|
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\24qpt968.htm&arc=data\2012\07\07-24\24qpt968.htm |
|
ورقة الأسد الأخيرة |
|
صحف عبرية |
|
2012-07-24 |
|
|
|
|
|
منذ بدء المظاهرات في سوريا في كانون الثاني 2011 انتظر العالم تطورا يحطم التعادل في الصراع بين الحكومة والثوار. وقد جاء هذا الأسبوع الماضي في شكل التفجير في مبنى الأمن القومي والذي جبى حياة وزير الدفاع الجنرال داود عبد الله رجاحة ونائبه، صهر الأسد آصف شوكت. |
|
ويثبت اغتيال قدس أقداس النظام بأنه نفدت قدرة الأسد على بلورة ائتلاف الأقليات الذي صانته عائلته في الحكم. ومع أن الموضوع أُبقي طي الكتمان، إلا انه حتى الجنود الدروز فروا من الجيش السوري على مدى السنة الأخيرة. بعض من الفارين عادوا إلى عائلاتهم أما آخرون فانضموا إلى صفوف الثوار. قوانين اللعب تغيرت دراماتيكيا، وقائمة الموالين للحكم ستقل الآن جدا. العلويون، أبناء الطائفة الحاكمة، سيُجلب بهم إلى دمشق للدفاع عن القصر الرئاسي حتى بثمن سقوط جبهات أخرى وتعاظم الفرار. مفهوم أن هذه ليست أكثر من إستراتيجية تأخير، ونهاية النظام تبدو الآن محتومة. |
|
ستؤثر التطورات في سوريا على الشرق الأوسط بأسره. تركيا تدعم الثوار، ولكن يوجد لها سبب وجيه للقلق: فقد سيطر الأكراد على أربع مناطق في سوريا، ومن غير المستبعد أن يحاولوا الاتحاد مع إخوانهم في تركيا ليقيموا أخيرا كردستان المستقلة. توجد قوى تدفع نحو الاتحاد بين شمال لبنان السني وبين سوريا (أو ما سيتبقى منها) وكذا الدروز، المنتشرين في ثلاث دول، سيحاولون تحسين وضعهم، ولا سيما في ضوء تبدد الأمل لتحرير الحكم في بيروت من براثن حزب الله. |
|
القدس قلقة وعن حق على مصير مخزون السلاح الكيماوي لدى الأسد، ولكن سيكون من الغباء التام من جانب حزب الله محاولة وضع اليد على هذه المخزونات. فمثل هذه الخطوة ستعطي للعالم حجة لعمل ما يتمناه الكثيرون لتفكيك المنظمة الشيعية بالقوة العسكرية. أما لنظام الأسد فتوجد مصلحة في الإبقاء على المخزون الكيماوي حتى سقوط النظام، الذي يبدو الآن محتوما. وقد يكون السلاح الكيماوي هو الورقة الأخيرة المتبقية لدى الأسد وقادة النظام العلوي للمفاوضات على حياتهم وعلى خروج آمن من الحدود السورية. فبعد صور القذافي الميت ومبارك في السجن، فان هذا ليس أمرا يستهان به. |
|
في المدى القصير سيؤدي سقوط النظام السوري إلى وجع رأس أمني لا بأس به بالنسبة لنا. فالحدود مع سوريا، التي كانت هادئة لغير قليل من السنين، كفيلة بأن تسخن؛ وقد تحاول عصابات من المخربين المس بالجنود والمواطنين، مثلما يحصل في الحدود الجنوبية. ولكن في المدى البعيد يدور الحديث عن ربح صاف لإسرائيل. دون الأسد، محور الشر يفقد تواصله الإقليمي بين إيران وجنوب لبنان. ولن يتمكن رجال الحرس الثوري الإيراني وممثلو حزب الله من البقاء في الدولة (كبار الجهاد الإسلامي فروا منذ الآن إلى طهران)، والدعم التلقائي من سوريا للإرهاب سيتوقف، مؤقتا على الأقل. سوريا لم تكن أبدا قوة عظمى شرق اوسطية كالسعودية أو مصر، ولكن من ناحية إسرائيل، فإنها كفيلة بأن تتبين كحجر الدومينو الأهم في الربيع العربي. |
|
|