abdullah's picture
Add files using upload-large-folder tool
e0caee0 verified
1
00:00:05,010 --> 00:00:07,350
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم باسم
2
00:00:07,350 --> 00:00:10,550
الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على
3
00:00:10,550 --> 00:00:16,330
رسول الله دائما وأبدا نعطر مجالسنا ونبدأ محاضرتنا
4
00:00:16,330 --> 00:00:20,930
بالصلاة على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم قبل ذي
5
00:00:20,930 --> 00:00:25,750
بدء أعزائي وأبناء الطلاب في مساق النظم الإسلامية
6
00:00:25,750 --> 00:00:29,950
أرحب بكم جميعا وأحييكم بتحية الإسلام العظيم
7
00:00:29,950 --> 00:00:34,570
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد أن انتهينا من
8
00:00:34,570 --> 00:00:38,850
الفصل الثالث وكان بأنواع نظام الأخلاق في الإسلام
9
00:00:38,850 --> 00:00:46,180
اليوم نرحل بصحبتكم بمشيئة الله إلى الفصل الرابع وهو
10
00:00:46,180 --> 00:00:53,700
بعنوان نظام الأسرة في الإسلام وهو يتضمن خمسة
11
00:00:53,700 --> 00:00:58,820
مباحث أول
12
00:00:58,820 --> 00:01:05,640
هذه المباحث تعريف الأسرة في الإسلام لغة واصطلاحا
13
00:01:05,640 --> 00:01:12,060
المبحث الثاني الأسس التي يقوم عليها نظام الأسرة في
14
00:01:12,060 --> 00:01:19,370
الإسلام، أما المبحث الثالث فهو بأنواع الزواج أما
15
00:01:19,370 --> 00:01:22,950
المبحث الرابع فهو بأنواع الطلاق والمبحث الخامس
16
00:01:22,950 --> 00:01:31,730
والأخير بأنواع مكانة المرأة وحقوقها في الإسلام، أما
17
00:01:31,730 --> 00:01:39,250
المبحث الأول وهو تعريف الأسرة فالأسرة في لغة العرب
18
00:01:39,250 --> 00:01:50,890
بمعنى الدرع الحصينة، الدرع الحصينة لأن الرجل إنما
19
00:01:50,890 --> 00:02:00,910
يتقوى بأسرته مثل الفارس أو المحارب في أرض المعركة
20
00:02:00,910 --> 00:02:08,410
الذي يتقوى بدرعه الحصينة، والأسرة هم أهل الرجل
21
00:02:08,410 --> 00:02:15,180
وعشيرته، وتطلق أيضًا على الجماعة التي يربطها أمر
22
00:02:15,180 --> 00:02:21,820
مشترك، فالمسلمون اليوم في مشارق الأرض ومغاربها إنما
23
00:02:21,820 --> 00:02:28,740
هم أسرة واحدة بل أمة واحدة كما ذكر القرآن الكريم
24
00:02:28,740 --> 00:02:36,800
في موضعين: "إن هذه أمتكم أمة واحدة"، و"أنا ربكم فاعبدون"، و"أنا ربكم فاتقون"
25
00:02:36,800 --> 00:02:47,250
أما الأسرة شرعا فهي الخلية
26
00:02:47,250 --> 00:02:54,250
الاجتماعية الأولى التي تنشأ عن ارتباط رجل بامرأة
27
00:02:54,250 --> 00:03:03,450
بعقد شرعي هو عقد النكاح، ونحن منذ الصغر تعلمنا أن
28
00:03:03,450 --> 00:03:10,400
الأسرة هي الخلية الاجتماعية الأولى والتي تكون من
29
00:03:10,400 --> 00:03:18,220
رجل وامرأة بعقد شرعي هو عقد النكاح وأن هذه الأسرة
30
00:03:18,220 --> 00:03:26,320
هي أساس المجتمع، فإذا ما صلحت صلح المجتمع وإذا ما
31
00:03:26,320 --> 00:03:34,720
فسدت فسد المجتمع، نرى هنا ملحوظة مهمة جدا أن كل
32
00:03:34,720 --> 00:03:45,040
ارتباط بين رجل وامرأة بغير عقد شرعي فهو زنا بل
33
00:03:45,040 --> 00:03:53,440
فاحشة كما ذكر القرآن الكريم وساء سبيلا، فلابد أن
34
00:03:53,440 --> 00:04:03,280
تكون الأسرة منذ الخطوة الأولى أسرة شرعية على كتاب
35
00:04:03,280 --> 00:04:09,620
الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبر
36
00:04:09,620 --> 00:04:19,600
أبواب المحاكم الشرعية وبوساطة المأذون الشرعي
37
00:04:19,600 --> 00:04:29,720
المكلف بعقد الزواج من قبل القضاء الشرعي، نعم، إذا
38
00:04:29,720 --> 00:04:38,650
الأسرة في لغة العرب هي الدرع الحصينة وهم أهل الرجل
39
00:04:38,650 --> 00:04:47,390
وعشيرته لأنه يتقوى بهم، وتطلق على الجماعة التي
40
00:04:47,390 --> 00:04:56,750
يربطهم أمر مشترك، والأسرة شرعا، وعندما أقول شرعا
41
00:04:56,750 --> 00:04:59,390
يعني في الشرع
42
00:05:02,090 --> 00:05:10,170
وهي من أجل الفائدة أقول منصوبة على نَزْع الخافض وهذا
43
00:05:10,170 --> 00:05:16,750
ما يجهله كثير من أبنائنا الطلاب عندما نقول مثلا
44
00:05:16,750 --> 00:05:25,970
الأسرة لغة، الأسرة شرعا أو اصطلاحا ومعنى هذا الكلام
45
00:05:25,970 --> 00:05:33,390
الأسرة في لغتها، والأسرة في الشرعي أو في الاصطلاحي
46
00:05:33,390 --> 00:05:39,750
وهذه في لغة العرب إعرابها منصوبة على نَزْع الخافض، ما
47
00:05:39,750 --> 00:05:49,210
هو الخافض؟ حرف الجر، وهو في في هذا المثال كما يقال
48
00:05:49,210 --> 00:05:55,500
في لغة العرب "فلان يبيع الناس"، فقد يظن البعض أن
49
00:05:55,500 --> 00:06:04,560
الناس مفعول به، لا، الناس هنا منصوبة بنَزْع الخافض وهو
50
00:06:04,560 --> 00:06:11,520
اللام، وأصل الكلمة "فلان يبيع للناس" لأن عصر
51
00:06:11,520 --> 00:06:18,320
العبيد والرق لم يعد له وجود، والناس لا يباعون.
52
00:06:18,320 --> 00:06:27,550
نعم، إذا الأسرة في الشرع الحنيف هي الخلية
53
00:06:27,550 --> 00:06:36,510
الاجتماعية الأولى التي تنشأ عن ارتباط رجل بامرأة
54
00:06:36,510 --> 00:06:48,260
بزوج وزوجة بعقد شرعي من إيجاب وقبول، هو عقد النكاح
55
00:06:48,260 --> 00:06:55,420
الشريف، أما المبحث الثاني فهي الأسس أو القواعد التي
56
00:06:55,420 --> 00:07:02,340
يقوم عليها نظام الأسرة في الإسلام، وهي أربعة كما
57
00:07:02,340 --> 00:07:09,580
سنراها، أول هذه الأسس أو تلك القواعد التي يقوم عليها
58
00:07:09,580 --> 00:07:16,120
نظام الأسرة في الإسلام هو وحدة الأصل والمنشأ فكلكم
59
00:07:16,120 --> 00:07:26,380
لآدم، وآدم من تراب، فالرجل والمرأة أو الزوج والزوجة
60
00:07:26,380 --> 00:07:34,290
من أصل واحد كما قال الله تبارك وتعالى في أكثر من
61
00:07:34,290 --> 00:07:39,250
موضع في القرآن الكريم، ومن هذه الآيات في صدر سورة
62
00:07:39,250 --> 00:07:44,990
النساء: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
63
00:07:44,990 --> 00:07:53,130
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
64
00:07:53,130 --> 00:07:58,990
واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۖ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
65
00:07:58,990 --> 00:08:10,480
عَلَيْكُمْ رَقِيبًا صدق الله العظيم" فالناس أبوهم آدم وأمهم
66
00:08:10,480 --> 00:08:17,360
حواء عليهم السلام، ويقول الله تبارك وتعالى: "وهو الذي
67
00:08:17,360 --> 00:08:25,800
أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ"، فالناس جميعا يجمعهم نسب واحد
68
00:08:25,800 --> 00:08:35,780
ويرجعون إلى أصل واحد وهم إخوة في الإنسانية بدليل
69
00:08:35,780 --> 00:08:43,980
قوله: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ"، ومثلها في سورة الحجرات: "يَا أَيُّهَا
70
00:08:43,980 --> 00:08:50,340
النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
71
00:08:50,340 --> 00:08:56,600
لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
72
00:08:56,600 --> 00:09:05,540
خَبِيرٌ" ومن هنا على القوي أي يعتف على الضعيف وعلى
73
00:09:05,540 --> 00:09:11,940
الغنيف أن يساعد الفقير حتى يتم بنيان المجتمع
74
00:09:11,940 --> 00:09:17,520
الإنساني وإذا كان الناس جميعا من أصل واحد فليس
75
00:09:17,520 --> 00:09:27,400
لأحد أن يفخر على أحد فلا يصح لشخص أن يفخر على أخيه
76
00:09:27,400 --> 00:09:38,900
الإنسان بمال أو جمالا أو عددا أو عدة لأن الآية بينت
77
00:09:38,900 --> 00:09:45,880
الميزان الدقيق الذي هو أدق عند الله من ميزان
78
00:09:45,880 --> 00:09:50,860
الذهب والفضة ألا وهو التقوى "يا أيها الناس إن
79
00:09:50,860 --> 00:09:56,640
خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوب وقبائل لتعرفوا
80
00:09:56,640 --> 00:10:08,410
وهنا لتعرفوا اللام في لغة العرب تعليلية بمعنى كي
81
00:10:08,410 --> 00:10:15,510
تتعارفوا، ويبقى شعارنا الخالد "إن أكرمكم عند الله
82
00:10:15,510 --> 00:10:21,690
أتقاكم" حتى ولو كان أقل مالا أو جمالا أو حسبا أو
83
00:10:21,690 --> 00:10:30,510
نسبا، ثانيا من الأسس التي تقوم عليها الأسرة في
84
00:10:30,510 --> 00:10:36,190
الإسلام المودة والرحمة، وهذه الآية الكريمة من سورة
85
00:10:36,190 --> 00:10:43,630
الروم، سنرجع إليها في أكثر من موضع عند الحديث أيضًا
86
00:10:43,630 --> 00:10:52,330
عن الزواج وحكم الزواج ومشروعية الزواج، فالله تبارك
87
00:10:52,330 --> 00:11:00,260
وتعالى يقول: "ومن آياته" أي ومن دلائل قدرته لأنه تكلم
88
00:11:00,260 --> 00:11:06,540
في آيات الروم عن السماوات وعن الأرض وعن اختلاف
89
00:11:06,540 --> 00:11:15,820
الألسن والبشرة من بيضاء وأسود ومن عرب ومن عجم
90
00:11:15,820 --> 00:11:23,360
ولكن يبقى الذي يجمعنا هو تقوى الله تبارك وتعالى
91
00:11:23,360 --> 00:11:29,800
وأننا إخوة جميعا في الإنسانية لأن الآيات بدأت ب "يا
92
00:11:29,800 --> 00:11:35,940
أيها الناس"، "يا أيها الناس"، يعني يا كل الناس، ومن
93
00:11:35,940 --> 00:11:42,720
آياته أي أن الزواج آية من آيات الله، وهذا دليل على
94
00:11:42,720 --> 00:11:49,860
عظم الزواج وخطورة أمر الزواج كيف لا وقد قال الله
95
00:11:49,860 --> 00:11:56,020
وقد أفضأ بعضكم إلى بعض وأخذنا منكم ميثاقا غليظا
96
00:11:56,020 --> 00:12:02,180
"ومن آياته" ومن دلائل قدرته أن خلق لكم من أنفسكم
97
00:12:02,180 --> 00:12:12,040
أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، فكل من
98
00:12:12,040 --> 00:12:20,370
الزوجين من أصل واحد كما أسلفنا في البند الأول
99
00:12:20,370 --> 00:12:30,230
فزوجته ليست من جنس آخر ليست غريبة عن هذا الزوج بل
100
00:12:30,230 --> 00:12:38,280
من جنس الزوج من الطين والتراب وكما مر معنا في
101
00:12:38,280 --> 00:12:44,720
الحديث "كلكم لآدم وآدم من تراب"، ولذلك النبي عليه
102
00:12:44,720 --> 00:12:51,700
الصلاة والسلام قال: "إنما النساء شقائق الرجال"، ومعنى
103
00:12:51,700 --> 00:13:01,120
شقائق أنها شقة من الرجل، فالمرأة شقة من الرجل فكأن
104
00:13:01,120 --> 00:13:08,800
الرجل والمرأة شيء واحد في الأصل، الرسول عليه الصلاة
105
00:13:08,800 --> 00:13:17,620
والسلام شبههم بالعصة التي شقت فصارت زوجين، ومن كل
106
00:13:17,620 --> 00:13:25,840
شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون، "إنما النساء شقائق
107
00:13:25,840 --> 00:13:34,460
الرجال"، وإنما المرأة خلقت من ضلع الرجل
108
00:13:36,430 --> 00:13:44,170
وإن أعلاه لأعوج، إن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم
109
00:13:44,170 --> 00:13:50,810
يزل أعوج، نعم فاستوصوا بالنساء خيرا أو كما قال عليه
110
00:13:50,810 --> 00:13:56,470
الصلاة والسلام "رفقا بالقوارير"، شبه الزوجة بالقارورة
111
00:13:56,470 --> 00:14:06,460
وهي الزجاجة التي سرعان ما تكسر وإذا كسرت فلا تجبر
112
00:14:06,460 --> 00:14:15,220
نعم، ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا
113
00:14:15,220 --> 00:14:21,900
إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، كما سيأتي بعد قليل من
114
00:14:21,900 --> 00:14:31,380
حكم الزواج، ليس الشهوة وقضاء الوطر فقط، وإنما السكن
115
00:14:31,380 --> 00:14:38,680
الراحة النفسية، ومن أسس الأسرة المودة والرحمة
116
00:14:38,680 --> 00:14:47,940
والمودة هنا بمعنى الحب، والحب هو أعلى درجة، والمودة
117
00:14:47,940 --> 00:14:55,520
أعلى درجات الحب، نعم "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
118
00:14:55,520 --> 00:15:04,120
سيجعل لهم الرحمن ودًا"، فالمودة هي المحبة والمودة
119
00:15:04,120 --> 00:15:12,320
أعلى درجات الحب، وأما الرحمة هنا بمعنى الرأفة
120
00:15:12,320 --> 00:15:21,740
فالرجل قد يمسك المرأة إما محبة لها وإما رحمة بها
121
00:15:21,740 --> 00:15:30,080
كأن يكون له منها ولد أو أن تحتاجه في الإنفاق عليها
122
00:15:31,160 --> 00:15:39,320
أو للألفة بينهما إلى غير ذلك، ثالثا من قواعد هذه
123
00:15:39,320 --> 00:15:44,540
الأسرة ومن الأسس التي تبنى عليها الأسرة في الإسلام
124
00:15:44,540 --> 00:15:52,680
العدل والمساواة، وسنأتي إلى هذه النقطة بالتفصيل عند
125
00:15:52,680 --> 00:15:58,850
الوصول إن شاء الله إلى الحقوق الزوجية لأن الحقوق
126
00:15:58,850 --> 00:16:07,950
الزوجية على أمور ثلاثة: أولا حق الزوج خالصا، وثانيا
127
00:16:07,950 --> 00:16:14,510
حق الزوجة خالصا، وثالثا الحقوق المشتركة بين
128
00:16:14,510 --> 00:16:21,450
الزوجين، فلكل حق، فإذا
129
00:16:21,450 --> 00:16:30,410
ما عرف الزوجان ما لهما وما عليهما فليس ثمة إن شاء
130
00:16:30,410 --> 00:16:40,730
الله من خصام أو نزاع أو شقاق، فالمرأة لها حقوق وعليها
131
00:16:40,730 --> 00:16:47,730
واجبات، وكذلك الرجل الزوج له حقوق وعليه
132
00:16:47,730 --> 00:16:55,740
واجبات، فحقوق الزوج إنما هي واجبات على الزوجة وحقوق
133
00:16:55,740 --> 00:17:03,780
الزوجة إنما هي واجبات على الرجل أو على الزوج، قال
134
00:17:03,780 --> 00:17:07,240
الله تبارك وتعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي
135
00:17:07,240 --> 00:17:13,320
عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ"، وللرجال عليهن درجة، سنأتي
136
00:17:13,320 --> 00:17:17,620
إلى هذه الدرجة إلى وهي القوامة عند الحديث عن
137
00:17:17,620 --> 00:17:26,240
الطاعة، وهو الحق الأول من حقوق الزوج على زوجته ومعنى
138
00:17:26,240 --> 00:17:33,200
الآية أي "ولهن على الرجال من الحق ما للرجال عليهن"
139
00:17:33,910 --> 00:17:39,810
إذا فليؤد كل واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه
140
00:17:39,810 --> 00:17:48,130
بالمعروف، قال الله تبارك وتعالى: "من عمل صالحا من ذكر
141
00:17:48,130 --> 00:17:58,470
أو أنسى من عمل صالحا من ذكر أو أنثى والعمل الصالح
142
00:17:58,470 --> 00:18:05,270
إنما يكون هنابالعمل بكتاب الله وسنة رسول الله صلى
143
00:18:05,270 --> 00:18:10,010
الله عليه وسلم يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله
144
00:18:10,010 --> 00:18:15,770
واطيعوا الرسول اطيعوا الله في كتابه واطيعوا
145
00:18:15,770 --> 00:18:21,710
الرسول في سنته صلى الله عليه وسلم لأن الإيمان
146
00:18:21,710 --> 00:18:31,250
وحده غير كافٍ فلا يقبل العمل بدون إيمان ولا يقبل
147
00:18:31,250 --> 00:18:40,730
الإيمان بدون عمل فلا يكمل العمل إلا بالإيمان ولا
148
00:18:40,730 --> 00:18:45,430
يكمل الإيمان إلا بالعمل وهذا في كل آيات القرآن
149
00:18:45,430 --> 00:18:51,110
الكريم بسم الله الرحمن الرحيم والعصر إن الإنسان لفي
150
00:18:51,110 --> 00:18:57,190
خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق
151
00:18:57,190 --> 00:19:03,710
وتواصوا بالصبر لذا هنا رَبَقَ الله تبارك وتعالى بين
152
00:19:03,710 --> 00:19:12,710
العمل وبين الإيمان من عمل صالحا من ذكر أو أنثى ربط
153
00:19:12,710 --> 00:19:17,910
بين الذكر وبين الأنثى وصناعتي إلى هذا عند الحديث
154
00:19:17,910 --> 00:19:23,050
عن المبحث الخامس والأخير في هذا الفصل وهو مكانة
155
00:19:23,050 --> 00:19:30,230
المرأة في الإسلام فإن الله كلف المرأة وجعلها
156
00:19:30,230 --> 00:19:36,170
مسئولة كالرجل تماما وصناعتي إلى هذه الآية وإلى
157
00:19:36,170 --> 00:19:44,020
آيتين أخريين منها آية آل عمران في أواخرها فاستجاب
158
00:19:44,020 --> 00:19:51,480
لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى
159
00:19:51,480 --> 00:19:59,680
فكل من الرجل والمرأة عامل ومكلف ومسئول في الإسلام
160
00:19:59,680 --> 00:20:05,600
له ما له وعليه ما عليه وثناعتي إلى
161
00:20:07,780 --> 00:20:13,580
آية البيعة يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات
162
00:20:13,580 --> 00:20:18,520
يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يصرخن ولا
163
00:20:18,520 --> 00:20:24,620
يصدقن والآية طويلة إلى قوله فبايعهن واستغفر لهن
164
00:20:24,620 --> 00:20:30,680
الله فإذا كانت المرأة مكلفة ومطالبة ببيعة الخليفة
165
00:20:30,680 --> 00:20:36,580
أو الإمام كالرجل تماما سنأتي إليها عند الوصول إليها
166
00:20:36,580 --> 00:20:42,160
إن شاء الله من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن
167
00:20:42,160 --> 00:20:52,280
فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا
168
00:20:52,280 --> 00:20:58,580
يعملون وهو مؤمن بالله ورسول الله صلى الله عليه
169
00:20:58,580 --> 00:21:09,240
وسلم فالله يحييهم حياة طيبة في الدنيا ولهم الجزاء
170
00:21:09,240 --> 00:21:15,300
الأوفى والجنة إن شاء الله في الآخرة وذلك هو
171
00:21:15,300 --> 00:21:23,140
الفوز العظيم أما رابعا فهو التكافل الاجتماعي وقد
172
00:21:23,140 --> 00:21:28,860
تكلمنا عند الحديث عن باب الأخلاق عن تعريف التكافل
173
00:21:28,860 --> 00:21:36,560
وعن أدلته ونأتي هنا إلى التكافل الاجتماعي كركن من
174
00:21:36,560 --> 00:21:42,420
أركان الأسرة في الإسلام نعم يقول الله تعالى وخفض
175
00:21:42,420 --> 00:21:48,020
لهم جناح الذل من الرحمة وقول رب رحمهما كما ربياني
176
00:21:48,020 --> 00:21:50,220
صغيرة نعم
177
00:21:52,030 --> 00:21:57,990
صدق الله العظيم وصناعتي إلى هذه الآيات إن شاء الله
178
00:21:57,990 --> 00:22:04,750
عند الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام أما وعن
179
00:22:04,750 --> 00:22:11,070
مكانة الأم في الإسلام وصناعتي بالآيات والأحاديث
180
00:22:11,070 --> 00:22:20,090
التي تدلل على ذلك ونحن في مثل هذه الأيام والناس
181
00:22:20,090 --> 00:22:24,650
يحتفلون بعيد الأم نقول لهم إن الاحتفال بعيد الأم
182
00:22:24,650 --> 00:22:33,590
هو إساءة إلى الأم لأن الأم في الإسلام لها في كل
183
00:22:33,590 --> 00:22:42,930
يوم عيد إنما هذا من بدع الغرب فهم لا يبرون آباءهم
184
00:22:42,930 --> 00:22:50,170
ولا أمهاتهم إنما يضعوهم في دور العجزة والمسنين ولا
185
00:22:50,170 --> 00:22:57,970
يزوروهم ولا يتعرفون عليهم إلا في 21 مارس والعياذ
186
00:22:57,970 --> 00:23:08,030
بالله وقد لا يزوروهم ولا يأتون بهم إلى بيوتهم كما
187
00:23:08,030 --> 00:23:12,590
قرأنا عن بعضهم أن أمّه طلبت منه سيارة في عيد الأم
188
00:23:12,590 --> 00:23:19,050
في بلاد الغرب فقال لها يا أماه ليس في البيت إلا
189
00:23:19,050 --> 00:23:27,130
غرفتان غرفة لي و لزوجتي وغرفة للكلب أعزكم الله و
190
00:23:27,130 --> 00:23:32,410
قد يرسل لها باقة من الورود عبر الوريد عبر البريد
191
00:23:32,410 --> 00:23:40,850
عبر البريد وأين هذا وقد جعل الله الجنة تحت أقدام
192
00:23:40,850 --> 00:23:46,140
الأمهات وفي هذه الآية الكريمة واخفض لهم جناح الذل
193
00:23:46,140 --> 00:23:53,460
من الرحمة وقول رب رحمهما كما ربياني صغيرة لفتة كريمة
194
00:23:53,460 --> 00:24:03,240
جدا أن الإسلام في الأصل لا يؤمن بالذلة فالله وصف
195
00:24:03,240 --> 00:24:14,860
المؤمنين بأنهم أشداء على الكفار أعزاء على الكفار ولله
196
00:24:14,860 --> 00:24:20,040
الأعزّة و لرسوله و للمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون
197
00:24:20,040 --> 00:24:27,380
نعم ولكن الله مدح الذلة للمؤمنين في موضعين اثنين
198
00:24:27,380 --> 00:24:35,620
فقط لا ثالث لهما هذا هو أحد الموضعين الذلة للأبوين
199
00:24:35,620 --> 00:24:45,570
واخفض لهم جناح الذل من الرحمة فالذلة أو الذل محمود
200
00:24:45,570 --> 00:24:55,770
بين يدي الأبوين وفي موضع آخر في وصف المؤمنين أعزاء
201
00:24:55,770 --> 00:25:03,760
على الكافرين أذلاء على المؤمنين فالمؤمن يذل لأخيه
202
00:25:03,760 --> 00:25:12,100
المؤمن ولكنه عزيز على الكافرين إذا هذه هي الأسس
203
00:25:12,100 --> 00:25:17,700
الأربع التي تبنى عليها الأسرة في الإسلام أولا
204
00:25:17,700 --> 00:25:25,790
وحدة الأصل والمنشأ ثانيا المودة والرحمة ثالثا العدل
205
00:25:25,790 --> 00:25:31,170
والمساواة رابعا التكافل الاجتماعي وهنا ألفت
206
00:25:31,170 --> 00:25:38,150
الأنظار إلى أنه لابد من حفظها ووضعها في مكانها
207
00:25:38,150 --> 00:25:45,830
لأنه سيأتي معنا بعد قليل أيضا حكم الزواج وستأتي
208
00:25:45,830 --> 00:25:53,790
معنا بعد ذلك الحقوق الزوجية نعم حق الزوج وحق
209
00:25:53,790 --> 00:25:59,050
الزوجة والحقوق المشتركة فقد يختلط الأمر عليكم
210
00:25:59,050 --> 00:26:07,990
فلابد من وضع كل بند في موضعه فهذه هي الأسس وتلك
211
00:26:07,990 --> 00:26:13,670
الأحكام وبعدها الحقوق فالتفتوا إلى ذلك وانتبهوا
212
00:26:13,670 --> 00:26:17,030
إليه أما المبحث
213
00:26:18,170 --> 00:26:26,650
الثالث فهو الزواج نأتي في هذا المبحث إلى تعريف
214
00:26:26,650 --> 00:26:35,570
الزواج لغة واصطلاحا أما الزواج في اللغة فاصله من
215
00:26:35,570 --> 00:26:45,670
فعل زوج والمصدر زواجا وتزويجا يقال في لغة العرب
216
00:26:45,670 --> 00:26:59,580
زوج زواجا وتزويجا مثل سلم سلاما وتسليما ومثل كلم
217
00:26:59,580 --> 00:27:07,440
كلاما وكلم الله موسى تكليما ومعنى زوج في لغة العرب
218
00:27:07,440 --> 00:27:17,170
بمعنى قرن الأشياء بعضها ببعض ومنه قوله تبارك وتعالى
219
00:27:17,170 --> 00:27:25,350
وزوجناهم بحور عين زوجناهم بحور عين بمعنى قرنناهم
220
00:27:25,350 --> 00:27:31,210
بحور عين وقوله تبارك وتعالى أحشر الذين ظلموا
221
00:27:31,210 --> 00:27:38,690
وأزواجهم وما كانوا يعبدون وهنا وأزواجهم
222
00:27:40,080 --> 00:27:49,160
ليست بمعنى الأزواج الشرعيين بمعنى النساء أو المرأة
223
00:27:49,160 --> 00:27:57,440
لأن المرأة قد تكون مؤمنة ويكون زوجها كافر مثل آسية
224
00:27:57,440 --> 00:28:03,800
زوج فرعون شرعي فرعون كافر في النار ولا عياذ بالله فكيف
225
00:28:03,800 --> 00:28:10,180
تحشر معه زوجته آسية التي آمنت بموسى عليه السلام إذا
226
00:28:10,180 --> 00:28:18,540
هنا وأزواجهم بمعنى أمثالهم وأشباههم أو قرنائهم
227
00:28:18,540 --> 00:28:26,940
من أهل السوء أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم بمعنى ما
228
00:28:26,940 --> 00:28:33,960
ذكرته قرنائهم أو أشباههم وأمثالهم من أهل السوء ومن
229
00:28:33,960 --> 00:28:39,740
أهل الكفر ولا عياذ بالله والزواج كما سنرى أيضا
230
00:28:39,740 --> 00:28:47,280
يطلق على النكاح فإذا قيل تعريف النكاح أو تعريف
231
00:28:47,280 --> 00:28:58,490
الزواج فكلاهما بمعنى واحد فلا يختلط عليكم الأمر هذا
232
00:28:58,490 --> 00:29:05,290
في لغة العرب أما في الاصطلاح الشرعي فنكتفي هنا
233
00:29:05,290 --> 00:29:14,390
بتعريف للشافعية وهو أن الزواج عقد يتضمن إباحة وطء
234
00:29:14,390 --> 00:29:22,310
بلفظ إنكاح أو تزويج أو ترجمته طبعا هنا لا يصح عقد
235
00:29:22,310 --> 00:29:29,540
النكاح بالإيجاب والقبول إلا بهذه الألفاظ زوجتك أو
236
00:29:29,540 --> 00:29:37,100
أنكحتك وكما أسلفنا المرأة لا تتولى زواج نفسها
237
00:29:37,100 --> 00:29:43,380
فالمرأة كتلة من الحياة وحتى لا تُنسب إلى الوقاحة
238
00:29:43,380 --> 00:29:51,640
فإنما يتولى أمر زواجها وليها أبوها أو من عاش من
239
00:29:51,640 --> 00:30:03,240
أوليائها فيمسكوا بيد الخاطب ويقولوا له مرددا خلف
240
00:30:03,240 --> 00:30:11,060
المأذون الشرعي زوجتك أو أنكحتك ابنتي فلانة موكلة
241
00:30:13,230 --> 00:30:18,750
على كتاب الله وعلى سنة رسول الله وعلى المهر المتفق
242
00:30:18,750 --> 00:30:25,530
عليه بيننا ويردد كذلك الزوج خلف المأذون قبلته
243
00:30:25,530 --> 00:30:33,610
زوادي أو نكاحي من ابنتك موكلتك فلانة على كتاب الله
244
00:30:33,610 --> 00:30:39,590
وسنة رسول الله وعلى المهر المتفق عليه بيننا فلا
245
00:30:39,590 --> 00:30:48,680
يصح أن يكون عقد الزواج بلفظ الأجرة مثلا لماذا؟ لأن
246
00:30:48,680 --> 00:30:59,080
الزواج عقد مؤبد لأن الزواج عقد مؤبد نعم وأما
247
00:30:59,080 --> 00:31:06,480
الأجرة فهي عقد مؤقت قد يستأجر بيتا أو دكانة إلى
248
00:31:06,480 --> 00:31:14,910
سنة أو سنتين ونحو ذلك ثم بعد ذلك يفسخ العقد نعم
249
00:31:14,910 --> 00:31:23,830
ولكن الزواج هو عقد مؤبد ولذلك نحن نقول هنا ولعلهنا
250
00:31:23,830 --> 00:31:32,630
نأتي إليه وهو نكاح المتعة فنكاح المتعة باطل عند
251
00:31:32,630 --> 00:31:39,580
أهل السنة وقد أجازه الشيعة أخذهم الله يعتبرونه من
252
00:31:39,580 --> 00:31:45,660
أركان دينهم والذي لا يتمتع عند الشيعة قد يشك في
253
00:31:45,660 --> 00:31:55,360
عقيدته نعم عقيدة الشيعة الباطلة نعم ولذلك نحن أهل
254
00:31:55,360 --> 00:32:01,660
السنة نقول بأن نكاح المتعة باطل وهو لون من ألوان
255
00:32:01,660 --> 00:32:11,580
الزنا والعياذ بالله لأنه نكاح مؤقت ولذلك النكاح ليس
256
00:32:11,580 --> 00:32:19,160
القصد منه فقط هو الشهوة والجنس وقضاء الوطء كما
257
00:32:19,160 --> 00:32:23,440
سنأتي بعد قليل في حكم الزواج نعم من حكم الزواج
258
00:32:23,440 --> 00:32:31,410
الاستجابة لداعي الفطرة نعم لأن الإنسان فيه من
259
00:32:31,410 --> 00:32:36,450
الشهوات والغرائز ما فيه لكن ليس هذا فقط وإنما كما
260
00:32:36,450 --> 00:32:41,570
أسلفنا من حكم الزواج السكن ومن أركان الأسر المسلمة
261
00:32:41,570 --> 00:32:46,450
المودة والرحمة
262
00:32:46,450 --> 00:32:55,650
فعقد الزواج عقد مؤبد إلى أن يفسخ بالموت أو بالطلاق
263
00:32:56,500 --> 00:33:04,260
نعم ولكن يصح أن يطلق على المهر أجرة نعم كما في
264
00:33:04,260 --> 00:33:12,340
قصة موسى عليه السلام مع الرجل الصالح إني أريد أن
265
00:33:12,340 --> 00:33:18,640
أنكحك إحدى ابنتيا هاتيني على أن تأجرني ثمانية حجّاج
266
00:33:18,640 --> 00:33:25,060
فإن أتممت عشرا فمن عندك وفي أكثر من موضع وآتوهم
267
00:33:25,060 --> 00:33:32,530
أجورهم والأجور هنا هي المهور أما الاستمتاع الذي
268
00:33:32,530 --> 00:33:37,990
استشهد به الشيعة على أنه نكاح المتعة فهو الزواج
269
00:33:37,990 --> 00:33:47,190
فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن نعم فالاستمتاع
270
00:33:47,190 --> 00:33:55,090
هنا بمعنى عقد الزواج وليس نكاح المتعة وهو نكاحه
271
00:33:55,090 --> 00:34:01,410
المؤقت من أجل الشهوة ومن أجل قضاء الوطء وهذه ليست
272
00:34:01,410 --> 00:34:07,450
أخلاق المسلمين لأنه عبر الزنا والحرام يمكن أن يقضي
273
00:34:07,450 --> 00:34:12,770
شهوته وأن يعطي المرأة أجرا هذا لا يليق ولا ينبغي
274
00:34:12,770 --> 00:34:18,590
بأخلاق المسلمين نعم إذا الزواج عقد وقولنا هذا
275
00:34:18,590 --> 00:34:23,870
العقد لابد أن يكون عبر القضاء الشرعي وعبر المأذون
276
00:34:23,870 --> 00:34:34,390
الشرعي يتضمن إباحة وطء وهو الاتصال بين الجنسين بلفظ
277
00:34:34,390 --> 00:34:40,890
إنكاح أو تزويج لخطورة الأمر أو ترجمته إن لم يكون
278
00:34:40,890 --> 00:34:50,190
عربيين فترجمة النكاح والزواج نعم دليل مشروعية
279
00:34:50,190 --> 00:34:57,170
الزواج الزواج طبعا كما سنرى بعد قليل أنه ليس فرضا
280
00:34:57,170 --> 00:35:04,890
أو واجبا وإنما هو سنة مؤكدة في حال اعتدال الشهوة
281
00:35:04,890 --> 00:35:11,470
فالله تبارك وتعالى يقول فانكحوا ما طاب لكم من
282
00:35:11,470 --> 00:35:17,550
النساء مثنى وثلاث وربع هذا دليل من القرآن الكريم
283
00:35:17,550 --> 00:35:25,380
على مشروعية النكاح أو مشروعية الزواج وقوله تبارك
284
00:35:25,380 --> 00:35:33,200
وتعالى وأنكحوا الأيامى منكم والأيامى جمع أيم والأيم
285
00:35:33,200 --> 00:35:39,920
كل ما لا زوج له من الرجال أو النساء فالرجل ليس له
286
00:35:39,920 --> 00:35:49,140
زوجة أيم والمرأة ليس لها زوج أيم فهي دعوة إلى
287
00:35:49,140 --> 00:35:56,910
أولياء الأمور وقيل إلى الأزواج والأصح أن الخطابة
288
00:35:56,910 --> 00:36:03,130
إلى كليهما إلى أولياء الأمور وإلى الأزواج فالمعنى
289
00:36:03,130 --> 00:36:08,730
يحتمل ذلك كلهم وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من
290
00:36:08,730 --> 00:36:14,810
عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله
291
00:36:14,810 --> 00:36:22,350
وهذه دعوة إلى الزواج حتى ولو كان فقيرا يا أيها
292
00:36:22,350 --> 00:36:29,420
الأولياء زوجوا الفقراء من بناتكم حتى وإن كانوا أقل
293
00:36:29,420 --> 00:36:34,580
مالا منكم كما جاء في أكثر من موضع في القرآن
294
00:36:34,580 --> 00:36:45,080
الكريم إذا جاءكم وكذلك في عفوا السنة النبوية ففي
295
00:36:45,080 --> 00:36:50,480
القرآن الكريم إن أكرمكم عند الله أتقاكم وفي السنة
296
00:36:50,480 --> 00:36:56,570
النبوية إذا جاءكم أو قال إذا أتاكم من ترضون دينه
297
00:36:56,570 --> 00:37:01,910
وخلقه فسوجوه انظروا هكذا يتفاضل الناس بالدين
298
00:37:01,910 --> 00:37:09,730
والخلق قبل أن نسأل عن ماله وعن جماله وعن حسبه
299
00:37:09,730 --> 00:37:14,870
ونسبه لابد من السؤال عن الدين والخلق إذا جاءكم أو
300
00:37:14,870 --> 00:37:23,220
قال إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فسوجوه إلا تفعلوا
301
00:37:23,220 --> 00:37:30,940
يعني إن طلبتموه لفقره وسوء حاله تكون فتنة في الأرض
302
00:37:30,940 --> 00:37:39,590
وفساد عريض أو قال في رواية وفساد كبير هكذا والمرأة
303
00:37:39,590 --> 00:37:44,930
كذلك عندما تُخطب لا تُخطب لجمالها فقط أو مالها فقط
304
00:37:44,930 --> 00:37:51,070
أو حسبها فقط وإنما أيضًا لدينها تُنكح المرأة لأربع
305
00:37:51,070 --> 00:37:59,110
لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاضفر بذات الدين تربط
306
00:37:59,110 --> 00:38:08,720
يدك وتربط يدك معناها لتسقط يداك في التراب وهذه دعوة
307
00:38:08,720 --> 00:38:15,860
من الرسول عليه بالفكر والحاجة والعوز لأن العرب
308
00:38:15,860 --> 00:38:23,330
كانت تطلق الترابوأنه يملكوا ثروة من التراب على
309
00:38:23,330 --> 00:38:28,030
الفقراء والمساكين والمحتاجين كما قال الله تبارك
310
00:38:28,030 --> 00:38:32,390
وتعالى فلا تكتح ما العقبة وما أدراك ما العقبة فاكوا
311
00:38:32,390 --> 00:38:38,010
رقبة أو اطعاموا مسكين في يوم زي مصغبة أو اطعام في
312
00:38:38,010 --> 00:38:43,910
يوم زي مصغبة أو مسكينا زا مطربة أو مسكينا زي مطربة
313
00:38:43,910 --> 00:38:52,630
بمعنى زي تراب فمن فقره ومسكنته التثق بالتراب ومعنى
314
00:38:54,690 --> 00:39:00,570
الحديث إن لم تظفر بذات الدين لتسقط يداك بالتراب
315
00:39:00,570 --> 00:39:07,070
بمعنى أصبحت فقيرا ذا حاجة ومسكنة حتى كان سيدنا
316
00:39:07,070 --> 00:39:13,390
عمرو يقول ويقسم على ذلك بأن الزواج باب من أبواب
317
00:39:13,390 --> 00:39:19,710
الغنيمة نعم فلا تخشى الفقر فالخالق هو الله والرازق
318
00:39:19,710 --> 00:39:25,070
هو الله وقد قال الله تعالى يكونوا فقراء يغنهم الله
319
00:39:25,070 --> 00:39:32,570
من فضله وسيأتي معنى عند الحديث عن حكم الزواج وأنه
320
00:39:32,570 --> 00:39:37,490
سنة مؤكدة في حال اعتدال الشهوة قوله عليه الصلاة
321
00:39:37,490 --> 00:39:43,550
والسلام ثلاثة الله في عونهم وذكر المجاهد في سبيل
322
00:39:43,550 --> 00:39:51,580
الله والعبد المكاتب وذكر الناكح يريد العفاف فالله
323
00:39:51,580 --> 00:39:57,420
يغنيه من فضله إن شاء الله تعالى والآية الكريمة
324
00:39:57,420 --> 00:40:03,100
التي مرت بنا في مشروعية الزواج في سورة الروم من
325
00:40:03,100 --> 00:40:08,400
آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها
326
00:40:08,400 --> 00:40:15,940
وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون
327
00:40:15,940 --> 00:40:23,980
فكل هذه الآيات تدل على مشروعية الزواج ونختم بأدلة
328
00:40:23,980 --> 00:40:27,680
من السنة النبوية للدلالة على مشروعية الزواج وما
329
00:40:27,680 --> 00:40:32,000
أكثرها وقد ذكرت طوا حديثين من غير الكتاب ومنها
330
00:40:32,000 --> 00:40:36,500
قوله عليه الصلاة والسلام وثنأتي إلى هذا الحديث عند
331
00:40:36,500 --> 00:40:43,840
الكلام عن حكم الزواج وأنه إعفاف للزوجين يقول عليه
332
00:40:43,840 --> 00:40:48,440
الصلاة والسلام يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة
333
00:40:48,440 --> 00:40:55,580
فليتزوج فإنه أي الزواج أغض للبصر وأحسن للفرج ومن
334
00:40:55,580 --> 00:41:03,340
لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء وجاء بمعنى قاطع
335
00:41:03,920 --> 00:41:10,560
لأن وجأ في لغة العرب بمعنى قاطعة فإنه أي قاطع
336
00:41:10,560 --> 00:41:19,080
للشهوة أو مهذب للنفس ويستعف
337
00:41:19,080 --> 00:41:23,560
في الذين لا يدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله
338
00:41:23,560 --> 00:41:29,080
نكون إن شاء الله في المحاضرة التالية على موعد مع
339
00:41:29,870 --> 00:41:37,070
حكمة مشروعية الزواج والسلام عليكم ورحمة الله
340
00:41:37,070 --> 00:41:38,010
وبركاته