text
stringlengths
10
33.3k
label
stringclasses
7 values
الشارقة - محمد ولد محمد سالمعرضت مساء أمس الأول على خشبة مسرح قصر الثقافة في الشارقة المسرحية السعودية "بعيداً عن السيطرة" لفرقة مسرح الطائف، من تأليف فهد ردة الحارثي، وإخراج سامي صالح الزهراني، وذلك في رابعة ليالي الدورة الأولى من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي .تبدأ المسرحية بثلاثة أشخاص يجلسون في قاعة مكتبة، ينهمك كل منهم في القراءة بشغف، ثم يبدأون في الحوار لنكتشف أنهم كانوا يقرأون روايات لأستاذهم الكاتب المبدع الذي مات وترك روايات فريدة، رسم فيها شخصيات غاية في الدقة، ويتحدثون عن ضرورة تكريم أستاذهم، ويتفقون على طريقة خاصة للتكريم وهي إخراج شخصياته من رواياتها لتعيش في الواقع، وينتقون شخصيات مركزية، أولها الحلاق الذي كان طيباً، حافظاً لأسرار أهل الحي، وكان الجميع يحبه، وحين لا يكون الشخص لديه ما يدفعه مقابل الحلاقة فإنه لا يطالبه بشيء، ثم يستخرجون حفار القبور الذي كان يقبر الجميع، ويردد دائماً أن الدنيا فانية، وأن البقاء لله وحده، ثم يستخرجون الشاب المحب الذي ظل سنوات طويلة يحمل وردة وينتظر حبيبته التي رحلت عنه ولم تعد إليه حتى مات .يأخذ طلاب الأستاذ تلك الشخصيات إلى عالم جديد لتعيش فيه، ونكتشف من الحوارات أن تلك الشخصيات في عالمها الجديد تغيرت، وأصبحت شخصيات أخرى شرّيرة، وتمردت ورفضت العودة إلى الروايات التي خرجت منها، وأصبح مكانها في الروايات ثغرات تخل بروايات الأستاذ، فيَحَار الطلاب في الطريقة التي يعيدون بها تلك الشخصيات إلى أماكنها، ويقترح أحدهم إعادتها بالعنف، لكنّ آخر يرد عليه، أن تلك الشخصيات ذاقت طعم الحرية ولن تستطيع أية قوة إعادتها إلى سجن الروايات، وهنا قرر الطلاب أن يدخلوا هم ثلاثتهم إلى الروايات ليسدوا الفراغ الذي خلفته تلك الشخصيات المتمردة، وتظهر في واجهة المكان مكتبة يبدأون في الدخول إليها، وهم يوصون الجمهور قائلين "اقبضوا على شخصياتكم، لا تدعوها تهرب منكم، فلا تعود لكم" .فكرة استعادة شخصيات روائية أو أسطورية وجعلها تعيش في واقع مغاير فكرة أدبية رائجة، حدثت مع شخصيات شكسبير ونجيب محفوظ وغيرهما، وهي عملية جميلة لأنها مثيرة تفتح الباب للتفكير المغاير، ويحسب للكاتب والمخرج اقتحامهما لتلك التجربة، وإعادة التفكير في شخصيات لروائي افتراضي ومراقبة ماذا سيحدث لها، كما يحسب للمخرج تنوع حلوله الإخراجية التي جمعت في عرض واحد مختلف أشكال تقنيات العرض من تشكيل للإضاءة وتنويع للأزياء وعرض للشريط السينمائي، وخيال الظل والرقص الكوريغرافي والغناء والموسيقى، كل ذلك وجد له مساحة ضمن عرضه .لكن العرض يطرح إشكالات فنية ودرامية عدة، فمن الناحية الفنية بدت العديد من الخيارات الفنية منفصلة عن صلب العرض ومقحمة عليه إقحاماً، من ذلك مشهد الرقص الكوريغرافي الذي بدأت به المسرحية، قبل أن تدخل في مشهدها الأول، كذلك مشاهد خيال الظل لم توظف بشكل جيد فيما أريدت له، وقد ملأ المخرج جانبي الخشبة بحواجز لم تكن لها دلالة، وكان بين الحين والآخر يحرك شخصيات في هاتين المنطقتين في العتمة لا نعرف ما هو دورها، ولا لأي هدف وضعت هناك، والأزياء التي ظهر بها الممثلون الثلاثة حين يتقمصون شخصيات الطلاب لم تكن تعطي ملامح طلاب علم وأدب في مكتبة، بل كانت بدلات رياضية ضيقة سوداء مع طاقية سوداء أظهرتهم وكأنهم مجموعة من الغواصين .من الناحية الدرامية عانى العرض خللين عميقين، أولهما طغيان السرد، وغياب الفعل الدرامي المبني على الصراع المجسد بالحوار، فكنا طيلة الوقت أمام سرد يتبادل فيه الأشخاص الثلاثة رواية حياة الشخصيات التي استحضروها، حتى في حضور تلك الشخصيات التي تسهم بدورها في سرد حكايتها في الماضي، وبدل أن يكون استحضارها بهدف أن تعيش الواقع الجديد وتفعل فيه بدت على المسرح تسرد الماضي، حتى التغير الذي طرأ عليها لم نشاهده على الخشبة، وإنما سمعنا عنه بشكل مقتضب على ألسنة الطلاب، هكذا فقد العرض فاعليته وحرارته، ولم تصفق القاعة إلا مرة واحدة حين قال أحد الطلاب معلقا على تمرد شخصيات الروائي "إن من ذاق الحرية لا يمكن أن يعود إلى السجن"، وحتى هذه الحقيقة قدمت بشكل سردي مجّاني .الخلل الثاني هو أن رؤية العرض تبدو مشوشة، فما الذي يعنيه تمسك الإنسان بشخصيته حتى لا تهرب منه، وهل الشخصية قيمة مطلقة، إن هناك شخصيات شرّيرة، فهل نحث صاحبها على التمسك بها، ألا ينبغي أن تكون شخصية الإنسان متطورة في اتجاه الخير والسمو، وما الذي يعنيه اضطرار الطلاب لدخول الكتب لكي يحلوا محل الشخصيات المتمردة، هل الثورة أو ممارسة الحرية فعل محرم حتى نضطر إلى سد فراغ صاحبه، إلا الكاتب والمخرج يعترف بأن ما قامت به تلك الشخصيات هو فعل حرية، حين يعلق أحد شخصيات المسرحية "إن من ذاق الحرية لا يمكن أن يعود إلى السجن" .
Culture
عبدالحكيم الزبيدي شاعر وقاص وناقد، جاءت نصوصه مختلفة شكلا ومضمونا، ومنفلتة من المحلية الضيقة، ومعانقة لكونية الإبداع، حصل على الدكتوراه في الإدارة الطبية من جامعة أبردين 2006 وبكالوريوس في الإدارة العامة من جامعة أريزونا في الولايات المتحدة عام 1991 وماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة الشارقة 2010 وهو مؤسس ومدير موقع الأديب علي أحمد باكثير على الانترنت منذ عام ،2010 ومن مجموعاته الشعرية اعترافات متأخرة ومن كتبه النقدية: اليهود في مسرح علي أحمد باكثير وهو عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات والجمعية الدولية للمترجمين وعضو جمعية حماة اللغة العربية في الشارقة . تكتب الشعر والقصة القصيرة وتمارس النقد . . أين تجد نفسك أكثر؟ بدأت بكتابة الشعر منذ كنت في الثالثة عشرة من العمر، وظل الشعر رفيقي في كل مراحل حياتي ولذلك يحظى بمنزلة خاصة لدي، وإن كنت مقلاً في كتابته في السنوات الأخيرة نظراً لكثرة المشاغل ولكنه لا يخذلني عند الحاجة .أما القصة فمحاولاتي فيها قليلة ولم أنشر شيئاً منها حتى الآن، وإن كنت أعد مجموعة للنشر قريباً إن شاء الله، وأما النقد فإني لا أسمي كتاباتي المتواضعة نقداً، وإنما هي قراءة أحاول فيها أن أسجل انطباعاتي عن النص . اعترافات متأخرة هو عنوان مجموعتك الشعرية الأخيرة . . ما الذي تبوح به في هذه الاعترافات؟ عنوان إحدى قصائد الديوان، وقد اخترته لأن هذه المجموعة صدرت متأخرة بعض الشيء . الديوان يحوي مختارات من قصائد كتبتها في مراحل مختلفة من حياتي، تنوعت بين الوجدانية، وقصائد الرثاء، وبعض القصائد عن الوطن والصداقة، وعن بعض المدن التي مكثت بها خلال غربتي للدراسة . هل صحيح أن الشعر أصبح فنا للنخبة عكس الماضي حيث كان صوت الجماهير وملاذها؟ هذه العبارة ليست صحيحة على إطلاقها، ففي الإمارات والجزيرة العربية يحظى الشعر النبطي باهتمام ومتابعة كل فئات المجتمع، وكذلك الشعر الفصيح والدليل على ذلك هو شعبية برنامج المسابقات الإماراتي الشهير أمير الشعراء . صحيح أن هناك أجناساً أدبية أخرى أخذت تزاحم الشعر كالقصة والرواية، ولكن يظل الشعر ديوان العرب وفنهم الأثير، وكما ورد في الأثر: لا تترك العرب الشعر حتى تترك الإبل الحنين . ما أهم مرتكزاتك الجمالية وأهم خلفياتك الفكرية؟ أحب الجمال بمعناه المطلق، في النفس الإنسانية وفي الطبيعة وفي الفضاء . أطرب للكلمة الصادقة التي تعبر عن أشواق الروح وتجليات الكمال، والفكر عندي يلتقي مع الفطرة ويتناغم معها، ضمن إطار التفكر في خلق السموات والأرض والتوازن بين طموح العقل وتطلعات الروح . كيف تفسر تقدم الإبداع على النقد في الإمارات ومنطقة الخليج عامة؟ النقد دائماً متخلف عن الإبداع، والناقد الحقيقي في نظري هو المتلقي عموماً وليس المشتغلين بالكتابة النقدية وحدهم، وإذا استطاع المبدع شاعراً، كان أم ناثراً الوصول إلى المتلقي، فتلك شهادة نقدية له . على أن النقد المتخصص مهم لأنه يوجه المبدع ويكشف له عن مواطن التحليق والإخفاق مما يقوم تجربته ويصقلها وينميها . أنت مؤسس موقع الكاتب العربي علي أحمد باكثير على شبكة الانترنت . . ما الدافع وراء هذه التجربة؟ تعرفت إلى أدب باكثير من خلال رائعته الروائية (وا إسلاماه) التي كانت مقررة علينا في الصف الثاني الثانوي، ومن خلالها عانقت أدب باكثير وتعلقت به، فأخذت أتتبع أعماله الأخرى، وعانيت في سبيل الحصول عليها لندرتها في المكتبات، حتى استطعت خلال أكثر من عشر سنوات أن أجمع كل أعماله المطبوعة، وكنت كلما توغلت في قراءة أعماله ازددت شغفاً بكتاباته، ذلك أنه يسلك في كل عمل أدبي طريقة مغايرة تماماً عن طريقته الأولى، عكس بعض الكتاب الذين يتشابه أسلوبهم في كل أعمالهم .دفعني اهتمامي بباكثير إلى أن أحتفظ بكل ما يقع تحت يدي من أعماله وما يكتب عنه حتى تجمعت لدي مادة صالحة أحببت أن أضعها بين يدي الباحثين والدارسين فأنشأت الموقع سنة ،2001 وقد استطاع الموقع بفضل الله خلال التسعة أعوام التي مرت على إنشائه أن يقدم العون لتسعة من الباحثين والباحثات الذين أعدوا أطروحات الماجستير والدكتوراه عن باكثير من مختلف البلدان العربية والإسلامية . عرف عن باكثير بأنه كاتب إسلامي في المقام الأول . . ما أبرز مساهماته في حركة الحداثة العربية؟ عبارة كاتب إسلامي قد توحي للبعض بأنه كاتب ديني كل أعماله عبارة عن مواعظ وخطب . باكثير ليس كذلك . خصوم باكثير هم الذين أطلقوا عليه هذه التهمة لأنهم لم يجدوا في أدبه ما يعيبونه . باكثير إسلامي بمعنى أنه صدر في أدبه عن فهم واعٍ بمبادئ الإسلام ونظرته الشاملة للكون والإنسان . أما في الإبداع فباكثير كاتب متنوع غزير الإنتاج، بدأ شاعراً وظل يكتب الشعر حتى وفاته، كتب باكثير سبع روايات حققت شهرة واسعة وتحولت اثنتان منها إلى أفلام سينمائية، كما كتب أكثر من سبعين مسرحية طويلة، وتحولت مسرحيتان منها إلى أفلام سينمائية، وكتب أكثر من مائة وأربعين مسرحية قصيرة بين سياسية معاصرة وتاريخية .ومن أشهر أعماله: ملحمة عمر وهي مسرحية طويلة في 19 جزءاً تحكي خلافة الفاروق عمر، وتعد ثاني أطول عمل مسرحي عالمي بعد مسرحية (الحكام) للكاتب الإنجليزي توماس هاردي، وترك خمس مسرحيات شعرية وكان أول من كتب الشعر الحر في اللغة العربية وأسماه (المرسل المنطلق الحر) وذلك عام 1936 عندما ترجم مسرحية (روميو وجولييت) لشكسبير وهو لا يزال طالباً في جامعة القاهرة، ثم كتب بعدها بعامين مسرحيته الشعرية (إخناتون ونفرتيتي) بالشعر الحر أيضاً، سابقاً بذلك محاولات السياب ونازك بأكثر من عشرة أعوام، وقد اعترف له السياب بالريادة، واعترفت له نازك بالريادة التاريخية ولكنها احتفظت لنفسها بالريادة الفنية كما أسمتها وجعلت من شروطها أن يقلدها الشعراء وهو ما حدث معها ولم يحدث مع تجربة باكثير المبكرة، وموضوع ريادة باكثير للشعر الحر كان محور مشاركتي في مؤتمر باكثير الذي انعقد بمناسبة مرور مائة عام على مولده . هذا يقودنا إلى السؤال عن انطباعاتكم عن مؤتمر باكثير الدولي في القاهرة؟ لهذا المؤتمر أهمية كبيرة كونه ينعقد في مصر، مصر التي احتضنت باكثير شاباً واحتضنت رفاته بعد وفاته، لقد أحب باكثير مصر وترنم بحبها في أشعاره، وكتب لها أروع أعماله الروائية والمسرحية . كتب لها روايتين وثلاث مسرحيات شعرية وحوالي عشرين مسرحية طويلة عن تاريخها الفرعوني والإسلامي بالإضافة إلى المسرحيات الاجتماعية، ولقد بادلت مصر باكثير حباً بحب، أعطته التعليم والاستقرار والوظيفة والجنسية المصرية، وأقام بها مطمئناً وكان فارس المسرح في الخمسينات وقررت أعماله الأدبية في المدارس وما زالت (واإسلاماه) مقررة على الطلاب في مصر إلى اليوم، وإن كان باكثير قد تعرض في السنوات الأخيرة من حياته لبعض الجحود ممن تسلطوا على المنابر الثقافية في ذلك الوقت .واليوم يأتي هذا المؤتمر ليعيد الاعتبار لباكثير وليثبت لنا أن مصر لم ولن تتنكر له في يوم من الأيام، أما أولئك الذين تنكروا له فقد مضوا وبقي باكثير، لقد احتفلنا بباكثير في الإمارات قبل أربع سنوات عندما نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة ندوة عن باكثير في مايو/أيار 2006 استمرت ثلاثة أيام شارك فيها باحثون من الإمارات ومصر والسعودية واليمن، وكذلك أقيمت احتفالات عنه في اليمن في العام الماضي، ولكن يبقى لاحتفال مصر خصوصيته من حيث إنه يعيد الاعتبار لباكثير بعد ما لحقه من جحود، ولأنه يجمع أبناء العرب والإسلام الذين قدموا من كل مكان للاحتفال به .
Culture
انطلقت في مثل هذه الأيام من العام الفائت فعاليات مهرجان دبي لمسرح الشباب، تحت مظلة مجلس دبي الثقافي، وكانت فكرة المهرجان تهدف الى تشجيع ودعم المواهب الشابة من الفنانين المسرحيين، وإتاحة الفرصة أمامهم لتقديم أعمالهم المسرحية أمام الجمهور، وهو ما يزيد من خبرتهم ويصقل موهبتهم المسرحية، ويوم 10 أغسطس الفائت انطلقت فعاليات المهرجان في دورته الثانية وتستمر حتى 20 أغسطس/ آب الجاري، ولكن مع قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإنشاء هيئة دبي للثقافة والفنون تحولت رعاية المهرجان الى الهيئة التي تسعى الى المساهمة في الحياة الاجتماعية والفكرية والثقافية في دولة الإمارات، وترسيخ مكانة دبي كمقر حيوي للثقافة والفنون والتراث.وقد وضعت هيئة دبي للثقافة والفنون في استراتيجيتها الثقافة الشاملة، أهمية المحافظة على الهوية الوطنية من خلال تعزيز الوعي بالأنشطة الثقافية، والتعاون مع المؤسسات المعنية في الدولة، للمشاركة في أنشطة وفعاليات الهيئة، والتي يبرز مهرجان دبي لمسرح الشباب في مقدمتها، لأن الهيئة تؤمن بضرورة أن يظل المسرح يقوم بدوره العضوي الحيوي في الحراك الاجتماعي والثقافي، وهو ما يسهم في وعي الإنسان وإدراكه لذاته وواقعه ومجتمعه ووطنه.وتسعى الهيئة أيضاً الى دعم وتشجيع الجيل المسرحي الشاب في الإمارات، من خلال مشاركته في فعالياتها، والمساهمة في ترويج منتوجه الثقافي والفني، خصوصاً أن المكانة التي وصل إليها المسرح في الإمارات، على المستويين الخليجي والعربي، تتطلب النظر بمسؤولية الى أهمية وجود جيل مسرحي شاب وموهوب فنياً وفكرياً، يستكمل المسيرة، ويحافظ على المستوى الذي حققه الجيل المفصل، والذي يتربع الآن على القمة.والمتابع لفعاليات مهرجان دبي لمسرح الشباب، بدأ يتعرف من خلال العروض على أسماء شابة في مجال التمثيل والتأليف والإخراج، وأصبحت أسماء مألوفة له، مثل حمد الحمادي وعبدالله الظاهري وخالد علي ربيع ومحمد الحمادي ومنال بن عمرو ومروان عبدالله صالح وهم جميعاً من العاملين في مجال الإخراج وقد تتلمذوا على أيدي كوكبة من المخرجين الإماراتيين من الجيل المفصل وقد برزوا من خلال أعمالهم المسرحية التي تدور حول الأرض والوطن والهوية بدلالات ورموز مختلفة في أبعادها الفنية والفكرية، والموقف من مواكبة العصر أو التمسك بالماضي، وأحلام الإنسان العادي وطموحاته في هذه الحياة التي تعج بالصراعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.ولا تقتصر فعاليات المهرجان على العروض وحسب، وإنما أدرجت اللجنة الاستشارية للمهرجان وفي كل دورة، تكريم أحد الفنانين المسرحيين من الجيل المؤسس في الدولة، حيث يكرم في هذه الدورة الفنان الشامل عبدالله صالح، وهي لفتة نبيلة تحسب لإدارة المهرجان.نواف يونس[email protected]
Culture
أقيمت مساء أمس الأول في إكسبو الشارقة ندوة حوارية حول أهمية تجارة الكتب في العالم شارك فيها كل من ليز ثومسون ولويز أرميليون، وإيما هاوس، وآمي ويبستر، وأدارها أندرو سنيور.وطرحت الندوة عدداً من المشكلات التي تعاني منها تجارة الكتب على مستوى العالم، كما استعرضت بعض التجارب الناجحة في البلدان المتقدمة مثل بريطانيا والولايات المتحدة، وهي التي رسخت نفسها من خلال اعتمادها على التكنولوجيا الحديثة ووسائط الميديا المتعددة وما بات يعرف بمصطلح النشر الالكتروني.استعرضت الندوة تجربة معرض لندن الدولي للكتاب الذي تأسس منذ أربعين عاما ورسخ فضاء رقمياً كبيراً يضم كل متعلقات هذا الجانب من (وسائط وفيديوهات وأقراص سي دي) وغيرها، وبات يتابع منشوراته على شبكة الانترنت حوالي 400 ألف قارئ.وطرحت الندوة جانبا من تجربة البلدان ذات الاقتصاديات الناشئة والفقيرة، وأوجه تجارة الكتب في هذه البلدان، حيث أصبحت البلدان التي لا تزال تعتمد وسائل النشر التقليدية (مثل الهند وإفريقيا) تشعر بالضعف في مقابل التطورات الحاصلة في مجال النشر، وتطرق الحديث إلى تجارب بلدان ناجحة مثل الصين التي فيها مواقع نشر تضم آلاف الكتاب المحليين الذين جمعوا ملايين الدولارات من خلال تحميل كتبهم على الانترنت وباعتماد كلف قليلة جداً.في السياق ذاته تطرق المنتدون إلى بلدان الخليج العربي التي تطور فيها النشر الالكتروني وأصبحت من البلدان التي تلعب دورا مهما في هذا المجال.ومن أجل تطوير تجارة الكتب، تحدث أحد المتداخلين حول أهمية بناء شبكة من العلاقات الاجتماعية ما بين الناشر والكاتب، ومن ذلك أهمية التركيز على المحتوى الرقمي وعلاقة ذلك بسوق الكتاب والمعلومات التي يحتاجها الإنسان في حقول المعرفة المختلفة.
Culture
باسمة يونس حينما قال صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بأن «الكتاب هو جوهر الثقافة والعلم والمعرفة، ونقطة شروع ومنطلق إلى عالم العلم والمعرفة والثقافة»؛ فقد أعلن قرار الشارقة منح الكتاب إقامة دائمة. وبذلك قدمت هذه الإمارة للعالم بقرار حاكمها وراعيها المثقف، والشغوف للتقدم، والساعي لتنوير المجتمع بالثقافة الأصيلة، نموذجاً فريداً في بناء المجتمع وتقوية أسسه من خلال الفكر والكلمة. ومن هنا وضعت الشارقة على خريطة طريقها نحو المستقبل أول لبنة تبدأ من الكتاب ومسيرة حياته وكل من ينتمي إليه، واستكملت مشروعاتها الدؤوبة التي لا تتوقف عند حد، فتنوعت المبادرات والفعاليات التي تنطلق من فكرة ولا تتوقف إلاّ بعد أن تغرس بذرة حلم جديد سيتحقق في العام الذي يليه.ويوماً بعد يوم توسعت دوائر العمل وازدادت، وجمعت ضمن نطاقها المزيد من أصحاب الفكر والمثقفين والأدباء والمبدعين، فمن جمعية إلى مؤسسة، ومن ندوة إلى مؤتمر، ومن معرض إلى احتفالية سنوية، ومن مناسبة إلى مهرجان مستمر. وكلما ازداد روادها بدأت تنضح إبداعاً، وكلما كبرت قائمة أصدقاء الكتاب والقلم، ارتبط الجميع بحب الشارقة إلى أن غدت موعداً مدرجاً ضمن أجندات الكتّاب والفنانين والمؤسسات الثقافية ودور النشر العالمية الذين يجتمعون في ردهات المعارض والمهرجانات والمناسبات.بداية من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي أصبح حاملاً لمشعل الفكر والتنوير، ومحطة مستقرة يحج إليها المثقفون سنوياً. كذلك تحولت الشارقة بحضور أكثر من جمعية أدبية ومؤسسة فنية وثقافية ومؤتمر وندوة ومجلس، إلى مقر آمن وحميم للقاء أصحاب الكلمة الذين يجتمعون لمناجاة الفكر الحصيف ومطالعة منتجات الكتاب وإبداعاتهم، وأضحت مكاناً للحوار الحضاري وكل ما يعنى بالإنسانية وما يسعى لسلامها وبقائها، ونشر ثقافة التسامح والعيش المشترك بين جميع الأمم والأعراق في هذه المعمورة.لقد حصلت الشارقة منذ زمن بعيد على اعتراف الجميع بأنها الحضن الدافئ لأصحاب الفكر والقلم والكتاب، وأثبتت وجودها ضمن قائمة العواصم المشعة بالثقافة. وحظيت مراراً بشرف استضافة أهم الأحداث الثقافية العربية والعالمية، لتبرهن أن هذا الألق الجميل بنته أفكار واعية ورغبات شغوفة نابعة من وعي عالٍ، ومن رؤية استراتيجية تضع في حسبانها بناء أجيال مضطلعة عارفة ومثقفة، تكون مداداً لمستقبل مشرق ينير الدروب ويجلي العتمات. وأهم من كل ذلك أن الشارقة تمتلك جائزة الحب التي تستحقها منذ منحت الإقامة الدائمة للثقافة والفكر وعشاق الكتاب والمبدعين.
Culture
قرر اتحاد الأدباء والكتّاب الموريتانيين عقد مؤتمره العام التاسع في 16 إبريل/ نيسان المقبل 2012 .وسيجري خلال المؤتمر انتخاب رئيس الاتحاد وأعضاء مكتبه التنفيذي، فيما لم يبرز حتى الآن مرشح منافس للرئيس الحالي الشاعر محمد كابر هاشم .وتمكن اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين خلال السنوات الأخيرة من تنظيم مهرجان سنوي للأدب الموريتاني، وإصدار العديد من الدواوين والإصدارات الأدبية المختلفة .
Culture
تتناول الرواية الإماراتية المرأة ومكانتها في المجتمع كقضية أساسية تبرز من خلالها الفوارق بينها وبين والرجل، وتحاول معالجتها في ضوء ما تقاسيه المرأة وتعانيه، وتصوّرها غالباً في صورة المغلوبة على أمرها، الضعيفة، المغبونة، وذلك من خلال بعض الثيمات التي تبرز البون الشاسع بين الجنسين الذكوري والأنثوي، وتظهر تحكّم الأول وسيطرته على الثاني . تقدّم الرواية النسوية الإماراتية تلك الصور، في أوضح تجلياتها تعبيراً عن ذلك الهاجس المقلق والتناقض الصارخ بين الماضي وروح العصر الذي أضفى مسحة تحديثية على حياة المرأة .ترى الروائية أسماء الزرعوني أن الصورة التي تتردد في الرواية الإماراتية، خاصة النسوية عن المرأة كانت دائماً تصوّرها على أنها مهمشة ومقصية ومستبعدة، وهي انعكاس لواقع المجتمع في مرحلة من المراحل، حيث كان المجتمع، يرفض أي نوع من أنواع المشاركة والحضور للمرأة في واقع الحياة، لكن هذه النظرة لم تعد قائمة الآن، بل تغيرت كثيرا عما كانت عليه في الماضي، فلم يعد ثمة اضطهاد أو كبت أو اقصاء، وتغير دور المرأة في المجتمع وتطور كثيراً وأصبحت عنصراً فاعلاً فيه . وتؤكد الزرعوني الحضور اللافت للمرأة في الرواية الإماراتية خلال الآونة الأخيرة، وتمثّل لذاتها، وحديث عن وجودها ودورها تزامناً مع تطور المجتمع والعصر، وهذا ما يتضح في روايتي شارع المحاكم التي يغلب عليها الحديث عن المرأة وهمومها، وحضورها القوي والمهم في الحياة، لكن هذا لا يمنع من القول إن هناك بعض الروايات لا تزال تصف المرأة وتصورها على أنها ضعيفة ومهمشة وربما تنطبق هذه الصورة على المرأة في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط .وتتفق الروائية فتيحة النمر مع الزرعوني في التأكيد على الصورة النمطية المتداولة في الرواية الإماراتية عن المرأة وحضورها في المجتمع، لكنها تميل إلى أن هذه الصورة التي تحمل معاني القسوة والظلم والغبن منبثقة في الأساس من صميم المجتمع العربي، وكانت ملازمة له حيناً من الزمن، لكن نظرة المجتمع الإماراتي إلى المرأة تغيرت كثيراً مقارنة مع الماضي، فلم تعد هناك فوارق كبيرة بين المرأة والرجل، وإن كانت بعض الروايات لا تزال تغازل المواضيع القديمة التي تعالج صنوف العجز وتبرز صور القصور والتحامل على المرأة وتغييبها من الواقع . وتؤكد النمر على أن صورة المرأة اليوم باتت أكثر تناسقاً مع واقعها الذي تعيشه في مجتمع أصبح أكثر انفتاحاً، فصورة الضعف والعجز ربما تلاشت قليلا لتبرز صور المرأة القوية . ولا تبعد الروائية وفاء العميمي كثيراً عما ذهبت إليه النمر والزرعوني، فهي ترى أن المجتمع ظل حبيس نظرته الدونية والقاصرة للمرأة فترة من الزمن، فلم يكن يرى فيها أهلية للاستقلال بذاتها بعيداً عن معية الرجل وسلطته، ولعل هذا ما يبرز بشكل واضح في روايتي راعي غوالي، حيث ركزت فيها على رصد بعض الهموم التي عانتها المرأة في مجتمعها، والمشكلات التي كانت تعترضها بين الفينة والأخرى من خلال البطلة أماني التي لم توفق في زواجها الأول، كما يؤول زواجها الثاني إلى الفشل بسبب تدخّل الوشاة . ولم تغفل العميمي الحديث عن وضع المرأة المطلقة ونظرة المجتمع لها وما يثار حولها من قضايا تجعلها تتجرع كأس المرارة بصمت مدمر يحيل كل أحاسيس الحب والفرحة إلى مشاعر ممزوجة بالظلم والقهر حيال زوجها الذي أذاقها الأمرين .ويذهب الناقد الدكتور سمر الفيصل إلى أن طغيان العنصر النسوي على الرواية الإماراتية جعلها ترصد بعض هموم المرأة وما تعانيه في مجتمعها، لذلك كانت صورة المرأة حاضرة بقوة في السرد الروائي الإماراتي بقضاياها وهمومها، وإن كان تمثّل واقعها وموقف المجتمع منها ظل في اطراد مستمر، وظلت حيناً من الزمن تناقش حالة الضعف والكبت والتهميش وتمرد الزوجات في بحثهن عن السعادة الذي يؤول بهن إلى الطلاق وبعض القضايا الأخرى كما في روايتي فتيحة النمر للقمر وجه آخر، والسقوط إلى أعلى .ويؤكد الفيصل على أن تمثّل صورة المرأة يختلف من رواية إلى أخرى، فتباين المستويات الاقتصادية والاجتماعية بين الرجل والمرأة يظهر جلياً في رواية رائحة الزنجبيل لصالحة غابش .
Culture
أعلنت هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث في الإمارة، بالتعاون مع كل من مؤسسة دلفينا وآرت دبي وتشكيل، عن فتح باب تقديم الطلبات للمشاركة في نسخة العام 2013 من برنامج الفنان المقيم الذي يقام في منطقة البستكية، في دبي . ومن المقرر تنظيم البرنامج، بمشاركة الفنانين والقيّم الفني، في الفترة بين 7 يناير/كانون الثاني و31 مارس/آذار المقبلين، بالتزامن مع أسبوع الفن، المبادرة الثقافية الرائدة في دبي التي تتضمن كلاً من آرت دبي وأيام التصميم دبي ومعرض سكة الفني الذي أطلقته دبي للثقافة للتعريف بإبداعات الفن المعاصر في الإمارة . وستستقبل منطقة البستكية التاريخية ثلاثة فنانين إماراتيين، وثلاثة فنانين زائرين من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى القيّم الفني، في خطوة تهدف إلى دعم الفنانين، ومدهم بمنصة نموذجية متكاملة لتطوير مواهبهم وتعميق خبراتهم العملية، مع التركيز في الوقت ذاته على مد جسور الحوار الثقافي البنّاء بين الحضارات من خلال الفن الحديث . وسيعمل الفنانون الستة معاً في استديوهات في البستكية، بالتعاون مع القيّم الفني، لتتوج جهودهم بمعرض يسلط الضوء على إبداعاتهم خلال تلك الفترة . كما سيتم تكليف الفنانين الزوار بتنفيذ أعمال خاصة ب مشروعات آرت دبي، وهو برنامج غير تجاري يحظى باهتمام واسع، ويشكل عنصراً رئيساً من فعاليات المعرض . بهذه المناسبة قال سالم باليوحة، مدير إدارة المشروعات والفعاليات في هيئة دبي للثقافة والفنون: تتبوأ مدينة دبي اليوم موقع الصدارة على الساحة الفنية، ونجحت في ترسيخ مكانتها الرائدة في القطاع الثقافي على المستوى العالمي . ويقدم برنامج الفنان المقيم فرصة نموذجية تسهل تبادل الأفكار والخبرات والآراء، ما يسمح للمشاركين أن يستقوا الرؤى الإبداعية من بعضهم البعض، ومن روعة أجواء منطقة البستكية، ومدينة دبي عموماً . ويذكر أن باب المشاركة مفتوح أمام الفنانين الإماراتيين والقيّمين الفنيين العالميين، أما بالنسبة للفنانين الزوار فسيتم اختيارهم من قبل لجنة متخصصة تتضمن ممثلين عن الشركاء وضيفة لجنة التحكيم سارة رفقي من القاهرة . ويمكن للفنانين المشاركين من الإمارات استكشاف العديد من المدارس الفنية والإبداعية المتنوعة بما في ذلك الفنون البصرية والسينما والرسم والتركيبات المنفذة باستخدام الوسائط المتعددة، علماً بأن آخر موعد لتقديم الطلبات من قبل الفنانين والقيّمين هو 16 سبتمبر/أيلول المقبل . وسيتم تقييم طلبات المشاركة من قبل لجنة متخصصة، على أن يتم الإعلان عن قائمة المشاركين في البرنامج خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل . ويتيح البرنامج للقيّم الضيف فرصة الاضطلاع بأبحاث معمّقة وأنشطة ودراسات نقدية مهمة عن المشهد الثقافي والفني في منطقة الخليج، ويتم اختياره أيضاً من قبل لجنة متخصصة في البرنامح بالتعاون مع آرت آسيا باسيفيك، شريك برنامج المقيم الضيف، والمجلة الرائدة في عالم الفنون والثقافة المعاصرة، وتتوفر استمارات التقدم للبرنامج على الموقع الإلكتروني للهيئة .
Culture
توفي أمس الأديب الإسباني ميجيل ديليبس الذي يعتبر واحداً من أهم الكتّاب الإسبان في القرن العشرين في مدينة بلد الوليد في شمال إسبانيا عن عمر يناهز 89 عاماً .وذكرت عائلة ديليبس انه كان يعاني من سرطان القولون، وهو المرض الذي أوقفه عن الكتابة قبل 12 عاماً تقريباً .ويعتبر ديليبس من أفضل الكتّاب الذين فهموا الروح واللغة والطبيعة الإسبانية، وكان يحرص في أعماله على تصوير الشخصيات التي عاشت في منطقة كاستيل مسقط رأسه بشكل واقعي، ونشر ديليبس حوالي سبعين كتاباً من بينها روايات وقصص قصيرة ومقالات وتحول كثير من كتاباته إلى أعمال سينمائية ومسرحية (د .ب .أ)
Culture
نظم مركز الشارقة للشعر الشعبي في مجلس ضاحية مغيدر بالطلاع، ندوة حوارية بعنوان "أوائل مقدمي البرامج الشعبية"، بحضور رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى خميس سالم السويدي، والشاعر راشد شرار مدير المركز، أدار الندوة وقدمها الإعلامي عبدالله إسماعيل .وقال الشاعر محمد سعيد الرقراقي: بدأت البرامج الشعبية من الستينات بتوجيه من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وبدأنا بمجلس البادية في المنطقة الغربية قبل الاتحاد، وهناك من استفاد منها أدبياً وكان الجميع يحمل صفات الطيبة والكرم والشجاعة، وكل الشعراء يشاركون فيها بما لديهم .وعن تجربته في مجال البرامج الشعبية تحدث الشاعر محمد راشد الشامسي، قائلاً: تحملت مسؤولية رئاسة مجلس شعراء العين وضواحيها، وبدأت في إعداد وتقديم برنامج مجالس الشعراء، وكان كل شاعر يبرز قدرته ولا يوجد بينهم تنافس وكلهم إخوة ومجموعة متحابة .وتحدث الشاعر بطي المظلوم قائلاً: كتبت القصيدة وأنا في الإعدادية والثانوية، وعشت في بيئة متنقلة بين البحر والبر وبيئة أسرية، وحاولت الاستفادة من رموز شعرية كبيرة مثل علي بن ارحمه الشامسي، وعملنا جميعاً على المحافظة على اللهجة المميزة لأهل الإمارات .أما الشاعر والإعلامي راشد شرار فتناول تجربته الإعلامية قائلاً: البداية كانت من إذاعة الشارقة وكانت القصيدة عبارة عن "شخابيط"، ولكن الشاعر علي بن أرحمه الشامسي شجعني وأقنع والدي، وارتبط التقديم براشد الخضر، وكان لا يعرف كيف يلقي قصيدته، وكان يعتمد عليّ في إلقاء قصائده، وبعدها اكتشفت إمكاناتي في التقديم .
Culture
يختتم في تمام التاسعة من مساء اليوم في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في منطقة الجرف الموسم المسرحي الأول الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام في عجمان بعرض مسرحية لا حيلة من إنتاج مسرح رأس الخيمة الوطني. من جانبه توجه عبد الله سالم بن يعقوب الزعابي، رئيس مجلس إدارة مسرح رأس الخيمة الوطني بالشكر إلى سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي على تكرمه برعاية العرض المسرحي ضمن فعاليات صيفنا مثمر في عجمان وعلى دعم سموه الدائم والمستمر للحركة المسرحية والثقافية والفنية بالدولة وأيضا جهود سمو الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي بإقامة الموسم المسرحي الأول في إمارة عجمان وعلى متابعة سموه للحركة المسرحية في عجمان والتي تكللت بحصول مسرح عجمان على عدة جوائز في أيام الشارقة المسرحية. و أثنى ابن يعقوب على جهود كل القائمين في دائرة الثقافة والإعلام في عجمان واختيار مسرحية لا حيلة ضمن فعاليات الموسم المسرحي الأول، مؤكدا أن عرض مسرحية لا حيلة يأتي بناء على التوجيهات السامية لسمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة بضرورة تكثيف العروض في مختلف مدن الدولة للمساهمة في الارتقاء بالحركة المسرحية الإماراتية ولتحقيق أقصى درجات التميز ليبقى مسرح رأس الخيمة الوطني رافداً وصرحاً مسرحياً كبيراً ومتميزاً محلياً وخليجياً وعربياً.وأضاف ابن يعقوب أن عرض اليوم هو العرض الحادي عشر للمسرحية، فقد تم عرضها خلال فعاليات أيام الشارقة المسرحية وفي العاصمة أبوظبي وفي إمارة رأس الخيمة وإمارة أم القيوين ومدينة كلباء وإمارة الفجيرة وحظيت كافة العروض السابقة بإقبال جماهيري كبير، مشيرا إلى أن عنوان المسرحية لا حيلة يدل على التسليم بواقع الحال ولكننا نرفض هذا التسليم بهذه المقولة لا حيلة فكنا نسخر إمكاناتنا المتواضعة بجد ومصداقية لدعم أعمال المسرح ولنكون الحافز على إبداع الشباب وما كانت هذه الإمكانات لدينا لولا تلك الأيادي البيضاء التي تردف الحراك الثقافي ماديا ومعنويا وهذه المسرحية تتكرر مرة تلو المرة بهذا العمل الذي لا يخلو من المتعة والفائدة والذي كان ثمرة جهود فريق عمل جماعي.يذكر أن مسرحية (لا حيلة) من تأليف سعيد اسماعيل واخراج بلال عبدالله، وقال مؤلف المسرحية وأمين السر العام لمسرح رأس الخيمة الوطني الكاتب سعيد إسماعيل، إن مسرحية لا حيلة تأتي امتدادا للعديد من المسرحيات المختلفة التي قدمها مسرح رأس الخيمة الوطني للجمهور، مشيرا إلى أن مهمة المسرح الأولى أن يكون مرآة للمجتمع الذي يعيش فيه، وسجل العرض المسرحي لا حيلة سابقة في حجم الحضور المسرحي الذي أعاد النبض إلى المسرح وشارك في هذا العمل أكثر من ثلاثين شخصا من بينهم الفنان الكوميدي الأول سعيد عبيد بتيجا وعيسى كايد الحائز على جائزة أفضل ممثل دور ثان في أيام الشارقة المسرحية وناجي خميس وأحمد مال الله وناجي جمعة والفنانة الواعدة نورة وعادل عبدالله وأضاف إسماعيل أن العمل يجسد قضايا وهموماً يعيشها الجميع حيث استطاع مخرج العمل بلال عبدالله بوسائل بسيطة لا تعقيد فيها الدخول في لعبة العمل الذي ينتمي للواقع من حيث الشكل والمضمون، وأضاف أن مسرح رأس الخيمة قدم من خلال هذا العمل رسالة اجتماعية لإحدى المشكلات المعروفة وهو بذلك يسعى ليكون قريبا من العامة عبر الكوميديا التي جاءت سهلة وعميقة في الوقت نفسه.
Culture
صدر للناقد المسرحي المغربي الدكتور سعيد الناجي كتاب نقدي جديد بعنوان البهلوان الأخير،أي مسرح لعالم اليوم؟، عن منشورات مرايا في طنجة. ويأتي هذا العمل البحثي الجديد كي يزرع حديقة من الأسئلة القلقة في فضاء الفعل المسرحي العربي، والذي يحصد مما تزرع الممارسة المسرحية العالمية في كافة توجهاتها ومسالكها التجريبية وقدرتها على الإبداع.يختبر سعيد الناجي الأسئلة الجديدة للممارسة المسرحية العربية في تقاطعاتها مع المنجز المسرحي العالمي، ويرى أن طرح سؤال أي مسرح لعالم اليوم؟ ليس مجرد سؤال ادعائي، بل هو دليل على أزمة معرفية ونظرية يمر بها الفعل المسرحي في العالم، بعد أن تعرض المسرح لمختلف الأفكار والتجارب، وعبر عن التحولات السريعة التي تمر بها الحضارة الإنسانية، يقول الناجي قد يبدو في هذا العنوان بعض من الادعاء، إذ من يستطيع أن يقدم وصفة لما ينبغي أن يكون عليه المسرح في عالم اليوم؟ ولكن الأمر لا يتعلق بتقديم وصفة جاهزة، ولكن بالتفكير في المسارات التي يتخذها المسرح في عالم سريع التطور، وبالتحولات التي تصيبه في مجتمعات الاستهلاك.ويرى أنه خلال السنوات العشر الأخيرة من القرن العشرين انشغل المسرحيون سواء في الأقطار العربية أو في العالم بالتساؤل عن هوية المسرح في أفق الألفية الثالثة، واهتموا بالتفكير في ما يمكن أن يلحقه من تحولات في ظل ما يعرفه العالم من تطورات هائلة خاصة على صعيد أنظمة التواصل والتبادل.هذا السؤال عن التحول لم تنج منه أيضا الممارسة المسرحية العربية، في مهرجاناتها أو في ملتقياتها الفكرية أو الاحتفاليات التي رصدتها لهذا الفعل النبيل لقد توجت ندوات ومهرجانات المسرح العربي أشواطا من التفكير حول وضعيات المسرح الراهنة في العالم، التقينا فيها مجموعة من رجال المسرح العربي ومفكريه ينتمون إلى مشارب مختلفة وإلى جغرافيات متنوعة، وتداولنا فيما يمكن أن نعتبره قلقا بشأن وضعية المسرح في عالم ينفي عددا كبيرا من أشكال التواصل الفني التقليدية إلى درجة يبدو فيها المسرح مثل بهلوان أخير يصر على تقديم ألعابه التقليدية للجمهور رغم أن السيرك قد تغير رأسا على عقب، وبدأ يستعين بمهارات جديدة لا تترك للبهلوان أي مجال للاستمرار.رجال المسرح يؤمنون بهذا البهلوان كما يؤمنون بالمسرح نفسه، لأن هذا الإيمان أضحى مبدأ لاستمرار المسرح، والتخلي عنه يعادل توقفه بشكل بارد وصامت.جاءت دراسات هذا الكتاب منذورة لهذا الانشغال بوضعية المسرح في عالم اليوم، وبتحولاته الحتمية التي على المسرحيين العرب الانتباه إليها. فالمسرح لم يعد محلياً كما يقول الناجي، وهو ربما لم يكن محليا عبر تاريخه الطويل منذ ما قبل الميلاد إلى الآن. كان المسرح دوما قناة تواصل بين الشعوب والثقافات عبره انتقلت الأساطير من بلاد الرافدين إلى اليونان إلى أوروبا فالوطن العربي، كما انتقلت أشكال الفرجة الشعبية من جنوب البحر المتوسط إلى شماله. لقد خلق المسرح عبر تاريخه حوضا ثقافيا، ولا بد لنا أن نضع مسرحنا في هذا الحوض، وإلا حكم علينا باليباب المسرحي المحقق.
Culture
تونس: عثمان حسن شهدت فعاليات اليوم الثالث لمهرجان المسرح العربي في تونس، أربعة عروض مسرحية منها عرضان ينافسان على جائزة المهرجان وهما: المسرحية السورية «هن»، والتونسية «فريدوم هاوس»، وعرضان خارج المسابقة هما: المسرحية الأردنية «أوركسترا»، والتونسية «خمسة لحقوا بالجرة». هوس السلطة «فريدوم هاوس» مسرحية من تأليف وإخراج الشاذلي العرفاوي، وهي تدور حول شخصية جنرال يخطط للقيام بانقلاب عسكري، ولكن يكشف مخططه ليلة الانقلاب فيزج به في مستشفى الأمراض العقلية، ويتم تعذيبه عن طريق الأدوية والصدمات الكهربائية، إلى أن فقد عقله فتخيل في هوسه أن الانقلاب قد نجح فوضع عوالمه الخاصة من شخصيات وجيش وسلطة وجمهور وعدو وهمي متربص بنظامه. يحاكي العمل السياق الراهن لتونس، حيث تفتتح ستارة العرض بمشهد لجنود بملابس عسكرية خضراء اللون، وتتعالى الأصوات عازفة لسيمفونية رافضة للحكم العسكري.أبطال العمل هم: محمد حسين قريع في دور الجنرال، وشاكرة الرماح ومنى التلمودي في دوري عاشقة الجنرال، وعبد القادر بن سعيد وشكيب الرمضاني اللذين أدَّيا دوري بطانة الجنرال التي انقلبت عليه بمرور الوقت وتطور الأحداث لغير صالحه، أمّا منصف بن مسعود فقد جسد شخصية موسيقي الجنرال تمثيلاً وعزفاً على آلة الساكسفون.تدعو المسرحية إلى التمسك بقيم الحرية وعدم الانسياق وراء أوهام السلطة، ولكنّ عنوانها جلب لها انتقادات كثيرة، على الرغم من الدعوة الصريحة لجعل «البيت حرّاً من كل القيود».في هذا العمل، ثمة رمزية وتصور نقدي لما هو عربي وإنساني، لتبيان فظاعة وسخرية هوس السلطة، والعرض لا يطرح أجوبة بقدر ما يثير عدة أسئلة يجد من خلالها المتفرج غايته من المتعة والفرجة الجمالية من خلال الصورة والملابس والديكور والسينوجرافيا وتلك الشاعرية التي رافقت أداء الممثلين على الخشبة. آثار الحرب الآثار التي تركتها الحرب على النساء، هي الفكرة التي ينطلق منها العمل السوري «هن» للكاتبة والمخرجة آنا عكاش، التي تقول في كلمتها الخاصة بالمسرحية وعلى لسان شخصياتها بالعامية السورية: «الحرب بتغير مفاهيم كتيرة وبتكشف أشياء مخباية جواتنا ما كنا منعرف إنو موجودة فينا، وبيجوز منعرف، بس ما بدنا نشوف، بس طلعت هيك الحرب مراية كبيرة أصفى من الميّ».المسرحية من بطولة: إيمان عودة، إنعام الدبس، رشا الزغبي، لبابة صقر، جولييت خوري. يبدأ العرض بخمس نسوة يرتدين لباس الحداد، يرتلن سورة الفاتحة في مأتم جماعي كبير، فجميعهن مفجوعات بأزواج وأبناء وآباء وإخوة، وأعمام، وعشاق وغيرهم. ثم يبدأن بسرد القصص عن أبنائهن الذين كانوا إخوة يلعبون في الحارات نفسها ويأكلون معاً ويدرسون معاً، ثم كيف تحولت فجأة اللعبة البريئة بالأسلحة البلاستيكية إلى لعبة وحشية قتل فيها بعضهم بعضاً.تقول إحدى الشخصيات: «من رمى الأسلحة الحقيقية بين أيديهم»؟ وفي معنى آخر من لوث البراءة في قلوبهم وجعلهم قتلة؟ لم تصدق الأمهات أن أيدي أبنائهن يمكن أن تحمل أسلحة حقيقية وتقتل.الشخصيات النسائية الخمس ينتمين إلى ثلاثة أجيال، السيدتان الكبيرتان تمثلان الأمهات، وتسردان قصصاً عن أبنائهما وتبدوان أنهما تمثلان طرفين مختلفين تصارع أبناؤهما فقتل بعضهم بعضاً. وجعلت إحدى الأمهات ابنها الآخر يصبح لاجئاً لتنقذه من حمام الدم، هذه الأم صرخت: «واحد لي وواحد لك يا وطن»، وشخصية سيدة في متوسط العمر تتحدث عن الحب وعن عشاقها وعن جبل قاسيون الذي يلتقي فيه العشاق ليستمتعوا بجمال إطلالة مدينة دمشق من على كتفه. وكذلك عن أملها بأن تصبح ذات يوم أماً هي التي اضطرت في إحدى مراحل حياتها إلى إجهاض نفسها لكي لا تنجب طفلاً بلا أب في مجتمع يهين الأمهات العازبات.الشخصيتان الأخيرتان الأصغر سناً هما صبيتان تمثلان الجيل الذي فتح عيونه على الحرب، والذي عاش الكارثة بكل تفاصيلها من الموت تحت القذائف إلى الموت على جبهات القتال المختلفة. هكذا أصبحت الفتيات اليافعات كهلات بسبب الحزن وفقدان الأحبة.قدم العرض شخصيات واقعية من زمن الحرب والألم، بمشاهد بصرية وصور وألبومات من زمن الحرب، وزمن ما قبل الحرب الذي يفترض أنه كان آمناً، على خمس قطع قماش مؤطرة استخدمت كشاشات وأدوات عرض وكشباك اعتراف أحياناً. وقامت الممثلات بتحريك قطع الديكور جميعها أثناء الأداء. نساء مضطهدات مسرحية «أوركسترا» ثمرة تعاون بين المخرجة مجد القصص، والروائية سميحة خريس، جسد دور البطولة فيه كل من زيد خليل مصطفى ونهى سمارة وبيسان كمال خليل وسارة الحاج ودعاء العدوان وميس الزعبي.صمم رقصات العمل آني قورة ليان، كما وضع موسيقاه التصويرية محمد طه، وشارك فيه غناء وعزفا على آلة الجيتار الفنان يزن أبو سليم.«أوركسترا» دراما مسرحية غنائية عبارة عن كوميديا سوداء تسخر من واقع مصاب بالفصام تحمل هموم المرأة العربية المعاصرة وتحاول الوصول إلى منطقة مضيئة في ظل الظروف القاتمة التي تحيط بالمرأة والرجل على حد سواء.في هذا العمل، منح الغناء والموسيقى والحوار مساحة أكبر بينما تقلص نصيب لغة الجسد، كما تلاعبت مجد القصص في هذا العمل بالزمن فجعلت الماضي يتداخل مع الحاضر وساوت في حضور الممثلين دون التركيز على شخصية رئيسية واحدة. شخصيات تبحث عن مخرج قدمت فرقة النهضة التمثيلية ببنزرت مسرحية «خمسة لحقوا بالجرة» من تأليف وإخراج لطفي تركي، وهي تتناول المعاناة الفردية في زمن القهر. يتحدث العمل عن كاتب مسرحي يعيش صراعا مع شخصيات مسرحية يقوم بكتابتها، تتكلم الشخصيات وتروي معاناتها، لنكتشف من خلالها خمسة أنماط اجتماعية مختلفة، متداخلة ومتصارعة، أول الشخصيات أستاذ التاريخ الذي يفرض على الكاتب أن يتخلى عن كتابة حكايات بقية الشخصيات، التي يعتبرها خاصة وفردية، وأن ينفرد بحكايته التي تحمل قضية عربية سياسية عامة، وأن يجعلها الحدث الأساسي لمسرحيته. ولكن كاتب المسرحية يعجز عن تحقيق ذلك، فتقرر كل الشخصيات الهروب أو الهجرة باحثة عن كاتب جديد قادر على جمع هذه الشخصيات حول حدث واحد وهم واحد وهدف واحد.
Culture
علاء الدين محمود لم يكن كارل ماكس (1818 - 1883)، إلا شاعراً، ربما كانت تلك البداية المخططة للفيلسوف الشاعر الألماني كارل ماركس، لكن القدر ساقه إلى ضفة أخرى قريبة، إلى عالم الفلسفة والأفكار ليصبح واحداً من أهم وأشهر الفلاسفة والمفكّرين في العالم، مازالت مقولاته وفلسفته تشغل العالم، فهو قدم نظريات وأبحاثاً وكتباً في الاقتصاد والفلسفة والسياسة والتاريخ والاجتماع، ومازال الناس يتعاطون مع فلسفته رفضاً وقبولاً.كانت لماركس محاولات شعرية، نشر منها البعض، واحتفظ ببعضها لنفسه، وربما ذلك لخوف قديم حمله ماركس من النقاد، ذلك الخوف الذي أفصح عنه قبيل أن يذهب بالجزء الثاني من مؤلفه الكبير «رأس المال» إلى المطبعة، فقد دعاهم إلى الاطلاع على رواية التحفة المجهولة للروائي بلزاك، والتي تدور تفاصيلها حول رسام أراد أن يخرج على ما يبدو برسوماته عن السائد، فذهب إلى مكان قصي ليرسم لوحة أراد لها أن تكون الأعظم في التاريخ، فلما فرغ منها جمع الأصدقاء والنقاد، وأزاح الستار عن اللوحة، وأخذ الفنانون من أصدقائه والنقاد ينظرون إلى بعضهم البعض في دهشة، وهو ينظر إليهم ليعرف رأيهم إلى أن كسر واحد منهم حاجز الصمت إذ قال: ما هذه الشخبطات؟!، هنا جن جنون الرسام وأخذ يصيح: هذه شخبطات؟!، ثم خر صريعاً، لكن التاريخ في الرواية أعاد الاعتبار لذلك الفنان لتصبح لوحته أحد أركان الفن التشكيلي الحديث. القصة تدل على خوف قديم من النقاد، ربما هو ما دفعه إلى إخفاء أشعاره التي لم تجمع بشكل منتظم.والحقيقة أن ماركس نفسه كان يسخر من قصائده، بل كان يضحك عندما يقرأها أحدهم، فقصائد الفيلسوف الكبير لم تجد حظها للنشر، غير أن قليلاً من ذلك الإنتاج نشر وهو ثلاثة دفاتر شعرية بعنوان: «كتاب الحب» وهو يحتوي على جزءين، و«كتاب الأغاني» ويضم 53 قصيدة، وهي الكتب المهداة إلى محبوبته وزوجته جيني فون ويستفالن.لقد كان للأقدار دورها، وهي قد لعبت هذا الدور كثيراً في حياة ماركس الذي تحول إلى الفلسفة، وكثيرون يرون تلك النزعة الشعرية في مقولات ماركس التي تتحدث عن الخلاص، وإنسانية الإنسان، وفي مفاهيم مثل الاغتراب والتشيؤ، بل يرى البعض أن «البيان الشيوعي» نفسه كان قطعة أدبية استدعى فيها كثيراً، كما هو الحال في معظم مؤلفاته روح الشاعر الكبير وليم شكسبير. [email protected]
Culture
الشارقة: «الخليج» أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون أمس عن اختيار القيّمين الثلاثة للنسخة الرابعة عشرة من بينالي الشارقة، المقرّر عقدها في مارس 2019، وهم: زَوي بُت، وعمر خُليف، وكلير تانكونس. وستطرح النسخة المقبلة من بينالي الشارقة التي تقام تحت عنوان «خارج السياق»، تساؤلات حول إمكانية إنتاج الفن، خاصة حين تصبح الثقافة المادية تحت تهديد التدمير البشري المستمر وتدهور المناخ. وقالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة المؤسسة: «تهيمن المعلومات التنافسية والتواريخ المتقلبة على الحياة الراهنة حتى أصبحت واقعاً يثير تساؤلات مهمة بشأن مسار الفن المعاصر، إضافة إلى الظروف التي تحدث فيها»، مضيفة: «وفي هذا الإطار يقدم كلٌّ من القيّمين زَوي بُت، وخُليف، وتانكونس وجهات نظر مختلفة بطريقة استثنائية للإجابة عن هذه التساؤلات، وليعكسوا معاً الصعوبات والتحديات التي يواجهها الفنانون والمجتمع ككل في الوقت الراهن»، مشيرة إلى أن «هدف البينالي في دورته الرابعة عشرة هو تعميق سياق هذه التساؤلات من خلال الأعمال الفنية التي تحفّز الفكر وغالباً ما تكون تجريبية». البينالي يعلن عن اختيار القيّمين الثلاثة سيشتمل البينالي في دورته الجديدة على معارض يشرف عليها القيمون الثلاثة، والتي تضم مجموعة من تجارب وأعمال فنانين معاصرين - من ضمنها أعمال تركيبية ضخمة تم التكليف بها من قبل البينالي، إضافة إلى عروض أدائية وسينمائية - لاستكشاف الطرق التي خلقت فيها الحياة المعاصرة، تحت تأثير التغيرات التكنولوجية المتسارعة، سياقات سائدة تشيع معلومات لا يمكن تفاديها، وشبكات شخصية معقدة، وروايات متغيرة في سياق مادي وروحي وافتراضي.يستكشف بينالي الشارقة 14 الذي سيعرض في المباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون، ومناطق تراثية وفنية أخرى في إمارة الشارقة، مواضيع تتراوح بين الهجرة والشتات، ومفاهيم الزمن وتأويل التواريخ المتعلقة بالحركة المستمرة في عالم اليوم، وعلاقتها مع ما يعرف ب«حجرة صدى» للمعلومات والتاريخ. وفي استجابة لدعوتهم لاستكشاف القضايا والاستفسارات الشاملة المقترحة من «خارج السياق»، سيقدم القيّمون ثلاثة معارض منفصلة، يوجّهون عبرها الدعوة إلى مجموعة مختارة من الفنانين من الإمارات ومن مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذه الدورة. وفيما يلي ملخصات للبيانات الفنية الصادرة عن القيمين الثلاثة: يعطي معرض «رحلة تتخطى المسار» في البينالي الذي يقيمه زوي بوت سياقاً أعمق للحراك البشري والأدوات التي دعمت أو (أعاقت) بقاءه، من الطقوس الروحية إلى الأعراف الثقافية، ومن العملية التكنولوجية إلى سيادة القانون السياسي. وكل هذه الممارسات تمتلك أدوات معينة (مواد وأفعال) تساعد أو تحث على التنقل. يستكشف الفنانون في هذا المعرض تأثير الأجيال على مجموعة من «الأدوات» الجسدية والنفسية، التي تغيّرت معانيها وتمثيلاتها نتيجة للاستغلال الاستعماري أو الصراع الديني أو التطرف الإيديولوجي. يسعى المعرض إلى تسليط الضوء على ضرورة التنوع البشري وتواشجاته في جميع أنحاء العالم.ويعاين معرض «صياغات لزمن جديد»، من تقييم عمر خليف الوقت باعتباره مقياساً للخبرة الفردية والجماعية في آن واحد، والذي يمثل الفوضى والاحتمالات. ويدرس المعرض المكوّن من ثلاثة أجزاء، فيزيولوجية الجسد عبر رؤى الفنانين الذين قدموا شخصيات ملموسة وأشكالا تنبض بالحياة للتساؤل حول كيفية اختبار أنفسنا ضمن علاقتنا مع الآخرين. من هنا، يمضي المعرض إلى عوالم من الواقع المادي والافتراضي، ويضم أعمالاً تحدد كيف أتاح الوقت معاينة أشكال جديدة من الخبرة المشتركة. ويختتم المعرض بالتحقيق في المحاكمات، والمحن، وآثار التاريخ، مشيراً إلى الكيفية التي يتغيّر ويعدّل فيها وجودنا.ويتساءل معرض «ابحث عني فيما تراه» من تقييم كلير تانكونس إذا ما كان الغموض هو نذير المستقبل، والظلام موقع الرؤية، والسواد مشهد الكشف. في المعرض ما يتم «البحث عنه» ليس كامناً فقط فيما يمكن أن تراه.
Culture
أفاد الشاعر محمد البريكي أنه انتهى من إعداد مجموعات شعرية جديدة، وأنه في صدد تقديمها للطباعة خلال الفترة المقبلة، منها مجموعة شعرية كتبت باللغة الفصحى بعنوان أنثى البدايات وتتضمن قصائد مكتوبة على عمود الشعر، إلى جانب أخرى مكتوبة على التفعيلة، بالإضافة إلى مجموعتين أخريين إحداهما عن الموال، والثانية من الشعر النبطي .وأضاف البريكي: أفضل أن يتأخر أي مبدع قبل تقديم أي عمل من أعماله الإبداعية إلى الطباعة، وأن تتم مراجعته في فترات متباعدة، وذلك لإعادة النظر في النص أكثر من مرة من أجل أن يظهر بالشكل المناسب .وعن تأثير مثل هذه العملية في فطرية لحظة ولادة النص قال: لا أرى أن إعادة النظر في العمل الأدبي سيمس إلا بعض التفاصيل الصغيرة، لتظهر بالشكل اللائق، وأنا أعتقد أن أي شاعر مهم يعيد النظر في قصيدته، لأن النص سيتضمن زوائد لا بد من تشذيبها، وهو ما يجعله يظهر في الشكل المطلوب .وحول المزاوجة في الكتابة بين ما هو فصيح وما هو شعبي أجاب: ثمة حالة شعرية لا يمكن التعبير عنها إلا عبر الفصحى، كما أن هناك حالة أخرى في المقابل لا يمكن التعبير عنها إلا عبر اللغة العامية، فالحالة التي تعبر عنها القصيدة هي التي تفرض الشكل الذي تلد عن طريقه .وأضاف البريكي: ولأضرب مثلاً عن التنوع في طرائق التعبير أن حالة التعبير بالعامية أو الفصحى تشبه إلى حد بعيد قيام شاعر رسام بالتعبير عن فكرته، مرة بوساطة الريشة وأخرى بوساطة القلم .وعن الفرق بين تأثير القصيدة المكتوبة بالفصحى والقصيدة المكتوبة بالعامية قال: كلتا القصيدتين تؤثر بحسب درجة نجاحها، فقد يتمكن شاعر يكتب القصيدة الفصحى من التأثير في متلقيه، وقد يفشل، تماماً كما هو حال القصيدة الشعبية، إن مهارة الشاعر هي التي تتحكم عادة، وليس الشكل الذي تكتب به القصيدة .وحول محاولات تحديث الشعر الشعبي قال: من يتابع القصيدة الشعبية فهو سيجد بكل تأكيد أن هذه القصيدة باتت تتطور على أيدي عدد من فرسانها المتمكنين، وذلك سواء على صعيد اللغة أو الصورة أو حتى البناء، وأنا أرى مثل هذا الأمر طبيعياً جداً، لسبب بسيط هو أن الحياة في تطور دائم وأن مثل هذا التطور ينعكس بشكل مباشر على روح الشاعر وإبداعه، ومن هنا فإنه عند المقارنة بين القصيدة الشعبية التي تكتب الآن، والقصيدة التي كتبت قبل نصف قرن، نجد أن لكل منهما خصوصيتها الإبداعية ضمن ظرفها الزمني .وعن كتابته في المجالات الأخرى قال حالياً أوثر الاستمرار في الكتابة ضمن مجال دراسة الشعر الشعبي، لأنني أجد هناك ضرورة قصوى لمثل هذا الأمر، وأن الدراسات الناجحة في هذا المجال تكاد تكون غير كافية، لأن التراث الإبداعي في هذا المجال هائل، وهو يتطلب غربلته وإعادة قراءته .وعن إمكانية انتشار القصيدة الشعبية قال وجدت من خلال مشاركاتي في بعض مهرجانات الشعر الشعبي، أن خصوصية اللهجة القطرية لم تعد عائقاً أمام انتشارها، بل إن القصيدة الشعبية في أي بلد عربي، باتت تقرأ في كل مكان على مستوى الوطن العربي، ومن المؤكد أن ثورة الاتصالات التي نشهدها وراء هذا الشيء، وصار الشاعر الشعبي في أي بلد معروفاً من قبل البلدان الأخرى .
Culture
بحسب طبيعة أداء الشعراء وأسلوب كل واحد منهم في القراءة والتعبير عن نفسه فقد بدا الشعراء الأربعة، الذين أقام لهم اتحاد الكتّاب الاماراتيين أمسية في مقره في الشارقة، شعراء مكتملين، إذا جاز التوصيف، وذلك على الرغم مما قاله أحد الشعراء بتواضع جمّ: لست شاعراً وإنما أحاول.قال الشاعر علي صايغ الذي قدم الشعراء للجمهور: نحن هنا كي نسمع شعراً جديداً في هذا المكان الذي يرحب بالمدارس والاتجاهات الراهنة في الشعرية العربية.ثم قرأ الشاعر الفلسطيني المهندس د. صالح عنبتاوي قصائد من الشكل العمودي الكلاسيكي للقصيدة العربية، ورغم ان أغلب ما جاء في قراءته كان من باب الردود أو المعارضة الشعرية، إلا أنه أظهر تحكماً حقيقياً في بناء الشكل وضبطا لتدفق الإيقاع، فبدت قصيدته غير مترهلة ويشعر سامعها ألاّ فائض فيها.ومع الشاعرة الإماراتية نرجس الرئيسي يشعر المرء انها شاعرة مقبلة رغم انها المرة الأولى التي تسجل فيها حضوراً فتقرأ الشعر على الملأ، من هنا ربما ما من مبالغة في القول انه ستكون لها طريقة خاصة في الأداء الأمر الذي يتطلب منها بذل جهد أكبر في التركيز على عملية الخلق الشعري، إذ إن اكتساب طريقة في الأداء هو أمر تحسمه الخبرة الشخصية وتتدخل فيه كثيراً.أما الشاعرة وفاء نويهض فهي، في الأصل، روائية، اخذت معها إلى الشعر بعضاً من السرد وتمظهراته النصية على نحو جعل لقصيدتها خصوصيتها الملحوظة فبدت خبراتها، حتى في الإلقاء واضحة فهي قارئة متمكنة.الشاعر الفلسطيني حسن أبو دية يدل شعره على هويته فافتتح الكلام بالقول: الفلسطينيون يتقنون الخربشة على جدران المنافي. ثم بدأ القراءة ليكون القول أقرب إلى الغناء من شدة ما تدفق من شعره النشيد.يبقى القول أن هذا النوع من الأنشطة التي يتمثل فيها سعي الاتحاد إلى تقديم الأصوات الشعرية العربية الجديدة يكشف عن أن الدور الثقافي لا يتوقف عند حدّ أن يكون ممثلاً للكتّاب بل إن عليه أيضاً أن يبحث عن الأصوات الجديدة وتقديمها باتجاه دفعها إلى الأمام بحيث تستمر وترفد الساحة الثقافية بدم جديد وحارّ.
Culture
تنوعت فعاليات يوم أمس الأول لمهرجان طيران الإمارات للآداب في فندق انتركونتنتال في دبي بين مناقشة القصة القصيرة وكتابة العمود الصحفي ونشر الأعمال الأدبية إضافة إلى الجلسات التي تناقش أحوال اللغة الإنجليزية بصفتها اللغة الأكثر انتشاراً حول العالم وغيرها من الندوات التي تلقي الضوء على التجارب الإبداعية الشخصية وغيرها .ناقشت الكاتبة اللبنانية ميشلين حبيب في جلسة بعنوان كتابة القصة القصيرة كيفية إيصال الفكرة للقراء من خلال القصة وقدرة الكاتب على جذب القراء وتناولت اكتشاف ما الذي يشكله عالم القصة للمبدع وكيفية اختيار العناوين اللافتة في الطريق إلى الشهرة الأدبية والعالمية . هيثر ماكغريريغور تحدثت في جلسة بعنوان كتابة العمود الصحفي من واقع تجربتها الشخصية عن أهمية العمود الصحفي واكتسابه هوية خاصة تجذب القراء إلى متابعته وقراءته حتى النهاية، فضلاً عن أسرار العمود الصحفي الأسبوعي بوصفه مادة تشغل شريحة كبيرة من القراء الذين يحرصون على قراءته ومناقشة الأفكار الواردة فيه .نيك أرنولد مؤلف سلسلة العلوم الموجهة للأطفال تناول في جلسة بعنوان كيف تكتب الأدب الواقعي؟ كيفية كتابة أدب للأطفال وتوليد الأفكار والوصول إلى مصادر البحث الخاصة بهذا المجال، واستند أرنولد إلى تجربته الخاصة في هذا الميدان التي استقى منها طرائق جعل الكتابة مثيرة للاهتمام وتتضمن معلومات مفيدة تأسر القراء وتولد لديهم الرغبة في متابعة الأعمال الأدبية .وفي جلسة أخرى بعنوان البحث من أجل الكتابة ضمت: ريتشيل بيلنجتون وكيت موس وأرتيميس كوبر وجيوف داير وأدارها غريغ موس ناقش المنتدون فكرة الكتابة بوصفها عملية عضوية منظمة قائمة على البحث وفي ما إذا كان كتاب التاريخ أو السير يتبعون مقاربة تختلف عن الروائيين أو كتاب المقالات؟ وما هو البحث الضروري للكتاب الناجح؟ .وفي موضوع له علاقة بالكتابة المباشرة للناس أو مخاطبتهم من خلال الإنترنت اجتمع كتاب من جنسيات مختلفة وهم المدونون: بوريس أكونين وشوبها دي وكارولين فرج وكاثي شلهوب في جلسة بعنوان حوار حول التدوين حضرها عدد كبير من الكتاب، وقد تناولت الجلسة تفاصيل كثيرة حول جدوى بث الأفكار من خلال الإنترنت وتأثير ذلك في شريحة كبيرة من القراء الذين باتوا على علاقة وثيقة مع الكتاب من خلال ما ينشرونه في الفضاء الإلكتروني ومواقع هؤلاء الكتاب في التويتر والفيس بوك وغيرهما .وقد كان للرواية العربية بوصفها الأكثر انتشاراً بين الأجناس الأدبية اليوم نصيباً في ندوات المهرجان حيث تحدث الكاتب الإماراتي عبدالله النعيمي مؤلف رواية إسبريسو والكاتبة كلثم صالح مؤلفة كتاب صنع في جميرا وهم من الكتاب الذين حققوا انتشاراً واسعاً على تويتر وفيس بوك من خلال نشر عمليهما، وقد تناول النقاش جدوى النشر من خلال الوسائل الحديثة والنجاح الذي حققه كل منهما وآليات انتشار الكتاب من خلال هذه الوسيلة .وفي جلسة أخرى بعنوان شعراء السياسة/ عندما تصدح الحناجر بالشعر أدارت الكاتبة والمخرجة الفلسطينية هند شوفاني نقاشاً حلل الشعر النابض بالحياة وبالروح والذي يسعى للتفرد، وقد عرج الحديث على سبل توفير مناخات لتقبل مثل هذا الشعر من دون قيود مفروضة على الإبداع النابض بالحيوية والتألق .من جانب آخر أعلن المهرجان عن الفائزين في مسابقة مونتيغرابا للأعمال الروائية، وفاز بالمركز الأول أنابيل كنتاريا عن روايتها جرائم المربي، وحصلت ريتشيل هاميلتون على المركز الثاني عن روايتها قضية انفجار بورتالو وذهب المركز الثالث إلى لينداسي ماكونيل عن رواية الأحلام على مفترق طرق .وقالت أنابيل كنتاريا: أشعر بسعادة عارمة وأتشرف بهذا الفوز، لقد راودني حلم أن أصبح كاتبة منذ قصتي الأولى التي كتبتها وأنا في السادسة، ومنذ لك الحين ترعرعت على حب الكتابة، واليوم أحلم بألا أقوم بأي عمل سوى كتابة الروايات .وأكد لويجي بونومي رئيس لجنة تحكيم الجائزة ضرورة انتظام المسابقة وقال: لقد شملت المنافسة أكثر من 75 مشاركاً وحرصنا على تحري أعلى درجات الدقة والموضوعية في الحكم على الأعمال المتنافسة من حيث الموضوع وأساليب السرد ومدى استحسانها للقارئ والناشر، فبعض الروايات تمتعت بأسلوب جيد لكنها ابتعدت عن الواقعية، وتميزت روايات أخرى بقدرتها على تصوير مفردات الحياة الاجتماعية، فكان علينا أن نوازن بين هذين الأمرين .وقالت إيزابيل أبو الهول، مديرة المهرجان: إن الهدف من هذه المسابقة هو إعطاء دفعة لتعزيز المشهد الأدبي في دولة الإمارات، وايجاد وسيلة لتشجيع وتغذية المواهب . نشعر بالفرحة والسعادة إزاء المشاركين في المسابقة من حيث العدد والجودة، ونتطلع لمزيد من هذه المواهب الجديدة خلال السنوات المقبلة، ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لشركة طيران الإمارات ومجموعة فنادق انتركونتيننتال على كرمهم، كما ندين بالشكر والعرفان للويجي بونومي التي كانت هذه المسابقة من بنات أفكاره، والذي كرس الكثير من وقته وجهده لتقييم هذه الأعمال، وهو موجود بيننا في دبي لإعطاء تقييمه للمسابقة، كما لا يفوتنا بالطبع أن نتقدم ببالغ تقديرنا للدعم والمساندة اللتين أولتهما شركة مونتيغرابا التي احتضنت روح وقيم المهرجان بكل حماسة وشفافية .
Culture
الشارقة: ميرفت الخطيب تلبية لدعوة حرم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، رئيسة مؤسسة «القلب الكبير»، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، أطلق المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس مبادرة بتخصيص نصف ريع بيع كتاب «جواهر بنت محمد القاسمي.. رحلة الأمل والإنسانية» للمؤلفة صالحة غابش، مدير عام المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس، لصالح «صندوق أميرة»، لدعم علاج مرضى السرطان حول العالم، حيث سيتم بيع النسخ خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب.وقالت صالحة غابش، إن ما يقوم به المكتب الثقافي والإعلامي منذ سنوات من توظيف العمل الثقافي لصالح الأعمال الإنسانية يتوافق مع استراتيجية المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ويأتي دعم «صندوق أميرة»، من خلال بيع أهم إصدار للمجلس هذا العام، والذي يروي رحلة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، في العمل المؤسسي ويعرج على فترة مهمة في مسيرتها المتفاعلة مع القضايا الإنسانية على الصعيد الوطني والعربي والعالمي.
Culture
إن التحديات التي تواجه المرأة المثقفة في كافة أرجاء العالم، أعمق من مجرد تحدي امتلاكها الجرأة في الكتابة وعرضها الصريح للأفكار التي تمور في رأسها ووصفها العلني لمشاعرها التي تعتمل في خاطرها، وأكبر من مجرد قدرتها على وضع قدمها المطمئنة، والاستقرار في ساحة تغص بالمثقفين من الجنس الآخر وأكثر من مجرد دعم مادي لا يكفي لسندها معنوياً وأشد من محاولاتها الدؤوبة إخراج نفسها من عنق زجاجة تحجمها ضمن إطار شخصية ساذجة، لا تمتلك اهتمامات أكبر من الاهتمامات الاستهلاكية الضحلة . وربما يكون التحدي الأكبر، يكمن في موقف المجتمعات الضمني منها، والذي يختفي كثيراً أسفل ستار النظرة الرافضة لتعبيرها الحر عن أفكارها ومشاعرها، ويسهم في تحجيم موهبتها وينعتها بالتمرد في حال إبرازها لصوتها الأنثوي القوي أو إظهارها لإمكانات تفوق حجم إمكانات الرجل الفكرية في كثير من الأحيان، وتلك القرارات المسبقة التي تتخذها تلك المجتمعات وتسقط عليها تهمة القسوة والتجرؤ على ما يخرجها من إطار أنوثتها ويتسبب في نفور المجتمع منها يضعها ضمن دائرة عنف فكري مؤلمة قد تجهز على طموحاتها وتقضي على كل ما تملكه من مواهب فكرية قيمة .يزخر التاريخ بالنساء المثقفات من جل المستويات الثقافية، واللواتي تمكنت كل منهن من خوض معركتها مع المجتمع بالتحديد، بهدف إبراز إمكاناتها الأدبية والفكرية، متخطية بذلك أكثر من حاجز بنته التقاليد والأعراف، ومع ذلك لم تفلح معظمهن في تصوير حالة المرأة ووضعها النفسي والفكري، حينما تجد نفسها منبوذة اجتماعياً، ولم تحظ بفرصة الاستمتاع بنجاحها وبناء عالمها وصنع مجدها، لمجرد امتلاكها القدرة على التعبير عن نفسها، وتسويق أفكارها غير المؤطرة .ومع اختلاف الجهود التي بذلتها كل امرأة في زمنها، والتحديات التي واجهتها في مجتمعها وبين أبناء وبنات عصرها، يمكن القول إن كثيرات من النساء قد خطين خطوات شجاعة لاقتحام المجالات التي كان الدخول إليها يعد مخاطرة غير مضمونة النتائج، وتمكن بعد جهد واستنزاف للمشاعر من صنع تاريخ النجاح الذي تسير على دربه كل من جاءت من بعدهن وتتذوق ثماره كل من عاشت العصر الذهبي المعبد بعد رحيلهن .كما يمكن القول إن الامارات التي فاقت نسب تعليم الإناث فيها إلى مستويات عالية وأعدادهن في المجالات الأدبية والفنون نسب الذكور قد قدمت النموذج المشرف، الذي يمكن الاقتداء به عالمياً في دعم وتثقيف المرأة وإنجاح موازنة كسبها رضا المجتمع وثقتها بنفسها أولاً وأخيراً .
Culture
أكد حبيب يوسف الصايغ المدير التنفيذي للمركز الثقافي الإعلامي، أن كتاب الموسم الثقافي 2010 الذي أصدره المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، جاء ليشرح معاني التنوع في الفكر الثقافي والسياسي والأدبي والاجتماعي والمحلي والعديد من المجالات الأخرى بعيداً عن التوثيق، مشيراً إلى أن صدور هذا الكتاب كان تحدياً، وهو ما شجع على مزيد من التقدم والتطور الدائم .جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الصايغ صباح أمس، في مقر المركز في البطين، تم خلاله تدشين الإصدار الجديد كتاب الموسم الثقافي السنوي للمركز الثقافي الإعلامي للعام 2010 .ثمن حبيب الصايغ الدعم الذي حظي به المركز من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس المركز، وحرص سموه على أن يكون المركز قناة ثقافية وإعلامية وفكرية تعمل بالتوازي مع العديد من القنوات الأخرى الرسمية والشعبية في الدولة، وتصب في نهاية المسار في النهر الثقافي الكبير الذي تحرص قيادة الدولة الرشيدة على توسعته وتعميقه لينهل منه الجميع، إيماناً منها بأن المواطن المثقف الواعي يعد من الضمانات الأكيدة لأمن وطنه واستقراره .وقد نقل حبيب الصايغ في بداية المؤتمر تحيات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان إلى الحضور .وأكد الصايغ حرص سمو الشيخ سلطان بن زايد على دعم الكفاءات والنخب المواطنة وغيرها التي أثرت الموسم الثقافي وتضمنها الكتاب السنوي، مشيراً إلى أنه كتاب جامع أبرز الوجه المشرق لأبناء الوطن من خلال ما طرحوه في محاضراتهم وندواتهم التي تناولت مختلف القضايا الثقافية والفكرية وفي المجالات كافة، حيث أثبتوا جدارتهم في شتى حقول المعرفة وأنهم قادرون على الإبداع والتطوير .ودعا المؤسسات الحكومية والخاصة إلى دعم ورعاية وتشجيع أبناء الوطن من المثقفين والنخب الفكرية والعلمية .وأشار الصايغ إلى أن كتاب الموسم الثقافي الذي أصدره المركز، وكتب سمو الشيخ سلطان بن زايد مقدمته، يضم النصوص الكاملة للمحاضرات والندوات التي نظمها المركز خلال عام ،2010 والتي بلغت ثماني عشرة محاضرة، وأربع ندوات، شارك في تقديمها وفي أعمالها ثمانية وعشرون من المفكرين والإعلاميين والمسؤولين ورجال الدين أغلبهم من مواطني الدولة .وعدد الصايغ بعض الأسماء التي شاركت في إحياء الموسم الثقافي 2010 للمركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان من خارج الدولة .ولفت المدير التنفيذي للمركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، إلى أن برنامج الموسم الماضي بالشكل الذي خرج عليه وبالأسماء التي شاركت فيه يفرض تحدياً جديداً وكبيراً على المركز بالنسبة لمجريات الموسم الحالي ،2011 يتمثل في ألا يقل عن الموسم الماضي من حيث الشكل ولا من حيث المضمون، لكنه أعرب عن ثقته في أن دعم سمو رئيس المركز وتشجيعه يكفلان تجاوز هذا التحدي، وتجاوز أية عقبات أخرى تحول دونه .وأوضح أن الكتاب لا يحوي وقائع منتدى زايد السنوي الأول الذي نظمه المركز برعاية وحضور سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في نوفمبر الماضي، حيث خصص لهذا المنتدى كتاب منفصل سجل وقائعه وصدر قبل فترة عن المركز، وتم توزيعه على الجهات المعنية، وقال إن المركز بدأ توزيع كتابه الجديد على الجهات نفسها بالفعل، وذكر الصايغ أن الكتاب السنوي الجديد لعام ،2011 سيصدر في الأسبوع الأول من العام المقبل، كما سيكون هناك كتاب آخر يتضمن الندوات الشهرية للمركز .
Culture
القاهرة - "الخليج":يعد الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي أحد الأصوات التي تسعى دائماً لإحياء ثقافة التنوير من خلال ما يكتبه، وما يؤكد عليه من أن الهوية المصرية هي الركيزة الأساسية التي ينبني عليها أي مشروع إصلاحي، وهو يرى أن الثقافة المصرية أصيبت في مقتل خلال السنوات الماضية، نظراً لغياب دور المثقف في الشارع . * كيف تنظر إلى رحلتك الممتدة مع الشعر والثقافة بوجه عام؟- أنظر إلى هذه الرحلة بقدر من الرضا، لكنني كنت استطيع أن أقدم الأكثر لو أنني كنت تخلصت من بعض العيوب، ولو أن الظروف ساعدتني أكثر، لكن بشكل عام أنا راض لأنني حاولت أن أعمل بتأثير قيمتين أساسيتين: الأولى الصدق والثانية الإتقان، الصدق يصنع القدرة على مواجهة النفس ونقد الذات وبالتالي التحسين في المرة المقبلة والتجارب التالية واستكمالها، وهذا ما يفعله الإتقان، في العمل الثقافي لا يوجد منتهى للعمل، مهما بلغت روعة القصيدة تظل أيضاً مفتوحة على ما هو أروع .في كتابة المقال دائماً أنا حريص على ألا تكون بعيدة عن القصيدة، فهي ليست مجالاً لسرد المعلومات أو لمناقشة قضية فقط، لابد أن تكون مبدعة لأنها كتابة . * اللحظة الراهنة بحاجة إلى مثقف عضوي يتفاعل مع أحداث وقضايا المجتمع ويطرح حلولاً للخروج من الأزمات، فمتى يكون لدينا هذا النموذج؟- ما تسميه المثقف العضوي أنا أسميه المثقف صاحب السلطة، وأنا أتحدث في مقالاتي منذ فترة عن سلطة المثقف وسلطة الثقافة، حين لا تكون الثقافة مجرد أفكار ونشاط جمالي، بل تكون ضرورة حياتية مثل الطعام، لابد أن يفكر الإنسان حتى يعيش، الثقافة هنا تتصل بالتفكير، وهو ما يميز الإنسان، المثقف العضوي لابد أن يكون حراً، ولا يستطيع المثقف أن يمارس دوره إلا إذا كان حراً، لأن فكرة الحرية مرتبطة بالمسؤولية .وحول هذه المسألة بالتحديد يمكن أن نتحدث عن محمد عبده فهو الذي كتب لعرابي وقادة الثورة العرابية برنامجهم السياسي، وتحمل النتائج ونفي خارج مصر، وهو أيضاً سعد زغلول فهو كاتب من كتاب جريدة "الوقائع" وكذلك طه حسين وعلي عبدالرازق، لم يكتف هؤلاء بالكتابة لكنهم شاركوا في التغيير على أكثر من مستوى اجتماعياً وسياسياً . * لماذا تراجع دور المثقف؟- تراجع لأن التفكير والعمل الثقافي كان محنة عشناها طوال العقود الماضية، عشرات المثقفين زج بهم في السجون، وفصلوا من وظائفهم، ومنعوا من الكتابة وتعرضوا للاغتيال كما حدث مع فرج فودة ونجيب محفوظ . * في كتابك "الثقافة ليست بخير"، طرحت العديد من الأسئلة حول مستقبل الثقافة في مصر، بعد ثورة يناير هل لا تزال عند رأيك؟- لا تزال الثقافة ليست بخير، الفطرة الإنسانية عامة يمكن أن تصنع المعجزات، كما حدث في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، لكن الثقافة السائدة غير الفطرة، هي التي ظهرت في مصر، وسادت خلال العقود الماضية، وظلت تنمو وتزيح ثقافة النهضة، أصبحت موجودة في كل شيء، على ألسنة الناس وفي الصحف حتى في أسماء المصريين وأسماء المحال، هذه الثقافة أفشت في مصر كلها أفكار حسن البنا وسيد قطب، وظهرت في التظاهرات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية . * كيف ترى الخروج من الأزمة؟- لم يعد أحد يذكر رواد النهضة من الطهطاوي إلى طه حسين ولويس عوض، إنهم محاصرون، عملية الاعتقال لم تطل الأحياء فقط، بل طالت الراحلين، سلطت عليهم أجهزة منحطة، والخروج من هذه الثقافة لا يكون إلا بثقافة أخرى، ويتم ذلك من خلال مشروع قومي ليست مهمته إدارة أو وزارة أو حكومة، لكن مشروع تسهم فيه البلاد كلها، ويبدأ بالمدرسة الابتدائية حتى نصل إلى الدراسة الجامعية، ولابد أن يكون ما نراعيه في التعليم هو ما نراعيه في الثقافة والإعلام، علينا أن نعتبر أنفسنا في جهاد لمدة عشر سنوات نجدد فيها ثقافتنا ونهضتنا .
Culture
أعلنت إدارة مسرح إسطنبولي وجمعية تيرو للفنون عن تنظيم الدورة الخامسة من مهرجان لبنان المسرحي الدولي في الفترة الممتدة من 27 وحتى 31 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، في مدن صور والنبطية جنوبي لبنان، وذلك بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة ومؤسسة دروسوس، وقد تم فتح باب استقبال العروض للفرق المحلية والعربية والأجنبية حتى 15 أغسطس/آب المقبل، كما وسيقام على هامش المهرجان عروض سينمائية وموسيقية ومعارض فنية. وتتنافس العروض في المسابقة الرسمية للمهرجان على جائزة أفضل ممثل وممثلة، وجائزة أفضل إخراج، وأفضل نص، وأفضل سينوغرافيا، وأفضل عمل متكامل. وعبرت اللجنة المنظمة عن أهمية إقامة المهرجان في مناطق مختلفة مع وجود ورش تكوينية وندوات ومناقشات، مما يساهم في تأسيس ثقافة مسرحية في جميع المناطق تحقيقاً للإنماء الثقافي المتوازي في وجه التهميش الثقافي الذي تعانيه بعض المناطق اللبنانية. وقال مؤسس المهرجان الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي «رغم إقفال سينما ستارز قسرياً في النبطية إلا أننا نصارع من أجل البقاء والاستمرارية من خلال المتطوعين والطلاب، فنحن متمسكون بالحلم والأمل في ظل غياب السياسات الداعمة للثقافة».
Culture
صدر عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مجموعة شعرية جديدة بعنوان البدايات الأخيرة للكاتب والباحث سعيد الغانمي، تتضمن 11 قصيدة تناولت الاغتراب والمنفى والحنين إلى الوطن .يعمد الغانمي في كتابته القصيدة إلى تصوير الوقائع والأشياء بلغة جميلة تداعب مخيلة القارئ، وتتميز الصورة الشعرية بمطابقتها للواقع، كما تزخر قصيدته بالكثير من المفردات التي تشير إلى المنفى والغربة والموت كقصيدة قبر هنا أو هناك، التي تبرز فيها معالم الحنين إلى الموت والقبر وما يقصده هنا الشاعر الموت في وطنه وليس في المنفى بعيداً عن أرضه ووطنه .وتبرز القصائد التي ضمتها المجموعة الشعرية الكثير من الحزن في الحاضر الذي يعيشه الشاعر ومع ذلك فهناك بريق أمل في المستقبل، مما يبرز اكتمال مرحلة النضوج الشعري من خلال مختلف الأحاسيس والمشاعر التي عاشها وأبرزها بصورة شعرية متألقة ورؤية إبداعية مستعيناً بذاكرته التي تعيده إلى قرطبة وبابل والفرات هارباً من زمانه ومكانه .
Culture
يعالج كتاب «شراء الوقت» لفولفجانج شتريك الذي ترجمته إلى العربية د. علا عادل ونشرته دار صفصافة للنشر والتوزيع، الأزمة المالية للرأسمالية الديمقراطية المعاصرة في ضوء النظريات التي ظهرت في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي.وكانت التفسيرات التي نجمت عن تلك النظريات متنوعة وغير موحدة على الإطلاق، وتم صياغتها في كثير من الأحيان بسطحية، وشهدت تغييرات لا يمكن توقعها، مع مسار الأحداث، في مواقف كثير من الكتّاب دون أن يلاحظها أحد، كما يجد أيضاً كل من أعاد النظر إليها إصراراً مستميتاً على خلافات صغيرة، داخل الأسرة النظرية، تبدو اليوم مبتورة أو غير مفهومة تماماً، حيث بدت الأزمة الرأسمالية مؤجلة دوماً.ويشير المؤلف إلى أنه يستند إلى نظريات السبعينات ويحاول تحديثها في ضوء أربعة عقود من مرحلة التطور الرأسمالي، إنه يتعامل مع أزمة الرأسمالية من منظور دينامي، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ في تسلسل تنموي.إن الأزمة التي يتحدث عنها المؤلف هي إحدى أزمات الرأسمالية في سياق الديمقراطيات الفنية في العالم الغربي، تلك الأزمة التي تشكلت عقب تجارب الانهيار الكبير، وإعادة تأسيس نظم الرأسمالية والديمقراطية الليبرالية بعد الحرب العالمية الثانية وانهيار نظام ما بعد الحرب في السبعينات ونشوء أزمة النفط، وحدوث التضخم وقد امتدت تأثيرات تلك الأزمة ونتائجها إلى مجتمعات أخرى في الحاضر، وينتظر امتدادها إلى الآخرين في المستقبل أيضاً.
Culture
أبوظبي: «الخليج» أكد الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن الذكاء الاصطناعي سيغير صورة العملية التعليمية كاملة، خلال الفترة القادمة، وذلك استناداً إلى تسارع تطور التكنولوجيا، وما يرتبط بها من تغير في الوظائف التي يحتاجها سوق العمل، وكذلك المهارات الرقمية، وغيرها من طرق وأساليب التدريس، وإعداد الخريجين للتفاعل مع الثورة الصناعية الرابعة. جاء ذلك في الندوة التي نظمها جناح جائزة خليفة التربوية في المعرض، بحضور أمل العفيفي الأمين العام للجائزة، وعدد من القيادات التربوية والتعليمية في الدولة. وأكد الشامسي أن الذكاء الاصطناعي يمثل إحدى الركائز القوية لنهضة التعليم خلال الفترة المقبلة، مجيباً عن عدد من التساؤلات حول المهارات الرقمية في سوق العمل، ومهارات الثورة الصناعية، وآلية تطبيق التعلم الانفرادي، والتركيز على المعرفة، وكذلك ماهية الغرفة الصفية، وتغير دورها في ضوء المحاضرات الرقمية التفاعلية، إضافة إلى بناء نظم معلومات طلابية ذكية. وأشار إلى تغير مفهوم المكتبة الجامعية، وكذلك الكتاب الجامعي والمنهاج الدراسي والامتحانات، والتي تحولت كلها بفعل الذكاء الاصطناعي إلى نظم ذكية تفاعلية، مستندة إلى مفهوم البيانات الضخمة التي تعزز من صناعة القرار في الحرم الجامعي الرقمي، مشيراً إلى أن التعليم بحاجة إلى استقطاب أفضل الأساتذة من حول العالم، ومواجهة التحديات الخاصة بالفجوة بين صناع القرار والأكاديميين، والجاهزية الرقمية للهيئة التدريسية، وقبول وإدارة التغيير.
Culture
محمد أبو عرب اختصر المثل الشعبي‮ ‬الدارج‮ «‬الكتابة ما بتطعمي‮ ‬خبز‮» كل ما‮ ‬يجري‮ ‬اليوم على صعيد المشهد السياسي‮ ‬العربي‮ ‬وحتى العالمي،‮ ‬إذ‮ ‬يبدو المثل أشبه بجملة فلسفية تضع قوة الكلمة أمام هيمنة السلطة،‮ ‬فتفتح جدالاً‮ ‬طويلاً‮ ‬حول ما أنتجته ملايين الكتب الصادرة مقابل ما أراده الزعماء والقادة العسكريون‮.‬ ربما‮ ‬ينبغي‮ ‬على الكتّاب والقراء اليوم النظر ملياً‮ في ما ‬يجري،‮ ‬وإعادة النظر إلى جدوى الكتابة وحقيقتها،‮ ‬فالعقود الماضية وحتى مئات السنوات الماضية التي‮ ‬شهدت على تشكّل حضارات إنسانية في‮ ‬العالم،‮ ‬ظلت تؤكد أن الكتابة والكلمة قادرة على إنتاج فرد واع ‮ ‬يتمسك بإنسانيته المحضة‮.‬ يظهر هذا واضحاً‮ ‬لدى حديث مجتمعات العالم الثالث عن مجتمعات العالم الأول،‮ ‬فالمثقفون‮ ‬يعزون أسباب نهوضهم وتطور مستوياتهم الاجتماعية والثقافية إلى مستويات القراءة لديهم،‮ ‬وعدد الساعات التي‮ ‬يقرأها الفرد سنوياً،‮ ‬وهذا بالضرورة‮ ‬يطرح تساؤلات عديدة،‮ ‬وهي‮: ‬هل كان فعل القراءة لديهم سابقاً‮ ‬لنهوضهم أم لاحق؟ وهل نهوضهم قائم على الكتّاب وما‮ ‬يصدرونه أم على السلطة السياسية وقدرتها على تحقيق مستوى معيشي‮ ‬أعلى لمواطنيها؟ بالإجابة عن تلك الأسئلة‮ ‬يتوجب على المثقفين في‮ الوطن العربي‮ ‬النظر إلى واقع الأمر بعيداً‮ ‬عن التنظير والآراء الوجدانية الخارجة عن المنطق والواقع،‮ ‬فما جدوى ملايين المؤلفات التي‮ ‬صدرت عربياً‮ ‬طوال مئة عام من الزمن،‮ ‬في‮ ‬محاولة شاقة لإنتاج مجتمعات واعية،‮ ‬ترفض كل ما‮ ‬يخدش إنسانيتها،‮ ‬ما جدوى كل تلك الكتب إن كان قرار سياسي‮ ‬واحد‮ ‬يمكنه أن‮ ‬يقسم المجتمعات إلى فريقين متقاتلين كل منهم‮ ‬يريق دم الآخر بلا خشية أو وعي‮.‬ هل شكل نجيب محفوظ،‮ ‬وإحسان عبدالقدوس،‮ ‬وجبران خليل جبران،‮ ‬ونزار قباني،‮ ‬ومحمود درويش،‮ ‬ومحمد أركون،‮ ‬ومحمد عابد الجابري،‮ ‬ومحمد مهدي‮ ‬الجواهري،‮ ‬وكل أعلام الثقافة العربية،‮ ‬هل شكلوا رادعاً‮ ‬جمالياً‮ ‬أو وجدانياً‮ ‬أمام ما‮ ‬يجري‮ ‬اليوم على الساحة العربية من اقتتال،‮ ‬هل فكر أحد من المتقاتلين في‮ ليبيا،‮ ‬أو سوريا،‮ ‬أو العراق بقصيدة‮ «فكر بغيرك» ‬للراحل درويش‮.‬ هل استعادوا «‬وأنت تعود إلى البيت،‮ ‬فكر بغيرك،‮ ‬لا تنس شعب الخيام‮»‬،‮ ‬هل استعاد أحد من المقاتلين خلاصات محمد أركون في‮ ‬الإنسانية،‮ ‬أم رجع أحد منهم إلى تعاليم جبران ‮ ‬في‮«‬النبي‮»‬،‮ ‬هل فعل ذلك أحد منهم وهو‮ ‬يصوب رصاصه‮.‬ الحكاية كلها نسجها وجدانيون،‮ ‬وراقت للكتاب كثيراً،‮ ‬إذا شعروا بجدواهم وقدرتهم على الوقوف نداً‮ ‬أمام السلطة،‮ ‬وفي‮ ‬واقع الأمر وحتى تاريخياً،‮ ‬لم‮ ‬يشكل الكتاب سوى ضحايا أم فكرة رأس الهرم وطاقته،‮ ‬ولم تشكل مؤلفاتهم سوى نصوص ‬جمالية ذهنية تنفع كثيراً‮ ‬حين‮ ‬يتحول الهرم إلى مكعب وتتوزع السلطة على اوجهه الثمانية‮.‬ لهذا كله‮ «‬الكتابة لا تطعم خبزاً‮» ‬لكنها ستبقى جمال‮اً ‬يخرجنا ولو قليلاً‮ ‬من هذا الراهن القاتم،‮ ‬وستظل الرصاصة وحدها تطعم حسرة وخسارة كعادتها‮.‬
Culture
محمد إسماعيل زاهر تتعدد وسائل التثقيف في العديد من بلدان العالم، فلم تعد المسألة تقتصر على تلك القائمة المعقدة من الكتب التي يصفها العديد من الخبراء العرب في ذكرياتهم أو حديثهم عن التكوين، أو في مجالسهم الخاصة عندما يتناولون أبرز «الكتب» التي ينبغي قراءتها ليحصل الإنسان على ما يتمنى الوصول إليه من قدر موزون من المعرفة، قائمة أقل ما توصف به أنها معقدة وتعبر عن المرحلة التي وصل إليها صاحبها بعد معاناة وتجارب مطولة مع الكتب، لا تأخذ في الأعتبار ظروف المتلقي، ومرحلته العمرية وتعليمه.. إلخ. خذ مثلاً أي مثقف يتحدث عن تكوينه لابد أن تتضمن قائمته الكثير من أمهات الكتب، ونادراً ما يشير أحدهم إلى بداية ما جذبه للقراءة، كأنه شب ليقرأ «الحرب والسلام» لتولستوي مرة واحدة، ولم يمر على أرسين لوبين أو أجاثا كريستي، والأكثر مدعاة للاهتمام هنا تلك الأسماء التي يطالعها المراهقون، ويعتبرها مثقفونا في جلساتهم برزت نتيجة لأي سبب إلا الموهبة، هؤلاء يتم رفضهم وإخلاء القائمة منهم حتى ولو كانوا ضرورة مرحلية يجب على أي مراهق المرور بها حتى يصل إلى القراءات النخبوية. والملاحظ كذلك في تلك الأحاديث أنه لا مكان إلا للكتاب المقروء، فالثقافة في عرفهم كلمات مطبوعة تلتقطها العين لتنفذ إلى الرأس ومن ثم تؤثر في الوعي، فلا يتم التطرق إلى الفيلم أو الموسيقى أو الأغنية.. إلخ، إلا من قبيل تلطيف الحديث، أما الكتاب المسموع فيندر أن يشير إليه أحدهم مع أنهم صدعونا بثقافتنا «السمعية»، ولا يمكن أن تجد من يتكلم عن تلك القنوات التاريخية والجغرافية و الوثائقية التي حولت جانباً مهماً من الثقافة إلى منطقة المرئي والمبصور مع ضجيج لا ينتهي كذلك حول مفعول الصورة السلبي، فكل ما لا ينتمي إلى تلك الدائرة الضيقة التي تتضمن مجموعة منتقاة من الكتب لا يمكن الركون إليه أو الثقة فيه، أي لا يعول عليه إذا استعرنا تشبيه ابن عربي الأثير. هي الثقافة عندما تبتعد عن دائرة الرغبة في التأثير أو على وجه الدقة تعجز عن ذلك، حيث لا تمتلك القدرات البشرية، أي المثقف، القادر على التفاعل مع المتلقي من خلال خطاب واضح وبسيط، يشعر القارىء بصدقه، يضع المصلحة العامة على رأس الأولويات ولا يسجن نفسه في آراء معلبة وجاهزة تناسب مختلف المواقف، هو غياب المثقف الذي يكتب بقلبه، ويؤمن بضرورة تنوير الناس بشتى السبل ويعمل على ذلك ويشجع مصادر المعرفة المختلفة حتى لو كانت ساذجة طالما ترتقى بالشعور والوجدان، وطالما تعزز من قيمة الحب في ظل واقع يبدو أنه أبعد ما يكون عن تلك القيمة.
Culture
نظمت جامعة الحصن في أبوظبي أمس الأول ندوة أدبية في نادي القراءة للشاعر المصري حمزة قناوي، تحت عنوان الأدب العربي الحديث والأجناس الأدبية، تناول فيها أسباب ظهور وتنوع الأجناس الأدبية، وأنماط الخطاب الأدبي في الأدب العربي الحديث، وخصائص ومميزات الأدب العربي الحديث، ونظرية الأجناس الأدبية . أدار الندوة د . محمد سعيد حسب النبي، الأستاذ في كلية التربية ورئيس نادي القراءة في الجامعة، وحظيت الندوة بحضور كثيف من الطالبات وحضرها لفيفٌ من أساتذة الجامعة، تقدّمهم رئيس جامعة الحصن الأستاذ الدكتور عبد الرحيم الصابوني الذي شارك في طرح الأسئلة وإثراء الحوار، مستعرضاً تطور الأجناس الأدبية وعوامل نشوء هذا التطور من انفتاح على الثقافات وتعدد مسارات واتجاهات تيار ما بعد الحداثة . ورأى قناوي أن خصائص الأدب العربي الحديث مرتبطة بالظرفية الحضارية التي ظهر فيها هذا الأدب والصفات التي واكبت استعمالاته المختلفة داخل الزمن الثقافي الحديث بصفة عامة، وأهم هذه الخصائص المتمثلة في الأدب العربي الحديث، معتبراً أهم هذه الخصائص التعبير عن حركة الواقع الثقافي وتفاعلات الإنسان الفكرية والعاطفية مع شروط هذا الواقع الاجتماعي بجميع مكوناته والنبض الواقعي للأدب وارتباطه بآفاق تطور الإنسان العربي وأمنياته وآماله التي يعبر عنها، وكذلك إحباطاته ونكساته التي يواجهها أو يشكو منها .وأكد قناوي انحيازه لفن الشعر كقيمة باقية، وقال إن هذا الزمن إن كان زمن الرواية فالشعر هو لكل زمن، ورأى أن القصيدة القيّمة ستبقى مع الزمن وإن لم تُتلَق بالشكل الذي تستحقه، أو لم تجد القارئ الذي يحتفي بها لأن الفن يمتاز بتعديه لفكرتي الزمان والمكان، فهو مُتداول عبر الإنسانية والعصور .
Culture
استضاف المقهى الثقافي في المعرض الباحث أسامة مرة، وأدارت الجلسة نعمات حمود اعتبر مرة أن الثقافة قضية وطنية مثلى وليست من الكماليات، فالوطن ليس محصوراً في كونه مصدر رزق، بل هو مصير وهوية وانتماء، وإنتاج وواجبات، وبالتالي علينا صوغ مثل تلك الثقافة بما فيها من عمل جماعي، وترابط مدني وتبادل للحوار، والثقة بين الناس، فالثقافة مرتبطة بالهوية، خصوصاً في المجتمع الإماراتي، كما أن الحاجة ملحة إلى تطوير وبلورة مشروع ثقافي وطني فاعل وعصري وشامل، يسهم في تشكيل شخصية المواطن في المستقبل، ويحفز الأجيال الناشئة على احتلال رؤية عقلية نقدية وإبداعية وإنسانية في آن واحد، للتفاعل والتعامل مع التحولات والمتغيرات التي طالت البنى الاجتماعية والمعرفية والاقتصادية في المجتمع الإماراتي . وواصل مرة عرض كثير من المقولات والأفكار التي تحدث بها أصحابها بخصوص الصحافة والثقافة، وهي بالضرورة تستوجب النقاش والجدل والبحث، ومن بينها ما قاله الباحث إبراهيم السبيعي، الذي أكد أننا نفتقر إلى من هو قادر على سبر أغوار قضايا ثقافتنا المحلية بعيداً عن الشللية والصراعات الجانبية والقضايا التي عفا عليها الزمن، لافتاً إلى أهمية اكتشاف المواهب والكفاءات، مشيراً إلى أن الثقافة تتحرك بإيقاع أسرع من الصحافة .وأكد على ضرورة توافر الموضوعية والمهنية الحقيقية "حتى تنجز المهمات والأعمال المطلوبة من الصفحات الثقافية بشكل سليم"، وتساءل: متى نستطيع تقديم رؤى ذات قيمة تخدم المشهد الثقافي والمجتمع؟
Culture
ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي العراقي في الامارات شهد متابعو الأسبوع أمس الأول عرض مسرحية خرجت من الحرب سهواً على خشبة المسرح الوطني في ابوظبي وقدمتها الفرقة القومية للتمثيل وهي من تأليف يحيى ابراهيم واخراج فلاح ابراهيم وتمثيل زهرة بدن ويحيى ابراهيم.والمسرحية التي شهدت حضوراً جماهيرياً مميزاً، تحكي قصة الحرب في العراق، وجدلية الحرب والحب في حوارية اختزلت المشاعر الإنسانية العميقة والعذابات العراقية اليومية.وتضمنت فعاليات الأسبوع أيضاً محاضرة للناقد الموسيقي العراقي عادل الهاشمي حضرها سعيد العامري رئيس قسم التأليف والنشر في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، واقيمت المحاضرة في اتحاد كتاب وأدباء الامارات في المسرح الوطني في أبوظبي. وعن منشأ الأغنية العراقية، قال الهاشمي: لا نستطيع الاحتكام إلى الأغاني ما قبل وبعد الميلاد، لأن الشواهد الأثرية السومرية والأكادية تؤيد وجود الغناء لكنها لا تمثل سوى آهات أدائية دون ألحان أو وزن إيقاعي، آهات حجرية تقول الغناء وتكتفي بلا فواصل إيقاعية تزن هذا القول، مؤكداً أن القرن العشرين كان قرن تطور الغناء العراقي .
Culture
للمرأة حضور مستفز ومثير لضجة نقدية وفكرية واسعة في الأعمال الأدبية، سواء أكان عملاً يكتبه رجل أو عملاً تكتبه امرأة . ولايزال حضورها يمثل إشكاليات للكتّاب أنفسهم أو حتى للمجتمع الذي يكتب الكاتب ضمنه، وقد تقف كثير من الأقلام النقدية في مواجهة الكاتب، موقفاً شرساً يجعلها تشرح فكر الكاتب، وكأنها تفتح باب التحقيق معه عن ماهية المرأة المكتوبة في عمله الأدبي، ولماذا يكتب عن تلك الصورة أو تلك الملامح بالذات، ناسية أو متناسية أن أهم ما في العمل الأدبي أو الفكري مضمونه ورسالته، بغض النظر عن تصوير شخصياته أو ملامحهم .يثير النقد زوبعة عن تفاعل الكاتب مع أعماله بمشاعره الشخصية والخاصة التي يسمح له أن يسكب الكثير منها تلقائياً في ما يكتبه، ولكن هذا لا يعني أبداً أنه يتوجه بقلمه نحو امرأة بعينها أو يسجل أحداث ذاكرته التي تصور شخصية نسائية عرفها أو تعيش في دائرتها، وبأن الكاتبة تسجل خواطرها الشخصية أو أحداث حياتها كما حصلت . ويؤثر النقد كثيراً في عمل الكاتب حين يفتح نوافذ التساؤلات الكبرى التي تثير انتباه الكثيرين لمراجعة العمل من جديد، ومحاولة تركيب ملامح الشخصية المكتوبة على أقرب امرأة تعيش أو عاشت في محيط الكاتب نفسه أو الكاتبة نفسها .فلو كان الكاتب رجلاً، فهو سيواجه علامات الاستفهام التي تدور حول مدى ارتباطه بشخصياته النسائية، وقد تصل درجة المقارنة الى محاولة تركيب ملامح الشخصية على امرأة تدور في محيطه، وإن لم تكن تشبهها بشيء .ولو كانت الكاتبة امرأة، فهي ستجد نظرات الاتهام تحيط بها من كل جانب، وكأنها تكتب عن نفسها، وتستخرج من أعماقها تلك الشخصيات الخفية التي لايعرفها أحد، فيفضحها القلم، وينسى المتهمون بأن الكاتبة أديبة ، لديها القدرة على استنطاق مخيلتها، وتخليق الشخصيات والأحداث التي لم تحدث، فكأن كل ما تكتبه محسوب عليها .لاشك أن قوة تأثير العمل الأدبي، يعني في الدرجة الأولى مدى نجاح كاتبه في فرض واقعية ليست حقيقية، بل تعتمد في أصلها على خيال أو فكرة مرت بخاطره فحوّلها بإبداعه الى حياة كاملة ذات تفاصيل وشخصيات مترابطة، جعلت من يقرؤها يشعر بنبض الحياة فيها، ويبدأ في تخميناته حولها .إن حضور النساء في الأعمال الأدبية يثير ضجة كبرى منذ تاريخ الكتابة، ولايزال يفعل ذلك الى اليوم، فهي بالأصل لافتة للانتباه ومثيرة للجدل في حياتها ووجودها وعالمها النسائي كثير التفاصيل، وقد فرضت هذا الحضور على الواقع فكيف لا تفرضه على الخيال، وكيف لايصبح التفكير بحضورها، والتنازع حول ما يليق بهذا الحضور، أو ما لا يليق به موضوعاً أساسياً من مواضيع نقد العمل الأدبي؟
Culture
شريف صالح كاتب مصري مقيم في الكويت، يكتب القصة القصيرة والمسرحية، ويمارس العمل الصحافي، وله تجارب إبداعية غنية يحاول من خلالها إعادة اختراع العالم إبداعياً وفق أحلامه من دون الغرق في التفاصيل العادية .أصدر شريف صالح مجموعتين قصصيتين هما: إصبع وحيد يمشي وحده، ومثلث العشق . ومؤخراً حصل على جائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها الرابعة عشرة في فرع المسرح عن مسرحيته رقصة الديك . حصلت أخيراً على جائزة الشارقة في الإبداع عن مسرحيتك رقصة الديك ماذا تمثل لك هذه الجائزة؟ الجائزة تعني إشارة تقدير لنص وليس لشخص، فاللجنة التي لا أعرف أحداً فيها ولا آليات تقييمها، وهم بالطبع لا يعرفون صاحب النص . . رأوا في رقصة الديك ما يستحق نيل جائزة . . وتلك هي القيمة المهمة جداً لي وأعني التحلي بأكبر درجة ممكنة من النزاهة في ظل ما نراه وما نقرأه وما ندركه في خبراتنا اليومية من ممارسات سلبية تشوب الكثير من الجوائز من العربية . . ولا أنكر بالطبع سعادتي على المستوى الإنساني أن أجد جهدي المتواضع مثمناً ومحتفى به . هل استطاعت جائزة الشارقة أن تحرك شيئاً في حركة الثقافة العربية؟ رغم قناعتي بأن الجوائز لا تصنع كاتباً، لكن دورها مهم في الإشارة إلى الأعمال الجيدة، وتشجيع المبدعين العرب الشباب (المظلومين إعلامياً) وتسليط ضوء على تجاربهم . وأزعم أن جائزة الشارقة خلال أربع عشرة دورة حققت هذا الدور بنزاهة تحسد عليها، لدي أصدقاء كثيرون فازوا بها في مجالات ودورات مختلفة، وجميعهم كانوا يباركون لي وهم متفقون من دون ترتيب مسبق على أنها واحدة من أكثر الجوائز العربية احتراماً ومصداقية، إضافة إلى نشر الأعمال الفائزة وتلك مسألة في غاية الأهمية لأن معظمنا يعاني من شروط الناشر الخاص المجحفة، فماذا نتوقع من جائزة أدبية سوى المصداقية وتشجيع المبدعين ونشر إبداعهم وتسليط ضوء على تجاربهم وتحفيزهم للبحث الأدبي ومشاريع كتابية متنوعة؟! ما القضية التي تطرحها مسرحيتك رقصة الديك؟ رقصة الديك فكرة قديمة جداً تراودني منذ ربع قرن تقريباً . . وأخفقت في معالجتها أكثر من مرة إلى أن تشكلت في صيغة مونودراما عن جنرال متقاعد يخوض حرباً مأساوية وهزلية ضد جيش من الصراصير وهو يجتر مشاعر متضاربة بأنه ضحية الزعيم الأكبر، ضحية النظام الذي خدمه بإخلاص دون أن ينتبه إلى كونه جزءاً من هذا النظام . في عالمنا العربي عانينا وربما مازلنا نعاني أشكالاً رهيبة من التسلط والدكتاتورية وما أكثر الأعمال الإبداعية التي عالجت ذلك بالطبع، وكل ما حاولت أن أضيفه من وجهة نظري المتواضعة أن الخطاب هنا لا ينتجه شخص ظلمه الجنرال مثلاً، بل ينتجه الجنرال نفسه مستعرضاً فلسفة تبريرية مزمنة، وأكاذيب أدمنها وآمن بها، ومعانياً من الاغتراب والعماء عن إدراك معاني الحرية والعدالة، ولعل الانتفاضات العربية التي تفور الآن هنا وهناك، تؤشر بوضوح على تلك الحالة المرضية التي حاولت الاقتراب منها وتحليلها، وبدلاً من أن يكون العامل المضاد للجنرال من البشر الواعين، فضلت أن يكون من الصراصير حسب أوهامه ومنطقه لأن شخصاً دموياً فقد آدميته لا يستطيع أبداً أن يدرك معنى آدمية الآخرين . ألا تتفق معي أن المسرح العربي يشهد تراجعاً منذ عقود؟ لا أحب حالة التباكي على الأطلال ولا على اللبن المسكوب . . الإبداع بدءاً من بيوت الرمل التي يبنيها الأطفال على الشواطئ كي يجرفها موج البحر وصولاً إلى فن الباليه . . يظل في حال حراك يتقدم ويتراجع ويسلم لأشكال متنوعة لكنه لا يموت ولا يفنى، فإذا اتفقت معك أن المسرح تراجع فهذا يعني أن الدراما التلفزيونية تقدمت أو الرواية أو الغناء، لأن الإبداع ببساطة هو الجزء الأصيل والجوهري والحيوي في هويتنا الإنسانية، لذلك لا يزعجني على الإطلاق أن قلة فقط تكتب المسرح أو قلة فقط تقف على خشبته . برأيك هل أزمة المسرح: أزمة نصوص أم تمويل؟ لا أتصورها أزمة نصوص لأنه فن عريق وعتيق يعود إلى آلاف السنين وقدم لنا مكتبة هائلة جداً من النصوص العظيمة القابلة دائماً لإعادة الإنتاج، في حال لم يوجد النص ابن اللحظة، فلعلها أزمة تمويل انطلاقاً من قناعتي بأن نوعية معينة من الإبداعات في زمن ما قد يصعب تداولها أو إخضاعها لمبدأ العرض والطلب مثل المسرح أو الموسوعات الثقافية أو الأوبرا . . من ثم فإن على الحكومات دعم هذه الأنشطة أو فرض ضريبة تجارية تخصص لمثل هذه الأنشطة، فطالما أن لأي إبداع جانباً تقنياً قابلاً للرواج تجارياً وآخر جمالياً قد لا يحظى برواج واسع، فثمة حاجة دائمة لرعاية هذا الجانب . هل تتوقع أن يزدهر المسرح بعد ثورة الشباب في مصر ويسترد مكانته؟ لنتفق أن ثورة 25 يناير فعل درامي بامتياز، فثمة صراع أضداد عنيف جداً، وثمة أبطال قتلوا في أجواء ملحمية، مع الفارق أن الممثل على الخشبة يمثل الموت، أما في ساحة الثورة في مصر فالشباب فقدوا أرواحهم فعلاً، وميدان التحرير في مصر كان أعظم خشبة مسرح يمكن أن يراها المرء، وقد أسهمت عشرات القنوات والعرض المستمر على مدار الساعة في تكريس درامية الحدث وجعله مرئياً ومؤثراً في ملايين المشاهدين بما تضمنه من لحظات إنسانية وخطب وقصائد وأغانٍ ولوحات تعبيرية ونكات . . وعندما كنا طلبة في المرحلة الجامعية كان المسرح الصيغة المثلى والفورية للتعبير عن أنفسنا والتعليق على الأحداث من خلال عروض هزلية وارتجالية .
Culture
بدأت مساء أمس الأول في المكتبة العامة في الشارقة فعاليات الدورة الثانية من ورشة التأليف المسرحي التي تنظمها إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة لمصلحة مجموعة من الكتّاب الإماراتيين والعرب المقيمين ويشرف عليها الكاتب المسرحي السوري فرحان بلبل .تحدث بلبل عن برنامج سير العمل في هذه الدورة على مدى أيامها الأحد عشر، ولخصه في ثلاث مراحل تبدأ بتعميق بعض المفاهيم والقضايا الحساسة التي تم التعرض لها سريعا في الدورة الأولى كالراوي وبناء الشخصية وغير ذلك، ثم في مرحلة ثانية تتم قراءة النصوص التي أنجزها الكتَّاب المشاركون في الدورة نصاً نصاً، ونقاشها من قبل الجميع، ويطلب من كل صاحب نص أن يعدّله على ضوء الملاحظات التي قدمت له خلال النقاش، وفي مرحلة أخيرة تعاد قراءة كل نص معدل ونقاشه، لتقرير ما هو صالح للنشر من غيره، حيث ستعمد الدائرة لاحقاً لنشر النصوص المزكّاة من قبل المشرف .وأكد بلبل أن أركان التأليف المسرحي لا تزال هي هي، لم يتغير شيء في طبيعتها، لكن الذي تغير هو تقنيات ومفاهيم العمل المسرحي، وتبعاً لذلك تغير شكل وبناء النص المسرحي، وعلى الكاتب اليوم أن يلائم نصه مع هذه المعطيات الجديدة ويوظف ما توفره له من التقنية الحديثة لإخراج نص حديث مجار للعصر، وقال إن العرض المسرحي في القرن التاسع عشر كان يمتد إلى نحو أربع ساعات، واليوم لم يعد العصر يتحمل أكثر من ساعة واحدة أو ساعة ونصف للعرض، وكانت المسرحية تتألف من خمسة فصول ثم صارت ثلاثة ثم اثنين ثم واحدا، وهو ما يستدعي بالتأكيد إيجازاً واختزالاً في النص .من جانب آخر احتضنت المكتبة العامة مساء أمس الأول أيضا اختتام فعاليات ورشة العمل المسرحي التي نظمتها إدارة المسرح في الدائرة تحت قراءة الطاولة وأشرف عليها المخرج المسرحي د . عبدالإله عبدالقادر . عرف عبد الإله قراءة الطاولة بأنها اللقاء الذي يجمع فريق العمل المسرحي في طاولة مستديرة قبل الشروع في رسم حركة الممثلين وتثبيت عناصر السينوغرافيا على الخشبة حيث يُقرأ نص المسرحية بصفة جماعية ويشارك الجميع في تحليله وتقسيم فقراته وتفكيكها ليصلوا إلى رؤية مشتركة له، وهي مرحلة تأسيسية في إنتاج العرض المسرحي، ولا يمكن تجاوزها . واستعاد د . عبدالقادر تجارب إخراجية عدة خاضها في العراق والإمارات .وأكد د . عبدالقادر أن الذين يتوجهون إلى الخشبة مباشرة متخطين مرحلة قراءة الطاولة ظنا منهم أنهم يختصرون الزمن، هم في الواقع يخسرون زمنا مضاعفاً ويفاقمون على أنفسهم العمل أكثر فأكثر عندما يضطر إلى تصحيح أخطاء البدايات في مرحلة متقدمة .
Culture
يواصل معرض الشارقة الدولي للكتاب مشاركته في معرض الرياض الدولي للكتاب، في دورته الثامنة التي تقام خلال الفترة من 4 إلى 14 مارس الجاري، بمشاركة أكثر من 900 دار نشر من 32 دولة، أبرزها إسبانيا التي اختيرت ضيفة شرف تقديراً للروابط بين ثقافتها والثقافة العربية .وقال أحمد بن ركاض العامري، مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب: "تعتبر مشاركتنا في معرض الرياض الدولي للكتاب من أهم مشاركاتنا الخارجية في هذا العام، بسبب العلاقات الثقافية المميزة بين السعودية والإمارات، والحضور البارز والمتواصل لدور النشر السعودية في المعرض منذ انطلاقته الأولى قبل 33 عاماً، كما أن القارىء السعودي يعتبر من أكثر القراء العرب نهماً على القراءة واقتناء الكتب الورقية، وتوجد في المملكة العربية السعودية العديد من الجهات التي تتولى إصدار الكتب إلى جانب دور النشر، ويشمل ذلك الجامعات والمراكز البحثية والجمعيات والمؤسسات الحكومية، لذلك نحن حريصون على التواجد بقوة في هذا المعرض للتواصل مع الناشرين وتسهيل مشاركاتهم في الدورة المقبلة من معرض الشارقة، وكذلك نريد أن نتواصل مع القراء وندعوهم إلى زيارة معرضنا" .وأكد أن تواجد إسبانيا ضيفة شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب أضاف عليه المزيد من الأهمية، خاصة أن إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب تتطلع إلى التواصل مع الناشرين الإسبان والمتحدثين بالإسبانية في أمريكا اللاتينية لاستقطابهم للمشاركة في معرض الشارقة، وإطلاعهم على منحة الترجمة التي أطلقها المعرض والمدعومة من حكومة الشارقة . وأضاف: "يشكل تواجدنا في المعرض فرصة لدعوة المثقفين والكتّاب والمفكرين الإسبان إلى التعاون معنا وترجمة مؤلفاتهم من الإسبانية إلى العربية وبالعكس" .
Culture
أكد الشيخ سعيد بن طحنون بن محمد آل نهيان أن العين أصبحت وجهة ثقافية مهمة في الدولة، عبر ما تتضمنه من مبادرات مهمة، ولا سيما معرض العين تقرأ الذي أخذ موقعه المتقدم بين الفعاليات الثقافية المحلية في الإمارات، مشيداً بالتطور المضطرد للمعرض عاماً بعد عام، جاء ذلك في أعقاب الجولة التي قام بها مساء أمس الأول في المعرض .وقال الشيخ سعيد بن طحنون: استمتعت بالجولة في المعرض، حيث يتسم بتنظيم مميز وعناوين متنوعة، لقد تحول إلى عرس ثقافي كبير، ونرجو لهذا الحدث المهم أن يواصل مسيره تطوره وأن يتم الإعداد له منذ وقت مبكر لكي يحافظ على ما يتمتع به من إقبال كبير من سكان المدينة .وأعرب عن سعادته بقدرة المعرض على إبراز الوجه الثقافي للمدينة، فضلاً عما ضمه المعرض من أنشطة ولقاءات مع المثقفين والكتاب الإماراتيين، وذلك بفضل حرص القيادة الرشيدة ومؤسسات الدولة الوطنية وشبابها ومثقفيها على ترسيخ المشهد الثقافي المحلي، لما لذلك من أثر كبير في تعزيز الانتماء الوطني .استطاع المعرض الذي اختتمت فعالياته أمس استقطاب عدد كبير من الجمهور ليس فقط كوجهة ثقافية وفرت للمهتمين مختلف أنواع الكتب باللغتين العربية والإنجليزية بل أيضاً كملتقى جمع نخبة من كتاب وأدباء الدولة بجمهور المدينة عبر سلسلة من البرامج والأنشطة والفعاليات الأدبية والجلسات النقاشية التي تثري الحياة الثقافية، خاصة مع توفر مجموعة متنوعة من الندوات التفاعلية والحوارات والقراءات الشعرية ولقاءات تواقيع الكتب التي حظيت باهتمام كبير من جانب زوار المعرض .يقول الفنان التشكيلي عمر البحرة: أشعر بالفخر والسعادة لوجود مثل هذا المعرض الذي يحمل اسم العين، وأتمنى أن يزداد تألقاً بين عام وآخر، فقد أتاح لنا من خلال لقاءاته الأدبية المختلفة سواء في الشعر أو القصة أن نخرج إلى فضاءات ممتعة، ولكننا لا نزال في تعطش إلى المزيد من هذه الفعاليات وتكثيف أكبر لها عبر المعرض من خلال اختيار نخبة أكبر من المفكرين والفنانين الإماراتيين .وتطالب الشاعرة نجاة الظاهري بتزايد الندوات بحيث لا تقتصر على المعرض وحسب بل تستضيفها الجامعات أيضاً لكي تستقطب أكبر عدد ممكن من المهتمين والمتخصصين فمن شأن ذلك إثراء المناقشات وتعميقها وتقول : حرصت بشكل يومي على حضور المعرض والاحتكاك بكبار الشخصيات الأدبية والشعرية والتعرف إلى نتاجهم وعصارة تجاربهم، وهو ما يصب في النهاية في تجربتي الشعرية والأدبية عبر الحوار معهم والاستفسار منهم عن الكثير من القضايا الأدبية التي تراودني كثيراً .وترى القاصة مريم الساعدي التي قدمت إحدى اللقاءات الأدبية في المعرض أن الندوات والفعاليات الثقافية الموجهة للجمهور والتي تتيح له الاحتكاك برموز الأدب والفن والفكر في الدولة ذات دور كبير في تنشيط الحركة الثقافية في المدينة، ولكنها تحتاج إلى ترويج، حيث يتطلب الإقبال عليها بشكل كبير المزيد من الدعاية والتنويع في الضيوف والأسلوب، والإبداع في التنظيم واختيار شخصيات لها قدرة كبيرة على إثارة انتباه الجمهور، من خلال الحوارات المطروحة والأفكار التي تدور بين الكاتب والمتلقي .
Culture
دبا الحصن: علاء الدين محمود انطلقت مساء أمس الأول في دبا الحصن فعاليات مهرجان «المسرح الثنائي» في دورته الثالثة، وحضر الافتتاح جمهور كبير تقدمه الشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في خورفكان، وعبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة، وبحضور أكثر من 100 ضيف ومشارك من أقطار عربية عدة، ورعت شرطة دبا الحصن اليوم الأول للمهرجان وقامت بتكريم عدد من المشاركين في فعالياته.افتتح العرض الإماراتي «فردة دماغ»، لفرقة المسرح الحديث، من تأليف جاسم الخراز وإخراج إبراهيم سالم، المهرجان وهو من بطولة مرعي الحليان وإبراهيم سالم، وسينوغرافيا محمد جمال، وتدور قصة العرض حول شخصين يسكنان في غرفة واحدة وهما: الأستاذ الجامعي «جليل»، مرعي الحليان وماسح الأحذية «فرج»، إبراهيم سالم وداخل هذه الغرفة يتقاسمان الهموم والشكوى حيث يكتشفان العوالم المشتركة والمتناقضة في حوارية بديعة، تكشف عن المعاناة وألم الحياة، فالأستاذ الجامعي يصب جامّ غضبه على الأقدار التي جعلته يشارك ماسح أحذية غرفته ويبث له همومه ومشاكله التي تعرّض لها، بعد أن تم طرده من الجامعة التي كان يدرس فيها، عقب توبيخه لأحد الطلاب، ليقوم والد الطالب بقذف فردة حذاء على «دماغه»، ذلك الدماغ الذي يعتز به الأستاذ الجامعي صاحب الثقافة العالية، ليرمي به القدر إلى مصادقة «ماسح أحذية»، ليدخلنا العرض في جدل الواقع ومعاناته، فماسح الأحذية هو الآخر يشكو من جور الزمان، ويكشف عن ثقافة كبيرة، فلئن كان الأستاذ الجامعي يكتشف الأشياء ويقرأ الواقع من خلال الكتب والمراجع، فإن ماسح الأحذية يقرأ عقول ونفسيات البشر من خلال أحذيتهم؛ فيحكي عن كيف أن حذاءً معيناً يكشف عن صاحبه والأفكار التي يحملها، كل ذلك من خلال تعلمه من الحياة واحتكاكه المباشر مع البشر، بعكس الأستاذ الجامعي الذي يجلس في برج عاجي، وفي هذه الصداقة الغريبة يكتشف «جليل» عوالم أخرى، وتهديه صداقة ماسح الأحذية، الحكمة ومعرفة جديدة لم يطّلع عليها في الكتب، ولا من خلال منصبه كأستاذ جامعي، في تلك الغرفة التي احتوت على عشرات من الكتب، وأكوام من الأحذية في مجاورة غريبة.النص ينفتح على المتغيرات والمتحولات داخل النفس البشرية، وكيفية مجابهة الواقع من خلال التجارب المختلفة والنفسيات المتباينة من خلال الشخصيتين المتناقضتين في العرض الذي حمل حوارات دالة تطورت رويداً رويداً حتى وصلت بالعرض إلى ذروته، ورؤية إخراجية مستبصرة ومبدعة، استطاع من خلالها إبراهيم سالم أن يتجاوز النص المكتوب ليحشده برؤية مخرج مقتدر أثرت كثيراً من محمولات ومضامين القصة، خاصة من خلال نجاحه في استخدام أدوات المسرح في مجال السينوغرافيا، ويأتي الأداء البديع من الممثلين ليشكل الإضافة الحاسمة للعرض، فالأداء النوعي حلّق بالنص عالياً وشكل بعداً مختلفاً لمضامينه، ليحقق العرض كل عناصر الفرجة للحضور الذي تفاعل كثيراً، خاصة أن الممثلين داخل العرض انصرفا لتحقيق رؤية العرض بانضباط وإيقاع موزون، فكان الأداء هو الحاسم في نجاح عرض أفلح في مقاربة فكرة المسرح الثنائي.بعد العرض عقدت ندوة نقدية وتطبيقية، تحدث فيها الناقد فيصل العبيد والمخرج إبراهيم سالم، وعدد من ضيوف المهرجان من نقاد ومخرجين، حيث وجد العرض استحساناً من الجميع خاصة أداء الممثلين وتوظيف عناصر السينوغرافيا وتنفيذها بحرفية داخل العرض، وذكر العبيد أن كاتب النص قد ترك إرشادات كثيرة في هذا العمل، وأن المخرج قد قام بتنفيذ هذه الإرشادات التي شكلت بديلاً للكلمات في النص، وهي العملية التي ساعدت عليها الحركة داخل فضاء المسرح، مشيراً إلى أن المخرج أفلح في الاشتغال على النص في تفاصيل دقيقة، مشدداً على أن الإخراج يشكل على الدوام توأمة للسينوغرافيا، وأن قدرة المخرج على دمج هذه العناصر أنتج عرضاً مختلفاً وتجربة فريدة، خاصة أن المخرج استخدم عناصره باقتصاد وحرفية، حيث تعامل مع فضاء العرض مراعياً حركة الممثل، وأضفى على الحوار لمسة كوميدية أضافت للعرض وبرع في استخدام الدلالات والرمزيات، مؤكدًا على تفاعل الجمهور مع العرض.و أشاد المخرج الجزائري محمد شرشال بالعرض الذي وصفه بأنه يقترب من عوالم صمويل بيكيت، وهو ذات ما ذهب إليه المخرج العراقي باسم الأعسم والذي وجد أن العرض حفل بالإحالات والاستعارات الأٌسلوبية بدءاً من العنوان الذي حمل دلالات بديعة وجاء معبراً عن روح النص، مشيراً إلى أن العرض قد مال أحياناً إلى التطويل مما خلق نوعاً من الرتابة، غير أن أداء الممثلين قد خفف منها، فيما شدد الناقد اللبناني هشام زين الدين، على نجاح المسرحية مستدلاً باستمتاع الجمهور بها، لافتاً إلى أن كل شخص يشاهد أي عرض وفق ثقافته وفكره المسرحي، وهو ذات ما ذهب إليه الناقد المصري تامر كرم، عندما أكد ضرورة أن يُدرس العرض كما طرحته الرؤية الإخراجية، فالنظر إلى العمل الفني من وجهة نظر صنّاعه، ضرورة نقدية، وجاءت النقاشات بعد ذلك حول مفهوم السينوغرافيا، وأشار البعض إلى أن المخرج قام بترجمة انفعالات الشخصيتين بصورة جيدة.وتحدث مخرج العرض إبراهيم سالم مشيداً بالمداخلات، موضحاً أن هنالك مفاهيم لا يمكن الاختلاف عليها، ولفت إلى أن اللجوء إلى التطويل أحياناً جاء ضرورياً من أجل تصوير الصراع بين الشخصيتين، منبهاً إلى أن لغة ماسح الأحذية في العرض جاءت قريبة من لغة الأستاذ الجامعي، لكونه ينطلق من خلفية ثقافية، معلناً انحيازه للغة الفصحى لأنها تحفز الممثل على استخدام قدراته بشكل جيد.وسبق العرض المسرحي عقد ورشة تدريبية لأساتذة المدارس قدمها الدكتور جان قسيس، نقيب الممثلين في لبنان، عن «الإلقاء المسرحي»، وشارك فيها عدد من الطلاب والمعلمين والممثلين والنقاد، وركز المحاضر فيها على أهمية الإلقاء وضرورة إتقان الممثل للتقمص والاندماج في الدور، والتحدث بلغة عربية سليمة.
Culture
منذ أن باشرت عملها انطلاقاً من دمشق عام ،1989 قدمت دار كنعان للدراسات والنشر التي يديرها المثقف والناشر الفلسطيني سعيد برغوثي، حزمة من العناوين التي تشير إلى توجهها الثقافي، وهو التوجه التنويري والعقلاني الذي يسعى إلى نشر ثقافة التنوير والإبداع في الحياة الثقافية العربية. ففضلاً عن استقطاب هذه الدار لمؤلفات أبرز الشعراء والروائيين والمبدعين العرب، فقد نشرت عدداً من المؤلفات التي أثارت جدلاً معرفياً.ولا بدّ هنا من الإشارة إلى تميّز الترجمات التي تبنتها دار كنعان وهي ترجمات تأتي في السياق العام الذي اختطته الدار لنفسها إنما انحازت إلى ما هو غير مألوف أو مطروق في الحياة الثقافية العربية. ولعل نقلها مشروع المثقف الاجتماعي الفرنسي الراحل جان ديبارديو قد حقق لهذه الدار المزيد من الاحترام في الأوساط الثقافية والأكاديمية العربية على السواء. ربما لأن المنهج الذي كان قد استخدمه لم يكن مألوفاً حتى في الغرب وأكاديمياته. ولم تتوقف الترجمة في دار كنعان على الفرنسية وحدها بل تجاوزتها إلى الألمانية والانجليزية، وذلك انطلاقاً من حرص الدار على تعزيز إصداراتها بكتب مترجمة عن اللغات المذكورة بما يخدم الحوار والتلاقح الثقافي ويعمل على تجسير العلاقات الثقافية والمعرفية والإنسانية.. ويرفد المشهد الثقافي العربي بشكل عام بمعارف ثقافية أخرى تعزز ثقافة الحوار والتعدد.. كل ذلك ضمن مشروع ثقافي واسع يتطلّع لدعم المؤسسات الثقافية التي تؤمن بكرامة الإنسان وحقه في الحرية والمعرفة أينما كان.وحرصاً من دار كنعان على تمايز إصداراتها اعتمدت العديد من الرموز الثقافية المهمة كهيئة استشارية من ضمنها الروائي الراحل عبد الرحمن منيف، والمسرحي المعروف الراحل سعدالله ونّوس، والناقد فيصل دراج، والباحثان المصريان الدكتور نصر أبو زيد، والدكتور جابر عصفور. أما مكتبة زهراء الشرق فقد تخصصت في الكتب العلمية والأكاديمية وسواها مما يبني للقارىء ثقافة في المجالات المعرفية المتعددة.وقد برزت هذه الدار مؤخرا بنشاطها اللافت في إصدار عدد من العناوين في المعرفة العلمية الراهنة التي تلامس التربية النفسية والاجتماعية في صورها المتعددة إلى حدّ انها قد زودت المكتبة العربية بالكثير من العناوين الجديدة.هكذا فقد دفع هذا المنجز اللافت للدارين: كنعان وزهراء الشرق إلى تكريمهما على ما قدّماه للمكتبة العربية بكل فروع المعرفة عبر الرؤية الخاصة بكل منهما.
Culture
تحلّ الهند ضيف شرف الدورة التاسعة والعشرين من معرض أبوظبي للكتاب، والتي تنطلق خلال الفترة من 24 وحتى 30 أبريل/نيسان، وستشارك الهند في المعرض ببرنامج متنوع يتوقع أن يكون جاذباً ومميزاً، يتضمن العديد من الأنشطة والفعاليات، ويشمل فعاليات الأدب والثقافة والفن والموسيقى والسينما والرقص، كما ستتيح هذه المشاركة الفرصة أمام المستثمرين الراغبين في اكتشاف مزيد من الفرص التي يمكن الاستفادة منها في ظل حرص مجموعات ودور النشر الهندية على التواجد في المشهد الثقافي الخليجي من أجل تسهيل التواصل مع الجاليات الهندية المتواجدة في الإمارات، بالإضافة إلى مشاركة مؤلفين وكتاب وأدباء من الهند كسفراء لأدب بلادهم ذات التعددية الثقافية والثراء الأدبي والفني. وقال سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: «ليست مفارقة اختيار الهند الدولة ضيف شرف المعرض، وإنما تأتي هذه الخطوة تأكيداً على عمق العلاقات التي تربط بين الهند والعالم العربي، وكذلك انسجاماً مع التاريخ العريق للعلاقات الإماراتية - الهندية التي سبقت قيام الاتحاد في العام 1971، وتأسست على التجارة لتنطلق منها إلى مختلف المجالات الحيوية، إلى جانب المخزون الثقافي والحراك الأدبي والعلمي والفني على الساحة الهندية التي تتعايش فيها 24 لغة رسمية ومئات اللهجات، ولا تقتصر قوة الهند على اقتصادها أو على صناعة السينما المعروفة، إنما تكمن مصادر قوتها في كونها عملاقاً ثقافياً، فهي تزخر بنحو 16 ألف دار للنشر». وختم بالقول: «إننا حريصون على الانفتاح الثقافي على العالم، والاحتفاء بثقافات الآخر على أرضنا الطيبة، التزاماً بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، وإسهاماً منا في تحفيز التحول إلى اقتصاد المعرفة وتفعيل السياحة الثقافية التي تمثل معارض الكتب وفعالياتها الثقافية المصاحبة أحد أهم مظاهرها المشرقة».
Culture
علاء الدين محمود ما زالت كلمة الفيلسوف الألماني جورج فيلهلم فريدريش هيغل 27 أغسطس 1770 - 14 نوفمبر 1831، هي العليا في الفلسفة، فلسفته العميقة والمتعددة والمتداخلة، بناظم صارم، لا يسمح بفهمه مجتزأً، إلا عبر فهم فلسفته كاملة، ولكأن تاريخ الفلسفة، أو تاريخ التفلسف، واتخاذ موقف كبير من الحياة والوجود والعدم، كل هذه الأشياء والتي تحولت إلى مفاهيم فلسفية، كأنها بدأت مع هيجل، رغم مرور عشرات الأفكار السابقة عليه، وعلى رأسها وعلى نحو قريب فيختة وكانط، ف هيجل كان المنعطف الأكبر في تاريخ الفلسفة، صاحب فيوضاتها وفتوحاتها الكبرى والحاسمة، حتى صار يلقب بفيلسوف ألمانيا الأكبر، ليصبح ممراً لا بد منه لكل مرتادي الفلسفة، بل بوابة الفلسفة الكبرى التي أخذ منها الفلاسفة فيما بعد، تأثروا به واتفقوا معه، وتأثروا به واختلفوا معه، وبعضهم من اختلف معه بأدواته، وانقلب عليه بعد تمثل مفاهيمه.وكان ميلاده الفلسفي لحظة فارقة، ليس في ألمانيا فقط، ولكن منذ أن انتشرت مفاهيمه، وآراؤه صار هنالك كلمة جديدة، وموقف جديد، وتاريخ جديد للبشرية منذ أن أطل كالبرق عبر مؤلفه الشامخ «فينو مينولوجيا الروح»، الكتاب أو المنجز أو المرجع الذي أحدث انقلابا كبيرا في المعرفة، الكتاب الذي أرخ للعقل البشري، ورصد تقلباته عبر التاريخ، كيف صارت المعرفة وتطورت وكيف تتطور، هو الكتاب الذي يؤرخ لتلك الإضاءات التاريخية للعقل البشري، حتى لحظته، أي حتى لحظة كتاب هيجل «فينو مينولوجيا الروح»، لأن لحظته تلك هي علامة فارقة جديدة في تاريخ المعرفة البشرية، وكذا في تاريخ العقل، فقد أحدث بالفعل ثورة كبيرة في الفلسفة، وبات كأنه «سفر» لا بد منه لكل من أراد أن يسير في طريق الفلسفة.كل الفلاسفة وردوا «فينو مينولوجيا الروح»، وقد احتفى الناس بهذا الكتاب في أوساط النخب حينذاك، حتى ليظن الناس أن ليس هيجل من قام بتأليفه، بل هو كتاب قادم من عمق الأساطير والميثيولوجيات القديمة، ليصبح معينا لكل من أراد أن يغوص في مغامرات الوجود، ويجتلي مجاهيلها، وربما ما أسطر حقيقة لهذا المؤلف العظيم كون كاتبه كان في عمر صغير، حيث لم يتجاوز هيجل حينها السابعة والثلاثين عاما، ولا عجب أن يتحول هذا المؤلف نفسه إلى أيقونة، ومادة تشبع، لا نقول تقتل، بحثاً.ولم يكن غريباً أن يتأثر الفلاسفة اللاحقون بفلسفته التي شكلت الأساس الذي انطلق منه كل الفلاسفة، فمن «المعرفة المطلقة» و«الفكرة المطلقة» أتت كل الفلسفات اللاحقة، التي شكلت امتداداً أو اختلافا مع هيجل، لكنه الاختلاف الذي ما كان من الممكن أن يظهر لولا وجود المختلف عليه، وهي المفاهيم التي وضعها هيجل، بالتالي كل الفلسفات من لدن ماركس وحتى دولوز وهبرماس كلها خرجت من عباءة هيجل.يقول هيجل عن فلسفته أنها احتوت الفلسفات السابقة جميعاً، بل هو قام بتفسير ما أراد من سبقه من الفلاسفة أن يقوله ولم تسعفهم التجربة الإنسانية في الاستدلال عليه أو إيضاحه، يقول والاس عن هيغل «إن ما يريد هيجل أن يقوله ليس جديداً ولا هو مذهب خاص، إنما هو فلسفة كلية عامة تتداولها الأجيال من عصر إلى عصر، تارة بشكل واسع، وتارة بشكل ضيق، ولكن جوهرها ظل هو هو لم يتغير، وقد ظلت على وعي بدوام بقائها وفخورة باتحادها مع فلسفة أفلاطون وأرسطو».لقد ميز هيغل بين ثلاثة مفاهيم مبينا التداخل والانفصال فيها: الحقيقة، والوجود، والوجود الفعلي.كما أيد في نقاشه مقولة أفلاطون: أن هناك انفصالا بين الحسي والعقلي ولكنه ليس انفصالاً مطلقاً، بل علاقة متداخلة، وأن المعرفة بكليتها ناتجة عن تلك العلاقة المتداخلة بين الحسي والعقلي، ومن هذا الأساس الجدلي نشأت فكرته عن الوحدة المطلقة بين الفكر والوجود وشكلت الأساس الذي قامت عليه فلسفته برمتها. [email protected]
Culture
نظم النادي الثقافي العربي مساء أمس الأول في الشارقة أمسية للشعراء: جميلة الرويحي وإبراهيم محمد إبراهيم من الإمارات، ود. أكرم قنبس، وعدنان شحادة والطالبة غسق إبراهيم من فلسطين، وأحمد أبوالعالي (موريتانيا) أدار الأمسية د. إبراهيم الوحش.تتضمن الأمسية العديد من القصائد التي تنوعت في أشكالها ومستوياتها الفنية، والتقت جميعها على حب الوطن، فتغنى الشعراء بالإمارات، وتناولوا تاريخ الدولة ومفاصل بناء نهضتها العمرانية والثقافية التي نشاهدها اليوم، في الوقت الذي تناولت بعض القصائد فلسطين.في هذا الإطار، ألقت الشاعرة الرويحي قصيدة بعنوان حب الوطن جاء فيها:غردي يا عنادل أرضووطن..في سماء الإماراتأحلى لحن.إلى أن تقول:سبع عش عزيزاً أو متى وأنت كريمهذي الإمارات تحملراية زايدفي القلب تبقىراية تحملها أكف صقورٍتمتد إلى الآفاقمعلنةً أن حب الوطن أغلى..وقرأ إبراهيم محمد إبراهيم قصيدة فليسهر السهد، قال فيها:نسابق في حب الإمارات شوقناوإن قيل جن القوم، ما خاننا الرشدُنجن بها فخراً ونخلاً وصبوةًويسكرنا في حضنها القيظ والبردُأما عدنان شحادة فطرز قصيدة عمودية بعنوان خليفة الأمل وذكرى الاتحاد تغنى فيها بعزيمة قادة الدولة منذ تأسيسها حتى ترسيخ معالم الدولة الحديثة، وشاركه في هذا الاتجاه أكرم قنبس من خلال قصيدة أيا إمارات التي بدأها بالقول:كالملح في الماء أم كالماء في الملحأجريت عمرك بين الناس يا جرحيأما أحمد أبوالمعالي فقرأ قصيدة عمودية بعنوان خصمان نحن نزع فيها التأمل بإلقاء شعري عالي النبرة.في ختام الأمسية كرمت إدارة النادي الشعراء بتسليمهم الشهادات، وبعض الهدايا التذكارية الرمزية.
Culture
إعداد: عثمان حسن هو تولستوي، في حربه وسلامه، شبابه الصاخب وشيخوخته الحكيمة، أرستقراطيته وبساطته.وهو تولستوي أيضاً في أدبه وفلسفته ورسالته الاجتماعية، الروائي والمؤرخ والمفكر والمعلم.بين حياة مضطربة، وروايات زاخرة بألوان الحياة وتشكيلاتها، هو تولستوي، القمة الأدبية والإنسانية، والباحث حتى الجذور في جوهر الوجود، عميقاً إلى حيث الحقيقة، معبد السائلين.وهو تولستوي، العبقرية الفذة المشتغلة بالأدب والفلسفة والسياسة، لكنه من قبل ومن بعد الإنسان المشغول بالإنسان.ارتبط تولستوي وإخوته بعلاقة وثيقة بالمربية الطيبة تاتيانا، لكن وضع الأطفال في حضانة الكونتيسة الكسندرا أوستن بعد وفاة الوالدين، ألقى بظلال من الأسى على الأطفال وتاتيانا، لا سيما بعد أن توفيت الكونتيسة الكسندرا وانتقلت الحضانة إلى شقيقتها التي تحولت بالأطفال إلى مدينة كازان بعيداً عن تاتيانا، رغم مداومة تولستوي على زيارتها كل صيف. بين الدراسة والعمل كان ليو تولستوي مهتماً بالآداب الشرقية، كما كان راغباً في امتهان العمل الدبلوماسي في المنطقة العربية، ما دفعه للالتحاق بكلية اللغات الشرقية في جامعة كازان، ودراسة اللغتين العربية والتركية، غير أنه سرعان ما تحول إلى دراسة القانون، بعد فشله في اجتياز اختبارات السنة الدراسية الأولى، ليكمل في هذا التخصص أعواماً ثلاثة، اضطر بعدها أن يقطع دراسته الجامعية ويعود إلى مسقط رأسه فيباشر رعاية أملاك الأسرة.ومنذ عهد الدراسة الجامعية عرف تولستوي مرحلة من الطيش الأخلاقي والاجتماعي طبعت حياته مدة من الزمن، لكنه كان يتحلى بمثُل عُلا، لعلها لم تلائم ما يستدعيه موقع رجل الأعمال المشرف على الإقطاعية الواسعة وشؤون الفلاحين، فترك ذلك كله بعد نحو عامين وحاول استدراك حياته العلمية بالعودة إلى الجامعة في موسكو ثم سان بطرسبورج، دون أن يفلح فيما أراد، بسبب استمرار طيشه ولهوه وانغماسه في لعب القمار والديون. في القوقاز عام 1851 بدأ تولستوي حقبة جديدة ومختلفة من حياته حين رافق شقيقه في الخدمة بصفوف الجيش الروسي محارباً في جبال القوقاز، التي تأثر بطبيعتها الساحرة رغم الحياة العسكرية الخشنة.وكان أن سجل تولستوي جانباً من هذه الحياة الثرية في روايته الأشهر «الحرب والسلام»، كما ألف في سنوات لاحقة ثلاثة كتب تظهر التراتبية في عناوينها وهي: «الطفولة»، «الصبا»، «الشباب»، وكذلك كتب لاحقاً كتابه «الكوزاك» الذي ضم عدة قصص تحكي حياة شعوب القوقاز، وقد أنهى تولستوي حياته العسكرية عام 1855 وعاد إلى سان بطرسبورج، قبيل بدء فصل جديد من حياته. المصلح التربوي تنقل تولستوي بين عدد من الدول الأوروبية وأخذ عنها بعض الطرق المتقدمة في التعليم، وأراد أن ينقل ذلك إلى مجتمعه، فأنشأ مدرسة خاصة لأبناء المزارعين، كما أطلق مجلة تربوية عرض فيها أفكاره، ليعوض ما فاته من التعليم وينال حظاً أكبر من الثقافة والعلوم.وكان تولستوي في خضم ذلك كله يختلط بالمزارعين يعلمهم فكره ويتعلم منهم أساليب عملهم، ويدافع عن حقوقهم في وجه تسلط ملاك الأراضي. تولستوي الجديد عرف تولستوي كما تقدم حياة صاخبة في سنوات شبابه، لكن تحولاً كبيراً كان يختبئ في النصف الثاني من عمره، بدأت معالمه حين قارب الخمسين، فطغى الجانب الروحي على المادي بشكل أثار جدلاً كبيراً قديماً وحديثاً بين النقاد حول طبيعة هذا التحول ودوافعه.وقد تعمق تولستوي في دراسة الدين والعقائد والإفصاح عن آراء ذات طابع صوفي.ورغم حالة الهدوء والسعادة التي غمرت أسرته في إثر هذا التحول الكبير، فإن نفس تولستوي لم تعرف الهدوء، بل تلاطمت فيها أمواج أسئلة كبيرة وبحث عميق عن إجابات في كينونة الحياة ومقاصدها.ويشار إلى أن هناك من الدارسين لهذه التغيرات في حياة تولستوي واهتماماته من ذهب إلى أنه اعتنق الدين الإسلامي أواخر حياته، مستشهدين بمراسلاته مع بعض أعلام العرب والمسلمين من أمثال الشيخ محمد عبده، واهتمامه بدراسة الشريعة الإسلامية وكتاباته في هذا الصدد التي من أبرزها كتيب بعنوان «حكم النبي محمد»، لكن كل ذلك يبقى في دائرة التأويل والشهادات غير المؤكدة. زوجته تزوج تولستوي عام 1862، من الكونتيسة صوفيا أندريفيا، الزوجة المحبة المتفانية التي كان لها دور كبير في حياته، وقد أنجبت منه ثلاثة عشر طفلاً مات خمسة منهم صغاراً.وصوفيا هي من خطت بيدها رواية الحرب والسلام سبع مرات، وتم نشر النسخة الأخيرة منها، وقد حظيت صوفيا باهتمام خاص من النقاد والدارسين، الذين أسهبوا في قراءة العلاقة المتوترة والمليئة بالتناقضات بين هذين الزوجين، لتتعدد أوصاف الزوجة بين المظلومة والاستثنائية والمكافحة.وقد عاشت صوفيا بعد تولستوي سنوات تتردد خلالها إلى قبره طالبة الصفح من الزوج الذي غادرها آخر عمره فمات في رحلته الأخيرة. المحطة الأخيرة عمر تولستوي طويلاً، وعرف حياة حافلة متقلبة، أمضى السنوات الثلاثين الأخيرة منها في عصف نفسي، فسيطر القلق على فكره بحثاً عن إجابات لأسئلة لا تنتهي، لمشاكل إنسانية لا انقضاء لها.توفي تولستوي عام 1910 بعد قرار بمغادرة محيط الأسرة، والسفر بعيداً نحو دير تسكنه شقيقة له، وهو ما لم يكن يحتمله تولستوي الثمانيني في بلاد البرد القارس، فأصابه التهاب رئوي لم يمهله طويلاً، لتكون نهايته في محطة قطار بقرية استابو حيث قضى عن اثنين وثمانين عاماً. مع السلام وضد التسلط الديني كانت لتولستوي ثقافته وآراؤه ومواقفه، ومنها موقفه المعارض للكنيسة الأرثوذكسية، الذي نشأ عن ثقافة دينية كونت رأياً فلسفياً واجتماعياً يدعو للسلام ويرفض الاستغلال والعنف.عرفت آراء تولستوي انتشاراً وقبولاً لدى الكثيرين، مقابل معارضة شديدة من الكنيسة، فوصل الحال إلى تكفيره وحرمانه من الرعاية الكنسية، ورغم ذلك فقد داوم مريدو تولستوي على زيارته في دارته التي آثر العيش فيها عيش المزارعين البسطاء ومفارقة حياة الترف والثراء.ويصور كتاب «مملكة الرب في داخلك» لتولستوي الكثير من ملامح مذهبه الأخلاقي، من نبذ العنف وتمجيد فكر المقاومة السلمية، وهذا تحديداً ما أثر في أعلام من ورثة هذا المذهب من بعد، مثل المهاتما غاندي ومارتن لوثر كينج. الحرب والسلام في بدايات القرن التاسع عشر، غزا جيش نابليون بونابرت الأراضي الروسية، لكن الاجتياح باء بالفشل بعد ستة أشهر عانى فيها جيش نابليون الجوع والبرد رغم انتصارات صغيرة لم تمكن فرنسا من حسم المعركة، لتنتهي مغامرة نابليون بالانسحاب والخيبة.في روايته الشهيرة «الحرب والسلام» يتناول تولستوي هذه الحقبة التاريخية من خلال أحداث وشخوص يختلط فيها الواقع بالخيال، التسجيل بالدراما، على نحو شديد الإتقان وفائق الإبداع، حتى غدا هذا الكتاب هو الأهم والأشهر بين رواياته، رغم اعتراض البعض على تصنيف «الحرب والسلام» كرواية، بالمعنى المعروف للرواية بشكلها الأوروبي، ومن هؤلاء تولستوي نفسه الذي يروى أنه كان يعتبر مؤلفه الشهير الآخر «آنا كارنينا» هو روايته الأولى، رغم أنه كتبه بعد «الحرب والسلام».في «الحرب والسلام» تبرز اللغة كعنصر أساسي، لا من حيث التركيب اللغوي وأسلوب السرد أو القص فحسب، وإنما بكونها - أي اللغة - حبكة درامية في ذاتها.يتضح ذلك من خلال تطعيم تولستوي لنصه باللغة الفرنسية، التي كانت شائعة على لسان الطبقة الأرستقراطية الروسية في ذلك الوقت، لكن تولستوي عرف متى تتقدم الألفاظ الفرنسية ومتى تتأخر، في إشارة عبقرية إلى الغزو الفرنسي ومن ثم تحرر روسيا منه، وكل ذلك كان في سياقه الدرامي المحكم. عن السيرة في التاسع من سبتمبر عام 1828 ولد الكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي في منطقة تقع إلى الجنوب من مدينة موسكو بنحو مئة وثلاثين ميلاً وتسمى مقاطعة تولا.وكما يتضح من لقب «الكونت» في مقدمة اسمه فقد كان ليو تولستوي من طبقة النبلاء في روسيا، فوالده هو الكونت نيكولاس تولستوي، أما أمه فهي الأميرة ماريا فولكونسكي.وأسرة والدته هذه كانت من سلالة روريك، أول حاكم ورد اسمه في التاريخ الروسي.لكن الطفل النبيل لم يدرك أمه الأميرة، إذ ماتت بعد سنتين من ولادته، لتتولى «تاتيانا»، إحدى قريبات العائلة، مساعدة الأب في تربية الطفل ليو وإخوته، قبل أن تكتمل معادلة اليتم بعد سنوات قليلة بموت الأب عام 1837. تكريم تولستوي كُرّم تولستوي أكثر من مرة، فقد أقيم له في العام 1928 في موسكو، تمثال كبير قرب البيت الذي عاش، وأصبح متحفاً في ما بعد، ويعتبر أول تمثال يقام له في روسيا بعد مرور ثمانية عشر عاماً على وفاته.في هذا التمثال يقف الكاتب الروسي الكبير مرتدياً زي الفلاحين الروس، واضعاً يديه الاثنتين في حزامه، على غرار تلك الصورة الفوتوغرافية الشهيرة التي جمعته بمكسيم جوركي.وفي لفتة أخرى من أدباء أوكرانيا، دشن تمثال آخر لتولستوي بعد عام 1956، قرر هدية منهم بمناسبة ذكرى مرور 300 سنة على وحدة أوكرانيا وروسيا، ويقع التمثال أمام بيت آل روستوف أبطال رواية الحرب والسلم، وهكذا ظهر في موسكو تمثال ضخم يجلس فيه تولستوي على كرسي في حالة تأمل عميق.في الذكرى 144 لميلاده وفي سنة 1972، دشن تمثال كبير له في مكان التمثال الأول بموسكو، وصنع من الجرانيت الغامق، حيث تم نقل التمثال الأول إلى باحة متحف تولستوي بموسكو، وهكذا أصبح لتولستوي ثلاثة تماثيل كبيرة في موسكو، إضافة طبعاً إلى الكثير من التماثيل النصفية له في مؤسسات ثقافية وأكاديمية مختلفة، في موسكو، هذا عدا عن تكريمه في مدن أخرى في بلده وغيرها من بلدان العالم. من أقواله * إن غاية الحياة هي الحصول على السعادة، وقد أرادها الله لنا، فمن يطلبها يتمم إرادة الله.* لا علاقة للنجاح بما تكسبه في الحياة أو تنجزه لنفسك، فالنجاح هو ما تفعله للآخرين.* أقوى المحاربين: الوقت والصبر.* ليس الكمال الأخلاقي الذي يبلغه المرء هو الذي يهمنا، بل الطريقة التي يبلغه بها.* ليس هناك إنسان ضعيف، بل إنسان يجهل موطن قوته.* أيسر على المرء أن يكتب في الفلسفة مجلدات عدة من أن يضع مبدأً واحداً حيز التطبيق.* الشخص الذي لديه فكرة خاطئة عن الحياة ستكون لديه دوماً فكرة خاطئة عن الموت.* الحب الروحي يوحد البشر، والصداقة تهذبهم، أما اللهو فإنه مفسدة لهم.* اعمل الخير لأصدقائك يزيدوك محبة، واعمل الخير لأعدائك ليصبحوا أصدقاءك.* الجميع يفكر في تغيير العالم ولكن لا يفكر في تغيير نفسه.* قبل أن تصدر الحكم على الآخرين، احكم على نفسك.
Culture
نظم مركز الشارقة للشعر الشعبي أمس الأول حفلا احتفائيا لكل من الشاعرتين الإماراتيتين شيخة الجابري وريانة العود، وذلك ضمن برنامج المركز الشهري الذي يقوم من خلاله بتكريم الشعراء والشاعرات المتميزين الذين اثروا الساحة الشعبية بابداعاتهم، حضر الحفل راشد شرار مدير المركز، والشاعر سالم علي النعيمي، ومحمد البريكي المدير الفني بالمركز .وأكد الشاعر راشد شرار مدير المركز في كلمته ان المركز اخذ على عاتقه مبادرة الاحتفاء بالشاعر الإماراتي الذي قدم للساحة عطاءه الجميل .وقال شرار إن المرأة شاركت في بناء الوطن في جميع المجالات، وإننا اليوم نحتفي بالمشاعر الرقيقة التي صاغتها الأنثى شعراً لتعبر عما يكنه داخلها من حب تجاه وطن معطاء . وأضاف شرار أن المرأة تتبوأ اليوم مكانة مرموقة، فهي الشاعرة التي ألهبت المشاعر برقي إحساسها النابض بالحياة .وقرأت الشاعرة شيخة الجابري مجموعة ابيات قالت فيها:كأن الساعه أغنيهعلى ما يرتئي وقتيترتبني حديقة حبوتنثرني مواعيد الهوى والضيوترمي شي ماعرفهولا مر ابطريقي همولا حسيت به فرحهوألقت الشاعرة ريانة العود قصيدة ألا بذكر الله تطمئن القلوب قالت فيها:ألا بذكر الله تطمئن القلوبواشهد كما اني قد زهدت حطامهاما قضت حبالي مريعات الخطوبكلما تنوخني أعدت اخطامهايا ليلي الموجع كفاك الله ذنوبإن آن عيلنا مزار احرامهاوالجيت ملجايه مواليج الهبوبواسجيت دمعات يبج اقدامهاواغفيت مشكايه عن جموع تهوبوالكايده ما كل ضلع رامهافي ختام الحفل قام الشاعر راشد شرار يرافقه الشاعر سالم النعيمي بتكريم الشاعرتين باهدائهما درع المركز .
Culture
أصدر مشروع «كلمة» للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، الترجمة العربية لكتاب «العناصر.. استعراض بصري لكل الذرّات المعروفة في الكون» لتيودور غراي، وترجمة عمر الأيوبي. يتبع الكتاب ترتيب ظهور العناصر في الجدول الدوري ويخصّص لكل عنصر من العناصر المئة الأولى صفحتين، وإلى جانب قصّة كل عنصر، توجد البيانات العلمية الأساسية مثل الوزن الذرّي، ونصف القطر الذرّي، ورسم للبنية البلّورية، ورسوم بيانية توضح ترتيب ملء الأغلفة الإلكترونية، ودرجة الحرارة التي يكون عندها العنصر صلباً أو سائلاً أو غازاً. وثمة استعراض لهذه الخصائص، إضافة إلى جولة كاملة في بنية الجدول الدوري في المقدّمة. يقدم الكتاب إجابة عن أسئلة مهمة، مثل: ما العناصر التي تكوّن معظم وزن جسم الإنسان؟ وهل الماس أقسى مادّة معروفة في الأرض؟، وهل من المحتمل أن تكون هناك أشكال للحياة قائمة على السيليكون؟، وكيف ساهم الفسفور في الانفجار السكّاني؟
Culture
التقى حبيب يوسف الصايغ مدير عام المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة في مكتبه في البطين أمس مع دافيد بيرتولوتي مستشار التعاون والنشاط الثقافي في السفارة الفرنسية لدى الدولة ترافقه ناديات براهيمي المكلفة في قسم التعاون والنشاط الثقافي في السفارة الفرنسية .وبحث الصايغ مع الملحق الثقافي الفرنسي سبل التعاون المشترك واتفقا على تبادل الزيارات الثقافية ومد الجسور في ميدان الإبداع والثقافة .وأثنى المسؤول الفرنسي على جهود المركز ودوره الثقافي والتنويري من خلال ما يقدمه من نشاطات لافتة، مبدياً استعداده للتعاون في هذا المجال . (وام)
Culture
نواكشوط ــ «الخليج»: نظم بيت الشعر في نواكشوط، أمس الأول، أمسية شعرية للشاعر الموريتاني البارز محمد ولد الطالب، الذي قرأ مجموعة من قصائده من أبرزها «مئذنة البوح»، و«الشاعر الفخر»، و«تاريخ أجفانك»، و«لابسات الملاحف»، و«أمشي إليك»، و«المفازة» و«مانديلا». زاوج ولد الطالب في أمسيته التي حظيت بحضور واسع لرموز النخبة الثقافية، بين قراءة شعره وسرد طريف لسيرته الذاتية.وقال ولد الطالب إنه يتعجب من كونه أصبح شاعراً، فقد ولد في السنغال، وأسرته كانت تهتم بالتجارة، وتربى مع أطفال الشوارع في نواكشوط.وفي بداية الأمسية، دعا ولد الطالب الشعراء إلى عدم الاستسلام للنص الأول وإلى الجرأة على النص الشعري وإعادة كتابته مرات لإثراء التجربة الشعرية.وتحدث عن حرقه لدواوين من الشعر قبل أن يكتب قصائده التي سمح لها بالنجاة من النار.وأبدى ولد الطالب اعتزازه بمكانة الشعر والشعراء في موريتانيا، مؤكداً أن الشعر هو هوية هذه البلاد وأهلها. لكنه في نقد ضمني مبطن للساحة الأدبية، قال «إن الشعراء اليوم هم من يتبع الغاوين، لكن مهما يكن على الشعراء أن يحرقوا ألف ديوان قبل أن يسمحوا لقصيدة واحدة بالظهور».وأكد ولد الطالب أن «اللغة هي المدخل لحياة الشاعر، وأنها أيضاً قد تكون الجرعة السامة التي تقضي عليه شعرياً».واستأذن الجمهور في البدء بالغزل قائلاً: «عدت للتو من العمل، وعندما أكون متعباً لا أقدر إلا على الغزل».بدأ ولد الطالب بقصيدة «لابسات الملاحف»، وهي قصيدة مستوحاة من مشاهدة الشاعر لفيلم وثائقي صوره السينمائي الموريتاني الراحل همام أفال عام 1948، وتظهر فيه المرأة الموريتانية الصحراوية بجمالها الطبيعي.
Culture
افتتح عبد الله العامري، مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول المعرض الشخصي للأعمال النحتية من البرونز للفنان والنحات العراقي معتصم الكبيسي، في المجمع الثقافي التابع للهيئة في أبوظبي.وقال العامري إن الأعمال التي يضمها المعرض تتمحور حول العراق وما يمر به من أحداث وما يعانيه الإنسان العراقي من مآسٍ خلال الحرب وما بعدها.وأضاف العامري إن المعرض يمثل صرخة الفنان العراقي واحتجاجه، وانحيازه إلى حقوق الإنسان، وحرياته، وهذا ما يمثله الشكل الساكن للأعمال وشخصياتها، كانعكاس لموقف فني وإسقاط نفسي يحمله العمل الفني في محاولته مقاربة العوالم الداخلية محاولاً إظهارها وإبرازها، وإن كان ظاهر العمل يشي بابتعاد الفنان عن موضوعه بوضعه الأقنعة الفنية لمجسماته النحتية ليختفي وراءها.وضمّ المعرض 32 عملاً نحتياً استمدت فنيتها من الإرث الميثولوجي الذي يجسده الفنان في أعماله كامتداد واضح لتقنيات النحت والتشكيل الفني عند شعوب بلاد ما بين النهرين وحضارات سومر وآشور والتاريخ البابلي تحديداً، مع بروز للشكل الأوغاريتي العشتاري في معظم هذه المجسمات وذلك بحسب الفنان الكبيسي عائدٌ إلى أنه يستمد من هذه البيئات الحضارية الإرث الفني العريق، وتقنيات النحت التي تختزل قدراتٍ هائلة تتيح للفنان مقاربة موضوعاته من دون المساس بجوهر الموضوع ووضوح الشكل.ومن هذه الأعمال الصرخة، والاحتجاج، والاستسلام، والسيد الرئيس، والحوار، والإعدام، والتحدي وغيرها، وكلها تعبّر عن معاناة إنسانية كبرى يجسدها الفنان الكبيسي، وتبرر موقفه في نقل صورة الحياة وتعبها وثقل وطأتها على كاهل الإنسان، متأثراً بالمدرسة التعبيرية كما يقول.أما عن حركة الجمود في أعماله فرأى الفنان الكبيسي أنها إيحاء بالسكون الزمني المصاحب للوضع العراقي العام، فلا عودة إلى الماضي ولا تقدّم إلى الأمام، إلى المستقبل، وقال: أحاول أن أحضر أطيافاً تسكن أعمالي لتستفز المشاهد وتحثه على إطلاق روحه لتتناغم مع هذه الأعمال وأطيافها، كما لم أحاول فرض رؤية على المتلقي لأنني أوصّف عملي بشفرات خفية يجب عليه هو أن يقرأها ويؤوّلها كما يشاء.والفنان الكبيسي مولود في بغداد العام ،1968 وهو حاصل على بكالوريوس فنون تشكيلية في النحت، وعضو جمعية التشكيليين العراقيين، وله مشاركات في معارض في الشارقة ودبي وباريس وسوريا وبغداد.
Culture
عثمان حسن لا يمكن الحديث عن الثقافة من دون ذكر اللغة، واللغة في نطاقها المكتوب والمنطوق هي جزء من ثقافة المجتمع الذي يتحدثها ويستخدمها.. اللغة هي الوسيلة الأولى التي يعبّر من خلالها الإنسان عمّا يجول في خاطره من أفكار، وهي في أحد تعريفاتها «الناطق الرسمي باسم الثقافة» وأحد أوجه تميز أي أمة أو شعب من الشعوب.وهي أيضاً مجموعة من الرموز التي تأخذ معاني مختلفة، وهي من اختصاص الإنسان، وقد تكون لفظية وغير لفظية، وهي من مظاهر النمو العقلي والحسي والحركي، وهي نظام صوتي، وأداة اتصال وتعبير، تنقل الحضارة من جيل إلى جيل.يشير العالم اللغوي السويسري فيرديناند دي سوسير إلى علاقة اللغة بالثقافة بقوله «إن علم اللغة يرتبط بقوة بالعلوم الأخرى، ويستعير من معطياتها أحياناً، كما يزودها بالمعطيات أحيانا أخرى».بهذا المعنى، يمكن اعتبار اللغة وسيطاً يعمل في اتجاهين، فهي أولاً حاملة للرموز والدلالات والأنساق والإشارات، وهذه كلها أدوات تعبيرية لا غنى عنها للتواصل، ومن جهة أخرى نافذة واسعة على المعرفة البشرية والإنسانية. أكثر من ذلك، فقد اعتنى كثيرون من الفلاسفة بموضوع اللغة، ورأى معظمهم أن هناك علاقة وطيدة بين اللغة والفكر، وهذه العلاقة هي علاقة اتصال وتكامل، ومن دعاة هذا الرأي الفيلسوف هاملتون الذي اشتهر بمقولته «الألفاظ حصون المعاني» قاصداً بالألفاظ اللغة، والمعاني هي الأفكار، واقترب من هذا التفسير أو الاتجاه الفيلسوف الفرنسي لافال الذي رأى أن اللغة ليست كما يعتقد البعض ثوب الفكرة، ولكنها «جسمها الحقيقي».من المهم التأكيد على أن لغة أي شعب من الشعوب لا تتطور من دون احتكاكها بالواقع، وهنا تبدأ اللغة في امتحان قدرتها على نسج خيوط وتشعبات، لها علاقة بنظم المجتمع وعاداته وقيمه، بما في ذلك أنشطته المختلفة، حتى تتكامل مصادر هذه اللغة، فتتمكن من نسج علاقات جديدة مع المجتمعات المجاورة، وتصبح بالتالي وسيطاً للتأثير في هذه المجتمعات، ويصبح بإمكانها أن تستوعب الثقافات المادية نحو ثقافة حاملة لمنجزات الإنسان الحسية والبصرية والروحية.ترى الباحثة كلير كرامش في كتابها «اللغة والثقافة» أن هناك علاقة تطابق كامل بين اللغة التي يتحدثها أي فرد وهويته الثقافية، حيث إن اللغة من أكثر الإشارات أهمية في العلاقة بين الفرد والجماعة التي ينتمي إليها، وأن اللغة تشكل جزءاً من تركيبنا العضوي، وتهيمن على وجداننا، ورؤيتنا للعالم من حولنا[email protected]
Culture
أكّد أكاديميون ودبلوماسيون إسبان أن اعتماد الاسبانية في الدورة التاسعة من "جائزة الشيخ زايد للكتاب" يسهم في دعم دراسات اللغة العربية في الدول المتحدثة بالإسبانية التي ينتشر استخدامها لغةً رئيسيةً في مختلف أنحاء العالم، وتقديم الثقافة العربية إلى مجتمعاتها .وقال بدرو مارتينيث مونافيث، المستعرب والرئيس الأسبق لجامعة الاوتونوما في مدريد، والحائز على "شخصية العام الثقافية" ضمن "جائزة الشيخ زايد للكتاب 2009"، إن قرار الجائزة بضم الإسبانية إلى اللغات المعتمدة في فرع "الثقافة العربية في اللغات الأخرى"، يلبي حاجات موضوعية في الساحة الثقافية، وتوقع أن يكون لهذا القرار ردود فعل كبيرة، وذلك لأسباب عدة، منها ان الاسبانية من اللغات العالمية الرئيسية، وأكثرها انتشاراً من حيث عدد المتحدثين بها كلغة أم، وأنها لغة ناقلة لثقافة ثرية ومتعددة الأوجه على اختلاف المناطق الجغرافية للمتحدثين بها، فضلاً عن طبيعتها الراهنة لغة أوروبية غربية لا تزال تحمل تأثيرات مباشرة من اللغة العربية .وقال: "تعد الإسبانية لغة معظم شعوب أمريكا اللاتينية التي تستعملها الى جانب لغاتها الاصلية، وهي اللغة الثانية من حيث عدد المتحدثين بها في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً . كما أنها تنتشر وتتطور بشكل مستمر" .وتستقبل "جائزة الشيخ زايد للكتاب" حالياً الأعمال المرشحة المكتوبة باللغة الاسبانية، إلى جانب اليابانية والإنجليزية، في فرع "الثقافة العربية في اللغات الأخرى" حتى الأول من شهر سبتمبر المقبل . ويشمل هذا الفرع المؤلفات الصادرة باللغات الأخرى عن الحضارة العربية وثقافتها بما فيها العلوم الإنسانية والفنون والآداب بمختلف حقولها ومراحل تطورها عبر التاريخ .وقال ادواردو بوسكيتس، السفير في وزارة الخارجية الاسبانية، ومدير عام "البيت العربي" التابع لها: "يفخر "البيت العربي" بالتعاون مع "جائزة الشيخ زايد للكتاب" التي تحظى بمكانة عالمية مرموقة . كما نعرب عن سعادتنا باختيار الاسبانية في الدورة التاسعة من الجائزة، نظراً لأنها لغة معروفة واسعة الانتشار، وتلعب دوراً مهماً وفعالاً في ثقافة البلاد المتحدثة بها في أمريكا اللاتينية، والتي تعد من أهم الثقافات العالمية المتميزة في عالمنا المعاصر . ونؤكد اعتزازنا الكبير بإتاحة الفرصة أمام المؤلفات الاسبانية المعنية بالثقافة العربية للمنافسة لإحراز الجائزة" .وبيّن سعيد حمدان، مدير "جائزة الشيخ زايد للكتاب"، ان العربية والاسبانية جمعتهما كثير من الجوانب المشتركة على مدى قرون طويلة، فالثقافة العربية بلغت ذروة تطورها الحضاري على أرض اسبانيا عندما كانت المدن العربية في الاندلس عواصم للعلم والثقافة والفنون والعمارة، وبوتقة انصهرت فيها أجمل ما قدمت الحضارتان العربية والغربية، حيث تقف آثارها الموجودة حتى اليوم شاهدة علي حجم ما قدمته هاتان الثقافتان للإنسانية بأكملها، وقال: "يتماشى هذا الإرث الحضاري مع أهداف "جائزة الشيخ زايد للكتاب" الرامية إلى تعزيز مكانة أبوظبي على الخارطة الإقليمية والعالمية بوصفها منارة للتسامح ومنبراً للحوار والتنوير" .
Culture
أبوظبي- "الخليج":نظمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أمس، في أبوظبي المنتدى الثقافي الإماراتي - الصيني، وذلك في إطار تفعيل التعاون الثقافي بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية .حضر جلسات المنتدى من الجانب الإماراتي، مسؤولون من وزارة الثقافة، وعدد من الأكاديميين والخطاطين وفنانين تشكيليين، كما حضر من الجانب الصيني عدد من الخبراء وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال ومحترفي الخط العربي في الصين، وضم المنتدى ثلاث حلقات نقاشية بين الجانبين، ركزت الجلسة الأولى على الحوار بين الثقافات، وترأسها الدكتور شونجون جيان وتناولت التبادل الثقافي بين الشعبين الإماراتي والصيني والمجالات التي ينبغي أن يتم التركيز عليها، وناقشت النهج الأكثر فعالية للتواصل بين الثقافات .وركزت الجلسة النقاشية الثانية على بناء جسور الثقة بين الثقافات والتعاون الدولي، وترأسها الدكتور يوتنغ وانغ، وتناولت الدور الذي تلعبه الثقافة بكافة جوانبها في التجارة وبالأخص التعاون التجاري الدولي، والأدوار التي يمكن أن تلعبها الكثير من الهيئات الحكومية وغير الحكومية في الترويج للتبادل الاقتصادي والثقافي بين الإمارات العربية المتحدة والصين، وما النشاطات الأهم لدعم هذا التبادل .أما الجلسة الثالثة فاحتوت نقاشات ثرية حول العطاء الثقافي وتنمية المجتمع، وتعرضت للتجارب الصينية والإماراتية في إطار تبادل الخبرات والاستفادة من المبادرات التي حققت نجاحاً لدى الجانبين، إضافة إلى التعريف بما قامت به وزارة الثقافة والمراكز المجتمعية الثقافية التابعة للوزارة لترويج الأنشطة الثقافية والمشاركة المجتمعية، والدور الذي تلعبه الهيئات الحكومية والخاصة في الحفاظ على الموروث الثقافي والعادات والتقاليد .وقالت عفراء الصابري وكيلة وزارة الثقافة، "إن الوزارة حريصة على تطوير علاقاتها مع الصين من الناحية الثقافية ومختلف ثقافات العالم، وهذا المنتدى هو الأول وسوف تعقبه ندوات أخرى مع ثقافات عالمية أخرى، وبناء علاقات صداقة في جميع المجالات الثقافية والفنية" .
Culture
انطلقت مساء أمس الأول في معهد الفنون المسرحية في الشارقة ورشة القراءة المسرحية التي تنظمها إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام وتستمر حتى 8 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ويشرف عليها الكاتب والمخرج المسرحي الأردني غنام غنام، يشارك في الدورة نحو 15 متدرباً من هواة المسرح وخريجي جامعات من مختلف التخصصات .بداية ذهب غنام غنام نحو تبسيط مفهوم الكتابة التي تؤدي وظيفة التعبير عن حياة الإنسان بكلمات مختصرة، ثم ذهب أبعد من ذلك لأصل المسرح الذي يشار دائما بأن منشأه يوناني، لكنه استدرك ليؤكد أن شمال سوريا الطبيعية التي شهدت أقدم الحضارات في العالم، وهي التي تعرف بمنطقة الهلال وشهدت أول زواج في التاريخ بين بعل وعنات، في الأسطورة المعروفة، هي الأصل في نشوء فكرة المسرح الذي انتقل في ما بعد إلى اليونان، وتضمنت مقدمة غنام غنام الكثير من التفاصيل التي تبرهن ما ذهب إليه، حيث أسهمت الحضارات الفينيقية والكنعانية والأوغاريتية ومن ثم الفرعونية والبابلية في تأسيس المفاهيم الأساسية لفكرة المسرح ومنها: فكرة القناع وفكرة المنبر والأناشيد .ويتضمن برنامج الورشة تعريف المشاركين بأفكار مثل: موت النص وموت المؤلف والحاجة إلى الاختزال، وضرورة توفر شرط البلاغة المسرحية في النص، بما في ذلك عناصر التشكيل والموسيقى، ومن المفروض أن تتضمن الورشة في الأيام المقبلة مجموعة من المشاركات الشخصية للمتدربين في ضوء تقديمهم لنصوص اقترحتها الورشة وسوف تتبعها نقاشات جادة حول المضامين والأفكار المطروحة في هذه النصوص في صيغة تطبيقات عملية، وتمارين على تفكيك الصورة الدرامية للنصوص، يلي ذلك انفتاح الورشة على نوع من التخصص في ضوء أسئلة جديدة يقترحها غنام غنام، وتتعلق بطبيعة النص المراد كتابته، ودراسة الحركة في النص بما في ذلك تعريف الصمت، وما إذا كان النص يتميز بلغة يمكن تثويرها في فضاء العرض المسرحي .يذكر أن الورشة تستمر عشرة أيام بواقع ثلاث ساعات يومياً من الخامسة إلى الثامنة مساء، وتجيء في ختام برنامج تدريبي استهلته إدارة المسرح في الدائرة منذ بداية العام، ونظمت خلاله ورش عدة في الإخراج والتمثيل والإضاءة والكتابة، واستعانت بأساتذة مسرح من داخل وخارج الدولة لتنشيطه والإشراف عليه من ذوي الخبرة في مجال المسرح .وتعتمد ورشة القراءة المسرحية صيغة تدريبية مفتوحة على القراءة والنقاش بين المشرف والمتدربين، ويأتي كل مشارك بنص مسرحي كامل من إنجازه أو من إنجاز غيره، أو بمشهد من نص مسرحي أو حتى تخطيط أولي لكتابة نص مسرحي ويقدمه في الورشة، ومن ثم يجري النقاش حوله للوصول إلى مزاياه أو اشكالياته الفنية والدلالية .
Culture
استضاف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، مساء أمس الأول، في مقره بالمسرح الوطني شيخة المهيري مديرة الخدمة المكتبية في دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في محاضرة بعنوان: دور المكتبات في التنمية الثقافية، قدمت المحاضرة إيمان محمد، وحضرها عدد من الكتّاب والمهتمين . استهلت المهيري بتقديم سرد تاريخي وافٍ حول تاريخ المكتبات عبر مختلف العصور، بدءاً بنشأة المكتبات في بلاد الرافدين، ومصر الفرعونية، واليونان، وتركيا، وإثيوبيا، وسياق تطورها، واتساع رقعة انتشارها من خلال الحديث عن المكتبات الإسلامية، ومكتبات الشرق، ثم مكتبات أوروبا، ونمط تنظيمها وترتيبها . وقالت المهيري إن المكتبات نشأت بالتساوق مع بداية ظهور التسجيل والكتابة منذ نحو 5000 سنة في بلاد الرافدين، وقد كان من أوائل المكتبات المكتشفة في المنطقة خلال القرن التاسع عشر مكتبة أشور بانيبال التي حوت ما لا يقل عن 30 ألف رقمة مسجل عليها بالكتابة المسمارية سجلات الدولة (المصاريف، إعدادات الجيش، أوقات الزراعة . .) كما كانت ذات نظام معين وترتيب خاص، كما عثر في ما بعد على مكتبات أخرى في بلاد الرافدين . وفي مصر الفرعونية ارتبطت المكتبات بتطوير المصريين للكتابة الهيروغليفية، واستخدموا أوراق البردي لتسجيل السجلات والمواسم والأدب والأساطير، بينما ارتبط تطور المكتبات في آسيا الصغرى بتطوير استخدام الجلود . أما في اليونان فقد رصدت المهيري نشأة المكتبات للعامة، أولا ثم المكتبات المتخصصة، والخاصة، والغرف المتخصصة للباحثين، معرجة في ذات السياق على نشأة مكتبة الإسكندرية . وأوضحت المهيري أن المكتبات على مر التاريخ عانت الكثير من الآفات والعوارض التي كانت تساوم بقاءها واستمرارها من بينها: الحروب، والصراع الديني، والحرق، والكوارث الطبيعية، والسرقة، والإغراق، والتكميم، والإهمال، والرقابة، وتقليص الميزانيات . واستعرضت المهيري نماذج من أكبر المكتبات المعاصرة كالمكتبة البريطانية، ومكتبة نيويورك، ومكتبة الكونغرس، ومكتبة الإسكندرية، مستحضرة في السياق نفسه بيان اليونسكو لعام 1994 عن المكتبات العامة، حيث اعتبرها المدخل المحلي إلى المعرفة .وتحدثت المهيري عن السمات العامة للمكتبات ودورها في تحقيق التنمية الثقافية المنشودة، وهي المجانية، المساواة، الحرية، البساطة، التعليم والتعلّم، المكانة، التوفر والقرب، الخدمة، القدرة على مواكبة العصر . مشيرةً إلى الدور الذي تلعبه المكتبات بفضاءاتها الثقافية في استقطاب الشباب والمرتادين من مختلف الأعمار والأجناس، نظراً لما توفره من معارض ثقافية، والموسيقا والرسم، ومساحات للتسلية والترفيه للشباب والأطفال، كل على حدة .
Culture
أبوظبي: «الخليج» بثت مساء أمس الأول، الحلقة التسجيلية الثالثة من برنامج «شاعر المليون» للموسم الثامن (جولة الرياض)، على قناة بينونة الفضائية وقناة الإمارات، وتخلل الحلقة انتقال لجنة التحكيم وطواقم العمل من أجواء الشعر إلى التاريخ العريق العابق بالأصالة، بزيارة لقصر المصمك التاريخي، تلته جولات في العاصمة، ورقصة «العرضة السعودية» ولوحات غنائية تحكي عن تراث المملكة العربية السعودية.تنوعت المواضيع الشعرية في القصائد التي ألقاها الشعراء أمام لجنة تحكيم المسابقة، حيث تناولت الهموم والأوجاع والذكريات، وتطرقت إلى عظمة التاريخ والبطولات، والخيل والمطر والطبيعة. وحصد خمسة شعراء خلال الجولة بطاقاتهم الذهبية، وهم: خالد الحارثي، وقيان العنزي، محمد مبارك العتيبي، مهنا خضير الماضي، وحمد الحربي. وزار الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية، موقع إجراء المقابلات في فندق الفيصلية في الرياض، مؤكداً أن شاعر المليون أصبح من البرامج الرائدة عربياً وأسهم في الارتقاء بدور وحضور الشعر الشعبي والنبطي في المنجز الثقافي الإماراتي، وهو برنامج مبدع بمعنى الكلمة. واطلع الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان على سير العمل، والتقى الشعراء المشاركين الذين استقبلوه بحفاوة وترحيب، معربين عن شكرهم وتقديرهم لهذه اللفتة الطيبة التي رفعت من معنوياتهم، وزادت من حماستهم.
Culture
هنأ اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات مكرمي فعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان الشارقة للشعر الشعبي التي تنطلق الاثنين المقبل، وهم الشعراء: سالم بوجمهور القبيسي، وشيخة الجابري عضوا الاتحاد، ومصبح بن علي الكعبي. وجاء في بيان أصدره الاتحاد، أن الشعر الشعبي جزء أصيل من تراث الأمة، وهو رافد مهم من روافد الثقافة لما يحمله من قيم إنسانية وطاقات جمالية، كما أنه الذاكرة الجمعية الحية التي توثق وتدوّن تفاصيل الوجدان والروح والحلم. وجاء في البيان أيضا، أن الاحتفاء بالشعر الشعبي، وتكريم عدد من رموزه المبدعين يأتيان في سياق التأكيد على أهمية هذا الفن، والحرص على خلق مساحات إضافية للإبداع والمبدعين للتعبير عن ذواتهم في علاقتها بالحياة والمجتمع والوطن، الأمر الذي لا يتنافى مع أشكال التعبير الأخرى، بل يتكامل وإياها، ويتفاعل، لتكون الحصيلة مشهداً حياً متعدد الألوان والأصوات والملامح.ورفع الاتحاد في بيانه أسمى آيات التقدير والامتنان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري للاتحاد على كرم رعايته لكل ما من شأنه رفع رصيد الثقافة في بلد يعدها أداةً أساسية من أدوات التطوير والتنمية التي نعيش وقائعها لا بوصفها مشروعاً فقط، بل بوصفها حقيقة واقعة أيضاً، مؤكداً أن مهرجان الشعر الشعبي الذي يقام تحت رعايته الكريمة تفصيل في مشهد كبير وواسع وغني.وجدد اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في ختام بيانه التهنئة للشعراء المكرمين، واصفاً إياهم بالقامات البارزة في الشعر الإماراتي بشقيه الفصيح والشعبي، وتمنى لهم المزيد من التوفيق والنجاح.
Culture
الشارقة - عثمان حسن:تكاد تكون الهموم والمشكلات التي يعانيها المسرح الخليجي متشابهة إلى حد بعيد، وذلك رغم الشوط المتقدم الذي أحرزه هذا المسرح في السنوات القليلة الماضية، عدد من الفنانين سلطوا الضوء على أهم المشكلات التي لا تزال من دون حلول، ومنها: فقر الدعم المادي وشح النصوص أو اللهجة المغرقة في المحلية، فضلاً عن هجرة الكتاب إلى الدراما التلفزيونية وغيرها، فها هو الممثل والمعد البحريني الفنان محمد ياسين الذي يطلق عليه الوسط الفني لقب "بابا ياسين" يؤكد أنه رغم الحال الأفضل نوعاً للمسرح الخليجي مقارنة مع المسرح في الوطن العربي من حيث الدعم المادي المرصود من قبل وزارات الإعلام لهذا الفن الرفيع، إلا أن هناك هموماً كثيرة أبرزها تدخل الرقابة في النصوص الجيدة، هذا التدخل الذي يسيء للمسرح بوصفه من الفنون التي لها تأثير مباشر في الناس، وعبر التجربة المتكررة للمسرحيين الخليجيين صار الكتاب يحتاطون من هذه الرقابة، وهو الذي يحد من الجرأة المتوقعة في العمل الفني، ومن المشكلات التي يشير إليها ياسين أيضاً لجوء كتاب النصوص أحياناً إلى استخدام لهجات غارقة في القدم لا يفهمها جمهور واسع من المتفرجين، حيث يؤكد أنه ليس ضد استخدام اللهجة في التمثيل المسرحي، ولكنه بالتأكيد مع اللهجة المفصحة والبسيطة التي يمكن استيعابها من قطاع واسع من الجمهور، سيما ونحن في الخليج نحاول أن نعمم أعمالنا في الوطن العربي وليس محلياً فقط .عبدالرحمن الصالح الذي يعد رمزاً من رموز المسرح في الخليج في الإمارات والكويت يختلف مع كثيرين حول الدعم المادي الذي يقدم للمسرح الخليجي، ويصفه بالدعم الهزيل، لولا تلك المبادرات التي تصدر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث يؤكد أن العمل المسرحي الناجح يحتاج لمبلغ بين 250 إلى 300 ألف درهم إماراتي، في حين أن معظم المخصصات المالية للعروض لا تتجاوز في أحسن الأحوال المئة أو المئة وخمسين ألف درهم .ويعتقد الصالح أن العرض المسرحي في الإمارات ليس له مردود مادي على الإطلاق، فنافذة العروض في المجمل هي أيام الشارقة المسرحية، كما أن الناس اعتادت أن تشاهد عروضاً مسرحية بالمجان، ويؤكد الصالح أن ذلك كله أدى إلى انتكاسة المسرح، سيما مع إشكالية التغريب، وابتعاد العروض عن هموم الناس المحلية والاجتماعية .ويتطرق الصالح إلى مشكلة اللهجات العامية في المسرح، ويقترح هنا، أن تتم معالجة درامية لهذه النصوص المغرقة في المحلية، خاصة وأننا كمجتمعات خليجية يعيش بيننا عرب ومتذوقون للفن ومن حقهم علينا أن يستوعبوا ما نطرح من أعمال، وهو الأمر الذي يتعلق بأسلوبية المسرح في الإمارات التي يجب أن تدرس بعناية، وينادي الصالح بضرورة أن يكون هناك تسويق للأعمال المسرحية من الناحيتين الإعلانية والإعلامية، ولا بأس من أن تقدم العروض لقاء مقابل مادي كما كانت تتبعه الكويت في سبعينات وثمانينات القرن الماضي .المخرج المسرحي الكويتي خالد أمين يرى أن المشكلة في المسرح الخليجي تتعلق بالوسط الفني بالدرجة الأولى، وهو يسأل أسئلة عدة ذات صلة بالأساليب القديمة في الفن المسرحي، وهو ما يدعونا إلى ضرورة تطوير أدواتنا الفنية، فضلاً عن تطوير أفكارنا، وإشراك الجيل الشاب ومنحهم فرصة الإبداع، كما يقترح أمين أن تتم معالجة النصوص القديمة في إطار حديث، يستقرىء واقع الشباب ومشكلاتهم، كما ينادي بضرورة دعم المسرح مادياً ويقول "آن الأوان ليكون المسرح فاعلاً في التثقيف والتوجيه، فهو أداة الوعي وبغيابه يغيب الوعي وتصبح الحياة بلا معنى" .ويرى المخرج والمؤلف المسرحي الكويتي أحمد العوضي أن الافتقار إلى الدعم المادي مشكلة حقيقية يجب تجاوزها، وهو السبب الذي دعا خريجي المعهد العالي لفنون المسرحية في الكويت للعمل في التلفزيون، وسوف يعمل مع المخرج خالد أمين مستقبلا على تقديم العرض المسرحي مرتين وثلاثة في العام، وهو ما يتجسد في عملهما "من منهم هو" التي تدمج بين كثير من الأفكار في عمل مسرحي واحد .الممثل البحريني عبدالله وليد وهو أحد مكرمي في المهرجان يشير إلى عدد من الهموم المشتركة في المسرح الخليجي، ففي البحرين على وجه الخصوص أصبح النص كما يؤكد وليد من المشكلات الحقيقية، رغم أن السنوات الماضية شهدت كثيراً من النصوص الجيدة من كتاب ربما كبروا في العمر، فكانت الفرصة متاحة للكتاب الشباب الذين اتجهوا مع الأسف مع غيرهم من الكتاب الشباب الذين كنا نعول عليهم ليسدوا الفراغ إلى التلفزيون، أو أنهم وجهوا أعمالهم نحو الدراما العربية التي تنتشر في الفضائيات وذلك كله كان على حساب المسرح، الذي ظل رهين المصادفة والعثور على نص جيد يمكن استثماره في عرض قوي ومنافس .
Culture
أبوظبي - الخليج: كرّم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أمس، الفائزين بجائزة وزير الداخلية للبحث العلمي، في دورتها الثانية، وبلغ عدد المشاركين في الجائزة 149 شخصاً، في 108 أبحاث فردية وثنائية وثلاثية وجماعية، وذلك ضمن الفعاليات الشرطية الثقافية التي نظمتها وزارة الداخلية على هامش فعاليات المعرض. بدأ الحفل الذي أقيم في قاعة المعارض بمركز أبوظبي الدولي للمعارض، بالسلام الوطني، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، بعد ذلك شاهد سموه والحضور عرضاً تقديمياً مختصراً عن الإنجازات التي حققتها الجائزة في دورتها الثانية، والأبحاث التسعة المتأهلة للفوز بجائزة وزير الداخلية للبحث العلمي. كما كرّم سموه أصحاب المراكز الثلاثة الأولى، حيث فاز بالمركز الأول الملازم أول مريم محمد الحمادي من إدارة خدمة المتعاملين، بالأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، عن بحث بعنوان «الخدمات الذكية في دولة الإمارات العربية المتحدة»، وفاز بالمركز الثاني النقيب خليفة سعيد الفليتي من إدارة الأسلحة والمتفجرات بشرطة أبوظبي عن بحث بعنوان «الهجمات الإرهابية على الأهداف الناعمة والجهود الوطنية لمكافحتها»، بينما فاز بالمركز الثالث النقيب مهندس ناصر محمد الساعدي من شرطة أبوظبي عن بحث بعنوان «إدارة وجمع المعلومات الأمنية من وسائل التواصل الاجتماعي». وكرّم سموه 25 جامعة وجهة أكاديمية، وبيوت خبرة تحكيمية، تقديراً لجهودها في تحكيم البحوث المشاركة في الجائزة، لتبادل الخبرات، والاستفادة من تجاربهم. ويضم مجلس أمناء الجائزة الدكتور مطر حامد النيادي، وكيل وزارة الطاقة، والدكتور حسام سلطان العلماء، مدير الهيئة الوطنية للبحث العلمي في الدولة، والدكتور جاسم علي الشامسي عميد كلية القانون في جامعة الإمارات سابقاً، والعقيد الدكتور صلاح عبيد الغول مدير مكتب ثقافة احترام القانون رئيس اللجنة التنفيذية لجائزة وزير الداخلية للبحث العلمي. وحضر التكريم الفريق سيف الشعفار وكيل وزارة الداخلية، واللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والوكلاء المساعدون في وزارة الداخلية، ومحمد محمد فاضل الهاملي الأمين العام لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، والقادة العاملون للشرطة بالدولة، والمدريرون العامون ومديرو الإدارات، وعدد من كبار الضباط بوزارة الداخلية وشرطة أبوظبي. جولة في المعرض من ناحية أخرى تجول الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان بين مختلف الأجنحة، متعرفاً إلى طبيعة ما تقدمه الأجنحة هذا العام من نتاجات أدبية وثقافية وابداعية متنوعة، وتوقف سموه في جناح المملكة العربية السعودية الشقيقة، مبدياً إعجابه باللوحات التصويرية للحرم المكي الشريف وغيرها من المعروضات، كما استمع سموه لشرح مفصل في جناح اتحاد كتاب وادباء الإمارات من رئيس الاتحاد الشاعر حبيب الصايغ بحضور الكاتب الإماراتي علي أبو الريش وإبراهيم الهاشمي وعدد من المثقفين الإماراتيين الذين عبروا عن بهجتهم وتقديرهم لاهتمام سموه بالشأن الثقافي العام، وحرصه على دعم المواهب والأقلام الإماراتية الشابة والأخذ بيدها لتكون عوناً لمجتمع وحكومة الإمارات في الارتقاء المستمر بواقع النهضة والازدهار الذي تشهده البلاد. ووجه سموه باقتناء أحدث الكتب التي يصدرها اتحاد الكتاب لصالح مكتبات الشرطة والمؤسسات الاصلاحية، ومد جسور التعاون لتحقيق التبادل المعرفي والأدبي بين النخب الثقافية وجيل الشباب وتشجيع ابناء الإمارات على القراءة في شتى مجالات المعرفة الانسانية وترسيخها كسلوك حضاري لا غنى عنه. وشهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد توقيع 4 مذكرات تفاهم بين ديوان سموه، وكل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وشركة أبوظبي للإعلام، وإدارة الشرطة المجتمعية الاتحادية، بهدف تفعيل الوثيقة الوطنية للتوعية الطلابية لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب (أقدر) الذي ينضوي تحت إشراف ديوان سموه، ويضم نحو 50 وزارة وهيئة اتحادية ومحلية. وقع المذكرات الأربعة من جانب ديوان سموه أحمد محمد المرر، بصفته مديراً لإدارة الشؤون الحكومية في الديوان، ومن جانب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يمنى حمد بدوه، الوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي والبحث العلمي، ومن جانب هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، هند المعلا، رئيس المشاركة المجتمعية في الهيئة، ومن جانب شركة أبوظبي للإعلام، الدكتور هلال الدرعي، المدير التنفيذي للخدمات المساندة في الشركة، ومن جانب إدارة الشرطة المجتمعية الاتحادية، العقيد مبارك عوض بن محيروم، مدير عام حماية المجتمع والوقاية من الجريمة في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. وأهدى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد 100 نسخة من الموسوعة الشرطية المطبوعة بلغة «برايل»، المخصصة للمكفوفين والتي أعدتها إدارة الإعلام الأمني بشرطة أبوظبي، إلى مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة وذوي الاحتياجات الخاصة، ليتم توزيعها على الطلبة من ذوي الاعاقة تعميماً للثقافة القانونية والشرطية في المجتمع، وذلك في اطار التظاهرة الثقافية لوزارة الداخلية ضمن المعرض. وسلم اللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي، الأمين العام لمكتب سموه، الموسوعة إلى محمد محمد فاضل الهاملي الأمين العام لمؤسّسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة وذوي الاحتياجات الخاصة. حضر الإهداء من جانب المؤسسة مريم سيف القبيسي رئيس قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة، وناعمة عبد الرحمن المنصوري مدير مركز مطبعة المكفوفين، وهشام الواحدي مدقق لغة برايل في المؤسسة. و تسلم سموه النسخة الأولى من كتاب «ادارة التغيير من الواقع الميداني - الجزء الثالث»، للواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي، الأمين العام لمكتب سموه على هامش المعرض بحضور الدكتور علي بن تميم الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب. ويتناول الكتاب في محاوره الجوانب الإدارية ذات العلاقة بالتغيير والتطوير وأهمية التغيير والتحسين المستمر، وفلسفة ونموذج وزارة الداخلية والقيادة العامة لشرطة أبوظبي في تعزيز مفاهيم، الولاء والانتماء المؤسسي. وأكد د.علي بن تميم أهمية ترسيخ ثقافة المعرفة الجادة الملتزمة، ونشر الكتب والإصدارات التي تعمل على إثراء مكتباتنا الوطنية ورفدها بمصادر وعلوم موثوقة تسهم في مسيرة التقدم والنماء التي تشهده البلاد.. وخلال توقف سموه في جناح لجنة إدارة البرامج والمهرجانات الثقافية والتراثية، أطلع الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر والدكتور غسان الحسن مستشار الأكاديمية، سموه على إصدارات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وإصدارات أكاديمية الشعر، كما تصفح سموه كتاب «التغرودة الإماراتية» الصادر عن أكاديمية الشعر، ويوثق الكتاب نصوص التغرودة الإماراتية خلال ثلاثة قرون، قام الدكتور غسان الحسن بجمعها وشرح مفرداتها وتوثيق مناسباتها وفق مناهج البحث العلمي. ووجه سموه بإطلاق مبادرة لاكتشاف المواهب وتعزيز الكتابة والقراءة، والتنافس في مجال الكتابة الأدبية والإبداعية والتراث المرتبط بالهوية المحلية، بما يحقق أهدافاً وطنية تشجع على البحث والابتكار والإبداع في هذا المجال الأدبي وتأصيله وتوثيقه. ومن جانبه أكد الدكتور علي بن تميم أهمية هذه المبادرة قائلاً: إنها تأتي استكمالاً لنهج سموه في إطلاق المبادرات المبتكرة تشجيعاً على القراءة والكتابة والبحث العلمي، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية الإماراتية أصبحت في طليعة المؤسسات العربية التي تعمل برؤية علمية لتطوير البحث العلمي ورعاية الإبداع والمبدعين، وتطوير المواهب في شتى الميادين ومن ضمنها مجال الأدب والثقافة والتراث. وأضاف العميمي قائلاً: وتأتي هذه البادرة لتكمل عمل سموه الدؤوب في إطلاق مبادرات مبتكرة ومجتمعية هدفها تطوير المهارات وتبني المواهب والتفاعل مع المجتمع؛ بما يسهم في نشر الوعي بأهمية القراءة والكتابة بين شرائح المجتمع كافة، خاصة بين أوساط الناشئة والأطفال لما يمثلونه من قيمة كبيرة للمستقبل. إبداعات شبابية شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد في المعرض توقيع نجله الشيخ زايد بن سيف بن زايد آل نهيان؛ كتيب «أبجديات الطفل القانونية»، كأول إصدار من نوعه يجسّد فكرة القانون في شخصية كرتونية. كما شهد سموه توقيع الشيخ زايد بن حامد بن زايد آل نهيان كتابه «رحلة إفريقيا»، وتوقيع الشيخ زايد بن أحمد بن زايد آل نهيان كتابه «صديق الدفاع المدني»، وتوقيع الشيخ خليفة بن سيف بن زايد آل نهيان ؛ نيابة عن الشيخة موزة بنت سيف بن زايد آل نهيان كتابها «نخلة العطاء». ووجه الشيخ زايد بن سيف بن زايد آل نهيان، عبر كتاب «أبجديات الطفل القانونية»، الذي أصدره مكتب ثقافة احترام القانون؛ بالأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وبالتعاون مع مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل، رسالة قانونية إلى كل طفل في دولة الإمارات العربية المتحدة، يحثهم فيها على التميز والريادة، ليكونوا دائماً عند حسن ظن قيادتهم الأبوية
Culture
أصدر قسم الدراسات والنشر في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة مجموعة إصدارات جديدة خاصة بجائزة الإبداع العربي في دورتها السادسة عشرة 2012 - 2013م، وبلغ عدد الكتب الجديدة سبعة عشر كتاباً، شملت فروع الجائزة مثل الشعر والقصة القصيرة والرواية والمسرح والنقد الأدبي .في مجال الشعر طبعت أربعة كتب وهي: مرثية النارالأولى لمحمد عبدالباري، وملامح الظل الهارب لخالد الحسن، وبعد الفراغ من الجنون لمحمد الحناطي، وفي دوامة المنفى لمحمد السودي، وفي مجال القصة القصيرة: على هامش الحكاية، نصوص ميتا قصصية لياسين أبو الهيتم، وعليك المكوث طويلاً داخل السؤال لحسين محمد شريف، وأشجار بحاجة إلى قطع لحسان العوض، وأربع روايات وهي رياح آب لمحسن الوكيلي، وأرض التعاويذ لمحمد الطاهر مناع، وتيرانجا لمحمد فاضل عبداللطيف، ورواية حذاء أسود على الرصيف لباسمة العنزي .كما طبعت ثلاثة كتب خاصة بالمسرحيات الفائزة في مجال المسرح وهي ذاكرة الرجال المرقطين لياس السعيدي، وليلة عبدالله الرّضاع والإبل لشعبان البوقي، ونحت بارز لأحمد العبيدي، وثلاثة كتب أخرى خاصة بمجال النقد الأدبي وهي التقنيات الدرامية في البناء الشعري - دراسة في فاعلية النص الشعري لعلي عمران، ومقاربة لنصوص موريتانية حديثة لولد متالي لمرابط، والتقنيات الدرامية في البناء الشعري - دراسة في شعر صلاح عبدالصبور وإبراهيم سند الشيخ .
Culture
باسمة يونس كتب «كولن ولسن» في مقدمة كتابه «فن الرواية» أن جوهر المشكلة في رواية القرن العشرين هو أن الروائي لا يعرف ما يريده من الحياة، وهو بهذه العبارة يبدو وكأنه يتهم كتاب الرواية اتهاماً يجعل هذه الرواية مجرد كتابات بلا هدف أو بلا طموح، فهل يمكننا قبول مثل هذا الرأي، في الوقت الذي بدأت فيه الرواية تأخذ مكانتها وتشغل حيزاً كبيراً، مقارنة بالفنون الأدبية الأخرى؟إن نظرة عاجلة إلى معظم ما يقوله أهم الروائيين الذين باتت أعمالهم تؤرخ لنجاحاتهم في هذا المجال حول سبب كتابتهم للرواية مثل «باولو كويليو» الذي يؤكد بأنه يكتب ليجيب عن الأسئلة التي تملأ رأسه، وكي يحقق حلماً يتراءى له دائماً، ستجعلنا ننظر بطريقة مختلفة إلى الروايات، ورفض ما يقوله «كولن ولسن» تماماً، فبدلاً من الفكرة السائدة حول قراءة الروايات للاستمتاع فقط، سوف نبدأ ربما في البحث فيها عن تلك الأجوبة التي يحاول الكاتب إيجادها قبلنا، وربما ستجيب بالتالي عن تساؤلاتنا نحن كذلك عن أحلامنا وكيف نحققها.لا شك في أن نجاح الروائي في التواصل مع القارئ، لا يتوقف فقط عند حدود إمتاعه بلغة جميلة أو فكرة مبدعة أو تفاصيل مبهرة، بل يتعدى هذا إلى قدرة الرواية بمحتواها وتركيبتها وحبكتها على استثارة تساؤلات القراء عن الحياة وفلسفتها، وعن كل ما يتعلق بالمشاعر وكيفية التعامل معها، وعن الشخصيات التي سيجد نفسه أحياناً ينظر إليها نظرته إلى المرآة العاكسة.ولا شك بأن الروائي مسؤول دائماً عما يقدمه للقراء مسؤولية هائلة تفوق حجم ما يتخيله، وإن كان هناك من يرفض فكرة الكتابة لتوصيل رسالة أو توجيه المجتمع، لكن مسؤولية الكاتب تقع عليه من منطلق سهولة استدراج القراء لقراءة رواياته، وهنا، عليه التفكير بأنه سيكتب لتنمية وعي القارئ أو تضليله؛ لأنه سيدفعه بدون أن يدري ليبدأ هو الآخر بطرح تساؤلاته الخاصة عن معنى الحياة بالنسبة إليه، وكيف يمكن أن يحلم ويحقق أحلامه كما يريد.وربما يعتقد البعض أن الرواية لا تسرد سوى قصة مسلية، تخوض في عالم خيالي لن يحقق للقارئ الجاد أو الطموح لكتابات أكثر جدية أية فائدة، عدا متعة القراءة والاستئناس بقصة، لكن الروايات قد أثبتت على مدار الزمن بأنها مؤسسة تعليمية ومجتمعية تحوي كل ما يمكن التفكير فيه من تفاصيل لشخصيات وأحلام وتوقعات وطموحات، لا تتوقف عند حدود حياة كاتبها أو أحلامه الخاصة، لكنها تتجاوزه لتستلهم وجودها من حياة كل الناس وتخاطب مجتمعات بأكملها.والروايات التي كتبت قبل عقود طويلة ولا تزال تقرأ وتعاد طباعتها وتمثيلها وتجسيدها بأكثر من وسيلة وتقنية، رغم تطور الزمن وحداثة العصر، جديرة بالإجابة عن أي تساؤل حول أهمية الرواية، ولماذا يكتبها الروائيون، وماهو الهدف منها اليوم ومستقبلاً؟. [email protected]
Culture
أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب عن انضمام الدكتور عبدالسلام المسدي والدكتور يوجين روغان للهيئة الاستشارية للجائزة . وبذلك فإن الهيئة الاستشارية للجائزة في تشكيلتها للدورة الخامسة 2010 - 2011 تضم نخبة من رموز الفكر والثقافة على الصعيدين العربي والدولي .فبالإضافة إلى راشد العريمي عضواً وأميناً عاماً، ود . المسدي ود . روغان، تضم الهيئة الاستشارية كذلك الدكتور علي راشد النعيمي والقاص محمد المر من الإمارات ود .عبدالله الغذامي من السعودية ود .رضوان السيد من لبنان ود . صلاح فضل من مصر ود .محمد كافود من قطر، ويذكر أن النظام الأساسي للجائزة ينصّ على أن يتغير اعضاء الهيئة الاستشارية وكذلك انتماءاتهم الجغرافية بما يخدم عملية التجديد في الأفكار والآراء المطروحة ويحقق كذلك الاستدامة والثبات للخبرة التراكمية في مسيرة الجائزة .وستجتمع الهيئة الاستشارية للمرة الأولى بتشكيلتها الجديدة يوم 27 من الشهر الجاري لمناقشة أسماء المحكمين المقترحين للدورة الخامسة بالإضافة للنظر في مشاريع الجائزة المستقبلية والتي تتضمن عدداً من المحاضرات والنشاطات الثقافية في المملكة المتحدة، كيب تاون، معرض فرانكفورت الدولي للكتاب وغيرها .يذكر أن د . عبدالسلام المسدي أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية وعضو المجامع العلمية للغة العربية في كل من تونس ودمشق وطرابلس وبغداد، عمل من قبل وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي في تونس، وسفيرا لبلاده لدى جامعة الدول العربية وهو مهتم بالعلوم اللغوية والنقد الأدبي وتحليل الخطاب السياسي، ومن أهم الجوائز التي حصل عليها، الجائزة التقديرية للجمهورية التونسية في اللغة والآداب، جائزة العويس في الدورة الحادية عشرة في فرع الدراسات الأدبية والنقد وله العديد من المؤلفات، منها: التفكير اللساني في الحضارة العربية، واللسانيات وأسسها المعرفية .أما البروفيسور د . يوجين روغان فهو مؤرخ ومستعرب بريطاني، وهو مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكسفورد وأستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث وزميل كلية سانت أنتونيز . ترأس رابطة دراسات الشرق الأوسط في أمريكا الشمالية، وله عدد من المؤلفات مثل حرب فلسطين: إعادة كتابة تاريخ حرب 1948 وكتاب العرب . . لمحة تاريخية .وقد قامت الجائزة بفتح باب الترشيحات للدورة الخامسة قبل أسبوعين في كل من فروعها التسعة: جائزة الشيخ زايد في التنمية وبناء الدولة، جائزة الشيخ زايد لأدب الطفل، جائزة الشيخ زايد للمؤلف الشاب، جائزة الشيخ زايد للترجمة، جائزة الشيخ زايد للآداب، جائزة الشيخ زايد للفنون، جائزة الشيخ زايد لأفضل تقنية في المجال الثقافي، جائزة الشيخ زايد للنشر والتوزيع، جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية .
Culture
الشارقة:علاء الدين محمود تغوص رواية «الثعالب الشاحبة»، للفرنسي يانيك هاينيل، والتي ترجمتها دار ممدوح عدوان عام 2016، عميقاً في عوالم ومجتمعات العاطلين واللاجئين القادمين من إفريقيا وقارات أخرى للعيش في فرنسا، حيث يمثل القادمون ثقافات وحضارات مختلفة عن الغرب، وتجري الرواية جدلية معقدة عن العلاقة بين الغرب والثقافات الأخرى الوافدة، وتماهي العاطلين عن العمل مع حياة الوافدين.تعيد الرواية إنتاج، مفاهيم جديدة للثورة الفرنسية، فإن كانت تلك الثورة قد قامت من أجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، فإن الحاجة لتلك القيم مع وجود وافدين جدد، وحدوث انقسام طبقي جديد في المجتمع، ما زالت ماثلة. تتحدث الرواية عن جان ديشيل، رجل في الأربعين من عمره، عاطل عن العمل ولديه فلسفته في ذلك، فهو يرى أن العمل خديعة، وأن الذين يطالبونهم بالعمل يتمترسون خلف مقولة زائفة مفادها: «العمل وجود المرء». تنفتح الرواية على المجتمع الاستهلاكي في أوروبا، والذي يسير على النمط الأمريكي، وقد أصبح هذا المجتمع بحاجة إلى ثورة جديدة على طريقة الثورة الفرنسية، لكنها تستوعب المتغيرات المجتمعية. وجدت الرواية تجاوباً في مواقع مراجعات الكتب، من القراء والمتابعين العرب، الذين اعتبروا أن الطرح الروائي قريب مما يعايشه الإنسان العربي في الوقت الحاضر، والذي اضطر إلى أن يرحل قسراً عن وطنه إما نتيجة الحروب أو تردي الأحوال الاقتصادية والاجتماعية، والمعاناة التي يجدونها هناك، ويقول أحد القراء: «تطل الرواية على عوالم اللاجئين والوافدين في أوروبا، ومعاناتهم مع الاختلاف الثقافي، واستطاع الكاتب أن يطرق جوانب مهمة في المتغيرات الاجتماعية، ونجح السرد في أن يضعنا أمام هذه القضية العالمية، حيث تكمن قيمتها في أن الكاتب فرنسي، نجح في توصيف تلك الإشكالات»، يقول قارئ آخر: «الرواية متماسكة يكثف فيها الكاتب المشاهد والمواقف التي تحمل رؤى فلسفية، فكأن الكاتب قد اطلع على كتاب (الأخلاق السائلة) لباومان، والذي يشرح فيه مجتمعات ما بعد الحداثة، ويتناول القهر والظلم الاجتماعي».وحول بنية السرد يقول أحد القراء: «إن البنية السردية للرواية، اعتمدت على إبراز حياة المهمشين في عوالم أوروبا الحديثة، ويفضي السرد العاطفي إلى صور ومشاهد مسخنة بجراح المعاناة والألم، ويجنح الكاتب في بعض الأحيان إلى استدعاء الرموز والأساطير في الحياة والمجتمعات التي قدم منها الوافدون، على نحو ما فعل مع لوحة (الثعالب الشاحبة) وتوظيفها بشكل مبدع داخل الرواية».وفي حين أن الكثير من القراء اعتبروا السرد في هذا العمل ممتعاً ومتماسكاً، فإن بعضهم قد أشار إلى عيوب قد حفلت بها الرواية، يقول أحد القراء: «لم ترق لي الرواية كثيراً، لأنها ترهق القارئ بفلسفة يحاول أن يسوقها الكاتب إلينا عبر أحداث ثورية تعبر عن آراءه الشخصية، ويوظف لهذا الغرض قبيلة من قبائل إفريقيا هي قبيلة الدوغون»، بينما يرى آخر أن: «الرواية في طرحها أزمة الحضارة الرأسمالية وقضية الهجرة اللاشرعية، جاءت في فصلها الأخير أقرب لليوتوبيا والأمنيات».
Culture
محمد ولد محمد سالممن يتابع المشهد الشعري في الوطن العربي، وبشكل خاص الأنشطة التي ترعاها الشارقة داخل وخارج الإمارات يدرك أن الشعر العربي، لا يزال قادراً على الإبداع، وأن فيه من الغنى والثراء الفني ما يبشر بمستقبله، ولديه من المبدعين والمواهب الخلاقة ما يطمئن عليه، فالساحة على عرضها ولاّدة بالمواهب التي تتتابع جيلاً بعد جيل، ولا ينقصها التراث الشعري الراسخ ولا الانفتاح على العصر وتياراته، لكن ما ينقصها هو قليل من الدعم والرعاية لكي تجد فرصة للانصراف للشعر والاختلاء معه حتى تخرج القصيدة ناضجة مكتملة الأدوات محكمة البناء.مضت فترة من الركود ساد فيها الاعتقاد بأن الشعر العربي انتهى، ولم يعد هناك من يكتبه، وتحول الشعراء عنه إلى غيره من الفنون الأدبية التي توفر لهم دعما وحضوراً أكثر، لكن مع انتشار المسابقات الشعرية في الوطن العربي، ومع برنامج العمل الشعري المكثف الذي أطلقته الشارقة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بدأت الأصوات الشعرية ترتفع والمواهب تتفتق، كان مهرجان الشعر الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة الأساس الأول لذلك البرنامج، ثم توالت بعده المبادرات، لتتوج ببيوت الشعر، في الأردن وموريتانيا ومصر والمغرب وتونس والسودان.لقد أصبحت هذه البيوت محركات إبداع في المدن التي تنشط فيها، وانهمر في أروقتها من فنون القول ما كان يظن أنه بذهاب عمالقة الستينات والسبعينات، لن يعود، لكنه عاد الآن بشكل مكثف على تلك المنابر، وانكشف الأمر على أن الحالة هي حالة كمون وخفوت، وليست حالة نضوب، فيكفي أن تمتد إليه يد لتحركه فيسقط الرماد وتظهر جذوة الجمر متوهجة بجمالها الأرجواني الأخاذ.لا يقتصر أمر الإبداع على الأجيال المخضرمة من الشعراء الذين ترسخت أقدامهم في مجال حبك القصيدة، بل يتعداهم إلى الأجيال الجديدة، فلن تعدم أن ترى على منابر الشعر في البلدان العربية شبابا غضا يأتي من صنوف فنون القول بما يدهش سامعه، فيؤلف من الصور ويضفر من المتناقضات ما كان تصوره مستحيلا، لكنه عند تحققه يبدو جميلاً باهرًا، ومن ضيوف مهرجان الشعر لهذه الدورة عدد من أولئك الشباب المميزين، وقد شاهدنا في افتتاحه ذلك الفتى السوداني الموهوب محمد عبد الباري الذي يشكل مثالاً جيداً على ما تؤسس له أجيال اليوم من مستقبل أدبي رائع، وهو نفسه يدين في جانب من حضوره الشعري لمشروع الشارقة للشعر العربي، فقد فاز سابقاً بجائزة الشارقة للإبداع العربي[email protected]
Culture
تشارك مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع دبي التي تختص بإصدار الكتب الأكاديمية الجامعية في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام بسلسلة من الكتب الجديدة أبرزها: مجتمع الإمارات بين الأصالة والمعاصرة لمؤلفيه د. محمد توهيل ود. سعيد حارب، العلاقات العامة في دولة الإمارات تأليف د. محمد قيراط، بريطانيا والخليج العربي د. سيف البدواوي، أصول الأحكام وطرق الاستنباط في التشريع الاسلامي د. حمد الكبيسي، وأيضاً الاعلام في الخليج العربي د. محمد المشايخي، ومحاكمة الأحداث الجانحين د. محمد الصاحي، والاستثمارات الوقفية تأليف لجنة شؤون القصّر في دبي.كما تشارك شركة العبيكان للنشر والتطوير السعودية بكتب جديدة لعل أبرزها الامبرياليون الجدد أيديولوجيات الامبراطورية تأليف كولن مويرز استاذ العلوم السياسية بجامعة ريرسون ثورنتو، والكتاب عبارة عن مقالات عديدة تشكل مساهمة في فهم الامبريالية الأمريكية وتنتقد المنافحين والمدافعين عنها، وأيضاً حالة انكار/ حرب بوش تأليف بوب ودورد، وهناك كتاب عالم الاقتصاد/ مقدمة مختصرة جداً تأليف بارثا داسكوبتا، تعريب د. خضر الأحمد، والليبرالية الجديدة/ موجز تاريخي تأليف ديفيد هارفي استاذ علم الأناسة في جامعة نيويورك، تعريب د. مجاب الإمام، والحوار والتقارب المذهبي في المشهد السعودي/ مكاشفات الشيخ حسن الصفار أنموذجاً للدكتور عبدالعزيز قاسم.واشتملت معروضات شركة العبيكان على كتاب الحقيقة المؤلمة لآل غور تعريب وليد شحادة، والكتاب صدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، أمريكا على مفترق الطرق/ ما بعد المحافظين الجدد لفرانسيس فوكوياما ونقله إلى العربية محمد محمود التوبة، كما اشتملت المنشورات على الكتاب الأفضل مبيعاً ضمن قائمة النيويورك تايمز ومجلة الوول ستريت وهو بعنوان من القلب مباشرة تأليف جاك ويلش مدير شركة جنرال الكتريك ونقله إلى العربية د. إبراهيم الشهابي.
Culture
الشارقة: «الخليج» الخطاط السوري عبيدة البنكي، هو أحد مكرمي ملتقى الشارقة للخط العربي في دورته السابعة، حاز شهرة كبيرة في ممارسة فن الخط، وهو مولود في سوريا عام 1964، وهو في الأصل خريج تخصص الهندسة الزراعية، وعضو مؤسس جمعية الخطاطين السوريين، وعضو مؤسس جماعة الخط العربي في السعودية، له الكثير من المعارض والمشاركات على مستوى العالم الإسلامي.تضيء السيرة العملية للخطاط عبيدة البنكي بأنه حاصل على إجازة من شيخ الخطاطين في إسطنبول الشيخ حسن جلبي.كان البنكي في صغره يميل إلى المدرسة العراقية في الخط، والتي كان يمثّلها هاشم البغدادي، ثم تحوّل إلى مدرسة الخطاط التركي محمد شوقي، وهي مدرسة تتميز بالقوة وإتقان القواعد وضبط الخط، كما تُركز على جماليات الكتابة، وتحرص على إبراز الجوانب الفنية التي ترقى بفن الخط العربي.والخطاط البنكي يجيد كتابة معظم الخطوط العربية إلا أن اهتمامه في الفترة الأخيرة بدأ يتركز على خطوط الثلث والنسخ والتعليق، وقد أحرز في مسابقة «أرسيكا» عام 1986 المركز الثاني في خط النسخ.يعتبر البنكي أن الحرف العربي من أجمل حروف اللغات التي يمكن تطويعها لتصبح لوحات بديعة، وهو يرى أن جماليات الحرف العربي ترجع لقواعد وفنون الخط العربي والقلم العربي التي طورها الخطاطون بواسطة المدارس المتنوعة، واشتهرت العديد من المدن العربية بفنون الخط العربي، وسميت بها كالخط الكوفي مثلاً. بدأت حكاية البنكي مع الخط منذ الدراسة الابتدائية، كان في تلك الفترة يرافق والده لمشاهدة الخطاطين في المدرسة، فعشق هذا الفن الجميل، وهو الذي دفعه لتقليد هؤلاء الخطاطين.في المرحلة الإعدادية حيث لم يكن في محافظة دير الزور أي اهتمام بالخط، كما لم يكن هناك مدارس لتعليم فنون كتابة الخط، اعتمد على قدراته الذاتية، وكان والده رحمه الله، يمتلك مكتبة أدبية كبيرة، وبها عناوين للكتب، وكان دائم الاطلاع عليها، وهو الذي حفزه على كتابة العناوين الجميلة للخطاطين، ومنهم، الخطاط الديراني من الشام، والخطاط سيد إبراهيم من مصر، والخطاط هاشم بغدادي، وهؤلاء كانوا بل شكلوا مصدر إلهامه الأول، لا سيما هاشم البغدادي الذي كان له كتاب حول قواعد الخط العربي، الذي استفاد منه كثيراً في تعلم قواعد الخط العربي وفنونه.بعد ذلك انتقل البنكي إلى المرحلة الأهم، وهي الانتقال إلى العاصمة دمشق، وفيها التقى بخطاطين كبار، وكان يتردد على الخطاط أحمد الباري، وهو صاحب خبرة طويلة في مجال الخط وكتابة المصاحف، واستمرت علاقته به فترة من الزمن اطلع خلالها على أسرار كتابة المصاحف.في فترة لاحقة أقيمت المسابقة الدولية الأولى للخط العربي في إسطنبول، وشكلت دافعاً قوياً للخطاط البنكي للمشاركة فيها، تحت عنوان (ياقوت المستعصمي الدولية الثانية عام 1989)، وأحرز فيها المركز الثاني في خط النسخ، كما أشير سابقاً.أحدثت هذه الجائزة نقلة نوعية في مسيرته، فأحرز بعدها تسع جوائز في خطوط مختلفة، إلى أن تم اختياره عضواً في هيئة تحكيم المسابقة في ثلاث دورات متتالية.
Culture
ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في شهر سبتمبر/أيلول الجاري، يستضيف منتدى الاثنين المسرحي الذي تنظمه إدارة المسرح بالدائرة الباحث المسرحي زكريا أحمد في محاضرة حول تجربة الكاتب المسرحي أوغست استرندج ويقدم للمحاضرة محمد سيد أحمد وذلك في الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم في مجلس سوق العرصة في الشارقة القديمة .
Culture
هل اختفى مفهوم الجيل من أدبياتنا؟، المتابع للساحة الثقافية العربية يدرك أننا نادراً ما نستخدم مصطلح الجيل في كتاباتنا المختلفة، نقرأ عن جيل النهضة أو الرواد، نتذكر جيل الستينات من القرن الماضي ربما نسمع عن جيل السبعينات، أو نمر بسرعة، أمام جيل التسعينات.وظف النقد الأدبي مصطلح الجيل للدلالة على مجموعة من السمات والخصائص التي تميز بين نمط إبداعي وآخر، ولرصد التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها فترة ما وتنعكس تجلياتها على النص محل البحث والدراسة، وأيضاً للإشارة إلى التطورات التي تمر بها تقنيات الأدب وفنياته.ارتبطت فكرة الجيل بالحيوية والتجدد والقدرة على الإعلان عن الإضافة والابتكار، إذا فتحنا أرشيف الثقافة العربية سنجد معارك بين شباب الأدب وشيوخه، القديم والجديد، وفي حقبة لاحقة سنعثر على صراع بين رؤى رجعية وأخرى تقدمية، يمين ويسار ووسط، وسنصادف هذه المقولات فضلاً عن التنظير لها ومحاولة التأسيس المعرفي لركائزها قد أنتجت شعر التفعيلة، فقصيدة النثر، تطورت بالرواية إلى فضاءات أرحب ورسخت القصة كفن مرتفع الجودة والقيمة، وأكسبت النقد مذاقاً خاصاً، بلورت المسرح الجاد واعتبرته حالة حوارية وعلامة على ازدهار الفكر في المجتمع.الملاحظ أيضاً عند إجراء أي قراءة متأنية لفكرة الجيل تلك الحالة الخصبة من الجدل التي يثيرها نشأة جيل جديد في الساحة الثقافية، في قراءتنا لكيفية تشكل الجيل الأدبي سنصادف مجموعة من الشباب المتحفز، يمتلك رؤية واضحة لما يسعى إليه، ربما تكون هذه الرؤية تطويراً لما هو مستقر في الذهن من أفكار تجاوزها مناخ العصر، أو ثورة تبدع أشكالاً أدبية مغايرة، بخلاف الرؤية الواضحة هناك الفكرة التي يُجمع عليها هؤلاء الشباب وتجعلهم يؤمنون بضرورة التغيير، الأمر الذي يكسب الثقافة زخماً ويجعلها قادرة على الابتكار.الصورة السابقة غائبة تماماً عند تأمل الراهن الثقافي، حيث بإمكاننا العثور على رؤى معكوسة لما طرحناه سابقاً، أو رؤى ضبابية تتعامل مع الشأن الثقافي بميوعة تفتقد إلى بوصلة الاتجاه الصحيح، إن إعلان وفاة جنس أدبي ما من دون محاولة تطويره أو إيجاد بديل له ليس دلالة على الإفلاس وحسب، أو مجرد شعارات تهدف إلى الإثارة بقدر ما يعبر عن حالة من التكلس والسكون، نظرة مشدودة إلى أسفل، تبصر موقعها المحدود والضئيل، لا تتطلع إلى الأمام ولم تعِ درس الماضي. أما المراوحة حول أفكار بعينها من قبيل ما نقرؤه ونسمعه يومياً فيلخص الرؤية الضبابية والتي بإمكاننا تملس تجلياتها في معارك فارغة حول قصيدة النثر وأدب الإنترنت... الخ. الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل هل بإمكان هذا المناخ إفراز جيل جديد يمتلك رؤية واضحة لأهداف محددة يسعى إلى تحقيقها؟
Culture
كرم عتيق قنون الفلاسي مساعد المدير العام للأنشطة في مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج فريق مسرحية لا حيلة لمسرح رأس الخيمة الوطني التي لقيت نجاحا جماهيريا ونقديا بعد عرضها في أبوظبي لمدة يومين.وهنأ الفلاسي فريق المسرحية على نجاحهم في تقديم موضوع اجتماعي إنساني يلامس الحياة اليومية لأبناء المجتمع في قالب كوميدي غنائي هادف، وقال الفلاسي: إن تكريم المبدعين هو جزء من مشروعنا الذي وجه به سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس النادي في تقدير المبدعين وانجازاتهم وتقديمهم للجمهور بصورة تفاعلية طيبة يمكن من خلالها الإسهام في تطوير الحركة المسرحية المحلية وإجراء حوار خلاق. وأوضح أن الموسم الثقافي سيتواصل في اختيار الأعمال ذات النوعية الممتازة والهادفة، وأيضا المساهمة في إنتاج أعمال تخدم المشهد الثقافي، وتسهم في تسريع عجلة إنتاج الأعمال الثقافية والفنية الجادة والهادفة. وثمّن الفلاسي لأعضاء المسرحية، ومسرح رأس الخيمة مساهمتهم في إنجاح الموسم الثقافي والاستجابة للعمل ضمن مشروع النادي في تعزيز الثقافة النوعية.وعبر عبدالله بن يعقوب الزعابي رئيس مجلس إدارة مسرح رأس الخيمة عن تقديره لخطوة النادي بتكريم الفريق المسرحي الذي تشرف بالوقوف على خشبة مسرح أبوظبي. وقال الزعابي : نثمن هذه المبادرة ونرفع الشكر الموصول الى سمو رئيس النادي، مؤكدين أننا على التزام كامل بالمساهمة في كافة مشاريع النادي الثقافية والرامية لخدمة الجمهور وتشجيع المبدعين.وفي السياق نفسه عبر أعضاء الفريق المسرحي عن سعادتهم بالالتقاء بجمهور العاصمة أبوظبي، حيث قدموا عروضا أسعدت هذا الجمهور، وأوضحوا أن مسرح أبوظبي تحفة معمارية فنية أسعدهم الوقوف على خشبتها حيث برزت إمكانياتهم الحقيقية في التعبير والأداء.
Culture
باسمة يونس استفادت اللغة الإنجليزية من سبب تاريخي جغرافي يعود إلى القرن التاسع عشر أيام الحملات الإنجليزية المتوسعة إلى الأمريكتين وآسيا والقطبين، وتبنى معظم الدول المستقلة لاحقاً اللغة الإنجليزية، لغة رسمية فيها. إضافة إلى السبب الاجتماعي الثقافي الذي أحدثه أسلوب الناس في الاعتماد على الإنجليزية في حياتهم العملية والتجارية والأمنية والاتصالات والترفيه والتواصل والإعلام والتعليم وغيرها، من منطلق أن الإنجليزية تسهل العمل والعلاقات، لأنها اللغة الوسيطة المفهومة والمتداولة.وتحولت الإنجليزية إلى لغة تواصل لأنها جسر يربط بين كافة العاملين من مختلف الثقافات، ولسان موحد بين الناس من مختلف البلدان، ولغة تفاهم متداولة في كافة المواقع والمجالات الاجتماعية والعملية.ولا شك في أن اعتماد قطاع تكنولوجيا المعلومات عليها، ووفقًا لاستطلاع معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات الذي أجراه عام 2014 جعلها اللغة التي تعتمد عليها أعلى عشر لغات استخداماً في البرمجيات، إضافة إلى تقرير يشير إلى أن البلدان التي تمتلك مهارة التواصل والتعامل في اللغة الإنجليزية، هي الأقوى في ‏التصدير والأقدر على تطوير منتجات مهمة مثل أجهزة الحواسيب والآلات الكهربائية، وصناعة الطيران والمستحضرات ‏الدوائية، وغيرها من الأدوات العلمية.ولو علمنا أيضاً أن الإنجليزية هي لغة العلوم والهندسة والبحث، بتصدر الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول الناشرة سنوياً لأكبر عدد من المنشورات العلمية لتأتي المملكة المتحدة في المرتبة الثالثة بعد الصين، سندرك مدى الاعتماد عليها اعتماداً كبيراً ومهماً، بسبب احتياج الناس في أكثر من فئة ومجال لقراءة ومراجعة هذه الأبحاث، وحاجة المهنيين المدربين لقراءة الأبحاث بالاعتماد على الإنجليزية، وسوف نفهم ما يدفع الكثيرين لتعلمها، والاهتمام بتعليمها لأبنائهم، والتركيز على توظيف من يتقنونها ويجيدونها بشكل كبير.ومع هذا، ورغم كل ما جاء أعلاه، لن يتمكن نشر الإنجليزية من تقليل الفرق بينها وبين العربية في الأصالة والحضور والأهمية التاريخية، وعلى الوطن العربي ألا يتوقف عن الصرف على إقامة الندوات والمؤتمرات الداعية للحفاظ على العربية، ويعمل على إنشاء مراكز أبحاث وأكاديميات بفروع عالمية لتعليم العربية، وإعادة طباعة ونشر أمهات الكتب والمراجع اللغوية باللغة العربية، وتسهيل حضورها وتوفيرها للعالم، وليس فقط في الدول العربية.إن اهتمام الغرب بالعالم العربي اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، هو الداعم الأول لنشر لغتنا القومية والترويج لها ما يجعلنا بحاجة للالتفات إلى عمل الدراسات والبحوث، وزيادة المنشورات العلمية والفكرية بلغتنا العربية، والاهتمام بالباحثين ممن يتقنون العربية من كافة أرجاء العالم مع الامتناع عن ترجمتها كي لا يسهل عبورها للعالم، لأن من شأن هذا الامتناع استثارة رغبتهم في تعلم العربية لقراءة أفكارنا ومعرفة ما نريد، فيسعون إلى ترجمتها نحو سعيهم لتمحيص أفكارنا واهتماماتنا.ليس علينا سوى أن نبحث ونكتب بلغتنا، وليس عليهم سوى أن يجتهدوا لقراءة وفهم ما كتبنا.
Culture
أصدر قسم الدراسات والنشر في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ثلاثة عناوين جديدة، الأول في مجال الدراسات النقدية بعنوان "سينما الطفل الإبداع السينمائي" لجميلة مصطفى الزقاي التي اتخذت من الجزائر نموذجاً لدراستها، وتناول الكتاب في فصوله الأربعة سينما الأطفال بمفاهيمها المختلفة .الكتاب الثاني عبارة عن مجموعة من القصص بعنوان "رسائل لطيف أخي" للكاتبة أسماء الشامسي ومن عناوين القصص: "لماذا رحلت؟"، "مجرد أطياف أطفال"، "مجرد أحلام ضائعة"، "أنا والقلم الناطق"، "بقايا دموع"، "إلى أبي المحترم"، "الرسالة الأخيرة"، "الزائر المفاجئ"، "الحياة"، "حب عابر" .الكتاب الثالث من إعداد عبدالفتاح صبري حول ملتقى الشارقة العاشر للسرد العربي، وحمل الكتاب عنوان "القصة القصيرة جداً . . سؤال النوع وتطور السرد" ويضم أوراق عمل المشاركين في الملتقى .
Culture
أبوظبي "الخليج": ينظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، عند الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم، في مقره بالمسرح الوطني أمسية ومعرضاً فنياً بعنوان "جماليات التكوين الفني" لنادية عبدالقادر إبراهيم . حصلت نادية إبراهيم على ماجستير تصميم أقمشة من كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد، وعضو نقابة الفنانين العراقيين ،1987 وعضو نقابة التشكيليين العراقيين ،1995 ولها مشاركات متعددة في معارض فنية في بغداد وأبوظبي .
Culture
ضمن فعاليات البرنامج الثقافي بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة يتواصل منتدى الاثنين المسرحي في تقديم الخبرات المثرية للجدل الراهن في مشهدية المسرح الإماراتي، حيث تقدم في الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم في ساحة سوق العرصة الناقدة والكاتبة الصحفية بجريدة الخليج مارلين سلوم، ورقة متخصصة بعنوان الدراما الخليجية .
Culture
علاء الدين محمود ظلت العلاقة بين الصحافة والأدب مثار نقاشات بين الذين ارتادوا المجالين، أو من كانت بداياتهم الأدبية من روائيين وشعراء، من خلال العمل في الصحافة، وتأخذ تلك النقاشات شكل تساؤلات مثل: هل تخدم الصحافة الأدب أم العكس؟، وأيهما يرفد الآخر؟، والواقع أن هنالك الكثير من التشابه والتداخل بين المجالين، الأمر الذي يدفع الكثير من الأدباء إلى اختيار مهنة الصحافة، بل إن بعض الروائيين والمبدعين في مجال القصة والسرد، قد تشكلت موهبتهم من خلال العمل الصحفي، ولئن كانت للصحافة لغتها الخاصة التي تميل نحو البساطة، إلا أنها تمتلك من التقنيات الكتابية والأدوات ما يعزز وينمي ملكة الكتابة الأدبية، الأمر الذي يجتذب الكثير من الشباب أصحاب المواهب والملكات الإبداعية، لمهنة الصحافة باعتبارها مهنة «الكتابة»، وما يجمعها بالأدب هو «الإبداع»، رغم التباين في الأدوات والأساليب التعبيرية واللغوية. واللافت هو ذلك الكم الكبير من الأدباء الذين اشتغلوا بمهنة الصحافة، وكذلك الذين تبلورت امكانياتهم في الكتابة الأدبية من خلال العمل في الصحف، وكثير من الأعمال الأدبية كانت في الأصل تحقيقات صحفية، وهنا من الضروري أن نشير إلى جارسيا ماركيز بشكل خاص، حيث يمثل حالة فريدة للصحفي الأديب، الذي حملت رواياته عناوين صحفية، كدليل على تأثير تجربة العمل الصحفي، على موهبته في الكتابة الروائية، وهنالك أعمال صحفية لماركيز تحولت إلى روايات مثل «خبر اختطاف» و«قصة بحار غريق»، إضافة إلى نصوصه الصحفية مثل «نصوص ساحلية»، و«بين السياسيين»، و«من أوروبا إلى أمريكا»، و«مجانا»، و«وقائع وتقارير»، كل تلك كانت أعمالاً صحفية ل«سبيتموس»، وهو الاسم الصحفي لماركيز الذي كان يكتب مقالاته الصحفية تحت هذا الاسم المستعار.والشاهد أن الأعمال الروائية كانت لاحقة، أتت بعد مرحلة الصحافة في حياة ماركيز، الذي ولج إلى عالم الأدب والإبداع عن طريق تلك المهنة، واشتهر بتقاريره وتحقيقاته الصحفية المميزة، فماركيز استمد أسلوبة وتقنياته الروائية من خلال توظيفها أولا في كتابة تقاريره الصحفية، والمسألة المهمة هنا أن الروائي الكبير وصف العمل الصحفي بالصنف الأدبي المتكامل.وبخلاف ماركيز، نجد أن من الكتاب الذين عملوا بالصحافة هناك تولستوي ومارك توين، وأنطون تشيخوف، وجورج أورويل، وإدجار آلان بو، ووليم ثاكري، وتشارلز ديكنز وغيرهم من الأدباء الذين فتنوا بالمهنة، وعززوا فرضية التداخل الكبير بين الحقلين، وإن كانت الصحافة تعنى بالواقع وترصد مشاهده بأدواتها وأجناسها، فإن الأدب يجد من خلال ما توفره مادة يثريها الخيال والأساليب الأدبية. [email protected]
Culture
احتفل الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني صباح أمس في مقر معرض الشارقة الدولي للكتاب، باليوم العربي للنشر الإلكتروني للعام الأول، وذلك بحضور د. فاطمة البريكي عضو مجلس الإدارة وكوكبة من الناشرين وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد.وألقى د. عادل خليفة كلمة الاحتفال فشكر فيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على دعمه للاتحاد منذ بدء التفكير بإنشائه في الدورة الخامسة والعشرين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في العام ،2006 حيث تكثفت اللقاءات مع الناشرين لتبادل الأفكار والآراء، حتى تم الاقتراح بإنشاء الاتحاد وهو ما أيده وشجعه سموه، وبناء على ذلك تشكلت لجنة ثلاثية في مايو/ أيار 2007 ضمت د. فاطمة البريكي وهيثم حافظ ود. عادل خليفة أدت واجبها الى أن تم اختيار مجلس إدارة الاتحاد وأمينه العام في الدورة الحالية.شرح د. خليفة فكرة الاتحاد التي قامت على الإحساس بأهمية التواجد العربي في مجال النشر الإلكتروني وعالم التقنيات الحديثة، خصوصاً مع تضاؤل مكانة المحتوى الإلكتروني العربي، وبشكل لا يتوافق مع التعداد السكاني العربي، إذ لا يتعامل معه أكثر من 2%، على الرغم من أننا كعرب ومسلمين نشكل ربع سكان العالم، وتطرق الى أهمية هذه الفجوة الرقمية التي بدأت تتسع، وضرورة اللحاق بالركب العالمي، لأن اتساع هذه الفجوة له آثاره الخطيرة في المستوى الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي والمعرفي والعلمي، الى جانب اتجاه العالم نحو اقتصادات المعرفة.وتطرق د. خليفة في كلمته الى أهداف الاتحاد المتمثلة في دعم التوجه نحو المحتوى الإلكتروني تأليفاً وإنتاجاً وتوفير المفاهيم والمعايير له، وحل مشكلات النشر الإلكتروني عبر الجودة وحماية الملكية الفكرية، وتحقيق التضامن والترابط العربي عبر الاتحاد والارتقاء بهذه الصناعة عربياً.وقام د. خليفة ود. فاطمة البريكي بتكريم الشخصيات الاعتبارية والمؤسسات والجهات التي أسهمت عبر جهودها بإنشاء الاتحاد واستمراريته عربياً وعالمياً وهم الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، ود. خديجة الغلياني (تونس) وبشار شبارو (لبنان) ود. يوسف عيدابي من دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث ود. طلعت زايد أمين عام اتحاد الملكية الفكرية وخالد البلبيسي وأيمن شعبان الدكروري وسيف المحروقي ومحمد عودة مدير الريان وفاطمة ثاني مديرة إدارة المكتبات في الشارقة.ثم أعلن مجدي محمد عبدالله عضو مجلس إدارة الاتحاد ورئيس اللجنة الإعلامية، عن انطلاق مسابقة النشر الإلكتروني التي يتبناها الاتحاد لتعزيز أهداف الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني، وسعياً منه الى زيادة التوعية بمفهوم النشر الإلكتروني بين مختلف شرائح المجتمع، وإيماناً منه بأهمية التوجه للنشء وغرس روح المعرفة في نفوسهم، والمسابقة بعنوان المبدع الصغير في النشر الإلكتروني وهي مخصصة للفتية والفتيات من عمر (7-15) سنة ومجالاتها في البيئة والمحافظة عليها والعلوم والتكنولوجيا واللعب والتسلية والترفيه.وأوضح مجدي عبدالله أن الهدف من المسابقة الى جانب بث حب المعرفة، واكتشاف المواهب الشابة وتنشيطها وتفعيلها لتكون منتجة ومفيدة للمجتمع، وذلك بالإضافة الى عشر جوائز قيمة كل منها ألف درهم ومنح جميع المتسابقين شهادات تقديرية بحيث يكون آخر موعد لتقديم الأعمال هو 1/8/،2009 على أن يتم الإعلان عن الفائزين في الدورة المقبلة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب العام المقبل.الى ذلك، نظم اتحاد النشر الإلكتروني ظهر أمس في مركز إكسبو الشارقة حواراً حول (حقوق المؤلف والنشر الإلكتروني) بمشاركة كل من طلعت زايد (مصر) أمين عام اتحاد الملكية الفكرية والمهندس خالد البلبيسي (الأردن) عضو اتحاد النشر الإلكتروني.وقد أشار زايد في بداية محاضرته الى عدة تعريفات للملكية الفكرية، قائلاً إنها تمثل ناتج العقل الذي يميزه عن سائر المخلوقات وتمثل حقاً من حقوقه التي كفلها القانون بموجب تشريعات الملكية الفكرية في بلد ما.وعدّد زايد فوائد الملكية الفكرية ومنها حصول الدول العربية على التكنولوجيا بعد وفائها بالتزاماتها وحماية اختراعات وابتكارات الشباب العربي وزيادة الاستثمارات الأجنبية، كما تطرق الى أقسام الملكية الفكرية وحماية اختراعات وابتكارات الشباب العربي وزيادة الاستثمارات الأجنبية، كما تطرق الى أقسام الملكية الفكرية بحسب (المنظمة العالمية للملكية الفكرية) ومنها ما يتعلق بالمنتجات الصناعية والمصنفات العلمية والأدبية والفنية وخلافها.وتطرق زايد الى أول تشريع لحق المؤلف مروراً باتفاقية بيرن في 1883 وآخر تعديل أجري عليها في باريس موضحاً أن حق المؤلف يعتبر حقاً استثنائياً يكفل كافة مزايا ومتعلقات الحقوق الأدبية والمعنوية والمالية.
Culture
الشارقة - "الخليج":نظمت إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة مساء أمس الأول ورشة خطية بعنوان "جماليات النسخ الدقيق" تناولت طرق استنساخ الكتب والمجلدات النصية الكبيرة التي عادة ما يستخدم فيها خط النسخ أو الثلث واستخدم النوري ورقاً مقهراً لتقديم نموذج خطي من الكتابة النسخية يجمع بين خطي الديواني والثلث، وقال إن هذين النوعين من الخط يمكن الجمع بينهما في اللوحة الخطية نظراً لتقاربهما من حيث الأصل والنشأة التاريخية، ومن حيث الشكل، وهما خطان اتكائيان، حيث تتكئ بداية الكلمة اللاحقة على نهاية الكلمة التي قبلها، فليس الاعتبار فيهما للسطر، بل الاعتبار لانتظام الآخر مع الأول، ولذلك فكثيراً ما تكون نهاية السطر في أحدهما صاعدة نحو الأعلى .وأضاف النوري أن خط المحقق نوع من الخطوط قريب من الثلث ويختلف عنه في طول الألف وكبر كؤوس النون والسين والصاد، وإرسال الواو والراء، ولا تكون العين والحاء فيه ملفوفتين، وأما الريحاني فهو بين المحقق والنسخ، وهذان الخطان من الخطوط التي توقف التطور فيهما منذ ما يقارب 250 سنة، أي ما بعد الخطاط مصطفى راقم الذي برع في المحقق، وقد أهمل الخطاطون الأتراك هذين الخطين، كما أهملوا الخط الكوفي الذي يعتبر أب الخطوط، وأكثرها قابلية للتطور، إذ يعد المؤرخون له ثمانين نوعاً .
Culture
يشهد معرض رأس الخيمة للكتاب، المقام على أرض مركز رأس الخيمة للمعارض، وتنظمه غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، في دورته الخامسة، إقبالاً جماهيرياً ملحوظاً، وهو ما تجلى في اليوم الرابع على التوالي من فعاليات المعرض، في ظل قائمة العناوين المتنوعة، من الإصدارات الثقافية والعلمية والقصصية والاجتماعية والدينية والتاريخية القيمة المعروضة في أجنحته، من قبل 78 عارضاً محلياً وعربياً وأجنبياً .وقال أحمد العسم، رئيس فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في رأس الخيمة: إن المعرض يشهد تطورا ملحوظا منذ افتتاح أولى دوراته قبل خمسة أعوام، ويشهد هذا العام تنظيماً متميزاً من قبل الجهات المعنية في غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، وسط مشاركات متنوعة من قبل دور النشر الثقافية والحكومية والإعلامية، من بلدان عربية وأجنبية مختلفة .وأضاف العسم أن فعاليات المعرض تضم أمسيات المقهى الثقافي، الذي يقام على هامشه بنجاح للعام الرابع على التوالي، وشهد خلال الأيام الماضية توقيع كتب وإصدارات جديدة، بحضور شخصيات ذات وقع ثقافي، مثل الكاتب والمثقف العُماني إسحاق خنجر، والدكتور محمد يوسف والخبير والمحلل الاقتصادي نجيب الشامسي .ولفت العسم إلى أن المقهى الثقافي في عامه الرابع اشتمل على أمسيات ذات طابع جديد، إلى جانب الأمسيات القصصية والشعرية التي كانت تقام خلال الأعوام السابقة، وهي الأمسيات الثقافية الاقتصادية، ومن المؤمل تعزيز التوجه لتنويع الأمسيات، لتشمل جوانب حياتية أخرى خلال الدورات المقبلة من المعرض، لزيادة جرعات المعرفة الموجهة للجمهور .وشدد العسم على دور الإعلام والصحافة، وخص منها الخليج، لما تقدمه من دعم متواصل للمبدعين والمثقفين والكتّاب في الدولة، من خلال تغطيتها المتواصلة والمكثفة لجميع الفعاليات والعروض الثقافية .من جانبه، قال الناقد المسرحي هيثم الخواجة: إن فكرة إنشاء المقهى الثقافي، المصاحب لفعاليات معرض رأس الخيمة للكتاب، تشكل مبادرة ثقافية أخذها فرع اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في رأس الخيمة على عاتقه، من باب الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية وتعزيز النشاط الثقافي، فيما شهد المقهى الثقافي على مدار الأعوام الأربعة الماضية تطورات ملحوظة اشتملت على برامج ثقافية متنوعة، إضافة إلى توقيع إصدارات لشعراء وشاعرات من الإمارات .وأضاف الخواجة أن أمسيات المقهى في عامها الرابع شهدت حواراً ثقافياً معمقاً من قبل الحضور، بفئاتهم العمرية وتوجهاتهم وتطلعاتهم الثقافية المختلفة، بما فيهم الكتّاب والمثقفون والشعراء والشباب، الذين يتابعون فعالياته بشغف، ما يدل على حراك ثقافي بين الكتاب والكلمة والمعرض والفعاليات والحضور، ومثل هذه التجارب إذا تكررت قد تفتح نوافذ جديدة للتواصل الجماهيري، وتعمق مجرى الثقافة .واشار الخواجة إلى أن المقهى سيشهد العام القادم، بإذن الله تعالى، فعاليات جديدة، منها الفعاليات الصباحية والمسائية .
Culture
الشارقة:«الخليج» استضافت مكتبة الشارقة العامة الاجتماع التشاوري الأول الخاص بمناقشة الدعوة التي أطلقتها هيئة الشارقة للكتاب في نهاية إبريل الماضي، لتأسيس جمعية للمكتبيين في الإمارات، بهدف دعم وتطوير العمل المكتبي والارتقاء به، بما يتماشى مع ريادة الدولة في مختلف المجالات المعرفية. وحضر الاجتماع الذي بحث سبل إنشاء الجمعية، وأهدافها ومهامها، تمهيداً لمخاطبة الجهات الرسمية والحصول على التراخيص اللازمة، نخبة من الخبراء في مجال علم المكتبات، وأمنائها من الإمارات، إلى جانب ممثلي عدد من المؤسسات والجهات المعنية بالعمل الثقافي والمعرفي والبحثي في الدولة.وقال أحمد بن ركاض العامري رئيس الهيئة: «نحن سعداء بالتجاوب الكبير الذي وجدته الدعوة التي أطلقناها في الهيئة لتأسيس جمعية للمكتبيين في دولة الإمارات، بما يحقق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بأن تكون الإمارة وجهة لكل العاملين في الحقول المعرفية والبحثية المرتبطة بعالم الكتب والمكتبات، وأن تلعب الدولة دوراً محورياً على الساحتين الإقليمية والدولية في تعزيز مكانة المكتبات والعاملين فيها». وأضاف العامري: «لقد جاءت دعوتنا إلى تأسيس كيان رسمي يحمل على عاتقه مهمة النهوض بقطاع المكتبات، وحماية حقوق المكتبيين، وتدريبهم، وتأهيلهم، من إيماننا الكبير بأهمية وجود مثل هذه الجمعية، لا سيما بعد التطورات الكبيرة التي شهدها هذا القطاع في السنوات الأخيرة، وتحوّله إلى علم مستقل له أسسه ونظرياته، التي تهدف إلى تسهيل عملية الحصول على المعرفة، فلا يخفى على أحد الدور الكبير الذي تلعبه المكتبات في دعم مختلف القطاعات التنموية».وأشار العامري إلى أن المكتبات أصبحت لا تركز فقط على الكتب كمادة رئيسية للمعلومات، بل أفردت مجالاً واسعاً لمصادر أخرى أكثر حداثةً وعمقاً وتخصصاً في طرحها، مثل الدوريات، والبحوث، والتقارير، والنشرات وغيرها، لافتاً إلى أن توفير مجموعة غنية ومتنوعة من مصادر المعلومات الحديثة في مختلف المجالات، يتطلب تضافر جهود كافة العاملين في قطاع المكتبات، الأمر الذي يصعب تحقيقه في غياب كيان مركزي يجمع مختلف الفاعلين في هذا القطاع.وتسعى هيئة الشارقة للكتاب من خلال تأسيس جمعية للمكتبيين في دولة الإمارات إلى تطوير الخدمات المكتبية، وتعزيز كفاءة وخبرات العاملين في المكتبات، إضافة إلى تمكين المكتبات من مواكبة تطورات العصر، وحماية حقوق المكتبيين وتدريبهم وتأهليهم، إلى جانب إعداد ونشر الأبحاث والدراسات المرتبطة بالعمل المكتبي، بما يدعم رؤية دولة الإمارات المعرفية، ويعزز حضورها في هذا المجال، إقليمياً ودولياً.
Culture
بكت فلسطين أمس بكاملها من غزة الى حيفا، والقدس الى النقب وحتى رام الله شاعرها الكبير محمود درويش الذي ووري الثرى على تلة في مدينة رام الله مطلة على القدس، وذلك بناء على وصيته، وبذلك تنطوي ورقة يانعة الاخضرار في شجرة الشعر العربي المعاصر.فقد نقلت طائرة خصصتها دولة الإمارات جثمان الشاعر الراحل من الولايات المتحدة الى مطار ماركا العسكري شرقي العاصمة الأردنية عمان حيث أقيم في المطار حفل استقبال ووداع لجثمان الشاعر الذي كان في استقباله شخصيات رسمية فلسطينية وأردنية بينهم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه والنائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي. وحضر المراسم مندوبا عن العاهل الأردني عبدالله الثاني الأمير علي بن نايف ووزيرة الثقافة الأردنية نانسي باكير والممثل عن الجامعة العربية محمد صبح. وشارك أدباء وشعراء وفنانون وكتاب أردنيون في الاستقبال إلى جانب المغني اللبناني مارسيل خليفة الذي غنى كثيرا من قصائد درويش. واصطف حرس الشرف الأردني لتحية الجثمان بينما حمل 12 ضابطا من جيش التحرير الفلسطيني في الأردن النعش الذي لف بعلم فلسطين وسجوه في قاعة انتظار داخل المطار. وترأست وزيرة الثقافة الأردنية نانسي باكير وفدا أردنيا للمشاركة في تشييع الشاعر الذي كانت العاصمة الأردنية محطة وداعه باتجاه مثواه الأخير في رام الله حيث تم نقل جثمانه على متن مروحية أردنية الى مقر الرئاسة الفلسطينية.وفي عمان ودّعه رسميون وسياسيون ومثقفون وقالت وزيرة الثقافة الأردنية نانسي باكير: لم يمت درويش ولم يرحل من نفوسنا فكل قصيدة رمز من رموز الحياة وعزاؤنا هذا الإرث الذي تركه فينا. وأضافت: إن هذه اللحظة من أصعب لحظات حياتي والتي أمثل فيها الحكومة الأردنية في مصاب جلل أدمى القلوب وأنا أشارك في تشييع رمز من رموز النضال الفلسطيني. وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون: أنت سياسي عظيم كنت في اللجنة التنفيذية أصلب الرجال كنت لا تقبل خطأ، وإذا رأيت الأمور كما تعتقد تنحيت جانبا. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه: درويش شاعر الأرض والحب والحياة، يرحل في طريق عودته الأخيرة لوطنه فلسطين.وقال رئيس الديوان الملكي السابق رئيس الجامعة الأردنية الدكتور خالد الكركي: كيف يمكن للكلام أن يكون في حضرة سيد الكلام؟ لقد كنا نحبك حيا ونظل نحبك، لماذا تركت الزمن العربي وحيدا؟ كان عمرك قصيرا وإبداعك عظيما ولا نعرف من سيؤنس الشعر بعدك. وتابع: لقد انتظرت الموت بنفس الأمير البديع، مت شاعرا أسطوريا صرت فكرة كما أردت وطائرا فينيقيا لقد صرت كل ما تريد. وصعد مارسيل خليفة وغنى قصيدتين لدرويش كانتا سبب شهرة خليفة هما أحن الى خبز أمي، ويطير الحمام.وألقى ممثل الجامعة العربية محمد صبح كلمة أشار فيها الى إصرار الجامعة على المشاركة في مراسم وداع الراحل الكبير محمود درويش الذي انضم الى كوكبة المبدعين الراحلين من أبناء فلسطين، وقال: ستبقى يا محمود خالدا في قلوبنا طالما بقي البحر الأبيض المتوسط يهدهد شواطئ يافا وغزة وعكا. ووصف النائب أحمد الطيبي درويش بأنه: نيل مصر، وجمرة الشام، وأرز لبنان، ونخيل الخليج، وعذب دجلة والفرات، وقال: انهض يا صاحب الحاكورة والشجر؛ فمن سيكتب غيرك غداً القصيدة؟!.وفي رام الله أدت ثلة من حرس الشرف التحية أمام النعش الذي لف بعلم فلسطيني وحمله ثمانية ضباط. وبعد ذلك وضع الجثمان في قاعة قام الرئيس الفلسطيني فيها برثاء الشاعر الراحل، وقال عباس في حفل تأبين الشاعر درويش في مقر المقاطعة أمس الأربعاء نودع نجما أحببناه إلى درجة العشق وإن الفارس العنيد ترجل عن صهوة الشعر والأدب، ليترك فينا شمسا لا تغيب، ونهرا لا ينضب، من عطاء الخير والبشائر والأمل.وأضاف أن رحيل درويش يضعنا أمام امتحان الصبر والقدرة على استمرار العطاء والإبداع، وإدامة تألق المشهد الثقافِي والإجابةِ على إشكالياته وتساؤلاته، وليبقى المقرر في صياغة المستقبل، وتحديد مضامينه وتبليغ رسائله المعمدة بالحرية والعدالة العابقة بالجمال والمحبة.وأكد أن الراحل كان بطلا ملتزما متفانيا مضحيا وقائدا في سائر جبهات الصمود والكفاح الأسطوري لشعبه، على امتداد زمن الثورة الممتد عبر العقود إلى إبرام عقدنا الاجتماعي الجمعي، بتأسيس الدولة التي نظم وصاغ بنبض قلبه وروحه دستورها.وقال عباس: إنها أسطورة الشعب المجبولة بأسطورة محمود بتبادلية جدلية، هي الأكمل والأجمل ينقش بمهارة المبدعِ الخلاق ليس فقط ملامح هويتنا بل جدار وعينا، ليكون فينا ومنا ولنا، ويكون لكل منا فيه حصة أو نصيب كما هي مع شعبه وقضيته، مع أمته وإنسانيته ليصبح ذلك الخيط الحريري المميز في قوس نصرنا ومنارة عزنا في صلب نسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية.ودعا عباس الجهات الحكومية والرسمية المعنية بجبهة الثقافة إلى إيلاء هذه الجبهة ما تستحق من تركيز واهتمام ورعاية وتوفير الإمكانات والموارد اللازمة لتمضي قدما نحو تعزيز دورها ومكانتها والعبور إلى عهد جديد من الأصالة والتجديد.وقال الرئيس الفلسطيني: ليكن رحيله مدخلا لتجنيد كل طاقات المبدعين أفرادا وهيئات، بكل المستويات الأهلية والرسمية، ليس فقط لسد المنافذ أمام فراغٍ كبير نشأ برحيله، وإنما بالارتكاز إلى تراثه ومدرسته وإبداعه العظيم، ليكون موته الموجع إِحياء تجديديا لجبهة الثقافة، وإغناء للمشهد الثقافي تأصيلا وحضورا وفعالية في قرار الوطن ومصيره وفي صورة الوطن وهويته، بل في عمقنا العربي والإسلامي وجوهر انتمائنا وتفاعلنا.وشكر الرئيس الفلسطيني دولة الإمارات على تخصيصها طائرة لنقل جثمان الراحل من هيوستن الى العاصمة الأردنية عمّان.وفي وداع درويش قال الشاعر سميح القاسم في كلمة له خلال مراسم التوديع، إنه كان لجثمان درويش أن يطلب الراحة الأبدية في مقبرة البروة الجليلة، لكن المستوطنين يصرون على تحويل مقبرة أجداده الى حظيرة لمواشيهم.وأضاف: ولأنك مسكون بالحنين الى خبز أمك وقهوة أمك، فإنهم مسكونون بهاجس العبثية والزوال، ولأنك مفعم بحب شجرة الخروب التي على الطريق بين البروة وعكا، فإنهم ملغمون بالكراهية وشهوة التدمير والتدمير الذاتي، لأنهم لا يحبون الحياة والسلام بقدر ما تحب أشجار الخروب والسنديان في وطنك.وقال أحمد شقيق الراحل درويش إن مواراة أخيه الثرى في رام الله في المكان القريب من القدس وجار مثوى القائد الرمز ياسر عرفات.وقال بعد أن طلب إليه عباس أن يواصل كلامه الذي حاول الاعتذار عن عدم مواصلته حيث بكى كثيراً آن لهذه الجماهير أن تحقق أمنياتها بإقامة الدولة وعاصمتها القدس.. وأن ترتاح من التضحيات التي لا تتوقف لكي تبني السلام والمستقبل بأمان. أصافحكم واحداً واحداً.. واحدة واحدة فلكم طول العمر ولمحمود الرحمة.ومثّل فرنسا في مراسم التشييع رئيس الوزراء الأسبق دومينيك دو فيلبان الذي كان على معرفة شخصية بدرويش ووصفه في كتابه فندق الأرق بأنه رجل يحمل ضوء نجمة حزينة.وأدى الحاضرون الصلاة على روح الشاعر وأمَّها مفتي القدس محمد حسين. ونقل الجثمان الى مثواه الأخير بعربة عسكرية جابت شوارع رام الله. وشارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الجنازة وهي الأضخم وأول جنازة رسمية منذ تشييع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي توفي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2004. (ا.ف.ب)الزهار: غزة حزينة لوفاتهفي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قال محمود الزهار وهو قيادي بحماس إن درويش هو رمز الثقافة والأدب الفلسطيني وإنه تخطى بشعره الحدود النفسية والجغرافية.وأضاف انه تمكن بشعره من التطرق الى قضايا كانت من المحرمات في ما يخص المحتل والناس الذين يقاومون الاحتلال، وحزن كثيرون في غزة لوفاة درويش.عشراوي: خسارة للرؤية الفلسطينيةقالت حنان عشراوي النائبة الفلسطينية إن هذه خسارة للصوت الفلسطيني والرؤية الفلسطينية وإن الفلسطينيين كانوا يشعرون أنه ما دام هناك محمود درويش سيبقى الخير والأمل وإمكانية الخلاص.شموع وفاء مصرية لدرويشأضاء حوالي 250 شاعرا وروائيا وفنانا مصريا شموع وفاء للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش مساء أمس الأول في ساحة بيت الهراوي وبيت زينب خاتون في القاهرة الإسلامية خلف الأزهر الشريف.وتميز جيل الشباب بين الحضور حيث إن غالبية الشعراء الذين حضروا ينتمون إلى جيل الشباب بين شعراء الفصحى والعامية، وكان من أبرزهم مدير تحرير صحيفة البديل الشاعر ياسر الزيات والشاعر ياسر عبد اللطيف والشاعرة السورية لينا الطيبي والفنانة محسنة توفيق والروائي سعيد الكفراوي وعدد كبير من المثقفين المصريين.وتوقفوا جميعا أمام صورة ضخمة للشاعر الراحل محمود دوريش علقت على مدخل بيت الهراوي بارتفاع تجاوز الخمسة أمتار. وأقيمت الأمسية تحت عنوان محمود درويش حضور الغياب على اسم آخر كتاب نثري نشره الراحل قبل عامين. ثم اتجه الحضور إلى بيت الهراوي الذي امتلأ تماما بهم ليستمعوا إلى معزوفات موسيقية قام بتأديتها عازف العود العراقي نصير شمة.مسرحة جدارية درويشيعرض المسرح الوطني الفلسطيني مسرحية مأخوذة من قصيدة لمحمود درويش في مهرجان أدنبرة الدولي. والمسرحية مهداة إلى الشاعر الفلسطيني الراحل.وقال المخرج أمير الزعبي إن الفرقة ستؤدي الجدارية لأربع ليال اعتباراً من غد الخميس في مسرح ليسيام الملكي في العاصمة الاسكتلندية.وقال الزعبي لرويترز عقب وصوله إلى أدنبرة ان وفاة محمود حدث حزين لشركتنا، انه لغريب جداً أن نؤدي الجدارية التي تحكي حواراً مع الموت وأن يكون ذلك بعد وفاته مباشرة.وأضاف انه لشيء غريب جداً وحزين علينا لكنه مازال حياً بكلماته وبروحه وبكرمه.وفي المسرحية يرقد شاعر بين الغيبوبة والوعي بعد عملية جراحية في القلب وتطارده الذكريات وهو مجبر على أن يواجه حياته وفنه وأخلاقه.قبر درويشعلقت لافتة ضخمة على إحدى جهات القبر تحمل صورة درويش وقصيدته في حضرة الغائب التي يقول كتاب وأدباء إن عنوانها أشبه برثاء لنفسه.وزرعت ثلاث أشجار نخيل على أطراف القبر وعشرات من أشجار الليمون وقال عاملون في وزارة الأشغال العامة إنه سيتم احضار كميات من تراب بلدة البروة مكان ولادة الشاعر الراحل لوضعها على القبر.ونقش على شاهد قبر درويش على هذه الأرض، سيدة الأرض، ما يستحق الحياة.وخلال الجنازة بكى المشيعون عند سماعهم تسجيلاً لصوته في أمسيته الشعرية الأخيرة في قصر الثقافة قبل أقل من شهر.وجاء المشيعون رجالاً ونساء وشيوخاً وأطفالاً من مختلف المناطق ومن مدينة القدس وبقية أرجاء الضفة الغربية. وجاء بعضهم من الجولان السوري المحتل رافعين العلم السوري ولافتة كتب عليها ثكلت فلسطين السليبة ملهماً بين النوابغ ذروة شماء.لكن العدد الأكبر من المشيعين جاءوا من خارج أراضي الضفة الغربية وتوجهوا من قرية الجديدة التي تعيش فيها عائلة الشاعر.وارتدت مجموعة من الشبان قمصاناً بيضاء حملت صور درويش، كتب عليها أحد أبياته الشعرية لو أننا على حجر ذبحنا.. لن نقول نعم.وحرص العشرات من المواطنين الفلسطينيين على البقاء بالقرب من مرقد الشاعر حتى ساعات متأخرة من ليل أمس حسب ما اكده العديد منهم، مؤكدين انهم لن يتركوه وحده بعدما منح كل عمره وتفكيره ومشاعره للشعب والقضية، في حين جرى تنظيم أول ندوة ثقافية على مقربة من قبره المؤقت بجانب قصر الثقافة الفلسطيني الذي كان ألقى آخر قصائده الشعرية فيه.
Culture
عُرف عن العرب القدامى شغفهم بالقراءة والاستماع، ولما كانت اللغة العربية تتميز بخصيصة صوتية موسيقية، مكنتها من أن تكون لغة جاذبة لجمهور كبير من الناس، فقد نجحت هذه اللغة في شحن القارىء، ومكنته من الإنصات، وتخيل ذلك الفضاء المفتوح على مرمى البصر، بمثل ما كان فضاء قادراً على إيقاظ الذاكرة الشغوفة بحب الاكتشاف، بمثل ما هي شغوفة بقوة الفضول الذي يتجاوز الواقع نحو شيء من الطمأنينة والهدوء .إن الحديث عن القراءة بوصفها متعة، هو حديث عن عبقرية الكتابة وسحر الكتابة، هو بالضرورة حديث عن شعرية اللغة والعمق الإنساني، وقد سجل التاريخ العربي الكثير من المنتخبات الأدبية، منذ ألف ليلة وليلة التي تعتبر نموذجا من نماذج القص الشعبي، الذي نجح في جذب اهتمام القارىء والمستمع، على الأقل (في حدود زمان ومكان الحكاية) لما انطوت عليه من سحر في الكلام والحادثة والحبكة التي كتبت فيها الأحداث .على أن تتبع نماذج أخرى من المؤلفات العربية الحديثة، سوف يدلنا على مجموعة وافرة من الروايات التي حققت المتعة للقارىء، وربما تكون موسم الهجرة للشمال للكاتب السوداني الراحل الطيب صالح واحدة من الروايات الممتعة، وذلك بإجماع كثير من القراء العرب، حتى إن هناك كثيراً من الكتاب والمثقفين الذين قرأوها أكثر من مرة، كما أن الرواية طبعت في نسخ عربية تتجاوز الثلاث عشرة طبعة، عدا عن ترجمتها إلى لغات أجنبية كثيرة، وقد استحقت أن تكون كذلك بما حملته من لغة شاعرية، ولأن مؤلفها استطاع أن يسيطر على عالم القصة وأحداثها من دون حشو ولا إضافات، كما كانت الرواية تغوص في العمق الإنساني المجتمع السوداني في إطار من الشفافية الإنسانية العالية .وتقترب رواية الطيب صالح من مؤلفات اختارت موضوعها بعناية، كما هو شأن أعمال الروائي السوري حنا مينا، والشيء نفسه يقاس على بعض أعمال عبدالرحمن منيف قصة حب مجوسية نموذجا وهكذا بالنسبة لكتاب كثر ممن التقطوا عدة تفاصيل من حيوات البشر ك واحة الغروب لبهاء طاهر، تلك الرواية التي كتبت بشعرية عالية، وهمّ إنساني عميق، واستطاع مؤلفها عن طريق معالجة قصة تاريخية اسقاط موضوعه على الوضع المصري والعربي المأزوم، الذي انبنت فيه علاقات غير متكافئة بين السلطة والفرد، في إشارة إلى حالة الاستلاب الحضاري للأمة وسيطرة الآخر عليها .في الحديث عن القراءة والمتعة، يمكننا أن نستل من الآداب العالمية، منتخبات لا تقل شأناً، فهناك بؤساء الفرنسي فيكتور هوغو، وأيضاً الحرب والسلام لتولستوي، وآنا كارنينا، والمعطف، والكثير مما يستحق أن يكون ممتعاً وجذاباً .أن تكون الكتابة منسوجة بقدر من الحيوية الشعرية والإنسانية، يعني أن يبذل مؤلفها جهداً خارقاً في صنعها، وأن يكون مثقفاً ماهراً واستثنائياً، وهو ما يطمح اليه القارىء المتابع الذي ينتظر من يردم فراغ زمنه المحشو بالتفاصيل [email protected]
Culture
يلاحظ متابع الحياة الاجتماعية، في العمارة الكونية، منذ أن اتسعت رقعة استخدام الإلكترون على نحو هائل، أن تحولاً جذرياً طرأ على سلوكات نسبة هائلة من الأفراد، بين ظهرانينا، وعلى امتداد القارات إلى الدرجة التي يكاد لا يغدو في منجى عن أطوار هذه الحالة، إلا نسب جد ضئيلة، ممن قد لا يسلمون من ذبذباتها، حتى وإن كانوا خارج دائرة التواصل الشخصي المباشر معها، ما داموا يتفاعلون معنا، بل مع أنوائها التي تغرق العالم .ثمة تطور هائل حدث في الحياة اليومية للكثيرين منا، إلى درجة الانقلاب الجذري عما كنا عليه، قبل نحو عقد ونصف العقد من الزمن، حيث كانت لدورة الحياة تقاليدها، ونظامها، وعلاقاتها الطبيعية، رغم بعض تأثيرات المجتمع المديني الذي طالما اشتكى من بعض مساوئه علماء الاجتماع من خلال بحوثهم التنظيرية، والميدانية، في الحقل السوسيولوجي، عندما تحدثوا عن استشراء حالة الفردانية والتقوقع والانكفاء من قبل أوساط واسعة، بحسب بياناتهم، واستقراءاتهم، بيد أن كل ذلك الانقلاب الذي تم يكاد يغدو جزئياً، فيما إذا قورن بما يجري لنا يومياً . فما إن نفتح أعيننا في الصباح، حتى نستغني - تدريجياً - عما هو قرائي، ورقي، لنتلقى أخبار اليوم، عبرالصورة الإلكترونية التي تتدفق، تترى، من شاشة التلفزيون، أو الحاسوب، بل ولنمضي إلى أعمالنا، عبر المركبة التي تتحرك وفق ارتباطها الشبكي الإلكتروني، ومن دون أن نبتعد عن الإلكترون حتى في المكتب، أو المدرسة، أو المؤسسة، بل حتى في المقهى الذي باتت المشروبات الباردة والساخنة التي يقدمها لاشأن لها، ما لم يكن متواشجاً مع الشبكة العنكبوتية، ناهيك عن أن الهاتف النقال، لا يفتأ خارج إمبراطورية هذه الشبكة، ليستمر بنا الحال، على امتداد حركة عقارب الساعة، إلى أن نكره على النوم، تحت وطأة متاعب الحياة والإلكترون .لا بد أن نعترف أن هناك أعظم حالة اغتراب تجرفنا جميعاً، وها هي تكاد تصل بكثيرين منا إلى هاوية الانسلاخ عما حولنا، وليس أكثر تعبيراً عن الحالة معرفة أن هناك من ينتظر إخراج جثمان أبيه من براد أحد المستشفيات، بيد أن هوسه الإلكتروني يجذبه للمضي في الجهاز العجائبي الذي بين يديه، إلى أن ينبهه من حوله، ولهذا دلالات كبيرة يمكن استقراؤها، وهي تنم عن حالة المشاعر لدى المدمن الإلكتروني، وهي ظاهرة غير صحية، تتطلب من المعنيين في الحقول المعرفية ذات الشأن دراستها، بعمق، للتدخل من أجل مستقبل فرد ومجتمع معافيين . إبراهيم اليوسف
Culture
قال القاص محمد رشيد مدير دار القصة العراقية ورئيس مهرجان العنقاء الدولي أن المهرجان يستعد لإقامة دورته الثانية في القاهرة وتكريم عدد من رموز الثقافة والفن والإبداع من العراقيين والعرب والأجانب.وأضاف أن اللجنة التحضيرية للمهرجان تواصل جلساتها للإعداد لعقد الدورة الثانية، والتي ستبدأ في العاصمة المصرية قبل نهاية ابريل/ نيسان الجاري.وذكر رشيد أن المهرجان حقق، خلال دورته الأولى، مجموعة من النشاطات الثقافية والدراسات والبحوث في الفن والثقافة وأدب الأطفال والموسيقا، وقدم للعالم صورة أخرى لوجه العراق الحضاري والثقافي، غير تلك الصورة التي تقدم العنف والقتل.ومهرجان العنقاء الدولي، الذي نظمته دار القصة العراقية على مدى ثلاث سنوات، يعتبر أطول مهرجان في العالم. حيث افتتح المهرجان في القاهرة، يوم 2/11/،2004 بتكريم الفنانين العراقيين: عازف العود نصير شمه والممثلة هند كامل، فيما اختار الفنانة اللبنانية (فيروز) ملكة لدورته الأولى.وحقق المهرجان نشاطات ثقافية متنوعة في عدة مدن عراقية وعربية وعالمية، واختتم دورته الأولى في مدينة العمارة جنوبي العراق يوم 2/11/،2007 أي بعد مرور ثلاث سنوات كاملة على افتتاحه.
Culture
يُصدر مشروع كلمة للترجمة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث قريبا الترجمة العربية لرواية بحر أكثر للكاتبة السويسرية إلما راكوزا، والتي فازت أمس الأول بجائزة الكتاب السويسرية التي أعلنتها لجنة التحكيم ضمن فعاليات معرض الكتاب في بازل بسويسرا . تتذكر إلما راكوزا في بحر أكثر طفولتها، وترحالها من بلد إلى آخر ومن بيت إلى بيت، كما تتذكر حقائب السفر والأدب واللغات الكثيرة التي تتكلمها، وتترجم منها إلى الألمانية . يتكون الكتاب من 69 باباً تدلف من خلالها إلى أحلام الطفولة، والمهجر الدائم، الترحال ووداع الأصدقاء وصعوبة اللقاء .
Culture
استضاف منتدى الاثنين المسرحي مساء أمس الأول في قاعة معهد الفنون المسرحية في الشارقة الفنان التشكيلي والمسرحي الدكتور محمد يوسف في محاضرة سلّط فيها الضوء على حياة رفيق دربه المخرج المسرحي الإماراتي عبدالله المناعي، وقدّم لها الناقد محمد سيد أحمد، وحضرها أحمد بو رحمة مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام . استهل محمد يوسف حديثه عن المناعي بقوله إن المناعي لم يكن شخصا عاديا بل كان عصامياً متميزاً انفرد بين أقرانه بأعماله الفنية البارزة التي اشتهر بها، وشخصيته التي زاوج فيها بين الصرامة والجدية والمرح . وعاد محمد يوسف إلى البدايات الأولى للمناعي في المسرح مسلطاً الضوء على تجربته المسرحية والإخراجية، فاستعرض بداية نشاطه المسرحي في المدرسة القاسمية الابتدائية حيث شغفه بالمسرح، ثم مسيرته الاحترافية التي بدأت مع مطلع السبعينات من خلال مسرحية أين الثقة مع جمعية الشارقة للفنون الشعبية، ثم أسس مع رفاقه مسرح الشارقة الوطني . وأضاف يوسف: وخلال مسيرته الفنية عرض المناعي الكثير من أعماله المسرحية في عواصم عربية عدة مثل بغداد، دمشق، القاهرة، وحمل معه القضايا الوطنية التي شغلت تفكيره وعبّر عنها في أعماله مثل صرخة والمضحك المبكي . والتقى المناعي في مسيرته المسرحية بالعديد من الشخصيات التي كان لها تأثير في واقع تجربته الاحترافية ومن بينهم صقر الرشود وإبراهيم جلال . وقال محمد يوسف إن سنة 1980 مثلت محطة مهمة في مسيرة إبداع المناعي، وذلك من خلال إعداد وإخراج مسرحية دياية طيروها المأخوذة عن مسرحية توفيق الحكيم مجلس العدل لتبدأ معها مسيرته الإخراجية التي كان من نتاجها الرجل الذي صار كلباً- ،1981 والسلطان- ،1981 فضلاً عن التمثيل في مسرحية البوم- ،1982 غلط غلط وغيرها، وقد بلغ مجمل أعماله نحو 13 مسرحية تمثيلا، و22 مسرحية إخراجاً، وخمس مسرحيات (تأليفاً)، كما شارك خلال مسيرته في كل المهرجانات المسرحية العربية، وعدد كبير من المهرجانات الأجنبية، وحصل على جوائز تكريمية عديدة ورفيعة ختمها بجائزة الدولة التقديرية عام 2009 .وأكد المحاضر أن ارتباط المناعي بالإخراج قد شكّل تحولا مهماً في مسيرته الاحترافية، لكن المرض الذي أصيب به في السنوات الأخيرة وقف حاجزا دون إنجازه الكثير من الأعمال التي كان يتطلع إليها . وختم يوسف حديثه بقوله: لكن المناعي يبقى قامة سامقة في المسرح الإماراتي، وحالة جدلية جديرة بالدراسة والبحث . وأعقب المحاضرة بنقاش أكد خلاله أحمد بورحيمة أن تجربة المناعي المسرحية والإخراجية أسهمت في صقل مواهب العديد من الذين التحقوا لاحقاً بالمسرح الإماراتي، وعبّر المناعي من خلالها عن القضايا الوطنية التي شغلت تفكيره . وقال المخرج محمد العامري الذي يعتبر أحد أبرز تلامذة المناعي إن المناعي كان أكثر مخرج احتك به ولازمه فترة طويلة من مسيرته الاحترافية، وتعلم على يديه الكثير، وقد دفعه إلى الاحتكاك بالمسرح والاحتراف فيه .
Culture
تنتمي التشكيلية ليلى راشد إلى مدرسة الفن المعاصر، فقد أنجزت مجموعة من الأعمال والمنحوتات التي صنعتها من الستانلس ستيل وهذه المجموعات قدمت إلى بناليات عالمية مثل سنغافورة، وإسبانيا، ويعرض بعضها ضمن مشاريع فنية كبيرة أحدها في اليابان . تترأس راشد الآن جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، حيث وضعت خطة لربط الجمعية بأعضائها وتطوير مجموعة من الأفكار التي تدفع حركة التشكيل في الساحة الإماراتية .في هذا اللقاء تتحدث راشد عن مشروعها لتطوير عمل الجمعية، كما تلقي الضوء على أبرز إسهاماتها الفنية ومشاريعها المستقبلية، حيث تؤكد احساسها العالي بالمسؤولية الوطنية، وأن انتمائها للجمعية، وإيمانها بدورها في نشر التوعية بفنون التشكيل، كان له أكبر الاثر في دفعها إلى ترؤس مجلس إدارتها .تؤكد راشد أنها من جيل التشكيليين الشباب المواظبين على حضور نشاطات الجمعية منذ الصغر، وأن اصرارها هذا وحماسها الشديد ورغبتها في تطوير العمل المهني من خلال الجمعية، جعلتها تخطط لتوظيف اقصى طاقاتها من أجل المحافظة على كيانها اسماً في الساحة المحلية بوصفها من اقدم المؤسسات التي تهتم بشؤون الفنانين في الإمارات، في السياق نفسه تؤكد عزمها على النهوض بالجمعية، حيث ستعمل على إقامة انشطة تعزز تواصل الفنانين معها، بسبب انقطاع الكثيرين عن حضور فعالياتها، مما يعبر عن أزمة تحتاج إلى تفسير بالنسبة لها .وأكدت راشد أنها ستقوم أيضاً بالمحافظة على نوعية ومستوى المشاركات التي تعرضها الجمعية أو تكون جزءاً منها، بما في ذلك مستوى الدورات التي تقدمها الجمعية ووضع خطط مدروسة لذلك، وفي السياق ذاته وضع دراسة متكاملة عن الجمعية والبحث عن نقاط الضعف واقتراح حلول للمشكلات التي تواجهها . وتنوي توجيه دعوة إلى المنتسبين إلى الجمعية الذين لا يحضرون فعالياتها من اجل مناقشة الامور التفصيلية التي تدعم استمرار دورها .درست راشد الهندسة المعمارية في الإمارات وعن هذا تقول كانت موهبتي في الرسم اثناء المرحلة الابتدائية، والجوائز التشجيعية التي حصلت عليها في تلك الفترة، أحد أسباب اتجاهي للتخصص في فن العمارة الذي أفادني كثيراً في معرفة تفاصيل الكتل والخطوط والظلال والابعاد الهندسية، ومن ثم انتسبت إلى جمعية الإمارات للفنون التشكيلية .وعن ابرز أعمالها أنجزت منذ عام 2007 مجموعة من الصور التي استغرق الشغل عليها وطباعتها ثلاث سنوات حتى ،2010 وتنقسم المجموعة إلى، أولاً: أعمال غرافيك مطبوعة على الفوراكس، وقد اطلقت عليها التوائم وتنقسم إلى غرافيك 1 وغرافيك 2 وهذه الأعمال هي اشكال هندسية وخطوط ودوائر متداخل بعضها ببعض، وفي شكلها العام تمثل كتلة متوازنة ثلاثية الابعاد تظهر بصورة مسطحة، وهي تتكون من مجموعات متشابهة .وفي مرحلة لاحقة اتجهت راشد إلى الأعمال النحتية من الستانلس ستيل، وعن هذه الأعمال التي انجزتها في إسبانيا تؤكد أنها أعمال تضم خمس قطع ابتدأت في صنعها في ،2009 وأنجزت منها ثلاثا فقط في ،2010 حيث يحتاج إنجاز القطعتين الأخيرتين إلى تكلفة مادية باهظة .وعن هذه الأعمال تقول ترتبط فكرتها بالماء ومن ضمنها أربع صور اطلقت على كل منها اسم الموجة بسبب انسيابيتها فكل عمل يأخذ شكل صورة موجة تتبعها موجة أخرى، وكل قطعة تتكون من ثلاث موجات متداخلة، يتم ترتيبها بحسب طريقة العرض والمساحة .ولتوضيح الفكرة اكثر تقول كل صورة تمثل بقعة الماء حين تسقط على الارض، ولكني تخيلتها على شكل طبقات متتالية، ذات اشكال وارتفاعات مختلفة لكن يعلو بعضها بعضاً، وفي الواقع نحن لا نرى هذه الطبقات ولا نعلم كم مرة انسكب فيها الماء مخلفا مثل هذه البقع .ولدى راشد عمل آخر بعنوان الدوائر وهو عبارة عن مجموعة من المربعات الصغيرة التي يبلغ عددها مئة تتداخل مع مجموعة من الدوائر الحمراء تظهر متقاطعة وغير متقاطعة، مكتملة وغير مكتملة، وهذا العمل يعكس اهتمامها بالدائرة بشكل خاص .
Culture
تستعد مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري حالياً لإقامة دورتها الحادية عشرة في الكويت أواخر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وتأتي هذه الدورة تحت عنوان دورة المعجم في إشارة إلى معجم البابطين لشعراء العربية والذي يضم تراجم ومختارات لما يقرب من ثمانية آلاف شاعر، وسوف يصدر خلال هذه الدورة.وبحسب الأمين العام لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين عبدالعزيز السريع فإن المؤسسة تستعد الآن للدورة الجديدة حيث ستدعو إليها عشرات المفكرين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم وستتضمن ندوتين الأولى عن المعجم والثانية عن الثقافات والمصالح في عالم اليوم، وأشار السريع إلى ان فعاليات الدورة ستشهد أيضاً إصدار مجموعة من الكتب وعدداً من الأمسيات الشعرية وتوزيع الجوائز على الفائزين بمسابقتها الشعرية.
Culture
دبي غيث خوري: نظم مهرجان طيران الإمارات للآداب مساء أمس الأول في مركز دبي الدولي للكتّاب أمسية «قصص وقصائد من البادية إلى المدينة»، أحياها مجموعة من الكتاب والباحثين وهم: الدكتورة حصة لوتاه، والشاعر حميد بن ذبيان المنصوري، والكاتب عبد العزيز المسلم، والشاعرة كلثم عبدالله، والروائي علي أبو الريش، وأدار الجلسة فهد المعمري، كما شهدت الأمسية مشاركة فرقة «بنات القدس» من معهد إدوارد سعيد للموسيقى، قدمت خلالها مجموعة من الأغاني والمقطوعات التراثية، منها «يما مويل الهوى» تراث فلسيطني، و«تحيات» من تأليف زياد الرحباني.تناولت لوتاه في مداخلتها، دور الإعلام في تدوين التراث الإماراتي وحفظه، مؤكدة الدور الكبير الذي لعبه في حفظ التراث الشعبي، سواء كان عن طريق الصورة أو الصوت أو التدوين، ومن خلال البرامج التراثية التي كانت تعرض في التلفزيون والإذاعة.وقرأت لوتاه قصة تحاكي رقصة «العيش» الشعبية، والتي كانت تمارس في الاحتفالات المختلفة، وكانت هذه الرقصات جزءاً لا يتجزأ من المواطن الإماراتي:«الساحة تعج بالناس بعضهم يؤدي بعض الرقصات، وبعضهم يأتي متفرجاً، والأطفال يتراكضون ويلعبون، ويندسون أحيانا بين صفوف الراقصين ليلقوا النظرات، رائحة الخشب المحترق تختلط مع رائحة الطبخ، في جزء من الساحة نقترب من دائرة من الراقصين تتمايل، هازجة بأغانيها، ويدخل أحد الفتيان من بينهم على منطقة وسط، ومن الجهة المقابلة تنهض إحدى الفتيات، يسحب الفتى خنجره المشدود في وسطه بحزام جلدي من جرابه المعدني، وتلقي الفتاة بغطاء شعرها وراءها، ثم تحل جدائلها، يقترب الاثنان قليلا من بعضهما وتبدأ المبارزة، هو، أي الفتى يلاعبها بالخنجر، وهي بعد أن تخفض رأسها، تتمايل في حركة يستجيب فيها كامل جسدها، يرتفع شعرها في الهواء، وتبدأ المبارزة». وتحدث المسلم عن أصول اللهجة الإماراتية العامية وفروعها، مؤكداً أن اللهجة الإماراتية لها ثلاثة أطر، هي العربية الفصحى، والإطار الخليجي، والإطار المحلي، إلا أن الأعم الأغلب من مفردات اللهجة الإماراتية العامية هي من الفصحى.وقال إن اللهجات في الإمارات هي امتداد للهجات عريقة قديمة، كانت تتحدث بها القبائل في المنطقة، خصوصاً القبائل الرئيسة الثلاث، وهي قبيلة الأزد، وقبيلة عبد القيس، وقبيلة تميم. وتطرق المسلم إلى بيئات اللهجة الإماراتية، التي تتوزع على ثلاث مناطق، هي الصحراء والساحل والجبال، فكلما ابتعدنا نحو الصحراء، كانت اللهجة أقرب إلى الفصحى، إلا أنه حتى ضمن كل بيئة توجد لهجات متعددة ومفردات خاصة.وأشار إلى ضرورة الحفاظ على اللهجة الإماراتية، وأهمية توثيق مفرداتها من من خلال البرامج والمشاريع التخصصية التي تعيد لها رونقها وأصالتها، بعد أن فُقد الكثير منها وضاع بفعل استخدام أكثر من لغة في الحياة اليومية كالإنجليزية والأوردو، للتفاهم مع العمالة الوافدة والأجانب.أما حميد المنصوري، فتناول تاريخ خور دبي والأهمية الاستراتيجية، والقيمة الكبيرة التي جعلته عصب الحياة وشريانها بالنسبة لمدينة دبي، بالإضافة إلى الأهمية التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والمعمارية.يعد خور دبي الشريان المائي الحيوي، والميناء الطبيعي الذي يمثل عصب التجارة من خلال السفن الخشبية التقليدية في إمارة دبي، حيث يمتد داخل المدينة قاسماً إياها إلى شطرين، هما: بر دبي، وديرة، وهو الأمر الذي أسهم بشكل فعال في أن توجد على ضفتيه الأسواق التجارية التقليدية والعمران، وخصوصاً بر ديرة، حيث كانت ترد إليه في السابق سفن اللؤلؤ والسفن المحملة بجميع أنواع البضائع.وكانت منطقة الخور، تعج بالتجار والحرفيين والعمال، من شبه الجزيرة العربية، والهند وشرق إفريقيا. ومزج الخور الكثير من القيم الإنسانية والاجتماعية بين الناس. كما دمج الكثير من الأنماط والعناصر المعمارية المختلفة، وأثر في تبادل تقنيات البناء. إلى أن أصبحت المباني المطلة على الخور ومناطقه المحيطة تشكل قيمة أثرية وحضارية عالمية متميزة، تعبر عن انصهار مكونات الطبيعة والعمارة والثقافة الإنسانية والاجتماعية.وتناول أبو الريش، قضية التراث في أعمال الروائيين الإماراتيين، مؤكداً أن الرواية الإماراتية منذ نشأتها، ارتبطت بمحيطها البيئي والجغرافي من جهة، والثقافي الاجتماعي الفكري من جهة أخرى، وعبرت عنه أحسن تعبير، حيث شرعت الأعمال الروائية في استلهام القصص والحكايا الشعبية، من خلال تحويرها في قالب يتوافق مع واقع المشكلة التي تطرحها الرواية، أو في تضمين هذه القصص بشكل مباشر في صلب النص، كنوع من التوثيق والتدوين لحال المجتمع وظروفه في الحقب الزمنية المختلفة، ولم يكتف الروائيون بنقل ما يعرفونه ويعيشونه فقط، وإنما سعوا إلى توثيق التراث السابق لهم زمانياً، من خلال البحث والتقصي.وتحدثت عائشة العبدالله، عن الشعر الشعبي، وضرورته في حياة المجتمع الإماراتي، فهو حافظ للهجتها الأصيلة، ومثبت للكثير من الأحداث التاريخية التي مرت بها المنطقة عبر الأبيات الشعرية، التي نظمها أبناء الإمارات في المناسبات المختلفة، وفي الملمات التي حلت بهم والظروف التي عاشوها.وأكدت أهمية الشعر الشعبي في حفظ التراث الشفهي، حيث إنه وعاء أدبي، يحتضن مفردات من الأمثال والنداءات والحكايات والكنايات، كلها يتم التعبير عنها من خلال اللهجة المحلية الشعبية. القراءة في الطفولة ترسم معالم المستقبل ضمن فعاليات المهرجان قدمت الكاتبة شيماء المرزوقي، محاضرة عن الكتابة والتأليف للطفل، تحدثت خلالها حول دور قصص الأطفال في تعديل سلوك الأبناء، وكيف تسهم القصص في توجيه رسائل غير مباشرة لهم حول السلوكيات المرغوبة وتجنب السلوكيات غير المرغوبة. وناقشت دور وأهمية القراءة وآليات اختيار قصص الأطفال، تماشياً مع فئاتهم العمرية ومستوياتهم الفكرية، وأكدت المرزوقي على أن قصص الأطفال تترك أثراً كبيراً على تفكير النشء وتصرفاتهم، بل قد تؤثر على حياتهم في المستقبل، سواء من الناحية الإيجابية أو السلبية، مشددة على أهمية حسن الاختيار للقصص الموجه للأطفال.وأوضحت المرزوقي أن للقصص أهمية كبيرة ومؤثرة في التكوين النفسي والاجتماعي لدى الطفل، كما أنها تسهم في رفع مستواه اللغوي، من خلال زيادة حصيلة المفردات والتراكيب السليمة والمنطقية لديه، وهي بالضرورة تعزز السلوك الإيجابي عنده وتدفعه إلى تطوير ذاته، واكتشاف مواهبه الدفينة، بالإضافة إلى أنها تدفعه للانطلاق في الحياة الاجتماعية وتكوين الصداقات.في السياق ذاته أشارت المرزوقي أن للقصص دوراً في تعرف الطفل بالمفاهيم الكبيرة مثل الموت والطلاق والتبني، كما أنها تقرب هذه المفاهيم بطريقة سلسة يستوعبها الطفل ولا تشكل عبئاً فكرياً عليه.
Culture
الشارقة: غيث خوري ضمن فعاليات مهرجان المسرح الخليجي، أقيمت مساء أمس الأول في فندق راديسون بلو، جلسة حوارية تحت عنوان «عين على المسرح العُماني» شارك فيها المسرحيون: شمعة محمد، محمد خميس، عماد الشنفري، ويوسف البلوشي، وأدارها محمد خلفان الهناني.تناول المشاركون واقع المسرح العُماني، وحالة الزخم والتنوع الشديد الذي يحاط به هذا المسرح، عبر عدد كبير من الفرق والمهرجانات المسرحية المختلفة، مؤكدين أن الجمهور كان ولا يزال بمثابة كلمة السر، في حالة البهاء الجلية التي تحيط بالمسرح العماني، على مدار حقب تطوره، في حين تظل المهرجانات هي الفرصة الحقيقية وأكسير التجدد، سواء المحلية منها، أو الخليجية والعربية على تنوعها. أشارت شمعة محمد إلى أن المسرح العماني حظي بنخبة رائعة من الفنانات، بعد مرحلة البدايات عبر المسرح المدرسي والجامعي، ثم خشبات الأندية التي استقطبت العديد منهن، وخصوصاً مرحلة السبعينات التي شهدت التحاق عدد كبير من الفنانات، وكانت خشبة النادي الأهلي وحدها تجمع أكثر من 20 فنانة، قدمن في بعض المواسم ما يقارب 28 مسرحية.وأكدت أن حالة الاندماج المبكر للمرأة العمانية في المسرح، أفرزت نوعاً من الاكتفاء الذاتي في تخصصات مسرحية عديدة تنهض بها نساء مثل الديكور والأزياء والماكياج إلى جانب التأليف والتمثيل، وسواه، لافتة إلى أن الاهتمام الرسمي بتحفيز مشاركة المرأة في النشاط المسرحي، كان له على الدوام دور مهم ومؤثر. وتوقف الفنان محمد خميس بشكل خاص عند ظاهرة «المهرجانات في المسرح العماني»، لافتاً إلى أن المهرجانات العمانية تطورت لتتجاوز المناطقية، والجزئية، إلى الشمولية عبر مهرجان المسرح العماني الذي ضم بدءاً من العام 2004، نحو 16 فرقة مسرحية مختلفة.وفرق خميس بين نوعين من المهرجانات، أحدهما حكومي، وهو الأكثر زخماً، بفضل العناية والدعم اللذين يحظى بهما، وآخر خاص، مشيراً إلى أن مهرجان مسرح الطفل بصفة خاصة تحول أخيراً ليصبح مهرجاناً دولياً، في حين أن السلطنة تنفرد بمهرجان متخصص جديد للمسرح الكوميدي، هو الفريد من نوعه في المنطقة. وتطرق عماد الشنفري لدور الجمهور في المسرح العماني، وهو الدور الذي أكد الشنفري أنه كان محورياً في ازدهار هذا المسرح، كما هو الحال في تجربة محافظة ظفار، التي جاءت بالمتميزة خلال السنوات العشرين الماضية، لافتاً إلى أنه تم رصد ما يبحث عنه الجمهور، من أجل توفيره، ومن ثم جذبه، بما في ذلك فكرة «نجم الشباك»، و«الأعمال الكوميدية»، وهو ما رسخ إقبالاً جماهيرياً لا يخذل المسرحيين حتى فيما يتعلق بالأعمال النخبوية. وناقش الفنان يوسف البلوشي جدوى وجود عدد كبير من الفرق المسرحية يصل إلى 40 فرقة، مشيراً إلى أنه مع ضعف إمكانات معظم تلك الفرق يجب تقنين الأمر، وأن يكون هناك استيعاب حقيقي من قبل الأندية لهذه الطاقات على نحو فعّال.
Culture
"ما صوت اللون الأسود؟"، سألني ذات صيف بينما نتمشى على جادة سورف في كوني آيلند . كان منتصف شهر أغسطس/أيلول، وكنا نسير نحو الشاطئ، احتشدت في السماء فوقنا غيوم عاصفة رمادية اللون، أوشكت على الارتطام ببضعها بعضاً . وكلما اندمجت غيمتان، تحولت المساحة المشتركة بينهما إلى اللون الأسود . وكلما تكدست غيمة سوداء هائلة الحجم فوق الأخرى، أظلم اللون الأسود أكثر فأكثر . نسيم بارد مثقل بالملح مشط جادة سورف فجأة من جهة ناثان، محملاً بروائح الصلصة والخردل، الكنيش، وزبدة الذورة الحارة، ومسحة رقيقة من الفوشار .أضحى نهارنا ليلاً، وتكفّل البرق وحده بكسر الظلام، تلاه قصف الرعد . تحطمت كتل الغيوم، وما لبثت أن تشققت، وسكبت الأمطار المدرارة من السماء، محولة الإسفلت الساخن، إلى أنهار من الركام، مبتلعة داخل مصارف المياه، قبل أن تتكثف في مويجات تزحف عبر جادة سورف . توقف الجميع عن التنزه، وأخذوا يركضون في الشوارع بحثاً عما يقيهم شر البلل، فالمطر انهمر غزيراً تسوقه بالرياح . حاولت جرّ أبي من يده لكنه لم يحرك ساكناً، ظل ينظر إلى أشد السماوات التي رأيتها في حياتي حلكة . "كيف يبدو صوت اللون الأسود؟"، سألني مجدداً .الرعد المدوي كان قادراً على إحداث ضرر بالغ بأذني . فقد أخذ يقرع فوق رأسي ."يبدو شبيهاً بصوت الرعد"، أشرت، مكرراً ضرب قبضتي ببعضهما ."لست أفهم ما تعنيه"، أشار، وقد طفت خيبة الأمل على وجهه، "وكيف يبدو صوت الرعد؟" .بعد أن أسقط بيدي وقد بت منقوعاً بالماء وأخذت أرتجف، أشرت: "إنه كالمطرقة"، رافعاً قبضتي ومخفضها، وكأنما أعالج قبضتي الأخرى بمطرقة غير مرئية .فكّر أبي بهذه الصورة، استرخت ملامح وجهه دالة على استيعابه . "أجل، كما المطرقة، المطرقة الصلبة كيديّ" .ضم يدي إلى يده راضياً بتشبيهي الأخير، لنركض نحو أقرب سقيفة . الأشجار الهزيلة على الرصيف، خضعت منحنية للريح . وتعرّت أغصانها من الأوراق التي تبعثرت مدوّمة في كل اتجاه .* من رواية "يدا أبي" للكاتب مايرون أولبرغ
Culture
الشارقة: محمدو لحبيب لماذا نحتاج إلى كتابة سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، بطريقة جديدة؟ هذا هو السؤال المحوري الذي يجيب عنه الباحث الإماراتي الدكتور حسين غباش في كتابه «محمد صلى الله عليه وسلم.. قراءة حديثة في سيرة رسول النور والسلام».ويبدأ الدكتور حسين كتابه بلفت الانتباه إلى أن كتابة سيرة النبي، صلى الله عليه وسلم، ليست مجرد تسجيل تاريخي عادي كما يحدث في السير الأخرى لباقي البشر، وإنما هي فعل إيماني تعبّدي لله عز وجل، ويقول عن ذلك: «إن كتابة السيرة ليست كأي كتابة، بل هي كناية عن فعل إيماني محض، والتأمل في حياة الرسول الأكرم، هو تأمل في الإسلام الروحي المحمدي، الذي جسده (صلى الله عليه وسلم) في حياته قولاً وفعلاً، بحيث أصبحت حياته وأقواله هي الأنوار المشِعة للقرآن المكتوب، ومن شأن معايشة السيرة بكل تفاصيلها، والعودة إلى مصادر النبع الصافي للإسلام، أن تُثمِر إيمان المسلم وتُزكيه».ويؤكد الدكتور غباش أن كتابه يحاول الإجابة عن السؤال: ماذا تُضيف في مجال كتابة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؟، ويشرح ذلك بقوله: «ثمة أعداد تكاد لا تحصى من سِير النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وبكل لغات العالم، منها من دنا من الحقيقة، ومنها من جانبها، وأول ما يخطر على بال من يفكر في كتابة سيرة جديدة، السؤال المشروع وهو: لماذا سيرة أخرى؟، وماذا يمكن أن تضيف؟، وهذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذا العمل».بعد ذلك يستعرض الدكتور غباش بعض أهم السير التاريخية المعروفة كسيرة ابن إسحاق، وسيرة ابن هشام، ثم يبين مآخذه عليهما، وكيف تجلّت عنده الضرورة لإعادة صياغة سيرة النبي، ويذهب في هذا السياق إلى أن سيرة ابن إسحاق على أهميتها كما يقول، هي سيرة مبكرة ويجب أن تُقرأ بحذر، لأن بعض المعلومات الواردة فيها تفتقد للدقة، ثم يعرج الكاتب على سيرة ابن هشام والتي يعتبرها تنقيحاً لسيرة ابن إسحاق، ويؤكد أنها أكثر تنظيماً للأحداث وأقرب إلى الدقة، وأنها مرجع رئيسي للسِير، لكن يؤخذ عليها السردية وأنها تجمع كثيراً من التفاصيل التي لم تعد تهم إلا الدارسين والمتخصصين فقط، ويقول عنها: باسمة يونس«من طبيعة السير السردية أنها لا تقدّم قراءة معمقة للأحداث، وبالتالي لا يمكنها أن تُظْهر الدروس الروحية والإيمانية العميقة، خصوصاً دروس التزكية والحكمة المحمدية، وهي جوهر السيرة، وبالتالي لا تعطي السيرة الشريفة حقها».ورغم تلك المآخذ على السيرتين الأشهر، إلا أن الباحث يؤكد أهميتهما، ويؤكد أنه اعتمد في كتابه هذا على سيرة ابن هشام كمرجع رئيسي، إضافة لبعض السير الأخرى كالسيرة الحلبية لنور الدين الحلبي، وبعض الكتب في الموضوع، ككتاب «صور من حياة الرسول» لأمين دويدار، وكتاب «زاد المعاد» لابن قيم الجوزية، وكتاب «المغازي» للواقدي.وتكمن أهمية هذا الكتاب الذي يقع في 311 صفحة والصادر عن دار الفارابي في 2018، في أنه ينير قارئه لمسألة شديدة الأهمية في مجال تلقي وقراءة سيرة النبي، وهي أنها سيرة لا تنتهي على الأرض، بل هي نور مستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ويقول في هذا الإطار: «إن شخصية نبي الله ليست كأي شخصية تاريخية، تنتهي بانتهاء مهمتها على الأرض، وقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين، إذاً هو أنوار لم تزل مضيئة، وسيرته أزلية، وستبقى فاعلة حتى يرث الله الأرض ومن عليها».
Culture
بدأت لجنة القراءة والفرز لجائزة الشيخ زايد للكتاب فرز المشاركات في الدورة العاشرة التي وصلت إليها منذ فتح باب الترشح منتصف شهر مايو/أيار الماضي. وعقدت اللجنة أولى جلساتها برئاسة الدكتور علي بن تميم أمين عام الجائزة وعضوية كل من الدكتور خليل الشيخ عضو الهيئة العلمية والدكتور علي الكعبي أستاذ في جامعة الإمارات والناقدة الأدبية الدكتورة ضياء الكعبي - التي تشارك في عضوية اللجنة للمرة الأولى - فيما سيتم عقد جلسات أخرى عقب إغلاق باب الترشح نهاية سبتمبر/أيلول الجاري. قال الدكتور علي بن تميم: «إن اجتماع لجنة القراءة والفرز يؤكد المنهجية المهنية العالية لآليات العمل المتبعة في تقييم المشاركات المتنوعة، ويعكس التزام الجائزة بمعايير الشفافية والموضوعية والحيادية بما ينسجم مع رؤيتها». وأضاف ابن تميم أن اللجنة تعمل على ضمان خضوع المشاركات لعملية فرز دقيقة لاستبعاد الأعمال التي لا تفي بالشروط والمعايير الشكلية للجائزة تمهيدا للوصول إلى أفضل الأعمال المشاركة، ومن ثم تقديمها إلى لجنة التحكيم المختصة للنظر فيها مروراً بالهيئة العلمية وانتهاء بمجلس الأمناء.وعن مشاركتها الأولى في لجنة القراءة والفرز أعربت الناقدة الأدبية الدكتورة ضياء الكعبي عن سعادتها بالانضمام إلى عضوية اللجنة في جائزة الشيخ زايد للكتاب، مشيرة إلى أن الجائزة تبرهن عاماً بعد عام على بصمتها الجليلة في إثراء المشهد الثقافي في العالم العربي.وقالت الكعبي إنها تتشرف بالعمل بجانب نخبة من الأساتذة المشهود لهم بخبراتهم وإسهاماتهم الثقافية والفكرية لإبراز الإبداعات المتميزة للشباب الموهوب في المجالات الثقافية والأدبية على المستويين العربي والعالمي. ومع انتهاء أعمال لجنة القراءة والفرز ستبدأ لجان التحكيم عملها لتقييم المشاركات في الفروع كافة وتحديد القائمة الطويلة، ومن ثم ستتولى الهيئة العلمية للجائزة دراسة تقارير المحكمين والمصادقة عليها وصولا الى تحديد قائمة المرشحين القصيرة لفروع الجائزة التسعة لتقديمها لمجلس الأمناء لتسمية الفائزين في الدورة العاشرة. وتعتبر جائزة الشيخ زايد للكتاب جائزة مستقلة تمنح سنوياً للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب تكريماً لإسهاماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية ضمن فروع تشمل: التنمية و بناء الدولة، الآداب، المؤلف الشاب، الفنون، الدراسات النقدية، أدب الطفل، الترجمة، التقنية، النشر، الثقافة العربية باللغات الأخرى وشخصية العام الثقافية.
Culture
تشارك جائزة اتصالات لكتاب الطفل، التي يشرف عليها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، في الدورة 51 من معرض بولونيا لكتب الأطفال، الذي تختتم فعالياته اليوم بهدف التعريف بالجائزة في أوساط الناشرين المشاركين في المعرض، وتعزيز التواصل معهم ومع الجهات والمؤسسات المهتمة بأدب الطفل .وأعلنت الجائزة خلال مشاركتها في المعرض عن فتح باب التعاون مع المدربين والخبراء الدوليين، إضافة إلى المعاهد والمنظمات المختصة بأدب الطفل للانضمام إلى برنامج "ورشة"، الذي تدعمه الجائزة، لتدريب جيل جديد من المواهب العربية في مجال كتابة ورسم ونشر كتاب الطفل العربي . حيث يقدم البرنامج ورش عمل في الرسوم، والكتابة، والنشر بهدف بناء قدرات الشباب العرب، وتعزيز مهاراتهم ورعايتها بما ينسجم ورؤية الجائزة في النهوض بواقع كتاب الطفل في الوطن العربي، والإسهام من خلال هؤلاء الشباب في إصدار كتب ذات جودة عالية، ومرتبطة بالثقافة العربية، ولها القدرة على المنافسة والتفوق في مجال الكتب المتخصصة في مجال الأدب وثقافة الطفل .وقالت مروة عبيد العقروبي، رئيسة مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، "إن الجائزة تسعى من خلال مشاركتها في معارض الكتب العربية والعالمية، لتعريف الناشرين والمؤلفين والكتّاب العرب بالجائزة وتشجيعهم على المشاركة فيها، إضافة إلى إطلاع المؤسسات غير العربية على تجربة المجلس" .
Culture
تنظم إدارة الفنون معرضاً بعنوان حروف من نور لطلبة مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة، وذلك في السابعة من مساء اليوم في المركز الثقافي في خورفكان، وقال هشام المظلوم مدير إدارة الفنون في الدائرة إن مكتب الإدارة في المنطقة الشرقية يعمل على احتضان المنجزات الخطية الراسخة جنباً إلى جنب مع التجارب الواعدة في الخط والزخرفة ضمن معارض جماعية تخصصية تجوب ربوع الإمارة في الشارقة وخورفكان وكلباء ودبا الحصن، وقد شهدت المرحلة السابقة رافداً جديداً للحركة التشكيلية في الإمارات تمثل في بروز عشرات المواهب البارزة . ويستمر المعرض حتى 3 فبراير/شباط ويشارك فيه: حميدة آدم، شادية عبداللطيف، عفو القباني، ندى عصام أبو لبدة، تشيكاكو إينوي، أتسوي بونغ، روسانا بوسونه، هيا عبيد الكتبي، سميرة الزين، إيمان محمد صالح، جميلة احمد عبدالله، علي سليمان، عبدالحق خيال الدين، منامي كيران، جونكو ميازاكي، بارفاتي ديفي، بوشبا راميش، شيماء عادل السويسي، ندى باقر، رابية أمجد وجونكو همادا .
Culture
نجاة الفارس الكتابة عن شاعر بقامة إبراهيم طوقان مهمة تحفها المخاطر، كمن يريد أن يصف جبلاً أبياً بمجده وتاريخه في بضعة سطور، كيف لا وهو شاعر الوطن وابنه البار، الذي سخّر قلمه من أجل شعبه وأمته، وكان مداد حرفه من روحه النبيلة وفكره المنير، لتظل أشعاره خنجراً في خاصرة المعتدي.ولد طوقان عام 1905 في مدينة نابلس التي كانت وما زالت تسجل صفحات مشرقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وفيها تلقى تعليمه الابتدائي، ثم انتقل إلى مدرسة المطران «سانت جورج» في القدس، حيث تفتحت عيناه على كنوز الأدب العربي، وبدأ يحاول كتابة الشعر، ولعل قداسة المدينة ومكانتها فتحت قريحة الشاعر وألهمته الكثير. في سنة 1923 انتقل طوقان إلى الجامعة الأمريكية في بيروت لدراسة الأدب، ونشر آنذاك أول قصائده، وتعتبر هذه الفترة من أخصب مراحل عطائه، ثم نشر قصيدة «ملائكة الرحمة»، التي كانت علامة فارقة في مسيرته الشعرية، فقد نالت اهتمام العديد من القراء، وتوالى بعدها نتاجه الشعري والوطني والإنساني.ثم عمل مدرساً في مدرسة النجاح الوطنية في نابلس، وظل فيها عاماً واحداً شهدت فلسطين خلاله ثورة 1929، فكان طوقان ينظم الشعر الوطني صرخات حافزة وناراً مشتعلة في وجه الظلم والظلام، ومن أشهر قصائده آنذاك «الثلاثاء الحمراء»، التي كتبها عقب إعدام الشهداء فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير، ثم ألقاها بإحساسه المعبر وعاطفته الصادقة الجياشة، ملهباً قلوب الجماهير. لكن طموح طوقان وتطلعاته كانت تتجه صوب الصحافة والإعلام، وعندما تأسست إذاعة القدس سنة 1936 تسلم القسم العربي فيها، وعين مديراً للبرامج العربية، ومع توالي برامجه الهادفة والناجحة ادعى أعداؤه أنها ترمي إلى تحريض الشعب على المستعمر، فأقيل من عمله عام 1940 من قبل سلطات الانتداب البريطاني. إثر ذلك انتقل إلى العراق وعمل مدرساً، وكان يعاني مرضاً في العظام فأنهكه السفر، فعاد إلى مدينته نابلس مريضاً، ثم توفي مساء يوم الجمعة في 2 مايو/ أيار عام 1946، وهو في سن الشباب لم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره في المستشفى الفرنسي بالقدس، تاركاً إرثاً شعرياً ثرياً، يقف شاهداً على شجاعته وبسالته تجاه قضايا شعبه ووطنه. [email protected]
Culture
أطلقت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة مبادرة لإهداء المؤسسات الاتحادية والمحلية في الدولة مجموعة كبيرة من إصداراتها، بهدف بناء مكتبة معرفية ثرية لكي تشكل مكتبة مصغرة في المؤسسات، وذلك لتفعيل دورهم في المساهمة في عام القراءة، وتنمية المعرفة، وقد تم اختيار العناوين بعناية، لتغطي مختلف مجالات المعرفة الإنسانية، وذلك لتشجيع الموظفين والمتعاملين على القراءة، وجاء ذلك بناء على توجيهات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة كإسهام من الوزارة في نقل المعرفة إلى كافة فئات المجتمع ومشاركتها في عام القراءة 2016، وقدمت الوزارة لأكثر من 54 من الجهات الحكومية والمحلية والمؤسسات بكافة إمارات الدولة إصدارات تزيد على أكثر من 3000 نسخة في مرحلتها الأولى من المبادرة لكي توضع هذه الكتب في ركن خاص بالقراءة للمتعاملين مع هذه الجهات.أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن الهدف من المبادرة يتسق تماماً مع دور الوزارة القائم على وصول الخدمات الثقافية والمعرفية إلى كافة فئات المجتمع الإماراتي، موضحاً أن المبادرة تعد واحدة من الفعاليات التي اعتمدتها الوزارة لتعزيز قيمة القراءة والمعرفة وتوفير الكتاب المطبوع والإلكتروني لدى كافة الفئات داخل المجتمع الإماراتي، ليس لكون القراءة غاية في حد ذاتها وإنما باعتبارها وسيلة تصل بنا إلى مجتمع واع بقضاياه وقادر على مواجهة كافة التحديات، وفخور بوطنه وقيادته الرشيدة.وأضاف أن وجود إصدارات وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في أغلب المؤسسات الحكومية يحقق هدفاً مهماً من أهداف الوزارة بالوصول بالأنشطة والبرامج الثقافية والمعرفية إلى الجمهور حيثما كان، إضافة إلى تشجيع المجتمع بكل فئاته للاطلاع على أحدث الإصدارات الثقافية والمعرفية، مؤكداً أن الإصدارات تضم مئات العناوين التي تتعلق بالثقافة والرواية والشعر والأعمال الفكرية والعلمية والأدبية المختلفة، كما تتضمن الكتب المهداة مجموعة من التي أصدرتها الوزارة بالتعاون مع مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان الخيرية والإنسانية ودار المعارف المصرية، ومجموعة من كتب «إبداعات شابة»، وجميع إصدارات الوزارة الجديدة، إضافة إلى الإصدارات التي نشرتها الوزارة مؤخراً للقصص الفائزة بجائزة القصة القصيرة.وأشار الشيخ نهيان بن مبارك إلى أنه تم مراعاة أن تكون عناوين الكتب متنوعة ومختلفة وتفتح آفاقاً جديدة يتم الاستفادة منها من قبل موظفي كل هيئة أو مؤسسة إضافة للمتعاملين معها وذلك لترسيخ عادة القراءة لدى كافة فئات المجتمع بحيث تتحول إلى نمط حياة، وتمكن الجميع من الإسهام في التنمية الشاملة لدولة الإمارات، موضحا أن وزارة الثقافة ترتبط بشراكات مع هذه الهيئات والمؤسسات للتعاون في كثير من الفعاليات التي تعود بالنفع على المجتمع الإماراتي بشكل عام خاصة فيما يتعلق منها بالثقافة وتعزيز الهوية الوطنية ورفع درجة الوعي المجتمعي. وثمّنت عفراء الصابري وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة التعاون الكبير من جانب كافة الهيئات والمؤسسات وإقبالها على المشاركة في هذه المبادرة، من خلال توفيرها الأماكن المناسبة لعرض هذه الكتب،مؤكدة أن المبادرة تهدف إلى أن تستعيد القراءة مكانتها لدى المجتمع الإماراتي، وأن يعود الكتاب كما كان دائماً خير جليس، وأن تتحول القراءة إلى عادة سلوك مجتمعي، وسمة للمواطن الإماراتي، وموهبة وليست لمجرد قضاء للوقت، موضحة أن الإصدارات تغطي كافة المجالات المعرفية.
Culture
مع صدور تقرير التنمية الإنسانية العربية والذي أثار ضجة في الوطن العربي بخصوص ضآلة المترجم من اللغات الأجنبية الى العربية، التفت العديد من الجهات والمؤسسات الثقافية في بلادنا الى قضية الترجمة، وشهدنا عشرات المؤتمرات والندوات التي بحثت وحللت المسألة، ثم أعقب ذلك خطوات عملية تمثلت في زيادة واضحة في نسبة الكتب المترجمة الى العربية، ولاحظنا بالفعل تنوعاً في الموضوعات، كسر التركيز السابق على ترجمة الأعمال الإبداعية بالدرجة الأولى، فضلاً عن محاولة الانعتاق من أسر الترجمة عن الانجليزية والفرنسية .في المعرضين الأخيرين للكتاب في الشارقة وأبوظبي اقتنيت ما يقرب من العشرين كتاباً من دور نشر عدة وفي موضوعات نظرية متنوعة، ولمفكرين أجانب يمتلكون إضافات ثقافية مهمة طالما قرأنا عنها في المتابعات العربية، ولكن فرحة الاقتناء والتعرف الى تلك الإضافات بصورة مباشرة من دون الوسيط الشارح أعقبها مرارة عسر الفهم، والتي تعود الى أسباب عدة منها ضعف مستوى المترجم أو أن النص الأصلي يتطلب شروحاً لم تنجز في المنتج المترجم أو عدم قدرة المترجم على تمثل الثقافة التي يترجم عنها، خاصة أن الكتابة النظرية في أماكن عدة من العالم تميل الآن الى لعبة التناص بين مختلف حقول المعرفة .يقول ألبرتو مانغيل في مقال له بعنوان الترجمة كقراءة في العدد الأخير من نشرة اللوموند ديبلوماتيك العربية: أن نقرأ يعني أن نترجم مادياً حقيقة العالم الى الحقيقة التي نشعر بها . فعل القراءة وفق مانغيل يقوم على ترجمة الأشكال المادية للكون الى تمثلات خيالية، إنها لعبة تبادل الأدوار بين الترجمة والقراءة . ما يود مانغيل قوله إن الترجمة فعل قراءة يقوم به المترجم أولاً وعبر عمليات شديدة التعقيد لتنتهي الى القارئ العادي لتعريفه بأبعاد الموضوع المنقول اليه من ثقافة أخرى، وأظن أن هذا المفهوم يتقاطع بدرجة ما مع تصور تراثنا العربي لفعل الترجمة .إن قضية الترجمة عن الآخر واهتمامنا الفائق بها نظراً لتعطشنا الى كل جديد، أسكتت أي حديث عن الفعل المكمل لها بمعنى الترجمة عن العربية الى لغات أخرى، وهي مسألة تحتاج الى مراجعة مطولة، فما زلت أذكر عنوان رواية قصر الشوق بالإنجليزية والذي اذا نقلناه الى العربية لجاء بمعنى قصر الرغبة، العنوان الأجنبي واللوحات الموجودة في الرواية والتعريف المكتوب على غلافها كلها تؤكد ترجمة تتعمد سوء فهم الآخر، ولكننا لا يمكن أن نأخذ هذا النموذج كمثال نخفي به سوء ترجماتنا وضعفها، فشتان بين مترجم يسعى الى الفهم وتوسيع آفاق ثقافته الذاتية، وآخر ينقل بخلفية إيديولوجية تهدف الى التشويه . الترجمة فعل حضاري متعدد الأبعاد يحتاح الى مناقشات مطولة واستعدادات علمية تمتد لسنوات قبل التورط الواقعي في ممارسته، وهنا نسأل المتابع للترجمات الحديثة الى العربية وربما المترجم نفسه، هل تمثل معظم الترجمات الموجودة على الساحة العربية الآن نقلة معرفية نتطلع جميعاً اليها؟
Culture
(دار العشاق) هو عنوان أحدث روايات ناصر عراق التي صدرت مؤخرًا عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة، والرواية تستلهم فترة خصبة في تاريخ مصر، إذ تبدأ الأحداث عقب مذبحة القلعة التي جرت في مطلع مارس من عام 1811، والتي أمر فيها محمد علي باشا، والي مصر آنذاك، بقتل نحو 450 من المماليك في ليلة واحدة. تنهض الرواية على تعزيز فكرة التضافر بين خيال المؤلف والوقائع التاريخية، حيث ترصد في بناء محكم ومشوق العلاقات بين الشعب المصري وبين محمد علي من جهة، وبينهم وبين الأجانب المقيمين في مصر من جهة أخرى، من خلال مشاهد سريعة تمتد حتى 1816 حين قرر محمد علي باشا إرسال ابنه إبراهيم باشا إلى أرض الحجاز لمحاربة الوهابيين تنفيذاً لأوامر السلطان العثماني.يذكر أن ناصر عراق روائي وكاتب صحفي مصري أصدر تسع روايات منها (أزمنة من غبار)، و(نساء القاهرة دبي)، و(من فرط الغرام) و(الكومبارس) و(البلاط الأسود) و(تاج الهدهد) و(العاطل) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية 2012، و(الأزبكية) 2016. كما حصل كتابه (تاريخ الرسم الصحفي في مصر) على جائزة أحمد بهاء الدين كأفضل كتاب عام 2000. وفاز بجائزة أفضل مقال في الصحافة الإماراتية عام 2004 التي تنظمها دار الخليج للصحافة بالإمارات.
Culture
أشاد سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة بجهود اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في دفع عجلة الحركة الثقافية في الدولة والدور الذي يسعى الاتحاد لايصاله في نشر الثقافة والمعرفة بين مختلف المستويات العمرية .جاء ذلك خلال زيارة سموه لجناح الاتحاد في معرض رأس الخيمة للكتاب في القاعة الرئيسة في مركز رأس الخيمة للمعارض بعد افتتاح سموه الدورة السابعة للمعرض .وتوجهت أسماء الزرعوني نائبة رئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بالشكر لسمو ولي عهد رأس الخيمة على دعمه الكبير لفرع الاتحاد في رأس الخيمة، ودعم سموه السخي في توفير مقر جديد للاتحاد، ما يعكس مدى حرص القيادة الرشيدة في الدولة على نشر الثقافة والمعرفة بين أفراد المجتمع . قدمت الزرعوني شرحاً مفصلاً عن دور الاتحاد والأنشطة التي ينظمها خلال المواسم الثقافية وقد أبدى سمو ولي عهد رأس الخيمة إعجابه بالبرنامج السنوي للاتحاد وطالب أعضاء مجلس الإدارة ببذل المزيد من الجهد لنشر الثقافة لأكبر شريحة ممكنة من أفراد المجتمع والتواصل مع طلبة المدارس لكي تعم الفائدة للجميع .وفي نهاية الزيارة قدمت أسماء الزرعوني وأحمد عيسى العسم عضو مجلس إدارة الاتحاد رئيس فرع الاتحاد في رأس الخيمة وعبدالله محمد السبب عضو مجلس الإدارة درعاً تذكارية لسموه .من جانب آخر افتتحت مساء أمس الأول أولى أمسيات المقهى الثقافي المصاحب لفعاليات المعرض بمحاضرة ألقاها الباحث والكاتب نجيب الشامسي، المستشار الاقتصادي في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدكتور هيثم يحيى الخواجة، المسؤول الثقافي في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع رأس الخيمة، تناولا خلالها دور الجمعيات النفعية الحكومية والخاصة في المجتمع، وأهمية الكتاب الورقي ودور الأسرة والمدرسة والمجتمع في تعزيز وتكريس عادة القراءة، وأنشطة اتحاد الكتّاب من حيث الكم والنوع .أدار الأمسية أحمد العسم، متقدماً باسمه وباسم فرع الاتحاد في رأس الخيمة بأحر التعازي الى حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد الأدباء في وفاة أحد أقربائه وتعذره بذلك عن حضور الأمسية الأولى للمقهى .تناول بعدها الباحث والكاتب نجيب الشامسي في محاضرته حرص القيادة الرشيدة في الدولة منذ تأسسها عام1971 على يد المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، على بناء الوعي وتنمية المجتمع وترسيخ قيم الولاء والانتماء فيه والعمل على إشراكه في صناعة القرار من خلال إقرار قانون الجمعيات ذات النفع العام عام 1984 والعمل من خلالها على بناء منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والخاصة مثل الجمعيات المهنية والشعبية والأندية الثقافية والاجتماعية، ثم جاء بعدها تأسيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في أبوظبي عام1987 وبعدها في رأس الخيمة عام 1999 .وبين الشامسي أن الهدف من تأسيس اتحاد الكتّاب هو تنشيط الحراك الثقافي والارتقاء بالمستوى الثقافي للأدباء والكتّاب، والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم الأدبية والمادية، ونشر نتاجاتهم والتشجيع على ترجمة الجيد منها الى اللغات العالمية، وتوطيد العلاقات بين الكتّاب والأدباء والتنسيق في ما بينهم ورعاية مواهبهم الأدبية والعمل على صقل قدراتهم وصقلها، لافتاً الى ان الاتحاد أصدر منذ عام ،1986 وحتى نهاية العام الماضي نحو (205) كتب وأربع مجلات دورية .وأضاف الشامسي أن للاتحاد إصدارات أخرى في مجالات الشعر والمنشورات القصصية والروائية والكتب الخاصة بكتّاب وأدباء الإمارات والتراث والفنون والمسرح وفي مجال كتب الأطفال .وتطرق هيثم الخواجة في محاضرته إلى ثلاثة محاور، تناول فيها دور وأهمية الكتاب الورقي في تعزيز وتكريس القراءة والتثقيف لدى المجتمع من دون أن يغفل دور الكتاب الإلكتروني في ذلك على الرغم من خطورة بعض المواقع المنتشرة على الشبكة العنكبوتية .
Culture
نظم جناح الإمارات في معرض الرياض الدولي للكتاب حلقة شبابية نظمتها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالتعاون مع مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية» ومركز الشباب العربي تحت عنوان «اللغة العربية...الواقع والتحديات».شارك في الحلقة كل من علي الشعالي، رئيس لجنة التحكيم في تحدي القراءة العربي والدكتور عبدالله الوشمي، الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، وأدارها أحمد الشاطري، وبحثت الحلقة التحديات التي تواجه اللغة العربية وكيفية التصدي لها، فضلاً عن استعراض نماذج من مختلف أنحاء العالم للحفاظ على اللغات. وأوضح علي الشعالي أن الأرقام والإحصائيات الحالية مبشرة في الترجمة والقراءة وأن اللغة العربية أقرب للجيل الحالي أكثر من الماضي والحفاظ عليها واجب ومسؤولية المجتمع كله.وأكد الدكتور عبدالله الوشمي أننا ننظر إلى اللغة العربية وكأنها وظيفة، ويجب أن ننظر لها على أنها مسؤولية وليست وظيفة. وأشار المشاركون في الحلقة إلى أن التحديات التي تواجه اللغة العربية تتضمن ضآلة المحتوى العربي، حيث يمثل أقل من 1٪ من إجمالي المحتوى العالمي على الانترنت، على الرغم من أن الناطقين باللغة العربية يمثلون حوالي 4.5٪ من سكان العالم، بينما تبلغ حصة المنشورات العربية من النصوص المترجمة عالمياً فقط 6٪. وبحثت الحلقة أيضاً عولمة اللغة الإنجليزية كأبرز التحديات التي تواجهها اللغة العربية، حيث تهيمن الإنجليزية في مجالات التكنولوجيا والعلوم والابتكارات الحديثة، كما أن معظم مواد التعليم الأكاديمي باللغة الإنجليزية، وكذلك اشتراط معظم الوظائف إتقان اللغة الانجليزية. ومن بين التحديات التي ناقشها المشاركون في الجلسة، ضعف اللغة العربية لدى الجيل الجديد، ودور سلوك المعلم في تحبيب اللغة العربية واتباع أساليب غير تقليدية لتعليم الأجيال الجديدة العربية، ودور وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، كذلك إقدام العديد من الأسر العربية على تعليم الأبناء للغات أجنبية وإهمال العربية. واستعرضت الحلقة التجربتين الفرنسية والصينية في الحفاظ على اللغة عبر سن القوانين التي تساعد في ذلك وتأسيس المنظمات والمؤسسات المعنية بتحقيق هذه الأهداف وغيرها من الإجراءات التي ساهمت بشكل محوري في الحفاظ على اللغة في هذين البلدين.
Culture
الشارقة:علاء الدين محمود في رواية «سحرة الضفاف»، الصادرة عن دار أوراق 2015، ينسج الروائي السوداني مهند رجب الدابي تفاصيل حياة تتأرجح بين الواقع والأسطورة، ويلج إلى العلاقات والصراعات الاجتماعية بمدخل أسطوري، من تراث سوداني يرى أن الضفاف دائما تحمل العوالم السحرية التي تنعكس بشكل أو بآخر على الواقع، غير أن الدابي في الرواية لا يظل حبيس هذا التحليق في الخيال، وسرعان ما يهبط إلى دنيا الواقع بكل تفاصيلها المختبئة في مناطق مظلمة من المجتمع، مطلا على عوالم المهمشين وراصد الصراع الطبقي الاجتماعي عبر لغة سردية فريدة هي أكثر ما يميز العمل الروائي.يطل الدابي من خلال التقنيات السردية المحكمة على عوالم القمع والاستعلاء والهيمنة الذكورية داخل المجتمع، ويستصحب في تلك الرحلة السردية عالمين من التفاوت الطبقي وهما: الاجتماعي بين مستويات متباينة بين البشر، والجندري من حيث التفاوت بين المرأة والرجل داخل مجتمع القرية والمدينة على حد سواء.يلعب الدابي في الرواية على تقنيات تداعي المونولوجات الحوارية، وتعدد الأصوات، فالشخصيات تروي قصصها المتعددة، وتدخلنا في عوالم من التفاصيل التي تشتبك بخيوط السرد لتشكل ملامح حكاية الرواية العامة، تلك الشخوص الغامضة التي تتحول إلى أطياف أو كما يقول الدابي: «فالطيف أبقى من الجسد، والأثر أوضح من الأرجل، والدموع أكثر إنسانية من العيون»، فالمؤلف يضعنا أمام حالة تجريدية بالكامل. حازت الرواية اهتمام القراء عبر مواقع مراجعات الكتب، وأجمع كثير منهم على جمال الرواية وتفردها خاصة من ناحية جماليات اللغة ودقة السرد وتقنايته الذي نجح عبره المؤلف في تمرير عوالم اجتماعية مظلمة وثقيلة، وتقول قارئة: «الرواية توضح تمكن الكاتب من اللغة والأسلوب والسرد، وهي مشوقة جدا لدرجة أنك تكون في لهاث متواصل لمعرفة الأحداث ومصير الأشخاص في نهايات غير متوقعة، وحتى بعض أبطال الرواية لم أعرف ما هي علاقتهم ومكانهم من الرواية إلا من خلال المتابعة الدقيقة، مما خلق تشويقاً ومتعة، رواية رائعة تستحق الأربع نجمات بجدارة».قارئ آخر يرى أن الرواية تضعنا أمام كاتب مختلف رغم حداثة سنه، فقد نجح في بناء شخصيات ستبقى في الذاكرة مثل مريم ودكتور شريف والدكتور محمود الذي يشابه في حضوره شخصية مصطفى سعيد في «موسم الهجرة للشمال»، للطيب صالح، فحضور الغريب وسحره واحد من التقينات السردية البديعة التي لجأ إليها الدابي، إضافة إلى تجوال تلك الشخوص في فضاء غير محدد وكأن الزمان فيه عبر، والمكان يخبر عن مكان آخر متخيل.فيما يقول قارئ آخر: «تتخذ الرواية نسقاً متداخلاً في الفضاء الزمني والمكاني في خطوط سردية متقاطعة ومتباينة، حيث يفلت الراوي خيط السرد لصالح إحدى الشخصيات عبر تداعي الذاكرة، وتارة أخرى يقبض به طواعية بالتنقل بين الشخصيات في الفضاءين، مستخدماً أسلوب القطع السينمائي، لكشف الغطاء عن أصل كل حكاية».
Culture
تفشل الكثير من الأعمال الروائية في خلق التواصل الحقيقي مع المتلقي، عندما يتم اختزال المكان في الرواية إلى مجرد خلفية أو ديكور، وهذا ما يحصل غالباً مع الروائي غير المحترف، والاحتراف هنا ليس مصطلحاً كمياً يشير إلى كم الروايات التي أصدرها الروائي، وإنما مصطلحاً يشير إلى تمكن الروائي من أدواته الفنية، التي تمكنه من بناء المعمار الروائي الذي يشكل فيه المكان أحد أركانه وأعمدته الرئيسية، فإذا ما تمعنا في إرثنا الروائي العربي فإننا سنجد أن كبار روائيينا هم الذين استطاعوا أن يوظفوا المكان في أعمالهم بما يخدم مشروعهم الروائي، وعلى رأس قائمة هؤلاء الروائيين الراحل نجيب محفوظ والروائي حنا مينة وبالطبع غيرهما من الروائيين.في رواية المصابيح الزرق للروائي حنا مينة، يتحول المكان إلى بطل من أبطال العمل الروائي، فعلى المستوى الطبقي مثلاً يؤشر المكان بشكل واضح إلى المستوى المعيشي لأبطال الرواية، والذين ينتمون في أغلبيتهم إلى تلك الفئة المسحوقة أو القابعة في أسفل الهرم الطبقي، والتي تكسب رزقها يوماً بيوم، وهي تتأثر بشكل واضح بما يجري على المستوى العام من أحداث، وينعكس سلبياً على طريقة معيشتها، ومن جهة أخرى فإن علاقة أبطال الرواية مع بعضهم بعضاً في الإطار المكاني الذي اختاره الروائي يوضح طبيعة المكان ككل على المستوى القيمي الاجتماعي، وكذلك المكان الجزئي وهو الذي يحيا فيه فارس بطل الرواية مع جيرانه والذي هو حالة اجتماعية لا تنفصل عن الحالة العامة لكنها تمتاز بخصوصيتها، وهذه الحركية أو الجدلية التي شكلها مينة، تعكس وعياً كبيراً بمفردات الواقع الاجتماعي والسياسي خلال الفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث الرواية، ويقوم هو بإعادة انتاجها فنياً من خلال المكان، بوصفه تكثيفاً لجملة من العلاقات المتداخلة فيما بينها.في المصابيح الزرق الكائن الروائي والمكان في تفاعل دائم، ينتج أحدهما الآخر في سياق تاريخي واجتماعي واقتصادي، هذا السياق نفسه الذي بنى من خلاله مينة منظومة القيم الأخلاقية والنفسية لكل فرد من أبطال روايته في الصراع الوجودي، من حيث إن هذا الوجود ذاته هو تاريخ أو مكان تتكشف فيه حقائق التاريخ وتتعرى.نجيب محفوظ أيضاً هو عبقرية من حيث بناء المكان الروائي، حيث المكان في كل أعماله هو المعادل الرمزي لكل حقائق التاريخ وصراعاته وحركيته وتفاعل الأفكار مع بعضها، وصراع الأجيال، والتحول الطبقي والاجتماعي، وهذا ما جعل من أعماله ما يقارب الوثيقة التاريخية، وثيقة قابلة للقراءة من خلال نوافذ معرفية عدة، فمن يعود اليوم إلى ثلاثية محفوظ سيجد كيف يتشكل الإطار النفسي التاريخي للشخصية الإنسانية من خلال استمرار الموروث القيمي الاجتماعي في المكان، وكيف يظهر المكان الترسيمات الطبقية داخل المجتمع، وكيف يتوحد الإنسان والمكان في لحظة الدفاع عن قيمة ما.كل الروايات المهمة في تاريخ الأدب وظف فيها الروائيون المكان من خلال معالجات معرفية وفنية، جعلت منه الفضاء الحقيقي للغة والأسلوب، فالمكان يفرض لغة أبطاله وشخصياته، ويفرض على الروائي لغته الأدبية، ومن هنا فمكانة الرواية تتأتى بشكل كبير من قدرة الروائي على سبر المكان وقدرته على توظيف المكان في سرده، حيث يشم القارئ رائحة المكان ويتوحد معه أحياناً على خلاف الكثير من الروايات الجديدة التي تولد ميتة لأن المكان فيها مجرد ديكور تدور فيه الأحداث.حسام ميرو[email protected]
Culture
محمد ولد محمد سالمتتميز الكاتبة ريم الكمالي في روايتها الأولى "سلطنة هرمز" بنقاط إيجابية، أولاها الخروج من نطاق البدايات الروائية للكاتبات الإماراتيات التي عادة ما تكون سردا يخاتل السيرة الذاتية عن طريق بطلة تمثل صوت الكاتبة، وثانيتها أنها حققت ميزتين أساسيتين في هذه الرواية التاريخية، هما الإحاطة التاريخية بالأحداث التي وقعت فعلا، وإعطاء الأهمية لأفراد بسطاء وسبر تداعيات الأحداث عليهم، وثالثتها الدقة في وصف تفاصيل وخصوصيات المكان والمجتمع في تلك الفترة، يضاف إلى ذلك مغامرتها في صنع بناء روائي قائم على تعدد الأصوات بدل رواية الصوت الواحد السائدة لدى جيلها من الكاتبات .لا تعني تلك الميزات أن "سلطنة هرمز" استكملت جميع شروط العمل الروائي، بل هي لا تعدو أن تكون محاولة جيدة لكاتبة مبتدئة توحي بمعدن لروائية أصيلة .تدور أحداث الرواية في مطلع القرن السادس عشر قبيل وأثناء احتلال القائد البحري البرتغالي ألفونسو دي البوكيرك مضيق هرمز (1509م)، وما حوله، وتستعرض الأحداث جانبا من حياة الفتاة بدرة ابنة التاجر الحجازي الذي استقر في قرية خصب القريبة من المضيق، وبنى فيها دارا عامرة وخزانة للكتب جلبها من مختلف بلدان العالم التي زارها أثناء تجارته، وقد علم ابنته الكتابة والقراءة قبل أن يموت، وأورثها حب المطالعة، فأدمنت النظر في تلك الكتب، وحلمت بأن تصنع لنفسها مجدا خاصا يتجاوز حدود قريتها الوادعة، كما تستعرض الرواية أيضا مشاهد الحرب التي احتل فيها البوكيرك قرية خصب، ومشاهد إبادة جنوده لأهل القرية، وتتعرض لبعض الشخصيات وخلفياتها وعلاقتها بالقرية، بما فيها شخصيات عاملة في الجيش البرتغالي الغازي .من المآخذ التي يمكن توجيهها للرواية أنها لم تتناول بؤرة حدثية أو شخصية واحدة، فليس هناك حدث مركزي ناظم لها، تنطلق منه الأحداث وتؤول إليه، وقد بدأتها الكاتبة بما أوحى بأنها ستكون رواية شخصية، حيث تركزت البداية على سرد ذاتي من طرف الشخصية الرئيسية "بدرة بنت عبد الرحمن الحجازي" لكنّ ذلك لم يتواصل، بسبب دخول شخصيات أخرى على الخط من غير مبرر واضح، ثم الانتقال إلى معركة احتلال خصب، لكنّ حدث المعركة لم يتطور، ولم يصبح هو البؤرة، لأن الكاتبة انتقلت إلى شخصيات جديدة، وبدأت الحديث عنها بأثر رجعي جعل الرواية تتوقف عند هذا الحدث، ولا تتقدم إلا في النهاية حين تعود إلى بدرة وقرارها الرحيل مع القبطان الشاب انطونيو دي كامبو، وهذا الغياب للُّحْمة المركزية أضعف الرواية، وجعلها تسير بلا هدف واضح، ومن ناحية الأسلوب فهو في الأغلب سليم، لكنّ الكاتبة بحاجة إلى إعادة النظر في بعض الاستعمالات التي لا تتماشى والأسلوب العربي الفصيح [email protected]
Culture
تتدثر أجواء الإمارات هذه الأيام بطلّ جميل يندر مثيله في مثل مناخ الجزيرة العربية الصحراوي، ويصاحبه بدايات مطر ينعش الأنفس قبل أن ينعش الأرض، وهذا الإنعاش كثيرا ما كان مصدر إلهام للشعراء الذين من طباعهم أن ينشط خيالهم في حالات الفرح أو الحزن القصوى، ويمتلئ الشعر العربي بشبكة من مفردات ذات صلة بالماء مثل المطر والغيم والرياح والضباب والرعد والبرق، وهي المفردات ذاتها التي تشكل قاموس فصل الشتاء .بعض الشعراء يقول إنه فصل أنثوي يعوّل عليه في الكتابة، حين ترغم زخات المطر وبرودة الجو الشاعر على لزوم البيت والتوحد مع ذكرياته التي تنهال عليه جميلة مؤلمة، فلا يجد لها إلا الورق، فيبثه ذلك الجمال والألم على نحو ما فعل نزار قباني في رائعته:إذا أتى الشتاء . .وحركت رياحه ستائريأحس يا صديقتيبحاجة إلى البكاءعلى ذراعيك . .على دفاتري . .إذا أتى الشتاءوانقطعت عندلة العنادلوأصبحت . .كل العصافير بلا منازليبتدئ النزيف في قلبي . . وفي أنامليكأنما الأمطار في السماءتهطل يا صديقتي في داخلي . .عندئذ . . يغمرنيشوق طفولي إلى البكاء . .على حرير شعرك الطويل كالسنابل .ويرى البعض أن الشتاء بلياليه الطويلة وثقل غيومه يرمز إلى الحزن، فيما يرى آخرون أن الشتاء يستثير الرغبة في الكتابة ويشيع جواً من الحيوية الداخلية في النفوس خصوصاً لدى شعوب البلدان التي يشح فيها هطول المطر .الشاعر العراقي بدر شاكر السياب في قصيدته أنشودة المطر يجسّد مثال الحزن الذي يمكن أن يشيعه المطر . . يقول:مَطَر . .مَطَر . .تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ، وَالغُيُومُ مَا تَزَالتَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ .كَأَنَّ طِفلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام:بِأنَّ أمَّهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْفَلَمْ يَجِدْهَا، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَالقَالوا لَهُ: بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ . . .لكن للشتاء مذاقاً آخر في الجزيرة العربية خاصة، ومناطق الصحراء، فهو يغسل حرارة الصيف ويلطف النهارات، ويمد الأنفس بالسكينة والطمأنينة، فهو الذي يمهد للربيع ويبذر الغرس الذي ينبت فيكون أزهارا يانعة جنية في فصل على نحو ما قال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي في رائيته الخالدة:نزلت مُقَدَّمةُ المصيفِ حميدةً ويدُ الشتاءِ جديدةٌ لا تكفرلولا الذي غرس الشتاءُ بكفّه لاقى المصيفُ هشائماً لا تزهرمطرٌ يذوب الصحوُ منه وبعده صحوٌ يكادُ من الغضارة يمطرغيثان فالأَنواء غيثٌ ظاهرٌ لك وجهه والصحوُ غيثٌ مضمرأو لا ترى الأشياء إذ هي غيرت سمجت وحسن الأرض حين تغيروعلى شاكلة أبي تمام يذهب الشاعر أحمد العسم الذي يرى أن فصل الشتاء هو فصل الطمأنينة، والخروج للصحراء والتخييم محاكاة لأهل البادية قديما، وهناك ينشط الإنسان للعمل، وهو موسم كتابة تبعث بهجته على التفكير وتدعو قسرا إلى اصطحاب القلم .أما عبد الهدية فيقول إن الشتاء يوحي له بالتواصل لأن الأرض تتواصل فيه مع السماء بهذا المطر الهاطل الجميل، وفيه طموح من الأرض للعلو حيث تتجمل بأبهى حللها، وجوه يساعد على الإبداع لأن فيه سكينة وصفاء للروح، يغتسل فيه القلب من الأدران كما تغتسل الأرض من لوافح الصيف، فينبعث الحنين للكتابة يقول الهدية:تبكي الغيوم على حالي وتغمرني بأوصالها كلما سرّحت أدعيتيفتحبس الدار عني ثدي مرضعتي ويشرب الناس من مزرابها هبتي
Culture