1 00:00:05,010 --> 00:00:07,470 أعوذ بالله السميع العلي من الشياطين الرجيم بسم الله 2 00:00:07,470 --> 00:00:14,150 الرحمن الرحيم أعزائي الطلاب ما زلنا مع الفصل 3 00:00:14,150 --> 00:00:20,530 التمهيدي من مساق النظم الإسلامية تكلمنا في 4 00:00:20,530 --> 00:00:26,190 المحاضرة السابقة عن المبحث الأول وهو بعنوان تعريف 5 00:00:26,190 --> 00:00:32,620 النظم لغة واصطلاحا وتكلمنا عن المبحث الثاني وهو 6 00:00:32,620 --> 00:00:38,120 بعنوان حاجة المجتمعات إلى النظم الإسلامية ونحن 7 00:00:38,120 --> 00:00:43,040 اليوم على موعد إن شاء الله مع المبحث الثالث وهو من 8 00:00:43,040 --> 00:00:48,360 أكبر مباحث الفصل التمهيدي الأربعة وهو بعنوان خصائص 9 00:00:48,360 --> 00:00:54,460 النظم الإسلامية وهي ثمانية بدءًا بالربانية ومرورا 10 00:00:54,460 --> 00:00:59,920 بالثبات والمرونة والشمول والتوازن والعموم و 11 00:00:59,920 --> 00:01:05,360 العالمية والتكافل والرباط والواقعية والمثالية 12 00:01:05,360 --> 00:01:11,980 والأخلاق وثامنا وأخيرًا الجزاء الأخروي الخاصية 13 00:01:11,980 --> 00:01:21,220 الأولى وهي أهم الخصائص بل هي أم الخصائص وهي 14 00:01:21,220 --> 00:01:27,940 الربانية والربانية مشتقة من الرب تبارك وتعالى 15 00:01:28,460 --> 00:01:34,300 فيقال ربانيون يُنسبون إلى الرب تبارك وتعالى 16 00:01:34,300 --> 00:01:43,440 والربانية هنا نوعان: ربانية المصدر وربانية الغاية 17 00:01:43,440 --> 00:01:51,600 وهما مصطلحان لابد أن يُفرّق بينهما أما ربانية 18 00:01:51,600 --> 00:02:00,790 المصدر فهو أن أصول أحكامها و أسس تشريعتها مأخوذة من 19 00:02:00,790 --> 00:02:05,650 كتاب الله عز وجل ومن سنة رسول الله صلى الله عليه 20 00:02:05,650 --> 00:02:12,550 وسلم وهذا ما سبق ذكره عند الحديث عن الفرق بين 21 00:02:12,550 --> 00:02:18,310 النظم عند المسلمين وعند غير المسلمين فالنظم عند 22 00:02:18,310 --> 00:02:23,810 المسلمين مصدرها الله تبارك وتعالى ويتمثل ذلك في 23 00:02:23,810 --> 00:02:30,240 كتابه القرآن الكريم سبحانه وتعالى وكذلك في سنة نبيه 24 00:02:30,240 --> 00:02:35,120 محمد صلى الله عليه وسلم عملًا بقوله تعالى: يا أيها 25 00:02:35,120 --> 00:02:39,820 الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول أطيعوا الله 26 00:02:39,820 --> 00:02:46,140 أي في كتابه وأطيعوا الرسول أي في سنته صلى الله عليه 27 00:02:46,140 --> 00:02:53,160 وسلم أما القوانين الوضعية البشرية الأدمية فهي من 28 00:02:53,160 --> 00:02:58,300 وضع الناس أو كما أسلفنا في تعريف النظم عند غير 29 00:02:58,300 --> 00:03:02,960 المسلمين أنها من وضع الشعوب ومن وضع المجتمعات أو 30 00:03:02,960 --> 00:03:13,570 من وضع البرلمان المنتخب من الشعب ومعنى كونه ربانية 31 00:03:13,570 --> 00:03:20,850 الغاية أن هدف هذه النظم الأولى والأسمى هو ربط 32 00:03:20,850 --> 00:03:28,010 الناس بربهم سبحانه وتعالى في كل تصرف وفي كل فعل 33 00:03:28,010 --> 00:03:34,750 يصدر عنهم بل في كل فكرة أو في كل خاطرة تراودهم وأن 34 00:03:34,750 --> 00:03:41,010 يكون كل ذلك من أجل الله وطمعًا في رضاه سبحانه 35 00:03:41,010 --> 00:03:50,450 وتعالى نأتي الآن إلى جملة من النتائج والأثار التي 36 00:03:50,450 --> 00:03:58,410 تنبثق عن خاصية الربانية فنقول ما هي النتائج 37 00:03:58,410 --> 00:04:09,440 والثمار أو الآثار التي تنجم أو تنبثق عن خاصية 38 00:04:09,440 --> 00:04:15,240 الربانية أول هذه النتائج والآثار خلو هذه النظم من 39 00:04:15,240 --> 00:04:21,860 معاني النقص والجهل والهوى والظلم لماذا؟ لأن هذه 40 00:04:21,860 --> 00:04:29,570 النظم هي من عند الله تعالى الله عن هذه النقائص فإن 41 00:04:29,570 --> 00:04:37,370 النقص والجهل والهوى والظلم من صفات البشر من صفات 42 00:04:37,370 --> 00:04:42,990 المخلوقين وليست من صفات الله تبارك وتعالى وصدق 43 00:04:42,990 --> 00:04:48,550 الله ربنا العظيم ليس كمثله شيء وهو السميع العليم 44 00:04:48,550 --> 00:04:55,100 سبحانه وتعالى ثانيًا من النتائج والآثار التي تنبثق 45 00:04:55,100 --> 00:05:01,700 عن خاصية الربانية الثقة بهذه النظم والتسليم بصحة 46 00:05:01,700 --> 00:05:07,460 ما جاء فيها وصلاحيتها ذلك لأنها أيضًا من عند الله 47 00:05:07,460 --> 00:05:14,840 سبحانه وتعالى الذي خلق البشر الله الذي خلق البشر 48 00:05:14,840 --> 00:05:24,520 يعلم ما يصلحهم وما ينفعهم في دنياهم وآخراتهم كما قال 49 00:05:24,520 --> 00:05:30,960 الله تبارك وتعالى: فإما يأتينكم مني هدا فمن اتبع 50 00:05:30,960 --> 00:05:36,460 هدايا فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له 51 00:05:36,460 --> 00:05:42,800 معيشة ضنك ونحشره يوم القيامة أعمى قال: رب لما 52 00:05:42,800 --> 00:05:47,340 حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا قال: كذلك أتتك آياتنا 53 00:05:47,340 --> 00:05:55,420 فنسيتها وكذلك اليوم تنسى فالجزاء من جنس العمل وكما 54 00:05:55,420 --> 00:06:04,280 تدين تدان والنتائج وفق المقدمات من خير ومن شر فمن 55 00:06:04,280 --> 00:06:10,640 يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره 56 00:06:10,640 --> 00:06:16,920 ولذلك قالوا من قديم الزمان كل صانع أدرى بصناعته 57 00:06:16,920 --> 00:06:26,470 فمن صنع جهازًا كتب معه ما يُطلَق عليه في هذه الأيام 58 00:06:26,470 --> 00:06:35,250 بالـ Catalogue من أجل أن ينتفع به الخبير فإذا ما 59 00:06:35,250 --> 00:06:42,190 خالف هذا الخبير تعليمات الصانع أو تعليمات ال 60 00:06:42,190 --> 00:06:49,950 Catalogue فإن الآلة تبقى فاسدة ولا تصلح أبدًا ولله 61 00:06:49,950 --> 00:06:56,030 المثل الأعلى فالإنسان صنعة الله تبارك وتعالى صنعة 62 00:06:56,030 --> 00:07:00,790 الله ومن أحسن من الله صنعة صبغة الله ومن أحسن من 63 00:07:00,790 --> 00:07:06,810 الله صبغة الإنسان بنيان الرب سبحانه وتعالى خلقه 64 00:07:06,810 --> 00:07:13,910 الله وهو أدرى بما يصلحه وبما يفسده فأنزل له هذه 65 00:07:13,910 --> 00:07:21,430 النظم أو تلك التشريعات من حلال ومن حرام من أجل 66 00:07:21,430 --> 00:07:28,190 خيره في الدنيا والآخرة وذلك هو الفوز العظيم أما 67 00:07:28,190 --> 00:07:34,770 ثالثًا من النتائج والآثار التي تنبثق عن خاصية 68 00:07:35,720 --> 00:07:41,960 الربانية أنها تتمتع بقدر كبير من الهيبة والتقديس 69 00:07:41,960 --> 00:07:48,280 والحب والاحترام في نفوس المؤمنين لأن الإيمان بالله 70 00:07:48,280 --> 00:07:55,580 لا يكون بالقوة ولا يكون بالسلطان ولا يكونوا 71 00:07:55,580 --> 00:08:03,800 بالإكراه إنما يكونوا بالحب وبالمودة 72 00:08:03,800 --> 00:08:09,520 كما سلف شرحه في المحاضرة السابقة كما قال الله 73 00:08:09,520 --> 00:08:14,080 تبارك وتعالى لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من 74 00:08:14,080 --> 00:08:19,260 الغيب أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين فإن 75 00:08:19,260 --> 00:08:27,300 الإيمان إذا كان عن خشية من حاكم أو من سلطان سرعان 76 00:08:27,300 --> 00:08:33,880 ما يرتد صاحبه أما الإيمان بالله والتسليم بأحكام 77 00:08:33,880 --> 00:08:41,240 الله إذا كان عن حب وعن رضا وعن عقيدة فإنه يخالط 78 00:08:41,240 --> 00:08:52,120 بشاشة القلوب فيثبت ويستقر نعم أما رابعًا وهذه من 79 00:08:52,120 --> 00:09:02,440 الثمار المهمة الناجمة عن خاصية الربانية أنها تدفع 80 00:09:02,440 --> 00:09:08,760 المؤمنين إلى المصارعة في التوبة باستشعار الندم عند 81 00:09:08,760 --> 00:09:16,960 اختراق ما يخالف أحكامها فالإنسان ليس ملكًا يمشي على 82 00:09:16,960 --> 00:09:24,800 الأرض والإنسان ليس نبيًا معصومًا من الخطأ والزلل، 83 00:09:24,800 --> 00:09:34,710 الإنسان فيه من الملائكية وفيه من المعصية فبالطاعة 84 00:09:34,710 --> 00:09:40,390 يكون ملكًا يمشي على الأرض بل أفضل عند الله من 85 00:09:40,390 --> 00:09:46,890 الملائكة كما أسجد الله الملائكة لآدم عليه السلام 86 00:09:46,890 --> 00:09:53,030 وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى 87 00:09:53,030 --> 00:10:01,250 واستكبر وكان من الكافرين وبالمعصية يهبط الإنسان من 88 00:10:01,250 --> 00:10:09,910 سمائه ومن عليائه إلى الأرض السابعة يتمرغ في الأوحال 89 00:10:09,910 --> 00:10:19,990 والمستنقعات مع الأبالسة والشياطين بل أشد منهم 90 00:10:19,990 --> 00:10:25,870 معصية لله عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى: شياطين 91 00:10:25,870 --> 00:10:33,630 الإنس والجني ويحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا 92 00:10:33,630 --> 00:10:38,970 فهنا قدم الله شياطين الإنس على شياطين الجن 93 00:10:38,970 --> 00:10:42,270 لخطورتهم 94 00:10:42,270 --> 00:10:52,060 بالإفساد نعم بل إن شياطين الجن قد تتعلم من شياطين 95 00:10:52,060 --> 00:10:57,700 الإنس كما قال الشاعر قديمًا: وكنت امرأة من جندي إبليس 96 00:10:57,700 --> 00:11:03,920 فارتقى بي الحال حتى صار إبليس من جندي فلو مات قبلي 97 00:11:03,920 --> 00:11:11,580 كنت أحصن بعده طرائق فسق ليس يحصنها بعدي أعود إلى 98 00:11:11,580 --> 00:11:20,720 ذي بدء فأقول إن الإنسان معرض للخطأ لأنه ليس ملكًا 99 00:11:20,720 --> 00:11:24,040 مفطورًا 100 00:11:24,040 --> 00:11:31,680 على طاعته وفي نفس الوقت ليس نبيًا معصومًا من الزلل 101 00:11:31,680 --> 00:11:41,560 فماذا يفعل عليه أن يرجع إلى الله وأن يأوب إلى الله 102 00:11:41,560 --> 00:11:51,430 وأن يتوب إليه سبحانه وتعالى ولا ييأس ولا يقنط لأن 103 00:11:51,430 --> 00:11:57,270 اليأس والقنوط من صفات الكافرين كما في قصة يوسف على 104 00:11:57,270 --> 00:12:02,120 لسان يعقوب عليه السلام: يا بني اذهبوا فتحسسوا من 105 00:12:02,120 --> 00:12:07,500 يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من 106 00:12:07,500 --> 00:12:13,660 روح الله إلا القوم الكافرون فاليأس والإيمان خطان 107 00:12:13,660 --> 00:12:20,780 متوازيان لا يلتقيان ولا يجتمعان فما على الإنسان 108 00:12:20,780 --> 00:12:27,820 المسلم إذا مرتكب معصية أو فحشة أو خطيئة في حال 109 00:12:27,820 --> 00:12:37,670 غفلة أو نسيان عليه أن يتوب إلى الله فإن أبواب 110 00:12:37,670 --> 00:12:46,390 السماء مفتوحة وإن أبواب التوبة لا تغلق أبدًا وقد قال 111 00:12:46,390 --> 00:12:51,430 الله تبارك وتعالى وهذه آية في سورة الزمر كان رسول 112 00:12:51,430 --> 00:12:56,730 الله يحبها صلى الله عليه وسلم لأنها تفتح أبواب 113 00:12:56,730 --> 00:13:02,710 التوبة إلى العصاة قل يا عبادي الذين أسرفوا على 114 00:13:02,710 --> 00:13:08,830 أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب 115 00:13:08,830 --> 00:13:16,590 جميعًا إنه هو الغفور الرحيم سبحانه وتعالى وإن سألت 116 00:13:16,590 --> 00:13:25,870 عن شروط التوبة فإن شروط التوبة النصوح كما قال الله 117 00:13:25,870 --> 00:13:30,290 تعالى يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة 118 00:13:30,290 --> 00:13:37,670 نصوحًا قلت هي أربعة ثلاثة إذا كان الذنب بين العبد 119 00:13:37,670 --> 00:13:42,070 وربه وواحدة 120 00:13:42,820 --> 00:13:47,960 وهي الرابعة إذا كان الذنب بين الإنسان وأخيه 121 00:13:47,960 --> 00:13:54,640 الإنسان أما الثلاثة الأول فأولًا الإقلاع عن المعصية 122 00:13:54,640 --> 00:14:07,920 وثانيًا الندم والندم في القلب وثالثًا العزم على 123 00:14:07,920 --> 00:14:15,030 عدم العودة إلى المعصية وإلا كان استهتارًا بالله 124 00:14:15,030 --> 00:14:21,570 سبحانه وتعالى إذا ما عصى وتاب ثم عاد إلى المعصية 125 00:14:21,570 --> 00:14:32,070 وهكذا ورابعًا وهذه كما قالت العرب ثالثة الأثافر 126 00:14:32,070 --> 00:14:41,190 لأن الناس قد يغفلون عنها إذا كان الذنب أو إذا كان 127 00:14:41,190 --> 00:14:48,230 الحق بين المسلم وأخيه المسلم فهذه لا يغفرها الله 128 00:14:48,230 --> 00:14:57,450 سبحانه وتعالى لابد أن تعود الحقوق إلى أصحابها وأن 129 00:14:57,450 --> 00:15:06,290 تؤدى الأمانات إلى أهلها وإلا كان يوم القيامة وإذا 130 00:15:06,290 --> 00:15:15,480 كان يوم القيامة فلا دراهم ولا دنانير ولا شواكل 131 00:15:15,480 --> 00:15:25,820 بلغة العصر إنما المقاصة يوم القيامة والحساب يكون 132 00:15:25,820 --> 00:15:32,560 بالحسنات والسيئات كما جاء في السنة النبوية الشريفة 133 00:15:32,560 --> 00:15:38,100 أن الله يجمع الظالم والمظلوم يوم القيامة فيقول الله 134 00:15:38,100 --> 00:15:45,640 تعالى للظالم: أعطي أخاك حقه فيقول: يا رب ما معي 135 00:15:45,640 --> 00:15:51,920 دراهم ما معي دنانير أو شواكل فيقول الله تعالى 136 00:15:51,920 --> 00:15:59,160 أعطيه من حسناتك وما أحوج العبد يوم القيامة ما أحوجك 137 00:15:59,160 --> 00:16:06,760 يا مسكين إلى حسنات تسقل بها موازينك يوم القيامة 138 00:16:06,760 --> 00:16:15,340 فيأخذ من حسناتي الظالم وتغطى للمظلوم فإذا ما فنت 139 00:16:15,340 --> 00:16:21,880 حسنات الظالم أخذ من سيئات المظلوم فطرحت على الظالم 140 00:16:21,880 --> 00:16:34,130 فطرح في النار وبئس القرار قلت هذه الثمرة الرابعة 141 00:16:34,130 --> 00:16:39,070 من الثمار أو النتائج والآثار الناجمة 142 00:16:40,640 --> 00:16:50,100 عن خاصية الربانية من أعظم هذه الخصائص أنك لا تقنط 143 00:16:50,100 --> 00:16:55,200 من رحمة الله فإذا ما شعرت بمعصية أو خطيئة أو ذنب 144 00:16:55,200 --> 00:17:00,270 أو تقصير ما عليك إلا أن تهرع إلى الله تائبًا 145 00:17:00,270 --> 00:17:08,210 ونادمًا وتذرف الدموع ساخنة على الوجنات فالله غفور 146 00:17:08,210 --> 00:17:14,910 والله عفو والله رحيم يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن 147 00:17:14,910 --> 00:17:22,810 كثير سبحانه وتعالى أما خامسًا فمن النتائج والأثار 148 00:17:22,810 --> 00:17:27,790 التي تنبثق عن خاصية الربانية وكما قلنا هي أم 149 00:17:27,790 --> 00:17:35,690 الخصائص أن الجميع في كنف هذه النظم سواء وهذه إن 150 00:17:35,690 --> 00:17:40,670 شاء الله سنأتي إليها بشيء من التفصيل عند الوصول 151 00:17:40,670 --> 00:17:47,610 إلى الفصل السادس عند الحديث عن قواعد النظام 152 00:17:47,610 --> 00:17:53,460 السياسي الأربعة بدءًا بالحاكمية ومروراً بالعدل 153 00:17:53,460 --> 00:18:00,780 والمساواة والشورى والطاعة سنتكلم عن هذا طويلاً عندما 154 00:18:00,780 --> 00:18:09,780 نصل إلى الخاصية الثانية نعم أو القاعدة الثانية من 155 00:18:09,780 --> 00:18:14,240 قواعد النظام الإسلامي ألا وهي العدل والمساواة 156 00:18:14,240 --> 00:18:20,540 فالناس في نظر الشريعة الإسلامية سواسية كأسنان 157 00:18:20,540 --> 00:18:29,700 المشط لا فرق بين كبير وصغير أو ذكر وأنثى أو بيضاء 158 00:18:29,700 --> 00:18:36,600 وسوداء أو أحمر وأصفر بل لا فرق بين حاكم ومحكوم أو 159 00:18:36,600 --> 00:18:45,660 رئيس ومرؤوس أو قوي وضعيف أو غني وفقير فالميزان 160 00:18:45,660 --> 00:18:55,030 الثابت الذي نحتكم إليه بل شعارنا الخالد إلى يوم 161 00:18:55,030 --> 00:19:01,210 القيامة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها قوله تبارك 162 00:19:01,210 --> 00:19:06,030 وتعالى في سورة الحجرات وسنأتي إلى هذه الآية إن شاء 163 00:19:06,030 --> 00:19:11,090 الله يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى 164 00:19:11,090 --> 00:19:16,430 وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعرفوا إن أكرمكم عند الله 165 00:19:16,430 --> 00:19:23,460 اتقاكم إن الله عليم خبير صدق الله العظيم أما ثالثًا 166 00:19:23,460 --> 00:19:33,180 وقد سبق أن قلت إن خصائص النظم الإسلامية التي ستأتي 167 00:19:33,180 --> 00:19:43,120 بعد قليل من الثبات والمرونة ومن الشمول والتوازن 168 00:19:43,120 --> 00:19:51,320 ومن التكامل والترابط ومن الواقعية والمثالية 169 00:19:51,320 --> 00:20:01,160 والعالمية والجزاء الأخروي كذلك إنما هي تنبثق عن 170 00:20:01,160 --> 00:20:08,960 خاصية الربانية أو هي ثمار أو نتائجه متولدة أو 171 00:20:08,960 --> 00:20:17,140 متفرعة عن خاصية الربانية ولذا تعجلت فقلت إن خاصية 172 00:20:17,140 --> 00:20:26,020 الربانية هي أم الخصائص بحق نعم الآن بعد أن انتهينا 173 00:20:26,020 --> 00:20:32,370 من الخاصية الكبرى وهي أم الخصائص نأتي إلى الخاصية 174 00:20:32,370 --> 00:20:37,630 الثانية من خصائص النظم الإسلامية ألا وهي الثبات 175 00:20:37,630 --> 00:20:48,570 والمرونة وهنا نقف قليلًا لأن البعض ظاهريًا وللوهلة 176 00:20:48,570 --> 00:20:54,280 الأولى قد يظن أن ثمة تناقضًا بين الثبات والمرونة 177 00:20:54,280 --> 00:20:58,840 فيقول كيف تتصف النظم الإسلامية أو الشريعة 178 00:20:58,840 --> 00:21:06,400 الإسلامية مرة بالثبات ومرة بالمرونة فنقول لا 179 00:21:06,400 --> 00:21:15,200 تناقض البتة لأن الثبات في أمور ولأن المرونة في 180 00:21:15,200 --> 00:21:25,990 أمور أما الثبات فإنما يكون في القواعد والأسس 181 00:21:25,990 --> 00:21:36,350 والأصول أما المرونة فإنما تكون في الوسائل والفروع 182 00:21:36,350 --> 00:21:47,330 أو كما سيأتي بعد قليل بالأعراف والعادات والتقاليد 183 00:21:47,330 --> 00:21:49,370 نعم 184 00:21:53,780 --> 00:21:58,580 لو أردنا أن نضرب مثلًا للقواعد 185 00:21:58,580 --> 00:22:05,760 والأصول التي لا تتغير ولا تتبدل إلى يوم القيامة 186 00:22:05,760 --> 00:22:14,840 أرى أن نقتصر على ثلاثة وهذا ليس في الكتاب ولكن من 187 00:22:14,840 --> 00:22:20,240 أجل أن يتضح الموضوع نقول الثبات إنما يكون أولاً في 188 00:22:20,240 --> 00:22:26,420 العقيدة فالعقيدة أو التي عبر عنها القرآن الكريم 189 00:22:26,420 --> 00:22:32,580 الإيمان بالله وبرسوله وبالكتب وباليوم الآخر و 190 00:22:32,580 --> 00:22:37,600 القضاء والقدر خيره وشره من الله تبارك وتعالى 191 00:22:37,600 --> 00:22:46,460 فهذه أركان الإيمان أو أصول العقيدة ثابتة لا تتغير 192 00:22:46,460 --> 00:22:54,140 ولا تتبدل إلى يوم القيامة إلى أن يرث الله الأرض ومن 193 00:22:54,140 --> 00:23:06,480 عليها وكذلك الحديث عن نظام الأسرة كذلك نظام الأسرة 194 00:23:06,480 --> 00:23:17,220 لا يتغير ولا يتبدل بمعنى أن المحرمات هن المحرمات 195 00:23:17,220 --> 00:23:26,720 إلى يوم القيامته فلن يأتي يوم مثلًا تحل فيه الأم أو 196 00:23:26,720 --> 00:23:33,780 الجدّة أو البنت أو الأخت فهؤلاء من المحرمات 197 00:23:33,780 --> 00:23:44,490 مؤبدًا إلى يوم القيامته نعم لكن هناك محرمات مؤقتة 198 00:23:44,490 --> 00:23:51,470 فالمحرمات المؤقتة مثل أخت الزوجة مثل عمّة الزوجة 199 00:23:51,470 --> 00:23:59,070 مثل خالة الزوجة لا يجمع بينهما البتة كما قال الله 200 00:23:59,070 --> 00:24:03,830 وأن تجمعوا بين الأختين فلا يصح أن يجمع بين الأختين 201 00:24:03,830 --> 00:24:12,370 وكما جاء في السنة لا يجمع بين البنت وعمتها أو بين 202 00:24:12,370 --> 00:24:20,650 البنت وخالتها لأنكم إن فعلتم ذلك فقد قطعتم أرحامكم 203 00:24:20,650 --> 00:24:27,110 من تصل المرأة إذا لم تصل أختها وخالتها وعمتها 204 00:24:27,110 --> 00:24:34,370 وجمعتهم في بيت واحد لكن إذا ماتت الأخت فللزوج أن 205 00:24:34,370 --> 00:24:41,070 يتزوج أختها حتى لو طلقها في حياة أختها ولم تعد 206 00:24:41,990 --> 00:24:48,050 الأخت على ذمته له أن يتزوج أختها المهم أن لا يجمع 207 00:24:48,050 --> 00:24:54,990 بين الأختين وكذلك لو ماتت البنت فتزوج عمّتها أو 208 00:24:54,990 --> 00:25:04,610 تزوج خالتها فله ذلك أيضًا فهؤلاء من المحرمات مؤبدًا 209 00:25:05,370 --> 00:25:10,810 وهذا هو الحكم إلى يوم القيامة فهذا هو السبب أما 210 00:25:10,810 --> 00:25:15,990 ثالثًا وأردت الاختصار فهو الحدود الحدود أيضًا من 211 00:25:15,990 --> 00:25:21,630 الأحكام الثابتة التي لا يعتريها تغيير ولا تبديل 212 00:25:21,630 --> 00:25:27,610 قلت هذا من عندي وليس من الكتاب فحد الزنا مثلًا إذا 213 00:25:27,610 --> 00:25:35,010 كان الزاني محصنًا يعني متزوجًا حتى ولو طلق ... المهم 214 00:25:35,010 --> 00:25:42,330 أنه سبق له أن تزوج ودخل بأهله وزنى فإن حكمه 215 00:25:42,330 --> 00:25:48,010 الرجم إلى يوم القيامة وهذا ثابت في السنة الصحيحة 216 00:25:48,010 --> 00:25:54,330 عند مسلم عن عمرو بن الخطاب نزلت الآية تلونها و 217 00:25:54,330 --> 00:25:59,710 لكنها منسوخة التلاوة باقية الحكم الشيخ والشيخة إذا 218 00:25:59,710 --> 00:26:06,750 زنيا فارجموهم البتة نكالًا من الله والله عزيز حكيم 219 00:26:06,750 --> 00:26:11,810 حتى قال عمر أخش أن يأتي يوم يقول الناس لا نجد 220 00:26:11,810 --> 00:26:16,710 الرجم في كتاب الله وقد رجمنا وقد جاء في السنة 221 00:26:16,710 --> 00:26:21,070 الصحيحة عند البخاري وعند مسلم رجموا ماعز وال 222 00:26:21,070 --> 00:26:28,150 غامدية وقال اغضوا يا أنيس المرأة هذا فإن اعترفت 223 00:26:28,150 --> 00:26:36,590 فارجمها وأما الجلد فهو لذانِ العذَب بمعنى غير المحصن 224 00:26:36,590 --> 00:26:42,890 الذي لم يتزوج بعد وهذا ثابت في سورة النور الزانية 225 00:26:42,890 --> 00:26:50,090 والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة نعم وكذلك 226 00:26:50,090 --> 00:26:58,330 حدّ السارقة هو قطع اليد وهذا ثابت أيضًا في القرآن 227 00:26:58,330 --> 00:27:04,090 الكريم في سورة المائدة السارق والسارقة فاقطعوا 228 00:27:04,090 --> 00:27:10,030 أيديهما جزاء بما كسبوا نكالًا من الله والله عزيز حكيم 229 00:27:10,030 --> 00:27:15,880 وكذلك الخمر وقد أجمع المسلمون كما سيأتي في المصدر 230 00:27:15,880 --> 00:27:20,600 الثالث من مصادر النظم الإسلامية بعد القرآن والسنة 231 00:27:20,600 --> 00:27:25,580 يأتي الإجماع أن المسلمين قد أجمعوا في عهد عمر بن 232 00:27:25,580 --> 00:27:31,640 الخطاب رضي الله عنه على جلد شارب الخمر ثمانين جلدة 233 00:27:31,640 --> 00:27:38,360 وهكذا قاطعوا الطريق كما في سورة المائدة إنما جزاء 234 00:27:38,360 --> 00:27:43,490 الذين يحاربون الله ورسوله ويصدعون أن يقتلوا أو 235 00:27:43,490 --> 00:27:47,770 يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفى 236 00:27:47,770 --> 00:27:53,550 مرض إلى آخر الآية إذا قلت إن الثبات لا يكون مطلقًا 237 00:27:53,550 --> 00:27:59,190 في كل شيء إنما يكون الثبات في أمور وقد ذكرت منها 238 00:27:59,190 --> 00:28:05,530 ثلاثة أولاً العقيدة وثانيًا النظام الاجتماعي يعني 239 00:28:05,530 --> 00:28:12,790 المحرمات من النساء أبدًا وكذلك المحرمات مؤقتًا و 240 00:28:12,790 --> 00:28:19,270 ثالثًا الحدود فهي ثابتة أما بالنسبة إلى المرونة فإن 241 00:28:19,270 --> 00:28:27,470 المرونة إنما تكون في الوسائل والفروع وهذه تتغير 242 00:28:27,470 --> 00:28:38,310 وفق الأعراف والتقاليد والعادات حتى قيل إن الأحكام 243 00:28:38,310 --> 00:28:49,340 تتغيّر بزمن ومكان وأشخاص هذا هو معنى المرونة 244 00:28:49,340 --> 00:28:54,380 فالفتوى في زمن قد لا تكون هي نفسها في زمن آخر 245 00:28:54,380 --> 00:29:00,480 والفتوى في مكان قد لا تكون هي في مكان آخر وقد 246 00:29:00,480 --> 00:29:06,630 تختلف الفتوى من شخص إلى شخص آخر وهذا كله ليس في 247 00:29:06,630 --> 00:29:11,970 الكتاب ولكن يحتاج إلى شيء من التوضيح لطلابنا 248 00:29:11,970 --> 00:29:21,750 الأعزاء فقد ورد أن رجلًا سأل ابن عباس هل القاتل 249 00:29:21,750 --> 00:29:31,720 عمدًا توبة فقال له لا فجاء بعده شخص آخر وسأل نفس 250 00:29:31,720 --> 00:29:36,540 السؤال يا ابن عباس يا ابن عم رسول الله صلى الله 251 00:29:36,540 --> 00:29:42,740 عليه وسلم هل القاتل عمدًا توبة؟ قال نعم فعجب القوم 252 00:29:42,740 --> 00:29:49,780 قالوا يا حبر هذه الأمة يا ابن عم رسول الله سأل 253 00:29:49,780 --> 00:29:58,670 شخصان سؤالًا واحدًا هل القاتل عمدًا توبة؟ فقلت للأول 254 00:29:58,670 --> 00:30:05,310 لا وقلت للثاني نعم فقال أما الأول قلت له لا لأنه 255 00:30:05,310 --> 00:30:12,730 أراد أن يقتل أما رأيتم انتفاخ أوداجه واحمرار عينيْه 256 00:30:12,730 --> 00:30:20,230 ولذلك قالوا لابد للمفتي أن يكون على علم بحال 257 00:30:20,230 --> 00:30:29,440 المستفتي نعم أما الثاني فأراد أن يتفكّأ والرأي 258 00:30:29,440 --> 00:30:34,800 الراجح في هذه المثل والذي عليه أكثر العلماء أن 259 00:30:34,800 --> 00:30:42,000 للقاتل عمدًا توبة بأدلة من الكتاب ومن السنة نقولها 260 00:30:42,000 --> 00:30:47,260 باختصار منها قوله تبارك وتعالى إن الله لا يغفر أي 261 00:30:47,260 --> 00:30:54,500 يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وفي وصف عباد 262 00:30:54,500 --> 00:30:58,600 الرحمن في سورة الفرقان والذين لا يدعون مع الله 263 00:30:58,600 --> 00:31:04,320 إلهًا آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق 264 00:31:04,320 --> 00:31:10,180 ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى أثامه يضاعف له العذاب 265 00:31:10,180 --> 00:31:16,560 يوم القيامة ويخلد فيه مهانة إلا من تاب وآمن وعمل 266 00:31:16,560 --> 00:31:22,200 عملًا صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله 267 00:31:22,200 --> 00:31:26,360 غفورًا رحيمًا والآية التي تلونها في سورة الزمر قل يا 268 00:31:26,360 --> 00:31:30,340 عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة 269 00:31:30,340 --> 00:31:34,600 الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور 270 00:31:34,600 --> 00:31:41,260 الرحيم نعم آيات كثيرة تفتح أبواب التوبة صدق الله 271 00:31:41,260 --> 00:31:47,860 العظيم ومن الأحاديث الكثيرة نختصر على حديث صحيح 272 00:31:47,860 --> 00:31:54,400 عند مسلم عن بني إسرائيل الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا 273 00:31:55,280 --> 00:32:04,760 ثم قتل الراهب المئة ثم سأل العالم الفقيه ولذلك 274 00:32:04,760 --> 00:32:12,640 قيل كما في الحديث النبوي الشريف لفقيه واحد أشد على 275 00:32:12,640 --> 00:32:20,640 الشيطان من ألف عابد نعم قال له ومن يحول بينك وبين 276 00:32:20,640 --> 00:32:27,570 الله تب إلى الله نعم فإن الله يغفر الذنوب جميعًا و 277 00:32:27,570 --> 00:32:33,850 تاب إلى الله وصلح حاله وحسنت توبته وغفر الله له 278 00:32:33,850 --> 00:32:41,390 وأدخله الجنة رأيت كيف تغيرت الفتوى من شخص إلى شخص 279 00:32:41,390 --> 00:32:50,540 وقد سأل نفس السؤال وكذلك من مكان إلى مكان وفتاوى 280 00:32:50,540 --> 00:33:00,700 التقاليد والأعراف والعادات فقد جاء شخص إلى الإمام 281 00:33:00,700 --> 00:33:07,920 مالك ولا يفتي ومالك في المدينة مفتي المدينة في عصره 282 00:33:07,920 --> 00:33:18,780 رضي الله عنه وسأله سؤالا يا إمام قلت لزوجي أنت طالق 283 00:33:18,780 --> 00:33:27,320 إن أكلت سمكا فلو أكلت لحما هل تطلق زوجتي؟ فقال له 284 00:33:27,320 --> 00:33:31,720 الإمام مالك: نعم، قال: هل من دليل من القرآن؟ قال: نعم 285 00:33:32,290 --> 00:33:37,970 قال: إن الله سمى السمكة في القرآن الكريم لحما طريا 286 00:33:37,970 --> 00:33:44,490 نعم، فنحن كما ذكر الله: تستخرجون حلية تلبسونها 287 00:33:44,490 --> 00:33:50,690 وتأكلون لحما طريا، فاللحم الطري هو السمك في القرآن 288 00:33:50,690 --> 00:33:56,490 الكريم، إذا الإمام مالك أفتى له بطلاق زوجته وأهله 289 00:33:56,490 --> 00:34:03,800 لأن الله سمى السمكة لحما طريا، ولكن هذا يختلف في بلد 290 00:34:03,800 --> 00:34:11,400 آخر، ولعل الرجل كان يحب زوجته ولا يريد طلاقها 291 00:34:11,400 --> 00:34:19,050 فانقطع صهوة جواده حتى وصل إلى بغداد إلى الكوفة 292 00:34:19,050 --> 00:34:26,610 والبصرة بلد العلم والعلماء حيث الإمام أبو حنيفة 293 00:34:26,610 --> 00:34:31,850 وأبو حنيفة أن عمار بن ثابت هو شيخ الأئمة، قال له: يا 294 00:34:31,850 --> 00:34:38,390 أبا حنيفة، قلت لزوجي: أنت طالق إن أكلت سمكة، فلو أكلت 295 00:34:38,390 --> 00:34:44,010 لحمة هل تطلق زوجتي؟ قال له: لا، قال: إن الإمام مالكا 296 00:34:44,010 --> 00:34:49,170 أفتاني من القرآن، فأين هذا في القرآن؟ قرأ رأيت لو أن 297 00:34:49,170 --> 00:34:55,750 رجلا قال لزوجه: أنت طالق لو جلست على بساطة، فلو جلس 298 00:34:55,750 --> 00:35:01,330 على الأرض هل تطلق زوجته؟ قال: لا، قال: فإن الله يقول 299 00:35:01,330 --> 00:35:08,950 والأرض بساطة، إذا المرونة إنما تكون في الفروع 300 00:35:08,950 --> 00:35:15,620 والوسائل أو كما قال هنا في الكتاب في الأعراف و 301 00:35:15,620 --> 00:35:23,080 العادات المنتشرة بل في البيئات والظروف المتغيرة 302 00:35:23,080 --> 00:35:31,080 فنحن في غزة مثلا لو قال أبو لابنه: اشتري لنا لحمة 303 00:35:31,080 --> 00:35:36,880 لا يشتري له سمكة ولا يشتري له فراخة، على الرغم أن 304 00:35:36,880 --> 00:35:43,260 السمك لحم وأن الفراخ لحم، ولكن يشتري له لحمة، لحمة 305 00:35:43,260 --> 00:35:49,340 عجل أو لحمة خروف مثلا، ولذلك من قال هنا في قطاع 306 00:35:49,340 --> 00:35:55,910 غزة لزوجه: أنت طالق إن أكلت سمكا، فلو أكل لحما 307 00:35:55,910 --> 00:36:02,870 لا تطلق زوجته، وهكذا تتغير الفتوى بتغير الزمان 308 00:36:02,870 --> 00:36:10,330 والمكان وحتى الأشخاص، ومن أراد أن يرجع فليرجع إلى 309 00:36:10,330 --> 00:36:18,850 مصنفات العلامة ابن قيم الجوزية وعلى رأسها الكتاب 310 00:36:18,850 --> 00:36:26,430 العظيم إعلام الموقعين عن رب العالمين، نعم، وقالوا 311 00:36:26,430 --> 00:36:33,520 إعلام الموقعين عن رب العالمين، إعلام جمع علم، والذي 312 00:36:33,520 --> 00:36:38,740 أراه راجحا هو المصدر إعلام، إعلما، إعلام الموقعين 313 00:36:38,740 --> 00:36:43,940 عن رب العالمين، ففيه الكثير من مثل هذه الأمثلة 314 00:36:43,940 --> 00:36:53,930 والنماذج، إذا نختصر هذه الخاصية فنقول: السباتو 315 00:36:53,930 --> 00:37:01,850 المرونة ليست في شيء واحد أو ليست في أمر واحد 316 00:37:01,850 --> 00:37:07,470 فالثبات إنما يكون في أمور كما ذكرنا في العقيدة و 317 00:37:07,470 --> 00:37:15,230 الأسرة والحدود، والمرونة إنما تكون في الفروع و 318 00:37:15,230 --> 00:37:22,500 الوسائل ألا فاحفظوها أو في العادات والتقاليد نعم 319 00:37:22,500 --> 00:37:28,440 والبيئات المختلفة، أما ثالثا من خصائص النظم 320 00:37:28,440 --> 00:37:35,020 الإسلامية الشمول والتوازن، وكنت أتمنى أن يكون ثالثا 321 00:37:35,020 --> 00:37:42,840 الشمول ورابعا التوازن، فالشمول خاصية مستقلة من 322 00:37:42,840 --> 00:37:50,460 خصائص النظم الإسلامية وكذلك التوازن، فلا يصح أن نعرف 323 00:37:50,460 --> 00:37:59,540 الشمول والتوازن تعريفا واحدا، فلكل تعريف، ونبدأ أولا 324 00:37:59,540 --> 00:38:08,480 بالشمول، ما هو مصطلح الشمول؟ الشمول بمعنى أنها نظم 325 00:38:08,480 --> 00:38:17,650 تعالج جوانب الحياة كلها، نظم تعالج جوانب الحياة كلها 326 00:38:17,650 --> 00:38:27,570 من عقيدة وعبادة ومعاملة وأخلاق وسياسة وحكم 327 00:38:27,570 --> 00:38:34,500 إلى غير ذلك، بل الشمول أيضا الذي يراعي مراحِل حياة 328 00:38:34,500 --> 00:38:42,940 الفرد كلها، طفلا وصبيا وشابا وشيخا، والشمول الذي 329 00:38:42,940 --> 00:38:49,820 يمتد لمعالجة شؤون الدنيا والآخرة وشؤون الفرد و 330 00:38:49,820 --> 00:38:58,700 المجتمع، نأتي بعد هذا المصطلح إلى الأدلة، إذا قلنا 331 00:38:58,700 --> 00:39:07,480 بأن الشمول أنها نظم تعالج جوانب الحياة كلها، ما هي 332 00:39:07,480 --> 00:39:17,340 الأدلة على ذلك؟ نقتصر على أدلة ثلاثة في الكتاب 333 00:39:17,340 --> 00:39:23,360 المقرر وهي كافية إن شاء الله، أول هذه الأدلة على 334 00:39:23,360 --> 00:39:30,260 شمول النظم الإسلامية قوله تبارك وتعالى: وكل شيء 335 00:39:30,260 --> 00:39:37,080 أحصيناه في إمام مبين، وقوله تبارك وتعالى: ونزلنا 336 00:39:37,080 --> 00:39:43,200 عليك الكتاب تبيانا لكل شيء، وقوله تبارك وتعالى: ما 337 00:39:43,200 --> 00:39:49,070 فرطنا في الكتاب من شيء، إذا هذه ثلاثة أدلة من الكتاب 338 00:39:49,070 --> 00:39:55,730 أي من القرآن الكريم على مدى شمولية النظم الإسلامية 339 00:39:55,730 --> 00:40:02,650 للدنيا والآخرة، للعقيدة والعبادة والمعاملة والأخلاق 340 00:40:02,650 --> 00:40:08,900 والسياسة والحكم إلى غير ذلك، وليس معنا إلا حديث واحد 341 00:40:08,900 --> 00:40:17,200 من السنة النبوية، فنكتفي به للدلالة على مدى شمولية 342 00:40:17,200 --> 00:40:26,360 النظم الإسلامية، وهذا الحديث مفهومه ومعناه أن يهوديا 343 00:40:26,360 --> 00:40:33,740 قال لسلمان الفارسي: يا سلمان لقد علمكم نبيكم كل شيء 344 00:40:33,740 --> 00:40:40,660 حتى قضاء الحاجة، يعني ونحن في مساق دراسات 345 00:40:42,330 --> 00:40:47,910 فقهية من كتاب الفقه المنهجي على مذهب الإمام 346 00:40:47,910 --> 00:40:55,610 الشافعي ندرس الاستنجاء أو آداب الخلاء، عندما ندخل 347 00:40:55,610 --> 00:41:02,410 بالشمال ونقول: بسم الله أعوذ بك من الخبث والخبائث 348 00:41:03,240 --> 00:41:09,300 ونخرج باليمين خلافا للمسجد ونقول: اللهم غفرانك، و 349 00:41:09,300 --> 00:41:15,640 الأحكام ستدرس لكم في مساق دراسات فقهية إن شاء الله 350 00:41:15,640 --> 00:41:22,540 تبارك وتعالى، المهم أن هذا اليهودي قد عرف حقيقة هذا 351 00:41:22,540 --> 00:41:28,040 الدين، يا سلمان لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى قضاء 352 00:41:28,760 --> 00:41:37,580 يعني حتى قضاء الحاجة، نعم هذا هو الشمول، نأتي الآن 353 00:41:37,580 --> 00:41:45,800 إلى خاصية أخرى وقد ارتبطت هنا بالشمول، لما بين الشمول 354 00:41:45,800 --> 00:41:56,440 والتوازن من ترابط نعم، واتّسار فمعنى 355 00:41:57,770 --> 00:42:07,670 التوازن أنها متناسقة، أنها مترابطة، أنها متكاملة 356 00:42:07,670 --> 00:42:16,890 ولعل هذا يعود بنا إلى تعريف النظم لغة، عندما قلنا 357 00:42:16,890 --> 00:42:24,450 أن النظام أصله اللغوي من الفعل نظم، من الفعل 358 00:42:24,450 --> 00:42:34,610 الثلاثي المجرد النون والظاء والميم، بمعنى ألفة 359 00:42:34,610 --> 00:42:46,050 وبمعنى ربطة، وبمعنى جمعة، فيكون معنى النظم لغة ضم 360 00:42:46,050 --> 00:42:52,630 الأشياء بعضها إلى بعض بتنسيق وترتيب وتناغم 361 00:42:52,630 --> 00:42:59,060 واستقامة أو تكامل وترابط، وقلت في المحاضرة الأولى 362 00:42:59,060 --> 00:43:05,780 إذا ما كانت هذه الأشياء كحبات العقد مثلا أو الصبحية 363 00:43:05,780 --> 00:43:15,340 وقد انفرطت وتباعدت وصار كل حبة في واد مهلهلة 364 00:43:15,340 --> 00:43:23,140 مبعثرة، فإنه لا يطلق عليها نظام ولا تسمى منظومة، و 365 00:43:23,140 --> 00:43:29,640 كذلك أرى هنا ترابطا بين التوازن وبين المعنى اللغوي 366 00:43:29,640 --> 00:43:40,690 للنظم، فإن معنى توازن هذه النظم كما أسلفنا متناسقة 367 00:43:40,690 --> 00:43:49,590 مترابطة، متكاملة، مثل حبات العقد، لا اختلاف بين 368 00:43:49,590 --> 00:43:59,330 حباتها بحيث لا يطغى فيها جانب على جانب، بل هي تنظم 369 00:43:59,330 --> 00:44:08,630 كل جوانب هذا الكون بلا زيغ أو ميل أو إفراط أو تفريط 370 00:44:08,630 --> 00:44:16,810 هذا هو معنى التوازن، لا إفراط بمعنى زيادة ولا تفريط 371 00:44:16,810 --> 00:44:27,850 بمعنى نقص، نعم، هنا جاء لنا بأمثلة بعضها 372 00:44:27,850 --> 00:44:35,700 ذكر أدلتها وبعضها لم يذكر أدلتها، وحتى لا نطيل عليكم 373 00:44:35,700 --> 00:44:44,180 نكتفي بأمثلة الكتاب أولا، توازن بين حياة الفرد 374 00:44:44,180 --> 00:44:49,320 وحياة المجتمع، وهذه ليس فيها دليل بمعنى أنكم في 375 00:44:49,320 --> 00:44:55,370 الامتحان لا تطالبون بذكر الدليل، وكذلك النظم 376 00:44:55,370 --> 00:45:02,630 الإسلامية توازن بين متطلبات الروح ورغبات الجسد، و 377 00:45:02,630 --> 00:45:07,630 أما ثالثا سنأتي إلى ذلك بالتفصيل عند الحديث عن 378 00:45:07,630 --> 00:45:13,410 التوازن بين الواقعية والمثالية، أما الأمثلة 379 00:45:13,410 --> 00:45:23,180 الثلاثة الآتية فإن لها أدلة تطالبون بها في الامتحان 380 00:45:23,180 --> 00:45:31,020 وهي لا تحفظ، لأن الامتحان قد يكون إلكترونيا، أعمال 381 00:45:31,020 --> 00:45:37,980 الفصل من أربعين درجة والنهائي من ستين، فتلك مائة 382 00:45:37,980 --> 00:45:44,660 كاملة، إذا النظم الإسلامية توازن بين الاهتمام بشؤون 383 00:45:44,660 --> 00:45:48,680 الدنيا وشؤون الآخرة، ما هو الدليل على هذا التوازن 384 00:45:48,680 --> 00:45:52,900 بين شؤون الدنيا وشؤون الآخرة؟ نكتفي بقول تعالى في 385 00:45:52,900 --> 00:46:01,320 سورة القصص في قصة قارون الذي بغى وطغى وكفر بالله 386 00:46:02,400 --> 00:46:07,340 ولم يشكر الله على نعمة الله، بل اغتر بعلمه وقال 387 00:46:07,340 --> 00:46:12,680 إنما أوتيته على علم عندي، فخصف الله به وبقومه 388 00:46:12,680 --> 00:46:18,320 الأرض، ماذا قال الله تبارك وتعالى؟ وابتغي فيما آتاك 389 00:46:18,320 --> 00:46:24,620 الله دار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا، فالاهتمام 390 00:46:24,620 --> 00:46:35,080 بالدنيا على حساب الآخرة هذا لا يصح، وكذلك الاهتمام 391 00:46:35,080 --> 00:46:41,180 في الآخرة على حساب الدنيا لا يصح، فلابد من التوازن 392 00:46:41,180 --> 00:46:46,920 بين الدنيا وبين الآخرة، أن تعطي الدنيا حقها وأن 393 00:46:46,920 --> 00:46:54,420 تعطي الآخرة حقها، بحيث لا يطغى جانب على جانب، وكذلك 394 00:46:54,420 --> 00:47:00,660 الاهتمام والتوازن بين 395 00:47:03,120 --> 00:47:12,120 الإسراف والتقتير، فالاسراف رذيلة والتقتير أيضا 396 00:47:12,120 --> 00:47:19,980 رذيلة، وبينهما فضيلة وهي الاقتصاد وترشيد الاستهلاك 397 00:47:19,980 --> 00:47:28,160 هنا جاء لنا آية في سورة الإسراء وهي قوله تبارك 398 00:47:28,160 --> 00:47:33,880 وتعالى: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل 399 00:47:33,880 --> 00:47:40,560 البصر فتقعد ملوما محصورا، نعم، هذه آية مناسبة، ولكن 400 00:47:40,560 --> 00:47:47,330 كنت أتمنى لو جاء المؤلف بآية أقرب إلى العنوان، لأن 401 00:47:47,330 --> 00:47:52,750 العنوان التوازن بين الإسراف والتقتير في وصف عباد 402 00:47:52,750 --> 00:47:58,830 الرحمن في سورة الفرقان والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا 403 00:47:58,830 --> 00:48:05,490 ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامة، فكل ذلك صحيح إن شاء 404 00:48:05,490 --> 00:48:14,390 الله، وهنا نرى أن الفرق كبير وأن البون شاسع بين 405 00:48:14,390 --> 00:48:21,150 الإسراف وبين التبذير، فلا يصح أن نستشهد بآية 406 00:48:21,150 --> 00:48:27,010 التبذير هنا في قوله تبارك وتعالى: ولا تبذر تبذيرا 407 00:48:27,010 --> 00:48:32,200 إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين، وكان الشيطان لربه 408 00:48:32,200 --> 00:48:36,940 كفورا، لأن التبذير إنما يكون في المحرمات، أما 409 00:48:36,940 --> 00:48:43,280 الإسراف فإنما يكون في المباحات، حتى ولو كان مباحا 410 00:48:43,280 --> 00:48:51,700 من طعام وشراب ولباس، ليس لك الإسراف، نعم، وهذا معنى 411 00:48:51,700 --> 00:48:57,980 الآيات التي تلينا عرضته أن ألفت الأنظار حتى لو 412 00:48:57,980 --> 00:49:05,860 سئلنا لا نستشهد بآية الإسراف الأخرى ولا تبذر 413 00:49:05,860 --> 00:49:10,480 تبذيرا، لأن التبذير يكون فيما حرم الله، أما الإسراف 414 00:49:10,480 --> 00:49:21,790 فقد يكون في حق المؤمنين، نعم، أما أخيرا فالتوازن بين 415 00:49:21,790 --> 00:49:28,730 حقوق الله وحقوق النفس، وهذا الحديث سيأتي معنا كثيرا 416 00:49:28,730 --> 00:49:35,930 وله قصة طويلة صحيحة عند البخاري وعند غيره، عندما جاء 417 00:49:35,930 --> 00:49:42,290 ثلاثة رجال يسألون أزواج النبي عليه الصلاة والسلام 418 00:49:42,290 --> 00:49:46,470 ورضي الله عنهم عن عبادات النبي عليه الصلاة والسلام 419 00:49:46,470 --> 00:49:54,310 أي نعم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها بمعنى أنهم عدوها 420 00:49:54,310 --> 00:49:59,490 قليلة ثم قالوا وأينا مثل رسول الله لقد غفر له ما 421 00:49:59,490 --> 00:50:05,410 تقدم و ما تأخر من ذنبه وما علموا أن هذا الدين يسر 422 00:50:05,410 --> 00:50:17,110 و سماحة لا حرج فيه ولا تطرف فيه ولا غلو فيه فقال 423 00:50:17,110 --> 00:50:25,130 أحدهم أما أنا فأعتزل النساء لا أتزوج أبدا وقال 424 00:50:25,130 --> 00:50:31,510 الآخر أما أنا فأقوم الليلة لا أرقد أبدا وقال 425 00:50:31,510 --> 00:50:37,170 الثالث أما أنا فأصوم النهار لا أفطر أبدا ظنوا أنهم 426 00:50:37,170 --> 00:50:42,770 يفعلون الخير ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام لما 427 00:50:42,770 --> 00:50:49,770 سمع بهم عن فهمهم و أخبارهم أن هذا هو التطرف أو أن 428 00:50:49,770 --> 00:50:55,130 هذا هو الغلو هذا لم يأتي به النبي عليه الصلاة 429 00:50:55,130 --> 00:51:00,450 والسلام وسنأتي في الفصل الثاني إن شاء الله عند 430 00:51:00,450 --> 00:51:07,010 الحديث عن خصائص العبادة أنه من خصائص العبادة اليسر 431 00:51:07,010 --> 00:51:12,070 ورفع الحرج وثناؤه إلى آيات وإلى أمثلة ونماذج مثل 432 00:51:12,070 --> 00:51:16,710 قول تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر 433 00:51:16,710 --> 00:51:21,770 ومثل قول تعالى فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة 434 00:51:21,770 --> 00:51:28,160 من أيام أخر وكذلك قصر الصلاة للمسافر وكذلك الجمع 435 00:51:28,160 --> 00:51:32,660 في الخوف والمطر 436 00:51:32,660 --> 00:51:38,620 نعم و ثناؤه المسح على الجوارب إلى غير ذلك من 437 00:51:38,620 --> 00:51:43,220 الأمثلة التي تدل على سماحة هذا الدين ويُسر هذه 438 00:51:43,220 --> 00:51:49,030 الشريعة فالنبي عليه السلام لم يعطهم الأوسمة ولم 439 00:51:49,030 --> 00:51:55,190 يعلق الناشين على صدورهم بل قال أما والله إني 440 00:51:55,190 --> 00:52:02,030 لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكن أصوم وأفطر وأصلي و 441 00:52:02,030 --> 00:52:07,770 أرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني صدق 442 00:52:07,770 --> 00:52:11,850 رسول الله صلى الله عليه وسلم نتوقف إلى هنا إن شاء 443 00:52:11,850 --> 00:52:18,570 الله ونكون في المحاضرة التالية على موعد مع الخاصية 444 00:52:18,570 --> 00:52:24,750 الرابعة العمومية والعالمية من خصائص النظم الإسلامية 445 00:52:24,750 --> 00:52:29,510 وصل اللهم على سيدنا محمد والسلام عليكم ورحمة الله 446 00:52:29,510 --> 00:52:30,470 وبركاته