1 00:00:05,180 --> 00:00:08,920 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم 2 00:00:08,920 --> 00:00:12,420 الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على 3 00:00:12,420 --> 00:00:16,160 رسول الله اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه 4 00:00:16,160 --> 00:00:20,760 وسلم أجمعين عزيزي الطلاب أرحبكم قبل بدء في 5 00:00:20,760 --> 00:00:25,460 بداية محاضرة جديدة من مساق النظم الإسلامية وأحييكم 6 00:00:25,460 --> 00:00:29,140 بتحية الإسلام العظيم فالسلام عليكم ورحمة 7 00:00:29,140 --> 00:00:35,500 وبركاته، ومازلنا في فصل الأخلاق واليوم إن شاء الله 8 00:00:35,500 --> 00:00:41,820 تعالى ننتهي من الفصل الثالث اللي هو فصل الأخلاق 9 00:00:41,820 --> 00:00:46,780 ونرحل بصحبتكم في محاضرة قادمة إلى الفصل الرابع وهو 10 00:00:46,780 --> 00:00:55,180 بعنوان نظام الأسرة في الإسلام وقد وصلنا في مبحث 11 00:00:55,180 --> 00:00:57,540 أهمية 12 00:00:59,160 --> 00:01:04,100 الأخلاق في الإسلام وأثرها على النفس البشرية 13 00:01:04,100 --> 00:01:07,620 وتكلمنا 14 00:01:07,620 --> 00:01:18,660 عن القيود على القواعد الخلقية وقلنا سنضرب على ذلك 15 00:01:18,660 --> 00:01:27,590 أمثلة ثلاثة: مثال الدين ومثال الطلاق ومثال الملك وقد 16 00:01:27,590 --> 00:01:37,590 تكلمنا باختصار عن القيد الأول للحق وهو عدم حبس 17 00:01:37,590 --> 00:01:46,450 المدين المعسر وضعه خطا أو خطوطا تحت قولنا المدين 18 00:01:46,450 --> 00:01:54,160 المعسر، والمدين بمعنى مديون، فعيل بمعنى مفعول كما 19 00:01:54,160 --> 00:02:00,360 يقال في لغة العرب قتيل بمعنى مقتول، ومبيع بمعنى 20 00:02:00,360 --> 00:02:13,200 مبيوع، فإذا كان المديون فقيرا أو معثرا لا يستطيع 21 00:02:13,200 --> 00:02:25,840 أداء الدين فمن القواعد الخلقية ألا يقوم الدائن وهو 22 00:02:25,840 --> 00:02:32,380 صاحب المال بحبس هذا المدين المعسر لقوله تبارك 23 00:02:32,380 --> 00:02:39,480 وتعالى: وإن كان ذو عُسرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ بمعنى أن 24 00:02:39,480 --> 00:02:47,160 يمهله إلى قابل الأيام لعل الله سبحانه وتعالى أن 25 00:02:47,160 --> 00:02:55,750 يرزقه وأن يغنيه وأن يقوم هذا الفقير المسكين بسداد 26 00:02:55,750 --> 00:03:02,350 ما عليه من دين، أما أن يقوم بحبسه والحيلولة بينه 27 00:03:02,350 --> 00:03:09,510 وبين أهله وزوجه وولده فهذا لا يتفق وأخلاق الإسلام 28 00:03:09,510 --> 00:03:15,690 طبعا نلفت الأنظار إلى أن هذا الحكم إنما يتعلق 29 00:03:17,730 --> 00:03:24,670 بالمدين المعسر، أما إذا كان المدين غنيا ويماطل 30 00:03:24,670 --> 00:03:31,150 فلصاحب الدين وصاحب الحق أن يتقدم بشكوى إلى القضاء 31 00:03:31,150 --> 00:03:37,010 من أجل حبسه ومن أجل إكراهه ومن أجل الضغط عليه حتى 32 00:03:37,010 --> 00:03:42,790 يقوم هذا الغني المليء بسداد ما عليه من دين حتى و 33 00:03:42,790 --> 00:03:52,130 لو ببيع أملاكه، وقد جاء في الحديث: "مطلُّ الغني ظلمٌ" مطلُّ 34 00:03:52,130 --> 00:03:58,650 الغني ظلمٌ، أي الغني الذي يماطله في سداد ما عليه من 35 00:03:58,650 --> 00:04:08,720 دين يحل عرضه وشكايته، عرضه بمعنى غيبته، وشكايته بمعنى 36 00:04:08,720 --> 00:04:13,820 إلى القضاء من أجل حبسه أو إكراهه على سداد ما عليه 37 00:04:13,820 --> 00:04:20,700 من دين فإن لم يكن معه نقود فإن أملاكه تباع بما يسمى 38 00:04:20,700 --> 00:04:29,020 اليوم بالمزاد العلني من أجل سداد ما عليه من ديون 39 00:04:29,360 --> 00:04:34,560 هذا هو المثال الأول ودليله من القرآن الكريم: وإن 40 00:04:34,560 --> 00:04:42,480 كان ذو عُسرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ، وأما المثال الثاني وهو 41 00:04:42,480 --> 00:04:48,020 مثال الطلاق فنحن نعلم ولا يخفى على حضراتكم أن 42 00:04:48,020 --> 00:04:59,020 الزوجة بيدها حق الطلاق، الزوجة لا تطلق نفسها، لأنها لا 43 00:04:59,020 --> 00:05:12,560 تعقد قرانها فهي توكل وليها كما جاء في الحديث: أي 44 00:05:12,560 --> 00:05:19,680 امرأة نكحت نفسها بمعنى زوجت نفسها، فنكاحها باطل 45 00:05:19,680 --> 00:05:25,680 فنكاحها باطل، فنكاحها باطل وهذا ما عليه جماهير 46 00:05:25,680 --> 00:05:34,620 العلماء خلافًا لأبي حنيفة النعمان: فلا نكاح إلا 47 00:05:34,620 --> 00:05:41,100 بولي وشاهدي عدل، هكذا يقول المصطفى الذي لا ينطق عن 48 00:05:41,100 --> 00:05:45,180 الهوى صلى الله عليه وسلم، لماذا المرأة لا تسوج 49 00:05:45,180 --> 00:05:53,820 نفسها؟ حتى لا تُنسب إلى الوقاحة، لأن المرأة في 50 00:05:53,820 --> 00:06:04,640 الإسلام كنز ثمين أو بيض مكنون، نعم، كلها حياء، نعم، 51 00:06:04,640 --> 00:06:12,580 والنبي عليه السلام وصف بأنه كان أشد حياء من البكر 52 00:06:12,580 --> 00:06:22,720 في خضرها، فالبكر كلها حياء فلا يليق بها أن تتولّى 53 00:06:22,720 --> 00:06:29,360 عقد زواجها بنفسها فيقوم ولي أمرها من أب أو أخ أو 54 00:06:29,360 --> 00:06:38,940 ابن أو عم بولايتها وتزويجها لمن هو كفء لها، ولذلك 55 00:06:38,940 --> 00:06:45,540 إذا كانت المرأة لا تملك تزويج نفسها وعقد قرانها 56 00:06:45,540 --> 00:06:52,200 بنفسها فلا يحل لها أن تطلق نفسها، لذلك كان حق 57 00:06:52,200 --> 00:07:00,280 الطلاق في يد الزوج ومع ذلك يقول الإسلام: "اتقوا الله 58 00:07:00,280 --> 00:07:06,680 أيها الأزواج" وإذا أردتم الطلاق فإن الطلاق في 59 00:07:06,680 --> 00:07:14,940 الإسلام حكمه الإباحة، حكم الطلاق الإباحة، نعم، وهو 60 00:07:15,780 --> 00:07:24,120 أبغض الحلال إلى الله كما جاء في الآثار وقد نسلت 61 00:07:24,120 --> 00:07:30,160 أحكام الطلاق وفي القرآن صورة هي صورة الطلاق 62 00:07:30,160 --> 00:07:37,740 المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء يا أيها النبي 63 00:07:37,740 --> 00:07:44,880 إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصلي عدة الطلاق 64 00:07:44,880 --> 00:07:51,420 مرتان، فإن سكن بمعروف أو تسريح بإحسان، هذه أحكام 65 00:07:51,420 --> 00:07:58,460 الطلاق في القرآن وغيرها كثير، فنقول يا أيها الزوج 66 00:07:58,460 --> 00:08:08,420 إذا أردت أن تطلق الزوجة فاعطها حقها من المهر وعفش 67 00:08:08,420 --> 00:08:14,820 البيت، لأن المهر يقسم في هذا الزمان إلى أقسام 68 00:08:14,820 --> 00:08:20,400 ثلاثة: مقدم ومؤخر 69 00:08:20,400 --> 00:08:28,140 وعفش بيت، أما المقدم فهو قبل الدخول بالمرأة من أجل 70 00:08:28,140 --> 00:08:37,220 تجهيز نفسها من حلي وثياب ونحو ذلك من زينة، وأما عفش 71 00:08:37,220 --> 00:08:44,020 البيت فهو سلاح في يد المرأة تطالب به في أي وقت 72 00:08:44,020 --> 00:08:53,280 شاءت حتى ولو كانت على رضا مع زوجها، حتى ولو ألبسها 73 00:08:53,280 --> 00:08:58,560 الحرير وهذبها السرير لها أن تطالب به ما تشاء، و 74 00:08:58,560 --> 00:09:04,340 أما المؤخر فعند أقرب الأجلين، والمقصود بأقرب 75 00:09:04,340 --> 00:09:11,680 الأجلين إما الطلاق وإما الوفاة فإنه يخصم من رأس 76 00:09:11,680 --> 00:09:21,490 التركة قبل توزيع نصيب المرأة في حال الوفاة، الثمن 77 00:09:21,490 --> 00:09:28,870 عند إنجاب الزوج والربع عند عدم إنجاب الزوج وهذا 78 00:09:28,870 --> 00:09:33,690 سنأتي إليه عند الحديث عن نظام الأسرة في الإسلام في 79 00:09:33,690 --> 00:09:38,390 الفصل الرابع إن أحيانا الله تبارك وتعالى، ولكن 80 00:09:38,390 --> 00:09:43,210 القرآن يَلْفِتُ أَنْظَارَنَا إلى أن هذا الحق إلا وهو حق 81 00:09:43,210 --> 00:09:52,770 الطلاق مقيد بإنصاف المرأة، الطلاق مرتان والثالثة فإمّا 82 00:09:52,770 --> 00:09:58,750 سكن بمعروف أو تسريح بإحسان، إمّا سكن بمعروف بمعنى 83 00:09:58,750 --> 00:10:05,890 أن تعاشر المرأة معاشرة شرعية بمعنى أن تؤدي المرأة 84 00:10:05,890 --> 00:10:11,470 حقها كاملا، وسنأتي في الفصل الرابع إلى حقوق المرأة 85 00:10:11,470 --> 00:10:16,690 من مهر ونفقة 86 00:10:20,390 --> 00:10:29,710 وعدل وحسن إشرة إلى غير ذلك، فإمّا سكن بمعروف أو 87 00:10:29,710 --> 00:10:37,170 تسريح بإحسان والتسريح بالإحسان هو أن يطلق المرأة و 88 00:10:37,170 --> 00:10:42,930 ألا يظلمها، أن يعطيها حقها ومختصر 89 00:10:44,560 --> 00:10:50,920 تقييد الحق في هذا الباب اللي هو باب الأخلاق اللي 90 00:10:50,920 --> 00:10:58,020 يمسك المرأة، فبعض الرجال الظالمين يريدوا أن يطلق 91 00:10:58,020 --> 00:11:05,100 المرأة فيمسكها ويعتزلها 92 00:11:05,100 --> 00:11:14,170 ويهجرها ولا يعاشرها معاشرة الأزواج من أجل أن يضغط 93 00:11:14,170 --> 00:11:21,370 عليها وأن يكرهها على طلب الطلاق حتى ترى نجوم الظهر 94 00:11:21,370 --> 00:11:27,050 نهارا والعياذ بالله، فهذا هو الحرام وهذا هو الظلم 95 00:11:27,050 --> 00:11:32,130 بعينه، فنقول يا أيها الزوج اتق الله إن كان الطلاق 96 00:11:32,130 --> 00:11:35,630 من حقك فإن طلاقك مقيد 97 00:11:38,090 --> 00:11:47,530 بالإحسان إلى المرأة وإعطائها حقها وألا تظلمها وهذا 98 00:11:47,530 --> 00:11:54,210 معنى قوله تبارك وتعالى، والله أعلى وأعلم، ولا تمسكهن 99 00:11:54,210 --> 00:12:02,050 ضرارا لتعتدوا، هو يمسكها ولكنه لا يعاشرها معاشرة 100 00:12:02,050 --> 00:12:10,090 الأزواج وإنما إضرارا بها حتى تتنازل عن حقها بين 101 00:12:10,090 --> 00:12:18,490 يدي القضاء الإسلامي، فإن إمساك الزوجة لإيقاع ضرر 102 00:12:18,490 --> 00:12:26,470 بها يتنافى وأبسط قواعد الأخلاقية والأدبية في 103 00:12:26,470 --> 00:12:33,880 الإسلام، لأن القاعدة التي تحكمنا هي قوله عليه الصلاة 104 00:12:33,880 --> 00:12:40,620 والسلام، وقد مر بنا هذا الحديث أكثر من مرة: "لا ضرر 105 00:12:40,620 --> 00:12:47,460 ولا ضرار"، لا ضرر ولا ضرار في الإسلام، نعم، فالإسلام 106 00:12:47,460 --> 00:12:55,400 لا ضرر فيه بمعنى أنت لا تبدأ الضرر، ولا ضرار في 107 00:12:55,400 --> 00:13:02,000 الإسلام بمعنى أن تقابل الضرر بضرر مثله، فهذا لا يليق 108 00:13:02,000 --> 00:13:09,180 ولا ينبغي بأخلاق المسلمين، نعم، هنا في الكتاب أيها 109 00:13:09,180 --> 00:13:17,440 الطلاب عنوان ثالث وهو الملك ولكنه لم يظهر واضحا 110 00:13:17,440 --> 00:13:25,160 جليًا في طبعة الكتاب، قلت بأننا سنضرب أمثلة ونماذج 111 00:13:25,160 --> 00:13:33,500 على تقييد استخدام الحق ومنع التعس فيه والاعتداء 112 00:13:33,500 --> 00:13:40,480 على حقوق الغير، والأمثلة ثلاثة: قلنا أولا: تقييد حق 113 00:13:40,480 --> 00:13:48,280 الدائن في حبس المدين المعسر، وثانيا: تقييد حق الزوج 114 00:13:48,280 --> 00:13:55,520 في إيقاع الطلاق على الزوجة إضرارا بها حتى يحرمها 115 00:13:55,520 --> 00:14:02,420 مهرها، وقد قال الله تعالى: "وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً" 116 00:14:02,420 --> 00:14:09,880 فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا، نعم، 117 00:14:09,880 --> 00:14:19,600 وأما ثالثا: تقييد حق المالك في ملكه إضرارا بالآخرين، 118 00:14:19,600 --> 00:14:28,460 هذا عنوان ثالث مكانه عند قولنا في الكتاب: "وعلى ذلك" 119 00:14:28,460 --> 00:14:34,060 فالقاعدة العامة في الإسلام أنه لا ضرر ولا ضرار، يا 120 00:14:34,060 --> 00:14:41,460 ليتنا نكتب إلى جهة اليمين: ثالثا أو جيم، ألف: الدين 121 00:14:41,460 --> 00:14:50,870 باء: الطلاق، جيم: الملك، فلا يصح للمالك أن يستخدم حقه 122 00:14:50,870 --> 00:15:00,650 في الملك إضرارا بالآخرين كأن يفتح طاقة في سقف 123 00:15:00,650 --> 00:15:11,250 البيت حتى يكشف من أعلاه أو أن يفتح طاقة جانبية عن 124 00:15:11,250 --> 00:15:18,940 يمين وشمال على جاره، لأن الجدار مثلا ملكه حتى يكشف 125 00:15:18,940 --> 00:15:27,160 عورات جيرانه أو كما قلت في أول محاضرة في هذا الباب 126 00:15:27,160 --> 00:15:32,900 كأن يربط مثلا كلبا أعزكم الله على باب الدار يعوي 127 00:15:32,900 --> 00:15:40,620 وينبح فيؤذي المرأة ويخيف الأطفال، أو مثلا يحفر حفرة 128 00:15:40,620 --> 00:15:46,160 يقع فيها الناس ويقول هذا ملكي وعلى باب داري، أو أن 129 00:15:46,160 --> 00:15:53,340 يفتح المذياع فوق طاقته فالناس قد يتأذون من الصوت 130 00:15:53,340 --> 00:16:00,400 العالي خاصة المرضى والذين ينامون ظهرا أو نهارا بعد 131 00:16:00,400 --> 00:16:06,780 يوم شاق من العمل، وضربت أيضا مثلا عمليا وإن لم تكن 132 00:16:06,780 --> 00:16:11,880 هذه الأمثلة في الكتاب ولكن الشيء بالشيء يذكر، عندنا 133 00:16:11,880 --> 00:16:19,430 مدن سكنية لابد أن تكون نظيفة وأن تكون هادئة، نعم، 134 00:16:19,430 --> 00:16:25,350 فلا يصح لشخص أن يفتح فيها مثلا مزرعة للدواجن أو 135 00:16:25,350 --> 00:16:31,510 للأغنام أو للأبقار فتفوح الروائح الكريهة المنتنة، و 136 00:16:31,510 --> 00:16:35,330 خاصة في فصل الصيف أضرار بالناس، ويقول هذه مزرعة 137 00:16:35,790 --> 00:16:41,530 وهذا ملكي، لا، لابد أن تكون بعيدا هناك في أطراف 138 00:16:41,530 --> 00:16:46,090 البلد كما تسمى اليوم عندنا في فلسطين وفي قطاع غزة 139 00:16:46,090 --> 00:16:53,730 على وجه الخصوص المدن الصناعية، نعم كمدينة بيت حانون 140 00:16:53,730 --> 00:16:59,630 ونحوها من المدن الأخرى في قطاعنا الحبيب حافظه الله 141 00:16:59,630 --> 00:17:06,370 و المنطلق أيضًا هو القاعدة السابقة الذكر أنه لا ضرر 142 00:17:06,370 --> 00:17:11,950 ولا ضرار في الإسلام إياك أن تبدأ بالضرر وإياك أن 143 00:17:11,950 --> 00:17:19,450 تقابل الضرر بضرر مثله نعم هذه هي الأمثلة الثلاثة 144 00:17:19,450 --> 00:17:24,610 على تقييد استخدام الحق ومنع التعاصف فيه نأتي الآن 145 00:17:24,610 --> 00:17:29,830 إلى ثانيًا والعنوان ما زال هو أثر الأخلاق على النفس 146 00:17:29,830 --> 00:17:36,470 البشرية تكلمنا أولًا والآن نأتي إلى ثانيًا المحافظة 147 00:17:36,470 --> 00:17:44,000 على مبدأ التكافل الاجتماعي في الإسلام وهذا يتطلب 148 00:17:44,000 --> 00:17:55,520 عدة أمور أول هذه الأمور هو التعليق بين يدي التكافل 149 00:17:55,520 --> 00:18:03,360 الاجتماعي على قاعدة شرعية عظيمة ألا وهي الضرر 150 00:18:03,360 --> 00:18:11,550 الأشد يزال بالضرر الأخف، الضرر الأشد يزال بالضرر 151 00:18:11,550 --> 00:18:19,910 الأخف أو كما يقولون أخف الضررين أخف الضررين أو 152 00:18:19,910 --> 00:18:30,670 أشدّين فيعمل بأخفهما فإن الضرر الأشد يزال بالضرر 153 00:18:30,670 --> 00:18:39,310 الأخف بمعنى آخر إذا تعارضت المصلحتان، مصلحة الجماعة 154 00:18:39,310 --> 00:18:48,150 ومصلحة الفرد فأي مصلحة نقدم؟ نقدم مصلحة الجماعة على 155 00:18:48,150 --> 00:18:56,490 مصلحة الفرد عملًا بهذه القاعدة الضرر الأشد وهو 156 00:18:56,490 --> 00:19:00,530 المصلحة العامة يزال بالضرر الأخف وهو مصلحة الفرد 157 00:19:01,200 --> 00:19:09,560 أو بعبارة أخرى إذا تعارضت المصلحة العامة وهي مصلحة 158 00:19:09,560 --> 00:19:15,720 مجموع المسلمين مع المصلحة الخاصة وهي مصلحة الفرد 159 00:19:15,720 --> 00:19:23,660 فإنما تقدم المصلحة العامة على مصلحة الفرد ولو أردنا 160 00:19:23,660 --> 00:19:29,140 أن نتوسع قليلًا من خارج الكتاب وكما يقولون بالمثال 161 00:19:29,140 --> 00:19:38,980 يتضح المقال لو أن الشارع كان ضيقًا مثلًا فهنا 162 00:19:38,980 --> 00:19:47,420 لولِي الأمر عملًا بالقاعدة الشرعية تصرّف الإمام على 163 00:19:47,420 --> 00:19:54,550 الرعية منوط بالمصلحة، ما أعظم هذه القاعدة تصرف 164 00:19:54,550 --> 00:19:58,610 الإمام على الرعية منوط بالمصلحة فإن كانت هناك 165 00:19:58,610 --> 00:20:07,110 مصلحة فله أن يتعدى على مصلحة الفرد أو المصلحة 166 00:20:07,110 --> 00:20:12,650 الخاصة لكن بشرط 167 00:20:12,650 --> 00:20:22,760 مهم جدًا وهو التعويض المكافئ المجزي كما قلت 168 00:20:22,760 --> 00:20:29,280 آنفًا لو أراد ولي الأمر الحاكم المسلم أن يوسع 169 00:20:29,280 --> 00:20:37,720 الشارع فله أن يهدم الدور عن جنبيه فهدم الدور في 170 00:20:37,720 --> 00:20:44,320 هذه الحالة ضرر على الفرد أو على الشخص ولكنه مصلحة 171 00:20:44,320 --> 00:20:53,450 عامة فتقدم المصلحة العامة أو مصلحة الجماعة على 172 00:20:53,450 --> 00:21:02,590 مصلحة الفرد، المصلحة الخاصة لكن على ألا يلقيه 173 00:21:02,590 --> 00:21:09,430 في الشارع، نعم إحنا نتكلم عن حكم الإسلام وعن الحاكم 174 00:21:09,430 --> 00:21:17,760 المسلم فبعض الناس يخرجون هؤلاء إلى الشوارع فيموتون 175 00:21:17,760 --> 00:21:25,160 جوعًا وعطشًا وبردًا، لا إذا هدمت داره فنعم ولكن عليك 176 00:21:25,160 --> 00:21:28,500 بالتعويض 177 00:21:28,500 --> 00:21:35,860 المكافئ المجزي بمعنى لو كان المتر يساوي ألف دينار 178 00:21:35,860 --> 00:21:41,840 فتعوّضه ألف دينار أو تعوضه مترًا بمتر بقيمة ألف 179 00:21:41,840 --> 00:21:47,900 دينار أما إذا كان المتر على الشارع العام سمنه ألف 180 00:21:47,900 --> 00:21:54,320 دينار فتعوضه بخمسين دينارًا أو مائة دينار هذا هو 181 00:21:54,320 --> 00:21:59,520 الظلم بعينه ولا يرضاه الإسلام وكذلك نقول وكما فعل 182 00:21:59,520 --> 00:22:06,660 عمرو بن الخطاب رضي الله عنه في عهد الخلافة الراشدة 183 00:22:06,660 --> 00:22:13,360 لما ضاق المسجد النبوي نعم أراد عمر بن الخطاب أن 184 00:22:13,360 --> 00:22:19,580 يوسع المسجد وكان بجوار المسجد دار لعبد الله بن 185 00:22:19,580 --> 00:22:25,960 عبد المطلب عم النبي عليه الصلاة والسلام فطلب منه 186 00:22:25,960 --> 00:22:29,360 عمر بن الخطاب شراء هذه الدار من بيته المسمى فلم 187 00:22:29,360 --> 00:22:36,080 يقبل، طبعًا هو لم يقبل لحكمة وهو أنه لا يريد أن يبعد 188 00:22:36,080 --> 00:22:41,900 عن مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، يريد أن يكون 189 00:22:41,900 --> 00:22:48,220 قريبًا من الرسول الذي أسلم على يديه حتى يشم رائحة 190 00:22:48,220 --> 00:22:54,000 الرسول وإن كنا لسنا مع هذا الكلام نعم كلنا نحب 191 00:22:54,000 --> 00:22:57,760 الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن هنا تأتي القاعدة 192 00:22:57,760 --> 00:23:04,360 العامة الضرر الأشد وهو الواقع على مجموع المسلمين 193 00:23:04,360 --> 00:23:09,740 يزال بالضرر الأخف وهو الواقع على فرد من الأفراد 194 00:23:10,630 --> 00:23:17,610 فمصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الفرد فأكرهه وهنا 195 00:23:17,610 --> 00:23:23,630 يجوز الإكراه لأن شرط البيع الرضا إذا كان بين 196 00:23:23,630 --> 00:23:30,190 شخصين إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم أو كما نعلم 197 00:23:30,190 --> 00:23:33,750 نحن في كُرة الشريعة في مساقى المعاملات الشرعية 198 00:23:33,750 --> 00:23:39,370 المالية إنما البيع عن تراضٍ كما في الحديث ولكن هنا 199 00:23:39,370 --> 00:23:46,050 يجوز لولي الأمر أن يكره صاحب الملك نعم من أجل 200 00:23:46,050 --> 00:23:52,050 المصلحة العامة وهو هنا توسيع المسجد فهدم عمر بن 201 00:23:52,050 --> 00:23:57,930 الخطاب دار العباس ووضع ثمنها في بيت مال المسلمين 202 00:23:57,930 --> 00:24:05,110 نعم إن شاء أخذها وإن شاء جعلها صدقة على فقراء 203 00:24:05,110 --> 00:24:12,170 المسلمين وكذلك أمثلة كثيرة لكن حتى لا نطيل نختم 204 00:24:12,170 --> 00:24:18,910 بهذا المثال وقد ذكر الإمام الغزالي لعله في كتابه 205 00:24:18,910 --> 00:24:26,750 المستصفى في أصول الفقه أنه إذا تترس الكفار بأسر 206 00:24:26,750 --> 00:24:33,730 المسلمين كان عند الكفار أسر للمسلمين وتترسوا بهم 207 00:24:33,730 --> 00:24:39,970 تترسوا بهم بمعنى جعلوهم ترسًا أخرجوهم من حبوسهم 208 00:24:39,970 --> 00:24:47,550 وجعلوهم في مقدمة الجيش حتى يخشى المسلمون قتلهم لأنهم 209 00:24:47,550 --> 00:24:51,910 لو ضربوا أسلحتهم على الكفار فقد يقتلون إخوانهم 210 00:24:51,910 --> 00:24:58,050 المسلمين انظروا إلى عظمة الفكر الإسلامي وإلى عظمة 211 00:24:58,050 --> 00:25:05,060 الإمام الغزالي رحمه الله ورضي الله عنه وكيف أن 212 00:25:05,060 --> 00:25:10,100 المصلحة العامة تقدم على المصلحة الخاصة أو أن الضرر 213 00:25:10,100 --> 00:25:16,820 الأشد يزال بالضرر الأخف فإذا ما تعرضت المصلحتان 214 00:25:16,820 --> 00:25:24,040 تقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة فأجاز 215 00:25:24,040 --> 00:25:31,650 الإمام الغزالي رحمه الله قتل أسر المسلمين، لماذا؟ 216 00:25:31,650 --> 00:25:39,510 لأنه لو لم نقتلهم لترتب على ذلك الضرر الأشد وهو 217 00:25:39,510 --> 00:25:47,450 احتلال بلاد المسلمين وإراقة دماء المسلمين وانتهاك 218 00:25:47,450 --> 00:25:53,070 أعراض المسلمين فهذه أمثلة ونماذج ليست عندنا في 219 00:25:53,070 --> 00:25:58,890 الكتاب ولكن ينتفع بها وإن لم تكن داخلة في الامتحان 220 00:25:58,890 --> 00:26:06,050 فنحن نتعلم من أجل العلم كما قال الغزالي نفسه طلبنا 221 00:26:06,050 --> 00:26:10,890 العلم لغير الله فأبى العلم إلا أن يكون خالصًا لله 222 00:26:10,890 --> 00:26:20,100 بعد هذه المقدمة وبعد شرح هذه القاعدة العظيمة نأتي 223 00:26:20,100 --> 00:26:26,400 إلى مصطلح التكافل، ما هو مصطلح التكافل عندنا؟ 224 00:26:26,400 --> 00:26:34,240 مصطلحان لو اكتفينا بأحدهما كالِتعريف الأول أن يكون 225 00:26:34,240 --> 00:26:42,400 الفرد مرتبط بالجماعة التي هو جزء منها بحيث تكون 226 00:26:42,400 --> 00:26:52,000 تصرفاته وسلوكه مرتبطة بمصلحة هذه الجماعة هذا مصطلح 227 00:26:52,000 --> 00:26:56,380 إذا ما جاءكم في الامتحان إن كان الامتحان خطيًا 228 00:26:56,380 --> 00:27:02,700 ورقياً فإنكم تكتبون بين القوسين التكافل اجتماعيًا 229 00:27:02,700 --> 00:27:09,620 وإذا كان إلكترونيًا فما عليكم إلا التوصيل والمصطلح 230 00:27:09,620 --> 00:27:18,380 سيكون بين أيديكم وهذا يُسهّل عليكم تذكّر الجواب 231 00:27:18,380 --> 00:27:24,240 هنا تعريف آخر شعور الجميع بمسؤولية بعضهم عن بعض 232 00:27:24,240 --> 00:27:32,910 وأن كل واحد منهم حامل لتابعات أخيه ومحمول على أخيه 233 00:27:32,910 --> 00:27:39,290 يُسأل عن نفسه ويُسأل عن أخيه نعم ولكن كما أرى أن 234 00:27:39,290 --> 00:27:44,570 المصطلح الأول هو أجمع إذا ما هو التكافل الاجتماعي؟ 235 00:27:44,570 --> 00:27:52,690 أن يكون الفرد مرتبط بالجماعة التي هو جزء منها بحيث 236 00:27:52,690 --> 00:28:02,250 تكون تصرفاته وسلوكياته مرتبطة بمصلحة هذه الجماعة و 237 00:28:02,250 --> 00:28:11,250 من هنا نرى أن التكافل الاجتماعي هو تقاطر وتعاقد وتكاتف 238 00:28:11,250 --> 00:28:19,250 وتكاتف بين أفراد المجتمع الواحد في شتى مجالات 239 00:28:19,250 --> 00:28:26,510 الحياة وعلى أساس أن مصلحتهم جميعًا هي مصلحة واحدة 240 00:28:26,970 --> 00:28:33,570 نأتي الآن بعد المصطلح إلى الأدلة، ما هي أدلة 241 00:28:33,570 --> 00:28:42,910 التكافل الاجتماعي؟ سنأتي إلى دليلين من الكتاب 242 00:28:42,910 --> 00:28:50,310 ودليلين من السنة النبوية أما أدلة الكتاب في آيتين 243 00:28:50,310 --> 00:28:55,310 قوله تبارك وتعالى واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا 244 00:28:55,310 --> 00:29:01,890 تفرقوا وقوله تبارك وتعالى في الآية التي سبقًا تكلمنا 245 00:29:01,890 --> 00:29:06,230 عنها في التعميم من خصائص نظام الأخلاق في الإسلام 246 00:29:06,230 --> 00:29:12,450 وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم 247 00:29:12,450 --> 00:29:17,450 والعدوان وأما من السنة النبوية فعندكم في الكتاب 248 00:29:17,450 --> 00:29:23,490 حديث واحد ولكن أردت أن أُضِيء بحديث آخر لأن الحديث 249 00:29:23,490 --> 00:29:29,610 الأخر يُعَدّد هذا الحديث أما حديث الكتاب فقوله عليه 250 00:29:29,610 --> 00:29:35,610 الصلاة والسلام المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه 251 00:29:35,610 --> 00:29:46,510 بعضًا هذا هو حقيقة التكافل تآزر وتعاضد نعم وأما 252 00:29:46,510 --> 00:29:52,330 الحديث الآخر فهو الذين أحفظوا وكيف غاب عنهم مثل 253 00:29:52,330 --> 00:30:00,750 المؤمنين في تودّهم وتراحمهم نعم كمثل الجسد إذا 254 00:30:00,750 --> 00:30:06,790 اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمّى 255 00:30:06,790 --> 00:30:12,990 والصهري أو بالصهري والحمّى بعد هذه الأدلة نأتي 256 00:30:12,990 --> 00:30:22,390 أبناء الطلاب إلى عنوان مهم جدًا هذا العنوان ليس 257 00:30:22,390 --> 00:30:29,150 بارزًا في الكتاب كان الأولى أن يوضع ببنط أكبر نعم 258 00:30:31,040 --> 00:30:38,820 وهي الضوابط الخلقية أثناء القيام بالسلوك الاجتماعي 259 00:30:38,820 --> 00:30:47,340 أي نعم إذا هكذا السؤال ما هي الضوابط الخلقية أثناء 260 00:30:47,340 --> 00:30:54,160 القيام بالسلوك الاجتماعي هذا العنوان إذا قرأتم 261 00:30:54,160 --> 00:31:03,340 الكتاب ضعوا تحته خطّ عند قوله مع ضمان حدّ أدنى من 262 00:31:03,340 --> 00:31:09,000 الضوابط الخلقية أثناء القيام بالسلوك الاجتماعي 263 00:31:09,000 --> 00:31:16,140 وأنا جئت به بعنوان أكبر ما هي الضوابط الخلقية 264 00:31:16,140 --> 00:31:24,320 أثناء القيام بالسلوك الاجتماعي طبعًا عندنا في 265 00:31:24,320 --> 00:31:31,110 الكتاب أربعة ضوابط أول هذه الضوابط أن التشريع 266 00:31:31,110 --> 00:31:40,590 الإسلامي أباح للفرد حرية المعاملة بالمثل في مجالات 267 00:31:40,590 --> 00:31:50,330 الحقوق الفردية والمعاملات ولعلي وعدتكم عند الحديث 268 00:31:50,330 --> 00:31:55,410 عن العدوان في قوله وتعاونوا على البر والتقوى ولا 269 00:31:55,410 --> 00:32:02,430 تعاونوا على الإثم والعدوان وعند الحديث عن مظاهر 270 00:32:02,430 --> 00:32:10,250 اهتمام الإسلام بالأخلاق وقاتلوا في سبيل الله الذين 271 00:32:10,250 --> 00:32:16,650 يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وقلنا 272 00:32:16,650 --> 00:32:23,520 يومئذٍ بأن الإسلام لا يعرف العدوان على الآخرين وإنما 273 00:32:23,520 --> 00:32:31,240 يصدّ العدوان كما هنا فمن اعتدى عليكم رأيتم فمن 274 00:32:31,240 --> 00:32:36,140 اعتدى عليكم فنحن لا نبدأ العدوان وإنما نصدّ العدوان 275 00:32:36,140 --> 00:32:44,360 فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ولعلكم تقولون كيف 276 00:32:45,600 --> 00:32:50,300 سمّاه القرآن الكريم عدوانًا والحقيقة هو ليس بعدوان 277 00:32:50,300 --> 00:32:58,220 ولكن هذا في بلاغة العرب وعند العرب يُسمّى المشاكلة 278 00:32:58,220 --> 00:33:05,820 والمشاكلة في لغة العرب وفي أبواب البلاغة العربية 279 00:33:05,820 --> 00:33:14,490 إنما تكون في اللفظ دون المعنى فاللفظ متشابه ولكن 280 00:33:14,490 --> 00:33:20,570 المعنى يختلف لو خرجنا عن الكتاب خليلًا مثل قوله 281 00:33:20,570 --> 00:33:29,510 تبارك وتعالى يمكرون ويمكر الله فهذه مشاكلة فمكر 282 00:33:29,510 --> 00:33:35,250 الله غير مكرهم لأنه مكر يليق به سبحانه وتعالى 283 00:33:35,250 --> 00:33:42,530 وقوله تبارك وتعالى إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدافكيد 284 00:33:42,530 --> 00:33:49,410 الله غير كيدهم وقوله تبارك وتعالى يخادعون الله وهو 285 00:33:49,410 --> 00:33:54,770 خادعهم وكذلك 286 00:33:54,770 --> 00:34:02,270 وجزاء سيئة سيئة مثلها فالأولى سيئة أما الثانية فهي 287 00:34:02,270 --> 00:34:10,200 حسنة لأن رد السيئة ليس سيئة إنما حسنة محمودةولكن 288 00:34:10,200 --> 00:34:14,240 لماذا سماها القرآن سيئة هذا كما قلت من باب 289 00:34:14,240 --> 00:34:20,980 المشاكلة والمشاكلة إنما تكون في اللفظ دون المعنى 290 00:34:20,980 --> 00:34:27,660 نعم كما في الحديث فاستحى فاستحيى الله منهم نعم و 291 00:34:27,660 --> 00:34:32,840 هكذا فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى 292 00:34:32,840 --> 00:34:39,680 عليكم وقوله تبارك وتعالى وإن عقبتم فعاقبوا بمثل ما 293 00:34:39,680 --> 00:34:47,720 عقبتم به فهذا النصان ظاهرا في أن للفرد استفاء مثل 294 00:34:47,720 --> 00:34:56,780 حقه دون زيادة عليه وهذا هو ما تقتضيه مكارم الأخلاق 295 00:34:56,780 --> 00:35:04,360 لأنه كما هو عندنا في الكتاب ليس من الخلق أن يستوفي 296 00:35:04,360 --> 00:35:14,280 الإنسان أكثر من حقه لأن في ذلك الظلم و الظلم يؤدي 297 00:35:14,280 --> 00:35:21,660 إلى تفتيت العلاقات الاجتماعية و إضعافها نعم هذا هو 298 00:35:21,660 --> 00:35:27,900 الضابط الأول أثناء القيام بالسلوك الاجتماعي ثانيا 299 00:35:30,110 --> 00:35:37,210 نهى التشريع الإسلامي عن التزيد في حق النفس لك كما 300 00:35:37,210 --> 00:35:45,990 أسلفنا أن تأخذ حقك كاملا غير منقوص أما أن تتزيد في 301 00:35:45,990 --> 00:35:53,470 حق نفسك فلا ولذلك ذم الله المنافقين في صدر صورة 302 00:35:53,470 --> 00:35:59,880 المطففين أنهم إذا اجتالوا على الناس يستوفونيستوفون 303 00:35:59,880 --> 00:36:06,180 حقوقهم كاملة وإذا كالوهم أو وزنهم يخسرون إذا كالوا 304 00:36:06,180 --> 00:36:15,180 غيرهم أو وزنوا لهم فإنهم يخسرون الميزان وهذا ليس 305 00:36:15,180 --> 00:36:25,660 من أخلاق الإسلام نعم كذلك قوله تبارك وتعالى وهذه 306 00:36:25,660 --> 00:36:36,440 الآية سبق ذكرها عند الحديث عن المثالية في المعاملات 307 00:36:36,440 --> 00:36:47,560 تكلمنا عن المثالية في العبادات نعم و كذلك المثالية 308 00:36:47,560 --> 00:36:52,480 في المنهيات و تكلمنا عن الحد الأدنى و الحد الأعلى 309 00:36:52,480 --> 00:37:01,140 فالحد الأدنى في العبادات نعم هو أداء الفرائض 310 00:37:01,140 --> 00:37:07,340 والاقتصار عليها والحد الأعلى في العبادات هو أداء 311 00:37:07,340 --> 00:37:15,920 النوافل والحد الأدنى في المنهيات والمحرمات هو 312 00:37:15,920 --> 00:37:22,420 البعد عن ما حرم الله من ذنا ومن خمر ومن الربا ومن 313 00:37:22,420 --> 00:37:30,280 عقوق للوالدين إلى آخر هذه الكبائر نعم و الحد 314 00:37:30,280 --> 00:37:34,860 الأعلى في المحرمات و المنهيات هو البعد عن الشبهات 315 00:37:34,860 --> 00:37:40,920 و قد ذكرنا هناك حديثا إن الحلال بين و إن الحرام 316 00:37:40,920 --> 00:37:46,090 بين و بينهما أمور مشتبهات فمن اتقى الشبهات فقد 317 00:37:46,090 --> 00:37:54,070 استبرأ لأرضه ودينه إلى آخر الحديث واليوم هذا له 318 00:37:54,070 --> 00:38:00,090 علاقة بالمثالية في المعاملات ومعنى 319 00:38:00,090 --> 00:38:06,610 هذا المثال أنه في حال القتل العمد ونحن نعلم 320 00:38:06,610 --> 00:38:16,070 أعزائنا وأبنائنا وإخواننا جميعا بأن القتل العمد 321 00:38:16,070 --> 00:38:22,070 حكمه القصاص ولكم في القصاص حياة يقول الألباب لعلكم 322 00:38:22,070 --> 00:38:31,310 تتقون فالقاتل يقتل إذا كان مع الترصد وصدق الإصرار 323 00:38:31,310 --> 00:38:35,390 نعم ولكن 324 00:38:35,390 --> 00:38:45,500 من رحمة الله بالمسلمين أنه يجوز لهم لولي الدم أن 325 00:38:45,500 --> 00:38:54,940 يتنازل من الإعدام والقتل أو القصاص لأنه كان يقعد 326 00:38:54,940 --> 00:39:02,100 بحبل من عنقه ويسلم إلى أولياء الدم لهم أن يتنازلوا 327 00:39:02,100 --> 00:39:11,340 إلى قبول دية حتى ولو كانت ديته مضاعفة سنتين أو 328 00:39:11,340 --> 00:39:20,820 ثلاثة حتى نقوم بإرضائهم وهذا معنى قوله تبارك وتعالى 329 00:39:20,820 --> 00:39:25,460 والله أعلى وأعلم يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم 330 00:39:25,460 --> 00:39:32,860 القصاص في القتل الحُر بالحُر والعبد بالعبد والأنثى 331 00:39:32,860 --> 00:39:41,710 بالأنثى فمن عُفّله من أخيه شيء بمعنى تنازلة من 332 00:39:41,710 --> 00:39:48,370 القتل إلى قبول الدية فمن عفى له من أخيه شيء فاتباع 333 00:39:48,370 --> 00:39:55,370 بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة 334 00:39:55,370 --> 00:40:01,550 فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم بمعنى إذا تنازل 335 00:40:01,550 --> 00:40:07,990 أولياء الدم وقبلوا الدية فعلى القاتل أن يقوم بدفع 336 00:40:07,990 --> 00:40:16,200 الدية كاملة إلى أولياء الدم وعلى أولياء الدم بعد 337 00:40:16,200 --> 00:40:23,080 قبول هذه الدية اللي يعودوا إلى قتل القاتلين أقولها 338 00:40:23,080 --> 00:40:29,380 بكل أسف وقلم ومرارة حصلت في قطاع غزة أن القوم قد 339 00:40:29,380 --> 00:40:37,540 قبلوا الدية واصطلحوا على ذلك وبعد فترة قام 340 00:40:38,570 --> 00:40:45,050 النمامون والمفسدون بإغراء صدورهم تجاه أقرب الناس 341 00:40:45,050 --> 00:40:51,710 إليهم كأعمامهم أو أخوالهم أو من جيرانهم وقاموا 342 00:40:51,710 --> 00:40:58,390 بقتل القاتل فهؤلاء يقتلون قصاصا لأنك مخير بين 343 00:40:58,390 --> 00:41:05,910 أمرين إما أن تقتل والقتل حق لك وإما أن تقبل الدية 344 00:41:05,910 --> 00:41:11,860 وإما حتى أن تعفونعم فالعفو من أخلاق الإسلام ولذلك 345 00:41:11,860 --> 00:41:19,240 من بلاغة القرآن أنه يعني رغبنا في ذلك فقال فمن 346 00:41:19,240 --> 00:41:27,360 عفى له من أخيه وكلمة من أخيه هذه ترغيب في قبول 347 00:41:27,360 --> 00:41:36,130 الدين لأن القاتل وإن قتل يبقى أخا للمقتول نعم هذا 348 00:41:36,130 --> 00:41:39,810 من عظمة القرآن الكريم فمن عُفي له من أخيه شيء 349 00:41:39,810 --> 00:41:46,650 تنازل من القتل والقصاص إلى قبول الدية فاتباع 350 00:41:46,650 --> 00:41:52,850 بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة 351 00:41:52,850 --> 00:41:57,750 بمعنى أن هذا ليس عند اليهود ولا عند النصارى في بني 352 00:41:57,750 --> 00:42:03,680 إسرائيل لأنه ليس عندهم إلا القتل نعم العين بالعين 353 00:42:03,680 --> 00:42:09,000 والسن بالسن والجروح كصاص هذا هو عند بني إسرائيل 354 00:42:09,000 --> 00:42:17,340 وفي قصة البقرة لما قتل الرجل عمه ليريثه ويتزوج 355 00:42:17,340 --> 00:42:24,460 ابنته وقد أحياه الله وقال إن الذي قتلني هو ابن أخي 356 00:42:24,460 --> 00:42:35,780 فقتلوه قصاصا لا دية ولا عفوة في هذه المسألة ثم توعد 357 00:42:35,780 --> 00:42:43,500 القرآن الكريم من قام بقتل القاتل الذي اصطلحوا معه 358 00:42:43,500 --> 00:42:51,000 على قبول الدية فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم 359 00:42:51,000 --> 00:42:56,660 فعلى أولياء الدم اللي لا يزيدوا في حقهم بعد قبول 360 00:42:56,660 --> 00:43:05,140 الدية ثالثا رغب التشريع الإسلامي في الزيادة في 361 00:43:05,140 --> 00:43:11,500 حق الغير وهنا لابد أن نلتفت إلى النونين النون 362 00:43:11,500 --> 00:43:18,360 الثاني نهى التشريع الإسلامي عن التزيد في حق النفس 363 00:43:20,280 --> 00:43:25,240 ولكن العنوان الثالث رغب التشريع الإسلامي في 364 00:43:25,240 --> 00:43:31,980 الزيادة في حق الغير فانتبهوا إلى هذين العنوانين 365 00:43:31,980 --> 00:43:40,200 فالزيادة في حق الغير والنهي عن التزيد في حق النفس 366 00:43:40,200 --> 00:43:45,890 وقد ذكر الله ذلك في القرآن الكريم في قوله تبارك 367 00:43:45,890 --> 00:43:50,810 الله في سورة الحشر ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم 368 00:43:50,810 --> 00:43:57,110 خصاصة وهذه الآية لها قصة في تفسير ابن كثير لمن 369 00:43:57,110 --> 00:44:04,290 أراد أن يرجع إليها كيف أن هذا الأنصاري آثر أخاه 370 00:44:04,290 --> 00:44:13,280 المهاجر الذي طرك ماله وبيته وأهله في مكة حبا في 371 00:44:13,280 --> 00:44:18,840 رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجر إلى المدينة 372 00:44:18,840 --> 00:44:26,100 المنورة فأطعمه عشاء صبيته وباتوا تلك الليلة هو 373 00:44:26,100 --> 00:44:32,260 وزوجه وولده جوعًا فاستحقوا هذا الثناء من الله 374 00:44:32,260 --> 00:44:40,720 ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة نعم هذا من 375 00:44:40,720 --> 00:44:45,140 أعظم القواعد الخلقية تأثيرا في مبدأ التكافل 376 00:44:45,140 --> 00:44:50,460 الاجتماعي لأنه يحافظ على تماسك المجتمع وتقوية 377 00:44:50,460 --> 00:44:56,320 الأواصر بين أفراده وتمتين العلاقات الاجتماعية وأما 378 00:44:56,320 --> 00:45:01,740 من السنة النبوية ما روى أن الرسول صلى الله عليه 379 00:45:01,740 --> 00:45:08,090 وسلم أتاه رجل يتقاضاه بعيرا ولعله هذا البعير كان 380 00:45:08,090 --> 00:45:15,750 نحيفا نعم أو أصغر سنا فقال الرسول عليه الصلاة 381 00:45:15,750 --> 00:45:22,550 والسلام أعطوه فقالوا يا رسول الله ما نجد إلا سنا 382 00:45:22,550 --> 00:45:28,440 أفضل من سنه بمعنى لا نجد إلا بعيرا أفضل من بعيره 383 00:45:28,440 --> 00:45:34,740 لحما أو أكبر سنا فقال عليه الصلاة والسلام أعطوه 384 00:45:34,740 --> 00:45:43,080 فإن خياركم أحسنكم قضاء أعطوه فإن خياركم أحسنكم 385 00:45:43,080 --> 00:45:52,140 قضاء فهذه دعوة إلى الزيادة في حق الغير نعم وهناك 386 00:45:52,140 --> 00:46:01,780 مثال من السنة النبوية أيضًا وهو يبين مدى المثالية 387 00:46:01,780 --> 00:46:09,780 في أخلاق الصحابة كما روى الإمام مسلم في صحيحه قال 388 00:46:09,780 --> 00:46:16,440 عبد الله بن كعب بن مالك نعم وقد سأل ابن أبي حضرة 389 00:46:16,440 --> 00:46:23,840 دينًا ابن أبي حضرد وهذا يعيدنا إلى الوراء قليلا 390 00:46:23,840 --> 00:46:32,160 عندما تكلمنا عن أمثلة ونماذج لتقييد الحق فابن أبي 391 00:46:32,160 --> 00:46:39,080 حضرد قد اخترض مالا فهو مدين للصحابي 392 00:46:39,080 --> 00:46:47,460 الجليل كعب بن مالك وعبد الله يروي هذه القصة عن أبيه 393 00:46:47,460 --> 00:46:56,820 نعم وما أن رأاه في المسجد حتى قال يابن أبي حضران 394 00:46:56,820 --> 00:47:05,900 سدني ديني ولعله لم يكن معه إلا شطر المالي أو نصفه 395 00:47:05,900 --> 00:47:12,520 فارتفعت أصواتهما وهذا لا يليق ولا ينبغي في مسجد 396 00:47:12,520 --> 00:47:17,540 الرسول عليه الصلاة والسلام أقول ليس في حياته أيضًا 397 00:47:17,540 --> 00:47:23,540 بل أيضًا بعد وفاته عليه الصلاة والسلام لا ينبغي 398 00:47:23,540 --> 00:47:30,340 ولا يحل رفع الأصوات في المسجد النبوي تكريما لرسول 399 00:47:30,340 --> 00:47:39,580 الله صلى الله عليه وسلم نعم فخرج النبي من حجرته 400 00:47:39,580 --> 00:47:51,520 وأشار إلى كعب ابن مالك هكذا بمعنى ضع الشطر ضع 401 00:47:51,520 --> 00:47:59,010 الشطر يا كعب نعم فقال لبيك يا رسول الله فأشار بيده 402 00:47:59,010 --> 00:48:06,510 أن ضع الشطرة من دينك يعني النصف فقال كعب قد فعلت يا 403 00:48:06,510 --> 00:48:12,530 رسول الله فقال رسول الله لابن أبي حضرة قم فقده 404 00:48:12,530 --> 00:48:22,790 فهذه دعوة إلى التنازل عن بعض الحق وإن لم تكن فرضا 405 00:48:22,790 --> 00:48:30,100 أو واجبا عليك ولكنها من المثالية ولكنها من أخلاق 406 00:48:30,100 --> 00:48:36,820 الإسلام العظيم ولذلك القرآن الكريم عدد لنا المراحل 407 00:48:36,820 --> 00:48:43,920 ثلاثة في مسألة الدين المرحلة الأولى أن تعطيه دينا 408 00:48:43,920 --> 00:48:55,960 لأن أجر الدين بثمانية عشر الصدقة بعشر أمثالها أما 409 00:48:55,960 --> 00:49:01,940 القرض بثمانية عشرة لماذا؟ لأن الذي يأخذ الصدقة قد 410 00:49:01,940 --> 00:49:06,800 لا يكون محتاجا إليها أما الذي يطلب القرض والدين 411 00:49:06,800 --> 00:49:13,000 فلا محالة أنه محتاج إليه إذا كان الثواب بثمانية 412 00:49:13,000 --> 00:49:20,600 عشرة نعم فالله يقول تبارك وتعالى وإن كان ذو عشرة 413 00:49:20,600 --> 00:49:27,350 فنظرة إلى ميصرة وهي المرحلة الثانية بمعنى أن تنظره 414 00:49:27,350 --> 00:49:33,310 أو أن تؤجل ثداد ما عليهم من الدين هذه هي المرحلة 415 00:49:33,310 --> 00:49:39,850 الثانية والمرحلة الثانية وهي أعظم وأرقى وأسمى هذه 416 00:49:39,850 --> 00:49:45,670 الدرجات إن كان فقيرا محتاجا هو أن تعافوا عنه وإن 417 00:49:45,670 --> 00:49:56,140 كان ذو عصرة فنظرة إلى ميصرة وأن تصدقوا خير لكم نعم 418 00:49:56,140 --> 00:50:04,960 وأن تصدقوا خير لكم فالصدقة هنا من أعظم الدرجات 419 00:50:04,960 --> 00:50:09,040 فالنبي عليه السلام أشار إلى كعب الملك أن ضع الشطرة 420 00:50:09,040 --> 00:50:17,360 يعني النصف من دينك وهذا من باب ترغيب الإسلام في 421 00:50:17,360 --> 00:50:24,920 زيادة حق الغير أما رابعا وأخيرا من الضوابط أثناء 422 00:50:24,920 --> 00:50:31,160 القيام بالسلوك الاجتماعي هو مقابلة الإساءة 423 00:50:31,160 --> 00:50:37,160 بالإحسان وخلق الإحسان كما مر معناه في مجموعة 424 00:50:37,160 --> 00:50:40,020 الأخلاق الإيجابية 425 00:50:41,480 --> 00:50:47,280 إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء القربة وقد جاء 426 00:50:47,280 --> 00:50:53,900 في الحديث أيضًا إن الله كتب الإحسان على كل شيء 427 00:50:53,900 --> 00:51:00,100 فإذا قتلتم فأحصنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحصنوا 428 00:51:00,100 --> 00:51:04,820 الذبحة حتى الإحسان إلى الحيوان فكيف بالإحسان إلى 429 00:51:04,820 --> 00:51:13,830 الإنسان؟ وليحدّ أحدكم شفرته وليريح ذبيحته نعم 430 00:51:13,830 --> 00:51:21,370 فالإحسان من أعظم أخلاق الإنسان لأنك لا تشبر الناس 431 00:51:21,370 --> 00:51:32,770 على محبتك وإنما بالإحسان إليهم يحبوك كما ورد عن 432 00:51:32,770 --> 00:51:39,950 الإمام علي أو عن غيره عجبت لمن يشتري العبيد بماله 433 00:51:39,950 --> 00:51:47,550 ولم يشتري الأحرار بحسن فعاله إنها كلمة عظيمة وحكمة 434 00:51:47,550 --> 00:51:53,930 جليلة عجبت لمن يشتري العبيد بماله ولم يشتري 435 00:51:53,930 --> 00:51:59,760 الأحرار بحسن فعاله وقد قال الشعر العربي أحسن إلى 436 00:51:59,760 --> 00:52:06,880 الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسانه 437 00:52:06,880 --> 00:52:16,220 نعم فمن أخلاق الإسلام مقابلة الإساءة بالإحسان 438 00:52:16,220 --> 00:52:19,700 والكلام حول هذا يطول ولكن 439 00:52:22,340 --> 00:52:28,440 المصنفين ضربوا لنا مثلا وهو في حديث الإفك حيث 440 00:52:28,440 --> 00:52:36,780 اتهمت عائشة الرزينة الصديقة بنت الصديق أبي بكر 441 00:52:36,780 --> 00:52:41,780 رضي الله عنه بالزنا من صحابي جليل صفوان بن المعطل 442 00:52:41,780 --> 00:52:47,540 ظلما وعدوانا وقد قام بإشاعة هذا الخبر رأس 443 00:52:47,540 --> 00:52:53,650 المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول ولكن للأسف قام 444 00:52:53,650 --> 00:53:00,510 بعض المسلمين بترويج هذه الإشاعة نحن لا نعجب من 445 00:53:00,510 --> 00:53:08,930 منافق عدو الإسلام يروّج هذه الإشاعات أما أن يغتر 446 00:53:08,930 --> 00:53:15,930 بعض المسلمين وأن يخدعوا كما نرى اليوم في مواقع 447 00:53:15,930 --> 00:53:21,090 الفيسبوك و التواصل الاجتماعي هناك أخبار كاذبة عن 448 00:53:21,090 --> 00:53:27,350 فلان وعن فلان ومن أهل الشهامة والمروءة والأخلاق 449 00:53:27,350 --> 00:53:35,550 الحسنة فإذا ببعض المسلمين وكأن هذه المواقع قرآن 450 00:53:35,550 --> 00:53:43,090 يتلى أو سنة صحيحة في البخاري ومسلم لا الله يقول إن 451 00:53:43,090 --> 00:53:49,780 جاءكم فثقوا بنبأ فتبينوا وفي قراءة فتثبته أن تصيب 452 00:53:49,780 --> 00:53:55,600 قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين من قرأ 453 00:53:55,600 --> 00:54:01,780 بالترويج للأسف ثلاثة من الصحابة شاعر الإسلام حسان 454 00:54:01,780 --> 00:54:10,500 بن ثابت نعم وقد تاب إلى الله وحسنت توبته ومدح 455 00:54:10,500 --> 00:54:17,650 عائشة بقصيدة طويلة في صدرها عائشة الرزينة لا تذن بريبة 456 00:54:17,650 --> 00:54:25,370 يعني لا تتهم بريبة وكذلك حمنة بنت تجحش وهي أخت زينب 457 00:54:25,370 --> 00:54:30,650 بنت تجحش زوج النبي عليه السلام زينب بنت تجحش عصمها 458 00:54:30,650 --> 00:54:38,490 الله وهي التي كانت تنافس عائشة فعائشة البكر 459 00:54:38,490 --> 00:54:42,130 الحميراء 460 00:54:42,130 --> 00:54:51,700 نعم وكانت تقول نزلت براءتي من السماء في عشر آيات في 461 00:54:51,700 --> 00:54:58,820 صدر سورة النور برأني الله من السماء فكانت تقول 462 00:54:58,820 --> 00:55:05,460 زينب وأنا التي زوجني الله في السماء فلمّا قضى زيد 463 00:55:05,460 --> 00:55:14,250 منها وطلقها زوجناكها ومع ذلك عصم الله زينب ولكن وقعت 464 00:55:14,250 --> 00:55:25,510 في الخطيئة أختها حمنة بنت تجحش نعم وكذلك مصطح بن أثاثة 465 00:55:25,510 --> 00:55:31,950 من أصله وكان من آل أبي بكر رضي الله عنه وكان مصطح 466 00:55:31,950 --> 00:55:36,790 رجلا فقيرا معدما قد جعل له أبو بكر وكان من التجار 467 00:55:36,790 --> 00:55:42,030 أغنيا نفقة ومع ذلك أساء 468 00:55:43,000 --> 00:55:50,620 إلى أبي بكر وإلى ابنته عائشة فكان يروّج الإشاعة 469 00:55:50,620 --> 00:55:56,660 مع المروّجين وأبو بكر بعتباره بشرا قد غضبه وقال 470 00:55:56,660 --> 00:56:04,700 والله لن أنفق عليه أبدا عقوبة لهم ولكن أين أنت يا 471 00:56:04,700 --> 00:56:09,770 أبا بكر من المثالية وأنت منهم وأنت الوزير الأول 472 00:56:09,770 --> 00:56:14,790 للرسول عليه الصلاة والسلام ألمد أن تلقى إلى مستوى 473 00:56:14,790 --> 00:56:20,630 المثالية نعم فنزل القرآن الكريم ولا يقتلق ولا 474 00:56:20,630 --> 00:56:27,650 يقتلق يعني لا يحلف لأن الإله هو الحلف نعم ولا 475 00:56:27,650 --> 00:56:32,370 يقتلؤل الفضل منكم والسعى وهو أبو بكر رضي الله عنه 476 00:56:33,050 --> 00:56:38,450 أي يؤتوا للقربة والمساكين والمهاجرين في سبيل الله 477 00:56:38,450 --> 00:56:43,070 والمقصود هنا بالاتفاق العلماء مصطح بن أثاثة 478 00:56:43,070 --> 00:56:48,870 وليُعفوا وليصفحوا هذه أخلاق الإسلام ألا تحبون أن 479 00:56:48,870 --> 00:56:55,430 يغفر الله لكم والله غفور ورحيم فيما نزلت هذه الآية 480 00:56:55,430 --> 00:57:03,550 قال أبو بكر بلى يا رب أحب أن تغفر لي وأعاد إليه 481 00:57:03,550 --> 00:57:15,620 صدقة وقال والله لا أنزعها منه أبدا نعم هذه هي 482 00:57:15,620 --> 00:57:24,780 أخلاق الإسلام والمسلمين اليوم نكتفي إلى هنا وهنا 483 00:57:24,780 --> 00:57:31,180 نكون قد انتهينا من الفصل الثالث وهو فصل نظام 484 00:57:31,180 --> 00:57:36,710 الأخلاق في الإسلام حتى نرحل بصحبتكم إن شاء الله إلى 485 00:57:36,710 --> 00:57:43,890 الفصل الرابع وهو بعنوان نظام الأسرة في الإسلام وهو 486 00:57:43,890 --> 00:57:51,190 من خمسة مباحث ألقاكم على خير وأستغفر الله لي ولكم 487 00:57:51,190 --> 00:57:54,750 والسلام عليكم ورحمة الله وبركة الله