1 00:00:05,060 --> 00:00:09,100 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مُوجد الوجود 2 00:00:09,100 --> 00:00:13,460 الموجود قبل كل موجود والصلاة والسلام على خير 3 00:00:13,460 --> 00:00:19,360 الوجود سيدنا محمد وعلى صحبه إلى يوم الخلود معكم 4 00:00:19,360 --> 00:00:23,100 الباحث علي كمال محمد أبو عودة من كلية الأداب 5 00:00:23,100 --> 00:00:27,440 ماجستير اللغة العربية في الجامعة الإسلامية وضمن 6 00:00:27,440 --> 00:00:33,220 مصادر الأدب العربي بإشراف الدكتور وليد أبو ندا حفظه 7 00:00:33,220 --> 00:00:39,780 الله ورعاه، ونحن نشرف أن نتحدث عن كتاب قيم من كتب 8 00:00:39,780 --> 00:00:45,160 مصادر الأدب العربي وهو كتاب نشوار المحاضرة وأخبار 9 00:00:45,160 --> 00:00:51,400 المذاكرة للقاضي التنوخي وهو كتاب طريف جمع فيه 10 00:00:51,400 --> 00:00:57,160 المؤلف حكايات وأخبار تلقاها من أفواه الرجال يسرد 11 00:00:57,160 --> 00:01:02,520 فيها كثيرا من القصص والحكايات والأخبار النادرة التي 12 00:01:02,520 --> 00:01:07,840 لم يسبق إليها أحد، فلم ترد في كتب سابقة أو لاحقة 13 00:01:07,840 --> 00:01:12,800 مما جعل الكتاب ممتعًا لاجتماله على كثير من الطرائف 14 00:01:12,800 --> 00:01:19,730 والحكايات النادرة، وأنّ نشوار في أصلها كلمة فارسية، ما 15 00:01:19,730 --> 00:01:26,290 أصلها نشخوار ومعناها جِرّة الحيوانات المُشتَرَة، وقد 16 00:01:26,290 --> 00:01:30,470 استعملها التنوخي بمعنى الكلام الجميل والحديث 17 00:01:30,470 --> 00:01:36,290 الحسن، وكتاب النشوار عبارة عن توثيق وتدوين لليوميات 18 00:01:36,290 --> 00:01:41,730 والقصص التي رأى التنوخي أنّ المؤرخين لم يدونوها، وقد 19 00:01:41,730 --> 00:01:49,440 استغرق التنوخي في تأليفه للكتاب عشرين سنة، ترجمة 20 00:01:49,440 --> 00:01:55,900 المؤلف هو أبو علي المحسن ابن علي ابن محمد ابن أبي 21 00:01:55,900 --> 00:02:02,460 الفهم داود التنوخي البصري، قاضي وأديب وشاعر ومؤرخ 22 00:02:02,460 --> 00:02:07,640 ولد ونشأ في البصرة عام ثلاثمائة واثنين وسبعين 23 00:02:07,640 --> 00:02:12,960 للهجرة، أي في القرن الرابع الهجري، وهو قرن كثر فيه 24 00:02:12,960 --> 00:02:17,960 الكتاب والأدباء والمؤرخون، فعاصر التنوخي أسماء 25 00:02:17,960 --> 00:02:22,820 كبيرة مثل المتنبي وبديع الزمان الهمداني وأبي 26 00:02:22,820 --> 00:02:28,400 الفرج الأصباني وهو أحد شيوخه وابن الأنباري وأبو 27 00:02:28,400 --> 00:02:32,980 حيان التوحيدي والجرجاني والثعالبي وابن العميد و 28 00:02:32,980 --> 00:02:38,580 الشريف الرضي وغيرهم الكثير، وقد نشأ أبو علي بالبصرة 29 00:02:38,580 --> 00:02:45,220 نشأة علمية، فقد سمع الحديث في السادسة من عمره وبرز 30 00:02:45,220 --> 00:02:50,600 ونبغ، والإنسان يبرز وينبغ لعوامل داخلية كالاستعداد 31 00:02:50,600 --> 00:02:55,860 الذاتي نفسيًا ومعرفيًا وخارجية كالظروف الزمانية 32 00:02:55,860 --> 00:03:00,820 والمكانية والعائلية، وقد اجتمع في التنوخي العوامل 33 00:03:00,820 --> 00:03:06,530 الداخلية والخارجية معًا، تولى أبو علي القضاء في 34 00:03:06,530 --> 00:03:11,150 العديد من النواحي منها واسط والأهواز وتكريت وجزيرة 35 00:03:11,150 --> 00:03:16,770 ابن عمر، وسكن بغداد وتوفي فيها عام ثلاثمائة وأربعين 36 00:03:16,770 --> 00:03:21,810 وثمانين للهجرة، وولده بالمناسبة أيضًا قاضي وهو أبو 37 00:03:21,810 --> 00:03:26,710 القاسم وابنه علي أديب، روى الحديث عن أبيه، وروى 38 00:03:26,710 --> 00:03:32,020 الشعر عن أبي العلاء المعري وهو تنوخي أيضًا، الذي 39 00:03:32,020 --> 00:03:37,100 كتب له قصيدته المشهورة التي أولها: هات الحديث عن 40 00:03:37,100 --> 00:03:43,360 الزوراء أو هيت، كتب التنوخي بضعة كتب منها 41 00:03:43,360 --> 00:03:49,540 كتاب الفرج بعد الشدة وهو كتاب جميل يحث على التفاؤل 42 00:03:49,540 --> 00:03:54,400 وله كتاب المستجاد من فعلات الأجواد وهو أيضًا كتاب 43 00:03:54,400 --> 00:04:01,860 جميل يحوي فيه حوالي مئتي قصة من قصص الكرماء والقصص 44 00:04:01,860 --> 00:04:08,420 الطريفة، وله ديوان شعر، وكتاب نشواره في أصل تأليفه 45 00:04:08,420 --> 00:04:14,980 على أحد عشر مجلدًا، وبعد فقد جزء كبير منه قام 46 00:04:14,980 --> 00:04:19,460 المحقق عبود الشالجي بجمع الكتاب في ثمان مجلدات 47 00:04:19,460 --> 00:04:27,640 أربعة منها كاملة وأربعة كانت عبارة عن مستخرجات 48 00:04:27,640 --> 00:04:33,220 استخرجها المحقق من بطون الكتب التي نقلت عن النشوار 49 00:04:33,220 --> 00:04:40,340 قبل أن يفقد، أما عن مصدر الكتاب أو مصادر الكتاب فإنّ 50 00:04:40,340 --> 00:04:45,380 التنوخي اتخذ أحاديث الناس من مختلف فئات المجتمع 51 00:04:45,380 --> 00:04:51,320 مصدرًا لجمع مادته، ومن خلال مقدمة الكتاب يحدثنا 52 00:04:51,320 --> 00:04:55,560 المؤلف أنه اتصل بكثير من الناس ممن عرفوا أحاديث 53 00:04:55,560 --> 00:05:00,980 الملل والأخبار وأخبار الممالك والدول ووقفوا على 54 00:05:00,980 --> 00:05:07,540 محاسن الأمم ومعايبهم، وفضائلهم ومثالبهم، وسمعوا أخبار 55 00:05:07,540 --> 00:05:12,240 الملوك والكتاب والوزراء والسادة والبخلاء وذوي 56 00:05:12,240 --> 00:05:16,460 الكبر والخيلاء والأشراف والظرفاء والمحادثين 57 00:05:16,460 --> 00:05:21,720 والندماء والسفهاء والحلماء والمحدثين والفقهاء 58 00:05:21,720 --> 00:05:27,100 والفلاسفة والحكماء وأهل الآراء والأهواء والمتدبرين 59 00:05:27,100 --> 00:05:32,430 والمُدَبِّرين والمُترسِّلين والفصحاء والرجزاء والخطباء 60 00:05:32,430 --> 00:05:37,610 والعروضيين والشعراء والنسابين والرواة واللغويين 61 00:05:37,610 --> 00:05:43,190 والنحاة وشهود القضاء والأمناء والولاة والمتصرفين 62 00:05:43,190 --> 00:05:47,950 والكفاء والفرسان والأمجاد والشجعان والأنجاد والجند 63 00:05:47,950 --> 00:05:52,670 والقوات وأصحاب القدس والاستياد والجواسيس 64 00:05:52,670 --> 00:05:57,490 والمتخبرين والسعاة والغمازين والوراقين والمعلمين 65 00:05:58,360 --> 00:06:04,880 وهو يستعرض في ذكر هذه الأصناف التي جمع منها مادة 66 00:06:04,880 --> 00:06:09,900 الكتاب، وكانت هذه الأصناف تزيد عن مائة وخمسين صنفًا 67 00:06:09,900 --> 00:06:16,800 والوقت أضيق من أن أذكرها جميعها، وبعد ذلك بعد أن 68 00:06:16,800 --> 00:06:21,500 يذكر هذه الأصناف يقول: وكان القوم الذين استكثرت 69 00:06:21,500 --> 00:06:26,980 منهم وأخذت ذلك عنهم يحكونه في أثناء مذاكرتهم وفي 70 00:06:26,980 --> 00:06:33,180 عرض مجاراتهم نفياً للمساكَة واجتراءً للمُثافَنَة، وإِصالةً 71 00:06:33,180 --> 00:06:38,420 للمجالسة وفتحًا للمؤانسة وسيرة لأحاديث الدنيا 72 00:06:38,420 --> 00:06:43,880 ماضيها وباقيها، وتواصُفًا لسير أهلها وما جرى فيها 73 00:06:44,510 --> 00:06:49,550 وتمثيلًا بين ما شهدوه منها وسمعوه عنها وعانوه من 74 00:06:49,550 --> 00:06:55,190 تقلبها وقاسوه من تصرفها، وأخبروا به من عجائبها 75 00:06:55,190 --> 00:07:01,690 ويُوردون كل فن من تلك الفنون على حسب ما تقتضيه 76 00:07:01,690 --> 00:07:08,370 المحادثة، وتبعثه المفاوضة، فأُحفظ عليه ذلك في الحال 77 00:07:08,370 --> 00:07:13,440 واستفيده في أحوالي، ويقول التنوخي عن سبب تأليفه 78 00:07:13,440 --> 00:07:18,840 الكتاب: فلما تطاولت السنون ومات المشيخة الذين 79 00:07:18,840 --> 00:07:24,200 كانوا مادة هذا الفن، ولم يبق من نُضرائهم إلا اليسير 80 00:07:24,200 --> 00:07:29,020 الذي إن مات ولم يحفظ عنه ما يحكيه، مات بموته ما 81 00:07:29,020 --> 00:07:34,380 يرويه، وجدت أخلاق ملوكنا ورؤسائنا لا تأتي من الفضل 82 00:07:34,380 --> 00:07:41,170 بما بمثل ما يحتوي عليه تلك الأخبار من النبل، بل هي 83 00:07:41,170 --> 00:07:46,390 مُضادة لما تدل عليه تلك الحكايات من أخلاق المتقدمين 84 00:07:46,390 --> 00:07:53,100 وضرائبهم وطباعهم ومذهبهم، ويقول أنّ عصره وأهل عصره 85 00:07:53,100 --> 00:07:58,120 والرغبة في العلم معدومة، والهمة مباطلة مفقودة 86 00:07:58,120 --> 00:08:03,020 والاشتغال من العامة بالمعاشي قاطع وعن الرغبة 87 00:08:03,020 --> 00:08:09,800 بلذاتهم البهيمية مانع، أما عن منهج التنوخي في الكتاب 88 00:08:09,800 --> 00:08:15,360 فنجد أنّ التنوخي لم يصنف كتابه على أبواب مبوبة ولا 89 00:08:15,360 --> 00:08:21,450 أصناف مرتبة، فيقول: وأوردت ما كتبته مما كان في حفظي 90 00:08:21,450 --> 00:08:27,870 سالفًا مختلطًا بما سمعته آنفًا من غير أن أجعله أبواب 91 00:08:27,870 --> 00:08:33,670 مبوّبة ولا أصناف ولا أُصَنِّفه أنواعًا مرتبة، لأنّ فيه 92 00:08:33,670 --> 00:08:38,890 أخبارًا تصلح أن يُذاكر بكل واحد منها في عدة أماكن 93 00:08:38,890 --> 00:08:43,990 وأكثرها مما لو شغلت نفسي فيه بالنظم والتأليف 94 00:08:43,990 --> 00:08:50,290 والترتيب والتصنيف لَبَرِدَ واستثقل، وكان إذا وقف قارئه 95 00:08:50,290 --> 00:08:56,330 على خبر من أول كل باب فيه، علم أنّ مثله باقيه، فقلّ 96 00:08:56,330 --> 00:09:02,910 لقراءته جميعه ارتياحه ونشاطه، وضعف فيه توسطه 97 00:09:02,910 --> 00:09:08,990 واتساعه، ونجد أيضًا من منهجه كثرة الإسناد، والإسناد 98 00:09:08,990 --> 00:09:15,630 يزيد من دقة وصحة الرواية، فيعفي صاحبه من اتهامه 99 00:09:15,630 --> 00:09:21,490 بتأليف هذه القصص، ألزم المؤلف نفسه بأن لا ينقل من 100 00:09:21,490 --> 00:09:26,130 الكتب الأخرى ليتفرد بالمعلومات، ولكنه في بعض 101 00:09:26,130 --> 00:09:33,230 الأحيان وقع فيما حذر منه، ولنقرأ قصة من الكتاب أنّ 102 00:09:33,230 --> 00:09:38,710 رجلًا أراد أن يزور على رجل مرتعش اليد، فيقول 103 00:09:38,710 --> 00:09:43,430 التنوخي: حدثني أبو الحسين ابن عياش القاضي، قال: رأيت 104 00:09:43,430 --> 00:09:48,770 صديقًا لي على بعض زوارق الجسر ببغداد جالسًا في يوم 105 00:09:48,770 --> 00:09:54,070 ريح شديد وهو يكتب، فقلت: ويحكِ في مثل هذا الموضع، و 106 00:09:54,070 --> 00:09:59,130 مثل هذا الوقت؟ فقال: أريد أن أزور على رجل مرتعش و 107 00:09:59,130 --> 00:10:04,270 يدي لا تساعدني، فعمدتُ جلوسي هنا لتحريك الزورق 108 00:10:04,270 --> 00:10:11,960 بالموج في هذه الريح، فيجيء خطي مرتعشًا فيشبه خطه، وفي 109 00:10:11,960 --> 00:10:19,120 قصة أخرى نتعرف من النشوار... قصة أخرى نعرفها من 110 00:10:19,120 --> 00:10:23,660 النشوار أنّ خياطًا أحسن إلى الوزير ابن الفراد ذات 111 00:10:23,660 --> 00:10:28,780 يوم قبل أن يلي الوزارة، فلما ولي ابن الفراد الوزارة 112 00:10:28,780 --> 00:10:35,020 زاره الخياط فعرفه، فخيره: أيّهما أحب إليك الجائزة أم 113 00:10:35,020 --> 00:10:41,600 الخدمة لنا؟ فقال الخياط: بل خدمة الوزير، فعمر له بألف 114 00:10:41,600 --> 00:10:45,500 دينار، أي ما يعادل ربع مليون دولار في وقتنا الحالي 115 00:10:45,500 --> 00:10:51,000 وأن يجعله رئيسًا على الخياطين في داره، ففعل به ذلك 116 00:10:51,000 --> 00:10:56,240 فما مضت عليه مديدة حتى صار صاحب عشرات الألوف، أي 117 00:10:56,240 --> 00:11:01,550 مليونير، نعجب صراحة عند قراءتنا في النشوار أنّ تكلفة 118 00:11:01,550 --> 00:11:05,770 الليلة الواحدة من ليالي الطرب والأنس من ليالي 119 00:11:05,770 --> 00:11:09,830 الوزير المهلبي ربما كلفت خمسة آلاف دينار، أي ما 120 00:11:09,830 --> 00:11:14,940 يعادل مليون ونصف مليون دولار، ونلاحظ في النشوار قدرة 121 00:11:14,940 --> 00:11:19,460 المحسن التنوخي على القص وبراعته في السرد وقدرته 122 00:11:19,460 --> 00:11:23,780 على إيراد التعابير البغدادية والعامة في وسط كلام 123 00:11:23,780 --> 00:11:29,460 جزل بطريقة لا تقلل من جمال النص بل تزيده فرادة 124 00:11:29,460 --> 00:11:36,880 وجمالًا، فيقول: بطل، ويقول: نيموه بدلًا من نوموه، ويقول 125 00:11:36,880 --> 00:11:43,000 هاتم بدل هاته، وقوله: اخرج برة، ويقول أيضًا: ما علينا 126 00:11:43,000 --> 00:11:49,200 منه ونحو ذلك عيوب الكتاب، عدم التبويب عند من اعتبره 127 00:11:49,200 --> 00:11:55,080 عيبا ونحن نراه مزية في باب التشويق والنقل من باب 128 00:11:55,080 --> 00:12:00,800 إلى آخر ومن الجد إلى الهزل أنه وقع في ما أراد عدم 129 00:12:00,800 --> 00:12:05,320 الوقوع فيه ونبه عليه أنه لا يريد أن ينقل من الكتب 130 00:12:05,320 --> 00:12:11,360 الأخرى مطلقا ليتفرد، أنه سقط في بعض التهافت في بعض 131 00:12:11,360 --> 00:12:16,540 الأحيان وبعض المواضع، قوله عن مصنفه أنه أخف على 132 00:12:16,540 --> 00:12:21,940 القلوب من الأذان، وأوصل، إذ ليس من سلامة الذوق أن 133 00:12:21,940 --> 00:12:26,940 يدعي المرء أن كلامه أخف على القلوب من كلمة الله 134 00:12:26,940 --> 00:12:32,970 أكبر الله أكبر، ملاحظات على النشوار أنه كتاب ممتع 135 00:12:32,970 --> 00:12:38,230 والأمتع فيه أنه لا يرتبط بعضه بالبعض، فتستطيع أن 136 00:12:38,230 --> 00:12:43,070 تقرأ كل يوم قصة من غير أن تتابع الكتاب، وتعزم على 137 00:12:43,070 --> 00:12:49,470 قلبك ثمان مجلة، وكثرة المجتمع المدني والناس الذين 138 00:12:49,470 --> 00:12:55,910 أخذ عنهم هذه القصص والحكايات، فنحو حوالي 150 صنفة 139 00:12:55,910 --> 00:13:02,170 من الناس، فحقيقة أنه قد روى عن أتا كل طبقات المجتمع 140 00:13:02,170 --> 00:13:10,350 في عصره، والكتاب صورة عصرية للقرن الرابع بكل أطيافه 141 00:13:10,350 --> 00:13:17,110 وأيضا نجد في الكتاب أنه أكثر من الأسانيد، وأن جودة 142 00:13:17,110 --> 00:13:21,810 الحكايات والقصص التي جمعها المحقق عبود الشالجي في 143 00:13:21,810 --> 00:13:26,960 بطون الكتب، أقل جودة من التي وردت بالنسخ الأصلية 144 00:13:26,960 --> 00:13:32,920 للنشوار، وقد نعزو ذلك لأن البعض كان يتصرف في النص 145 00:13:32,920 --> 00:13:39,880 ولم ينقله من النشوار بحرفيته، وأن التنوخي صاغ كل ما 146 00:13:39,880 --> 00:13:46,470 سمعوه في عبارة فصيحة محبوكة، لا قلق فيها ولا اضطراب 147 00:13:46,470 --> 00:13:51,770 وأن المحقق عبود الشالجي أديب، وهو محقق هذا الكتاب 148 00:13:51,770 --> 00:13:57,910 أديب مثل التنوخي، وبغدادي مثل التنوخي، وينظم شعرا 149 00:13:57,910 --> 00:14:04,490 وسطا مثل التنوخي، وعمل في القضاء محاميا، ومثل 150 00:14:04,490 --> 00:14:09,610 التنوخي، وصرف عنه أيضا مثل التنوخي، نختم بأبيات 151 00:14:09,610 --> 00:14:15,230 للقاضي التنوخي يقول فيها: لم أنسى شمس الدحا تطالعني 152 00:14:15,230 --> 00:14:22,090 ونحن في روضة على فرقي، وجفن عيني بدمعه شريق لما بدت 153 00:14:22,090 --> 00:14:28,700 في معصفر شرقيكانه أدمعي ووجنتها لما رأتنا .. لما 154 00:14:28,700 --> 00:14:35,620 رمتنا الوشات بالحدق ثم تغطت بكمها خجلا كالشمس غابت 155 00:14:35,620 --> 00:14:40,060 في حمرة الشفق، وفي قصيدة أخرى في النشوار قال أبو 156 00:14:40,060 --> 00:14:45,500 يوسف ابن عمر القاضي: قال يا محنة الله كفى فإن لم 157 00:14:45,500 --> 00:14:53,030 تكفى فخفى أما أنا أن ترحمينا من طول هذا التشفي، ذهبت 158 00:14:53,030 --> 00:14:59,590 أطلب بختي فقيل لي قد توفي ثور ينال الثرية وعالم 159 00:14:59,590 --> 00:15:06,370 متخفي، الحمد لله شكرا على نقاوة حرفي، وهذا والله 160 00:15:06,370 --> 00:15:11,790 تعالى أعلى وعلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته