظروا إلى الفيلة انظروا إلى 159 00:17:51,380 --> 00:17:57,780 الحيتان انظروا إلى الثيران، انظروا إلى الظراف كم 160 00:17:57,780 --> 00:18:03,340 هي أضخم من هذا الإنسان، ولكن الله سبحانه وتعالى 161 00:18:03,340 --> 00:18:11,790 كرّم الإنسان بروحه لأنها من عند الله لطيفة ربانية 162 00:18:11,790 --> 00:18:17,170 نورانية نفخها الله تبارك وتعالى في هذا الإنسان 163 00:18:17,170 --> 00:18:23,890 أليس الله هو القائل في سورة الإسراء ولقد كرمنا 164 00:18:23,890 --> 00:18:28,870 بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من 165 00:18:28,870 --> 00:18:34,770 الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا نعم 166 00:18:34,770 --> 00:18:40,250 ولذلك قال الشاعر العربي يا خادم الجسم كم تشقى 167 00:18:40,250 --> 00:18:46,650 بخدمته أتطلب الربح مما فيه خسارته؟ أتطلب الربح مما 168 00:18:46,650 --> 00:18:51,530 فيه خسارته؟ انهض إلى الروح واستكمل فضائلها فأنت 169 00:18:51,530 --> 00:18:57,610 بالروح لا بالجسم إنسان حقا فأنت بالروح لا بالجسم 170 00:18:57,610 --> 00:19:04,170 إنسان لأن الروح لا تفنى وما لهذا الجسد الطيني 171 00:19:04,170 --> 00:19:10,210 الترابي إلا صندوق ليحفظ هذه الروح فإذا انتقلت 172 00:19:10,210 --> 00:19:15,530 الروح إلى بارئها ألم يعد لهذا الجسدي مهمة أو فائدة 173 00:19:15,530 --> 00:19:24,970 صرعان ما يفنى ويبلى ويصبح بلا حركة بل يتحلل و 174 00:19:24,970 --> 00:19:31,170 يعود إلى عناصره الأولى فهو من التراب وإلى التراب 175 00:19:31,170 --> 00:19:36,750 لذا لابد من الالتفات إلى الكيان الروحي في الإنسان 176 00:19:36,750 --> 00:19:43,950 وغذائه من السماء غذائه بقراءة القرآن بذكر الله 177 00:19:43,950 --> 00:19:51,050 بالعبادات التي سبق ذكرها من صلاة وصوم وحج وذكاء 178 00:19:51,050 --> 00:19:57,170 ونحوها والتسبيحات والأذكار والأوراد و 179 00:19:57,170 --> 00:20:03,390 المأثورات كل ذلك غذاء للروح إن شاء الله تعالى أما 180 00:20:03,390 --> 00:20:11,330 ثالثا وأخيرا فمن غاية العبادة وحكمتها تقوية 181 00:20:11,330 --> 00:20:19,650 الإرادة ومساندة الإنسان في معرفة الحياة فالإنسان 182 00:20:19,650 --> 00:20:27,810 ضعيف نعم كما خلقه الله تعالى ضعيفا ولذلك عليه أن 183 00:20:27,810 --> 00:20:35,830 يتقوى بالعبادة وأن يكون بين يدي الله فإن الله أقرب 184 00:20:35,830 --> 00:20:42,450 إليه من حبل الوريد وهناك لا مشاكل إن شاء الله 185 00:20:42,450 --> 00:20:48,850 تبارك وتعالى لأنه في الشدائد يهرع العبد إلى ربه 186 00:20:48,850 --> 00:20:56,850 تبارك وتعالى فتقوى الإرادة بهذه العبادة لأن العبادة 187 00:20:56,850 --> 00:21:03,930 كما سيأتي بعد قليل هي صلة بين العبد وربه فإذا نزلت 188 00:21:03,930 --> 00:21:11,810 بك مصيبة أو حلت بك كارثة فما عليك إلا أن تهرع إلى 189 00:21:11,810 --> 00:21:20,230 الله سبحانه وتعالى فإنه يفرج كربك بكون فيكون نعم 190 00:21:20,230 --> 00:21:27,410 الآن بعد أن انتهينا من المبحث الثاني وهو بعنوان 191 00:21:27,410 --> 00:21:36,730 غاية العبادة وحكمتها وهو من أمور سلاسة أول هذه 192 00:21:36,730 --> 00:21:44,330 الأمور تحقيق العبودية لله تبارك وتعالى ثانيا تغذية 193 00:21:44,330 --> 00:21:50,670 الكيان الروحي في الإنسان ثالثا تقوية الإرادة 194 00:21:50,670 --> 00:21:56,410 ومساندة الإنسان في معرفة الحياة نأتي الآن إلى 195 00:21:56,410 --> 00:22:05,380 المبحث الثالث وهو آخر المباحث في الفصل الثاني نظام 196 00:22:05,380 --> 00:22:09,820 العبادة في الإسلام خصائص العبادة في الإسلام هم مش 197 00:22:09,820 --> 00:22:15,280 زيها ولا مانع أن أذكر مرة أخرى فأقول لابد من 198 00:22:15,280 --> 00:22:25,500 التفريق عند الإجابة بين الغايات وبين الخصائص لأن 199 00:22:25,500 --> 00:22:32,040 السؤال قد يختلط عليك فنأتي بالخصائص بدل الغايات أو 200 00:22:32,040 --> 00:22:38,040 نأتي بالغايات بدل الخصائص في حال الصح أو الخطأ أو 201 00:22:38,040 --> 00:22:44,320 في حال الاختيار المتعدد نعم تكلمنا إذا عن غايات 202 00:22:44,320 --> 00:22:50,660 العبادة وحكمة العبادة وأنها لم تفرض علينا سدى 203 00:22:50,660 --> 00:22:57,790 ولا عبثا الآن نأتي إلى خصائص العبادة في الإسلام 204 00:22:57,790 --> 00:23:04,790 وهي خمسة إن شاء الله تبارك وتعالى أول هذه الخصائص 205 00:23:04,790 --> 00:23:11,950 أن العبادة لا تكون إلا لله وحده وهنا أيضا لابد أن 206 00:23:11,950 --> 00:23:21,010 أقف قليلا وإني لكم ناصح أمين لأنه من الأخطاء التي 207 00:23:21,010 --> 00:23:25,150 مرت علينا في تصحيح الامتحانات أنهم لا يفرقون بين ال 208 00:23:25,150 --> 00:23:32,310 بند الأول من الغايات وهو تحقيق العبودية لله وبين 209 00:23:32,310 --> 00:23:37,290 البند الأول من الخصائص وهو بعنوان العبادة لا تكون 210 00:23:37,290 --> 00:23:42,650 إلا لله وحده سبحانه وتعالى فانتبهوا إلى ذلك تحقيق 211 00:23:42,650 --> 00:23:47,050 العبودية لله من الغايات العبادة لا تكون إلا لله 212 00:23:47,050 --> 00:23:52,170 وحده من الخصائص بدليل قوله تبارك الله في أواخر 213 00:23:52,170 --> 00:23:58,450 سورة الكهف فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا 214 00:23:58,450 --> 00:24:06,230 ولا يشرك بعبادة ربه أحدا فلابد أن يكون العمل لله 215 00:24:06,230 --> 00:24:14,790 واحدا حتى يكون متقبلا بعيدا عن الشرك الأكبر وهو 216 00:24:14,790 --> 00:24:19,210 عبادة الأصنام والوثن وهذا لم يعد له وجود بين 217 00:24:19,210 --> 00:24:25,250 المسلمين وكذلك أن يكون بعيدا عن الشرك الأصغر الذي 218 00:24:25,250 --> 00:24:30,900 هو الرياء كما قال الله في أكثر من موضع في حق 219 00:24:30,900 --> 00:24:37,920 المنافقين مثلا إنهم يؤدون الزكاة رياء يا أيها 220 00:24:37,920 --> 00:24:43,700 الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي 221 00:24:43,700 --> 00:24:47,920 ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر 222 00:24:47,920 --> 00:24:54,560 أو حتى يصلي رياء كما قال الله في حق المنافقين 223 00:24:54,560 --> 00:24:59,780 وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالا يراؤون الناس ولا 224 00:24:59,780 --> 00:25:05,700 يذكرون الله إلا قليلا أو كما قال في موضوع آخر فويل 225 00:25:05,700 --> 00:25:11,820 للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون 226 00:25:11,820 --> 00:25:19,480 ويمنعون الماعون نعم، إذا حتى تكون العبادة متقبلة، 227 00:25:19,480 --> 00:25:24,420 لابد أن يبتغى بها وجه الله كما جاء في الحديث 228 00:25:24,420 --> 00:25:31,280 القدسي الجليل أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل 229 00:25:31,280 --> 00:25:39,180 عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه كما قال الله إن 230 00:25:39,180 --> 00:25:44,860 أشركت ليحبطن عملك فالشرك بنوعيه الأكبر والأصغر 231 00:25:44,860 --> 00:25:53,480 يحبط العمل وهنا نأتي إلى سؤال حول هذه النقطة أو 232 00:25:53,480 --> 00:25:58,540 حول هذا البند وهو أن العبادة لا تكون إلا لله واحدة 233 00:25:58,540 --> 00:26:08,620 وهي ثمار هذه النقطة ماذا يترتب على ذلك من ثمار أو 234 00:26:08,620 --> 00:26:18,020 من نتائج أولا أن العبادة لا تؤدى إلا لله كالركوع 235 00:26:18,020 --> 00:26:25,660 والسجود فلا ركوع إلا لله ولا سجود إلا لله وكذلك 236 00:26:25,660 --> 00:26:30,960 الذبائح لا تكون إلا باسم الله فإذا ذبحت الذبيحة 237 00:26:30,960 --> 00:26:37,710 كما كانت تفعل العرب على النصب وهي حجارة كان يتقرب 238 00:26:37,710 --> 00:26:44,830 بها العرب قبل الإسلام بالذبح إلى الأوثان وإلى 239 00:26:44,830 --> 00:26:50,090 الأصنام وما ذبح على النصب ولا تأكلوا مما لم يذكر 240 00:26:50,090 --> 00:26:55,970 اسم الله عليه فإن كانت الذبيحة باسم غير اسم الله 241 00:26:55,970 --> 00:27:07,640 فهي ميتة لا يحل أكلها ثانيا وهذه نقطة مهمة أعزائنا 242 00:27:07,640 --> 00:27:12,720 الطلاب لابد أن نقف عندها قليلا وهو أنه يترتب على 243 00:27:12,720 --> 00:27:19,230 الميزة وعلى خاصية أن العبادة لا تكون إلا لله واحدة 244 00:27:19,230 --> 00:27:27,530 أنه لا مجال فيها للزيادة أو النقصان أو التعديل أو 245 00:27:27,530 --> 00:27:32,930 التغيير وهذا معنى قولنا إن العبادة في الإسلام 246 00:27:32,930 --> 00:27:41,090 توقيفية ومعنى توقيفية أي أنه يوقف بها عند الحدود 247 00:27:41,090 --> 00:27:46,350 التي حددها الله تبارك وتعالى وفي حالها النبي صلى 248 00:27:46,350 --> 00:27:52,830 الله عليه وسلم فلا زيادة ولا نقصان ولا تعديل ولا 249 00:27:52,830 --> 00:27:59,410 تغيير فمثلا لا يصح لشخص أن يقول إني استيقظ من 250 00:27:59,410 --> 00:28:01,250 النوم نشطا 251 00:28:03,030 --> 00:28:10,970 فأصلي صلاة الصبح أربع ركعات وصلاة الصبح ركعتان أو مثلا 252 00:28:10,970 --> 00:28:18,890 يقول أعود إلى البيت تعبا من عمل النهار فأريد أن 253 00:28:18,890 --> 00:28:26,480 أصلي صلاة العشاء ركعتين فنقول له لا هذا أمر توقيفي 254 00:28:26,480 --> 00:28:31,940 من عند الله تبارك وتعالى لا زيادة ولا نقصان لا 255 00:28:31,940 --> 00:28:39,930 تعديل ولا تبديل ولا تغيير فصلاة الفجر ركعتان من زاد 256 00:28:39,930 --> 00:28:45,050 أو نقص فقط بطلت صلاته وكذلك صلاته العشاء والظهر 257 00:28:45,050 --> 00:28:54,050 والعصر أربع ركعات أما صلاة المغرب فهي وتر فهي ثلاث ركعات 258 00:28:54,050 --> 00:29:02,000 نعم ومن خارج الكتاب أقول حاول بعض الخلفاء في 259 00:29:02,000 --> 00:29:08,680 التاريخ الإسلامي أن يجعل صلاة العيد كصلاة الجمعة 260 00:29:08,680 --> 00:29:16,080 حتى لا يخرج الناس أراد أن يجعل الخطبة أولا والصلاة 261 00:29:16,080 --> 00:29:23,360 ثانيا حتى لا يخرج الناس من المسجد فقام عليه 262 00:29:23,360 --> 00:29:29,600 العلماء العاملون الأمرون بالمعروف والنهون عن 263 00:29:29,600 --> 00:29:36,410 المنكر وقالوا له هذا وقف من عند الله هذا فعل رسول 264 00:29:36,410 --> 00:29:41,910 الله وما ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم في صلاة 265 00:29:41,910 --> 00:29:50,370 العيد الصلاة أولا والخطبة ثانيا أما في صلاة الجمعة 266 00:29:50,370 --> 00:29:58,860 فالخطبة أولا والصلاة ثانيا فلا يصح أي تغيير أو 267 00:29:58,860 --> 00:30:08,320 تبديل أو تعديل ثانيا يترتب على قولنا أن العبادة 268 00:30:08,320 --> 00:30:18,540 توقيفية أنها لا تعلل بعلة لأن العلة خفية فلا يصح 269 00:30:18,540 --> 00:30:28,310 أن يقال إن العلة من فرض الوضوء مثلا النظافة أو من 270 00:30:28,310 --> 00:30:36,050 فرض الصلاة الرياضة أو من فرض الصوم الصحة يمكن أن 271 00:30:36,050 --> 00:30:43,030 نقول بأن هذه الأشياء هي فوائد وليست عللا لأن 272 00:30:43,030 --> 00:30:50,330 العلة خفية لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى وما 273 00:30:50,330 --> 00:30:57,420 علينا نحن المسلمين الذين آمنا بالله ربا وبمحمد 274 00:30:57,420 --> 00:31:05,640 رسولا وبالإسلام دينا إلا السمع والطاعة نعم حتى و 275 00:31:05,640 --> 00:31:11,660 لو غابت عن الحكمة أحيانا فإذا مسؤولنا عن تحريم 276 00:31:11,660 --> 00:31:16,500 الخمر لماذا حرم الله الخمر هناك من تكلم عن أضراره 277 00:31:16,500 --> 00:31:22,650 ولكن الإجابة لأن الله حرم علينا الخمر لماذا حرم 278 00:31:22,650 --> 00:31:27,230 الله الزنا لأن الله قد حرم علينا الزنا وفيه ما 279 00:31:27,230 --> 00:31:33,480 فيه من الأضرار هذا لا يخفى ولماذا حرم الله علينا 280 00:31:33,480 --> 00:31:39,080 لحم الخنزير كنا نقول ونحن صغار لأن فيه الدودة 281 00:31:39,080 --> 00:31:44,180 الشريطية فثبتت أنها في البقر لأن الله حرّم علينا 282 00:31:44,180 --> 00:31:49,080 لحمة الخنزير إنما حرّم عليكم الميتة والدم ولحمة 283 00:31:49,080 --> 00:31:54,360 الخنزير وما أهل لغير الله به وحال المؤمنين سمعنا 284 00:31:54,360 --> 00:31:59,460 وأطعنا أفرانك ربنا وإليك المصير وإن غابت عننا 285 00:31:59,460 --> 00:32:08,090 الإلهوإن غابت عنّا الحكمة ويمكن الاستدلال على ذلك 286 00:32:08,090 --> 00:32:13,930 بخصة عمر رضي الله عنه لما كان يطوف يوما حول الكعبة 287 00:32:13,930 --> 00:32:19,770 المشرفة زادها الله تشريفا ولما وصل إلى الحجر 288 00:32:19,770 --> 00:32:30,820 الأسود الأسعد إن شاء الله قبله وقال هكذا رأيت رسول 289 00:32:30,820 --> 00:32:38,360 الله صلى الله عليه وسلم يقبّله إنك حجر لا تنفع ولا 290 00:32:38,360 --> 00:32:45,360 تضرّ ولولا أني رأيت رسول الله يقبّله ما قبلته هذا 291 00:32:45,360 --> 00:32:54,020 هو الإيمان الخالص بأحكام الله وبشرع الله ولذلك نحن 292 00:32:54,020 --> 00:33:00,240 عندما نطوف حول الكعبة لا نطوف حول حجارة وعندما نقبل 293 00:33:00,240 --> 00:33:05,220 الحجر الأسود لا نقبل حجراً إنما نمتثل أمر الله 294 00:33:05,220 --> 00:33:11,020 لأنه من شعائر الله ومن يعظم شعائر الله فإنها من 295 00:33:11,020 --> 00:33:18,940 تقوى القلوب نعم رأيتم في مناسك الحجر في منى نرجم 296 00:33:18,940 --> 00:33:27,230 حجراً وما هذه الاستوانة التي نرجمها بالحجارة أول 297 00:33:27,230 --> 00:33:32,950 يوم من أيام العيد سبعاً وفي اليوم الثاني إحدى 298 00:33:32,950 --> 00:33:37,310 وعشرين حصاة وفي اليوم الثالث كذلك تسعة وأربعون 299 00:33:37,310 --> 00:33:43,390 حصاة ومن تخلف فسبعون حصاة إنما نرجم حجراً بحجر 300 00:33:43,390 --> 00:33:50,030 أيضاً هذا امتثال لأمر الله لأن أعداء الإسلام قالوا 301 00:33:50,030 --> 00:33:56,010 كيف ترجمون الحجر وتقبلون الحجر وتطفون حول الحجر 302 00:33:56,010 --> 00:34:02,390 بينما حرّم الإسلام عبادة الحجر كالأوثان والأصنام 303 00:34:02,390 --> 00:34:07,410 كانت مصنوعة من الحجارة نقول لهم ما نفعل نحن 304 00:34:07,410 --> 00:34:14,170 المسلمون إنما هو امتثال لأمر الله وما يعظم شعائر 305 00:34:14,170 --> 00:34:23,450 الله فإنها من تقوى القلوب لا مانع أن نستشهد بشعر 306 00:34:23,450 --> 00:34:31,930 امرئ القيس عندما كان يمر على ديار ليلى ويقبّل 307 00:34:31,930 --> 00:34:41,120 الحجارة التي مستها ليلى هل هو يمر عليها من أجل 308 00:34:41,120 --> 00:34:47,440 الحجارة أم من أجل أن يشمّ رائحة ليلى ولذلك قال امرؤ 309 00:34:47,440 --> 00:34:53,340 .. أمر على ديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا 310 00:34:53,340 --> 00:34:58,750 الجدار وما حبّ الديار شغفنا قلبي ولكن حبّ من سكن 311 00:34:58,750 --> 00:35:05,210 الديار ولله المثل الأعلى سبحانه وتعالى نعم إذا 312 00:35:05,210 --> 00:35:11,370 هنا نقول في البند الأول أو الخصية الأولى من خصائص 313 00:35:11,370 --> 00:35:16,350 العبادة في الإسلام أن العبادة لا تكون إلا لله 314 00:35:16,350 --> 00:35:22,870 واحدة نقية من الشرك بنوعيه الشرك الأكبر والشرك 315 00:35:22,870 --> 00:35:27,680 الأصغر كما قال الله تبارك وتعالى فمن كان يرجو لقاء 316 00:35:27,680 --> 00:35:33,940 ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً 317 00:35:33,940 --> 00:35:39,140 وكلنا يترتب على ذلك أن العبادة في الإسلام توقيفية 318 00:35:39,140 --> 00:35:47,170 نعم ومعنى توقيفية أنها ليست اجتهادية من الرسول عليه 319 00:35:47,170 --> 00:35:50,950 الصلاة والسلام بل من عند الله كما يقال إن صور 320 00:35:50,950 --> 00:35:56,130 القرآن توقيفية هذه صورة البقرة وهذه صورة الإمرة 321 00:35:56,130 --> 00:36:04,210 وهذه صورة النساء المائدة وهكذا الأعراف والأنعام و 322 00:36:04,210 --> 00:36:09,630 الأنفال إلى غير ذلك من الصور فهي توقيفية من عند 323 00:36:09,630 --> 00:36:16,270 الله وليست اجتهادا من عند رسول الله ﷺ وكذلك هنا 324 00:36:16,270 --> 00:36:21,210 نقول إن العبادة توقيفية أي أنها من عند الله وفعل 325 00:36:21,210 --> 00:36:26,890 رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى ﷺ ومعنى أنها 326 00:36:26,890 --> 00:36:35,600 توقيفية أولاً أنه لا زيادة فيها ولا نقصان ولا تعديل 327 00:36:35,600 --> 00:36:42,920 فيها ولا تبديل ثانياً أنها لا تعلل بعلة فلا يقلق 328 00:36:42,920 --> 00:36:48,940 الصلاة من أجل الرياضة وإلا من يلعب الرياضة ويجري 329 00:36:48,940 --> 00:36:54,960 ورا الطابة فهو الذي يصلي، لا ولا نقول أن الوضوء من 330 00:36:54,960 --> 00:36:59,940 أجل النظافة لأن غيرنا من أعداء الإسلام قد يغتسلون 331 00:36:59,940 --> 00:37:05,530 أكثر منا نعم بالسبب روائحهم الخبيثة التي تنجم عن 332 00:37:05,530 --> 00:37:10,250 الأطعمة الحرام وعن شرب الخمر وعن العرق المنتن وكذا 333 00:37:10,250 --> 00:37:17,890 كذلك العبادات الأخرى لماذا نغتسل من الجنابة هذا 334 00:37:17,890 --> 00:37:24,420 السؤال كثيراً ما نسأله لماذا نغتسل من الجنابة؟ لماذا 335 00:37:24,420 --> 00:37:30,140 لا نكتفي على غسل الأعضاء التناسلية فقط؟ فنقول هذا 336 00:37:30,140 --> 00:37:38,420 أيضاً شرع الله وامتثال لأمر الله نغتسل استجابة لله 337 00:37:38,420 --> 00:37:43,140 وإن غابت عننا الحكمة أو غابت عنّا الأله وإن كنتم 338 00:37:43,140 --> 00:37:48,740 جنباً فاتّحروا هكذا قال الله فأهلاً وسهلاً ومرحباً 339 00:37:49,040 --> 00:37:54,720 بكلام الله وشرع الله سبحانه وتعالى أما الميزة 340 00:37:54,720 --> 00:38:00,400 الثانية أو الخاصية الثانية من خاصية العبادة أنه لا 341 00:38:00,400 --> 00:38:06,520 وساطة فيها بين الله تعالى وبين عباده لأن هذه 342 00:38:06,520 --> 00:38:14,890 العبادة صلة بين العبد وربه ولا تحتاج إلى وساطة كما 343 00:38:14,890 --> 00:38:20,890 هو الحال اليوم عند اليهود وعند النصارى يتوجهون 344 00:38:20,890 --> 00:38:27,010 إلى الحاخامات أو إلى القسس أو إلى الرهبان ويعترفون 345 00:38:27,010 --> 00:38:33,590 بذنبهم ويدفعون الدولارات والآلاف من أجل أن 346 00:38:33,590 --> 00:38:40,870 يغفروا لهم ومن أجل أن يدخلوهم الجنة فالإسلام لا 347 00:38:40,870 --> 00:38:48,710 يعترف بهذه الصقوق ثقوق حرمان وثقوق وفران لأن 348 00:38:48,710 --> 00:38:54,670 العلاقة بين العبد وربه قالوا يا رسول الله أقرب 349 00:38:54,670 --> 00:39:01,770 ربنا فنناديه أم بعيد فنناديه فكان جبريل عليه 350 00:39:01,770 --> 00:39:07,420 السلام أسرع بالجواب فنزل قوله تعالى في صورة البقرة 351 00:39:07,420 --> 00:39:15,880 عقب آيات الصيام وإذا سألك عبادي عني فإني قريب فإني 352 00:39:15,880 --> 00:39:22,580 قريب والفاء هنا حرف عطف كما نعلم يفيد الترتيب 353 00:39:22,580 --> 00:39:30,780 والتعقيد لا وساطة فعلاً بين العبد وربه إذا أُصبت 354 00:39:30,780 --> 00:39:41,550 خطيئة أو فاحشة أو معصية أو تلبّست بذنب أو حرام فليس 355 00:39:41,550 --> 00:39:48,350 لك أن تذهب إلى شيخ من أجل أن تعترف بين يديه حتى 356 00:39:48,350 --> 00:39:53,730 يغفر لك أو يدعو لك بالمغفرة والرحمة والرضوان لا 357 00:39:53,730 --> 00:40:01,220 توجّه إلى الله وادعُ الله وارفع أكفّك ضراعة إلى الله 358 00:40:01,220 --> 00:40:07,460 واذرف الدموع ساخنة على الوجنتين قائلاً يا ربّ فإنه 359 00:40:07,460 --> 00:40:13,640 يجيبك على الفور لبيك عبدي لبيك منزل الذي وقف على 360 00:40:13,640 --> 00:40:19,280 بابي وأطرقه وكيف أطرد أحبابي فالتائب حبيب الرحمن 361 00:40:19,280 --> 00:40:26,670 والتائب من الذنب كمن لا ذنب له وإذا سألك عبادي عني 362 00:40:26,670 --> 00:40:32,710 فإني قريب حتى إن هذه الآية تختلف عن مثيلاتها من 363 00:40:32,710 --> 00:40:42,090 الآيات الأخرى لأنها قد جاءت بصيغة قل كما في حوالي 364 00:40:42,090 --> 00:40:47,230 أربعة عشر موضعاً في القرآن الكريم مثل قول ويسألونك 365 00:40:47,230 --> 00:40:54,710 عن المحيط قل هو أذن قل يا محمد لأن محمد هو المبلغ 366 00:40:54,710 --> 00:41:01,890 عن الله سبحانه وتعالى ويسألونك ماذا ينفقون قل 367 00:41:01,890 --> 00:41:10,340 العفوّ يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول 368 00:41:10,340 --> 00:41:16,520 ويسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحجة 369 00:41:16,520 --> 00:41:21,100 إيه لغير ذلك من المواضع أما هنا فجاءت الآية و 370 00:41:21,100 --> 00:41:26,200 إذا سألك عبادي عني لم يقل فقل إنه خير لأن النبي 371 00:41:26,200 --> 00:41:32,180 عليه السلام سيموت إنك ميت وإنهم ميتون قالها أبو 372 00:41:32,180 --> 00:41:36,160 بكر الصديق رضي الله عنه أيها الناس من كان يعبد 373 00:41:36,160 --> 00:41:42,980 محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله 374 00:41:42,980 --> 00:41:52,390 حي لا يموت نعم وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجب 375 00:41:52,390 --> 00:41:57,290 دعوة الداعي ذا دعان فليستجيبوا ليه وليؤمنوا بيه 376 00:41:57,290 --> 00:42:03,570 لعلهم يرشدوا سبحانه وتعالى أقرب إلينا من دقات 377 00:42:03,570 --> 00:42:09,450 قلوبنا وأقرب إلينا مما يختر في نفوسنا بل أقرب 378 00:42:09,450 --> 00:42:14,430 إلينا من حبل الوريد كما قال ربنا وقال ربكم دعوني 379 00:42:14,430 --> 00:42:20,140 أستجيب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم 380 00:42:20,140 --> 00:42:25,800 داخِرين أرأيتم سمّ الدعاء عبادة إن الذين يستكبرون عن 381 00:42:25,800 --> 00:42:30,640 عبادته ولم يقل عن دعائه بل جاء في الحديث إن 382 00:42:30,640 --> 00:42:38,640 الدعاء هو العبادة بل هو مخ العبادة نعم فما أحوجنا 383 00:42:39,460 --> 00:42:46,280 إلى الله الذي يغفر الذنب ويقبل التوبة ويعفو عن كثير 384 00:42:46,280 --> 00:42:52,260 كيف لا وقد جاء في الأثر أنه سبحانه وتعالى ينزل كل 385 00:42:52,260 --> 00:42:59,860 ليلة في الثلث الأخير من الليل ينزل طبعاً دون 386 00:42:59,860 --> 00:43:08,220 تأويل ودون تعطيل ودون تشبيه هذه هي عقيدتنا نحن أهل 387 00:43:08,220 --> 00:43:14,420 السنة والجماعة كما سئل الإمام مالك رضي الله عنه 388 00:43:14,420 --> 00:43:19,260 ورحمة الله عليه في قوله تبارك وتعالى الرحمن على 389 00:43:19,260 --> 00:43:23,960 العرش استوى فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول 390 00:43:23,960 --> 00:43:29,480 والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وقال ما أراك إلى 391 00:43:29,480 --> 00:43:37,820 رجل سوء وأمر بإخراجه رضي الله عنه نعم ويقول هل من 392 00:43:37,820 --> 00:43:48,640 سائل فأعطِه مسألة نعم هكذا حتى يطلع الفجر نعم أما 393 00:43:48,640 --> 00:43:56,080 ثالثاً من خصائص العبادة لا يُعبد الله تعالى إلا بما 394 00:43:56,080 --> 00:44:01,970 شرعه كما أسلفنا قبل قليل لا زيادة ولا نقصان لا 395 00:44:01,970 --> 00:44:09,970 تعديل ولا تبديل كما جاء في الحديث أما بعد فإن خير 396 00:44:09,970 --> 00:44:16,130 الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله 397 00:44:16,130 --> 00:44:23,770 عليه وسلم وشرّ الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وفي 398 00:44:23,770 --> 00:44:29,730 زيادة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وفي الحديث 399 00:44:29,730 --> 00:44:34,050 الآخر عن السيدة عائشة رضي الله عنها من أحدث في 400 00:44:34,050 --> 00:44:40,370 أمرنا ما ليس فيه فهو ردّ والحديث عند مسلم ذكر 401 00:44:40,370 --> 00:44:47,450 النووي في شرح مسلم فهو ردّ أي مردود على صاحبه لأن كل 402 00:44:47,450 --> 00:44:53,630 هذه زيادات من البدع وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في 403 00:44:53,630 --> 00:44:59,370 النار فانتبهوا هنا إلى مصطلح البدعة لأن البدعة كل 404 00:44:59,370 --> 00:45:04,170 ما لم يكن عليه الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء 405 00:45:04,170 --> 00:45:10,850 الراشدون فهو بدعة من أجل أن تكون العبادة سليمة 406 00:45:10,850 --> 00:45:15,490 وصحيحة لابد أن نكون على طريق رسول الله عليه الصلاة 407 00:45:15,490 --> 00:45:19,830 والسلام قال الله تبارك وتعالى قل إن كنتم تحبون 408 00:45:19,830 --> 00:45:25,090 الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله 409 00:45:25,090 --> 00:45:30,210 غفور رحيم فالدين كامل لا يقبل الزيادة أو النقصان 410 00:45:30,210 --> 00:45:36,620 كما أسلفنا أما رابعاً فالعبادة تقوم على اليسر ورفع 411 00:45:36,620 --> 00:45:45,570 الحرج وهذا سبق أن ذكرناه من قبل عند الحديث عن حاجة 412 00:45:45,570 --> 00:45:49,670 المجتمعات إلى النظم الإسلامية لأن الشريعة 413 00:45:49,670 --> 00:45:55,290 الإسلامية والعبادة الإسلامية لا حرج فيها ولا مشقة 414 00:45:55,290 --> 00:46:00,210 فيها كما قال الله تبارك وتعالى ما يريد الله ليجعل 415 00:46:00,210 --> 00:46:05,490 عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وكما قال الله تعالى 416 00:46:05,490 --> 00:46:09,610 يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وفي 417 00:46:09,610 --> 00:46:14,370 الحديث إن الدين يسر ولا يشّد الدين أحد إلا غلبه 418 00:46:14,370 --> 00:46:19,070 فسدّدوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة وال 419 00:46:19,070 --> 00:46:24,580 روحة وشيء من الظهر وقد مرت منها بعض الأحكام 420 00:46:24,580 --> 00:46:28,240 عند الحديث عن الأعذار والاستثناءات في الشريعة 421 00:46:28,240 --> 00:46:33,840 الإسلامية مثل قصر الصلاة في سفر ومثل الجمع في 422 00:46:33,840 --> 00:46:38,540 حال الخوف وفي حال سفر وفي حال المرض وكذلك 423 00:46:38,540 --> 00:46:42,320 استعمال الطهور في الطهارة بدل وضوء فلم تجدوا ماء 424 00:46:42,320 --> 00:46:47,720 فتيمموا صعيدا طيبا وهكذا الإسلام والحمد لله كله 425 00:46:47,720 --> 00:46:54,490 يسر وسماحة وقد مر بنا حديث الراحة الثلاثة فماذا قال 426 00:46:54,490 --> 00:46:58,530 لهم عليه الصلاة والسلام إني أتقاكم لله وأخشاكم له 427 00:46:58,530 --> 00:47:03,910 ولكن أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن 428 00:47:03,910 --> 00:47:10,160 رغب عن سنتي فليس مني عليه الصلاة والسلام أما خامسا 429 00:47:10,160 --> 00:47:17,120 وأخيرا فمن أعظم خصائص العبادة في الإسلام النية 430 00:47:17,120 --> 00:47:23,400 والإخلاص فذلك أساس قبول العبادة ولعلنا تكلمنا عن 431 00:47:23,400 --> 00:47:27,330 الشرك الأكبر وعن الشرك الأصغر اللي هو هو الرياء 432 00:47:27,330 --> 00:47:33,290 وتكلمنا حتى عن الذبيحة إذا لم تذبح باسم الله فهي 433 00:47:33,290 --> 00:47:37,510 ميتة وما ذبح على النصب كما قال الله تبارك وتعالى 434 00:47:37,510 --> 00:47:42,710 لن ينال الله لحمها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى 435 00:47:42,710 --> 00:47:50,570 منكم وفي الحديث الطويل الصحيح إنما الأعمال بالنيات 436 00:47:50,570 --> 00:47:55,290 وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله 437 00:47:55,290 --> 00:48:00,510 ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا 438 00:48:00,510 --> 00:48:05,830 يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجره وهذا 439 00:48:05,830 --> 00:48:09,810 الحديث له قصة لأن الصحابة هاجروا إلى المدينة 440 00:48:09,810 --> 00:48:13,670 المنورة من أجل الله من أجل الجهاد في سبيل الله 441 00:48:13,670 --> 00:48:22,840 وابتغاء مرضات الله إلا أن هناك شخصا يسمى حاطب فهاجر 442 00:48:22,840 --> 00:48:28,400 إلى المدينة ليس من أجل الهجرة وإنما من أجل الزواج 443 00:48:28,400 --> 00:48:34,400 بامرأة تسمى بأم قيس حتى صار في التاريخ الإسلامي 444 00:48:34,400 --> 00:48:39,540 بمهاجر أم قيس والنبي عليه الصلاة والسلام عندما كان 445 00:48:39,540 --> 00:48:45,360 ينصح كان لا يوجه النصيحة إلى الشخص مباشرة فكان 446 00:48:45,360 --> 00:48:48,840 يقول أحيانا ما لي أرى أقواما أو ما باله أقواما 447 00:48:48,840 --> 00:48:53,940 وهنا قال إنما الأعمال بالنيات قاعدة عامة وإنما لكل 448 00:48:53,940 --> 00:48:59,980 مرءٍ ما نوى ثم أراد الاقتراب فقال فمن كانت هجرته إلى 449 00:48:59,980 --> 00:49:04,900 الله ورسوله كما فعل الصحابة فهجرته إلى الله ورسوله 450 00:49:04,900 --> 00:49:09,900 ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها وهذا 451 00:49:09,900 --> 00:49:14,520 من باب عطف الخاص على العام كما فعل مهاجر أم قيس 452 00:49:14,520 --> 00:49:19,680 فلا ثواب له ولا أجر له فهجرته إلى ما هاجر إليه 453 00:49:19,680 --> 00:49:25,920 هكذا نكون قد انتهينا من الفصل الثاني في محاضرة 454 00:49:25,920 --> 00:49:30,930 واحدة إن شاء الله وكنا من أهل الدنيا إن شاء الله 455 00:49:30,930 --> 00:49:34,790 نكون في المحاضرة التالية مع الفصل الثالث وهو 456 00:49:34,790 --> 00:49:38,430 بعنوان نظام الأخلاق في الإسلام وصلى اللهم على 457 00:49:38,430 --> 00:49:43,270 سيدنا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته