1 00:00:05,090 --> 00:00:07,550 أعوذ بالله السميع العليم من الشياطين الرجيم بسم 2 00:00:07,550 --> 00:00:11,130 الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على 3 00:00:11,130 --> 00:00:15,230 رسول الله اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه 4 00:00:15,230 --> 00:00:19,890 وسلم أجمعين أعزائي الطلاب قبل ذي بدء وفي بداية 5 00:00:19,890 --> 00:00:23,970 محاضرة جديدة ونرحب بكم جميعا وأحييكم بتحية 6 00:00:23,970 --> 00:00:28,110 الإسلام العظيم فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 7 00:00:28,110 --> 00:00:32,030 بعد أن أنهينا من الفصل الثاني وهو بعنوان العبارة في 8 00:00:32,030 --> 00:00:37,230 الإسلام، نرحل بصحبتكم إلى الفصل الثالث وهو بعنوان 9 00:00:37,230 --> 00:00:43,470 نظام الأخلاقي في الإسلام وسوف نتعرض في هذا الفصل 10 00:00:43,470 --> 00:00:49,190 إلى مباحثه ثلاثة على بركة الله، المبحث الأول تعريف 11 00:00:49,190 --> 00:00:56,120 الأخلاق في اللغة والاصطلاح، والمراحل التي يمر بها 12 00:00:56,120 --> 00:01:02,600 توجيه الخلق في النفس الإنسانية إيجابا أو سلبا، أما 13 00:01:02,600 --> 00:01:06,380 المبحث الثاني فهو بعنوان خصائص نظام الأخلاق في 14 00:01:06,380 --> 00:01:10,840 الإسلام، أما المبحث الثالث فهو بعنوان عناية الإسلام 15 00:01:10,840 --> 00:01:15,900 بالأخلاق وأثرها في النفس الإنسانية. 16 00:01:19,090 --> 00:01:24,910 أما المبحث الأول وهو بعنوان تعريف الأخلاق فإن 17 00:01:24,910 --> 00:01:32,710 الأخلاق في اللغة بمعنى السجية أو الطبيعة، أي الخصلة 18 00:01:32,710 --> 00:01:39,330 التي يتصف بها الإنسان، تقول فلان سجيته أو طبيعته 19 00:01:39,330 --> 00:01:47,290 الصدق، أي أن الصدق صفة فيه، وكذلك قد تكون أيضا 20 00:01:47,290 --> 00:01:53,460 سلبية، نحن عندما نتكلم في باب الأخلاق، وهذه ملحوظة 21 00:01:53,460 --> 00:01:59,660 بين يدي الشرح، لا نتكلم عن الأخلاق الإيجابية التي 22 00:01:59,660 --> 00:02:05,000 عناها أمير الشعراء شوقي، إنما الأمم الأخلاق ما بقيت 23 00:02:05,000 --> 00:02:10,780 فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبون، أو الخلق في مدح الرسول 24 00:02:10,780 --> 00:02:16,090 عليه الصلاة والسلام، وإنك لعلا خلق عظيم، لأننا سنتكلم 25 00:02:16,090 --> 00:02:21,870 عن الأخلاق بنوعيه، الأخلاق الإيجابية كالصدق 26 00:02:21,870 --> 00:02:27,250 والأمانة والوفاء والشجاعة ونحو ذلك، وسوف نتكلم إن 27 00:02:27,250 --> 00:02:32,910 شاء الله عن الأخلاق السلبية مثل الكذب والغدر 28 00:02:32,910 --> 00:02:42,350 والخيانة ونحو ذلك من الأخلاق السلبية، فقد يقال أيضا 29 00:02:42,350 --> 00:02:49,620 فلان سجيته الكذب، أي أن الكذب صفة فيه، نعم، إذا 30 00:02:49,620 --> 00:02:58,120 الأخلاق في لغة العرب جمع الخلق وهي تعني السجية أو 31 00:02:58,120 --> 00:03:08,020 الطبيعة، يقال فلان سجيته الصدق أو فلان سجيته الكذب 32 00:03:08,020 --> 00:03:13,860 على نوعي الأخلاق التي سنأتي إلى ذكرها وضرب الأمثلة 33 00:03:14,670 --> 00:03:20,290 عليها، أما الأخلاق في الاصطلاح فهي هيئة راسخة في 34 00:03:20,290 --> 00:03:28,690 النفس، تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة 35 00:03:28,690 --> 00:03:36,150 إلى فكر أو روية، هذا هو المصطلح المطلوب في الامتحان، 36 00:03:36,150 --> 00:03:44,440 الأخلاق في الاصطلاح هيئة راسخة في النفس تصدر عنها 37 00:03:44,440 --> 00:03:53,000 الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكرة أو روية. 38 00:03:53,000 --> 00:03:57,740 نأتي إلى بعض المعاني من خلال هذا التعريف، فالأخلاق 39 00:03:57,740 --> 00:04:06,710 هيئة راسخة، بمعنى أنها مستقرة في النفس البشرية أو 40 00:04:06,710 --> 00:04:13,970 النفس الإنسانية، بمعنى أنها فطرة في هذا الإنسان، و 41 00:04:13,970 --> 00:04:20,770 هذه الأخلاق طبعا قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية. 42 00:04:20,770 --> 00:04:29,370 وهنا يترتب على هذا الكلام أمر مهم وهو أنه لا يقال 43 00:04:29,370 --> 00:04:38,470 عن فلان صادق إلا إذا تكرر منه الصدق، فلو صدق مرة أو 44 00:04:38,470 --> 00:04:46,330 مرتين لا يقال عنه صادق، وكذلك لو كذب مرة أو مرتين 45 00:04:46,330 --> 00:04:54,050 لا يقال عنه كاذب، فلا يقال عنه كاذب حتى يتكرر منه 46 00:04:54,050 --> 00:05:04,850 الكذب وتصبح هذه الخصلة جزء من كيانه، فالأخلاق هيئة 47 00:05:04,850 --> 00:05:12,130 راسخة مستقرة في النفس البشرية أو الإنسانية، تصدر 48 00:05:12,130 --> 00:05:21,070 عنها الأفعال بسهولة ويسر، نعم، دون تفكير مسبق ودون 49 00:05:21,070 --> 00:05:30,250 إعداد، فلو زعم الصدق وهو في الحقيقة كاذب، سرعان ما 50 00:05:30,250 --> 00:05:42,160 يظهر عليه ذلك، وكذلك لا يحتاج إلى فكر أو روية، فإن 51 00:05:42,160 --> 00:05:49,480 الخلق إذا احتاج إلى فكر أو روية لا يسمى خلقا. 52 00:05:49,480 --> 00:05:57,080 انتبهوا إلى هذا المعنى، فهذا موضع سؤال في الامتحان. 53 00:05:57,080 --> 00:06:08,340 إذا ما جاءك سؤال في صح أو خطأ، أن الأخطاء نعم التي 54 00:06:08,340 --> 00:06:18,140 يقع فيها الإنسان تحتاج إلى فكر و روية حتى يتجنبها 55 00:06:18,140 --> 00:06:26,560 فهذه لا تسمى أخلاقا، فالأخلاق ما صدرت عن النفس 56 00:06:26,560 --> 00:06:37,600 بسهولة ويصدر من داخله، من كيانه، من أعماقه دون حاجة 57 00:06:37,600 --> 00:06:45,600 إلى فكر أو روية، فإذا تروى أو فكر فإن ذلك لا يكون 58 00:06:45,600 --> 00:06:53,040 خلقا وإنما يكون تمثيلا كما نرى من بعض المنافقين أو 59 00:06:53,040 --> 00:06:58,540 الكاذبين والعياذ بالله الذين يزعمون الصدق 60 00:06:58,540 --> 00:07:03,480 والأمانة والإخلاص والشجاعة وهم في الحقيقة على خلاف 61 00:07:03,480 --> 00:07:09,620 ذلك، إذا نخرج من هذا التعريف بمعلومتين مهمتين. 62 00:07:09,620 --> 00:07:18,760 المعلومة الأولى أنه لا يتصف فلان بخلق ما سواء كان 63 00:07:18,760 --> 00:07:26,840 هذا الخلق إيجابا أو كان سلبا إلا إذا تكرر منه هذا 64 00:07:26,840 --> 00:07:34,670 الخلق، أقول مرة أخرى، فلو أنه صدق مرة أو مرتين فلا 65 00:07:34,670 --> 00:07:42,770 يقال عنه صادق حتى يتكرر منه خلق الصدق، وكذلك 66 00:07:42,770 --> 00:07:50,850 بالنسبة للأخلاق السلبية، فلو أنه كذب مرة أو مرتين 67 00:07:50,850 --> 00:07:59,320 فإنه لا يقال عنه كاذب حتى يتكرر منه هذا الخلق 68 00:07:59,320 --> 00:08:07,440 السلبي، نعم، وأما ثانيا فإن الأخلاق لا تحتاج إلى 69 00:08:07,440 --> 00:08:17,840 فكر أو روية لأنها تصدر من الشخص بكل سهولة ويسر. 70 00:08:18,600 --> 00:08:24,820 نأتي الآن إلى العنوان الثاني وهو يترتب على التعريف 71 00:08:24,820 --> 00:08:31,420 مراحل توجيه الخلق في النفس الإنسانية إيجابا أو 72 00:08:31,420 --> 00:08:40,080 سلبا، فإن هذه المراحل ثلاثة، المرحلة الأولى التأثر 73 00:08:40,080 --> 00:08:44,200 بالخير والشر، المرحلة 74 00:08:46,140 --> 00:08:53,520 الثانية رسوخ هذا الخلق من خير أو شر في النفس 75 00:08:53,520 --> 00:09:00,680 الإنسانية واستقراره فيها، ثالثا انعكاس هذا الخلق 76 00:09:00,680 --> 00:09:05,500 على سلوك الإنسان وتصرفاته. 77 00:09:07,090 --> 00:09:13,210 إذا، المراحل التي يمر بها توجيه الخلق في النفس 78 00:09:13,210 --> 00:09:21,670 الإنسانية أو النفس البشرية، مراحل ثلاثة، وكل مرحلة 79 00:09:21,670 --> 00:09:27,490 من هذه المراحل تعتمد على ما قبلها، إذا لابد أن تحفظ 80 00:09:27,490 --> 00:09:36,830 هذه المراحل مرتبة، فأول هذه المراحل التأثر بالخير أو 81 00:09:36,830 --> 00:09:42,350 الشر، ماذا يترتب على هذه المرحلة؟ المرحلة الثانية 82 00:09:42,350 --> 00:09:51,630 وهي رسوخ هذا الخلق من خير أو شر واستقراره في النفس 83 00:09:51,630 --> 00:10:00,170 الإنسانية، ويترتب على هذا أيضا المرحلة الثالثة وهي 84 00:10:00,170 --> 00:10:06,150 انعكاس هذا الخلق على تصرفات هذا الشخص وعلى 85 00:10:06,150 --> 00:10:14,170 سلوكيته، إذا قلت لابد أن تحفظ هذه المراحل مرتبة لأنه 86 00:10:14,170 --> 00:10:19,530 قد يأتيكم سؤال، مثلا التأثر بالخير أو الشر يعتبر 87 00:10:19,530 --> 00:10:24,630 المرحلة الثانية من مراحل توجيه الخلق في النفس 88 00:10:24,630 --> 00:10:30,250 البشرية وهذا خطأ، أو استقرار هذا الخلق إيجابا أو 89 00:10:30,250 --> 00:10:35,960 سلبا يعتبر المرحلة الثالثة وهو المرحلة الثانية، 90 00:10:35,960 --> 00:10:41,760 فانتبهوا إلى هذه المراحل واحفظوها مرتبة، أما التأثر 91 00:10:41,760 --> 00:10:48,720 بالخير أو الشر وهو المرحلة الأولى فإنما يعود إلى 92 00:10:48,720 --> 00:10:56,840 خلق الإنسان وأنه إنسان ضعيف، وقد جاء القرآن الكريم 93 00:10:56,840 --> 00:11:03,450 بهذه الحقيقة، وخلق الإنسان ضعيف، فهذا الإنسان الضعيف 94 00:11:03,450 --> 00:11:12,230 قد يتأثر بالبيئة التي حوله من خير ومن شر، كما قال 95 00:11:12,230 --> 00:11:17,570 الله تبارك وتعالى: "زين للناس حب الشهوات من النساء 96 00:11:17,570 --> 00:11:23,890 والبنين والقناطير المقنطرة من ذهب وفضة والخيل 97 00:11:23,890 --> 00:11:29,170 المسومة والأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا، 98 00:11:29,170 --> 00:11:36,710 والله عنده حسن المآب"، فهذه كلها من زينة الحياة 99 00:11:36,710 --> 00:11:47,030 الدنيا من النساء والأموال من ذهب وفضة وخيل مسومة 100 00:11:47,030 --> 00:11:52,890 بمنزلة السيارات والحافلات في هذه الأيام، وكذلك 101 00:11:53,690 --> 00:12:01,990 المزارع من الأنعام والحرث، فهذه كلها سلاح ذو حدين، 102 00:12:01,990 --> 00:12:08,650 إما أن تكون في طاعة الله وإما أن تكون في معصية 103 00:12:08,650 --> 00:12:17,090 الله، فالزوجة سلاح ذو حدين، والأولاد سلاح ذو حدين، إن 104 00:12:17,090 --> 00:12:24,130 من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهن، نعم، فالمال و 105 00:12:24,130 --> 00:12:30,850 الذرية زينة الحياة الدنيا، والباقيات الصالحات خير 106 00:12:30,850 --> 00:12:38,730 عند ربك ثوابا وأعظم أجرا، فإياك أن تقع في المعصية 107 00:12:38,730 --> 00:12:47,660 وأنت تستعمل هذه النعم التي قد تكون نقمة في معصية 108 00:12:47,660 --> 00:12:53,880 الله تبارك وتعالى، وكذلك حذرنا الله تبارك وتعالى من 109 00:12:53,880 --> 00:13:00,220 الحياة الدنيا ومن الشيطان الرجيم حتى لا نقع في 110 00:13:00,220 --> 00:13:05,580 حمق الرذيلة، فالله تبارك وتعالى يقول: "فلا تغررنكم 111 00:13:05,580 --> 00:13:12,070 الحياة الدنيا، ولا يغررنكم بالله الغرور"، طبعا هذه هي 112 00:13:12,070 --> 00:13:19,330 الأدلة من القرآن الكريم في الكتاب المقرر، لكن يمكن 113 00:13:19,330 --> 00:13:24,710 أن نخرج عن الكتاب ونأتي بأدلة أخرى عن تأثر هذا 114 00:13:24,710 --> 00:13:31,320 الإنسان بالبيئة التي عيشها والتي يحياها، ولذا عليه 115 00:13:31,320 --> 00:13:38,960 الحذر حتى لا يستهويه الشيطان، وأعني بالشيطان شيطان 116 00:13:38,960 --> 00:13:46,080 الإنس قبل شيطان الجن، لأن شيطان الإنس أخطر من شيطان 117 00:13:46,080 --> 00:13:51,700 الجن، كما قال الله تعالى: "شياطين الإنس والجن يوحي 118 00:13:51,700 --> 00:13:56,520 بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا"، ورسول الله عليه 119 00:13:56,520 --> 00:14:01,040 الصلاة والسلام قال: "كل مولود يولد على الفطرة، يولد 120 00:14:01,040 --> 00:14:05,780 على الفطرة، يولد على التوحيد وعلى العقيدة الإسلامية 121 00:14:05,780 --> 00:14:13,320 فأبواه يهودانه إن كان يعيش في بيئة 122 00:14:13,320 --> 00:14:20,720 يهودية أو ينصرانه إن كان يعيش في بيئة نصرانية، أو 123 00:14:20,720 --> 00:14:28,780 يمجسانه إن كان يعيش في بيئة مجوسية، نعم، فالإنسان 124 00:14:28,780 --> 00:14:37,440 بسبب ضعفه قد يتأثر بالبيئة التي يحيى فيها، وكذلك 125 00:14:37,440 --> 00:14:42,680 حذرنا النبي عليه الصلاة والسلام من صاحب السوق، فمن 126 00:14:42,680 --> 00:14:49,350 قديم قالوا: "الصاحب بالصادق صاحب بالصين، إما إلى طريق 127 00:14:49,350 --> 00:14:55,630 الخير وإما إلى طريق الشر"، وضرب لنا مثال على ذلك، 128 00:14:55,630 --> 00:15:05,570 فالصاحب الخير والجليس الصالح مثل حامل المسك، إما أن 129 00:15:05,570 --> 00:15:15,400 يعطيك وإما أن تشم منه رائحة عطرة عبقة طيبة، أما جليس 130 00:15:15,400 --> 00:15:23,840 السوق الفاسق الفاجر والعياذ بالله، فمثله كمثل نافخ 131 00:15:23,840 --> 00:15:29,520 الكير وهو الحداد، إما أن تطير شرارة فتحرق ثيابك 132 00:15:29,520 --> 00:15:36,880 وإما أن تشم رائحة خبيثة منتنة، فالبيئة التي يعيش 133 00:15:36,880 --> 00:15:44,710 فيها الإنسان فعلا قد يتأثر فيها من خير ومن شر، فعلى 134 00:15:44,710 --> 00:15:50,050 الإنسان المسلم أن يلجأ إلى البيئة الصالحة وإلى 135 00:15:50,050 --> 00:15:56,750 الصحبة الصالحة، إلى بيوت الله من أجل الصلاة ومن 136 00:15:56,750 --> 00:16:04,110 أجل قراءة القرآن، نعم، ومن أجل قراءة الأوراد 137 00:16:04,780 --> 00:16:10,460 والمأثورات حتى يبقى على اتصال بربه تبارك وتعالى. 138 00:16:10,460 --> 00:16:16,320 وأختم بهذا الحديث الصحيح طبعا الذي مر معنا في أكثر 139 00:16:16,320 --> 00:16:20,240 من موضوعات، قد يذكر هذا الحديث عن بني إسرائيل في 140 00:16:20,240 --> 00:16:27,220 باب التوبة وكيف أن الله قد غفر له وقتل مائة نفس. 141 00:16:27,220 --> 00:16:36,710 قتل تسعًا وتسعين نفسًا ثم قتل الراهب كذلك يستدلوا 142 00:16:36,710 --> 00:16:41,630 ويستشهدوا بهذا الحديث أيضًا في باب العلم كما في موضع 143 00:16:41,630 --> 00:16:46,650 آخر فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عبد لكن أنا 144 00:16:46,650 --> 00:16:52,730 اليوم استشهد بهذا الحديث في باب البيئة البيئة 145 00:16:52,730 --> 00:16:58,550 الصالحة والبيئة الفاسدة وملخص هذا الحديث كما 146 00:16:58,550 --> 00:17:04,310 تعلمون أن شخصًا في بني إسرائيل قتل تسعًا وتسعين نفسًا 147 00:17:04,310 --> 00:17:09,750 ثم أراد أن يتوب فسأل راهبًا هل لي من التوبة قال له 148 00:17:09,750 --> 00:17:14,130 ليس لك من التوبة وقد قتلت تسعًا وتسعين نفسًا فقتله 149 00:17:14,130 --> 00:17:20,680 فأكمل بقتله المائة نفسًا ثم سأل عالمًا وهنا نقول 150 00:17:20,680 --> 00:17:25,780 الفرق كبير والبون شاسع بين العالم الفقيه وبين 151 00:17:25,780 --> 00:17:33,500 العابد الجاهل فمن عبد الله على جهل فكأنما عصاه نعم 152 00:17:33,500 --> 00:17:38,400 فسأل هذا العالم فقال له طب إلى الله من يحول بينك 153 00:17:38,400 --> 00:17:43,840 وبين الله فأبواب السماء مفتوحة وأبواب التوبة 154 00:17:43,840 --> 00:17:49,980 لا تُغلق أبدًا وربنا غفور رحيم يغفر الذنب ويقبل 155 00:17:49,980 --> 00:17:55,340 التوبة ويعفو عن كثير المهم أن هذا الرجل تاب إلى 156 00:17:55,340 --> 00:18:02,880 الله و لكن العالم نصحه أن يخرج من هذا البلد لأنها 157 00:18:02,880 --> 00:18:08,220 بيئة سوء هذا هو الشاهد في القصة لأن الإنسان قد 158 00:18:08,220 --> 00:18:13,340 يتأثر بالخير وقد يتأثر بالشر فهذه البيئة كانت 159 00:18:13,340 --> 00:18:19,920 بيئته شر وفساد وفجور ولا عياذ بالله فتحرك الرجل 160 00:18:19,920 --> 00:18:25,040 وقبل أن يصل إلى منتصف الطريق قبضه الله تبارك 161 00:18:25,040 --> 00:18:29,960 وتعالى فنهاية القصة تقول بأن الملائكة قد اختلفوا 162 00:18:29,960 --> 00:18:34,730 فيهم ملكة الرحمة تقول هو في الجنة لأنه جاء تائبًا 163 00:18:34,730 --> 00:18:40,250 وملكة العذاب تقول هو في النار لأنه قتل مائة نفس 164 00:18:40,250 --> 00:18:46,470 فأرسل الله إليهم ملكًا يحكم بينهم قال نقيص المسافة 165 00:18:46,470 --> 00:18:51,750 إن كان إلى أرض الصلاح أقرب فهو إلى الجنة وإن كان 166 00:18:51,750 --> 00:18:55,810 إلى أرض الفساد أقرب فهو إلى النار وهو لم يصل بعد 167 00:18:55,810 --> 00:19:02,240 إلى أرض الصلاح فكان إلى أرض الفساد أقرب فأمر الله 168 00:19:02,240 --> 00:19:08,940 أرض الصلاح أن تقربي وأرض الفساد أن تبعدي فلما 169 00:19:08,940 --> 00:19:13,980 قاسوا المسافة كان إلى أرض الصلاح أقرب فأدخله الله 170 00:19:13,980 --> 00:19:18,840 الجنة القصة طبعًا في صحيح مسلم وهي طويلة تذكر في 171 00:19:18,840 --> 00:19:22,720 أبواب العلم وفي أبواب التوبة وذكرته هنا في باب 172 00:19:22,720 --> 00:19:31,240 البيئة لأن هذا العالم الفقيه أمر هذا القاتل الذي 173 00:19:31,240 --> 00:19:38,150 هداه الله إلى التوبة وشرح صدره أن يخرج من بيئة 174 00:19:38,150 --> 00:19:45,970 الفساد إلى بيئة الصلاح نعم، إذا هذه هي أول المراحل 175 00:19:45,970 --> 00:19:51,850 التي يمر بها توجيه الخلق في النفس الإنسانية وهو 176 00:19:51,850 --> 00:19:59,410 التأثر بالخير أو الشر أما ثانيًا وقلت كلها مرتبة 177 00:19:59,410 --> 00:20:07,190 بعضها على بعض فإن المرحلة الثانية وهي رسوخ الخير أو 178 00:20:07,190 --> 00:20:13,290 الشر لماذا نقول هنا الخير أو الشر لأن الحديث عن 179 00:20:13,290 --> 00:20:19,710 الأخلاق بنوعيها الأخلاق الإيجابية ويرمز لها بالخير 180 00:20:21,840 --> 00:20:28,080 والأخلاق السلبية ويرمز لها بالشر فالإنسان إذا ما 181 00:20:28,080 --> 00:20:33,340 تأثر بالخير أو الشر فإن هذا الخلق من خير أو شر 182 00:20:33,340 --> 00:20:42,630 يرسخ ويستقر في نفس هذا الإنسان نعم والدليل على ذلك 183 00:20:42,630 --> 00:20:48,990 عندنا في الكتاب دليلان من السنة النبوية أما الدليل 184 00:20:48,990 --> 00:20:53,450 الأول فهو قوله عليه الصلاة والسلام مروا أولادكم 185 00:20:53,450 --> 00:20:59,930 بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنين وفرقوا 186 00:20:59,930 --> 00:21:07,770 بينهم في المضاجع بمعنى أن الإنسان لابد أن يعود 187 00:21:07,770 --> 00:21:18,050 صغاره وأن يعوض أطفاله منذ سبع سنين حتى يدرك لأنه 188 00:21:18,050 --> 00:21:24,170 قبل سبع سنين لا يكون مدركًا لا يفرق بين الطهارة 189 00:21:24,170 --> 00:21:30,750 وبين النجاسة لكن بعد سبع سنين قد يتدرب وهنا نقول 190 00:21:30,750 --> 00:21:38,820 من ناحية الفقهية لا يُطالب الطفل بوجوب الصلاة أو صوم 191 00:21:38,820 --> 00:21:48,520 أو حج قبل البلوغ لأن البلوغ هو شرط التكليف كما جاء 192 00:21:48,520 --> 00:21:53,300 في الحديث الذي سبق ذكره رفع القلم عن ثلاثة من 193 00:21:53,300 --> 00:22:00,550 النائم حتى يستيقظوا عن المجنون حتى يعقل وعن الصبي 194 00:22:00,550 --> 00:22:07,030 حتى يبلغ أو يحتلم ولكن قبل أن يصل إلى سن البلوغ 195 00:22:07,030 --> 00:22:16,450 لابد أن يتدرب وأن يتمرن هذا الطفل على الصلاة وعلى 196 00:22:16,450 --> 00:22:24,210 الصيام فلو صلى صحت صلاته ولو صام صحت صومه ولو حج 197 00:22:24,210 --> 00:22:30,710 حتى ولو لم يبلغ يصح حجه ولكنه لا يُطالب بذلك كما 198 00:22:30,710 --> 00:22:36,310 قلت وجوبًا إنما يستحب ذلك استحبابًا من باب التدريب 199 00:22:36,560 --> 00:22:43,660 ومن باب التمرين كما جاء في الشعر العربي وينشأ ناشئ 200 00:22:43,660 --> 00:22:50,640 الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه لأنه يتأثر كما 201 00:22:50,640 --> 00:22:55,850 قلنا في المرحلة الأولى بالبيئة وأول هذه البيئة هي 202 00:22:55,850 --> 00:23:01,950 الأبوان وبعد ذلك الشارع والمجتمع وبعد ذلك 203 00:23:01,950 --> 00:23:12,070 المدرسة أو الكلية والجامعة نعم وإذا كان صغيرًا فإنه 204 00:23:12,070 --> 00:23:18,830 مثل الأقصان الصغيرة صرعان ما تلينه في يديك فإذا ما 205 00:23:18,830 --> 00:23:29,310 يبثت فإنه يصعب تلينها وتمرينها فإنها تكسر كما قال 206 00:23:29,310 --> 00:23:35,150 الشعر العربي إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ولن تلين 207 00:23:35,150 --> 00:23:41,890 إذا قومتها الخشب وقد قالوا في وصف عدي بن حاتم وقد 208 00:23:41,890 --> 00:23:48,190 كان أبوه حاتم يضرب به المثل في الجودة وفي الكرم 209 00:23:48,190 --> 00:23:55,800 كما نعلم وقد جاءه يومًا ليلاً ضيوف فلم يجد من البعير 210 00:23:55,800 --> 00:24:01,760 والغنم فذبح لهم فرسه التي كانت بمنزلة سيارة أو 211 00:24:01,760 --> 00:24:06,920 حافلة في هذه الأيام فقال الشعر العربي يمدح عدي بن 212 00:24:06,920 --> 00:24:14,410 حاتم بأبه اقتدى عدي في الكرم ومي شابه أبه فما ظلموا 213 00:24:14,410 --> 00:24:20,930 هذا يتطلب كما قلنا التمرين والتدريب والتعويد منذ 214 00:24:20,930 --> 00:24:25,710 الصغر، لذا قال عليه الصلاة مروا أولادكم بالصلاة 215 00:24:25,710 --> 00:24:33,260 لسبع سنين قبل أن يتأثروا بالأفكار الدخيلة من 216 00:24:33,260 --> 00:24:39,120 علمانية أو شيوعية ونحو ذلك بسبب كبر سنهم و 217 00:24:39,120 --> 00:24:45,140 دخولهم الجامعات واختلاطهم بالناس واضربوهم عليها 218 00:24:45,140 --> 00:24:51,160 إذا بلغوا عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع لأن 219 00:24:51,160 --> 00:24:57,300 الشهوة قد تدب فيهم بعد عشر سنوات فلابد أن يكون لكل 220 00:24:57,300 --> 00:25:03,810 طفل فرشة ولحاف أو سرير ومعنى هذا الحديث أن لا 221 00:25:03,810 --> 00:25:10,350 يغطى ولدان بلحاف واحد أو بنتان بلحاف واحد فلكل 222 00:25:10,350 --> 00:25:17,570 فرشة ولحاف أو حتى إن كان هناك مال سرير ولحاف 223 00:25:17,570 --> 00:25:25,050 مستقل عن شقيقه عند النوم نعم وكذلك قوله عليه الصلاة 224 00:25:25,050 --> 00:25:31,030 والسلام في الحديث الذي يبين فيه الرسول عليه الصلاة 225 00:25:31,030 --> 00:25:38,410 والسلام نوعين من الخلق الخلق الإيجابي ويتمثل 226 00:25:38,410 --> 00:25:47,180 بالصدق والخلق السلبي ويتمثل بالكذب نعم هكذا يقول 227 00:25:47,180 --> 00:25:53,840 عليه الصلاة والسلام وإن الرجل لا يصدق ويتحرى الصدق 228 00:25:53,840 --> 00:26:02,900 نعم قفوا عند هذه الكلمة لعله في الكتاب خطأ مطبعي 229 00:26:02,900 --> 00:26:08,240 ويتحرى الصدق الصدق ليست موجودة في الكتاب ولكنها 230 00:26:08,240 --> 00:26:18,450 موجودة في الحديث وإن الرجل لا يصدق ويتحرص صدق حتى 231 00:26:18,450 --> 00:26:24,890 يُكتب عند الله صديقًا وصديق على وزن فعيل من صيغ 232 00:26:24,890 --> 00:26:32,630 المبالغة وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه عند التعريف ما هو 233 00:26:32,630 --> 00:26:39,710 تعريف الأخلاق هيئة راسخة يعني مستقرة في النفس 234 00:26:39,710 --> 00:26:47,510 البشرية أو الإنسانية تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر 235 00:26:47,510 --> 00:26:52,910 والمقصود بالأفعال هنا الأخلاق إما إيجابية كالصدق 236 00:26:54,010 --> 00:27:01,490 وإما سلبية كالكذب من غير حاجة إلى فكر أو روية فهي 237 00:27:01,490 --> 00:27:06,810 فعلًا كما قالت العرب في تعريف الخلق الطبيعة أو 238 00:27:06,810 --> 00:27:13,150 السجية أو العادة فلو دخل شخص من أهل الصدق فإنه 239 00:27:13,150 --> 00:27:17,470 يشار إليه بالبنان جاء الصادق الأمين وقد قيل ذلك في 240 00:27:17,470 --> 00:27:22,700 حق الرسول عليه السلام قبل البعثة بسنوات خمس عندما 241 00:27:22,700 --> 00:27:29,420 اختلفوا في رفع الحجر الأسود الأسعد نعم عندما رأوه 242 00:27:29,420 --> 00:27:32,980 وقد اشتهر النبي عليه السلام بهذا الجد جاء الصادق 243 00:27:32,980 --> 00:27:40,400 الأمين محمد وقد حكم بينهم ورضي الجميع وحق ندمه صلى 244 00:27:40,400 --> 00:27:45,820 الله عليه وسلم ولو اشتهر شخص بالكذب أيضًا فإن الكذب 245 00:27:45,820 --> 00:27:54,450 يصدر عنه دون فكر أو روية أو تأن أو تفكير بالصدق 246 00:27:54,450 --> 00:28:01,110 كما يقولون نعم هكذا هو الأخلاق تصدر عنها الأفعال 247 00:28:01,110 --> 00:28:07,130 بنوعها الإيجابية والسلبية من غير حاجة إلى فكر أو 248 00:28:07,130 --> 00:28:16,170 روية وقلت أيضًا بأن خلقًا ما لا يُوصف به شخص ما إلا 249 00:28:16,170 --> 00:28:23,500 إذا تكرر منه هذا الخلق فلو صدق مرة أو مرتين لا يُقال 250 00:28:23,500 --> 00:28:32,380 عنه صادق حتى يصبح هذا الخلق فيه سجية أو طبيعة أو 251 00:28:32,380 --> 00:28:39,510 عادة فيه تكلف كما أسلفنا وكذلك لو كذب مرة أو مرتين 252 00:28:39,510 --> 00:28:45,930 لا يُقال عنه كاذب حتى يصبح هذا الخلق سجية فيه أو 253 00:28:45,930 --> 00:28:54,210 طبيعة أو عادة ويتكرر منه وهذا يؤيده الحديث الذي 254 00:28:54,210 --> 00:29:02,620 بين أيدينا إن الرجل لا يصدق ويتحرى ضعوا خطأ تحته 255 00:29:02,620 --> 00:29:09,040 ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا صديق على وزن 256 00:29:09,040 --> 00:29:14,280 فعيل من صير المبالغة أو من أبنية المبالغة كما يقول 257 00:29:14,280 --> 00:29:22,590 أهل اللغة وكذلك في الأخلاق السلبية يتصف شخص بخلق 258 00:29:22,590 --> 00:29:27,990 سلبي كالكذب أو البخل أو الأنانية لغير ذلك التي 259 00:29:27,990 --> 00:29:31,730 سنأتي إليها ضمن مجموعة الأخلاق الإيجابية والسلبية 260 00:29:31,730 --> 00:29:38,190 حتى يتكرر منه هذا الخلق انظر أيضًا للحديث وإن الرجل 261 00:29:38,190 --> 00:29:46,540 لا يكذب ويتحرى الكذب أيضًا ليس فيه هنا الكذب فهو 262 00:29:46,540 --> 00:29:53,860 خطأ مطبعي في الكتاب انتبهوا إليه ويتحرى الكذب حتى 263 00:29:53,860 --> 00:30:01,360 يُكتب عند الله كذابًا كذاب أيضًا على وزن فعال من 264 00:30:01,360 --> 00:30:07,960 صيغ المبالغة نعم هذا ما أردنا أن نلفت الأنظار إليه 265 00:30:07,960 --> 00:30:15,640 أما ثالثًا فكما قلت هذا نتيجة طبيعية للمرحلة الأولى 266 00:30:15,640 --> 00:30:21,080 والمرحلة الثانية إذا المرحلة الأولى من مراحل توجيه 267 00:30:21,080 --> 00:30:26,500 الخلق في النفس الإنسانية هو التأثر بالخير أو الشر 268 00:30:26,500 --> 00:30:32,180 ينجم عن هذا التأثر بالخير أو الشر يعني بالأخلاق 269 00:30:32,180 --> 00:30:37,260 الإيجابية أو بالأخلاق السلبية إن عكاس هذا الخلق 270 00:30:37,260 --> 00:30:45,620 على سلوك الإنسان وتصرفاته بعد أن يستقر ويرسخ في 271 00:30:45,620 --> 00:30:55,560 نفسه وفي أعماقه فلا يُقال عن فلان مثلًا كريم حتى يتصف 272 00:30:55,560 --> 00:31:01,880 بهذا الكرم ولا يُقال أيضًا عن فلان بخيل حتى يتصف 273 00:31:01,880 --> 00:31:08,720 بهذا الخلق إلا وهو المخلوق وهكذا جميع الأخلاق 274 00:31:08,720 --> 00:31:18,960 إذا قلت ملحوظة مهمة جدًا وهي أن هذه المراحل قبل أن 275 00:31:18,960 --> 00:31:23,960 نودعها ونرحل إلى غيرها لابد أن تُحفظ مرتبة 276 00:31:23,960 --> 00:31:29,280 فالمرحلة الأولى التأثر بالخير أو الشر المرحلة 277 00:31:29,280 --> 00:31:35,520 الثانية رسوخ هذا الخلق إيجابًا أو سلبًا واستقراره 278 00:31:35,520 --> 00:31:40,640 في النفس البشرية أو الإنسانية ثالثًا ينجم عن ذلك 279 00:31:40,640 --> 00:31:49,780 انعكاس هذا الخلق من خير ومن شر من صدق ومن كذب من 280 00:31:49,780 --> 00:31:57,280 شجاعة ومن جبن من كرم ومن بخل إلى غير ذلك على 281 00:31:57,280 --> 00:32:05,660 سلوك هذا الشخص و تصرفاته نعم هذا هو المبحث الأول 282 00:32:05,660 --> 00:32:13,030 من مباحث نظام الأخلاق في الإسلام أما المبحث الثاني 283 00:32:13,030 --> 00:32:18,990 فهو بعنوان خصائص نظام الأخلاق في الإسلام وسوف 284 00:32:18,990 --> 00:32:25,650 نتعرض إلى خصائص خمسة أولا التعميم والتفصيل ثانيا 285 00:32:25,650 --> 00:32:35,150 الشمول ثالثا أنها ضابط لسلوك الإنسان و تصرفاته 286 00:32:35,150 --> 00:32:41,310 رابعا السواب و العقاب خامسا تلازمها مع الإيمان 287 00:32:41,310 --> 00:32:48,250 بالله نبدأ اليوم بالتعميم و التفصيل و نأتي إلى 288 00:32:48,250 --> 00:32:55,660 التعريف، التعميم ما هو مصطلح التعميم انتبهوا إلى 289 00:32:55,660 --> 00:33:04,320 ذلك لعله لم يأتي كالعادة تعريف الأخلاق أو تعريف 290 00:33:04,320 --> 00:33:10,780 العبادة أو تعريف النظم كما مر معنا وإنما جاءت ضمن 291 00:33:10,780 --> 00:33:17,820 الكلام فيمكن أن نعرف التعميم في نظام الأخلاق بأنه 292 00:33:17,820 --> 00:33:25,770 ورود الأخلاق على شكل قواعد عامة كلية، نعم هذا هو 293 00:33:25,770 --> 00:33:33,370 تعريف التعميم، ورود الأخلاق على شكل قواعد عامة كلية 294 00:33:33,370 --> 00:33:39,990 و سنأتي بعد قليل إلى ذكر المثال، أما التفصيل فهو 295 00:33:39,990 --> 00:33:48,930 ورود الأخلاق على شكل جزئيات مفصلة، نعم أنا أرى 296 00:33:48,930 --> 00:33:55,970 للأسف أخطاء مطبعية كثيرة، فانتبهوا إليها وأنا أصححها 297 00:33:55,970 --> 00:34:01,810 لكم، فالطبعة الجديدة فيها أخطاء سأقف عندها عند 298 00:34:01,810 --> 00:34:07,820 الوصول إليها، أما أمامي على الشاشة، على شكل جزئيات 299 00:34:07,820 --> 00:34:14,300 منفصلة، هذا خطأ، على شكل جزئيات مفصلة، إذا ما هو 300 00:34:14,300 --> 00:34:20,360 التعريف، إذا جاءكم في الامتحان ورود الأخلاق على شكل 301 00:34:20,360 --> 00:34:30,170 قواعد عامة كلية فقولوا أنه التعميم، من خصائص نظام 302 00:34:30,170 --> 00:34:34,730 الأخلاق في الإسلام، فإذا ما جاءت ورود الأخلاق على 303 00:34:34,730 --> 00:34:44,230 شكل جزئيات مفصلة فقولوا أنها التفصيل، نعم نأتي الآن 304 00:34:44,230 --> 00:34:49,670 إلى ضرب الأمثلة بخصوص القواعد العامة الكلية 305 00:34:49,670 --> 00:34:56,210 ومثالها آيتان في كتاب الله، نقتصر على ما اقتصر عليه 306 00:34:56,210 --> 00:35:00,230 الكتاب، أول هذه الآيات قوله تبارك وتعالى، وتعاونوا 307 00:35:00,230 --> 00:35:04,350 على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان 308 00:35:04,350 --> 00:35:12,890 ففي هذه الآية قواعد عامة كلية، البر والإثم والعدوان 309 00:35:12,890 --> 00:35:21,980 فالبر أيضًا له مصطلح عندنا في الكتاب، اسم جامع لكل 310 00:35:21,980 --> 00:35:30,120 عمل إيجابي يقوم به الإنسان تجاه غيره أو تجاه نفسه 311 00:35:30,120 --> 00:35:37,650 ويندرج تحتهذه القاعدة العامة الكلية وهي البر كل 312 00:35:37,650 --> 00:35:43,550 خلق إيجابي مثل الصدق ومثل الأمانة ومثل الكرم ومثل 313 00:35:43,550 --> 00:35:49,330 الشجاعة ومساعدة الإنسان وبر الوالدين والعطف على 314 00:35:49,330 --> 00:35:54,050 الأقارب وحب الأبناء والحنو عليهم والإنفاق على 315 00:35:54,050 --> 00:35:58,530 الفقراء المصلي إلى غير ذلك من كف الأذى والعمل من أجل 316 00:35:58,530 --> 00:36:05,200 الصالح العام، نعم هذا هو معنى البر، إذا ما هو مصطلح 317 00:36:05,200 --> 00:36:08,860 البر، وهذا أيضًا من المصطلحات التي تأتيكم في 318 00:36:08,860 --> 00:36:16,660 الامتحان، البر قاعدة عامة كلية وهو اسم جامع لكل 319 00:36:16,660 --> 00:36:24,560 عمل إيجابي يقوم به الإنسان إما تجاه نفسه وإما تجاه 320 00:36:24,560 --> 00:36:28,340 غيره، نعم وكذلك 321 00:36:30,530 --> 00:36:35,930 الإثم والعدوان أيضًا قواعد عامة كلية ولكنها سلبية 322 00:36:35,930 --> 00:36:45,630 فالاثم أيضًا هو اسم جامع لكل خلق سلبي يقوم به 323 00:36:45,630 --> 00:36:52,410 الإنسان تجاه نفسه أو تجاه غيره مثل الكذب مثل 324 00:36:52,410 --> 00:37:02,390 الخيانة مثل الغدر مثل الغش مثل الجبن مثل البخل مثل 325 00:37:02,390 --> 00:37:07,490 عقوق الوالدين وأذية الناس إلى غير ذلك من مجموعة 326 00:37:07,490 --> 00:37:12,590 الأخلاق السلبية التي سنأتي إلى ضرب أمثلة لها، و 327 00:37:12,590 --> 00:37:20,030 كذلك العدوان هو قاعدة عامة كلية سلبية، نعم و هي 328 00:37:20,030 --> 00:37:27,350 تشمل كل عدوان، فالعدوان قد يكون على الله و من يتعدى 329 00:37:27,350 --> 00:37:34,820 حدود الله فقد ظلم نفسه بالكفر والشرك والإلحاد أو 330 00:37:34,820 --> 00:37:39,400 بالمعصية والذنب والخطيئة، فهذا عدوان على الله، وقد 331 00:37:39,400 --> 00:37:44,600 يكون العدوان على النفس وذلك بالانتحار، فالانتحار 332 00:37:44,600 --> 00:37:52,180 أيضًا حرام وهو أخطر من قتل الغير لأنك لا تملك نفسك 333 00:37:52,180 --> 00:37:58,890 فالنفس بنيان الله وصنعة الرب تبارك وتعالى فلا يجوز 334 00:37:58,890 --> 00:38:05,370 لك أن تقتل نفسك أو أن تنتحر فهذا عدوان على النفس، و 335 00:38:05,370 --> 00:38:09,790 كذلك العدوان على الآخرين، والعدوان على الآخرين إما 336 00:38:09,790 --> 00:38:13,710 أن يكون بقتلهم 337 00:38:13,710 --> 00:38:21,260 و إزهاق أرواحهم وإراقة دمائهم، أو بتر أعضائهم، وإما 338 00:38:21,260 --> 00:38:26,220 أن يكون عدوانا على المال بغصب أرضهم أو سرقة 339 00:38:26,220 --> 00:38:30,080 أموالهم، إذا هذه الآية الكريمة وتعاونوا على البر 340 00:38:30,080 --> 00:38:35,320 والتقوى ولا تعاونوا على إثم العدوان، جمعت لنا قواعد 341 00:38:35,320 --> 00:38:40,000 عامة كلية، يرمز إلى القاعدة العامة الكلية 342 00:38:40,000 --> 00:38:45,220 الإيجابية بالبر، يرمز هنا إلى القاعدة العامة الكلية 343 00:38:45,220 --> 00:38:50,380 السلبية بالإثم والعدوان، وكذلك ما قيل في الآية 344 00:38:50,380 --> 00:38:54,120 الأولى، يقال في الآية الثانية وهي قوله تبارك وتعالى 345 00:38:54,120 --> 00:38:59,180 يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم 346 00:38:59,180 --> 00:39:04,260 والعدوان ومعصية الرسول، وتناجوا بالبر والتقوى 347 00:39:04,260 --> 00:39:10,140 واتقوا الله الذي إليه تحشرون، صدق الله العظيم، إن 348 00:39:10,140 --> 00:39:18,590 شاء الله، نختم الآن بفوائد التعميم حتى نكون على موعد 349 00:39:18,590 --> 00:39:23,650 في المحاضرة التالية، ما هي فوائد التعميم 350 00:39:23,650 --> 00:39:28,070 التعميم في نظام الأخلاق في الإسلام له فائدة 351 00:39:28,070 --> 00:39:36,030 الفائدة الأولى، وضع تصور عام عن نظام الأخلاق في 352 00:39:36,030 --> 00:39:42,610 التشريع الإسلامي، نعم، وضع تصور عام عن نظام الأخلاق 353 00:39:42,610 --> 00:39:46,830 في التشريع الإسلامي وبالتالي يسهل على المكلف 354 00:39:46,830 --> 00:39:55,990 التعرف على أسس هذا النظام والإلمام به، دون مشقة أو 355 00:39:55,990 --> 00:40:01,410 عناء، وخاصة من غير الإسلاميين الذين لا يريدون 356 00:40:01,410 --> 00:40:09,610 محاضرات طويلة أو لا يريدون فصولاً وأشهرًا مثل فصول 357 00:40:09,610 --> 00:40:17,270 الجامعة الإسلامية مثلا، وإنما يحتاجون إلى تصور عام 358 00:40:17,270 --> 00:40:21,310 عن نظام الأخلاق في الإسلام، والنبي عليه السلام كان 359 00:40:21,310 --> 00:40:30,050 يعلم الأعرابية الإسلام في ساعة واحدة، فيخرجوا داعية 360 00:40:30,050 --> 00:40:35,290 إلى قومه، ومنه الحديث الأعرابي الحديث الصحيح الذي 361 00:40:35,290 --> 00:40:41,370 رواه عمرو بن الخطاب عن سيدنا جبريل، نعم، وهذا الحديث 362 00:40:41,370 --> 00:40:50,860 استغرق مجلدات عند شرحه، نعم، فجبريل يسأل والنبي يجيب 363 00:40:50,860 --> 00:40:56,040 ما الإسلام، قال أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد 364 00:40:56,040 --> 00:41:01,480 رسول الله، وأن تقيم الصلاة وأن تؤتي الزكاة وأن تصوم 365 00:41:01,480 --> 00:41:06,040 رمضان وأن تحج البيت إن استطعت إليه سبيل الله، قال 366 00:41:06,040 --> 00:41:12,040 ما الإيمان وأركانه الستة، أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه 367 00:41:12,040 --> 00:41:17,220 ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله، ثم قال 368 00:41:17,220 --> 00:41:21,340 ما الإحسان، قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن 369 00:41:21,340 --> 00:41:25,220 تراه فإنه يراك، ثم سأله عن الساعة، فقال ما المسئول 370 00:41:25,220 --> 00:41:29,500 عنها بأعلم من السائل، ثم سأله عن أماراتها، فقال أن 371 00:41:29,500 --> 00:41:34,780 تلد الأمة ربها إذا كان المولود ذكرا أو ربتها إن 372 00:41:34,780 --> 00:41:40,300 كانت أنثى، وهنا الرب بمعنى السيد، وأن ترى الحفاة 373 00:41:40,300 --> 00:41:44,100 العراتة العالة، رعاء الشاة، كحال دول الخليج 374 00:41:44,100 --> 00:41:48,520 اليوم، يتطاولون في البنيان، ففي ساعة واحدة كان 375 00:41:48,520 --> 00:41:53,420 الأعرابي يكونوا قد تعلموا الإسلام وخرج داعية إلى 376 00:41:53,420 --> 00:41:58,560 الله تبارك وتعالى، نقف إلى هنا حتى نكمل في محاضرة 377 00:41:58,560 --> 00:42:04,810 تالية إن شاء الله إن أحيانا الله، التفصيل أيضًا من 378 00:42:04,810 --> 00:42:09,270 خصائص نظام الأخلاق في الإسلام، أقول قولي هذا 379 00:42:09,270 --> 00:42:13,850 وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله 380 00:42:13,850 --> 00:42:14,430 وبركاته