1 00:00:04,990 --> 00:00:07,630 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله 2 00:00:07,630 --> 00:00:11,130 الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول 3 00:00:11,130 --> 00:00:16,350 الله اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه 4 00:00:16,350 --> 00:00:23,630 وسلم أجمعين، أعزاء الطلاب، في مساق النظم الإسلامية 5 00:00:23,630 --> 00:00:30,050 قبل ذي بدء، وأرحبوا بكم جميعا في بداية فصل دراسي 6 00:00:30,050 --> 00:00:36,130 جديد، وأحييكم بتحية الإسلام العظيم، فسلام الله عليكم 7 00:00:36,130 --> 00:00:42,930 ورحمته وبركاته، سائلا المولى عز وجل لكم النجاح 8 00:00:42,930 --> 00:00:50,850 والتوفيق والسلامة والعافية من كل داء ووباء، اللهم 9 00:00:50,850 --> 00:01:00,130 آمين، النظم الإسلامية، المساق المطلوب من هذا الفصل 10 00:01:01,170 --> 00:01:07,230 صنفه ثلاثة من زملائنا في كلية الشريعة والقانون في 11 00:01:07,230 --> 00:01:14,630 الجامعة الإسلامية بغزة، وهم: أولا، المرحوم بإذنه 12 00:01:14,630 --> 00:01:20,470 تبارك وتعالى الدكتور أحمد إدياب، إشوذح نسأل الله 13 00:01:20,470 --> 00:01:25,130 تبارك وتعالى أن يغفر له وأن يرحمه وأن يسكنه فسيح 14 00:01:25,130 --> 00:01:30,970 جنانه، اللهم آمين، ثانيا، الدكتور ماهر أحمد السوسي 15 00:01:30,970 --> 00:01:37,990 حفظاه الله، وثالثا، الدكتور زياد إبراهيم مقداد، حفظاه 16 00:01:37,990 --> 00:01:49,310 الله، وكتاب النظم الإسلامية عبارة عن فصل تمهيدي وستة 17 00:01:49,310 --> 00:01:57,990 فصول دراسية، وليست كلها مطلوبة في الامتحان، فالمقرر 18 00:01:57,990 --> 00:02:06,470 منها: أولا، الفصل التمهيدي كاملا، وثانيا، الفصل 19 00:02:06,470 --> 00:02:12,310 الثاني مطلوب كاملا، وهو بعنوان العبادة في الإسلام 20 00:02:12,310 --> 00:02:21,570 وكذلك الفصل الثالث، وهو بعنوان نظام الأخلاق في 21 00:02:21,570 --> 00:02:27,290 الإسلام، وهو مطلوب كاملا، والفصل الرابع أيضا مطلوب 22 00:02:27,290 --> 00:02:34,050 كاملا، وهو بعنوان نظام الأسرة في الإسلام، أما الفصل 23 00:02:34,050 --> 00:02:43,430 السادس فهو عبارة عن مباحث خمسة، ليست كلها مطلوبة 24 00:02:43,430 --> 00:02:52,310 المطلوب فقط هو المبحثان الأول والثاني، تعريف النظام 25 00:02:52,310 --> 00:02:57,570 السياسي في الإسلام، والقواعد الأربعة التي يقوم 26 00:02:57,570 --> 00:03:02,990 عليها النظام السياسي في الإسلام، هذه هي الفصول 27 00:03:02,990 --> 00:03:10,020 المطلوبة والمقررة في الامتحان، أما غير المطلوب فهو 28 00:03:10,020 --> 00:03:16,220 أولا، الفصل الأول كاملا، وهو بعنوان العقيدة، لأنه 29 00:03:16,220 --> 00:03:23,700 سيدرس لكم في كلية أصول الدين في مساق مستقل، إذا 30 00:03:23,700 --> 00:03:30,190 الفصل الأول وهو بعنوان العقيدة ليس مطلوبا في هذا 31 00:03:30,190 --> 00:03:36,370 الفصل، وكذلك الفصل الخامس، وهو بعنوان الاقتصاد 32 00:03:36,370 --> 00:03:43,720 الإسلامي، ليس مطلوبا أيضا، لأنه سيدرس لكم في كلية 33 00:03:43,720 --> 00:03:53,100 التجارة في مساق مستقل أيضا، وكذلك كما أشرت في الفصل 34 00:03:53,100 --> 00:03:57,840 السادس، النظام السياسي في الإسلام، ليس مطلوبا 35 00:03:57,840 --> 00:04:04,940 المباحث الثلاثة من المباحث الخامسة التي يجتمل 36 00:04:04,940 --> 00:04:12,850 عليها الفصل السادس، وهم المبحث الثالث والمبحث الرابع 37 00:04:12,850 --> 00:04:17,670 والمبحث الخامس، فالمطلوب في الفصل السادس فقط 38 00:04:17,670 --> 00:04:25,390 المبحثان الأول والثاني، وإذا مررنا بأشياء ليست 39 00:04:25,390 --> 00:04:29,930 مطلوبة في الامتحان، سنأتي إلى ذكرها عند الوصول 40 00:04:29,930 --> 00:04:35,260 إليها إن شاء الله، الآن إن شاء الله، وعلى بركة الله 41 00:04:35,260 --> 00:04:43,340 نبدأ في الفصل التمهيدي، والفصل التمهيدي، أهمية دراسة 42 00:04:43,340 --> 00:04:50,860 النظم الإسلامية، عبارة عن أربعة مباحث، أما المبحث 43 00:04:50,860 --> 00:04:57,160 الأول فهو بعنوان تعريف النظم الإسلامية، أما المبحث 44 00:04:57,160 --> 00:05:01,680 الثاني فهو بعنوان حاجة المجتمعات إلى النظم 45 00:05:01,680 --> 00:05:06,760 الإسلامية، أما المبحث الثالث فهو بعنوان خصائص النظم 46 00:05:06,760 --> 00:05:15,540 الإسلامية، وهذا المبحث هو أكبر المباحث وأهم المباحث 47 00:05:15,540 --> 00:05:20,280 في الفصل التمهيدي، أما المبحث الرابع والأخير من 48 00:05:20,280 --> 00:05:24,880 الفصل التمهيدي فهو بعنوان مصادر النظم الإسلامية 49 00:05:24,880 --> 00:05:32,640 حيث نتكلم عن المصادر بنوعيها، والمطلوب فقط في هذا 50 00:05:32,640 --> 00:05:41,300 المبحث هو المصادر الأربعة المتفق عليها، وهي الكتاب 51 00:05:41,300 --> 00:05:48,780 والسنة والإجماع والقياس، وهناك مصادر مختلف عليها 52 00:05:48,780 --> 00:05:54,560 ليست مطلوبة، ولكن نشير إليها إشارة عند الوصول إليها 53 00:05:54,560 --> 00:06:04,660 مثل العرف والمصالح المرسلة وسد الذريعة ومذهب الصحابي 54 00:06:04,660 --> 00:06:11,820 وشرع من قبلنا والاستصلاح ونحو ذلك من المصادر 55 00:06:11,820 --> 00:06:21,120 التي تدرس لطلبة كلية الشريعة والقانون، نعم، أما 56 00:06:21,120 --> 00:06:28,820 المبحث الأول وهو تعريف النظم الإسلامية، نأتي في هذا 57 00:06:28,820 --> 00:06:35,040 المبحث إلى تعريف النظم الإسلامية لغة واصطلاحا، بدءا 58 00:06:35,040 --> 00:06:43,060 بتعريف النظم، أما النظم عزيزي الطلاب فهي جمع نظام 59 00:06:44,100 --> 00:06:52,980 وكلمة نظام تجمع على صيغتين ثلاثة: نظم، وهو عنوان 60 00:06:52,980 --> 00:07:02,300 الكتاب، كما تجمع على أنظمة وعلى أنظيم، كما ذكر في 61 00:07:02,300 --> 00:07:10,560 لسان العرب ابن منظور الإفريقي، ولكن الأشهر نظم 62 00:07:10,560 --> 00:07:21,900 وأنظمة، نظم إسلامية ونظم عربية، نعم، هكذا يقولون، أما 63 00:07:21,900 --> 00:07:30,240 أنظيم فهي الأقل شهرة، وكلمة نظام أصلها اللغوي من 64 00:07:30,240 --> 00:07:37,960 فعل نظمة من الفعل الثلاثي المجرد النون والظاء 65 00:07:37,960 --> 00:07:46,910 والميم، وكلمة نظمة تأتي في لغة العرب بمعانٍ متقاربة 66 00:07:46,910 --> 00:07:56,410 مثل ضم وجمع وألف، كما قال الله تبارك وتعالى، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، بمعنى جمع وضّم، ونظّمه بين قلوبهم، و 67 00:07:56,410 --> 00:08:07,230 النظم هنا هو نظم معنوي، لأنه كما سيأتي بعد قليل، كلمة 68 00:08:07,230 --> 00:08:15,440 نظمة تأتي للأشياء المادية كالـعقد، كما تأتي للأشياء 69 00:08:15,440 --> 00:08:24,540 المعنوية كالقوانين والشعر ونحو ذلك، وكما جاء في 70 00:08:24,540 --> 00:08:35,760 الحديث، "الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها اتلف، وما تناكر منها اختلف"، ما تعارف منها اتلف، بمعنى انتظم، هذا 71 00:08:35,760 --> 00:08:43,180 أيضًا من المعاني المعنوية للفعل نظّمة، إذا الفعل 72 00:08:43,180 --> 00:08:50,680 نظّمة في لغة العرب يأتي بمعنى الضم وبمعنى الجمع و 73 00:08:50,680 --> 00:08:57,760 بمعنى التأليف، ولكن ضمّ الأشياء بعضها إلى بعض بترتيب 74 00:09:04,040 --> 00:09:14,660 واستقامة، هذا هو المعنى اللغوي للفعل نظّمة، إذا لو 75 00:09:14,660 --> 00:09:23,650 كانت الأشياء مهلهلة أو كانت مبعثرة على غير استقامة 76 00:09:23,650 --> 00:09:32,050 أو ترتيب لا يقال لها نظام في لغة العرب، إذا ألف وجمع 77 00:09:32,050 --> 00:09:39,840 وضم الأشياء بعضها إلى بعض في تنسيق واستقامة 78 00:09:39,840 --> 00:09:46,800 هو معنى الفعل نظّما، ولذلك سُمّي العقد نظاما، وهذا هو 79 00:09:46,800 --> 00:09:56,280 المعنى المادي للفعل نظّما، والعقد بكسر العين لأن 80 00:09:56,280 --> 00:10:05,720 العقد على خلاف ذلك، وهو الخرز الذي يتدلى على صدر 81 00:10:05,720 --> 00:10:15,420 المرأة، ومنه كتاب العقد الفريد لابن عبدربه 82 00:10:15,420 --> 00:10:21,800 الاندلوسي، نعم، لأن حبات العقد ضمّ بعضها إلى بعض في 83 00:10:21,800 --> 00:10:29,880 ترتيب واستقامة، أو كما سيأتي معنا في خصائص النظم 84 00:10:29,880 --> 00:10:37,040 الإسلامية في تكامل وفي ترابط، وعليه تأتي كلمة نظام 85 00:10:37,040 --> 00:10:45,140 على كل ما يجمع من أشياء مادية كما أشرنا إلى ذلك في 86 00:10:45,140 --> 00:10:54,800 العقد، وكذلك الصبح، فالصبحة أيضا تعتبر نظاما أو 87 00:10:54,800 --> 00:11:04,120 منظومة، لماذا؟ لأن الخرز قد ضمّ بعضه إلى بعض بترتيب 88 00:11:04,120 --> 00:11:11,820 واستقامة، فإذا انفرط الأخضر وتناثر الحبات، وصارت كل 89 00:11:11,820 --> 00:11:19,520 حبة في واد، فلا يطلق على ذلك نظام، نعم، وكذلك 90 00:11:19,520 --> 00:11:27,460 النظم المعنوي كالأنظمة 91 00:11:29,190 --> 00:11:34,670 والقوانين والشعر، لماذا سمّي الشعر أيضا منظومة، لأنه 92 00:11:34,670 --> 00:11:43,030 ينتهي بالوزن والقافية، فالشعر الذي لا ينتهي بالوزن 93 00:11:43,030 --> 00:11:49,130 والقافية لا يسمى شعرا، نعم، أما الإسلام 94 00:11:59,850 --> 00:12:11,730 فهو أصله اللغوي من معانٍ متقاربة وهي ثلاثة، أول هذه 95 00:12:11,730 --> 00:12:19,110 المعاني هو الخلوص والتجرد، فمعنى 96 00:12:20,050 --> 00:12:28,810 أسلم يعني سلم له الشيء أي خالص له ولم ينازعه فيه 97 00:12:28,810 --> 00:12:36,010 أحد، وهذا أيضا من معاني الإسلام العظيم، فلابد أن 98 00:12:36,010 --> 00:12:42,170 تكون العبادة خالصة لله سبحانه وتعالى، فمن كان يرجو 99 00:12:42,170 --> 00:12:49,010 لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه 100 00:12:49,010 --> 00:12:56,130 أحدا، وكذلك من معاني الإسلام اللغوية الإذعان وطاعته 101 00:12:56,130 --> 00:13:02,770 ومنه قوله تبارك وتعالى وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ 102 00:13:02,770 --> 00:13:09,590 وَالأَرْضِ، أسلم بمعنى أذعن، وكذلك في قصة إبراهيم 103 00:13:09,590 --> 00:13:17,350 وإسماعيل عليهما السلام، فلما أسلم بمعنى استسلم 104 00:13:17,350 --> 00:13:26,350 وامتثل أمر الله عز وجل، أما المعنى الثالث فهو الأمن 105 00:13:26,350 --> 00:13:33,830 والمصالحة، تقول سالم فلان فلان، إذا تصالح وأمن 106 00:13:33,830 --> 00:13:39,770 بعضهما الآخر، وهذا أيضا سيأتي من خصائص النظم 107 00:13:39,770 --> 00:13:46,990 الإسلامية، فإن الأمن والأمان لا يتحققان إلا في 108 00:13:46,990 --> 00:13:54,800 الإسلام، الَّذِينَ آمَنُوا وَطَمْئَنَّتْ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ، أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ، نعم، أشرنا وقلنا كل هذه 109 00:13:54,800 --> 00:14:01,740 المعاني اللغوية تتمثل في الإسلام كدين، أما في 110 00:14:01,740 --> 00:14:09,860 الإصطلاح فإنّ النظم 111 00:14:09,860 --> 00:14:13,180 تعرف عند الإسلاميين وعند غير الإسلاميين، نبدأ 112 00:14:14,750 --> 00:14:21,370 بتعريف النظم عند غير الإسلاميين، فقولنا في الكتاب 113 00:14:21,370 --> 00:14:28,950 ومن هنا عرفت النظم في الإصطلاح، للفت الأنظار إلى 114 00:14:28,950 --> 00:14:34,290 أن هذا المصطلح عند غير المسلمين بمعنى القوانين 115 00:14:34,290 --> 00:14:41,820 الوضعية غير الإسلامية، فإذا ما سئلتم عن تعريف النظم 116 00:14:41,820 --> 00:14:48,340 غير الإسلامية أو النظم الوضعية، فهذا هو التعريف 117 00:14:48,340 --> 00:14:55,420 وهنا نلحظ من التعريفين الآتين كلمة المجتمع وكلمة 118 00:14:55,420 --> 00:15:04,180 الشعب، بمعنى أن الذي جاء بهذه القوانين ليس هو الله، 119 00:15:04,180 --> 00:15:12,280 ليست من عند الله، وليست من عند رسول الله صلى الله 120 00:15:12,280 --> 00:15:18,880 عليه وسلم، كما سيأتي في مصادر النظام الكتاب والسنة 121 00:15:18,880 --> 00:15:25,260 والإجماع والقياس، فالشعب أو المجتمع هو الذي وضع هذه 122 00:15:25,260 --> 00:15:35,080 القوانين، ومن هنا أحلوا لهم ما حرم الله حتى في غير 123 00:15:35,080 --> 00:15:42,420 القرآن، حتى في التوراة والإنجيل والكتب السماوية 124 00:15:42,420 --> 00:15:47,600 التي أنزلها الله على الأنبياء من قبل، فأحلوا الزنا 125 00:15:47,600 --> 00:15:53,740 وأحلوا الربا، نعم، وأحلوا الخمر، وهذه كلها من 126 00:15:53,740 --> 00:16:03,360 الكليات التي اتفقت الرسل على تحريمها، نعم، من هنا نرى 127 00:16:03,360 --> 00:16:11,810 أنّ النظم عند غير المسلمين مصطلح عليه المجتمع، قلت لابد أن نضع خطا 128 00:16:11,810 --> 00:16:19,730 عند قولنا المجتمع بمعنى أن الذي 129 00:16:19,730 --> 00:16:24,550 وضع هذه النظم ليس هو الإسلام، ليس هو الله ورسوله 130 00:16:24,550 --> 00:16:30,230 كما قال الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا 131 00:16:30,230 --> 00:16:34,970 الرَّسُولَ، بل الذي وضعها هو المجتمع، أو ما يسمى اليوم 132 00:16:34,970 --> 00:16:41,690 بالبرلمان، أو ما يسمى عندنا بالمجلس التشريعي، أو ما 133 00:16:41,690 --> 00:16:49,030 يسمى عند غيرنا بمجلس الشعب أو مجلس الأمة أو ال 134 00:16:49,030 --> 00:16:55,970 Congress أو الKremlin ونحو ذلك، وفي الأصل هو الشورى 135 00:16:55,970 --> 00:17:01,920 مصطلح عليه المجتمع، من أوضاع لتنظيم ما يسود الأفراد 136 00:17:01,920 --> 00:17:08,280 من علاقات في شتى شؤون حياتهم، التزاماً بها وخضوعا 137 00:17:08,280 --> 00:17:14,580 لها، والتعريف الثاني لا يبتعد كثيرا عن التعريف الأول 141 00:17:19,660 --> 00:17:24,560 فالنظم عند غير المسلمين مجموعة من الأحكام اصطلح 142 00:17:24,560 --> 00:17:31,460 شعب ما أيضا قلت نضع خطأ عند قولنا شعب ما فالذي وضع 143 00:17:31,460 --> 00:17:40,150 هذه النظم هو الشعب نعم الذي انتخب البرلمان فمن أجل 144 00:17:40,150 --> 00:17:45,690 إرضائهم أحلوا لهم ما حرم الله مجموعة من الأحكام 145 00:17:45,690 --> 00:17:52,890 اصطلح شعب ما على أنها واجبة الاحترام وواجبة 146 00:17:52,890 --> 00:17:59,710 التنفيذ لتنظيم الحياة المشتركة في مجتمع هذا الشعب 147 00:18:01,100 --> 00:18:11,400 أما النظم الإسلامية فكما نرى هنا تعريفات ثلاثة نقف 148 00:18:11,400 --> 00:18:16,760 عندها قليلا أول هذه التعريفات القواعد والمبادئ 149 00:18:16,760 --> 00:18:22,280 والعادات التي تقوم عليها الحياة في ظل الإسلام 150 00:18:22,280 --> 00:18:31,250 عقيدة وشريعة وخلق، والتي تحدد للإنسان حركة نشاطه في 151 00:18:31,250 --> 00:18:38,090 كافة المجالات كما نرى أن كلمة الإسلام في هذا 152 00:18:38,090 --> 00:18:46,510 التعريف واضحة فالنظم الإسلامية هي التي تقوم عليها 153 00:18:46,510 --> 00:18:54,430 الحياة في ظل الإسلام عقيدة وشريعة وخلقا وكذلك 154 00:18:54,430 --> 00:19:00,130 تعريف آخر، التعريف الثاني من تعريفات النظم 155 00:19:00,130 --> 00:19:04,430 الإسلامية ما تفيده مجموعة القواعد والمبادئ التي 156 00:19:04,430 --> 00:19:10,230 جاء بها الإسلام لتحديد النشاط البشري في الحياة على 157 00:19:10,230 --> 00:19:17,260 مستوى الأفراد والجماعات داخل إطارها، وكما نرى أيضًا 158 00:19:17,260 --> 00:19:20,940 أن كلمة الإسلام واضحة في هذا التعريف، أما التعريف 159 00:19:20,940 --> 00:19:27,800 الثالث وكما نرى كلها قريبة ومتشابهة المناهج التي 160 00:19:27,800 --> 00:19:33,540 رسمها الإسلام لسلوك المسلم وسلوك الجماعة المسلمة 161 00:19:33,540 --> 00:19:41,940 ليستقيم أمر المجتمع، هكذا نرى أن ثمة تشابه 162 00:19:44,100 --> 00:19:50,940 واختلافا بين النظم الإسلامية والنظم غير الإسلامية 163 00:19:50,940 --> 00:19:57,630 أما وجه الشبه بين النظم الإسلامية وغير الإسلامية أن 164 00:19:57,630 --> 00:20:04,310 كلًا منها شكل من أشكال النظم بوجه عام، من حيث إنها 165 00:20:04,310 --> 00:20:11,130 تُطَبِّط وتنظم سلوك ومعاملات أفراد المجتمع الذي آمن 166 00:20:11,130 --> 00:20:19,510 بها أو خضع وانقض لأحكامها وقوانينها، ولكنها تختلف من 167 00:20:19,510 --> 00:20:27,010 جهات ثلاثة: أولا في المصدر، و ثانيا في الهدف، و ثالثا 168 00:20:27,010 --> 00:20:35,990 في الخصائص، فمصدر النظم الإسلامية هو القرآن و السنة 169 00:20:36,610 --> 00:20:42,590 أما مصدر النظم الوضعية البشر أو كما مر معنا في 170 00:20:42,590 --> 00:20:51,110 المصطلحات الشعب والمجتمع الذين وضعوا هذه اللوائح 171 00:20:51,110 --> 00:20:59,810 والتنظيمات، وأما من جهة الهدف فهدف النظم الإسلامية 172 00:21:00,310 --> 00:21:07,590 إرضاء الله تبارك وتعالى وربط الناس بخالقهم، وأما 173 00:21:07,590 --> 00:21:12,790 النظم الوطنية فالغاية منها والهدف هو إرضاء الشعوب 174 00:21:12,790 --> 00:21:17,230 و إرضاء الناس الذين انتخبوهم 175 00:21:19,370 --> 00:21:28,530 وجعلوهم في صدة الحكم، أما الخصائص فهي ثمانية وصنعتي 176 00:21:28,530 --> 00:21:34,370 إليها في المبحث الثالث إن شاء الله تبارك وتعالى 177 00:21:34,370 --> 00:21:42,100 الآن بعد أن تكلمنا عن تعريف النظم لغة واصطلاحا عند 178 00:21:42,100 --> 00:21:47,260 المسلمين وعند غير المسلمين نأتي إلى المبحث الثاني 179 00:21:47,260 --> 00:21:54,320 وهو بعنوان حاجة المجتمعات إلى النظم الإسلامية، نعم 180 00:21:54,320 --> 00:22:00,880 ونحن نرى أن العالم قد جرب النظم الوضعية، جرب 181 00:22:00,880 --> 00:22:09,120 الرأسمالية الغربية وجرب الشيوعية الشرقية، وشيوعيته 182 00:22:09,120 --> 00:22:17,150 قد سقطت في مهدها في عقر دارها وتهوى صنم لينين في 183 00:22:17,150 --> 00:22:23,030 الساحة الحمراء بموسكو، والرأسمالية الغربية في 184 00:22:23,030 --> 00:22:29,830 طريقها إلى السقوط، ولا يبقى إلا الإسلام الدين الذي 185 00:22:29,830 --> 00:22:36,170 أنزله الله للعالمين، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين 186 00:22:36,850 --> 00:22:43,590 الآن ما هي الوجوه والاعتبارات التي تؤكد لنا حاجة 187 00:22:43,590 --> 00:22:51,950 البشرية إلى النظم الإسلامية بعد أن سقطت كل الأقنعة 188 00:22:51,950 --> 00:23:00,110 وكل اللوائح وكل التنظيمات البشرية والوضعية، ولم يبق 189 00:23:00,110 --> 00:23:07,290 إلا الإسلام، نقول ما هي الوجوه والاعتبارات التي تدلل 190 00:23:07,290 --> 00:23:13,410 على كلامنا هذا والتي تؤكد حاجة البشرية للنظم 191 00:23:13,410 --> 00:23:19,450 الإسلامية، أولا إن النظم الإسلامية من وضعه خالق 192 00:23:19,450 --> 00:23:24,230 البشر سبحانه وتعالى، فالله تبارك وتعالى هو الخالق 193 00:23:24,230 --> 00:23:32,190 والخالق أدرى بخلقه، أدرى بما ينفعهم وأدرى بما 194 00:23:32,190 --> 00:23:34,190 يصلحهم 195 00:23:35,250 --> 00:23:41,910 كما قالوا كل صانع أضرب صنعته، والإنسان هو صنعة الله 196 00:23:41,910 --> 00:23:48,930 تبارك وتعالى، وبنيان الرب عز وجل، قال الله تبارك 197 00:23:48,930 --> 00:23:55,910 وتعالى ألا يعلم من خلقه وهو اللطيف الخبير، ثانيا، و 198 00:23:55,910 --> 00:24:01,750 لأنها النظم التي يمكن أن تنال ثقة البشر واحترامهم 199 00:24:01,750 --> 00:24:11,890 لها وإيمانهم بنزاهتها وعدالتها، ومن ثمار ذلك أنهم 200 00:24:11,890 --> 00:24:21,250 يطبقوها في السر والعلن، لأنهم لم يؤمنوا بالقوة ولم 201 00:24:21,250 --> 00:24:29,240 يؤمنوا بالإكراه وإنما آمنوا بالحب والود 202 00:24:29,240 --> 00:24:40,120 فالعلاقة بين المسلم وبين ربه هي الحب والود، يحبهم 203 00:24:40,120 --> 00:24:47,640 ويحبونه، إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم 204 00:24:47,640 --> 00:24:54,840 الرحمن ودا، ولذلك قال الله تبارك وتعالى لا إكراه في 205 00:24:54,840 --> 00:25:01,540 الدين، قد تبين الرشد من الغيب، أفأنت تكره الناس حتى 206 00:25:01,540 --> 00:25:07,160 يكونوا مؤمنين، وفي صورة الكهف من شاء فليؤمن ومن شاء 207 00:25:07,160 --> 00:25:15,440 فليكفر، صدق الله العظيم، أما ثالثا لماذا 208 00:25:15,440 --> 00:25:22,200 يحتاج الناس إلى النظم الإسلامية؟ لأنها النظم التي 209 00:25:22,200 --> 00:25:28,300 تملِكُ إشاعة الأمن وتعميم الطمأنينة في نفوس 210 00:25:28,300 --> 00:25:33,940 الملتزمين بها والمطبقين لأحكامها، طمأنينة مطلقة 211 00:25:33,940 --> 00:25:40,880 خالية من شوائب القلق والإضطراب، وهذا لا يكون إلا 212 00:25:40,880 --> 00:25:45,500 في الإسلام العظيم، فنحن نرى عند غير المسلمين 213 00:25:45,500 --> 00:25:56,570 الانتحار لا عن فقر، وقد يكونوا أغنى الناس ويملكون 214 00:25:56,570 --> 00:26:04,230 الملايين من الأموال، ولكن ينتحرون ويقتلون أنفسهم 215 00:26:04,230 --> 00:26:10,850 لأنهم لا يشعرون بهذه الطمأنينة وبهذا الأمان وبهذه 216 00:26:10,850 --> 00:26:17,170 السعادة التي يشعر بها المسلمون، فلا أمانة إلا 217 00:26:17,170 --> 00:26:22,790 بالإيمان ولا سلامة إلا بالإسلام، وصدق الله العظيم 218 00:26:22,790 --> 00:26:30,870 الذين آمنوا وتطمأن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله 219 00:26:30,870 --> 00:26:40,120 تطمأن القلوب، أما رابعا من الوجوه والاعتبارات التي 220 00:26:40,120 --> 00:26:48,100 تؤكد حاجة البشرية إلى النظم الإسلامية أنها لا تقف 221 00:26:48,100 --> 00:26:52,740 في معالجتها للحياة البشرية على الجانب الحقوقي 222 00:26:52,740 --> 00:27:00,640 المجرد أو على الماديات فحسب، فهي لا تقتصر على 223 00:27:00,640 --> 00:27:09,340 الحدود ولا تقتصر على العقوبات وإنما تتعامل مع النفس 224 00:27:09,340 --> 00:27:17,780 والضمير فتهذب النفس وتطهرها وترتقي بها إلى درجات 225 00:27:17,780 --> 00:27:28,340 من الشفافية والرقة، ولذلك يعلم المسلم أن الله معه 226 00:27:28,340 --> 00:27:37,830 رقيب وأن الله معه حسيب، يعد أنفاسنا سبحانه وتعالى 227 00:27:37,830 --> 00:27:46,690 ويحصي خطواتنا، فالله معنا أينما ذهبنا وحيثما حللنا 228 00:27:46,690 --> 00:27:52,930 ما يكون من نجوا ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا 229 00:27:52,930 --> 00:27:59,490 هو سادسهم، وسيأتي معنا حديث الإحسان أن تعبد الله 230 00:27:59,490 --> 00:28:04,950 كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك سبحانه وتعالى 231 00:28:04,950 --> 00:28:14,040 نأتي هنا ببعض الأدلة من الكتاب ومن السنة على ذلك 232 00:28:14,040 --> 00:28:19,440 فمن الآيات أيضًا قوله تبارك وتعالى قل إن تخفوا ما 233 00:28:19,440 --> 00:28:24,880 في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله، وقوله تبارك وتعالى 234 00:28:24,880 --> 00:28:31,130 والله يعلم ما تسرون وما تعلنون، ويقول عز وجل والله 235 00:28:31,130 --> 00:28:36,850 يعلم ما في قلوبكم، وكان الله عليما حليما، ويقول 236 00:28:36,850 --> 00:28:41,950 سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور 237 00:28:41,950 --> 00:28:47,590 أما الأحاديث فكثيرة، نقتصر منها على ما في الكتاب 238 00:28:47,590 --> 00:28:53,930 قوله صلى الله عليه وسلم إن الله لا ينظر إلى صوركم 239 00:28:53,930 --> 00:29:01,770 ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، وكما 240 00:29:01,770 --> 00:29:06,930 جاء في الحديث أيضا الإثم ما حاك في الصدر وكره 241 00:29:06,930 --> 00:29:13,250 أن يطلع عليه الناس، فاستفت قلبك وإن أفتاك الناس 242 00:29:13,250 --> 00:29:22,740 وأفتوك، نعم، إن لم يرك البشر فلا تستطيع أن تهرب من 243 00:29:22,740 --> 00:29:28,640 الله سبحانه وتعالى، هكذا نرى أن النظام الإسلامية لا 244 00:29:28,640 --> 00:29:36,060 تقتصر على القوانين وعلى اللوائح وعلى الماديات في 245 00:29:36,060 --> 00:29:43,100 حسب، وإنما تربط العبد بربه وهو تقوى الله سبحانه 246 00:29:43,100 --> 00:29:53,160 وتعالى في السر والعلن، وقد سمعنا عن قصة حصلت في بعض 247 00:29:53,160 --> 00:29:58,260 الولايات الأمريكية أن التيار الكهربائي قد انقطع 248 00:29:58,260 --> 00:30:07,490 لدقائق معدودة فارتكبت آلاف من الجرائم من السرقات 249 00:30:07,490 --> 00:30:14,230 ومن الاغتصاب لأنه لم يعود عليهم رقيب أو حسيب من 250 00:30:14,230 --> 00:30:21,830 الشرطة أو من الأجهزة الأمنية ونحو ذلك، أما خامسا 251 00:30:23,310 --> 00:30:28,670 أيضا من الوجوه والاعتبارات التي تؤكد حاجة البشرية 252 00:30:28,670 --> 00:30:34,010 إلى النظم الإسلامية أنها النظم التي أثبت الواقع 253 00:30:34,010 --> 00:30:41,900 وشهدت تاريخه بصلاحيتها للتطبيق في حياة البشر وصلاح 254 00:30:41,900 --> 00:30:47,920 أمرهم بها وانسجامها مع طبائعهم وفطرتهم، ولذلك 255 00:30:47,920 --> 00:30:53,940 نستطيع أن نقول إن الشريعة الإسلامية صالحة للتطبيق 256 00:30:53,940 --> 00:31:03,660 في كل مكان وزمان وعلى مر العصور والأزمنة والدهور 257 00:31:03,660 --> 00:31:12,740 لأن الذي أنزلها هو الله سبحانه وتعالى، أما سادسا 258 00:31:12,740 --> 00:31:21,970 لأنها النظم التي حصرت كل غايات البشر في غاية واحدة 259 00:31:21,970 --> 00:31:27,950 وهي إرضاء الله تبارك وتعالى، كما حصرت كل أهداف 260 00:31:27,950 --> 00:31:33,030 الناس في هدف واحد وهو تحقيق العبودية له سبحانه 261 00:31:33,030 --> 00:31:37,230 وتعالى، وسنأتي في الفصل الثاني إلى الحديث عن 262 00:31:37,230 --> 00:31:43,310 العبادة في الإسلام عن تعريفها لغة واصطلاحا وعن 263 00:31:43,310 --> 00:31:50,310 مميزاتها وسماتها وغاياتها وعن خصائصها عند الوصول 264 00:31:50,310 --> 00:31:57,810 إليها إن شاء الله تبارك وتعالى، أما سابعا وأخيرا 265 00:31:57,810 --> 00:32:06,930 فتحتاج المجتمعات والشعوب إلى النظم الإسلامية لأنها 266 00:32:06,930 --> 00:32:15,510 النظم التي تتميز بخصائص تجعل منها النظم الأوفق 267 00:32:15,510 --> 00:32:24,890 والأولى والأسماء والأولى والأعلى والأوجب والالزم 268 00:32:24,890 --> 00:32:30,670 وإن شاء الله في المبحث الثالث سوف نتناول هذه 269 00:32:30,670 --> 00:32:34,710 الخصائص بشيء من التفصيل