1 00:00:19,070 --> 00:00:22,830 بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله 2 00:00:22,830 --> 00:00:28,570 وبركاته لازلنا نتحدث عن أهداف التربية الإسلامية 3 00:00:28,570 --> 00:00:32,350 أهداف التربية الإسلامية تكلمنا في المرحلة السابقة 4 00:00:32,350 --> 00:00:37,350 عن البناء الإيماني بالنسبة لشخصية الإنسان المسلم 5 00:00:37,350 --> 00:00:41,170 وتحدثنا كذلك عن البناء الروحي وقولنا إن البناء 6 00:00:41,170 --> 00:00:45,370 الإيماني والبناء الروحي بينهما علاقة وثيقة حتى إن 7 00:00:45,370 --> 00:00:49,910 كثيرًا من الكتب لا تفرق بينهما تجعل البناء الروحي هو 8 00:00:49,910 --> 00:00:55,570 ذاته البناء الإيماني اليوم سنستكمل الحديث عن 9 00:00:55,570 --> 00:00:59,770 البناء الخلقي، بينا في المرة السابقة أهمية 10 00:00:59,770 --> 00:01:04,880 الجانب الخلقي بالنسبة للإنسان وعرفنا أنه معيار 11 00:01:04,880 --> 00:01:10,320 الشخصية هو المعيار المؤشر على شخصية الإنسان 12 00:01:10,320 --> 00:01:19,540 الأخلاق أما ما سواه من كثرة الصوم والصلاة والصدقة 13 00:01:19,540 --> 00:01:24,860 كما عرفنا أنه ليس هو المعيار الصادق أو الأصيل الذي 14 00:01:24,860 --> 00:01:28,380 يعبر عن معدن الإنسان إنما الذي يعبر عن معدن 15 00:01:28,380 --> 00:01:34,490 الإنسان هو الأخلاق ونذكر بحديث تلك المرأة التي 16 00:01:34,490 --> 00:01:38,430 ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم وكانت كثيرة الصوم 17 00:01:38,430 --> 00:01:42,430 والصلاة والصدقة ولكنها تؤذي جيرانها فقال هي في 18 00:01:42,430 --> 00:01:46,850 النار إذا لم يكن الخلل لديها في المسألة العبادية 19 00:01:46,850 --> 00:01:51,250 كانت كثيرة الصوم والصدقة والصلاة لكن الخلل كان 20 00:01:51,250 --> 00:01:55,520 أين؟ في الأخلاق تؤذي جيرانها فقال هي في النار ثم 21 00:01:55,520 --> 00:02:01,480 ذكرت له أخرى ليست كثيرة صوم ولا صلاة ولا صدقة 22 00:02:01,480 --> 00:02:06,780 بمعنى كأنها تقتصر على الفرائض فقط ولكنها حسنة 23 00:02:06,780 --> 00:02:10,820 الخلق مع جيرانها فقال هي في الجنة هذا يدلنا على أن 24 00:02:10,820 --> 00:02:16,520 المعيار الصادق في الحكم على الشخصية هو الأخلاق أما 25 00:02:16,520 --> 00:02:22,660 القضايا المظهرية الأخرى فهذه لها وزنها لكن ليست هي 26 00:02:22,660 --> 00:02:27,280 المعيار الذي يعرف من خلاله الإنسان لا شك في هذا 27 00:02:27,280 --> 00:02:31,780 اليوم بعد ذلك سنتكلم عن بعض وسائل تنمية البناء 28 00:02:31,780 --> 00:02:36,900 الأخلاقي لدى الإنسان إيش أهم وسائل التي يمكن أن 29 00:02:36,900 --> 00:02:42,700 تتخذها التربية من أجل تنمية البناء الأخلاقي؟ 30 00:02:53,610 --> 00:02:59,270 كلام صحيح يعني كأننا نقول بناء عملية الترغيب أن 31 00:02:59,270 --> 00:03:02,790 الإنسان يرغب في الفضائل لما فيها من ميزات ولما 32 00:03:02,790 --> 00:03:06,530 فيها من ثمرات ولما لها من انعكاسات إيجابية على 33 00:03:06,530 --> 00:03:10,950 حياة الإنسان ثم النفور من الأخلاقيات المضادة 34 00:03:11,640 --> 00:03:15,600 للأخلاقيات أو الرذائل التي تضاد الأخلاق الفاضلة 35 00:03:15,600 --> 00:03:19,540 والحسنة ويكفي في ذلك إضافة إلى ما ذكرناه في المرة 36 00:03:19,540 --> 00:03:24,660 السابقة أنه كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما 37 00:03:24,660 --> 00:03:29,860 من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة بعد الإيمان 38 00:03:29,860 --> 00:03:34,680 بالله من حسن الخلق يعني حسن الخلق يأتي بعد الإيمان 39 00:03:34,680 --> 00:03:39,960 بالله مباشرة يأتي حسن الخلق ليُثقل ميزان العبد يوم 40 00:03:39,960 --> 00:03:44,260 القيامة وقد ذكرنا حديثًا في المرة السابقة أن النبي 41 00:03:44,260 --> 00:03:47,100 صلى الله عليه وسلم قال إن من أحبكم إلي وأقربكم 42 00:03:47,100 --> 00:03:52,520 مني منزلاً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا يعني الأحسن 43 00:03:52,520 --> 00:03:55,060 أخلاقًا هو الأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم 44 00:03:55,060 --> 00:03:58,680 والأقرب إليه يوم القيامة، وهذا دليل على أن معيار 45 00:03:58,680 --> 00:04:03,280 الشخصية، المعيار الحقيقي هو حسن الخلق، الشيء 46 00:04:03,280 --> 00:04:07,240 الثاني .. نعم؟ تكوين فصيلة علمية وقناعة عقلية 47 00:04:07,240 --> 00:04:09,940 بالطلاب الإصلاحية وإدارة وبيئة حصة المبادئ 48 00:04:09,940 --> 00:04:17,650 الإصلاحية الكلام صحيح يعني كلما عمقنا مفهومنا أكثر 49 00:04:17,650 --> 00:04:23,350 حول قيمة الأخلاق في حياة الناس بلا شك هذا يعطينا 50 00:04:23,350 --> 00:04:29,110 بصيرة علمية يعطينا معلومات يعطينا حقائق عن الأخلاق 51 00:04:29,110 --> 00:04:33,490 وبالتالي يزيد من تمسكنا بالأخلاقيات لا شك أن 52 00:04:33,490 --> 00:04:37,170 المجتمعات التي تسودها الأخلاق وقبل المجتمعات 53 00:04:37,170 --> 00:04:41,150 الأسرة التي تسودها الأخلاق الفاضلة لا شك أنها تكون 54 00:04:41,150 --> 00:04:44,790 أكثر أمنًا وأكثر استقرارًا وأكثر شعورًا بالسعادة 55 00:04:44,790 --> 00:04:51,270 والتماسك والانتماء، لا شك لكن الأسرة التي تغلب 56 00:04:51,270 --> 00:04:54,830 عليها الأخلاقيات أو الرذائل أو الأخلاقيات السيئة، 57 00:04:54,830 --> 00:04:58,050 لا شك أنه يكون فيها قدر كبير من التفكك، عدم الشعور 58 00:04:58,050 --> 00:05:02,130 بالأمن، الضياع، عدم الشعور بالانتماء الصادق لهذه 59 00:05:02,130 --> 00:05:07,680 الأسرة فالأمور هذه المفروض أنه نكون على بينة منها 60 00:05:07,680 --> 00:05:14,100 غير هيك عندنا أشياء في الأخير ترجع للورثة الفطرية 61 00:05:14,100 --> 00:05:18,040 حتى تصبح هذه أخلاقًا محببة ويشير الغزالي إلى أن 62 00:05:18,040 --> 00:05:23,340 اكتساب الأخلاق بمجاهدة النفس على أن اكتسابها فهذا 63 00:05:23,340 --> 00:05:30,750 يعني يحمل النفس على الكلام سليم وهذه النقطة أنا 64 00:05:30,750 --> 00:05:34,090 أعتبرها مهمة جدًا من الناحية التربوية، يعني كثيرًا 65 00:05:34,090 --> 00:05:39,910 ما نسأل هذا السؤال كيف يمكن للإنسان أن يكون صادقًا، 66 00:05:39,910 --> 00:05:44,990 أن يكون صبورًا، أن يكون قارئًا أكثر؟ والإجابات تطول 67 00:05:44,990 --> 00:05:47,730 أحيانًا، الإجابات تأخذ شكل فلسفي في كثير من 68 00:05:47,730 --> 00:05:52,010 الأحيان تكوين الرغبة وبناء كذا وكذا وكذا .. يعني 69 00:05:52,010 --> 00:05:56,090 .. لكن أقرب إجابة للحقيقة .. أفضل إجابة عملية أنّه 70 00:05:56,090 --> 00:06:00,770 إذا أردنا أن نكتسب خلقًا ما فأقرب الطرق لاكتسابه 71 00:06:00,770 --> 00:06:05,190 ممارسة هذا الخلق .. بشكل مباشر يعني إذا أردنا أن 72 00:06:05,190 --> 00:06:08,750 يكون الإنسان منا صادقًا مثلاً عليه بممارسة الصدق 73 00:06:08,750 --> 00:06:11,210 كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولا يزال الرجل 74 00:06:11,210 --> 00:06:16,190 يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صادقًا يكتسب 75 00:06:16,190 --> 00:06:19,690 هذا الخلق عن طريق الممارسة نفس الشيء في ال .. في 76 00:06:19,690 --> 00:06:24,670 الرذائل، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، يعني مش 77 00:06:24,670 --> 00:06:29,150 بس بيكذب وإنما يتوخى الكذب ويدقق فيه ويتفنن فيه 78 00:06:29,150 --> 00:06:33,330 بأساليب، حتى يكتب عند الله كذابًا في النهاية، فكما 79 00:06:33,330 --> 00:06:35,630 قال النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا، الحلم بالتحلم 80 00:06:36,220 --> 00:06:40,340 والعلم بالتعلم والصبر بالتصبر، بمعنى أنه إذا أردت 81 00:06:40,340 --> 00:06:43,660 أن تكتسب شيئًا فمارسه، واحد بيقول أنا والله ما أقدرش 82 00:06:43,660 --> 00:06:48,040 أصمد وأقرأ نصف ساعة، كيف لي أن أكون عندي جلد في 83 00:06:48,040 --> 00:06:52,060 القراءة، من دون فلسفات ولا مقدمات ولا شيء، عوّد 84 00:06:52,060 --> 00:06:56,410 نفسك ومارس، ابدأ وزي ما أنا قلت قبل هيك مرة من 85 00:06:56,410 --> 00:07:00,530 المرات قلت إنه لو كل يوم الإنسان زاد دقيقتين أو 86 00:07:00,530 --> 00:07:04,390 ثلاث بس يعني أنا لا أستطيع أن أجلس إلا نصف ساعة مش 87 00:07:04,390 --> 00:07:08,130 مشكلة اليوم نصف ساعة بكرة أزيد عليها ثلاث دقائق 88 00:07:08,130 --> 00:07:11,290 فقط تخيلوا الثلاث دقائق في ثلاثين يوم في الشهر 89 00:07:11,290 --> 00:07:15,870 كم هتكون؟ هتكون جدًا؟ هتكون ساعة ونصف، هكون عند 90 00:07:15,870 --> 00:07:19,630 استطاعة في خلال شهر أني أقفز من نصف ساعة إلى 91 00:07:19,630 --> 00:07:23,610 ساعتين وهذه قفزة نوعية وبعد ذلك لو طورت هذا الأمر 92 00:07:23,610 --> 00:07:27,630 ممكن في شهر ثاني أكون عندي قدرة على أني أصمد أربع 93 00:07:27,630 --> 00:07:31,170 ساعات أو أكثر هذا يعني أن الإنسان يعوّد نفسه يبدأ 94 00:07:31,170 --> 00:07:36,870 فممارسة الأمور هي التي تجعل الإنسان يمتلكها نفس 95 00:07:36,870 --> 00:07:41,590 الشيء بالنسبة للأخلاق كما تحدث الإمام الغزالي عن 96 00:07:41,590 --> 00:07:44,820 موضوع الرياضة إيش عنده موضوع الرياضة؟ موضوع الرياضة 97 00:07:44,820 --> 00:07:49,140 يعني الممارسة والمران، إن الإنسان يمارس الأخلاقيات 98 00:07:49,140 --> 00:07:53,760 ويرتاد عليها، يعتاد عليها شيئًا فشيئًا حتى تصبح جزء 99 00:07:53,760 --> 00:07:59,240 من سلوكه كيف عندما نتعود نحن على موضوع شرب الشاي 100 00:07:59,240 --> 00:08:04,220 مثلاً، كيف يصبح جزء من حياتنا وإذا فقدناه مرة، نجد 101 00:08:04,220 --> 00:08:08,520 كأننا فقدنا شيئًا عزيزًا، مش هيك؟ ونشتاق إليه وكذا 102 00:08:08,520 --> 00:08:12,720 حتى لو إنسان في وقته قدم لنا كأس من الشاي لا يساوي 103 00:08:12,720 --> 00:08:15,460 شيئًا بالنسبة للناحية المادية لكن الإنسان يرى أنه 104 00:08:15,460 --> 00:08:19,260 شيء رائع جدًا لأننا اعتدنا عليه أصبح جزء من حياتنا 105 00:08:19,260 --> 00:08:24,920 نفس الشيء الأخلاق الفاضلة لو صارت جزء من حياتنا، 106 00:08:24,920 --> 00:08:28,700 جزء من نمط حياتنا اليومي اللي متعودنا عليه، هنصبح 107 00:08:28,700 --> 00:08:33,420 فعلًا أناس نمارس الأخلاق بنوع من المتعة، بنوع من 108 00:08:33,420 --> 00:08:39,060 النشوة، وبنوع من السرور المجاهدة أو الرياضة أو 109 00:08:39,060 --> 00:08:43,600 الممارسة كما نسميها اليوم في مصطلحنا المعاصر فإذا 110 00:08:43,600 --> 00:08:48,060 إذا أردنا أن نكتسب أي خلق فعلينا أن نمارسه هذه 111 00:08:48,060 --> 00:08:52,500 أسرع وسيلة أما قضية كيف لي أن أكون قارئًا وكيف لي 112 00:08:52,500 --> 00:08:58,420 أن أكون صبورًا .. لا لا ابدأ مارس ستجد إجابات إجابات 113 00:08:58,420 --> 00:09:05,320 رائعة جدًا على هذا السؤال، المهم تبدأ تمارس وتجرب 114 00:09:05,320 --> 00:09:11,840 وترتاض وتستمر في العمل، غير ذلك، غير هذا .. أيوة؟ 115 00:09:11,840 --> 00:09:15,260 حاجة من مدارك إلى وسيلة وطاعة تتمنى أن الصلاة 116 00:09:15,260 --> 00:09:18,720 على الله تعالى وتبدأ في المدينة تعملها، تستعين 117 00:09:18,720 --> 00:09:20,280 بالصلاة وتستعين بالصلاة وتستعين بالصلاة وتعين 118 00:09:20,280 --> 00:09:23,680 بالصلاة وتعين بالصلاة وتعين بالصلاة 119 00:09:27,650 --> 00:09:32,870 تمام العبادة لها دور أخلاقي كبير جدًا بلا شك و 120 00:09:32,870 --> 00:09:36,290 تكلمنا يمكن يكون في المرة الماضية جزء من هذا الشيء 121 00:09:36,290 --> 00:09:40,450 أن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر الصوم يعلم 122 00:09:40,450 --> 00:09:47,100 الإنسان التقوى وكل عبادة لها مقصد سلوكي الحج نفس 123 00:09:47,100 --> 00:09:51,180 الشيء دورة جميلة جدا تعود الإنسان على الانضباط فمن 124 00:09:51,180 --> 00:09:54,300 فرض فيه إن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في 125 00:09:54,300 --> 00:09:59,080 الحج الصدقة التي يخرجها الإنسان ليست خسارة أو نقصة 126 00:09:59,080 --> 00:10:03,360 يخرجها من ماله لا إنما هي تطهر الإنسان وتزكيه تطهر 127 00:10:03,360 --> 00:10:07,930 الإنسان من البخل من الشح من البخل وتزكيه تنمي 128 00:10:07,930 --> 00:10:11,830 فيه الأخلاقيات الطيبة البذل الإنفاق الجود الكرم 129 00:10:11,830 --> 00:10:16,870 الشعور بشعور الآخرين الانتماء إلى المجتمع فهذا 130 00:10:16,870 --> 00:10:22,670 الكلام ينبغي علينا أن نتدبره لما للعبادات من دور 131 00:10:22,670 --> 00:10:28,550 في تنمية الأخلاق الصوم في ناس كثير بيقولك يعني كيف 132 00:10:28,550 --> 00:10:32,610 يعني لعلكم تتقون إيش علاقة التقوى بالصوم العملية 133 00:10:32,610 --> 00:10:38,040 سهلة يعني لو افترضنا إن الإنسان الآن في الصوم ما 134 00:10:38,040 --> 00:10:42,040 الذي يفعله بالضبط هو في الصوم؟ هو يترك طعامه وشرابه 135 00:10:42,040 --> 00:10:45,780 وشهوته من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية الصوم 136 00:10:45,780 --> 00:10:52,040 الآن الإنسان الصائم يترك أمورًا هي في أصلها حلال 137 00:10:52,040 --> 00:10:56,600 طيب مش هيك؟ لا يترك أمورًا خبيثة أو أنها محرمة إنما 138 00:10:56,600 --> 00:11:01,580 يترك الحلال الطيب عبادة لله طيب الإنسان الذي ترك 139 00:11:01,580 --> 00:11:08,090 الحلال الطيب بإرادته وعزيمته كيف تكون قدرته على ترك 140 00:11:08,090 --> 00:11:13,150 الخبيث المنكر المحرم؟ ستكون أسهل بكثير، أسهل بكثير 141 00:11:13,150 --> 00:11:16,390 ومن هنا تأتي التقوى، يعني يحصل التقوى لماذا؟ لأن 142 00:11:16,390 --> 00:11:21,410 ترك الحرام الخبيث سيكون أسهل بكثير عنده، لأنه ترك 143 00:11:21,410 --> 00:11:25,890 الحلال الطيب اللي في أصله حلال طيب، تركه ابتغاء 144 00:11:25,890 --> 00:11:28,190 مرضاة الله، فبالتأكيد هيكون من الباب الأول 145 00:11:28,190 --> 00:11:34,150 والأسهل أن يترك المحرمات والخبائث، فمن هنا بتأتي 146 00:11:34,150 --> 00:11:38,710 التقوى، الآن نحن نتحدث، نذكركم بالعنوان الأساسي 147 00:11:38,710 --> 00:11:40,930 الهدف الأول من أهداف التربية الإسلامية بناء 148 00:11:40,930 --> 00:11:45,690 الإنسان، مش هيك، تكوين الإنسان المسلم، اتكلمنا عن عدة 149 00:11:45,690 --> 00:11:49,450 بناءات في الإنسان، البناء الإيماني، البناء الروحي 150 00:11:49,450 --> 00:11:54,230 البناء الأخلاقي، الآن نكمل البناء العقلي، وهذا 151 00:11:54,230 --> 00:12:01,140 الكلام كله متعلق بالإنسان، طبيعي، العقل في الإسلام له 152 00:12:01,140 --> 00:12:04,480 قيمة كبيرة، كيف ذلك؟ 153 00:12:20,830 --> 00:12:25,330 وكان عارف بأن العقل هو ما يميز الإنسان عن باقي 154 00:12:25,330 --> 00:12:30,550 المخلوقات، واعتبر الإنسان .. اعتبر الإسلام قالوا 155 00:12:30,550 --> 00:12:36,790 ناس الذين عقلوا بقولهم، وصفهم، سُموا كُتُبهم، تمام، 156 00:12:36,790 --> 00:12:42,770 يعني النقطة الأولى، الإسلام لا شك أنه بين أهمية 157 00:12:42,770 --> 00:12:49,550 العقل ورفع من شأنه، العقل في الإنسان هو أولاً زينة .. 158 00:12:49,550 --> 00:12:54,510 زينة للإنسان، وأنتم تراون وتعلمون جيداً إن الإنسان 159 00:12:54,510 --> 00:13:01,310 إذا فقد عقله، الحقيقة إنه .. يعني تصرفاته تكون 160 00:13:01,310 --> 00:13:06,730 مذرية، إنسان لا يعقل يتصرف كدابة، فالعقل في الإسلام 161 00:13:06,730 --> 00:13:10,430 مجد تمجيدا كبيرا، وهو مصدر العلم .. مصدر القدرة 162 00:13:10,430 --> 00:13:15,790 على التعلم، التي بها، التي بها كُرِّم الإنسان، القدرة 163 00:13:15,790 --> 00:13:19,610 على التعلم، وأسجد الله سبحانه وتعالى ملائكته 164 00:13:19,610 --> 00:13:23,590 احتراماً وتقديراً لهذا المخلوق العجيب الذي لديه قدرة 165 00:13:23,590 --> 00:13:28,950 على التعلم والإضافة والاكتشاف والنهوض بالجانب 166 00:13:28,950 --> 00:13:33,230 المعرفي أو التعليمي، وجعل الإسلام العقل هو مناط 167 00:13:33,230 --> 00:13:37,880 التكليف، مناط التكليف بمعنى هو الذي يعلق عليه 168 00:13:37,880 --> 00:13:42,860 التكليف أو يبنى عليه التكليف، فإذا سقط العقل عن 169 00:13:42,860 --> 00:13:47,200 الإنسان، إذا فقد العقل، معناته أن التكليف سقط كذلك 170 00:13:48,160 --> 00:13:52,060 فالعقل مهم جداً، اللي قرآن الكريم تكلم كثيراً عن 171 00:13:52,060 --> 00:13:56,420 العقل، يكفي أنه مشتقات كلمة عقلة في القرآن الكريم 172 00:13:56,420 --> 00:14:03,100 يعقلون، تعقلون، من هذه التصريفات، ورد هذا التصريف 173 00:14:03,100 --> 00:14:07,840 بأنواعه المشتقة جميعا، وردت يعني في حوالي تسع 174 00:14:07,840 --> 00:14:12,860 وأربعين آية، تسع وأربعين آية اللي اتكلمت عن موضوع 175 00:14:12,860 --> 00:14:17,590 مشتقات العقل، يعقلون وتعقلون إلى آخره، فهذا دليل 176 00:14:17,590 --> 00:14:22,630 اهتمام بالعقل، هذا بخلاف الوظائف الأخرى للعقل 177 00:14:22,630 --> 00:14:26,630 يعني التفكر ذُكر في آيات، التدبر ذُكر في آيات 178 00:14:26,630 --> 00:14:30,410 الاستدلال، الاستنباط، لعلمه الذين استنبطونه منهم 179 00:14:30,410 --> 00:14:35,030 العلم، وهو أضيفة من وظائف العقل، ذُكرت مئات المرات 180 00:14:35,030 --> 00:14:39,230 في مئات الآيات، فهذا يعد عناية بالعقل كبيرة بلا شك 181 00:14:39,230 --> 00:14:47,360 الله سبحانه وتعالى أيضًا شنّ على الذين يعطلون عقولهم 182 00:14:47,360 --> 00:14:52,660 لأن اللي بيعطل العقل بيصبح كدب تماماً، لكن ميزته 183 00:14:52,660 --> 00:14:57,380 الدب عليه، ميزته، الدب عليه أنها يسيرها الغريزة 184 00:14:57,380 --> 00:15:00,420 الغريزة اللي أودعها الله سبحانه وتعالى فيها، تعرف 185 00:15:00,420 --> 00:15:04,640 بمقتضاها مصلحتها تلقائياً من غير تفكير، لكن الإنسان 186 00:15:04,640 --> 00:15:09,230 لو فقد العقل فإنه يكون أحط من الدابة، لأن الدابة 187 00:15:09,230 --> 00:15:12,990 بتسيرها الغريزة على الأقل بتعرف معنى الأمومة و 188 00:15:12,990 --> 00:15:16,430 العناية بصغارها، وكيف كذا عن طريق الغريزة التي 189 00:15:16,430 --> 00:15:20,990 أودعت بها، بتعرف أين تطعم وأين تشرب وأين تذهب و 190 00:15:20,990 --> 00:15:26,730 تروح وكيف تؤمن حياتها بالغريزة، لكن الإنسان لو عطل 191 00:15:26,730 --> 00:15:31,220 هذه القدرات يصبح أضل من الحيوانات، علشان هيك ربنا 192 00:15:31,220 --> 00:15:33,800 سبحانه وتعالى لما قال لهم قلوب لا يفقهون بها، و 193 00:15:33,800 --> 00:15:37,860 لهم أعين لا يبصرون بها إلى آخره، قال معقباً على ذلك 194 00:15:37,860 --> 00:15:43,180 أولئك كالأنعام، بس بعد هي قال بل هم أضل، أولئك هم 195 00:15:43,180 --> 00:15:47,180 الغافلون، يعني بالفعل الإنسان لو فقد القدرة على 196 00:15:47,180 --> 00:15:53,160 التمييز أو العقلان بلا شك يصبح أحط من الدابة، الأمر 197 00:15:53,160 --> 00:15:56,820 ليس شرط أنه معناته عطّل عقله بمعنى أصبح مجنوناً، 198 00:15:56,820 --> 00:16:01,260 لأ فيه أناس عقلاء، يعني الناس تحكم عليهم بالذكاء، 199 00:16:01,260 --> 00:16:05,180 عنده ذكاء، ويمكن يكون عنده تقصص ومتفوق في تقصصه، 200 00:16:05,180 --> 00:16:10,920 لكنه مع ذلك معطل لوظيفة العقل، فأيضاً يصبح أحط من 201 00:16:10,920 --> 00:16:14,760 الحيوان، من ناحية أنه دائرة اهتمامه، كل دائرة 202 00:16:14,760 --> 00:16:19,160 الاهتمام عنده فقط مطالب الجسد والشهوة والمال 203 00:16:19,160 --> 00:16:25,280 وانتهى الأمر، إذا أصبح الحيوان أكثر حظاً من الإنسان 204 00:16:25,280 --> 00:16:28,440 في هذه الأمور جميعاً، ما يتعلق بهذه الأمور كلها، 205 00:16:28,440 --> 00:16:32,180 مطالب الجسد أو الطعام أو الشراب، الحيوان أكثر حظاً 206 00:16:32,180 --> 00:16:36,200 من أي إنسان، فالإنسان دائماً بيبحث العاقل عن آفاق 207 00:16:36,200 --> 00:16:41,660 أخرى، عن آفاق أسمى، عن آفاق تشبع حاجاته، لأن 208 00:16:41,660 --> 00:16:45,600 الإنسان فقط لا يقتصر يعني حاجات الإنسان على حاجات 209 00:16:45,600 --> 00:16:49,860 الطعام والشراب والجسد وكذا، لا، وإنما للإنسان حاجات 210 00:16:49,860 --> 00:16:56,000 يعني عميقة، فيه حاجات للاستقرار، للأمن، للسعادة، للرضى 211 00:16:56,000 --> 00:16:59,760 حاجات أن يكون إنسان سامي له أهداف سامية في حياته 212 00:16:59,760 --> 00:17:04,740 هذا اللي بيميز الإنسان عن غيره، أما مطالب الجسد فهي 213 00:17:04,740 --> 00:17:10,640 لا تسد جوع الإنسان، طيب الآن في عندنا مجموعة من ال 214 00:17:10,640 --> 00:17:16,580 .. الوسائل التي تساهم في البناء العقلي 215 00:17:21,710 --> 00:17:26,630 خلينا نشوف إيش أهم الوسائل اللي بتستخدم في البناء 216 00:17:26,630 --> 00:17:27,690 العقلي، نعم؟ 217 00:17:30,840 --> 00:17:33,920 تدريب الإنسان على استخدام المنهج العلمي في التفكير 218 00:17:33,920 --> 00:17:38,600 المنهج العلمي في التفكير، ماذا يعني؟ إن الإنسان 219 00:17:38,600 --> 00:17:43,820 يفكر بطريقة مجردة، بطريقة موضوعية، بطريقة خالية من 220 00:17:43,820 --> 00:17:48,860 كل الشوائب، خالية من كل المشوشات، ليصل إلى الحقيقة 221 00:17:48,860 --> 00:17:52,460 بالطريقة السليمة المعروفة، لكن الوصول للحقيقة 222 00:17:52,460 --> 00:17:57,170 يعتريه أو يحول بيننا وبينه العديد من المعوّقات، أيش 223 00:17:57,170 --> 00:18:01,630 أهم المعوّقات التي تجعلنا لا نصل إلى الحقيقة 224 00:18:01,630 --> 00:18:05,630 بالطريقة التي ننشدها، بتعطل سيرنا نحو الحقيقة 225 00:18:05,630 --> 00:18:10,730 واكتشاف الصواب؟ في عندنا مجموعة أشياء تعطل هذه 226 00:18:10,730 --> 00:18:14,630 الأمور، وعلينا أن نتجنبها إذا أردنا أن نكون علميين 227 00:18:14,630 --> 00:18:17,230 وموضوعيين في التفكير، مش هيك؟ 228 00:18:43,640 --> 00:18:48,520 كويس، إذا النقطة الأولى، الهوى الذي يجمع على أهواء 229 00:18:48,520 --> 00:18:54,340 الهوى، الحقيقة الإنسان منهي عن الهوى مهما كان ولو 230 00:18:54,340 --> 00:18:59,660 تأملنا في الخطاب الذي هو موجه إلى نبي من الأنبياء 231 00:18:59,660 --> 00:19:04,460 لداود عليه السلام، ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل 232 00:19:04,460 --> 00:19:09,240 الله، نفس الشيء، الآية اللي موجودة عندكم حكاية الهوى 233 00:19:09,240 --> 00:19:13,780 هذه تحرف الإنسان عن الوصول إلى الحق، لأن الإنسان 234 00:19:13,780 --> 00:19:18,440 إذا هو شيئاً والهوى معناه كما ذكر الإمام ابن القيم 235 00:19:18,440 --> 00:19:22,920 معنى مختصر وجميل، قال الهوى هو ميل الطبع لما يلائمه 236 00:19:22,920 --> 00:19:27,080 ميل الطبع .. ميل طبع الإنسان لما يلائمه، فإذا 237 00:19:27,080 --> 00:19:31,140 الإنسان عنده ميل إلى شيء، هذا سوف يحيطه عن الوصول 238 00:19:31,140 --> 00:19:35,500 إلى الحق، مش شيء، هيكون عنده رأي مسبق، يحكمه الهوى، 239 00:19:35,500 --> 00:19:39,280 بالتالي مش هيقدر يصل إلى الحقيقة، هذا معوق، يحول 240 00:19:39,280 --> 00:19:43,860 بينه وبين الوصول إلى الحقيقة، طيب المعوق الثاني؟ 241 00:19:43,860 --> 00:19:49,240 المعوق الثاني في الباب، نعم؟ التقليد، وهو التبور 242 00:19:49,240 --> 00:19:52,660 بالآراء والأفكار، يكون معرفة في قرَنها وفي ذلك 243 00:19:52,660 --> 00:19:57,900 تعطيل لِوظيفة العقل مما يؤدي إلى تمام التقليد 244 00:19:57,900 --> 00:20:02,040 التقليد، كذلك كذا من الأمور التي تحول بيننا وبين 245 00:20:02,040 --> 00:20:07,200 الوصول إلى الحق إنه الإنسان يقلد من سبقه أو يقلد 246 00:20:07,200 --> 00:20:11,960 الكلام الذي يسمعه أو يقلد المفاهيم التي تروج بين 247 00:20:11,960 --> 00:20:16,140 الناس وتشيع، مش بالضرورة تكون صحيحة، فالإنسان 248 00:20:16,140 --> 00:20:20,120 المجبول على التقليد اللي دائماً بيكون تابعاً، هذه 249 00:20:20,120 --> 00:20:23,860 ممكن تكون عائقاً من عوائق الوصول إلى الحق والحقيقة 250 00:20:24,500 --> 00:20:27,880 اللي هو التقليد وهذا الشيء اللي .. اللي .. ال .. 251 00:20:27,880 --> 00:20:32,560 القرآن الكريم شنّ على بعض الناس، وإذا قيل لهم 252 00:20:32,560 --> 00:20:36,080 اتبعوا ما أنزل الله، قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه 253 00:20:36,080 --> 00:20:40,520 آباءنا، تقليد، أولو كان آباءهم لا يعقلون شيئاً ولا 254 00:20:40,520 --> 00:20:45,190 يهتدون، يعني الإنسان يمكن أن يبرر له تقليد الناس في 255 00:20:45,190 --> 00:20:48,890 الخير، ممكن، أنا بقلد ناس مثلاً أخيار، في قضية 256 00:20:48,890 --> 00:20:53,130 الصدقة، في القراءة، في مسألة الفائدة، لكن التقليد 257 00:20:53,130 --> 00:20:56,010 في الأشياء التي لا يسندها العقل، هذا أمر معيب 258 00:20:56,760 --> 00:21:02,540 فبالتالي التقليد هذا ليس مطلوباً من الإنسان 259 00:21:02,540 --> 00:21:06,160 والتقليد هو إن الإنسان يتبع آراء معينة دون أن يعرف 260 00:21:06,160 --> 00:21:11,220 دليلها أو حجتها، بسيط، لمجرد أنه فلان قال هذا الكلام 261 00:21:11,220 --> 00:21:15,400 ممكن يحجب الحقيقة عنه وبالتالي التفكير العلمي 262 00:21:15,400 --> 00:21:19,160 يتطلب إنه نتخلص كمان من هذا الجانب، غير ذلك من 263 00:21:19,160 --> 00:21:22,980 المعوّقات، عندنا معوّقات ثانية، أيوة؟ 264 00:21:28,540 --> 00:21:33,140 الظن كذلك، هذا كلام صحيح، الظنون تحول بين الإنسان 265 00:21:33,140 --> 00:21:38,480 وبين الوصول إلى الحقيقة، لأن الظن هو شيء يُقذَف في 266 00:21:38,480 --> 00:21:43,100 النفس بِكُلّ بعض المقدمات، والإنسان من عنده يأتي 267 00:21:43,100 --> 00:21:46,500 ببقية النتائج التي لا يسندها لا دليل ولا برهان 268 00:21:46,500 --> 00:21:49,340 بمجرد ظن، علشان هيك النبي صلى الله عليه وسلم قال 269 00:21:49,340 --> 00:21:53,440 اياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، والقرآن الكريم 270 00:21:53,440 --> 00:21:58,960 ذكر لنا، قال إن الظن لا يُغني من الحق شيء، الظن هذه 271 00:21:58,960 --> 00:22:01,640 الفكرة اللي أحياناً يلقيها الشيطان أو يلقيها حديث 272 00:22:01,640 --> 00:22:06,720 النفس لدينا، فنشك أو نظن أو كده، هذا ليس منهجاً علمياً 273 00:22:06,720 --> 00:22:10,540 المنهج العلمي أن الإنسان يصل إلى الأمر بيقين و 274 00:22:10,540 --> 00:22:15,280 بأساليب جميلة وبأدلة معينة، أما الظن فهو يعتبر من 275 00:22:15,280 --> 00:22:19,240 ضمن الأشياء التي تحول بيننا وبين الوصول إلى الحق 276 00:22:19,240 --> 00:22:24,160 غير هيك من الأمور اللي بتعطل وصولنا إلى الحق، نعم 277 00:22:39,900 --> 00:22:44,760 الكويس، هذا كلام صحيح، التسرّع هذا أحد المعوّقات أن 278 00:22:44,760 --> 00:22:49,420 الإنسان يتسرّع في الوصول إلى النتيجة، والإنسان فيه 279 00:22:49,420 --> 00:22:53,560 عجلة، ربنا سبحانه وتعالى مش قال خُلق الإنسان من عجل 280 00:22:53,560 --> 00:22:59,440 وكان الإنسان عجولاً، فالعجل هذه ممزوجة في الإنسان، 281 00:22:59,440 --> 00:23:03,360 الإنسان يستعجل، كل شيء يحب أن يصل إليه وإلى نتيجته 282 00:23:03,360 --> 00:23:09,010 بسرعة، فبالتالي هذا التسرع قد يفقد الإنسان الاهتداء 283 00:23:09,010 --> 00:23:12,790 إلى الصواب أو إلى الحق، علشان هيك بدؤوا يتثبتوا، يتبينوا 284 00:23:12,790 --> 00:23:18,310 يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن 285 00:23:18,310 --> 00:23:22,590 تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين 286 00:23:22,590 --> 00:23:26,590 فالقرآن ينبهنا إلى أن هذا السبب من أسباب تجاوز 287 00:23:26,590 --> 00:23:32,150 الحق وعدم الإصابة للحق، فالإنسان مطلوب أن يتبين 288 00:23:32,150 --> 00:23:37,590 أن يتثبت، أن يكون عنده تأني، عنده تأنٍّ، عنده حلم، عنده 289 00:23:37,590 --> 00:23:43,890 أناة، هذا الذي يصل إلى الحقيقة، طبيعي في هناك يعني 290 00:23:43,890 --> 00:23:49,570 آية تتحدث عن تربية المتعلم على مبدأ الاستدلال 291 00:23:49,570 --> 00:23:55,650 المثمر، إيش هي هذه الآية؟ لتوصّلنا إلى هذا الجانب.. 292 00:23:55,650 --> 00:24:04,970 أيوة، هناك طبعًا.. اه والله أخرجكم من بطون 293 00:24:04,970 --> 00:24:09,830 أمهاتكم لا تعلمون شيئًا، وجعل لكم السمع والأبصار 294 00:24:09,830 --> 00:24:14,410 والأفئدة لعلكم تشكرون، تمام، يعني الآية هنا 295 00:24:14,410 --> 00:24:18,970 تحدثت عن أمر، والله أخرجكم من بطون أمهاتكم 296 00:24:18,970 --> 00:24:23,200 لا تعلمون شيئًا، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة 297 00:24:23,200 --> 00:24:27,760 لعلكم تشكرون، يعني الله سبحانه وتعالى أخرجنا من 298 00:24:27,760 --> 00:24:32,800 بطون أمهاتنا، لسنا مزودين بأدوات المعرفة الناضجة 299 00:24:32,800 --> 00:24:36,840 الكاملة، لكن بعد ذلك، لما نضجت أسباب وأساليب و 300 00:24:36,840 --> 00:24:40,360 وسائل وأدوات هذه المعرفة، أصبح لنا قدرة على التعلم 301 00:24:40,960 --> 00:24:45,740 و جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة، العقول يعني 302 00:24:45,740 --> 00:24:51,280 لعلكم تشكرون، طب هل هذا.. هل هذه الآية بالمناسبة 303 00:24:51,280 --> 00:24:55,780 تتنافى مع الآية التي تقول فأقم وجهك للدين حنيفا 304 00:24:55,780 --> 00:24:59,500 فطرة الله التي فطر الناس عليها، نحن نقول إن الإنسان 305 00:24:59,500 --> 00:25:03,620 مزود بفطرة تميل به نحو الخير، لكن الآية هذه تقول 306 00:25:03,620 --> 00:25:08,440 لا تعلمون شيئًا، هل هناك يعني تعارض أو تنافي في ال 307 00:25:08,440 --> 00:25:16,090 ..لأ، طبعًا أكيد لا، هو المقصود بالفطرة، المقصود 308 00:25:16,090 --> 00:25:20,870 بالفطرة زي ما قلنا أنها تشبه البوصلة، البوصلة التي 309 00:25:20,870 --> 00:25:26,390 توجه الإنسان، تشعره بأن الحق مقرّب إليه ومحبوب لديه 310 00:25:26,390 --> 00:25:30,790 وأن التوحيد شيء أصيل فيه، بعد ذلك بيبقى مسألة 311 00:25:30,790 --> 00:25:35,790 التفاصيل العلمية هذه بنكتسبها عن طريق منافذ المعرفة 312 00:25:35,790 --> 00:25:40,170 المعروفة، السمع، البصر، سائر الحواس، بنحللها في عقولنا 313 00:25:40,170 --> 00:25:43,930 بتتحول إلى تجارب منظمة، مش هيك؟ لما بتتحول إلى 314 00:25:43,930 --> 00:25:49,270 معلومات منظمة وتجارب نافعة بنستفيد منها عن طريق 315 00:25:49,270 --> 00:25:54,750 التفكير العقلي، فبالتالي هذه تزيد بالعكس، تزيد الفطرة 316 00:25:54,750 --> 00:25:59,070 رسوخًا وتحافظ عليها، كل ما الإنسان تعلم أكثر، استخدم 317 00:25:59,070 --> 00:26:02,970 هذه الأدوات وهذه الحواس أكثر، بالتأكيد هذه ترسّخ 318 00:26:02,970 --> 00:26:08,210 عنده مطالب الفطرة بشكل أو بآخر، الشيء الثاني 319 00:26:12,710 --> 00:26:17,030 الآن بنتكلم برضه عن الوسائل.. وسائل تنمية عقلي 320 00:26:17,030 --> 00:26:21,110 المتعلم في موضوع البناء العقلي للإنسان، الأسلوب أو 321 00:26:21,110 --> 00:26:24,570 الوسيلة الثانية أن تربية المتعلم على الاستقلال في 322 00:26:24,570 --> 00:26:29,070 الرأي وتحريره من الإمعية 323 00:26:33,990 --> 00:26:38,230 كيف بنى الإسلام في نفوسنا هذا التوجه؟ خلّينا نذكر 324 00:26:38,230 --> 00:26:41,590 من خلال النقاط التي موجودة عندكم، الإسلام بنى فينا 325 00:26:41,590 --> 00:26:49,030 هذا الشيء وجعله أصيلاً.. أيوة؟ الإسلام 326 00:26:49,030 --> 00:26:49,450 بنى بنى بنى بنى بنى بنى بنى بنى بنى بنى بنى 327 00:26:51,980 --> 00:26:57,200 واحدة واحدة واحدة واحدة، يرفض استخدام النقطة الأولى 328 00:26:57,200 --> 00:27:01,740 الإكراه العقائدي، هذا كلام صحيح، يعني الإسلام كما 329 00:27:01,740 --> 00:27:06,520 تراه يعني رفض الإكراه العقائدي حتى في أخطر قضية 330 00:27:06,520 --> 00:27:10,120 يعني إيش معنى أخطر قضية؟ إن قضية الإيمان والكفر 331 00:27:10,120 --> 00:27:12,820 يترتب عليها خلود في الجنة أو خلود في النار، يعني 332 00:27:12,820 --> 00:27:17,400 القضية ليست سهلة، مسألة مصيرية، ومع ذلك الإسلام 333 00:27:17,400 --> 00:27:23,490 عرضها علينا عرضًا لكي يختار الإنسان موقفه من هذه 334 00:27:23,490 --> 00:27:28,440 الأمور بالعقل والتفكير، لا إكراه في الدين، قد تبين 335 00:27:28,440 --> 00:27:33,040 الرشد من الغي، يعني كأن الآية تقول لنا أن الإنسان 336 00:27:33,040 --> 00:27:36,400 الرشيد الذي يستخدم عقله بالطريقة الصحيحة سوف يختار 337 00:27:36,400 --> 00:27:40,560 الحق قطعًا، يعني لا إكراه في الدين، لكن لا مجال لأن 338 00:27:40,560 --> 00:27:43,740 نكره الناس على الدين، حتى الخطاب للنبي صلى الله 339 00:27:43,740 --> 00:27:47,760 عليه وسلم، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟ يعني 340 00:27:47,760 --> 00:27:52,280 القصد أن الإكراه غير وارد، الإسلام احترم 341 00:27:52,280 --> 00:27:56,680 عقل الإنسان لكي لا يكون إمعة باختياره ولا أن 342 00:27:56,680 --> 00:28:00,320 يكون مجبرًا كذلك، هذا الشيء الأول، الشيء الثاني 343 00:28:00,320 --> 00:28:04,740 الأمر الثاني في هذا الموضوع نعم، نقل للمتعامل 344 00:28:04,740 --> 00:28:08,300 اتباعًا قويًا وعدم التعامل بطريقة السلطة للتأثير و 345 00:28:08,300 --> 00:28:12,120 من الخوف لتأثير الآخرين، تفوق الله تعالى، اتخذوا 346 00:28:12,120 --> 00:28:16,630 أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله، بكيس، يعني هنا الآية 347 00:28:16,630 --> 00:28:21,730 هذه تبين أن في بعض الناس قد يتخذون كبراءهم 348 00:28:21,730 --> 00:28:28,350 معبودين من دون الله، لكن كيف يتخذونهم معبودين؟ هذا 349 00:28:28,350 --> 00:28:32,330 في حديث عدي بن حاتم واضح، الحديث الصحيح، لما جاء 350 00:28:32,330 --> 00:28:36,970 وكان يضع في عنقه صليبًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم 351 00:28:36,970 --> 00:28:41,050 قوله تعالى لما رأى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا 352 00:28:41,050 --> 00:28:46,280 من دون الله، فقال له عدي ما عبدناهم، يعني نحن لم 353 00:28:46,280 --> 00:28:49,760 نعبدهم، كيف اتخذناهم؟ فقال ألم يحلوا لكم الحرام 354 00:28:49,760 --> 00:28:55,660 ويحرموا عليكم الحلال فاتبعتموهم؟ قال بلى، قال فتلك 355 00:28:55,660 --> 00:28:59,360 عبادتهم، يعني أنت لما بتقلده على شيء سواء كان 356 00:28:59,360 --> 00:29:03,700 صحيحًا أو خاطئًا، هذا يعتبر نوعًا من مصادرة العقل وهو 357 00:29:03,700 --> 00:29:07,730 بالتالي شيء من العبادة، شيء من الاتباع والطاعة مش 358 00:29:07,730 --> 00:29:12,310 شيء، فالإسلام نبهنا كذلك من هذا الأمر لكي لا ننقلب 359 00:29:12,310 --> 00:29:15,910 إلى مجموعة من الإمعات الذين يتبعون من غير بصيرة 360 00:29:15,910 --> 00:29:20,170 غير ذلك في نقاط أخرى، أنا أعتقد أن الإسلام يتوقع أن 361 00:29:20,170 --> 00:29:23,490 تكونوا اتقاءً من الإمعية، كما جاء في كوجه النبي في 362 00:29:23,490 --> 00:29:26,530 كلام النبي، لا تكونوا إمعة، تقولون إن أحسن.. 363 00:29:26,530 --> 00:29:29,790 إن أحسن الناس أحسننا وإن ظلموا ظلمنا، ولكن واطلوا 364 00:29:29,790 --> 00:29:33,990 أنفسكم، إن.. إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أحسنوا 365 00:29:33,990 --> 00:29:38,520 فلا.. اه كلام صحيح، يعني الحديث هذا وإن كان فيه 366 00:29:38,520 --> 00:29:44,280 مقال يعني من ناحية السند، لكن مع ذلك معناه صحيح، أن 367 00:29:44,280 --> 00:29:49,640 الوصية أن لا يكون الإنسان إمعة، الإمعة هو 368 00:29:49,640 --> 00:29:52,940 الذي يقلد، هو الناعق يعني الذي يقلد كل ناعق أو 369 00:29:52,940 --> 00:29:56,400 الإنسان الذي يحاكي الناس من غير بصيرة ولا دليل ولا 370 00:29:56,400 --> 00:30:01,000 برهان، فلما بيقول لا تكونوا إمعة تقولوا إن أحسن 371 00:30:01,000 --> 00:30:04,520 الناس أحسننا وإن أساء أسأنا، يعني كأنه الإنسان 372 00:30:04,520 --> 00:30:08,000 بيقول أنا مع الناس، أنا مع الناس إن أحسنت وأحسنت 373 00:30:08,000 --> 00:30:13,000 وإن أساء أسأت، لا، هو المطلوب في الإنسان أن يوطّن 374 00:30:13,000 --> 00:30:17,320 نفسه جيدًا، يكون عنده شيء من العقل واستقلال الرأي، إن 375 00:30:17,320 --> 00:30:21,020 أحسن الناس أن تحسنوا، لا مانع إن الإنسان لو أحسن 376 00:30:21,020 --> 00:30:25,910 الناس يحسن معهم هذا شيء مطلوب، لكن إن أساءوا لا هو 377 00:30:25,910 --> 00:30:29,170 الاتباع مش على كل الأحوال، وإن أساءوا ألا تظلموا، 378 00:30:29,170 --> 00:30:35,630 لا تسيئوا معهم يعني، كونوا مواطنين أنفسكم على أمر 379 00:30:35,630 --> 00:30:41,750 وإن خالف المجموع، إذا كان رأي المجموع خاطئ، غير 380 00:30:41,750 --> 00:30:47,880 ذلك أيضًا من الأشياء التي حمى بها الإسلام عقولنا، هل 381 00:30:47,880 --> 00:30:50,820 الإسلام عن التطليق للأعمال التي ياخذونها دون تمحيص 382 00:30:50,820 --> 00:30:54,000 أو منهج أو إعمال يبقى العقل فيها؟ يقولوا تعالى 383 00:30:54,000 --> 00:30:57,800 وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله، قالوا بل نتبع ما 384 00:30:57,800 --> 00:31:04,090 ألفينا عليه آباءنا، أو لو كان أباقهم ذلك، الكلام سليم، 385 00:31:04,090 --> 00:31:08,630 إذا التقليد الأعمى، التقليد من غير معرفة الدليل، 386 00:31:08,630 --> 00:31:13,650 أيضًا هذا شيء غير محبب في الإسلام، والآية التي 387 00:31:13,650 --> 00:31:17,870 تلاها قبل قليل، وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله، 388 00:31:17,870 --> 00:31:21,730 قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، النكران على 389 00:31:21,730 --> 00:31:26,110 إيش؟ مش على مجرد اتباع الآباء، أنكر عليهم القرآن 390 00:31:26,110 --> 00:31:30,730 اتباعهم للآباء على الخطأ، هذا الشيء الذي ينكر، 391 00:31:30,730 --> 00:31:34,310 لكن لو كان اتباعًا بالحق، بالعكس ربنا سبحانه وتعالى 392 00:31:34,310 --> 00:31:37,390 قال والذين اتبعوهم بإحسان، يعني في أحيان الاتباع 393 00:31:37,390 --> 00:31:40,710 يكون ميزة في الشيء الحق، في الشيء الطيب، لكن هنا 394 00:31:40,710 --> 00:31:46,520 الاتباع كان في أمور لا يسندها العقل ولا الهداية 395 00:31:46,520 --> 00:31:50,900 الحقّة، فيل القرطبي رحمه الله، كلام حول التقليد 396 00:31:50,900 --> 00:31:55,860 يقول التقليد ليس طريقًا للعلم ولا موصلًا إليه، لا في 397 00:31:55,860 --> 00:32:00,040 أصول ولا في فروع، وهذا قول العقلاء والعلماء وهذا 398 00:32:00,040 --> 00:32:04,940 صحيح، التقليد ليس طريقًا للعلم، إنما الإنسان يعمل 399 00:32:04,940 --> 00:32:10,280 عقله ويتحرر من التقليد، لا سيما في الأمور التي لا 400 00:32:10,280 --> 00:32:16,370 يسندها العقل والتمييز، الآن وسيلة أخرى والتدريب 401 00:32:16,370 --> 00:32:21,790 المتعلم على النقد الذاتي بدلًا من التفكير التبريري 402 00:32:21,790 --> 00:32:25,090 طب في الأول بدنا نتعرف على إيش معنى التفكير 403 00:32:25,090 --> 00:32:28,230 التبريري وإيش معنى النقد الذاتي، التفكير التبريري 404 00:32:28,230 --> 00:32:35,090 ماهو؟ ما معنى التفكير التبريري؟ التفكير التبريري 405 00:32:35,090 --> 00:32:39,150 هو نمط تفكير يُبرئ الإنسان نفسه ويُبرّمهم بطريقة مختلفة 406 00:32:41,650 --> 00:32:48,250 كويس، يعني هذا نمط يشعر الإنسان بأنه كامل وأنه بريء 407 00:32:48,250 --> 00:32:51,990 من الخطأ، وإن المسؤول عن الأخطاء التي تحدث دائمًا 408 00:32:51,990 --> 00:32:56,570 ليس هو وإنما الظروف والأحوال، مسؤول العمل ومدير 409 00:32:56,570 --> 00:33:00,950 العمل وظروف البيت وكذا، يعني يذكر كل شيء إلا نفسه 410 00:33:00,950 --> 00:33:06,030 الإنسان، هذا نمط من التفكير التبريري لا شك، وهذا 411 00:33:06,030 --> 00:33:11,120 التفكير في الحقيقة لا يصلح من شأن الإنسان، صاحب 412 00:33:11,120 --> 00:33:15,500 التفكير التبريري يكاد لا يصلح من شأنه، لأن هو مدام 413 00:33:15,500 --> 00:33:20,060 بيضع اللّامة ليس عليه وإنما على الآخرين، لما بيسأل 414 00:33:20,060 --> 00:33:23,520 الطالب مثلًا لو طبقنا على الطالب، لماذا يا فلان؟ 415 00:33:23,520 --> 00:33:27,020 لماذا يا فلانة كانت درجاتك في مادة التربية 416 00:33:27,020 --> 00:33:32,070 الإسلامية منخفضة؟ فصاحبة التفكير التبريري كيف تقول؟ 417 00:33:32,070 --> 00:33:37,390 بتقول والله الكتاب معقد وصعب، المدرس أيضًا لا يشرح 418 00:33:37,390 --> 00:33:42,870 بطريقة جيدة، الظروف، بنوصل للطابق الخامس واحنا 419 00:33:42,870 --> 00:33:48,970 تعبانين جدًا، الحر الشديد، المواصلات، تذكر كل شيء 420 00:33:48,970 --> 00:33:54,070 معدى ما عدا تقصيرها، لا تذكر أن أنا والله مثلًا قصرت 421 00:33:54,070 --> 00:33:57,130 الحقيقة لم أتخذ بالأسباب لم أقرأ إلا قبل بيوم 422 00:33:57,130 --> 00:34:01,970 ما كنت أتابع كنت أغيب لا تقول هذا وإنما بتقول أنه 423 00:34:01,970 --> 00:34:04,690 المدرس والكتاب والظروف وال... والكذا و 424 00:34:04,690 --> 00:34:09,470 المواصلات هذا نمط من التفكير التبريري الذي يبرر 425 00:34:09,470 --> 00:34:13,450 الإنسان من نتيجة الأخطاء وتحمل المسؤولية تجاهها 426 00:34:13,450 --> 00:34:18,850 وهذا نمط سيء جدا من أنماط التفكير التي لا تبشر بأن 427 00:34:18,850 --> 00:34:22,620 الإنسان مقدم على الإصلاح، خلاصة الإنسان صاحب التفكير 428 00:34:22,620 --> 00:34:25,520 التبريري راضي بهذا، دائما يلقي اللائمة على غيره 429 00:34:25,520 --> 00:34:31,080 ولا يشعر بِئن الخطأ طبعا الله سبحانه وتعالى لما 430 00:34:31,080 --> 00:34:35,640 يقول فلا تذكروا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى، هذا 431 00:34:35,640 --> 00:34:38,560 المقصود الإنسان مش دائما يحط في نفسه الكمال، يضع 432 00:34:38,560 --> 00:34:44,280 في نفسه الكمال وإنما الأخطاء من غيره، لأ، قل هو من 433 00:34:44,280 --> 00:34:48,750 عند أنفسكم، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما 434 00:34:48,750 --> 00:34:51,610 بأنفسهم، الآية التي ذكرناها أكثر من مرة، النقد 435 00:34:51,610 --> 00:35:01,570 الذاتي إيش معناه؟ معناه النقد الذاتي، أيوة؟ كلام 436 00:35:01,570 --> 00:35:05,690 صحيح، هذا تفكير عكس بخلاف التفكير الأول، يعني هذا 437 00:35:05,690 --> 00:35:10,110 التفكير، يعني يدرك هو الظروف الخارجية والمعوّقات، صح 438 00:35:10,110 --> 00:35:14,790 لكنه أكثر شيء بيوجّه اللوم لنفسه، بيقول أنا إيش 439 00:35:14,790 --> 00:35:18,210 الشيء المطلوب مني؟ ما الخطأ الذي وقعت فيه أنا؟ ما 440 00:35:18,210 --> 00:35:21,910 الشيء الذي أنا مسؤول عنه؟ وفي الحقيقة صاحب هذا 441 00:35:21,910 --> 00:35:27,570 التفكير يوشك أن يعدل ويرتقي، لماذا؟ لأنه الحقيقة 442 00:35:27,570 --> 00:35:31,930 لما كل إنسان منا يلتفت للأسباب التي تنطوي عليها 443 00:35:31,930 --> 00:35:37,310 نفسه، الأسباب الخاصة به، هو يستطيع أن يعالجها، لكن إذا 444 00:35:37,310 --> 00:35:40,910 ألقى باللائمة على الآخرين، يعني إيش الحل؟ الطالب 445 00:35:40,910 --> 00:35:43,990 الذي كان كسولًا ويقول أنا ألقي باللائمة على الكتاب 446 00:35:43,990 --> 00:35:46,870 وعلى المدرس وعلى المواصلات وعلى الظروف، ما الذي 447 00:35:46,870 --> 00:35:50,030 يُغيّر هذه الأشياء؟ صعب جدا، لكن لو قال أنا والله 448 00:35:50,030 --> 00:35:53,250 كنت مقصرًا وكان الأمر يحتاج مني إلى مداومة أكثر، إلى 449 00:35:53,250 --> 00:35:57,200 سؤال المدرس عن الأشياء الغامضة، إلى كذا وكذا، هذه 450 00:35:57,200 --> 00:36:01,200 بيقدر يصلحها، مظبوط ولا لا؟ يستطيع أن يبدل الكسل 451 00:36:01,200 --> 00:36:06,640 بالجد والنشاط ويستطيع أنه يبدل مثلًا الإهمال 452 00:36:06,640 --> 00:36:12,800 بالمتابعة والجد والاجتهاد، فدايمًا صاحب النقد الذاتي 453 00:36:12,800 --> 00:36:17,280 هو الذي يفوز ويستطيع أن يرتقي بنفسه، والآية الكريمة 454 00:36:17,280 --> 00:36:21,460 وما أبرأ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، هذه آية عنوان لنا في الموضوع تعطينا فكرة 455 00:36:21,460 --> 00:36:25,000 جيدة. 457 00:36:29,530 --> 00:36:34,150 الوسيلة الرابعة تدريب المتعلم على التفكير الجماعي 458 00:36:34,150 --> 00:36:38,670 بدلًا من التفكير الفردي، إيش المقصود بالتفكير 459 00:36:38,670 --> 00:36:42,610 الجماعي وما المقصود بالتفكير الفردي في الأول عشان 460 00:36:42,610 --> 00:36:49,190 نتعرّف، تفكير الجماعي ما معناه التفكير 461 00:36:49,190 --> 00:36:52,230 الجماعي والتفكير الفردي نريد أن نسمع منكم الفرق 462 00:36:52,230 --> 00:37:00,140 وبعد ذلك إن شاء الله تعالى بنعقب على الأمر، تفكير 463 00:37:00,140 --> 00:37:07,640 الجماعي، في الأول نبدأ بإيه؟ تفكير الجماعي 464 00:37:07,640 --> 00:37:10,360 في الأول نبدأ بإيه؟ تفكير الجماعي في الأول نبدأ بإيه؟ 465 00:37:10,360 --> 00:37:14,300 تفكير الجماعي في الأول نبدأ بإيه؟ تفكير الجماعي في 466 00:37:14,300 --> 00:37:15,840 أول نبدأ بإيه؟ تفكير الجماعي في أول نبدأ بإيه؟ تفكير 467 00:37:15,840 --> 00:37:16,860 الجماعي في أول نبدأ بإيه؟ تفكير الجماعي في أول نبدأ 468 00:37:16,860 --> 00:37:20,900 بإيه؟ تفكير الجماعي في أول نبدأ بإيه؟ تفكير الجماعي 469 00:37:20,900 --> 00:37:21,800 في أول نبدأ بإيه؟ تفكير الجماعي في أول نبدأ بإيه؟ 470 00:37:21,800 --> 00:37:23,490 تفكير الجماعي في أول نبدأ بإيه؟ هذه السفينة في 471 00:37:23,490 --> 00:37:28,650 البحر بدأت تتقاذفها الأمواج، فصاحب التفكير الفردي 472 00:37:28,650 --> 00:37:33,030 يفكر أنه كيف هو ينجو بنفسه، كيف ينجو بنفسه، 473 00:37:33,030 --> 00:37:36,310 فبتلاقيه مهتم أكثر شيء محور حول ذاته، بده يلبس 474 00:37:36,310 --> 00:37:40,130 سترة النجاة وبده في أقرب وقت يأخذ قاربًا من القوارب 475 00:37:40,130 --> 00:37:42,830 ولو قفز وحده حتى إلى الخارج، المهم هو بيفكر في 476 00:37:42,830 --> 00:37:46,950 نجاة نفسه، لكن صاحب التفكير الجماعي بيحاول في نجاة 477 00:37:46,950 --> 00:37:50,290 السفينة بأكملها، هي معنى الكلام، أنه لا يفكر في 478 00:37:50,290 --> 00:37:54,470 ذاته وإنما يفكر في مصلحة المجموعة، نفس الشيء لو كان 479 00:37:54,470 --> 00:37:58,730 في أشياء لها ضرر فردي وأضرار جماعية دائما بيحاول 480 00:37:58,730 --> 00:38:02,690 أنه يتخلص من الأضرار بمعناها الجماعي، أنا أريد أن 481 00:38:02,690 --> 00:38:05,770 أنقذ نفسي وأنّقذ الآخرين، أريد أن أتي بالمصلحة 482 00:38:05,770 --> 00:38:09,590 لنّفسي وللآخرين، هي صاحب التفكير الجماعي، صاحب 483 00:38:09,590 --> 00:38:14,110 التفكير الفردي زي ما قلنا متمحور حول ذاته، أنا 484 00:38:14,110 --> 00:38:20,270 مصلحتي المهم ونجاتي بخلاف التفكير الجماعي، التفكير 485 00:38:20,270 --> 00:38:23,390 المطلوب عندها في الإسلام هو التفكير الجماعي بلا شك 486 00:38:23,550 --> 00:38:27,890 وربنا سبحانه وتعالى حذّر من عدم الاهتمام بالتفكير 487 00:38:27,890 --> 00:38:32,530 الجماعي بقوله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا 488 00:38:32,530 --> 00:38:36,910 منكم خاصة، يعني إذا كنا بنفكر أن الذين يظلمون في 489 00:38:36,910 --> 00:38:41,210 المجتمع وهم طائفة من المجتمع الفتنة أو الفساد أو 490 00:38:41,210 --> 00:38:47,210 العذاب فقط يأتيهم وحدهم بنكون غلطانين، بالعكس هو 491 00:38:47,210 --> 00:38:53,630 العذاب ابتداءً وانتهاءً سيأتي للجميع، هيشمل... هيشمل 492 00:38:53,630 --> 00:38:59,410 الجميع، لأنه الإنسان الظالم أين يقع ظلمه؟ مش يبقى 493 00:38:59,410 --> 00:39:02,110 على أبرياء في النهاية؟ وهذا عذاب بهم في الأساس 494 00:39:02,110 --> 00:39:04,970 يعني، يعني الإنسان الذي يريد أن يسرق هذا إنسان 495 00:39:04,970 --> 00:39:09,330 ظالم، لكن سرقته ابتقى على من؟ على ناس أبرياء 496 00:39:09,330 --> 00:39:12,790 وطيبين، وممكن يسرق كمان حتى يذهب إلى الناس 497 00:39:12,790 --> 00:39:15,470 المُلتزمين أكثر، يقول هذول أموالهم حلال وأفضل، يعني 498 00:39:17,790 --> 00:39:24,230 فالقصد أنه الظلم لا يقتصر على الظلمة، ياريت أنه 499 00:39:24,230 --> 00:39:28,650 نتيجة الظلم والعذاب بيقتصر عليهم، لأ، إنما المسألة 500 00:39:28,650 --> 00:39:32,770 بدنا نفكر تفكير جماعي، النبي صلى الله عليه وسلم 501 00:39:32,770 --> 00:39:36,270 مثل لهذا الأمر بتمثيل جميل جدا لما بيقول مثل 502 00:39:36,270 --> 00:39:39,390 القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم 503 00:39:39,390 --> 00:39:42,890 استهموا على سفينة، اقترعوا فأصاب بعضهم أعلاها و 504 00:39:42,890 --> 00:39:47,010 بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا أرادوا أن 505 00:39:47,010 --> 00:39:50,450 يستقلوا ما صعدوا على من فوقهم، يعني صعدوا إلى 506 00:39:50,450 --> 00:39:55,490 الطابق العلوي فقالوا لو أننا خرقنا في نصيبنا خرقًا 507 00:39:55,490 --> 00:40:02,610 ولم نؤذي من فوقنا، يعني هنا بيقولوا أنه ليش ما نخرق 508 00:40:02,610 --> 00:40:06,890 خرقًا في نصيبنا الذي هو في أسفل السفينة وبالتالي لا 509 00:40:06,890 --> 00:40:11,210 نؤذي من فوقنا، طبعا الكلام هذا غير مبرر على الإطلاق 510 00:40:11,210 --> 00:40:17,270 وهذا بيصور على فكرة، بيصور نمط الناس المفسدين في 511 00:40:17,270 --> 00:40:21,930 المجتمع مفسدين، لكنهم يقولوا نحن مصلحون، طبعا فكان 512 00:40:21,930 --> 00:40:25,250 التبرير أنه نحن لا نريد أن نؤذي من فوقنا بدنا إيش 513 00:40:25,250 --> 00:40:28,590 نؤذيهم، طب الحل إيش؟ الحل إننا نفتح فتحة في السفينة 514 00:40:28,590 --> 00:40:32,870 نخرج خرقًا وبالتالي ستغرق السفينة بأكملها باللي فوق 515 00:40:32,870 --> 00:40:37,750 واللي تحت، هذا بيذكرنا بالإعلام الكاذب، إذا قيل لهم 516 00:40:37,750 --> 00:40:41,490 لا تفسدوا في الأرض، قالوا إنما نحن مصلحون، أغلب 517 00:40:41,490 --> 00:40:44,550 الناس سبحان الله الذي غير ملتزم وما عنده أخلاق 518 00:40:44,550 --> 00:40:48,550 ولا كذا لما بيظهر في الإعلام ويتكلم وكأنه حامل 519 00:40:48,550 --> 00:40:51,790 راية الإصلاح، كأنه حامل راية الإصلاح، ويريد أن ينقذ 520 00:40:51,790 --> 00:40:55,590 المجتمع من الرجعية ومن الضلال ومن الظلامية ومن كذا 521 00:40:55,590 --> 00:40:59,870 وكذا، وهو أكبر المفسدين، هو بيكون أكبر المفسدين 522 00:40:59,870 --> 00:41:04,810 فهنا هؤلاء يقولون المعلن يعني لو أننا خرقنا في 523 00:41:04,810 --> 00:41:08,450 نصيبنا خرقًا، الحقيقة أنه يريد أن يغرق السفينة، 524 00:41:08,450 --> 00:41:11,550 كالذين يريدون أن يغرقوا مجتمعاتنا في الرذيلة 525 00:41:13,640 --> 00:41:16,920 والخطيئة، لكن الشيء المعلن ولم نؤذي من فوقنا، يعني 526 00:41:16,920 --> 00:41:20,520 إحنا قصدنا كويس يعني، لا نريد أن نؤذي من فوقنا، 527 00:41:20,520 --> 00:41:23,300 وبالتالي إيش قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال 528 00:41:23,300 --> 00:41:26,740 فإنهم تركوهم وما أرادوا، إذا الآخرين بيقولوا طيب 529 00:41:26,740 --> 00:41:29,940 ما هم حرين يعني، يخرقوا في نصيب، يا ماذا مش نصيب 530 00:41:29,940 --> 00:41:33,560 ...شيلنا يعني، نصيبهم، هلكوا وهلكوا جميعا، الجميع 531 00:41:33,560 --> 00:41:38,620 هيغرقوا، إذا هم أخذوا على أيديهم ومنعوهم نجوا ونجوا 532 00:41:38,620 --> 00:41:43,260 جميعًا، الجميع سينجو، فهذه فكرة التفكير الجماعي 533 00:41:43,260 --> 00:41:48,960 التفكير الجماعي، أما التفكير الفردي القرآن الكريم 534 00:41:48,960 --> 00:41:53,800 لا شك أنه أيضًا في موضوع التفكير الجماعي، كيف الآية 535 00:41:53,800 --> 00:41:57,900 التي في صورة الجمعة، أنه كيف النبي صلى الله عليه 536 00:41:57,900 --> 00:42:03,290 وسلم كان إذا خطب الجمعة، في بعض الناس يستعجلون و 537 00:42:03,290 --> 00:42:07,230 يخرجون أو يتأخرون بسبب التجارة واللهو... هذه 538 00:42:07,230 --> 00:42:10,650 مصلحة خاصة، لكن المصلحة العامة الأصل أن يجتمع الناس 539 00:42:10,650 --> 00:42:14,710 ...أن يجتمع الناس على الحق وعلى الخير في المسجد 540 00:42:14,710 --> 00:42:18,410 فنزل فيهم آيات تبين هذا الأمر، وإذا رأوا تجارة أو 541 00:42:18,410 --> 00:42:22,390 لهو انفضوا إليها أسرعوا إليها وتركوك قائمًا يعني 542 00:42:22,390 --> 00:42:27,070 قائمًا تخطب في المسجد وبعض الناس انصرفوا للتجارة 543 00:42:27,850 --> 00:42:32,670 قولوا ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله 544 00:42:32,670 --> 00:42:39,730 خير الرازقين، مش هيك؟ طيب إن شاء الله تعالى المرة 545 00:42:39,730 --> 00:42:44,290 القادمة نتحدث عن البناء الاجتماعي والسلام عليكم 546 00:42:44,290 --> 00:42:45,430 ورحمة الله وبركاته