1 00:00:04,930 --> 00:00:07,990 أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم 2 00:00:07,990 --> 00:00:11,850 الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على 3 00:00:11,850 --> 00:00:16,750 رسول الله دائما و أبدا، نعُتَرِم مجالسنا بالصلاة على 4 00:00:16,750 --> 00:00:22,590 الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، قبل ذي بدء، أرحب بكم 5 00:00:22,590 --> 00:00:28,130 جميعا في محاضرة جديدة، عزاء الطلاب وأحييكم بتحية 6 00:00:28,130 --> 00:00:32,950 الإسلام العظيم، فالسلام الله عليكم ورحمته وبركاته في 7 00:00:32,950 --> 00:00:39,470 هذه المحاضرة الأخيرة، والحديث ما زال عن الفصل 8 00:00:39,470 --> 00:00:45,290 السادس، النظام السياسي في الإسلام، المبحث الثاني 9 00:00:45,290 --> 00:00:51,040 قواعد النظام السياسي في الإسلام، وهي أربعة وقد سبق 10 00:00:51,040 --> 00:00:56,980 الحديث عن الحاكمية لله، وجئنا بالادلة على ذلك 11 00:00:56,980 --> 00:01:03,740 واليوم إن شاء الله نختم هذا الفصل الأخير بالحديث 12 00:01:03,740 --> 00:01:08,760 عن القواعد الثلاثة الباقية، وهي: أولا العدل 13 00:01:08,760 --> 00:01:15,970 والمساواة، وثانيا الشورى، وثالثا الطاعة، وكل عام وأنتم 14 00:01:15,970 --> 00:01:21,890 بألف خير، سائلين المولى عز وجل لكم النجاح والـ 15 00:01:21,890 --> 00:01:26,710 توفيق، بسم الله الرحمن الرحيم، أولا العدل والـ 16 00:01:26,710 --> 00:01:33,750 مساواة، ونظرة الإسلام إلى الناس، فالناس في الإسلام 17 00:01:33,750 --> 00:01:41,740 سواسية كأسنان المشط، لا فرق بين أبيض وأسود أو أحمر 18 00:01:41,740 --> 00:01:50,760 وأصفر، ولا فرق بين عربي وأعجمي، لأن شعار هذه الأمة 19 00:01:50,760 --> 00:01:56,200 الخالد، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، حتى وإن كان أقل 20 00:01:56,200 --> 00:02:04,060 مالا أو أقل جمالا أو أقل حسبا ونسبا، وقبل الولوج في 21 00:02:04,060 --> 00:02:10,260 الكتاب والاستدلال بأدلة الكتاب، نستشهد بأحاديث من 22 00:02:10,260 --> 00:02:15,180 خارج الكتاب، وفي باب الزواج مثلا، يقول صلى الله عليه 23 00:02:15,180 --> 00:02:21,000 وسلم، إذا جاءكم، يخاطب أولياء الأمور، من ترضون دينه 24 00:02:21,000 --> 00:02:28,220 وخلقه، فزوجوه، إلا تفعلوا تكن في الأرض فتنة وفساد 25 00:02:28,220 --> 00:02:34,720 كبير، أو قالوا فساد عريض، انظر إلى الميزان الذي يوزن 26 00:02:34,720 --> 00:02:39,480 به الناس، فالناس في الإسلام لا يتفاضلون بمال ولا 27 00:02:39,480 --> 00:02:45,620 جمال ولا حسب ولا نسب، إنما يتفاضلون بالدين والخلق 28 00:02:45,620 --> 00:02:50,980 هكذا قال المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، محمد بن عبد 29 00:02:50,980 --> 00:02:55,620 الله صلى الله عليه وسلم، يخاطب أولياء الأمور، إذا 30 00:02:55,620 --> 00:03:03,030 جاءكم، أو قال في رواية، إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه 31 00:03:03,030 --> 00:03:10,140 فزوجوه، نعم، هكذا في الزوجة، يقول صلى الله عليه وسلم 32 00:03:10,140 --> 00:03:17,500 تنكح المرأة لأربع: لمالها وجمالها وحسبها ودينها، ثم 33 00:03:17,500 --> 00:03:21,760 يوصي عليه الصلاة والسلام هذا الجيل باختيار الزوجة 34 00:03:21,760 --> 00:03:29,440 الصالحة، فاضفر بذات الدين تربط يدك، نعم، ويقول عليه 35 00:03:29,440 --> 00:03:35,540 الصلاة والسلام، الدنيا متاع وخير متاعها المرأة 36 00:03:35,540 --> 00:03:43,660 الصالحة، هكذا ينظر الإسلام إلى الناس، نعود إلى أدلة 37 00:03:43,660 --> 00:03:50,420 الكتاب من القرآن والسنة وعمل الصحابة، أما من القرآن 38 00:03:50,420 --> 00:03:55,080 فقول الله تبارك وتعالى في سورة الحجرات التي مرت 39 00:03:55,080 --> 00:04:01,740 معنا في أكثر من موضع من المساق، يا أيها الناس إننا 40 00:04:01,740 --> 00:04:07,870 خلقناكم من ذكر وأنثى، رأيتم كيف أن الخطابة إلى كل 41 00:04:07,870 --> 00:04:15,410 الناس، من عرب ومن عجم، من أبيض ومن أسود، إلى أبي 42 00:04:15,410 --> 00:04:22,600 بكر العربي وإلى سلمان الفارسي وإلى صهيب الرومي 43 00:04:22,600 --> 00:04:29,320 وإلى بلال الحبشي، كلهم تحت راية واحدة، إنها راية 44 00:04:29,320 --> 00:04:34,940 التوحيد، راية لا إله إلا الله، وشعارهم الخالد في 45 00:04:34,940 --> 00:04:39,560 سورة الحجرات، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، يا أيها 46 00:04:39,560 --> 00:04:44,980 الناس، خطاب إلى كل الناس، إن خلقناكم من ذكر وأنثى، من 47 00:04:44,980 --> 00:04:51,100 آدم وحواء، وكلكم لآدم، وآدم من تراب، جعلناكم شعوبا و 48 00:04:51,100 --> 00:04:59,000 قبائلا لتعارفوا، اللام هنا تعليلية بمعنى كي 49 00:04:59,000 --> 00:05:07,600 تتعارفوا، ليس من أجل المفاخرة أو من أجل المباهاة أو 50 00:05:07,600 --> 00:05:13,300 من أجل التعالي على الآخرين، لأنهم أقلوا مالا أو 51 00:05:13,300 --> 00:05:19,850 أقلوا حسبا ونسبا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله 52 00:05:19,850 --> 00:05:25,170 عليم خبير، صدق الله العظيم، ويقول الله تبارك وتعالى 53 00:05:25,170 --> 00:05:31,650 في صدر سورة النساء أيضا، الخطاب إلى كل الناس حتى 54 00:05:31,650 --> 00:05:37,370 الكافرين، لأن كلمة الناس تشمل الكافرين من اليهود 55 00:05:37,370 --> 00:05:44,610 والنصارى، حتى المجوس، سيأتي معنى عنوان مهم جدا وهو 56 00:05:44,610 --> 00:05:50,130 أن العدل في الإسلام لا يتأثر بالهوى، حتى ولو كان 57 00:05:50,130 --> 00:05:57,690 خصم المسلم يهوديا أو نصرانيا أو مشركا مجوسيا 58 00:05:57,690 --> 00:06:06,460 وسنأتي إلى الآيات، آية 135 من سورة النساء، يا أيها 59 00:06:06,460 --> 00:06:11,160 الذين أمنوا، كونوا قوامين بالقسط، شهداء لله، ولو 60 00:06:11,160 --> 00:06:17,140 على أنفسكم أو الأقربين والوالدين، نعم سنأتي إلى 61 00:06:17,140 --> 00:06:23,060 الوالدين والأقربين، حتى ولو كانوا أقرب الناس إلينا 62 00:06:23,060 --> 00:06:28,520 لا بد أن نحكم بالعدل والإنصاف، والآية الثامنة كذلك 63 00:06:28,520 --> 00:06:35,540 في صدر سورة المائدة، ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن 64 00:06:35,540 --> 00:06:40,440 لا تعدلوا، اعدلوا، واقربوا للتقوى، وستأتي معنا قصة 65 00:06:40,440 --> 00:06:45,920 عبدالله بن رواحة مع اليهود الذين تقدموا إليه 66 00:06:45,920 --> 00:06:51,280 بالرشوة، وسنأتي إليها بعد قليل إن شاء الله تبارك 67 00:06:51,280 --> 00:06:56,160 وتعالى، فالله يقول، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي 68 00:06:56,160 --> 00:07:01,420 خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما 69 00:07:01,420 --> 00:07:06,200 رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله 70 00:07:06,200 --> 00:07:12,410 كان عليكم رقيبا، ويقول الله تبارك 71 00:07:12,410 --> 00:07:18,610 وتعالى أيضا، وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم 72 00:07:18,610 --> 00:07:25,190 عندنا زلفة، إلا من آمن وعمل صالحا، هذا هو الميزان 73 00:07:25,190 --> 00:07:31,190 الذي يوزن به الناس في الإسلام، وهكذا يتفاضل الناس 74 00:07:31,190 --> 00:07:39,680 في الإسلام بالإيمان والعمل الصالح، دون الأولاد ودون 75 00:07:39,680 --> 00:07:45,600 الأموال، وفي أكثر من موضع في القرآن الكريم، بسم الله 76 00:07:45,600 --> 00:07:51,100 الرحمن الرحيم، والعصر، إن الإنسان لفي خسر إلا من إلا 77 00:07:51,100 --> 00:07:56,700 الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا 78 00:07:56,700 --> 00:08:04,840 بالصبر، فالأولاد والأموال هي صلاح ذو حدين، قد تكونوا 79 00:08:04,840 --> 00:08:11,940 خيرا وقد تكونوا شرا، نعم، وما أموالكم ولا أولادكم 80 00:08:11,940 --> 00:08:17,940 بالتي تقربكم عندنا زلفة، بل قد تكونوا فتنة وقد 81 00:08:17,940 --> 00:08:23,080 تكونوا عدوا لنا، إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم 82 00:08:23,080 --> 00:08:31,470 فاحذروهم، نعم، هذه الآيات الثلاث إنما هي للدلالة من 83 00:08:31,470 --> 00:08:36,710 القرآن الكريم على أن الإسلام لا يفرق بين الناس 84 00:08:36,710 --> 00:08:43,190 بأموال ولا أموال ولا أولاد ولا حسب ولا نسب، إنما 85 00:08:43,190 --> 00:08:49,870 يتفضلون بالتقوى، ويتفاضلون بالإيمان والعمل الصالح، 86 00:08:49,870 --> 00:08:54,870 نأتي الآن إلى الأدلة من السنة النبوية، وهي المصدر 87 00:08:54,870 --> 00:09:01,290 الثاني من مصادر التشريع الإسلامي أو النظم الإسلامية 88 00:09:01,290 --> 00:09:06,490 وكيف ينظر الإسلام إلى الناس، يقول صلى الله عليه 89 00:09:06,490 --> 00:09:12,050 وسلم في حجة الوداع، في آخر حجة حجها الرسول صلى الله 90 00:09:12,050 --> 00:09:17,810 عليه وسلم، يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم 91 00:09:17,810 --> 00:09:23,890 واحد، وكلكم لآدم وآدم من تراب، وإن أكرمكم عند الله 92 00:09:23,890 --> 00:09:30,320 أتقاكم، ليس لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي ولا 93 00:09:30,320 --> 00:09:36,080 لأحمر على أبيض ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى 94 00:09:36,080 --> 00:09:41,260 وهذا ما جاء به القرآن الكريم وجاءت السنة النبوية 95 00:09:41,260 --> 00:09:49,700 تأكيدا للقرآن الكريم، إن أكرمكم عند الله أطقاكم، 96 00:09:49,700 --> 00:09:55,870 ويقول صلى الله عليه وسلم، أنتم بنو آدم وآدم من 97 00:09:55,870 --> 00:10:01,290 طين، ليدعن رجال فخرهم بأقوام كانوا يفخرون في 98 00:10:01,290 --> 00:10:09,620 الجاهلية بآبائهم وأجدادهم، هذا من بني هاشم وهذا من 99 00:10:09,620 --> 00:10:15,980 بني مخزوم، وهكذا جاء القرآن ليعلن أن الناس إنما 100 00:10:15,980 --> 00:10:22,940 يتفضلون بالدين والتقوى، إنما هم فحم من فحم جهنم 101 00:10:22,940 --> 00:10:29,380 والعياذ بالله، أو ليكونوا أهون على الله من الجعلان 102 00:10:29,380 --> 00:10:35,140 التي تدفع بأنفها النتن، والجعلان هي بلغة الناس 103 00:10:35,370 --> 00:10:41,030 الخنفساء والعياذ بالله، فهي سوداء وحقيرة وذات 104 00:10:41,030 --> 00:10:49,190 رائحة كريهة منتنة، هؤلاء أهون على الله من هذه 105 00:10:49,190 --> 00:10:57,230 الحشرة الحقيرة، فهذه الأحاديث وأمثالها تبين أن 106 00:10:57,230 --> 00:11:02,610 الناس إنما يتفاضلون بالتقن والتقوى والعمل الصالح 107 00:11:02,610 --> 00:11:09,350 لا بأموالهم ولا بأولادهم، وهنا نأتي إلى الدليل 108 00:11:09,350 --> 00:11:16,250 الثالث من عمل الصحابة، وكيف ينظر الإسلام إلى الناس 109 00:11:16,250 --> 00:11:23,610 نبدأ كما بدأ الكتاب بخطبة أبي بكر، لما تولى خلافة 110 00:11:23,610 --> 00:11:28,730 المسلمين، وقال يا أيها الناس إني قد وليت عليكم ولست 111 00:11:28,730 --> 00:11:35,190 بخيركم، فإن أصبت فاعينوني وإن أخطأت فقوموني، القوي 112 00:11:35,190 --> 00:11:40,310 فيكم ضعيف عندي حتى أخذ الحق منه، والضعيف فيكم قوي 113 00:11:40,310 --> 00:11:46,730 عندي حتى أخذ الحق له، هكذا هم الناس في نظر الإسلام 114 00:11:46,730 --> 00:11:53,450 والمسلمين، وفي نظر الصحابة الكرام والسلف الصالح كما 115 00:11:53,450 --> 00:11:59,550 رأينا في خطاب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، لا فرق 116 00:11:59,550 --> 00:12:05,640 بين قوي وضعيف أو غني وفقير، إنما الشعار الخالد إن 117 00:12:05,640 --> 00:12:09,660 أكرمكم عند الله أطقاكم، حتى ولو كان أقل حسبا و 118 00:12:09,660 --> 00:12:17,300 نسبا، حتى ولو كان أقل مالا وجمالا، وهذا عمر بن 119 00:12:17,300 --> 00:12:23,380 الخطاب رضي الله عنه، أراد أن يمتحن المسلمين فيقول 120 00:12:23,380 --> 00:12:29,060 رضي الله عنه، ما قولكم لو أن أمير المؤمنين شاهد 121 00:12:29,060 --> 00:12:31,220 امرأة على معصية 122 00:12:33,150 --> 00:12:38,390 فلو نافق الصحابة والمسلمون لقالوا، إن شهادة أمير 123 00:12:38,390 --> 00:12:43,070 المؤمنين بألف شهادة، ولكن ماذا قال له علي بن أبي 124 00:12:43,070 --> 00:12:49,490 طالب رضي الله عنه، قال يا أمير المؤمنين، إما أن تأتي 125 00:12:49,490 --> 00:12:58,490 بأربعة شهداء أو حد في ظهرك، لأن حد القذف من أجل 126 00:12:58,490 --> 00:13:04,420 ثبوته يحتاج إلى أربعة شهداء، فإذا لم يكتمل الأربعة 127 00:13:04,420 --> 00:13:12,280 فإنهم يحدون حد القذف ثمانين جلدة، فماذا فعل عمر، هل 128 00:13:12,280 --> 00:13:20,130 غضب وثار وأمر بحبسه واعتقاله، قال الحمد لله الذي 129 00:13:20,130 --> 00:13:26,570 جعل في رعيته من يقول لعمر أخطأت، إذا ما أخطأت، وإن 130 00:13:26,570 --> 00:13:33,550 يقيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولو بحد السيف، نعم 131 00:13:33,550 --> 00:13:39,640 هكذا هم الصحابة الكرام، نأتي إلى عنوان جديد، موقف 132 00:13:39,640 --> 00:13:43,180 الكفار من العدل والمساواة، طبعا الكفار لا يؤمنون 133 00:13:43,180 --> 00:13:50,120 بالعدل والمساواة بين الناس، فكان لعلية القوم مجالس 134 00:13:50,120 --> 00:13:59,540 وكان للفقراء والعبيد مجالس، وهكذا قالوا للرسول عليه 135 00:13:59,540 --> 00:14:03,220 الصلاة والسلام، أن تجعل لنا مجلسا وأن تجعل لهؤلاء 136 00:14:03,220 --> 00:14:10,140 العبيد مثل بلال ومثل عمار مجلس آخر، ولكن القرآن 137 00:14:10,140 --> 00:14:15,540 الكريم يتنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا 138 00:14:15,540 --> 00:14:21,280 يطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي، يريدون وجهه 139 00:14:21,280 --> 00:14:28,280 فهؤلاء هم الذين نصروا الإسلام والمسلمين، لابد أن لا 140 00:14:28,280 --> 00:14:33,820 يفرق بينهم وبين الصحابة الكرام، فقد كان في مجلس 141 00:14:33,820 --> 00:14:41,320 رسول الله ﷺ أبو بكر العربي وبلال الحبشي وصهيب 142 00:14:41,320 --> 00:14:47,740 الرومي وسلمان الفارسي ما حكم إقامة العدل بين 143 00:14:47,740 --> 00:14:57,770 الناس أن العدل بين الناس ليس منة أو صداقة يمن بها 144 00:14:57,770 --> 00:15:05,750 الحاكم على شعبه بل هي فرض واجب على كل خليفة وعلى 145 00:15:05,750 --> 00:15:11,550 كل حاكم وعلى كل من له ولاية على أمر من أمور 146 00:15:11,550 --> 00:15:17,530 المسلمين ويمكن الاستدلال على ذلك بالنصوص التالية 147 00:15:18,080 --> 00:15:23,480 قوله تبارك وتعالى إن الله يأمر بالعدل والإحسان 148 00:15:23,480 --> 00:15:29,880 وإيتاء ذي القربى فكما نرى أن النص أمر صريح في طلب 149 00:15:29,880 --> 00:15:36,340 إقامة العدل وبصيغة الأوامر والأمر إن الله يأمر 150 00:15:36,340 --> 00:15:44,800 بالعدل والإحسان وقوله تبارك وتعالى إن الله يأمركم 151 00:15:45,300 --> 00:15:51,880 أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ومن هذه الأمانات هو 152 00:15:51,880 --> 00:15:57,120 العدل بين الناس وإذا حكمتم بين الناس أن تحكم 153 00:15:57,120 --> 00:16:04,690 بالعدل فالنص كما نرى يأمر بإقامة العدل بين الناس إن 154 00:16:04,690 --> 00:16:09,950 الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم 155 00:16:09,950 --> 00:16:16,570 بين الناس أن تحكموا بالعدل وقوله تبارك وتعالى وهذه 156 00:16:16,570 --> 00:16:22,250 الآية رقم 135 من سورة النساء سنأتي إليها بعد قليل 157 00:16:22,250 --> 00:16:29,730 لعنوان مهم مع آية المائدة الآية الثامنة للدلالة 158 00:16:29,730 --> 00:16:34,910 على أن العدل في الإسلام مطلق وأنه لا يتأثر بالهوى 159 00:16:34,910 --> 00:16:40,710 حتى ولو كان بين يدي القاضي مسلم وكافر دون النظر 160 00:16:40,710 --> 00:16:45,790 إلى الدين والمعتقد يقول الله تبارك وتعالى يا أيها 161 00:16:45,790 --> 00:16:50,970 الذين آمنوا كونوا قوامين بالعدل وكونوا شهداء والأمر 162 00:16:50,970 --> 00:16:55,750 يفيد الوجوب يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين 163 00:16:55,750 --> 00:17:01,670 بالعدل شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين 164 00:17:01,670 --> 00:17:06,850 والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا 165 00:17:06,850 --> 00:17:11,870 تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تولوا أو أعرضوا فإن الله 166 00:17:11,870 --> 00:17:17,350 كان بما تعملون خبيرا وقوله تبارك وتعالى فلذلك 167 00:17:17,350 --> 00:17:23,640 فادعُوا واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت 168 00:17:23,640 --> 00:17:30,460 بما أنذر الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم هكذا يؤمر 169 00:17:30,460 --> 00:17:35,420 الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده 170 00:17:35,420 --> 00:17:43,080 والمسلمون إلى قيام الساعة بالعدل وأمرت لأعدل بينكم 171 00:17:43,080 --> 00:17:50,980 فهذا دليل على وجوب العدل بين أفراد الرعية وكما قلت 172 00:17:50,980 --> 00:18:00,660 ليست منحة أو منة أو صدقة يتطوع بها الحاكم على شعبه 173 00:18:00,660 --> 00:18:07,100 نعم هذا من ناحية العدل ما هو عكس العدل الظلم 174 00:18:07,100 --> 00:18:13,500 والعياذ بالله وقد توعد الله تعالى الظالمين بالعذاب 175 00:18:13,500 --> 00:18:18,980 الشديدة وما معنى الظلم؟ الظلم في أصله اللغوي بمعنى 176 00:18:18,980 --> 00:18:25,480 النقص ومنه قوله تبارك وتعالى في سورة الكافرون ولم 177 00:18:25,480 --> 00:18:31,510 تظلم منه شيئا يعني لم تنقص منه شيئا وهكذا إذا كان 178 00:18:31,510 --> 00:18:39,110 العدل هو أن يُعطى الناس حقوقهم فكذلك الظلم أن ينقص 179 00:18:39,110 --> 00:18:45,890 الناس حقوقهم وأن يحال بينهم وبين حقوقهم يقول الله 180 00:18:45,890 --> 00:18:51,630 تبارك وتعالى في ذنب الظلم والظالمين أحشر الذين 181 00:18:51,630 --> 00:19:00,820 ظلموا وأزواجهم وأزواجهم هنا بمعنى أشباههم وأمثالهم 182 00:19:00,820 --> 00:19:09,000 أو قرناء السوء كما مر معنا في تعريف الزوج اللغوي 183 00:19:09,000 --> 00:19:18,340 أنه زوجة بمعنى قرينة ومنه هذه الآية وليست الأزواج 184 00:19:18,340 --> 00:19:23,530 بمعنى الزوجات لأن الزوج قد يكون كافرا وقد تكون 185 00:19:23,530 --> 00:19:31,710 زوجته مسلمة كما في قصة فرعون وزوجته آسيا التي قالت 186 00:19:31,710 --> 00:19:35,750 رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ويقول الله تبارك و 187 00:19:35,750 --> 00:19:41,030 تعالى يتوعد الظالمين ولا تحسبن الله غافلا عما 188 00:19:41,030 --> 00:19:46,520 يعمل الظالمون إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار 189 00:19:46,520 --> 00:19:51,880 ويقول الله تبارك وتعالى فتلك بيوتهم خاوية بما 190 00:19:51,880 --> 00:20:00,020 ظلموا وهذه نهاية الظالمين نعم بسبب ظلمهم أهلكهم 191 00:20:00,020 --> 00:20:06,800 الله تبارك وتعالى العدل في الإسلام لا يتأثر بالهوى 192 00:20:06,800 --> 00:20:11,480 وهذا من العناوين التي أشرنا إليها قبل الوصول إليها 193 00:20:11,480 --> 00:20:18,320 من العناوين المهمة جدا الإسلام العدل فيه لا يتأثر 194 00:20:18,320 --> 00:20:22,500 بالهوى أبدا كما قلنا دون النظر إلى الدين والمعتقد 195 00:20:22,500 --> 00:20:29,020 دون النظر إلى الجنس واللون والهوية نعم وشعارنا 196 00:20:29,020 --> 00:20:35,070 الخالد الذي يجمعنا إن أكرمكم عند الله أتقياكم وقد 197 00:20:35,070 --> 00:20:41,050 قلنا سنأتي إلى الآيتين السابقتين الآية الأولى آية 198 00:20:41,050 --> 00:20:47,430 135 من سورة النساء كونوا قوامين بالعدل شهداء لله 199 00:20:47,430 --> 00:20:53,930 ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين هذه الآية 200 00:20:53,930 --> 00:20:59,310 سابقا ذكرها في الدلالة على نظرة الإسلام إلى الناس 201 00:20:59,310 --> 00:21:06,020 أجمعين وهي نظرة العدل والمساواة ففي هذه الآية تحريض 202 00:21:06,020 --> 00:21:10,480 للمسلمين على العدل حتى ولو شهد الإنسان على نفسه 203 00:21:10,480 --> 00:21:16,260 أو والديه أو أقاربه وكما قلت الآية الثامنة من صدر 204 00:21:16,260 --> 00:21:23,520 سورة المائدة ولا يجرمنكم شنآن قوم أي بغض قوم كما 205 00:21:23,520 --> 00:21:28,380 قال الله إن شنيئك هو الأبطر يعني مبغضك يا محمد هو 206 00:21:28,380 --> 00:21:33,940 الأبطر ولا يجرمنكم شنآن قوم أي بغض قوم على ألا 207 00:21:33,940 --> 00:21:40,460 تعدلوا عدلوا هو أقرب للتقوى نأتي إلى تصرفات 208 00:21:40,460 --> 00:21:49,120 الصحابة وأفعالهم أيضا وكيف أن العدل في الإسلام لا 209 00:21:49,120 --> 00:21:54,180 يتأثر بالهوى حتى لو كان الخاص كافرا أو مشركا حتى 210 00:21:54,180 --> 00:21:59,600 لو كان يهوديا أو نصرانيا وهذه قصة الصحابي الجليل 211 00:21:59,600 --> 00:22:05,580 عبد الله بن رواحة لما أرسله النبي إلى اليهود ليخرص 212 00:22:06,200 --> 00:22:11,820 ثمار خيبر والخرص بلغة الضريبة في هذه الأيام 213 00:22:11,820 --> 00:22:18,260 بمعنى التخمين وكانوا خبراء عندما ينظرون إلى النخلة 214 00:22:18,260 --> 00:22:26,680 كم ساعة أو كم مدة يعني هم أقرب إلى الحقيقة 215 00:22:26,680 --> 00:22:34,250 وعندنا في غزة نعم من اشتهروا بالتخمين عندما ينظرون 216 00:22:34,250 --> 00:22:39,650 إلى بيارة من الحمضيات فإنهم يعلمون كم طنا في هذه 217 00:22:39,650 --> 00:22:47,500 البيارة فهذا يحتاج إلى خبرة فأراد اليهود أن يرشوه 218 00:22:47,500 --> 00:22:55,240 وقدّموا له صرة من ذهب كما تقول الرواية ولكنه رضي 219 00:22:55,240 --> 00:22:59,440 الله عنه صرخ في وجههم وقال يا أعداء الله أترشونني 220 00:22:59,440 --> 00:23:04,740 والله إنكم أبغض إلي من القراض والخنازير ولا محمد 221 00:23:04,740 --> 00:23:09,480 صلى الله عليه وسلم أحب إلي من نفس التي بين جنبي 222 00:23:09,480 --> 00:23:15,390 ولكن بغضي لكم وحبي لمحمد صلى الله عليه وسلم لا 223 00:23:15,390 --> 00:23:24,010 يمنعني من أن أعدل بينكم رأيتم هذه هي عظمة الإسلام 224 00:23:24,010 --> 00:23:30,070 نعم والله إنكم أبغض إلي من القراض والخنازير ولا 225 00:23:30,070 --> 00:23:35,250 محمد أحب إلي من نفس التي بين جنبي ولكن بغضي لكم وحب 226 00:23:35,250 --> 00:23:40,790 لمحمد لا يمنعني من أن أعدل بينكم لأن الله يقول في 227 00:23:40,790 --> 00:23:46,630 آية المائدة التي سبق ذكرها ولا يجرمنكم شنآن قوم 228 00:23:46,630 --> 00:23:52,790 على أن لا تعدلوا عدلوا هو أقرب للتقوى حتى ولو 229 00:23:52,790 --> 00:23:59,670 كان الخصم يهوديا وهذه قصة من أعجب القصص أيضا في 230 00:23:59,670 --> 00:24:05,950 حياة السلف الصالح وهي قصة القاضي شريح بن هاني مع 231 00:24:05,950 --> 00:24:12,570 أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ويهودي يعني من أفراد 232 00:24:12,570 --> 00:24:18,210 الرعية يعتبر من الدرجة الثانية أو كما يطلق عليهم 233 00:24:18,210 --> 00:24:25,770 في هذا الزمان أقليات ولكن القاضي يسوي حتى في اللفظ 234 00:24:25,770 --> 00:24:33,810 واللحظة نعم فلا يقولوا يا أبا حسن ويقولوا لليهودي 235 00:24:33,810 --> 00:24:39,190 يا فلان باسمه فقد سوى بينهم في كل شيء وهذا هو شرط 236 00:24:39,190 --> 00:24:45,650 القضاء في الإسلام نعم والقصة ملخصها وجاءت في 237 00:24:45,650 --> 00:24:51,370 الكتاب مقتضرة في غزوة خيبر لما فقد علي بن أبي طالب 238 00:24:51,370 --> 00:24:59,870 درعه الخطمية والتقطها هذا اليهودي ولكن لم يكن مع 239 00:24:59,870 --> 00:25:06,870 علي شهود إلا الحسن وأي شهادة أعظم من شهادة الحسن 240 00:25:06,870 --> 00:25:12,370 ولكن القواعد الشرعية في القضاء أن الأصول لا تشهد 241 00:25:12,370 --> 00:25:21,510 للفرع وأن الفروع لا تشهد للأصول لوجود التهمة فقد 242 00:25:21,510 --> 00:25:27,830 يشهدون لمصلحة وهذا يتحقق في علي وولده وفي غير علي 243 00:25:27,830 --> 00:25:34,430 إلى يوم القيامة فرد القاضي شريح بن هاني شهادة 244 00:25:34,430 --> 00:25:41,000 الحسن ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه نعم فهنا 245 00:25:41,000 --> 00:25:46,680 لما نظر اليهودي إلى هذه الأخلاق العالية وهذه 246 00:25:46,680 --> 00:25:52,040 الأداب الرفيعة قيل أنه أعلن إسلامه وقال إن هذا 247 00:25:52,040 --> 00:25:58,510 دين جدير بالاتباع يثوي بيني وبين أمير المؤمنين 248 00:25:58,510 --> 00:26:05,250 نعم ونطقه بالشهادتين والله أعلى وأعلم ولكن هكذا 249 00:26:05,250 --> 00:26:10,690 هو الإسلام العظيم طبعا إذا كان العدل بين الناس 250 00:26:10,690 --> 00:26:19,870 فثمة الأمن والأمان والحمد لله رب العالمين و 251 00:26:19,870 --> 00:26:27,740 البركة والاستقرار أما إذا كان هناك ظلم فثمة الخوف 252 00:26:27,740 --> 00:26:36,220 والفزع والسجون والمعتقلات من كل من يقول كلمة الحق 253 00:26:36,220 --> 00:26:44,740 ونختم هذا الباب بحديث عن العدل والمساواة بين الناس 254 00:26:45,000 --> 00:26:48,740 ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام يوم من إمام 255 00:26:48,740 --> 00:26:54,920 عادل خير من عبادة ستين سنة هذا يدل على فضل عادل 256 00:26:54,920 --> 00:27:00,200 والحديث صحيح طبعا الذي لا يخفى سبعة يظلهم الله 257 00:27:00,200 --> 00:27:07,650 في ظله يوم لا ظل إلا ظله وعد من أولهم إمام عادل 258 00:27:07,650 --> 00:27:11,710 ويقول عليه الصلاة والسلام إن المقصدين عند الله على 259 00:27:11,710 --> 00:27:16,950 منابر من نور يوم القيامة عن يمين الرحمن عز وجل 260 00:27:16,950 --> 00:27:23,410 وكلت يديه يمين من هؤلاء الذين عن يمين الرحمن الذين 261 00:27:23,410 --> 00:27:28,450 يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا نعم وهكذا وما 262 00:27:28,450 --> 00:27:34,220 أكثر الأحاديث في هذا الباب اهتمام الإسلام بإقامة 263 00:27:34,220 --> 00:27:41,640 العدل نعم من مظاهر اهتمام الإسلام بالعدل أنه جعله 264 00:27:41,640 --> 00:27:47,700 شرطا يجب توافره في كل من كان له ولاية عامة أو 265 00:27:47,700 --> 00:27:54,020 وظيفة عامة أو كل من قام على أمر وأمور المسلمين كما 266 00:27:54,020 --> 00:27:58,500 نرى الفقهاء قد يختلفون في الشروط التي يجب أن 267 00:27:58,500 --> 00:28:04,560 تتوافر في كل من يلي وظيفة المسلمين إلا هذا الشرط 268 00:28:04,560 --> 00:28:10,220 ألا وهو شرط العدالة والمساواة فقد اتفقوا عليه ولا 269 00:28:10,220 --> 00:28:18,820 يخالف فيه أحد ومبحث العدل والمساواة وهو القاعدة 270 00:28:18,820 --> 00:28:23,000 الثانية من القواعد التي يبني عليها النظام السياسي 271 00:28:23,000 --> 00:28:31,260 في الإسلام ينتهي بهتين القصتين وهما من مظاهر العدل 272 00:28:31,260 --> 00:28:39,430 في الإسلام والقصة الأولى في غزوة بدر الكبرى أول 273 00:28:39,430 --> 00:28:44,290 غزوة غزاها الرسول عليه الصلاة والسلام في العام 274 00:28:44,290 --> 00:28:48,450 الثاني من الهجرة النبوية لما كان ينظم الصفوف 275 00:28:48,450 --> 00:28:54,190 ويتفقد الجند وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة عليه 276 00:28:54,190 --> 00:28:58,430 الصلاة والسلام وإذا بصواد بن غزية طبعا هنا في 277 00:28:58,430 --> 00:29:03,790 الكتاب خطأ مطبعي هو صواد بن غزية وليس كما في 278 00:29:03,790 --> 00:29:09,550 الكتاب نعم فضربه الرسول عليه الصلاة والسلام بعصا 279 00:29:09,550 --> 00:29:17,310 في بطنه وقال استقم يا صواد فقال صواد أوجعتني يا 280 00:29:17,310 --> 00:29:24,240 رسول الله أريد أن أقتص منك كان بطن سواد مكشوفة 281 00:29:24,240 --> 00:29:27,580 فكشف الرسول عليه الصلاة والسلام عن بطنه الشريفة 282 00:29:27,580 --> 00:29:32,720 وقال استقد يا سواد فماذا فعل سواد؟ ما كان منه إلا 283 00:29:32,720 --> 00:29:40,040 أن اعتقناه عليه الصلاة والسلام وقبل بطنه عليه 284 00:29:40,040 --> 00:29:43,990 الصلاة والسلام فقال له: لماذا فعلت ذلك يا سواد؟ قال 285 00:29:43,990 --> 00:29:48,750 لعلي أستشهد يا رسول الله في هذه المعركة. طبعًا القصة 286 00:29:48,750 --> 00:29:56,610 في السيرة النبوية خارج هذه المصنفات المقتصرة، وأردت 287 00:29:56,610 --> 00:30:02,190 أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك يا رسول الله 288 00:30:02,190 --> 00:30:07,960 صلى الله عليه وسلم. والقصة الأخيرة المعروفة قصة عمر 289 00:30:07,960 --> 00:30:15,940 بن العاص حاكم مصر، وقصة السباق مع ولده والقبطي، و 290 00:30:15,940 --> 00:30:22,690 لما ضرباه وقال له: أنا ابن عمر بن العاص الوالي 291 00:30:22,690 --> 00:30:28,470 وانطلق القبطي إلى الخلافة الراشدة إلى عمرو بن 292 00:30:28,470 --> 00:30:32,730 الخطاب في المدينة المنورة، وهناك استدعى عمرو ابنه 293 00:30:32,730 --> 00:30:37,530 وقال: اضرب ابن الأكرمين، وقال قولته الشهيرة: متى 294 00:30:37,530 --> 00:30:43,350 استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟ نعم، هذا 295 00:30:43,350 --> 00:30:48,990 هو القاعدة الثانية من القواعد التي يبنى عليها 296 00:30:48,990 --> 00:30:53,810 النظام السياسي في الإسلام. نأتي الآن إلى القاعدة 297 00:30:53,810 --> 00:31:01,290 الثالثة وهي الشورى. الشورى طبعًا في لغة العرب من 298 00:31:01,290 --> 00:31:07,730 الفعل شار وشارة بمعنى جنى، وأصلها اللغوي من شار 299 00:31:07,730 --> 00:31:17,010 العسل بمعنى جنى. وكأن التشبيه هنا بليّغ، فكما أن 300 00:31:17,010 --> 00:31:26,890 النحلة تأتي بآلاف الظهرات وتجنى العسل منها كذلك 301 00:31:26,890 --> 00:31:36,470 الشورى هي جنى آراء العقول من الغير، ولذلك كان تعريف 302 00:31:36,470 --> 00:31:42,130 الشورى في اللغة طلب رأي الغير في أمر من الأمور 303 00:31:42,130 --> 00:31:50,130 وهنا نلحظ أن ثم تفارقًا بين تعريف الشورى في لغة 304 00:31:50,130 --> 00:31:55,510 العرب وبين تعريف الشورى عند المسلمين. فالشورى كما 305 00:31:55,510 --> 00:32:00,990 نرى في لغة العرب طلب رأي الغير أيًا كان هذا الغير 306 00:32:00,990 --> 00:32:08,470 متعلمًا أو أميًا، مسلمًا أو كافرًا. ولكن سنأتي إلى شروط 307 00:32:08,470 --> 00:32:13,930 أهل الشورى إن شاء الله، وإن كان المصطلح الشرعي 308 00:32:13,930 --> 00:32:18,750 يحدّد لنا بعض هذه الشروط. فالشورى في الاصطلاح 309 00:32:18,750 --> 00:32:25,650 الإسلامي استعراض آراء أهل الاختصاص. رأيتم أهل 310 00:32:25,650 --> 00:32:31,630 اختصاص وليس رأي الغير أيًا كان هذا الغير في واقعة 311 00:32:31,630 --> 00:32:39,410 معينة واختيار أصلحها بحسب شرع الله تبارك وتعالى 312 00:32:39,410 --> 00:32:44,890 وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ما هي فوائد الشورى؟ 313 00:32:44,890 --> 00:32:50,870 نأتي إلى ذكرها باختصار: أولًا الشورى هي أساس الحكم 314 00:32:50,870 --> 00:32:57,600 في الإسلام. ثانيًا، كما أنها مظهر عظيم من مظاهر حرية 315 00:32:57,600 --> 00:33:03,790 التعبير عن الرأي. وثالثًا، الشورى طريق من طرق تحقيق 316 00:33:03,790 --> 00:33:09,030 الألفة والمحبة بين أفراد الجماعة. ورابعًا، إن الشورى 317 00:33:09,030 --> 00:33:15,710 تُدرّب العقول على تبيّن الأمور وتفحصها وتمحيصها، و 318 00:33:15,710 --> 00:33:21,670 معرفة غثّها من سمينها. خامسًا، كما أنها تُعلّم الأفراد 319 00:33:21,670 --> 00:33:28,000 على العطاء وعلى الانتماء للجماعة والوطن. وسادسًا، 320 00:33:28,000 --> 00:33:32,860 الشورى من مقتضيات تكريم الإنسان كما قال الله 321 00:33:32,860 --> 00:33:38,380 تبارك وتعالى: إني جاعل في الأرض خليفة. وكما قال في 322 00:33:38,380 --> 00:33:42,580 سورة الإسراء 323 00:33:42,840 --> 00:33:47,700 ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر 324 00:33:47,700 --> 00:33:53,160 ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا 325 00:33:53,160 --> 00:33:59,060 تفضيلًا. وأخيرًا، الشورى طريقة من طرق الوحدة الإسلامية 326 00:33:59,060 --> 00:34:05,270 عن طريق عرض المشاكل العامة للمجتمع ومشاركة الجميع 327 00:34:05,270 --> 00:34:12,330 في حلها. نأتي الآن إلى عنوان مهم من عنوان هذا البحث 328 00:34:12,330 --> 00:34:20,250 وهو مظاهر اهتمام الإسلام بالشورى. أول هذه المظاهر 329 00:34:20,250 --> 00:34:27,750 أنه سمى سورة باسمها ألا وهي سورة الشورى. ثم إنه 330 00:34:27,750 --> 00:34:34,470 جعلها بين ركنين من أركان الإسلام الصلاة والزكاة. 331 00:34:34,470 --> 00:34:38,510 يقول الله تبارك وتعالى: والذين استجابوا 332 00:34:38,780 --> 00:34:44,300 لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم 333 00:34:44,300 --> 00:34:50,920 ينفقون. فقد توسطت الشورى ركنين عظيمين من أركان 334 00:34:50,920 --> 00:34:56,120 الإسلام وهما الصلاة والزكاة. وأقاموا الصلاة وأمرهم 335 00:34:56,120 --> 00:35:02,060 شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون. هذا يدل على مدى 336 00:35:02,060 --> 00:35:08,700 اهتمام الإسلام بالشورى، كما أن القرآن الكريم بيّانًا 337 00:35:08,700 --> 00:35:14,580 لأهمية الشورى وتعليمًا للناس فقد ذكر صورتين من صور 338 00:35:14,580 --> 00:35:23,580 ممارسة الشورى بصفة نماذج يقتدى بها. النموذج الأول 339 00:35:23,580 --> 00:35:30,970 نموذج في حل المشاكل الاجتماعية وذلك بين الزوجين 340 00:35:30,970 --> 00:35:38,250 في حال الفصال. والفصال هنا ليس بمعنى الطلاق كما 341 00:35:38,250 --> 00:35:45,010 يفهم البعض بمعنى أن تفصل الزوجة عن الزوج، وإنما 342 00:35:45,010 --> 00:35:52,170 الفصال هنا بمعنى الفطام لأن الرضاع قد يكون عامين 343 00:35:52,170 --> 00:35:59,280 والوالدات... والوالدات نعم، كما جاء في القرآن الكريم 344 00:35:59,280 --> 00:36:05,260 عامين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة. وفصاله في 345 00:36:05,260 --> 00:36:10,960 عامين. لكن لو أراد الوالدان فطام الطفل قبل عامين 346 00:36:10,960 --> 00:36:18,160 فهذا جائز بالمشورة بين الزوجين. فالله يقول: فإن أراد 347 00:36:18,160 --> 00:36:26,180 فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهم يجوزوا 348 00:36:26,180 --> 00:36:33,500 للأبوين بعد المشورة نعم فطام الطفل قبل سنتين. 349 00:36:35,490 --> 00:36:42,190 والمثال الثاني مثال سياسي في شؤون الدولة بشكل عام 350 00:36:42,190 --> 00:36:49,710 وضرب لنا مثلًا في قصة بلقيس ملكة سبأ في اليمن في 351 00:36:49,710 --> 00:36:54,570 عهد سليمان بن داود عليهما السلام. والقصة في سورة 352 00:36:54,570 --> 00:37:00,230 النمل. قالت: يا أيها الملأ أفتوني في أمري. ما كنت قاطعة 353 00:37:00,230 --> 00:37:07,130 أمرًا حتى تشهدون. فقالوا: نحن أولو قوة وأولو بأس شديد 354 00:37:07,130 --> 00:37:12,630 والأمر إليك فأنظري ماذا تأمرين. فكانت المرأة أسد 355 00:37:13,890 --> 00:37:22,350 رأيًا وأحسن مشورة من الرجال. والقصة في نهايتها لا 356 00:37:22,350 --> 00:37:28,850 تخفى عليكم حتى أسلمت مع سليمان لله رب العالمين. ما 357 00:37:28,850 --> 00:37:32,130 هو حكم الشورى في الإسلام؟ طبعًا الشورى في الإسلام 358 00:37:32,130 --> 00:37:41,440 واجبة ودليل على ذلك الآيات والنصوص التالية، ومنها 359 00:37:41,440 --> 00:37:45,480 قوله تبارك وتعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ 360 00:37:45,480 --> 00:37:48,500 لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ 361 00:37:48,500 --> 00:37:51,140 الْقَلْبِ لَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُوا 362 00:37:51,140 --> 00:37:53,480 عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي 363 00:37:53,480 --> 00:37:58,400 الْأَمْرِ. شاورهم في الأمر. هذا دليل على وجوب الشورى 364 00:37:58,400 --> 00:38:04,290 وشاورهم أمر، والأمر يفيد الوجوب. وشاورهم في الأمر. نعم، 365 00:38:04,290 --> 00:38:10,970 وكذلك الآية السابقة ذكرناها في سورة الشورى نفسها 366 00:38:10,970 --> 00:38:16,330 أنها جاءت بين فريضتين عظيمتين من فرائض الإسلام 367 00:38:16,330 --> 00:38:22,210 وكأن الله يقول لنا: كما أن الصلاة فرض وكما أن 368 00:38:22,210 --> 00:38:30,290 الزكاة فرض فكذلك الشورى فرض وواجبة كوجوب الصلاة 369 00:38:30,290 --> 00:38:36,640 ووجوب الزكاة لأن الله قد قرن بينها وبين هذين الركنين 370 00:38:36,640 --> 00:38:41,380 العظيمين في قوله تبارك وتعالى: والذين استجابوا 371 00:38:41,380 --> 00:38:46,500 لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما 372 00:38:46,500 --> 00:38:53,120 رزقناهم ينفقون. وهذان الدليلان من أعظم الأدلة على 373 00:38:53,120 --> 00:39:00,270 وجوب الشورى على الحاكم المسلم. وكما قلت في موضوع 374 00:39:00,270 --> 00:39:05,730 العدل والمساواة ليست منة يمنّ بها الحاكم على شعبه 375 00:39:05,730 --> 00:39:12,870 الآن نأتي لسؤال مهم جدًا: مدى إلزام الشورى لرئيس 376 00:39:12,870 --> 00:39:19,170 الدولة؟ نعم، هذه المسألة تعتبر من المسائل يعني 377 00:39:20,360 --> 00:39:26,240 الدقيقة والتي اختلف فيها العلماء. يعني هل الشورى 378 00:39:26,240 --> 00:39:34,620 ملزمة لرئيس الدولة أم معلّمة؟ طبعًا البعض قال: ملزمة 379 00:39:34,620 --> 00:39:41,400 بمعنى أنه يلزم بها ولا يصح لرئيس الدولة أن يحيد 380 00:39:41,400 --> 00:39:48,490 عنها. وبعضهم قال: بل معلّمة، يعني له أن يختار وأن يجتهد 381 00:39:48,490 --> 00:39:53,930 إن شاء أخذ بها وإن شاء تركها. لكن الحقيقة هنا ما 382 00:39:53,930 --> 00:40:00,930 جاء به الكتاب كلام طيّب، ولذلك نستطيع أن نلخّص ما جاء 383 00:40:00,930 --> 00:40:09,330 في الكتاب نعم على النحو التالي: إذا كان رئيس الدولة 384 00:40:09,330 --> 00:40:18,500 مجتهدًا فشورى في حقه معلّمة، بمعنى هو مخيّر إن رأى أن 385 00:40:18,500 --> 00:40:23,480 يأخذ برأي أهل الشورى له ذلك وإن اعتقد أن رأيه هو 386 00:40:23,480 --> 00:40:29,260 الأقرب إلى حكم الشرعي فله أن يأخذ به مهما كان عدد 387 00:40:29,260 --> 00:40:37,960 أهل الشورى. لماذا نحن رجّحنا هذا الرأي؟ أولًا لأنه 388 00:40:37,960 --> 00:40:44,280 مجتهد مثلهم. فهنا رئيس الدولة مجتهد. وعندما نقول 389 00:40:44,280 --> 00:40:50,820 مجتهد بمعنى توافرت فيه شروط الاجتهاد المذكورة في 390 00:40:50,820 --> 00:41:00,420 كتب أصول الفقه من القرآن والسنة واللغة والفقه إلى 391 00:41:00,420 --> 00:41:07,540 غير ذلك من الشروط التي يجب أن تتوافر في المجتهدين. و 392 00:41:07,540 --> 00:41:16,810 ثانيًا لأنه توافر فيه ما لم يتوافر فيهم فهو لم يصبح 393 00:41:16,810 --> 00:41:22,610 رئيسًا ولم يصبح قائدًا إلا لأنه توافر فيه من شروط 394 00:41:22,610 --> 00:41:30,790 القيادة التي أهلته للرئاسة ما لم يتوافر في سائر 395 00:41:30,790 --> 00:41:36,850 أهل الشورى. إذا نقول مرة أخرى: إذا كان رئيس الدولة 396 00:41:36,850 --> 00:41:45,240 مجتهدًا فالشورى في حقه معلّمة، بمعنى أنها غير ملزمة 397 00:41:45,240 --> 00:41:52,980 بمعنى أنه مخيّر بين أن يأخذ بها وبين أن يتركها وأن 398 00:41:52,980 --> 00:41:59,300 يجتهد لسببين: السبب الأول أنه مجتهد وهم مجتهدون 399 00:41:59,300 --> 00:42:03,700 توافرت فيهم وتوافرت فيهم من شروط الاجتهاد ومن 400 00:42:03,700 --> 00:42:09,780 القواعد الشرعية أن الاجتهاد لا ينقض باجتهاد مثله. و 401 00:42:09,780 --> 00:42:17,180 ثانيًا أنه توافر فيه ما لم يتوافر فيهم من شروط 402 00:42:17,180 --> 00:42:28,140 القيادة التي أهلته للرئاسة. أما نعم، إذا لم يكن رئيس 403 00:42:28,140 --> 00:42:32,560 الدولة مجتهدًا كما هو الحال في معظم الدول العربية 404 00:42:32,560 --> 00:42:38,620 في هذه الأيام فشورى في حقه ملزمة، بمعنى ليس له 405 00:42:39,730 --> 00:42:44,750 الاختيار، ليس له إلا الالتزام بما يراه أهل الشورى 406 00:42:45,200 --> 00:42:50,380 ذلك لأنه لا يجوز لأي شخص أن ينظر في أمور المسلمين 407 00:42:50,380 --> 00:42:57,040 التي تحتاج إلى دليل شرعي إلا إذا كان مجتهدًا. نعم، 408 00:42:57,040 --> 00:43:03,520 حتى لو كان هذا الشخص هو رئيس الدولة الإسلامية نفسه 409 00:43:03,520 --> 00:43:08,980 نعم، فهذا الشخص لم تتوافر فيه شروط الاجتهاد ولا 410 00:43:08,980 --> 00:43:15,930 يعرف الأدلة فليس له الاختيار إنما عليه الالتزام بما 411 00:43:15,930 --> 00:43:23,250 يراه أهل الشورى. طبعًا والله أعلى وأعلم. هذا ما 412 00:43:23,250 --> 00:43:28,910 رجّحناه. مجالات الشورى. الشورى قسمين عامة وخاصة. 413 00:43:28,910 --> 00:43:33,080 الشورى العامة تكون في الأمور خطيرة الشأن والتي 414 00:43:33,080 --> 00:43:37,660 تتعلق بالصالح العام للدولة، وذلك مثل الاستشارة في 415 00:43:37,660 --> 00:43:42,980 الحرب أو عقد المعاهدات مع الدول الأخرى أو اختيار 416 00:43:42,980 --> 00:43:47,460 نظام الحكم في الدولة أو تعيين رئيس الدولة أو عزله 417 00:43:47,460 --> 00:43:55,360 وهكذا محاسبته إذا ما قصر. نعم، وأما الشورى الخاصة 418 00:43:55,360 --> 00:43:59,980 وهي ما كان من أمور التشريع الدقيقة التي تتطلب 419 00:43:59,980 --> 00:44:04,760 مختصين، كما في قوله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم 420 00:44:04,760 --> 00:44:11,270 لا تعلمون. وأهل الذكر ليسوا هم المشايخ أو رجال الدين. 421 00:44:11,270 --> 00:44:17,350 أهل الذكر هم أهل التخصص في كل فن فالطبيب في الطب 422 00:44:17,350 --> 00:44:23,410 والمهندس في الهندسة وهكذا المعلم في التربية و 423 00:44:23,410 --> 00:44:30,310 الفلك والبحرية إلى غير هذه التخصصات كما نرى في 424 00:44:30,310 --> 00:44:35,190 هذه الأيام وزارة الصحة ووزارة التعليم أو النقل و 425 00:44:35,190 --> 00:44:41,250 المواصلات أو الحكم المحلي والتجارة والصناعة إلى آخر 426 00:44:41,250 --> 00:44:48,790 هذه الوزارات فهي تحتاج إلى أناس مختصين في كيفية 427 00:44:48,790 --> 00:44:53,730 الشورى نعم لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام 428 00:44:53,730 --> 00:45:02,710 كيفية محددة للشورى وإنما جاء في سيرة النبوية أكثر 429 00:45:02,710 --> 00:45:10,790 من صورة من صور الشورى أول هذه الصور قد يشير عليه 430 00:45:10,790 --> 00:45:17,950 الرجل الواحد فيرى رأيه صوابًا ويأخذ به كما في غزوة 431 00:45:17,950 --> 00:45:24,330 بدرٍ كيف أشار عليه عليه الصلاة والسلام بهدم الآبار 432 00:45:24,330 --> 00:45:32,910 وأن يبقى بقرا واحدًا فيشربوا ولا يشربوا المشركون 433 00:45:32,910 --> 00:45:39,210 وكان أحيانًا يستشير أناسًا معينين كما في أسرة بدر 434 00:45:39,210 --> 00:45:45,850 كأبي بكر وعمر وأحيانًا يستشير من حضر من المسلمين 435 00:45:45,850 --> 00:45:50,130 كما في غزوة بدر أيضًا ويقول أشيرُوا علي أيها الناس 436 00:45:50,620 --> 00:45:56,820 وكلها في سيرة النبوية بشيء من التفصيل يستشير 437 00:45:56,820 --> 00:46:03,500 المهاجرين ثم يستشير الأنصار وأقرب هذه الصور إلى 438 00:46:03,500 --> 00:46:09,540 واقعنا الحالي ما كان يشاور الناس عن طريق ممثليهم 439 00:46:09,540 --> 00:46:17,950 أو نوابهم كما فعل في هوازن حينما جاء قومهم يفتدونهم 440 00:46:17,950 --> 00:46:24,130 فقال للناس ارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم 441 00:46:24,130 --> 00:46:31,690 يعني نوابكم فهؤلاء يمثلون الناس فلو كانوا ملايين 442 00:46:31,690 --> 00:46:38,450 لا يستطيع الحاكم أن يستمع إلى هذه الملايين وإنما 443 00:46:38,450 --> 00:46:45,370 يستمع إلى نوابهم أو إلى عرفائهم كما كان سائدًا في 444 00:46:45,370 --> 00:46:49,150 عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وهذه أقرب الصور إلى 445 00:46:49,150 --> 00:46:57,810 أيامنا هذه فالحاكم يجتهد في اختيار أهل الشورى إذا 446 00:46:57,810 --> 00:47:01,470 خرجنا بأنه لم يكن في عهد النبي عليه السلام صورة 447 00:47:01,470 --> 00:47:11,210 محددة لاختيار أهل الشورى نعم الآن نختم بشروط أهل 448 00:47:11,210 --> 00:47:18,920 الشورى كما قلنا في التعريف ليس كل أحد يمكن أن يكون 449 00:47:18,920 --> 00:47:24,640 من أهل الشورى فلابد أن يكون من أهل الاختصار أولًا 450 00:47:24,640 --> 00:47:31,640 هذه الشروط التكليف بمعنى أن يكون مسلمًا بالغًا عاقلًا 451 00:47:31,640 --> 00:47:35,160 أما أن يكون مسلمًا فلقوله تبارك وتعالى 452 00:47:35,160 --> 00:47:38,220 وَلَيَّجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى 453 00:47:38,220 --> 00:47:44,320 الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا لأن الكافر لا يؤتمن على 454 00:47:44,320 --> 00:47:52,320 أمور المسلمين وأما البلوغ فغير البالغ لم يصل إلى 455 00:47:52,320 --> 00:47:59,020 درجة الخبرة والدراية وقد جاء في الحديث رفع القلم 456 00:47:59,020 --> 00:48:08,360 عن ثلاث وذكر منها عن الصبي حتى يبلغ وكذلك العلم 457 00:48:08,360 --> 00:48:14,650 فلابد لمن يكون من أهل الشورى أن يكون لديه علم في 458 00:48:14,650 --> 00:48:19,010 الأمور التي يختص فيها حتى تكون شورته على حق 459 00:48:19,010 --> 00:48:24,770 وصواب وقد تلونت الآية السابقة فاسألوا أهل الذكر إن 460 00:48:24,770 --> 00:48:30,430 كنتم لا تعلمون وأهل الذكر كما قلنا أهل التخصص في 461 00:48:30,430 --> 00:48:36,530 كل فن وفي كل مجال فالطبيب يستشار في الطب والمهندس 462 00:48:36,530 --> 00:48:43,290 في الهندسة والأطباء وكذلك المعلم في التربية وكل 463 00:48:43,290 --> 00:48:48,910 في تخصصه ثالثًا العدالة الجامعة لشروطها والفط 464 00:48:48,910 --> 00:48:54,910 النظر أن هنا مصطلح قد يخفي على البعض فما هو مصطلح 465 00:48:54,910 --> 00:49:02,230 العدالة حاجز نفسي يمنع المستشار من الخطأ والزلل و 466 00:49:02,230 --> 00:49:07,630 كذلك يمنعه من الغش والخيانة هذا مصطلح تفتوا 467 00:49:07,630 --> 00:49:13,970 إليه أما المواطنة فأهل مكة أدرى بشعابها أي أن يكون 468 00:49:13,970 --> 00:49:19,510 المستشار يحمل جنسية البلد الذي يستشار فيه ويسكنه 469 00:49:19,510 --> 00:49:24,750 ولا يصلح للاستشارة من يسكن خارج بلده بسبب عدم 470 00:49:24,750 --> 00:49:30,150 إدراكه بالظروف المحيطة بهذا البلد فيؤثر ذلك على 471 00:49:30,150 --> 00:49:37,300 رأيه نعم وخامسًا وهذه من الشروط المهمة ألا يزكي 472 00:49:37,300 --> 00:49:43,400 المرشح نفسه وألا يطلب أن يكون مستشارًا لأن ذلك 473 00:49:43,400 --> 00:49:49,860 دليل على حبه للشهرة والمنصب ويشك في إخلاصه وقد 474 00:49:49,860 --> 00:49:54,060 جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أبو موسى عليه عن 475 00:49:54,060 --> 00:49:57,480 رسول الله عليه الصلاة والسلام حينما دخل عليه هو 476 00:49:57,480 --> 00:50:05,400 ورجلان من قومه وطلب من الرسول أن يؤمرهم على قومهما 477 00:50:05,400 --> 00:50:10,120 فقال النبي عليه الصلاة والسلام إن لا نولي هذا 478 00:50:10,120 --> 00:50:19,130 الأمر من سأله ولا من حرص عليه هكذا نكون قد انتهينا 479 00:50:19,130 --> 00:50:24,890 من القاعدة الثالثة وهي قاعدة الشورى ونختم 480 00:50:24,890 --> 00:50:31,570 الآن بالقاعدة الرابعة وهي الطاعة طبعًا الطاعة 481 00:50:31,570 --> 00:50:37,370 في اللغة بمعنى الانقياد والموافقة من الطوع مصدر 482 00:50:37,370 --> 00:50:46,210 طاعة له أي لِأنه وانقياده أما في مصطلح الإسلام 483 00:50:46,210 --> 00:50:52,910 فالطاعة هي موافقة ولي الأمر والانقياد له بقدر 484 00:50:52,910 --> 00:50:58,850 انصياعه لشرع الله تعالى وهذا المصطلح يجيبنا على 485 00:50:58,850 --> 00:51:04,570 سؤال قد يأتي بعد قليل إن شاء الله وهي أن طاعة 486 00:51:04,570 --> 00:51:11,990 الحاكم ليست طاعة مطلقة ليست طاعة هكذا 487 00:51:13,070 --> 00:51:18,590 دون أن تكون محكومة بكتاب الله أو بسنة رسول الله 488 00:51:18,590 --> 00:51:23,510 عليه الصلاة والسلام بل طاعة مقيدة بكتاب الله 489 00:51:23,510 --> 00:51:29,270 وسنة رسول الله وشرع الله ولذلك هذا المصطلح أجاب 490 00:51:29,270 --> 00:51:35,850 لنا عن سؤال وانقياد له بقدر انصياعه لشرع الله إذا 491 00:51:35,850 --> 00:51:42,670 طاعة الإمام مرهونة بمدى انصياعه وامتثاله لشرع الله 492 00:51:42,670 --> 00:51:50,390 فطاعة ولي الأمر ليست مطلقة بل مقيدة نعم أدلة 493 00:51:50,390 --> 00:51:55,970 مشروعية الطاعة وفي نفس الوقت نجيب على هذا السؤال 494 00:51:55,970 --> 00:52:02,250 ما حكم طاعة الحاكم واجبة طبعًا في الشريعة الإسلامية 495 00:52:02,250 --> 00:52:10,380 وهذه الأدلة إنما تأتي للدلالة على وجوب طاعة الإمام 496 00:52:10,380 --> 00:52:15,180 وأول هذه الأدلة من القرآن الكريم وهي قوله تبارك 497 00:52:15,180 --> 00:52:19,660 وتعالى يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا 498 00:52:19,660 --> 00:52:24,580 الرسول وأولي الأمر منكم نعم هذه الآية تجيب على نفس 499 00:52:24,580 --> 00:52:29,240 السؤال السابق هل طاعة الإمام مطلقة أو مقيدة نقول 500 00:52:29,240 --> 00:52:33,340 مقيدة لأن الآية جاءت يا أيها الذين آمنوا أطيعوا 501 00:52:33,340 --> 00:52:38,960 الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم بمعنى طاعة 502 00:52:38,960 --> 00:52:45,420 أولي الأمر مرهونة بطاعة الله وطاعة رسول الله صلى 503 00:52:45,420 --> 00:52:49,420 الله عليه وسلم وبدأت أيضًا بقوله تعالى يا أيها 504 00:52:49,420 --> 00:52:53,820 الذين آمنوا بمعنى لابد أن يكون ولي الأمر من 505 00:52:53,820 --> 00:53:00,520 المؤمنين ومن المسلمين وأن لا يكون كافرًا كما نرى في 506 00:53:00,520 --> 00:53:05,440 هذه الأيام ولاء حكامنا وسعادائنا من العرب إلى 507 00:53:05,440 --> 00:53:11,170 اليهود وإلى الأمريكيين وقد مر بنا في الشورى قبل 508 00:53:11,170 --> 00:53:17,850 قليل وليّ جعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلًا نعم 509 00:53:17,850 --> 00:53:24,010 أما الأحاديث النبوية فقوله عليه الصلاة والسلام من 510 00:53:24,010 --> 00:53:29,590 أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن 511 00:53:29,590 --> 00:53:34,150 يطيع الأمير فقد أطاعني ومن يعصي الأمير فقد عصاني 512 00:53:34,150 --> 00:53:41,400 هذا دليل على وجوب طاعة ولي الأمر أيضًا وكذلك 513 00:53:41,400 --> 00:53:47,560 الحديث وهذا الحديث يجيبنا أيضًا على السؤال السابق 514 00:53:47,560 --> 00:53:55,450 على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره نعم 515 00:53:55,450 --> 00:54:02,670 فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة 516 00:54:02,670 --> 00:54:08,710 أرأيتم هذا أيضًا حديث دليل على أن طاعة ولي الأمر 517 00:54:08,710 --> 00:54:16,490 ليست مطلقة بل مقيدة بطاعة الله ورسوله فإذا عصى 518 00:54:16,490 --> 00:54:22,400 الله فنضرب بكلامه عرض الحائط على المرء المسلم 519 00:54:22,400 --> 00:54:29,560 السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فلا 520 00:54:29,560 --> 00:54:40,320 سمع ولا طاعة طبعًا هنا أرى أن هذا العنوان ليس 521 00:54:40,770 --> 00:54:46,690 مناسبًا فكان الأولى أن يُرفع هذا العنوان إلى العنوان 522 00:54:46,690 --> 00:54:55,770 السابق عندما قال أدلة مشروعية 523 00:54:55,770 --> 00:55:01,770 الطاعة كان الأولى أن يغير هذا العنوان بأنواع حكم 524 00:55:01,770 --> 00:55:06,710 الطاعة لأن كل الأدلة السابقة تكلمت على حكم الطاعة 525 00:55:06,710 --> 00:55:12,280 بمعنى على وجوب طاعة الإمام أما العنوان هنا فكان 526 00:55:12,280 --> 00:55:18,940 الأولى أن يقول وظيفة الحاكم فإن الكلام الذي تحت 527 00:55:18,940 --> 00:55:22,520 هذا العنوان لا يدل على حكم الطاعة لأن الأدلة 528 00:55:22,520 --> 00:55:26,420 السابقة أيضًا تدل على حكم الطاعة وهي الوجوب كما 529 00:55:26,420 --> 00:55:30,460 أسلفنا من الكتاب والسنة أما العنوان هذا حكم 530 00:55:30,460 --> 00:55:36,380 الطاعة كان الأولى أن يغير بعنوان تحت وظيفة الحاكم 531 00:55:36,380 --> 00:55:44,950 ينظر فقهاء السياسة الشرعية طبعًا وليس الرعية كما هنا 532 00:55:44,950 --> 00:55:52,210 في الكتاب فهذا من الأخطاء الطبيعية التي لا يخلو 533 00:55:52,210 --> 00:55:57,150 منها كتاب إلى أن تنصيب رئيس الدولة الإسلامية هو 534 00:55:57,150 --> 00:56:04,100 واجب شرعي ولا قيام للدولة إلا به مما يؤيد ذلك أن 535 00:56:04,100 --> 00:56:10,420 وظيفته رأيتم أن وظيفة رئيس الدولة إذا الأولى بهذا 536 00:56:10,420 --> 00:56:17,660 العنوان أن يكون وظيفة رئيس الدولة هي حراسة الدين 537 00:56:17,660 --> 00:56:24,540 وسياسة الدنيا وهذا من أعظم المقولات التي ذكرها 538 00:56:24,540 --> 00:56:33,110 الماوردي في الأحكام السلطانية حراسة الدين وسياسة 539 00:56:33,110 --> 00:56:40,570 الدنيا بهذه العبارة وجيزة وبليغة ومن أعظم ما 540 00:56:40,570 --> 00:56:46,590 قيل في مهمة رئيس الدولة حراسة الدين وسياسة الدنيا 541 00:56:46,590 --> 00:56:51,900 به المعنى ليست الدولة علمانية يعني لادينية وهذه 542 00:56:51,900 --> 00:56:57,360 الوظيفة رأيتم إذًا الحديث عن وظيفة الحاكم تنقسم إلى 543 00:56:57,360 --> 00:57:06,620 قسمين وظيفة دينية وظيفة دنيوية وهنا معشر الطلاب 544 00:57:06,620 --> 00:57:13,460 لابد أن تقفوا عند التفريق بين الوظائف الدينية وبين 545 00:57:13,460 --> 00:57:17,720 الوظائف الدنيوية لأنه قد يأتيكم على شكل صح وخطأ أو 546 00:57:17,720 --> 00:57:23,220 اختيار متعدد فمن الأولى يعني من الوظائف الدينية 547 00:57:23,220 --> 00:57:28,910 محاربة البدع والدعوات الباطلة والنظر في العبادات 548 00:57:28,910 --> 00:57:35,310 الجماعية كالصلاة والجماعة والحج والأعياد ومراقبتها ومن 549 00:57:35,310 --> 00:57:40,550 الثانية يعني من الوظائف الدنيوية بناء مرافق الدولة 550 00:57:40,550 --> 00:57:45,810 والحفاظ على الأمن فيها وتعيين الأجهزة الإدارية 551 00:57:45,810 --> 00:57:50,290 والخدمية والحفاظ على الأمن الداخلي بالقضاء على 552 00:57:50,290 --> 00:57:54,330 الجرائم والقيام بأمور الصناعات والزراعات والتربية 553 00:57:54,330 --> 00:58:00,850 والتعليم والصحة وغير ذلك إذًا تفتوا أيها الطلاب 554 00:58:00,850 --> 00:58:06,870 إلى هذه الوظائف والتفريق بينها فالوظائف إما دينية 555 00:58:07,720 --> 00:58:13,920 مثل محاربة البدع وإقامة الجمعة والجماعات والأعياد 556 00:58:13,920 --> 00:58:21,730 والمناسبات إلى غير ذلك والوظائف الدنيوية مثل 557 00:58:21,730 --> 00:58:27,710 الأمن والزراعة والصناعة والتجارة والتربية و 558 00:58:27,710 --> 00:58:34,190 التعليم والصحة والصحة إلى غير ذلك فانتبهوا لأنه 559 00:58:34,190 --> 00:58:40,290 موضع سؤال حدود الطاعة هو ما ذكرته سابقًا في التعريف 560 00:58:40,930 --> 00:58:46,290 بمعنى هل طاعة الإمام أو طاعة الحاكم والرئيس أو 561 00:58:46,290 --> 00:58:53,650 طاعة الأمر مطلقة بمعنى هو نبي معصوم لا يخطئ لا 562 00:58:53,650 --> 00:58:59,430 الكمال لله و العثمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم 563 00:58:59,430 --> 00:59:07,490 قلت لكم إن طاعة ولي الأمر مقيدة بمدى امتثاله لشرع 564 00:59:07,490 --> 00:59:14,820 الله وقد مر بنا القرآن الكريم يا أيها الذين آمنوا 565 00:59:14,820 --> 00:59:20,320 أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأطيعوا الأمر منكم بمعنى 566 00:59:20,320 --> 00:59:25,740 أن طاعة ولي الأمر مرهونة بطاعة الله وطاعة رسوله 567 00:59:25,740 --> 00:59:31,000 فإذا عصى الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق 568 00:59:31,000 --> 00:59:36,520 بدليل بقية الآية فإن تنازعتوا في شيء فاردوه إلى 569 00:59:36,520 --> 00:59:41,940 الله والرسول ولم يقلوا إلى أول الأمر فأول الأمر قد 570 00:59:41,940 --> 00:59:48,020 يُحيدُنا عن الكتاب وعن الصراط وخد مربنا الحديث على 571 00:59:48,020 --> 00:59:52,660 المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن 572 00:59:52,660 --> 01:00:00,560 يؤمر بمعصية فلا سمعة ولا طاعة لماذا حدود الطاعة أو 573 01:00:00,560 --> 01:00:09,240 لماذا طاعة ولي الأمر مقيدة حتى لا نتفَرّعَ نعم 574 01:00:09,240 --> 01:00:16,540 حتى لا نتفَرّعَ وهنا جاء لنا الكتاب بمثال على فرعون 575 01:00:16,540 --> 01:00:23,240 الذي قال أنا ربكم الأعلى وما علمت لكم من إله غيري 576 01:00:23,240 --> 01:00:28,140 وقال أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي 577 01:00:28,140 --> 01:00:36,380 أفلا تبصرون فأطاعوه فكانوا قوما فاسقين والعياذ 578 01:00:36,380 --> 01:00:41,020 بالله وأهلكهم الله فلمّا آسفون انتقمنا منهم 579 01:00:41,020 --> 01:00:48,420 فأغرقناهم أجمعين صدق الله العظيم وهكذا 580 01:00:48,420 --> 01:00:54,770 نكون قد انتهينا من مساق النظم الإسلامية بالمبحثين 581 01:00:54,770 --> 01:01:00,190 الأول والثاني من الفصل السادس أما المبحث الثالث 582 01:01:00,190 --> 01:01:05,870 وما بعده الدولة في الإسلام فليست مطلوبة في 583 01:01:05,870 --> 01:01:11,570 الامتحان نتمنى لكم طبعا النجاح والتوفيق وكل عام و 584 01:01:11,570 --> 01:01:15,130 أنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته